آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخافقي ألوذ عن جواك (4) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة*مكتملة ومميزة * (الكاتـب : ام شیماء - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          88 - لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثاني الشبابي الذي احببتوه ؟ والمفضل لديكم ؟
ملاذ و ايوب 30 71.43%
شهم وسراب 11 26.19%
ديالا و امجد 1 2.38%
المصوتون: 42. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree34Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-20, 04:22 AM   #131

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
جمعة مباركة💐 ..الفصلين جمال ..اخيرا تم زواج ملاذ وايوب ..بس المشهد الخطير كان المواجهة بين احمد وعمران وسراب ..سراب المدمرة لان عيلتها لم تاخذ لها حقها تكرههم وهذا حقها زي مازلفة لا تعترف بوجود احمد الي جاي الان يندم على الي عمله ويتمنى يرجع الزمن فعلا كان اناني ..شهم ياترى حيعترف لسراب ولا حيفضل مخبي عليها ومزودرعة الخيول الي انحرقت من حرقها اكيد مؤيد عشان ينتقم منها ..سراب شاكة بشهم الله يستر من الي جاي ..بس حابة اقول ان سراب صحيح خسرت بعد اغتصابها كثير بس من ناحية تانية كسبت شخص زي زهير حبها واعتنى بيها واحتواها وده الي مقدرش احمد يعمله ..اتمنى لك التوفيق وياترى في فصول في رمضان ولا حتوقف الرواية 🤔
باقي 4 فصول تقريبا وننتهي إن شاء الله
الجمعة والسبت الختام


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 04:23 AM   #132

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4)
‏Dalia bassam, ‏Ghada$1459, ‏Suzi arar, ‏•Abeer•, ‏رسوو1435


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 04:54 AM   #133

زينه 4

نجم روايتي ومشاركة بمسابقة الرد الأول وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية زينه 4

? العضوٌ??? » 372378
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,418
?  مُ?إني » قلب امي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » زينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
يمّه على داعيك يزداد قدّي بك افتخر يا ملهمه يا عظيمه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جاري القراءه .........

زينه 4 غير متواجد حالياً  
التوقيع

كل يوم حكاية تسرد على مسامعنا مزيدا من أمل
تخبرنا بأن ما عند الله أفضل
تجعلنا نتفائل ...💛💭
رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 06:17 AM   #134

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينه 4 مشاهدة المشاركة
جاري القراءه .........
هلا وغلا بانتظار رأيك ❤


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 06:20 AM   #135

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)
‏Dalia bassam, ‏Ghada$1459, ‏الميزان, ‏همهماتى, ‏lucyman, ‏Polin, ‏leria255


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 04:28 PM   #136

حنان الرزقي

? العضوٌ??? » 315226
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 755
?  نُقآطِيْ » حنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond repute
افتراضي

القصة رائعة مع انني مازلت حائرة كيف تقبلت سراب الكبرى ملاذ يعني واقعيا يكاد الامر يكون مستحيلا
انتظر بفارغ الصبر كيف ستعاقبين عمران لانه لايعقل ان يمضي دون عقاب كما انتظر هل ستظل سراب الصغرى مع شهم أنت مبدعة فعلا


حنان الرزقي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 12:34 AM   #137

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الرزقي مشاهدة المشاركة
القصة رائعة مع انني مازلت حائرة كيف تقبلت سراب الكبرى ملاذ يعني واقعيا يكاد الامر يكون مستحيلا
انتظر بفارغ الصبر كيف ستعاقبين عمران لانه لايعقل ان يمضي دون عقاب كما انتظر هل ستظل سراب الصغرى مع شهم أنت مبدعة فعلا
رح اجيبك بنهاية الرواية لامر ببالي
نوووووورتيني


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 12:42 AM   #138

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون
تمشي بخطوات خاوية ...
خطوات ميته كهذه الأرض التي أُحرقت جميع معالم الحياة التي عليها ....
هذه اللحظة باتت سراب لا تسمع بأذنيها سوى صهيل الأحصنة ودقات حوافرها وهي تناجيها ....
كيف لها أن تغدو فارسة بعد اليوم بدون فرسها.... !
لقد احست بالخطر مسبقا لكن نائبةً كهذه ليست يسيرة عليها ....
كيف لها أن تتقبل خسارة ما طمحت لنيله ... وما انصهرت به في طفولتها وشبابها...
ركوب الخيل وترويضه كان يشعرها بالانطلاق والقيادة ، يمنحها قوة المحارب ....
جلست فوق صخرة كبيرة ... ، تحملق بنظرات باهته ... الأمور تتقلب برأسها ومن غيره الفاعل؟....
شهم كان يقرأ عينيها اللتان ترويان عجز امرأة لم تغلب يوما ... ولم تذق حنظل الخسارة ....
اقترب شهم من السائس الذي كان يبكي فداحة خسارة الخيول ... واحتراق المزرعة
بينما يقف رجلين من الشرطة يحققون معه ... و جزء من الشرطة يمسح الأراضي المحيطة بالإسطبل .....
عندما سأله الشرطي عن هويته .... تطلع بعيدا حيث سراب كانت تجلس وحيدة... مصنمه كتمثال رخامي ...
ثم اخرج بطاقة العمل الخاصة به ....
سارع الضابط بإلقاء التحية ...
لكن شهم كان ممتعض الهيئة...
هائبا من نتائج التحقيق التي أكدت أن الحريق مدبر، بفعل فاعل!
****_______
يتبع
نهضت وشعرها يزداد حمرة داكنه .... يرى حمرة الشفق
من مكانه وهي تتلألأ بعينيها ....
مشت بغضب ناحية السائس ثم نهرته صارخة وهي تنتفض
" مزرعة كبيرة ... بها عدد لا بأس به من الحرس ... واسطبل يقيم به سائس يحمل بندقيته ... تحترق أمام عيونكم!!... "
تتلكئ الكلمات على شفتي الرجل بينما تتابع انفجارها ....
" هل اتيتم للعمل هنا.... ام للاستجمام.... هذا جزاء ثقتي المطلقة بتسليمكم أرضي ... هكذا تصان الأمانة ... ؟ "
خطى شهم لناحيتها ...و امسك كتفيها وهو يقول بتأثر
" هوني عليكِ ... الشرطة أكدت أن لا شأن لهم ..."
انتفضت مبتعدة عنه وهي تهتف بانفجار
" لا شأن لهم ... لكنهم اين كانوا في هذا الوقت؟؟؟؟... "
صمت شهم ... عارفا انها محقه بغضبها ... أتى الضابط ناحية
سراب فتأهبت بتحفز تنتظر تحليلا يمسكها بطرف الخيط
قال الشرطي بتهذيب
" سيدة سراب ، حسبما تبين معنا... ان الحريق نتج قصدا ... فوقود الحرائق الذي رُشق يدل على أن المترصد يود حرق اكبر جزء ممكن قد تمسك به النار ... "
قاطعته وهي تصك أسنانها
" إذن؟؟..."
قال الشرطي بشكل مباشر
" بإمكانك تبليغ المركز لفتح محضر تحقيق ... هل تشكين بأحد "
داخلها يزأر توحشا... رمقت عمال المزرعة اللذين يقفون بخيبة ، متهدلين الأكتاف.... لكن منظرهم لم يكن شفيعا أمام سَعير قهرها.... فقالت بصوت يقطر توعدا
" أود تقديم الشكوى بحق العمال جميعا "
أشارت عليهم ثم تابعت بنفس النبرة وهي تشمخ بذقنها
" واحدا ... واحدا "
اتسعت أعينهم... بينما شهم تباعد عن أي تدخل رغم صدمته
لم يتوقع أن يكون غضبها شديدا بهذا الشكل ...
استدارت بنية المغادرة ... لكن الضابط كرر قائلا
" عفوا سيدتي... انا قصدت هل تشكين بهوية الفاعل .."
ردت بنبرة قاطعة...
" الكارهين كثر.... والإهمال من عمال المزرعة و سائسين الاسطبل ، إن كنت اريد حقي قانونيا... فأنا أريده منهم .."
ماء صبرها يغلي .... لا تريد أن تأخذها الظنون إلى هنا وهناك ...لكن من توعد بالنيل منها غيره ؟ ...
من يريد الثأثر سواه .... ( مؤيد)
يرى شعرها وهو يتطاير مع نسمات الفجر كأسواط اللهب... فيتأثر اعجابا بشدة أزر زوجته ... وبذات الوقت ينقبض قلبه من هذا الجانب القاسي منها ... الجانب الذي لا يعرف معنا للغفران.......

لحق بها وهي تمشي ناحية الخيول المحترقة والملقية على الأرض
….
اجفلت من فظاعة الأمر
كانت هذه النظرة كفيلة لتهز أعمدة صلابتها هزًا ... هي لم تخسر شيئا ماديا عاديا . ..
بل خسرت عِتادها وعدتها ...!
*******
اليوم التالي صباحا....
في قصر الوالي … كان لزاما عليها أن تخبر جدها بما حصل
تقبضت كفي الوالي فوق ذراع الكرسي ... بينما يسألها الجد بصوت خشن يحمل خوفا كبيرا عليها
" لا تهتمي.. اعتبري أن المزرعة اعيد بنائها ... ولكي مني خيولا عربية من سلالة اصيلة.... فأنا اعرف انك ترين بالخيل ما ترينه بالبشر ..
"
اسبلت اهدابها… ثم قالت بحرارة نبعت من داخلها
" شتان بين البشر والخيل يا جدي ... لقد علمني الخيل روح المنافسة... وكيف احافظ على اتزاني.... لقد وقعت عن ظهره عندما امتطيته اول مره فعرفت وقتها يا جدي ان الخيول عزيزة الكرامة ترفض من يحاول اهانتها وعنادها ،
وانما تحتاج لشخص يحبها ويفهمها .... "
نبرتها الشجية وهي تتحدث جعلته يرفع حاجبيه عجبا
.. فقال بنفس النبرة
" لهذه الدرجة تأثرتي بها..؟ "
وقفت وهي تقول بانفعال مكبوت
" وأكثر من ذلك ... التعامل مع الخيول وهبني الإحساس المسبق بالأمور .... ومن فعل ذلك ... يتمنى كسري"
هتف جدها بحميه وهو يقف أمامها.... محتويا وجهها المرهق بين كفيه ، رفعه عاليا بشموخ... ناظرا لعينيها .. ثم هتف
" لا عاش من يحاول كسر حفيدة شاهر الوالي .. "
تبوح بما يعتريها من مشاعرٍ مبهمة... ورائحة الخطر لا تبارح حدسها... فتمتمت بهمس خافت
" وإن كسروني؟ .."
رد عليها وهو يهز رأسها...
" المرء لا ينكسر الا من صنع يده .. إياكِ وتسليم مفاتيحك لأيٍ كان..."
اتسعت عينيها وهمست
" حتى زوجي ؟..."
رد عليها جدها بنبرة شديدة اللهجة ...
" إن كان اهلا للثقة فامنحيه جزءا مما ترينه مناسبا ... لكن إياكِ يا سراب أن تمنحيه ثقة هو ليس اهلا لها... و تشرعي ابوابك دون أن تتأكدي من طباعه ...."
شعرت انها تضيع بدهاليز لا نهاية لها ... لا تدري إن كان سؤالها تقصيا ام عجزًا ؛ فهمست دون أن تعي
" كيف سأعرف ..؟ "
ارتخت يديه عن وجنتيها .... يهاله أن يرى حيرتها..
فهمس بجواب قطعي
" المواقف من تحدد طينة الرجال ... أحيانا سنوات العشرة لا تكفي "
صمت الجد متدبرا ألفاظة .... وفجأة تبدلت ملامح حفيدته... ليضيع ما بين سراب وسراب .... فتثبت حقيقة واحدة ..
" المواقف من تحدد طينة الرجال ..."
___________//
يتبع
تتقلب بفراشها... تنظر للجهة الأخرى للسرير فوجدته خاليا ... تحسست مكانه البارد...
فنهضت تعاجل بارتداء ثيابها... مشت على رؤوس اصابعها تبحث عنه ، طرقت باب الحمام ثم فتحته لتجده خاليا ...
ابتلعت ملاذ ريقها وهي تعود لمكانها جالسة فوق السرير وحيدة بدونه …
كيف تركها وحيدة بصباحية عرسهما ..؟
خبأت وجهها بكفيها ..تتنفس بسرعة ... لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وقد خطر ببالها أن تتصل على والدها...
لكنها فجأة شعرت بالحرج وهي تتساءل هل من الصحيح أن تتصل به ؟
ضمت الهاتف بين كفيها ناحية قلبها ... لكنها حزمت أمرها و اتصلت بوالدها ...
ما إن اتاها صوته حتى قفزت سعادة وهي تهتف
" بابا.... اشتقت لك "
كان يعرف انها تريد الاطمئنان عليه بعد الذي حصل بالأمس ... رفع كأس الخمر لفمه... ونطق بصوت ثقيل
" وانا صغيرتي... ، انتِ سعيدة؟"
توردت وجنتيها وهي تتذكر ليلة الأمس ... فعضت باطن خدها خجلا
" نعم.."
صمت عمران متنهدا ...؛ لكنه سألها مباشرة .. مستغربا أن أيوب سمح لها بمحادثته
" اين زوجك..."
لا تدري بماذا تجيبه ، لكنها قالت بحزن
" لا اعرف.."
وقعت الكأس من يد عمران.. بينما ملاذ همست خوفا عليه
" أنت بخير... ما الذي كُسر؟"
رد بصوت متحشرج وهو ينحني ليلملم الشظايا الزجاجية
" لا تقلقي... كأس الماء وقعت من يدي.. ، ثم كيف لا تعرفين اين هو؟"
نظرت للغرفة بحزن... وهي تهمس بتردد
" استيقظت ولم اجده "
قبض عمران على احدى الشظايا... شاتما ايوب بسره...
فيتذكر فعلته السوداء بحق ابنته البريئة ..
اغمض عمران عينيه وهو يسألها بصعوبة ..
" سأسلك سؤالا .. وكوني صريحة معي و إياك والكذب "
انصتت إليه... تنتظر بترقب سؤاله .. فقال بغلظة
" ايوب ... ذلك اليوم الذي اختطفك به .. هل .. هل "
اغمض عينيه بقوة دون أن يشعر بيده التي جُرحت من اشتداد قبضته فوق الشظية ، بينما ملاذ كان صدرها يختض مما يلمح عليه والدها
" هل اعتدى عليكي ؟ .."
شهقت وعينيها تتسعان من شكوك والدها ...
تلك اللحظة شعرت ملاذ بحرارة تحرقها حيه ... كأنها تلقت صفعة وليس سؤالا ... فهمست بصوت محرج يوحي بالبكاء
" بابا..."
نهرها عمران وهو يصرخ دون شعور منه ...
" قولي الحقيقة ، مهما كانت ولا تكذبي "
حركت رأسها رفضا ... بينما يستمع لهسيس بكائها من اتهامه
" لا .."
عندما سمعت باب الغرفة يفتح ....أغلقت الخط سريعا .. وخبأت الهاتف بالدرج المجاور للسرير ...
… مسحت دموعها التي سقطت... وبقيت مكانها تولي ظهرها لأيوب الذي دخل للغرفة... كان ايوب ينظر إليها شاعرا بحزنها....
عارفا انه خيب املها بتركها وحيدة ...جلس بجانبها على السرير ... فأشاحت وجهها عنه ... لا تدري ماذا تقول له ...
هل تخبره بتفاصيل مكالمتها مع أبيها ...؟
أم تسأله اين ذهب باكرا و تركها لكل هذا الوقت وحيدة !
نهضت بسرعة فامسك بذراعها ما إن تجاوزته .. ثم اسند جبينه على ذراعها
" انا آسف..."
سالا بصوتها الناعم الذي يقتله ....
" لماذا تركتني وحدي ؟ "
كانت شفتيه تقبل طول ذراعها.. معتذرا… شدها نحوه حتى وقعت على حجره
… ينظر إلى شفتيها المنتفختين ... فهمس بصوت متأثر
" كم مرة علي ان اقول لك ... أنتِ لي ... وانا لا أترك ما يخصني.."
اناملها ارتفعت لتتلمس ذقنه... فيدق قلبه صخبا عندما لمست تلك الندبة ، غافلة تماما عم تفعله بحركتها الغير مقصودة
كانت تشعر أن والدها ظلمها وظلم ايوب بشكل مقصود.. وإن لم يكن مباشرا.... !
همس ايوب فوق شفتيها...
" كنت امدد حجز الفندق ليوم إضافي قبل أن نعود لمنزلنا ...."
انقض على شفتيها... يسكتها غارقا برقتها....
تصدقه ، وتعرف أنه يكذب عليها...!
اما هو يشعر أن الكذب افضل له من أن يخبرها حقيقة انه كان يزور امه بصبيحة عرسه .....
////
يتبع
" طبعا تبتسمين لأجله ... وتبكين لأجله... نعيش بنكد لا ينتهي أيضا لأجله ..."
اختفت ابتسامة سراب .. وهي تواجه ابنتها انجود
فقالت بتأنيب
" هل يوجد فتاة تكلم امها بطريقة وقحة كهذه؟؟ "
هتفت انجود بغضب مستعر
" قول الحقيقة ليس وقاحة … لقد رببتنا على الصراحة وقول ما يجول في خواطرنا... لكن انتِ التي تغيرتِ ماما، ربما نسيتي .... "
قاطعتها سراب ضاربة كفيها فوق رخام المطبخ هاتفة بحنق
" انجووود "
الا أن الأخرى انتفضت كرها لشقيقها المزعوم
" انا لا أتقبله وجوده في حياتنا....لقد قلبها رأسا على عقب "
اخفضت سراب رأسها... تشعر بضربات قلبها عادت لتؤلمها...
" وجود ايوب ليس جديدا علينا ... بل الاصح هو ان وجودنا ما لا يألفه هو .. "
رفعت سراب راسها ناحية زلفى التي تقف عند باب المطبخ... تبتسم لأمها ... متجاهلة الربكة التي تحاول انجود احداثها ..
دخل كريم للمطبخ بذات اللحظة... متوجها نحو الثلاجة ... يرقص حاجبيه ؛ متشدقا لتذوق الحلوى الباردة التي اعدتها سراب ...
قالت زلفى بغنة ضاحكة من حركات كريم
" امي قالت سنأكلها ليلا .. اياك والاقتراب .."
فرك كفيه ببعضهما... ينظر بحزن إلى الطبق...
فقال بنبرته المتلاعبة
" اعلم... اعلم...انا اود شرب كأس من العصير .. اشعر بحاجتي لتذوق اي شيء حلو "
ما زالت سراب غاضبة من ابنتها.. تأسف على قسوتها التي لا تلين... فلا تشد خاطرا لها بل تفتعل المشاكل بكل مرة ترى بها ايوب و تعكر صفو سعادتها بجمع شملهم....
قفز كريم نحو امه وهو يقول بجذل ... وعينيه تضخان قلوبا حمراء
" لقد وعدني ايوب انه سيحضر زوجته بالمرة القادمة... كم هي جميلة يا امي .. لقد اخبرتني انها تعرف كيف تصنع طائرة ورقة... وانا من جهتي احببتها …"
نظرة خاطفة استرقتها زلفى
ناحية انجود التي سحب الدم من وجهها فزداد بياضا فوق بياضه…ردت سراب على صغيرها
" وانت متى رأيتها؟ .."
رد كريم بنفاذ صبر وهو ينظر لساعة الحائط في المطبخ
" ماذا بك يا أمي نسيتي عندما قاما بزيارتنا......... ، بدأ برنامجي المفضل....."
وخرج من المطبخ حاملا بيده كأس العصير ...
نظرت سراب بإثره ... تطوح يديها وهي تهتف بانفعال ..
" .. اشعر اني لم اربي آخر اثنين جيدا ..."
ابتسمت انجود ابتسامة جانبية صفراء وهي ترد على امها
" ولم تربي بكركِ أيضا… اذن تهانيا لزلفى التي حصلت على تربيتك..."
شهقت سراب من ردود ابنتها التي لا حدود لها ....
لكن زلفى خرجت عن طورها فهتفت
" قلة أدبك ازدادت كثيرا ... انتبهي لما تلفظينه من سموم "
ضحكت انجود باستفزاز وهي تقول بسلاطة دون أن تحسب وزنا لكلماتها....
" أقول ما أريد...."
تقدمت زلفى منها وهي ترفع سبابتها مهددة
" اقسم أن اقول لأبي جميع افعالك..."
لكن الأخرى قذفت ما لم تشعر به يوما
" وهل سيقف معك انت واخاك ضد ابنته الحقيقة…"
اجابتها جعلت زلفى ترتد مصعوقة للخلف.... وقد ربط لسانها عن أي رد
لكنها ردت بصوت اجوف
" تكررينها لثاني مرة ... لكن بطريقة بشعه تشبهك.... انا اخت ايوب وابنة زهير قبلا منكِ و رغما عنك "
داخلها يشعر بالألم ... لم تكن ترى زلفى بصورة اخرى مغايرة لصورة الأخت ، فما الذي تغير الان ؟؟؟
الكلمة ارتدت في صدرها قبل أن تصيب زلفى ...
لكنها حقا لا تدري ....لا تدري لماذا ترفض ايوب ...
هل لانها شعرت ان الدنيا جميعها بكفة .. وايوب بكفه اخرى...
ام لانها خائفه ان تضحي امها بهم ... مقابل كسب ايوب !
لا تدري...
لحقت نجود بزلفى التي ارتدت سترتها... متجهه نحو الباب بنيه الخروج
امسكتها نجود ذراعها بكلتا يديها ...قائلا بصوت يرتجف خوفا
" الى اين انت ذاهبة.."
لكن زلفه نظرت اليها للحظه وقالت بنبرة قوية تحسد عليها... تذكرها بما قالته لها يوما
" لا يعنيك من اليوم سوا كريم ، هو اخاك...... اما انا لا اخوة لي غير ايوب..."
لفظت ذراعها وخرجت من البيت....
ارتجف جسدها مع صوت انسفاق الباب ... غامت عينيها الزرقاوين ...
و التفتت ناحيه المطبخ فوجدت امها جالسه فوق الكرسي مطاطاه الراس تبكي بصمت...
______
" تفضل .."
قالها نمر باقتضاب...وهو يقدم لشهم فنجانا من القهوة السادة.. !
قلَّب فنجان القهوة بشكل دائري حتى تبرد .... ينظر تارة للفنجان ... وتارة أخرى لنمر الذي يتحاشى النظر إليه.. او الحديث معه
لكن شهم سأله بصوت خشن
" منذ متى وأنت تعمل .. حارسا أو سائقا عندهم ... لا أدري مسماك الوظيفي"
حك نمر شاربه الكث ... قائلا بتشكيك
" هل هذا سؤال عرضي ام جزء من التحقيق.."
اهتزت كتفي شهم من الضحك.... مدركا قصد نمر ... رد عليه بعد أن ارتشف القهوة ...
جيد ....، يبدو انك لم تنسى حقيقة اول لقاء بيننا..."
كم يشعر بتأنيب الضمير، كم يشعر بذنب الخيانة...
لعائلة اغدقته من خيرها....!
_______
من بعيد جالسه مع ديالا عينيها المتفحصتين تنظران الي شهم ..
ربما لا تستطيع سماع الحديث الدائر بينهما
.. لكنها تستشعر مقدار توترهما.... خصوصا نمر ... الذي لم يكف عن الالتفات حوله...
ضاقت عينيها متذكر ان الذي عرفها على شهم هو نمر...
تحاول ربط الامور ببعضها.....
حريق الاسطبل... تعجيل زواجهما .....توتر النمر ...، واخيرا صور أفراد عائلتها ..
صداع مفاجئ لمع براسها... تكره شعور العجز.... تكره شعور الضياع ....
.. هناك حلقه مفقودة .. وأمور مبهمة غير واضحة ...!
قد يكون الجواب عند نمر ... وقد تكون مخطئة بحكمها...
تأوهت وهي تدلك صدغيها ... انحنت ديالا بقلق
" انت بخير..."
اومأت سراب دون أي كلمة ....
لكن بسرها كانت تجيب ...
" قطعا... ليست بخير "
___******
يتبع
تشعر بخطوات تمشي موازيه لسرعتها ....
نظرت حولها فوجدت أن الشارع خالٍ من أي شخص ...
دق ناقوس الخطر باللحظة التي شعرت انه أصبح خلفها... ما إن رفعت قدمها بمحاولة للهرب ....
حتى شعرت به يمسكها من ذراعها
صرخت فزعه.... اتبعها احمد بتربيته خفيفة على ظهرها ....
زفرت ما إن رأته ... ثم هتفت بارتجاف
" لماذا تلحق بي .... لقد افزعتني "
حمحم احمد وهو يقول بصوت هادئ
" رأيتك تمشين بالشارع وحيدة... ، يبدو أنك منزعجة من أمر ما .."
أرخت يدها بعيدا عنه ... ثم جعلت مسافة بينهما ...
قبل أن تقول على مضض
" اردت ان أتمشى قليلا..."
استدارت تنوي المغادرة ...
لكن فكرة التمعت برأسها ، وعادت إليه راكضة ..
كان احمد يقف مكانه ولم يتحرك منه ... سوى عينيه اللتان كانتا تتبعان خطاها .. قالت وهي تتنفس بسرعة
" هل يمكنك أن تدلني على مكان ارض امي .... "
اصرارها يعجبه ... لكنه يخيفه عليها... قال أحمد بنبرة محذرة
" انت لن تكفي عن السؤال بأشياء لا تعنيكِ..."
شمخت برأسها وهي تقول ببساطة
" ما يخص امي يعنيني ..."
لكن احمد تراجعت خطواته ... وهو يقول بنبرة قاطعة
" عودي للمنزل.."
اقتربت منه وهي تقول برجاء
" فقط ارني اين هي ... لا أريد شيئا غير ذلك..."
سألها بضيق ... وهو يشوح بكلتا يديه
" بماذا يفيدك ذلك ..."
عضت شفتها.... بينما احمد كان ينتظر مترقبا إجابتها ...
" إذا استطعت إعادة ارض أمي... سيكون لدينا شيء نملكه ونبقى لأجله بهذه البلد... يكفيها البعد عن أيوب.."
لكن احمد شعر بنصل غائر يتوسط قلبه... تفكيرها بأيوب وبأمها يجرحه...
هو ايضا يحتاج لولد بار يخاف عليه... يحتاج إلى ضنا سليم يعينه بكبره...وليس العكس !
لكن احمد .. رد عليها موبخا
" ارجعي للمنزل افضل لك ... الوالي ليس سهلا .. انه أكثر من قادر على اذيتك ... "
هتفت بشراسة... قائلة الحقيقة
" انا لا اخافه .... سأستخدم القانون بإثبات حقي... "
قدرة احمد على التحمل اصبحت صفرا ... لذلك أولاها ظهره ... لكنها قاطعت طريقه... وهي تهتف
" لن اقول انك ساعدتني... اقسم لك .. فقط أريد معرفة مكان الأرض.. حتى لا يسرق الوالي حقي..."
اشاح وجهه عنها ... لكنها ابدا ما كانت تتوقع منه مساعدتها.... لقد كونت فكرة جيدة عن كونه عنيد بشدة ميؤس منها "
رد احمد عليها... بكلمة واحدة باغتت افكارها
" بشرط... "
تسمرت زلفى ... لكنها هزت راسها موافقة... فاكمل كلامه وهو يتطلع إليها...
" تأتين لزيارتي غدا لنتحدث كأب وابنته...."
بلحظة شعرت انها انزلقت باتجاه معاكس لما تريده... وقد اصبحت طوعا لشرطه...
لكن اصرارها العالي بإعادة حق امها...
جعلها تقول بما لا تدري عواقبه
" حسنا ...،موافقة..."
مد كفه مسلما عليها... كبداية جديدة .... ابتلعت زلفى ريقها لكنها وضعت كفها المرتجفة بكفه التي قبضت عليها بقوة...

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 12:44 AM   #139

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس و الثلاثون
" الأرض العائدة لأمك هي اشبه بوادي بين جبلين... اي انها منخفضة نسبيا عن باقي الأراضي المنبسطة على امتداد واحد ... "
كانت زلفى تنظر بدهشة من كمية الأراضي التي يمتلكها الوالي ....
وقفت هي واحمد عند علو سفح جبلي .. تنظر بإعجاب من جمالية ارض امها والتي ظهرت مميزة كلوحة طبيعية يندمج فيها لون العشب مع لون سنابل القمح ...
يتطاير شعرها متخبطا على وجهها من شدة الهواء العليل من هذه المنطقة .....
نظرت إلى احمد وتساءلت بعجب
" ألا يوجد صكوك تثبت ملكيتها لأمي..."
هز رأسه نفيا ... بينما يرد عليها بسخرية
" كلمة الوالي هي صكها الوحيد .... هذه الأراضي تملكها الوالي من ابيه ... لكنه أصر على منح حفيدته المفضلة هذه الأرض والتي طلبتها بلسانها... "
رجع إلى الخلف... وهو يتابع كلامه ... بنبرته التي ازدادت خشونة
" وربما هذا ما أثار غيرته ... تفضيل والد الوالي لأمك … أشبه اليوم بتفضيله لسراب عن باقي أحفاده..."
استدارت لتنظر إلى احمد ... وحاجبيها يقتربان من بعضهما بتفكير قطعه احمد
" الزمان يعيد نفسه مجددا .. لكن الطامة أن الوالي سجل معظم الأراضي بإسم حفيدته دون أي سبب يذكر سوى أنها ترث جبروتا يوازيه وربما اكثر "
اتسعت عيني زلفى وهي تهتف بذهول
" معقول!! ... "
لكن احمد أشار إلى أرض امها .. يرمي بجمار مشتعلة... مع كل كلمة يبوح بها
" و اولها ارض امك ... وانا متأكد انها سجلت باسمها ...
لكن الوالي فرض على الغالبية عدم الاقتراب منها بسبب اقاويل اشيعت بين أهل البلدة "
صمت احمد عن باقي كلامه وقد شعر انه أدلى بدلوه أكثر من اللازم ...
لكنها نظرت إليه بنظرة تحمل إصرارا كبيرا... لمعرفة كل شيء بتفصيلٍ ممل.. فتابع أحمد
" الأرض تحوي على الكثير من الزواحف الخطيرة ... يقولون ان الوالي وضع بها
"أفعى المجلجلة" التي يسمعون رنين اجراسها الخطرة ليل نهار حتى لا يجرؤ أحد على دخول الارض فتقتله بسمها الفتاك"
ارتفع حاجبيها واللذان ارفقا بصيحة استنكار خفيضة
" معقوول!! ... انه يصنع أوكارًا لنفسه ... ربما هذه مجرد اشاعات أطلقت من اهالي البلدة"
الا ان أحمد أشار إلى عينيه وهتف مقسما
" لقد رأيت بعيني هاتين .... كيف وضع "نمر" قبل شهرين تقريبا الافاعي بالأرض هنا .... "
شفتيها اشتدتا كخط وردي واحد.... تتأمل هيئة احمد المنفعلة مجددا... لكن هذه المرة بتشويش غريب يسيطر عليها...
ما سر متابعته لما يخص امها لحد اللحظة... !
رغم أن السنوات مرت...وهمومه عظيمة بوجود ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
... رغم شخصيته الطاغية على زوجته الا انها ترى بعينيه ودا يخصها به ... ترى شفقة واضحة تتدارى خلف جفونه المبطنة….
لكن ما لم تفهمه تماما زاوية ماضيه مع امها والتي يتردد إليها دوما ... تتخبط برؤيتها ... فينال من نفسه ومنها ، و تتيه هي بتفسير نظرات الشوق والثأر التي يبثها لسراب...!
قالت بنبرة هادئة... حملت معنًا مبطن ...
" يبدو أنك تحفظ هذه الأرض كخطوط يدك ... هل تاتي الي هنا دوما "
لم يبتسم لكن ثنايا وجهه اشتدت بتقوساتٍ تركتها الزمان
…. لكن احمد رد عليها وهو ينوي المغادرة
" سراب كانت زوجتي لسنوات ليست قليلة ... ثم اني ابن هذه البلدة ... و التي كبرت بها و اعرف زقاقها جيدا... "
صمتا الإثنين... يحدقان ببعضهما دون حياد ....
فلا يخل بينهما الا صوت حفيف الهواء ....
**
اليوم التالي
تتجاهلها قدر الإمكان... فلا تجلس بمكان تتواجد به انجود ... أمام ابيها زهير تضطر صاغرة للجوس معهم جميعا دون إثارة اي شكوك قد تزعجه ...
دخلت انجود لغرفة زلفى و التي كانت تسرح شعرها للخروج لمقابلة احمد كما وعدته...
تركز اهتمامها على هيئتها بينما الأخرى تكتفت بحنق من تجاهل الأخرى لها ...
هتفت انجود بصوت غاضب باكي
" أريد قميصي الأسود.. تركته بغرفتك اين ذهبتي به كان هنا ؟ "
ردت الأخرى وهي تستدير على نحو بطيء
" ابحثي عنه.. "
خرجت زلفى من الغرفة وتركت الأخرى تعض شفتها ندما على ما تلفظت به ...
لحقت بها ... فوجدتها تنحني بجذعها نحو كريم مستندة بكفيها على ركبتيها ....
شنّفت اذنيها بمحاولة بائسة لتسمع ما يتحدثان به ... لكن الأخرى ما إن رفعت بصرها نحو المرآة الزجاجية حتى رأت اختها تقف متوارية خلف القاطع الخشبي بالصالة ...
حذرت زلفى كريم بعينيها من محاولة دعوة انجود ... فهز رأسه بطاعة وهو يضع سبابته على فمه...
أتى زهير من خلف انجود التي شهقت ما إن ناداها ...
فعبس وهو يقول بتعجب
" لما تقفين هنا ؟"
حاولت ابعاد عينيها المنتفختين من البكاء عنه فهمست بتحشرج
" انا .. انا ..، كنت اريد الصعود لغرفتي "
نظر زهير بصمت مدروس لعينيها الباكيتين ... بينما كريم تحرك ناحيتهما ما إن أتى راكضا نحو والده قائلا بخفر
" بابا ... سأخرج مع زلفى "
عيني زلفى تهربتا أيضا من والدها .... لكنها قالت بمرح زائف
" سأرى سراب... كما اخبرتكم البارحة .. وكريم يشعر بالملل أيضا لذلك سيرافقني "
تننقل نظرات زهير بين ابنتيه ... فيرى توترا ما بينهما.... أكده انخفاض رأس انجود ... بينما زلفى سارعت بتقبيل وجنته والخروج مع كريم ...
يستشعر ارتجاف جسدها، كانت يده التي وضعت على ظهرها كفيلة .. لتجعلها تنتحب باكية على صدره
" لم اقصد... والله لم اقصد "
تعثرت الكلمات على لسانها ...
يستمع إلى تفاصيلٍ استبعدها يوما... أن ينقسم الأشقاء .. وينتشر بينهم وباء الحقد و الغيرة... !
____///
اقتربت من باب منزل احمد تتشبث بكف كريم وكأنها تشد ازرها منه كسند متين رغم صغر سنه !
رمش بعينيه يتفحص المكان.... ثم رفع رأسه ناحية زلفى قائلا باستياء
" هل ضعنا؟ ..."
تشعر بيديها تتعرقان بشدة ؛ لكن الغرابة انها ابدًا لم تتوقع أن يكون الأمر صعبا هكذا
طوال عمرها لم تخطو خطوة من دون علم والديها
ربما هذا ما كان دوما يجعلها آمنه بعكس هذه اللحظة …!
زفرت نفسا قصيرا ... وهي تقول بهدوء ظاهري ...
" الم تكن تريد صديقا تلعب معه ؟ ....لذلك أتيت بك إلى هنا....!"
دفعت البوابة وخطت للداخل...
وجدته واقفا وكأنه بانتظارها... عينيه تنظران إليها بلهفةٍ .... خبت عندما رأى شقيقها معها ...
ابتعد كريم راكضا نحو محمد والذي تذكره بسرعة فائقة ...
اما هي فقد كانت تمني نفسها صبرًا انها مجرد دقائق وتغادر هذا المكان الذي اطبق على صدرها....
تهمس لنفسها انها مجرد زيارة لن تضفي ولن تاخذ من كليهما شيئا …!
جلسا بالحديقة قريبا من مكان لعب الطفلين ... لم تنبس بأي كلمة ... ... بينما احمد مد ذراعيه فوق الطاولة التي أمامه ...
هذه اللحظة شعر بأنها أكثر اللحظات صعوبة عليه
اجلى صوته قائلا وهو ينظر ناحية الولدين اللّذين يلعبان ...
" من الجيد احضارك له ... "
توقفت الكلمات بحلقه.... رفع رأسه... ثم قال بدون مقدمات
" زلفى انا....اعني أنني،.... أعتذر "
كتفت ذراعيها ... ثم نظرت إليه بتربص ... تحاول استيعابه قدر الإمكان... خصوصا وأن احمد كان متوترا بشدة كبيرة
" عندما حملت بك سراب ... تعرضت الحادثة و تلك الحادثة أثرت على كلينا.. "
همست ببساطة .. وهي تهز برأسها تأكيدا
" تقصد حادثة الاغتصاب التي حصلت لها من أبن عمها ؟"
فغر فمه ... وبعد برهة اومأ برأسه... لكنه تساءل بدهشة كبيرة
" تعرفين ذلك ؟"
ردت زلفى بحدة
" هل معرفتي ذلك يعيب أمي؟"
تراجع احمد مستندا على ظهر الكرسي ... قائلا بنفور واضح
" اعتقد انه لم يكن ضروريا أن تعرفوا ذلك ... لم يجدر بهم اخباركِ"
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول بتهكم
" انا و اخوتي نعرف... هذا لا يقلل من شأن أمنا بعيوننا.. بل هذا الموضوع تحديدا يجعلنا نفخر بها انها امرأة شريفة حُرة.. دافعت عن شرفها .. "
تجمدت ملامح احمد ... حتى شعرت انه سيبقى ثابتا على هذه الاماءة لفترة طويلة.. لكنه سأل بصوت خافت
" وزوجها..."
لهنا سرحت زلفى بملامح رجلٍ تراه سيد الرجال بقوله وفعله ...
فهمست بنبرة بدت مهتزة بتأثر عميق
" ليت كل الرجال ينظرون لنسائهم كما ينظر ابي لأمي.... اني حقا أتمنى أن أحظى برجل يماثله أخلاقا ."
اصابعه تحركت على نحو غريب تطرق على الطاولة ... بدا كأنه يقرع طبول الخطر ... فما كان منه إلا أن قال بقهر
" لم تحب امك رجلا كما احبتني "
ردت عليه مدافعه هن اباها
" ولم يحبها رجل كما احبها ابي "
خبط الطاولة بكفه...... يضربها مرات متتالية وهو يهتف
" اصمتي... لا تعرفين ماذا تحملت ...لا تدرين ماذا سمعت ... او حتى عشته بتلك الفترة ... الحب لم يكن كافيا لأغفر "
نهضت وهي تمسك حقيبتها لتقول بنبرة مرتفعه
" الغفران يرتبط بالذنب،.. و امي لم تقترف ذنبا بل انت تصر على اتهامها لتبرر لنفسك ما انت نادمٌ عليه اليوم !!"
فجأة نهض واقفا أمامها ... يمسك رسغيها وهو يهزها
" اتيتِ لتقهرينني .."
انتفضت مبتعدةً عنه وهي تصرخ
" بل اتيت لأسمعك كما وعدتك .. لكن ما تقوله الآن يلوث سمعي "
اراد التحدث لكنها تراجعت بخطواتها للوراء وهي تلهث
" اسمعني جيدا ، لاقتصر الطريق ... انا ليس لي الا أب واحد وهو بابا زهير"
استدارت لتتحرك مبتعدة عنه لكنها أدارها من رسغها
" لاااا ليس عدلا أن تعذريها وحدها... وانا ربما أخطأت لكني لا استحق تجرع كل هذا الألم لوحدي ... انتم اولادي وبري واجبٌ عليكم.."
تحاول سحب يدها... وجسدها ينتفض وهي تصرخ به
" ابتعد عنننننني "
هز رأسه بجنون يرفض رفضا قاطعا تركها.. يهمس من بين ضروسه
" سنجري تحليلا للابوة هذا حقي.. "
تلك الصعقة التي ضربتها بالمقتل جعلتها تتسمر ... وتُكذب ما سمعته... فهمست بجنون
" ماذا قلت؟؟"
قربها أحمد منه بينما يقول بنبرة منهكة ...
" أريد أن ارتاح ... أريد اختبار ابوة..."
دفعت جسده عنها .... لم تشعر بدموعها الحارقة التي سقطت حزنا على امها
كيف تحملت العيش معه ؟
همست بارتجاف وصدرها يختض انفعالا
"، وإن ثبت اني ابنتك .."
رد بحرارة و هو يشير للمنزل
" تأتين للعيش معي في بيتك ... لن ارتضي لابنتي العيش مع شخص غريب تحت سقف واحد "
افلتت منها ضحكة عالية صدحت ... بينما دموعها تنفر من عينيها ، سعلت .. وهي تقول باختناق من الضحك
" نكته ظريفة... لكن للاسف لا غريب سواك "
شحبت ملامحها دفعة واحدة وهي تزأر
" لا اب لي سواه ... هل تعرف لماذا ... لأنه رأني ابنته ... برغم انني بجميع الجهات لا يمكن أن أكون من صلبه .."
بحثت بعينيها عن كريم فوجدته يقف قريبا منها.. جسده يرتجف مما سمعه من مناوشات غريبة عليه... حفظ كلماتها ... و فهم بعضا منها.... فألجم لسانه عن أي كلام ...!
ركضت ناحيته تحتضن وجهه الاصفر لحضنها... وهي تهتف جزعة
" لا تخف حبيبي ... سنغادر... لا تخف كريم ... "
أسندت جسده المتراخي وهربا سويا بعيدا عن بشاعة ما سمعاه .... عائدين لحضن والديهما الآمن....!
***
يتبع
الحقد يتغلغل به ... يجلس بغرفة من سُميت زوجته يوما ما ....
يحتضن وسادتها بحثا عن طيبها ... ويقبل قمصانها مستنشقا بقايا عطرها...
رن هاتفه "برقم خاص" فرد بتململ بينما يسمع صوتها الوامق.. تقول بصدق
" لا تظن انني حمقاء... كم مرة علي أن اخبرك من هي سراب حفيدة الوالي ... تهديد صغير بالسجن جعل ذاك الخسيس يعترف انك من ارسلته......"
تأففت وهي تتابع بنبرة استهزاء
" كم مرة علي أن اخبرك ... انني أذكى مما تظن .... من خانني سيخونك ، مجرد تهديد واحد بتقديم بلاغ نيابي جماعي استطعت أن أعرفه .. "
احس مؤيد ان ضغطه قد ارتفع فجأة لأقصى درجاته .... شاعرا بالكره يتضاعف ناحيتها بكل مرةٍ...فرد بغليل
" هذه البداية فقط "
ضحكت بتشدق وهي تقول بمكر انثوي
" بل نهايتك المحتمه ..، شهر وتنتهي عدة ديالا ... اعدك انك ستراها عروسا لأمجد باليوم الذي يليه"
أغلقت الخط.... تنفست بعمق وهي تضع قدما فوق أخرى ....
تتذكر تفاصيل الأمس وكيف أن أحد العاملين اعترف صراحة أنه فعلها راجيا منها الصفح إن اعترف بهويته ...!
//
يتبع
ينعزل بغرفته وقد شعر بالتوعك من يوم زفاف ابنة عمه ..درجة حرارته مرتفعة تجعل جسده الضخم يختض تعبا... !
دخلت فريدة ممسكه بكأس الليمون ووضعته بجانبه ... بينما تقول بحزن
" بالله عليك يا اخي دعني أنادي ديالا ... "
هز رأسه الذي تفصد عرقا... بينما يهمس بصوت مجهد
" لا تجعليني اندم اني أخبرتك ، فريدة لا تخبري أحدًا وانتهى ... صباحا سأكون أفضل حالا "
لم تمضي عشرة دقائق حتى غاب أمجد عن وعيه وقد اشتدت عليه الحُمى…
ركضت فريدة لغرفة ديالا ... ثم اندفعت ناحية سريرها الذي تجلس عليه وهي تهتف بقلق مهول على حال أخيها
" ديالا أمجد حرارته مرتفعه ... ووضعه سيء "
رمت ديالا الكتاب الذي كانت تقرأ به وركضت ناحية غرفته ....
جلست بجانبه .. تتحسس جبينه المشتعل... اسنانه تصطك من البرد همست ديالا بصوت خافت
" يا إلهي حرارته مرتفعة جدا..."
طلبت من فريدة احضار حقيبتها الطبية بينما تحاول هي أن تخفف ما تقدر عليه من ملابسه ... نزعت قميصه بصعوبة... وبدأت تمسح جسده الرياضي بالماء البارد ... وتضع الكمادات تحت ابطيه...
فتح امجد عينيه.... بينما شفتيه تلهثان بتعب... وهو يراها تجلس بجانبه
" ديالا..."
مسحت جبينه برفق قائلا بحنان تخصه به
" انا بجانبك لا تقلق… سأعطيك مضاد قوي لخفض الحرارة..."
فتح عينيه مدققا بحقيقة وجودها بجانبه ... هامسا بهذيان تسمعه جيدا
" انا احبك … ابقي معي.."
همست بصوت خافت ...
" انا دوما معك "
ناولته المضاد... تجرعه اياه كطفل صغير... ، تشبث بيديها وهو يقول يتطلب متالم لا تتركيني ابقي "
ردت عليه وهي تسند رأسه لشرب الدواء...
" انا معك ... دائما معك مهما بلغ زعلي منك "
اراحت راسه فوق وسادته ... ثم ربتت على صدره … ترجوه النوم قليلا...
وغفت بجانبه!
****
يتبع
" ماذا تفعلين هنا ؟؟؟.... استيقظي ... هيا انهضي "
فتحت ديالا عينيها فزعه وهي تشعر بلكزات نهلة ...
نظرت ناحية امجد الذي ينام بعمق بعد ليلة طويلة من المرض
وقفت ديالا بحرج أمامها ... الا انها قالت بخفوت
" اعتذر لقد نمت هنا بعد أن اسعفته "
نهرتها وهي تقول بلؤم
" انا امه و الأولى أن توقظيني وتخبريني بتعبه... دخولك إلى هنا ليس جيدا ماذا ستقول زوجة عمك الجديدة بانحلال كهذا "
خرجت ديالا من الغرفة بقهر وصفقت الباب خلفها... !
////
بعد شهر
صفّ سيارته أمام المنزل ، وجهه مكفهرا غاضب .. يشعر بالخزي وقد حضر لتوه زفاف ابن اخته والذي من المفترض أن يكون زوج ابنته ياقوت ....!
نزلت صفاء اولا ثم صرخت وهي تصفع وجنتيها بصدمة عندما شاهدت الشرفة المطلة من غرفة ديالا يخرج منها دخان اسود كثيف ... وتحترق !...
انتهى الفصل قراءة سعيدة


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 12:45 AM   #140

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 6 والزوار 5)
‏Dalia bassam, ‏الم القلب, ‏tala1414, ‏hsdg, ‏سماح8, ‏خمسية


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.