آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          304-صفقة زواج-بربارا بيكر - عبير جديدة -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-20, 02:14 AM   #21

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع

أفاقت من إغمائها لتجد شروق جالسة بجانبها على الفراشة
وهي تربت على رأسها بحنو فرفعت بصرها قائلة:
"ايه اللي حصل؟! أنا كنت بحلم صح؟ ده كان كابوس!"
رمقتها بتعاطف ولكنها لمحت الغضب المستعر بعيون
صديقتها لتدرك أنه لم يكن حلما ولا كابوسا أبدا
بل كان واقعا مازالت تستشعر مرارته بفمها.
رمقتها بحزن وهي تقول:"ليه عمل كده؟ ليه يا شروق
فهميني ليه؟! أنا عملت ايه عشان يعاقبني ويبعد عني؟"
نهرتها شروق بقوة:"يعاقبك ايه يا دارين! ده يمكن اللي
حصل ده استجابة ربنا لدعاءنا كلنا انه يخلّصك منه
بطّلي الهبل ده واعرفي انه مايستاهلكيش أبدا"

ظلّت ترمقها للحظات بصمت قبل أن تنهض بتصميم
مغادرة الغرفة لتلحلق بها شروق تلقائيا لتجدها تخرج
من الشقة راكضة فركضت خلفها بعدما طمأنت والدي
دارين أنها معها وألا يقلقا..
ركضت دارين بالشارع غير آبهة بالنظرات الفضولية
حولها حتى وصلت للبناية في الحي المجاور والتي انتقل
إليها أسامة منذ فترة لتجده خارجا منها.. تجمد كلاهما
ينظران لبعضهما هو بتساؤل وهي بتوسّل..
تتوسل له أن يكون كل ذلك مزحة سخيفة فقط
ليصدمها بقوله:"جيبتي الشبكة؟!"
رمقته بعدم فهم وهي تقول:"ليه؟!"
فهم سؤالها بطريقة خاطئة فقال بغلظة:

"لانها من حقي وانا محتاجها, امال جاية ليه؟!"
"ليه سيبتني؟ ليه عملت كده فيا؟ طب ليه قرّبت مني
من الأول؟ ليه خطبتني وأوهمتني بحبك وانت هتسيبني؟
ليه يا أسامة؟ ليه تجرحني كده؟"
همّ بالحديث لتوقفه قائلة بأمل:"انت ماسيبتنيش صح؟
قولي انك ماسيبتنيش, قولي ان كل كده هزار سخيف
زي عادتك.. قولي ان..."
قاطعها بهدوء:"أنا آسف يا دارين, بس انا فعلت فسخت
الخطوبة.. صدقيني انا ماستاهلكيش, انتي تستاهلي
واحد أحسن مني وأكيد هتلاقيه, احنا.... احنا مش
لبعض"
ظلّت صامتة ترمقه بصدمة.. هل تركلها حقا؟!
لقد احتملت من أجله الكثير..
أسلوبه الغريب في التعامل معها, تقلّب مشاعره تجاهها..
نفّذت كل ما طلبه منها دون نقاش.. والأهم من هذا كله
أنها أحبته كثيرا وأجبرت والدها على الموافقة عليه
على الرغم من رفضه له فلِمَ فعل بها هذا؟!
أجفلت على إمساك شروق بذراعها تقودها بعيدا عنه وهي
ترمقه بغضب.. تعلم صديقتها جيدا وتعلم أنها تتوق
للفتك به ولكن من الواضح أن شامل أوصاها ألا تحتك
به أبدا ولدهشتها وربما للمرة الأولى تنفّذ كلامه .
عادت إلى المنزل بصمت تحاول أن تفهم لِمَ يحدث معها
كل هذا؟! ما الذي أخطأت به ليكون هذا عقابها؟!
***


جالسة بالمكتبة التي تعمل بها منذ تخرجها..
فبالرغم أن أنس حاول معها لتدرّس بالمدرسة القريبة
من منزلهم وهو سيتكفل بتعيينها إلا أنها رفضت فهي
لا تريد التدريس ولا تحبه.. تعشق القراءة والكتب
وكانت أكثر وظيفة مناسبة لها هي بالمكتبة التابعة
بالنادي وقد رحّب بها الجميع وبالطبع حصلت وقتها على
دعم نضال الكامل لها.. حتى أن أنس شاكسها أنه لو
نضال هو من أراد تعيينها بالمدرسة لكانت استجابت له
ولكنه (ابن البطة السوداء) على حد قوله .
شردت تفكر بما يحدث معها في الفترة الأخيرة
وفاة نوال ثم انعزال نضال عدة أشهر ثم عودته للمنزل وهو
يتحاشى الانفراد بها منذ عودته!

يتحدث معها ويشاكسها بوجود الجميع ولكن ما إن يجد
نفسه بمفرده معها حتى يسارع بالانعزال بغرفته أو ترك
المنزل بأكلمه وهي لا تفهم لِمَ يفعل هذا؟!
زفرت بضيق ليصلها صوت مألوف:"الجميل سرحان في ايه؟"
ابتسمت له برقة وهي تقول:"ازيك يا عمرو عامل ايه؟"
جلس أمامها مجيبا:"الحمد لله انتي عاملة ايه؟ فينك
بقالك فترة؟ سألت عليكي بس محدش عارف عنك
حاجة وانا مش معايا رقم تليفونك"
"أنا مش مختلطة بحد اوي يا دوب في حدود الشغل"
ابتسم بهدوء وهو يقول:"طب وبالنسبة لرقم
تليفونك!"
زاغت عيناها بارتباك وهي تتلعثم قائلة:"آسفة بس..."

أعفاها من الإحراج وهو يقول:"ولا يهمك انا توقعت كده
برضه عشان كده مارضيتش اتصل بيكي وقولت اصبر
على ماتيجي الشغل"
عبست بعدم فهم وهي تقول:"هتتصل بيا ازاي مش فاهمة!"
ابتسم بمرح وهو يقول غامزا:"معايا رقم البيت بس قولت
انتي هتضايقي لو اتصلت فمارضيتش"
جحظت عيناها وهي تتخيل لو هاتفها وردّ عليه نضال
ماذا كان ليحدث؟! بالتأكيد لم يكن الأمر ليمر
على خير أبدا.
ضحكة خافتة تبعها قوله:"ماتخافيش مش هتصل بيكي
على البيت, مش هتصل بيكي أصلا حاليا على
الاقل"

فهمت قصده ولكنها لم تعلّق.. لا تريد الخوض
بعلاقة شخصية معه من الأساس ولا تعلم كيف تمنعه
من التقرب منها كما يفعل فعلى الرغم أنها معجبة به
إلا أنها لا تحبه ولن تفعل.. لقد أرغمت نفسها على تقبّل
وجوده الفترة السابقة في محاولة منها لتنسى نضال
وعشقه الساكن بخلاياها ولكنها لم تستطع أبدا..
عام وأكثر منذ خطبته فزواجه ثم وفاة زوجته وانعزاله
عنهم ثم عودته للمنزل معها وتعامله الغريب معها وهي
تحاول جاهدة خلال كل هذه الفترة أن تنساه وتنسى
عشقا تغلغل بمسامها منذ نعومة أظافرها ولكن للأسف
لم تفلح بالتخلص منه ولا تريد جرح عمرو أيضا
لذا تحاول تحاشيه ولكنه مصرّا على التواصل
معها فماذا تفعل؟!
انتفضت على طنين هاتفها فالتقطته مسرعة وفتحت
الخط ليصلها صوت أنس:"جوجي خلّصتي شغل وال لسه؟"
"لا خلاص فاضل عشر دقايق والدوام يخلص"
"طيب حلو اوي هعدّي عليكي أروّحك يا قطة"
ابتسمت وهي تومئ له وكأنه يراها ثم أغلقت الخط
والتفتت لترى عمرو مازال جالسا فشعرت بالإحراج وهي
تستأذن منه لأن الدوام قد انتهى فابتسم لها وهو يقول:
"انا عارف ان ده وقت نهاية الدوام وعشان كده جيتلك"
رمقته بتساؤل فتابع بابتسامته الهادئة:"ياللا مش هعطلك
هطلع معاكي على ما نضال يجيلك"
أجابته بعفوية:"ده أنس مش نضال"
"غريبة, كان نضال معاكي على طول ايه اللي
حصل وبقى أنس مكانه؟!"
أجابته بضيق:"هم الاتنين ولاد عمتي, فعادي يعني
أي واحد فيهم يجي هتفرق معاك في حاجة؟!"
لاحظ ضيقها فابتسم قائلا:"آسف لو ضايقتك.. مجرد
استفسار بس مش أكتر"
"عادي"
قالتها باقتضاب وهي تلاحظ وصول أنس الذي بادرها:
"ها جاهزة يا قطة؟!"
أومأت بابتسامة ليصلها صوت عمرو:
"دكتور أنس ممكن آخد من وقتك شوية؟!"
رمقه أنس بتركيز ثم التفت ل جويرية قائلا:
"روحي انتي اقعدي في العربية انا جاي وراكي"
****

دلف إلى الشقة ليجدها جالسة على الأريكة شاردة
شاخصة بنظرها للبعيد فهرع إليها قلقا..
"شروق مالك ياقلبي قاعدة كده ليه؟!"
انتبهت على جملته فرفعت بصرها إليه وهي تبتسم بحب
ترى لهفته عليها وقلقه لتحمد الله أنه رزقها بزوج ك
شامل.. فكلما رأت ما آل إليه حال صديقتها كلما شعرت
أن الله أنعم عليها بنِعَم كثيرة .
"مفيش ياحبيبي, مرهقة بس شوية"
طمأنته ولكنه لم يقتنع فأعاد سؤاله:
"لا فيه يا شوشو, وضع صاحبتك مضايقك صح؟"
أومأت موافقة:"أكيد, بس هي بقت أفضل, المعالجة
النفسية ساعدتها كتير وإن شاء الله
هترجع أحسن من الأول بكتير"
ابتسم متفهما وهو يقول:"إن شاء الله ياحبيبتي صدقيني
ربنا بيحبها, ده واحد مش كويس أبدا وهي تستاهل
واحد أفضل منه بكتير.. وعموما خليها تخرج من حالتها
دي وتبقى كويسة وأنا عندي ال يستاهلها"
رمقته بتساؤل:"مين ده؟!"
زمّ شفتيه:"ايه ده هقولك كده ببلاش وال ايه؟
لا يا هانم لازم تدفعي مقدما"
ضحكت بمرح وهي تقول:"انت بقيت قليل الأدب ليه يا
شامل؟ مكنتش كده.. ايه اللي حصلك بعد الجواز؟"
ضحك عاليا وهو يغمزها قائلا بعبث:
"طب بالله عليكي ينفع أكون مؤدب بعد الجواز؟
ده انا كنت اتفضح في الحتة كلها"

ابتسمت فتابع مقتربا منها دون أن تشعر ليرفعها فجأة
فشهقت متشبثة به بقوة:"احنا ليلتنا فل وال ايه؟!"
زجرته دون أن تختفي ابتسامتها:"اتلم يا شامل ونزّلني"
"مانا هنزلك طبعا يعني هفضل شايلك طول الليل,
اصبري على رزقك بس"
قالها وهو يدلف إلى غرفتهما لترمقه بريبة قائلة:
"انت جايبني هنا ليه؟!"
"هنلعب شطرنج.. ايه السؤال العجيب ده يا روحي؟"
أنزلها برفق ووضعها على الفراش وهو يتظاهر بالتعب:
"ايه يا شروق ده؟ انتي طخنتي يجي عشرة كيلو
في ال كام شهر جواز دول.. ده انا ضهري اتقطم"
شهقت بحدة ترمقه بغضب وهمّت بالحديث

ليقاطعها ضاحكا وهو يجذبها إليه لتقع بحضنه:
"بهزّ ر والله بهزّر.. انت مابتهزرش يا رمضان؟"
اصطنعت الحزن فعقد حاجبيه يرمقها بريبة:
"انتي زعلتي بجد ال ايه؟ كنت بهزر والله"
أشاحت بنظرها عنه متابعة افتعال الحزن ليصلها صوته
بنبرة جدية:"اصلا لو طخنتي عشرة كيلو عمري ما
هجازف واشيلك يا حبيبتي.. انا ناقص يجيلي الديسك
وال حاجة وانا واحد في عز شبابي لسه"
"شامل!"
زمجرت بغضب مصطنع فضحك عاليا وهو يجذبها مرة
أخرى لحضنه مقبلا إياها برقة قائلا:"بموت فيك يا
شاويش.. تعال بس اما اقولك كلمتين كده في
السريع اصلك واحشني اوي" .
****
"انت بتقول ايه يا أنس يعني ايه مش موافقة نتجوز!
وبسرعة ايه اللي انت بتقول عليها.. انت عارف اننا اتأخرنا
عن الخطوة دي كتير اوي"
هتف نضال بغضب ممتزجا بالحزن.. صغيرته ترفضه!
هل نسيته؟! هل انجذبت لذاك ال عمرو؟!
أخفض عينيه بحزن يمنع نفسه من الدخول إليها
ومحادثتها.. يخشى من نفسه عليها كثيرا, يخشى مشاعره
التي لم تعد خافية حتى على والدته, يخشى انفلاتها
ولم يعد يطيق الصبر وهذا يصعقه بقوة..
طالما تمتع بالصبر والرزانة ولكن مع صغيرته هو
نافذ الصبر, مجنون بها وهذا يجعله يتعجّل الزواج..

ولكنه لن يجبرها أبدا.. سيجبر نفسه على الصبر حتى
تمنحه موافقتها راضية .





hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:15 AM   #22

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
(الحاضر)
"يابني اهدا على البنيّة شوية, انت دخلت حدف كده
ليه امبارح! هتخوفها منك يخرب عقلك"
هتف شامل وهو يمنع معاذ من الذهاب إليها مرة أخرى
ليضحك الأخير قائلا:"هو انا لسه عملت حاجة؟ انا
يادوب كنت بعرّفها عليا وعلى الحاجة"
ضحك بقوة وهو يقول:"أول مرة تكلمها فيها تعرّفها على
الحاجة؟ امال لو بقالك شهور عارفها كنت عملت ايه؟
جيبت المأذون وكتبت عليها؟! اهدا كده الله يهديك
البنيّة هتنط في البحر بسببك"
قال بحالمية:"خليها تنط وانا انط وراها انقذها"

"ايه الفيلم الهندي اللي انت عايش فيه ده؟!
إذا كنت انت اصلا مابتعرفش تعوم هتنقذها ازاي
ياخويا؟"
قالها شامل لاويا شفتيه بسخرية مضحكة جعلت معاذ
يهتف بنزق:"ده انت فصيل يا شامل, يا عم مالك انت!
هبقى البس عوّامة"
انفجر ضاحكا وهو يقول من بين ضحكاته:
"عوّامة ايه؟ انت فاكر نفسك في راس البر؟!
انت في وسط المتوسط يا معاذ"
رمقه معاذ بضجر ثم هتف:"هو انت ايه ال مقعّدك معايا؟
مش مراتك معاك؟ ماتاخدها وتعملوا الجزء التاني من
تيتانيك.. بس خليكوا في اول حتة من الفيلم..
بلاش تغرّقونا يعني"
"ماشي يا معاذ ماهو من لقى أحبابه نسى أصحابه
انا همشي وهروح لمراتي حبيبتي احسن من القعدة معاك"
غادر وهو يكمل بداخله: (بس هنعمل الفيلم بتاع
أسماك القرش احسن الشاويش ماينفعش معاه تيتانيك
خالص) .
****
كرهته بقدر حبها له, لتكتشف فيما بعد أنها لم
تحبه من الأساس!

جالسة على سطح الباخرة بمكانها المفضّل منذ صعدت
على متنها.. كم تشكر شروق وزوجها على هذا الاقتراح
فقد كانت تحتاج لهذه العطلة كثيرا, حسنا هي ليست

عطلة بالمعنى المفهوم فهي تعمل بالفعل ولكن العمل
لم يكن على أوجّه فبين حينٍ وآخر يأتيها حالة وفي
أغلب الأوقات جالسة تراقب الناس حولها أو تقرأ كما
تفعل بالوقت الحالي..
ابتسمت وهي تستنشق رائحة الهواء المنعش الممتزجة
برائحة البحر وأمامها مساحات واسعة من المياه بلونها
الأزرق الرائق المميز لتعود ذاكرتها إلى ذاك اليوم
البعيد على الرغم أنه قد مرّ عليه ما يزيد عن العام
ولكنها كلما تتذكره تشعر بالفخر بنفسها وهي ترى
أنها تخلّصت نهائيا من كل ذكرى مؤلمة بحياتها وبدأت
بحياة جديدة رائعة وها هي تنتظر فارسها الحقيقي دون
أن تفقد الأمل بوجوده..

ربما كانت المعالجة النفسية التي خضعت لها ساعدتها
كثيرا كما ساعدها وجود والديها وصديقتها شروق..
شروق الحبيبة, ربما لو رزقها الله بشقيقة لم تكن لتفعل
معها مثل شروق بل ربما لم تكن لتحبها مثلها .
شردت بعينيها للماضي تحديدا بالجزء الأخير لها
من الجلسات لدى المعالجة النفسية ..
كانت عائدة من إحدى الجلسات ليتقاطع طريقيهما مرة
أخرى.. وعلى الرغم أنها شعرت ببعض التزعزع إلا أنها لم
تظهر له أي شيء بل ومحت هذا الشعور بلحظته وهي ترمقه
ببرود وهو يقف أمامها يمنعها من المرور ..
"خير؟!"
سألته ببرود ليجيبها بابتسامة كانت تراها يوما ساحرة
لتراها بهذه اللحظة سمجة مثله:
"وحشتيني!"
لحظة.. هل نبض قلبها؟!
أبدا.. لم يحدث شيء, لا تشعر بشيء على الإطلاق سوى
ربما بعض الإنزعاج من صوته الذي كانت تحبه يوما
لتكتشف أنه مزعج ومخادع مثله ..
"عايز ايه يا أسامة؟"
واجهته بهدوء ليجيبها:"عايزك متكرهنيش يا دارين,
وماتنسيش اللي كان بينا"
رمقته بعدم فهم:"ايه اللي كان بينا ده؟"
"حبنا يا دارين, انا متاكد انك مانسيتهوش"
أطلقت ضحكة ساخرة وهي تقول:
"حقيقي ضحّكتني جامد, انتي بتستعبط وال عندك
زهايمر؟!"
همّ بالحديث لتشير إليه قائلة:"مكنش بينا غير خطوبة
وانت حلّتها, يعني خلاص أي حاجة كانت بتجمعنا
انتهت ومعدش ليك وجود في حياتي ولا هيكون"
"كدابة, انتي لسه بتحبيني.. بصي في المرايه وشوفي
لمعة عنيكي أول ماشوفتيني, شوفي نظراتك ليا عاملة
ازاي؟ كلها حنين ليا ولأيامنا وحبنا"
هذه المرة أطلقت ضحكة عالية التفت على إثرها عدة
أشخاص كانوا يمرون بالقرب منهم لتتمالك نفسها وهي
تقول:"انت مصدّق نفسك؟! لا بجد يعني مصدّق اللي
انت بتقوله فعلا؟! بص هنصحك نصيحة يا أسامة
بحق العِشرة يعني وكده.. روح لدكتور نفسي هيريحك
اوي ان شاء الله"

همّ بالحديث لينتفض على صوت أتى من خلفه:
"أيوة هيريحك على الآخر, راحة أبدية إن شاء الله"
ضحكت بقوة وهي ترمق شروق تحذّرها من المتابعة
لتجذبها شروق من يدها وهي تتابع:
"ياللا يادارين اتأخرنا على السينما.. عازماكي على فيلم
عودة البغل" .

انتبهت من أفكارها على صوت مألوف يقول:
"أكيد سرحانة فيا صح؟ اوعي تنكري"
رمقته بدهشة ثم مالبثت أن ابتسمت بمرح وهي تقول:
"لا زاي أقدر أنكر برضه؟ أكيد طبعا سرحانة فيك"
"بجد؟!"

سألها بلهفة لتومئ وهي تقول:"طبعا انت عندك شك
وال ايه؟"
شعر أنها تسخر منه فرمقها بريبة فضحكت وهي تقول:
"هو انت كده على طول؟!"
سألها مبتسما:"كده ازاي؟"
حاولت البحث عن كلمة مناسبة ولكنها لم تجد فرمقته
وكأنها تستعين به وهي تقول:"متهوّر!"
"قصدك مجنون"
قالها غامزا إياها بمرح فلم تملك إلا أن تضحك وهي
تقول:"أنا آسفة.. مش قصدي"
ضحك عاليا وهو يقول:"لا أبدا.. مش أول واحدة تقولي
كده"

لاحظ الضيق الذي اعتراها فتابع بهدوء:
"أمي على طول تقولي إني مجنون, مش جديدة عليا
الكلمة يعني, مش قولتلك هتتفقي معاها اوي"
عادت الابتسامة إلى وجهها وهي تتساءل بداخلها عن سر
الضيق الذي اعتراها عندما لمّح إلى وجود أخرى على
الرغم أنه ليس من حقها الشعور بالضيق أبدا .
أشاحت بوجهها عن عينيه المحدقتين بها بتركيز ليقع
بصرها على (العروسة) كما تدعوها شروق لتجدها واقفة
مع أحدهم وعلى مايبدو أنه (العريس).. ابتسمت بعفوية
وهي تتذكر حديث شروق عنهما لتسمع همسة بجانب
أذنها:"لما بتضحكي بحس إن كل حاجة حوالينا
بتضحك, اوعي تبطّلي تضحكي مهما حصل"

علقت أنفاسها وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة فرفعت كفها
لتضعه على قلبها دون شعور لتسمعه وهو يغادر
تاركا إياها بعدما بعثر مشاعرها بعفويته .
****
استيقظ من نومه وحيدا كعادته بالأيام السابقة.. ينام
وحيدا ويستيقظ وحيدا ولا يفهم ما الذي حدث ليغيّرها
هكذا دون سابق إنذار.. هو يحاول التماسك وفهم ما
يعتريها ولكنها لا تمنحه الفرصة أبدا وتتهرب من
الجلوس معه دوما..
زفر بحنق وهو يستلقي مرة أخرى يفكر أن شهر العسل
تحوّل لمطاردة من جانبه وصمت مطبق من جانبها!
شرد بهذا اليوم الذي وافق به على تأجيل الزواج على

الرغم من عقد القران حتى أنه غادر المنزل من أجلها
بعدما آلمه قلبه عليها ومنها .
بعد حديثه مع شقيقه اتجه لغرفتها حتى يخبرها أنه لن
يجبرها على شيء أبدا ولكنه تجمّد مكانه وهو يسمعها
تقول لوالدته بنبرة باكية:
"يعني يا عمتو أنا مش زي أي بنت, نفسها تتخطب لفترة
وخطيبها يدلّعها ويزورها ويخرّجها؟ يجيبلها هدية ويعملها
مفاجأة مرة.. ليه مش قادرين تحسوا بيا؟! يعني عشان أنا
ماليش أهل هتحرم من كل حاجة بتحلم بيها البنات!"
ضمّتها عمتها بحب وهي تقول:"اخص عليكي يا جويرية
يعني احنا مش أهلك؟! نضال نفسه مش دايما تقوليلي
أن هو أبوكي وأمك وأخوكي وكل حاجة عندك!

ايه اللي حصل وخلّاكي تغيّري رأيك كده؟!
قوليلي بصراحة يا جويرية انتي مش عايزة
نضال؟ اوعي تكوني مغصوبة عليه عشان ماتزعلناش
او الكلام العبيط اللي انتي بتقوليه ده! اوعي تكوني
بتحبي اللي اسمه عمرو ده! صارحيني يا جويرية وانا
هعملك كل اللي انتي عايزاه"
"انا عمري ما حبيت غير نضال يا عمتو, وعمري ما اتخيلت
نفسي زوجة لحد غيره.. بس, أنا حاسة ان هو اللي مش
عايزني.. اتجوزني شفقة على حالي وال يمكن عشان
عرف اني بحبه فعطف عليا وقال اتجوزها الأقربون أولى
بالمعروف.."


ضحكت عمتها وهي تقول:"تصدقي اول مرة أعرف إنك
هبلة.. هو فيه حد بيتجوز شفقة يابنتي؟! افهمي ان
الرجالة مخلوقات أنانية جدا يعني لو مابيحبكيش
وعايزك له عمره ما هيتقدملك حتى لو انتي دايبه
في هواه.. نضال بيحبك ومن زمان اوي يا جويرية بس
هو غبي والصراحة انا كمان طلعت غبية اني ماخدتش
بالي من الحب ده.. عشان لو اخدت بالي كنت وعّيته
ولو اني عارفاه غبي وكان هيفضل يآوح برضه ويقول
جويرية بنتي واختي والكلام الاهبل ده.."
ضحكت جويرية لتختفي ضحكتها وهي تراه يدلف
للغرفة دون استئذان وكأن الأيام عادت بهما مرة أخرى
"انا بقول فلنكتفي بهذا القدر يا أمي لاحسن انتي

روّقتيني على الآخر, من فضلك سيبيني مع جويرية
لوحدنا شوية"
نهضت وهي ترمقه بتحذير ترجمه لسانها على الفور
"ماتتأخرش, مش عشان كتبت الكتاب خلاص"
ضحك بخفة وهو يرفع يده باستسلام:"حاضر يا أمي,
ولو اني بدأت أشك انتي أمي وال حماتي"
ابتسمت ترمقهما بحنو وهي تقول:"الاتنين, طول مانت
مريحها هتبقى ابني حبيبي, حاول بقى تزعّلها هتلاقي
الجزء التاني من حموات فاتنات على طول"
هتف بمرح:"لا وعلى ايه؟ الطيب احسن.. عمري مازعلها
ان شاء الله"
خرجت وتركتهما ليلتفت إلى جويرية التي أخفضت

بصرها للأرض وهو يقول بمرح بينما يقترب ليجلس
بجوارها على الفراش:"عمتك عايشة بدور الحما على
الآخر, شكلي هعجّل بجواز عمرو عشان تلاقي
حد تعمل عليه حما غيري"
ابتسمت لكلامه ولكنها لن ترفع بصرها ففلت منه
تنهيدة طويلة قبل أن يهمس لها:"مش مصدق يا جويرية
انك بقيتي خلاص مراتي.. حاسس اني بحلم حلم جميل
اوي ومش عايز أفوق منه أبدا"
توردت وجنتيها فحطت شفتيه على وجنتها القريبة منه
بعفوية وهو يهمس:"اممم لذيذة"
"نضال!"
همست بحشرجة فابتسم لخجلها وهو يقول:"قلب نضال,

برضه بتتكسفي؟ افكرك بقى لما كنتي...."
انتفضت قائلة بغيظ:"خلاص يا نضال, اهو ده عيب اللي
تتجوز واحد قريّب منها وعارف عنها كل حاجة"
"بس أنا مش قريّب منك!"
التفتت له بعدم فهم لتجد وجهه على بعد إنشات من
وجهها فارتدت للخلف بخجل ليقرّبها منه مرة أخرى وهو
يهمس بجانب أذنها:"أنا مش حد قريب منك يا جويرية,
أنا نصّك التاني"
نبض قلبها بقوة وهي غير قادرة على الابتعاد عنه ليزفر
بقوة وهو يقول مبعدا نفسه عنها متظاهرا بالمرح:
"عايزة الفرح امتى يا بنّوتّي؟!"
"بعد 6 شهور"

صُدِمَ بقوة فارتد للخلف وهو يهتف:"ايه؟! 6 شهور يا
جويرية؟ ليه لسه هتعرفيني وال هتدرسي أخلاقي؟
راعي فرق السن اللي بينا والحقي اتجوزيني قبل
ما اعجّز يابنتي"
ضحكت بقوة على أسلوبه ليبتسم وهو يقول:
"طب ايه رأيك نقسم البلد نصين؟!"
رمقته بعدم فهم فقال:"يعني خلّيهم 3 شهور وأمري لله"
فكرت للحظات قبل أن تقول:"ماشي"
رمقها بعدم تصديق وهو يقول:"وافقتي بجد؟!"
ضحكت بقوة وهي تقول:"عايزني أرفض وال ايه؟!"
"لا طبعا.. بس قولت هحتاج مجهود وهستخدم سحري
وكده"

ابتسمت بمرح وهي تقول:"عشان تعرف بس انت غالي عليا
اد ايه"
اقترب منها هامسا:"أد ايه؟!"
ارتبكت من قربه فلم يتمالك نفسه ليختطف قبلة
خفيفة من ثغرها قبل أن يُبعِد نفسه بقوة عنها ويغادر
دون كلمة أخرى .
ثلاثة أشهر ابتعد عن المنزل فيها فقط ليدللها كما أرادت
فكان يذهب لها موعد ويرافقها للخروج بموعد.. حتى
الحديث بالهاتف كان بموعد كأي خطيبين ..
فعل كل ذلك من أجلها, من أجل ألا تشعر بالاختلاف
والحزن من وضعها وهي كادت تحلّق من السعادة بما
يفعله معها إذا ما الذي تغيّر؟!

هناك ما حدث بالزفاف جعلها تبتعد عنه بعدها!
حتى ليلة زفافهما قضتها بأحضان والدته بحجة أنها
المرة الأولى التي تبتعد عنها بها ولم يعترض على
الرغم من غيظه الشديد إلا أنه تمالك نفسه وهو
يعدها بينه وبين نفسه بتخليص كل ما تفعله منها
فيما بعد.. ولكن حتى صعودهما على متن الباخرة لم
يغيّر من الأمر شيئا.. تتظاهر بالمرض وتتحاشاه, حتى
اقترابه منها تحججت أنه لا يصلح بهذه الفترة وهو لا يعلم
إذا كانت حقا كما تقول أم أنه جزء من خطة الابتعاد
عنه!
زفر بحنق وهو ينهض ليبدّل ملابسه فقد اقترب وقت
الغداء وبالتأكيد سيجدها بمكانها المفضّل على سطح
الباخرة شاردة كما كل يوم .


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:16 AM   #23

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر

عدة أيام مرت وهي تتهرب منه وقد خدمها الحظ حقا,
عدة أيام تعرّفت فيها على رفيقة المكان دارين وصديقتها
شروق.. صحبة رائعة شعرت معهما بالراحة كثيرا حتى
أنها فكرت أن تخبرهما بما يضايقها ويجعلها تتهرب منه
حتى تنصحاها لأنها لم تعد تعلم ماذا تفعل؟!
تشعر أنها تعصي الله بحرمانه من حقوقه وتهربها منه
ولكنها حقا لم تستطع أن تسمح له بالاقتراب..
اقتربت منها دارين ووقفت معها تتحدثان بكل شيء
كعادتهما فقد اكتشفتا أنهما يتشاركنا نفس الذوق
بالروايات.. بل وشخصياتهما قريبة أيضا..
كلتاهما حالمة أحبت وجُرِحَت باختلاف الظروف.

تأخرت عليهما شروق وهذا ليس من عادتها فساورهما القلق
"طيب نروح نشوفها في شغلها يمكن فيه حالات النهاردة
أكتر من المعتاد وال حاجة"
قالت جويرية محاولة تهدئة دارين لتجيبها دارين:
"مش عارفة بس كانت تعبانة الصبح ومعجبتنيش خالص
قولتلها ترتاح يعني الدكتور مش هيغلب من غيرها لكن
هي عنيدة وماسمعتش كلامي"
همّت بالحديث لتجد شروق مقبلة عليهما فقالت تلفت نظر
دارين إليها:"اهي جت اهي خلاص اطمني"
"اتأخرتي كده ليه يابنتي؟ قلقتيني عليكي, كان فيه
حالات كتير عند الدكتور وال ايه؟"
بادرتها دارين بقلق فغمزتها شروق بعبث قائلة:

"وده بقى قلق عليا وال على الدكتور؟!"
زفرت بحنق وهي تهتف:"اخلصي يا شروق وقولي اتأخرتي
ليه؟!"
ابتسمت بهيام وهي تقول:"أصلي قابلت الشيف وأنا جاية
واتكلمت معاه شوية.. آه ياقلبي"
تدخلت جويرية الصامتة من البداية وهي تسأل بفضول:
"الله! شوفتي الشيف؟ شكله ايه؟ هموت واشوفه..
شكله زي اللي بيطلعوا في التليفزيون كده وال ايه؟!"
حرّكت دارين رٍأسها بملل فيما أجابت شروق وهي على
نفس هيامها:"أحلى يا جويرية ياختي أحلى.. أول مرة
شوفته فيها بالديل حصان بتاعه ده وبياض شق اللفت
(تعبير يدل على شدة بياض بشرته) وعيونه اللي
تهبل افتكرته لَمّؤاخذة و..."
ضحكت دارين بقوة فيما قاطعتها جويرية بعدم فهم:
"أنا مش فاهمة حاجة! يعني ايه لَمّؤاخذة دي؟!"
رمقتها شروق بنزق لمقاطعتها وهي تهتف:"ودي افهمهالك
ازاي دي؟! لَمّؤاخذة يعني...."
أخذت تبحث عن المعنى المناسب حتى توصله لها ولكنها
لم تجد فهتفت بضجر:"سيبتي المهم ومسكتي ف
لَمّؤاخذة! هقولك.. يعني زي أختنا الكبيرة حسب الله"
انفجرت دارين بالضحك وهي تضع يدها على قلبها
تشعر أنها ستقضي نحبها من كثرة الضحك في الفترة
الأخيرة فاجتماع شروق مع جويرية كارثة حقيقية..
شروق بانطلاقها وعفويتها وجويرية ببراءتها جعل
اجتماعهما معا كارثة مضحكة اغلب الوقت .

فيما ضاقت عينا جويرية وهمّت بالحديث فأشارت لها
شروق بحدة وهي تهتف:"وماتقوليش يعني ايه لاني مش
هعرف اشرحلك أكتر من كده.. ابقي خلّي جوزك
يشرحلك ياختي"
غامت عينا جويرية بحزن فلكزت دارين شروق بقوة
فتأوهت الأخيرة ومن ثم لاحظت ملامح جويرية التي
ارتسم عليها الحزن فهتفت بمرح:"ماخليتونيش أكمل..
الاول افتكرته لَمّؤاخذة"
ونظرت لجويرية قائلة:"بغض النظر عن معنى الكلمة"
ضحكت بخفة وهي تتابع بهيام:
"بس بعد كده عرفت إنه راجل.. وأي راجل!
يئبر قلبي شو مهضوم.."
"شروق!"
انتفضت على صيحة غاضبة باسمها فضحكت دارين
بخفوت وهي تهمس لها:"واضح ان فيه حد هيتئبر في
بطن حوت النهاردة.. وال انتي ايه رأيك يا جويرية؟!"
شاركتها جويرية الضحك وهي ترمق شروق التي انتفضت
واقفة وذهبت لتحدّث شامل والذي بكل تأكيد سمع
حديثها عن الشيف اللبناني ولن يمرر لها الأمر على خير.
****
"خير يا شامل؟"
قالتها بوجل فصحبها لمكان هادئ نسبيا وهو يقول:
"انتي ايه اللي كان موقّفك مع الشيف يا شروق؟"
ازدردت ريقها ببطء وهي تقول:"هو اللي وقّفني والله
كان بيسألني على حالة و...."

"ويسألك انتي ليه؟ مايروح يسأل معاذ ماهو راجل زيّه"
قالها بغضب فأجابته بغيظ:"يعني اعمل ايه يا شامل؟!
هو اللي وقّفني وماينفعش امشي واسيب الراجل وال اقوله
روح اسأل الدكتور, وال انت مش مقتنع بيا وال ايه!"
"ماتقلبيش الموضوع يا شروق, آخر مرة أشوفك مع الراجل
ده انتي فاهمة!"
أومأت وهي ترمقه بدهشة! ما به شامل؟! هذه المرة الأولى
التي يعنّفها بهذه الطريقة!
وما إن اقتربت منه حتى وجدته يهتف وهو يبتعد:
"مش هعطّلك عن اصحابك"
تركها تنظر بإثره بصدمة وهي تتساءل..
ما الذي حدث للتوّ؟!
****
"ازيك يا دارين أخبارك ايه؟"
التفتت متفاجئة من وجوده ثم قالت:"الحمد لله"
"وانا الحمد لله كويس اوي على فكرة شكرا لسؤالك"
فركت يدها بخجل فابتسم قائلا:"بهزر معاكي والله ..
ليه بتحسسيني اني جاي أغرغر بيكي؟!"
ضحكت وهي تقول:"انت فعلا صاحب شامل"
رمقها بمرح وهو يقول:"ده سؤال أجاوب وال جملة عابرة وال
ايه؟!"
"لا دي جملة مؤكدة انك صاحبه, شبه بعض أوي"
غمزها عابثا بمرح:"طب ايه؟!"
تساءلت بعدم فهم:"ايه, ايه؟!"
"مش هتوافي بقى!"
"على ايه؟!"
سألته بدهشة ليقول:"على جوازنا, انا كلمت ماما عليكي
على فكرة, قولتلها خلاص لقيت اللي بدوّر عليها من زمان
والست الحاجة افتكرتني مصاحب واحدة أجنبية على
أساس اني مقطّع السمكة وديلها وكده يعني.. ناس
طيبين اوي ياخال"
ضحكت بقوة فشاركها الضحك وهو يقول:
"بس طمّنتها وقولتلها ان مراتي مصرية بملامح عربية
أصيلة.. عيون غامقة كحيلة, وبشرة حنطية تحسيها
جزء من شمس بلدنا الحلوة و....."
نهضت مرتبكة من غزله الذي يصرّح به لأول مرة
بل هي لم تسمع مثله من قبل فنهض معها وهو يقول:

"أنا آسف مش قصدي حاجة والله.. الحاجة بقى
الله يسامحها اللي خلتني أوصفك ليها بالتفصيل الممل"
شهقت فتابع سريعا:"بس أنا قولتلها عيب ياحاجة عايزاني
أنحرف على آخر العمر.. نتجوز وبعدين أبقى انحرف
براحتي"
"نعم؟!"
سألت بصدمة ليسارع بالقول:"أقصد يعني أنحرف مع
مراتي"
أشاحت بوجهها عنه فقال موبخا نفسه بطريقة جعلتها
تضحك بقوة:"ايه اللي بقوله ده اتهبلت وال ايه؟
كل ما آجي أكحلها اعميها اكتر"
تجمّد وهو يراقبها تضحك بعفوية لينبض قلبه

بعنف فقال بعفوية:"ضحكتك حلوة اوي"
رغما عنها تذكرت الماضي القريب عندما كان
أسامة يوبّخها بغلظة عندما تضحك حتى لو لم يسمعها
أحد .
"سرحتي في ايه؟!"
همس بها فانتفضت فرفع يديه لأعلى قائلا:
"بريء يابيه والله انا بتكلم من بعيد اهو"
ابتسمت وهي تحرّك رأسها قائلة:"انت مشكلة"
ابتسم مشاكسا:"بس مشكلة حلوة ماتنكريش, صحيح
فيه شوية شعر شابوا وسناني بتقع واحد ورا التاني وشوية
وهركّب طقم سنان بس ماتقلقيش حقنتين بوتوكس
وكله هيتزبط"

لم تتمالك نفسها فضحكت بقوة وهي تقول:
"كفاية بجد هموت, انا اخلص من شروق وجوزها
تطلعلي انت!"
ابتسم هامسا بهدوء:"بس انا مش هتخلصي مني,
اصلي الصراحة مصمم اني مانزلش من الباخرة دي إلا
وانا واخد منك الموافقة على الجواز.. وجواز على طول
يعني مفضلش حاجة بالعمر عشان نعمل خطوبة وكلام
فاضي من ده.. وعندك شهور الباخرة كلها اتأكدي من
شخصيتي وأخلاقي وكل ال تحبيه"
همّت بالحديث تشعر أن هذا كله سريع كثيرا ولكنه لم
يمهلها ليتابع:"وعندك شامل, بيتهيألي لو انا وحش
مكنتش هبقى صاحبه صح؟! اسأليه عن أي حاجة

تحبيها لو مكسوفة مني.. انا وهو عِشرة عمر وعارف
عني كل حاجة"
لم تستطع الرد.. كلامه منطقي حقا ولكنها تشعر
بالخوف, لا تريد خوض التجربة مرة أخرى رغم يقينها
أنه مختلف تماما عن ذاك الوغد أسامة .
"فكّري براحتك وخدي الوقت اللي تحبيه بس من
فضلك وافقي وأوعدك إنك مش هتندمي أبدا" .
****
كانت تجلس بالزفاف تغمرها السعادة, الليلة ستكون
مع حبيبها.. حبيبها الذي جعلها تعيش طوال الفترة
السابقة بحلم جميل تخشى أن تستيقظ منه!
نظرت حولها بسعادة ليصطدم بصرها بحماته السابقة..

رمقتها بصدمة! ما الذي أتى بها للزفاف؟ هل هذا شيء
طبيعي؟!
صافحتها متمنية لها السعادة ثم ما لبثت أن صافحت نضال
الذي نهض يرمقها بتأثر واضح وهي تراقبهما وغصة تكبر
بداخلها كادت تختنق بها وهي تسمع الهمس الدائر
بينهما على الرغم من الإزعاج حولهم ولكنها سمعتها..
"مبروك يا نضال, نوال هتبقى فرحانة اوي انك
نفّذت وصيتها يابني.. وانا كمان فرحانة انك
اتجوزت جويرية"
ابتسم بحنو وهو يقول:"عمري ما هنسى نوال يا أمي,
هتفضل دايما في جزء جوايا"
ضمّته وهي تقول:"عارفة يا حبيبي, عارفة.. خلّي بالك

من نفسك من عروستك.. ربنا يفرّح قلبك يابني
ويسعدك"
غادرت ولكن الغصّة ظلّت بداخلها واختفت هالة السعادة
التي عاشت بها لفترة واصطدمت بأرض الواقع .
انتهت من سرد ما حدث عليهما لتجفل على صياح شروق:
"نعم ياختي؟! انتي عايزة تفهميني ان اللي محّزنك كده
وحالتك اللي انتي فيها دي بسبب الكلام ده بس؟!"
رمقتها بدهشة:"وهو ده حاجة بسيطة يا شروق؟
عارفة يعني ايه يتجوزني عشان وصيّة مراته
الأولى؟! مش كفاية اني مش أول واحدة في حياته زي
ماهو أول واحد كمان ابقى مجرد وصية!"
كادت تشد شعرها من تحت حجابها وهي تهتف بها:

"يابنتي انتي هبلة؟! هو فيه راجل هيتجوز واحدة عشان
وصية لمراته اللي ماتت؟ أو وصية أي حد تاني؟!
يابنتي لو مكنش بيحبك مكنش اصلا صبر كل ده
عليكي وعلى رأيه لا انتي اول مرة تشوفيه أو تعرفيه
عشان تعملوا خطوبة.. يا جويرية الراجل صبر عليكي
كتير وخلّاكي على راحتك وانتي بنفسك قولتي أنه
عملك اكتر من اللي حلمتي بيه عايزة ايه تاني بقى؟"
تدخلت دارين بالحديث وهي تقول:"اهدي ياشروق
خوّفتي البت"
ثم التفتت إلى جويرية وهي تتابع:"انا فاهمة كويس
اللي بتمري بيه يا جويرية, بس ياحبيبتي زي ماقالت
شروق لو هو مش بيحبك عمره ماكان عمل كل ده

عشانك, عمره ماكان اهتم برغبتك.. أصلا لو
الحكاية مجرد وصية بينفّذها كان هيتجوز أي واحدة
والسلام.. ومكنش اتنرفز أوي كده لما عمرو ده
اتقدملك وراح رافضه وقالك هنتجوز على طول..
مكنش ساب بيته 3 شهور وقعد بعيد بس عشان يحققلك
كل ال حلمتي بيه! صلّي على النبي كده وخليكي
واثقة في نفسك وفيه, انتي عذبتيه الصراحة"
همّت بالحديث لتهتف بها شروق:"أصلا لو مش بيحبك
مكنش صبر عليكي ده كله وراعى صغر سنك
بالنسبة له.. كان تمّم جوزاه منك ولا كان سأل فيكي
وفي مشاعرك.. مين الراجل ال متجوز من أكتر من أسبوع
ولسه ماخدتش حقوقه؟! ده بيتجوزا وكأنهم داخلين

مسابقة شعارها.. لابد وأن يدخل بها"
ضحكا بقوة على انفعالها لتكمل بمرح:
"اللي زي جوزك ده انقرض من زمان ياحبيبتي امسكي
فيه بإيدك وسنانك لانك مش هتلاقي النوع ده
دلوقتي"
"طب مايمكن أصلا أنا ماهمّوش بحاجة, ومش حاسس
بحاجة ناحيتي عشان كده مش فارق معاه"
قالتها جويرية بقلق لتهتف بها شروق بغضب:
"أصوّت والم الناس علينا ويقولوا اتجننت؟!"
"لا ماتقلقيش هم خلاص عرفوا انك مجنونة
يا حبيبتي"
قالتها دارين مازحة لترمقها شروق بغضب وهي تقول:

"جويرية لو ماروحتيش لجوزك حالا أهو وعملتيله ليلة
رومانسية كده ودلّعتيه, هروح أخده من إيده وأجوّزه
واحدة من الأجانب الحلوين اللي هناك دول.. ماشي؟!"
ضحكت دارين بقوة عندما انتفضت جويرية قائلة:
"لا انا رايحة اهو, بس ليلة رومانسية ازاي؟!"
ضحكت بقوة من صدمتها بالسؤال ثم قالت:
"يعني عاملالي فيها البت المثقفة اللي قاعدة تقرا
روايات رومانسية ليل ونهار وفي الآخر تقوليلي يعني ايه
ليلة رومانسية؟! نضال ده له الجنة والله"
توردت وجنتا جويرية وهي تقول:
"خلاص يا شروق ده انتي فضيحة.. هروح اهو وربنا
يستر"

"ماتقلقيش يا حبيبتي, انتي بس اقعدي مع الراجل شوية
في أوضتكم وهو هيتكفل بكل حاجة تانية"
وضعت يدها على وجهها غير قادرة على إيقاف ضحكاتها
فيما غادرت جويرية تنفّذ نصائح شروق الثمينة قبل
أن تعلم الباخرة بأكلمها قصتها من صياح شروق بها.
انتهت من نوبة الضحك لتجد شروق شردت بعيدا لتسألها:
"مالك يا شوشو؟ مزاجك مش حلو اليومين دول ليه؟!"
رمقتها بصمت للحظات قبل أن تصرّح بما يجيش بداخلها:
"شامل يا دارين.. مش عارفة ماله الفترة دي متغيّر معايا,
وحاسة فيه حاجة شاغلاه بس مش فاهمة ماله!
حتى عيد ميلادي بكرة وهو ولا لمّح ولا قالي حاجة
برغم انه كل سنة بيصمم يحتفل بيه لوحدنا"
سألتها:"انتي مزعلاه في حاجة؟!"
"لا والله أبدا.. انتي عارفة اد ايه انا بحب شامل وعمري
ماقدر على زعله, حتى لو زعّلته من غير قصدي
براضيه على طول"
أجابتها شروق بحيرة فأطرقت برأسها للحظات قبل أن تقول:
"انا عارفة انتي بتحبيه اد ايه, طيب وهو يعرف ؟"
رمقتها بعدم فهم لتتابع دارين:"يعني يا شروق ماتزعليش
مني.. الراجل جايبك باخرة سياحية عشان عيد
ميلادك وبيخلص شغله ويفضل على طول حواليكي
وانتي لازقالي على طول بدل ماتلزقيله هو..
يبقى فين الحب ده بقى؟! قاعدة تنصحي جويرية
طب ماتعملي انتي كمان مفاجأة لجوزك وتدلّعيه
وال هو الدلع أول الجواز بس؟"

تابعت بخفوت:"ولو اني اشك انك دلّعتيه اول الجواز
برضه عارفاكي فقر"
"سمعتك على فكرة"
قالتها شروق بغضب مصطنع فضحكت دارين وهي تقول:
"طب بالله عليكي عندي حق وال لا؟!"
فلتت منها تنهيدة وهي تقول:"بتكسف يا دارين والله"
ضحكت عاليا ثم قالت:"مانا عارفة يا بطة انك
بتتكسفي بس جوزك من حقه عليكي تدلّعيه من فترة
للتانية وتنسي خجلك ده شوية.. ده انتوا بقالكم سنتين
وشوية متجوزين يا بنتي, والله رجالتكم دي لها الجنة"
رمقتها بنزق وهي تنهض قائلة:"ماشي يا لمضة, اما
نشوفك انتي هتعملي ايه لما تتجوزي الدكتور"

أشاحت بعينيها بعيدا بخجل فضحكت شروق وهي تقول:
"جيبنا في سيرة القط جه ينط"
رفعت بصرها لتسألها عن مقصدها لتجدها ابتعدت بينما
اقترب منها معاذ قائلا بمرح:"أنا قولت انا لوحدي وانتي
لوحدك فنسلي بعضينا"
راقب تورّد وجنتيها وابتسامتها فمال عليها قائلا:
"فكرتي باللي قولتلهولك؟!"
أومأت دون حديث فقال بمرح:"شكل دعوة الحاجة
جابت مفعول والله.. قوليلي صح؟!"
ضحكت بخجل وهي تقول:"صح"
رفع رأسه للسماء قائلا بمرح:"يابركة دعاكي يا أمي" .

yasser20 likes this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:17 AM   #24

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني عشر
والأخير

دلفت للغرفة بتردد لتجدها خالية فتنفست الصعداء وهي
تقول:"الحمد لله أما الحق بقى أجهز نفسي"
دلفت إلى الحمام المرفق بالغرفة واغتسلت ثم ارتدت
ثوبا أنيقا فلم تستطع أن ترتدي سواه من خجلها..
وما إن انتهت من تجهيز نفسها حتى وجدته يدلف إلى
الغرفة وما إن وجدها بهيأتها الجديدة حتى تجمّد مكانه
ولمعت عيناه ببريق قطّع أنفاسها ليقترب منها قائلا:
"هو انا بحلم وال انتي هنا فعلا؟!"
"نضال!"

هتفت بضعف ليقطع المسافة المتبقية سريعا وهو
يلتقطها بين ذراعيه ضامّا إياها بقوة وهو يقول:
"وأخيرا يا جويرية, أخيرا"
ضمّت نفسها إليه بقوة وهي تستنشق رائحته التي اشتاقتها
طويلا وهي تشعر أنها عادت لوطنها بعد طول عناء .
"بحبك"
توقفت أنفاسها وهي ترفع رأسها إليه تتساءل هل ما سمعته
كان حقيقة!
"بحبك اوي يا جويرية, بعشق كل حاجة فيكي,
تفاصيلك الصغيرة اللي حافظها.. عيونك وهي بتبصلي
وتقولي بحبك انت وهكون ليك"
حكّ رأسه بمرح وهو يقول:"كنت غبي اه, أعترف بس

صدّقيني كنت مرتبك جدا بالمشاعر اللي جوايا
كنت بحاول أقنع نفسي انك بنتي وأختي وبس"
"مش عايزة اتكلم في اللي حصل خلاص,
المهم انك معايا دلوقتي وبتحبني!"
قالتها وكأنها تسأله عن صحة ما قاله فهتف بحب:
"بحبك والله بحبك وطول حياتي كنت بحبك وهفضل
أحبك لآخر يوم في عمري"
"وانا كمان بحبك يا نضال, بحبك اوي.. اوعى تبعد
عني في يوم, اوعى تب...."
التهم باقي حروفها بقبلة أخذت الباقي من أنفاسها
فاستسلمت لعشقه الذي جرفها طويلا وكأنه لن يرتوي
منها أبدا .
****
دلف إلى الغرفة يشعر بالإزعاج.. كانت الرحلة كشهر
عسل اختصروه سابقا بأسبوع فقط فتحوّلت إلى
اجتماع الصديقتين وهو تم نسيانه تماما .
حتى معاذ يستمتع بالرحلة على الرغم أنه مازال بطور
التعارف مع دارين وهو ... المتزوج يشعر أنه عاد أعزبا من
جديد .
زفر بحنق وهو يستدير بعدما أغلق الباب خلفه ليتجمد
مكانه وهو يراها كما لم يرها من قبل!
"أنا مش مصدّق نفسي يا لمبي!"
هتف بها بتلقائية فضحكت برقة وهي تقول:
"كنت بعذّبك وال ايه؟!"
"أحلى عذاب والله يا قلبي, بس ايه اللي فكّرك بيا؟"

سألها وهو يقترب ببطء محاولا إلهائها بالحديث
يعلم أنها لو لاحظت ما تفعله ستحضر روح الشاويش
عطية على الفور وهو يريد الاستمتاع بهذه الهيئة
الرقيقة لأطول فترة ممكنة .
"عمري مانساك يا شامل, حد ينسى روحه؟!"
أغمض عينيه متأوها بحب:"آه ياقلبي, لا.. فعلا مش مصدّق
انتي شروق وال بدّلوكي بواحدة تانية؟!"
رفعت حاجبها بشر وهي تقول:"ليه إن شاء الله؟ هو انا
كنت وحشة قبل كده وفجأة احلوّيت؟! وال كنت
راجل وبقت ست؟!"
كان قد وصل إليها فجذبها فجأة لتقع بأحضانه
وهو يهمس لها:"حد يقدر يغلط في الحلاوة دي كلها

برضه؟ انا بس مستغرب انك راضية عليا يعني,
في العادة بتطلعي عيني وتحسسيني اني بغرغر بيكي
مش مراتي على سنة الله ورسوله"
ضحكت بخجل وهي تقول:"أعمل ايه بقى يا شامل! انت
عارفني بتكسف ومش بعرف أعبّر عن مشاعري كويس"
رفعت بصرها له وهي تقول بحب لم تخفيه يوما:
"انت مش بس جوزي يا شامل, انت حبيبي وسندي وحلم
عمري اللي ربنا كرمني وحققهولي.. انا عمري ما تمنيت
حاجة في حياتي أد ما اتمنيت أكون ليك..
اوعى في يوم تشك اني مش بحبك عشان مش بقول,
انت عارف اني مبعرفش اقول كلام حلو أو أدّلع زي
البنات بس بحبك.. والله العظيم بحبك اوي"

ضمّها له بقوة وهو يهمس:"عارف ياقلب وروح وعقل
شامل, عارف انك بتحبيني زي مانا بحبك.. حبنا
مش حب واحد وواحدة او واحدة وواحد, حبنا أكبر من
كده بكتير.. انتي وطني وسندي وعيلتي, فاهمك
أكتر ما فاهم نفسي.. وواثق فيكي وعارفك أكتر
من نفسي كمان"
رفع حاجبه بعبث وهو يقول:"مش ياللا بقى.."
رمقته بعدم فهم وهي تقول:"ياللا ايه؟!"
ضحك على براءتها وهو يقول:"يعني لابسة ومزبّطة
نفسك وطافية النور وانا وانتي لوحدنا والشيطان تالتنا
هيكون ياللا ايه بس؟ نلعب ماتش كورة؟!"
شهقت بخجل:"شامل!"

غمزها بعبث وهو يقول:"أحلى ليلة دي وال ايه؟" .
****
أحبته وتعلقت به, تحمّلت منه الكثير.. ظنت أنه
الحب ولكن عندما عرفت الحب الحقيقى اكتشفت ان
ما عاشته قبلا محض سراب!
أنهت مكالمتها الطويلة مع والدتها وهي تبتسم براحة
حكت لها عن معاذ وعن محادثاتهما معا بوجود شروق
وشامل لتكتشف أن معاذ قد قابل والدها قبل صعوده
على متن الباخرة بفترة وأخذ منه الإذن للحديث معها
بوجود شامل وشروق وبالطبع كونه صديق مقرّب ل شامل
جعل والده يطمئن له ويثق به مثلما يثق بشامل .
ابتسمت برقة وهي تفكر.. على الرغم أنها لم تعرفه

سوى منذ فترة قصيرة إلا أنها تشعر معه براحة كبيرة
تجعلها تشعر أنها تعرفه منذ سنوات.. أما عن نبضاتها
التي تقرع داخلها بدوى رهيب كلما رأته جعلتها تشعر
أن كا ما سبق لم يكن حبا أبدا.. بل هو محض إعجاب
بشخص حقا لا تفهم حاليا كيف حاز إعجابها؟!
هل كانت سطحية لهذا الحد؟! إنه حتى غير وسيم أو
له مركز مميز او أي شيء قد يجذبها له هذا بجانب
شخصيته الغريبة المتقلبة والأنانية وكأنه يعاني من
مرض الفصام!
قاطع تفكيرها صوت وصول رسالة على تطبيق
(الواتس آب) ففتحتها لتجدها من رقم غريب غير
مسجّل لديها, عادت لها ذكرى آخر مرة استلمت

بها رسالة من رقم غريب وعلى الرغم من صدمتها
وقتها إلا أنها بكل غباء لم تحل الخطبة وفكرت
بالحصول على تبرير منه لهذه الصور.. ولكنها لم تستطع
فقد حلّ هو الخطبة وألقاها ككم مهمل لا قيمة له!
زفرت بقوة لتخرج الشحنة السلبية التي تلبستها
بتذكرها ما حدث وتفتح الرسالة لتكتشف أنه أسامة!
عقدت حاجبيها وهي تقرأ الكلام ولا تفهم منه شيئا..
(بالسرعة دي اتخطبتي يا دارين؟ يعني كنتي بتخدعيني
وانتي تعرفي واحد تاني؟ ماهو مش معقولة يعني اتعرفتي
عليه في الفترة القصيرة دي واتخطبتيله كمان؟
وياترى بقى خطيبك المبجل عارف الماضي بتاعك
معايا؟ وال خبّيتي عنه كل حاجة عني؟!
بس اللي محيّرني هو مين؟!
بس هحتار ليه أكيد واحد فاشل اللي يبص لواحدة
مالهاش شخصية زيك وكل حاجة حاضر ونعم..
وأنا متأكد انك جريتي وراه زي ماجريتي ورايا,
ولولا انا اللي بعدت عنك كنتي هتفضلي طول عمرك
بتجري ورايا وتطارديني بحبك العبيط ...)
لم تستطع القراءة أكثر وهي تضغط تترك الهاتف
يسقط من بيد يديها وهي تشعر بالصدمة تجتاح كيانها!
ماذا فعلت له حتى يكرهها بهذا الشكل؟! وأي فترة
قصيرة هذا الأحمق؟! لقد انفصلا منذ ما يزيد عن
السنتين؟! أم أن التقويم لديه لا يعمل كعقله!
إنه حقا إنسان غير سوي كما قالت شروق من قبل وتحمد
الله أنه خلّصها منه على خير قبل أن تتورّط به أكثر,

ربما تبعث برسالة شكر خاصة لوالدته لأنها السبب
بحلّ الخطبة .
زفرة طويلة خرجت منها لتنتبه إلى من التقط هاتفها
ولفتت نظره الرسالة فقرأها مصدوما من كم الحقد بها,
من بعثها حقا غير سوي!
لقد أخبره والدها عن تجربتها السابقة وأنها تعذّبت
كثيرا بسبب طيبة قلبها ونقائها واستغلها ذاك الوغد
ثم تركها بقسوة جعلتها تتعرّض لصدمة..
وبالطبع لم يعرف بالتفاصيل وحقا لم يهتم إلا أنه لدى
رؤيته الرسالة قرّر أنه سيلقّن ذاك الوغد درسا قاسيا
حلما تحط قدمه على أرض اليابس بمصر من جديد..
أما الآن فليستمتع برحلته مع حبيبته التي احتلت قلبه

منذ تلاقت عيناهما.. بل أحيانا يشعر أن روحها تقابلت
مع روحه واحتلتها منذ الأزل .
"طبعا سرحانة فيا واوعي تنكري"
ضحكت عاليا وهي تقول:"مفيش فايدة فيك,
مش هتتغير أبدا"
غمزها بمرح:"طب بالله عليكي انتي عايزاني اتغيّر وال
بتموتي فيا كده زي مانا؟!"
أشاحت وجهها بخجل وقلبها ينبض هاتفا اسمه بحب لم
تفهم حتى متى تسلل لقلبها بهذه السرعة! فهمس لها
بوعد عاشق:
"في يوم من الأيام هسمعها منك واضحة وصريحة
ووقتها هحس اني ملكت النجوم بين إيديا" .
****

تائهة أنا ببحر بلا شطآن..
أبحث عمّن ينتشلني من التيه الذي يكاد يبتلعني
بأعماقه المظلمة...
وفجأة.. التقت عيناي بعيناكَ فارتعش قلبي بين ضلوعي
وهفت روحي إليكَ توّاقة للمزيد..
المزيد من روحك وقلبك..
المزيد من حنوّك ومرحك..
وأيقنت يومها أنك قدري الذي انتظرته طويلا,
وأن حضنك هو موطني ..
أما عيناكَ فهي لي المَرسى!





وإلى اللقاء بالختام إن أراد الله مع نوفيلا:

وأسدلت أهدابها


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-05-23, 07:49 PM   #25

ghadaa73

? العضوٌ??? » 75527
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,169
?  نُقآطِيْ » ghadaa73 is on a distinguished road
افتراضي

هلا والله ومليون غلا تو مانور المنتدى

ghadaa73 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-23, 12:45 AM   #26

ghadaa73

? العضوٌ??? » 75527
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,169
?  نُقآطِيْ » ghadaa73 is on a distinguished road
افتراضي

مبروك ابروايه

ghadaa73 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.