آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-12-20, 01:09 AM
| #472 | ||||
|  الفصل الثامن عشر (الجزء الأول) فى الماضى..أحبها ، وحين وقع حيرة بين أمرين ، أختارت هى عنه ..كرامتها ...، واليوم هى أحبت ..ووقع رجلها فى حيرة بين مبتغى القلب و صوت الضمير ، قررت هى الأختيار عنه ...ويا لسخرية القدر ..أختارت كرامتها ..أيضاً ..ورغم عذابها ..لن تندم ، ورغم هوان قلبها أمام حبه ..لن تتراجع ، هى وبكل كامل قواها العقلية وسقم قلبها تختار كرامتها ... . مر أربعة أيام وضراوة الألم تزداد بين ضلوعها..خافقها يتمزق ببطء ..يتمخض عشقه بعسر ، رافضاً خروجه من بين جنباته ، تخضعه بقسوة لأمر عقلها السادى ، وليته يستجيب ..ربما حينها تتوقف عن مراقبة هاتفها الذى توقف منذ يومين عن الرنين بأسمه ، أن لا تلتفت بلهفة له ..كلما رن، ويصيبها الخذلان كلما تراءى أسم أخر غيره على شاشة هاتفها ...قبضت دون شعور منها على هاتفها بشدة ..تقبض عليه وتشعر بقبضة مثلها تقبض على قلبها ...لم تشعر بزوجة أخيها التى جلست بجوارها فوق الأرجوحة داخل حديقة منزلهم الكبير ، تنظر لها بتفحص و أهتمام وقلق ..تحاول سبر أغوارها ومعرفة سر أحوالها تلك ، مرت أربعة أيام وهى واجمة الوجه ..صامتة الفم ...شريدة العقل ..وحزينة العينين ، تقبض على هاتفها بشئ من الأهتمام ، وكلما رن ..حركت عينيها إليه بلهفة ، لتمر سحابة حزينة داخلهما أو آسى وفى الأخير تكتم صوته ولا تجيب ، يقلقها حالها ..اعتقدت أن هواجسها ناحية عمر ومخاوفها مجرد زوبعة فنجان أو سحابة صيفية تمر على الكثير من الأزواج ، ولكن ما تراه على أخت زوجها وصديقة عمرها يخبرها بأنهما ليسا كذلك ، بل هناك ماهو أقوى و أقسى ، ورغم قرارها بأن تنتظر إنجى حتى تأتى وتفضى همومها كعادة إلتزمتها خلال عمر صداقتهما ، ولكن إيهاب لم يصبر ...وهو يرى ملامح الحزن تنحت من جديد فوق ملامح أخته الوحيدة ..رادعاً نفسه بمهاتفة عمر ، نزولاً عن رغبة أخته ...التى أخبرته أن عمر برئ من حالاتها ، أما هى هناء ..تعلم تمام العلم بأنه لا هناك غير عمر ..!!!، فالمجرة كلها لأنجى ...تعنى عمر ..!!! . نظرت هناء أمامها بعدما وضعت كفها المضموم فوق وجنتها ..لتدندن بصوت مسموع حتى تلفت انتباهها " بفكر فى اللى ناسينى ، وناسى اللى فكرنى ..." ، ابتسمت إنجى بسخرية يشوبها حزن طفيف ، لتنتبه أخيراً لصديقتها التى كانت تراقبها بجانب عينيها ، لتلتفت لها بكامل جسدها ، رافعة قدميها لأعلى وتضعهما أسفل جسدها ، تسألها بأهتمام صادق " مش ناوية تقولى لنانا صاحبتك فى أيه ؟!" ، بهتت ملامح إنجى و أزدادت ملامحها كآبة ، لتضيف هناء قائلة بمرح لا تشعر به " أنا من رأيى تحكى ليا ...بدل ما بعت ليكى الباد كاب ( الشرطى السئ....مشيرة لإيهاب أخيها ) ، ناوشت البسمة ثغر إنجى التى قالت ساخرة رغم هدوء نبرتها والحزن الملازم لها" و أنت اللى جوود كاب ( الشرطى الجيد )؟!" ، رفعت هناء حاجبيها بدهشة وشقاوة لا تمت صلة لسنوات عمرها التى عدت الثلاثين ...بخمس سنوات " عندك شك ؟!" ، هزت إنجى رأسها ضاحكة ، لتستغل صديقتها الفرصة ..لتستدرجها فى الكلام ..حتى تبوح عما يؤرقها ..لتقول بجدية مهتمة " أحكي ليا أيه اللى مضايقك ..." ، أطرقت إنجى رأسها بحزن كئيب ..لينسدل شعرها حول وجهها يخفى جميع انفعالاتها عن أعين صديقتها المتفحصة بقلق...تضم شفتيها بقوة ...تمنع ترقرق الدموع داخل عينيها رغم رغبتها العارمة بالبكاء ..بل و الصراخ من وجع يدمى القلب ويميته ...زفرت بآسى ..بعدما طال صمتها ..لتدير رأسها ناحية صديقتها المترقبة لها ...لتردف بآلم رغم قوة النبرة " أنا وعمر قررنا هنطلق ..." لتغص بجملتها ...التى شجت حنجرتها حين نطقتها ..لتزدرى ريقها بصعوبة وتقول بنبرة متحشرجة " بس لسه مأجلين تنفيذ القرار ده شوية " ، اتسعت عينا هناء بصدمة وهى تنظر لصديقتها التى تحاول إخفاء دموعها ..لتقول بصدمة واستنكار " أنت بتهزرى صح ..." ، نظرت لإنجى التى إشاحت بنظراتها بعيداً ..لتردف قائلة والصدمة لم تغادرها بعد ..." بس أنت بتحبى عمر ..؟!" هزت إنجى رأسها وهى تضم شفتيها بقسوة ..حتى تمنع إرتعاشتهما ، لتقول بصوت متهدج " بالظبط ...وده المشكلة ، أنا بحبه ..لكن هو لأ " ، رفرفت هناء بأهدابها تحاول إستيعاب جنون صديقتها وتللك القرار المجنون الذى إتخذته لتقول باستهجان واستنكار شديدين " هو إيه اللى هو لأ ، كان متجوزك وعايش معاكى عشر سنين شفقة مثلاً " تقلصت ملامح إنجى ألماً ..لتنكس رأسها بضعف ..لتلعن هناء نفسها وهى تعرف مدى حساسية حالة إنجى وعدم قدرتها على الأنجاب ، لتزفر هناء بعنف ...تقبض على كف صديقتها وعمة ابناءها ..تعتذر لها " إنجى ..أنا أسفة ، أنت عارفة أنى مش قصدى " ، لتتنهد بآسى ..تسألها " جوزك موافقك على التخاريف ده ..." ، لم تلمح مرارة بسمة احتلت ثغرها ، لم ترى إهتزاز حدقتيها بوجع ..لم تسمع صدى صوت يردد داخل دهاليز عقلها ...غارزاً سكاكين مسننة مسمومة داخل قلبها " الغبى بس اللى مايحبكيش يا إنجى ، و أنا أغبى رجل فى الكون" شعرت بنفاذ الهواء داخل رئتيها...بأن صدرها بات ضيقاً ..لا يستعب حركة قلبها الذى أنقبض بداخله ولا يستطع الأنبساط مجدداً ...لتزفر وتشهق ببطء ..لتردف بنبرة متهدجة ..بعدما رفعت رأسها لهناء " عمر ..بيحب واحدة غيرى " ، وكم كانت الكلمة قاسية ..ذابحة لكرامتها ، وهالكة لفؤادها ، " هو قالك كدة ..قالك أنه بيحب واحدة تانية ؟!"قالتها هناء بذهول وحيرة ، لتهز إنجى رأسها نافية ..تصيح " لأ ..ماقاليش ، بس ما أنكرش لما واجهته ..مانفاش" ، ليتقبض صدرها وهى تشرد أمامها تقول بصوت مهزوز ..منكسر " بس هينكر أيه ..وعينيه فاضحاه ...عينيه اللى بتدور عليها حتى وهو بيهرب منها ، لهفته وخوفه عليها ، ولا غيرته و جنونه من أى راجل يجى حوليها .." هزت رأسها بينما تستدير ناحية هناء التى تجهمت ملامحها بضيق " هينكر وينفى أزاى يا هناء وكل مافيه بيقول أنه بيحبها " " أنت بتكلمى كأنها عايشة معاكوا ؟! " ، رفعت هناء أحدى حاجبيها لتستفسر " بنت عمه اللى لسه راجعه؟!" ، لم تجبها إنجى ولكن أختلاج نظراتها قد فعل ، لتشتم هناء بصوت عالى " الحقيرة ولا يبان عليها أنها من النوع ده ..." ، أغمضت إنجى عينيها ..تبلل شفتيها " ماتظلمهاش ...اللى غلطان فى القصة ده ..عمر اللى دخلنى فى حياته وقلبه سكناه واحدة تانية " ، " و أنت هتسيبه ليها؟!" قالتها هناء بدهشة ...استنكار وغضب!!!، لتسخر أنجى بحزن مضاعف " أسيبه ..ليها ؟!" تمط شفتيها باستياء ...بأعتراف يلهب قلبها " هو أصلاً بتاعها ... بتاعها ومن زمان أوى " ، عقدت هناء حاجبيها بغضب...تود هز صديقتها ..إفاقتها من استسلامها المقيت لها...تصرخ بنبرة لم تفهم إنجى سبب الشرخ والوجع اللذين يتخلالان نبرتها " ومش هدفعى عن حقك فيه " ، لتجيبها أنجى بصراخ مماثل رغم خفوت صوتها " أدافع لو حبنى ، أدافع لو سكنت قلبه وملكته ، لكن أنا ماسكنتش قلبه ، قلبه اللى كنت فكراه مهجور أو مقفول وكان عندى استعداد أحارب العمر كله عشان أخد ركن صغير بس فيه ، كانت هى سكناه ...قلبه ملكها هى ، أدافع عن حاجة مش ملكى لا كانت من البداية ولا دلوقتى بتاعتى " ، بهتت ملامح هناء ..لتقول بعند ..باستماتة " عقد الجواز اللى بينكم يخليه ملكك " ، لتسارع إنجى بقولها " عقد الجواز ينتهى بكلمة طلاق ، و أنا كنت محتاجة إللى ماينتهيش حتى بالموت ..." ، هزت هناء رأسها رفضاً ..لا يعجبها حديث صديقتها ..ترفضه ..لتتهدج نبرتها " مش كل واحدة ..حبيبة جوزها القديمة ترجع ..تخرب بيتها " ، لم تفهم إنجى حالة صديقتها المريبة ..ذاك الألم المنبعث من محياها ، حيرة عيناها ، والألم النابض بهما .. لتقول بآسى وصار بالقلب ضجيجاً يزهق أنفاسها "مش سهل عليا يا هناء ..بس أكتشفت أن مافيش حاجة تربطنى بعمر غير حبى ليه..مافيش طفل أحارب عشانه أن البيت ده يفضل موجود ، أو أضغط على نفسى أنى أكبره بينا أحنا الأتنين " ، رفعت هناء أنظارها لها بشفقة ، رفضتها إنجى بكبرياء ...شامخة برأسها رغم كسرة وهوال نفسها " أنا عارفة أن واحدة فى وضعى طلاقها مرتين مش سهل ، بس ..." تهدجت أنفاسها ، واستفحلت الغصة بصدرها ..تتلوى أحشائها بداخلها فى وجع ..والكلمات تختنق داخل حلقها ، ورغم رعشة بدنها قالت بقوة وعنفوان أنثى تقدر حق نفسها " ربنا ما أردش أنى أكون أم ...و أنا راضية بنصيبى وقضائى ، لكن مش هارضى أعيش مع رجل قلبه متعلق بغيرى ...لأن ده فى أيدى وقرارى ...". يتبع... | ||||
|  |
|
15-12-20, 01:10 AM
| #473 | ||||
| " أنا من رأيى أنك لازم تسافرى يا كارمن ....أرجعى فرنسا " قالتها ليلى بقسوة ..آمرة غير آبه بابنة أخيها أو وصية أخيها و أمانته ، فوجود كارمن هنا فى وسطهم تعنى أنهيار ماتبقى من المنزل ... بالماضى هدت كاريمان جزء كبير فيه..لتأتى الأن حفيدتها وتهدم الباقى ، عمر لم يكن ينثر كلماته هباءًا ..عمر سيقتل حقاً ..كل من يقترب منها ، لقد رأت هذا فى جنون عينيه ، و إنجى ...هى فقط آجلت قرارها ، بحجة كذبة ...ما لفظته كارمن الأن من كلمات ..سيقضى عليها ، وقلب ابنها سيدفع الثمن ، الكل هنا خاسر ، حتى كارمن نفسها خاسرة ، والحل ..التضحية بواحد مقابل ثلاثة ، وهى الفرد الأمثل ، رفعت ليلى أنظارها ناحية كارمن التى كان ينهار حلمها أمام عينيها ..حلمها أن تعيش لحظاتها الأخيرة وسطهم ، أن تجد من بجانبها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ، هدنة من حرب ..أقحمها الماضى داخلها ...لتغوص هى فيها بذلتها ، إلا أنه رغم ذبول روحها ...تفتتها ...رؤيتها لحلم –قدرها شح به عليها – يجرى من تحت أقدامها كسراب ، ولكنها لم تبكى ، لم تنهار بل كانت مثل بركان ...يثور دواخله ، ولكنه بالخارج جبل هادئ ..تتناثر من حوله الخضرا ..تنتشر بكل مكان ، تقف بهدوء تمنحها ابتسامة تفهم ..تهز رأسها بموافقة ..رغم إصرار و تشبث روحها ...المنهكة بهدنة وعدت بها " أنا كنت برضه بفكر فى كدة ...بفكر أرجع فرنسا " ،قبضت على كفيها بقوة ...تنهر نفسها بحزم ..لا ..لن تبكى ..هى لن تبكى ، هى امرأة قوية ...جردتها الحياة من كل أسلحتها ولكنها قوية ، أب أراد الثورة ...فزرع بذوره داخل رحم عاهرة ..لتكون هى الثمرة التى ستلقى بالحجارة مستقبلاً ، لكنها امرأة قوية ، عاشت دون أم وهى حية تروق ، و أب غير راغب بأخبار عائلته عنها ...لا تعرف أكان خوفاً عليها منهم ..أم كان يخشى معرفتهم بخطيئته ، وحين أفصح عن وجودها ..كان قد قرر الرحيل عن عالمها ..لتتذوق كأس اليتم ...تتجرعه بلا هوادة ، تعيش بين عم كاره ..وحب لا هناك أمل ، وحين أتى موعد السعادة ...صفعتها الحياة بأقسى ماعندها ..لتطرد من جنتها مرذولة ، تعانى قسوة الحياة بمفردها ، مرارة الفقد ...ويلات المرض والخوف من الوحدة وكل هذا لم تنهار لأنها امرأة قوية ..هكذا كان أبيها يدعوها أنت فتاة قوية كارمن ، فتاة يجرى فى عروقها دماء الغجريات المتشبثات بالحياة رغم صعوبة مايواجهن من امتحانات ، لا تبكى كارمن ، من أين اتتك فكرة ..المدنس المطرود من الجنة ..يستطيع العودة إليها ، لا تبكى يا فتاة بل ابتسم ، ولا تخافِ فالموت لن يأخذ منك أكثر ما أخذت منك الحياة ، بل العكس الموت سيمنحك الراحة ، لا تبكى ، أنت بليت جيداً ...بمفردك ، وستبلين .." ، كلنت تلك الكلمات تدور فى خلدها رغم ثبات مظهرها ، بينما ليلى رمشت بعينيها عدة مرات ، ونغزة غريبة تصيب قلبها ، قلبها الذى شفق على ابنة أخيها ..لتبلع ليلى ريقها ..وتزفر بأرهاق ..تحاول الدفاع عن نفسها أمام ضميرها قبل كارمن المبتسمة أمام وجهها ..لتقول بنبرة ترتعش " وجودك هنا أدام عمر ، معناه جرح انسانة تانية ، مالهاش ذنب ، غير أنها حبت جوزها اللى بيحبك ...انسانة ماتستحقش كل خير ..." ، استرقت النظر إليها وبسمتها لم تنمحى عن وجهها بعد..رغم صراخ روحها الواهنة " وما ذنبى أنا ..أنا لم أتى لهدم بيت أخرى ، بل الموت بسلام ...هل هذا كثير " ، شعور بالسخط والحنق توالد داخل ليلى ..ناحية نفسها ، ناحية تلك الموافقة على آمرها المؤذى لها ولكنها أخذت تفنط فى أسبابها " عمر متمسك بيها ...رغم أنها طلبت الطلاق منه " ، حينها فقط أهتزت بسمتها ، وتوالد الدمع داخل عينيها ، وبقوة دماء جدتها ..فيبدو قول الناس صحيحاً ..فالغجر يملكون قوة سحرية ، رسمت بسمة أقوى ..ثابتة ...وتحولت الدموع بعينيها للمعة تفهم ، بينما ليلى كانت فى حيرة ..بين مايمليه عقلها ...خوفها ومخاوفها ، وبين ابنة أخيها التى بات عليها تسديد ديون أجدادها ، ديون دفعها قبلاً والدها وهاهى تستلم الأرث من بعده ..لتقول ليلى بنبرة مبحوحة ..خائفة تصب بنزيناً داخل نيرانها " ورغم كدة عمر مش عايز يسيبك ..عايز يوقف حياتك ..هددنى أن أى حد قرب لك هيموته " ، اومأت كارمن رأسها بصمت ..ولسان حالها يقول ..لقد أوقف حياتى بالفعل ، أوقفها من عشر سنوات ، حاولت ليلى أن تقترب من ابنة أخيها ..التى خطت خطوتين للخلف ..وعيناها تمنعها من الأقتراب ..لتتسمر قدما ليلى أرضاً ..لتنزل نظراتها أرضاً ..تدور مقلتيها داخل محجريهما ..تشعر بغصة ..داخل حلقها ، تشعر ..بخسارة فادحة ..لتقبض على كفيها تذكر نفسها ..سبب طلبها ، لترفع رأسها بضعف أمام نظرات عينا كارمن المصمتة ..كما لو كانت أنزلت ستار فوقيهما ..تمنعها من أختراق روحها ، لتقول بنبرة عالية ...ساخطة ..بوتيرة سريعة " وجودك هنا هيأذى ابنى اللى بيحبك ...ابنى اللى كان موقف حياته عشانك أنت يا كارمن و أنت بتحبى ابن خاله " ، " الأحسن ليه ..أنى مبادلهوش حبه ..يا ليلى " قالتها بنبرة قوية رغم مرارتها ، هزت ليلى كتفيها بتعب و أرهاق استهلك من روحها ..تمط شفتيها باستياء ..لتقوا بنبرة متهكمة " ولو حبتيه ..برضه هيتأذى ...فى الحالتين ابنى هيتأذى من حبك يا كارمن ، و أنا أم ...غصب عنى فكرت فى ابنى ..." اومأت كارمن رأسها وتلك المرة كانت متفهمة لها بحق ..مما شجع ليلى للأقتراب منها ...تضم وجهها بين كفيها...يؤلمها ذلك التشنج الذى شعرت به يمر بجسد ابنة أخيها ولكنه المتوقع ..تثبت نظراتها داخل عينيها بأعتذار صامت " عارفة أنك شايفانى واحدة أنانية خايفة على ابنها بس ..." لم تشعر بأى تغير فى ملامح ابنة أخيها كانت ثابتة ..صامدة ...باردة كصقيع جبال سيبريا ، لتبلل ليلى شفتيها ..لتردف قائلة بنبرة متحشرجة " لما تبقى أم هتفهمينى ..." ، طرفت كارمن بعينيها كما لو أخذت حين غرة ...لينقبض صدرها ...تتقلص معدتها بألم ..أما قلبها ...كان كمن ألقى على بارحة الطريق...مدمى ..ملئ بجروحه القاتلة ..ملقى على طريق لن يمر به سامرى ، و أن كان هناك ماراً ..سيكون من يزيد جراحه، هى صارت أم ، هى لن تستطيع أن تكون أم بعد ، هى تتفهمها الأن ، ولكنها لن تستطيع فهمها مستقبلاً ، " أوقات لازم نكون أنانيين يا كارمن ..أوقات الظروف بتجبرنا " ...قالتها ليلى بنبرة يتغللها الأعتذار والحزن .. " أنا فهمت حضرتك ..مش لازم تشرحي ليا ..أنا شايفة أن ده القرار الصح " قالتها كارمن بهدوء ..توجس له قلب ليلى الائم لها ...لتقول ليلى سريعاً " أنا هكلمك ...على طول " ، لم تفهم تلك النظرة التى سكنت حدقتى ابنة أخيها لثوان قليلة ، ليرتفع جانب ثغر كارمن مشكلاً ما يشبه البسمة لتهز رأسها قائلة بأيجاب " أكيد ..." ، أبعدت ليلى كفيها ..تحاول الحديث ...لكن الكلمات لم تسعفها ..لتتطرق رأسها بقلة حيلة وتغمغم بكلمات ...وترحل بهدوء كما لو لم تهدم عالم أخرى منذ دقائق...، وما أن أغلقت ليلى الباب وراءها ...حتى ثارت الدموع داخل عينيها ...لتخرج بكثرة وفوضى من مقلتيها ...وتوقفت الكلمات داخل عقلها ....ليرتعش جسدها ...ينهار كانهيار روحها ..هى ليست قوية ...هى فتاة وحيدة خائفة ...هى خائفة ..فقط ، هى كفتاة صغيرة تخاف النوم بمفردها بسريرها فتريد من يصحبها ..يطمأنها أنه معها ..لتغوص فى دجنة نومها ، وهى تريد من يطمأنها أنه بجوارها ..لتغوص فى ظلام ليلتها الأخيرة دون خوف ...هى فقط خائفة . يتبع.. | ||||
|
| |
|
15-12-20, 01:11 AM
| #474 | ||||
| يجلس على كرسيه ..يرمى رأسه للوراء..تتعلق عيناه بسقف غرفة مكتبه...شارداً بها ...خصلات شعره مشعثة من كثرة ما مرت به أنامله، يشمر أكمام قميصه الأبيض حتى مرفقيه ، متخلياً عن رابطة عنقه ، فاتحاً أول زرارين منه ...صدره يعلو ويهبط برتابة ...بينما ينثر أمامه أوراق العمل المهمل منذ مجيئها ، طرقات هادئة على باب مكتبه ...جعلته يزفر بقنوط ..ليطلب من الطارق إلا وهى سكرتيرته ..الدخول بنبرة حازمة " أدخل ...." ، فتحت سكرتيرته الباب بهدوء ..لتسير عدة خطوات ناحيته بعدما أغلقت الباب وراءها ..لتأخذ نفس عميق وتدعو الله بسرها إلا يطردها ..فمظهره المشعث لا يساعد بتاتاً لمقابلة أحدهم أو بمعنى أصح أحدهن " باشمهندس عمر ...فى واحدة أسمها مدام كارمن ...طالبة أنها تقابل حضرتك ضرورى ...حاولت أفهمها أنها لازم تاخد ميعاد..." عقد حاجبيها بحيرة ...يتسأل هل الأسم الذى سمعه صحيح ...ليعتدل فى جلسته ببطء ..يقاطع مديرة مكتبه بأشارة من سبابته ويسأل بحيرة " أنت قولتى أسمها أيه ...؟! " ، " كارمن ...مدام كارمن يا باشمهندس " ، " داخليها بسرعة ...أستنى ....مادخليش حد علينا ، وكل المكالمات حوليها لباشمهندس خالد " قالها بأنفاس متسارعة ...يكتنفه الحيرة ...والسعادة ، معها هو لا يعرف أى حال من المفترض يسيطر عليه ، كما الأن ..لا يعرف هل يجلس أم يستقيم واقفاً ..ليستقبلها ...وقبل أن يقرر ..كانت دخلت هيا ..والسكرتيرة أغلقت الباب وراءها ..مما جعلها تلتفت ناحية الباب من فوق كتفها ..بينما هو كان يرمقها ..بجنون و هوس بات مصاحباً لنظراته لها ..يقبض على ذراعى كرسيه يمنع نفسه من إشباع جوعه السافر ونهمه إليها ، إما هى فألتفت إليه ..نظراتها مرتبكة ..متوترة ، ووجهها شاحب أصفر ...أنفاسها غير منتظمة ، يشعر بها تحاول الحديث ..لكن كلماتها لا تريد الخروج ، لا تعرف صحة قرارها المجنون ، الأنانى ربما ...إلم تخبرها عمتها هذا الصباح أنه هناك ظروف تجبرها لتختار نفسها ..وربما الأن عليها أن تختار نفسها ...وهو ..ألا يريدها ..عليه أذاً دفع ثمناً لذلك ، هى خسرت الكثير وحان وقت خسارته ...خسارة لا تعرف كان سيدفعها أم لا... ثبتت أنظارها داخل عينيه بأصرار دون أى مقدمات غير طائلة ..لتقول بنبرة قوية " أنا موافقة أفضل مراتك ...." . أرخى جسده قليلاً للوراء بأرتياب وشك ..ليقول بنبرة خشنة " بس ..."، " بس مش فى السر ...مش هيكون الأسم زوجة و أنا فى الحقيقة عشيقة سرية " . أنتهى الفصل. | ||||
|
| |
|
15-12-20, 03:10 AM
| #475 | ||||
| واااااااو تحفة يا مارينا 🥰🥰مشاعر انجى رائعة مش سهل إنها تضحى بحبها وبيتها وسنين عمرها علشان تختار نفسها فعلا هى قوية انها تختار كرامتها برغم انه الطلاق التانى ليها 👏👏👏 🤩ليلى فعلا اثبتت إنها انانية ضحت بكارمن علشان ابنها شيلتها ذنب الكل الماضى ويوسف وانجى كأنها هى السبب فى كل الى بيحصل. نفسى اعرف احساسها ايه لما تعرف ان كارمن لتالت مرة يصيبها المرض. 🤩هو ايه الى حصل اخر مشهد داااا🤔😳 ايوووة يعنى ايه حصل نامت وصحيت قررت كدا مش معقول كارمن تفكر كدا انا مش مصدقة😲😲 | ||||
|
| |
|
15-12-20, 03:20 AM
| #476 | |||||
| اقتباس:
ليلى هتنهار ، لكن للاسف هى فعلاً خسرت كارمن المشهد حقيقى فى نفس اليوم ولحديث كارمن باقية شجعونى وانزلكم المشهد ده كامل | |||||
|
| |
|
15-12-20, 03:49 AM
| #478 | |||||
| اقتباس:
هى كانت معتقدة ده ...فكرة اتكونت فى عقلها، ولما عرفت من عمتها أنه انجى طلبت الطلاق وهو رفض ، اتاكدت فكرتها، بس عمر مالمحش، اما اللى فى نية عمر هنعرفه بعدين | |||||
|
| |
|
15-12-20, 02:34 PM
| #479 | ||||
| نجم روايتي 
| اهلين اسفه ع تاخري بردود بس بسبب الامتحانات الي مريت بيها والحمدالله خلصتها بسلام المهم فصول رائعه مميزه مفاجاة ومصايب ومواقف واحداث قويه بجد ابدعت في الكتابه وفي الحبكة عندك حنكه واسلوب مميز وعبقري احساسك بوصلنا كاملا واحداثه كل ماهي بتزيدنا تشويق وتحفز واصرار ومثابره معك لنصل لبر الامان وياخوفي من بر الامان اللي مخبياه لينا لان نحن بجد لا نستطيع ان نخمن ماذا في جعبتك من احداث بجد فصول ناريه وراقيه ومبدعه ناتي الى كارمن يويلي عليها وع اللي جاي شو لسا في كمان مصايب تانيه والا راح تحرميها اشوي وترحمينا بجد كل ما اقرا الروايه ببكي ع الحال اللي وصلت به كارمن متى راح ترتاح ونرتاح معها عمر اناني بكل المقاييس مع عمتو ليلي انانيه فكرة بالجميع ماعدا كارمن ليش ما حست بكم الالم والعذاب اللي عم بتعيشه انجي ايضا مظلومه رغم انها هي اللي كسبانه من وقوف ليلي معها وتمسك عمر بها شريف اه من الذي ينتظرك ومعرفتك بمرض كارمن كيف راح تكون حالتك ابجد فصول عبقريه انت استاذه في كل شيء اميره القلم والاحساس ملكة القلم والاسلوب سحرتينا وسحرنا قلمك المميز الراقي المتقن بجد يسلمو الانامل الاماميه منتظرين ع نار | ||||
|
| |
|
19-12-20, 01:46 AM
| #480 | |||||
| اقتباس:
ربنا يوفقك يا حبيبتي...ومعاكى فى امتحاناتك ده اولا ثانياً وحشتينى كتير ووحشنى تعليقاتك كارمن ضحية وجانية ليلى ضحية الماضى ...ليلى هى كمان اتأثرت، يتعاقب كاريمان فى كارمن بدون قصد منها وبتحمى ابنها عمر انانى مش هنكر، يوسف وأنجى المظلومين فى قصتنا دون ارتكاب ذنب غير انهم حبوا بصدق...هنشوف ايه اللى هيحصل الفصول اللى جاية ومرة تانى بالتوفيق فى امتحاناتك ومن نجاح لنجاح وتميز 🙏❤️ | |||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
11Likes
العرض العادي
