آخر 10 مشاركات
398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree508Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-21, 03:58 PM   #1091

مونيمون

? العضوٌ??? » 486934
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » مونيمون is on a distinguished road
افتراضي


ما شاء الله لا قوة إلا بالله

مونيمون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-21, 12:16 AM   #1092

سلام لعيونك

? العضوٌ??? » 300787
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 694
?  نُقآطِيْ » سلام لعيونك is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلام لعيونك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-21, 11:33 PM   #1093

عبد الرازق

? العضوٌ??? » 79316
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,059
?  نُقآطِيْ » عبد الرازق is on a distinguished road
افتراضي

فين باقي الرواية؟ go on كملي يلا بسرعة اكتر من كده شويه علشان لما بنفصل بنفقد التواصل مع احداث الرواية

عبد الرازق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-21, 12:39 AM   #1094

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي













الفصل المائة وثمانية وأربعون





الظروف الاقتصادية، والتغيرات الطارئة قد تبدل من طريقة تفكير الفرد، خاصة إن كان اتكاليًا، غير معتادٍ على ممارسة أي دور فعال، لذا يبحث عن الوسائل المضمونة والأكثر سهولة لتوفيق أوضاعه، وربما لجني المال دون خسارة فعلية لما بحوزته، معتمدًا في هذا على خبراته، سواء كانت تلك الخبرات محدودة أو على نطاق أوسع.

بالنسبة لها شراء المصوغات المصنوعة من الذهب –تحديدًا- يعني ارتفاعًا مؤكدًا في قيمته بمرور الزمن، فإن احتفظت ببعض القطع لعدة سنوات، حتمًا ستجني ربحًا معقولاً في حال فكرت في بيعها في يومٍ ما، أو عند الحاجة، لذا لم تكترث "آمنة" إن انزعجت ابنتها من طريقة تفكيرها المُعدلة، فهي الآن المنوطة بالتصرف في كل شيء، كما أن ما ورثه "فيروزة" عن زوجها الراحل قد ترفض المساس به لسببٍ تجهله، كأن بهذا الميراث لعنة غريبة، ولن تقبل بالتصرف فيه بسهولة إن اضطرت لهذا.

في تلك اللحظات تحديدًا جال بخاطرها تصرفات "حمدية" في هذا الشأن، وما كانت تفعله لاكتناز المال وجمعه بكل السبل، لوهلةٍ تمنت أن تكون في مثل دهائها؛ لكنها كانت محدودة الفكر، فقيرة الخبرات.

رسمت "آمنة" ابتسامة ودودة على ثغرها، والتفتت تخاطب "ونيسة" في تهذيبٍ، بعد أن نفضت عن عقلها كل هذا التفكير المرهق:

-والله يا حاجة الناس كلها تشهد بأخلاق "تميم"، يا زين ما ربيتي.

لم تكن مُضيفتها متصنعة وهي تخبرها بصدقٍ:

-تسلمي يا حبيبتي، إنتو برضوه ولاد أصول، وحتى لما حصل سوء تفاهم بسيط بين الولاد، إنتي مخلصكيش.

على إثر جملتها الأخيرة، استحضرت "آمنة" على الفور في ذهنها ما حدث بينهما قبل أشهر من تبادل اتهامات في قسم الشرطة عقب حريق عربة الطعام المملوكة لـ "فيروزة"، تلبكت، وارتفع الأدرينالين المتحفز في دمائها، وأخذت تبرر بلعثمةٍ بائنة نسبيًا:

-آ.. أكيد يا حاجة، ده زي ما إنتي قولتي .. كان سوء تفاهم، والحمدلله راح لحاله، ودلوقتي بقينا أكتر من الأهل.

مدت "ونيسة" يدها وربتت على كفها المسنود في حجرها لتقول في لطفٍ دون أن تفتر بسمتها:

-ربنا يديم المعروف بينا.

رددت في عجالة:

-يا رب، ويحفظهم ويبعد عنهم عين الحسود ...

توقفت لهنيهة عن الكلام لتستأنف بعدها مغيرة من الموضوع:

-بس فكرة كويسة إن أهل الحتة يشوفوهم سوا.

أيدتها "ونيسة" في الرأي، وعقبت:

-أيوه، بكده يعرفوا إنهم اتخطبوا، وقريب هيتجوزوا.

دعت في رجاءٍ شديد، ويداها قبل عينيها مرفوعتان للسماء:

-ربنا يجمعهم على خير.

..............................................

التخبط الدائر في رأسها بين ما تريده، وما ترفضه كان على أشده، فانعكست آثاره على تعبيرات وجهها، حين خرجت "فيروزة" متلكأة من مدخل بيتها، خفق قلبها في توترٍ عندما رأت "تميم" واقفًا عند جانب السيارة؛ لكن ما لبث أن استعادت جأشها والسيطرة على انفعالاتها لتبدو كلوحٍ من الجليد. مشيت ناحيته، وبادرت بإلقاء التحية دون لهفةٍ حقيقية:

-سلام عليكم.

بالكاد نظر إليها قبل أن يتحرك من مكانه بعد أن جذب مقبض باب السيارة وهو يرد:

-وعليكم السلام.

لم تخرج "همسة" في التو، تعمدت التأخر ريثما ينصرفوا بالسيارة، فلا تضطر للمجيء معهم، وتفسد باقي خطة والدتها في التقريب بين عروسي المستقبل. حل العبوس على وجه "فيروزة" وقد رأت تعامله الجاف معها، حقًا كان اللقاء بينهما خاليًا من الدفء، بدا أقرب للجفاء، الفتور، والتقليدية البحتة.

استنكرت ترتيب جلسة السيارة، لتستقر في المقعد الوحيد الشاغر إلى جواره، غمغمت مع نفسها في تبرمٍ:

-أل يعني طايق يقعد جمبي!

ولتغيظه عن عمدٍ، قبل أن تستقل السيارة، أطلت برأسها من النافذة المجاورة لأمها، لتلقي التحية على والدته بألفةٍ غير زائفة:

-إزي حضرتك يا طنط؟ ما تتفضلي قدام، مايصحش تقعدي هنا.

ردت عليها "ونيسة" بضحكة بشوشة:

-أنا الحمدلله في نعمة، ومبسوطة وأنا قاعدة هنا، خليكي إنتي جمب عريسك.

تلك الكلمات العفوية أطلقت إشارة احمرار بشرتها، كأنها تتحين الفرصة لتتلون بتلك الصبغة التي لطالما كانت تجهلها إلا حينما تغدو معه. أجلت "فيروزة" أحبال صوتها، وردت بابتسامةٍ خفيفة:

-عادي يا طنط، المقامات محفوظة، وحضرتك لو آ...

قاطعتها تلك المرة "آمنة" قائلة بنظرة ذات مغزى:

-يالا بنتي اركبي، مش عايزين نأخر الجماعة.

مع معرفتها بنواياها الخفية، خبا اللون تدريجيًا من بشرتها، لتغدو أقل توردًا وهي تعلق موجزة في طاعة غريبة:

-حاضر يا ماما.

واصلت كلاً من "ونيسة" و"آمنة" الحديث بعفوية واسترســال ضاحك طوال الطريق، كأنما يستعيدان ذكريات الماضي بحواراتهما المقتضبة والمختلفة، بينما ســاد الصمت بين "تميم" و"فيروزة"، كأنهما قد أصبحا من الغرباء فجأة، تباعدت عنهما المشاعر، وحلت محلها الروتينية والفتور. استاءت "فيروزة" من هذا اللقاء المتجافي الخالي من أي ودية، حميمية، أو حتى تعابير اللهفة، كذلك يئست من محاولته استدراجها للكلام، خاصة عندما اختلست النظرات ناحيته من طرف عينها، ووجدته يصب كامل تركيزه على الطريق، حركت شفتيها دون صوتٍ:

-ماله ده كمان؟

التوت زاوية فمها ببسمة تهكمية وهي تواصل حديث نفسها، خلال مطالعتها للطريق من جانبها:

-ما هو مش معقول غاصبين عليه يتجوز؟!

تحفزت في جلستها، وتصلبت عندما امتدت يده فجأة للأعلى لتخفض المرآة العلوية وهو يخبرها في هدوءٍ:

-عشان الشمس متضايقش عينيكي.

كالبلهاء تطلعت إليه للحظاتٍ، في نظرات متسعة، مصدومة من اهتمامه الغريب بتفصيلة صغيرة كتلك، هي نفسها لم تكترث بها! بدا صوتها متحشرجًا بشكلٍ ما وهي ترد في اقتضابٍ:

-شكرًا.

حاولت ألا تعطي الأمر أكبر من حجمه، وأدارت رأسها للخلف متسائلة:

-أومال فين "هاجر" يا طنط؟ مش كان المفروض تيجي معانا.

ردت "ونيسة" وبين شفتيها ابتسامةٍ صغيرة:

-عقبالك كده يا حبيبتي مع "سراج" بيشوفوا الستاير، وبيشتروا النجف.

عقبت "آمنة" في حبورٍ:

-ما شاءالله، ربنا يهنيهم سوا.

تحرجت "فيروزة" من عفويتها، وحافظت على ثبات بسمتها وهي ترد:

-ربنا يسعدهم.

التفتت مرة واحدة عندما سألها "تميم" بغتةً:

-في محل دهب معين عايزة تروحيه؟

عندئذ تذكرت حديث والدتها المقيت، عن شراء الأكثر وزنًا من الحُلي الذهبية، وإن كان الاتفاق بين العائلتين نص على شراء ما يُعادل في قيمته مائة ألف جنية، إلا أنها لم تحبذ هذا الشعور المنفر بأنه يتم شرائها بالمال لا بالمشاعر. رمقته بتلك النظرة المزعوجة قبل أن تخبره بوجومٍ:

-لأ، عادي أي مكان.

اقترحت "ونيسة" من خلفها:

-ودينا عند الصايغ معرفتنا، أكيد هيعمل معانا الواجب.

سألتها "آمنة" بنظرة مستفهمة:

-مضمون ده يا حاجة؟ أصل ساعات بنسمع عن اللي بيغشوا الدهب ويبيعوا الصيني على إنه دهب أصلي.

أكدت عليها في جديةٍ:

-ده مضمون، وبنتعامل معاه من زمان.

استحسنت اختيارها، وردت في إيجازٍ:

-خير ..

لم تنتبه "آمنة" لنظرات ابنتها الحانقة المرتكزة عليها، وتمتمت في خفوتٍ:

-مش فارقة صيني من غيره!

..........................................

مقاومة النظر إليها، والادعاء بأنها غير موجودة، تطلب منه استخدام أقصى درجات ضبط النفس، ليبدو في حالةٍ من الثبات العجيب في حضرة بهائها الساحر. بين الفنية والأخرى، كان يسرق نظرة إليها، يحاول قراءة ما تنم عنه تعابير وجهها الواجمة، من المحتمل أن يكون قد طرأ أمر ما عليها، تنفس "تميم" بعمقٍ، وسأل نفسه:

-يا ترى إيه اللي ضايقها تاني؟

تحير في معرفة الجواب المناسب، وحاول الالتهاء عن سؤالها بالتطلع إلى الطريق، ومراقبة حركة المرور بتعاسة عجيبة حطت عليه، إلى أن بادرت بالحديث مع والدته، فأحس برنة صوتها تخترق فؤاده وتُحدث ضجيجًا به، هنالك شعر بحتمية كسر حاجز الجمود بينهما، وشارك في الحوار بحذرٍ، لئلا يفلت لجام سيطرته على مشاعره؛ لكن ردودها كانت مقتضبة، بالكاد تجاوبت في حديثها، كأنما تستصعب الكلام معه.

لم ينكر أن هذا أصابه بالإحباط والضيق، وغالب بجهدٍ هذا الشعور، باحثًا عن بارقة أمل قريبة تبدد ما فات من مشاعر سلبية مزعجة زحفت إليه. وجد لسانه يردد في عفويةٍ بصوتٍ شبه مسموع:

-خير إن شاءالله.

تفاجأت به "فيروزة" ينطق بذلك بعد صمتٍ طويل، فسألته مستفهمة:

-نعم؟

لم ينظر ناحيتها وهو يرد:

-مافيش.

سألته ساخرة بشفاه ملتوية:

-هو إنت بتكلم نفسك؟

تصنع الابتسام وهو يرد:

-حاجة زي كده.

تطلعت أمامها وهي تكلمه:

-أوكي.

اختطف نظرة سريعة ناحيتها فوجدها لا تنظر إليه، لفظ الهواء ثقيلاً من رئتيه، وردد في خفوتٍ:

-يا رب يسر ولا تعسر.

.................................................. ...

حركت قدمًا أمام الأخرى بتباطؤٍ وهي تتجه نحو باب المنزل لتفتحه، برزت حدقتاها في غير تصديقٍ حين رأت ابنها واقفًا عند عتبته، بغريزتها التلقائية اندفعت "سعاد" ناحيته لتحتضنه في لهفةٍ وشوق، قبلت كتفه ورددت في صوتٍ خافت؛ كأنما تخشى سماع أحدهم لها:

-وحشتني يا ضنايا.

قال "فضل" وهو يقبل أعلى رأسها:

-وإنتي أكتر يامه ...

دققت النظر فيمن جاء خلفه، وتراجعت عن ابنها لترحب به:

-إزيك يا حاج "فتحي"؟

رد عليها الأخير وهو يومئ برأسه:

-بخير يا "أم فضل"، "إسماعيل" عندك؟

هزت رأسها بالإيجاب، فتابع بصيغةٍ شبهه آمرة:

-طب قوليله إني عاوز أشوفه.

قالت بإيماءات صغيرة من رأسها:

-حاضر.. اتفضل.

استضافته في منزلها، وذراعها يحاوط ابنها، سرعان ما انتشرت فيها رجفة متوترة عندما سمعت زوجها يتساءل من الداخل:

-مين يا "سعاد"؟

بلعت ريقها، وأجابت بوجهٍ تحول للشحوب:

-ده الحاج "فتحي".

رد عليها بنفس النبرة العالية:

-خليه يتفضل ..

وقبل أن تتكلم كان "فتحي" الأسبق في قوله:

-أنا مش لوحدي يا "إسماعيل".

جاءه ترحيبه الكريم:

-أهلاً بيك وبضيوفك.

تقدم "إسماعيل" نحو البهو الفسيح للترحيب بزائريه؛ لكن حلت الصدمة على قسماته بمجرد أن أبصر ابنه يقف إلى جواره، قست نظراته ناحيته، وأظلمت تعابيره بشكلٍ واضح. استند "فتحي" بكفيه على رأس عكازه، وقال في هدوءٍ:

-ده مش ضيف، ده ابنك "فضل".

أشاح "إسماعيل" بوجهه بعيدًا عنه، وهسهس في حنقٍ:

-استغفر الله العظيم، جايبه ليه معاك يا "فتحي"؟

وضعت "سعاد" يدها على صدرها متوقعة حدوث الأسوأ، في حين استمر "فتحي" على هدوئه وهو يقول:

-عشان يصلح اللي عمله!

ثم استدار يأمر "فضل" وهو يشير إليه بعينيه:

-حِب على راس أبوك، واستسمحه.

دون نقاشٍ تحرك "فضل" مندفعًا نحو أبيه، أمسك بكفه عنوةٍ بين راحتيه ليجذبه إليه، وانهال يقبله معتذرًا:

-حقك عليا يابا، سامحني يا حاج، ده أنا من غيرك ولا حاجة.

سحب "إسماعيل" يده في عصبيةٍ، رافضًا هذا الأسلوب السخيف للضغط عليه، وأصر على موقفه هاتفًا:

-وأنا مش عايزك في داري، غور من هنا.

ظل "فضل" محنيًا على ذراع والده يتوسله:

-سامحني يابا.

نبذه بقبضته بعيدًا عنه -بعصبيةٍ واضحة- وهو يرد:

-ماتقربش مني!

اعتدل "فضل" في وقفته، ونظر إلى "فتحي" بنظراتٍ حائرة، فتدخل الأخير قائلاً:

-يا "إسماعيل" ماتحبكش الحكاية، هو غلطان من ساسه لراسه، بس عمر الضفر ما يطلع من اللحم.

جاءه رده قاسيًا وهو يلوح بذراعه:

-لأ بيطلع لو كان فاسد.

كرر "فضل" اعتذاره النادم له، وهو ينكس رأسه في خزيٍ:

-أني محقوقلك يابا، اعمل فيا ما بدالك، بس ارضى عني.

لم تتجرأ "سعاد" على النطق بشيء؛ لكن نظرات الاستجداء الظاهرة في عينيها أكدت رغبتها الشديدة في نجاح تلك الوساطة، وإنهاء الخصام، ليعود ابنها إلى المنزل، تركزت أنظارها مع "فتحي" الذي استمر قائلاً:

-هو طالب السماح منك.

بوجهٍ ذي تعبيرات مكفهرة أخبره "إسماعيل":

-ربنا وحده اللي بيسامح.

وافقه الرأي، فقال في تريثٍ:

-مظبوط، ربنا غفور رحيم، بس العفو عند المقدرة ...

ثم تقدم خطوتين نحوه، وتابع باقي كلامه بكلماتٍ موحية:

-مش ده كلامك يا "إسماعيل" لينا على طول؟ هتبخل بيه على أهل بيتك؟

احتج عليه في تبرمٍ:

-يا "فتحي" آ...

قاطعه في نبرة لينة:

-أني المرادي بتوسطله عندك، إيه هتكسفني؟

ظهر الحرج على قسماته التي خبت قسوتها نسبيًا، واستطرد يخبره:

-إنت مقامك محفوظ عندي، بس هو مايستهلش.

علق عليه بهدوءٍ:

-وخلاص خد جزاته، وعِرف غلطه، وبقى عِبرة وسط أهل البلد، خلينا نوجهه يعمل الصح.

هتف معقبًا في تهكمٍ:

-بعد ما شاب ودوه الكتاب؟ أني جبت أخري منه، هستنى إيه تاني؟

أكد عليه "فتحي" بإصرارٍ:

-المرادي برقبتي، وأني مردتش ليك كلمة قبل كده!

لم تستطع "سعاد" كبح نفسها تلك المرة، فهتفت تتوسله بعينين تترقرق فيهما الدموع:

-وافق يا حاج، خصيمك النبي لتوافق، هو خلاص تاب وأناب.

ألح عليه "فضل" هو الآخر متسولاً مشاعره:

-بالله عليك يابا، حقك عليا، أنا هبقى تحت رجليك، مطرح ما تحطني ما هنطق.

سئم من كل هذه المحاولات للضغط عليه، وردد بتنهيدة طويلة:

-لا حول ولا قوة إلا بالله.

تفرس "فتحي" في ملامح وجه رفيقه، وحين لم يجد منه رفضًا واضحًا، هتف آمرًا:

-خش يا "فضل".

استوقفه "إسماعيل" قبل أن يتحرك برفع عكازه في الهواء وهو يتساءل:

-ولو غلط؟

لاحت ابتسامة واثقة على محياه وهو يرد:

-أني بنفسي هكرشه برا البيت.

لم يعلق عليه "إسماعيل"، واكتفى بالنفخ في سقمٍ، لم يبالِ "فضل" بتأففه، وتشجع للدخول، لتلحق به والدته والفرحة تقفز من عينيها، في حين استأذن بعدها "فتحي" بالذهاب، واصطحبه رفيقه للخارج ليدمدم بعدها بغير رضا:

-ديل الكلب عمره ما يتعدل لو حطوا فيه قالب!

.................................................. .

تباطأت سرعة السيارة تدريجيًا، عند انحرافها لناصية الشارع الخاص بأشهر محال تجار الصاغة. بحث "تميم" بعينيه عن بقعة خاوية؛ لكنه لم يجد واحدة متاحة، لهذا التفت برأسه مخاطبًا والدته:

-انزلوا إنتو هنا يا ست الكل، وأنا هشوف حتة فاضية أركن فيها، وأحصلكم.

ردت عليه "ونيسة" وهي تستعد للترجل عنها:

-ماشي يا ابني، ربنا يسلم طريقك.

تساءلت "آمنة" في فضولٍ:

-هو المحل قريب من هنا؟

أجابتها في تلقائية وهي تشير بيدها:

-أيوه، عند العمارة اللي هناك دي.

هبطت "فيروزة" عن السيارة، وملامحها خالية من الابتسام، ضغطت على شفتيها في ضيقٍ ملحوظ، وتحركت بخطواتٍ غير متحمسة خلف والدتها و"ونيسة"، إلى أن توقفت الأخيرة بالقرب من أحد المحال، رفعت ذراعها لتشير إليه قائلة:

-المحل أهوو.

تأملت "آمنة" واجهته بنظراتٍ مبهورة، وانعكس بريق الذهب المغري في حدقتيها، تدلى فكها للأسفل للحظاتٍ قبل أن تلعق شفتيها وتقول مادحة:

-ماشاءالله، باين عليه شغله العالي.

ردت عليها "ونيسة" في ودٍ:

-إن شاءالله تلاقي العروسة اللي يعجبها فيه.

هتفت في حبورٍ شديد يشوبه الانبهار:

-بإذن الله، ده مافيش أحلى ولا أفخم من كده ...

ثم أدارت رأسها للخلف، وصاحت في ابنتها المتأخرة بضعة خطواتٍ عنهما:

-تعالي يا "فيروزة".

غمغمت في صوتٍ متذمرٍ بالكاد خرج من جوفها:

-هو أنا هروح فين.

رعشة خفيفة أصابتها حين سمعت صوته يأتي من ورائها متسائلاً:

-اتأخرت عليكم؟

وجدت نفسها ترد من تلقاء نفسها:

-لأ.

لامت نفسها لتسرعها، ولم تظهر ذلك على وجهها، وسارت بنفس الخطوات البطيئة، إلى أن لاحظت من طرف عينها أنه يسير تقريبًا إلى جوارها، لم تتعجل السير، وتبادر إلى ذهنها فكرة ما، تعمدت التلكؤ أكثر بعد أن لمحت والدتها تختفي خلف والدته عندما وصلتا إلى باب المحل الزجاجي، استدارت كليًا فجأة لتستوقفه قائلة بجديةٍ تامة:

-عايزاك في كلمتين يا معلم.

توجس "تميم" خيفة من ملامحها الغامضة، لم تكن تعبيراتها تنم عن دلال أنثوي، أو حتى رقة لطيفة، بل كانت أقرب للجفاء، تقطب جبينه، وسألها وهو ينظر إليها في حذرٍ:

-أؤمري يا أبلة.

لم يظهر عليها بادرة تردد وهي تخبره:

-أنا مش عايزة شبكة!

حملق فيها مدهوشًا، وصاح مستنكرًا دون أن ترتفع نبرة صوته:

-إيه الكلام ده؟

خاطبته في تزمتٍ:

-اللي سمعته، هي الحكاية مش شاروة ومين هيدفع أكتر، أنا كل اللي محتاجاه حاجة بسيطة، يدوب دبلة وخاتم وخلاص.

رمقها بنظرة مستاءة من سوء تفسيرها للأمور، فحبه لها أسمى من أن يقدر بحفنة من الأوراق النقدية؛ وإن كان يملك من الثروة ما يخوله لشراء ما يريد وقتما يريد. حافظ على جمود تعابيره، وعلق معترضًا في خشونةٍ طفيفة:

-بس ده مكانش الاتفاق.

أتاه تبريرها صريحًا:

-صح، وأنا مش هاخد حاجة زيادة لمجرد الاستعراض وعمل شو قصاد الناس.

مجددًا أساءت الظن فيه، لذا عاتبها في ضيقٍ لم يخفه:

-وهو أنا مستني أعمل كده؟

صمت للحظةٍ قبل أن تعلل أسبابها التي بدت منطقية من وجهة نظرها:

-معرفش، بس أكيد الرقم الضخم اللي محطوط عشان الشبكة تتجاب بيه هيعمل اللازم، مش شرط منك، بس الناس بتتكلم!

عقب عليها بتعقلٍ وهو يحاول مُهَاودتها:

-وبرضوه الناس مش لازم تعرف بكل تفصيلة عننا، مايخصهمش.

ضغطت على شفتيها قليلاً كأنما تفكر لهنيهة في كلامه قبل أن تصر على رأيها:

-معاك في ده، بس هيشوفوا الحاجة، وأنا عن نفسي محبش أجيب حاجة مش هلبسها.

بعد زفيرٍ بطيء ألح في عنادٍ:

-بس دي هديتي ليكي.

تمسكت برفضها قائلة:

-وأنا مقدرش أقبل حاجة معرفش أردها.

لمحة من التبرمٍ سادت صوته عندما هتف محتجًا على عِنادها الغريب:

-وأنا مش عايزك ترديها.

لم تلين رأسها أو نبرتها وهي تقول بغير تساهلٍ:

-وأنا مش هقبلها.

وجد "تميم" أن جداله معها لن يصل به سوى إلى طريقٍ مسدود، لهذا حاول حل تلك المعضلة بدبلوماسية:

-طيب .. هنشوف الموضوع ده لما ندخل جوا.

همَّ بالتحرك؛ لكنه استوقفته مجددًا بقولها الغامض والمستريب:

-حاجة تانية.

رغم الضجر المستبد به حاليًا، إلا أنه حافظ على ثبات نبرته وهو يتكلم:

-اتفضلي.

لاح التردد في صوتها حين استطردت تخاطبه:

-أنا .. كنت عاوزة آ...

سألها في حذرٍ، وقد توقع أن يكون القادم غير مُرضٍ له:

-إيه؟

رمشت "فيروزة" بعينيها قبل أن تلفظ الكلام دفعة واحدة:

-عاوزة نأجل كتب الكتاب شوية.

هنا ارتفعت نبرته المستهجنة وهو يردد في صدمةٍ حطت على رأسه فأصابته بالعصبية:

-نعم؟ إيه الكلام ده؟!!

علت نبرتها هي الأخرى وهي تحاوره:

-أيوه، أنا مش مستعدية نفسيًا، وحابة أخد وقتي في التفكير، من غير ما حد يضغط عليا، إيه الغلط في كده.

سحب "تميم" نفسًا عميقًا، حبسه للحظات في صدره، ليثبط به ما تصاعد بداخله من دماء ثائرة، ثم طرده على مهلٍ ليسألها بوجهٍ شديد الوجوم:

-والتأجيل ده أد إيه كده؟

هزت كتفيها قائلة بعدم مبالاة استفزته نسبيًا:

-معرفش لسه، بس أهم حاجة ميكونش في استعجال.

سدد لها نظرة مغتاظة، لم يخبئها حتى، وانعكس الكدر على ملامحه أكثر. رفعت "فيروزة" حاجبها للأعلى، وسألته في جديةٍ:

-ها قولت إيه؟

لم يحد بنظراته القوية عنها، ولاذ بالصمتِ لبضعة ثوانٍ قبل أن يخبرها في غموضٍ:

-ماشي كلامك .. بس بشرط.

عقدت حاجبيها مغمغمة في دهشة:

-شرط!

اخشوشنت نبرته قليلاً وهو يقول:

-أيوه .. اشمعنى أنا مقولش رأيي؟ المفروض احنا بنتشاور سوا، ولا أنا غلطان؟

أطلقت زفرة سريعة، وشبكت ساعديها أمام صدرها، ثم سألته بنبرة بدت شبه مستخفة بشرطه:

-اتفضل .. إيه هو شرطك؟

كان حازمًا في صوته قبل ملامحه عندما أوضح لها:

-طالما هتأجلي كتب الكتاب لحين ما يأذن ربنا يبقى نكمل نص دينا على بعضه.

وكأن كلماتها لم تكن بالوضوح الكافي لتستوعب تفسيره شبه المتواري، لذا لوت فمها تسأله:

-مش فاهمة، إيه قصدك؟

نظر في عينيها بعمقٍ وثبات، كما لو كان يفرض سطوته عليها بتلك النظرات المفعمة بالذكاء، ليلقي على مسامعها بعدها موضحًا بابتسامة صغيرة:

-يعني هيبقى كتب كتاب ودخلة مع بعض، ماشي يا أبلة ....................................... ؟!!

.................................................. .........


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 08-08-21, 06:51 AM   #1095

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله جميلة.
ربنا يحفظك.
لا ألوم آمنة على تفكيرها.
فيروز ة ماتزال تتخبط.
سيكون تميم أحمقا إن كان فوت الفرصة.
حقيقة العيش مع إمرأة ذات كبرياء وعنيدة تفسر على هواها الأمور يحتاج للكثير من الحكمة


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 01:06 AM   #1096

ساسية

? العضوٌ??? » 478312
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » ساسية is on a distinguished road
افتراضي

أيوه يا تيمو احبك وانت مسيطر لو سيبت الحبل لفيرو حتعمل فيها جبانه وتهرب منك وتقول يا فكيك ههههههه اوعه تسلم ودوس بنزين هههههه

ساسية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 02:15 AM   #1097

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9








الفصل المائة وتسعة وأربعون





القلب ليس مجرد عضلة تدفق الدماء النقية إلى الشرايين وتستقبل غيرها، وإنما هو موطن الإحساس بكل ما هو جميل ومميز. ما تفوهت به جعله يدير دفة الأمور إلى الاتجاه المعاكس، على أمل أن تكون النتائج في صالحه. ألقى "تميم" بشرطه المباشر عليها منتظرًا ردها، فاستغرقت "فيروزة" في تفكيرٍ سريع قبل أن يأتي وجهها بأكثر من لون وهي تصرخ رافضة:

-لأ طبعًا، إنت بتساومني؟

تسلح بالهدوء، وسألها بوجهٍ متقلص العضلات إلى حدٍ ما:

-مين قال إنها مساومة؟ احنا بنتناقش سوا.

احتدت نبرتها وهي تجادله:

-فين النقاش، وإنت بتعقد الأمور أكتر؟

رد مستنكرًا في ضيقٍ بدأ بالظهور عليه:

-أنا اللي بعقدها؟ طب إزاي؟ ده احنا لسه بنقول يا هادي.

ارتفع صوتها قليلاً وهي تواصل هجومها غير المبرر عليه، مستخدمة يدها في التلويح:

-أنا ضد إن حد يحطني تحت ضغط، ويجبرني على حاجة مش عاوزاها.

لم يسعَ للخروج عن طور هدوئه رغم المحفزات الداعية للعكس، وسألها بتريثٍ كابتًا ما يعتريه من ضيقٍ:

-فين الإجبار بالظبط؟

كان صوتها أقرب للصراخ وهي تتهمه:

-أومال اللي إنت قولته ده إيه؟ لو اتأجل ميعاد كتب الكتاب هيبقى كتب كتاب ودخلة سوا، ده مش أسلوبك للضغط عليا؟

برر لها موقفه بهدوءٍ حذر:

-ما أنا سايب المدة مفتوحة، خدي كل الوقت اللي إنتي عايزاه، مابقولش نعمل ده بكرة ...

سرعان ما أنار وجهه بسمة لطيفة وهو يختتم جملته:

-ولو إني أتمنى إنه يحصل.

استمرت في مهاجمته بعدائيةٍ غريبة وقد ارتفعت يدها للأعلى في الهواء:

-أه طبعًا لازم يحصل على مزاجك، وإنت يفرق معاك حاجة؟ ما هو كل حاجة بيعة وشاروة بالنسبالك، نجيب شبكة بأد كده، ندفع مهر بأكوام فلوس عشان عين العروسة وأهلها يزغللوا فيوافقوا بدون تفكير، وكأننا مصدقنا، ولما تضمن حقك، تروح تشوف بيعة جديدة تملى عينك!

حملق فيها "تميم" مدهوشًا للحظات محاولاً استيعاب كل ذلك التحفز ضده؛ كأنما ارتكب جريمة ما دون أن يعلم عنها شيئًا، استنكر اختلاقها لأسبابٍ غير حقيقية في تحميل كامل الذنب لأمر مجهول، وهتف –رغم ذلك- مدافعًا عن نفسه بحذرٍ:

-إنتي بتجيبي الكلام ده منين؟ أنا مش فاهم حاجة، وبعدين ده مش طبيعي يا أبلة، إنتي جايز متعرفنيش كويس، بس أنا مش كده.

رمقته بنظرة حانقة قبل أن تخبره بحسمٍ:

-أنا مش للبيع يا معلم "تميم" ..

حدق فيها بوجومٍ، وزادت نظراته قتامةً عندما نطقت في حزمٍ:

-اعتبر الجوازة منهية!

وكأنها وخزته بطعنة غدرٍ في صدره، فصاح بها في صدمةٍ وقد استبد الألم بكامل كيانه:

-إنتي بتقولي إيه؟

.................................................. ......

بقائهما بالداخل طوال تلك الدقائق أعطى الصائغ الفرصة لعرض أحدث المشغولات لديه، لتكون الخيارات متنوعة ومتاحة للعروس حين تنتقي الأفضل، الأقيم، والأغلى، بناءً على طلب "ونيسة". توقعت "آمنة" أن تلحق بها ابنتها؛ لكنها بقيت بالخارج، فنظرت عبر زجاج واجهة المحل إليها وهي تتحدث إلى "تميم"، ظنت أنهما يتأملان الحُلي المعروضة بالخارج، فلم تلقِ لهما بالاً، إلى أن انتبهت للصوت شبه المرتفع بينهما، حينئذ ارتكزت نظراتها عليهما، وقلبها ينبض في توجسٍ، وعند ارتفاع وتيرة الصدام بينهما، تركت ما في يدها لتخرج إليهما وهي تتساءل في قلقٍ كبير:

-خير يا "فيروزة"؟ في إيه؟

النظرة التي منحتها ابنتها لها أكدت أن الأمور ليست على ما يرام، تجمدت الكلمات على طرف لسانها، واتسعت عيناها في ذعرٍ، في حين تساءلت "ونيسة" في تحيرٍ:

-في إيه يا ولاد؟ حصل إيه؟

سلطت "فيروزة" عينيها الحانقتين على والدتها، وأخبرتها بقسوةٍ جعلت قلبها يقصف هلعًا وهي تنفض يديها أمامها:

-خلاص يا ماما ارتاحي، كله بح، خلص، انتهى!

لطمت "آمنة" على صدرها في حسرةٍ، بينما رددت "ونيسة" مذهولة:

-يا ساتر.. ليه كده؟

اندفعت بعدها "فيروزة" مغادرة المكان، لتسرع في خطاها متجهة للأمام دون أن تحدد وجهتها، بينما وجهت "ونيسة" سؤالها إلى ابنها بوجهٍ مال للشحوب:

-إيه اللي جرى يا "تميم"؟

لم يعرف بماذا يجيبهما، فقال وهو يهم باللحاق بطاووسه الجامح:

-معلش يا جماعة، ده سوء تفاهم بسيط، استنونا جوا، أنا هاجيبها وأرجع.

ارتجفت شفتا "آمنة" عندما سألته بوجهٍ أقرب للموتى:

-في إيه؟

ابتسم في تصنعٍ، قبل أن يقول كنوعٍ من المزاح، ليبث الطمأنينة لكلتيهما:

-هرمونات!

ثم هرول ليلحق بها وصوته يأمرهما:

-استنونا جوا المحل، شوية وراجعين.

تسمرت "آمنة" في مكانها، ونظراتها تشيع "تميم"، شعرت بالوهن يزحف إلى قدميها، فعجزت عن المشي باستقامةٍ وهي تولول متحسرة:

-استر يا رب، ده اللي كنت عاملة حسابه، العين ودت صاحبها القبر، أكيد هما اتحسدوا.

ربتت "ونيسة" على كتفها قائلة:

-ربنا يبعد عنهم الشيطان، تعالي يا "آمنة"، خلينا نستنى ونشوف هيحصل إيه.

جرجرت ساقيها عائدة إلى الداخل، ولسانها لا يتوقف عن الترديد في خفوت:

-ربنا يعديها على خير، استرها يا رب، مش ناقصة خساير.

.................................................

في لحظة الاختيار، وحين أصبحت بين مطرقة وسندان، رفضت بشتى الطرق أن تكون في موضع إكراه لشيء لا ترغب في فعله، انطلقت دفاعاتها تلقائيًا لتمنعها من القبول بما قد يجعلها تحت وطأة الضغوط، فانسحبت طواعية عن اختيار المجازفة، رغم الوجع الغريب الحارق في صدرها! إن كان ذلك قرارها، فلماذا كل هذا الشعور بالألم والندم؟

لم تحدد "فيروزة" وجهتها، سارت إلى حين اندفعت قدماها، كأنهما يملكان بوصلة توجهها، سمعت صوت "تميم" يأتي من خلفها يناديها:

-يا أبلة!

واصلت السير بخطواتٍ أقرب للركض متجاهلة إياه، وعند أول زقاقٍ قابلته انحرفت عنده، وصل إليها صوته المنادي عاليًا:

-استني يا أبلة، إنتي رايحة فين؟

تلفتت حولها لتحدد أين هي، فوجدت نفسها محاصرة بين بناياتٍ قصيرة الارتفاع، يفصلهما شارع غير معبد، يكسوه التراب، وعرضه لا يتجاوز المترين، استمرت في التقدم بخطواتها العصبية، وصوته ما زال يلحق بها. بلغت نهاية الزقاق، فوجدت عنده حائطًا من الطوب يسد عليها الطريق، توقفت في مكانها، وهي تبرطم بغيظٍ، استدارت حين سمعت صوته قريبًا منها:

-اسمعيني يا أبلة!

صرخت به في تشنجٍ، وقد كورت قبضتيها:

-محدش ليه دعوة بيا، أنا حرة في نفسي.

رفع "تميم" كفيه قائلاً على مهلٍ؛ كأنما يحاول امتصاص نوبة غضبها المستريبة:

-ماشي، بس إنتي داخلة كده فين؟

جاوبته بعصبيةٍ:

-رايحة في داهية.

بيد أنه علق في مزاحٍ طريف، علها بذلك تهدأ:

-بس مش دي سكتها.

اغتاظت من أسلوبه الممازح في هذا الظرف الهام، وسألته في حدةٍ:

-عاوز إيه مني؟

أخبرها بودٍ مشيرًا بسبابته، وما زالت تلك الابتسامة اللطيفة تنير ثغره:

-دي حارة سد على فكرة، أنا بس بعرفك.

أطبقت على جفنيها، ورفعت رأسها للأعلى لتعقب في سأمٍ:

-زي كل حاجة في حياتي.

رد عليها بعد زفيرٍ سريع:

-استهدي بالله كده يا أبلة.

فتحت "فيروزة" عينيها ورمقته بنظرة نارية محذرة، فقال بشبح ابتسامة وهو يشير بكفيه لها:

-أنا عاوز بس أفهم إيه اللي مخليكي تفكري كده.

الصراع القائم بين طيات عقلها بلغ أوجه، واتحد مع الضغوطات المتولدة مما عايشته صباح اليوم، فانفجرت مكنونات صدرها، وباحت له بما يستعر فيها:

-إنت تاجر يا معلم، يعني أكيد فاهم إيه الصفقة الرابحة ليك، وإيه الصفقة الخسرانة، وبالنسبالك أنا كده.

لازم أسلوب العقلانية وهو يسألها:

-وليه تحسبيها بالمنطق ده؟

جاءه ردها صريحًا ومنفعلاً:

-عشان هي ماتتفهمش إلا كده، تقدر تقولي إيه اللي يخليك تدفع كل الفلوس دي في واحدة الله أعلم إن كانت هتحبك ولا لأ؟!!!

رغم قساوة تبريرها، وحصره في مفهوم المال، إلا أنه تغاضى عنه متفهمًا ما تمر به، وخاطبها بتعقلٍ:

-لأن ده الطبيعي، طالما أنا قادر أتجوز وأريح اللي هاتكون مراتي، ليه ماجبلهاش كل اللي نفسها فيه.

هزأت منه في فظاظةٍ:

-كلام مايتصدقش غير في الأفلام.

رمقها بنظرة معاتبة، لم تتجاوب معها، واستمرت في تحقير نواياه:

-يا معلم إنت بلوكشة الفلوس دي كلها تقدر تدفعهم في أربعة ستات بدل واحدة، وتبقى إنت الكسبان كمان.

مجددًا لم يحاول أن يخرج عن هدوئه وهو يسمع سوء ظنها به، تنفس بعمقٍ، وكرر عليها بصدقٍ بائن في نبرته ومن قبلها عينيه:

-بس أنا مش عايز إلا إنتي.

رغم بساطة الكلمات، إلا أنها نفذت إلى قلبها بشكلٍ جعلها تتلبك لوهلةٍ، ومع هذا أنكرت الشعور اللذيذ الذي تسلل إليها باعترافه المتمسك بها، وسألته في نفس اللهجة العصبية:

-وأنا فيا إيه مختلف عشان تصمم عليا للدرجادي؟

سكت لهنيهةٍ عن الكلام؛ لكن القلب لم يسكن، بل انتفض صارخًا به أن يثور ويثأر لحبه المهدد بالضياع. تخير كلماته حين نطق أخيرًا:

-كل حاجة، ومش هينفع أقول أكتر من كده.

برقت عيناها أمام اعترافه المريب، وأوشكت على الاحتجاج بقولها:

-يا معلم ..

قاطعها بلطفٍ -سبقها تنهيدة خاطفة- وبإشارة من سبابته أمام وجهها:

-يا أبلة أنا اعترفتلك إني عاوز أتجوزك عشان عاوزك أكتر منك، مش حكاية بيع وشراء خالص.

تعقدت ملامحها في توترٍ، فترديده لنفس العبارة بهذه النبرة أربكها، وزاد ذلك الشعور بداخلها عندما تابع مؤكدًا:

-وبقولك من تاني مش مستعجل على إنك تبقي مراتي، خدي كل وقتك، لحد ما تبقي متأكدة إنك عايزة الخطوة دي، إن شاءالله نأجل الجوازة سنة، وصدقيني لو كان قرارك في النهاية إنك مش هتكملي، فأنا مش هتعرض.

لن تنكر أنها شعرت بالراحة عقب ذلك، بأن ثقلاً كان جاثمًا على صدرها قد أزيح مرة واحدة. صمتها الطويل كذلك شعره بالطمأنينة، فسألها بنظراتٍ حذرة:

-اتفقنا؟

لم تعطه ردًا مباشرًا، وأردفت تقول في صوتٍ حاسم:

-طب أنا مش عايزة شبكة.

هز رأسه موافقًا وهو يعلق عليها:

-حاضر، هنجيب حاجة بسيطة.

صححت له نافية:

-لأ، مش عاوزة حاجة نهائي.

عارضها بصوتٍ ما زال هادئًا:

-ما إنتي قولتي نخليها دبلة وخاتم، هترجعي في كلامك؟

قطبت جبينها أكثر، فكرر عليها مبتسمًا في عذوبة:

-دبلة وخاتم بس، مش أكتر من كده!

حين استمرت على صمتها، زاد الأمل بداخله بأنها لن ترفض، بعد برهةٍ، كتفت ساعديها أمام صدرها، وأطلقت زفرة سريعة، لتقول بغير ابتسامة:

-إذا كان على أد دول ماشي ...

ثم اشترطت عليه وهي تشير بإصبعها أمام وجهه:

-ومافيش حفلة خطوبة.

جاراها في قرارها قائلاً بمنطقية:

-طيب .. بس أهالينا مالهومش ذنب يزعلوا، ولا حتى نكسر فرحتهم اللي مستنينها .. اعتبريه بثوابه، دخلي السرور عليهم مؤقتًا.

انزوى ما بين حاجبيها قائلة:

-مش فهماك.

تنحنح قبل أن يوضح لها:

-بصي هنعمل حيلة كده عليهم ...

لاحقته بسؤالٍ متعجل دون أن تمهله الفرصة لإتمام جملته:

-حيلة إيه دي؟

لفظ الهواء من رئتيه، وقال على مهلٍ:

-يعني نقي كام حاجة كده قصادهم، وأنا هفهم الصايغ إننا هنرجع الحاجة بعدها بيومين، حلو الكلام؟

هزت كتفيها رافضة بعنادٍ:

-أنا مش موافقة.

لم يكف عن محاولة إقناعها، فقال:

-يا ستي، دي لعبة صغيرة، وقولتلك عشان ما يزعلوش، ونبقى راضيناهم، وعملنا اللي احنا عاوزينه.

حلت تشابك ساعديها، وهتفت به في حدةٍ:

-إنت بتاخدني على أد عقلي؟ مفكرني هبلة ولا حاجة؟

ابتسم نافيًا:

-لأ، لا سمح الله، إنتي أعقل حد قابلته.

علقت في غيظٍ:

-بتتريق حضرتك؟

فاض به الكيل بعد كافة المحاولات لإظهار مدى رغبته الشديدة بالظفر بحبها بأفعاله لا أقواله، فتحدث إليها في يأسٍ بعد أن نضبت كل السبل أمامه:

-والله العظيم أنا غُلب حماري، ومابقتش عارف أعمل إيه معاكي، طب إيه يرضيكي؟

نظرت له بعبوسٍ، فغمغم في مزاحٍ:

-كتالوجك مالوش ماسكة.

بالكاد منعت ابتسامة خائنة من الظهور على شفتيها، وردت بجدية شديدة، لتبدو على نفس موقفها المتصلب:

-قول أي كلام، وإنت ذات نفسك بتتعالى عليا، كأنك مجبور على الجواز.

حدق فيها في غير تصديقٍ، وأنكر هذا بشدة، وهناك ابتسامة هازئة تداعب ثغره:

-أنا؟ طب قولي كلام غير ده.

جاءه تعليلها منطقيًا جراء معاملته المتحفظة لها:

-أومال مش طايق تبص في وشي ليه؟ وبتكلمني من تحت الضرس، وعلى فكرة دي مش أول مرة.

حمحم بعد لحظة من التفكير المتأني:

-بصي كل اللي أقدر أقولهولك إني براعي ربنا فيكي، لأنك في غلاوة أختي "هاجر"، اللي مقبلش بيه عليها، مرضاش بيه ليكي!

كانت كلماته كالبلسم الذي ضمد جراحًا غير مرئية فيها، ربما لم تكن راضية كليًا عن جفائه معها؛ لكن نوعًا ما بدا محقًا في تصرفاته. قفزت "فيروزة" في ذعر، وصرخة مباغتة انفلتت من بين شفتيها، حين سمعت صوت قذيفة غريبة أُلقيت من خلفها، ارتدت تجاه "تميم"، وضربته في صدره بحقيبة يدها، فتشبث بالحقيبة بقبضتيه، كأنما يمنع سقوطها.

توازنت "فيروزة" سريعًا، واستعادت ثباتها لتحدق بشيءٍ من الفزع في الشيء الذي أرعبها وهي تتساءل:

-إيه ده في إيه؟

أجابها "تميم" بهدوءٍ:

-محصلش حاجة، الظاهر حد حدف بلوى من الشباك.

تأملت "فيروزة" كيس القمامة الذي تبعثرت محتوياته على مسافة متر منها، وصاحت في استهجانٍ ساخط:

-الناس دي معندهاش ذوق ولا دم، بيحدفوا الزبالة كده على الناس اللي واقفة.

بوجهٍ لا زال جادًا أخبرها "تميم":

-الحمدلله إنه مكانش تنضيف فراخ ولا سمك، كنا هنتبهدل، ومنظرنا هيبقى وحش أوي.

خنقت ضحكة متأثرة لخفة دمه، وعقبت بتجهمٍ غير مقنع:

-حقيقي سلوكيات بشعة.

اتسعت بسمة "تميم" على الأخير، وراح يمازحها:

-بس بصي للجانب الحلو، أنا لحقت شنطتك، وخدتها بالحضن، الحمدلله مجرلهاش حاجة.

تلقائيًا انخفضت عيناها نحو حقيبتها التي ما زالت ممسكًا بها، استعادتها منه، وهي تبتسم! تنفس "تميم" الصعداء، واستطرد قائلاً في ألفةٍ:

-نستعيذ كده بالله من الشيطان الرجيم، ونروح نعمل مشوارنا ...

ظل محافظًا على عذوبة ابتسامته وهو يكمل:

-بدل ما نتحدف بالطوب، وساعتها هنقضي يومنا في الطوارئ.

علقت "فيروزة" حقيبتها على كتفها، وضمت شفتيها في قسوةٍ لتمنع هذه الضحكات الغادرة من الظهور على وجهها، أشار لها بيده لتتقدمه، وتابع من خلفها في نفس اللهجة الطريفة، ليجبرها على الضحك بخفوتٍ:

-اتفضلي يا أبلة، خديلك ساتر بس وإنتي معدية، محدش ضامن هايجيلنا إيه تاني من فوق، جايز المرة الجاية تكون بطيخة، ودي هتبقى القاضية، لا هينفع معاها شبكة ولا دخلة ............................................... !!

.................................................. ..


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 04:26 PM   #1098

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 4 والزوار 5)

‏موضى و راكان, ‏سا يو ري, ‏Fatmaahmed, ‏mango20103


فصل خفيف الدم فيروزة غلبت تميم على الاخر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-21, 12:10 AM   #1099

عبد الرازق

? العضوٌ??? » 79316
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,059
?  نُقآطِيْ » عبد الرازق is on a distinguished road
افتراضي

هوا مش ممكن الفصول تنزل بدري شويه قبل 12

عبد الرازق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-21, 12:11 AM   #1100

عبد الرازق

? العضوٌ??? » 79316
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,059
?  نُقآطِيْ » عبد الرازق is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووووووووووو

عبد الرازق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.