آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree508Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-21, 02:05 AM   #761

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل التاسع والثمانون


الفصل التاسع والثمانون



في مشورته الحكيمة كانت المساعدة الخبيرة التي تحتاجها، للتعامل مع حالته العنيدة، لجأت بعد تفكيرٍ مضنٍ إلى الجد "سلطان" طالبة منه الوقوف بجوارها، لإخراج زوجها من حالة الاكتئاب المستبد به مؤخرًا، خاصة بعد انعزاله عن الجميع، وعزوفه عن البوح بما يعتريه من مشاعر مثقلة بالهموم، خشيت من تدهور وضعه، وربما حدوث الأسوأ، فبدا ذلك الاختيار الملائم حاليًا، وعلى طرف الفراش جلست "همسة" في مواجهة مقعده الجالس عليه، ثم سألته بتوترٍ، وهي تتطلع إليه:

-يعني هتكلمه يا حاج؟

أكد عليها بصوته الهادئ:

-أيوه يا بنتي، هاطلعه، ومعايا "بدير" كمان.

شكرته بامتنانٍ شديد:

-ربنا يخليك ليا، أنا مش عارفة من غيركم كنت هاتصرف إزاي.

بابتسامةٍ صافية تعكس حنانه الأبوي أخبرها:

-ده ابننا، واللي مر بيه مش سهل، ولولا إن الواد ربنا بيحبه مكانش اتجوز واحدة بنت أصول زيك.

قالت ببسمةٍ بدت شبه باهتة:

-الله يكرمك.

رد مؤكدًا من جديد ليشد من أزرها، فلا تستسلم أمام عناده العقيم:

-دي الحقيقة، الست اللي بجد هي اللي بتبقى في ضهر جوزها، تاخد بإيده وقت ما يكون عاجز، تفهمه من غير ما يتكلم.

زفرت ببطءٍ، وعقبت:

-ربنا يصلح حاله.

.................................................. ....

على نحوٍ غير مسبوقٍ أو متوقع، باتت الآمال المستحيلة قيد التحقيق، مجرد رؤيتها أمام ناظريه كان مُرضيًا له، مشبعًا لجوع قلبه الشغوف لذاك الدفء الناعم الذي خلا منه. ربكتها البائنة، نظراتها التائهة، لمحات الحزن الظاهرة، حفزت كامل حواسه على التركيز معها، لتتضاءل أكبر همومه وتندمل في حَضرتها الآسرة. ابتسامة صادقة عذبة عرفت الطريق إلى شفتيه، عندما نطقت بصوتٍ يشوبه الخجل:

-سلامو عليكم يا معلم.

القليل منها يكفيه، بل ويغنيه عن أوجــاع ما قساه. رد "تميم" بقلبٍ يرقص غبطةً على أنشودة العاشقين:

-وعليكم السلام ...

ثم تنحى للجانب مستندًا على عكازيه، كدعوة صريحة منه للدخول إلى منزل عائلته، قبل أن يرددها علنًا، ووجهه ما زال مشرقًا بابتسامته:

-اتفضلي.

نظرة حرجة ألقتها "فيروزة" ناحيته، قبل أن تخفضها سريعًا، متذكرة حديث توأمتها السابق عن الحادث المؤسف الذي تعرض له، آلمها آنذاك ما سمعته؛ لكنه رؤيته على تلك الحالة أوجعها بقدرٍ ما. أجبرت نفسها على النظر مجددًا إلى وجهه الهادئ، حاولت الاعتذار عن الدخول، وقالت مبررة بنوعٍ من التردد:

-أنا كنت.. جاية عند أختي فوق، بس خبطت كتير ومحدش فتحلي.

أخبرها بهدوءٍ مشيرًا برأسه، ومديرًا إياه نحو الداخل:

-هي موجودة عندنا جوا، مع جدي.

قفزت علامات الاستفهام إلى تعبيراتها، وتساءلت بشكلٍ آلي:

-عندكم؟ ليه؟ في حاجة؟

هز كتفيه نافيًا:

-مش عارف.

ظل على حالة التردد تلك، وضغطت على شفتيها قائلة باقتضابٍ:

-شكرًا.

أصــر عليها بحماسٍ جعل آلامه تتبدد في لحظة؛ وكأن عظامه لم تُطحن أبدًا:

-مايصحش تفضلي واقفة برا كده، اتفضلي جوا...

وقبل أن تتمسك برفضها شدد عليها عن قصدٍ، ليبث فيها الأمان:

-دي أمي وأختي كمان موجودين، يعني اطمني.

قضمت شفتها السفلى، وردت:

-مافيش داعي أزعجكم.

انزلق هاتفًا من تلقاء نفسه، ونظرة عتاب تكسو وجهه:

-تزعجي مين، ده بيتك..

قطبت جبينها بشكلٍ ملحوظ، فصحح لها بعد نحنحة خافتة:

-قصدي يعني زي بيتك.

حاولت أن تبتسم وهي تعقب:

-شكرًا يا معلم.

أمام إلحاحه الواضح استجابت "فيروزة" لدعوته، وبدأت في التحرك، لتلج إلى داخل منزله وهي تمسح بعينيها المكان، في حين تسمر "تميم" في مكانه يرقبها بإشراقة غطت على ما كان به من تعاسة، لم تعرف ضيفته أن السعادة في تلك اللحظة تنتفض بقوةٍ بين ضلوعه، حتى تأثيرها الكبير انعكس بقوةٍ على ملامحه حينما أضافت بعفويةٍ:

-حمدلله على سلامتك صحيح، زعلت حقيقي لما عرفت.

هتف من خلفها بحبورٍ يخالطه الحماس، ذاك الذي استغرب منه؛ كأنما لم يحزن مطلقًا:

-الله يسلمك، كله من عند الله خير...

للحظة التقط أنفاسه، وأكمل مؤكدًا لها:

-وبعدين أنا دلوقتي كويس وبخير.

ندم على جملته الأخيرة، وتجهم قليلاً ربما كانت كلماته متسرعة، فاهتمامها بالسؤال عنه قد يفتر لمعرفتها هذا، تدارك تشتته اللحظي، وتابع بجديةٍ، وعيناه تنظران إليها:

-لا مؤاخذة الكلام خدني ونسيت أعزيكي، البقاء لله، وربنا يصبرك، دي مشيئة ربنا.

استغربت بشدة لمواساته الغريبة، وسألته بملامح شديدة الجدية، ودون أن ترف عيناها:

-وإنت عرفت منين؟ أنا مقولتش لحد.

أثار ردها استرابته بشكلٍ عجيب، فمن البديهي أن يعزيها في وفاة أبناء خالها؛ لكن ردة فعلها كانت مدعاة للشكوك، توجهت أنظار كلاهما نحو الصوت الأنثوي المتسائل:

-مين يا "تميم"؟

بتنهيدة عكست أشواقًا تفاجأ بها شخصيًا، هتف ناطقًا باسمها بين شفتيه؛ كما لو كان ترديده لحنًا عذبًا تُطرب له الآذان:

-دي الأبلة "فيروزة" يامه.

سماعها لاسمها يتراقص بتلك الطريقة على لسانه -وبهذا الاهتمام المليء بالمشاعر- الغريب داعب شيئًا ما بداخلها، تغاضت عنه لتنظر في وجه "ونيسة" التي أقبلت عليها لترحب بها بألفةٍ:

-يا أهلاً وسهلاً يا بنتي، شرفتينا.

بابتسامةٍ صغيرة قالت:

-إزي حضرتك يا طنط؟

احتضنتها "ونيسة" ومسحت على ظهرها بحنوٍ، ثم تراجعت عنها متسائلة:

-أخبارك إيه يا بنتي؟

أطلقت زفرة بطيئة قبل أن تجيبها:

-الحمدلله.

نظرت "فيروزة" من فوق كتفها، عندما سمعت صوت شقيقتها يأتي من الخلف وهي تشكر أحدهم قبل أن تغلق الباب خلفها:

-كتر خيرك يا حاج، تعيشلنا، أشوفك على خير يا رب.

تحركت "ونيسة" للجانب، لتظهر توأمتها أمام عيني "همسة"، لم تصدق الأخيرة وجودها، وهتفت صائحة في صدمة:

-"فيروزة"!

ودون أن تضيع الوقت هرولت ناحيتها لتحتضنها بكل ما تحمله من ودٍ، وشوق، وتهلفٍ، وحنين. بقيت في أحضانها للحظات قبل أن تنطق بنبرة متأثرة، وعيناها تحجزان العبرات فيهما:

-وحشتيني أوي أوي يا "فيرو"، كنت هاتجنن عشان أوصلك، حاجات كتير حصلت وإنتي مش هنا، أنا محتاجة وجودك أوي معايا.

مسحت "فيروزة" بيدها على جانب ذراعها، وردت بتنهيدة معبأة بالهموم:

-وأنا خلاص رجعت.

تلك الكلمات الموجزة لامست قبل المعذب من خلفهما، فمن المفترض أن يترك "تميم" الشقيقتين تتحدثان على انفرادٍ، احترامًا لخصوصيتهما؛ لكنه بقي على غير عادته، لإشباع توق الروح لساكنها. انتبهت حواسه، وبدا واجمًا عندما تساءلت "همسة" بتلقائية:

-وفين "آسر"؟ هو رجع معاكي؟ واقف تحت؟ ولا وصلك؟ ولا عمل إيه؟

مع تلك الأسئلة المتلاحقة تسلل الحزن إليه، ليذكره أن الطاووس المهاجر إن عاد إلى وطنه، فلا يعني ذلك أنه يخصه! سرى مفعول الألم في عروقه، وشعر بالوهن يزحف إليه. اليأس، الاستياء، الحزن، وكافة المشاعر السلبية هاجمته في لحظة، أوهامه المخادعة مصيرها الفناء! استدار منسحبًا من المكان بخطواتٍ شعر بثقلها، في نفس الأثناء سادت لحظة من السكون المغلف بالتردد الأجواء، حسمتها "فيروزة" بإخبار الجميع بنزقٍ، وعلى حين غرة:

-لأ، "آسر"... مات.

وكأن الحياة بُعثت فيه من جديد، بدا كمن يتلقى إنعاشًا بجهاز الصدمات القلبية ليعود من السراب إلى حيث الأمل. خفق قلب "تميم" في ذهولٍ، واتسعت عيناه مصدومًا، حتى خلايا عقله عادت لتعمل بكامل طاقاتها، التفت مستديرًا ناحيتها ليتأكد من أنه لم يتوهم سماع ذلك، وراقب تعابير "همسة" المتسائلة في صدمةٍ:

-يعني إيه مات؟

بينما رددت "ونيسة" بنفس التعابير المصدومة، وهي تضع يدها على صدرها:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، هو إيه اللي حصل في الدنيا؟

ثم ربتت على ذراع "فيروزة" تواسيها بإشفاقٍ:

-البقاء لله يا بنتي، قلبي عندك والله، ده إنتي لسه عروسة جديدة.

خجلٍ ممزوجٍ بالألم انتشر في وجهها، فكلماتها وإن كانت عادية؛ لكنها لامست جرحها العميق. ابتلعت "فيروزة" غصة مليئة بالعلقم، وجاهدت لتتجاوز تلك اللحظات بثباتٍ انفعاليٍ عجيب، تدربت عليه كثيرًا في ليالي غربتها الموحشة. سألتها "همسة" في فضولٍ حزين:

-إزاي مات؟

لم تمنحها الجواب، وقالت بنوعٍ من الهروب:

-هابقى أحكيلك بعدين، مش وقته..

غالبت حشرجة طفيفة في صوتها، وأكملت بقلقٍ:

-بس فين ماما؟ أنا عديت عليها ملقتهاش موجودة في البيت.

أجابتها على الفور:

-تلاقيها مع "رقية" عند خالي في المستشفى.

انقلبت شفتاها، وتساءلت في استغرابٍ:

-"رقية"! وفي المستشفى؟ مين دي كمان؟

لم ترغب في إطلاها على الأخبار غير السارة دفعة واحدة، وقالت بعد زفيرٍ حزين:

-ما هو في حاجات كتير حصلت.

فهمت عزوفها عن التحدث بأريحية هنا، وقالت بتعابيرٍ جادة:

-طيب يالا بينا، بلاش نضايق الناس بوجودنا.

عبارة في غير موضعها استنكرتها "ونيسة"، وعاتبت "فيروزة" عليها:

-والله أزعل منك، تضايقونا إيه بس؟ ده احنا عيلة واحدة.

ردت بحرجٍ:

-شكرًا لحضرتك يا طنط، كلك ذوق.

تساءلت "همسة" بصوتٍ خفيض:

-شنطك فين؟

أجابتها بنفس الصوت الخافت:

-عند البيت.

أومأت برأسها تخبرها:

-تعالي نروح على هناك.

هتفت "ونيسة" طالبة من ابنها:

-وصلهم يا ابني في سكتك، مش التاكسي مستنيك تحت؟

اعترضت "فيروزة" مبدية تقديرها لظروفه:

-لأ يا طنط، مافيش داعي، السكة مش بعيدة، احنا هنمشيها، و...

التفتت ناظرة إلى "تميم" بنظرة مهتمة نفذت إليه كالسهم المارق:

-ومش عايزين نتعبك يا معلم.

قاطعها "تميم" قائلاً بلطفٍ:

-ما هو التاكسي موجود، أنا مش هاعمل حاجة تتعبني.

احتجت عليه بعنادٍ:

-بس آ...

رفع يده قائلاً بجديةٍ وهو يستدير ليتحرك:

-خلاص يا أبلة، مش قضية يعني.

لم تجادله، وتنهدت بصوتٍ مسموع لتتبعه مع توأمتها على مهلٍ، حتى يتمكن من هبوط الدرجات دون تعجلٍ. ناظرته "فيروزة" عن قربٍ مستغلة عدم انتباهه لها، لتجده رغم ما مر به مازال متماسكًا، صلبًا، يجابه آلامه بشجاعةٍ يحسد عليها. لم تدرك أنها أطالت النظر نحوه، فعندما استدار عند بسطة السلم، أمسك بعينيها المتطلعتين إليه، فبادلها نظرة كانت تلمع بشيءٍ ما كذب الفؤاد رؤيته .......................................... !!!

.................................................. ..


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 02:22 AM   #762

SORAYA M

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية SORAYA M

? العضوٌ??? » 296989
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,340
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » SORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

SORAYA M غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 02:43 AM   #763

صباح مشرق

? العضوٌ??? » 474136
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 295
?  نُقآطِيْ » صباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول جميله ومتميزه شكرا منال
رجوع فيروزه دافع قوي لتميم للحرص على العلاج
فضل ان شاء الله ذهاب بلا عوده
سلمت يدالك وهذه 😘لإبنك المشاغب الجميل حفظه الله


صباح مشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 09:04 AM   #764

فالنسيا

? العضوٌ??? » 448485
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » فالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond reputeفالنسيا has a reputation beyond repute
افتراضي

ممكن نعتبره مشهد مش فصل..
نطالب بتعويض في المرة القادمة :-)


فالنسيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 02:18 PM   #765

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 02:47 PM   #766

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا على الفصلين ياجميله الاحداث مبهجه بس الفصلين خلصوا مني وانا لسة باديه 🙃
يعطيك العافيه قمر 🌼


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 01:56 AM   #767

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

تسلم روحك اللي ابدعت.....لكن الفصل قصير ولا يتهيألي....
الله ينزل السكينة والطمأنينة على بيتك وتكتبي وانتي مرتاحه❤


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 02:22 AM   #768

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل التسعون



الفصل التسعون



النظر في عينيها في تلك اللحظة الفارقة، كان كالتمتع بجنة الإله على الأرض، كالتحليق في فضاءٍ فسيح عامر بما يخطف الأنظار. سرق نظرة أخرى من قطعتي الفيروز، سرى تأثيرها في عروقه كما تسري في الروح الأنفاس. أكمل "تميم" هبوط درجات السلم، وقلبه يدق في فرحة، آلامه الساكنة في عظامه خفت حدتها مع ما اكتشفه اليوم من حقائق ربما أعادت له الأمل المفقود. وما إن خرج من المدخل هتف آمرًا في سائق سيارة الأجرة:

-ماتطلعش، استنى.

لم يجادله الأخير، وأبقى على المحرك دائرًا وهو ينتظره خلف عجلة القيادة، في حين امتدت يد "تميم" ليفتح الباب الخلفي، والتفت ناظرًا لكلتيهما، ليستطرد قائلاً:

-اتفضلوا.. على مهلكم.

نظرة ثالثة نالها من "فيروزة" عن قربٍ أشد، وهي تلحق بتوأمتها، جعلت النابض بالحياة بين ضلوعه، يرغب في التحرر من القيد المفروض عليه. شعر بابتسامةٍ مرحة تداعب ثغره فشل في تخبئتها، وكيف له ألا يضحك والاشتياق تغلب على حزنه؟ استقر في مقعده بعد دقيقةٍ مخاطبًا سائقه:

-هنروح على بيت الجماعة الأول.

رد السائق مؤمئًا برأسه:

-حاضر يا معلم.

يبدو أن الحظ قد عرف الطريق إليه، فجلوس "فيروزة" خلفه، جعل جانبًا كبيرًا من وجهها يظهر في مرآة السيارة الجانبية، ورغم شرودها في تأمل الطريق، إلا أن كان لذلك ميزة خطيرة في التنعم بتأملها دون مقاطعة، مناجاة شديدة الرجاء للمولى تضرع بها في تلك اللحظة تحديدًا آملاً أن تسترد روحه ما افتقدته، همسه الراجي خرج من بين شفتيه عفويًا:

-يا رب.

ظن السائق أنه يُحادثه فتساءل مهتمًا:

-بتقول حاجة يا معلم؟

أجاب نافيًا، وعيناه معلقتان بها:

-لأ، ركز في سكتك.

أمسكت به "فيروزة" تلك المرة وهو ينظر لها بنظراته الساهمة، تلبكت، ورمقته بنظرة غامضة احتوت بداخلها على حزنٍ عميق، قبل أن تدير وجهها لتواصل تحديقها في الطريق. للوهلة الأولى استطاع قراءة ما غلف نظراتها دون كلام، بدا له أن لعينيه قدرة خاصة نفذت إلى روحها، فكشفت الغطاء عما يخيفه قلبها من ألم ومعاناة تقاتل لإخفائهم في أعماقها المهزومة. شتته عن تأملها الفضولي الطويل صوت السائق المتسائل:

-هنا يا معلم؟

تنبه "تميم" لما حوله، ومسح المكان بنظراتٍ سريعة قبل أن يوجهه:

-لف من الناصية دي عشان تقف قصاد مدخل البيت.

قال دون جدالٍ:

-ماشي.

وبعد لحظاتٍ كانت السيارة مصفوفة بمحاذاة رصيف البناية القصيرة، ترجلت "فيروزة" أولاً، ثم تبعتها "همسة"، وقبل أن تتحرك كلتاهما تساءل "تميم" عاليًا:

-أومال "هيثم" عامل إيه دلوقتي؟

كان سؤاله مجرد حجة زائفة لإبقاء الأخيرة، ناولت "همسة" المفتاح لتوأمتها لتسبقها، وقالت بتنهيدة مهمومة:

-والله حاله اليومين دول مش أد كده.

رد بهدوءٍ بعد أن ترجل من السيارة، واستند واقفًا على عكازيه:

-متقلقيش، احنا هنشوفله حل.

أخبرته بوجهٍ شبه واجم:

-أنا اتكلمت مع الحاج "سلطان" وهو وعدني هيتصرف.

قال مبتسمًا، وبنوعٍ من الثقة:

-طالما جدي اتدخل اطمني أوي، مش هايسيبه.

ردت بنبرة راجية:

-يا رب يسمعنا خير.

همَّت بالتحرك؛ لكنه استوقفها قائلاً:

-أنا ممكن أطلب منك طلب قبل ما تمشي.

رددت في اهتمامٍ:

-اتفضل.

اعتدل في وقفته، وقال بملامح جادة للغاية.

-بلاش تحكي لأختك عن اللي حصلكم..

نظرت له في حيرةٍ، فأكمل موضحًا لها:

-استني لما الست أمك ترجع، هايكون أحسن، على الأقل تشم نفسها الأول، وتستريح، كفاية اللي هي فيه.

فألمها وإن كان صامتًا يحتاج للتطييب، هزت رأسها في استحسانٍ، ووعدته:

-حاضر، هاعمل كده...

ثم ابتسمت تشكره:

-كتر خيرك، تعبناك معانا.

قال بهدوء، وقد شعر بقليلٍ من الارتياح:

-مافيش أي تعب، وحمدلله على سلامتها.

هتفت وهي تشرع في خطاها:

-الله يسلمك.

انتظر ذهابها ليستدير ويعاود الجلوس بالسيارة، سأله السائق مستفهمًا:

-هنطلع على الدكان يا معلم؟

لحظة من التفكير سيطرت عليه، قبل أن يجيبه نافيًا:

-لأ.

سأله باستغرابٍ:

-أومال على فين؟

أجابه مشيرًا بكفه للأمام:

-اطلع وهاقولك في السكة.

حاضر يا ريسنا.

قالها السائق بإيماءةِ انصياعٍ وهو يدير عجلة القيادة مغادرًا المكان، بينما بقيت أنظار "تميم" –وروحه من قبلها- معلقة بومضاتٍ خيالية لوجهٍ سكن قلبه منذ أن عرف للحبِ مرادفًا.

.................................................. .................

خفقة متوترة شعر بها وهو يتحامل على نفسه، ليصعد الدرجات الرخامية لمدخل هذا المبنى الطبي حديث الطراز. ألقى نظرة مترددة على اليافطة الزجاجية المكتوب عليها على جانب الجدار (المركز الطبي المتطور لعلاج أمراض الذكورة والعقم). لا يعرف ما الذي جال في خاطره ليستحثه بقوةٍ للذهاب إلى هنا؛ لكنه لم يبدُ نادمًا على مثل تلك الخطوة. تنفس "تميم" بعمقٍ وهو يتابع سيره الحذر نحو الاستقبال، بلع ريقه، واتجه إلى أحد الموظفين مستهلاً حديثه معه بإلقاء التحية:

-سلامو عليكم.

رد الموظف بلباقةٍ:

-وعليكم السلام، اتفضل يا أستاذ، أقدر أساعدك في إيه؟

بتلعثمٍ شبه حرج، حاول "تميم" تكوين جملة مفيدة وهو يجيبه:

-أنا عايز أعرف النظام إيه هنا؟

أخبره الموظف بنبرة عملية، لاعتياده على مثل تلك المواقف:

-حضرتك هتحجز كشف هنا، وهتنتظر دورك لحد ما الدكتور يقابلك، وهو هيتناقش معاك في تفاصيل كل حاجة عايز تعرفها.

سأله مستوضحًا، وعيناه تدوران حول الإعلانات المعلقة على الحائط لتقرأ ما فيها:

-وإنتو فاتحين كل يوم؟

أجابه بصوته الزرين مشيرًا للافتة خلفه مدون عليها مواقيت العمل:

-أيوه يا فندم، دي مواعيدنا ما عدا يوم الجمعة أجازة.

هز رأسه قائلاً بإيجازٍ:

-تمام.

سأله الموظف بابتسامته العادية:

-تحب أحجز لحضرتك كشف؟

بعد لحظة من التفكير العميق أتاه جوابه قاطعًا:

-أيوه، ولو في مستعجل يكون أحسن.

عقب عليه بنبرته العملية وهو يطبع بأصابعه على لوحة الحاسوب الالكتروني الموجود على مكتبه المستطيل:

-حاضر.. ممكن بياناتك، والبطاقة بعد إذنك.

بوجهٍ جاد في تعبيراته قال، وهو يحاول استخراج هويته من محفظته الموضوعة في جيب بنطاله الخلفي:

-ماشي.

.................................................. ....

-ماما اتأخرت أوي.

قالت "فيروزة" تلك العبارة وهي تجلس على الأريكة تربع ساقيها أسفل منها، بعد أن بدلت ثيابها بأخرى منزلية مريحة، تلك التي تركتها في دولاب ملابسها، تاركة مهمة إفراغ حقائب سفرها لوقت لاحق. ناولتها "همسة" طبقًا يحوي ثمار الفاكهة المقطعة، وردت عليها:

-متقلقيش، ده ميعادها، دلوقتي هتلاقيها داخلة علينا.

كانت فاقدة لشهيتها، فأسندت الطبق أمامها، وسألتها بتوجسٍ:

-أنا حاسة إن في حاجات كتير متغيرة، هو حصل إيه في غيابي؟

ضمت شفتيها لبعض الوقت مترددة في إطلاعها على الأخبار غير السعيدة، تذكرت وصية "تميم" لها بإرجاء الأمر ريثما تعود والدتها للمنزل، فالتزمت بها، ومنحتها ردًا فاترًا:

-والله يا "فيروزة" احنا شوفنا أيام صعبة أوي، بس كله بيعدي.

وقبل أن تحاصرها بأسئلتها، بادرت مستفهمة بتعابيرٍ حزينة:

-المهم طمنيني عليكي إنتي، إيه اللي حصل لـ "آسر"؟

تهربت من إجابتها صراحةً بما مرت به بقولها المحايد:

-قضاء ربنا.

مسحت "همسة" على جانب ذراعها برفقٍ، وقالت مواسية بتعاطفٍ بائن عليها:

-حبيبتي، أكيد الوقت ده كان صعب عليكي.

حررت زفرة ثقيلة من صدرها قبل أن تتمتم في رضا:

-الحمدلله.

انتبهت "فيروزة" لضوضاء خفيفة آتية من خارج المنزل، فأدارت رأسها ناحية الباب، رأت والدتها تلج للداخل، ومن خلفها طفلة صغيرة، على ما يبدو كانت "آمنة" مشغولة بها، فكامل تركيزها كان معها، خاصة وهي تشدد عليها:

-ماتفتيحش الحاجة الحلوة إلا بعد الأكل، وإلا هزعل منك، أنا مش عايزاكي تملي بطنك على الفاضي.

أغلقت الباب وابتسمت لـ "رقية" وهي ترد بطاعةٍ:

-حاضر.

استدارت سائرة بتلقائيةٍ نحو المطبخ؛ لكن الصوت المليء بالشجن واللهفة جمدها في مكانها حينما ناداها:

-ماما.

التفتت تنظر إلى ابنتها، وقلبها ينطق قبل لسانها بلوعةٍ:

-"فيروزة"!

تحركت ابنتها ركضًا ناحيتها وهي تكرر على مسامعها ذلك اللقب الغالي:

-ماما

ثم ارتمت في أحضانها، شاعرة بضمتها الحنون التي طالما افتقدتها كثيرًا، انتحبت "آمنة" قائلة بصوتٍ متأثر، وقد قفزت العبرات في عينيها:

-حبيبتي يا بنتي

زادت "فيروزة" من ضمها لها، ورددت بأنينٍ مشتاقٍ له:

-وحشتيني أوي.

بقيت كلتاهما على تلك الوضعية لدقيقة وأكثر بقليل، ذرفت خلالها "آمنة" الدموع الفرحة لعودتها بعد غيابٍ أتعب قلبها، تراجعت عنها، دون أن تترك قبضتيها جانبي ذراعيها، نظرت لها نظرة مليئة بالعتاب، وقالت بصوتٍ شبه باكي:

-بقى كده يا "فيروزة"؟ أهون عليكي متسأليش عني المدة دي كلها؟

ردت مدافعة عن نفسها:

-والله غصب عني، بس أنا طلبتك كتير جدًا، وموبايلك كان مقفول، وآخر مرة كلمتك فيها "فضل" اللي رد عليا، وحتى قفل السِكة في وشي.

اِربد وجه "همسة" بالضيق متذكرة غالبية مواقفه اللئيمة، تلك التي تثبت خسته ومحدودية تفكيره، لعنته بغيظٍ متصاعد فيها:

-أما واحد ناقص بصحيح.

في حين أخبرتها "آمنة" بصدقٍ:

-موبايلي كان بايظ، وقالي هياخده يصلحه، بس والله ما عرفني خالص إنك اتصلتي.

دمدمت "فيروزة" هي الأخرى تنعته في حنقٍ:

-بني آدم مستفز.

تساءلت توأمتها في حيرة:

-معرفش بيعمل كده ليه معانا؟ فعلاً أنا مش بأطيقه.

علقت عليها والدتها في البداية بعدم مبالاة، ما لبث أن تحولت للفرحة:

-سيبوكم منه، المهم عندي إنك رجعتي يا "فيروزة" بالسلامة.

وجدت الابتسامة طريقها على ثغر ابنتها، وتساءلت وقد أبصرت عيناها طفلة خجلة تراقبها من على بعدٍ:

-مين البنوتة اللي معاكي دي يا ماما؟

صاحت "همسة" مُعرفة بها من تلقاء نفسها:

-دي "رقية"، بنت خالك "خليل".

شهقة مصدومة انفلت من بين شفتيها، ورددت في دهشةٍ ذاهلة:

-معقولة؟ بنت خالي؟ يعني خالي كان متجوز واحدة تانية غير مراته العقربة واحنا منعرفش؟

بنظرة مؤكدة أجابتها "همسة":

-أيوه.

أضافت "فيروزة" في تسلية لطيفة:

-ده زمان "حمدية" ولعت لما عرفت...

ثم صمتت للحظةٍ قبل أن تتم جملتها:

-عشان كده هي مش موجودة فوق، أكيد خدت عيالها وراحت البلد.

انقلب وجه "همسة"، وعقبت عليها بتعابيرٍ متنمرة:

-والله إنتي على نياتك، دي عملت بلاوي سودة.

حذرتها والدتها من التطرق حاليًا لما قامت به بنظرة صارمة من عينيها، قبل أن تقول:

-مش وقته يا "همسة".

وزعت "فيروزة" نظراتها المتشككة بين الاثنتين، وردت بإصرارٍ:

-أنا عايزة أعرف تفاصيل كل حاجة، ماتخبوش عليا.

علقت عليها والدتها بأسئلتها المهتمة، وهي تشير بيدها:

-ماشي، بس قوليلي الأول فين جوزك؟ هو وصلك ومشى؟ وراجع تاني امتى عشان أجهزله أحلى أكل؟ اوعي تقوليلي إنه سابك وراح شغل، أنا كده هزعل منه.

انخفضت قبضتي "فيروزة" لتمسك بكفيها، وقالت بعد لحظةٍ من السكوت، تبادلت فيها نظراتٍ ذات مغزى مع توأمتها المراقبة للوضع:

-ماما.. "آسر" .. مات.

هتفت والدتها في صدمة مفجوعة، وقد ارتفع حاجباها للأعلى:

-يا نصيبتي، مات؟ واحنا معندناش خبر؟

ردت بصوتٍ هادئ لا يعبر عن حزنها لرحيله:

-ده قضاء ربنا، الحمدلله على كل حال.

ورغم اندهاش "آمنة" من ثباتها الداعي للاسترابة إلا أنها هتفت تسألها في جزعٍ:

-حبيبتي يا بنتي، فجأة كده؟ ده مكانش بيشتكي من حاجة، وإنتي عملتي إيه لوحدك؟

عادت لتحتضن والدتها، وذلك الزفير الثقيل يتحرر من صدرها، ثم أخبرتها بتنهيدة بطيئة، وهي ترتمي برأسها على كتفها:

-هاقولك، بس خليني أشبع من حضنك يا ماما، أنا محتاجاه أوي.

مسدت على ظهرها بيدها بعدة مراتٍ، مستشعرة تلك الرجفة الخفيفة فيها، أوغرها قلبها قهرًا على ما أصابها، وأفصحت لها بغريزتها الأمومية:

-قلبي كان حاسس إن غيبتك دي وراها حاجة.

.................................................. ..................

بصعوبةٍ خبت نوبة البكاء التي اجتاحتها، بعد أن عرفت بوفاة أبناء خالها الثلاثة، انقهر قلبها على رحيلهم المفجع، ولم تتمالك دموعها، بكتهم بحزنٍ صادق؛ وكأنها فقدت أشقائها، فالصغار احتفظوا بمنزلة غالية في قلبها. حاولت والدتها تهوين حزنها، ورجتها لأكثر من مرة بصوتٍ شبه مختنق:

-خلاص يا "فيروزة"، ماتوجعيش قلبي، احنا ماسكين نفسنا بالعافية عشان الغلبانة دي.

هتفت بصدرٍ يغص بالبكاء الحارق:

-حرام اللي حصل ده كله، إزاي يجيبها قلب تعمل كده؟ مخافتش من ربنا إنه يردها فيها؟

علقت عليها "همسة" بصوتٍ حزين:

-ربنا المنتقم الجبار، حرمها من عيالها.

بينما تنهدت "آمنة" قائلة في حسرةٍ"

-ربنا يصبرك يا "خليل" المصايب نزلت فوق راسه ورا بعض، مبقاش ملاحق.

أخبرتها "همسة" بالبقية في ضيقٍ كبير:

-وكانت عايزة تلبس أمك الليلة كلها، بس الحمدلله ربنا جابلها حقها، وبراءتها ظهرت.

احتقنت نظرات "فيروزة" بشدة، وكزت على أسنانها هاتفة:

-دي مش بني آدمة، يا ريتني كنت هنا، والله ما كنت سيبتها.

ردت عليها توأمتها:

-منها لله، ربنا يخلص منها.

تساءلت "فيروزة" في اهتمامٍ يشوبه الإشفاق، وعيناها تتطلعان إلى الصغيرة المنشغلة بألعابها:

-طب وهتعملوا إيه في "رقية"؟

أجابتها والدتها بتعابيرها المليئة بالأسى:

-أهي قاعدة معايا هنا، واخدة بحسي في البيت.

استحسنت "فيروزة" ذلك، وبدت تعبيراتها مرتخية لبقائها مع أمٍ حنون كأمها، تعوضها عن فقدان والدتها، وغياب أبيها، فما أصعب الشعور باليُتم في سنٍ صغيرة! تبدلت تعبيراتها للقساوة بعد أن هتفت "همسة" بنزقٍ:

-قوليلها يا ماما على المصيبة اللي "فضل" ناوي يعملها.

سألتها في جزعٍ، ونظراتها تتجه نحو والدتها:

-ماله البلوى ده؟

مالت عليها توأمتها لتهمس في أذنها؛ كما لو كانت تخشى من سماع الصغيرة لحديثهما الخطير عنها:

-عايز يطاهر "رقية"، وأمك وقفتله في الحكاية، بس شكله مصمم على كده.

توحشت عينا "فيروزة" على الأخير، وانعكس فيهما غضبًا متصاعدًا، أحست بدمائها الثائرة تتدفق باندفاعٍ هائج في عروقها، مستعيدة في ذاكرتها ما عاشته من ألم نفسي مهين بسبب حقارته الوضيعة، تضاعف غليلها،و استبد بها حنقها. اشتدت أنفاسها انفعالاً، وصاحت بصرامةٍ؛ وكأنها بهذا تقطع وعدًا نافذًا -غير قابل للتراجع- على نفسها:

-قسمًا بالله ما هيحصل، طول ما أنا عايشة مش هخلي البغل ده يلمسها، ويبقى يوريني نفسه هيعمل إيه .................................... !!!

.................................................. ...................








منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 09-01-21, 02:36 AM   #769

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الحادي والتسعون - جزء أول



الفصل الحادي والتسعون (الجزء الأول)



انتقاله لزيارة أحدهم بالخصوص، يعني أن ذاك الشخص عزيزًا لديه، وإلا لاستدعاه للقدوم إليه احترامًا لمقامه وسنوات عمره الطويلة. لم يدخر "سلطان" وسعه في مساعدة من لجأت إليه بعد نضوب جميع الاختيارات لديها، صعد إلى الطابق العلوي، ورفع عكازه ضاربًا به الباب الخشبي، وصوته ينادي:

-افتح يا واد لجدك.

كرر خبطه على الباب بقوةٍ أكبر ليثير انتباه "هيثم"، لحظاتٍ انقضت عليه قبل أن يسمع وقع خطواته القادمة، فتح له الباب ورحب به بوجهه المتجهم، وذقنه المهملة:

-اتفضل يا جدي، نورت البيت.

أمره بأسلوبه الصارم وهو يلكزه بعكازه في كتفه:

-فسح كده خليني أدخل.

رد عليه "هيثم" بصوته الناعس وهو يفرك شعره المهوش:

-بيتك يا جدي.

نظر له "سلطان" بنفورٍ، لاويًا ثغره، ليوبخه بعدها:

-وبعدين إيه اللي إنت عمله في نفسك ده؟ أخد جمب، وعازل نفسك عن الكل، حتى مراتك.

سأله بضيقٍ:

-هي اشتكيتلك؟

أجابه ببساطةٍ:

-أه اشتكتلي، ما أنا زي جدها، هتروح لمين يعني لما تلاقي حالك مايل بالشكل ده؟

تحرك الجد في اتجاه أقرب مقعدٍ، وجلس عليه، بينما ألقى "هيثم" بجسده الكسول على الأريكة المجاورة له، ثم أخبره بزفيرٍ بطيء، وشعوره بالخذلان متمكن منه:

-يا جدي أنا فيا اللي مكفيني، مش ناقص نأرزة من حد.

-وإنت عملت إيه عشان تاخد جمب كده؟

-مقهور يا جدي على اللي حاصل.

-ليه هو إنت اللي كنت خططت مع أمك ونفذت؟

-لأ، بس أنا ابنها، والكل هيلومني على اللي عملته

-يا ابني ربنا بيقول "ولا تزر وازرة وز أخرى"، ليه هنشيلك ذنب حاجة إنت معملتهاش من الأساس؟

-مش لازم تقولوها في وشي، كفاية أشوفها في نظراتكم ليا.

-لا حول ولا قوة إلا بالله، هو إنت شوفت مننا حاجة تقولك كده؟ معاملتنا ليك اتغيرت في أيتها شيء؟

-الشهادة لله لأ

-أومال بتقولنا وتعودنا حاجات معملنهاش ليه؟ غاوي تجيب لنفسك النكد؟

-يا جدي..

-بس يا واد، اسمع الكلمتين اللي فيهم الخلاصة.

-حاضر

-أمك حقها عليك تراعي ربنا فيها بما يرضي الله، ماتسمعش كلامها لا في معصية ولا في حاجة تغضب ربنا، وده اللي إنت عملته مظبوط؟

-أيوه.

-واللي حصل كان مقدر ومكتوب، ربنا كاتب تشوف ده في حياتها، إنت عليك تراعيها وتاخد بالك منها لحد ما السر الإلهي يطلع.

-وأختك "خلود" جايز ربنا أراد إنها تاخد منزلة الشهادة في موتها، وعشان كلنا ندعيلها بالرحمة والمغفرة، مش أحسن ما كانت تأذي غيرها؟ وإنت عارف أختك كانت عاملة إزاي، وناوية على إيه .. وساعتها كان الكل هيدعوا عليها، أنهو الأفضل بقى اختيارنا ولا اختيار ربنا؟

-رد يا واد.

-اختيار يا ربنا طبعًا.

-يبقى تقول الحمدلله على كل حال، وقوم كده فوق لنفسك ولمراتك، ده إنت ربنا رزقك بواحدة بنت أصول، متربية، ومافيش زيها.

-ماتبقاش نكدي وغاوي هم وغم.

-حاضر.

-وقوم هوي البيت كده، أنا عارف إنت طايق الكمكمة دي إزاي؟

-اللي تؤمر بيه يا جدي.

.................................................. ......

انقشعت مؤقتًا غيمة الحزن عنها، لتلتهي بحديثها مع الصغيرة الجالسة إلى جوارها على فراشها القديم. أمعنت "فيروزة" النظر في وجه ابنة خالها، وشعرت بعاطفة حانية نحوها، لا تنقُص في مقدارها عما شعرت به تجاه من فارقوا الحياة، بل زادت عليها بمحبةٍ أكبر. سألتها "رقية" وهي تعبث بدميتها الصغيرة:

-إنتي هتنامي جمبي؟

أجابتها بابتسامة لطيفة:

-أيوه، ما هو ده كان سريري زمان، ودي كانت أوضتي مع "همسة".

بعفويةٍ استرسلت الصغيرة متحدثة معها:

-أنا كان عندي أوضة كبيرة أوي عند ماما قبل ما تروح لربنا.

شعرت بغصة تؤلم حلقها تأثرًا بها، وضمتها من كتفيها إلى صدرها وهي تشدد عليها:

-حبيبتي، كل حاجة موجودة هنا بتاعتك، وأنا هاجيبلك كل اللي إنتي عايزاه.

على الفور طلبت منها بعينيها ذات اللون الزيتوني:

-أنا عايزة ماما.

لم تجد من الكلمات المناسبة ما ترد به عليها، فزادت من ضمها لها، وكبتت قدر استطاعتها نوبة بكاء مهددة بالظهور. حاولت "فيروزة" أن تغير من الموضوع بسؤالها:

-تحبي أحكيلك حدوتة؟

ردت متسائلة في اهتمامٍ:

-عن إيه؟

أجابتها بسؤالٍ آخر:

-إنتي بتحبي تسمعي إيه؟

هزت كتفيها قائلة في حيرة:

-مش عارفة.

مطت شفتيها للحظةٍ قبل أن تخبرها بنوعٍ من الحماس الزائد:

-طيب تعالي نفكر سوا هنحكي عن إيه.

منحتها مع كلماتها ابتسامة صافية، لم تكن لتحمل ضغينة أبدًا لها، فابتسمت لها "رقية" وهي تطالعها ببراءة، مستشعرة معها بمودةٍ حقيقية، وكان الشعور متبدلاً بصدق.

.................................................. ..........

غاب عن دكانه أيضًا لليوم التالي، ولم يتواجد في وقت الغذاء، وأصبح حضوره مقتصرًا على وقت المبيت ليلاً، مما استرعى انتباه والده الذي اعتقد في وجود خطب ما به، انتظره ريثما عاد للمنزل، وتبعه إلى غرفته، ليجلس على المقعد الفردي المتواجد بها، ثم سأله في اهتمامٍ يشوبه القلق:

-كنت فين يا ابني طول اليوم؟ وامبارح بردك مكونتش معانا.

تنحنح بحشرجةٍ خفيفة، وأجابه بنوعٍ من المراوغة:

-شوية مشاوير بأقضيها.

عاتبه "بدير" بتبرمٍ:

-وإنت ناقص تعب؟ ما الرجالة موجودين في الدكان، شوف ناقصك إيه ويعملوه.

هز رأسه معقبًا عليه بهدوءٍ:

-أنا عارف يا حاج، بس في حاجات ماينفعش تتعمل إلا بوجودي.

زفر مطولاً قبل أن يرد عليه محذرًا:

-الله يقويك، بس لازمًا تاخد بالك من صحتك، إنت قايم من بهدلة.

بنفس التعابير الهادئة خاطبه "تميم":

-ربنا المعين.

استقام والده واقفًا، وشرع في التحرك تجاه باب الغرفة؛ لكنه استدار ليخبره:

-بأقولك إيه، احنا هنكلم جماعة بيت "خليل"، نعرفهم إننا جايين بعد كام يوم، يعني عشان نعمل واجب العزا في جوز بنتهم، أمك عرفتني بده، وقالتلي أستنى شوية يرتبوا أمورهم.

بريق غريب اجتاح نظراته، حتى قسماته تلبكت إلى حد ما وهو يقول:

-واجب يا حاج.

أضاف بعد تنهيدةٍ:

-شوف نفسك ساعتها، لو فاضي ابقى تعالى معانا.

لم يرغب أن يبدو عليه الاستعجال في حضرته، فأعطاه ردًا عاديًا؛ وكأنه لا يهتم:

-بإذن الله.

أما عن داخله فكان متشوقًا بلهفةِ صغير ينتظر ليلة العيد لهذا اللقاء الرسمي، لم يشكل فارقًا معه، فخلاله سيملي عينيه برؤيتها الشافية لأي أوجــاع.

.................................................. ....................

بضعة أيامٍ مرت على استقرارها في منزلها، وهي تسعى بجهد جهيد لاستعادة ما افتقدته في حياتها السابقة، محاولة تخطي تلك الفترة البائسة، والتي منحتها تعاسة أبدية لا يمكن محوها بسهولة. ولتمضى قدمًا دون الشعور بالخزي من نفسها، أو حتى الحصول على شفقة وتعاطف الآخرين، اكتفت بالادعاء كذبًا أن وفاة زوجها ناجمة عن سكتة قلبية مفاجئة، دون الخوض في تفاصيل مأساتها، لتظل أسرارها المؤلمة مدفونة في أعماق روحها المنتهكة. وعلى حسب الميعاد المتفق عليه، أتت إليها رفيقتها لمواساتها، فاستقبلتها بنفس الود السابق، حتى لا ترتاب في أمرها. احتضنتها "علا"، وقالت بعينين دامعتين:

-البقاء لله يا "فيرو".

ردت بتعابيرٍ جامدة، لا يظهر عليها التأثر رغم محاولتها العكس:

-الدوام لله وحده.

تابعت "علا" قائلة بصوتها المختنق:

-أنا اتقهرت أول ما عرفت، مصدقتش "ماهر" لما قالي، إزاي ده حصل؟ عُمر "آسر" ما كان بيشتكي من حاجة، والله موته فرق معانا.

لم يكن شقيقها راضيًا عما يسمعه، ولكونه لم يطلعها على حقيقته الصادمة، بقي مكتوف الأيدي، عاجزًا عن إفساد صورته في عقلها، لذا كانت على سجيتها في التعبير عن تأثرها بوفاته؛ لكنه ضجر في النهاية من ثرثرتها المحرجة، فهتف بها بلهجةٍ صارمة:

-خلاص يا "علا"، مالوش لازمة الكلام ده، هو أجله جه كده.

ناظرته بعينين منزعجتين، وعاتبته:

-المفروض إنت تزعل عليه أكتر مني، ده كان صاحبك.

هتف في تزمتٍ:

-أنا زعلي كده.

لاحظت "فيروزة" توتر الأجواء بينهما، فتدخلت قبل أن تزداد حدة بقولها المجامل:

-شكرًا لتشريف حضرتك يا "ماهر" بيه.

استدار محدقًا فيها، واستطرد متسائلاً:

-على إيه بس يا "فيروزة"، قوليلي أخبارك إنتي إيه دلوقتي؟

جاوبته وهي ترسم بسمة صغيرة على ثغرها:

-الحمدلله أحسن.

باهتمامٍ واضح عليه سألها:

-عملتي إيه في موضوع إعلام الوراثة؟

أعطته ردًا حاسمًا، بوجهٍ عابس التعبيرات:

-احنا اتكلمنا قبل كده فيه، مش عايزة حاجة.

وقبل أن يضغط عليها بأسئلته، صدح رنين هاتف شقيقته، أخرجته من هاتفها معتذرة بنعومةٍ، ثم قالت بنحنحة بسيطة:

-هستأذنكم بس هارد على التليفون.

علقت عليها "فيروزة" وهي تشير بيدها نحو الشرفة لتتجه إليها:

-خدي راحتي هناك.

انتظر "ماهر" انصرافها، لينحني للأمام بجذعه نحوها يلومها بصوتٍ خافت:

-ميراث إيه اللي مش عايزاه؟ ده حقك الشرعي.

خفضت من نبرتها لتخبره بألمٍ:

-يا "ماهر" بيه حضرتك وأنا عارفين كويس مصدر الفلوس دي إيه.

شدد عليها بلهجته الجادة:

-أنا باتكلم عن أملاكه اللي هنا، اللي كان أصلاً وارثها عن أهله.

أصرت على رفضها قائلة:

-مش عايزة حاجة منه.

رفع إصبعه أمام وجهها يحذرها بضيقٍ:

-ما تركبيش دماغك يا "فيروزة"، إنتي محتاجة فلوس تساعدي بيها نفسك قبل عيلتك.

لوهلةٍ شعرت بالإهانة المبطنة من كلماته؛ وإن كانت غير متعمدة. بلعت غصة جارحة في حلقها، وقالت بعزةِ نفسٍ:

-مستورة والحمدلله يا "ماهر" بيه.

تدارك زلة لسانه، واعتذر منها:

-سوري، ده مكانش قصدي، بس آ...

توقف عن إتمام جملته عندما انضمت شقيقته إليهما مجددًا، وهي تعلل سبب مكالمتها الطارئة:

-أسفة، كانت زبونة بتأكد عليا على ميعاد استلام حاجتها.

علقت "فيروزة" بتفهمٍ:

-ولا يهمك.

سألتها رفيقتها في اهتمامٍ:

-ناوية تعملي إيه يا "فيرو" الفترة الجاية؟

تهدل كتفاها في فتورٍ وهي تخاطبها:

-لسه مش عارفة.

اقترحت عليها برقةٍ:

-طب ما ترجعي تقفي معايا في المحل، بجد إنتي ممتازة وآ...

رفضت عرضها بلباقةٍ:

-بلاش يا "لولو"، اعفيني.

استدارت تتكلم مع شقيقها تحثه على دعمها:

-ما تقولها إنت يا "ماهر".

خالف توقعاتها، واحترم رغبتها بتأيده لها علنًا:

-سبيها على راحتها يا "علا"، ماتزهقيهاش، هي محتاجة وقت.

منحته "فيروزة" نظرة امتنانٍ صامتة، لتشرع بعدها في تغيير الحديث لأشياء أخرى غير تلك التي تخصها، فيكفيها ما تجرعته من مرارة وآلام خلال ما مضى.

.................................................. ................

نظرة تعاطفٍ مصحوبة بحزنٍ سددتها لتلك الراقدة على فراشها بالمشفى، فبعد أن كانت "بثينة" رمزًا للوقاحة، والإساءة للآخرين بلسانها السليط، أصبحت الآن لا حول لها ولا قوة، بالكاد تستطيع التماسك وتدبر أمورها، ومع هذا اقترحت "همسة" على زوجها، أن يأتي بها إلى منزلهما، لتكون تحت أنظارهما، كبديلٍ عن إبقائها بالمشفى وحيدة، وتعيسة، لا تفيق من لوم نفسها، فربما بتواجدها معهما تتحسن حالتها النفسية، خاصة بعد إشارة الأطباء لحاجتها للمتابعة مع أحد المتخصصين لتجاوز تلك الأزمة الخطيرة.

وما إن رأى "هيثم" والدته غافلة، حتى تحدث إلى زوجته بصوتٍ خافت يوصيها:

-خليكي معاها هنا لحد ما أدفع الحساب.

قالت بإيماءة موافقة من رأسها:

-ماشي يا "هيثم".

بقيت إلى جوار فراشها، جالسة على المقعد، وكامل نظراتها المهتمة عليها. لم تتوقع "همسة" أن يصيبها كل هذا الضرر في وقت قصير؛ ولكن على الباغي تدور الدوائر، تنهدت في أسفٍ، ورغم هذا دعت لها بالشفاء. تحفزت في جلستها عندما وجدتها تفتح عينيها، مالت ناحيتها لتقول ببسمة لطيفة:

-حمدلله على سلامتك يا طنط.

ثم ربتت برفقٍ على ذراعها المسجي إلى جوار جسدها، وتابعت:

-إن شاءالله تبقي كويسة.

حاولت "بثينة" التكلم، لم يسعفها لسانها الناقص، بدا صوتها كالأنين الباكي، وتشنج ذراعها بانفعالٍ وهي تتحسس به وجهها. انتفضت "همسة" واقفة، وسألتها بقلقٍ مهتم:

-عايزة إيه أجيبهولك يا طنط؟ شوريلي بس.

تضاعف تشنجها مع عجزها عن النطق بما تريد، فصاحت "همسة" مستغيثة:

-يا جماعة، حد يلحقني.

على إثر صوتها المرتفع، تجمعت بضعة ممرضاتٍ -وقبلهن الطبيب- لإسعافها، دفعتها إحداهن للخارج قائلة لها بلهجةٍ بدت آمرة:

-معلش انتظري برا شوية.

استجابت مرددة في توجسٍ:

-طيب.

فركت "همسة" كفي يديها معًا، شاعرة بارتفاع معدل نبضاتها، ظلت تتمتم بتضرعٍ:

-عديها على خير يا رب.

بعد دقيقتين، جاء إليها زوجها، ألقى نظرة حائرة عليها، قبل أن يسألها باستغرابٍ:

-إيه اللي حصل؟ واقفة هنا ليه؟

زمت شفتيها للحظة، ثم أجابته:

-مامتك تعبت شوية.

انخلع قلبه في خوفٍ، وسألها:

-من إيه؟

ردت وهي ترمش بعينيها:

-مش عارفة ...

ثم وضعت يدها على جانب كتفه تطمئنه:

-دلوقتي هيطلعوا يطمنونا، ادعيلها يا حبيبي.

إحساسًا مرعبًا انتابه في تلك اللحظة، خشي ألا يتحمل قلب والدته –أو عقلها- صدمة خسارة شقيقته بسبب طمعها الجشع. شحب وجهه من هواجسه المتواترة؛ لكن بقيت ابتسامة "همسة" الصافية، دليله الحسي الملموس بأن الأمور ستصير على ما يرام .................................................. .... !!

.................................................






منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 10-01-21, 02:37 AM   #770

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)

‏موضى و راكان, ‏هاجر73, ‏ماجده عياش, ‏Kemojad, ‏Salma_3_, ‏hlkdi, ‏منال سالم


رائعة يا منال و مبدعة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.