آخر 10 مشاركات
لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-20, 10:07 PM   #441

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي


فصل رائع جدا والله عين دمعت فى مشهد بكاء فريدة وعبدالرحمن 🥺🥺
فريدة موقفها صعب ومقهورة على حالها شايفة نفسها مهزومة مش قادرة تاخد من الحياة حاجة تفرحها والمشكلة بعد ماشافت رؤى مع عمر وهو عايش حياتة وهى حياتها وقفت.
عبدالحمن برضو موقفة صعب مش سهل يشوف امة تتجوز من راجل تانى وهو كان بيخطط هو واخواتة إنها ترجع وكانو عيشين على الامل دا.
اتمنى ميظلمش امة زى ما ابوة عمل😍😍😍


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:24 PM   #442

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حسانى مشاهدة المشاركة
فصل رائع جدا والله عين دمعت فى مشهد بكاء فريدة وعبدالرحمن 🥺🥺
فريدة موقفها صعب ومقهورة على حالها شايفة نفسها مهزومة مش قادرة تاخد من الحياة حاجة تفرحها والمشكلة بعد ماشافت رؤى مع عمر وهو عايش حياتة وهى حياتها وقفت.
عبدالحمن برضو موقفة صعب مش سهل يشوف امة تتجوز من راجل تانى وهو كان بيخطط هو واخواتة إنها ترجع وكانو عيشين على الامل دا.
اتمنى ميظلمش امة زى ما ابوة عمل😍😍😍
الوضع كله ياشيماء للاسف صعب وكل واحد هتلاقي معاه حق في موقفه وهتبقي مش عارفة تتحيزي لمين


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:10 AM   #443

tahra taiaa

? العضوٌ??? » 418725
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » tahra taiaa is on a distinguished road
افتراضي

لا إله إلا الله وحده لا شريك له

tahra taiaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:45 AM   #444

tahra taiaa

? العضوٌ??? » 418725
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » tahra taiaa is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداك..... ودمت بالف خير

tahra taiaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:24 PM   #445

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tahra taiaa مشاهدة المشاركة
سلمت يداك..... ودمت بالف خير
تسلميلي حبيبتي 💖 ربنا يباركلك🌺🌺


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 11:31 AM   #446

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 01:42 PM   #447

امال ابراهيم ابوخليل
 
الصورة الرمزية امال ابراهيم ابوخليل

? العضوٌ??? » 383503
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » امال ابراهيم ابوخليل is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بانتظار الفصل 😘😘

امال ابراهيم ابوخليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 02:15 PM   #448

Ritamouff

? العضوٌ??? » 440151
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 150
?  نُقآطِيْ » Ritamouff is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لكي على الفصول الرائعة على وصفك لواقع نعيشه على زرع امل اتمنى عمر يكتوي زي ما اكتوت لو حتى الربع

Ritamouff غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 02:39 PM   #449

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد الفصل هينزل حالا

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 02:45 PM   #450

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر

اِن الله لاينسي ولاتخفي عنه خافية ...
يعلم مقدار الخيبات المتوالية ...
يعلم كم مرة رفعت يدك بالدعاء في جُنح الليل ....
رأي الدموع التي ذرفها قلبك عوضاً عن عينيك حين خجلت يوماً أن تذرفها علي مرأي من هو مُحِب قلبه أنفطر من أجلك أوعدو شمت بك
هو الجبار الذي يجبر كسر قلبك
فهل يردك خائباً حاشاه....


دلف عبدالرحمن الي غرفته بعد أن أعتذر لوالدته عن تناول العشاء معهم لأنه بالفعل تناوله مع والده...
وضع رأسه علي وسادته وهو يشعر بثقل أكبر من سنوات عمره ...
لن ينسي النظرة الشامتة من رؤي الي أمه...
هو ليس صغيراً ويفهم جيداً في النظرات...
ولن ينسي نظرة والدته المُنكسرة...رغم أنها لم تقل شيئاً ولكن صمتها طوال الفترة الماضية هو مايؤرقه...
لم تستطع الوقوف أمامه بشجاعة ومواجهته بل كانت تتهرب من عينيه دائما وتقول له ما أن تأتي أي مُناسبة :"لن أفعل مالن ترضوا به... وجودكم معي هو الأهم" وتسائل في نفسه قبل أن يُغلِق عينيه المُرهقتين...
لما لم يقل والده هكذا حين تزوج من رؤي ؟؟؟

*************
أستلقت فدوي علي فراش فريدة وهي تتحدث مع سامر هاتفياً ولا تعرف هل تشعر بالسعادة لحالة الطفو التي تشعر بها مع سامر أم بالحزن علي حال شقيقتها الذي تدهور في الفترة الأخيرة...
قال لها سامر بقلق:"فدوي الا تلاحظين أن موضوعنا توقف تماماً؟"
قالت له بلين:"أنا قلت لك علي الظروف كلها وأشعر بالحرج أن أسأل فادي ونحن في هذه الظروف"
زفر سامر قائلاً:"حبيبتي أنا أعلم وأقدر ولكن ماذا أن طال الأمر هل سننتظر كل هذا؟"
قالت له:"حسناً سأتحدث مع فادي مرة أخري"
وما أن أغلقت معه حتي سمعت صوت فادي الذي كان آتيا للتو من عند أماني وقد رأي عمر وهو ينطلق بسيارته وعلم من فريدة عن أمر صعوده وأستشاط غضباً وكان يريد الأتصال به وتعنيفه ولكن فريدة قالت له:"لم يحدث شيء يافادي أعطاني البنت من الخارج وانصرف"
كانت كلماتها مُقتضبة ونبرتها انهزامية ....
جلست فدوي بجوارهما وقد تحرجت أن تتحدث في موضوعها هي وسامر فآثرت الصمت
أما فريدة فقالت لفادي بفتور:"لقد جهزت العشاء... بدل ثيابك لنتناوله معا..."
أومأ لها برأسه وهو مازال لم يتخلص من غضبه من عمر بعد
أما هي فقد دخلت الي المطبخ ووجدت أن الطعام أمامه خمس دقائق فقط فجلست علي المقعد الموجود بالمطبخ و تناولت هاتفها بلاحماس وأخذت تتصفح موقع التواصل الأجتماعي بفتور وصورة رؤي وعمر لا تزال أمامها ..وشعرت بنغزة في قلبها حين أتت صورة تيمور في ذهنها وهي تعرف أنه يتمزق تماماً مثلها
وفي النهاية غيرت صورتها الشخصية بصورة عليها عبارة لجلال الدين الرومي علي خلفية سوداء...
عبارة بائسة مثلها تماماً :"وأعلم أن كل نفس ذائقة الموت ولكن ليست كل نفس تذوق الحياة...."
ثم ضغطت زر النشر...
وصل تنبيهاً لتيمور فقرأ المنشور وشعر بالألم يعتصر قلبه فأرسل لها رسالة علي الواتساب كتب فيها
:"حبيبتي مابها؟"
شاهدت الرسالة من الخارج ولم تفتحها ولم تعرف هل تفتحها وتتحدث معه لترتاح ..فحديثها معه فقط قمة الراحة..
أم تبدأ في الأعتياد علي بعده مادام سيصبح البعاد حتمياً ...
تعلم أن أعراض الانسحاب قوية لذلك ستبدأها بالتدريج .... شعرت بالاشتياق اليه فقالت لنفسها.
حسناً أحدثه اليوم فقط فأنا أشتاق اليه ولندع الغد للغد...
دخلت عليها فدوي في هذه اللحظة فقالت لها
:"فدوي من فضلك تابعي الطعام الموضوع علي الموقد سأدخل غرفتي قليلاً ثم أعود .."
أومأت لها فدوي برأسها في حين أنسحبت هي الي غرفتها تنفصل قليلاً عن الواقع المُجحِف الذي تعيشه
**************
بات عبدالرحمن ليلته وهو يشعر بالأرق والصور تتوالي أمام عينيه لرؤي ووالده وكيف يعيشان كما يبدو له في سعادة وعلي النقيض صور أمه التي أصبحت كالوردة الذابلة ...
وما أن سمع المؤذن يؤذن لصلاة الفجر حتي استقام ليصلي وذهنه شارد في عالم آخر... وفجأة خطر علي ذهنه الشيخ علي... بالتأكيد هو الآن في المسجد يستعد لصلاة الفجر....
تناول هاتفه واتصل بالشيخ علي فهو قد أعطاه رقم هاتفه وقال له اِن أحتاج أي شيء أن يحدثه وان أراده سيجده علي مدار الخمس صلوات في المسجد وما أن رد الرجل وتبادلاً معا السلام حتي قال له عبدالرحمن بتردد:"اِن احتار الانسان في أمران ولا يعرف أيهما يختار ماذا يفعل؟"
قال له الشيخ علي بثقة :"يستخير الله"
قال عبدالرحمن بتساؤل:"تقصد صلاة الأستخارة؟"
قال الشيخ بتأكيد:"نعم.."
قال عبدالرحمن بشرود:"هلا علمتني أياها...فأنا لم أصليها من قبل"
أخذ الشيخ علي يشرح لعبدالرحمن كيفيه الصلاة والدعاء الخاص بها وما أن أنتهي من الحديث معه حتي توضأ وصلي ركعتين ودعا الدعاء الذي لقنه أياه الشيخ علي وبعدها صلي صلاة الفجر وما أن أنهاها حتي أستلقي في فراشه يفكر ويفكر الي أن أعياه التفكير واستسلم للنوم
**************
في الصباح...

دلف فادي الي المصرف بثقل فهو منذ ماحدث لفريدة في الفترة الأخيرة وهو يشعر أن الهموم أثقلت ظهره
جلس علي مقعده بعد أن ألقي سلاماً فاتراً علي زملاؤه....
بعد قليل وقبل بداية مواعيد العمل وبينما هو مُنهمك في مراجعة بعض التقارير المطلوبة منه سمع صوت علية تقول له برقة:"صباح الخير فادي.."
قال لها دون أن يرفع عينيه اليها:"صباح الخير.."
يحاول أن يتجنبها في الفترة الأخيرة فلا داعي لأن ينظر اليها كلما تكلمت....هكذا يري هو ...
مطت شفتيها بضيق فهي كانت تريده أن يرفع عينيه ويراها ...
فقالت له وهي تقف بجوار مكتبها الذي يجاور مكتبه مُباشرة :"أقول لك صباح الخير.."
رفع وجهه اليها قائلاً بضجر غير مُتعمد:"قلنا صباح ال...."
توقفت الكلمات علي لسانه ما أن طالع هيئتها من رأسها حتي أخمص قدميها فقد كانت ترتدي فُستاناً طويلاً باللون الكحلي يصل الي كعبيها وعلي رأسها وشاحاً بألوان مُتعددة أعطت وجهها الصبوح أضاءة طبيعية وحذاءاً رياضياً أنيقاً باللون الأبيض ....
وجدت وجهه مُتجمداً وهو يُطالعها بنظرة فشلت في تفسيرها بينما التفت حولها زميلاتها يُباركن لها...
أما هو فعاد بنظره الي ماكان يفعله...
وشرد بذهنه بعيداً الي اليوم القريب الذي تحدثا فيه علي النيل وأستعاد الحوار كاملاً

بعد قليل

قامت علية حتي تُسلِم بعض الملفات المطلوبة منها الي أحد مُديري الأقسام وهي في حالة حيرة من فادي...
كانت تتوقع أن يكون سعيداً بقرارها وتوقعت أن يطير من الفرح ما أن يراها ولكنها حقيقة أصبحت لاتفهمه....
جالت في ذهنها فكرة أصابتها بالصدمة ...
هل ماتراه من أهتمام من فادي هو محض خيالها فقط؟
هل هي من تتوهم؟
هل هي من تُفسِر تصرفاته علي أهواءها...؟
سلمت الملف وهي شاردة في أفكارها وما أن عادت الي بهو المصرف حتي وجدت فادي يقف أمامها مُباشرة...

كان المصرف مُكتظاً بالعملاء ولم ينتبه أحداً الي وقوفهما معا...
قال لها فادي بتساؤل وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله:"علية لماذا أرتديتِ الحجاب الان؟"
قالت له بعدم فهم:"ماذا تقصد ؟أنا لاأفهمك هل هذه كلمة مبارك عليك الحجاب؟"
مرر أصابعه في خصلات شعره قائلاً بجدية:"هل هذا القرار له علاقة بحديثنا معا الأسبوع الماضي؟"
قالت له وهي مازالت لاتفهم:" نعم له علاقة بشكل كبير.."
زفر زفرة عالية ثم قال لها موضحاً:"علية أنا حين قلت لك هذا لم أكن أقصد أن ترتديه مُباشرة دون أقتناع بل قصدت أن تفكري وترتديه عن أقتناع "
قالت له بحيرة:"ومن قال لك أنني لست مُقتنعة؟"
قال لها مُفسراً وهو يستخدم كلتا يديه للتعبير:"لأنكِ من عدة أيام فقط كنتِ تستنكري الأمر فهل أقتنعتي بين ليلة وضحاها؟..."
قالت له وهي تُجاهد حتي تبدو طبيعية:"أسمعني يافادي...أنا حقيقة تأثرت بكلامك وبالفعل أرتديته عن أقتناع..."
قال لها وهو يرفع حاجباً واحداً مُتهكماً:"حقا ! وهل أي شخص يتحدث معك في شيء يقنعك بسهولة؟"
مطت شفتيها وقالت بهدوء أعصاب:"لا... ليس أي شخص ...أشخاص مٌحددون..."
أصابته كلماتها بالأرتباك في حين تركته هي وأنصرفت تُباشرعملها وتبعها هو ليُباشرعمله ولم يعرف أنه في نهاية الرواق كانت أماني تقف وتنظر اليهما منذ البداية...
شكوكها تتأكد أن هناك أعجاباً مُتبادلاً بينهما...
وقفت تتساءل...
هل اليوم الذي تنتظره منذ أن عرفته سيأتي قريباً؟
كانت تعرف منذ البداية أن هكذا ستكون النهاية ... ولكن هل تأتي النهاية بهذه السرعة؟
وهل ستتحمل هي طعنة أخري؟

أما فادي وعلية فما أن عاد كُل منهما الي مكتبه حتي التفت فادي اليها قائلاً بصدق:"علية....ألتفتت اليه بوجهها كله... وجهها الذي أنار أكثر بعد أن أحاطته بحجابها ...فأردف قائلاً:مُبارك عليكِ الحجاب"
أبتسمت له بابتسامة جذابة..ابتسامة تخص فادي فقط وقالت له:"بارك الله لك"
**************

أنهي عبد الله محاضراته لهذا اليوم وكان لديه موعداً بعد ساعتين كمشرف لجنة مناقشة لرسالة ماجستير ...
نظر في ساعته فوجد أن هذا هو موعد انتهاء مُحاضرات نسمة هي الأخري ...
لقد نسي في الصباح أن يخبرها أن لديه موعداً بعد انتهاء المُحاضرات ...
مايشغل تفكيره الآن كيف ستذهب الي المنزل وحدها فهو لايحب أن يتركها تستقل المواصلات ...وضع حقيبته وكتبه التي كان يحملها في السيارة ونزع عنه سترة حلته فالجو كان حاراً قليلاً وكان مُضطراً لارتدائها من أجل موعده
ترجل المسافة القصيرة بين كليته وكليتها حتي يري معها ماذا سيفعلان ... غالباً سيوصلها الي المنزل ثم يعود الي الجامعة مرة أخري ....
وصل بالفعل الي كليتها وصعد عدة درجات في اتجاه القاعة التي كانت فيها أخر مُحاضراتها ولكن قبل أن يصل الي القاعة رأها... كانت تقف مع أحد الأساتذة في بهو المبني الداخلي تتحدث معه بانهماك ويتحدث معها بأريحية وابتسامة هادئة تُزين وجهه وما أن رأي عبدالله هذا المشهد حتي انقلب وجهه وتغيرت ملامحه ...
في نفس اللحظة كانت هي قد أنهت حديثها والتفتت لتجد عبدالله يقف علي بعد عدة خطوات منها بوجه مُتجهم...
أبتسمت له ما أن رأته وأقتربت منه قائلة:"كنت للتو سأفتح هاتفي لأحدثك.."
قال لها باقتضاب:"كنتِ للتو تقفي وتتحدثي كما رأيت.." نظرت اليه بدهشة وهي لاتفهم مقصده وقالت له بتوضيح:"كنت أقف مع الدكتور...."
قاطعها قائلاً:"أعرف مع من كنتِ تقفين يانسمة ... ولكن من فضلك حينما تُريدين الأستفسارعن أي شيء يكون داخل قاعة المُحاضرات لا خارجها...."
لم تتبدد دهشتها وهي تنظر اليه... لا تعرف هل مايقوله هذا يندرج تحت بند التسلط... أم التحكم... أم الخوف عليها.... أم.......الغيرة!
هل يمكن أن يكون قد شعر بالغيرة عليها؟؟
سألت نفسها هذا السؤال وهي تنظر اليه بحيرة ولم تجد الاجابة في حين أشار لها باقتضاب حتي تتقدمه ويخرجان خارج المبني...
سار بجوارها صامتاً يلوم نفسه علي انفعاله عليها ....حقيقة انفعاله غير مُبرر وهو يعترف بذلك ...
مالذي دهاه حين رأها تتحدث معه...هل يغار عليها؟؟
أم هل لأنه يعلم أنه مُقصر معها تسلل هذا الأحساس اليه؟
دفعه تساؤله الأخير لتساؤل آخر أخترق عقله
ولما تُقصر معها ...؟
لم لا تبدأ حياتك الفعلية معها؟ جاءته أجابات متعددة...
فربما مافعلته والدتها يوم عقد قرانهما هو ما أشعره بأنه به عيب كبير وهذا ما أثار حفيظته معها....
رد علي نفسه قائلاً: لقد تجاوزنا هذه القصة ما أن أعترفت بحبها لك....
جاء صوته الداخلي ليقول ...حسناً فأنت حين عرفت بمشاعرها تمنيت أن تبادلها أنت الآخر هذه المشاعر وتمنيت أن يُغير هذا شكل العلاقة بينكما من علاقة زواج تقليدي الي ماهو أكثر من ذلك...دائما أنت تري العلاقة بين الرجل والمرأة أسمي من أن تُختزل في زواج تقليدي...دائما تضع للمشاعر أعتبارات....
ليخترق حواره مع نفسه صوتا من عقله اللاواعي مُجيباً...
وربما مازلت تحب مها وتتعلل بكل هذه العلل ...
عند هذه الخاطرة أنتفض.... لِما أصبح عندما يأتي طيف مها في خياله يشعر بأنه بذلك يخون نسمة وهي حقاً لاتستحق....
ويشعر أنه ليس من حقه التفكير في زوجة رجل آخر...
حتي ملامحها أصبحت في ذهنه مُشوشة ...
نظر الي نسمة التي تسير بجواره بهدوء وكانا قد خرجا بالفعل من المبني وهبطا الدرجات القليلة حتي وصلا للطريق الجانبي المؤدي الي كُليته فقال لها وقد تخلص من انفعاله الغير مُبرر :"أنا نسيت أن أقول لكِ في الصباح أن لدي مُناقشة رسالة ماجستير اليوم... سأقلك الي المنزل ثم أعود ثانية..."
قالت له باهتمام:"متي موعد المُناقشة ؟"
قال لها:"بعد ساعتين..."
قالت له بتساؤل به بعض الترجي :"هل من الممكن أن أحضرها معك؟"
قال لها مُتسائلاً:"هل تريدين الحضور..؟"
قالت له بابتسامة صافية:"نعم أريد ...لي فترة كبيرة لم أحضر لك مُناقشات ..أشتقت لك وأنت لا تترك حرفاً الا وتُحاسب الدارس عليه وتجعله يتصبب عرقاً في أقسي الأيام برودة...."
أبتسم قائلاً وهو ينظر الي ملامح وجهها الهادئة:"هل تعرفين أن مُعظم طُلابي يخافون مني ويقولون عني أنني عابساً دائما..."
قالت له وهي تقف أمامه تواجهه:"من قال لك ذلك؟.." أبتسم قائلاً:"الأخبار تتسرب الي أن تصل الي.."
قالت له بجدية:"بالعكس جميع الطلاب عندنا في الكلية يحبونك.."
نظر اليها والي نظرة الأحتواء والاهتمام في عينيها وقال لها:"حسناً تُريدين الحُضور معي ..أين سنجلس الي أن يأتي الوقت؟"
نظرت حولها وقالت له وهي تُضيق عينيها:"ألا تشعر بالجوع؟.."
قال لها وهو يضع يده علي بطنه:"بدأت بالفعل أشعر أني جائعاً "
قالت له وهي تغمز بعينها :"تعال وأنا سأدعوك علي الغداء في أشهر مطعم في الجامعة.."
نظر حوله قائلاً:"أين هذا؟"
قالت له وهي تجذبه من ذراعه:"ليس بعيداً تعال معي..." سارا مُتجاورين الي أن وصلا الي عَرَبة ساندويتشات خلف المبني الرئيسي لكُليتها فقال لها بتهكُم:"هذا هو أشهر مطعم في الجامعة!"
قالت له بتأكيد:"نعم سامي تلوث هو أشهر وأفضل من يصنع الشاورمة.."
وضع يده علي بطنه قائلاً بتقزز:"أسمه تلوث وتأكلون من عنده ؟؟...ثم أردف قائلاً برجاء :نسمة تعالي حبيبتي سأدعوكِ أنا علي الغداء خارج الجامعة ثم نعود.."
نظرت اليه ملياً....
لقد قال حبيبتي ...
هل يقصدها أم خرجت منه بشكل عفوي...
أنتزعها من جمودها قائلاً:"نسمة أنا أحدثك...تعالي نتناول الطعام بالخارج.."
قالت له مُستدركة:"لالا ..أريدك أن تتذوق من هنا ألا تري الأعداد الواقفة أمامك وتنتظر دورها ثم أن تلوث هذا مجرد أسم فقط لا تقلق... "
نظر عبدالله أمامه وقال لها مُستسلماً:" حسناً يانسمة أنتظريني وأنا من سأحضر ...ثم سألها قائلا:تريدين كم ساندويتش تلوث ..أقصد شاورمة..."
أبتسمت قائلة وهي تشير بسبابتها وأوسطها:" أثنين "
قال لها مُستسلماً:"حسناً وأنا أيضا أثنين..."
قالت له وهي تشير الي نقطة خلف ظهره أسفل شجرة علي بعد عدة خطوات:"سأنتظرك هناك.."
أومأ لها برأسه ودخل بين الزحام حتي يأخذ دوراً ولكن لحسن حظه أن هناك طلبة كانوا يقفون ويعرفونه وما أن رأوه حتي أفسحوا له الطريق قائلين بترحاب :"دكتور عبدالله...تفضل ..."
شكرهم عبدالله وتقدم للأمام حتي وصل الي البائع وأشتري بالفعل....دقائق وعاد اليها بالطعام فوجدها جالسة علي الرصيف أسفل الشجرة فقال لها باستنكار:"لما تجلسين هكذا ؟"
قالت له وهي تشير الي المكان جوارها وقد وضعت له عليه كيساً بلاستيكياً:"أجلس هنا ياعبدالله وأكمل التجربة للنهاية ربما لا تجربها في حياتك مرة أخري... "
قهقه ضاحكاً وهو يجلس بجوارها فأخذت منه اللفائف وفتحتها وأعطته ساندويتشاً وأخذت واحداً وبدأ كل منهما في تناوله وما أن تذوقه عبدالله حتي أقر بأنه حقاً مذاقه رائع فقال لها:"شهياً حقاً لم أتخيل أن هذه العربة يخرج منها هذا المذاق.."
قالت له ضاحكة :"لا تأخذ بالمظاهر يادكتور ..."
ضحكا سوياً وأكملا طعامهما وهما يتحدثان في أي شيء ...تصادف مرور عدة طلاب فنظروا الي عبدالله بدهشة فأخر مايتوقعونه أن يجلس هكذا علي الرصيف ...
جاءت عينه في عيونهم فرفع كفه مُحيياً لهم فابتسموا له وهم يرونه لأول مرة يتخلي عن تحفظه ووقاره ....
رن هاتف نسمة ففتحت حقيبتها وتناولته وردت مباشرة ما أن رأت أسم والدتها وقالت :"أهلا أمي كيف حالك؟.." قالت لها كريمة بتذمر:"وكيف سيكون حالي وأنا أجلس مع زوجة أخيكي التي تكاد أن تنقطني ببرودها..."
مطت نسمة شفتيها قائلة لها:"أمي تجنبيها من فضلك ...ثم أردفت:لما لا تأتي وتجلسي عندي قليلاً؟"
قالت كريمة:"لا لن أأتي تعالي أنتِ.. أشتقت لك..ثم أردفت بتساؤل :هل مازلتي في الجامعة؟"
قالت لها نسمة:"نعم.."
قالت لها:"وعمر مازال في الجامعة سأجعله يحضرك معه ...وأن كان عبدالله مُتفرغاً يأتي معكم.."
قالت نسمة :"أعذريني أمي...أنا وعبدالله لدينا بعض الأعمال ولن ننهيها الان ..ثم أنكِ تعرفين أنني لا أرتاح مثلك مع رؤي فكما قلت لكِ تعالِ أنتِ..."
قالت لها كريمة بازدراء:"أغلقتي كل الأبواب في وجهي ...حسناً أغلقي الآن حتي أري ماذا سأعد علي الغداء عوضاً عما أفسدته أبنة النائب ...أغلقي...."
أغلقت نسمة وهي تبتسم فقال لها عبدالله وهو يقطم أول قطمة من الساندويتش الثاني:"أذا كنتِ تريدين الذهاب فأذهبي.."
قالت له وهي تتناول طعامها مرة أخري:"أنا ورؤي لا نرتاح أبدا لبعضنا المشاعر مُتبادلة..."
قال لها باهتمام :"لماذا؟"
قالت له موضحة:"بالنسبة لي بالطبع لأنني لم أكن أوافق علي زيجتها من عمر... أما هي فكانت تعرف أنني وأبي لم نكن نوافق علي زيجتها وتعلم أن فريدة كانت صديقتي فلاتحبني لذلك ..."
قال لها:"لما تقولين كانت صديقتي ؟؟"
قالت له ساخرة:"كانت هي وفدوي أختها صديقاتي وبعد مافعله صديقك بالطبع أنقطعت كل الصلات ...ثم أردفت :وحقهم لا أنكر عليهم ذلك..."
قال لها مازحاً:"الآن أصبح صديقي ؟؟أليس شقيقك؟؟" قهقهت ضاحكة وقالت:"شقيقي...صديقك...المُحص لة واحدة..."
قال لها بجدية:"هو غير سعيد بالمناسبة"
قالت له بحزن:"أعلم... وهذا مايؤلمني...هدم بيته من أجل السعي خلف السعادة الزائفة ولم يجدها..."
قال لها وهو ينظر في عمق عينيها:"وما هي السعادة الزائفة؟؟"
قالت له بثقة:"أن يظن الأنسان أن سعادته مع شخص بعينه ويوجه كل طاقته في أتجاه واحد ويدهس في طريقه أبرياء وفي النهاية يكتشف فداحة خطأه.."
قال لها بشرود:"لديكِ كل الحق.."
كان قد أنتهي من طعامه فقال لها بجدية:"أنا أريد المزيد يانسمة سأحضر لي هل أحضر لكِ معي..؟"
أستقام واقفاً فقالت له ضاحكة:"هل أدمنت؟؟ للتو كنت ترفض أن تأكل من هنا.."
قال لها وهو يحك شعره بسبابته:"غالباً سأدمن هذا التلوث...."
أبتسمت وهي سعيدة للضحكة المرسومة علي محياه وقالت له :"حسناً أحضر لي واحداً معك.. ثم أردفت بصوت عالي ما أن أبتعد: أريد مشروباً غازياً أيضاً..." التفت اليها وأومأ لها برأسه ونظرت هي في أثره باسمة ...هناك مواقف تحدث من غير موعد كهذا اللقاء ...
ربما لو كانت رتبت له لم يكن ليخرج بهذه البساطة والعفوية والألفة والدفء ...
جلوسه بجوارها هكذا بمنتهي البساطة هو منتهي السعادة بالنسبة لها...
قطع أفكارها جلوسه بجوارها مرة أخري وهو يضع كيس الطعام والمشروبات بجوارها ففتحته وهي تشعر أن شهيتها أنفتحت بشكل مُفاجيء فأخرجت له واحداً ولها واحداً وأنغمسا في تناول الطعام مرة أخري ...قال لها عبدالله وهو ينظر اليها :"هل تعرفين أنني أشعر أننا في فترة خطبة..."
توقفت عن الطعام ونظرت له علي أستحياء قائلة:"لماذا..."
قال لها مُبتسماً:"نحن لم يتثني لنا أجراء خطبة وهذه الفترة منذ تزوجنا وأنا أشعر أننا كذلك نتعرف علي بعضنا ونكتشف أشياء لم نكن نعرفها عن بعض..."
صمتت ولم ترد عليه لم تكن تعرف مالمفترض عليها أن تقوله ...تؤيده فيما قاله أم تقول له بصدق أنها اكتفت من فترة الخطبة هذه وتنتظره كل يوم
عادت لتتناول طعامها أما هو فكان ينظر الي ملامحها الجميلة وهو يأكل ويفكر في ماهية المشاعر الدافئة التي أصبح يشعر بها في حضورها....
نعم أعتاد وجودها
وأعتاد صحبتها
وأعتاد تفاصيل يومه معها
عشق ملامحها....
نعم كان يشعر تجاهها بالأرتياح وألا لما كان تزوجها ....ولكن مايشعر به الآن تجاهها يختلف تماماً عن الأرتياح... أوالألفة... شعور أقرب الي التعلق والانجذاب ... ووجد نفسه ينظر الي ملامح وجهها ويتوقف تحديداً عند شفتيها ويتسائل تُري مامذاقهما....
تذكر وهو ينظر اليها ماقرأه في كتاب حديث عن علامات الحب....وكانت من ضمن العلامات ( رائحة التعود) ...أن تعتاد علي شخص ...تعتاد وجوده ويؤلمك غيابه...أن تعشق رائحته وتتعرف عليها من بين المئات وهذا مايشعر به معها ....
كان في ظاهر الأمر يأكل وفي باطنه يحلل مشاعره تجاهها ....
ويشعر أن الحاجز الذي وضعته الظروف بينهما بدءاً من كلمات أمها المسمومة وصولاً الي رغبته الداخلية في أن يشعر معها بمشاعر أقوي...
شعر أن هذا الحاجز تسقط أسواره رويداً رويداً ...
وهذا مادفعه للسؤال الأهم ...هل الحب قرار..أم قدر ؟ أحيانا يضع الله الحب في قلوبنا بلا أي مجهود منا ...ولكن هل أذا قررنا نحن أن نحب شخص ما هل يفلح هذا أم لا؟؟
وجد نفسه يرد بكل ثقة...أنه وارد...ويحدث ...وربما حدث...
أنتزعه من شروده بوق سيارة تسير بجوارهما مُباشرة وصاحبها يخرج من النافذة ويصيح فيه قائلاً:"هل وصلت بك الوقاحة أن تجعل أختي تجلس علي الرصيف؟؟"
رفع وجهه ليجد عمر فابتسم قائلاً له ما أن أقترب منهما:"أريد أن أقول لك أن أختك هي من أجلستني علي الرصيف..هل تصدق؟؟"
قهقه عُمر ضاحكاً وهو ينزل من السيارة قائلاً بمرح:"أصدق ...تفعلها.."
قال له عبدالله وهو يشير الي الأكياس الفارغة بجوارهما:"ولن تصدق أنها جعلتني أأكل من المدعو تلوث.."
وضعت نسمه وجهها بين كفيها ضاحكة أما عمر فقال له مُمازحاً:"المرحلة القادمة ستأخذك الي عربة الفول والفلافل....ثم أردف بخبث لنسمة:ولكن ترفقي بالرجل يانسوم...فهو مٌعتاد علي طعام المطاعم الفاخرة..."
قالت له مازحة:"لا... عليه أن يعتاد..."
ضحك ثلاثتهم....ولكن كان أكثرهم سعادة عمر وهو يري شقيقته سعيدة هكذا ويري عبدالله يراعيها ويحبها ...
يشعر أن بينهما قدراً كبيراً من الألفة...
فقال عبدالله وهو يشير الي المكان بجواره:"أجلس يارجل وأنا سأحضر لك طلباً مخصوصاً..."
قال عمر بسخرية لاذعة وهو يتجه الي السيارة :"لا بل علي أن أذهب الي البيت فوراً فعندما أتصلت بالمنزل شعرت أن بين أمي ورؤي ماصنع الحداد.."
قالت له نسمة مُتهكمة:"حدث بالفعل فأمي حدثتني للتو.." حك شعره بأصابعه قائلاً وهو يفتح باب السيارة:"
كان قلبي يشعر بذلك...هيا أراكم لاحقاً..."
أنصرف عمر وكان قد اقترب بالفعل وقت موعد عبدالله فاستقام واقفاً وقال لها بخمول:"لما أشعر أنني أريد أن أنام هل يضعون المنوم في الطعام؟"
قالت له بحنان:"لا بل لأنك أكلت كثيراً ماشاء الله.."
قال لها ضاحكاً:"كان شهياً لم أستطع المُقاومة... "
قالت له وهي تسير بجواره :"بالهناء علي قلبك.."
سارا مُتجاورين فجذب كفها بهدوء وأحتضنه بكفه دون أن ينظر اليها....
بهتت للحظة ونظرت اليه بعدم فهم ثم مالبثت أن تركت كفها تغوص في كفه وهي تشعر بدفء غريب يسري في أوصالها...
بالنسبة له كانت بداية مشاعر تنمو تجاهها...
أما بالنسبة لها فكانت بداية الحصاد لبذرة غُرِست في قلبها يوماً... يئست من أن تنبت رغم أنها كانت ترويها من روحها واليوم فقط كان بداية ظهور براعم هذه النبتة

***************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.