آخر 10 مشاركات
وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-22, 11:18 PM   #1131

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الفصل سينزل حالا آمل أن ينال استحسانكم


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 11:19 PM   #1132

شجن المشاعر

? العضوٌ??? » 412460
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » شجن المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

ليث النسخة الشبابي من دادود
ممكن عمه ممكن ابوه لية لاء
اكيد ورا الشبة حاجة


شجن المشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 11:20 PM   #1133

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(الفصل السابع و الأربعون)

(سيأتي عليك حين من الدهر فتدرك أن تلك اللحظات الصادقة من الودّ التي منحك إياها أحدهم كانت أغلى هدية حصلت عليها ..فلا تبخسها حقها و لا تقهر مهديها ..)



"أنتِ مجددا ؟"
هتف داوود حين فتح الباب لها دون أن يستطيع السيطرة على البهجة التي غلّفت صوته فتتطلع نسرين إلى الوهج المتألق في عينيه لمرآها وتنمحي بقايا بسمتها العالقة بشفتيها طوال صعودها الدرج إلى هنا بعد أن شيعها عماد بنظراته الساذجة السعيدة ...

تقطّب حاجبيها تبعده برفق عن طريقها و تلج شقته دون استئذان تتطلع حولها إلى الفوضى "كنت أعلم أنك بلا أحد ..ألا يمكنك أن تطلب خدمة التنظيف من إحدى الشركات المتخصصة على الأقل ..كيف تتحمل العيش وسط هذه الفوضى ؟"

كانت غافلة عن تلك العينين التعيستين المصوبتين على حركاتها بينما تلتقط الأشياء المبعثرة على الأرضية ..كان بوسعه أن يجيبها ...يخبرها أنه لا يلحظ هذه الفوضى من الأساس فالهموم التي أغرقته أنسته كل ما حوله ..

يتبعها إلى غرفة المعيشة و يراقبها تضع على الطاولة تلك الأكياس البلاستيكية التي بات يعرف ما بداخلها "أتيتُ ببعض الطعام الصحي لتتعافى في أقرب وقت"

تلتفت إليه تتأمل قسماته المرهقة هامسة "أرى أنك بحال أفضل فقد اختفت الهالات السوداء أسفل عينيك"

لتضيف بعدها متلكئة ضائعة في زمرد عينيه " أسفل عينيك ...الساحرتين .."

لتنقلب عليه كعادتها تعنفه كطفل مشاغب "اجلس بأدب ريثما أنظف هذه الفوضى"

يعتصر قلبه توجعا يراقبها تحوم حوله كالنحلة تتذمر تارة و تستعجب فوضويته تارة أخرى ...

"لا تعوديني على اهتمامكِ يا صغيرة ...فأنا شخص يألف بسرعة و ينسى بصعوبة " تتسمر على وضعية معينة حين بلغها همسه الكئيب فتفكر قليلا قبل أن تخاطبه دون أن ترفع رأسها منهمكة فيما كانت تفعله "ألهذا واصلت قراءة رسائلي دون أن ترد و توضح سوء الفهم الذي كنتُ أعيشه؟"

كانت هذه المرة الأولى التي تعاود فيها ذكر الموضوع منذ ذاك اليوم الذي شهد انهيارها و مرضه ...

لا يردّ فتسأله رافعة صوتها قليلا وقد اكتست حركاتها بعض الحدة "أم أنكَ وجدت فيها عزاء لوحدتك ؟"

تلقي ما كان بيدها و تستقيم واقفة هاتفة بحدة وقد احتدمت نظراتها "لماذا تتحمّل العيش كغريب بيننا..لماذا تركت بلدك ما دمت هنا بهذه التعاسة ؟"

تتركز نظراته على صدرها المتحرك بسرعة واكبت وتيرة أنفاسها و يهمس بخفوت بلكنة مميزة مبتسما "شكرا على كل شيء ..اكتبي لي عنوانكِ الشخصي واتركيه على الطاولة ..أعدكِ أني سأرسل شريحة خط أبيكِ بعد ثلاثة أو أربعة أيام كأقصى تقدير حين أتعافى تماما..غادري من فضلكِ و لا تعودي إلى هنا فهذا الوضع الغريب يرهقني و يضغط على أعصابي"

ترفع حاجبيها مستغربة و ترد ساخطة "وكأني سأصدقك ..لن أكف عن المجيء إلى أن تتعافى كليا ..و حينها أرافقك حتى الوكالة و أبصرك بعيني هاتين تشتري خطا جديدا"


لتستزيد بحنق تزجره بكبرياء "ستجلس بأدب و تخبرني أين أضعك أشياءك كي لا أفسد تنظيمك ..ما تلك العاهة ..نهتم بهم فيتدللون علينا ويطردوننا .."

لم يشفِ ما قالته غليلَها فتضيف ملوحة أمام وجهه بما كان بيدها "ألا تعلم كم عانيت لأصل إليك ..بداية بتذللي كالكلب لأحصل على عنوانك وصولا إلى إقدام أخي على حبسي في غرفتي كقطة مسعورة عقابا لي"

تتوقف تسترد أنفاسها مفكرة لتصحح بفظاظة طريفة "بالغتُ قليلا في الواقع ..فأنا لم أتذلل كالكلب ولكني وللأمانة تحولت إلى قطة مسعورة حين حبسني أخي ..وإن يكن ..هذا لن يقلل من المعاناة التي تكبدتها لأصل إليك ...فتعاون معي من فضلك ففي النهاية عليك العرفان بجميلي بعد أن آنست وحشتك كالحمقاء حين أخرجت مكنونات مكنوناتي في تلك الرسائل البائسة .."

تتأمله لبرهة قبل أن تهمس ببعض التردد "هل مازلت تحتفظ بنسخة ما ..فقد مسحتها من هاتفي؟"

يلتقط هاتفه من على الطاولة القريبة و يفتح صندوق الرسائل و يسلمها إياه لتطلع عليها فتجري عيناها على الكلمات بلهفة سعت بكل جهدها لإقصائها عن كلماتها بينما تقول تدعي اللامبالاة "أعوذ بالله ...ما كل هذا البؤس ...ينبغي أن تكون في قمة الكآبة لتستأنس بهذا الكم من النكد .."

ملامحها كانت حيادية إلا أن صوتها الأجش فضح تأثرها رغم أنها جاهدت لتبدو نبرتها مهملة باردة "انسخها في ملف وورد و أرسلها إلى هاتفي...أريد أن أقرأها لأفتخر بتجاوزي المبهر لتعاستي"

كان من الواضح لعينيه أنها ندمت لمسحها من ذاكرة هاتفها ..أنها لم تتجاوز بعد اكتئابها بل على العكس مازالت مستمرة في الغرق ..يوما بعد يوم ..تنتظر بنفاذ صبر أن تلمح النور المبشر بنهاية النفق المظلم ..

والحال أنه آثر مسايرتها فيستجيب لطلبها في صمت يتمنى لو كان بوسعه مواساتها كما آنست وحشته ..في تلك الأيام الحالكة التي عاش ليلها كنهارها ..
تجلس بالقرب منه دون سابق إنذار و تمد كفيها إلى الأكياس البلاستيكية التي أحضرتها تسحب من داخلها علب الأكل قائلة "أنا جائعة ...هل تسمح لي بمشاركتك الطعام ؟"

وقبل أن تسمع ردّه كانت تتجه إلى المطبخ مضيفة بنزق"آكل دون أخذ الإذن منك بما أنه طعامي ..ولكني لبقة كما ترى ..و مؤدبة"

ضحك بخفوت يراقبها تغيب ثم تعود بعد لحظات حاملة بعض الأطباق ..ترصها على الطاولة فيما تستمر في حديثها تعده بالقول "أعدك أني سأحضر المزيد غدا ..طبعا إن لم تتفطن أمي أني أنهب الطعام نهبا ... "


تعود للجلوس قربه تحشر في فمها بضعة لقيمات لتنطق دون اكتراث مسلّمة بواقعها "لن تفعل كما أرجح ..فبالكاد تلاحظ وجودي من عدمه هذه الأيام ..تبين أني ورثت النكد منها... ما تلك العاهة ..متخصصون في بهدلة أنفسنا أمام الغريب و القريب .. "


"بهدلة؟" همس مستغربا فتبتسم معجبة بلكنته اللطيفة "تنطقها بطريقة مزخرفة فتجعلها تبدو في غاية الفخامة ...ابحث عن معناها بنفسك"

لتضيف ملوحة بالشوكة أمام وجهه مبتسمة "لن أطعمك أي شيء غدا إن لم تعثر على الجواب الصحيح"

ساد بعدها صمت مطبق فيما يتناول كل منهما طعامه ثم كانت نسرين تنظف الطاولة و تنهي التنظيف ...

كان مستلقيا على الكنبة واضعا ذراعه على عينيه وقد غفا أخيرا لنصف ساعة ربما بعد أن نام الليلة الماضية نوما متقطعا مضطربا ...

وقفت أمامه هامسة "سأذهب الآن ...لابد أن أبي قد استيقظ من غفوته .."

تصلب جسده بالكامل دون أن يستطيع إبعاد ذراعه عن عينيه ..رافضا مواجهة عينيها فيما تضيف باضطراب تحدث نفسها "يبدو أنه نام فعلا ..كيف نسيت وعدي للرجل ..لا بأس بتأجيل زيارتي لابنته إلى يوم آخر ..فلن أذهب فارغة اليدين ..ماذا أشتري لها ..دبا محشوا أكبر من حجمها بأضعاف ..أم دمية لطيفة ؟"


أنصت إلى وقع خطواتها المرتبكة فيما تغادر ثم كان يتأوه لسماعها تجهش في بكاء حار مزق قلبه و استدرّ دموعه وقد أحيت بكل قسوة مواجعه ..ونكأت جراحا لا يظنها ستلتئم يوما ...

أما نسرين فجلست على إحدى الدرجات طويلا قبل أن تغادر العمارة ..تبكي بجنون ..وقلبها في صمت ينوح حالها ..وفعلتها مجددا ..ونسيت ..أنه مات


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 11:21 PM   #1134

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الحارة الشعبية ...ليلا ..

تطلّع معتصم إلى الأجواء الشعبية الغريبة في دفئها عنه ...الموائد صفت و حولها المقاعد الطويلة المكتظة بالرجال الصاخبين المنهمكين في التهام الطعام ببهجة غامرة وصدق بعيد عن التحفظ و التصنع ...

عن قرب كانت الأغاني الشعبية تصدح من جهاز تسجيل قديم لم يتوقع أبدا أنه مازال قيد الخدمة في مكان ما من هذا العالم ...

مشهد زادته زهاء المصابيح الملونة المعلقة بشكل عرضي في أسلاك كهربية متوازية رابطة بين البيوت المتقابلة ...

أجواء لم تكن اعتيادية فالليلة حفل حناء ابنة خلدون جار علوان وقد أصرّ كل زين و يزن على اصطحابه إلى مأدبة العشاء التي أقامها خلدون ...

مال الرجل الجالس بين زين و يزن على زين هامسا بتحفظ فيما يرمق يزن الشره بطرف عينه مستنكرا " أنظر بالله عليك إلى آلة الفرم بجانبي ...يتخطف الأكل خطفا ..يده خفيفة وكأنه ولد عام الجوع يغير على كل ما يعترض طريقه فيختفي الطعام كالسحر في لمح البصر"

يضيف مذهولا يستمر في التطلع إلى يزن الذي راح يمزق فخذ الدجاجة "بنيته الضعيفة تجعلك تتخيله يرمي الأكل خلفه فلا يعقل أن يكون هزيلا بشهية كهذه"

وبعد أن عبّر الرجل عن ذهوله بكل أساليب التعبير الممكنة أجابه زين مواسيا "وكأني لا أعرفه ..أعاني معه أربع وجبات في اليوم"

يشحب الشاب مصعوقا لا يدري بماذا يرد فيستمر زين قائلا دون اكتراث يمرر راحة كفه على لحيته التي استطالت قليلا مؤخرا "إنه أخي أنا أشبه أبي أما هو فيشبه أمي إذ أنه لا يملك لحية مثلها"

تتسع ابتسامة معتصم مستمتعا أما الشاب المغلوب على أمره فقد دفن وجهه في صحنه يكاد يموت من الحرج دون أن ينتبه لتنكيت زين من الأساس ...


وكأن الوضع لم يكن صعبا عليه إذ هتف يزن مكشرا في وجه أخيه ثم في وجه الشاب "رأيتك يا زين ..تتهامسان بينما تنظران إلي ..خيرا يا صديق "

يهمهم الشاب بكلمات غير مفهومة مركزا على الطبق أمامه بينما يدفع الطعام دفعا إلى معدته المعصورة توترا فيفهم زين حيرته ويقول غامزا يميل عليه "تقول في نفسك كيف انتبه بينما كان يبدو مشغولا ..إنها موهبة نادرة ..تأتي على الأخضر واليابس في ظرف قياسي دون أن يفوتك شيء من حولك.."


"لماذا لا تأكل يا بني ؟" تساءل رجل أشيب كان يجلس جانب معتصم فينوب عنه زين مجيبا "لا تؤاخذ ضيفي المهم يا عمي فهو ليس معتاد على الطعام الشعبي المتبل الحار .."
ليوجه بعدها كلامه إلى معتصم يشاكسه "هل أبرد لك اللقمة ..وأطعمك بتقنية الطائرة ..مع العلم أننا كنا نأكل أيام الصبا بتقنية المجرفة ..تدرب فمك منذ الصغر على الاتساع لكل لقمة مهما كان حجمها لتتمكن من إشباع بطنك في ظرف قياسي ..إنها مسألة حياة أو موت ...لا شطارة ..لا شبع"


"يا ابن ال...كيف تمد يدك إلى حصتي ..أعطني ذاك الفخذ فقد رأيتك تفترس واحدا قبل دقائق ..." هتف زين ضاربا كف يزن الذي ابتسم بخبث هاتفا بنبرة منتصرة وقد أمسك أخيرا زلة على أخيه" على أساس أنك تبت يا ورع ...مازلت تشتم"

فيرد زين مكرها يسعى ليرفع معنوياته " عادة قديمة سيئة علقت بلساني ..بسيطة ..أتخلص منها كمثيلاتها"

يستمتع يزن بإفحامه مستمرا في إغاظته" وكأننا سنصدق"

فيتنهد زين ويتمتم بخفوت يكابد ليحافظ على هدوئه"سأدعو الله أن يعزك فأما الذل فأنت فيه "

يزن يأبى إلا أن يغلق فمه إذ يضحك بصخب ثم يقول بوقاحته المعتادة يواصل استفزازه "وكأن دعاءك مستجاب يا ابن الحزينة"

يحتقن وجه زين يوشك أن ينفجر غيظا يتطلع في صمت إلى عيني أخيه اللامعتين في تحد يتوق ليراه ينفجر أخيرا فيتدخل الشاب الجالس بينهما أخيرا إذ لم يطق صبرا وهمس مترددا بخفوت لزين "لا تكترث لأمره فهو يستمتع بإخراجك عن طورك"

فيهتف زين باستياء بليغ يعنف أخاه الأحمق الغيور" يفضح عرضك يا قليل الأدب ...الرجل جلس بيننا لدقيقتين فأصبح مؤهلا لإلقاء المواعظ"

فيطبطب يزن على الطاولة بعظمة مكدودة هامسا بنبرة خطيرة للشاب الذي لعن لسانه الطويل في سرّه " لا يكترث لأمر من يا حبيب أمك"

" بماذا أخدمكم؟"
يتدخل خلدون ويطفئ دون أن يدري فتيل نار شجار كان سيندلع مفسدا مأدبته الغالية فيبتسم يزن و يهتف متهلل الأسارير "عاش عمي خلدون ..خسارة لم تنجب أبناء كثرا وإلا لأمتعتنا مرة أخرى بكرمك الفياض .. عسى أن يهرما على وسادة واحدة وأن ينجبا الكثير من البنات و البنين"

فيبرطم خلدون مستاء من وقاحة يزن "لولا حق الجار على جاره لما دعوتك الليلة ...ما تلك الفجاجة؟"

............................................


"أنا حقا سئمت هذا الوضع ..إلى متى سأظل حبيسة هذا السرير" تذمرت نادين محدثة نفسها دون أن ترفع عينيها إلى ابنتها التي دخلت توا إلى غرفتها بل تواصل بنبرة باردة تنطق ما خمنته يدور في خلد تيجان "أعلم أن شفائي قد يطول لأن عظامي هشة كوني لم أعد شابة فلا داعي لتذكيري تيجان"

تتردد تيجان قبل أن تهمس مبتسمة بنعومة تترقب ردة فعل أمها "في الواقع كنت سأطلب منك تقييم مظهري فالليلة حفل حناء شمايل"

وتحت أنظار نادين المتسائلة رفعت كفها تعدّل طرحتها تضيف ببعض التوتر "شعري مصفف طبعا.. سأستغني عن الطرحة .. لاحقا"

الأجواء تثقل بينهما بصمت نادين الذي طال فأربك تيجان التي أسبلت أهدابها لا تطيق النظر إلى عيني أمها القاتمتين ..


"هل نجح في غسل دماغك تماما أخيرا؟" نطقت نادين أخيرا بصوت صقيعي قاس ..

"بل نجح في فتح عيني على ما غضضت الطرف عنه طويلا ..طويلا جدا" تتجاهل الضيق الذي خيم على صدرها تجيبها بثبات نابع من إيمانها العميق بسلامة ما أقدمت عليه فالمهلة التي طلبتها من كاظم كانت مهمة جدا بالنسبة إليها ..لترتب أفكارها ...لتسأل نفسها ماذا تريد ..لتبحث عن الخطوة السليمة التي ترضيها قبل أن ترضي غيرها ...

تتقافز الصور بلا رحمة أمام عينيها ..من شابة في مقتبل العمر مستورة متوارية عن الأنظار كحال كل فتيات القرية إلى امرأة متحررة أنيقة ..راقية ..متكشفة ..

ترفض الاعتراف بتلك الحقيقة المهولة التي باتت تقض مضجعها ..تأبى أن تسلم أن تلك الحياة التي ظنتها حتى وقت قريب نعيما منشودا لم تكن سوى لهوا فارغا أكل سنين عمرها كالنار حين تلتهم الهشيم ...

يتصاعد ذاك الغضب المجنون داخلها مجددا بعد أن نجحت في إخماده طوال تواجدها هنا وتردف بقتامة مرعبة كحال ابتسامتها الساخرة"هل نسيتِ أني وقفت إلى جانبكِ حين لم تريديه زوجا لكِ ..على أساس أنكِ لن تستمري طويلا معه .. ما الذي تغير ؟"


تتنهد تيجان بعمق تبحلق في ملامحها القاسية المتصلبة ثم تسألها فجأة دون مواربة "هل تريدينني أن أتطلق؟"

تجفل نادين وكأنها تلقت صفعة أيقظتها من تلك الحالة الغريبة التي تعتريها فتتمعن في إيذاء ابنتها ثم تشيح عنها هامسة بصوت مجوف كروحها الخاوية "افعلي ما يرضيكِ "

تتحرك تيجان ناحية الباب فتسمع همس أمها المخنوق "لاق الحجاب بكِ ..على فكرة"

فتستدير نحوها تبتسم بكآبة توجز بدفء "شكرا ماما .." ..تتمعن فيها مرة أخرى كما اعتادت أن تفعل مؤخرا منذ أن كسرت ساقها ..فتبصرها بعيدة عنها ..بعيدة عن روحها و عقلها ..وإن كانت إلى قلبها أقرب فهي رغم كل شيء أمها ...

تتساءل من الذي تغير ..هي ..أمها ..أم ربما كلاهما معا ..

ربما لم يستوعب عقلها الكثير من الأمور بعد و لكنها أدركت أمرا واحدا عزمت على التركيز عليه ..أمها تعيسة ..وحيدة ..في أضعف حالاتها ..سواء شاءت أم أبت ..هي في أمس الحاجة إلى من يسندها.. بحاجة إليها هي وإلى معتصم ..

تطالعها نادين تختفي خلف الباب الذي أوصدته فتتآكل روحها حسرة بليغة ..راقبتها طوال الأسابيع الماضية بانبهار كابدت كي لا تبديه لها ..وكأن الحياة أرادت تعذيبها بأقسى الطرق فحبستها الظروف في سريرها و أجبرتها على رؤية ابنتها تتفتح بعيدا عنها كزهرة نضرة ...تتطور ..تغيّر من نفسها ..تعافر للنهوض بعد كل سقطة ..و تنسجم مع كاظم وأهله انسجاما منقطع النظير ...

كاظم ...

ذاك الشاب الذي احتقرته طويلا وقللت من شأنه قبل أعوام ...

ولعجبها ...كان هو من جعلها تدرك (دون أن يدرك) إلى أي قاع سحيق هوت ..

وكأن حاجزا في روحها كسر بعد موت محفوظ فتغيرت مشاعرها بعد ذلك شيئا فشيئا ..لتستيقظ أنوثتها الجائعة بنظرة جديدة و معايير مغايرة لما كانت تفضله يوما في الرجال ...و حدث أن كان كاظم النموذج الحي لتجسيد خيالاتها الحديثة ...

فتحسرت عليه ...رغما عنها ..تمنت لو أنها حظيت برجل مثله ... وإن كانت قد اطمأنت على ابنتها معه ..وإن كانت قد تجاوزت هوسها المخزي العابر به حين اضطربت نفسيتها بعد موت زوجها ...إلا أنها لن تنسى أبدا ..لن تنسى أنها مالت إليه يوما ..كما لن تتجاوز شعورها بالعار للهفتها عليه ...فهي تدرك أنها ما كانت لتتوانى عن عرض زيجة سرية بينهما لو أنها لاحظت انجذابه ولو قليلا إليها ...

إن كانت تيجان قد تجاوزت الكثير من عقدها فلم لا تفعل هي أيضا ...شاءت أم أبت ...ستبقى تلك المشاعر الشاذة كنقطة سوداء في ماضيها ..و لا حل آخر سوى رميها خلفها ..و المضي قدما بنظرة جديدة ..و عمر جديد ..

...............................................

"خالتي ..هل تعلمين أين وضعت ساعتي الذهبية ؟" هتفت تيجان مبتئسة تبحث بين أشيائها في الدرج دون أن تلتفت لتستزيد متذمرة "كاظم ينتظرني في السيارة ..لا أريده أن يعرف أني ما زلت فوضوية أنسى أين أخبئ الأشياء ..المشكلة أنه سينتبه إلى معصمي الفارغ ..أحيانا أكره اهتمامه الشديد بكل تفاصيلي"


"خالتي ..؟" رفعت رأسها متسائلة عن صمت نجوى الغريب فكانت تتسمر في مكانها تتطلع إلى ملامحه المنغلقة بخلاف عينيه المشتعلتين بعاطفة جياشة ..دائما ..كانت ولازالت ..عيناه نقطة ضعفها ..و مصدر قوتها ..دائما ..

ترتعد فرائصها غير قادرة على احتواء الكم الهائل من المشاعر المتدفقة من عينيه فتشيح عنهما و تسبل أهدابها مثرثرة بصوت مرتعش تتلاعب بطرف طرحتها "على أساس أني كنت سأفاجئك في السيارة ..ما الذي أتى بك ..هل نسيت شيئا ما ؟"

لم يجبها فيما يقترب منها بخطوات متمهلة ...يتشرب ملامحها البهية لا يصدّق أن أعتى أحلامه قد تحقق ..

لم يعد يفصل بين جسديهما المتقابلين سوى سنتمترات قليلة إلا أنه يأبى أن يلمسها ..أو ينطق ...ترفع عينيها إلى عينيه أخيرا هامسة بنبرة خائبة "ألن تقول شيئا ؟"

ينطق أخيرا مدركا لمكمن الغضب في صوتها الخفيض "خسارة ..فوتِّ نظرة الذهول في عيني حين أتتني أمي باكية بسعادة غامرة تزف إلي البشرى ..أرجو ألا تغضبي منها فلم تطق صبرا كما أوصيتها و هرولت إلي لا تطيق الكتمان أكثر ..."

"سامحك الله خالتي ..." تنهدت بعمق متأسفة على ما فاتها فيزيدها حسرة يغيظها "حرمتكِ مشهدا لن يتكرر"

ترضيها نظراته المشتعلة في صمت إلا أنها لا تكتفي بل تتمنى لو يرفع كفيه و يضمها إلى صدره ..ثم يخبرها أنه فخور بها ...سعيد بالجهد الذي تبذله لتغير الكثير و الكثير من النواقص في نفسها ...

تتجاهل نغزة الخيبة في قلبها و قد تعلمت كيف تداري مشاعرها و تصغي إليه يقول بصوت أجش خافت "سامحها الله ...أوقفت قلبي بنشيجها العنيف ...ظننتُ أن مكروها ما أصاب أبي لا قدر الله"

فتهز رأسها تصارحه ببسمة دافئة تلمع عيناها بتقدير "لا أستطيع العتب عليها فقد كبرت في عيني كثيرا حين أدركتُ مبلغ الاحترام الذي تكنه لي ..على الرغم من توقها الشديد لتراني محجبة إلا أنها خالفت طبعها و دارت رغبتها حريصة على احترام خصوصيتي و حرية اتخاذي لقراراتي بنفسي ..كانت تدرك أنها لا تملك حق تغييري ولكنها تمنت بينها و بين نفسها ..و دعت لي كثيرا في صلاتها ...أشعر أني محظوظة حقا ..فهناك من يدعو لي بظهر الغيب دون أن أدري"

إن ظنته غافلا عن رغبات تظنها دفينة فقد أخطأت ...يكابد ليبقي ذراعيه المرتخيين في مكانهما تواقا لضمها بعنفوان تئن وجعا على إثره إلا أنه يصطبر راغبا في قول المزيد و المزيد ...

يوجز مقرا "تشبهينها أكثر يوما بعد يوم .."

فتتسع عيناها دهشةً قبل أن تسبل أهدابها ترد باختناق أجش "ربما"

كان محقا ..فربما كونها وجدت في نجوى الأمومة التي بحثت عنها طويلا ..و التوجيه الذي احتاجته منذ زمن بعيد ..ولكن ..ذاك النقص بداخلها تشعره مازال باقيا ..فعلى الرغم من أن نجوى لا تتوانى في احتواءها إلا أنها أدركت أن طبائع البشر مهما كانت لا يمكنها تغيير الحقائق ...حتى أنها أحيانا تشعر بذاك الفرق الطفيف في المعاملة بينها و بين بثينة ...أمر تراه منطقيا بحثا ..فالأم تبقى رغم كل شيء أما ...و الغريب يظل غريبا ...


يسحبها كاظم قسرا من دوامة أفكارها هامسا "إذا أردتِ أن تُوقِفي قلبي بمفاجأتي ..وفي السيارة ... ما كل هذا الشر؟"

ليستطرد دون مقدمات على وقع ضحكتها المكتومة "أحيانا كنت أتساءل ..هل أنا مؤهل حقا لتحمل ما رميت نفسي إليه..هل سيكون من السهل أن أريك ما ينبغي عليك رؤيته..هل أنا أظلمك بمحاولة تغييرك ..كنت مرعوبا تيجان ...خائفا حد الموت ..أتخيل مسؤوليتك معلقة برقبتي ..أكلف نفسي ما لا أطيق ربما ..لم أقاوم ألا أربطك بي ..ولكني ..أحيانا ..كنت أشعر ببعض الجبن رغما عني ..كنتِ عمياء تماما ..عمياء ..لا ترين إلا ما تحبين رؤيته ..لا تصدقين إلا ما يريحكِ ..أتعلمين ما الذي جعلني أجازف رغم كل المؤشرات الوامضة بالخطر ..آمنت أنكِ أشبه بعجينة طرية يسهل قولبتها ..صدقت أن فطرتكِ مازلت بخير رغم كل شيء ..وسلّمت أني ..لن أستطيع العيش مع غيركِ .."

تهمهم مقطوعة الأنفاس تتطلع بضياع إلى النار المضطرمة في عينيه "لا يمكنني أن أتخيلك خائفا ..أو ضعيفا .."

فيهمس بدوره مخطوف الأنفاس "كنتُ سأفقدكِ إن أبديتُ ضعفي ..أو خوفي ..كان على أحدنا أن يتماسك .."

تهمس بدورها بنبرة عاطفية تكاشفه بدواخلها "كنت أتساءل لماذا يحب الرجل امرأة كما هي عليه ثم يسعى لتغييرها ..ثم أدركت أن السر يكمن في نظرته إليها ...شتان ما بين أن تحب شخصا و تسعى لتراه في أفضل الحالات و تتمنى أن تغير ما يجب تغييره لتسد تلك الثغرات و العيوب ..وأن تحب شخصا تسعى لتغييره فقط ليبدو كما تريد أنت ..لترضي غرورك ..و تنتعش بتحكمك في كل خلجاته"

ابتسم أخيرا مرددا بدفء "أنتِ بخير ...بخير ..."

فتبثه كل خوفها قائلة بضعف أنثوي رقيق أذاب قلبه الخافق بجنون كقلبها "أنا أحاول ..كاظم ..أخشى أن يضنيني المسير ..أخشى أن أملّ من تكرار أخطائي ...من النظر إلى عيوبي ..لا تتركني وحدي ..أنا ..أحبك ..أكثر مما تتصور..لم يعد بوسعي العيش من دونك"

يسحب نفسه عميقا ثم يرفع كفيه يبسطهما على ظهرها و يدفعها إلى صدره بحركة واحدة ..

يمرر أنفه على خدها المشتعل مغمضا عينيه هامسا بنبرة ملتهبة " أغمضي عينيكِ و تخيلي ... حاولت أن أحتفظ بهدوئي أمام أمي المخضوضة غبطة ...ولكن ..حين تأكدت من اختفائها عن ناظري ..سمحت لنفسي أخيرا .. أخيرا .."

تلكأ مرددا ذات الكلمة يغيظها بعذابه المتمهل فتهمس لاهثة بنفاذ صبر"أخيرا ..ماذا ..ماذا ؟"

يقبل خدّها بتؤدة عدّة قبلات متمهلة عميقة ثم يعاود همسه الناري المجنون" وهنت ركبتاي ..وارتعش جسدي كله ..تماما كما أرتعش اللحظة ..ثم قرفصت متمسكا بالمعدن البارد لسيارتي ..وبعدها ..لا أذكر بماذا جعلتني أهذي يا ظالمة ..يا قاسية .."

يضغط على ظهرها أكثر يوشك أن يصهرها على صدره و يزمجر أمام خدّها بعنف عاطفي مجنون "كنت كالمغيب للحظات ..مغيب تماما عما حولي أسعى للسيطرة على نبضات قلبي الهائم بك .. ثم شعرت بعدها ..بذاك البلل على وجنتيّ...دموع ...دموع ...معقول ..ما الذي فعلتِه بي ؟"

يدعك أنفه على وجنتها مضيفا بتملك ألهب مشاعرها أكثر "محال أن أترككِ ..محال ..محال ..تيجان ...أريد طفلا منكِ"

تبعد خدّها عنه فجأة و تهمس بلهاث مجنون ترتعش بتلك العواطف المتدفقة مدرارا تحاول فكّ ذراعيه و التحرر من قبضته "هذا ليس وقت كلام كهذا .. دعني أصلح زينتي التي أفسدتها يا قليل الذوق وامشي أمامي لتوصلني فقد تأخرت بما يكفي .."

يطبق أسنانه بخفة على وجنتها ثم يزجرها بلطف قبل أن يحررها "وهل تجرئين على التذمر ...تركنا لك حرية اختيار الوقت المناسب..وانظري إلى توقيتك الغالي.."

ليضيف بحرارة يلاقي عينيها عبر المرآة حاشرا كفيه في جيوب بنطاله الكلاسيكي الأسود "إن هي إلا سويعات قليلة تدفعين بعدها ثمن تعذيبي هكذا ..هانت.."

تصدر صوت تذمر خافت و تشاركه الامتعاض هاتفة منشغلة بإصلاح زينتها
"أين كان عقلي حين نصبت هذا الفخ لنفسي ..عذبتُنا معا دون أن أدري ..هانت على قولتك .."


..................................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 11:22 PM   #1135

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الحارة الشعبية ...نزل السلام ... ليلا ...

كانت رونق تجلس أسفل السلالم مطرقة برأسها تنتظر عودة أم مكتوم بعد أن وعدتها بأن تتحمل المسؤولية بدلا عنها إذ لان قلبها حين رأتها تواقة لتحضر حفل حناء ابنة خلدون وفي ذات الوقت عاجزة مربوطة بنعمة التي يستحيل تركها بمفردها ...

تعالى الطرق على الباب فاعتدلت واقفة تمسد ثوبها ثم توجهت لتفتحه مبرطمة "لم يكن العشم يا أم مكتوم ...رحمناك لتستمتعي لبعض الوقت فاستغليت طيبتنا ...أساسا السهرة على وشك الانتهاء ولابد أن الخالات المرحات المتخصصات في النميمة المثيرة قد قصصن كل أخبارهن الشيقة و غادرن مبكرا "


تجمدت للحظات حين وقعت عيناها على معتصم العائد لتوه من مأدبة العشاء بينما يتفحصها مندهشا للتغير الجذري الذي طرأ على مظهرها قبل أن يشاكسها مبتسما "لم أتوقعكِ ممن يحبون القيل و القال"

تحاول الثبات تدعي أن مظهرها عادي لا يلفت الانتباه و ترد تهز كتفيها ببساطة "صحيح أني لا أنقل الأحاديث و لكني لا أستطيع مقاومة فضول الاستماع إلى القصص الهوليودية...تشعرني ببعض التحسن فلست الوحيدة التي تفرمها الحياة ...تحت شعار المصيبة إذا عمّت خفّت "

يربكها بتدقيقه بإعجاب صريح فتثرثر لاعنة احمرار وجهها الفاضح "أرهقتني نعمة ...لا تتعب أبدا ...لا أدري من أين لها كل هذه الطاقة رغم سنها المتقدم ..وأم مكتوم استغلت الفرصة وهربت دون رجعة ...أراهن أنها في هذه الأثناء مغيبة تماما عما حولها ..منهمكة في التركيز على كل ما يقال دون أن تفوّت حرفا واحدا ...انتظر لتسمعها الليلة تهذي في منامها بكل ما سمعته من أقاويل"

كانت ستمرر أصابعها في شعرها القصير كعادتها فتذكرت الجهد الذي بذلته أمها لتجعلها تبدو كالبشر -على حد قولها- فلوت عنقها إلى المرآة المقابلة على الجدار تتحقق من مشابك الشعر نزولا إلى الخصلات الطويلة نسبيا تدمدم على مضض "هل يبدو كشعر مستعار ؟...عامة سيعرفون فلا يعقل أن يستطيل شعري بين ليلة و ضحاها ..لست معتادة عليه ..أشعر وكأني أحرك رأسي كالآلي أخشى أن تسقط الباروكة في أية لحظة ...حتى شفتي أحركهما بشكل مشوه ..يزعجني هذا الثقل الغريب الذي يمنحه أحمر الشفاه .."

لا تلقى منه ردّا فتعود بعينيها إليه ..تربكها ابتسامته المشعة مميلا زاوية شفتيه ..تشعره يعريها بتلك النظرات البغيضة ..يسخر منها في صمت ..يوحي طرفه أنه مدرك لدوافع تأنقها ..فتسعى لتضليله وقد شعرت بالخزي لما سمحت بحصوله كمراهقة مضطربة الهرمونات "وهل كنت سأسمح لأمي بأن تقترف في حقي هذه الجريمة النكراء لولا أنها نجحت في ابتزاز عواطفي بعويلها ...قالت أني سأشوه سمعة صالونها فكيف يعقل أن أحضر السهرة بمظهري المبهدل وأنا ابنة أشهر متخصصة تجميل في كل الحارات على حد قولها ...وكأني لا أعلم أن ما بيني و بين الماكياج غير الخير و الإحسان ..ما تلك الإعاقة ؟"


"لكنكِ تبدين مختلفة ...و جميلة ...عامة أنا أفضلكِ بشعركِ القصير و ملابسك الرياضية الفضفاضة " نطق فجأة ما كانت تخشى سماعه ..لا لشيء بخلاف أن قلبها المرهف لم يعد قادرا على تحمل المزيد ...

المهم أن لسانها الطويل تلجم كما أن لغتها الشعبية الغنية خانتها في أشد لحظات حاجتها للتعبير ...

وإن كانت مشاعرها اللحظة متمازجة معقدة فإن رثاءها لنفسها كان غلابا تتمنى لو تنشق الأرض و تبلعها بدل هذا العرض الرخيص المبتذل فلم يكن ينقصها سوى أن تشهر في وجهه لوحة كتب عليها بخط عريض (تزوجني فأنا واقعة في حبك على نحو مثير للشفقة ..تزوجني وإلا قتلت نفسي)

يهتف مستاء من تهربها الذي ظن أن عهده قد ولى "ما كل هذا البؤس وكأننا لم نصارح بعضنا بمشاعرنا المتبادلة ..اعتقدت أنكِ حددت ما تريدين ..ما نريد معا"

تبرطم منزعجة ترمقه بنصف عين وقد فقدت تركيزها "لماذا علي أن أعاني في كل مرة أراك فيها أو أحدثك...لماذا لا أنجح في التحكم في نفسي مثلك ..أم أنك غيرت رأيك ولم تجاوزت مشاعرك نحوي ..كنت أعلم ..والله كنت أعلم أن هذا سيحدث " فيهمس بنبرة قاتمة بعد أن اختفى مرحه "أمقت شيئا واحدا فيكِ ...يوجعني ..يذكرني بندوب ماضيكِ ..ببواقي ما خلفه ذاك الوغد في روحكِ"

تميل زاويتا عينيها بأسف و توافقه متأسية "أنا أيضا أمقت انعدام ثقتي بنفسي وخوفي الدائم من إفساد اللحظات الجميلة النادرة في حياتي...ماذا ينقصني لأتمسك بقوة بما أريد ..لأتفاءل خيرا ..ماذا أفعل ..يستحيل محو عادات تأصل في نفسي لسنوات في لمح البصر.."

"عهد علي ...أمحو كل تلك الندوب" قالها بعنفوان مقتربا منها فتطالعه بعجز تتوسل إليه بخفوت رقيق "أرجوك افعل ..فقد تعبت"

تقتحم أم مكتوم المكان هاتفة "هل نامت نعمة ؟"
فتتراجع رونق إلى الخلف قليلا محمحمة تجيبها ترفع حاجبيها ببرود "النوم نعمة ولكن ...نعمة و النوم ؟...لا علاقة"

تقطب أم مكتوم مستغربة "ألم يؤثر بها المشروب الذي أعطتني إياه سعدية جارتنا؟"

فتوبخها رونق غاضبة "أي مشروب أم مكتوم ..ألم أنهكِ عن إعطائها أي نوع من المهدئات ..والله عيب في حق المرأة المسكينة"

فتسخر منها ضاربة كفا بكف "الله على أخلاقكِ يا فخر العرب ...وكأنني ناولتها مخدرا ..كان مجرد مسحوق أعشاب طبيعية مهدئة تساعدها على النوم"

تعرف رونق كيف تزعزع ثقتها إذ تخاطبها مضيقة عينيها "من قال أنها طبيعية؟"

فتبهت ملامح أم مكتوم للحظة قبل أن تجيب متوجسة "سعدية طبعا"

تحاصرها رونق متلاعبة بها "وأنتِ صدقتها ؟"

فتنتفض أم مكتوم مرتاعة تخشى تخيل ما تشير إليه رونق وتهتف تمط شفتيها "لا تلعبي على ضميري يا بنت ..قالت أنها طبيعية يعني طبيعية"

إلا أن الرعب يسيطر عليها إذ تهتف نائحة تتجه إلى غرفتها "لماذا لا أسمع لها حسا ..ويحي أنا ماذا سقيت المرأة؟"

"ما هذا العجب يا بنت ؟" هتف زين مبحلقا في مظهر رونق التي امتعضت بالقول"تجعلون معنويات المرء في الحضيض ...من المفترض أن يزعجك مظهري الرجالي لا حين أبدو كالفتيات الطبيعيات"

فيردّ بصراحة "لا تؤاخذيني يا أختي ولكنكِ تبدين كثلاثينية يائسة متحمسة للظهور في العرس مستعدة للانقضاض على أول رجل ..صدقيني هذا ما سيتبادر إلى أذهانهم ما داموا معتادين على إطلالتك الرجالية"

"من يهتم ...على الأقل أكون نجمة الحفل" تتلاعب بشعرها على نحو مسرحي فيترجاها وعلى وجهه علامات البؤس "أضحوكة الحفل يعني ...ناشدتك بالله لا تذهبي"

فتسير بخطوات أنيقة مبتذلة بطرافة فيما يشيعها بنظرات بائسة وحين كانت تتخطى عتبة الباب تناهى إلى مسمعها صفير يزن " وأخيرا تأنقتِ كالبشر"

يعنفه زين مستاءً"لماذا تسخر منها ...ستفضحنا الليلة بين الأجناس"

فيرمقه يزن باستغراب قائلا" لست أسخر منها يا عديم الإحساس بل أرفع من معنوياتها ...أعرفك جيدا يا زين ..مشكلتك أنك تهتم كثيرا لما يقوله الناس"

يهتف معتصم فجأة مبتسما فيما يتجه إلى غرفته "إلي بذاك المشروب يا أم مكتوم فيبدو أني لن أنام بسهولة الليلة"

فيتطلعان إلى بعضهما في صمت قبل أن ينطق يزن ببشاشة "عسى أن يهرما على وسادة واحدة"


انتهى الفصل السابع و الأربعون





ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 01:37 AM   #1136

Iraqi1989

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية Iraqi1989

? العضوٌ??? » 333582
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 718
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Iraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نسرين لو نرجس؟؟ قصدي اخت زياد ؟؟؟
تكفيني التوهه بين اسم يزن وزين 😅 داعبر مقاطعهم لان اتيه بالأسماء .


مقطع كاظم وتيجان 😍


Iraqi1989 غير متواجد حالياً  
التوقيع
#نظرت الى عيوب الناس فوجدتها تبلغ الجبال ولكني بفضل الله توقفت لحظة انظر الى عيوبي فوجدتها بلغت عنان السماء**!!
رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 07:57 PM   #1137

ايمان عيد

? العضوٌ??? » 475644
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 58
?  نُقآطِيْ » ايمان عيد is on a distinguished road
افتراضي

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

ايمان عيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-22, 01:18 PM   #1138

اطلانتس
 
الصورة الرمزية اطلانتس

? العضوٌ??? » 488044
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 220
?  نُقآطِيْ » اطلانتس is on a distinguished road
افتراضي وان اوان قطافك

احداث فصل اليوم مع الاسف بداية نهاية الرواية صراحة ما اريدها تخلص ومن ظهرت شخصية داود استبشرت خير بان الرواية راح تطول اكثر بس مع الاسف لكل شي نهاية رغم اني ماأمل لو ستمرت 100فصل😢
كاظم من اول اني اكول تيجان محظوظة بيه غيرها صح بس الاحسن والاجمل وكل خطوة تغير كانت بقناعة تامة من تيجان فالنتيجة ان تيجان ازهرت مع كاظم 😍😍😍😍
معتصم هو الرابط الي راح يجمع امه واخته ويكون عائلة طبيعية رغم كل الصعوبات بس مع ندم نادين وتغير تيجان والاكيد الاضافة الرائعةام الخير الصبارة الصبورة كل هذا راح يبدأ من معتصم يحاول ينسى الماضي ويسامح امه

داود ونسرين قصتهم حلوة رغم انها بدت متاخرة وبنهاية الرواية
وكعادة ام مكتوم وزين ويزن صانعين جو فوضى وضحك وفرفشة 😂

ابدعتي💕 ابدعتي💕ابدعتي💕
لك مني كل الحب 🌹🌹🌹🌹🌹🌹


اطلانتس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-22, 12:35 AM   #1139

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شجن المشاعر مشاهدة المشاركة
ليث النسخة الشبابي من دادود
ممكن عمه ممكن ابوه لية لاء
اكيد ورا الشبة حاجة
لنشوف حبيبتي صحة تخمينك
نورني مروروك


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-22, 12:36 AM   #1140

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iraqi1989 مشاهدة المشاركة
نسرين لو نرجس؟؟ قصدي اخت زياد ؟؟؟
تكفيني التوهه بين اسم يزن وزين 😅 داعبر مقاطعهم لان اتيه بالأسماء .


مقطع كاظم وتيجان 😍

منوراني غاليتي مشكورة على مداخلتك

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.