آخر 10 مشاركات
حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          وصيه ميت للكاتبه:- ميمي مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-20, 11:08 PM   #291

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



"الفصل الثامن عشر"


قبل عدة ساعات ..بداية الليل

"لم أتصل بها بعد .. زميلي يريدني في أمر مهم طارئ يخص العمل ..انه ينتظرني في الأسفل ..أنا خارج لن أتأخر"

لا يعرف كيف ساقته قدماه خارج شقته ولا كيف طار على درجات السلّم نازلا مباشرة إلى سيارته المركونة في الأسفل بمحاذاة بوابة العمارة وحين كان يهم بفتح بابها تذكر هاتفه المحمول بيده اليسرى المتأرجحة على جانبه وقد ترك الخط مفتوحا ..

عقله تبلد دفعة واحدة وتلبكت كل أفكاره ..كان مرتبكا مشوشا لا يدرك ما يفعله أو إلى أين سينطلق هائما فيرفعه إلى أذنه ليأتيه صوت خالته المنادية باسمه دون توقف من بين نهنهات نشيجها المكتوم فيهمس بصوت متداعٍ حائر "خالتي اصبري بضع دقائق ريثما أبتعد عن شقتي ..أنا سأركب سيارتي الآن وسأعاود الاتصال بك حين أستقر في مكان ما ملائم لنتحدث على راحتنا "

وأقفل الخط على همهمة موافقة منها لينطلق بسيارته متعمّدا اغلاق عقله في وجه كلماتها الصادمة التي ألقتها على مسامعه كقنبلة موقوتة تهدد بتدمير كل ما بناه من أحلام وآمال مستمسكا بحبل واه من أفكار مجنونة كانت أكثر من ضرورية في هذه اللحظة ليتلافى الجنون الذي يهدّد باكتساح خلايا مخّه فمؤكد لم يسمعها بشكل صحيح أو أن ما قالته لم يكن يعني بالضرورة ما فهمه...


بعد خمس دقائق كان يركن سيارته في شارع فارغ تقريبا بعيد نسبيا عن المجمع السكني الذي يقطنه ..

حدّق لولهة في الهاتف بهلع وكأنه عقرب يشهر ذيله المتقاطر سما في وجهه ولربما لو كان كذلك لكان أهون ألف مرة عليه من عذاب الترقب الذي يصطلي بناره..لسعة فألم فصرخة وفقدان وعي والسلام ..

كم بدى فقدان الوعي كخيار جيد في هذه اللحظة ..يغوص و يهوي عميقا في اللاوعي بعيدا عن كل ادراك ..حيث يتخدر الاحساس ..ويختفي كل شيء فينعم باللاشيء ...

أفكار جنونية بدت كهلاوس أيقظته منها صفية حين لم تتحمل صبرا فكانت تبادر بالاتصال فيجفله رنين الهاتف و يفتح الخط بأصابع مرتجفة بعد أن فشل عدة مرات ويجاهد كي يسمعها وقد تشتت تركيزه بفعل الطنين الذي أحدثه هدير الدم في أذنيه وقد ارتفعت ضربات قلبه راعدة بصخب تساند الصخب المتعالي في عقله فتزيده خضا على خضّ ..

"جوري في طريقها إليكما ..أتوسل إليك غسان اعقد قرانك عليها و ليكن ليث وليّها! "

عاودت طلبها (بنفس) الكلمات...(بنفس) الحروف ..(بنفس) النبرة الباكية المتوسلة وكأنها كانت تعمد إلى جزم أن ما سمعه مسبقا كان حقيقيا حدّ الألم ..

كان غاضبا !..غاضبا كونها أفسدت فرحة العمر التي انتظرها طويلا مستاء من هذيانها الغريب وقد انتقت بعناية وقتا خاطئا على جميع الأصعدة لتتشدق به على مسامعه ..
ودون وعي منه كان يجيبها بفظاظة يعبر عن استياءه من طلبها الخارج عن نطاق العقل و المنطق ..و الجنون ! "ما الذي تقولينه خالتي ..لا يمكنني أن أقدم على أمر كهذا فجأة وكأننا نعيش في غابة ..أمي كانت تحاول الاتصال بكِ لتخبركِ أنها خطبت لي الفتاة اليوم ! "

"لن يهمني إن خطبت أخرى ..اعقد عليها أتوسل إليك ..أنقذها قبل فوات الأوان"
بالكاد تمكن من فك طلاسم هذرها الذي تشوه بفعل هستيريتها وبكائها فيتنهد وقد ندم في الحال على فقدانه السيطرة على أعصابه التي انهارت دفعة واحدة فكان يخاطبها بخشونة وقلة أدب ..

ومن يلومه فقد كان عريسا يطير مع السحاب حبورا وفي لمح البصر قبل أن يفهم ما يجري كان يهوي و يهوي نحو قاع مجهول قاتم مخيف فمؤكد لم يكن ليرقص ويهلّل فرحا بهذا الانقلاب العنيف .. !

تدور متاريس مخه في كل اتجاه يستجمع كل الأفكار المترامية هنا وهناك ثم يشكل صورة واضحة نوعا ما فيقول وفقها بتروّ يبغي بث بعض الطمأنينة في روحها علها تهدأ و تستكين "لا أدري ما الذي دفعكِ للتفكير هكذا لكن ثقي أن لا أحد يملك حق اجباركِ على ما لا تريدينه خالتي ..اذا كانت الخالة تماضر تضغط عليكِ بأي شكل كان فإياكِ و الهرب من مواجهتها..لن نسمح لها بأذيتكِ ..اصبري حتى الغد وسنحاول أنا و ليث ترتيب أمورنا على وجه السرعة لنأ ..."


تقاطعه هاتفة بهلع وصلته أمواجه الكثيفة عبر الأثير حين قالت "لاااااا..إياك وسحبه إلى هنا ..أبقه بعيدا ...ليث لن يتوانى عن قتل عباس إن علم أنه يريد أخته زوجة له.."

ويتجلى أخيرا السبب القائم خلف طلبها الشاذ ..ويا له من سبب !

رأسه تنمّل وقد فار غضبه و ثارت نخوته ..
كيف يجرؤ ابن الكلب على طلب فتاة في عمر ابنته .. !
كيف يتواقح و يطالها بنظراته الشهوانية هكذا دون رادع .. !

سمع عنه كثيرا و عن ولعه بالنساء ..قائمة تطول و تطول من زيجات سرية عرفية ناهيك عن زيجاته العلنية الرسمية ..لديه ثلاث زوجات أما منصب الرابعة فشاغر أغلب الأحيان تشغله على فترات متقطعة متباعدة زوجة رابعة يطلقها بعد بضعة شهور ..بخلاف زوجته الأولى كانت الأخريات بنات عائلات فقيرة معدمة يرضون بمصاهرته ويرونها أهون الشرّور ..

كيف قفز قفزة نوعية هكذا فيضع جوري بنت الحسب و النسب نصب عينيه بل و يجاهر برغبته بها والأدهى و الأمر تكون جدتها في صفه بدل أن تحرض العشيرة بأكملها ضده وتهدد بإشعال فتيل الفتنة بين العشيرتين ... !

أمر ما غير سوي هنا ..ناقص يجعل من المعضلة كمعادلة رياضية غير قابلة للحل ..مكون سحري كان مفقودا ..وكان متأكدا أنه بحوزة خالته صفية ..

تنفر نفسه من مجرد تخيل وضع مريض كهذا فيستنكر بالقول الخشن "ما الذي تهذين به خالتي ..وهل نحن في عصر بيع الجواري لنقبل شيئا كهذا ..لستِ ملزمة بالإذعان لمثل هذه السخافة ..إن كنتِ تخافين أن يتهور ليث سأتدبر أمري وآتي لوحدي ..جوري في مقام أختي عرضها من عرضي لن أسمح لابن الكلب ذاك أن يقترب ولو بمسافة مائة متر منها ! "


كان من الواضح أن يؤكد لها استحالة مطلبها إلا أنها تجاهلت اقراره هاتفة ببحة معذبة "ليست أختك يا غسان ولن تكون..ليس لي سواك من بعد الله ..اعقد عليها بالله عليك وبهذا أضع عمتي أمام الأمر الواقع ..ستضرخ مرغمة وستسكت عباس بطريقة أخرى دون أن تمنحه ما يريد حين تكتشف أن جوري لم تعد متاحة لتستخدمها كما تشاء ..لن تسمح له بافتعال فضيحة ما دامت سمعة فاتح على المحك "

لا تلقى ردّا على عرضها عدى الصمت الذي تتخلله أنفاسه المتهدجة ..كل كلمة تقولها تزيده شكا أن ما سمعه حتى الآن لا يحتسب كمفاجأة صادمة مقارنة بما تسعى خالته بكل طاقتها لمداراته إلا أن هلعها الطاغي يشتت تركيزها و يجعل كلمات مبهمة قد لا ترغب في استخدامها تنزلق دون وعي منها فيحيد بتفكيره عن العرض الصادم و يبحث ما بين السطور عن مبتغاه المجهول فيهمس بغموض يتعمد استدراجها إلى حيث يريد أن يصل"أي فضيحة هذه التي جعلت اليأس يبلغ منكِ منتهاه هكذا اهدئي و انتظريني سآتي الليلة و ..."


ما كان ليستطيع أن يسافر الليلة إلى القرية و أهله يبيتون في شقته فيثير حوله زوابع الشكوك إلا أنه عمد إلى الضغط عليها بكل قوته علّها تنفجر و تشي بما تدور وتلف حوله دون أن تنطقه ..

وكان محقا في شكوكه ..

تقاطعه ويتدفق صوتها الآمل تستميت لاستمالته بكل المتاح "يمكنك أن تتزوج عليها إن أردت لا يهمني ..زواجك منها سيكون كظل ظليل يدرؤ عنها السوء يا غسان لا غير .. أيا كان المسار الذي رسمته لحياتك فاِمض فيه قدما دون تبديل"

يعض على نواجذه يمنع نفسه من الصراخ في وجهها لتعترف دون مواربة بما تخفيه فأن تساومه هكذا دون أن تعطي أي اعتبار لنفسها أو قيمة لابنتها يعني أن مصابها جللا و علتها عصية فينطق بصعوبة من حلقه المتورم "لا أستطيع خالتي ...لا أرضى أن يتزوجها ذاك الذئب البشري المزواج تماما كما لا أحبذ أن أعقد عليها هكذا كأنها فتاة شارع رخيصة لا أهل لها و لا عزوة ..لا يمكنني الضغط على نفسي ..كيف أعلقها بي في زواج محكوم عليه بالفشل ..انها اختي ..أختي ..هل هذا سهل ؟"

تعتصر جفنيها تنتحب بخفوت مزق نياط قلبه فيستمع إلى بكائها بصدر ضيق بأنفاسه يمنحها فسحة راحة مع نفسها ..لتفكر و تقرر خطوتها التالية .. أتعترف بموطن علتها الحقيقية أم تصمت و تنسحب فيخفت بكاؤها لتهمس بصوت بعيد غامض أثقل قلبه "أنت لا تترك لي أي خيار آخر هكذا"

كان يعرف أنه يخطو نحو الخطر ..يقحم نفسه في سواد قد لا يقوى على تحمله لكنه ببساطة لم يسطع تجاهل ما استشعره فيكون ردّه المصرّ"لا يمكنني مساعدتك ما لم أعرف المشكلة خالتي "

تصمت مجددا ..تتردد..ممزقة بين خوفها (عليه) وهلعها (عليها) فينتصر الخوف الفطري على فلذة كبدها والولاء الأمومي لقطعة من روحها فيتدفق صوتها الفاتر في تساؤل باهت كان بداية العاصفة التي رمته بعيدا ..عن بر الأمان "ماذا لو قلت (أنها) تعرف ؟"

خطوة أخرى بعد وينتهي الترقب ..يسألها منسجما مع حديثها الغامض وقد عرف من تقصد بكلامها دون الحاجة لذكر اسمها "ما الذي تعرفه ليخولها سلطة نافذة عليكِ ؟"

يعلم الله أنها حاولت بكل طاقتها أن تنقذ ابنتها دون أن تكشف له السر الثقيل قبل الأوان ..جاهدت ألا تقصم ظهره بحقيقة مرّة مرارة العلقم لكنه جردها من كل خيار آخر بعناده ظنا منه أنه قد يحل الوضع بتدخله ..

كانت تدرك أنها ستكسر شيئا ما داخله ..ستسحبه نحو سواد فاحم كئيب يلجم الأفواه ويذهب العقول لكنّها أمّ شاءت الأقدار أن تتحمل المسؤولية لوحدها فترزح تحت ضغوطها وتنهار بلا سند يدعمها ..

تهمس بصوت أجوف مندفع وكأنها تخشى التراجع بعد أن تجاوزت خط الحذر بمراحل "تعرف أن جوري ليست حفيدتها "

لماذا يعجز عقله عن فهم ما قالته رغم أنها تكلمت بلغة عربية خالصة مفهومة !
يشعر وكأنه منفصل عن العالم ..وكأنه في قعر بئر سحيق يناظر سطحه العالي عن متناول يده ..

يأتيه صوتها المنادي بنبرة حذرة مرتجفة بعيدا فيسمعها بصعوبة وكأن غلافا عازلا غشي كل حواسه المتبلدة فيسألها بعد هنيهة بخشونة فلتت منه عاقدا حاجبيه "هل كنتِ متزوجة قبل عمي فاتح..لا أذكر أني سمعت شيئا كهذا ؟"

ويكون الجواب نحيبا أحرق أعصابه المنهارة فيعتصر جفنيه و يهتف بجنون مستعر ضاربا المقود بكفه المكورة " ليس من عادتكِ أن تلعبي بقذارة خالتي ..اعترفي أنكِ تفعلين هذا عمدا لتجبريني على الزواج بجوري ! "

يتعالى نحيبها المرعوب عليه وتهذي بتقطع وقد خُيِّل إليها أنها أفقدته صوابه فيزجرها ناهرا "كفي عن البكاء وقولي شيئا "

"ظلموني بني ..قهروني في عز شبابي حين..حين .."

فيقاطعها هاتفا بحرقة بصوت مشروخ مبحوح يقطر وجعا وينزل من سيارته وقد ضاقت به يمسد جبهته المتعرقة بحركات مرتعشة "لا تنطقيها ..لا أريد أن أسمعها ..يا رب الكون لا أصدّق..لا يمكن أن يحدث لكِ شيء كهذا ..لا يمكن ! "

"لا يوجد من يستحق الظلم و من لا يستحق يا غسان..كان حقيقا علي أن أعيش قدرا موصوما بالوجع ..سامحني لأني رميت عليك أحمالي حين ضاقت بي الدنيا ..فليس لي من بعد الله غيرك"

تتطاحن الصور في رأسها فترى غسان وفاتح واحدا فهاهي ذي تحرق شمعة غسان بعد أن ذابت شمعة فاتح و اضمحلت من الوجود ..

أصعب ما في الأمر أنها لا تملك حلا آخر ولا تستطيع البقاء مكتوفة اليدين بينما تتفرج على ابنتها تساق أمام عينيها إلى المقصلة ..تناديه ملتاعة كارهة لنفسها أيما كره فيكون الجواب سكونا مخيفا حتى أن أنفاسه الثائرة همدت وكأنه غير موجود فتتأكد أن الاتصال لازال جاريا بينهما بنظرة خاطفة وقد تصاعد ذعرها وارتجافها فتوشك أن توقع الهاتف من يدها إلا أنه يرحمها أخيرا فيرد بصوت أجوف ميت مستسلم زادها رعبا بدل أن يهدهدها "متى ستصل ؟ "
تتلكأ قبل أن تجيب باهتزاز "مع بزوغ الفجر ربما ..برفقة أوس "

"أتصل بك حين تصل إذا أستودعك الله خالتي "
وعلى صوتها المنادي كان يقطع الاتصال بحركات آلية لا حياة فيها ...

يحدق في الهاتف المهتز بين يديه بنظرات خاوية ..يرن و يرن ..تعاود الاتصال ثلاث مرات متوالية ثم تستسلم أخيرا وتقرر أن تتركه ينعم ببعض الوحدة ليستوعب ما قيل ..

كان مخدّرا بكليته ..لا يشعر بأطرافه وكأن الحياة تُسحَب من جسده على مهل في موت بطيء ..

يتخيل الموقف بأبطال غير أبطاله و زمان غير زمانه ..كيف سيكون شعوره لو عاشت شمايل تجربة مروعة كتلك ..فلا يطيق الاسهاب في التوغل أكثر مفضلا الموت على خوض كارثة كهذه .. يشيط غضبه دفعة واحدة ..نخوته..شرقية دمائه الحارة ..يكز على أسنانه ويشد شعره بكلتا يديه غير قادر على تحمل كل هذا الوجع..غير قادر على تخيل فاتح في مكانه ..

تطفر دموع القهر من عينيه و يصرخ بقلة حيلة ضاربا مقدمة سيارته بقبضتيه "يا رب السماوات ..يااااا رب ..لا يمكنني التحمل ..لا أصدّق ..رحماك يا رب "

انفصل تماما عن الواقع متناسيا المكان و الزمان وقد تملّكه جنون منفلت فيبدو للرائي وكأنه قد فقد صوابه من هول الصدمة ..

وفي لحظة ما كان يشعر بثقل يهبط على كتفه يهزه برفق وبكفين التفتا حول ذراعيه تكبلانه يقاوم لبرهة قبل أن يلوي عنقه ناحية يناظر هذا المصر المتطفل ..

يعقد حاجبيه يركز على الشفاه الخشنة المتحركة " هل أنت بخير يا أخي ..هل تحتاج إلى المساعدة ؟"

يستغرق بعض الوقت ليخرج من فقاعة بؤسه قبل أن يفهم كلام الرجل فترتفع عيناه الميتتان عن شفتيه صعودا إلى عينيه الفضوليتين القلقتين يتأمله للحظات متبلدا وكأنه لم يفهمه قبل أن يهز رأسه بلا معنى ثم يركب سيارته وينطلق بها ...



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:10 PM   #292

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تفترش سجادة الصلاة وقد انتهت من ركعتي شكر لله تعالى على ما أسبغ على حياتها من نعم ..
تحمد المولى عز وجل على مرور كل تلك الأزمات وذهابها دون رجعة ..
رغم كل الأمل الذي جاهدت لاستنهاضه كاد اليأس أن ينتصر و يفتك بها بعد أن تكالب عليها العسر يحاوطها من كل جانب ..وانفرجت كما ضاقت وكان بعد العسر يسر و يسر ..

لن تنسى أبدا اللحظة التي فتحت فيها الباب فيدخل والدها مثيرا زوبعة من المرح كعادته وخلفه أمها متهللة الأسارير تتبع كل خلجاته بعينيها اللامعتين حبا و امتنانا ..تضخم قلبها حينها حتى كاد ينفجر حبورا..حبور تضاعف إلى أضعاف مضعفة حين زفت أمها إليها البشرى فكانت تنفجر باكية من فرط الفرح بقوة أخافتهما عليها ..
وهاهي اليوم قد عاشت لحظات لا تُنسى وبإذن الله سيستمر حلمها الجميل بالتبرعم إلى أن يزهر في قلبها و ينير حياتها مع حبيبها ..

يرن هاتفها فتتطلع إلى اسمه المتراقص على الشاشة تعض طارف شفتها السفلى تسترجع عينيه المتلهفتين ..كيف كان يلاحقها يسترق نظرات متلصصة في حضرة أبيه فتتهرب متلجلجة تجاهد لتستمع بتركيز إلى أمه التي لمع الرضا في عينيها دلالة على اعجابها بها ..

تستمتع بهذا الشعور الجميل المشروع للحظات إضافية قبل أن تجيب اتصاله..وكأنها لا تصدق أنها ستحدثه أخيرا بحرية دون أن تخشى شيئا ..دون أن يعذبها ضميرها ..


يأتيها صوته الأجش المطالب في الحال محترقا "أريد أن أراكِ حالا شمايل "
فتختض أنوثتها تأثرا بصوته العميق الرجولي وتفهم طلبه هذا كمداعبة عاطفية دون أن تلتقط التوتر الذي عانق حروفه فخرجت مثقلة غريبة للغاية
فتكابر قائلة بحزم واهٍ فرضته تربيتها و طبيعتها المحافظة تبتسم ببلاهة تمرر أناملها على القماش الناعم لإسدال الصلاة "مستحيل غسان ..كنا معا منذ ساعة فقط ..ستصبر إلى بعد غد حين نذهب لابتياع الخواتم"

كانت غارقة في حالميتها غافلة عما يقاسيه فتستمتع إلى أنفاسه المثقلة وتشعر بسخونتها وكأنها تخرج من الهاتف لافحة وجنتها ثم يصدح صوته العميق اليائس متوجعا يوشك أن يئن عذابا " أحتاجك الآن..أحتاجك شمايل فلا تخذليني "

تعبس ويطير مزاجها الرومانسي الحالم حالما التقطت جدية الوضع و خطورته التي أنفرت قلبها مستشعرة أهمية هذا الاحتياج فتتخيلها في التو كأهميته لتنفس الهواء ليبقى على قيد الحياة ..فتلهث ثم تهمس اسمه بنبرة تساؤل حائرة مقطوعة الانفاس وقد تقبضت أناملها على الهاتف تستمسك به وكأنه حبل نجاة فيما تقلصت أصابع اليد الأخرى على القماش الذي كانت تداعبه بنعومة منذ قليل ..

فيجيب نداءها الواجف مهمهما بصوت مخنوق نافذ الصبر "ابحثي عن ذريعة ما لتخرجي معي ..أخبري والديك أنني سآخذك لنتعشى معا أو شيئا ما من هذا القبيل"

كانت تود أن تخبره أن والداها لن يسمحا مطلقا لها بالخروج معه قبل أن يلبسا الخواتم لكن اليأس الذي كان متخفيا بخبث بين كلماته جعل قلقها يتصاعد ثم يستحيل إلى هلع على حاله فتهمس بخفوت متهور دون تحسب لكلامها حسابا "والداي ليسا في البيت على كل حال ..خرجا منذ قليل ليتعشيا عند جارنا من الحي الآخر فقد أقام وليمة بمناسبة اعتماره"

تثقل أنفاسه أكثر قبل أن تسمع صوت فتحه لباب سيارته وهدره الحازم الذي لا يعرف التريث "أنا أمام بيتكم ..افتحي لي الباب"

ترتفع ضربات قلبها توشك أن تصم أذنيها فتقوم من مكانها تتخبط خطواتها وقد تقاطعت ساقاها فتوشك أن تقع على وجهها لولا أنها تداركت الوضع مستندة إلى السرير بجوارها وتهتف فيه وقد توسعت عيناها بصدمة لجرأته "لاااااااا ...انتظر "
فيتناهى إلى سمعها طرقه الملح على الباب بينما لا يزال الخط مفتوحا بينهما يليه صوته المرهق الذي مس شغاف قلبها "لست بخير شمايل ..لست بخير..افتحي هذا الباب اللعين قبل أن أكسره وأفضحكِ مع الجيران "

إصراره المخيف زادها لوعة فتلقي نظرة خاطفة على اسدال الصلاة في المرآة المقابلة في غرفتها وتسارع مهرولة حافية القدمين تلبي نداء استغاثته ..

تتنفس بعمق و تدير المفتاح في قفله فيدفع الباب في نفس الوقت الذي سحبت فيه المقبض نحوها فتنسحب إلى الخلف بسرعة تفسح المجال لدخوله المندفع لاهثا بجنون يحاكي ارتفاع وانخفاض صدره العريض في حركات تنفس سريعة ..
تنقطع أنفاسها حين تتلاقى العيون ..

نظرات توطن بها وجع رهيب طاعن في عمقه..قاتل في جبروته مكتسحا خضرة مقلتيه ..
نظرات تستجير بها في صمت ..تشكو وأد بريق سعادة كان هناك متألقا حيا منذ ساعة فقط ..

ملامحه الغائرة الذابلة أجفلتها وشحوبه الشديد أفزعها ..فتتراجع تلقائيا إلى الوراء أكثر تسمح له بالتوغل وقد تشنجت ملامحها تتألم لوجعه غير المنطوق فيترنح في وقفته قبل أن يتقدم بضعة خطوات و يوصد الباب بركلة من قدمه ..

عيناه في عينيها يبثها شكواه بصمت لبضعة لحظات دون أن يرف له جفن وكأنه يخاف أن يفقدها إن فعل فتدعي الثبات والهدوء رغم هلعها عليه تحاول أن تهديه سكينة بدى بحاجة إليها ..

كان يرتجف بكليته ويتقدم نحوها فترتجف بدورها و تمد كفيها تلمس عضلات صدره الصلب تصده عن التقدم بعد أن حاصرها بينه و بين الجدار تتجاهل الرعشة التي هزت أوصالها حالما لامسته وتسرب دفئه عبر فانيلته السوداء إلى راحة يديها وتهمس باختضاض ضائعة في رجاء شرس يصرخ من خضرة عينيه الغائمة في قتامتها تماما كعمق مشاعره المتضاربة في تلك اللحظة "غسان ابتعد .."

تلتف كفه الدافئة حول يدها المبسوطة على صدره يعتصرها بقوة تحاكي أعاصير تتطاحن رحاها في جوفه فتخلف خواء رهيبا وصفيرا كئيبا أشبه بالعويل ..يتصاعد صخب الأفكار في عقله الذي بات أشبه بساحة وغى يرتفع فيها صليل السيوف فيوشك أن يجن ويبحث عما يهدئ من روعه ..


ثم يرنو إليها بنظرات قوية في تيهها ..مشبوبة في جنونها نظرات غائمة منومّة وكأن فكرة ما تدور في خاطره أججت صراعا ما بين عقله و قلبه تبغي فرض نفسها ..

لا يلعب بعدل فيدنو بوجهه من وجهها مستندا بكفه الأخرى على الجدار بمحاذاة رأسها ويهمس بعاطفة شرسة يبدي احتياجه الطاغي إليها بنبرة توسل حارة فيشعرها وكأن حياته متوقفة على ما ستقدمه له برضاها "أريد أن أضمكِ شمايل ..أعدكِ لن أتمادى ..أريد أن أشعر بكِ بين ذراعي "

تزدرد ريقها في حركة متشنجة وتحاول بوهن تخليص كفها من قيده المدغدغ الدافئ فيما تهمس بذوبان رقيق أذهب ما تبقى من صوابه "مستحيل ..هذا لا يجوز ..أنا لا أحلّ لك بعد"

يتأمل عن قرب توسع عينيها تخشى تأثرها به نتيجة تأثيرها عليه ..التهاب خديها بحمرة حيائها الفطري ..ارتعاش شفتيها اللاهثتين ..اشارات كان من المفترض أن يتضخم صدره حبورا لمرآها تفضح ذوبانها فيه وعلى يديه والحال أنها زادته وجيعة على أوجاعه حين تذكر ما استجد ..ما قد يحول بينهما ..ما قد يطيرها من بين يديه..يجن جنونه أكثر فيعتصر كفها يوشك أن يطحنه بين أنامله فتئن وقد تشنجت قسماتها ألما ..لكنه كان مغيبا في عالم غير العالم وكأنه منوم مغناطيسيا ..يقترب منها ويقترب فيلامسها بكليته ويطلق سراح كفها في نفس الوقت الذي يمد ذراعيه على جانبيها يحط بكفيه على ذراعيها يحفر بأصابعه في لحمها يزيدها أنينا على أنينها ينوي تطبيق ما هدر عميقا من حلقه وقد توحشت ملامحه بعاطفة احتياج من نوع غريب أرعبها "أحتاج لأن أشعر بكِ مزروعة هنا بين ضلوعي ..حيث مكانك الطبيعي .. سأفقد عقلي إن لم أفعل شمايل .."


كانت تدرك أن احتياجه ليس جسديا بحثا وإنما روحيا يسعى لسدّه بيأس من خلال تواصل جسدي بينهما ..كان متحفزا بشكل غريب وتمنّعها لم يكن يزيده إلا جنونا فعرفت بحدسها أن مقاومته قد تفلت زمام سيطرتهما فتجرفهما العاطفة نحو ما لا يحمد عقباه فتهمد بين يديه تسبل أهدابها تقطع تواصل العيون تسترجع أنفاسها قبل أن تعيد عينين مصرتين بنظرات ثابتة إلى عينيه وتسأله بلهجة حيادية خالية من العاطفة "ما بك غسان ..ماذا حدث ؟ "

وكانت محقة في تخمينها ..

تتجمد يداه على ذراعيها لولهة قبل يرخيهما على جانبيه ..أصابها في مقتل بينما يطالعها بنظرات مجروحة منكسرة تنسحق الكلمات المحترقة على شفتيه المتيبستين "شيء ما مات بداخلي ..انتزعيه و ادفنيه في مقابر النسيان ..أريحيني ..أخبريني أن كل شيء سيكون بخير ..قولي أنه محض كابوس سخيف يسعى بكل صلف لإفساد فرحتنا .."

تلهث بعنف اللحظة تسحب الهواء سحبا إلى رئتيها تحبسه هناك بينما تهمس بهلع مقطوعة الأنفاس تضرب بكفها على صدرها وكأنها تهدهد نفسها بنفسها "غسان أنت تخيفني عليك ؟"

كفاه هامدان على جانبيه فيقترب أكثر إلى أن يلامس صدره صدرها يسحق كفها المرتاح بينهما وكأنه ينوي فعلا تنفيذ رغبته في زرعها بين ضلوعه ويدنو بوجهه يريح جبهته على جبهتها يطحن ضروسه متنفسا بعنف وكأنه يصارع شيئا ما قبل أن يزمجر بتملك مشتعل مختنق باحتراق رغبة استحواذية عارمة في خضرة مقلتيه "قولي أنكِ لي ..انكِ لن تتركيني مهما حدث ..أحتاج أن أسمعها ..أحتاج أن أتنفسها .."

تغص بكلماتها الملتاعة وتهمهم بصوت مكتوم وقد اقشعر بدنها بأكمله متحسسا لشيء ما قادم ...كموجة مهولة تتكسر على الشاطئ فتسحب معها في طريقها كل ما تصادفه وتجرفه بعيدا إلى جوف البحر حيث يضيع بلا رجعة "اهدأ أرجوك وأخبرني ما الذي حدث "

يسحب نفسه فجأة بعيدا عنها يروح ويجيء أمام عينيها الذاهلتين يتخلل بأصابعه شعره بحركات عشوائية تعكس اضطرابه العنيف ويتدفق سيل الكلمات من ثغره في هذر مبهم لم تفقه في البداية منه شيئا تقريبا "مازلت لم أستوعب أن خالتي تعرضت لبشاعة كتلك التي كنت أسمع عنها من بعيد ولا أرها إلا على شاشة التلفاز على هيئة أفلام تراجيدية كئيبة ..كيف تحملت وجعا أكبر بكتم الوجع..ماذا علي أن أفعل الآن..لا يمكنني تجاهل نداء استغاثتها ..لا طاقة لي على تخيب ظنها .."

تسمرت ملتصقة بالحائط خلفها تود لم تلتحم معه لتتشرب صلابته الداعمة لركبتيها الهلاميتين تستمع إليه وقد عُجِنت معاناته بحروف تنساب من بين شفتيه تلقائيا "خالتي ترجتني أن أعقد على ابنتها توأمة ليث ..إنها في طريقها إلى هنا..جدتها لأبيها علمت بطريقة ما أنها ليست حفيدتها وتريد تزويجها لرجل في الخمسينات من عمره نذل مزواج ..تهددها بفضح سرها ما لم ترضخ لها وأنا وجدتُ نفسي فجأة في قلب الدوامة وجها لوجه أمام حقيقة أقرب للخيال "

فتستنبط نوع (البشاعة ) التي تقصّدها و حام حولها دون أن يجرؤ على نقطها مباشرة فتعذر الجنون الذي تلبسه و أكثر حتى أنه بدى لها صامدا رغم تمزقه ما بين ما عرفه عن خالته و أبنائها من جور قاس و رجولته التي تفرض عليه حماية من هم من دمه رغم كل شيء ..وبين حلمهما الذي مازال في مهده يسعى للنمو على مهله ..

كان بشرا من لحم ودم ..
كان رجلا شرقيا بقلب حي سليم لا يقبل الظلم ولا يستسيغه ..
وكان عاشقا يتلهف لرشفة عشق تروي قحط مشاعره المتلهفة ..

وتأتيها الفرصة التي ينبغي أن تتحينها ..لتثبت ..لتشد أزره ..و تمتحن ثقتها الوليدة ..فتحارب انهيارا لاحت بوادره و تدحر موجة عاطفية كانت ترتفع صاعدة إلى حلقها فتعيدها إلى قلبها تكبتها إلى حين وتتجاهل الحرقة التي كانت تحفر عميقا في صدرها ..

فتقف صامدة تراقبه لا يستطيع الثبات في مكانه يغلي ويغلي "هل يعلم ليث ؟"

فيتمتم مجيبا يستقر للحظات على وقفته "لا أظن ..ليث ليس من النوع الذي يتعايش مع حقيقة كهذه .." قبل أن يجز على ضروسه ويهسهس بفحيح غاضب يكيل اللكمات للجدار بالقرب منه لا يهتدي لسبيل يفرغ به غضبه المستعر و حميته الحامية "كان ليث محقا في تخوفه من عباس الكلب القمئ..قبحه الله أي قلب يملك ليفكر في فتاة في عمر ابنته...لعنة الله عليه وعلى أمثاله من أشباه الرجال "

وكما كان أمثاله كثرا .. من يتخذون التعدد كلعبة بلا ضوابط متسترين خلف قناع الحلال يتلاعبون بالأدلة الشرعية كما يشتهون ..

تهرول نحوه تحتضن كفيه توقفه عن أذية نفسه بلا فائدة ترجى فيهمد مستسلما ويهمس بخذلان و قد بلغ منه الارهاق النفسي مبلغا رهيبا "ماذا سأفعل شمايل ..لا يمكنني أن أرمي ابنة خالتي لذاك الذئب البشري ليمزقها ..ولا قدرة لي على التخل .."

فتقاطعه بهدير واثق "اعقد عليها غسان .."

يلتهم ملامحها الهادئة لولهة بعينين معذبتين قبل أن ينفض يديها و يزمجر مستاءا بجنون "وماذا عنكِ..ماذا عنا ؟"

تواصل بنفس الهدير الواثق تبثه الأمان وتمنحه قبسا من دعم لن تتوانى في شد أزره به مستقبلا "أنا لن أتخلى عنك ..كان بإمكانك إخفاء هذا الأمر عني إلى إشعار آخر لكنك غامرت و صارحتني بل ولجأت إلي لأعينك على اتخاذ قرارك ..أنا أثق بك كما تثق بي غسان ولن أرضى أبدا أن أرى فتاة مثلي في فورة شبابها وآمالها تضيع هكذا .. "

كان قانطا يجاهد ليوجد حلا وسطا من حلول متطرفة لا تقبل الاعتدال فعقله كان جامحا كجواد بلا كبوة فتندلع نيران خضراء في مقلتيه تأثرا بدعمها اللامشروط ولو تطلب منها الأمر أن تدهس قلبها وتدوس على جمر متوقد ويهدر مترجيا "دعينا نذهب الآن إلى أقرب مأذون شمايل لنعقد قراننا في التو"

تتراجع إلى الخلف تتعثر الكلمات على لسانها مذعورة من البعد الذي وصله بأفكاره اليائسة "غسان ما هذا الهذيان ؟"

تتقطع شعرة التعقل الوحيدة الباقية فيسحبها إليه ويعانقها بقوة يحاصرها بعضلاته القاسية ويهذي كالمغيب لعينيها المشدوهتين "أعشقك شمااايل ..ولا مكان في قلبي لسواكِ ..لا أطيق أن تكون هناك أخرى قبلك ولو ادعاء..ارحميني فأنا أموت ..أموت ببطء على قيد الحياة"

ما كان يتخيل أن اعترافه بحبه سيكون هكذا في أحلك الظروف ..ودت أن تصرخ أنها غارقة فيه حتى الثمالة ..أنها أيضا تموت ببطء مضن ..

كانت ترتعد بين ذراعيه تماما كما كان هو يرتجف متأوها بخفوت أجش ..تبصره يقترب ببطء معذب وقد حدّد وجهة شفاهه إذ نزلت نظراته الغائمة تلقائيا من عينيها إلى شفتيها المنفرجتين ..يصفعها إدراكها لهول ما ينتويه فتطوح بساقيها المعلقتين في الهواء وتتلوى تنهت بقوة تكابد لتحرير نفسها قبل فوات الأوان ..
لكن هيهات فقد كانت قوتها كقطرة في بحر عنفوانه فتستسلم تسترجيه بلهجة خائرة تناشد عقله المغيب بنداء أقرب للبكاء "أرجوك ..لا تستغل ضعفي نحوك فلا طاقة لي لردعك..لا تجعلني أكره نفسي لاستسلامي لك فأنا لست حلالك بعد"

تعتصر جفنيها بقوة تترقب تلاقي الشفاه المحتوم تستمع إلى أنفاسه المتسارعة فتشعر بسخونتها تلفح وجنتها قبل أن يحط ويلثم أعلى خدها بنعومة ثم يستقر هناك يصارع بصمت متنفسا بعمق عنيف ليستعيد سيطرته ..تحترق أصابعه المتنقلة بخشونة على ظهرها فوق اسدالها فتشعر به يوشك أن يخرق نسيجه في صراع حام وسعي للتمرد على السيطرة التي يحشدها ..فيرخي ذراعيه عنها بصعوبة لتحرر نفسها في نفس الوقت الذي ترنح فيه إلى الوراء يسند نفسه إلى الجدار ويرخي جفنيه متأوها بتعب وقد هدّته الحرب النفسية الطاحنة التي يعيشها

تجالد لتسترجع اتزانها وتعدل وضع اسدالها تخفي الشعرات الناعمة التي انفلتت على وجنتيها وتهمس بصوت مهزوز حاولت عبثا اسباغه ببعض الثبات "ستغادر الآن و تستجمع نفسك في طريقك إلى شقتك ..ترتاح ريثما تصل ابنة خالتك و..و..تعقد عليها صباحا دون تردد ..أما ليث فتخبره أن السبب حمايتها من عباس هذا فقط لا غير فلا يحق لك إطلاعه على ما أخفته أمه عنه لسنوات طويلة فهذا يخصهما دونك "

لا زال على وقفته المتهالكة مستندا إلى الحائط مسبلا أهدابه ..يحرك رأسه يمنة ويسرة رافضا لاقتراحها قبل أن يهب واقفا هامسا بقنوط متحجرش "لكن الأمر سيصل لوالديكِ عاجلا أو آجلا فلا يمكنني اخفاء أمر جلل كهذا عنهما ..تعالي معي حبيبتي .. دعينا نتزوج أولا ثم .."

هوى قلبها لسماع للفظ التحبب الذي ناداها به ..من كان يظن أن تلك الكلمة ستنساب لأول مرة من بين شفتيه مقرونة بالعذاب ..

في عمق قلبها صوت مجنون يهمس لها بضعف أن تستسلم لإغواء الفكرة ..أن تسلم لأنانيتها وتقبل أسهل الحلول وأضمنها لحبها ..لكن عقلها كان غلابا كعادته فما كانت لترضى بالهوان لوالديها ولو كان في الأمر هلاكها كمدا على ضياع حبيبها من بين يديها ..

تواجه نظراته اليائسة الصارخة بقلة حيلته تغذيه بثقتها و عنفوان كان هبة من الله لها انبجس من رحم ضعفها و ارهاقها "أنت مشوش الآن و مصدوم لا تفكر بشكل سوي ..ستهدأ و تُحرَج من نفسك لأنك اقترحت علي أمرا كهذا في غمرة عواطفك ..أعلم أنك لن ترضى لي زواجا سريا أمرغ فيه وجه والدي في التراب ..سنصبر معا ..وسيأتي يوم سيسلمني فيه أبي إليك يدا بيد مرفوع الرأس شامخ الهامة "

صراع رهيب كان يحتدم في داخله فتتجلى توابع ضرباته الموجعة على تعابيره المتشنجة حين قال بعجز "تعلمين أننا لا نستطيع اخبارهما حقيقة السبب الذي جعلني أتزوجها ؟..فهذا سرّ لا ينبغي أن يعرفه أحد سواكِ ..كيف سنقنعهما إذا...قضي علي ..قضي علينا شمايل ..لماذا الآن ..لماذا بعد أن لامست حلمي بيدي ..؟"

كان قلبها يصطلي في نار توقدها كلماته رويدا ..تشعر بضعف الانسان أمام إرادة الله فتهمس برضا خانع "سواء رضيت أو عصيت فإن أمر الله نافذ غسان ولو اجتمع الانس و الجن فلن يغيروا ما كان على رب العالمين حتما مقضيا ..أنا أردتك و أنت أردتني وسيكون ما يريده الله ..فلنتمسك بحبل الايمان ولندعوه أن يكتب للطريق الذي بدأنا برسمها اليوم معا نهاية لائقة في الحلال .. تتصل بي صباحا بعد أن ..بعد أن يتم الأمر على خير ..ثم نتريث ونرى كيف ستتطور الأمور حين يعلم أهلك ..ثم بعدها أهلي .."

لم يرد للحظات لكن لمعة دموع عجزه قهرتها ..الفراغ الرهيب و الانطفاء المرير الذي سكن مقلتيه طعنها في الصميم ..هموده هذا كان يعني اقتناعه بكلامها و استلامه وكان هذا هو الأهم ..

اعتدل في وقفته ودنا منها ..عيناه في عينيها يرنو بنظرات خانعة مستسلمة عميقة ..ضائع في ضعفه ..حائر في مآل حاله وكأنه لا زال لم يفهم بعد كيف تطورت الأمور وبلغت مبلغا شديدا كهذا لا يقوى على تحمله الرجال الأشداء ..

ومن غياهب الذهول الذي غلف ملامحه الذابلة المغبرة كان الأسى يتسلل ويلتف حول كلماته القليلة حين قال بلسان ثقيل بحسرة بليغة "آسف حبيبتي ..آسف على ما أقحمتكِ فيه..لا أدري حقا أأواسي نفسي أم اواسيك "

ترتجف شفتاها لكنها تكابر و تشيح بوجهها تتجه ناحية الباب لتفتحه.. أصابعها تحفر في المعدن المدهون بطلاء قديم متقشر تتمسك بالباب تحتمي به قبل أن تخذلها قواها فتهوي أمام عينيه ويبان ثباتها المزعوم
" لا تثريب عليك غسان ..الحمد لله على كل حال ..تذكر أن ما ستفعله هو تفريج كربة مسلم و ستر عورته في سبيل الله ..تذكر أنك ستُحسب عند الله محسنا فلا ضياع لأجرك "

يتقدم ليغادر فلم يبق ما يقال ويقف قبالتها يلقي عليها نظرة أخيرة جوفاء ..أصابعه تحفر عميقا في باطن كفه بغليان داخلي لا يهدأ ..

يسحب جسده الخائر بعيدا عنها ويترك قلبه المفجوع عند قدميها ..وروحه الكسيرة هائمة حولها..

أوصدت الباب عقب خروجه دون أن تحتمل النظر إلى ظهره المنهزم المغادر ..

بخطوات واهنة كانت تبلغ غرفتها فتقع عيناها على سجادة الصلاة المفروشة حيث صلت ركعتي شكر لله ..
لو لم تكن كدليل حي قابع على أرضية الغرفة لظنت سعادتها التي عاشتها منذ قليل مجرد حلم جميل وخيال بعيد ..
كيف يمكن للإنسان أن يتنقل هكذا في لمح البصر من حال إلى حال ..؟

تقرفص بالقرب منها تمرر راحة كفها عليها بتؤدة تبصرها مشوشة من خلف غلالة دموع تحجرت في مقلتيها ..ثم تستلقي عليها تتكور في وضع الجنين تنشج بحرقة تضغط على صدرها تحاول عبثا طرد الألم العميق الذي يذبحها ..

قليلا بعد ..ستبكي قليلا بعد ثم تصلي ركعتي صبر بنية الفرج ..يتحرك لسانها يدعو من تلقاء نفسه وقد استحضر عقلها من غياهب تلبكه دعاء رأته على أحد المواقع أعجبها فحفظته ذخرا "اللهم أرزقني الصبر حين يفرغ الصبر عندي وارزقني الأمل حين أظن أن طاقتي لا تحتمل المزيد "


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:14 PM   #293

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"لن أغضب منك خلدون صارحني بالحقيقة لكي لا أبدو أمام الجيران كالبلهاء على الأقل ..فيكون الخبر قد انتشر بينهم بينما أستميت كالحمقاء لستر الأمر ..هل صادف و زل لسانك في مجلس الرجال ؟ "

تتبعه سعاد بعد أن ولج البيت تنتظره ليقر مصرة على انجرافه في الحديث كعادته فيقلب عينيه ناحية السقف و يزفر بانعدام صبر "كم مرة علي أن أكرر كلامي لتصدقي ..أنا تهربت من الجلوس قرب أبناء علوان فالأوغاد لديهم قدرة خارقة على سلّ لساني فيسحبون الكلام دون وعي مني كالشعرة من العجين وجلست بين محمود الأبكم ورجل لا أعرفه ..لو تعرفين كم جاهدت كي لا أشارك في الحديث و أتفاخر بغسان لكافأتني على جهودي بدل أن التشكيك في نزاهتي "

فيتلاقى حاجباها ترد بعبوس خفيف "أنا لا أشكك بك ..كل ما هنالك أني لا أريد أن يحوموا حولنا من الآن ..على الأقل حتى تتم الخطبة الرسمية الأسبوع المقبل على خير "

"أمي"

"اسم الله عليك حبيبتي كنتِ بخير منذ ساعة ما الذي جرى لك ؟"
تضرب سعاد صدرها بقوة تشهق فزعة فتهرول ناحية ابنتها الشاحبة وقد سالت دموعها مدرارا تنشج بحرقة معذبة وتقف في إطار غرفتها بإسدال الصلاة تناظرهما بذهول وقد ارتد كل شيء عليها فتلاشى ثباتها ليحل محله صدمة رهيبة ..
تديم النظر في تعابير أمها المصعوقة وتهمس بتقطع مبتسمة من بين شهقات بكاءها " نذهب معا بعد غد ونبتاع الشبكة..خطوبتنا ستكون بسيطة وجميلة للغاية .."
فتهزها برفق تناديها بارتياع شديد "شمايل "
تعقد حاجبيها تضيف بتركيز شديد "نجهز بيتنا معا و نشتري سويا كل صغيرة و كبيرة ..سيكون عليه مسايرتي والانصياع لذوقي أنا ..أنا ..أنا .."
يجن خلدون خوفا فيضمها إلى صدره هاتفا بحنو خشن "شمايل ما بالك ؟ "
فتتمسك به تقول بصعوبة قطعت قلبيهما عليها
"أنا سأكون سعيدة معه يا أبي .. سعيدة جدا ..جدا ..جدا "

وتنفجر في بكاء مرير قاسي يحترق قلبها قهرا و كمدا ..
أي اختبار هذا وضعته الحياة بين يديها ..
وأي صبر حديدي تحتاجه لتتجاوز محنة كهذه

تستشيط سعاد غيظا فترغي و تزبد قائلة "لا حول ولا قوة إلا بالله ..لابد أنها عين سعدية الليزرية ...كنت واثقة أنها رأت غسان و أهله متخفية وراء الستار كعادتها وإلا فلماذا كانت تلتهمني بنظرات وقحة أوقفت اللقمة في حلقي .." ثم تحث الخطى صوب غرفتها فيما تهمس بلهجة مطمئنة "أبخركِ حالا حبيبتي كما كانت تفعل أمي رحمها الله معي..ترتاحين في لمح البصر"

أما خلدون فيهتف بنزق بينما يحضنها "حسبنا الله..وكأن لدي عشر بنات ..إن هي إلا بنت واحدة علقوا عليها يترصدونها كالمهووسين .."

.......................................


تقتحم نادين غرفة ابنتها وقد توحشت ملامحها تهدر بعنف مختنق "هل تهدفين إلى افقادي لصوابي تيجان ؟ "

تعدل تيجان من وضعيتها المستلقية فتسحب نفسها وتجلس مائلة مستندة إلى الوسادة خلفها ثم ترد مستعجبة هجوم أمها "أنا لم أفعل شيئا "

تنهت بعنف ما يجيش في صدرها فتجلس على طرف السرير تبدي استياءها بالقول المستهجن "بالطبع لم تفعلي شيئا فلو فعلتِ و درستِ بجد أكبر لما كنتِ على شفير الرسوب هذه السنة أيضا ...هذا ما تجيدينه.. احراجي أمام أساتذتك وأمام كل معارفنا حتى أنهم باتوا يضربون بكِ المثل في الغباء ..إلى متى سأستمر في التوسط لك كل عام ؟"

تتأملها لولهة وقد اعتلى البؤس محياها لتجيبها بخفوت كئيب مسبلة أهدابها "لا داعي لهذا ...كاظم لا يمانع إن رسبت كما أنه درس نفس تخصصي وتعهّد بأن يساعدني لأستوعب دروسي "

بريق خاطف مكّار عبر عينيها ..كانت تعلم أنها لن تتمكن من التدخل هذا العام بل حتى أنها لم تجرؤ على الذهاب إلى الجامعة والسير في أروقتها بعجرفة وخيلاء كعادتها فالجميع بات يعلم أن هيبتها قد ضاعت بعد إفلاس محفوظ حتى وإن كانت لديها أعمالها الخاصة إلا أنها ليست بالقوة و الثراء المطلوبين فقد كانت فيما مضى تقدّم نفسها دوما باسم زوجها ..
كان من المفروض أن تكون ممتنة لكاظم الذي خلّصها من هذا الموضوع الذي أرّقها في الآونة الأخيرة إلا أنها تحيّنت الفرصة لتستغل الأمر في صالحها أيّما استغلال ..لن تنسى أبدا الجحيم الذي عاشته بسببه وإلى أي مستوً كانت ستنحدر أكثر لو لم يقرّر التقدّم لابنتها ..
ربما تراه كفرصة ذهبية لتيجان الحمقاء إلا أنها لا تستطيع السيطرة على ما تكنّ له من حقد ومقت ..
مشاعر داكنة في سوادها كانت كفيلة لتؤكد أن ما ظنته حبّا لم يكن كذلك ..بل كان مجرد احتياج مرضي أرادت أن تسدّ به الفراغ القبيح الذي خلّفه محفوظ بموته ..
لكنها ما كانت لتبصر كل هذا .. ما كانت لتندم و تنسحب تاركة المجال له ليهتم بابنتها .. كانت أنانية ..قاسية ..مستعدة لفعل أي شيء لترضي غرورها وتثبت له أن تيجان أسوأ خيار في حياته ..


"ما الذي يحدث معكِ بالضبط ؟ ..أوّلا رفضتِ أمام أمه حين اشترطتُ شقة خاصة بكِ فأحرجتني علنا و مع هذا تغاضيتُ و لم أحاسبكِ ..ثم ها أنتِ تذعنين لتعسفه و اجحافه في حقكِ..ترسبين و تقدّمين عرسكِ دون الرجوع إلي فقد اتصلت بي أمه منذ قليل تخبرني أنكما اتفقتما على موعده بعد شهر ..هل أصبحتِ تهذين باسمه الآن بعد أن كنتِ تتشدقين عليّ برفضه ؟"

تراقب ثورة أمها مقطبة بعبوس قبل أن تتردد في الهمس شارحة " لو أنكِ استشرتني في موضوع الشقة لكنتِ علمتِ رأيي الصريح حينها لكنّكِ أخذتِ تشترطين وتقرّرين عوضا عنّي أمورا لا أحبّذها ..كنت حينها أفكّر في التراجع عن هذا الزواج ..ما الداعي إذا لتحميله أعباء تجهيز شقة خاصة بي ..بدى لي هذا ظلما له و لأهله "
وكان لديها سبب آخر أقوى وأهم لكنها أرادت أن تحتفظ به لنفسها متخيلة أن أمها ستسخر منها إن هي كاشفتها إياه ..أحبّت فكرة أن تعيش أخيرا في بيت مكتظ دافئ بدل الوحدة الخانقة التي عاشتها طوال حياتها ..لطالما تمنت أن يكون لديها المزيد من الإخوة و الأخوات لكنّ أمها كانت ترفض رفضا قاطعا أن تزيد من أعبائها على حد قولها ..صحيح أن معتصم كان موجودا دائما لأجلها باذلا قصار جهده لتعويضها كل نقص لكنها كانت متطلبة جدا في أمنياتها ..
تضيق نادين عينيها وتدمدم مشدّدة على كل حرف "كنتِ ؟ "

تفرك يديها ببعض بتوتر وتهمس بصوت واهٍ إلا أنه يفيض أملا " فكرتُ أننا ... تزوجنا و انتهى الأمر ..لماذا لا أحاول انجاح زواجي ..ربما ...ربما أعثر على راحتي أخيرا"

فاجأتها ردة فعل نادين التي لم تغضب بل ابتسمت بخبث تقول "ها قد بدأت تشغلين عقلكِ أخيرا ...يجب أن تصنعي لنفسكِ اسما مستفيدة من زواجك منه لأبعد الحدود"
تضيف مستغلة انشداه ابنتها و استعدادها لامتصاص كل ما تمليه عليها "وأول ما ينبغي أن تفهميه هو أنكِ كيان مستقل عن زوجكِ .. أحلامكِ و طموحاتكِ ترغمينه على تقبلها وفق شروطكِ ..لا تسمحي له أبدا بقولبتكِ كما يريد "

يزداد حاجباها انعقادا فتهمس مشكّكة ضائعة "كل ما يفعله هو أن يستمع بصبر إلى ثرثرتي طوال الوقت دون أن يسخر مني أو يعيّرني ..لا أرى أيّ قولبة في هذا ؟"

فتزجرها بالقول الحاقد المسموم "وهل يبدو لكِ غبيّا يا بليدة ..الرجل يسعى للسيطرة على ذهنكِ فتطيعينه برضاكِ..ألا ترين كيف يسحبكِ نحوه بمنتهى السهولة ..يستحوذ عليكِ دون وعي منكِ؟..بداية بمباركة رسوبكِ لتكرهي الدراسة بإرادتكِ وتجلسي في البيت أين يريدكِ أن تكوني ثم استعجاله ليخطفكِ ليسهل عليه التحكم بكِ في بيته "

تهمس بارتجاف ملتاعة "لماذا قد يفعل شيئا كهذا ؟"
تغشي الأنانية البصيرة فيلمع الخبث في العيون و يتدفق المكر مع الكلمات "لأنه رجل ..والرجل متملك حد الهوس ..مريض استحواذ يعشق التحكم في كل حركات و خلجات زوجته وينتشي حال رؤيته لخنوعها و انصياعها التام له "

ترفع كفها تحاول تهدئة وجيب قلبها المذعور فتتساءل مخطوفة الأنفاس "ماذا علي أن أفعل ؟"

فيأتيها الرد المطمئن زورا جاهزا منمّقا كما يجب "لا شيء حاليا..دعيه يقدّم العرس كما يشاء حبيبتي ..في الحقيقة كاظم فرصة لا تعوّض فلديك سيطرة رهيبة عليه رغم ما يبديه من تحكم و اتزان ..استغليها كما ينبغي واصنعي حياتكِ المستقلة عن زوج متغطرس رجعي يعتقد أن المرأة خُلِقت لتخضع لنزواته و رغباته دون ارادة حرة خاصة بها "


.....................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:15 PM   #294

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان يستلقي على السرير الملوكي المزدوج يعقد ذراعيه تحت رأسه يتأمل الثريا الكريستالية المتدلية من السقف حين سمع طرقا على الباب قبل أن تطل أمه برأسها تستأذن للدخول فيبتسم لها بفتور ويومئ برأسه موافقا ..

تتوسط الغرفة الواسعة تتأمل برهبة تفاصيلها الأخاذة من دهانها الكريمي الفاخر إلى الأثاث والمفروشات حيث تزاوج اللون الأسود والذهبي بأسلوب يخطف الأنفاس تتقدم بتؤدة تمرر كفها تداعب كل ما تصادفه في طريقها وتهمس بنعومة غارقة في كل التفاصيل " عاد كل شيء جديدا لامعا بعد حملة التنظيف جناحك التي شنّتها أختك بثينة بمساعدة رباب ..وكأنك اشتريت كل هذا اليوم وليس قبل ثلاث سنوات تقريبا "
كانت هذه أوّل ليلة يبيتها في جناحه الذي جهزه منذ أزيد من عامين ليستقر فيه بعد زواجه ..لكنه نفر منه حين رُفض لثلاث مرات متتالية وكأن خيالها كان يطوف هنا متأهبا ليذكره بها في كل لحظة ..وكل ليلة ..

لكنه الليلة راض بأن يؤنس طيفها وحدته التي ستنتهي قريبا جدا ..

تواصل همسها الرقيق ككل شيء فيها "من كان يظن أنّك ستنتظر لعامين كاملين قبل أن يأذن الله لك باستخدام هذا الجناح الذي كُتِب عليه النسيان طويلا بعد أن تعبت كثيرا في تجهيزه "

أحيانا يكون المرء متأكدا واثقا من حصوله على مبتغاه فيضيع من بين يديه في آخر لحظة بلمح البصر وبقدر ما كان أمله كبيرا تكون خيبته وصدمته أكبر ..
لذا تعلّم أن يترك دوما مساحة أمان بينه و بين آماله ..ولن يصدّق أنها صارت ملك يمينه بكل جوارحه حتى يأتي اليوم الذي يحضنها فيه بين ذراعيه هنا ..على هذا السرير ..

تقاطع حبل أفكاره متسائلة بريبة وقد فهمت سكوته على نحو آخر "أم أنّك تنوي تبديل كل شيء ؟"

لم تكن نجوى تعلم أن (الكل شيء ) كان لتيجان ..وحدها ..كانت تتراءى أمام عينيه أثناء اختياره لكل قطعة وكل تفصيلة ..فينجرف وراء أحاسيسه ويبتاع ما يراه ملائما لها وكأنها سيدة بيته ..
فيبتسم لعينيها المتسائلتين وينفي بهزة من رأسه ..
في هذه الأثناء يقتحم رياض المكان بصخب كعادته ويقفز على السرير بحركة استعراضية رشيقة ثم يغرق فيه متنهدا براحة فاتحا ذراعيه و ساقيه ويهتف براحة " يا لها من راحة ..سأنام الليلة بجوارك أؤنس وحدتك يا كبير ..لا يجوز اهدار كل هذه المساحة الشاغرة على هذا السرير العريض "

يلقي كاظم عليه نظرة جانبية كسولة تناقض الحزم في صوته "لا تستظرف يا فتى ..ذكّرتني بأمر هام كدت أنساه .. لا داعي أن أحذرك عن سلوكك المائع ..لن تدخل و تخرج جناحي على هواك بعد أن أتزوج"

فينفجر رياض ضاحكا ويبرطم بسماجة غامزا أمه متكئا على مرفقه "سمعتِه يا أمي ..وسامتي خطر كبير على قلب زوجة أخي "

فتنهب الأرض نحوه و تزجره بالقول الممتعض "انهض يا ولد أريد أن أخاك في كلمتين ..قلبتَ رأسي والله .. ملتصق في حلقي طوال اليوم..لم تعد طفلا لتلاحقني متشبثا بطرف ثوبي تتبعني أينما ذهبت ..ألا حق لي في بعض الخصوصية ؟ "

فيعود للارتخاء على ظهره ويجدف بأطرافه مستمتعا كعادته " لا سبيل للتنازل عن امتيازاتي بصفتي آخر العنقود مهما طال الزمن و أولها ينصّ على أننا واحد..لو لم أكن أخجل من أبي لما توقفت عن النوم بينكما أبدا "

فيغمغم كاظم يردعه بصوته العميق " احمل خفة ظلك و انصرف من هنا من غير مطرود يا رياض"

"ها قد ذهبنا "

يمط رياض شفتيه متبرما ويقفز بخفة إلى الأرض وقبل أن يغيب خلف الباب كان يضيف مؤكّدا يدّعي الجدية " ليكن في علمكَ يا كبير أني سأستحوذ على غرفتك القديمة ..لن أسمح لك بالاحتفاظ بها كاحتياط لتعتكف فيها حين تشاجر زوجتك المبجلة فموقعها استراتيجي أفضل من غرفتي .."

وقبل أن يسمع تذمر نجوى كان يغلق الباب عليهما ..

تقترب من ابنها وتجلس عند قدميه تبتسم باهتزاز فيستنتج في الحال أن وراءها أمرا ما لكنه يتركها على راحتها فتنطق أخيرا بتردد "كاظم ..أنا تكلمت مع نادين قبل قليل حول تقديم العرس ..لم تعترض طبعا لكن يبدو أنها لم تحب الفكرة أيضا"
يغمغم باقتضاب حيادي "جيد إذا "
تصمت قليلا قبل أن تسأله بتردد أكبر "بني ..لماذا قدمتَ العرس فجأة هكذا ؟"
يعتدل جالسا ويردّ ساخرا بوقاحة متعمّدة " يبدو أن لهفتي ليست واضحة بما يكفي لتفهمي دون أن تسألي ..هل تحتاجين حقا لشرح مسهب ؟ "

يحتقن وجهها فتضربه بخفة على قصبة ساقه و تهمس بحنق ممتزج بخوف أمومي "تحشم يا ولد ..أنا..أنا بدأت أخاف عليك حقا ..ماذا لو كانت بثينة محقة حين..حين"

فيقاطعها متجهما مؤكدا بانعدام صبر "لست ممسوسا يا أمي و لا مسحورا كفّي عن تخيل ما لا وجود له..تعرفين أنني واضح مباشر فيما أريده ..أنا حقا متلهف وقد مللت من العزوبية وبما أننا لن نقيم حفلا ضخما نتزوج و السلام بلا ضياع للمزيد من الوقت"

تفغر فاها للحظات لا تصدّق ما يقوله ابنها العاقل المتزن فتثرثر بانفلات مشدوهة "كاظم أعقلهم متلهف ..لهف قلبي عليك يا أجننهم حبيبي يا رياض "

يجذبها نحو صدره يعانقها كعادته مطبطبا على ظهرها ويهمس بحنو خافت "لا تخافي يا أم الأولاد على الأولاد فقد ربيتهم كما يجب "
يبتسم لضحكاتها المستبشرة ويستمع لانطلاق لسانها الذي لا يعرف هذه الأيام سوى الدعاء له بالذرية الصالحة ..

كان اعترافه صحيحا نسبيا فاستجابتها الفطرية له أججت من لهفته وأنضبت ما تبقى من صبر السنين برشفة واحدة ..
على الرغم من كونها خامة لم يلمسها أحد قبله تستكشف مثله تماما واديا مجهولا من سيل مشاعر وأحاسيس غير مألوفة إلا أن نظراتها العطشى نحوه كانت متمرسة في اغوائها تحمل دون دراية منها هلاكه بين ثناياها ..
كان يعلم أنها لا تحبه ..أنها تبحث غريزيا عما يعوضها قحطا عاطفيا مهولا ينخر روحها وكان غاضبا من نفسه كونه رغم هذا لا يستطيع مقاومتها ..
فقدانه لاتزانه هكذا لا يعجبه كما أنه متأكد من انفلاته مرارا و تكرارا حتى وإن عقد العزم على العكس ..لذا أصرّ على تقديم العرس ليتجنب المزيد من الانزلاق من جهة ..ومن جهة أخرى كونه لا يريدها أن تأخذ فكرة وردية خيالية عن الزواج فتحصره في القبل و الملامسات فقط متغافلة عن الجزء الأهم من تحمل الأعباء و المسؤوليات ..وكلما قلّل من فورة المشاعر بينهما قبل الزواج كلما كان اعتيادها على الوجه الحقيقي الكامل للعلاقة بينهما أسهل ..

....................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:16 PM   #295

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


منتصف الليل ...قرية الجبل الأسود


يتراءى لهما خياله الواقف بمحاذاة الاسطبل وقد انعكس عليه نور القمر ..تحث الخطى خلف أمها حاملة حقيبة جلدية متوسطة الحجم لملمت فيها حاجياتها ..

قلبها مقبوض وصدرها ضيق حرج مختنق بأنفاسه متوجسة خيفة مما ستقدم عليه طاعة لأمها لا غير فلو كان القرار عائدا إليها لما رضيت بحلول مبتورة جبانة كالفرار ..

يتأهب في وقفته حين تدنوان منه فتطرق جوري برأسها أرضا شاعرة بارتباك شديد صاحب نبضها الخافق بجنون ..

حتى و إن لفهم الظلام الدامس من كل جانب ..حتى وإن كان ضياء القمر شحيحا لا يكفي لإبراز معالم الوجوه بوضوح فإنها ستشعر بنفس القدر من التوتر والارتباك في حضرته ..

يكفي أن تستشعر بقلبها وجوده الطاغي ..أن تسمع هسيس أنفاسه لتسترجع ذكريات حية وكأنها كانت لتوّها ويقتحم ذاك اليوم الذي تعرت فيه كل مشاعرها خيالها بقوة مؤلمة لأعصابها ..

كان آخر لقاء بينهما فقد تعمدت تجنبه بكل الطرق على الرغم من الشوق الذي ينحر قلبها للقياه .. أيام عاشتها مع أطياف ذكريات الماضي ورغبة شديدة في صنع أخرى جديدة معه ..تحت مسمى آخر حيث يجمعهما رباط غير رباط الأخوة المزعومة ..كانت تعيش حالة ضياع عجيبة مدركة لكل الفوارق المؤلمة بينهما فتتساءل دوما كيف السبيل إليه..إلى قلبه ..إلى حياته ..

كانت قد غفلت في غمرة محاولاتها لفك غموض ما يحدث مع أمها أنها ستراه بعد طول بعاد تعمدته..بعد شوق مضن ..ستراه ..ويوصلها إلى ما يُفترَض أن يكون بر أمانها في العاصمة..بعيدا عن القرية ..بعيدا عنه ..ثم يتركها هناك وحيدة ترثي حالها ..و تبكي بصمت حبها المستحيل ..

تعيدها صفية إلى الواقع حين همست تتأكد بصوت مهزوز "لم تخبر زاهرة كما اتفقنا"

فيتسلل صوته الرخيم الذي يشي بتوتره رغم الهدوء الذي اصطبغت به كلماته "بالطبع لم أفعل ..قلت أني ذاهب ليلا كعادتي لأكون فجرا في سوق الماشية في المدينة ككل أسبوع لذا لم تشك بي أبدا "

توتر كان طبيعيا للغاية فما من أحد قد يخرج متسللا في جنح الليل ما لم يكن يتلافى أمرا ما ...أو شخصا ما ..

فتهمس بعصبية محرجة "اعذرني على الوضع الذي وضعتك فيه بني ..أنت أدرى بأمك ..قد تفضحني باندفاعها العاطفي "

فيضيف بذات الهدوء "نعم...نتوكل عل الله إذا ؟"

لا تحتمل ادعاء الثبات أكثر فترتمي في حضن أمها تمرغ وجهها في دفئها تهمس بصوت مكتوم أجش " تعالي معي أمي .."
فتبادلها صفية العناق للحظات ترتعد أوصالها وتجيبها فيما تبعدها عنها مرغمة " لا يمكنني أن أترك أخواتكِ خلفي ..ما سيحدث يستوجب بقائي هنا ..تحمّليني حبيبتي لبعض الوقت ..افعلي كل ما يطلب منك فذاك عين الصواب .. هيا بنيتي في أمان الله"

تفلتها بعد لحظات بصعوبة فتناديها جوري بخفوت عدة مرات بينما تراها تبتعد تجر أذيال المواجع تتجلد كي لا تستدير راكضة صوبها وتنفجر في بكاء هستيري في حضنها ..
تصم أذنيها عن نداءاتها الخفيضة تؤكد لنفسها أن هذا هو الصواب ..تعلم أن ابنتها قوية يمكنها أن تتحمل الكثير ..لا خوف عليها مع غسان و أخيها ..ما يهم الآن هو وصولها سالمة غانمة إلى العاصمة ثم بعدها تكون في كنفه ابن خالتها وتطير من بين يدي القذر عباس وليشرب من ماء البحر إن لم يعجبه الأمر ..ستكون حاضرة هنا تقف في وجهه وليفضحها إن أراد فلن تبالي ...

تركها تتبع طيف أمها تشبع بمرآها ولو من بعيد بقلب واجف ..لا يعلم تحديدا ماذا يحصل لتستنفر صفية هكذا و تعمد إلى (تهريبها) إلى العاصمة كما فهم من السرية التي اتبعتها إلا أنه لم يحب الأجواء الثقيلة المنفرة ..ما يشبه السماء المتلبدة التي تسبق قدوم العاصفة ..وكم أشعرته بالعجز أكثر حين جاءته متوسلة ..ودّ لو كان باستطاعته أن يخبرها أنه هنا ..مستعد ليفدي جوري بعمره مهما كان ما يحدق بها من خطر ..مستعد ليحميها ..ليخبئها بين ضلوعه تماما كما نجح وخبأها لسنوات طويلة بين جنبات قلبه المتولّه ..
لكنه مجرد عبد ضعيف بلا حول ولا قوة ..لا حق له فيها ولا قدرة له على درء السوء عنها ..
أمضى أيامه جحيما ..نهارها تفكير مرهق للأعصاب وليلها سهاد ..
كل ما استطاع فعله لأجلها هو الدعاء لها بتفان منقطع النظير بدرء البلاء و انفراج الكرب مهما كانت ..وكم بدى لعينيه هذا ضئيلا قليلا في حقها ..

يضمحل الطيف في الأفق متلاحما مع سواد الليل فيهمس لها متردّدا يطرق بعينيه أرضا " سيارة الأجرة تنتظرنا على بعد عدّة أمتار من هنا ..هل نذهب من فضلكِ ؟"
يشعر بحركتها الملتفة ناحيته وقد تذكرت وجوده فتغمغم بموافقة فاترة قبل أن تتقدم نحوه فيحمل حقيبتها الجلدية و يتمهل في مشيته يواكب خطواتها ..

يتلمس طريقه في الظلام على ضوء القمر يسيران في صمت على الطريق الترابية المحاذية لبساتين الفواكه المؤدية إلى الطريق المعبدة حيث كانت سيارة الأجرة مركونة في الانتظار ..
وحين فتح لها الباب الخلفي لتصعد كانت تتمسك بطرف قميصه فجأة تطالبه بخفوت أجش تبحث عن الأمان قربه وقد انقبض قلبها من شعور غريب من الوحدة يلحّ عليها "هلا ركبت قربي أوس ؟ "
يا ويلها من كلمات قلبت كيانه رأسا على عقب ..يجيبها ممتنا للظلام الذي حجب ملامحه يسبغ تأثره بسواده الحالك "من الأفضل أن أجلس في الأمام لأفسح لكِ المجال لتنامي في الخلف فيما بعد ..أمامنا طريق طويلة"

كاد قلبه ينخلع من مكانه حين ازداد شدها لقميصه للحظات اضافية وكأنها تصارع الرفض لينتصر الاذعان ثم دون أن تقول شيئا كانت تفلته و تنصاع لطلبه بهدوء شديد ..

يلملم مشاعره المشتتة ليركب بعد أن تأكد من احكام غلق بابها ليتعالى نفير السيارة التي انطلقت تشق سواد الليل الموحش ...

................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:17 PM   #296

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بعد حوالي ساعتين من المسير أخذت أجفانها تتراخى أخيرا لشدة ارهاقها فلم تنم منذ أيام ..وفي كل مرة كانت تستقيم جالسة تحارب الكرى الذي يعاند ويثقل رأسها يأبى أن يتركها وشأنها تحارب لتبقى مستيقظة في كامل تركيزها وكأنها تتحسس مترقبة خطبا ما تجهله ..

وصدق حدسها إذ تراءى لها على بعد عدة أمتار لهيب نار مشبوبة تقطع الطريق تنير عتمة الليل لتنتبه بعدها إلى جمع غفير من الرجال كانوا يقفون أمامها ..

اقترب من السيارة رجل يعلق على كتفه سلاحا و يغطي نصف وجهه بعمامته السوداء ثم دنى إلى جهة أوس يواجهه عبر النافذة المفتوحة ليقول بخشونة منفرة " عودوا أدراجكم ..رجال القرية القريبة معتصمون ..لن يعبر أحد من هنا حتى تحقق الحكومة مطالبنا "

ما إن أنهى الرجل كلامه حتى طفق السائق الذي ذُعِر يهذر متذمرا يفضي بندمه لقبوله عرضا بدى له مغريا فيبدو أنه اكتشف أن المبلغ الذي سيتقاضاه قليل مقارنة بخطورة المهمة التي أقدم عليها بعد أن خاف على حياته وتوجس خيفة من المظهر الخطير للرجل ..

راقبت أوسا ينزل دون أن يعقّب على هذر السائق وقد تجلت نيته بوضوح من حركاته المصرّة فكانت دون تردد تسارع بحركات خرقاء تدفع الباب وتنزل ترتعد هلعا عليه "أوس لا تذهب ..دعنا نعد أدراجنا "
يديم النظر إليها بغموض مفكرا "سأحاول معهم ربما يسمحون لنا بالمرور "

لا تدري لماذا شعرت وكأنه قال كلاما مغايرا لما دار في باله فتبلع ريقها تنوي توسله فيقرأ في عينيها المضاءتين بلهب النيران مرادها و يبتسم مطمئنا "لا تخافي ..اجلسي في السيارة و انتظريني..وعدتُ أمكِ أن أوصلكِ بسلام إلى العاصمة و سأفعل بإذن الله"
أرادت أن تخبره أنها لا تريد الذهاب إلى العاصمة بعيدا عنه لكنها ابتلعت كلماتها وظلت واقفة متشبثة بالمعدن البارد..عيناها الجاحظتان في رعب حقيقي معلقتان على ظهره بينما يتقدم ناحية الجمع رفقة الرجل ..كان أطول منه وأضخم ..لكن هذا لم يطمئنها فقد كانوا كثرا مسلحين يجهزون عليه بضربة رجل واحد متلاحم

سخرت من أفكارها المبالغة فيها ..ليسوا سوى مجرد حفنة من قرويين مسالمين أُرغِموا على استظهار القوة انتزاعا لحقوقهم ..كان هذا تفسيرا منطقيا لما تراه أمامها لكنها لم تقتنع أبدا في أعماقها ..

تبصره يقف قبالتهم ثم كانوا يتحلقون حوله ويبتلعونه بكثرتهم فتقف على رؤوس أصابعها تحاول رؤيته دون جدوى فيزيغ البصر و يبلغ القلب الحنجرة ..

تنتظر و تنتظر دون جدوى فلا أثر له فتقرر الذهاب للاطمئنان عليه و ليذهب كل تعقل إلى الجحيم فتتنفس الصعداء في اللحظة التالية حين ظهر أخيرا عائدا أدراجه يتبعه رجلان هذه المرة فتهرول ناحيته تلاقيه في منتصف الطريق تفتش بلهفة ملامحه المظللة

"ستعودين مع السائق إلى البيت جوري لم يسمحوا لنا بالعبور مع الأسف"
بدى صوته غريبا ..لسانه ثقيل يلوك الكلمات بشق الانفس فتدنو منه تتبين وجهه أكثر تسأله بحذر "ماذا عنك ..ألن تأتي معي ؟"

تلتقط أذناها تنفسه المتحجرش وكأنه يكبح أنات ألم فيما يبسم بارتجاف لعينيها المتوهجتين وقد انعكس فيهما اللهيب البرتقالي للنار المتأججة "لا سأحاول المساعدة في تهدئة الأوضاع "
ظاهرا كان كل شيء عاديا لكنها لم ترتح للشحنات المنبعثة من الرجلين الملثمين الواقفين خلفه فتتهور وتقبض على ذراعه تهزها برفق تترجاه بالقول المعترض
"بل نعود معا كما أتينا معا...مالك وهؤلاء ..إنهم ليسوا من قريتنا أصلا ؟"

يسحب نفسا حادا واجفا يناديها فتهزه أكثر مصرة "أو أبقى معك .."

يشعر بالخنجر وقد انغرز أكثر يغور في لحمه ببطء قاتل فينبجس السائل القاني بغزارة فيستشعر سخونته على ملابسه فيهدر بقسوة هذه المرة وقد احتقن وجهه بفعل ألمه الرهيب المكبوت يئن طاحنا ضروسه "جوري لا تزيدي الطينة بلة ..قلت لكِ عودي "

يجفلها بعنفه الغريب فتفلت ذراعه دون أن تحيد بنظراتها المصدومة عن عينيه ..كان يصارع أمرا ما وكأنه مجبر على قول ما يقوله ..وكأن الوضع برمته مبيَّت بفعل فاعل ..
لا يفوتها ترنحه الخاطف في وقفته فتلاحظ أن الرجلين المنفرين بطلّتهما المخيفة يسندانه ..

أرادت أن تنقذه من براثنهما ..أن تسحبه معها إلى سيارة الأجرة لكن نداءه الأجش الضعيف جعلها تقرر الاذعان لأمره ليسا خوفا منهم وإنما خوفا عليه ..

تتراجع إلى الخلف دون أن تنزع عينيها المغرغرتين عن مقلتيه ودون وداع منطوق كانت تنسحب ناحية السيارة حيث كان السائق يجلس متيبسا من فرط الهلع دون أن يفهم ما يحصل تحديدا ...

...................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:19 PM   #297

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تلتف سيارة الأجرة عائدة بها إلى قريتها فتطالعه من الزجاج الخلفي واقفا يتأمل ابتعادها... أو ربما يطمئن عليها ..

"ويقولون أن عملي سهل بلا مخاطر ..اِصعدْ و ادفعْ ثم انزلْ وطوبى لي من رزق حلال سهل كرشفة ماء ..كدت أفقد حياتي يا عباد الله ..من أنتم ومن غربان البين أولئك الذين حطوا على رأسي ..أليس من المفترض أن الاعتصام على الطريق الفرعية الغربية ..ما الذي أتى بهم إلى المنفذ الشرقي ؟"

وكان كمن يكلم جدارا فقد كانت مركزة على أوس الذي تلاشى وقد ابتلع ظلام الليل السيارة التي كانت تسير بسرعة جنونية ..

فيطالعها عبر المرآة ويقول مجددا بنزق " ألم يكن حريا بي أن أدثر نفسي و أنام نومة عميقة هانئة ..أنا سأقبض أجرتي كاملة دون نقصان ..انظري إلى كرمي معكِ فلم أطالبكِ بتعويضات لقاء العنف النفسي الذي تعرضتُ له .."

تعتدل في جلستها تحتضن ذراعيها ترتعد بقوة.. قد لا تستوعب كل ما يحدث معها لكنها تستدل بحدسها الذي أنبأها بما قد يغير حياتها إلى الأبد ..
"يا آنسة ..أريد أجرتي الآن " يعاود السائق طلبه الوقح بصبر نافذ فترفع عينين ذاهلتين خاويتين بصدمة قبل أن ترمش عدة مرات وتسحب حافظتها من جيب عباءتها تنقده حقه دون تعليق ..

.......................................


حين اختفت السيارة في الأفق المظلم كانا يقتادانه ناحية الجماعة المسلّحة ..مازال يكبح أنين توجعه رغم الألم الرهيب الذي غشيَه يحفر عميقا حول الجرح في خصره فيتنفس بعمق يأبى أن يبدي ضعفه ..

يوقفانه قبالته يسندانه فيقترب منه مبتسما يطالع ملامحه المحتقنة تنضح عرقا سال على قسماته غزيرا ..يواجه أوس نظراته البارقة بجنون يفضح عدم اتزانه بأخرى صامدة هادئة فتتسع ابتسامته انبهارا ويدنو منه يرفع كفه ليربت على كتفه ويهمس بإثارة غريبة "جسد صحيح بقوة احتمال كهذه لا تليق إلا بخدمتي ..ما رأيك أن تنضم إلى رجالي وتترك عنك رعي شياه الحاج عبد العليم ؟"

يرمقه بذات النظرات الصامدة ..المزدرية في عمقها فيرعد ضاحكا وكأن به مسا من الجان ..فيراه كرجل بلا هيبة بل كذكر لا يمت للرجال بصلة لولا تكوينه الجسدي فلولا ماله ومكانته لرفسه هؤلاء الأشداء كما تُرفس الجيف عوض أن يركعوا تحت قدميه و يخدموه كالكلاب بلا كرامة ..

"يبدو أنك لم تحب الفكرة ..مهما كان ما تبديه من أنفة سيظل حالك حال الخدم و العبيد..تحبون الذل والهوان ..لا تستحقون سوى التمرغ في القاع ..لا تنصاعون سوى بالحديد والنار وإن حدث وحاول المرء رفع مكانتكم ورأى فيكم الأمان تنهشونه من حيث لا يدري .."
بصق كلماته الأخيرة باحتقار واضح وقد توحشت ملامحه مظهرة قبح روحه الصارخ من وجهه المسود ذنوبا ثم ينقلب حاله فجأة وتفتر شفتاه عن ابتسامة مخيفة كالمختل " لكنك أحسنت صنعا حين أقنعتها بالعودة بهدوء دون أن تشك بشيء ..سأكون كريما معك وأكافئك "
يدنو منه أكثر ويرفع رأسه متطلعا في عينيه مباشرة ثم يقول يفح آمرا بذات الابتسامة المجنونة يخاطب أحد الرجلين 'اسحبْ الخنجر "


صرخته المدوية شقت سكون الليل فيطلقان سراحه ليركع على ركبتيه يضغط على الجرح براحة كفه بقوة يوقف النزيف ..
فيحوم عباس حوله ويهمس مستمتعا بمزاج رائق "ألا تشعر بالفضول ..الشيخ عباس بجلال قدره وعلو مقامه يستقبلك محتفيا كما يُحتفى بوجهاء القوم ..لماذا يا ترى ؟"
فينحني نحوه دون سابق إنذار ويحكم قبضته حول ذقنه يرفع وجهه نحوه ويهدر بعنف مجنون يطحن ضروسه وقد احتقن وجهه غضبا شرسا متطلبا لن يخمد بسهولة "لأنك خائن خنت أمانة أسيادك وتجرأت على تهريب زوجتي في الظلام مثلا ؟"

كان هذا أكبر من قدرته على الاحتمال فيفغر شفتيه المتيبستين وتجحظ عيناه مصدوما لهول ما سمعه فيتأمل عباس ذهوله برضا قبل أن يعاود همسه الضاحك المهووس "مفاجأة أليس كذلك ..لكني أفهمك فعن نفسي لازلت لا أصدّق أنها ستصبح زوجتي أخيرا ..بعد طول انتظار "
ثم يأمر بقسوة متوحشة "ارفعوه"
يكور عباس أصابعه في قبضة أمام عيني أوس المنهار لوقع ما سمعه ويبسط السبابة و الوسطى يضمهما لبعض ثم يطالعه بترقب و يرسم طريقه على صدره بنعومة خدّاعة نزولا إلى خصره ثم يضغط فجأة بقوة على جرحه يزيد توجعه فيوشك أن يفقد وعيه إلا أنه يجالد ليتماسك ..

يتأمله منبهرا بصموده للحظات قبل أن يصعد مجددا بأصبعيه المضمومين إلى ذراعه المرتخية على جانبه و يتوقف هناك " لمستك هنا بيدها ..أي ألفة هذه بينكما ؟"
ثم يسحب نفسه للخلف و يقف يحدق فيه متشفيا بينما يغلي داخله غيظا من نظرات أوس المترفعة بأنفة وكأنه السيد هنا ..
يهمس بجنون مطبق وقسوة مرعبة يلهث مرتجفا كالمختل يشتعل غيرة وحقدا من هذا الضعيف الذي يأبى أن يبدي ضعفه أمامه "تلك الذراع ...اكسرها أمامي في التو"




انتهى الفصل الثامن عشر قراءة ممتعة


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 11:21 PM   #298

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتمنى ألا يكون في الفصل أخطاء فدوما ما تفلت مني لعجلتي في التدقيق نظرا لضيق وقتي فلا أراها إلا حين أقرأه بعد التنزيل

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 08:11 PM   #299

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

اللي بيحصل ده ظللللم والله 😭😭😭😭💔💔💔💔
حراااااام 💔💔💔💔
يعني يوم ما تضحك لي الدنيا وأوس يظهر مجدداً ، يظهر في مشهد حارق للأعصاب والقلب هكذا؟! 💔
يا ريته ما ظهر يا شيخة 💔💔😭
حسبي الله فيك يا عباس أنت وتضامر 🙂😭

لي عودة حبيبتي أحلام والتمعن في بقية الفصل مجدداً
تسابقت عيناي للوصول لمقطع أوس ، فلا أستطيع التعليق دون أن أعطي كل ذي حق حقه ❤

الديجور likes this.

ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 02:23 AM   #300

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

يادى المصيبة الله يخربيتك ياعباس

حرام عليكى دى عاملة تعمليها
صدمة قوية جدا على غسان اللى عرفه عن ماضى صفية ونسب ليث وجورى

فعلا اتصال صفية بيه جه فى وقت قتل فرحته بوصوله للحبيبة اخيرا

كسرت قلب قوية لغسان وشمايل وبالرغم من صمودها قدامه ومساندتها ليه الا انها مجروحه ومش عارفه تقرر ايه فى الوضع اللى ظهرلهم من العدم

نادين وافكارها المسمومة اللى لسه بتحاول تزرعها فى عقل تيجان عن طريق دفعها للشك فى نوايا كاظم وتصرفاته

كاظم الثائر داخليا اللى مستنيى لحظة زواجه من تيجان اللى اأجلت لسنين

المصيبة دلوقتى فى عباس ربنا ياخده ياترى عرف منين بخطة صفية لتهريب جورى هل تماضر اللى بلغته ولا هو كان بيراقبهم

ارجوكى انقذيه منهم انا مصدومة ومش عارفه اعلق

الفصل كله صدمات يالومى

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.