آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          وصيه ميت للكاتبه:- ميمي مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-21, 12:53 AM   #841

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


زاهرة عندها امل فى ارتباط أوس بجورى لمعرفتها ان الشيخ مش هيضغط عليها فى اى امر بعكس عباس اللى الحمد لله خلصنا منها بكل ذنوبه وسيئاته
اوس بيحاول يبعد اخته عن الصراعات اللى بتدور حواليها بأنه ياخدها للعاصمة تكمل دراستها

رونق كانت فاهمه امها وعارفه انها بتتواصل مع اختها ودميلة لسه عندها امل ترجع المياه لمجاريها بينهم بدون معرفة اللى عمله الحقير زياد معاها بتخليه عنها بعد تبرعها ليه بكليتها

حبيت قوة معتصم فى تحديه ومواجهته

وعجبتنى جدا الندية بين رونق ومعتصم وطبعا منتظرة سر نادين اللى تناسيناه فى ظل الاحداث اللى حصلت وسبب الحادث اللى تعرض ليه معتصم مع ابوه

تسلم ايدك الفصل روعه

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-09-21, 04:29 PM   #842

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

جوري وليث الاخوه بينهم قويه مهما حصل بينهم لكن رغبة الحمايه عند كل واحد فيهم هيه ايلي هتوجهه بعد هدوء العاصفه
اتنين استعجبت لهم في الجزء ده
جميله وزياد يمكن زياد مش هقول استغربت جرئته وبجاحته لأن رونق هيه ايلي ادته الكارت ده عليها وكلام معتصم كله ليه صحيح فعلا ويمكن ايلي حصل لمعتصم خلاه يقدر يزيد التركيز والملاحظ اكتر من السابق
لكن جميله بجد مستغربهاها وحاسه بوجع رونق منها لأن مش ممكن يكون فيه حد عندي اغلى من ولادي حتى لو هيه مش عارفه التضحيه ايلي عملتها رونق لكن في النهايه بنتها أهم
السجال بين معتصم َرونق مميز وايلي بيخليه مميز اكتر أن كل واحد فيهم فاهم التاني وكمان قادر يأثر فيه

الديجور likes this.

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 01:12 AM   #843

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
زاهرة عندها امل فى ارتباط أوس بجورى لمعرفتها ان الشيخ مش هيضغط عليها فى اى امر بعكس عباس اللى الحمد لله خلصنا منها بكل ذنوبه وسيئاته
اوس بيحاول يبعد اخته عن الصراعات اللى بتدور حواليها بأنه ياخدها للعاصمة تكمل دراستها

رونق كانت فاهمه امها وعارفه انها بتتواصل مع اختها ودميلة لسه عندها امل ترجع المياه لمجاريها بينهم بدون معرفة اللى عمله الحقير زياد معاها بتخليه عنها بعد تبرعها ليه بكليتها

حبيت قوة معتصم فى تحديه ومواجهته

وعجبتنى جدا الندية بين رونق ومعتصم وطبعا منتظرة سر نادين اللى تناسيناه فى ظل الاحداث اللى حصلت وسبب الحادث اللى تعرض ليه معتصم مع ابوه

تسلم ايدك الفصل روعه
ايمي اللطيفة و جمال مداخلاتها كالعادة منوراني يا عسل

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-21, 01:19 AM   #844

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
جوري وليث الاخوه بينهم قويه مهما حصل بينهم لكن رغبة الحمايه عند كل واحد فيهم هيه ايلي هتوجهه بعد هدوء العاصفه
اتنين استعجبت لهم في الجزء ده
جميله وزياد يمكن زياد مش هقول استغربت جرئته وبجاحته لأن رونق هيه ايلي ادته الكارت ده عليها وكلام معتصم كله ليه صحيح فعلا ويمكن ايلي حصل لمعتصم خلاه يقدر يزيد التركيز والملاحظ اكتر من السابق
لكن جميله بجد مستغربهاها وحاسه بوجع رونق منها لأن مش ممكن يكون فيه حد عندي اغلى من ولادي حتى لو هيه مش عارفه التضحيه ايلي عملتها رونق لكن في النهايه بنتها أهم
السجال بين معتصم َرونق مميز وايلي بيخليه مميز اكتر أن كل واحد فيهم فاهم التاني وكمان قادر يأثر فيه
اهلا حبيبتي
اعجبتني ملاحظتك الذكية حول جميلة و ابنتها ....
اولا رونق عبرت عن شعورها و هذا لا يعني ان امها فعلا تفضل اختهاا عليها ...من يدري ربما منيرة هي من توسلت جميلة لتعيد التواصل معها ...ربما جميلة مازالت في داخلها تتمنى ان يتزوج ابن اختها ابنتها مجددا و الدليل ما قالته لها رونق فهي تعرفها حق المعرفة ...ربما تفكيرها محدود تنظر ببساطة الى الامور فما ظنت ان اعادة احياء علاقتها باختها سيشعر رونق انها في المرتبة الثانية ...زد على ذلك جهلها التام لمعاناة ابنتها و مازاد الطين بلة اختلافهما التام عن بعض ...هذا التباين قد يشكل عائقا احيانا في التواصل بين البنت و امها


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 11:17 PM   #845

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع ❤
تسلم ايديك حبيبتي 🌷🌹
حبييييييييييت معتصم ورونق ❤😍😍❤❤
عيزه اشمت في زياد 🙄😞😕


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 06:48 PM   #846

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضور في انتظار نزول الفصل

الديجور likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 11:10 PM   #847

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حياكم الله يا غوالي جيت و معايا الفصل

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 11:13 PM   #848

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس و الثلاثون

(وفي أوجاعنا رحمة من الله ...)


نزل السلام ...الحارة الشعبية
مساءً


سارعت الخطى حين أدركت أن مصدر الجلبة المسموعة من ناصية الحارة لم يكن إلا بيتهم ..

شرّعت الباب بقوة مقطوعة الأنفاس وقد راح قلبها يقرع كالطبول ..

"استهدي بالله يا علوان " راقبت أمها تهدئ والدها الذي كان يرغي و يزبد كالح الوجه يوشك أن ينط على ولديه من كرسيه المتحرك "لا أدري كيف صمتّ هناك بدل أن أثير فضيحة على الملأ و أصفعكما صفعة تذهب سمعكما..من أي طينة أنتما ..أريد أن أفهم ..من أين ورثتما هذه الطباع ؟"

"ما الذي يحدث هنا ؟"
انتبه الجميع إلى وجودها أخيرا حين همست متسائلة بنبرة مشدودة فيبادر يزن هاتفا يبسط كفيه في إشارة منه لاستسلامه أمام عناد أبيه و هياجه المرهق "وأخيرا عدتِ ..اسمعي بنفسكِ واحكمي علّ أبي يرضى و يتركنا بسلام"

انقبض قلبها تلقائيا وكأنها على دراية مسبقة أن ما سيقوله تاليا لن يعجبها البتة فتهز رأسها في حركة تشجيعية متشنجة تسمعه يستطرد شارحا ببعض التوتر"زياد عرض علينا بعض الأعمال كلفتة معبّرة عن جدية محاولة ربط الأواصر بيننا من جهة... و كتعويض صغير عمّا حلّ بنا بسببه من جهة أخرى..أبوكِ العزيز غاضب كوننا وافقنا مباشرة وقبلنا عرضه"

"قبلتما"
ضاعت تلك الكلمة التي نطقتها رونق بصوت أجوف ميت بين هرج والدها حين صاح مجددا وقد استعر غضبه أكثر حين سرد ابنه ما حدث أمام عينيه " لن أعشّم نفسي و أتخيلكما ترفضان و تخرجان من عنده مختالين بأنفة ..لو أنكما تريثتما قليلا و طلبتما مهلة للتفكير ولو إدعاء حفاظا على بعض الكرامة على الأقل ..خائبي الرجا.. كيف تقبلان فتاته بعد ما فعله بأختكما ..بنا جميعا"

يطحن يزن أسنانه يهتف مستاء "بل ما فعلناه الكرامة بعينها ..وما يدريك بجدية عرضه ..ربما كان يداهن فحسب لتأكده من رفضنا ..نقتص منه إذا و نستغل ما يعرضه إلى أقصى حد..ليتعلم عواقب اللعب مع الكبار..وليدرك أن نيل الغفران لن يكون بكلمتين منه و السلام "

يبرطم زين بغلّ متجاوبا مع أخيه "البائس المشئوم... كيف تحسنت أوضاعه ؟"

استمر التراشق بالكلام بينهم لعدة دقائق أخرى ..ما بين تبريرات يزن و زين و صراخ علوان المعترض و توسلات جميلة الباكية ..دون أن ينتبه أحد إلى ذلك القلب التي تحطم إلى أشلاء صغيرة دامية تدوسها أقدامهم ..

لم تشعر بنفسها حين صرخت مستنكرة "كيف تقبلان أن يتفضل عليكما ..كيف تذلان نفسيكما هكذا؟"

فيعم السكون ويصمت الجميع دفعة واحدة ..يناظرها يزن مذهولا قبل أن يصرخ فيها مغاضبا "ليس ذلا ..اللعنة ..ليس ذلا"

تلهث تطالعه مبهوتة ثم ما تلبث أن تتمتم مشددة على كل حرف "بل ذل ...تسوّل ..انعدام شخصية"

تبرق عيناه مستهجنا فيصيح ثائرا"ليس عدلا أن يتمرغ زياد في النعيم فيما يفترض به أن يدفع الثمن ...ثم تتشدقين علي بمبادئ سخيفة تنوين حرماني من حقي رغم أنكِ أدرى بحالي ..أدور في مكاني ..بلا عمل يضمن لي عيشا كريما ..بلا مستقبل ...بلا زواج .."

يستفزها منطقه العجيب المغيظ فتخرج عن طورها على غير عادتها مستعجبة "إذا من حقك أن تتسلق الآخرين هربا من فشلك حين تصادفك أول فرصة مشروعة مواتية... بأي وجه تتحدث بثقة هكذا..كنتُ أنا من نال الحظ الأوفر من الكسرة ..كنتُ أنا من انقلبت حياته رأسا على عقب"

يفلت عيار يزن فيثور يقذف الكلمات في وجهها دون تفكير "بل أنتِ من جنى على نفسه وعلينا حين تمسكتِ به كالمهووسة... ماذا تعرفين عما عايشناه أنا و زين ..أمضينا أياما نتلافى فيها الخروج متخفيين كالجبناء ..وحين قررنا مواجهة الناس عانينا طويلا من نظراتهم المتهمة و همساتهم من خلف ظهورنا ..كم مرة عدنا إلى البيت بعدد لا يحصى من الكدمات و الرضوض بعد أن تستفزنا التلميحات فندخل في شجارات لا نهاية لها ... من يدري ربما لا وجود لقصة الظالم و المظلوم التي نتقمصها ..ربما الخطأ خطؤك فأنا أرى أنكِ من يعاني بينما يعيش هو في رخاء"

"يزن ..هل جننت" ينهره زين مصدوما فيأبى يزن أن يبعد عينيه المشتعلتين عن مقلتيها الخاويتين ...

تحيد بنظراتها إلى أمها المنتحبة تعضعض أناملها قلقا ثم إلى والدها الذي أخرسته الصدمة ثم تعود إلى يزن اللاهث فترد بعد ولهة ببساطة بنبرة فاترة تسبل أهدابها "معك حق ...أنا جنيت على نفسي ..كل ما هنالك أني أخشى أن تورط نفسك مع شخص يبدو أنك تستخف بقدراته مع الأسف ...أتمنى ألا تجني على نفسك أنت أيضا ..وتتذكر كلامي يوما ..حين تندم لأنك أقحمته في حياتك ومنحته دون أن تدرك الحق في تسييرك كما يشاء"

يرفع يزن ذقنه بثقة ويهمس مصمما "لن أندم لأنه لن يسيرني ...لن أعتذر عما قلتُه ..فأنتِ من أهانني أولا والبادئ أظلم"

تسخر منه قائلة ببرود صريح "صحيح ...لستُ أملك عصى سحرية تحسن حياتك لتتقبل اهانتي عن طيب خاطر ..كما تقبلتَ الذل منه بصدر رحب"

إن كان قد شعر ببعض الندم والرقة ناحيتها فقد نجحت في وأدها في مهدها ...يسأم يزن من إصرارها البارد وعنادها المستفز فيصيح مجددا باستياء بليغ "هذا ما تجيدينه ..إشعار الآخرين بذنب فظيع ..فكّري فينا على الأقل..المشردون أفضل حالا منا ..ما العيب في أخذ حقوقنا ..لماذا نخجل بينما لم يخجل هو بعد ما فعله بنا ؟"

تلك الصفعة التي دوت على وجنة يزن أنهت المشادة الكلامية البائسة ..صاحبها صوت علوان الذي هدر زاجرا"يكفي ..كيف تعامل أختك هكذا ؟"

"أبي"
يهتف زين مترجيا يمسك كف أبيه فيما تشهق جميلة منتحبة تسارع إلى تهدئة علوان للمرة الألف ..
"لا تلمسني" ينفض يد زين ثم يوجه حديثه إلى جميلة قائلة بنبرة مختنقة "خذيني إلى غرفتي جميلة"

يتنفس يزن بعنف يشيع والده المنصرف بنظراته ثم يلتفت إلى رونق يحدق في عينيها بصمت لائم ثم ينهب الأرض بخطوات غاضبة و يصفق الباب بقسوة بعد خروجه ...

تلتف رونق إلى زين الحائر وتخاطبه مهمومة "لا يعقل أن تفتحا أبواب الجحيم علي يا أخي؟"

فيتردد قليلا قبل أن يجيبها مرتبكا "بل نساعدكِ هكذا فزياد أبى أن يترككِ وشأنكِ حين رفضتِ عرضه ..حتى أن عمي قاسم ارتاح ضميره ناحيتكِ بمجرد موافقتنا ...لماذا تبالغين رونق ..لن تضطري للتعامل معهم مطلقا إن شئتِ "
إرهاقها النفسي بلغ منتهاه زاده الأرق سوء فتنطق بما مر بخاطرها دون مواربة "بارعان في الإقناع لدرجة أن الإنسان يحتار في حالكما .. لولهة تساءلت كيف لم تستغلا موهبتكما الفذة لتؤسسا تجارة رابحة تجنيان من خلالها أموالا طائلة ...لكني تذكرت أن ما تجنيانه يذهب مع الريح ..سواء كانت طاولة في السوق الشعبية أو مشروعا برأس مال محترم ..ستكون النتيجة واحدة بعقليتكما التي أعرفها ..أتمنى حقا أن تستفيدا من هذه الفرصة بدل إذلال نفسيكما أكثر ..لزام عليكما النجاح واثبات نفسيكما وإلا ستشمتان بكما من يسوى ولا يسوى.."

الخيبة أثقلت صوت زين حين مهمهم مستاءً قبل أن ينصرف بهدوء يلحق أخاه"لا يسعك لوم زياد على تطليقكِ إن كان عرضة للسانكِ هذا حين تغضبين"


وحين خلا المكان إلا منها كانت تتنبه إلى العرق البارد الذي تفصّد من جبينها ..ترفع كفها المتجمدة تمررها على جبهتها ..ترمش تحاول استيعاب أن المشهد البائس الذي حدث قبل قليل لم يكن اختلاقا جديدا من تأليف عقلها الذي أضناه الأرق ..

لم تتخيل و لا في أبشع كوابيسها أن يسير اللقاء المنتظر بين أبيها و عمّها على هذا النحو (الصادم) ..حتى أنها في هذه اللحظة تتمنى لو أنها أوصلته بنفسها بدل الاعتماد على أخويها ...فحينها ما كانا ليسمعا بهذا العرض الكئيب أبدا ...

على الأقل ما كانت لتعرف يوما ما يفكران به ..لا بأس إن كان كل ما قالاه معبرا عن شعورهما ...المهم ألا يظهرا تلك البشاعة لها ..ألا يخذلاها ..فما عادت بقادرة على استساغة طعم الخذلان مرة أخرى ...

تهمس لنفسها بارتعاش غير قادرة على استيعاب ما استجد "يكبلني بهما إذا ...ما تلك العاهة ...؟"

.............................................

"أشعر أنني قصّرت في حقها ...كنت واثقا أني لن أسامح قاسم ما حييت إلا أن قلبي الأحمق حنّ حين علمت أنه على فراش الموت ..يشهد الله أني حاولت مقاومة أحاسيسي لبعض الوقت ..ولو حفاظا على ماء وجهي أمامها ..وكأن هذا لا يكفي ليزيد زوج البغال من معاناتي..."

تنصت جميلة إلى همس علوان المعذب بصمت تعض شفتها السفلى دون أن تتوقف دموعها عن الجريان ...تسمعه يضيف بحجرشة متوجعا "أقسم أني ما كان ليراضيني ولو بكنوز الدنيا ...ولكني تذكرت وصية أبي رحمه الله بأن لا ننقطع عن بعضنا ..فلولا خوفي على موته وفي عنقه ذنب ابنتي ما كنت أبدا لأرأف بحاله ..ما سامحته إلا لأجلها ...لأجل أولادي جميعا فلن أحب أن أرى بينهم ما كان بيني و بين أخي من قطيعة ... والحال أن الأمور انفلتت من يدي ..فحدث ما حدث في بيت قاسم ..ثم هنا في داري ..لم أتدخل عن عمد لفض خلافهم .. ...أردت أن أسمع أفكارهم الخفية عن بعض ...أردت أن أعرف كم قد يتمادون بفعل الغضب ...لكني أدركت مبلغ فشلي كأب يتفرج على تناحر أولاده أمام عينيه ...بدل تكاثفهم..."

"وكأننا... تعاهدنا جميعا ....على خذلانها "قالها بتقطع تلمع عيناه بدموع حبيسة أبت رجولته أن يذرفها ..

"معك حق"
ترد جميلة باقتضاب تعافر لتكبت شهقات نحيبها ...تعود بذاكرتها سنتين إلى الوراء ..وكأن تلك الأيام المولية عادت من جديد فباتت الذكريات حية تجلدها دون رحمة ..صمدت لشهور طويلة بعد طلاق ابنتها ترفض الرضوخ لتوسلات منيرة لتسامحها ...لم تتوانى عن تعييرها و إلقاء كل اللوم عليها أثناء كل مكالمة هاتفية ...عاندت و رفضت رؤيتها ..ومر عام ..ومنيرة على إصرارها باقية ..إلى أن انقطعت مكالماتها اليومية فجأة ...ظنتها جميلة يئست أخيرا فهنأت نفسها على مقاومتها وتماسكها ..طال الغياب فتحرّت عنها لتفاجأ بخبر خضوعها لعملية جراحية بعد تعرضها لوعكة صحية ...زارتها في المستشفى سرا ..وتجاوزت عنها ..و اعترفت لنفسها أنها كانت مضطرة لإلقاء اللوم عليها دون تفريق بينها و بين ابنها و زوجها رغم علمها أن شخصيتها ضعيفة دون أدنى تأثير عليهما ..
وبقيتا على تواصل سطحي عبر الهاتف ...على فترات متقطعة ..دون أن تتعمق كلاهما في حياة الأخرى ...إلى أن اتصلت بها منيرة يومها جزعة وأعلمتها أن رونق في بيتها بطلب من قاسم ...

يعيدها صوت علوان إلى واقعها حين تمتم خائبا يرمقها بنظرات حسودة "على الأقل أنتِ رفضتِ مقابلة أختكِ ومسامحتها .."

لم تعرف كيف تدبرت أمر رسم تلك البسمة المشوهة على شفتيها ولا كيف ارتدت على أعقابها منسحبة من غرفتهما ...

عقلها تبلّد عاجزا عن إيجاد حلّ للطامة التي عصفت باستقرار حياتهم ..حلّ يخرج الجميع من هذه الورطة سالمين بلا ندوب ...كما تأمل ..

...........................................

بعد المغرب بقليل ...

"يرسلونني في جنح الليل لأتسوق وكأن هذا المكان العتيق يعج بعدد لا يحصى من النزلاء الجياع ..إن هو إلا واحد ألغى حجزه بعد ساعة فقط من استقراره في غرفته ..ثم يتهمونني بسوء التدبير حين تتلف الأطعمة ..ما أنا إلا عبد مأمور ..حسبنا الله" تتذمر أم مكتوم بينما تكابد لرفع أكياس المشتريات بيد واحدة وتدفع بالأخرى الباب الموارب لتدخل ...

كادت أن ترمي ما بيدها حين لمحت طيف رونق الجالسة على بداية السلالم تطأطئ رأسها ...لم تتبين هويتها على الضوء الشحيح وقد بدأ الظلام يرخي أستاره تدريجيا ...

فتمد يدها الحرة لتشعل النور و تتنهد تنهرها "أخفتني يا بنت ...أصدري صوتا كي يشعر المرء بوجودكِ على قولة أمك ...ما تلك الجلسة البائسة في الظلام وكأن هموم الدنيا على كتفيكِ"

وقبل أن تسمع منها جوابا تضيّق عينيها متمتمة بشكّ تضع الأكياس جانب الجدار وقد ملّت من تحمّل ثقلها "أم أن والدكِ عاد من عند المتعوس قاسم وابنه سليل المجانين ؟"

ترفع رونق رأسها المنكس أخيرا وتقول ترفع حاجبيها "أنصحكِ بالتخلي عن هذه الألقاب العتيدة ..فقد علا شأن عمي قاسم و ابنه في هذا البيت"

تنفجر أم مكتوم ضاحكة وكأنها سمعت طرفة وتهمهم غير مصدقة "مستحيل ..ألا تكفين عن التلاعب بي بمزاحكِ الثقيل يا بنت ؟"

تبتسم رونق لضحكتها وترد بشرود حزين "على الأقل هناك من يوافقني الرأي"

تتوقف عن الضحك وتجول بنظراتها على ملامح رونق الساهية لبرهة ثم تتساءل بجدية شاعرة بالتوجس من غرابتها "ما الذي فاتني؟"

تفكر رونق قليلا ثم تصطنع الأسف تقول "نصف عمركِ أو أكثر بقليل "


في هذه الأثناء تظهر جميلة في الرواق تغلق الباب على علوان ... تنشج برقة تطالع إحدى لوحات زين الزيتية المعلقة على طوال الجدار دون أن تراها حقا ...وبعد لحظات تفكير كانت تتأملها مقطبة ثم تضربها بكفها وتسقطها أرضا تشهق مبتئسة "والله لا رغبة لي في النظر إلى هذه البشاعة اللحظة ...لست أدري لماذا لم أتخلص منها حتى الآن"

تحدق فيها أم مكتوم فاغرة فاها للحظات ثم تهتف قائلة بنبرة طبيعية تدعي أنها لم تر منها ما يثير الريبة "ماذا أحضر للعشاء يا جميــ..."

"سما أحتسيه يقتلني لأرتاح ..." تقاطعها جميلة مستمرة في نحيبها تسير مستندة إلى الجدار بكفها فتتغابى أم مكتوم هامسة "هل أعود أدراجي إلى الدكان ..لم أكتبه ضمن قائمة المشتريات ..."

تتجاهل جميلة تعليقها وتحيد بعينيها إلى ابنتها الجالسة أسفل الدرج ..تحدق في ملامحها ببؤس عميق زاد من كآبتها فيشتد عويلها وتولول تطبطب على صدرها "ويحي أنا تخرب عشي ..ضاع أولادي ..."


تراقبها أم مكتوم تنوح تسحب قدميها متجهة إلى الباب الداخلي المؤدي إلى صالون الحلاقة و التجميل حيث تفضل أحيانا الإنفراد بنفسها ...

وحين اختفت خلف ذاك الباب كانت تعود بناظريها إلى رونق التي لاحقت أمها بعينيها بدورها بملامح منغلقة لا تنم عن شيء ...

تشتكي هامسة بغصة ترمقها بنظرات لائمة وقد طفح بها الكيل "ألن تخبريني ما الذي يجري ..أم أنكم تتعمدون إرسالي خارجا لتفوتني الأمور المهمة ..وأنا التي ظننت نفسي جزء من العائلة ..متى أفشيت سرا من أسراركم التي لا تنتهي كي لا تثقوا بي هكذا "

تجاريها رونق تقول بجدية تلوي شفتيها " عيب في حقكِ طبعا ..اعذرينا فلم نقصد إقصاءك أم مكتوم ...مع العلم أني لو كنت مكانكِ لحمدت الله الذي صرف عني ذاك القصف العشوائي ..لكني سأحرص على أن ننتظرك المرة المقبلة قبل أن نتراشق القذائف و الشتائم ..فلا يجوز أن يتوقف رصيدكِ من أسرارنا عن التضخم"

تمصمص شفتيها حانقة تطرح سؤالا ملت من تكراره"ما بها أمكِ إذا؟"

فتلوح رونق بكفها تقول بلا اكتراث تتجه إلى غرفتها " لا شيء مهم .. تعرفينها ...مختصة في المبالغة و التهويل..اطبخي لنا سما على العشاء إذا كما سمعتِ منها ..أرى أنه الخيار الأفضل هذه اللحظة"

تراقب أم مكتوم انسحابها مضيقة عينيها ثم تتنهد وتمد كفها إلى الأكياس الثقيلة المركونة جانبا "وهل يلاحظ أحد معاناتي مع هذه الأحمال الثقيلة ...اعتدت أنا وصلات جنونهم التي لا تنتهي ولكني بت واثقة أن قاسم ذاك تلاعب بإعداداتهم وخرب أنظمتهم ...عسى أن يُبتلى و ابنه الخبيث ذاك بالساحق و اللاحق و الرصاص المتلاحق ...عديما الحياء .. "

تستأنف حربها مع الأكياس لتستلم بعد بضعة خطوات وتكتفي بجرّها إلى المطبخ محدثة نفسها" سأطبخ ما أشاء على العشاء وليجرؤ أحد على الاعتراض"


..........................................





ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 11:13 PM   #849

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"شكرا على العشاء" دمدم كاظم بأدب يمسح فمه بالمنديل ثم يوجه حديثه إلى تيجان "يتوجب علي الانصراف "
تضغط تيجان على كفه المستريحة على الطاولة برفق تترجاه رغم أنهما سطّرا مسبقا برنامجهما هذا "ما زالت السهرة في بدايتها"

فيبتسم يذكّرها مبررا "أرغب في النوم مبكرا فغدا يوم عمل طويل"

يلتفتان معا صوب نادين التي نطقت باقتضاب تركز على صحنها تعبث بطعامها بالشوكة "أنتَ أدرى"

فيعود كاظم بعينيه إلى تيجان المتضايقة و يهمس يرمقها بنظرات مشجعة "ليلة سعيدة إذا ...سأمر على معتصم أولا .."

تراقبه ينهض يشكر نادين مجددا على العشاء ...وحين ابتعد بضعة خطوات كان يسمع صوت دفع كرسي تليه خطوات تلحقه ...

امتدت بعدها كف تمسكت بذراعه تزامنا مع همسها الخفيض الموجز"سأرافقك"

باله كان مشغولا بشعورها الجلي بعدم الراحة ...على الرغم من أنها أبدت فرحتها لرؤية أسرتها و اشتياقها لأخيها خاصة ..مشاعر طبيعية كونها المرة الأولى في حياتها التي تجرب فيها البعد عن أهلها لشهر كامل ..إلا أن
ذاك الضيق الذي يستشعره فيها لا يعجبه..أ هو مرتبط بالأجواء الكئيبة القابضة للنفس في الفيلا ..من مرض معتصم إلى جرح فقدانها لأبيها والذي لا يزال طريا ... أم أن في الأمر أبعادا أخرى ...

تيجان كانت في واد آخر تماما ..تسترجع ذكريات مماثلة لما تعايشه اللحظة ..ذاك اليوم سيبقى مخلدا في ذاكرتها مهما طال بها الزمن ..حيث أوصلها ثم صعد معها يقصد غرفة أخيها المقابلة لغرفتها ..لينحرف عن قصده ويفتح لها بابا جديدا لمشاعر عاشت لوجودها جاهلة ...

يوم بدأت ترى فيه كاظم بعين أخرى ..يوم لمست فيه تلك النار التي تشبع فيها ذاك القحط المضني ..تلك النار التي أدمنتها في ظرف قياسي ..

وقف يطالعها تشرّع باب غرفتها ثم تقف بمواجهته بدل أن تدخل .. تحدق في وجهه تفتش عن تلك الذكرى في عينيه ..رأتها هناك في تلك الفضة المنصهرة ..وابتسمت تعض شفتها السفلى تغويه ليحيي ما كان ...

ذاب قلبها حين التوت زاوية شفتيه في ابتسامة إدراك ..قبل أن يسبل أهدابه ويطرق باب غرفة معتصم مستأذنا بدل أن يسايرها ...

"انتظر" أتاه صوتها المعترض حين هم بالدخول فالتفت إليها رافعا حاجبا واحد في تساؤل صامت فتناظره حانقة لا تدري ما تقول وقد تهورت دون تفكير لتزم شفتيها وتوارب الباب في وجهه ببطء مبقية شقا ضيقا تراقب ردة فعله من خلاله بعين واحدة ...

انفجر ضاحكا لا يصدق تصرفاتها العجيبة ثم كان يدخل إلى غرفة معتصم أخيرا...
"أدام الله ضحكتك يا صديق" تمتم معتصم يطالع كاظم المبتسم فيجيبه هذا الأخير فيما يسحب الكرسي المجاور لسريره يتصرف بعفوية يتغاضى عن غيابه عن طاولة العشاء رغم محاولات تيجان لاستمالته "إنها أختك ..تتلاعب بي طوال الوقت"

تشع عيناه يهمس براحة يخالطها بعض الذنب "من المريح أن أراها سعيدة معك..أتمنى أن تسير بينكما الأمور على خير فلازلت ألوم نفسي كوني دفعتها إليك قبل أن يحين الوقت المناسب لها"

يخفف كاظم الحمل عنه قائلا "لا داعي لتشعر بتأنيب الضمير ..ففي النهاية لم أتزوجها شهامة مني لأجلك"

يستطرد معتصم معترفا دون أن ينجح كاظم في مواساته "أجل ..أعلم ..وأنا أيضا شجعتك ..واستغليت ما لمسته فيك تجاهها ...لكني أشعر وكأني جبان تهربت من الاهتمام بها فألقيت مسؤوليتها على كاهلك مبكرا...لا يسعني أن أقاوم شعوري هذا رغم علمي التام بعجزي عن مساعدتها في وضعي هذا"

يرخي كاظم أجفانه مفكرا يشبك أصابع يديه ببعض ثم يهمهم مصارحا يأمل أن يكون لكلامه تأثير في نفسه "تحدث الأمور في الأوقات التي يشاءها الله ..وباعتقادي تلك هذه الأوقات المناسبة ...بصراحة لم يكن بوسعي الانتظار أكثر ...كما أنها مازالت تحتاجك كأخيها فلكل منا موقعه المتفرد الذي لا يعوّض في حياتها "
(موقعك أنت على الأقل ...فعن نفسي لست واثقا من ثبات قدمي في حياتها ..) أسرّها كاظم في نفسه مفضلا الاحتفاظ بهواجسه التي لا يدري بعد إن كانت صحيحة في محلها أم أنها محض وساوس شيطان رجيم يسعى لينغص عيشته ...

"أعتقد أني سأباشر العلاج الفيزيائي" أتاه صوت معتصم الخفيض الذي قطع الصمت الموجز الذي خيم عليهما لبرهة فكان يسأله مستغربا "وما عمل رونق عندك كل هذه المدة إذا؟"

يبتسم معتصم يرد بشرود "أسميه علاجا نفسيا ..وتراه هي عنفا معنويا"

فيبتسم كاظم بدوره يقول"لم أفهم ..ولكني أرى أن تأثيرها جيد عليك ...أبي أيضا كان يحبها "

تتسع ابتسامته يستعجب هامسا "من أين وقعت على كتلة الغرابة تلك ؟"

فيرد كاظم ببعض الحيرة "كانت الأفضل في مركز علاج خاص...صُدِمتُ حقا حين علمت أنهم تخلوا عن خدماتها"

تقتم مقلتا معتصم و يجيب بنبرة مظلمة استشعر كاظم من خلالها غضبه ولكنه آثر التغافل عنها "وهل اندهشتُ أنا ..طبعا لا"



.................................................. .......

"ألن تفتحي الباب تيجان؟" يبسط كفه على بابها المغلق يترجاها مرة أخرى فيأتيه رفضها الغاضب معاندة ...يداعب بأنامله الخشب المصقول يهمس أخيرا بعد عدة محاولات مذعنا "أنا ذاهب إذا ...تصبحين على خير ..أراكِ بعد غدٍ"

وفي اللحظة التالية كانت تفتح الباب بقوة ثم تسحبه إلى داخل غرفتها ..ثم ترتمي في حضنه تبسط كفيها على صدره وترتفع على رؤوس أصابعها تلاقي شفتيه في قبلة محمومة غاضبة ...
شعرت بكفيه على ظهرها مقررا استلام زمام الأمور مزمجرا بحدة فكانت تنتزع شفتيها من أسر فمه متجاهلة تذمره الخفيض وتدفعه برفق هاتفة بحنق "لماذا تتلاعب بي؟"

يتنفس بعنف يستمتع بغضبها في سره إلا أنه يشاكسها قائلا يتصنع اللامبالاة "هل أنا من يتلاعب هنا ..أنظري إلى نفسكِ تبدين كبنت الجيران المتلصصة التي تخشى أن يُقبَض عليها متلبسة في واحدة من مغامراتها الغرامية مع ابن الجيران بدل امرأة بالغة متزوجة عادت منذ يوم فقط من شهر عسل ذائب ..وحار.."

تفضح الحمرة التي زحفت على وجنتيها تأثرها إلا أنها تعاند تدعي عدم اقتناعها فيستزيد هامسا ببساطة تنافي تماما مضمون كلامه"هل يرضيكِ أن أدخل على أخيك وعلى فمي أحمر شفاهكِ..أم أن يقرر فجأة زيارة غرفتكِ فتفتحين له الباب بشفتين متورّمتين وأختبئ أنا في حمامكِ فلن أرضى أن يراني على هذه الحال ...هذا إن سمعنا طرقه على الباب أصلا ...لسنا في غرفتنا أو في فندق يا امرأة ...يمسكوننا بسهولة بالجرم المشهود إن استمررنا هكذا "

تبتسم مستمعة إليه مسحورة بأسلوبه الذي لا ولن تمل منه لتهمهم فجأة تبسط كفيها على جانبي عنقه"لماذا لا تبيت الليلة معي؟"

يرفع حاجبيه يعاتبها بلطف "هل بيننا ثأر قديم يا امرأة ..تُضحِكين عليّ القاصي و الداني ..أمضى شهر عسل كامل بالطول و العرض ثم نام مع زوجته في غرفتها في بيت أهلها وكأنه لا يستطيع أن يبعد يديه عنها..هل يعجبكِ أن يقولوا عني كلاما كهذا؟"

ليضيف تاليا مقطّبا بوجوم "مع العلم أني لا أستطيع الاحتفاظ بيدي لنفسي حاليا ..إلا أني لن أخاطر برجولتي"

تصدح ضحكتها في الأرجاء تقترح عليه حلا " لدينا الكثير من الغرف ..لست مضطرا لتشاركني غرفتي"

فيأتيه رده المتذمر "الله الله ..وماذا استفدت أنا هكذا ..لدينا غرف كثيرة في بيتنا أيضا لمعلومكِ ..لن يصدق أحد أني لم أتسلل إلى غرفتكِ ليلا ...لأني أضمن لكِ أني سأفعل إن بقيت الليلة ...كما أن الهدف هو أن تستمتعي مع أسرتكِ في أول زيارة لكِ كعروس ..لا أن أنام أنا معكِ أو في غرفة منفصلة"

تتسع عيناه في إدراك متأخر يضيف متعجبا"ثم لماذا أنام في غرفة منفصلة ..ألست زوجكِ ..لا حول ولا قوة إلا بالله تجعلين المرء يدور حول نفسه كالغبي الأحمق"

لم تضحك بصخب فبالها كان مشغولا ..وشعورها بالاختناق يشتد ..ترفض البعاد عنه وقد أدركت أنها أدمنت قربه ..يستمع إلى ثرثرتها ..يسليها بأحاديثه الرزينة ..يفاجئها بخرجاته اللطيفة المنافية لهدوئه الظاهري ..تضم نفسها إليه أكثر تهمس بتطلب عاطفي "أريد الذهاب معك"

يصدمه قرارها الفجائي فيدمدم إياها مذكّرا "سيأخذ أخوكِ على خاطره منكِ"

تظلم عيناها تقول بضيق "أنت أيضا تدرك أن ماما لن تبالي سواء ذهبت أم بقيت"

يرتبك لقوة انتباهها لكنه يداري بنجاح يشرح مناورا بثبات و هدوء"خصصت أخاكِ بقولي كون حالته خاصة إذ سيرحب بلا شك بصحبتكِ ..رأيتِ بنفسكِ كم أسعدته رؤيتكِ"

تبتسم بإغواء تستشعره تأثره رغم إدعائه الثبات فتمرر يديها على صدره برفق تهمس بنبرة ناعمة أشبه بالتوسل "تحمّل مسؤوليتك فقد اعتدت على دلالك طوال شهر العسل ...من المجحف أن تحرمني منك ليومين هكذا فجأة...يفترض بك أن تعوضني ولو قليلا بما أني سأشتاق إليك"

يحرك عجزها الأنثوي نزعة التملك فيه فيتضخم صدره مرتعشا للمستها ويتنهد هامسا بذوبان أجش قبل أن تعانق شفتاه ثغرها يصبّر نفسه قبل أن يراضيها "أجل ..اشتاقي ..بل احترقي في أشواقكِ"

احترقا معا في أشواقهما وكأنهما سيفترقان عن بعضهما إلى الأبد ..يتشبث كلاهما بالآخر كالغريق ...
وفي كل مرة يقرران إنهاء الوداع العاطفي يتراجعان ويلتحمان مجددا وكأن كل واحد منهما يسعى لامتصاص كل ما يقدمه الآخر من عواطف لأقصى حد ممكن ...

ينتزعان نفسيهما أخيرا بشق الأنفس ...يلتهمان بعضهما بنظرات مشتعلة يتنفسان بعنف لاهثين ...

يتذكر كاظم أمرا مهما فيتمتم بتقطع "نسيت أن أخبركِ... أني سأمر غدا إلى الجامعة ..صديقي يعمل في الإدارة... وقد أخبرني أن التسجيلات انطلقت"

مازالت تيجان ضائعة فيه تتأمل شفاهه المتحركة...تستغرق بضع لحظات لتستوعب كلامه مستغربة في سرها تذكره أمرا (سخيفا) هكذا فجأة ...

فتجيبه منزعجة تعقد حاجبيها "أحاول جاهدة ألا أتذكر أني أعدت السنة ...حتى أني كنت أفكر في أخذ فترة استراحة هذا العام"

يأتيها ردّه الحازم مباشرة "لا ...ستواجهين فشلكِ ..وتجتهدين وتنجحين في التوفيق بين زواجكِ و دراستكِ"

ليضيف مستدركا يشجعها "لستِ وحدكِ فلا تقلقي"

يقبّل جبينها ويبتسم لعينيها الضائعتين مودعا "تصبحين على خير إذا ...سأتصل بكِ غدا"
............................................

نزلت إلى الصالون بعد مغادرة كاظم حيث كانت أمها تشاهد التلفاز ...ألقت عليها نظرة عابرة قبل أن تركز عينيها على الشاشة ...

جلست على الأريكة قربها تتأمل جانب وجهها المرهق ثم كانت تبادر مستفسرة ببعض القلق "هل أنتِ مريضة ماما ..يبدو وكأنكِ خسرتِ بعض الوزن"

بدا وكأن نادين لم تسمعها إذ استمرت في تركيزها على الفلم للحظات قبل أن تلوي عنقها ناحيتها ترمقها بنظرات متفحصة"أنا بخير تماما عزيزتي ..كل ما في الأمر هو أنني أتبع حمية غذائية للمحافظة على رشاقتي ..في المقابل أرى أن وزنكِ زاد قليلا"
"حقا ؟" تتطلع تيجان إلى نفسها مذهولة فتربت نادين على كتفها بإشفاق "ستفسدين قوامكِ على هذا المنوال"
تقطب تيجان تقول منزعجة "أأنتِ واثقة ...كاظم لم يشتكِ أبدا"

تبتسم نادين بأناقة تقول ببعض الدهشة "يبدو أن حياتكِ تمحورت حوله أسرع مما توقعت ...أرجح أنه وراء حذفكِ لحسابكِ أيضا"

ترتبك تيجان وقد أخذتها أمها على حين غرة ..وبينما كانت تفتح فمها لترتب كلماتها المبعثرة في ردّ مقنع تناهى إلى مسمعها صوته الجهوري الحبيب"بالطبع ستحذفه إن أرادها أن تمضي وقتا أطول معه ...إن رأى أنها تركز أكثر من اللازم على مشاطرة خصوصياتها مع متابعيها"


تغفل تيجان عن نظرات معتصم المتحدية لأمه تقفز من مكانها تلاقيها هاتفة بجذل حقيقي "معتصم ..لم تخبرني أنك أصبحت تغادر غرفتك"

ترفع نادين ذقنها تحاول الصمود ..تكابد لتخفي فرحتها لخروج ابنها من قوقعته أخيرا وفي ذات الوقت تخشى من نظراته تلك ..

عيناه على أمه يرمقها مبتسما ...كانت هذه أول مرة يغادر فيها غرفته لكنه ناور قائلا بهدوء استفز أعصابها"أردت أن أفاجئكِ ..أسهر كل ليلة مع أمكِ الغالية حتى الصباح ..نجتر ذكرياتنا الجميلة"

التوتر بينهما يشتد لكن تيجان كانت غارقة في فرحتها فتعاتبه تضرب كتفه بلطف"هل نبذتماني بهذه السرعة كالغريبة ..كيف تخفيان خبرا مبهجا كهذا عني؟"

تنطق نادين أخيرا بنبرة مشدودة "لماذا لم تطالبها أنت بحذفه إذا بما أنك لاحظت تأثيره السلبي عليها؟"

تتسع ابتسامته يرد مكشرا "لم تتح لي الفرصة لاسيما و أني كنت مشغولا ببعض الأمور المهمة..سؤالكِ يرتدّ إليكِ فمن المفترض أن تلاحظي هذه التفاصيل بما أنكِ أمها"

وقبل أن يمنحها فرصة الرد يقول لتيجان بلطف مداعب "أتيت لأخطفكِ خصيصا لنسهر الليلة في غرفتي"
وقبل أن يلتف بكرسيه المتحرك يستفز نادين قائلا "ألن تأتي معنا..يا أمها؟"

تمرر كفها المرتعشة على عنقها تهمس باختناق "لا سأخلد للنوم فلديّ صداع خفيف..ليلة سعيدة"

تتردد تيجان قبل أن تلحق أخاها تطالع أمها وقد التقطت متأخرة الأجواء المكهربة قبل أن يناديها معتصم فتذهب خلفه دون تعقيب ..

.................................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-10-21, 11:14 PM   #850

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قرية الجبل الأسود ...دار الحاج عبد العليم


تقف سمية أمام باب الدار تودع فريدة التي أتت لتطمئن على صحة أمها ..تتململ تحاول الاستماع إلى أحاديث أختها التي تذكرت الكثير فجأة ما إن وقفت في عتبة الدار ...تستعيذ بالله في سرها تنتظر كلمة (طابت ليلتكم) بفارغ الصبر ..

تنبهت كامل حواسها حين وضعت فريدة يدها على فمها ودنت منها هامسة بإثارة كمن وقع على كنز ثمين"لم أشأ أن أفاتحكِ بالموضوع أمام أمي بما أنها مرهقة ..أحد أقرباء زوجي عاد منذ فترة قصيرة من خارج البلد بعد أن أمضى هناك ثلاثة عقود كاملة ..ينوي الاستقرار هنا بصفة دائمة ..مطلق بلا أطفال كما أن عمره مناسب ..كل ما يريده امرأة تريح رأسه فقد سئم صخب العيش في الغربة"

ينقبض قلبها لفكرة اقترانها برجل مختلف عنها في كل شيء ...بعيد عما تربت عليه فترد ممتنة "خيرا فعلتِ حين شاورتني أولا ...لا داعي لتجلبيه إلينا ..لا أظنني قد أنسجم مع رجل تشرّب عادات الأجانب وأسلوب حياتهم"

تعاجلها فريدة بعينين براقتين تحاول إخفاء انزعاجها "لا تتسرعي الحكم قبل أن تريه ...رجل ودود سلس منفتح يهتم بكِ ..تعيشين معه في سخاء و رخاء"

ترتعب سمية من فكرة إمضاء ما تبقى من حياتها مع هذا الرجل فيتجلى نفورها في كلماتها حين قالت بضيق"لا رغبة لي فريدة ..لطفا لا تضغطي علي"

تعوّج فريدة فمها وتهمهم بخيبة في محاولة أخيرة لإغرائها "ضيعي على نفسكِ فرصة ذهبية في عمركِ هذا..وانتظري رجلا جاهلا متعنتا من رجالنا يقبر ما تبقى منكِ "

تتلافى سمية التعقيب وتودعها على مضض ثم تحث الخطى عائدة إلى مخدع أمها ..
ترفع رأسها تناظر القمر المكتمل بدرًا الذي أنار طريقها فيما تسير في فناء الدار المفتوح ...

وحين بلغت الممر المؤدي إلى جناح أمها كانت تبصر خيالها الواقف في زاوية معتمة ...يدها على قلبها الخافق جزعا بلوعة تقول "أفزعتني أمي ماذا تفعلين هنا في الظلام؟"

توليها تماضر ظهرها تتوكأ على عصاها عائدة إلى مخدعها تأمرها بهدوء "اجلبي حفيدتي شمس ..أريدها أن تنام قربي الليلة "

تتبعها سمية تطالع ظهرها الذي ظل شامخا صامدا لسنوات ..ثم طفق ينحني تدريجيا منذ أن مات أخوها فاتح ...باتت تعجب لما يراودها بين الفينة و الأخرى ..انهيارها الغريب زادها غموضا على غموض ..فتتشوش الصورة في ذهنها وتعجز عن رؤية أمها الصلبة التي لا تحنيها المهن الشداد في صورة عجوز ضعيفة تستأنس بحفيدها كل ليلة ..فلا يطيب لها المنام من دونه ...ولو أنها تكابر وتدعي أنها ما أرادت إلا أن تتسامر و إياه كل ليلة ..فيثقل الكرى أجفانها ..ويصر هو على النوم معها ..

وهاهي الليلة تهاب النوم لوحدها بعد أن عاد ليث إلى العاصمة ..فترغب أن تستأنس بشمس عوضا عنه ...

تلتف تماضر نحوها متسائلة بصمت يلتمع الغضب في عينيها عن سبب عدم التزام سمية بطلبها مستمرة في تعقبها ..فتبتسم تجيب تساؤلها الصامت "نامت مبكرا أمي ..تعلمين أن إيقاظها عنوة يدخلها في نوبة بكاء حادة"

ودون ردّ تستمر في طريقها مصغية إلى نقرات عصاها وقد تردد صداها في سكون الليل فبدت لأذنيها كأصوات رتيبة كئيبة ...

تراقب سمية تعدّ مفرشها ...تجلسان جنبا إلى جنب في صمت مطبق للحظات قبل أن تلقي سمية تحية مسائية خفيضة تهم بالمغادرة إلى غرفتها ...
"إلى أين تظنين نفسكِ رائحة ..ستنامين معي الليلة"
تجمدت كف سمية على مقبض الباب حين تناهى إلى مسمعها هتاف أمها المغتاظة فتستدير نحوها تتساءل لاهثة متسعة العينين "أمي ..من أنا ؟"

تبهت قسمات تماضر وقد فاجأها السؤال وتزجرها بالقول المعاتب "أتهزئين بي سمية ؟"

تهز رأسها نفيا ترد بصوت أجش مختنق تطرق أرضا بعينيها "حاشا لله أن أفعل ..لا تؤاخذيني أماه فما رأيتكِ قط تطلبين من أخواتي المبيت معكِ"

لم تجرؤ على رفع رأسها و النظر في وجه أمها حين لم تسمع ردها ...اتجهت صوب السرير الوحيد في المخدع و سحبته ليجاور سرير تماضر المزدوج ...كانت تحضر نفسها للنوم تنتظر منها أن تتراجع و تصرفها في أية لحظة ...

استلقت على ظاهرها بعد أن أطفأت الأنوار ..تطالع السقف بشرود تصغي إلى تنفس تماضر ...نطقت بعد برهة فجأة "فريدة أخبرتني أن أحد أقرباء زوجها كان مغتربا لسنوات طويلة في بلاد الروم ..عاد مؤخرا و ينوي أن يتزوج من بنات القرية ..لم أرتح لعرضها هذا فرفضته مباشرة ..رغم أن القطار قد فاتني كما يقال إلا أني لست كئيبة مطلقا ولا أرضى بأي فرصة من الفرص التي لا تتوقف أخواتي عن اهانتي بها فقط ليطلق علي لقب متزوجة و السلام "

قبل دقائق فقط كانت ممتنة لفريدة التي لم تفاتحها الموضوع أمام أمها ..وهاهي ذي تطلعها بنفسها ..لم تكن معتادة على مكاشفتها بمكنوناتها و لا الفضفضة لها كأم و ابنتها ولكن إحساسها اليوم تجاهها كان مختلفا ..

تصمت مقطوعة الأنفاس تنتظر جوابها الذي تأخر ..لتحكم على فراستها ..أأصابت أم خابت ...

"افعلي ما ترينه صائبا ..ما عدتِ طفلة تحتاج توجيه أمها" تنطق تماضر بعد سكوت طويل فتهمس سمية مذهولة "لم أعهدكِ لينة هكذا"

وكأن تماضر تأخذ وقتها لتفكر في الجواب ..عن الكلام تصوم مجددا لدقائق معدودة ثم تقول أخيرا بنبرة كئيبة مذعنة "إلى متى العناد ..إلى أين ..تعبت وأضناني المسير عكس التيار .. ما عاد في خاطري ملامة لأحد ..ولا عاد في هذه الدنيا ما يستهويني..غير أفئدة أرجو ألا يتلاشى منها وجودي .."

تصمت لبرهة ثم تخاطبها بحجرشة "أظالمة أنا في عينيكِ ؟"

تتردد سمية قليلا قبل أن تقول مبتسمة " أهو تقلب حال طالكِ كما يطال الجميع ..أم أن ظلمة الليل تفعل بمشاعركِ الأفاعيل"

تتخيل تماضر بسمة ابنتها التي تجلت في كلماتها ..تلاحظ أنها تلافت الإجابة ..فتتناسى بدورها تساؤلها العابر ..وكأنها لم تكن تتوقع منها ما تنحي به حيرتها ..تقول بعد برهة دون اكتراث "سمّها ما شئتِ فلست أبالي"

تنقلب سمية على شقها الأيمن تهمس بدفء "تصبحين على خير أمي"

فتغمض تماضر عينيها وقد وصلها ذاك الدفء ..ودغدغ حواسها ..وتختم مسامرة الليل بصوت أجش مرددة "وأنتِ من أهله ..وأنتِ من أهله"


...........................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.