آخر 10 مشاركات
رغم وجود الحب(81)-قلوب شرقية-للجميلة: Asmaa Ahmad~مميزة(حصرياً)[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          إلا نسيانك..! (50) -قلوب شرقية-للكاتبة الرائعة:حكايا شهرزاد *مميزة & كاملة بالروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          قد ننسى..!!-ج3 من متاهات القلوب -للكاتبة الرائعة :ليلى أحمد[زائرة]*كاملة&الروابط* (الكاتـب : Layla Ahmed - )           »          هل يخفق من جديد؟(62)-ج2 متاهات القلوب-للرائعة:ليلى أحمد [مميزة]كاملة &الروابط * (الكاتـب : Layla Ahmed - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          ثلاثتهم بين حب وجحيم(مميزة)-قلوب شرقية-حصرياً-بقلم المبدعة:رؤى صباح مهدي*كاملة&روابط* (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          مياسين(80)قلوب شرقية-حصرياً-للكاتبة المتالقة:بسمة محمود *مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : basma mahmoud - )           »          أربعة شكلوا حياتها (66)-شرقية-ج2 سنابل الحب-للمبدعة:منال سالم [مميزة] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سِـــيدْرَا (41) -نوفيلا- ج1 من سلسلة سنابل الحب للرائعة: منال سالم *كاملة & الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-21, 09:15 PM   #941

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الخير
تسجيل حضوووووووور
في انتظار نزول الفصل

الديجور likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:19 PM   #942

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اطلانتس مشاهدة المشاركة
متحمسين لبارت اليوم بالانتظار😍😍😍😍😍😍
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lamees othman مشاهدة المشاركة
مسا الانوار والحلا ..

❤❤❤❤🍁🍁


منتظرين حلو كلامك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
مساء الخير
تسجيل حضوووووووور
في انتظار نزول الفصل
يا هلا بحبايب قلبي

أكيد في فصل الليلة بحول الله أتمنى ينال استحسانكم

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:43 PM   #943

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل التاسع و الثلاثين حالا ...قراءة ممتعة للجميع لا تنسوا أن آراءكم تهمني
الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:45 PM   #944

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

(الفصل التاسع و الثلاثون)


(الآن يدرك معاناة هؤلاء الّذين يعيشون على الهوامش، أولئك الّذين يتجاهلهم النّاس، لفقرهم ربّما، لقُبحهم ربّما، لضعفهم أحيانًا، لعجزهم عن تقديم أنفسهم بشكل لائق والحديث عن ذواتهم بطلاقة، أو لصمتهم عند الإساءة إليهم مرّات ومرّات، لعجزهم عن التعبير عن أنفسهم لسبب ما، لشخوصهم الهشّة التي تتلاشى في حضور آخرين يلمعون كالنّجوم فيخطفون الأضواء، أو لأنّهم تنازلوا عن حقوقهم ببساطة، وابتلعوا الإهانة مرّة بعد مرّة فغضّ النّاس أبصارهم عنهم، واستهانوا بهم واستبعدوهم من إطار رؤيتهم)
مقتبس- الدكتورة حنان لاشين-



"الآنسة رونق هنا ...هل أسمح لها بالدخول؟"
قالتها الخادمة بأدب فيعاجلها معتصم يساوره القلق من قدومها في هذه الساعة المتأخرة"طبعا أوتسألين ؟"


تدخل رونق حينئذ ترمق المرأة بنظرات لائمة تقول مشتكية ببرود "أرأيتِ ...هل عزّ عليكِ أن آتي متى أشاء ..لا حول ولا قوة إلا بالله..وكأني ألصق ملحوظة على جبهتي (هذه المخلوقة ترحب بكل أشكال التنمر)!"

فتتململ الخادمة منزعجة من تعليقها وتنصرف دون أن تعقب مكتفية بإلقاء تحية مسائية جوفاء ...

وقبل أن تسترسل رونق في وصلة شكواها كانت تداهمها نوبة غثيان فتسارع إلى الحمام ...

كان يجلس على سريره مميلا جسده على الوسائد خلفه ..يستمع إليها تستفرغ ما في أحشائها عدة مرات ثم بعد فترة يطالعها عائدة إلى غرفته مترنحة تتذمر بضعف دون أن تنظر نحوه " وكأن هناك محفز ما لأعصاب معدتي في غرفتك ..يحلو لها إلقاء ما في جوفها في حمامك الجميل"

جلست بعدها في صمت على الأريكة المقابلة ..تحاول احتواء الرجفة التي هزت جسدها كقطة صغيرة ضعيفة بللها المطر في عز الشتاء ...ترفض أن ترفع عينيها إليه ..تنكس رأسها تركز في نقطة ما على الأرضية الرخامية ..

معتصم بدوره لم ينطق حرفا واحدا ..وقد أدرك من حالتها أن ما أخرته طويلا قد حدث ...

يشعر تماما بما تمر به اللحظة ..حين يكون الصمت الحل الأنسب ..حتى أن المرء يفكر لو بوسعه أن يهتدي إلى ما هو أهدأ من الصمت لأقدم عليه دون تردد ..

"تعالي"
يهمس بنبرة آمرة واجما حين طال الصمت بينهما فترد بشبح ابتسامة مرتعشة دون أن ترفع رأسها "لم يعد بمقدوري الوقوف..ساقاي تتدللان بغية الحصول على توصيلة مجانية أخرى...مخيب للآمال!"


"وليد ..تعال وساعدني لأجلس على الكرسي من فضلك" يتعالى صوته مناديا الممرض المرافق دون أن تتزحزح نظراته المشتعلة غضبا عنها ...


يصرف وليد إلى غرفته ثم يدنو منها ببطء تتعلق عيناه بوجهها المطرق المتبلد ..ارتعاشها يشتد أكثر ..تقاوم جاهدة تسعى للتحكم في انفعالها المكبوت ...


ودون سابق إنذار كان يحتوي رأسها من الخلف بيده ثم يرفعه ليقابل عينيها غصبا عنها ... تلك النظرة المهتزة بخلاف ملامحها الباردة المتصلبة ضربته في مقتل ..فكان يحجب عينيها يبسط راحة كفه الأخرى عليهما ..لا يطيق رؤية ذاك الضياع المضني ..ذاك العجز المقيت ...

استسلمت لحركته دون أدنى مقاومة ...نجحت لبعض الوقت في الحفاظ على هدوئها المنافي لارتعاش شفتيها ..

وحين قرر إفلاتها كان يشعر ببلل دموعها الصامتة على راحة كفه ... لم يكن ليصدق أنها تبكي لو لم يبصر بأم عينيه انهمار العبرات على وجنتيها ..

لتفاجئه بما لم يكن في الحسبان إذ انفجرت باكية بحرقة موجعة تهذر بتقطع أجش " أريد أن أموت وأخلصهم من عبئي ...لا يمكنني تحمل ما سببته من خراب "

" أكره نفسي ..أكره نفسي!"
ظلت بعدها تردد ذات العبارة فيجيبها في كل مرة مصرا بغصة استحكمت حلقه "بل تكرهين ما كنتِ عليه .."

أبى أن يحرر عينيها ..لا لشيء عدا رفضه أن يسمح لها برؤية تلك الدموع الزجاجية اللامعة في مقلتيه ..

في مرحلة ما بعد أن تغيرت حياته قاسى كثيرا حين اكتشف كم كان وحيدا ..تعيسا ..مخدر المشاعر ..وأن كل ما يعانيه لا يغير من قَدَره وقدَر والده ..فالحياة ستستمر من دونهما ..رحب بوحدته تلك واستأنس بانعزاله عن عالم لا يعني له شيئا ..

ظهور رونق شكل خطرا كبيرا على مشاعره ..فليس من الهين أن يتفرج على نفسه فيها ..ليس من العدل أن يتقاسما أدق تفاصيل الخيبة والخذلان ..فالوضع كان أسهل بكثير حين كان يتجرع مرارة الماضي وحيدا ..

تفهم أخيرا بوحها بمكنوناتها مرة بعد مرة ..فأن تعثر على من يفهم كلماتك ويسعى لاستنطاقك يسحب منك التفصيلة تلو الأخرى يجعلك تستمتع بعذابك على نحو عجيب ..وكأن في جَلد ذاتك بحقائقك الموجعة راحة غريبة ..

نشيجها العنيف أحيى مشاعره الغافية كبركان نشط خامد ..عزف على أوتار عذابه معيدا نشر كل الصور أمام عينيه دفعة واحدة ...


أعاده تصلبها بين يديه إلى الواقع فيلاحظ أخيرا أن نحيبها توقف ..يطلق سراح رأسها ويكشف عن عينيها المغمضتين فيما يتراجع في صمت إلى الوراء ..

تمسح دموعها الجارية بكميها وتطرق برأسها واجمة ترفرف جفونها دون توقف تأبى أن تنظر في وجهه ...

"نادمة؟"
يبلغها همسه الخفيض فتهز رأسها نفيا تصارحه بفتور كئيب بصوت أبح من فرط البكاء " لا ...بكائي أمامك لا شيء مقارنة بما تعرفه عني ..لا ضير من أن يشهد غريب انهياري"

"ألا تمانعين المبيت هنا أم أنكِ معتادة على رفقة الغرباء؟"
سؤاله الخشن فاجأها فترد مستسلمة "لا ملجأ لي غير بيتك الساعة .." ثم تضيف مترددة "هل تسمح لي بالنوم في غرفة أخرى ..المجاورة مثلا ..أو.."

يقاطعها ساخرا "لن تتحركي من تلك الأريكة فكما ترين لا خوف مني فلست بقادر على خدمة نفسي أساسا" لينادي بعدها على وليد ليؤويه إلى سريره دون أن يسمع ردها ...

.........................................

الحارة الشعبية ...ليلا

"أمتأكد أنكما بحثتما عنها جيدا؟" تقول أم مكتوم مشكّكة فيهتف يزن ممتعضا "وهل نحن أطفال يا أم مكتوم كفيّ عن طرح هذا السؤال البغيض!"

"سأخرج للبحث عنها بنفسي!" تهمس جميلة بلسان ثقيل تئن تحاول النهوض من سريرها للمرة العاشرة ربما فيعيدها زين إلى مكانها ينهرها مشفقا "لن تتحركي شبرا واحدا من مكانكِ بهذه الحالة المزرية"

فتعود لنحيبها تضرب فخذيها براحتيها "أين ذهبت في هذا الليل ...ويلي ..ابنتي ..ماذا لو حصل لها مكروه!"


"لن يحصل لها شيء فقد فعلت الكثير لوحدها خلف ظهورنا" يتمتم يزن بنبرة مظلمة وكأنه يحدث نفسه يناظر أمه بطارف عينه فيميل عليه زين هامسا بخيبة "لا زلت لا أصدق أنها تعيش منذ سنوات بكِلْيَة واحدة!"

همسهما الخفيض بلغ جميلة التي صاحت تزجرهما منتحبة "أين أنا و أين أنتما ...معدومي الضمير ..ابنتي ...ضاعت ابنتي! "

أم مكتوم التي نفذ صبرها صاحت أخيرا تقصف دون أن تبالي "أرى أن أمومتكِ أفاقت من غيبوبتها فجأة ..لا تؤاخذيني فلم أرها يوما محتاجة إليكِ"

فيضيق يزن عينيه موافقا يبرطم "ومازلت تقول ابنتي ..ابنتكِ اختفت كفص ملح ذاب دون أن تراعي قلقنا عليها!"

تلتفت أم مكتوم إليه تستنكر أن يضم صوته إليها وكأنهما يشكلان فريقا ضد رونق " لم أرك يوما تتساءل عن مكانها رغم أنها أضحت تهيم خارجا طوال النهار ..هل تعلم أصلا أنها عثرت على عمل أخيرا.. تنطقون الحجر يا وجوه البخس!"

يرمقها مشدوها للحظات ثم يهب واقفا يتوعدها بنبرة خفيضة "راقبي فمكِ يا أم مكتوم فلستُ في حالة أراعي فيها سنكِ ..كنتُ أثق بها لهذا لا أتعقب خطواتها"

تلوي شفتيها مستاءة تزدريه بالقول "ليست مسألة ثقة يا بعيد بل اهتماما ..أم أشرح لسيادتك الموقرة ما الاهتمام!؟"

فيستشيط غضبا منها يصرخ "لو كانت تهتم بنا لاشترت لنفسها هاتفا ..على الأقل نتمكن من التواصل معها .."

نظرات التحدي في صمت بينهما سجال يأبى كل واحد أن ينكمش على نفسه خوفا أو أن يتراجع عن رأيه ...

القرع المتواصل على الباب أجفلهم جميعا فيسارع زين و يزن تتبعهما أم مكتوم مسندة جميلة التي راحت تبكي مولولة وقد ظنتها رونق عادت أخيرا ...

رابح الذي ظهر ما إن فتح يزن الباب ملهوفا رغم ما يبديه من غيظ خيب أملهم جميعا فيتعالى نحيب جميلة وقد انهارت مرة أخرى وكأن رابح جدد مأساتها وقلب مواجعها ...

"ابنتكِ بخير " همسه الخفيض بلغها رغم نحيبها المتعالي فتخبط صدرها تقترب منه هاتفة بلوعة "أين هي ..خذني إليها؟"

يداهنها رابح بالقول الخفيض مشفقا على حالها "برأيي دعيها ترتاح قليلا ..يكفيها ما عاشته اليوم من جحيم"

جوابه كان غير متوقع إذ أذكى نيران غضب يزن الذي هجم عليه يشد ياقة قميصه "يا ....من أنت لتتشدق علينا بما يصح وما لا يصح؟"

فيرد رابح برصانة يصر على خلاف عادته على مقابلة عينيه بنظرات ساخطة "مجرد إنسان شهد مقاساة إنسان آخر لساعات طويلة!"

رغما عنه يحنّ قلبه لكنه يكابر يصرخ في وجهه مستنكرا يشدد من قبضته المحكمة حول قميص رابح "من أنت لتتدخل في شؤوننا ...لا مانع لدي إن كنت تتوق لأكسر عظامك وأرسلك إلى أمك ملفوفا في الجبائر!"

يستمر رابح في صموده رغم توتره الباطني فهو ليس معتادا على أجواء المشاجرات و المشاحنات "شؤونكم هي من خرجت إلينا يا جاري فعلى الأقل أنا لا أتحدث خلف ظهوركم ..تصبحون على خير وأرجو أن تتخطوا هذه الأزمة في أقرب الآجال"

ومع آخر كلمة نطقها كان يحاول تحرير قميصه فينصاع يزن لرغبته يناظره بملامح متصلبة تائهة ...

وحين رحل رابح سرعان ما كان ينتفض هاتفا يلتفت إلى أمه مشيرا بيده ناحية الباب في محاولة بائسة منه للتغلب على تشوش أفكاره "أرأيتِ إلى ما أوصلتنا ابنتكِ ..حتى رابح الطري أضحى يتبجح علينا .. !"

تترنح جميلة فتتشبث بذراع أم مكتوم أكثر تنشج بانهيار تعتصر جفونها المطبقة "يكفي ..أنا تعبت ..تعبت ..أريد ابنتي! "

يراقبان أم مكتوم تعيدها إلى غرفتها تبكي بأسى يتقطع قلبها على ابنتها ثم يسحبان قدميهما يجلسان في صمت كئيب مطبق أسفل السلالم ...

نطق يزن أخيرا وقد ضاق صدره من فرط القنوط و الحيرة "أنا سأفقد عقلي ..هل أصبح الذنب علينا الآن...هي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه ..أشعر وكأني كلب ذليل يلاحق عظمة مربوطة بخيط يسحبه شخص خسيس متلاعب!"

لا يرد زين فورا وكأنه يتمعن جيدا في التفكير ليقول بعدها بتعاسة "ما عدت بقادر على التمييز ..ولكني أعترف أن تأنيب الضمير يعاودني بعد أن اضمحل ذاك الغضب الأسود الذي غشي عقلي ..الأمر ليس وكأنني لم أعد غاضبا ..أعتب اللحظة على نفسي ..وعليها ..علينا جميعا ..فكما قال أبي ..تفننا في خذلان بعضنا البعض ..بت أتساءل الآن كيف لم نلاحظ ولو النذر اليسير مما عايشته ..أشعر أننا لم نبذل يوما جهدا لنفهمها ..لنراها على حقيقتها ..أيعقل أننا لا نعرف أختنا كما ينبغي للأخوة أن يعرفوا بعضهم .."

يضحك يزن بلا مرح يصيح مستهجنا "هل أصابت لوثة ما عقلك ..ما كل هذه الحكمة التي هبطت فجأة على معاليك.. لست مخطئا في لومها ولن أكون ...هي التي .."

فيقاطعه زين بهدوء يواصل شرح ما يبصره و يشعره قبل أن تتوه الصورة منه ويغلبه يزن كعادته "بخلاف عادتي بذلت مجهودا كبيرا في التفكير خلال الساعات الماضية وأريدك أن تسمع مني و تحكم بعدها ...لطالما كان أبي وأمي فخورين بها ..يتباهيان بعملها الجيد و دخلها الممتاز بعد أن درست و اجتهدت لسنوات...كنا نراها دوما بخير حتى بعد أن خطبها زياد لم أكترث كثيرا لانجذابها إليه وموافقتها عليه مباشرة دون أن تعترض خوفا من مرضه .. كان علي أن ألتقط تلك الإشارات التي فضحت حبها الأعمى لذاك الوغد ..أنا لم ألاحظ أصلا أنها تغيرت ..ربما ما زالت ساخرة صريحة كما عهدتها ولكن ذاك الشغف المميز فيها لم يعد موجودا ..ذاك البريق المتألق في عينيها انطفأ .."

يهتف يزن حين بدأ صبره ينفذ "ما الذي تهذي به ..هل تلبسك جني لا قدّر الله ؟"

فيترجاه زين بالقول المهادن"أعرني هدوءك من فضلك لا تفسد تسلسل أفكاري ...أراهن أنك أيضا نسيتَ ما فَعَلتَه رونق لأجل أبي وكأنه لم يكن ..لم تتوانى في إنفاق كل مدخراتها على علاجه حين تعرض للحادث الأليم الذي أقعده ..لم ننتبه لحجم الخسارة التي ألمت بها دفعة واحدة ..مطلقة على أعتاب الثلاثين ..بسمعة مشوهة ..عاطلة عن العمل ..بلا فلس واحد ..دعنا نعترف أننا أهملناها كثيرا ..صمتها عن الشكوى واحتفاظها بهمومها لنفسها ..عوامل جعلتنا نراها دوما قوية لا تقهر ..حتى أننا أحيانا نرهقها دون قصد بمشاغلنا ..أم أنك نسيت أنها ساعدت أبي طويلا في إدارة هذه الخربة تقوم بكل الإصلاحات والأشغال التي نتهرب منها دون أن تعترض"

يقاطعه يزن مبررا بفظاظة "لم أكن أتهرب ..ما ذنبي إن كنت دوما مشغولا!"

فيناظره زين بطرف عينه يسخر منه بجفاف "وكأني لا أعرف مشاغلنا !"

ليستطرد بعد وصلة صمت قصير كئيب "رونق تغيرت كثيرا ..يسوءني أن أدرك أنها كانت ضعيفة ..ساذجة ..منساقة خلف حبها الأعمى ..هذا الجانب منها لم أعرفه يوما ..لا أحبه ولا أستطيع تقبله ..عزائي الوحيد أنها لم تعد كذلك .."

يواصل سارحا يتذكر ملامحها المصدومة ونظراتها الخائفة وكأنها عادت طفلة صغيرة ضائعة تتبعهما في الحارات وتفزع حين تنشب الشجارات بين الفتية الأكبر سنا "ردة فعلها أوجعت قلبي ..صمتها دون محاولة الدفاع عن نفسها أضناني ..وكأن لديها مناعة تجاه الصدمات الاجتماعية .. لا تنتظر شيئا من أحد...تعرف أنها ليست ذات قيمة عند أي أحد.. مجرد شخص عابر في حياة الجميع بما فيهم نحن.."

ينتظر تعقيبا من يزن على شرحه المستفيض لكنه لا يلقى غير الصمت ردا كموافقة غير منطوقة على ما قيل فيتساءل متنهدا يغير مسار الحديث "هل تعتقد أن أبي بخير؟"

فيهمس يزن بصوت مختنق متأسف على ما حلّ على رؤوسهم "لا ...استرقت السمع إلى بابه ..لم أسمعه يوما يبكي بحرقة هكذا"

يدمدم زين بعجز ضائعا "وماذا سنفعل بعد أن بعنا كل شيء...عين حسود وأصابتنا في مقتل!"

فيبرطم يزن يرمقه شرزا "على ماذا سيحسدونك يا زينة الشباب ..الناس يملكون شيئا جميلا واحدا في هذه الحياة على الأقل أما نحن فلا نصيب لنا في الوسامة ولا في البنية..لا في الشغل ولا في مسائل الغرام .."

يصيح زين معارضا بشدة "تكلم عن نفسك يا تعيس ..فأنا على الأقل وسيم طويل عريض"

يفصله يزن بنظراته المدققة بعد أن زعزع أفكاره بثقته المفرطة "قلت في نفسي لأعطيه فرصة فربما نبتت الوسامة على وجهه أو أن عضلاته الهزيلة انتفخت ليلة أمس ..لكني أرى أن الكل غائب ماعدا الطول فهو حاضر وبقوة أيضا"

يمط زين شفتيه ممتعضا من سخرية أخيه ثم يزفر مهموما " يقولون أن حظ المرء يفلق الحجر لكني أرى أنه فلق رأسي شخصيا ...أستغفر الله" ليكرر مجددا قانطا "ماذا سنفعل ؟"

يعاتبه يزن مبتئسا فيما يقوم من مكانه "أنا العقل المدبر دائما وفي كل مرة تسوء الأحوال تمسح بي السكين كما يقال وتلقي علي كل الملامة.....فكر في مخرج ما بدل أن تكون عالة علي..لا تملك سوى غرامين من المخ أرى أنك أتلفتهما في تحليل وضع أختك"


"إلى أين في هذه الساعة ؟" يهتف زين يراقبه خارجا فيرد بخشونة "إلى قعر جهنم .. !"

"انتظرني!" قالها يلحقه مغتاظا فيتعمد يزن إغاظته أكثر متهكما "أرأيت .. شقي بالفطرة"

................................................




ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:46 PM   #945

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بعد ساعات ...


يستلقي على ظهره يثبت عينيه على السقف ..يعدّ الدقائق و الساعات في ظلمة الليل كعادته ..يجافيه النعاس فيعمل عقله دون توقف يلوك نفس الذكريات ...

"أعلم أنكِ لستِ نائمة"
يهمس مصغيا إلى أنفاسها المضطربة فيتخيلها ما تزال على جلستها تلك على الأريكة ...

لا ترد فيستزيد واثقا من كونها تسمعه "أنا أيضا لا أنام منذ شهور إلا لماما..مثلكِ تماما .. سيء في حق نفسي مهمل لصحتي ..أبقي كل شيء بداخلي ...ألومني على كل ما حدث ..وأتخيل عشرات السيناريوهات المختلفة ..لو أنني فعلت كذا ..لو أنني تصرفت هكذا .."


تزداد أنفاسها اضطرابا تتجاوب في صمت مع بوحه فيبتسم مضيفا بفتور كئيب مستسلما لسحر الليل المحفز للمشاعر على نحو عجيب"ليته كان حيا يرزق .. .. لا يهم إن غضب مني ..إن طردني من البيت ..المهم أن أراه كل يوم ..أسمع صوته ..وقع خطواته ..ضحكاته ..تذمره ..حتى أني قد أرضى بألا أراه لأيام طويلة متتالية ..المهم أن أشعر بوجوده ..جالسا في ركن ما يقرأ جريدته ..يتصفح حاسوبه ..في مكان ما رفقة أصحابه ..يمكنني أن أتنازل أكثر وأرضى بوجوده مشلولا بلا حراك إلى جانبي ..أبصر صدره يعلو ويهبط..أسمع أصوات أنينه ..أحاول أن أفهم ما يلوكه من كلمات بلسانه الثقيل .."

يقول شاعرا بغيرة حقيقية منها "سيعاند والدكِ مخذولا مستهجنا تصرفكِ العاطفي الأحمق ..ثم يسامحكِ يوما ما سواء طال اعتصامه أم قَصُر ..أما أنا فلن تتاح لي فرصة مناداته أبي مرة أخرى إلى الأبد ..وسأستمر في نفس الحلقة المفرغة دائرا .. أعتقد أن الفراغ الذي خلفه رحيله لا يمكن أن يتعمق أكثر مما هو عليه وأن الحزن بات شعورا مألوفا لدي لدرجة أن طعم مرارته يختفي من فمي ...ثم أكتشف أن الوهم لن ينفك يخادعني حين تداهمني موجة شوق عارمة لا قوة لدي للسيطرة عليها تجعلني غاضبا عاجزا .. أتمنى لو تتاح لي لحظة خاطفة مسروقة من الزمن فأعانقه لمرة أخيرة و أخبره أني إليه أشتاق"


يبلغه همسها المعزي "على الأقل شعورك هذا شرعي ..مقبول ..فما حدث خارج عن سيطرتك ..من منا يملك صد الموت عن أحبائه !"


تحرك الظلمة أحاسيسه على نحو غريب وكأنه إنسان آخر فيستمر في بوحه الليلي مسترجعا كل ما كان "ربما لأنه مات مقهورا مغدورا من أقرب الأقربين.. فلم أشعر بمعاناته إلا بعد فوات الأوان "

كان يلاحظ تصرفات أمه التي تزعجه أحيانا لكنه يتغاضى تارة و يتستر عليها تارة أخرى ..

كانت كثيرا ما تتصادم مع أبيه الذي لم يحتمل طبيعتها التنافسية معه و مع الذوات في محيطهم ..دائما ما كانت في سباق مع الحياة نحو الثراء مهملة واجباتها كأم و زوجة..لكنهما كانا يخفيان ببراعة خلافاتهما عنه وعن أخته تيجان ..

لم يلاحظ تغير والده إلا أياما قليلة قبل وفاته ..حين عثر في إحدى الليالي على أوراق الطلاق موقعة من طرفه في خزانة مكتبه فأخذها وخبأها عنده ..

وفي اليوم التالي طلب منه ومن تيجان أن يوقعا أوراق انتقال حصص من الأسهم في الشركة- التي يملك منها ما يقارب خمسا و ستين في المائة- إليهما ..تصرف فَهِمَه معتصم في الحال مدركا أن والده ينتوي حرمان أمه من نيل المزيد فيكفيها نصيبها البالغ خمسا و عشرين في المائة ...

رفض التوقيع ما لم يصارحه بما يجري مكاشفا إياه أن أوراق الطلاق بحوزته ..

فانهار محفوظ مقرا بما صدم معتصم ..أو ربما بما كان بداية سلسلة صدمات العمر ...

قبل أشهر تعرفت أمه على امرأة من الطبقة المخملية أخبرتها أن زوجها يرتاد ناديا للقمار وقد جنا منه مبالغ طائلة ..ما لم تعرفه نادين هو أنها وقعت في فخ نصابة حيث أن النادي كان لزوجها في الواقع ..عصابة من المحتالين يستدرجون ضحاياهم فيسمحون لهم بالفوز عدة مرات متتالية يذوقون من خلالها نشوة الفوز ويدمنون المخدر الجديد ..

ثم يبدأ اللعب الحقيقي وتتوالى الخسائر و يتحطم المسكين الذي وقع بين أيديهم..فتتحول الأرباح الضئيلة إلى خسائر جسيمة تبلغ قيمتها الملايين..

طبعا لم تكن دارية بما يحاك لها فأضحى الموضوع يشغل دماغها ليل نهار تحاول إقناع محفوظ الذي رفض بشدة في البداية لكنه انصاع في النهاية مستسلما لإغراءات زوجته التي أكلت دماغه تماما ...

وبالفعل بدا الأمر مثيرا حين فاز عدة مرات ..و حصل الإدمان تدريجيا فتوالت الخسائر ولامته نادين بشدة و حملته المسؤولية الكاملة و أرغمته على الاستمرار في اللعب ليربح و يعوض ما ضاع على الأقل ..

ازداد الوضع سوءً كما ساد التوتر علاقتهما ..ضاقت بمحفوظ الدنيا وتراكمت عليه الديون إذ لم يعد بقادر على التوقف رغم الخسائر الفادحة ..
وتخلت عنه نادين في أحلك أيامه منشغلة بأعمالها و سهراتها ..
كان غاضبا منها بشدة فتهور و نفس عن حقده مفرغا كل ما في قلبه لابنه متناسيا أن من يشكو منها أمه...

فكانا يتعاونان معا دون وعي منهما و يصنعان منه مسخا بلا مشاعر يتجاذبانه بينهما كخرقة بالية ...

ترجاه معتصم أن يتراجع عن تطليقها مقررا إخفاء كل ما يحدث عنها ووعده أن يعملا معا للعثور على حل ما للخروج من هذه المعضلة وفي المقابل طلب منه أن يتوقف عن المقامرة فانصاع محفوظ لطلبه يعلق آماله عليه ...

تقصى معتصم بعدها عن النادي فاكتشف ما حوله من مكر و خديعة ..

وفي تلك الليلة المشئومة علم من مصادر موثوقة أن الرجل و زوجته فرا إلى الخارج خشية افتضاح أمرهما مغلقين النادي حين تزايد عدد ضحاياهم قبل أن تبدأ الإشاعات بالتفشي حولهما ...

تمنى ألا يكون والده قد سمع بالمستجدات فاتصل به يستعلم عن مكانه ... كانت أول مرة يكتشف فيها أن والده ثمل ...وآخر مرة ..

اعترف له محفوظ أنه كان ينوي اللعب لمرة أخيرة أملا في استرجاع ما ضاع إلا أنه فوجئ بإغلاق النادي نهائيا والأقاويل المتناقلة حوله ...

حدّد معتصم موقع أبيه عبر خاصية الجي بي إس وسارع إليه بسيارته ..تبعه يحاول إيقافه وقد أخافه عليه بقيادته الجنونية ..ولكن الأقدار شاءت أن يموت والده في ذاك الحادث المميت مصطدما بسيارة قادمة في الاتجاه المعاكس بينما اصطدم به معتصم من الخلف... وآخر ما رآه قبل أن يسقط مغشيا عليه على المقود كان جسده المسجى بلا حراك على حمالة الإسعاف ...

أغمض معتصم عينيه يلتاع قلبه وجعا وكأنه يبصر أباه محمولا مضرجا بدمائه في هذه اللحظة ...

مهما طال الزمن ..وإن اعتاد على غياب أبيه ..فلن يألف أبدا غدر أمه ..لن يستسيغ أخطاءها مهما حاول التبرير ...

نبرته الحادة حين دمدم حملت كل ما يجيش في صدره من غلّ و حسرة على أمه"يمكنني أن أتفهم شعور والدكِ ..أحيانا يقترف المقربون منك أخطاء جسيمة بحيث يجعلون تبرير تصرفاتهم أصعب عليك يوما بعد يوم ..فليس من السهل أن توقعهم من عينيك ..كان هذا ما حدث لي مع أمي...ندمت على كل تصرف بدر منها لم يرقني تغاضيت عنه...فلو لاحظت أبكر قليلا لما تمادت ..لما أوقعت أبي في تلك الهوة السحيقة ..لما كانت السبب في موته ..هي السبب أيضا بتدليلها الفاسد في جعلي عديم الفائدة ..كان عليها ألا تسايرني حين مللت من الجامعة مقررا الانسحاب في سنتي الأولى ..أشعر نفسي كأحمق جاهل يدير ناديا رياضيا "


كان يتخيل حواجبها المعقودة بينما تهمس مشتكية ببؤس"وماذا فعلتُ أنا بشهادتي فقد عانيت من ويلات البطالة طويلا ..دعنا نعترف أن الشهادة لا تطعمك خبزا في بلدنا ما لم تمتلك رصيدا معتبرا من الوسائط و المعارف في كل المجالات ..حتى أني ما كنت لأرهق دماغي وأدرس لو كنت غنية مكتفية ماديا ..أحيانا أضحك على نفسي حين أتذكر شغفي لتحصيل العلم و تغيير وضع بلدي ..في حين أني فشلت في تغيير وضعي ..عامة يمكنك تعويض ما فاتك إن سجلت مجددا في الجامعة ..ها قد نقص ذنب واحد على أمك ..هانت"

يتناهى بعد برهة صوت تصفيقها هاتفة بمرح زائف فضح الكم الهائل من المشاعر السلبية التي أغرقتها اللحظة "مرحى لي فقد غدوتَ أحد معارفي...وداعا لطوابير الانتظار ..وداعا للشقاء .. !"

"وكأن كل همي الدراسة!" زفر متنهدا بعمق فتردف هامسة بجدية هذه المرة "لا تلم نفسك فوالداك شخصان بالغان وليسا طفلين يحتاجان التوجيه ..أعلم أن الأمر صعب عليك ولكن الحِمل يقع على عاتق أمك.. رغم أني أجهل ما فعلته في حق أبيك ولكني أعرف مكر النساء ودهائهن ..تتلاعب بدماغه بكلمة منها أو اثنتين ..ومع الأسف والدك المرحوم أيضا مذنب إذ سمح لها بقيادته"

يضحك بقسوة يتمتم مذهولا "أرى أنك تشحذينني ضدها بدل أن تهدئي من غضبي!"


"كما ترى أنا في حالة يرثى لها ..غاضبة أكثر منك ..ربما بت تعلم أن صراحتي تتناسب طردا مع تعب نفسيتي" قالتها بذبول خافت ثم صمتت تستمع لأنفاسه التي ثارت تزامنا مع همس الحاد"لن ينفس شيء من غضبي أكثر من رؤيتها تتألم ..تدفع الثمن"

هالتها كمية المشاعر السوداوية التي غلفت كلماته فتعاجله بالقول المهادن "إذا اهتم بنفسك ..عد إلى حياتك الطبيعية وأثبت لها أنك بخير من دونها"

يزمجر مغاضبا "لن يؤلمها سوى تحطمي" فتستطرد شارحة وجهة نظرها"ألاّ تكن لها أي شيء أقسى من أن تحقد عليها ..فهي تدرك أن كرهك لها يعني أنها تشغل عقلك بشكل ما ..لكن الإهمال سلاح فتاك يقتل ببرودة ...ستندم يوما على تمرير أيامك هكذا بلا معنى ..حين تكتشف أن تلك الأيام لم تكن سوى حياتك التي ضاعت"

سخر منها بنبرة متصلبة قائلا "انظروا إلى من يتحدث؟!" فتتمتم متنهدة "لو لم أكن نادمة على ضياع ما مضى من حياتي لما تشدقت على مسامعك بخلاصة تجربتي النفيسة ..صدقني لن يسدي لك أحد غيري هذه النصيحة مجانا "


يعود إلى ملاعبتها كعادته قائلا "أرى أنكِ عدتِ إلى طبيعتكِ"

فتتنهد هامسة بحرارة طريفة" يال الراحة ..لم أبكي هكذا منذ زمن طويل .."


"منذ طلاقكِ مثلا !؟" همسه الموجز أغاظها فتبرطم هاتفة "كم أنك فاشل في التخفيف عن المرء ..لا يصح أن تذكرني بأفظع ذكرياتي في أحلك أوقاتي .."

فيقول ببعض التعاسة يلومها برفق "أنتِ أيضا ذكّرتِني بأفظع ذكرياتي ..متعادلان إذا"


"لسنا متعادلين" ترد بفتور غير راضية فيفهم مقصدها ويكاشفها بأبشع ذكرياته بنبرة بعيدة سارحا في الظلام "يوم مات أبي أمام عيني في حادث سير مروع...اصطدام عنيف بسيارة قادمة في الاتجاه المعاكس"

ساد صمت طويل بينهما بعدها وكأنها لم تعثر على كلمات مواسية ببساطة لأنها تعلم أن ما من شيء قد يخفف من حدة وجعه ...

"ماذا حدث للسائق الآخر؟" تنطق فجأة يغلبها الفضول فيستغرب تساؤلها يرد "لا أدري..لست في حالة تسمح لي بالابتعاد بتفكيري إلى هذا الحد..لكني أرجح أن أمي سوّت الأمر معه إن نجا أو مع أسرته إن مات "

"برأيي حاول أن تتقصى عن أمره ..ربما لم تعوضه أمك بما يكفي ..ستسدي معروفا لوالدك المرحوم بما أنه كان المتسبب في الحادث ..لو كان بوسعه أن يعود إلى الحياة و يحدثك لدقيقة واحدة لأخبرك أن حزنك لن ينفعه في قبره ..ولا حتى حقدك على أمك ..سيترجاك أن تكون الخلف الصالح الذي يزيد من رصيد حسناته بعد مماته .."

تتمادى متسللة بحيرة "ماذا فعلت أمك بأبيك لتمقتها هكذا ؟"

فيسحب نفسا حادا يناورها منفعلا "لا تعتادي على الفضفضة يا أستاذة"

تصدر صوت تذمر توبخه "كفاك غشا ..تلك عبارتي أنا!"

فيشخر مستمتعا باستفزازها "لستُ في وضع لألعب بنزاهة"

لم تتأخر في الرد على استفزازاته هامسة بندم مفتعل "متى لعبت بنزاهة أصلا...الحق علي لأني أتيت للمبيت عندك ..ربما لم تكن مرافقة رابح بذلك السوء"


"بالطبع ..الحق عليكِ ..تقتربين مني في كل مرة أكثر فأكثر حتى أني بتُّ أخشى ألا أدعكِ تذهبين" همسه الخفيض الحار هزّ كيانها فتشكر الظلمة التي دارت تلجلجها وتصيح تتعثر الكلمات على شفتيها المرتعشتين " هل نمت مفتوح العينين وبدأت بالهذيان ...إلى أين ستدعني أذهب في هذا الليل يا عديم الضمير !"


لا يدري أتتغابى بعد أن فهمت كلماته المبطنة أم أنها بالفعل لم تفقه همسه المنفلت وقد فاجأ نفسه قبل أن يفاجئها فيمد يده يضغط مفتاح الإنارة يتوعدها بنبرة مبحوحة يتمادى يتبع أحاسيسه دون محاولة تحليلها "أنا أحذركِ ..وقد أعذر من أنذر ..لا تقتربي أكثر وإلا فلن أسمح لكِ بالابتعاد"

كانت بالفعل لا تزال جالسة على الأريكة كما خمّن ...تحاول التأقلم على النور الساطع بعد أن اعتادت على الظلام فتفتح عينيها بصعوبة شاعرة بالحرارة تغزو وجهها ..

ترد ساخطة ناظرة في عينيه المسلطتين عليها "لماذا أشعلت الضوء .. الحديث كان أسهل و أمتع في الظلام..ثم بماذا تهذي يا أخي ..الوقت غير مناسب ومعدتي المكدودة لن تقوى على هضم كلمات من العيار الثقيل... ليس من العدل أن تستغل ضعفي لتقارعني فتركيزي مشتت اللحظة وعقلي مرهق أيضا !؟"

وحين كانت عيناها تعتادان أخيرا فتحاول التمعن في ملامحه كان يطفئ الأنوار هامسا "تصبحين على خير"

تتوه أكثر لا تدري ماذا تقول فتصيح فيه خائبة "لماذا أطفأت النور الآن ..أرني ملامحك لأحاول فهم فلسفتك الغامضة على الأقل"

يبتسم لصراحتها الطريفة ويناكفها بالقول "لا حاجة لي به فقد رأيت ما أردت رؤيته"

تتلبك أفكارها فتعتب على نفسها تستهجن المعنى (المنحرف) الذي صوره لها دماغها فتناشده يائسة "كيف سأعرف الحدود التي لا ينبغي علي تخطيها كي لا تصطادني"

يضغط على أعصابها المشدودة بصمته القصير ثم يتلاعب بها هامسا "فات الأوان يا طريدة فقد تخطيتها حين بحت لك"

تتخلى عن محاولة تحليل كلماته تهمس عاجزة عن مجاراته "أي ظلم هذا ..ثرثرت لي بكامل إرادتك...تجعلني أتأكد أكثر فأكثر أن المبيت عند رابح كان أفضل الخيارات"

"كاذبة!"

نطقها ضاحكا بصخب يكاد يرى وجهها البائس في مخيلته يمنع نفسه بشق الأنفس عن إضاءة الغرفة مرة أخرى ...

وكان محقا ... !


..............................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:47 PM   #946

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تلمع عيناها راضية وقد فهمت نقطة أخرى مستعصية من محاضرتها ..كاظم يبهرها مرة بعد مرة في شتى المجالات ..

هذه المرة فتح عينيها على عالم الدراسة وكأنها طالبة سنة أولى في حين أنها تعيد السنة الثالثة ..أسلوبه في الشرح المستفيض و المبسط في آن واحد حبّب إليها موادً كرهتها العام الماضي ..علّمها أيضا كيف تدون الملاحظات بذكاء أثناء المحاضرة فتخرج منها بملخص يحتوي كل ما ينبغي استيعابه يسهّل عليها التحضير للامتحانات بل و اجتيازها بعلامات جيدة ...


يخفي ابتسامته متطلعا نحوها غارقة في تركيزها ..عزمها كان حقيقيا بالفعل كما قالت وهاهي ذي تعمل بجد منذ ثلاثة ساعات متواصلة ...

اجتهادها يسعده كونه يأمل أن يتوسع شاملا كل المجالات الحياتية مستقبلا وليس فقط الدراسة ...

ولكم يتمنى أن يستمرا على هذا النهج السليم إلى أن تبنى بينهما مودة ورحمة لا يمكن زعزعتهما بسهولة ....

"تعبت ..سأخلد للنوم"
قالتها بخمول تتثاءب وقد طفق النعاس يرخي أجفانها فتترك أشياءها مبعثرة على مكتب كاظم وتسحب قدميها إلى غرفتهما فتستلقي على بطنها تدفن وجهها في الوسادة ...

يرتب كتبها و ملخصاتها ثم يلحق بها فيبصرها هامدة بلا حراك كالصريعة ..يطفئ الأنوار مبقيا على الجانبية منها فقط ويتمدد قربها على جنبه يسند رأسه إلى مرفقه المرتكز على الوسادة ويهزها بكفه الحرة متذمرا "أنتِ لا تمزحين ..استيقظي ..لم تكن هذه هي النهاية التي تخيلتها لسهرتنا ...يؤسفني أن أعترف أن المسار وإن كان مبهرا خيب آمالي"

تقول بصوت ثقيل مكتوم دون أن تركز على كلماته "تصبح ..على خير"


وحين يئس منها كان يتوقف عن هزّها متنهدا بأسف "أردت أن أودعكِ كما يجب فغدا سأغادر أبكر من المعتاد إذ لدي رحلة عمل خارج الوطن"

رفعت رأسها إليه فجأة تطالعه مقطبة وكأنها تشك في صحة ما سمعته فيمد كفه يرفع شعرها الناعم عن عينيها يقول شارحا "خامات من القماش أود انتقائها بنفسي..أرغب في توسيع معمل النسيج أكثر فهو على حاله منذ سنوات .."

تعاجله هامسة بإثارة وقد تبخر نعاسها "أذهب معكَ!"

لهفتها ألهبت مشاعره فتجوس أصابعه في شعرها يحتوي عنقها من الخلف يدنو من شفتيها هامسا بحرارة"لا ..لن تفوتي محاضراتكِ ..لن أغيب سوى يومين أو ثلاثة كأبعد تقدير"

تدير وجهها جانبا دون سابق إنذار فتسقط قبلته على وجنتها ثم تبتعد عنه توليه ظهرها هامسة ببرود "تصبح على خير ورحلة موفقة ..لا توقظني أبكر من موعدي"

ضحكته العميقة الخافتة تغيظها فتشعر بيده تحط على ظهرها ثم تتسلل أسفل منامتها مهمهما بصوت أجش "أهذا كل شيء؟"

تنتفض للمسته المداعبة لبطنها لكنها تعانده فتحكم قبضتها حول كفه توقفها عن زحفها مشددة بإصرار "نعم ..نم لتتمكن من النهوض مبكرا"

يديرها إليه بعنف عاطفي يحاصرها يقول بعتاب حار قريبا من شفتيها "تعلمين أني سأشتاق إليكِ و مع هذا تديرين لي ظهركِ يا ظالمة!"

تطالعه لاهثة غارقة في ملامحه وقد زادت الأنوار الخافتة الأجواء اشتعالا فتتذمر مستسلمة لسحره تعانقه تسحب رأسه نحوها تقابل شفتيه في قبلة ضارية أودعتها كل غضبها ...

تحرر شفاهها قبل أن ينجرفا أكثر تهمس متجهمة ترمقه بنظرات عاجزة ضائعة" أحيانا أكره تعلقي الشديد بك ..وأتساءل في كل مرة كيف توغلت هكذا دون أن أشعر!"

ضعفها يطيح بصوابه في كل مرة و الاستسلام في عينيها يلهب نزعة التملك فيه
فيزمجر متفهما غضبها "أنا أيضا أمقت أحيانا إدماني لقربكِ "

وحين كان يتمادى مكتسحا كل كيانها تناهت إلى مسمعها أصوات طرق بعيدة ...

تحاول إيقافه حين ألح الطارق أكثر تهمس برجاء خافت فيتجمد للحظة خاطفة يقول لاهثا بصوت خنقته العواطف "تجاهليه ..ما قلة الذوق في هذا الوقت من الليل!"

"توقف أرجوك ..ماذا لو كان الأمر طارئا؟" قالتها شاهقة في محاولة يائسة أخيرة تتشبث بكتفيه فيهمد أخيرا ينفث أنفاسا ملتهبة في تجويف عنقها يكابد لتهدئة صدره الهائج ...

يعتدل جالسا محتقن الملامح يساعدها في تعديل ثيابها ثم يمد كفه ناحية قميص منامته الملقى أرضا ..يأخذ نفسا عميقا أخيرا مهدئا قبل أن يتجه نحو الباب فيما تعذّر عليها النهوض خلفه إذ لم يستطع جسدها المخدر الخروج من حالة الوهن التي عصفت به ...

ينفث أنفاسا حارقة يحتوي غضبه حين تعلقت ابنة أخته ذات السبع سنوات بسروال منامته ..تطالع ملامحه الواجمة ضاحكة تلوح أمام وجهه بدميتها التي باتت مرعبة بفقدها إحدى عينيها ونصف شعرها تقريبا ...

يمتعض في سره من أخته بثينة المهملة لابنتها في هذا الوقت المتأخر ..يسوءه أنها مازالت تتصرف كما لو أنه لا يزال أعزبً فيقتحم أطفالها غرفته في أي وقت ...

يشفق على الصغيرة التي سلط عليها غيظه من أمها دون أن يشعر فيحاول أن يبتسم لها رغم عبوسه يبعثر شعرها الناعم القصير "ألم تنامي بعد يا صغيرة"؟

يلتفت ناحية تيجان التي تثاءبت مجددا يسخر منها قائلا "ألا تخجلين من نفسكِ ..طفلة صغيرة استطاعت الصمود حتى هذا الوقت صاحية تماما بنشاط منقطع النظير بينما يؤرجح النعاس رأسكِ وكأنكِ لست شابة في مقتبل العمر!"

تعتدل تيجان في جلستها ترميه بنظرات ساخطة تعانده "أتظنني لن أفهم أنك تنفّس عن إحباطك من المقاطعة السخيفة فيّ أنا ...في هذه اللحظة بالذات أرى أن عمرك أقل من عمرها !"
فيشيح عنها بوجهه يدفع ابنة بثينة برفق يقول "اذهبي لتنامي عند أمكِ يا فتاة غدا لديكِ مدرسة"

فتلعب الطفلة على أعصابه ضاحكة بصخب تتشبث به أكثر ترغب في التعلق بساعديه ليلاعبها كما اعتادت منه ...

تظهر بثينة معصوبة الرأس تحدق فيه بنظرات غاضبة تقول مستنكرة "لو لم أسمعك بأذني تطرد ابنتي لما صدقت..كم أن الزواج غيرك علينا ..تعالي حبيبتي فخالك لا يريدكِ"

يراقبها تبعدها عنه فيناطحها مصرا "أبوها شخصيا لن يريدها في جوف الليالي فكيف بي أنا!"

ينحني نحو الصغيرة يقبل خدها يراضيها فتعانقه تقول مبتسمة ببراءة " أحبك أكثر من خالي رياض"

تغتاظ أمها منها فتسحبها ببعض الغلظة من ذراعها تجرها خلفها مبرطمة "ستفقعين مرارتي يوما ما بأحاسيسك البليدة امشي يا عدوة أمكِ فأنا أدرى منكِ"

تعلو ضحكاتها أكثر وكأنها تستفزها فتنهرها مغاضبة "أغلقي فمكِ فرأسي سينفجر..لماذا لا يحلو لكِ اللعب إلا في أنصاف الليالي !"


تنهض تيجان فتطل من باب الغرفة تناديها إلا أنها لم تستجب لها فأدركت أنها غادرت الجناح ...أو أنها سمعتها و تعمدت تجاهلها ...

فيخاطبها كاظم دون اكتراث يتطلع إلى الرواق الخالي معتادً على مزاج أخته
"دعيها فهي لا تعني ما تقوله ...كعادتها تفشّ فيّ إحباطها من إجابات تلاميذها المخيبة "

تريه قرص الليمون الذي التقطته من الأرض تهمس بخفوت "في الواقع كنت سأعطيها الليمونة التي سقطت من عصابة رأسها"

كاظم كان في واد آخر يتأملها بنظرات ناعسة فيما يعاود فتح أزرار منامته ..يتخلص منها ثم يقترب منها بتؤدة يسحبها إلى حضنه هامسا بشوق ملتهب"ساعديني لأتخلص من إحباطي المزدوج"

فتغرق في طوفانه الهادر تقبل بمنتهى الجشع ما يغمرها به من مشاعر نهمة لا تنضب أبدا ..

وكانت تلك الليمونة الملقاة أرضا بإهمال شاهدة على لقاء عاصف آخر ككل الليالي ...

..............................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:48 PM   #947

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صباحا ...

استأذنت الخادمة قائلة ببعض الارتباك "صباح الخير سيد معتصم ..ثمة شابة في الأسفل أثارت بعض المشاكل تريد الحديث إلى الآنسة رونق حالا..."

كانت رونق تخرج من الحمام بعد أن غسلت وجهها فترد على الخادمة مهمهمة "سأنزل إليها فورا ..أعتذر نيابة عنها عن الإزعاج الذي سببته لكم"

وقبل أن تتحرك المرأة يأتيها صوت معتصم "أحضريها إلى هنا" فتوافقه منصرفة رغم اعتراض رونق التي هتفت "أنا لا أعرف أصلا من التي تريد مقابلتي ..كيف تقرر عوضا عني؟"

فيبتسم يهز كتفيه يجيبها ببساطة "هذا ما سنكتشفه معا حين تصعد إلى هنا"

لم تكن هذه الغامضة سوى نسرين أخت زياد ..
بهتت ملامح رونق حين لمحتها فعاجلتها بالقول الحذر "لا أدري ما الذي أتى بكِ إلى هنا ولكن دعينا نتحدث على انفراد"

لم تكن نسرين تصغي إليها إذ هجمت عليها مباشرة ما إن وقعت عيناها عليها وراحت تضرب صدرها منتحبة بجنون "أنا أكرهكِ ..أكرهكِ ..أكرهكِ ..ليتكِ لم تكوني موجودة في هذه الدنيا من الأساس"

أخذتها على حين غرة فلم تحاول الدفاع عن نفسها فوقفت مشدوهة متسمرة للحظات تتلقى ضرباتها لتكبل يديها تاليا هامسة ببرود"ها قد بدأنا ..بالعافية على قلبكِ الفتي يا صغيرة ..تشوهين وجهكِ الجميل بالتجاعيد قبل الأوان و العمر مازال طويلا أمامكِ ما شاء الله"

تحاول نسرين مقاومتها لبرهة ثم تستسلم فجأة تهوي عند قدميها باكية بحرقة ...تتأملها رونق للحظات متجهمة لا تدري ماذا تفعل بها لتتنهد بعمق غير قادرة على تجاهلها فتقرفص مطبطبة على ظهرها تطالع معتصم المتفرج في صمت بعد أن صرف الخادمة ومنعها التدخل ...

وحين هدأ نشيجها العنيف كانت تكفكف دموعها وتهمس معتذرة بصوت أجوف كئيب فتتربع رونق أرضا بالقرب منها تتذمر بفظاظة "طبعا لا مؤاخذة ..فلتتحمل رونق هبل المجانين ..هرمونات النساء المخروطيات وتعاسة المعقدين نفسيا ..و مبادئ المعاقين فكريا ...أنا معتادة على كل حال ..لن تكون إضافتكِ بالفرق الجسيم .. المهم أن تحترمي القوانين ...لا تستخدمي العنف ولا تنسي أن تغلقي الباب خلفكِ حين تنتهين!"

تهمس نسرين بذبول تدعك يديها ببعض تتلافى النظر نحوها "أرجوكِ لا تحقدي على أبي ..أعترف أنني لم أتقبل يوما ظلمهم لكِ ...كان صعبا علي أن أستسيغ تصرفاتهم وأصررت مكابرة أن العيب كله عيبكِ ..كما كان صعبا علي أن آتيك وأتذلل إليكِ راجية صفحكِ "

تصلبت رونق حرفيا إذ لم تتوقع منها كلاما كهذا فتسألها بفتور"ما الذي تغير ؟"

تعاجلها نسرين ناظرة إلى وجهها ترد بلهفة وقد لمست إمكانية تحقق ما تتمناه "أبي مات وانقطع عمله ..لا يمكنني أن أتحمل فكرة أخذه وزركِ معه"

فتصدقها رونق القول تريحها "لست حقودة إلى هذا الحد ..أسامح لأرتاح ..لأن لي في ظلم نفسي نصيب"

ترتعش شفتاها وتدمع عيناها امتنانا فتمد كفها نحوها تقول بتردد محرجة وكأنها تأمل أن تفتح معها صفحة جديدة "نسرين نرجس ابنة عمكِ"

تحدق رونق مليا في عينيها المنتفختين و الحمراوتين تشهدان على ليالي البكاء الطويلة فتحتضن يدها لا تقوى على منع نفسها عن الهمس بجفاف "رونق أم الخير طليقة أخيكِ الموكوس"

لتستزيد بفظاظة تستهجن ذهولها "لم أستطع المقاومة ... تحمليني كما أتحمل أنا هبل المجانين و هرمو.. تعرفين التكملة لا داعي لتكرار نفس الأسطوانة "

يتغضن جبين نسرين وتتأملها للحظات مفكرة بعمق قبل أن تتردد قليلا و تسألها ممتعضة "هل أنا مخروطية الشكل؟"

يذهلها مسار أفكارها العجيب فتضحك هاتفة "يبدو أن الثقة بالنفس صفة متوارثة في أسرتكِ...من بين كل أصناف البشر التي عددتها اخترتِ الأفضل ..من يدري ..ربما أنتِ في نظري مجنونة ..معاقة فكريا أو معقدة نفسيا!"

تتسع عيناها وتحني رأسها مرتبكة وكأنها طفلة صغيرة فتهمس رونق لنفسها مستاءة "آه يا بنت العم ..يبدو أن دلالهم الزائد أوقف نمو عقلكِ" ثم تميل إليها تقول بصوت خفيض حرصت ألا يبلغ معتصم " لا تقلقي لستِ مخروطا ..بل ساعة رملية بتضاريس غنية"

تفهم رونق من نظراتها المتهمة أن الوصف لم يرق لها فتواصل همسها الخفيض "احمدي الله فأنا أمتدحكِ ..عادة ما تقول نساء الحارة أني كعمود مكنسة بلا انحناءات ..ومن يهتم على كل حال ..الصحة هي الأهم .."

تمط نسرين شفتيها تهتف شاهقة "كيف تتحملين تعليقات محبطة كهذه ؟"

فتعتدل رونق في جلستها تقول ملوحة بيدها بنبرة مهملة "سمعتُ ما هو أسوء ..أخوكِ المكعب و زوجته لم يدخرا جهدا في ابتداع عبارات الثناء ..يسببون للمرء إسهالا في الجهاز العصبي"

كانت نسرين ستتساءل عن هذا الإسهال الجديد عليها لكن رونق لم تمنحها الفرصة إذ عاجلتها قائلة بوجوم "هل جدتي من أسمتكِ نسرين؟"

"أيهما؟" توجز نسرين ترمش ضائعة عاجزة عن مجاراة وتيرة رونق السريعة في تسيير دفة الحديث ..

فتنهرها رونق متهكمة "هل ضربتكِ موجة غباء يا بنت ..لن يفرُق أيهما فكلاهما جدتاي بما أنكِ ابنة عمي و خالتي في الوقت ذاته!"


"نعم" قالتها نسرين مكفهرة الملامح محرجة من سخافة سؤالها فتضرب رونق كفا بكف مبرطمة ببرود "سامح الله المرحومة ..مظلومة أنا منذ نعومة أظافري ..لم أر خيرا منذ أن أطلقت علي ذاك الاسم العجيب!"

تتململ نسرين في قعدتها على الأرضية الرخامية الباردة فتلاحظ وجود معتصم أخيرا إذ كانت مشغولة جدا برمي كل مكبوتاتها بوجه رونق ...


تلتقط رونق ارتباكها فتستقيم واقفة بخفة ثم تخاطبها مستاءة "انهضي لنذهب من هنا فقد اكتفى مريضي من عروضي التراجيدية ..فضائح بالجملة ..حسبنا الله"


"نسيتِ سترتكِ يا ...أم الخير!" قالها معتصم متجها بكرسيه الآلي ناحية الأريكة ثم التقطها ومدها نحوها ...

فتمسكها رونق و ترخي يدها جانبا تحدق بعبوس في ابتسامته المائعة ..

"أعتذر عن الإزعاج" يأتيه صوت نسرين المحرجة فيغمز رونق و تزداد ابتسامته اتساعا يقول "لا مؤاخذة ..على قولة أم الخير العزيزة علينا"

ترتسم ابتسامة متصلبة على شفتي رونق تجاريه تحت أنظار نسرين الفضولية وتدمدم ببرود "أعز الله مريضي الغالي ...آمل أن تمنحني اليوم لأرتاح "

تبرق عيناه المغيظتان باسطا ذراعيه على وسعهما هاتفا بإثارة يتمعن في ملاعبتها حتى آخر لحظة " عسى أن تري الخير كله اليوم قبل الغد يا ...أم الخير ...اذهبي فطريقكِ أخضر!"


............................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-21, 10:48 PM   #948

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


نزل السلام ...

"ابنتي ..ابنتي!"
رمت جميلة نفسها على رونق ما إن لمحتها تبكي بهستيرية ...لم يُغمَض لها جفن ليلة أمس ..عيناها معلقتان على الباب تنتظر ظهورها في أية لحظة ..طال الليل وطال ..خاب أملها و خارت قواها حتى أوشك الذعر أن يفتك بعقلها ...


"كررت ابنتي هذه خلال غيابكِ أكثر مما قالتها طوال عمرها" دمدم يزن بارتعاش يطالعهما بنصف عين يدعي الوجوم بخلاف لمعان عينيه بارتياح حقيقي لرؤيتها بخير ..

وحين اكتفت من تقبيلها و اعتصارها كانت تبعدها عنها قليلا تنهرها بصوت مبحوح من كثرة النحيب "هل كنتِ تختبئين في بيت رابح؟"

تبتلع رونق ريقها تجيب هامسة بعبوس تشيح عنها "لا مزيد من الفضائح المدوية ...فضحنا و شبعنا افتضاحا "

لم تنتبه إلى المظروف الذي وقع من سترتها التي تكومت عند قدميها حين سحبتها أمها بخشونة إلى حضنها إلا عندما حمله يزن مدققا في الأوراق النقدية التي بانت للعيان ..

"أين تعملين لتتقاضي مبلغا كهذا؟"
هتف يلوح أمام وجهها بالمظروف المفتوح فتختطفه من كفه تطالعه واجمة وقد أدركت متأخرة سر ابتسامة معتصم السمجة بينما يؤكد على سترتها المنسية فوق الكنبة فتهتف تداري احمرار وجهها و تلجلجها "لماذا ..لن أقرضكما المال لتبدآ من جديد ..قفزتما بنفسيكما إلى جهنم خلف ذاك الأحمق ..تدبرا أمريكما إذا"

يحتقن وجهه يتسمر للحظات مندهشا من هجومها المفاجئ فينتفض مستاء "يا هذه ...من أوصلنا إلى ما نحن فيه؟"


فتستنكر تبرق عيناها الغاضبتان " لا تلاحظون المرء ما لم يقتلع قلبه و يضعه أمام أقدامكم ...هل كان يجب أن أتبرع بأشلائي لتنتفضوا لأجلي ..ألم يكن طلاقي كافيا لتحترموا مشاعري ولا تقبلوا أي معروف من زياد ..لم أطلب المحال كما أعتقد ... أستغفر الله تنطقون الحجر على قولة أم مكتوم"

كان سيفتح فمه ليدافع عن نفسه فتعاجله متوعدة نافذة الصبر متجاهلة نداءات أمها الخافتة "إياكَ أن تعيد تلك الأسطوانة المشروخة على مسامعي ..حقي ..حقي"

يلتهب وجهه حمرة ولكنه يلجم لسانه يسدل أهدابه مقطبا وقد دحرته بهجومها العنيف ...

يتدخل زين يشير إلى جنبها قائلا بجفاف"كيف تتدبرين أمركِ بكِلية واحدة؟"

تحيد عيناها نحوه ترمقه بوجوم لبرهة لتقول بفظاظة تهز كتفا واحدة "لا تقلق لن أتوسلك لتتبرع بخاصتكِ لي لا قدر الله ..بخلاف أني أتخيل كِليَتيْك كحبتي فاصوليا يابستين مجعدتين تالفتين بفعل عاداتك الغذائية المريعة "

وعلى أصوات استهجان زين كان يزن يتقدم رافعا قميصها يتمتم يقتله الفضول "هل مازالت آثار التقطيب موجودة ؟"

فتسحب طرف قميصها من يده ببعض العنف تهتف مغاضبة "أترك قميصي يا قليل الحياء"

يحدقان في بعضهما للحظات في صمت قطعه يزن بعد برهة هامسا بنبرة مخنوقة كئيبة "لماذا أخفيتِ الأمر عنا؟"

الخيبة في مقلتيه امتدت كقبضة اعتصرت قلبها فتكتم وجعها تناطحه مغتاظة "وهل أحيط أنا علما بغسيلكما القذر كله ..لا أحد يسره أن يفضح ذنوبه أمام الخلق!"

لتضيف ترمقهما بنظرات متوجسة "أم أنكما تخفيان كوارث عنا"

يهتف زين بخشونة يتلافى ملاقاة عينيها "لا طبعا ..ماذا قد نخفي ..ليس الجميع مثلكِ"

يفرّان من أمامها فتلاحقهما مضيقة عينيها المتفحصتين تهمس لأمها "الحقي ولديكِ ..أرجح أنهما يحيكان مصيبة ما ...أم أنهما متزوجان سرا أو ما شابه .."


جميلة كانت غارقة في بؤسها غافلة عما يدور حولها همست بمسكنة تمسح دموعها المطيرة "أبوكِ لن يسامحني على خيانتي"


تلفت رونق نحوها تتأمل حالتها المزرية التي لا تمت بصلة لأناقتها الحلوة المعتادة .. تتنهد هامسة بشرود كئيب تحرك حلقها المتقلص دعيه لحاله لبعض الوقت ..فهو أكبر المتضررين من خطئي وخطئك"

فتهتف جميلة تخبط صدرها ملتاعة "بل أنا أكبر المتضررين..أنا أمّ يا ناس ..أم!"

فتسايرها رونق متململة تتجه إلى غرفتها "طبعا ..طبعا ..أنت أكبر المتضررين "

تلاحقها جميلة تعاود نفس السؤال الذي شغل بالها طوال الليل "أنتِ لم تبيتي عند رابح!"

فتتأفف رونق بنفاذ صبر تراوغها " وكأنه يسكن لوحده ..البيت في الأصل لأم رابح ..أم رابح ..."

فتغتاظ جميلة منها تتوعدها بحزم مضحك"تعالي إلى هنا ..لن تعيشي على حل شعركِ بعد اليوم"

فتدمدم رونق ترفع عينيها إلى السماء "وكأن لي شعرا لأحله ..حسبنا الله"

في طريقها إلى غرفتها كانت تمر بالمطبخ فتقفز أم مكتوم أمام وجهها دامعة العينين تهتف بعاطفية تلجم نفسها بشق الأنفس كي لا تخنقها بعناق حار "مبروك عليك راتبك الأول ..عسى أن تهنئي به"

تسحب رونق حزمة نقود وتضعها في كف أم مكتوم مبتسمة "هديتي لكِ تقبّليها دون اعتراض"

تراقب أم مكتوم ظهرها فاغرة الفاه ترمش عابسة تحدث نفسها "مؤكد هي تعرفني حق المعرفة لتدرك أني لم أبارك لها طمعا في مالها"

يخرجها تذمر جميلة المتخصرة في وقفتها من شرودها القصير ..تخيفها نظراتها الغيورة فتضم الأوراق النقدية إلى صدرها تخشى أن تسلبها إياها و تتدحرج دون تعقيب إلى مطبخها مستمتعة إلى هتاف جميلة بينما تلحق ابنتها إلى غرفتها لتتابع التحقيق معها ...

تعد الأوراق النقدية بفرحة عارمة ثم تحشرها في صدرها في حركة شعبية مألوفة هامسة ببكاء خافت "تنجحين في جعلي أحبكِ أكثر يوما بعد يوم ...حتى أني أغار من أمكِ الحمقاء تلك أتمنى لو كنت مكانها ..!"


انتهى الفصل التاسع و الثلاثون


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-21, 12:03 AM   #949

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 12 والزوار 28)
‏ahlem ahlem, ‏Tankosha, ‏As.S, ‏م ممم ممم, ‏ميسى93, ‏زهرة ميونخ, ‏Moon roro, ‏راء قاف ميم, ‏Wafaa elmasry, ‏alyaa elsaid, ‏سوووما العسولة, ‏ام مؤمن وجنى

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-21, 01:52 AM   #950

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

أكاد من فرط الجمال أذوووب، مشاهد رونق ومعتصم تبلسم على قلبي، ومشاهد كاظم وتيجانه❤❤❤

ماشاءالله عليك وعلى موهبتك❤

الديجور likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.