آخر 10 مشاركات
خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه / اديم الراشد "مميزة " (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل] عيونك شوكة في القلب توجعني وأعبرها ، لـ أديم الراشد (الكاتـب : Topaz. - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-21, 01:26 AM   #961

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اطلانتس مشاهدة المشاركة
والله انتي الي قمر❤❤❤
سؤال يعتبر طمع بلطفج
قصة اوس وجوري راح تبدا بعد انتهاء عدة جوري بصراحة اشتقت لاحداثهم
راح تبدا قصة جديدة بين عبد الحي وسمية
ليث راح ايكون مرتبط بحب
أسئلة اهواية عندي بس راح اكتفي بهذا القدر 🤗🤗🤗
جوابا على أسئلتك حبيبتي
فعلا منطقيا نستأنف قصة جوري و اوس بعد انقضاء العدة و أيضا عبد الحي و سمية كما صار واضحا
بالنسبة لليث خليها مفاجأة حتى تستمتعوا اكثر 😁🥳

ليلتك سعيدة ,😘😘

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-21, 11:07 PM   #962

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اخوات رونق بدأوا يشوفوا اللى خفى عن اعينهم لسنين طويلة شافوا تضحية رونق الدائمه عشانهم واشفقوا عليها انها مرت بالتجربة دى وحيدة بدون سند او ناصح ليها يحميها من غدر زياد

عرفنا اخيرا سر نادين ومحفوظ وليه معتصم بيكرهها فعلا غرورها وطمعها هما كانوا السبب فى ايصال محفوظ للناس الحقيرة اللى خدعته

بحب حوارات معتصم ورونق والحرب الكلامية الظريفة اللى بينهم

كاظم يستمر فى ابهارى بتعامله وتغيره لتيجان وقولبتها لتكون انسانه تانية غير تيجان النسخه المصغرة من نادين

الفصل روعه تسلم ايدك ياحبيبتى

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 28-10-21, 09:54 PM   #963

sahoma

? العضوٌ??? » 396266
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » sahoma is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الديجور likes this.

sahoma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 04:25 PM   #964

اطلانتس
 
الصورة الرمزية اطلانتس

? العضوٌ??? » 488044
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 220
?  نُقآطِيْ » اطلانتس is on a distinguished road
افتراضي

ننتظر بحماس بارت الليلة 🤗🤗🤗
الديجور likes this.

اطلانتس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 08:47 PM   #965

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير

تسجيل حضور في انتظار نزول الفصل

الديجور likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 11:07 PM   #966

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حياكم الله أحبتي
الفصل ينزل بعد حين بإذن الله
قراءة ممتعة

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 11:09 PM   #967

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

(الفصل الأربعون)

(قرأتُ يوما أن الخصوصية قوة فالناس لا يستطيعون تدمير ما لا يعرفون ..أنت سيد ما تخفيه ..وأسير ما تفشيه ..ولكني أدركتُ مع مرور الوقت أن أغلب البشر لا يميزون ما بين ما (ينبغي مشاركته ) وما يتعين عليهم (الاحتفاظ به لأنفسهم) ..ثمة خيط رفيع يفصل بين الاثنين ..فإما إقصاء مؤذٍ وإما حشرية مضنية...)



الحارة الشعبية ...نزل السلام


"اللهم إن كان هذا سحرا فأبطله!"
همهمت رونق حالما فتحت الباب لتذهب إلى عملها تحدق بعبوس في وجه نسرين الواقفة بمواجهتها في هذا الوقت المبكر من الصباح ...

تدس كفيها في جيوب سترتها الخفيفة تحتمي من رياح الخريف الباردة تتطلع حولها بتردد ضائع ... شعرها الأملس يتطاير ملامسا برقة ملامحها الناعمة و الوجلة ..بدت وكأنها كانت واقفة تتأمل الباب الموصد منذ فترة ..تخشى أن تقدم على التصرف المجنون الذي لم تستوعبه رونق حتى هذه اللحظة ...


تغمغم نسرين بتحية صباحية جوفاء فتردها رونق مستزيدة ترفع حاجبا واحدا تحاول أن تفهم ديناميكية عمل عقل هذه الحمقاء هذا إن كان يعمل من الأساس كما تستبعد "ما من تفسير منطقي آخر لمجيئكِ إلى وكر الذئاب بقدميكِ عدا كون سحرا أسود قد سلبكِ صوابكِ مع الأسف! "


ترتبك نسرين أكثر تبتلع ريقها فتميل إليها رونق تضع يدها على فمها هامسة بنبرة تحذيرية أخافتها" أخواي مشحونان بكل غيظ الدنيا ..عمكِ و خالتكِ أيضا ..أهربي قبل أن تدفعي ثمن ما فعله أخوكِ و ما لم يفعله "


تتسع عيناها خائفة وتتراجع إلى الخلف تتعثر خطواتها هامسة بتصلب فاتر تلعق شفتيها تحاول التجلد "أردت ..أردت ..أن أقابل عمي و أعتذر إليه"


فتجفلها رونق بحركتها المفاجئة حين لوحت أمام وجهها مستنكرة " ما هذا الجشع ..غفراني هو بيت القصيد و قد نلتِه ..تفضلي معي لأوصلكِ في طريقي إلى محطة الحافلات ..أم أنكِ ممن يفضلون سيارات الأجرة .. !"


"ألم تذهبي بعد ..إلى من تتحدثين ؟"
تزعق جميلة من خلف رونق قادمة نحوها فتلوي عنقها تجيبها ساخرة "طبعا طبعا ستدفعينني نحو العمل دفعا بما أنكِ رأيتِ راتبي العالي!"

تنشغل جميلة عنها دون أن تلقي بالا لاستفزازها تحاول أن تبعدها عن مرمى بصرها دون أن تدرك أن رونق تتعمد أن تحجب الزائرة عن عينيها بوقفتها في إطار الباب ..

ما إن لمحتها حتى كانت تشهق بعنف وتتسع عيناها مبرطمة بجنون تنوي الانقضاض على نسرين "ما الذي تفعل هذه هنا ...يكفينا ما نلناه منكم ..ارحلي قبل أن أمزق وجهكِ "


"أنا ..أنا .."
تحاول نسرين المرعوبة تحريك حلقها المتورم إلا أن الذعر يفتك بأعصابها فتئن بخفوت وتحتمي منكمشة خلف رونق التي وقفت بينهما مخاطبة أمها بحزم تسعى لكبح جموحها "لن تذهب إلى أي مكان ..ما شأنها فيما فعله غيرها..أتت لرؤية أبي و سأحرص على ذلك بنفسي!"


تتسمر جميلة في لمح البصر ترمقها ذاهلة مشككة في صحة سمعها فتضيف رونق ببرود دون أي لمحة تأثر "لا تنظري إلي هكذا ... أنتِ أيضا أخفيت عني علاقتكِ بأمها طويلا"

تشحب جميلة وترفع يدها إلى شفتيها المرتعشتين تحركهما بالقول الملتاع " ما قلة التربية التي أراها ...هل تعيرينني الآن ...وأمامها ..أهون عليكِ إلى هذا الحد لتبيعيني هكذا ؟"

تجفل رونق لهول المعنى المغلوط الذي وصل أمها فتسارع للقول تهادنها وتهدئ من روعها " أمي أرجوكِ لا تبالغي كعادتكِ ..تصرفي كشخص بالغ ولا تخلطي الحابل بالنابل...شئنا أم أبينا لا ذنب للفتاة فيما حدث ..قد لا تسركِ رؤيتها كما لا تسرني ولكنكِ مجبرة على معاملتها بإنصاف"

تستكين ملامحها نسبيا بخلاف عينيها الغاضبتين لا تدري أتطاوع عقلها أم قلبها فتضيف رونق تستميلها بذكاء "على الأقل قدّري شجاعتها ..لو كنت مكانها لما تجرأت على الاقتراب منا"

تتوحش نظراتها منتفضة في صمت فتهتف رونق مبهوتة "ماذا ..وكأنكِ لا تعرفين مبلغ جنوننا !"

وبعد صراع طويل تنتصر عاطفتها أخيرا فتتجاهل نداء نسرين الخافت تحدق في عيني رونق الهادئتين بتحدّ "تجدينني في صالوني إن احتجتني ..إياكِ وأن تأتيني باكية حين يُغدَر بكِ مجددا!"


(وكأني أتيتكِ باكية حين غُدِر بي فيما مضى!)
كادت أن تتهور و تنطق ما جال في بالها إلا أنها تراجعت مبتلعة كلماتها تراقبها تبتعد مولولة بنبرة يائسة تحدث نفسها "ماذا أفعل بابنتي الساذجة المعتوهة يا ربي ؟"


تجتذب نسرين تركيزها حين همست بعجب تضع مسافة بينهما بعد أن كانت ملتصقة بظهرها حرفيا"على أساس كنتِ ستطردينني؟"

فتلتفت رونق إليها تعترف دون أدنى شعور بالذنب "التلاعب بكِ يريحني"

"اتبعيني" أوجزت فيما تتحرك نحو غرفة أبيها فتتعقب نسرين خطواتها بلهفة غير مصدقة أن ما تخيلته مستحيلا حدث بمنتهى اليسر ...


تقف نسرين أمام الباب تمسك مقبضه بتوتر للحظات يقتلها الترقب من الآتي فتترجى رونق لامعة العينين "ألن تدخلي معي ؟"

تشيح عنها تخيب أملها بوجوم "لا ..قد يرميني أبي من النافذة ..تفضلي دون أن تخشي شيئا فعمكِ أعقل من خالتكِ"

"ستنتظرينني؟ "
تتحرك للمغادرة فيتصلب ظهرها حين أتاها صوت نسرين المرتعش فتتنهد متأففة توبخها تستأنف خطواتها دون أن تلتفت إليها "هل هذه خطة أخوكِ الجديدة ليفقدني صوابي .. أخبريه أن مريضي لن يطردني من عملي مهما حاولتِ تعطيلي وتأخيري عن موعدي ...ما تلك العاهة ! "


بعد فترة طويلة كانت نسرين تخرج من غرفة علوان فتسير في الممر الخالي تتلفت يمنة و يسرة تبحث بعينيها في صمت عن أي أثر لرونق ...

"أخفتني!"
تشهق مفزوعة بعد عدة خطوات حين لمحتها تستقيم فجأة إذ كانت تجلس أسفل السلالم فتبادر رونق تستفسر بخشونة متبرمة "تحولتُ إلى شجرة هنا بانتظار جنابكِ ..حتى أني فكرت أن آتي لتفقدكِ "

افترت شفتاها عن ابتسامة مرتعشة تدلك عنقها فيما همهمت بصوت خنقته العواطف وقد سرحت عيناها المشوشتان "عمي ألطف مما توقعت"

تبحلق رونق عابسة في عينيها المتلألئتين بعبرات متحجرة تقول بخفوت "أنا أيضا راهنت على هذا في البداية..ولكن الشيطان لعب بعقلي ما إن دفعت بكِ إليه"

ترتعش ابتسامتها أكثر فيما تهز رأسها دون معنى و تهمس بارتباك تستأنف خطواتها "أنا ..يجب أن أذهب ..لأطمئن على أبي"

تجفل رونق فتحتجز ذراعها تمنعها التحرك تطالعها بقلق تخشى أن يكون ما سمعته صحيحا فتبادلها نسرين النظر ذاهلة لا تفقه تصرفها ...

وفي اللحظة التالية كانت عيناها تتسعان في إدراك متأخر فتبادر لكسر جمود رونق مقرة بأسى "لابد أني قلتُ أبي مجددا ...أنا ... لم أألف بعد غيابه"

تفلت رونق ذراعها تشيح عنها لا تطيق النظر إلى عينيها المهتزتين في ذعر صامت ..وكأنها ما زالت لم تستوعب بعد أن أباها قد رحل دون عودة ..

تسير إلى جانبها إلى خارج النزل ومنه إلى الحي مستمعة إلى همسها الكئيب "أحيانا ..أناديه في البيت ..أو أدخل غرفته أتطلع إلى رؤيته ممددا على سريره ..حتى أني ..أشتاق إلى طنين تلك الأجهزة التي كانت مربوطة بجسده .."


تستزيد نسرين بعد فترة صمت قصير مهمهمة باختناق "أتصدقين أني كنت أمقت تلك الأصوات ..وحين انقطعت أدركت متأخرة أنها كانت بمثابة ضجيج الحياة ..صرت أتمنى أحيانا لو أنها استمرت فسكون الموت رهيب لا يطاق .. !"

تلاحظ رونق نظرات الجيران الفضولية وكأنهم يستغربون كونها مازالت قطعة واحدة على قيد الحياة سائرة على قدميها بعد ما حدث ليلة أمس فتتجاهلهم تهتف ممتعضة نافذة الصبر تخفف من ثقل الأجواء التي أوجعت قلبها على نسرين "مثل أخيكِ تماما ..تبتزون المرء عاطفيا ..أسرعي دعينا نبلغ الشارع الرئيسي لألقيكِ داخل أول تاكسي...لا تنتظري مني أن أدفع الأجرة من باب اللباقة ..مع العلم أني أملك المال فراتبي جيد جدا "

تميل نحوها مستمرة في الهمس بإثارة مضحكة وثقة طريفة "جدا جدا ..لا تنسي أن تخبري أخاكِ أنني بخير للغاية..وأن أهلي سامحوني و سنعيش سعداء بخلافكم"

تضحك نسرين بخفوت تمسح تلك الدمعة اليتيمة التي تدحرجت على خدها تعترف بذبول "لا يعلم أني هنا"

فتعاجلها رونق تهز رأسها بأسف "وهل اندهشتُ ..طبعا لا ..لا يهتم إلا بنفسه و زوجته المخروطية!"

لم تعقب نسرين على عبارتها بل حدقت في وجهها لبرهة مفكرة لتسألها بعدها مباشرة "هل مازلت أثار التقطيب ظاهرة ؟"

أذهلها مسار أفكارها فتضحك دون مرح ثم تتهكم بالقول الفظ "مالكم و آثار التقطيب يا بشر..لن أكشف لكِ بطني المسطح كما تأملين كما لن أبوح لكِ بسر رشاقتي!"

تعود نسرين للتحديق في وجهها بصمت مفكر فتحاول رونق أن تعد نفسها للأفظع كارهة الارتباك الباطني الذي نجحت هذه الغرة في زرعه داخلها ...

تنطق نسرين أخيرا بعد جولة مضنية من الترقب تقول بصراحة ما دار في خلدها "مازلتُ أستغرب كيف طاوعك قلبكِ لتتبرعي بكليتكِ لأخي ..والله حتى ولو كانت بيننا عشرة عمر وملح و خبز ما كنتُ لأخاطر بحياتي وأفعلها !"


ابنة الثامنة عشر تضحك على ابنة الثلاثين ...هذا ما كان ينقصها ..فكرت رونق ببؤس لتجيبها شارحة تتبنى كلاما غريبا عليها تأمل أن تخرسها فمسار الحديث لم يعد ممتعا "في الواقع هناك ما يسمى بمتلازمة تصادم الأجيال ...يقال أن الأجيال الصاعدة أذكى و أنبه من الجيل القديم"

تأبى نسرين أن ترحمها تقول متسائلة "لكننا من نفس الجيل عمليا !؟"

فتكشر رونق بفظاظة تلجأ مجبرة إلى آخر الحلول و أشرسها ..الأسلوب الهجومي "وما ذنبي إن كنتِ أنانية كأخيكِ ..وسليطة اللسان أيضا ..الله الله!"

تصغي رونق مكفهرة الملامح إلى ضحكات نرجس التي تعالت ...تشيح عنها بوجهها تداري شبح البسمة التي ارتسمت على شفتيها ...

وحين خفتت الضحكات كانت تكاشفها ببعض الأسى "أعترف أنني كنت ساذجة وغبية بخلافكِ كما أرى"

تضيف بعدها بكبرياء وكأنها ندمت على صراحتها "علما أن الحكم عليكِ مبكر فلم تمرّي بعد بما يخرج الغباء الذي بداخلكِ"

ثم تستزيد عابسة مصرة على تلميع صورتها "علما أن ما مررتُ به أخرج أفضل ما بي من تضحية ..و ..تضحية ..و.."


"و تضحية"
تنوب نسرين عنها قائلة بلطف فتهز رونق رأسها تؤكد ببرود تأبى أن تنظر نحوها توزع نظراتها على المناظر حولها "نعم ..كنتُ سأقول هذا "

"أنت حلوة حقا ..و سهلة المعشر"
همست نسرين فجأة مبتسمة بإشراق فتلتفت رونق نحوها تطالع عينيها الدافئتين وتصحح لها بلسان لاذع "تقصدين أنني حمقاء فما من سبب يجعلني أجالس مراهقة بدل التسكع مع أقراني"


"لست مراهقة ..بل شابة في سنتها الجامعية الأولى!"
تعترض نسرين هاتفة فلا تبالي بها رونق مستمرة في القول متنهدة ببؤس "لا خيار لدي على كل حال فجميع زميلاتي تزوجن ..أكيد لن يناسبهن مجالستي فجل حديثهن عن الأطفال والأزواج ..أمور لا فهم لي فيها بما أني مررت بتجربة وحيدة فاشلة على قولة سوسن"


"سوسن سوسن ؟"
صاحت نسرين غير مصدقة فتؤكد رونق مستغربة "طبعا ..حكومة أخيكِ الموقرة ..أم أقول حضرة اللواء ..لا أدري كيف يتحمل العيش معها .. أتخيلها تسيّره كجندي في ثكنة عسكرية"


تتبخر البهجة التي غمرتها مؤقتا فتهمس بذبول قانطة "صرت أهرب من البقاء في البيت طويلا بسبب صراعاتهما التي لا تنتهي .. ونحيب أمي الذي لا يتوقف .."

فتعاتبها رونق وقد جمعت اثنين باثنين "فتهربين إلي ..لا زلتُ غبية يسهل استغلالي .. !"


فتسارع نسرين تدافع عن نفسها ملتاعة "لا أبدا ..كنتُ دوما أحب هدوءكِ وخفة دمكِ ..لكني أجبرت على إتباع أهلي و..تعرفين التكملة"


"نعم لا داعي لتقليب المواجع"
قالتها رونق شاعرة بالأسى عليها لتشدد بنبرة حازمة تلوح بكفها لسيارة أجرة مرت بهما "لا تتسكعي مرة أخرى دون أن تعلمي أهلكِ ..صدقيني لن يعجبهم أن تمشي على حل شعركِ ..طبعا و فضائحي خير مثال ...من يدري فقد يلقون اللوم علي باعتباري قدوة سيئة لكِ .."

أغلقت الباب عليها حين استقرت في المقعد الخلفي تختم بالقول "وداعا إذا فمريضي الغالي سيفتقدني إن تأخرت أكثر"


راقبت سيارة الأجرة المبتعدة بعبوس مفكرة تهمس لنفسها بقلق "هل ستكون بخير ؟"

لتقول تاليا غاضبة "ومالي أنا ...جمعية خيرية بابها مشرع للقريب و البعيد ... !"


التفتت حولها لتتنهد بعد أن أدركت إلى أين ساقتها قدماها دون وعي منها "الموكوسة المبتزة ..جعلتني أبتعد عن محطة الحافلات كثيرا ..آه يا أم الخير ..كم أن خداعكِ سهل كشربة ماء مهما بلغتِ من العمر ..لا تتعلمين أبدا مهما سحلتكِ الحياة"


................................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 11:10 PM   #968

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بعد ساعة ...

لم يستطع التحكم في لهفته لمرآها ...انشغل باله عليها طوال نهار أمس يخشى أن يكسرها أهلها أكثر مما هي مكسورة أصلا ...شكوك زادت حين تأخرت عن موعدها هذا الصباح ..


يهدر قلبه غبطة لكونها بخير ..أو ربما تبدو بخير ..لا يهم ما دامت قد أتت لتبهج يومه ..فأمسه كان كئيبا بدونها غارقا في سواد ذكرياته التي أحيت رمادها ..

تتسع ابتسامته يحدق في عبوسها ..وتلك العقدة المتعمقة بين حاجبيها الدقيقين تتأمل شيئا ما في يدها ..

يرد متلكئا تحيتها الصباحية الفاترة ينتظر الامتعاض الذي وشت به ملامحها قبل لسانها حين همهمت "أعتقد أني تعرضت للاحتيال ..اشتريت قبل قليل هاتفا ثم لمحته بعدها في محل آخر بسعر أرخص !"


تميل رأسها مفكرة ثم تتساءل حائرة أي الاحتمالين ترجح " أم أن هاتفي أغلى لأنه أصلي؟"

تنحدر عيناه إلى الهاتف بين يديها يهمس مبتسما بإشراق" مبارك ..عسى أن تستخدميه في أيامكِ الحلوة"

ترفع رأسها إليه تقول معاتبة وقد ذكرها بما ودت قوله أولا قبل أن ينسيها إياه المحمول "أليس الراتب عاليا أكثر من اللازم ؟"

فتشع عيناه بوهج دافئ يهمهم بنبرة صادقة "تستحقينه"


لا تدري لماذا تراه بخلاف العادة ..أقرب ..وكأن آخر ما كان بينهما من حواجز قائمة هدمت بالأمس ...

تكره هذا الشعور المربك لحواسها ..والدغدغة المداعبة لقلبها ... تستقر على أريكتها تدفن وجهها حرفيا في شاشة هاتفها مثرثرة ببعض العصبية في محاولة لتشتيت تلك الأجواء الثقيلة الغريبة التي حاوطتهما " قررت أن أفتح حسابا على منصة التواصل الاجتماعي ولكني حائرة في الاسم الذي سأطلقه على نفسي"

تضيف بعد برهة تفكير" ينبغي أن يعطي انطباعا جيدا عني ...أبي حب حياتي مثلا ..ربما قناعتي سر سعادتي ..الواثقة بالله ..أو لا يأس مع الحياة!"

يتجاوب مع أفكارها العجيبة ضاحكا بخفوت ثم يقترح قائلا "برأيي أم الخير اسم مناسب"

تعترض رافضة تقول"يسمّونه العالم الافتراضي ... دعنا نعيش في الأحلام هربا من الواقع ولو لبضع دقائق"

تستزيد بجدية طريفة بعد لحظات " سأسميه رونق المحظوظة كمبادرة لجذب الأمواج الإيجابية نحوي...أم أنه اسم مبتذل؟"

يعدّل معتصم الاسم المقترح قائلا "ليكن رونق علوان و السلام "

تنتفض مستنكرة وقد اتسعت عيناها رعبا للفكرة "لا أريد أن يضيفني أحد من معارفي ...لا رغبة لي في مصادفتهم هنا أيضا فقد سئمت منهم على أرض الواقع ...مجرد التفكير في الأمر جعل جلدي يقشعر ..أعوذ بالله"


"ما رأيك بالصبارة الصبورة؟ "
قالتها واثقة من سلامة اختيارها بعد جولة تفكير طويل فينفجر ضاحكا بجنون جعلها تبتسم فيما تنهره برفق ""لا تضحك ..ألست صبورة ؟"

يهز رأسه موافقا يهمس من بين ضحكاته "بما فاق الحدود!"

فتنقر على الشاشة بضع نقرات تنفيذا لقرارها المجنون تضيق عينيها مركزة لبضع لحظات لتردف هامسة" وسأضع صبارة خضراء كصورتي الشخصية ليكتمل الوصف بكل أنماط التعبير الممكنة...تلك الصبارة الراقصة الرائجة هذه الأيام مناسبة ..مظهرها لطيف للغاية"

يرفع حاجبيه يهتف ذاهلا " أنتِ لا تمزحين ؟"

فتعاجله مقتنعة بالكامل بسلامة خطواتها "طبعا لا ..لن أعثر على تمويه أفضل ..لن يعرفني أحد هكذا..هل أضيفك أم ستخجل من وجودي بين أصدقائك المخمليين؟"

تميل زاوية شفتيه في ابتسامة مهلكة يهمس بحرارة خطيرة على قلبها المسكين "أصدقاء ماذا ..أمسحهم جميعا لأجل عينيكِ ..يسعدني أن أكون الصديق الأول لكِ..على أمل أن أكون الأخير ..لا تؤاخذيني فأنا طماع جشع بطبعي!"

تفقد السيطرة على خلجاتها فتهمس مكلمة نفسها بصوت خفيض مرتعش" تجاهليه ..تجاهليه !"

"بماذا تتمتمين؟"
قالها متفكها فتقوم من مكانها نحوه تخاطبه بصرامة مهنية مناورة "لا تتراخى ..أمامنا يوم طويل حافل ..أرهقك كما لم تتعب منذ شهور "


يعتدل في جلسته على السرير يسايرها مبتسما بسماجة "أرى أنكِ متحمسة لتلامسيني"

فتبرر بفظاظة تمط شفتيها "لم يكن عليك أن تدفع لي ذاك المبلغ الكبير ..يجب أن أبذل جهدا أكبر لأحلّل مالي "

تحيد عيناها بعد لحظات إلى شاشة هاتفه المضيئة تنبهه " هاتفك يرن ...لماذا تجعله على الوضع الصامت؟ "

تغيم عيناه يرد سارحا "أعاود الاتصال لاحقا"

ليضيف يراوغها يصرف تفكيرها عنه وقد عادت ابتسامته الشقية للارتسام على شفتيه " هناك ما هو أهم لنركز عليه الآن ...قومي بعملكِ فيما نتحدث عن المنشورات المستقبلية التي سنشاركها معا ..هل ننشر تلك الصورة العزيزة التي التقطتها لنا ذاك اليوم .. لا تنسي أن تمنحيني رقم هاتفكِ لأتصل بكِ ليلا حين يجافينا النعاس يا شريكة البؤس"


ترمقه بوجوم للحظات قبل أن تقول متنهدة "غيرت رأيي ..راتبي ينبغي أن يكون أعلى مقارنة بما أتحمّله من ضغط نفسي "

فينوب عنها قائلا يشاكسها وقد بدأ يألف طباعها "حسبنا الله"

تطرق برأسها تقوم بعملها تداري عن عينيه المشاغبتين بسمتها المرتجفة فيما تكرر بفتور "حسبنا الله!"


................................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 11:11 PM   #969

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قرية الجبل الأسود ..


يدخل إلى مخدعها بتؤدة مسبّقا إلقاء السلام بصوته الجهوري كعادته فيبصرها جالسة قرب النافذة المشرّعة سارحة بنظراتها ...


"هواء الخريف البارد يضر صحتكِ أماه!"
يهمس لائما بلطف فيما يمد كفيه إلى الشراع ليحكم إغلاقه ثم يستوي جالسا بالقرب منها مضيفا "مازلتِ تستطيعين الرؤية من خلف الزجاج على كل حال "


تنطق بصوت أجش واهن بعيد دون أن تنظر نحوه " من العجيب أن يفرُق رغم أن المنظر نفسه .."


"كيف أصبحتِ اليوم؟"
يسألها قلقا يسحب كفها المجعدة نحوه مربتا برفق فتتنهد ملتفة إليه "بخير يا شيخي ولله الحمد ..لا تشغل بالك بي فلم يبق من عمري الكثير على كل حال ..وإني بتّ أخشى أن تتخطّفني المنية قبل أن يريني الله أمرا ترجوه نفسي "

يفهم عبد الحي تلميحها المبطن و إلحاحها في كل مجمع فيقرر هذه المرة مواجهتها بدل التلافي فما عاد راغبا في تضليلها و إرهاقها بغموض أفكاره ما دام الفضول يستنزف طاقتها الضئيلة ...


يضغط برفق على كفها يقول معاتبا "اسم الله على قلبكِ أماه ..لا تريني ما لا أحبذ رؤيته فيكِ فما عهدتكِ ضعيفة من قبل أبدا"

تطالع عينيه الحادتين بالفطرة يخصها وحدها بتلك النظرات الدافئة الرحيمة فيتوجع قلبها يعكسه ذاك الأنين الذي غادر شفتيها المتشققتين حين همست بشجن "وكأنك لا تدري أني ككل البشر ينالني نزغ الشياطين و يضعف شوكتي ..ولكني سرعان ما أستعيذ بالله أخصه سبحانه بشكواي ..كنت قد بلغت من اليأس ما لم أبلغه من قبل حين مات ابني .. وتساءلت مرارا ما جدوى حياتي من بعده ..إبليس اللعين أنساني في لحظة ما تعلمته وقد عشت ما شاء الله في هذه الدنيا و رأيت من أحوالها و نوائبها العجب الكثير .."

تتفحص ملامحه المريحة للنظر بمشقة فقد ضعف بصرها وصار وجهه الحبيب ضبابيا في عينيها ..ورغم صعوبة قراءة قسماته كما كانت تفعل في صغره إلا أنها تشعر بما يخالجه ..بل و تكاد تقسم أن ما في باله يخالف ما تتمناه ..تمهد له الطريق ليبوح ويرتاح فتهمس بخفوت مستسلمة " رحم الله أيام الصبا ..كنت سفيهة العقل أحدد ما أرجوه وأحصر فيه الخير كله فأدعو المولى ليل نهار أن يبلغني المراد ..كان القدر بي رفيقا إذ أنال ما أصبو إليه فيرتاح قلبي و أأمن غدر الدنيا على نفسي ... سبحان مسير شؤون الخليقة ..لحكمته أسرار ..وكأن كل ما لا يرضي قلبي كان مخبأ إلى أن أعقل وأرى هذي الحياة كما ينبغي ... أضحيت أرجو رحمة الله دون أن أحدد لها لونا يرضيني..حفاظا على عقلي و قلبي من الجحود فهو أدرى سبحانه منا بما يلاءم نفوسنا .."

يعطف عبد الحي على الشيخة حفصة فاهما فحوى رسالتها فيسألها ببعض الذنب مستفسرا "هل أنتِ مني خائبة ؟"


فتعاجله هامسة برهبة وقلب مؤمن "حاشى أن ينساني ربي من رحمته!"

يبتسم لعينيها اللامعتين يحاول إنعاش ذاكرتها البعيدة بنبرة عاطفية مخنوقة بأمر أيقن أنها أغفلته فقرر الاحتفاظ به لنفسه إلى أن يحين الوقت المناسب"أتذكرين الاسم الذي أطلقته على ابنتي من فاطمة رحمها الله؟"

تتشوش نظراتها لولهة تعتصر ذاكرتها لتتسع مقلتاها تاليا بذهول تتساءل سرا كيف نسيت تفصيلة مهمة كهذه متعجبة لتصاريف القدر التي لا تنفك تدهش الخلق ..

تنطق بعد برهة وقد فاضت عيناها بالدمع تأثرا "جوري...أيعقل..يا رب الكون !"

يقشعر بدنه وكأنه بدوره يعايش ذهول الصدفة للمرة الأولى ويهمس مقرا مسبلا أهدابه يراقب كفها المستقرة بين راحتيه "ما بيني وبينها لا يمكن أن يكون بين المرء و زوجه ..حتى أني بت أحتسبها عند الله ابنتي التي لم تشأ الأقدار أن تعيش"


ترتعش شفتاها هامسة بنبرة عجز ملتاعة حائرة في أمرها "وكيف ستنصفها يا بني فعقلي لا يسعفني بمخرج آخر؟"


يرفع مقلتيه إليها ينطق مترفقا "أتثقين بي أماه ؟"

فتبتسم بضعف تضغط على إحدى يديه تقول بثقة عمياء " أوتسأل ..أضع يدي بيدك وأسير معك معصوبة العينين؟!"


تتوهج عيناه ارتياحا فيهمس يترجاها "اصبري إلى أن تنقضي العدة فلم يبق الكثير...وحتى ذلك الحين أريدكِ ألا تكاشفيها بموقفي فما ينتظرنا ليس بيسير لا يحتمل الظهور إلى العلن قبل الأوان"


تتنهد بحزن بليغ تتمتم ببعض الأمل "أرجو أن يطيل الله في عمري لأبلغ اليوم المشهود"

فيقبل رأسها راجيا ذات رجائها "تبلغينه بإذن الله ..وترين ما يسر قلبكِ الغالي"


..............................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-21, 11:12 PM   #970

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"ناوليني نظارتي من جيب حقيبتكِ "
همست سعاد تمد كفها ناحية ابنتها تطالع القصاصة المعلقة بثوب نوم حريري تضيق عينيها مشككة في سلامة نظرها ..


تناظر شمايل بطرف عينها البائعة التي تكفلت بهما حيث جولتهما بين مختلف الأروقة مستعرضة مختلف الماركات و آخر الصيحات ..كان من المفترض أن تسهل الأمور عليهما ولكن شمايل رأتها كمصدر إزعاج وتطفل على الخصوصية ..تعليقات سعاد جعلت الوضع أفظع فغدى التسوق في عيني شمايل جحيما خانقا بدل أن يكون ممتعا شارحا للنفس معدلا للمزاج ...

تشفق على البائعة التي بدى لها واضحا حجم معاناتها في الحفاظ على تلك البسمة العملية صامدة على شفتيها المشلولتين و تجاهل ملاحظات سعاد الإجرامية في حق أرقى الماركات ..

تجيبها شمايل بخفوت مطبقة أسنانها تتمنى بمنتهى البؤس لو تنشق الأرض و تبلعها بدل هذا العرض الفاضح "أنتِ ترين جيدا أمي ..ذاك هو سعر القطعة فعلا...هل ستندهشين هكذا في كل محل ندخله! "

تلك اليد التي بسطتها لتلقط نظارتها كانت ترتفع إلى صدرها تعبر بمنتهى الإخلاص عن استنكارها الشديد منددة بالاحترافية في الاحتيال على جيب المواطن المنهوب "هل هذه مزحة ..أم أنها تحتوي سحرا يغري الزوج دون مجهود... رأيت العشرات منها في السوق الشعبية ...نسخة طبق الأصل و بسعر أقل بستة أضعاف تحقق نفس الغرض..لماذا تصغين لغسان المبذر لا يفهم شيئا في التسوق الاقتصادي البنّاء..امشي لنذهب إلى المحلات التي أعرفها .."

التفتت شمايل دون وعي منها إلى البائعة وكأنها ترفض أن تفوت ردة فعلها على كلام أمها أو تتمنى يائسة ألا تكون قد سمعت خطابها المؤثر ..تلك البسمة المتشنجة التي زادت اتساعا كانت شاهدة على العذاب الذي تعيشه الفتاة المسكينة المضطهدة والمتسائلة بلا ريب في سرها عن تصاريف الأقدار التي ساقت هذه الزبونة البسيطة إلى أرقى محلات العاصمة ...

تعود بنظراتها المعذبة إلى أمها توشوش بخفوت مغاضبة "أمي ..ما الذي تهذين به ..إنها قطعة أصلية لهذا هي غالية الثمن"

تعاود سعاد لمس القماش تتحقق من جودته للمرة الخامسة ربما ثم تهز رأسها تمط شفتيها معترفة بثقة خبيرة في الموضة و الأزياء "أعترف أن جودة القماش ممتازة على نحو مبهر ..ولكن لماذا نصرف كل هذا المال على قطعة لن تصمد عليكِ أكثر من دقيقتين؟ "

كان العرق ينضح حرفيا من جبهتها توشك أن تقع مغميا عليها من فرط الإحراج ..يتوقف ذهنها عن العمل ويستلم الغباء زمام الأمور لينقذها مما هي فيه فتلتفت نحو البائعة مشيرة إلى زبونة تبدو مهمة بالنظر إلى أناقتها في محاولة ساذجة لصرفها "أعتقد أن تلك المرأة بحاجة إلى المزيد من الدعم فيبدو أنها ستبتاع الكثير"

تبتسم البائعة بسماجة ترفع حاجبيها مندهشة من تدخل الزبونة في إدارة المحل المرموق المعروف باحترافية كل العمال من كل النواحي و ترد ببرود استفز أعصاب شمايل التالفة أصلا " لا تهتمي يا آنسة فنحن نعطي كل زبونة حقها من الاهتمام"

من جهة أخرى تستمر سعاد في عنادها هامسة بإصرار تميل على ابنتها تهمس قرب أذنها هذه المرة "صدقيني دماغه سيكون مشغولا بأمور أخرى في تلك اللحظة.. لن يكترث لجودة هذا الشيء أبدا"

يبلغ صبرها أقصى درجاته مهددا بانفجار عدادها في أية لحظة فتلتقط القطعة من كف أمها ببعض الخشونة وتقذفها لا إراديا للبائعة محتقنة الملامح هامسة باختناق "من فضلكِ سنأخذ هذه"

انشرحت ملامح الفتاة المسكينة حين أيقنت أن بوادر ختام العرض المخزي قد لاحت في الأفق فتبتسم بشكل مبالغ فيه وتهرول قبلهما ناحية آلة الدفع تضع فيها بطاقة غسان الائتمانية وكأنها ما صدقت انتهاء الكابوس ...


تحمل شمايل كيس المشتريات و تسبق أمها واجمة فتتنهد سعاد تطالع ظهرها المتشنج"خسارة"


تقف جانبها تتطلع إلى ملامحها المكفهرة في صمت فتهمس شمايل بعد فترة قصيرة مستهجنة "لو لم أكن أعرفكِ لقلت عنك بخيلة ..حتى أن الشيطان يوسوس لي لآخذ على خاطري منكِ"

تحكم سعاد قبضتها حول عضدها تنهرها مستنكرة غباءها و جهلها " لا ضير من شراء قمصان رخيصة ما دمت ستلبسينها مرة أو مرتين على الأكثر ..استثمري مالكِ في المصوغات الذهبية..ترتفع قيمتها مع الوقت إذا ما أردتِ بيعها يوما ..و تحتاجينها في الكثير من المناسبات لاسيما في الوسط القروي حيث ستتزوجين يا قليلة العقل"

تصيح شمايل معاندة وقد نسيت أنهما في الشارع فتلفت انتباه بعض المارة إليهما "وهل تعتقدين أن غسان غافل عن هذه الأمور حتى أنه أدرى منكِ .. !"

"فهمنا أن خطيبكِ شاطر ..عشنا و رأيناكِ تأخذين جانب الغريب قبل أن تحلقي من عش أبيكِ " قالتها سعاد ملوحة بفظاظة شاعرة باستياء بليغ مضيفة بامتعاض "لن أرافقك مجددا إلى هذا النوع من المحلات ..لا يسمحون للمرء ببعض الخصوصية في انتقاء ما يعجبهم يلتصقون بك وكأنهم يخشون على حرائرهم الغالية من أيدينا الشائكة .."

تتنهد مضيفة بحسرة مبالغة كعادتها تتطلع إلى واجهة المحل الزجاجية المزخرفة الأنيقة و اللامعة"محلات باردة كالرخام بلا روح ..ومن أين لهم بهجة طاولات الباعة الشعبيين ..لا أحد سيعترض ولو قفزتِ في البضاعة ..غوصي و اسبحي بين الأثواب اختاري ما يعجبكِ بأفضل الأسعار"

تبهت قسمات شمايل و تتسمر في وقفتها لا تدري بماذا تجيبها وقد طفق الندم يتسلل إليها فيظهر غسان قادما من المقهى القريب حيث كان جالسا ينتظرهما فتتقدم نحوه سعاد قائلة تمط شفتيها بعدم رضا "خذنا إلى البيت يا بني فقد رأيت و سمعت ما يكفي"

يسبقهما غسان نحو سيارته يفتح لهما الباب الخلفي لتركبا ثم يستقر في مقعده يقول بمرح يتغافل عن تجهم كليهما "هل استمعتما بالتسوق؟"

تبادر سعاد للرد بالقول الساخر تطل من نافذتها "طبعا استمتعنا بالأسعار الملتهبة..يسلخون جلد المرء باسم الماركات العالمية ..أنا أيضا سأؤسس ماركتي الخاصة وأرتقي على ظهور المغفلين نحو عالم الثراء"

تتهرب شمايل من ابتسامة غسان الواسعة فيما يتأملها من خلال المرآة الصغيرة و تلكز أمها لتسكتها فتلتفت سعاد نحوها تقول بوجوم تبسط أطراف أصابعها على مقربة من فمها "ها قد سكتنا ...اللوم من أراد مصلحتكِ"


ما إن ركن غسان السيارة حتى كانت سعاد تودعه بخفوت ثم تبادر بفتح الباب حاملة أكياس المشتريات تهرول نحو البيت فتراقبها شمايل ببؤس متجمدة في مكانها بتخاذل وقد عجزت ركبتاها عن حملها لتلحق أمها ..تهمس بعد فترة تحسم أمرها مقطبة "سئمت من تكرار نفس الموال...سأسايرها المرة القادمة وأرافقها إلى حيث تريد وليكن أمري على الله"


"دعيها تشتري ما يرضيها ..فأنا أيضا أبتاع لكِ ما يعجبني سرا "
كانت ما تزال تحدق في أثر أمها التي اختفت حين أتاها همس غسان المستمتع ...استغرق الأمر منها لحظات لتستوعب كلامه فتلتف إليه تقابل عينيه في المرآة متسائلة بغيظ"ماذا اشتريت دون أن تخبرني ؟"

تفاجئها نظراتها الناعسة و يوترها صوته الكسول حين قال بعمق مداعبا "الكثير من قمصان النوم المثيرة و ... "

وقبل أن ينهي عبارته كانت تقفز من المقعد الخلفي متجهة إلى البيت دون أن تلتفت خلفها وقد أوشك وجهها أن ينفجر من فرط احمراره ...


............................................


إنها المرة الثانية التي ينجو فيها طرف أصبعها بأعجوبة من براثن السكين الذي تستعمله لتقشير الخضار ...أمر طبيعي بالنظر إلى الطريقة التي كانت تقشر بها فعيناها كانتا مركزتين على رباب و نجوى وكأنها تستعرض مهاراتها في القيام بالعملية بمنتهى البراعة دون الحاجة للنظر إلى ما بين يديها ...

"هل أنتِ بخير حبيبتي ؟"
انتبهت أخيرا إلى أنهما تحدقان فيها بعد أن توقفتا عن الدردشة ..وهاهي ذي نجوى تستفسر قلقة عن حالة السهو الغريبة التي اعترتها ...

وبمنتهى الخزي لاحظت أنها تفغر فاها بالمعنى الحرفي للكلمة تطالعهما ببلاهة منقطعة الأنفاس ...

تهمهم برد خافت تحني رأسها لتركز على عملها مقطبة حاجبيها تلملم ما تبقى من كرامتها المهدورة فتتسع عيناها و تغرق في بؤسها حين تكتشف أنها تحفر حبة البطاطا المسكينة حرفيا تعريها من لبّ لبّها ...

تبتلع ريقها تبسط راحتيها على القشور البيضاء المكدسة في محاولة متأخرة لمداراة فضيحتها ..وكأن دماغها يعاديها يزيد الوضع سوء فتتخيل ابنة بثينة ذات السبعة أعوام تبلي أحسن منها ...

نجوى كانت فطنة بما يكفي لتستأنف فضفضتها مع ابنة أختها دون أن تضغط على تيجان أكثر رغم أنها لاحظت تشتتها و رباب أيضا لم تعلق مقتنعة أن الأمر لا يعنيها فلا مغزى من التدخل بين خالتها و عروس ابنها ...

تعود تيجان لتقشير ما تبقى من خضار وقد بدت المهمة اليوم بخلاف العادة مرهقة و طويلة أكثر من المعتاد ..تتوق لتنظم إليهما و تستعرض مهاراتها في أعمال أخرى أكثر ثقلا ...وكأنها تجيد أمرا آخر غير التقشير! ..

فاجأها مسار أفكارها المخالف للعادة فترفع رأسها مجددا تسترق النظرات إليهما مستغربة التفاهم و الانسجام القائم بينهما فهذه أول مرة تأتي فيها رباب لتبيت عند خالتها بخلاف زياراتها الخاطفة المعدودة على أصابع اليد الواحدة ..


ودون شعور منها كانت تغرق في موازناتها فتضع نفسها في محل مقارنة بينها و بين رباب ...

يتعالى صوت رياض ملقيا السلام فتسارع رباب لرفع طرحتها تغطي شعرها تلملم تلك الخصلات الناعمة المنفلتة ...

تراقبها تيجان مشدوهة فتنحدر عيناها تلقائيا إلى شعرها المفرود على كتفيها ...تضيف معيارا جديدا إلى المقارنة التي عقدت جلستها في دماغها ...


المهم أنها أمضت الوقت على ذات الحال إذ لم تشارك أبدا في الحوار الدائر بين ثلاثتهم رغم محاولات رياض لمشاكستها كديدنه بمزاحه الطريف ... هو بدوره لاحظ غرابتها لكنه كان من الحكمة بخلاف طبيعته الحشرية إذ لم يعقب ...


و استمرت في انعزالها الغامض حين انسحبت مبكرا من السهرة إلى جناحها مقررة الاتصال بكاظم كما وعدته لتفاجأ بالطرق الذي تعالى على الباب يعقبه صوت رباب المطلة برأسها هامسة بلطف" هل يمكنني الدخول ؟"

وضعت تيجان هاتفها على الكمود مؤجلة على مضض أمر المكالمة الهاتفية ورحبت بها بخفوت راسمة ابتسامة فاترة تقابل بها بسمة رباب الدافئة ...

ما إن استقرت بقربها حتى كانت تتهور هامسة دون تفكير أول ما خطر ببالها أو بالأحرى ما شغل بالها طوال الأمسية "لماذا تتحجبين أمام ابن خالتكِ على الرغم من كونه يصغركِ كثيرا؟"


تسمرت رباب للحظات مذهولة ترمقها بعينين متسعتين ثم ما فتئت أن ابتسمت معجبة بتفكيرها الفضولي ..ربتت على ذقنها مفكرة قبل أن تجيب بهدوء" الحجاب لا يقتصر على فئة معينة من الرجال ..كل شخص غريب عني بلغ الحلم وجب علي أن أستتر عن عينيه ..ورياض ليس استثناء من القاعدة ...صحيح أنه بمثابة أخي الصغير ولكني شرعا أجوز له بغض النظر عن فارق السن بيننا.."

تضيف ملاحظة أمارات الاستهجان على قسماتها "طبعا سترين تصرفا كهذا دنيئا بنوايا مريضة بحكم تربيتكِ و أسلوب حياتكِ ولكن في الحقيقة الأمر أخطر مما تتوقعين فنحن نتحدث هنا عن شاب في مقتبل العمر ..حتى وإن لم يدرك الوضع على حقيقته فإن كثرة المخالطة بملابس غير محتشمة و شعر مكشوف تؤثر على عقله الباطن و تفتنه دون أن يعي ربما"


صمتت تيجان مسترجعة تنبيهات كاظم وتحذيرها من الحوم خارج جناحهما بملابس بيتية رقيقة ...لم تكن معتادة على مراقبة ثيابها في البيت ولكنها لم تهتم كثيرا فهو بارع جدا في إقناعها و إصباغ طلباته بألوان عاطفية تهيّج أحاسيسها و تلغي عقلها ...


ابتلعت ريقها بتوتر لا تدري كيف تفسر الأحاسيس المبهمة التي يجيش بها صدرها اللحظة ...تلتقط رباب الصراع الداخلي الطافي على ملامحها المشوشة فتنطق بإثارة تجذبها بعيدا عن دوامة أفكارها المتلبكة تفتح ملف الصور في هاتفها تقربه منها "كنت سأريكِ صور جولتي الأخيرة خارج البلد"

لم تكن تيجان ترى أي شيء بخلاف رباب في تلك الصور ..تركز على ثيابها الفضفاضة بألوان زاهية تشرح النفس و طرحتها الملفوفة بعناية و مهارة بما يتماشى و شكل وجهها ولعجبها أعجبت بأناقتها المختلفة عما عهدته ..كل شيء مختلف فيها في الواقع ..هدوءها ..رزانتها ...قدرتها على انتقاء مفردات لبقة لأجوبتها المنمقة في ظرف قياسي ...حلاوة روحها و لطفها الشديد ..تخيلتها لولهة نسخة أنثوية من كاظم ...

"وهذه الصورة التقطتها أمام الجامع الأزرق قبل أن أصلي ركعتين فيه ...أخي تذمر كثيرا لأني أطلت الصلاة و تركته يتضور جوعا ..استمتعت كثيرا بهذه السفرة فقد كانت على نفقتي الخاصة بخلاف رحلاتي السابقة " همست رباب بفخر حقيقي تلمع عيناها شكرا لله على توفيقها لما تمنته دوما ..كانت ملاحظة لشرود تيجان عنها ولكنها أصرت على الاستمرار في حديثها على نحو طبيعي تترك لها المجال لتتصرف على سجيتها ...


"نحن أيضا عدنا من شهر العسل منذ فترة قصيرة ..استمتعنا كثيرا و التقطنا العديد من الصور" همهمتها الحادة المفاجئة صاحبت نظراتها المتحدية وكأنها تحاول أن تثبت لرباب أنها ليست الوحيدة التي تقضي أوقات سعيدة ...

كان من الصعب عليها أن تفهم ذاك الغضب الذي احترق فجأة داخلها ..يضنيها غموضه عاجزة عن فهم ما اعتراها ..

تواصل رباب مسايرتها بفطنة تهتف بجذل متجاوبة " كنت سأسألكِ أساسا عن الأمر و ها قد سبقتني ...أنا حقا متلهفة لرؤية الصور إن سمحتِ طبعا"


لولهة شعرت وكأن إحساسها بفقدان ثقتها المعهودة أمام شخص ما (وإن كان جديدا عليها) ليس غريبا وكأنها عايشته مسبقا ...


شخصية رباب بمجملها أشعرتها بنوع ما من عدم الارتياح منذ أول لقاء بينهما ..أمر عزته إلى اختلافهما الجسيم عن بعض وكأن بينهما هوة سحيقة فاصلة تمنع انسجامهما ...

قلبها ينقبض ناحيتها دون سبب معلوم رغم أنها تحب لطفها ..تشعر برغبة ملحة في الهرب منها رافضة تعمق العلاقة بينهما ..ورباب لا تساعد أبدا تخنقها بمحاولاتها الواضحة للتقرب منها ومد أواصر الود بينهما ...

هذا التقارب الذي نشأ رغما عنها جعلها تختبر مشاعر أخرى تزيدها إرهاقا .. نوع ما من الاهتزاز و التشتت ..و الضعف ..

وفي خضم ما يجيش في صدرها تذكرت دون سابق إنذار أنها عايشت نفس الوضع و الأحاسيس ذاتها في بداية علاقتها بكاظم ...استنتاج لم يحسن أبدا من نفسيتها السيئة ...

غصة استحكمت حلقها فتنطق بصوت أجوف حاد "كاظم طلب مني أن أغلق حسابي فلم أشارك الصور التي التقطتها .. لا يحب أن يراني أحد سواه"

لعجبها ارتد رأس رباب إلى الخلف ضاحكة بعنف للحظات و حين سيطرت على ضحكاتها كانت تهمس تغمزها لاهثة "ألا أعرف تملك ابن خالتي؟" لتضيف بعدها تلكزها معاتبة برقة مبتسمة بإشراق "لكنكِ تحتفظين بالصور في هاتفكِ كما أخمن ..أم أنك ترفضين أن أطلع عليها..أعتذر إن أثقلت عليكِ بتطفلي "

شعور غامر بالحرج اعتراها تلعن في سرها لسانها المتهور الذي تلفظ بأغبى جواب قد يخطر على البال وهاهو يخرس يخيبها فلا تدري بما تجيبها ...

تراها تنهض لتغادر وقد اعتبرت سكوتها كموافقة غير منطوقة على ما قالته ...عقلها يرحب بالراحة التي ستعقب رحيلها و قلبها يلتاع لمعاملتها الجلفة المنفرة دون سبب...

وبين أخذ و شد تحسم أمرها فتنادي عليها تترجاها البقاء للمزيد من الوقت تمد يدها ناحية هاتفها لتريها صور شهر العسل ...


وتلك الليلة حين اختلت بنفسها لم تشعر برغبة في الحديث إلى كاظم عبر الهاتف إلى وقت متأخر كما تلهفت طوال النهار ..وكما وعدته ...

حتى أنها لم ترد على مكالماته وفضلت أن تغرق في كآبتها المبهمة مستمعة إلى رنين الهاتف الذي استمر طويلا قبل أن يصمت...

(يبدو أن رباب أتعبتكِ ..ليلة سعيدة إذا)
الرسالة التي بعثها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ..ارتعشت شفتاها و انهمرت دموعها بغزارة دفعة واحدة فتهمس بتخاذل تحدث نفسها تحدق في الشاشة التي أضاءت الظلمة من حولها "هل هرولت إليه تطلعه على تفاصيل سهرتنا البائسة ..و غبائي ..وسخافتي ..كان عليه أن يلح أكثر في الاتصال ..أن يشعر أني لست بخير .. !"


كانت تدرك أن ما تقوله سخيف لا أساس له من الصحة إلا أنها احتاجت تبريرا ما ..سببا ما مقنعا لبؤسها و حزنها العميق الذي أثقل قلبها ..

بكت بحرقة بعدها طويلا تعاود قراءة رسالته مرارا و تكرارا إلى أن اجتذبها النعاس إلى عالم آخر غير العالم ...ينسيها ولو مؤقتا ما تعيشه من تخبط مبهم..



انتهى الفصل الأربعون



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.