آخر 10 مشاركات
أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          29 - لن نلتقي - جاسمين كريسول (الكاتـب : عنووود - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          بنت الشامية....منقول.....((.لنبض القصيم)) اكثر من رائعة (الكاتـب : taman - )           »          سينابون(90)-قلوب شرقية-للرائعة نرمين نحمدالله-حصرياً-مميزة*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          181- عد فقيراً مثلي ! - جين دونيللي - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          166- أماني - ميشيل ريد - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          أدمنتُ عنادكٍ..... لمحبي اللهجة العراقية *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-20, 10:52 PM   #341

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كانت جوري جالسة في غرفتها حين دخلت أمها وقد غارت ملامحها المغبرّة أكثر وقالت مباشرة وقد تملّك الرعب حلقها المتورّم " أوس مصاب يا جوري ..عباس المجنون آذاه ..لماذا كذبتِ عليّ وقلتِ أنه أعادكِ بعد أن ترجيته ..لماذا لم تخبريني أن عباس قطع طريقكم ؟ "

يهتز المصحف بين يديها وقد تحققت أسوء هواجسها..استشعرت بقلبها بالأمس هالة الخطر التي كانت تحاوط أوسا من كل جانب رغم الصمود الجبار الذي أظهره ولهذا دفعت أمها على طريقتها لتذهب للاطمئنان عليه عوضا عنها فقد خافت أن يعرف عباس أنها ذهبت إليه فيؤذيه أكثر مما رجّحت أنه فعل ..

تهتز نظراتها فترى الحروف القرآنية متداخلة ببعض..لم تعد تسمع ما تقوله أمها وقد غطى هدير الدم في أذنيها على صوتها فتقطع هذيانها بسؤال مرتعش الحروف "هل ..هو بخير ؟"

تهمهم صفية بكآبة فاترة "لم تمنحني زاهرة فرصة لأطمئن عليه لكن وجوده في البيت بدل المستشفى يدل على استقرار حالته ..أصيب بكسر في ذراعه وجرح في خصره "

(اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..اللهم لك الحمد حتى ترضى ) تطرق برأسها فيرتخي شعرها المنسدل على جانبيه تخفي عن أمها معالم وجهها ..تطبق جفنيها ترتعش ابتسامة ارتياح على شفتيها تشكر الله في سرّها على حفظ حبيبها من مصير أسوء ..

تغلق المصحف وتضعه في مكانه بجانب سريرها ثم تقف قبالتها تتألق عيناها بقسوة ساخرة اتخذتها كقناع تداري خلفه اختضاضها "إذا رأيتِ بأم عينيكِ كم أن استمالته سهلة يا أمي ..هل حاسبته على غدره بكِ ؟"

تدلّك صفية عينيها المتورمتين وقد غزى الاحمرار وجهها المحرج ثم تهمس لائمة بصوت متداعٍ"هل ستلومينني الآن لأني صدقت كذبتكِ..أنتِ تخيفينني بانقلابكِ هذا !"

فتضرب الأرض معترضة وتؤشر ناحية الباب تهدِر بانفعال "أردت أن أريكِ ما فعلته ولازلت تفعلينه بتصرفاتكِ الهوجاء ..تسمحين لذعركِ بالتحكم في تصرفاتكِ فتكون النتيجة كوارث بالجملة والأدهى و الأمر أنكِ لا تتعلمين من أغلاطكِ البتة بل تستمرين نحو هدفكِ المرسوم دون هوادة مهما كلفكِ الثمن"


يرن الهاتف ويكون المتصل ليث فتضرب صفية صدرها تشهق مرعوبة ""إنه أخوكِ ..لابد أنه في طريقه إلى هنا بعد أن عرف من غسان..ماذا سأقول له الآن ؟"

فترفع جوري ذقنها تقول بعزم وصلادة " ليصل إذا فأنا بانتظاره أما أنتِ يا أمي ستهدئين من الآن فصاعدا وتتنحين جانبا إن كنتِ لا تريدين أن يطال الخراب بيتكِ"

"لماذا أشعر أن ما تنتوينه لن يروقني ؟"

تبحلق في اضطراب أمها تشفق عليها لولهة تفكّر في التراجع عن الخطوة الجنونية التي ستخطوها إلا أنها تتجلّد متذكّرة كل ما عاهدت نفسها عليه فتزفر نفسا مرتجفا قبل أن تسألها بصوت حاد أجش "أمتأكدة أنكِ لا تريدين اخباري بأي شيء مهم ؟"

ما عادت صفية تسمع رنين الهاتف الذي توقف أخيرا بعد طول إصرار ..انخرس لسانها حين تبيّنت اليقين من بريق مقلتيها بينما تسمع نفس السؤال يتكرر مرة أخرى .. شهقة وجع بالكاد كانت مسموعة ندت عن شفتيها وقد قرأت معاناة سنين حياتها ملخصة في تلكما العينين المتوهجتين ..

فعلتها تماضر ولعبتها صائبة حين رأت عنفوان جوري الدفين وقدرتها الهائلة على التحمل ..كعادتها تعرف متى ومن وماذا تستغل ..

تتغافل عن انهيار أمها أمامها تدعي الهدوء بينما يتقطّع قلبها النازف ألما حارقا يكوي روحها .. ودّت لو تعانقها وتهدهدها هامسة في أذنها أن كل شيء سيكون بخير أنها ممتنة لكل ما فعلته لتحميهم لكنها أبت أن تظهر عواطفها في وقت حرج كهذا فتدفع نفسها دفعة أخيرة تجهر بما أرّقها منذ أن رأت الأمور على حقيقتها الكاملة دون نقصان " الناس يدهسون الضعفاء رغم أنهم على صواب و يخشون الأقوياء ولو كانوا على خطئ ..مازالت الفرصة بين أيدينا أمي يمكننا أن نتحرر من الذل الذي نعيشه على يديها ..ما من شيء يرغمكِ على السكوت هكذا فقد مات من كنتِ تسكتين لأجله حفاظا على علاقته بأمه..ما تفعلينه ظلم لنا جميعا ..ظلم لها أيضا حين تمنحينها الفرصة للتمادي في جبروتها بدل أن توقفيها عند حدّها وتجنبيها حصد المزيد من الآثام ..مهما كانت أهدافها فعلينا ان نعترف أننا استفدنا من صمتها فتربينا في دارها أطفالا عاديين لا ينقصنا شيء ..بالله عليكِ يا أمي أوقفي هذا الجنون ! "


تكمم فمها بيدها تكتم شهقات بكائها المر متراجعة إلى الخلف متعثرة الخطوات
"لااااا...لا أستطيع ..أخوكِ لن يتحمّل مثلكِ ..سأفقده ..لاااا"

تتقدّم منها بضع خطوات تقلص المسافة بينهما تسعى للولوج إلى قلبها تجاهد لاستمالتها فتترجاها بالقول الخفيض في محاولة اخرى لإقناعها "أعلم أمي وأوافقكِ الرأي لكني فكّرت كثيرا منذ ساعات ..بتّ شبه متأكدة أن عباس هذا على بيّنه بما تحسبينه سرّا لم يتعدّ أسوار هذه الدار وإلا ما كان أبدا ليتجرأ و يقف في وجهها ويطلبني منها رغم معرفته بأنها امرأة صلبة من المستحيل أن تسكت على اهانة كهذه .. لن يهنأ له بال حتى ينال ما يريد والله وحده يعلم كم قد يتمادى إن قاومنا ..إن كنا سنعاني في كلّ الأحوال فأنا أفضّل أن أعاني بشرف وعزة دون أن أركع لأحد..نضربه من حيث لا يدري ونفضح السر الذي يكبّلنا به وليجرؤ أحد على الاقتراب منا وأذيتنا ..نقف معا يدا بيد ونحتوي جنون ليث حين يعلم الحقيقة ..أعلم أننا سنمر بأيام سوداء عصيبة ..أعلم أننا سنبذل جهودا جبارة للجمه لكني مستعدة لأتحمل الأمرّين في سبيل الحصول على حريتي بدل عيشة الذل و الهوان التي أعيشها مكبلة بامتناني لمن يمنّ علي بستر خادع "

تقف صفية على شفا الجنون لا تكاد تصدّق ما تسمعه أذناها فتهرول ناحيتها تتمسك بذراعها كغريق يتشبث بقشة تنجيه من غرق محتم تنتحب بعنف تهذي وقد بلغ رعبها منتهاه "لاااا تفعلي يا ابنتي لم يحن الوقت بعد ..فكّري في أختيكِ على الأقل ..ستنتزع مني حفيدتيها ..أقبّل قدميكِ لا تفعلي"

كانت تعلم مسبقا الإجابة عارفة بفشل محاولتها لكنها أرادت ألا تترك شيئا للندم ..ألا تسمح لكلمة (لو) بزعزعة ثباتها .. كم تمنت أن تدعمها أمها فيواجهون معا كل القرية ..كل العالم ..تجاهر بأصل لا ذنب لها فيه ولا جريرة ..تجاهر بمعروف رجل ليس ككل الرجال أقل ما يستحقه أن يترحم كل الناس على روحه الطاهرة بعد أن يعرفوه على حقيقته النقية الكاملة ..

لا تخشى العار ولا الفضيحة ولا تخاف بطش مخلوق فلن يصيبها إلا ما كتب الله لها ..

تعجب لأمها التي لا تقدّر قوة احتمالها الجبارة فلو كانت مكانها لما استطاعت الصمود والمداراة طوال هذه السنين دون أن تفقد رشدها ..وكم كانتا مختلفتين في صمودهما ..فجوري تفضل المواجهة كارهة العيش مترقبة تتقافز على صفيح ساخن على عكس صفية ..
إلا أنها كانت واعية بضرورة عَذرها هذه المرة بعد أن حاكمتها لسنوات مؤمنة بضرورة تقبّل اختلاف عقليتيهما ..

ربما يكون ليث ذو اعتزاز كبير و كبرياء مفرطة حد الحساسية فيكون ترويضه أشبه بالقفز في جحيم مستعر لكنها تؤمن أن الطريق لا تُسَد ما دام الانسان متيقنا أن عند الله المخارج ..

ويبقى برّها بأمها وإطاعتها هو ما يسيّر قراراتها فتقصي هذا الحل مكرهة وتهمس بصلادة وعنفوان "أفهم من كلامكِ أنكِ تفضّلين الاستسلام ..لا داعي لأشرح لكِ كيف يكون الاستسلام لعباس ! "


تطلق سراح ذراعها وقد هدأت تماما فجأة تبحلق في وجهها متجهمة تبرق عيناها بعناد مجنون وإصرار مرهق ثم ما تلبث أن تخطو بهدوء ناحية الباب فتمسك بمقبضه وتقول متلعثمة بصوت مبحوح من فرط البكاء "لن تبرحِ مكانكِ حتى يأتي أخوكِ..سيفعل اللازم معكِ ويعيد عقلكِ إلى رأسكِ"

كانت صفية تريد الخلاص وفي نفس الوقت ترفض كلا الحلين معاندة رغم علمها أنها لا تملك حلا آخر وكأنها تنتظر معجزة ما ..

"آه يا أمي كم ستتخبطين بعد ..لماذا لا تستسلمين رغم ادراككِ أن الحبال انقطعت فلا حل ثالث الاثنين أبدا"


تطالع جوري الباب الموصد ببؤس قبل أن تهوي جالسة على سريرها تستند بمرفقيها على ركبتيها تمسك رأسها وقد عصف به صداع رهيب ...

........................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 10:54 PM   #342

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تدخل تماضر عائدة من الخارج فتلمح أهل الدار وقد احتشدوا في الفناء حيث كان ليث يبرطم بجنون فيما يحاول أعمامه تهدئته .

"خفت عليك أن تتهور بني ..كنت سأخبرك في الوقت المناسب " نطقت صفية تحاول إطفاء نار غضبه واستياءه فيرد بجنون أكبر متوعدا "برأيي خافي أكثر الآن فأنا سأقلب عالي القرية سافلها وأهدم السقف على رأس عباس ابن الحرام "

تتقدم تماضر منهم بأنفتها المعتادة فيقبل حامد أكبرهم يدها كديدنه ويقول مباشرة باحترام يشوبه بعض الغضب "تعلمين أننا لم نحاول يوما معارضة قراراتكِ لكننا لن نرضى أن تُلاك سمعتنا على كل لسان ..هل نحن أطياف رجال لنعطي ابنة أخينا لعباس ! "

ترمقه بنظرات تحدّ واثقة من انتصار رأيها وتسكته بردها الحازم "وستستمرون على دأبكم مادمت لا أتدخل في شؤونكم وأولادكم ..لا تثريب عليكم فلتلقوا باللوم علي إن تحرجتم أمام الملأ"

تحمر أذناه بعدم رضا لكنه لا يملك إلا الطاعة حلّا فيطرق برأسه ويتراجع مدحورا يكظم غيظه من جورها الذي لا تتورع في المجاهرة به .

يخترقهم ليث متقدما نحوها يهدر بقلّة أدب لم ترها منه من قبل "جننتِ حتما لتسلمي له أختي عن طيب خاطر ..ربما مات أبي لكني لم أمت بعد كما ترين "

ترفع حاجبيها تستعجب وقاحته وتفرد ذراعيها ناحية جناح ابنها "أهلا بعودتك يا ليث ..أنا لم أفرض أحدا على أحد ..طريقك أخضر تفضل لتتأكد بنفسك ولا تنسى أن تعتذر فيما بعد على سوء ظنكِ بي الذي لا ينتهي "

يلهث مهتاجا يرمقها بعدم تصديق ثم ينهب الأرض بخطواته قاصدا غرفة أخته ..

توصل سمية المشدوهة دون أن تفقه ما يجري صفية المترنحة ارهاقا بعد أن نفذت طاقتها تماما إلى غرفتها توصي الخادمة لتهتم بها ثم تهرول إلى جناح أمها مقتحمة مخدعها "ما الذي يقوله ابن أخي يا أمي ؟"
"ما سمعتِه " توجز تماضر بهدوء توليها ظهرها تتطلع من النافذة إلى السماء الملبدة غيوما تحاكي الجو المحتقن في دارها ..

تهتف سمية بصوت مرتجف مصدومة "هل أنتِ وراء هذا ؟"

فتستدير تماضر تحدّق في شحوبها بوجوم ..كانت أول مرّة تواجهها سمية متخلية عن وداعتها فدوما ما كانت تميل إلى التغافل متبعة أسلوب الأطرش في الزفة فتتابع تقول حين رأت صمتها "يعني ..أعرف طرقكِ جيدا تحسنين التلاعب بالأوراق الرابحة في الخفاء"


ربّما لا تعلم ما يجري تحديدا لكنها تعرف أمّها فقد عاشرتها لما يفوق أربعين عاما ..

تحتدم عيناها بقسوتهما وتفحّ بنبرة متسلطة مسيطرة "ما لا يخصكِ لا يهمّكِ ..أعلم أنكِ تحبينهما حبا جمّا لكن خذي بنصيحتي خيرا لكِ..لا تدعي العواطف تسيّركِ فتعجّل من هلاككِ المحتم كما فعلت بأخيكِ لذا ستتفرجين على الوضع بصمت مهما كان مؤلما لكِ دون أن تحاولي التدخل ..عبثا"


...................................

يقتحم الغرفة لاهثا فتقف متأهبة مقطوعة الأنفاس لمرآه يتبادلان النظرات النهمة بصمت يطمئنان على بعضهما فيكون هو من يدنو منها يأخذها بين ذراعيه في حضن أخوي دافئ جلب الدموع لعينيها ..

"أنا هنا أختي ..هنا معكِ ..قسما بالواحد القهار لن أهدأ حتى أفصل رأسه عن جسده .. أموت و لا أترككِ بين يديه"

لا ترد مفضلة التنعم بدفئه تمرغ أنفها في تجويف عنقه لأطول مدّة ممكنة فربما يكون هذا حضنهما الأخير ..

كان الأمر عسيرا جدا هذه المرّة ..تقاسي لتستجمع شتاتها وتكبت عاطفتها ثم تنتزع نفسها برفق من بين ذراعيه وتهمس راسمة ابتسامة جذلى على شفتيها "أخير وصلت أخي اشتقت إليكَ كثيرا ..انتظرتكَ بفارغ الصبر فأنت أملي الوحيد لتدعمني و تقوّي موقفي فجميعهم يعارضونني "

تتصلب ملامحه فيرتحل الدفء عنها ليحل محلّه التوجّس والوجوم فتستزيد شارحة بأسى "أنا سأفكّر جدّيا في عرضه حتى أني أميل إلى القبول لكنّ أمي تعارض بشدة لذا حاولت ارغامي على الزواج بابن خالتي غسان"

تجحظ عيناه بعدم تصديق لكنه يقول يهزها بخشونة بعد تفكير قصير "هل تضغط عليكِ جدتي .. أفصحي لا تخشي شيئا لن يطالكِ أحد ما دمتِ خلف ظهري ؟"

تحرّر كتفيها من أسر كفيه وترد ضاحكة تسخر منه "وهل أنا طفلة لتضغط عليّ ..ما من عاقلة تفوّت المال والجاه والوجاهة يا ليث !"


تتقلص ملامحه الذاهلة حدّ الرعب فيهتف ضاحكا دون أدنى لمحة مرح "هل تسمعين نفسكِ..أنّى لكِ هذه الأفكار ..إمّا أن مسا أو سحرا قد أصابكِ أو أن جنونا قد غشي عقلكِ التالف!"

تشع الثقة من ابتسامتها المسيطرة الباردة وتربت على كتفه فيما تقول ببهجة خادعة وكأنها وقعت على منجم ذهب من حيث لا تدري "أنا أفكر في مصلحتي يا أخي ..ومصلحتكَ أيضا ..يمكنكَ أن تصيب منه الكثير بصفتكَ صهره"

يفقد صوابه موقنا أن الأمر جدّي تماما .. واقعي حدّ الألم ..فيهبط على وجنتها الغضة بصفعة مدوّية أردتها أرضا عند قدميه ثم ينحني نحوها مقرفصا ويجوس بأصابعه في شعرها يحكم قبضته و يشده بقوة مؤلمة "إن كنتِ تعتقدين أنكِ مسؤولة عن نفسكِ و بكلمة منكِ يتم ما تشائين فأنتِ واهمة ..أنت لستِ أختي وحسب أنت توأمتي وإذا كنا قد ولدنا من رحم واحد في وقت واحد فإن قدركِ مرهون بقدري و ستظلين مربوطة بقدمي ما حييتُ وإذا اقتضت الحاجة أقتلكِ ثم أقتل نفسي و لا أبالي "

كان يرتجف مغضبا يناظر خائبا الابتسامة الباردة التي أبت إلا أن تغادر شفتيها اللتان تحركتا حين نطقت بهدوء تأبى أن تمسح خيط الدم الذي سال من طرف شفتها السفلى الممزقة "لا يمكن لعقلكَ السفيه المسكين أن يتخيل مدى التحام قدرنا ولكنكَ مخطئ بظنكَ أني مرهونة بقدمكَ..هل التفتّ نحوي حين فردتَ جناحيكَ و حلّقتَ نحو مستقبلكَ الواعد وتركتني خلفكَ لأتعفن بين هذه الجدران البائسة ..هل حاربتَ لأجلي ..فلو كنت قد ذهبت لأدرس معكَ وأصنع نفسي لما فكرت في طريقة أخرى أثبّت بها قدمي و أفرض بها وجودي ؟"

يشدّ شعرها يوشك أن يقتلعه دون وعي من منابته التي احمرّ جلدها من فرط الألم ويهمس مضطربا وقد داهمته بما لم يخطر على باله "كفي عن تحوير الحقائق بما يخدم مصلحتكِ ..أنسيتِ أنكِ أكدتِ علي بنفسكِ عدم رغبتكِ في مواصلة دراستكِ ؟"


تتحدّاه ببرودها و هدوءها دارية كيف وبماذا تؤثر عليه"مذ وعيت بنفسي وأنا أهذي بحلمي في اتمام دراستي ثم ولوج ميدان العمل ..هل نسيتَ أنني كنتُ متفوقة عليك فكنتَ تلجأ إلي دائما لأساعدك في فهم النقاط المستعصية..ألم يكن غريبا أن أغيّر رأيي فجأة بين ليلة وضحاها..أنا سمعت جدالا طاحنا دار بين أبي و جدتي أقسم لها إما أن نذهب معا أو نبقى معا بينما رفضت هي رفضا قاطعا ..خفتُ ان يتعقد الأمر أكثر فكذبتُ حين قلتُ أنني لم أعد أرغب في متابعة دراستي ..أنت لم تهتم حتى لتغيري المفاجئ ..هل تحسب أنني لم ألاحظ الارتياح الذي بان على محياكَ ..حتى وإن لم تقلها بصريح العبارة فإن عيناكَ كانتا تصرخان باطمئنانكَ لتخلصكَ من عبئي دون أن تضطر لفضح مبادئك المقيتة "

يفلت شعرها ينفضها عنه صارخا " لن تفلحي في اشعاري بالنذالة مهما حاولتِ ..نعم أعترف فأنا لا أخجل من الجهر بمبادئي .. لا أرى أي عيب في خوفي على أخواتي من العاصمة المتحررة ثم إن ما فعلتِه كان واجبكِ لا تضحية كما تخالين ..من الواضح أني أولى منكِ فأنا رجل لزام علي ضمان مستقبلي المهني أمر ليس من واجباتكِ الطبيعية كامرأة "


كان قلبها المذبوح ينزف أسى على نذالتها واضطرارها للبوح بسرها الذي دفنته في أعماق روحها لسنوات ..ما قالته عن طبيعة ليث صحيح تماما لكنها رغم اختلافها معه إلا أنها تجاوزت عن عيبه هذا و رجعيته الخانقة مادام يخاف عليهن في المقام الأول فأفكاره هذه لم تكن سوى طريقته الخاصة في حفظ أخواته معززات مكرمات بدل أن يخرجن إلى الخارج و يتعرضن لكل أنواع المضايقات و التحرش .. كانت موقنة أنه لم يحقّر من شأنها مطلقا كونها امرأة فما رأت منه شيئا بخلاف الحب والاحترام ..

تواصل ضرباتها الشرسة توجع قلبها قبل أن توجعه "أرأيت كيف أنك تقدّم مصلحتك على مشاعري تماما كما أفعل أنا ..لكن الفرق شاسع بيننا فأنا لا أحاسب ولا ألوم ..لا أتخفى خلف أعذار واهية ..كفّ عن خداع نفسك واعترف أنه ليس خوفا عليّ بل انعدام ثقة من أن يغرّروا بي ..حاول أن تقف موقفي ..أنا أحترق لسنوات أنظر إليكَ من بعيد كيف تتقدم بسرعة الصاروخ تدرس و تطور من نفسك بشكل مثير للإعجاب ثم تأتي الآن متذكّرا أنك لك أختا مركونة على رفّ النسيان منذ سنوات و تتشدق عليّ راغبا بالاستحواذ على حياتي ...إن لم يكن هذا جورا فماهو إذا ؟"

"اللعنة كيف وصلنا إلى هنا ..ما تلك المهاجمة الشعواء وكأنكِ محرضة..منذ متى تملكين لسانا بهذه السلاطة ؟"

يقفز واقفا مبتعدا عنها يدعك جبهته يئن مرهقا ..كانت تعرف قدرتها الهائلة على التأثير به فتنتهز الفرصة تجوف أكثر تحت جلده تزيد من ارتباكه "أرأيت ؟..دعنا نعترف أن سبلنا قد افترقت منذ زمن بدل نكابر مدّعيَين أننا باقيان على عهدنا ..أننا مازلنا متلاحمين نحيا ككيان واحد ..افهمْ أني تغيرت بحيث لم يعد بوسعك قراءتي كما كنتَ تفعل دائما ..من يدري ربما أنت أيضا تبدّلت رغم ما يُخيّل إلي من معرفتي العميمة لشخصكَ! "

واعترف في سره رغما عنه أن سنين دراسته في العاصمة باعدت بينهما لكنه لم يضع في حسبانه يوما أن تتغير هكذا على نحو لا يمكنهما أن يتفاهما كما كانا دوما ..وتسلل شك مقيت إلى قلبه ورعب حقيقي أن يكون كلامها صحيحا إلى حدّ بعيد ..

يحرّكه الجزع فينطق باضطراب واضح وقد زعزعت توازنه "لست مهتما بما تقذفينه في وجهي من كلام فارغ لن يغير في نظري شيئا ..لن تتزوجي ابن الكلب ذاك ولو اضطررت لحبسكِ في هذه الغرفة اللعينة "

فتقترب منه تعجب من موقفه المعاند رغم كل ما قيل "هل أنت واع لما تفعله..كم ستتدنى بعد لتتمعن في إذلالي ..أنت تحرمني من حقي تتدخل في حياتي الخاصة لا لشيء فقط لأن عباس رجل مزواج يكبرني سنا ؟"

فيصرخ مقهورا وقد نفرت عروق عنقه واحتقن وجهه بشدة"لا تنطقي اسمه أمامي بأريحية هكذا !"

يحدّق في وقفتها المتحدية في صمت بضع ثوان مهتاج الأنفاس قبل أن يغمض عينيه يحشد بعض الهدوء والاتزان ليقول تاليا بعصبية واضحة وهدوء نسبي "سأدّعي أني فهمت رغبتكِ في الحصول على المال و الجاه والقوة كطبيعة متأصلة في البشر ..لكن مؤكد لا تعرفين عن القذارة التي يديرها من فوق برجه العاجي ليبلغ مآربه دون أن يلطخ أنامله الذهبية..افهمي أني أريد حمايتكِ ..الدين والأخلاق أهم معيارين لا يملكهما ذاك الرجل"

تفكّر مليا ترمقه بنظرات مظلمة في غموضها لتهمهم بنبرة أكثر غموضا"ماذا إن قلت لكَ أني أحب رجلا لا يملك شيئا غير دينه وأخلاقه ..أفترش الأرض وألتحف السماء إن تزوجته .. هل تأخذ بيدي و تجمعني به ..هل تحميني من بطش عباس ؟"

يرى صورة غير التي أرادتها فيدمدم بصوت خطير في خفوته واثق في عمقه وكأنه عرف أخيرا مكمن كل هذه الأحداث المبهمة "هل افتعلتِ فضيحة ما لا أعرفها وصادف أن عباس يبتزك بها ؟"

ليتبع كلامه بصراخ مجنون وقد عدِم الصبر "انطقي ..ورب العزة لأذبحنّك أنتِ وهو ..أدفنكما في قبر واحد ..انطقي ماذا فعلتِ ..من هو ..من ؟" ليضيف قائلا وقد خرج عن طوره تماما يسحبها من معصمها "امشي أمامي آخذكِ حالا إلى القابلة ندية! "


روحها كانت تنزف بصمت تستنجد دون أن يسمعها أحد ..كلماته كانت تسلخها حية لكنها كانت تحبّه ..تحبّه بما يكفي لتلتمس له العذر وتتفهّم الجنون الذي تلبّسه وأفقده تفكيره السليم العقلاني ..تضع نفسها مكانه فمن الصعب أن يفهم سرّ هذا القرار المفاجئ لاسيما وأنه لا يستطيع وضع يده على موطن العلّة ..


تحرّر معصمها من أسر قبضته المؤلمة تدلّكه برفق فيما تقول مبتسمة ببرود "أعلم أن الناس يستميتون لإيجاد تبرير ما للأمور التي لا يستوعبونها ولكن هنا تُمتَحن ثقتهم بمن يحبون ..أن تثق بي يعني أن تحاول العثور على ألف عذر وعذر لي بعيدا عن أسوء الاحتمالات بل و تقطع كل لسان يطال شرفي ..لكن أنظر إلى كرمي معك فأنا سأعذرك وأنسب كلامك الشنيع إلى أعصابك التّعبة"

"من هذا الرجل ..قولي !"
يستمر في هدره المجنون مصمّما أصمّا عن كل ما تقوله فتجيبه بهدوء مقرّة وقد لمعت عيناها بجرحها الغائر"كان مجرد افتراض لأختبركَ لا غير وقد أبهرتني النتيجة فعلا"

إلا أنه لم يهدأ ولو مثقال ذرة فقد كان خائفا ضائعا في حيرته "لماذا إذا يتواقح ويطلبكِ لو لم يمسك بطرف خيط ما أنا أجهله ..لماذا..أنا سأجن ..لماذا ؟"


"أحيانا يكون الحل أبسط مما تتخيل ..أخبرتك أني تغيرت بما يكفي لأستغل ضعفه نحوي دون أن أكترث لما يدبره في الظلام ..أنا حرة لأفعل بحياتي ما أشاء بدل أن أترك غيري يعبثون بها ..سأتزوجه و من لا يعجبه قراري فليشرب من ماء البحر "

بالكاد استمع إلى كلامها المقتضب البارد وقد غاب ذهنه مفكّرا ..نظراته المنكسرة الغائرة كانت فوق احتمالها ..أما صوته المشروخ المعذّب كان وجعا غير الوجع حين قال منهزما "تفعلين هذا نكاية بي ..تنتقمين مني لأني لم أقف جنبكِ حين مُنعتِ من مواصلة دراستكِ !"

(يتجه ناحية خزانتها ينفش ثيابها فيسقط معظمها أرضا ويرميها ما وقعت عليه يداه على سريرها القريب ) " تريدين منافستي ؟ ..اجمعي أشياءك ِتذهبين معي فورا إلى العاصمة وتبدئين من حيث توقفتِ "

ضحكة باردة جمّدت حركاته الفوضوية الغاضبة فيطالعها تبرطم مستاءة "فات الأوان أخي العزيز ..أنت تؤلمني أكثر بتصرفكَ هذا فما تعرضه بسخاء ليس لأجلي بل لأجلك ..تبتغي كبحي وإخراسي لتريح نفسك بعد أن غدوتُ مصدر عار لكَ"

يرفس ما سقط من ثيابها أرضا عائدا نحوها يضرب صدره المحترق عذابا "لماذا عباس بالذات ؟..لأنكِ تعلمين كم ستوجعينني إن نجحتِ في الزواج بمن أوصاني أبي بالابتعاد عنه .. أصبحتِ تشبهين جدتي في حقدها و قسوتها ..تعرفين تماما أين تضربين في مقتل !"

يتلون صوتها الصقيعي ذهولا حين قالت وقد افترت شفتاها عن ابتسامة كئيبة قاسية "لعمري إنكَ تتفوق علي مهما فعلتُ ...ليتها تسمعكَ الآن ..صرتَ تراها حقودة قاسية رغم أنكَ الحفيد المدلل المجاب في كل ما يطلب ..جامعة مرموقة في العاصمة ..شقة مدفوعة الإيجار ..مصروف شهري ..أدهشتني حقا! "

فيصرخ ذاهب العقل مخطوف الأنفاس "لا أنفق مليما واحدا مما تعطيني..أعيل نفسي وأعمل في وظائف بدوام جزئي "
ثم تحيد نظراته المشتعلة ناحية الرف المثبت على الجدار فينهب الأرض ناحيته "هذه الساعة اشتريتها لكِ من حر مالي ..هذه الكرة الزجاجية أيضا ...لا تستحقين أي شيء ..لا تستحقين "
كان ذهولها حقيقيا هذه المرة بينما تراه يصفع أرضا بكل ما أوتي من قوة أغلى هداياه على قلبها فيتفتت الزجاج تتناثر بلوراته الدقيقة على أرضية الغرفة بالكامل
..كانت على شفير البكاء بحق لكنها تجلّدت ريثما تضع آخر اللمسات على لوحة رسمت ملامحها بدمائها النازفة عجزا ووجعا "معكَ حق في كسرها فقد انتهى دورها ..كانت مخدّرا جيدا لتأنيب ضميركَ على الجرم الذي ارتكبته في حقي حين سكتّ عن اجهاض أحلامي لكنها لم تكن أبدا تعويضا سخيا على ما سلبتني إياه ..أبدا "

لم تكن تنوي معاملته بكل هذه القسوة لكنها كانت غاضبة منه ...وغيورة ..الكل يفكر في مستقبل ليث ..الكل يخاف على ليث من غضبه من جنونه وتهوره..فقط لو لم يكن هكذا لوقفا جنبا إلى جنب أمام العالم أجمع و لوضعا حدا لكل من يستغلهما بهذا السر ..لو لم يكن هكذا لما اضطرت لحمل كل هذه الأثقال على ظهرها الهش ..والحال أن هذه طبيعته فوجب عليها تقبّله كما هو إن كانت فعلا تحبّه ..

لم ينظر نحوها كما لم تستطع هي أن تبصر خروجه المنكسر لكن الهزيمة كانت تصرخ من كل حرف نطقه حين قال "انسي أن لكِ أخا اسمه ليث وانطلقي لتعيشي حياتكِ وتحققي أحلامكِ فقد ظلمتكِ بما يكفي"


لا تصدّق أنها نجحت أخيرا في ابعاده عن طريقها ..في اسكاته..في كسر هامته ..تنحي لتجمع قطعا زجاجية ضبابية بفعل دموعها ترتعش أناملها الحائمة فوقها كارتعاش تلك الابتسامة الذاهلة على شفتيها "أنتِ تبلين حسنا ..ما فعلتِه هو الصواب ..لا تجزعي ..لا تجزعي !"


ولو أنه سمع نداء روحها المستجيرة به لكان له رأي آخر ..

"آه يا أخي لو تعلم...
لدسستني بين حنايا روحكَ ..
لخبأتني بين جنبات صدركَ الرحب ..
لبكيتَ على كتفي مدركا أن مالنا في الدنيا سوى بعضنا .."


...................................




ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 10:54 PM   #343

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تجلس على كرسي خشبي بالقرب من سريره تحتضن بكفها الأيسر صحن حساء ..مازالت عيناها الكسيرتان لامعتان بدموع متحجرة لم تنضب بعد تاركة أخاديدا على وجنتيها رغم أن نشيجها العنيف قد هدأ ..كان قد أفاق منذ ما يزيد عن نصف ساعة فكانت تهجم عليه مباشرة تطوق عنقه بعنف تتشمّمه بجنون تهذر دون ترابط ..

لكن فرحتها تلك كانت نتاج اللحظة فحسب فما عرفته نكّد غبطتها وضيّق صدرها ..تتأمل وجهه المتعب الشاحب و شفتيه الناشفتين بنظرات كئيبة قاتمة بينما تحشر ملعقة الحساء في فمه بحدّة فلتت منها..

لكنه كان غافلا عن غرابتها شاردا مفكّرا بقلق ظاهر غلب ارهاقه فلم ينتبه أنها لم تحقق معه وتدقق كعادتها كما أنها لم تهلع حين أخبرها أن اللصوص قطعوا طريقه و نهبوا عشرات الكباش ..

"أين هاتفي ؟"
سألها بينما يمدّ يده السليمة بصعوبة متأوها ناحية جيب قميصه فتهتف عاقدة حاجبيها بجفاء "ما حاجتكَ به ؟" ثم تضيف بفظاظة حازمة "أنت ارتح أنا سأهتم بكل شيء سأكلم السيدة تماضر .. لم يعرفوا عن أبيك وعنك سوى الامانة والإخلاص لذا فهم مجبرون على تقبّل قضاء الله وقدره "

يعاجلها بالقول المضطرب حين لم يرقه اقتراحها"لا من الأفضل أن أكلم ليثا ..يجب ..أن يعلم أني بذلت كل ما في وسعي "

فتفقد أعصابها وتضع الصحن على الطاولة بقوة تناثرت لها بعض القطرات خارجه وتهتف زاجرة بشراسة "لن تتدخل فيما لا يعنيك .. لست سوى خادم لهم و ستظل هكذا مهما حدث اِعرف قدر نفسك تسلم من الخيبة! "

يفغر فاه قليلا مصدوما وقد رأى وضعها المريب أخيرا فيهمس حائرا"أماه كيف .. "

فتقاطعه ملوحة بالملعقة تصارحه بصوت خائب "كيف عرفتُ أنكَ كذبت علي ولازلت مصرا رغم أنك رأيت الموت بأم عينيك ! .. صفية كانت هنا منذ قليل "

يهتف بجزع بصوت مرتجف ككل شبر من جسمه يحاول الاعتدال في جلسته
"لماذا لم توقظيني ..هل جوري بخير ؟"

فتصرخ بخذلان وقد أظلمت مقلتاها شاعرة بالخيانة يتقطع قلبها عليه"كنت تهذي محموما حين أتت لتحاسبك على تقصيرك لا لتطمئن عليك كما تخال "

لكنه لا يسمعها أو ربما يسمعها ولا يكترث لكلامها يعافر للنهوض رغم الوهن الشديد الذي استولى على جسده يتلعثم قائلا بعصبية "وثقت بي ....أنا خذلتها ..عباس .. يجب أن..آآه"

يئن متوجعا حين احتك جرحه بطرف الطاولة حيث مال ناحيتها أكثر من اللازم أثناء حركاته الخرقاء المتعجلة فتعيده إلى مكانه تهتف بسواد تنبش الحسرة روحها على ابنها الساذج الأعمى "فلينحروا بعضهم ما شأنك بهم ..ما وثقت بك إلا لتستغلك فهكذا هم الأسياد يرفعونك إلى عنان السماء و يوهمونك بقيمتك لديهم ثم حين تقضى مآربهم وينتهي دورك يفلتونك لتهوي إلى القاع فتفتت كل عظامك"

كان غائب الروح حاضر الجسد زائغ النظرات ناشف الريق يوشك أن يجنّ بتخميناته يردّد بنبرة مرتجفة الحروف فضحت ما يقاسيه من اختضاض رهيب "ليث لن يدعه يظفر بها ...لن يسمح له ..أنا واثق "

لا يكفّ عن إدهاشها بتصرفاته العجيبة التي ما انفكّت تخيفها على صحته العقلية فلتطم صدرها بكفّها ترغي هائجة "هل وقعت على رأسك وفقدت صوابك ..ألم تلاحظ أنني لم ألمك بعد لأنك كذبت عليّ ..ألم تلاحظ أنك لم تكلّف نفسك عناء الشرح ..لم تعتذر لي أصلا وكأن ما فعلته أمر عادي ..أي وفاء هذا أنا أولى به منها !"

يفطن إلى أنه انجرف خلف مشاعره متناسيا أمه فيناديها لاعنا قلبه الأحمق فتصرخ كسيرة الروح خائبة الأمل "وأنا التي كنتُ أفتخر أمامها أنكَ تربية يدي !ستضحك عليّ ملأ فيها كلّما تتذكّر أني تشدّقت بحفظي لكل خلجاتك ..تتذكر أحيانا اللعبة الممتعة التي لعبتماها على رأسي تُسلّي بها نفسها "

يثقل شعور مقيت بالذنب قلبه فيهمس يسعى جاهدا لشرح موقفه "ترجتني أماه..لم أستطع أن أردها كما أنيّ لم أكن أعلم السبب وراء مطلبها لذا لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه الخطورة"

لم يزدها كلامه إلا سعيرا فتهتف بقتامة " وكأنك حمار لا يدري أي أحمال تلك على ظهره! ..وأنت لديك احترامك و مبادئك ..تقول أنك لن تفعل حتى تشاورني ..تقول أنك لن تفعل حتى تعرف ما الذي يجري على الأقل ..تقول أنك لا تستطيع المخاطرة فلديك أم خلفك ليس لديها في الدنيا سواك...لماذا ترضى أن تنقاد لها كالأعمى ..لماذا ؟ "

فيكون ردّه هتافا أجشا محتقنا بمشاعره الهوجاء "اللعنة على انقيادي الذي لا فائدة منه..اللعنة على ضعفي ووهني..لأني أحبها أماه ..أحبّها"

تخرس وكأن الكلمات نفذت منها تناظره بصدمة ترمش باستمرار فتحمل الصحن من على الطاولة بيدين مرتعشتين تتأمل الحساء تعقد حاجبيها وتعانده قائلة تغص بكلماتها التي خرجت مخنوقة "أعلم معزّة صفية في قلبك ..لكن..لكن.. لكل شيء حدود لا يمكنك أن تساويها بأمك !"

تنتظر إجابة تريح قلبها الملتاع بعد أن حاولت عبثا اقناع نفسها أن ما رأته في قتامة عينيه المائلتين في حزن عميق لم يكن عشقا متجذّرا لا سبيل للشفاء منه ..

كان يفهم نظراتها المترجية تتوسله في صمت أن يطمئنها على قلبه ..حاول أن يفعل ما أجاده دوما ..أن يداري حبّه المستحيل عميقا في سراديب روحه لكنه فشل هذه المرة إذ كانت مشاعره أقوى منه ..ومنها ..

كان الصمت أقوى تعبير بينهما في هذه اللحظة ..أصعب لحظة في حياتها ربما منذ أن فقدت زوجها محمد ..وكم احتاجته ليدعم ابنه فلم تعثر على ما تواسيه به ..

تراجعت وقد تجمدت ابتسامة متشنجة على شفتيها وقد لمعت مقلتاها بدموع زجاجية ..

نكّس رأسه يئن عاجزا حين أضحى وحيدا في غرفته ليغمض عينيه مقهورا حالما سمع شهقات بكائها تبتعد ثم صوت تهشم صحن الحساء الخزفي ..


............................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 10:56 PM   #344

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يجلس قرب باب الجامع بعد صلاة الظهر مع الفقيه عبد الحفيظ فيسأله هذا الأخير عما يشغل باله وقد لاحظ تكدّره ليجيبه مهموم النفس مقبوض القلب "حرتُ هذه المرة كيف أتعامل مع عباس ابن عمّي ..لا أعلم كيف ارتضوا أن يعطوه بنت المرحوم فاتح عبد العليم لكنّي أشكّ أنّ في الأمر مكيدة ما ..أكثر ما يخيفني أني أعجز عن إيجاد ثغرة أدحره بها قبل فوات الأوان فقد أخبرني بكل ثقة أنه سيذهب بعد يومين لخطبتها "

يسأله الفقيه باهتمام كبير "هل سترافقه ؟"

فيجيبه الشيخ عبد الحي يمط شفتيه مستاء "لا أظن ..لا أريد أن أشهد هذه المهزلة المخزية"

يهز الفقيه رأسه متفهما وضعه و يبتسم واثقا أنه لن يرده "أريد منك شيئا يا شيخي "

فيسارع عبد الحي في الاجابة بمودّة وقد فاضت عيناه الحادتان بالدفء "لا عاش من يرد طلبك ..مجاب بإذن الله يا فقيه"



انتهى الفصل العشرون ...قراءة ممتعة للجميع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 11:13 PM   #345

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 11 والزوار 22)
‏ahlem ahlem, ‏nonog, ‏الياسمين14, ‏فله بنت احمد, ‏naninani, ‏bouchra soyon, ‏نورالله, ‏Racha785, ‏afnan saleh, ‏أم الريان

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 11:28 PM   #346

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور ياجميل



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 13 والزوار 24)
ام زياد محمود, ‏حنان الرزقي, ‏amana 98, ‏فله بنت احمد, ‏ahlem ahlem+, ‏nonog, ‏الياسمين14, ‏naninani, ‏bouchra soyon, ‏نورالله, ‏Racha785, ‏afnan saleh

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 11:40 PM   #347

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 16 والزوار 26)
‏ahlem ahlem, ‏ذسمسم, ‏الذيذ ميمو, ‏حنان الرزقي, ‏ام زياد محمود+, ‏Wafaa elmasry, ‏amana 98, ‏فله بنت احمد, ‏nonog, ‏الياسمين14, ‏naninani, ‏bouchra soyon, ‏نورالله, ‏Racha785, ‏afnan saleh

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 11:43 PM   #348

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
مساء الخير ❤❤🌹🌹
تسجيل حضور ✋
بانتظار الفصل على نار ❤🔥🔥
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور ياجميل



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 13 والزوار 24)
ام زياد محمود, ‏حنان الرزقي, ‏amana 98, ‏فله بنت احمد, ‏ahlem ahlem+, ‏nonog, ‏الياسمين14, ‏naninani, ‏bouchra soyon, ‏نورالله, ‏Racha785, ‏afnan saleh
منتظرة آراءكن يا حلوات

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-20, 11:55 PM   #349

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 16 والزوار 30)
‏ahlem ahlem, ‏As.S, ‏hadeer22, ‏الذيذ ميمو, ‏خمسية, ‏Wafaa elmasry, ‏ذسمسم, ‏حنان الرزقي, ‏ام زياد محمود+, ‏amana 98, ‏فله بنت احمد, ‏nonog, ‏naninani, ‏bouchra soyon, ‏نورالله

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 01:24 AM   #350

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

التوئم المتناقض فى ردود الافعال

جورى وتفكيره العقلانى الشجاع فى مواجهة الازمة ومواجهة الجميع

صحيح الحكاية اول ما تتكشف هيحصل كوارث كتير بس هى عندها الاستعداد تقف وتواجه وتدافع عن امها وعن ابوها فاتح اللى رباها ودارى على المشكلة لوحده

قلقها على اوس اللى دفعها لاستفزاز امها عشان تروح لبيته وتطمنها عليه

واستمرت فى نفس خطة الاستفزاز مع ليث عشان تبعده عن المعركة اللى افتعلها عباس بمساعدة تماضر

ليث العصبى الانفعالى جدا اللى بيتصرف بدون تفكير ودا مخلينى خايفة عليه جدا من معرفة الحقيقة

ليث مقدرش يشوف الحقيقة الواضحة وهى استفزاز جورى ليه وانها مش موافقة ابدا على عباس كل اللى عمله انه فضل يدافع عن نفسه بغضب اهوج من اتهامها ليه بالأنانية والتفكير فى نفسه بذهابه للعاصمة وتركها وحيدة

غضبه جعله يحطم هداياه الغالية ليها ولتانى مرة يكرر انه يتركها ويسافر بعد ما نفسه الغاضبة اقنعته ان جورى متمردة وهتتجوز عباس لاعتباره فرصة بالنسبة ليها

بالرغم من رد الفعل الغير متوقع من زاهرة وطردها لصفية الا انه رد فعل طبيعى بعد ماشافت ابنها راجع بين الحياة والموت والسبب خوف صفية من ظهور الماضى ووضع ابنها امام جبروت عباس

صدمتها الاكبر كانت فى اعتراف اوس بحبه لجورى بعيدا عن انها مكن تكون شايفه ان اهل جورى مش هيوفقوا على ابنها الراعى البسيط الحال انما هل هى موافقة على جورى وهى عارفه حكاية صفيه

العمل الطيب دايما بيلاقى القلوب والعقول اللى بتقدره زى ما عمل الطبيب محى الدين مع اوس بحمله لجميل ابو اوس مع ابوه

غسان قدر يلف حوالين الموضوع وما يكشف سر صفية لأمه اللى موقفها تغير تماما من رغبتها فى زواجه من جورى واتحول لشمايل اللى شافت ابنها متعلق بيها وفضلت سعادة ابنها عن الاهتمام بمأساة اختها وبنتها

تماضر مستمرة فى جبروتها وتحكمها فى اللى حواليها بأفعال التهديد اللى بتسيطر بيها على العيلة

صفية مشفق عليها جدا مش سهل ابدا العذاب والحيرة اللى عايشه فيهم وخوفها القوى من معرفة ليث بالذات بالحقيقة لأنها عارفه ان خبر زى دا اكيد هيكسره

اتمنى جدا تصرف سريع من عبد الحى لوقف جبروت عباس

تسلم ايدك يالومى بالله عليكى تخفى عليهم شوية بقى

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.