آخر 10 مشاركات
عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          18 – بعدك لا أحد - مارجورى لوتى -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-20, 02:11 PM   #41

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
يسعد صباحك و مسائك وكل أوقاتك😍
على راسي والله 😘😘


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 09:18 PM   #42

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع
( صمم)
....................................
كل شجار شرارته كلمة... نبتت من رحم وسوسة بعثها أقرب شخص, لاسيّما إن كان غير عابئ بما سيحدث على أثرها بعدما يقوم الشيطان بالنفخ فيها لإشعال فتيل الشجار .
ــ ألا زلت حلوة ؟؟ حدثت نفسها وهي تطالع نفسها في المرآة القاطنة غرفة النوم .
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة بعدة دقائق , وقفت أمام المرآة, طوقت خصرها بكفيها وهي ، تتمايل بقميصها الشفاف و شعرها الأسود المموج منسدل على ظهرها .
كان يراقبها فى صمت , اقترب منها ثم طوقها بذراعيه, احمر وجهها :
ــ ااا أنت هنا؟؟ ظننتك في الشرفة .
ابتسم بخبث ثم نظر لانعكاس صورتها في المرآة , سألها : هل نامت ريم؟؟
أفلتت نفسها من قبضته ثم اتجهت نحو أحد الأدراج , فتحته والتقتطت علبة تحوي أقراصًا دوائية , أخذت قرصًا وقربته من فمها لكنه جذبها من يدها: ماهذا؟
ابتلعت القرص و أخذت قارورة ماء من على المنضده وشربت , بينما قضب
آدم حاجبيه لعدم اكتراثها بالرد عليه , فأشارت له بيدها أن يصبر .
ازدردت ريقها ثم قالت : إنها أقراص مانعة للحمل .
-لا اريدك أن تأخذيها بعد الآن!
اتجهت أمنية ناحية السرير بلا مبالاه ثم جلست على طرفه
أخفض من صوته منذرًا بخطر محدق : لم تجيبيني .
أخذت تداعب خصلات شعرها المتناثرة حول وجهها مما زاد غضبه : عندما تكبر ريم , أتعلم , أخشى نسيانها أحيانًا , لقد تذكرتها للتو ... تنهدت بارتياح .
صاح مهللاً بذراعيه : أي برود هذا؟ أقول لكِ اتركيها وتقولين عندما تكبر ريم؟!
صوب نحوها نظراته الملتهبة ثم تابع , وهو يشير نحوها :
ــ لما صمتِ ؟ ليس لديك الرد ؛ لأنك بلا ريب مذنبة .
زفرت أمنية بضيق لأنها ملّت غضبه , اتجهت نحوه و وقفت أمامه مباشرة , حاولت السيطرة على عبراتها :
ــ أردت تنظيم النسل لتنعم ريم بطفولة صافية و لأسترد عافيتي حتى أقوى على الحمل مرة أخرى , عندما طلبت منك ذلك وافقتني الرأي , ألا تذكر ؟ أشاحت بوجهها قائلة : يبدو أنك تود افتعال شجار ولا تجد السبب .
ارتفع صوته أكثر و قد احتقن وجهه :
ــ أنا أم أنتِ؟ .
كانت أمنية في حيرة من أمره , أشارت له بيديها أن يهدأ :
ــ هلا هدأت من فضلك قد يسمعنا الجيران .
قاطعها : كل ما يهمك الجيران , ترائي الناس بهذه الطيبة المزعومة، أي نفاق هذا؟
حاولت السيطرة على أعصابها , تذكرت محاضرة الدكتور أحمد عمارة عن ضبط النفس التى شاهدتها قبل زواجها عبر اليوتيوب , تنفست بعمق ثم رتبت أفكارها وقالت : ماذا تريد مني الآن يا آدم ؟
تركها وخرج إلى الصالة التقط مفاتيحه ثم غادر المكان بعدما صفق الباب خلفه محدثًا ضجيجًا بالمكان وألمًا داخل قلب أمنية التي تمددت على فراشها محتضنة وسادتها وقد تشربت دموعها الحارة.
.................................................. ........
كيف يتسنى لمجلس رجولي معبق بدخان الأراجيل مناقشة قرارات من شأنها بث الاستقرار ؟ إلا إن كان كل رجل سيحتفظ برأيه معترضًا على آراء الآخرين !
استقل آدم سيارته في تلك الساعة المتأخرة , متجهًا حيث كان رفاقه يتسامرون في المقهى , حاول جاهدًا أن يبدو على مايرام لكنه لم يفلح فوجهه يفضحه دائمًا , اتجه إلى الطاولة التي يلعب عليها أصدقاؤه النرد وما إن رأوه حتى صاح سمير :
ــ هاهو آدم , سيلعب الدور القادم .
ضحك هيثم وهو يشير إلى سمير قائلا : بالطبع بعد أن تُهزم يا رفيق .
أخذ آدم كرسيه واتجه نحو حازم الذي جلس يتابعهما مكتفيًا باحتساء الشاي ومطالعة تلك الشاشة الكبيرة المعلقة على الحائط التي تبث فيلمًا من الأفلام القديمة .
التفت حازم إلى آدم وهو يقول : أهلًا بك , ظننتك لن تأتي , ماذا ستشرب ؟
آدم : أي شيء.
نادى حازم على النادل وطلب منه كوبًا من الشاى المعبق برائحة النعناع كما يحبه آدم , ثم التفت إلى آدم و ربت على كتفه : ما بك؟ شجار عائلي ؟
صمت آدم و التقط هاتفه يعبث به , ففهم حازم رغبته ثم عاد لمطالعة التلفاز بينما كان سمير يصيح لأنه على وشك إعلان هزيمته أمام هيثم .
رنّ هاتف حازم , فاستأذن للانصراف قائلاً : إنها زوجتي , سهرت برفقة والدتها وهاهي تطلبني لأقلها إلى المنزل , فأنا سائقها الخاص .
ضحك آدم ثم قال: وما الذي يجبرك على هذا؟
أخذ حازم مفاتيحه وهاتفه استعدادًا للمغادرة ثم قال: أحبها ولا أرى حياتي بدونها, من نحن بدونهن يا رجل ... قام واتجه إلى الخارج ملوحا بيده .
مسد آدم شعره غير عابئ بما قاله حازم , أخذ كوب الشاي الذي أحضره النادل وبدأ باحتسائه بينما أشار له هيثم ليشاركه النرد لكنه رفض فأغلق هيثم الصندوق وكأنه يود الحديث لذا طلب من النادل أرجيلة بنكهة التفاح بينما طلبها سمير بنكهة الخوخ أما آدم لم يعجبه التدخين حتى ولو كان ذو نكهة منعشة .
وصلت الأرجيلتين , استأنف سمير الحديث بعدما أخذ نفسًا عميقًا منها :
ــ آه من هؤلاء النساء , لا أعلم كيف أرضيها يا صديقاي؟ لا تكف عن السؤال , وبدأ يقلد لكنة زوجته : أين ستذهب ؟ لِم تأخرت ؟ من كان معك؟ متى ستأتي؟ خذ الولد إلى التمرين ... أريد هذا و ذاك و ....... سأجن منها , عاد لأرجيلته ليسحب منها نَفَسًا آخر .
التفت إليه هيثم وهو ينفث الدخان ثم قال :
ــ أرحها يا رجل ببعض الكلمات المعسولة , يسهل خداعهن صدقني, خذني مثالًا, أعيش كما أحب و كأننى حر أواعد هذه , و أهاتف تلك , أتعرف لهذه... وقبل أن تغضب زوجتي, أغازلها , أهاديها , فتنسى عما كانت ستسألني .
ابتسم آدم وقال : لكنك مخادع يا رجل , أظنها تعلم لكنها تحيك لك خطة ما .
قهقه هيثم حتى سعل من أثر الضحك و الدخان :
ــ وليكن .. ما الذى يمكنها فعله ؟ أنا لها الزوج و المصرف الذى يمدها و ولديّ بالمال وقتما شاءوا , رغم كونها ربة منزل إلا أن مظهرها يحاكى مظهر سيدة أعمال , لها خادمة و سيارة وكل ماتحلم به أي امرأه مثلها , هل بعد كل ذلك ستفكر بخطة ؟ أم تقبل يداي و قدماي على كل مافعلته لأجلها ؟؟
امتعض آدم لسماع ذلك فعلق: لم يعجبني تفكيرك أبدًا , لاشيء يسوغ لك ارتكاب الخطيئة ومواعدة النساء .
نظر له هيثم بطرف عينيه ثم قال : ادع لي يا شيخنا.. بينما صاح هاتف سمير باسم زوجته فقال : هاهي , أخبرتها أنني معكم و سأتأخر و مع ذلك تصر على إزعاجي , لن أرد .
نظر له آدم وقد عقد جبينه قائلا : لابد أن تخافك أكثر , أظنك تضعف أمامها ولا يستحسن ذلك أبدًا أمام النساء , أنا مثلًا , زوجتي تخافني ولا تقوى على التفوه بدون إذني, نحن مركز القوة أمامهنّ ولابد من السيطرة عليهن حتى لا يتمردنّ , تابع وهو يشير بيده : وإن فعلنّ لن يجدنّ إلا الضرب ...
نظر هيثم و سمير لبعضهما البعض وقد اتسعت أحداقهما و قالا : ماذا ؟
استكمل آدم حديثه وهو يضحك من ردة فعل صديقيه : كما سمعتما, يمكن اللجوء لضربهنّ حينها سيعلمنّ مدى قوتنا ولن يجرؤنّ على إزعاجنا ..
امتعض سمير لسماع ذلك فقال : ما أكرمهنّ إلا كريم يا رجل , هل ترضى ذلك لأختك ؟
أشار له آدم بسبابته قائلاً : وهل راضٍ أنت عن حياتك و أنت بهذا الضعف .
عقد سمير جبينه وقبل أن يرد , هلل هيثم بكفيه قائلاً : يكفي هذا اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
لم يكف الهاتف عن الرنين حتى قام سمير تاركًا المقهى بينما ظل هيثم إلى أن أتاه اتصال من إحداهنّ , قام على إثره , لم يجد آدم بُدًا من مغادرة المقهى و العودة إلى المنزل .
..................................................
أنا تلك المرأة التي تخشى لعنات الملائكة , تهتم بإرضاءه , تعظم قدره كزوج , أقوم بواجباتي كما ينبغي كدمية ولست كأمنية , فأنا بشر أشعر , أتألم و أتأثر بما يحدث , كيف بقيدٍ طوال النهار يُفضى لأنوثة مفرطة , ومشاعر فيّاضة بالليل ؟ أم أن الليل منبع اللطف و الرقّة ؟ لقد اشتقت لاحترامه لي أمام الناس ووالدته بشكل خاص, اشتقت لنفسي التي لم أعد أراها في تلك المرايا و الأسطح المصقولة , كلما رأيت تلك التي تشبهني وددّت لو حطمت كل ما يلوح بصورتها أمامي , لكن خوفي من غضب آدم يمنعني من ارتكاب أي حماقة بالأثاث , حتى تلك الأمنية لا أقوي على تحقيقها.. كم أنا ضعيفة .
تسللت بعض الطاقة السلبية التي انفرجت عنها السطور إلى خلايا أمنية , فأغلقت المفكرة وقطبت حاجبيها و كأنها تألمت لقراءة تلك الكلمات التي انتهت من كتابتها لتوها .
حتى الجوامد لها القدرة على تغيير مِزاج المرء و تحويل مساره , حسبما تقرأ تكن حالتك , و كأن المخ يخرج ذلك العمل الدرامى ليبعث مشاهده عبر الخلايا فيؤثر إما إيجابًا أو سلبًا...
فجأه تخللت أصابعها أنامل دقيقة , حسّنت حالتها برؤيتها , رفعت كفيها لتقبيلهما , وأجلستها على حِجْرها , وهمست فى أذنها : صباحك جميل يا ريمي.
..........................................
ــ إلى متى ستظلين تحملينها؟ سألت زينب بينما كانت أمنية تطعم صغيرتها.
بلعت أمنية ما كانت تمضغة ثم قالت : إلى أن تتمكن من التحرك دون أن تتعثر .
تركت زينب قطعة الخبز التى قطعتها للتو ثم قالت : لكن هذا لن يجدي نفعًا, كان آدم مشغول بالتهام طعامه ولم ينطق بكلمة.
عقدت أمنية جبينها قائلة : لم أفهم قصدك؟
ــ ألم يأن لكِ أن تأتي لها بأخٍ ؟
التفتت أمنية لآدم الذي أشاح بوجهه بعيدًا عنها , ثم عادت لزينب , ابتسمت قائلة :
ــ لم أعلم أن بينكما توارد خواطر لهذه الدرجة ، حدثها عقلها قائلاً : الآن عرفتِ سبب شجاره معك ليلة البارحة .
فهمت زينب ما ترمي إليه أمنية فابتسمت وهي ترفع أحد حاجبيها :
ــ لأبعد مايمكن تخيله , آدم لا يخفى عنّي أي شيء يا أم ريم , ولا يرفض لي طلبا .
امتقع وجه أمنية من صراحة زينب لكنها حاولت إخفاء الدهشة التي كادت تعتلي قسمات وجهها, ابتسمت قائلة : حفظكما الله لبعضكما و أدامَ حبكما.
...............................
لن يلجأ للسخرية من الآخرين غير فاقد الإحساس , كيف يبعث لمن أمامه شيء هو فاقده ؟
بين جنبات الحديقة الصغيرة التف الجميع حول المنضدة لاحتساء الشاي بينما انشغلت الصغيرة باللهو بدميتها وهي جالسة على العشب .
ــ كنت أود منك ابتياع ملفوفة كبيرة لحشوها من أجل الغداء... قالتها زينب وهي تشرب الشاي .
تجهمت أمنية لبرهة ثم قالت: ولكن ... شعرت و كأن الأرض تميد بها عندما أحسّت أن نزهتها مع سحر قيد الإلغاء...
ــ ولكن ماذا؟ سألتها زينب وهي ترشف من الكوب .
ــ ولكن اليوم الجمعة وكنتُ أودّ الخروج .
ــ نور ستأتي اليوم , ولابد أن تكونى موجودة , فقد اشتاقت لريم , كما سيتسنى لها رؤية الولدين واللعب معهما, مطت شفتيها متابعة : لكم أشفق عليها من تلك الوحدة ! التفتت لآدم وربتت على كتفه قائلة : اشرب يا بُني الشاي , أظنّه برد .
قطبت أمنية حاجبيها ونظرت لريم التي تحتَجّ بها زينب لمنعها من الخروج , التقطت كوبها لتشربه , رشفت منه ثم التفتت لزينب و بنبرة هادئه قالت :
ــ لقد اشتقنا لنور أيضًا, ثم تابعت : متى ستأتى نور ؟
ضحكت زينب وكأن كلمات أمنية راقت لها :
ــ ربما تدخل علينا الآن , تعلمين أن في أيام الاجازة تأتينا باكرًا .
ابتسمت أمنية وقالت : تأتي سالمة هي ومن معها , سنلحق جلسة ماتعة إذن , وسنتغدى قبل موعد خروجي, رشفت آخر رشفة بالكوب ثم وضعته و وقفت حاملة صينية الشاى ثم أكملت : سأبدل ملابسي لأخرج إلى محل الخضروات ..
خرجت أمنية , بينما وصلت نور وزوجها و ولديها للتو , ركض عمر نحو جدته أما علي اتجه نحو ريم ليلعب معها , عانقت زينب عمر بينما وقف آدم ليسلم على محمود و نور , تركت ريم دراجتها واتّجهت لعمتها التي استوت على الكرسي المقابل لزوجها, قبلتها و فكت شعرها لتعيد ربطه على طريقتها, أخرجت من حقيبتها كيسا صغيرًا و قدمته لريم .
نظرت ريم لجدتها و أبيها و كأنها تستأذنهما فى أخذ تلك الهدية , ابتسم آدم وقال :
ــ خذيه ياريم , ثم التفت لأخته وقال : شكرًا يا نور.
فتحت نور الكيس لريم لتفرغ محتواه من ربطات ومشابك شعر ملونة و جميلة , جربت أحد مشابك الشعر و لملمت به غرة ريم , فبدت أجمل , و كأن البراءة أحاطتها لتجعلها للطفولة عنوانًا, طالعت عمتها بعينيها العسليتين , قبلتها بين عينيها وهى تقول : آه , لكم أعشق البنات .
ابتسمت لها زينب و قالت: لِم لا تنجبي واحدة ؟
وافقها محمود وهو يومئ برأسه قائلاً :
ــ قولي لها يا أمي , سئمت من إلحاحي عليها لكنها ترفض وبشدة .
تعجب آدم فنظر له وهو يرفع أحد حاجبيه , لم يعجبه ما قاله , كيف لرجل انتظار زوجته في أمر كهذا ؟
بينما ردت نور عليهما قائلة :
ــ الحياة باتت صعبة , بالكاد تمكنا من تحمل مسؤلية الولدين , لقد زادت مصاريف مدرسة عمر و كذلك روضة علي , ضيفي عليها أقساط الشقة التي اشتريناها للتو , وكذلك المتطلبات اليومية وتكاليف النزهات والمصايف , كل ذلك بفضل الدروس الخاصة التي يعيطها محمود , أفكر في عمل نفس الأمر لكنه رفض تمامًا.

ضحك آدم وقال في نفسه : أخيراً رفض أمرًا , و أبدا رأيه ، يالك من عار علينا .
رد محمود : طبعًا و سأظل أرفض , إذا انشغل كلانا لمن سيلجأ الولدان ؟
وافقته زينب : معه حق يا نور, تربية الولدين أهم و أبقى , أما بخصوص الإنجاب , الرزق على الله يا ابنتي و كل مولود يأتي برزقه .
رفعت نور كتفيها قائلة : حتى وإن كان كذلك , من يضمن لي أن المولود القادم ستكون أنثى , لعلى لن أرى غير الذكور .
مط آدم شفتيه وهو يقول فى حدود عقله : يا لحظك , إنهم عزوة, يا لي من بائس . بينما قالت زينب : وهل الذكور شر ؟ لقد رُزقتِ العزوة يا نور , إنك محظوظة بذلك وقبل أن تكمل قاطعها صوت القادمة من الخارج : السلام عليكم... كانت أمنية قد عادت ، حاملة ما ابتاعته من خضراوات .
رد الجميع : وعليكم السلام , نظرت نور لأمها واقتربت من أذنها ثم تمتمت : ألا تخجل من نحافتها تلك ؟ من يراها يظنها خرجت لتوها من مجاعة , لعل آدم حزين من ذلك ؟ لم تنتبه لمن كان يطالع أمنية بعينيه حتى كادت تخرجا من محجريهما , ويقول في نفسه : كلما نحفت ازدادت جمالًا , ليتك تفعلى كما تفعل نور , لقد امتلئتِ مؤخرًا, آدم محظوظ بالفعل ...ساعده على عدم غضّ بصره انشغال آدم بالعبث في الهاتف وانشغال نور وزينب بالكلام .
قاطعه صوت ضحكات زينب التي همست في أذن نور :
ــ معكِ حق يا نور, ولكن انتبهي حتى لا يسمعك أخوكِ فيزداد حزنه , لكم أتمنى أن يظهر عليها أثر النعيم الذي نحياه .
دخلت أمنية إلى المطبخ لتضع ما بيديها ثم خرجت للحديقة لتسلم على نور و ولديها , ركضت ريم نحوها بينما اكتفى الولدان بالنظر إليها من مكانهما حيث كان الألعاب , حملت ريم ثم اقتربت من نور و قالت : كيف حالك يا نور ؟
ابتسمت نور بخبث و كأنها تنوى فعل شيء ما ثم قالت :
ــ بخير حال , كيف حالك أنتِ ؟ حاول محمود أن ينشغل بتصفح هاتفه , وينظر إلى أمنية بين الفينة و الأخرى.
أنزلت أمنية ريم إلى الأرض وطلبت منها مشاركة عمر و علي اللعب , ثم التفتت لنور قائلة : الحمد لله .
التقطت زينب كيس ربطات الشعر ثم قدمته لأمنية قائلة : لقد أهدته نور لريم .
أخذته أمنية و تفحصت ما بداخله ثم ابتسمت لنور و قالت :
ــ شكرًا لك يا نور , لديك ذوق راقي .
ابتسمت نور و ردت عليها :
ــ العفو يا أم ريم , كم أود أن اشترى لكِ ملابس مولود قريبًا.
التفت الجميع لأمنية مترقبين ردها , ابتسمت لنور قائلة : لكن ريم ما زالت صغيرة , ثم التفتت لآدم و زينب واستكملت وهى تضحك : ياله من مطلب شعبي .
قطبت نور حاجبيها وقالت : لم تعد ريم صغيرة , كما أنها تحتاج لوجود أخ , ثم أشارت إلى الأطفال حيث يلعبون و واصلت : انظرى كم تستأنس برفقة ولديّ .
نظرت أمنية للأطفال ثم قالت : حفظهم الله , لكن من أدراكِ أن القادم أخ ؟ كما أنني أحتاج لاستعادة عافيتى , ألا تظنين ذلك ؟
زمّت نور شفتيها قائلة : سيكون أخ و نسميه جابر على اسم أبي , أما عافيتك فهذا بيدك , لعلك تتبعين حمية ما ؛ لأنّ البيت هنا مملوءٌ بالخير , لا يعقل أن يكون جسدك النحيل هذا ينعم بكل ذلك النعيم و لا يتأثر إلا إذا ..... صمتت
فسألتها أمنية وقد بدا عليها الضّيق ونظرت لكل الجالسين الذين اعتراهم الصمّ والبكم : إلا إذا ماذا؟
نظرت نور لمن حولها ثم أشارت بيدها لجسد أمنية و قالت : إلا إذا كنتِ مريضة ؛ حينها لابد من إخبارنا ليتسنى لكِ الذهاب إلى الطبيب .. صمتت وهى تشعر بانتصارها وتحدث نفسها : سنرى ردك أيتها البريئة , بينما شعر محمود بالغضب لما فعلته نور لكنه لم يستطع النطق , حدث نفسه وهو ينظر لأمنية قائلا :
ــ يا لكِ من مسكينة .
تألم قلب أمنية لسماع ذلك , و زاد حزنها لعدم رد آدم و كذلك والدته , قالت :
ــ أنا رشيقة يا نور ولستُ مريضة , رفعت سبابتها وهي تنظر لجسدها الممتلئ لتكمل : لعلكِ نسيتي الفرق بينهما , استدارت متجهة إلى المطبخ تاركة نور مبهوتة و الصمت هو سيد الموقف , بمجرد وصولها المطبخ أطلقت العنان لدموعها التي انهمرت بشدة من جراء جرعة السخرية الممزوجة بالتوبيخ التي نالتها من نور , لم تنصفها حماتها, ولكن كيف لها انتظار الإنصاف من حماتها و زوجها يشاهد تلك المسرحية الهزلية و لم يحرك ساكنًا, وكيف تنتظر الحكم على ابنة من أمها و أخيها , حدثت نفسها وهى تمسح دموعها : هذا جنون لا محالة ... فى النهاية أنا الغريبة لا هي .
..................................................
هناك من يقسو على نفسه في الحب ... لأنه أحب دون استقبال حب الطرف الآخر , وعندما استفاق على صفعة البعد , جعل قلبه رهن تلك العلاقة المفقودة .
كان يحتسي قهوته قبل الذهاب للمسجد, جلست جواره والدته ثم ابتسمت له بحنو وكأنها تود استئناف حديث ... فهم طلبها فحرك رأسه يعلمها أنه منتبه لها ومنصت , فسألته : إلى متى ؟
عقد حاجبينه مستفهما: إلى متى ماذا ؟
ربتت على كتفه بأمومية مردفة : إلى متى ستظل عازفًا عن الزواج ؟
رشف من قهوته ثم ابتسم قائلاً : إلى أن أجد ضالتي .. أضاف ممازحًا: ألهذه الدرجة مللت وجودي معك وتودين التخلص منّي, يا سيادة ؟
طرقت على كتفه وهي تضحك قائلة : بل أود رؤية أحفادي يا أيمن! تابعت محفزة إياه : مارأيك بنغم ابنة جارتنا وداد لقد كنت مع أمها البارحة ورأيتها , لقد صارت شابة جميلة ..
رد أيمن بعبوس : لا تعجبني ... إنها تخفي ملامحها خلف مساحيق التجميل ... اخطبيها لأدهم طالما أعجبتك.
لوت شفتيها قائلة :
ــ أيعقل أن نخطب للصغير قبل الكبير ؟ كما أنّه لازال يدرس ياولدي .
ــ لا أريد الزواج منها أمي .
أطرقت سيادة رأسها وقد كست ملامحها الخيبة , وقالت :
ــ كنت أنوي زيارتهم مساء اليوم لإخبار والدتها .
رقّ لحالها عندما لمس حزنها , ربت على ذراعها قائلاً : أنا آسف إن ضايقتك بكلامي أمي, لكنني حقًا لا أفكر في الارتباط بالوقت الراهن .
تنهدت سيادة بألم ولم ترد , فقد شردت بذكريات خالية تًحطم فيها فؤاد ابنها على يد ابنة أخيها عندما تقدم لطلب يدها و رفضته متحججة بالدراسة لكن قلبها يحدثها أن جمال رأى اختلاف المستوى المعيشي بينهما عائقًا لذا رفض وله الحق فهي إلى الآن لا تعرف كيف طاوعت ابنها للمضي في ذلك الأمر حينها , ولم يكن من أيمن حين علم بزواج أمنية إلا الهروب بالسفر لبلد عربي للعمل فيها رغم اعتراض خاله على ترك شركته , وقد عاد منذ شهرين عندما وجد أن الهروب لا جدوى منه ولن يغير ماحدث , ليستعيد منصبه كمحاسب في شركة جمال .
منذ تلك اللحظة قاطع الزواج وكأنه رهنّ قلبه بأمنية ... تسللت دمعة أبية عبر مقلتها لتغوص في ذكرياتها أكثر مع ولدها الكبير الذي تحمل مسؤلية تفوق احتماله بعد موت أبيه منذ الصغر ليكون ابن , أخ و أب ... وعندما دق الحبّ بابه وقف ضيق ذات يده بينه وبين من أحبها قلبه .. تمتمت لعقلها : لماذا يبخل القدر عليّ بفرحتي به ؟
كان يطالعها بألم , لا يعلم ما تفكر به لكن مؤكد أنه محزن بسبب تلك الدمعات التي تقفز واحدة تلو الأخرى , مرر أصابعه على وجهها بحنو يمسحها ولم يرد فقد انعقد لسانه فلم يتمكن من التخفيف عنها .
التفتت له , هدأت حالتها قليلاً وهي تطالعه بأمومية , حاول تغيير الموضوع قائلاً : ــ مارأيك نخرج هذا المساء ؟
ــ إلى أين ؟
ــ حيث تريدين... تابع مبتسما: مجرد نزهة مسائية .
ــ أليس لديك موعد هذا المساء ؟
ــ بلى , لدي ... لكن لا يهم .
ــ مع من ؟ ... سألته وهي تنظر لعينيه .
ــ مع خالي جمال .
ضيّقت عينيها سائلة : ألم تكن معه في الشركة بالأمس؟
ــ بلى ؛ ولكنّه يحتاجني لمناقشة بعض الأمور المالية المتعلقة بمشروعه القادم... تابع محفزًا إياها للتنزه : بإمكاني الاعتذار له وسأذهب إليه في وقت لاحق .
حركت سيادة سبابتها نافية لتقول : بل اذهب إليه بني... واترك أمر النزهة لوقتٍ لاحق ...
......................................
عندما يطبق الصمت إحكامه علينا فلا نقوى على الرد, ستلجأ حينها العيون للتكلم من أجل البوح ....
دخلت زينب عليها المطبخ لتجدها منهمكة في تحضير الطعام , سألتها:
ــ هل تحتاجين مساعدة؟
حاولت أمنية جاهدة السيطرة على ملامحها لئلا يبدو عليها الضيق , لقد ظلت قرابة الساعتين في المطبخ ولم يسأل عنها أحد , تذكرتها زينب للتو, صنعت ابتسامة ثم رفعت رأسها لتنظر لزينب ولم ترد.
ازدردت زينب ريقها ثم قالت :
ــ سيؤذن للجمعة بعد نصف ساعة , هل قمتِ بكيّ جِلباب آدم و سرواله؟
فهمت أمنية سبب مجىء زينب لها , التفتت لها قائلة : سأذهب الآن لكي ملابس آدم ثم أعود للملفوف لاحقًا... خرجت من المطبخ تاركة زينب التي مازالت واقفة تطالع أمنية في حيرة من أمرها , هل كلام نور لم يؤثر فيها لهذه الدرجة , سألت نفسها حتى غابت عنها أمنية ثم استكملت في ثقة : وماذا عساها أن تفعل , لا و لن تقوى على شيء , ستظل تحت طوعي و أمري , اتجهت نحو الثلاجة , أخذت الفاكهة الموجودة على أحد رفوفها لأجل الموجودين بالحديقة...
...........
فرشت الجلباب على طاولة الكي , واستأنفت مهمتها بينما كان آدم يغتسل لصلاة الجمعة , لم تود التفكير بأي شيء حتى لا يتسبب شرودها في حرق لذلك الجلباب القيّم و سينجم عنه كارثة حقيقية , أن تكون آلة خير من سماع إهانة .
أنجزت المهمة و علقت الجلباب و السروال و استدارت لتخرج من الغرفة لكنها تسمرت مكانها حين وجدت من يقف خلفها مباشرة , لم تشعر بدخولة و كأنه اتخذ من الهواء حيزًا ليصبح جزءًا منه ... ظل صامتًا وهي كذلك , يظنون ذلك لكن عيونهم تحدثت بالكثير , تعاتبه ويتهرب بل ويبرر... كيف لا , ومن يحامي لهم , أمه , أخته و نفسه... قاطعت حديث عينيهما قائلة : سأنزل , هل تريد منّى شيئاً آخر ؟
ارتبك و كأنها طرقت على أوتار قلبه بنظراتها لكنه لم يشأ أن يبين ذلك فرد عليها :لا... لا شيء .
نزلت وتركته يخطو نحو جلبابه ليرتديه لكنه مشوش الفكر , شاردًا , يفكر فيها محدثًا نفسه : لعلها حزينة مما قيل لها... لكنني لا أجيد الكلام لأخفف عنها... ستتعود على كل ذلك مع مرور الأيام .. وكأنه أراد أن يخمد صوتًا ضعيفًا قد تردد من ضميره .
فجأة أصدر الجوال طنين رسالة , اتجه آدم نحوه ثم اتسعت ابتسامته على إثر قراءة سطور تلك الشمس الأنيقة ، نحاه جانبًا بلا رد ثم انطلق بخطوات ثابته نحو المسجد


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-20, 10:45 PM   #43

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس
( اللقاء المنتظر)
..............................
سألت الصدق حبًا
فأهداني صديقة
تلم شتات قلبي
وتبقى لي رفيقة
على العهد اتفقنا
لإكمال المسيرة
فيبقى الود فينا
وفيًا ما حيينا
أشاطرها أنيني
تشاطرني حنينًا
فتمحو كل همي
و تمسح دمع روحي
فأغدو بها قوية
و لن أبقى وحيدة
تؤازرني وتحكي
أنّي بعينيها فريدة
تسللت أعماقي
فأدركت الحقيقة
في الله تحاببنا
و على الخير سنبقى
تجمعنا الصداقة
بنكهة خير إخوة
و أرسل كل سطرٍ
إلى أختي الحبيبة
....................................
لا شيء يضاهي عاطفة سخية بقلب رجل عرف كيف يحركها ليصيب بها معشوقته! لكن هل هذا كل شيء ؟ أم أن هناك ذكرى دفعته للسخاء؟
كانت تجلس أمام المرآة تضع اللّمسات الأخيرة لمكياجها الهادئ الذي اعتادت على رسمه , بينما كان يقف بجوارها يطالعها بعينيه الصغيرتين , ابتسمت وهي تنظر له عبر المرآة ثم قالت :
ــ هل أخرتك يا محمد ؟
أومأ بنعم فضحكت على ردة فعله الطفولية ثم استطردت :
ــ مع من ستلعب اليوم؟ فتابعت لأنه لم يتمكن من الكلام بعد , فقد تجاوز العام بثلاثة أشهر :
ــ مع ريم سنتنزه اليوم , قاطعها رنين الهاتف , اتجهت نحو الهاتف لترد بصوتها الرقيق الذى يسلب لُب من يسمعه عبر الهاتف : حبيبي ! سلام الله عليك.
وافتها ضحكته التي تنم عن سعادته لسماع صوتها : أهلاً حبيبتي , كيف حالكما ؟
ابتسمت قائلة :
ــ بخير لكن ينقصنا وجودك .
ــ لكم افتقدتك .
قالها وقد وصلت صداها عبر ذبذبات الجوال .
ضحكت من فرط سعادتها بكلامه فمازحته قائلة :
ــ إلى أي درجة ؟
زفر حسن بحب قائلاً :
ــ لا توجد درجات ؛ لأنني أحبك حبًا ليس له حدود .
وضعت يدها على فمها وهي تتَغنّج بضحكاتها ولم تقوّ على الرد , فسألها بلطف :
ــ ماذا تفعلين ؟
ــ أجهز نفسي للذهاب مع محمد إلى الحديقة للقاء أمنية , تنهدت متابعة : وماذا عنك يا حياتي؟
ــ أنتظر النادل ليحضر لي الغداء , لذا هاتفتك لأفتح شهيتي بصوتك الجميل للطعام .
تتابعت ضحكاتها وهي تقول :
ــ رفقاً بي حسن , فأنا لن أتحمل المزيد من الغزل .
صمت هُنَيْهة ثم عاد إليها قائلاً :
ــ بل أنتِ من عليه أن يرفق بي .
ــ يالك من محتال , لقد سلبت قلبي و عقلي و تطلب الرفق .
ضحك من قولها ثم بادرها ممازحًا :
ــ بل أنا المسكين , الذي يرنو لهواكِ .
ــ وها أنتَ تربعت على عرش قلبي ... قالتها و الأنفاس تخرج في وتيرة رومانسية هادئة ثمّ أنهت المكالمة .
أغلقت الهاتف بعد أن قبّلته ثم جالت بنظرها في أنحاء الغرفة تبحث عن صغيرها الذي لا حسّ له , حينها علمت أنّه يفعل كارثة جديدة من كوارثه , كان في الصالة يعبث بحقيبتها و قد أفرغ محتوياتها على الأرض و سكب بعض مستحضرات التجميل خاصتها .
هرعت إليه وهي تصرخ :
ــ لاااااااااااااااااا!
نظفت ما فعله ثم بدلت ملابسه و رتبت حقيبتها من جديد ونظرت إليه وهي عاقدة جبينها قائلة : لا تعبث بها مجددًا و إلا غضبت منكَ .... وضع كفيه الصغيرين على عينيه ليعبر عن غضبه من أمه التي نهرته فجذبته إليها واحتضنته وهي تربت على ظهره وتقول :
ــ أنا أحبك يا محمد ... ثم قبّلته واستكملت :
ــ من سيخرج معى الآن ؟
فرفع يده وهو يضحك متناسيًا تمامًا ماحدث منذ قليل .
ارتدت نظارتها الشمسية , التقطت حقيبة يدها ثمّ حملت محمد متّجهة إلى الخارج لتستقل سيارة أجرة للمكان حيث سيكون موعدها مع أمنية .
............................................
هناك من تنعم بأخت لكنها ترنو للصديقة , وأخرى خُلقت وحيدة حتى وجدت رفيقة تشبهها , وثالثة حظيت بالاثنتين في حياتها .... لكن ماذا عمن وجدت ضالتها في كيان واحد اسمه صديقة بنكهة أخت ؟ أليست محظوظة ؟
وصلت أمنية إلى الحديقة ومعها ريم , جالت ببصرها في المكان ولم تلحظ وجود سحر , هاتفتها لتعلم أين جلست , و ما إن اتصلت بها حتى علمت أنها مازالت بالطريق , فدخلت متجهة إلى إحدى الطاولات القريبة من مدخل الحديقة ليتسنى لسحر رؤيتها .
دقائق ووصلت سحر , مسحت بعينيها المكان حتى رأت من تلوح لها , اتجهت من فورها إليها , ألقت التّحية فقامت لها أمنية تسلم عليها وتعانقها ثم جلس الجميع حول الطاولة , نظرت سحر لريم و محمد والحماسة على وجهيهما وقالت :
ــ من يريد المثلجات؟
رفع الطفلان كفيهما والبهجة تطُل من عينيهما بينما ابتسمت أمنية وهي صامتة تراقب ردود أفعالهما البريئة , سألتها سحر :
ــ كيف تفضل ريم مثلجاتها يا أمنيتي ؟
فضحكت أمنية قائلة :
ــ مثلي تمامًا, تفضّلها بالشوكولاتة .
التفتت سحر تبحث عن نادل , وجدت أحدهم فلوّحت له منادية , اتجه نحوها فطلبت منه المثلجات .
حاولت كلتاهما تذويب مثلجات الطفلين ليسهل تناولها وكانت كل منهما تأكل مايحلو من حصتها أمسكت ريم كأسها الصغير تغرس ملعقتها الصغيرة فتخرجها غارقة بالشوكولاتة , لم يفلح محمد فى عمل ذلك فساعدته والدته , كانت أمنية تأكل مثلجاتها بنهم و كأّنّها تتذكر معها أيام باتت طيّ الذكريات , تابعتها سحر بعينيها ولم تشأ إفساد تلك اللحظة عليها , انتظرت حتى انتهى الجميع وتمّت مهمة تنظيف فم الصغيرين بالمناديل الورقية بنجاح , أشارت عليها أن تتجها لمكان مملوءٌ بالكرات البلاستيكية خاص بالأطفال دون الثلاث سنوات , أخذا الطفلين حيث سيلعبا ثم وقفتا خلف الحائط الزجاجي يراقبانهما .
التفتت سحر لأمنية وقد اعتلى القلق قسماتها :
ــ ما بكِ يا أمنية ؟
لم تود أمنية أن تلتقي عينيهما مجددًا حتى لا ينكشف أمرها , ظلّت تراقب الطفلين قائلة :
ــ أنا بخير اطمئني .
ربتت سحر على ظهرها قائلة :
ــ ألهذه الدرجة أصبحت غريبة عنكِ؟
التفتت لصديقتها ثم تنهدت قائلة :
ــ لكلٍ منّا مشاكله , لمِا أُحملكِ ما لا تطيقين ؟
بادرتها سحر وعلى محياها العتاب :
ــ حتى و إن كان بوحك سيسعدني ؟
عقدت أمنية جبينها ثم سألتها :
ــ يسعدك؟! كيف ذلك ؟
وضعت سحر راحتها على كتف أمنية قائلة :
ــ لأنّنى سأفكر معك فى حلها وحينها لن تتألمي , ألا تعلمين أن ألمك يؤلمني ؟
زفرت أمنية بضيق و عادت بنظرها إلى الطفلين قائلة :
ــ أخشى أنكِ لن تستطيعين حلّها ؟ مشكلتي أكبر مما تتخيلين .
تأففت سحر من إصرار أمنية من عدم البوح , فقالت :
ــ هاتِ ما عندك أولاً , ثم اتركى الحل للنهاية .
ترددت أمنية بعض الشيء , هي صديقتها ولم تعهدها مفشيّة للأسرار , لكنها تود جعل ما بينها وبين آدم طيّ الكتمان , لكنها تذكرت زينب و نور , فحدثت نفسها قائلة :
ــ لقد فعلها قبلي , لِم التردد إذن ؟ التفتت لسحر قائلة :
ــ أنا أُدون كل ما يحدث معي داخل مفكرتي, لكنني تركتها بالمنزل , ثم تابعت ضاحكة :
ــ لم أكن أعلم أنني سأحتاجها داخل المنزل و خارجه.
طالعتها سحر بنظرات إعجاب قائلة :
ـت أعجبتني الفكرة ، لقد فعلتِ الأمر نفسه أيام الجامعة , ألا تذكرين ؟
ــ بلى أذكر , وسأصدمك بقولي أنني لازلت أكتب في مفكرتي القديمة ، أجابتها أمنية فقطبت سحر جبينها في عدم تصديق لما سمعته وسألتها :
ــ القديمة ؟
هزّت أمنية رأسها وقالت :
ــ نعم , لقد عدت لتدوين يومياتي فيها , لا تزال محتفظة بالكثير من الورق .
ابتسمت قائلة :
ــ مبارك عودتك للكتابة غاليتي .... تنحنحت سائلة: هل تسمحين لي بالإطلاع عليها؟
ضحكت أمنية وشعرت بالحماسة التي انتابتها من كلام سحر , فقالت :
ــ بالطبع , سأحضرها معي المرة القادمة ، ضحكت و كأنها تذكرت أمراً ثم قالت : ــ آدم لا يريدني أتعلق بأي سطور .
ــ ماذا؟
سألتها سحر في محاولة لاستيعاب ما سمعته للتو .
ابتسمت أمنية لردة فعل سحر ثم قالت :
ــ كلما رآني في غرفة المكتب , غضب و أمرني ألا أطالع الكتب , لو علمتِ السبب سيزداد تعجبك ، استكملت :
ــ يقول إنها ستفسد عقلي و أنّ عليّ أن أجعله و ريم شغلي الشاغل .
زفرت سحر بضيق قائلة :
ــ أود ألا أصدمك بما سأقوله ، معظم الرجال لا يحبذون التعلق بالمرأة المثقفة لأنهم يخشون رؤية ضآلتهم أمامها، تابعت وهي تشير نحوها :
ــ زوجك يريد أن يكون محور حياتك .
وضعت أمنية كفها على رأسها قائلة :
ــ هو أم أمه ؟ أم نور ؟ لا أعلم من تزوجت بالضبط ... وضعت يديها على صدرها قائلة :
ــ لمن سأكون أنا محور حياة ؟ رغم كوني لا أحبذ توحيد محاور الحياة و لا أجدها فكرة صائبة , لأن الدنيا لن تقف على شخص أو أمر , لكنني أود أن أجرب كوني محور حياة شخص .
ــ ابدأي أنتِ يا أمنية و اجعليه كذلك .
قالتها سحر وهي تربت على كتفها ، رفعت أمنية أحد حاجبيها قائلة :
ــ وهل تظنين أنّ والدته ستتركني أفعل ذلك ؟ هزّت رأسها نافية ثم تابعت :
ــ لا تريد أن يتعلق بأحد غيرها ، أحياناً أشعر و كأنه تزوجني عليها.
لم يلحظا من خرج لتوهما من غرفة الألعاب بالقرب من أميهما , صرخت أمنية عندما عادت ببصرها نحو مكان الألعاب وقالت بصوت عالي :
ــ الطفلين !! أين هما يا سحر ؟؟؟ يا ويحي ، قبل أن تركض نحو الداخل جذبتها سحر من ذراعها وهي تضحك قائلة :
ــ انظري للأسفل , لقد خرجا لتوهما .
تنفست الصعداء و زفرت بارتياحٍ لدى رؤيتها ريم , جثت على ركبتيها , فقد خارت قواها من أثر الصدمة تحسّست وجه ريم ثم ضمّتها لصدرها قائلة :
ــ لا تبتعدي عن عيني أرجوكِ , ثمّ ذرفت بعض الدمعات قائلة :
ــ لو تعلمي كم أُكابد الويلات من أجلك ؟؟ آه لو تعلمي ! كانت سحر تطالعها وهي حاملة ولدها على ذراعها , بدا عليها التأثر من رد فعل أمنية , حدثت نفسها قائلة : ــ لستِ على ما يرام يا عزيزتى , فرج الله كربكِ .
وقفت أمنية وحملت ريم متجهة إلى الطاولة رفقة سحر وطفلها , عاد الجميع أدراجهم متجمعين حول الطاولة , صاحت سحر قائلة :
ــ من يريد كعكة الشوكولاتة المخملية ؟
ضحك الطفلين وصفقا بيديهما بينما قالت أمنية معترضة :
ــ يكفي المثلجات يا سحر , هل هضمناها لنأتي بغيرها ؟
أشارت سحر بإصبعها علامة لا ثم بادرتها ممازحة :
ــ إذا كنتِ أنتِ من تقول ذلك , فماذا أقول أنا ؟؟
ابتسمت أمنية قائلة :
ــ لم أود إحراجكِ بذلك , لكنكِ امتلأت كثيرًا...
عدّلت سحر هندامها قائلة :
ــ تقصدين أن لدىّ منحنيات مثيرة , لست ممتلئة يا عزيزتى بل أنا مثيرة .
تتابعت ضحكات أمنية وارتفع صوتها فوضعت يدها على فمها , فاستكملت سحر قائلة :
ــ لم أعهد امرأة تحتفظ بجمالها حال نحافتها غيركِ يا أمنية , ثم أخفضت صوتها وكأنها تهمس قائلة :
ــ لكن للزوج متطلبات أخرى , لن تجدي رجل يستمتع بالمرأة النحيلة , إن أردتِ نصيحتي لابد أن تزيدي وزنك .
حكّت أمنية رأسها قائلة :
ــ لا أحب السمنة مطلقًا.
طرقت سحر بيدها على الطاوله قائلة :
ــ تعيدينها ثانيةً !
رفعت أمنية كفيها وهى تضحك قائلة :
ــ أنا أسفة , لم أقصد صدقيني ، وعلى ذكر النحافة و السمنة تذكرت ماحدث اليوم فأخبرت سحر عمّا حدث بينها وبين نور .
هتفت سحر قائلة :
ــ كيف تجرؤ على معاملتك بهذه الطريقة ؟ ليتني أراها لأوسعها ضربًا.
ضحكت أمنية من ردة فعل سحر ثم قالت :
ــ علاقتنا بالناس تحتاج إلى جسور , تجدينّ منها القوي و منها المحطم , وهناك آخر ضعيف يتداعى للسقوط , وبعض الناس لا تحبذ أبدًا صنع الجسور فتترك العلاقة رهن حالتها المزاجية كحال نور ، وهؤلاء هم الأسوأ على الإطلاق. استكملت و على ثغرها البسمة :
ــ تعلمين! نور تحسدني على سلامي النفسي و تربيتي السويّة .
ــ مِن أين علمتِ ذلك ؟ سألتها سحر .
ــ من عينيها التي تفضحها دائمًا ، عطت ريم هاتفها لتعبث به فقد بدأت تشعر بالتذمر فقد تأخر النادل عن إحضار الكعكات , ثم تابعت :
ــ أنا أُشفق عليها لأنها تشعر بالنقص و تفتقد لثقة النفس .
كانت سحر تهدهد طفلها , تنهدت ثم سألتها مستنكرة :
ــ لا أعلم كيف لم ينبهر آدم بكلماتك ؟ كيف لم يلاحظ اختلافك ؟ أنتِ فريدة لا نظير لكِ ، سامحه الله .
وصل النادل ومعه كعكات مخملية لرباعتهم و فنجاني قهوة , وزعهم على الطاولة وغادر ، ابتسمت أمنية ثم قالت :
ــ عينيكِ هي من جعلتني فريدة ، على ذكر الاختلاف... لطالما تعجبت من دينا أخت آدم الوسطى , غريبة في هذه العائلة ... زال تعجبي بعد معرفتي بجسرها مع زوجها الذي تمكن من إصلاح ما أفسدته بيئتها و أكسبها سلامًا داخليًا.
ــ لا أظن ذلك .
قالتها سحر وهي تأكل من الكعكة , فاتسعت حدقتا أمنية و سألت :
ــ ماذا ؟
ــ الطبع لا يتغير ... استكملت سحر وهي تطعم صغيرها : أي أن دينا طبعها جميل و قلبها نقي بالفطرة ..
زفرت أمنية بضيق وهي تنظر لريم التي تلتهم كعكتها ثم قالت :
ــ قلبي يحدثني أن آدم لا يشبه والدته لكنّه ضحية تربية خاطئة ولم يخرج من براثنها ليكتشف الخطأ.
.................................
كثيرة هي تلك اللحظات الحلوة ... أثمنها هي تلك التي تتسلل بين التجمع العائلي الحميم , لكن هل هذا يعني أنها لن تتكدر ؟
ــ لمن هذه اللعبة ؟
قالها مازن وهو يلوح بهديته لريم .
ركضت ريم نحوه فجثا على ركبتيه وعانقها ثمّ قام بأخذ صور لهما على الهاتف , تابعتهما أمنية و السعادة تطل من عينيها بينما أعدت والدتها المائدة لتأكل لكنها رفضت فأقسمت عليها و هي ترفع سبابتها :
ــ أقسم لكِ , ألا أدخل بيتك إن لم تأكلي الطعام.
أشارت أمنية لها بيديها أن تهدأ ثم قالت :
ــ لقد تغديت في منزلي , و أكلت في النادي مع سحر , أشارت على بطنها قائلة :
ــ من أين لى بمكان فى معدتي لهذا الطعام ؟
عقدت رغدة جبينها قائلة :
ــ من يراكِ لن يحزر أنكِ أكلتِ أبدًا... ألا يخجل زوجكِ من نحافتك تلك ؟ قاطعها مازن و جمال بقولهما :
ــ لا يجدر بكِ قول هذا.
حزنت من قولها كثيرًا فأشاحت بوجهها ناحية التلفاز ولم تعلق...اقتربت رغدة وجلست إلى جوارها ثم ربتت على ظهرها قائلة :
ــ أعتذر منكِ يا حبيبتي , لكنني أتألم بشدة لِما آل إليه حالكِ , كلما رأيت بنات العائلة في أي مكان , تحسّرت على حالكِ , ماذا بكِ ؟ أخبريني بكل ما يضركِ و تأكدي أنني و أبيك سندعمك.
حدثت أمنية نفسها قائلة :
ــ أين كلامكِ هذا يوم خطبتي عندما طلبت منكِ التفكير لأنني خائفة أن يقتل الزواج طموحي ومع ذلك أجبرتني على الموافقة ... هه , سامحكِ الله يا أمي لقد ضاع مفعول النزهة في غمضة عين ...التفتت لها قائلة :
ــ أنا بخير لكن مسؤلية ريم أرهقتني قليلاً .
أشارت للطعام قائلة :
ــ هيا ابدأي , وإلا خاصمتكِ ثم نادت على ريم التي كانت برفقة خالها تلعب بدميتها.
.................................................. .....
الزواج للفتاة قد يكون لها مجرد تجربة لكنه بالنسبة للأم حاجة مُلحة وضرورة حتمية للاطمئنان عليها , ومع كل ذلك لن يحدث إلا بموافقة الأولى !
كانت تأخذ لنفسها عدة صور بعدما صففت شعرها لتحميل أفضلها على صفحتها الشخصية الفيسبوكية , فجأة ولَجَت أختها رنا وعقدت حاجبيها لرؤيتها وهي تلتقط الصور .
ــ ارحمي نفسكِ! تابعت رنا وقد مطت شفتيها :
ــ ستموتين من جرعة تصوير زائدة.
انفجرت شمس ضاحكة فسقط هاتفها على الفراش , فواصلت رنا :
ــ لا أعلم سر حبكِ لتصوير نفسكِ هكذا ، ألا تخشينّ أن يأخذها أحد الرجال ويرفقها بصور مشينة كما يحدث هذه الأيام ؟!
ــ تؤتؤ؛ فأنا أحب الشهرة ، ما إن قالتها شمس حتى قذفتها رنا بوسادة قائلة :
ــ عيبٌ عليكِ .. أين الحياء يا فتاة ؟
ــ ذهب مع الريح ، قالتها شمس وهي تراقص حاجبيها بمشاكسة ثم تنهدت متابعة : ــ لكم أحب هذا الفيلم .
ــ شمس ! زمجرت بها رنا وقد احمر وجهها , تابعت بحنق :
ــ كفي عن هذا!
قاطعهما دخول والدتهما , فصمتا وقد التفتا إليها , فجلست على الكرسي المجاور للسرير وكأنها تود فتح موضوع ما , قالت :
ــ هناك موضوع يخصّك شمس .
ــ وماهو سعاد ؟ ردت شمس بعدما اعتدلت في جلستها .
ماج الغضب في نفس سعاد لأنها دومًا تتشاجر معها على منادتها لها باسمها كما فعلت الأن , قطبت جبينها ونظرت لشمس مستاءة , فهمت رنا ما يحدث فقالت لأختها :
ــ ألا يمكنك قول أمي بدلاً من منادتها باسمها؟
رفعت شمس أحد حاجبيها وهي تطالع أختها بغيظ ولم ترد , حينها فضّلت سعاد المضي قدمًا فيما جاءت لأجله , قالت :
ــ لقد أتت جارتنا أم أحمد تسألني عنك لأجل خطبتك لابنها .
ــ ماذا ؟
قالتها شمس ثم دخلت في نوبة ضحك هستيري , فنظرت سعاد لها ثم التفتت لرنا تسأل :
ــ هل هناك شيء يستدعي الضحك هكذا ؟
توقفت شمس عن الضحك ثم قالت :
ــ أنا أضحك لأن لم يعد أحد يتزوج بهذه الطريقة هذه الأيام .
ــ وما بالها هذه الطريقة ؟ سألتاها رنا وسعاد في نفس واحد .
ــ تقليدية , قديمة ، ولاتروق لي..تابعت شمس وهي تعبث بإحدى خصلات شعرها : ــ زواجي لن يكون إلا بعد قصة حب غير اعتيادية.
ــ لكنك لم تجلسي مع أحمد لتحكمي عليه ... قالتها سعاد وهي تنظر لعينيها ،
حركت شمس رأسها معترضة ثم قالت بنزق :
ــ لكنني أعرفه جيدًا , أولسنا جيرانًا .
ــ وما باله يا شمس ؟ تابعت رنا مستفهمة : إنه شاب محترم وملتزم .
ــ هذا ماتظنونه، واصلت شمس وقد عوجت فمها معترضة : لو كان ملتزمًا لما اختارني زوجة ... جال بخاطرها ذاكَ الأحمد الذي لا يهوى غير التلصص عليها من الشرفة و النافذة المطلة على غرفتها لتهمس لعقلها :
ــ قال ملتزم قال !
تابعت سعاد لائمة :
ــ إلى متى ستظلين هكذا ؟ العمر يجري يا ابنتي ، ولابد من الإطمئنان عليكِ وكل يوم يأتيكِ خاطب ولا زلتِ ترفضين .
قامت شمس من مكانها قائلة :
ــ وسأظل هكذا حتى يدق قلبي باسم أحدهم ... غادرت الغرفة لتحسم أمر ذلك الجدل بالهروب.
.................................
هناك من يرتاح عندما يتسلل أقرب الناس إليه لأعماقه مفتشًا عما يضيره علّه يخفف عنه , وهناك من يتضاعف ألمه على إثر بعثرة الهموم ....
اتجهت للشرفة حيث كان مازن يحتسي قهوته وهو يتابع المارة , وقفت جواره ثم تنحنحت سائلة :
ــ فيمَ تفكر أيها الأنيق؟
ابتسم قائلاً:
ــ في اللاشيء , التفت لها مازحًا كيف حالكِ مع سيد القوم و قائدهم؟
تتابعت ضحكاتها حتى ارتفع صوتها , انتظرت لتهدأ ثم قالت :
ــ أحاول التعايش معه بسلام .
غضن جبينه وقال مطرقا رأسه :
ــ إلى متى؟ استكمل وهو ينظر لعينيها: تظنين أنني لا أعلم , لكن حالكِ وشى بكل شيء .
حاولت أمنية تغيير ما آل إليه الموضوع , فقالت:
ــ هلا أسديت لي معروفًا؟
ــ طبعًا يا حبيبتي , طلباتك أوامر سهلة التنفيذ... قالها وهو يترقب ما ستطلب..
انشرح صدر أمنية وتهلل وجهها لكلمات أخيها فقالت :
ــ كنت أود الذهاب لمكانٍ ما بعد يومين لكن لن أعلم حماتي و آدم بكنهه, لأنني سأخرج لشراء خضروات وفاكهة للبيت لذا سأمر عليه في طريقي وددت أن ترافقني , هل وقتكَ يسمح؟
ضيّق مازن عينيه و حك رأسه ليتذكر مواعيده بعد يومين ثم قال :
ــ لا بأس , سأكون بالقرب منكم في هذا اليوم .
ــ حقًا! سألته أمنية ثم تابعت : أين ستكون ؟
ربت على كتفها وابتسم قائلاً:
ــ سأخبركِ حينها و ستخبريني بموعدكِ أيتها الجميلة , نظر لساعة يده ثم قال :
ــ و الآن عليّ أن أذهب للقاء أحدهم , هل تودين منّي شيئا آخر؟
أشارت بلا وقالت :
ــ لا شيء , حفظكَ الله أخي الغالي , تنمياتي لك بأمسية ممتعة .
............................
هناك ذكريات نبقيها بمنأى عن حياتنا حرصًا على هدوء حياتنا, لكن ماذا إن قذف القدر بإحداها رغمًا عنّا؟ هل سيسعنا حينها الاعتراض ؟ أم سنظل نراقب كل مايحدث في صمت ؟
دُق جرس الباب , اتجهت نحوه و ما إن فتحته حتى تسمرت مكانها , التقت عيناهما لكنها سرعان ما غضت بصرها لدى رؤيته وشعرت بتوتر بالغ ... بتر صمتها بالسلام ثم قال :
ــ كيف حالكِ يا أمنية ؟ حدث نفسه قائلاً : لازلتِ حيية كما عهدتك وجميلة أيضًا.
ــ الحمد لله , تركته ونادت أبيها ليستقبله , دعاه لدخول غرفة الجلوس بينما اتجهت نحو غرفتها جلست وقد طوقت ساقيها بذراعيها ، لحقت بها رغدة , وقفت أمامها ثم قالت :
ــ هل هكذا نرحب بالضيوف ؟
سألتها باقتضاب :
ــ ماذا عليّ أن أفعل ؟ لِم لم تخبريني بأنه سيأتي؟
ــ لم أكن على علم بمجيئه سوى اليوم , هاتف أبيك بعد العصر, أراد رؤيته لاستشارته ببعض الأمور الخاصة بالشركة .. تابعت رغدة وقد رفعت أحد حاجبيها : ما الذي قلب حالكِ هكذا ؟
ــ لا شيء يا أمي ... نظرت حولها ولم تجد ريم فسألتها : أين ريم ؟
أشارت رغدة نحو الخارج قائلة :
ــ لعلها ذهبت ترحب بخالها أيمن , تتمتع بذوق و تعرف أدب الضيافة .
ردت بامتعاض و قد رفعت يديها :
ــ كفى أمي , أرجوكِ , سألحق بها ... قامت من مكانها متجهة نحو غرفة الجلوس .
دلفت الغرفة فوجدت أيمن واضعًا ريم على ساقه , حينما رآها لمعت عيناه وابتسم قائلاً:
ــ تشبهكِ كثيرًا يا أمنية , حفظها الله لكِ.
جلست على الأريكة القريبة من جمال ثم قالت :
ــ شكرًا لك , العقبى لك يا أيمن ..
تنهد و ما زالت عيناه معلقة بها ثم قال :
ــ ما أريدها عزّ نظيرها ... قاطعه جمال قائلاً :
ــ الفتيات الصالحات كُثر يا بني لكن عليك الاجتهاد في البحث .
أومأت رغدة بنعم و أضافت :
ــ هنا يأتي دور سيادة , عليها أن ترشح لك من فتيات جيرانها .
وافقهما أيمن قائلاً :
ــ هذا ماتفعله بالضبط , لكنني لن أفعل .
نظر جمال و رغدة لبعضهما ثم سألاه : لماذا ؟
نظر لريم ثم قال : لم يحن الوقت بعد .
شعرت أمنية وكأن الأرض تهتز تحتها و توشك على السقوط في هوةٍ لا نهاية لها. حدثها عقلها قائلاً : أبشركِ أنكِ في مأزق كبير يا عزيزتي لن يترككِ هذا الأيمن و شأنكِ .
.....................................
لكل منا نصيبه من التناقض , لكن ماذا عمن وظف تناقضه بحرفية لتحسين صورته أمام الناس؟ أوليس هذا أجمل مايفعله به التناقض ؟
عندما شارفت الساعه على الحادية عشرة مساءً هاتفها آدم ليعلمها بمجيئه, لكن دعاه جمال ليصعد , تواثبت دقات قلبها حين علمت ذلك فما زال أيمن جالسًا... حينما رأته رغدة نسيت ما قالته منذ قليل عنه , تبالغ في ضيافته , حتى لو انتقدته لكنها في النهاية تحبه , همست في أذن أمنية قائلة :
ــ يبدو أنه مسالم, لا أظنه يفتعل شجارًا أبدًا , ثم ابتسمت قائلة : سيماهم على وجوههم .
أومأت أمنية بنعم وقد رسمت بسمتها المصطنعة ثم حدثت نفسها قائلة:
ــ آهٍ من تلك المظاهر الخدّاعة , ليتك تفصح عن حقيقتك كما تفعل معي.
ركضت ريم نحو أبيها بينما وقف أيمن ليصافحه ولم يتمكن من إخفاء حقده الدفين تجاهه لدرجة أن آدم شعر بذلك فحدث نفسه : ما بال هذا الأحمق ينظر لي هكذا؟ لكنه قال :
ــ أهلا بك يا أيمن .
قال أيمن : أهلًا بمهندسنا العظيم , كيف حالك ؟
ــ بخير .. رد عليه آدم باقتضاب ثم تابع : لم أرك منذ مدة كبيرة .
هزّ أيمن رأسه موافقاً ثم قال :
ــ نعم لقد سافرت بعد زواجكما و عدت منذ شهرين للعمل مع خالي .
أشار جمال نحو أيمن قائلاً :
ــ لطالما طلبت منه العمل بالشركة لأنه محاسب ماهر لكنه فضّل السفر , وهاهو قد عاد أخيرًا.
لم تشعر أمنية بما فعلته بشفتها السفلى من أثر قضمها لفرط توترها إلا عندما سال الدم منها , فدخلت إلى دورة المياه , في هذه الأثناء استأذن أيمن للرحيل , هبط الدرج مسرعًا وكأنه سهم مشتعل حتى وصل سيارته , ما إن دخلها حتى ضرب المقود بقوته وصرخ قائلاً :
ــ ما الذي ميّز هذا الوغد عنّي يا أمنية ؟ تابع بأسى : لأنه مهندس تركتني ؟! أنا من أحبكِ بصدق وها أنتِ كافئتني بتجرع ويلات بعدك .
التفت جمال لآدم سائلاً :
ــ ما رأيك أن تترك ريم هنا لبضعة أيام ؟ وافقته رغدة و أومأت برأسها قائلة : ــ سنستأنس كثيرًا بوجودها معنا ... نرجو أن توافق .
كان آدم يشرب عصير الفراولة , وضع الكأس على المنضدة , نظر لهما و ابتسم قائلاً : ليس عندي مشكلة في أن تبقى , فلكما حق عليها كما لنا , لكن جنى ابنة أختى ستحتفل بعيد مولدها بعد أيام, وقد هاتفتني دينا لتؤكد عليّ تواجدنا في هذا اليوم , طلب منهما : هل بإمكانها أن تمكث في وقت لاحق؟
ربت جمال على كتفه وقد شعر بمدى الأدب و التربية الحسنة التي ينم عليها كلامه , وقال : بالطبع يا ولدي , هذا بيتكم .. تابع مهنئًا إياه : كل عام و جنى بخير , والعقبى لريم فقد اقتربت ذكرى ميلادها ....
كانت رغدة تطالع آدم و طريقة حديثه التي سلبت لبّها فهمست في أذن أمنية :
ــ كلما سمعته , تأكدت من تربيته الصالحة و رُقِيّه في التعامل , هو دعوتنا الصالحة لكِ يا حبيبتي ، نظرت لها أمنية و لم تعلق .
قامت متجهة إلى الداخل لترتب هندامها وكذلك ريم التي تحاول جاهدة التصدي للنعاس , بينما ظل جمال و آدم يتحدثان , و انشغلت رغدة بتقديم الحلوى ثم دلفت إلى المطبخ لتعد الشاي.
...............................
يأتي وقت النوم معلناً انتهاء اليوم بحلوه ومرّه ومع ذلك لابد من ظهور ما يثير الريبة وكأن ما يحدث مجرد تحدي مع الصبر ...
غادرنا مودعين أبي و أمي , وصلنا البيت لنجد حماتي مازالت متيقظة , عندما رأت آدم حاملاً ريم , لوت شفتيها قائلة :
ــ حمداً لله على سلامتكم .
ــ أجبناها : سلمكِ الله .
التقطت ريم من آدم ثم أعطتني إياها و نظراتها تنهرني , قالت : حمل الأطفال مهمة النساء , لا تجعلي ولدي يفعلها مجددًا .
أخذت ريم ولم أرد بكلمة واحدة , ثم صعدت إلى شقتي و أنا أحدث نفسي : لم يكن هذا اليوم الأفضل على الإطلاق رغم نزهتنا , كلما اتجهت لمكان حاصرتنى السلبية و كأنها أبرمت عقدًا سريًا لحراستي , تنهدت متابعة : هه , الحمد لله على كل حال .
تثائبت أمنية و شعرت أنها تعبت من الكتابة , وضعت القلم داخل الدفتر و نظرت لساعة الحائط فوجدتها تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل بنصف ساعة .
وضعت الدفتر داخل أحد الأدراج لكنها ما إن فتحته حتى وجدت علبة مربعة مخملية حمراء كما الهدية لم تكن موجودة قبل الآن , نظرت لها قائلة :
ــ لن أرهق عقلي بشأنك , يكفيني ماحدث معي اليوم ثم اتجهت للسرير لتغيب عن هذا العالم , علّها تجد ما يسرها في عالم الأحلام ....


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 03:43 AM   #44

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ايمن غبى عشان مقيد نفسه بحب امنية ومش راضى يتجوز ومش قادر يقتنع انه خلاص ملهوش نصيب فيها

حبيت جلست الصداقة بين سحر وامنية اللى هونت عليها ولو مأقتا احداث الصباح

شمس غبية وهتضيع نفسها بالوهم اللى بتجرى وراه

نور انسانه حقوده وشاغله نفسها بأمنية ومشغولة عن جوزها عديم الحياء المختلس النظرات

حماة امنية حماة اصيلة مستفزة بدل ما تعتبر امنية بنتها لا دى مبسوطة بتصرفات الغبية بنتها وبتقوم ادم الغبى عليها

ادم مستفز بتفكير متأخر جدا شايف ان ضرب النساء هو الحل لكل المشاكل زى ما تكون دى بهيمة هو بيعلمها الادب غير بروده التام معاها وصمته التام قدام اى اهانة بتتعرض لها وتلونه بالطيبة قدام ابوها وامها

شخصية قمة فى الاستفزاز ياعنى الوش الخشب لمراته والابتسامة والهدية اللى فى درج المكتب للناس الغريبة

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 12:19 PM   #45

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ايمن غبى عشان مقيد نفسه بحب امنية ومش راضى يتجوز ومش قادر يقتنع انه خلاص ملهوش نصيب فيها

حبيت جلست الصداقة بين سحر وامنية اللى هونت عليها ولو مأقتا احداث الصباح

شمس غبية وهتضيع نفسها بالوهم اللى بتجرى وراه

نور انسانه حقوده وشاغله نفسها بأمنية ومشغولة عن جوزها عديم الحياء المختلس النظرات

حماة امنية حماة اصيلة مستفزة بدل ما تعتبر امنية بنتها لا دى مبسوطة بتصرفات الغبية بنتها وبتقوم ادم الغبى عليها

ادم مستفز بتفكير متأخر جدا شايف ان ضرب النساء هو الحل لكل المشاكل زى ما تكون دى بهيمة هو بيعلمها الادب غير بروده التام معاها وصمته التام قدام اى اهانة بتتعرض لها وتلونه بالطيبة قدام ابوها وامها

شخصية قمة فى الاستفزاز ياعنى الوش الخشب لمراته والابتسامة والهدية اللى فى درج المكتب للناس الغريبة

تسلم ايدك ياجميل
تسلمي ياقلبي 😘😘
كلامك مظبوط جداً طبعا و عائلة آدم كلها عاوزة الحرق 😂 ومع ذلك مع مرور الفصول هيبان البعد النفسي لكل شخصية وده برضه عمره ماهيبرر أفعالهم...
أما أيمن بقى ياترى هيفضل كده ولا هيجد جديد بخصوصه؟
صباحك ورد 🌹🌹🌹


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 12:23 PM   #46

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 07:24 PM   #47

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

جميله جميله وهستنى اشوف كل واحد فيهم هيفوق من اللى هو فيه ازاى احسنتى 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘

maryam ghaith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 09:18 PM   #48

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam ghaith مشاهدة المشاركة
جميله جميله وهستنى اشوف كل واحد فيهم هيفوق من اللى هو فيه ازاى احسنتى 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘
يسعد قلبك، حياتي
ممتنة لدعمك وكلامك ويارب القادم يكون قد الثقة
مساء الورد 🌹


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 09:19 PM   #49

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 09:20 PM   #50

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم بلغنا رمضان 🌹

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.