آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          الجاغوار الأسير (68) بقلم majdalina "مميزة"... كاملة & روابط جديدة (الكاتـب : monny - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-20, 01:15 AM   #141

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي


امين يارب العالمين على الجميع💐

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-20, 10:46 PM   #142

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العشرون
( دموع لا تنضب)
.................................
يكفي دموعًا يا ابنتي
يكفي ألم ...
مزقتي قلبي حسرةً
والروح لازالت تئن..
يامن زرعتك وردةً
بجمالها تضاهي الفل
رويتها بالأمل
في بستان الحب
لتكون بين الأزهار
أميرة!
وتمر سنوات الصبا
في لحظة!
لأراك بين الهم
أسيرة!
وكأنني لم ألق يومًا حلوًا
بعذابك نسيت كل البهجة
لأسير بين أوجاعك
في دروب الحيرة
لكنني حتمًا , أمنيتي
لن أتركك ..
حتى تعودي للضياء منيرة
............................................
مهما بلغ التحضر الأمومي واهمًا الأجيال بعدم وجود أوجه شبه بين أمهات اليوم وجدات الماضي , ستحدث معضلة تخلع الأقنعة مفصحة عن قسمات تشي بأن الفارق الوحيد بينهما هو الزمن ...
بلعت أمنية غصتها بصعوبة وهي تنظر لأمها التي تعرف مسبقًا رد فعلها إن سمعت ماحدث , ترددت قليلاً لكن نظرات أبيها الحنونة شجعتها للمضي قدمًا بأحداث اليوم الأليمة , تكلمت بحروف متشنجة لدى تذكرها ضرب آدم لها , بينما كست وجوه الجميع أمارات الحسرة و الألم , لا سيما عندما انتقلت لأمر الورقة ومقابلة محمود بالحديقة , وعندما وصلت لاحتدام الكلام مع آدم حول أمر شمس واتهاماته له ... حينها ضرب جمال قبضته على ساقه بقوة وقال بعصبية :
ــ أخطأتِ .. أخطأتِ يا ابنتي .
صمت الجميع ناظرين لجمال بوجوم من هجومه عليها وهي الضحية , لينفعل مازن قائلاً :
ــ بل هو من أخطأ بعلاقته المشبوهة تلك ... لوّح بهاتفه نحو أبيه متابعًا : ومعي الدليل الذي ظن بحماقته أنه أخفاه .
حتى وإن كان ... تابع جمال محاولاً السيطرة على غضبه : لم يكن هذا هو الوقت المناسب للومه يا أمنية ... لقد اخترتِ الوقت الخطأ بقولك هذا , لقد ظن أنك انتقمت منه بفعلتك وماجعله يصدق هو إخفائك للأمر.
رفعت أمنية كتفيها مستهترة ثم قالت : لا يهم ... تابعت بتحدٍ واضح وشجاعة وشت بها قسماتها وهي تنظر للجميع : في جميع الأحوال لا أريد سوى الطلاق , فقد انتهى كل شيء ... شهقت رغدة وهي تضرب صدرها قائلة :
ــ يا مصيبتي !.... بينما فغر جمال ومازن فاهيهما وهما يطالعانها باندهاش ...
لم تكترث أمنية لرد فعلهم , بل أضافت بإصرار وهي تنقل بصرها بينهم :
ــ أرجو أن تتفهموا جميعًا رغبتي في الإنفصال .
ــ اصمتي يابنت... صاحت بها رغدة وهي تتوعدها بنظراتها المستاءة, فعض مازن شفته السفلى في غضب من طريقة أمه الفظة ... صمتت أمنية في حرج وقد احمر خديها فحاول جمال تدارك الأمر مخاطبًا زوجه بعينيه ولائمًا لها فأشاحت بوجهها بعيداً وهي تقول : ألم تسمع ما قالته ؟
هزّ جمال رأسه في أسف على ما وصل إليه حال ابنته وهو كالعادة مشغول , يتمزق قلبه لرؤية بضعة منه متألمة ومغلوبة على أمرها هكذا , لقد كان واهمًا خلال تلك الفترة الماضية أنها تعيش بسعادة مع زوج طيب وابن أصول , لم يكن بحسبانه أن حالها قد يصل لطريق مسدود طالبة الإنفصال , أطلق تنهيدة تحمل من الأنين ما سحب معه جزءًا من الروح فيضيف للعمرعمرًا .
ران على الجميع بعض الصمت , قطعه جمال وقد ترققت ملامحه وهو يطالع أميرته التي كانت مدللة في يوم من الأيام حتى وصل بها الحال لنقطة مظلمة في عالم قاسي :
ــ فكري في الأمر مليًا يا حبيبتي قبل اتخاذ القرار النهائي .
جُن جنون رغدة وهي تطالع زوجها برده اللين , فصاحت :
ــ هل تمزح ؟ لا نقاش بالموضوع ولا قرار سوى العودة ... تابعت والغضب يمضي بين كلماتها : لم تطلق أي من بنات عائلتينا , لتأتي به تلك المدللة فتجعل سيرتنا فاكهة المجالس تتشدق به نساء العائلتين .
ــ كفى رغدة ... نطق بها جمال محاولًا الصمود أمامها بشق الأنفس حتى لا يضيف لولديه ألم إلى الألم .
أمسك مازن بكف أخته وضغط عليه بحنو قائلًا :
ــ أنا معك أختي , وسأدعمك في أي قرار تتخذيه .
تأففت رغدة فقد استفزها رد مازن , رفعت سبابتها في مواجهته قائلة :
ــ ابتعد عنها بأفكارك الغبية , ستفسد حياتها بطيشك ... آثر مازن الانسحاب من ذلك النقاش المحتدم بسبب طريقة والدته متحججًا بالخروج لبعض الوقت لكنه أقسم أن يظل بظهر أخته لمؤازرتها مهما كلفه الأمر .
لم يجد جمال بد من وقف ثورة رغدة من خلال الابتعاد بأمنية قليلًا , حتى لا تشوش رغدة أفكارها بعصبيتها وتوترها الذي بلغ أوجه بسبب خوفها على مستقبل ابنتها الذي بات على المحك , نظر لابنته قائلًا :
ــ اذهبي لغرفتك واستريحي الليلة , لأنني سآخذك في نزهة غدًا .
ــ نزهة ! ...قالتاها رغدة وأمنية وهما يتبادلان النظر لبعضهما في حيرة , لكن رغدة هتفت به :
ــ نقول لك بيتها على وشك الخراب وتقول نزهة... تابعت وهي تشير بيدها : لما لا تأخذ الموضوع على محمل الجد ؟هدوءك هذا سيصيبني بالجنون .
لم يرد عليها , نظر لأمنية يحثها على النهوض قائلاً :
ــ هيا حبيبتي ، قومي لتستريحي .... طابت ليلتك .
قامت أمنية من مكانها وهي تحمد الله أنه خلصها من جدال لن يزيد إلا عذابها , اقتربت من أبيها ثم أحنت جذعها على رأسه قبّلتها قائلة :
ــ طابت ليلتك أبي .
ذهبت لغرفتها وما إن سمع صوت بابها يُغلق , حتى نهر رغدة بعينيه ثم قال :
ــ ألا يوجد للرحمة مكان بقلبك؟ ألا يبدو التعب على هيئتها لترحميها قليلاً فتستريح في فراشها ؟
ــ عن أي رحمة تتحدث وهي تطلب الطلاق ... تابعت وقد تسربت الدموع لمقلتيها : في كل مرة تتهمني بأني المخطئة .
زفر بضيق خنقه فأراد أن يتخلص منه قبل أن يودي به , قال :
ــ يكفي رغدة ، الصداع سيفتك برأسي ... قام متجهًا نحو غرفته متجاهلًا تلك العبرات التي لا تتعدى ذرة في بحر الدموع التي يبكيها قلبه على صغيرته التي كبرت قبل أوانها بتلك الهموم التي كست ملامحها .
.................................................. .........
حين يغلبنا الشوق سنلجأ لاقتفاء أثر من نشتاقه من خلال ذكرى لطيفة أو حلم عابر لكن ماذا إن أهدانا القدر بضعة من ذكريات المحبوب , ألا يستحق حينئذ الشكر الجزيل لإسداء تلك الخدمة ؟
أحب الشوكولاتة المحشوة بالكراميل وكذلك مثلجات الشوكولاتة , مازن يهتم بأمر شوكولاتة الكراميل أما سحر فتحلق بي دومًا في عالم المثلجات , لا حرمني الله منهما .
ترى هل سيهتم زوجي المستقبلي بالأمرين معًا ؟ كم أود ذلك لكن دون أن أخبره , عليه أن يخمن ... قد تكون الفكرة سخيفة لكنني أشعر بالخجل من مجرد التفكير .
لا أعلم كيف سيكون شكله , لكن أظن عينيه ستكون جذابة للحد الذي سيجعلني أوافق على الارتباط به وأنا سعيدة بل وممتنة للقدر الذي سيجمعنا .
وقلبي سيعده بألا يُفتح لسواه , فبالرغم من كوني هادئة كما يدّعي من يعرفني , إلا أنني أظن نفسي رومانسية عنيدة , أتفنن في نسج خيوط الحب من دفئ روحي وطيب أنفاسي , أعاني حمائية اتجاه الحب والمحبين فانحاز لقصة أي بطلين متحابين برواية رومانسية , بل وأحلم بأن تكون لي قصة مشابهة بها من العشق مايجعلني أهيم معه وحده بدرب لا يعلم نهايته غيره , يكفيني مفاجأة تلك النهاية التي أتوق منذ الآن لرؤيتها .
ترى ماهو اسمه ؟ قلبي يحدثني أننا سنحمل نفس الحرف الأول من أسمينا , اممم وربما سيكون هناك حرف مشترك بيننا , أحاول تكهن اسم يليق بمن يمكنني حمل اسمه .
كان يلتهم السطور القديمة التي يبدو من حبرها الباهت أنها حُبست هنا منذ سنوات بشغف , وكأنه يسمع صوتها وهي تنطق بتلك السطور العذبة لتخرج كلحن شجي من بين شفتيها , شعر بحرارة غريبة أججت مشاعرة وهو يتذكرها وحنين يعيده لذاك الحلم الجميل , أخذ يتمتم :
ــ أعجبتني سطورك يا أمنية ، هنيئًا لكِ بتلك الذكريات الجميلة على عكسي تمامًا... ظننت أنني سأحاصر بالملل من قراءة مفكرتك لكنني كنت مخطىء .
عاد للقراءة مجددًا , يبتسم تارة ويقطب جبينه مشتاق تارة أخرى من ذكرياتها اللطيفة حيث تحكي فيها عن لحظاتها التي لم تخلو من التفاؤل و البسمة وكأنه تزوج وردة من البستان , أنّبه ضميره بشدة لإهمالها هكذا حتى ذبلت , أخذ يمسح على وجهه متأثرًا في صمت وقد تصاعد وخز الصداع في رأسه , نظر لساعة الحائط التي تخطت منتصف الليل بساعتين , ركن المفكرة على المنضدة ثم قام من مكانه ممددًا ذراعيه , اتجه للمطبخ لإعداد قهوة تقاتل صداعه بشراسة فتنتصر عليه , انتهى مما أراد ليعود أدراجه بين دفتي دفترها الدافئ وهو يرتشف قهوته .
.................................................. .................
العشق كلمة ينبض الحب باسمها ناثرًا المتعة بين حامليها ليظل كل منهم يذكر عاشقه مهما طالت المسافات , لكن ماذا إن خرجت من الظلمة ذكرى مؤلمة تحرق معها ذلك العشق؟
داخل غرفتها المغلقة المجاورة للأخرى حيث ترقد أمها محتضنة الصغير كانت تكلم زوجها مكالمة مرئية , تضحك بتغندج من مغازلته المصوبة نحو أنوثتها فتذيبها .
ــ كيف حال والدتك الآن ؟ كان يسأل وداخله مغزى آخر .
ــ أفضل , الحمد لله ..
تهللت أساريره وشعّت ضحكته بأسنانه البيضاء ليقول :
ــ إذن متى ستعودي ؟ عبست برقة ثم تنحنحت قائلة :
ــ بصراحة ليس قبل الانتهاء من جرعات أمي , أي ليس قبل شهرين .
ــ ماذا ؟ قالها وقد تعكر صفو قسماته في لحظة , حاولت تدارك الأمر بابتسامة حانية لتقول :
ــ حسن ، أرجوك لا تغضب ، أنت تعلم جيدًا مدى تعلقي بأمي , ليس لها إلاي .
رد بامتعاض :
ــ أعلم , لكنني اشتقت لكِ كثيرًا ولم أعد أطيق بعدك , سحر.
تجهمت بعد سماع ذلك ولم تبدي أي ردة فعل , جال بخاطرها ذكرى أليمة حاولت قدر المستطاع تخطيها لكن لاحت لها بالأفق الآن , لا تعلم سبب مرورها على ذاكرتها في هذا التوقيت بالتحديد .
ــ سحر ... هتف بها حسن وهو يلوح بكفه أمام شاشة الهاتف ...
رمشت بعينيها لتعلمه أنها منتبهة , فتابع :
ــ من المفترض أن تكوني سعيدة بما أقوله لكِ ... أليس كذلك؟
صنعت بسمة مزيفة على فمها ثم قالت :
ــ بلى ؛ أنا أسعد الناس بوجودك في حياتي يا أمير قلبي .
ــ آه يا سحر من تلك الكلمة التي تسحقني تحت حروفها ... قالها ثم بعث لها قبلة أمام كاميرا الهاتف .
طالت الثرثرة حتى وقت متأخر من الليل , ما إن أغلقت الهاتف حتى ماج بصدرها مشاعر مختلفة , سعادة بحديثة الماتع وخوف من حدوث ماتخشاه , تقافزت الأفكار أمام مخيلتها لتهمس قائلة :
ــ ألا زلت تحفظ عهدي يا حسن ؟ أم أن ... وقبل أن تكمل انسالت العبرات على وجنتيها رغمًا عنها ...
.................................................. .............
هناك من لا ندرك قيمتهم التي تفوق كنوز الكون إلا في الشدائد و كأن الشدائد رغم قسوتها تأبى إلا أن تربت ببضعة منها حانية على قلوبنا لتقول : أن الرحمن أودع بين صفحاتها الرحمة ..
خرج الجميع من المشفى والتيه يعلو محياهم لكن شمس كانت خائفة بل مرتعدة من الموت الذي قد يطرق بابها في أي وقت , بلا استعداد منها أو زاد , وماذا سيفعل بها القنوط غير رميها بأعماق الجحود لبعد أكبر لا تعلم إلى أين يمكن أن يرديها , تشعر بالظلام الدامس في قلبها وكأن لون الليل البهيم اتخذ من قلبها ليزداد قتامة , شعرت بمن تتحسس كتفها بحنو وهي ممسكة ذراعها :
ــ ستكونين بخير يا صغيرتي .
نظرت لعينيها تستمد منها الأمان الذي فقدته منذ سنوات بغياب أبيها التي رغم تعلقها به لم يزداد إلا عنادًا وقسوة , رسمت بسمة حزينة على شفتيها و أسبلت أهدابها لتعلمها أنها ممتنة لوجودها في حياتها .
ضغطت رنا على ذراعها الآخر وهي تقول :
ــ لو أن بإمكاني مشاركتك ذاك الألم أختي , لما ترددت في أخذ كل مايضيرك لتكوني بخير وفي أحسن حال ... تابعت بأسى : افتقد شقاوتك كثيرًا ... التفتت لها شمس وشقت ابتسامة رضا ثغرها لصدق حبهما الذي خفف عنها الكثير .
كان رجب يسبقهم بعدة خطوات يرد على هاتفه الذي لم يكف عن الرنين بآخر جلستهم عند الطبيب , ليرد على زوجته الثانية التي تسأل عن مكانه فاعتذر لها بكذبة أنه في مقابلة هامة خارج المكتب مع أحد رجال الأعمال لتولي قضيته وأسرع بغلق الخط وكذا الهاتف قبل أن يترائى لمسامعها صوت إحدى ابنتيه أو سعاد , فمذ قالت لها سكرتيرته عن زيارة رنا له صارت تسأله عن مواعيده فقد ثارت غيرتها وحامت شكوكها حوله بأن يكون عقله زقزق ليحاول العودة لبيته النسوي الأول وهي من أنجب له الولد ، أمام البيت , ترجل الجميع سائرين الهوينا مراعاة لتلك الضعيفة , استوقفهم رجب وقد خرج من سيارته مناديًا :
ــ سأصعد معكن .
ــ ماذا ؟ ... قالتها سعاد وهي عاقدة جبينها , فالتفتت لها رنا قائلة :
ــ لا تنسي أنه لايزال أبونا وزوجك .. فصمتت سعاد على مضض بينما قالت شمس بحشرجة لأبيها :
ــ مرحبًا بك أبي , إنه بيتك .
شعرت سعاد بالغيظ من تعلق شمس بأبيها هكذا رغم جفاءه , لكنها آثرت الصمت يكفيها ماحل بها , هي لا تعلم كنهه ولم تفهم من الطبيب شيء لكن تشعر أن هناك أمر جلل بانتظار ابنتها .
داخل البيت , دخل رجب كالغريب لأنه لم يأتي منذ سنوات , رغم بساطة هذا البيت عن نظيره الآخر إلا أن نظافته وترتيبه لمس قلبه بشيء ما , ظل يحدق بآيات القرآن المعلقة في إطارات ذهبية جذابة على الحوائط وكأن سعاد أرادت جعله معبد , لكنه لن ينكر أنه مريح للنفس والعين أيضًا ...زفر بارتياح مشتاق لذكريات خالية جمعته بذلك المنزل الضيق , مالت بسمة على جانب فمه الواسع وهو يطالع صور ابنتيه المعلقة على بابي غرفتيهما والتي ضمّت لقطات حفظت مراحلهما الدراسية المختلفة , تنهد وهو ينظر لورود بلاستيكية مُعلقة أعلى ستائر الصالة بطريقة مموجة متمتمًا :
ــ حتى في رغبتك بالتجديد , بسيطة .
.................................................. .........
يضيق الصدر بكل الهموم التي لا طاقة لنا بها وننسى جملة واحدة كفيلة بالنجاة ألا وهي : لا ملجأ من الله إلا إليه ... فهلا وقفنا ببابه لعله سبحانه يحدث بعد ذلك أمرا ويخفف عنا المصاب ...
كاد عقلها ينفجر من التفكير بأمر ذلك المسكين الذي أغلق على نفسه شقته ورفض النزول لتشاركه ألمه , وكذا أمر ابنتها التي خسرت كل شيء بثرثرتها وانهار بيتها وكذلك علاقتها بأخيها الوحيد , غمغمت في حسرة و صدرها يعلو ويهبط والأنفاس المتحشرجة متلاحقة بغير اتزان , تشعر بأن جسدها يتقطع من الألم وعظامها ينخر بها الوجع لم تملك غير التأوه لعل الآهات تخرج كل ما يضيرها ..
علا رنين هاتفها , فهرعت نحوه لتجده يضيء باسم دينا , تجمعت العبرات مجددًا في عينيها لترد بصوتها الباكي مما أفزع دينا فقالت بتلعثم :
ــ ما بكِ أمي ؟ هل أنتِ بخير؟ استرسلت زينب في البكاء , فهتفت دينا : لقد هاتفتك كثيراً ولم تردي عليّ ... لماذا تبكين ؟
قصّت عليها زينب كل ماحدث بأنفاسها المتقطعة وسط بكائها المرير ومع كل جملة لا تسمع سوى صرخات دينا :
ــ يا ويحي ! يا إلهي!... وبالنهاية شاركت أمها البكاء وهي عازمة على المجيء إليهم في الصباح ، لم تذق زينب للنوم طعم وكذا نور , كل منهما حبس نفسه في غرفته يبكي حاله بعد نوم الصغيرين , قامت زينب من مكانها وهي تكفكف دموعها نحو دورة المياه لتتوضأ وتصلي ركعتين علّ الله يكشف عنهم تلك الكربة الشنيعة, استوقفها صوت نحيب ابنتها , حادت نحو غرفتها ثم فتحت الباب بهدوء و أطلت برأسها قائلة :
ــ كفى بكاءًا يا ابنتي .
ربتت على ذراعها محفذة إياها للقيام قائلة : هيا نصلي ركعتين لنكمل بكائنا بين يدي الله , عساه يغفر لنا ويرحمنا برحمته ....
لم ترد نور بل ارتفع صوت نحيبها , فلامتها زينب :
ــ ستوقظي ولديكِ هكذا ...التفتت نور لها وقالت وسط نشيجها :
ــ اسبقيني و سآتِ خلفك ... جلست على سجادة الصلاة بعدما انتهت من الركعتين , رفعت كفيها مواصلة البكاء ليس كذي قبل يغلب عليه القنوط والجزع , ولكن طامعة في فتح أبواب الرحمة لتهدأ نفسها وتطيب روحها , أخذت تدعو رافعة كفيها المرتجفتين لولديها يصلح حالهم الإله , تدعو بطريقتها وبكلام غير مرتب فقد تلعثمت في حروفه لكنه خرج من القلب الموجوع الذي أقرّ أخيرًا بخطأه , ظلّت هكذا حتى اطمأنت روحها وسكن قلبها وجف الدمع دعائها في الظلمة جعلها تشعر براحة لم تذقها من قبل وكأنها الوحيدة في هذا الكون التي وقفت بباب الملك الديّان ليقضي حاجتها ويسمع دعواتها وإلحاحها فيبعث السكينة لتضمد جروحها وهي على يقين بأن الله لن يضيعها طالما لجأت إليه , قامت نحو المنضدة حيث يوجد المصحف , أمسكته و أشعلت الإنارة لتقرأ ماتيسر لها من الآيات بكل أريحية , ولم تعد تذكر أن المصائب لازالت محيطة ببيتها من كل جانب .
.................................................. .............................
الدعم ليس محصورًا بأيادي الكبار , فقد يكون منبعه قلب أصغر شخص تتوقعه , لأنه فقط يحبك وبصدق .
أخذت سعاد الأدوية على عجل متجهة لغرفة شمس لم تود البقاء أمامه أكثر من ذلك تشعر بالاستياء من رؤيته فسارت مسرعة , لكن رنا استوقفتها ومدت ذراعيها لتأخذ الأقراص وكوب الماء قائلة :
ــ أنا سأقوم بتلك المهمة عنكِ أمي ..هزّت سعاد رأسها نافية ثم قالت :
ــ بل أنا من ستفعل ؛ لأنكِ ستذهبين إلى والدك للجلوس رفقته .
اقتربت رنا من أذن والدتها هامسة :
ــ أنتِ تحتاجين لمواجهته ولست أنا أمي .
عقدت سعاد مابين حاجبيها قائلة :
ــ ماذا تقصدين ؟ تنهدت رنا قائلة :
ــ يكفي استنزاف بحمل لقب لم يساندك يومًاً .
لانت ملامح سعاد بعد ماسمعته من رنا وكأنها قرأت مايجول بفكرها وشعرت بحاجتها لمن يدعمها في مثل ذلك الموقف , صمتت للحظات لكن الدموع تحدثت بالكثير ... قالت وسط نشيجها :
ــ لكن حالة أختك لا تسمح بفتح ذلك الموضوع .
ــ هي في غرفتها الآن ... تابعت رنا محفذة : ولن نخبرها بأي شيء حتى تُشفى وستشفى بإذن الله لكن جرحك أنتِ أمي سيظل نابض يأبى أن يندمل .
كانت كلماتها حارقة كحرقة مطهر أقسم ألا يبتعد عن الجرح حتى يقوم بتعقيمة من الأعماق ساحقًا التلوث الذي داهمة بكل قسوة ... طالعتها بعينيها الدامعة ولم تنطق بكلمة , فقبّلت رنا كتفها ثم عانقتها قائلة :
ــ أنا معك أمي ، امسحي دمعاتك واخرجي واجهيه .
أخذت منها الأدوية وتركتها متجهة حيث كانت شمس , كفكفت دموعها وسارت بخطوات مرتبكة والتوتر يداعب قلبها بغير اتزان , تتقدم خطوة وتتراجع أخرى , تمتمت : حسنًا , سأواجهه وأتكلم .
كان واقف بالشرفة الصغيرة والوحيدة بالبيت التي لم تتغير مذ غادر يطالع الكون بشرود لذيذ وذاك النسيم المحبب يلفح ترهلات وجهه فيعيد معه ذكريات ولّت بحلاوتها رغم ضيق العيش , ينظر لإصيصي النعناع الصغيرين الذين اهتمت سعاد بزراعتهما كما كانت تفعل بالماضي متمتمًا وهو يضحك بحنين :
ــ لازلتِ عاشقة للشاي المعبق بالنعناع ياسعاد ، هه كانت أيام حلوة ... وخزه الشوق فرفع رأسه للسماء يطالع النجوم المتعلقة في ظلمة الكون كما كانت هوايته في الماضي عندما يحل المساء ... قاطعه طرقات على باب الشرفة , التفت ليراها واقفة تنظر للأرض باستحياء تطلب منه الدخول .
ابتسم لها وقد راق له حياءها الذي مهما مرت السنون سيبقى مميزها , أشار لها قائلاً :
ــ تعالي تأملي الكون معي .
ــ أريد التحدث معك بأمر ما .
ــ هلّا صنعتي لنا كوبين من الشاي المنعنع الذي تحبين صنعه بمذاق مميز ؟ ... قالها ثم ناولها عودي نعناع من الساكن أمامه .
أومأت بنعم ثم عادت للمطبخ وهي مستاءة من بسمته الغريبة في تلك الظروف العصيبة , همهمت :
ــ أي أب أنت ؟ تبتسم وابنتك يعتصرها الألم ؟.
كانت رنا جالسة على طرف السرير بجوار أختها التي اتكأت على الوسادة ساهمة فيما أخبرها به الطبيب , حاولت التخفيف عنها ممازحة وهي تمد لها كوب من اليانسون الدافئ:
ــ من أخذ عقلك يا أختاه فليهنئ به .
ابتسمت شمس بعبوس من مزحتها ولم ترد , فتابعت رنا وهي تمسح على وجنتها : ــ تبدين بحال أفضل الآن .
ــ بفضلكما ... قالتها وهي تنظر للأرض بخجل .
ــ بل بفضل قوة إرادتك , وصمودك لأجل التحسن ... تابعت رنا وهي تربت على كفها : لطالما عهدتك قوية
زفرت شمس بضيق من محاولات رنا المخفقة لرفع معنوياتها , ثم قالت :
ــ تزيدان عذابي بلطفكما معي .
رفعت رنا أحد حاجبيها وشاكستها بطريقة ساخرة :
ــ وهل لطفنا أمر مستحدث ياحضرة المهندسة ؟ أنا وأمي منبع اللطف في هذا العالم ولولانا لأصبح الكون قاتمًا .
ضحكت شمس من مزحة أختها قائلة :
ــ معك ... قاطعهما رنين هاتف شمس , ذهبت رنا لإحضاره وطالعت المتصل , فضيّقت عينيها مستفهمة من شمس التي ما إن وقعت عينيها على الاسم ابتسمت بامتعاض قائلة :
ــ مجنون .
ــ من هذا ؟
ــ رامي ، زميلي بالعمل .. تابعت شمس بعبوس : يتصل في هذا الوقت المتأخر.
ــ من الممكن أن يكون اتصل بكِ عدة مرات ونحن بالمستشفى , فقد نسيت هاتفك هنا ... عادت شمس لهاتفها ثم لأختها مؤيدة :
ــ حدث بالفعل وبعض الزملاء ... شعرت بمرارة عندما وقع اسمه من قائمة المتصلين فهمست لعقلها بأسى : لم يكن بيننا شيئًا من البداية , وكل ماتعلقت به كان مجرد وهم... نفضت عنها الغطاء لتذهب إلى الحمام فساعدتها أختها , ثم خرجت لأجل إعداد بعض الشطائر الخفيفة لتتناولها مع شمس فهي تضور جوعًا .
ــ على الجانب الآخر كان جالس في الشرفة ممسكًا بهاتفه , ينهشه القلق بسبب تغيبها عن الشركة دون إعلام أحد , يتمتم : هل هي حقاً مريضة ؟ أم تود معرفة قيمتها ؟ ... زوى ابتسامة على جانب فمه محدثًا عقله : تغيب المرح عن الشركة بغيابك ياشمس ... عاد لهاتفه ثم أرسل رسالة عبر موقع واتساب , كتب فيها :
ــ ألن تردي عليّ أيتها المريضة ؟
عادت لفراشها مجددًا ثم التقطت الهاتف وما إن فتحته توجهت للرسالة , ابتسمت بعبوس ثم قامت بعمل مكالمة فيديو وهي متكئة على الوسادة ليرد عليها في التو .
ــ أهلاً ب... لفت انتباهه شحوب وجهها لا سيما أنه خالي من مساحيق التجميل فقطع جملته ليطالعها باندهاش
ــ تأكدت الآن , أيها المتحذلق ...قالتها وهي تبتسم .
ــ لم أكن أقصد , اعذريني ... قالها رامي وعلى وجهه أمارات الحرج .
ــ لاعليك ... كيف حال الشركة في غيابي ؟
ــ سيئة جدًا ومملة ... غمز بعينيه قائلاً : أنتِ أيكونة البهجة فيها يا شمس .
ــ هل هذه شفقة ؟ أم مجرد مدح ؟ .. قالتها وهي تضيق عينيها .
ــ مدح صدقيني ... تابع وهو يرفع أحد حاجبيه : ماذا حدث لكِ ؟
لم ترد فتابع : كيف مرضتِ بتلك السرعة ؟
ــ ليس من شأنك ... قطبت حاجبيها وكتمت ألمها للحظات ثم همّت بإنهاء المكالمة قائلة : و الآن وداعًا , أود أن أنام .
ــ انتظري ... قالها لكنها أغلقت المكالمة قبل حتى إخباره بحقيقة مرضها الواضح أثره على قسماتها الباهتة , تمتم : مريضة ومجنونة ... لم يكن يتوقع أن تكون تلك المرحة التي تمزح مع الجميع بالشركة فتملئ المكان سعادة بهذا الضعف أمام أي مرض ... زفر قائلاً : أتمنى لكِ الشفاء ياشمس .
دخلت عليها رنا , وجدتها مستلقية وعيناها مفتوحتان , حفذتها للنهوض وهي تلوح بطبق الشطائر بيديها قائلة :
ــ هيا لنأكل ... التفتت لها شمس ثم عادت للفضاء تطالعه بشجن وتتذكر كيف أشفق عليها رامي كيف لو علم حقيقة مرضها , تشعر بغباءها لأنها هاتفته بالفيديو طال شرودها , فهللت رنا :
ــ هيي , قومي لتأكلي معي .
ــ لا أريد ... قالتها شمس وقد انعقد حاجبيها في ألم , فاقتربت منها رنا ثم أحنت جذعها هامسة :
ــ هل الألم يزداد ؟ هزّت شمس رأسها نافية , فقالت رنا :
ــ إذن هيا شاركيني الطعام لأنني جدًا جائعة وأخاف أن التهمك إن رفضتي ...ضحكت شمس وحاولت النهوض بمساعدة أختها .
.................................................. .................
الكلمات ليست مجرد حبر على ورق بل مشاعر على صفحات تتأرجح معها القلوب فتحب تارة وتكره تارة , لكن ماذا عمن وجد مايلهب غيرته بين دفتي دفتر ؟ هل سيعرف بعد أن ينتهي منها طعمًا للراحة؟
بات ليلته يقرأ بكل جوارحه لعل تلك السطور تقوم بفك طلاسم عدة حول علاقته بها لا سيما أنها تحكي ماضٍ لم يكن معها فيه , استرعى اهتمامه ليلتها في حفل زفاف ابنة عمها الذي كتبت حوله .
لقد كان حفلًا رائعًا استمتعت فيه , لم يعكره سوى نظراته المريبة لي وكأنه يحاصرني أينما ذهبت داخل قاعة الزفاف , لقد فهمت مغزى مايحاول قوله لكنني أبدًا لن أوافق , فهو لن يتعدى حدود أخ أكبر .
ــ من هذا ؟ ... سأل باهتمام وهو يقرأ مما جعله يلتهم السطور جريًا حتى وصل لمبتغاه بعد عدة صفحات عندما كتبت فيها .
ــ بعث أيمن عمتي سيادة لطلب يدي من أبي , لكن أبي اعتذر بحجة أنني لازلت أدرس , حمدت الله من كل قلبي , فبالرغم من طيبته إلا أنه لم يحرك في مشاعري أي شيء لأفتح له قلبي ..
استعرت نار الغيرة في صدره وشعر بسخونة تخرج من قلبه فتحسس بيده الناحية اليسرى من صدره وهو يقول بأعلى صوته :
ــ أيمن ! .... طيبته ..
رفرفت بين طيات ذاكرته آخر مرة زار فيها منزل أهل أمنية ليفاجئ بوجوده مع الجميع وكانت ... وكااااااانت أمنية معه .... قالها بحنق وهو يضرب بيده على المنضدة ... تذكر عندما اقترب منه ليسلم عليه فباغته بنظراته الحقودة التي لم يكن يفهم مغزاها قبل الآن , أخذ صدره يعلو ويهبط بتوتر كنغمات مشوشة متقطعة وأنفاسه تخرج بسخونة الحمم , حدثه عقله : لهذا كان يطالعك بكل غل وكأنك غريمة .... كان يريد الزواج منها ... لعل سبب تأخره في الزواج أنه لا يريد غيرها .. وها قد أتيت له بها يا آدم على طبق من ذهب .
ثارت ثائرته وعقله يحدثه بلا رحمة عن كل ما يضيره ويؤلمة بل ويجلده مع سيل الذكريات التي كلها قد تكون لصالح ذلك الأيمن ... اعتصر قبضتيه في ألم وحسرة وأخذ يطرق بهما على المنضدة كمن فقد عقله وهو يقول :
ــ كيف لم ألاحظ ؟ ... لماذا لم أقرأ مذكراتها قبل الآن ؟؟؟ لماذااااااا؟
مسد صدره الذي كان يتأجج وحاول تجاوز ذلك ليكمل قراءة , فقد تأكد أن ما رآه كان رؤية وليس مجرد حلم ليصل لتلك المفكرة فيعلم من خلالها أسرار كانت طي الكتمان في عالم الورق بمنأى عنه , لكن هل يمكن تدارك كل هذا ؟ هل لازال الوقت معه لإصلاح ما حدث ؟ رحيلها سيجعله يُجن بعد قراءته لتلك السطور , سيظل يفكر كل دقيقة بما يحيكه ابن عمتها الماكر ليستميلها نحوه .
ــ استغفر الله العظيم ... ظل يرددها حتى يهدأ فقد شعر أن قلبه على وشك الانفجار , وكذا عقله الذي احتله الضجيج ففاق الصخب احتماله ... قام من مكانه وذهب ليتوضأ ليطفئ النيران المستعرة بداخله ويصلي ركعتين حتى لايموت كمدًا مما يعانيه .. وحتى في صلاته ظلت الكلمات تتقافز أمام عينيه وكأن الشيطان سحبها من الدفتر وأمرها بإلهاءه على هذا النحو المقيت والمثير للغيرة .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-20, 10:48 PM   #143

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الواحد والعشرون في الطريق

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-20, 10:50 PM   #144

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الواحد والعشرون
( ظلام)
..................................................
لو تسألوا..
من أين قد يأتي الظلام ؟
ولماذا تقتم عتمته ؟
سيرد قلبي حينها أنه منبعه ...
لا تعجبوا ...
جئت للدنيا غريبًا ...
ليحيط بي الليل المرير ...
فأكابد وحدي الوجع ..
انتظر شمسًا مشرقة
يأتيني معها الأمل
لكن شيئًا لم يكن
لأظل تائه بالظلام
حيران يأسرني الألم
فتشت عن نبعه كثيرًا
فوجدت قلبي منبعه ..
........................................
يحتجزنا الشيطان في ركن الوقت ليزيد حسرتنا على ماضٍ كان بإمكاننا تغيره لكننا ضيعنا الوقت هباءًا متعلقين بحجج واهية وكل مايسعنا قوله لنسكت ضمائرنا هو قول : لو عاد بي الزمن لفعلت كذا, رغم أن التغيير وارد طالما هناك أنفاس تتسلل إلى أجسادنا وتخرج منها .
حملت سعاد صينية عليها كوبين من الشاي يتوسطهما كأس من الماء المثلج , سارت بخطوات رزينة حتى وصلت لباب الشرفة , فأشار رجب لتدخل , التقط منها الصينية و وضعها بحرص على حافة السور فهي عريضة بما يكفي لحملها .
استوت سعاد على كرسي بلاستيكي بجواره وقد بلغ توترها أوجه , تصدح الأفكار بذهنها عن الجملة الافتتاحية لموضوعها , بينما كان رجب يتابعها بإعجاب وكأنه يراها لأول مرة , لاسيما لمحة الارتباك العابرة بين قسماتها التي ذكرته بأيام خطبتهما , أخذ يرشف من كوبه رغمًا عن أبخرته المتصاعدة , وأشار على كوبها قائلًا :
ــ ألن تحتسيه قبل أن يبرد ؟
هيا قولي ... هيا واجهيه ... ظل عقلها يحفذها ليشحذ همتها وكلما نظرت لعينيه توترت , فناولها كوبها و البسمة لاتزال على ثغره ثم رفع رأسه للسماء ينظر للقمر قائلًا :
ــ يبدو جميلًا الليلة .
ــ ماهذا ؟ .. سألته وهي عابسة.
ــ القمر ... تابع وهو ينظر لعينيها : تعلمين ... يبدو مثلك تمامًا , رغم أنه محاط بالسواد إلا أنه مضيء لينير سكون الكون المظلم .
رفعت حاجبيها بحنق ثم أسبلت أهدابها بشيء من الملل من اعترافاته الليلية المتأخرة والتي انقلبت لغزل كريه , يذكرها بأيام الخطبة التي ودت لو عادت بها لقامت بفسخها على الفور .
ــ يكفي رجب ... تابعت وقد بدا العزم على ملامحها : وددت التحدث معك بشأن انفصالنا .
ــ لاتقلقي ... استكمل وقد اتسعت ابتسامته : سأقسم الليالي بينكما مناصفة , نصف الأسبوع عندك والنصف الآخر عندها ...
ــ ماذا ؟... قالتها وقد تلون وجهها باللون الأحمر ... أشار بيده قائلًا :
ــ سأحيك قصة محكمة لإقناعها بغيابي في تلك الليالي ... استفزتها الكلمة فشدت ملامحها بقسوة من كلامه الغريب عن مراعاة شعور زوجته الثانية وكأن سعاد لا تتعدى حدود شبهة يحاول مواراتها وتأليف القصص بشأنها كي لا يُكشف أمره .
ــ لقد أسأت فهمي ... هتفت به غاضبة .
ــ إذن ماذا تريدين ؟
ــ أريد الطلاق منك أيها المحامي العتيق ... ما إن قالتها حتى ارتعشت يده فسقط الكوب رغمًا عنه مبعثرًا قطعه على الأرض .
ــ هه , لقد أتقنت التأثر ببراعة هذه المرة يارجب ... قالتها سعاد بنصف بسمة ساخرة على شفتيها , فأخفض رجب بصره إلى القطع الزجاجية المنثورة على الأرض ثم عاد إليها بنظراته المصدومة والصامتة فقد أثارت حيرته من تغيرها مذ كانوا بالمشفى , ما الذي حدث خلال السنوات الماضية جعلها تتدعي القوة هكذا .
ــ ألن تفكري في ابنتيكِ ؟ ... نطق بها واهمًا أنه سيضغط على ذراعها الضعيف بقوته لتعدل عن قرارها .
ــ لأني فكرت فيهما جيدًا , طلبت الطلاق , حتى لا تحلم أي منهما بعودتك ... أراد أن يعيد عليها عرضه بزيارتهن خلسة فقاطعته قائلة :
ــ حتى وإن كانت سرقة , نحن لك البيت الأول ياسيد رجب , لا يجدر بك التعامل معنا كشيء عارض في حياتك فتحاول تدبر أمره بتأليف القصص حتى لا تغضب الأخرى .
ــ افهميني يابنت الحلال سا.... قاطعته وقد تغيرت نبرة صوتها وازدادت شراسة : ــ اُمكث مع أم ابنك لآخر العمر, ودعني أعيش بسلام ما سيبقى من عمري , فأنا لست غانية عندما ازدانت في عينيك تقرر اختلاس ليالي لأجل هواك أنت ولست أنا.
مسح رجب على وجهه بكفيه والأفكار تتقافز في عقله حول كيفية استمالتها نحوه , فسألها :
ــ هل استشرتِ ابنتيكِ في مثل ذلك القرار المصيري ؟
أومأت بنعم ثم أشارت بإبهامها علامة الإعجاب قائلة :
ــ ويؤيداني بشدة .
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله ... قالها متأففًا .
أضافت أخيرًا وهي رافعة ذقنها بشموخ فخورة بقوتها في سيطرتها على الدموع وعدم التأثر بنظراته الكاذبة :
ــ عذبتني كثيرًا في الدنيا , وها قد جاء الوقت لأتخلص من بقايا حطامك في نفسي لأستريح في الدنيا وكذلك في الآخرة , فأنا لا أود أن تكون زوجًا لي في الجنة . اتسعت حدقتاه من ذلك الكلام وبرزت فيهما الشعيرات الدموية و أخذت شفتاه ترتجفان ليقول :
ــ ما هذا الكلام , هل فقدتِ عقلك ؟!
هزّت رأسها نافية ثم ردت بكل ثقة أثارت غيظة وزادت رغبته بامتلاكها :
ــ بل استعدته تمامًا ولأول مرة , وأتمنى أن تنفذ ماطلبته منك بأسرع وقت كي لا ألجأ لرفع دعوى قضائية ضدك أيها المحامي فينفضح أمرك بين زملائك ومعارفك , رفرفت بيدها أمامه كما المذعور متابعة : وياويلك إن علمت أم ابنك أنك لا تريد طلاقي , أضافت بوضوح : ولتعلم أن حقوق ابنتيك المالية لا يمكن أن أتهاون فيها , فكما جعلت لابنك رصيد مصرفي لتأمين مستقبله , سيكون لابنتي مثله بالإضافة للملاليم الشهرية التي ترميها في وجوهنا مع أحد العاملين عندك وتذكر أنك لا تريد الفضائح ...استقامت واقفة ثم قالت : عن إذنك , سأذهب لأحضر المكنسة لألملم قطع الكوب الذي كسرته .
رحلت وتركت طيفها يخرج لسانه أمام عينيه ليغيظه فيذكره أنه ولأول مرة يتم رفض طلبه رغم قدرته على استمالة القضاة في أكبر القضايا وأصعبها , لأول مرة يشعر بالحنين اتجاهها لترد عليه بصفعة وهي من هي الضعيفة المكسورة الوحيدة , فركل السور بقدمه وأخذ يضرب عاليه بقبضته كالمهتاج قائلًا :
ــ كيف استطاعت ؟ هل كانت تحلم بوجود من هو مثلي في حياتها وهي بتلك البساطة والغلب... لو كانت أصغر سنًا لقلت أنها تعرفت على أحد الرجال ... حدثه عقله قائلاً : لا تنكر أنها لازالت جميلة وشابة أربعينية .
ود لو يزأر , فقد جُرحت ذكوريته الآن ويود الانتقام , لكنه تذكر أمر تلك المسكينة النائمة بمرضها في الداخل , فقال : يكفي ماسببته لها من ألم ومرض ... خرج وهو ينفخ بغضب و وجهه يغلي غليانًا , غادر المنزل صافقًا خلفه الباب بعصبية حتى كاد يكسره وكأنه بذلك سيأخذ حقه منها .. بينما كانت واقفة بالمكنسة بجوار المطبخ تتابع ردود أفعاله دون لفت نظره , وقلبها يتراقص من الفرحة لأنها أخيرًا تكلمت وواجهته .
.................................................. ...........................
هناك ذكريات تخفف قسوة الماضي لتريح النفس كنسمة صيفية حلوة وهناك ذكريات تجلد الروح لتؤجج كل عذاب الماضي السحيق وتضاعف الكبت فلا ينتج إلا أمر واحد , ألا وهو الإنفجار ...
ارتديت فستان وردي اللون به بعض الوردات المتلألأة في ذيله الواسع مع حجاب أبيض يضاهيه , ثم حملت صينية العصائر وأنا متوجسة من السقوط بما أحمله بسبب خجلي , أشار لي أبي بالجلوس ففعلت لأكون في مواجهة ذلك الخاطب , حينما نظرت اتجاهه أسرتني عينيه وسوادهما الفاحم وكأنهما قطعة من الليل , واسعتان كحيلتان توحي بأن صاحبهما قوي وفارس كما هو حال أبطال بعض الروايات التي قرأتها , أما بسمته فكانت غامضة بعض الشيء أوحت لي أنه يعرفني رغم أنني متأكدة بكوني لم أراه قبل الآن , كل ماحدث لي في تلك المقابلة , أن قلبي كان يخفق .. يخفق .. يخفق وبشدة لدرجة أن خفقاته وصل صداها لحلقومي ...
"أنا آدم جابر"... قالها ليقطع صوت الأجراس المدوية في قلبي ثم استأنف التحدث عن نفسه بطريقة عادية لكنني رأيتها جذابة مع لغة جسده المتناسق و كتفيه العريضين وحركات يده التي أظنها أضخم من يدي كثيرًا وكذلك هو أطول مني بعض الشيء , فابتسمت بخجل ثم نظرت إلى الأرض قائلة :
ــ تشرفت , وأنا أمنية ... ثم حدثته عن نفسي ...
لا أعلم ما سيئول إليه أمر تلك المقابلة ، وإن كنت من النوع المتردد الذي يحبذ
التفكير لفترة طويلة قبل المضي قدمًا بأي قرار ولا أظن أنني أود الزواج بهذه السرعة بزواج صالونات كهذا , لكنني متأكدة من أمر واحد فقط وهو أن هناك شيء تحرك بداخلي , لم أشعر به من قبل , هل يعقل أن يحدث ذلك من أول مقابلة لشخص لم أراه في حياتي ؟ أم أنه وسيم للدرجة التي تجعل النساء يتعلقن به هكذا ؟ ... سألت نفسي كثيرًا ، ترى كيف رآني بعينيه ؟ هل أعجبته ؟
زفر آدم باختناق لأن الشوق يحاصره مقسمًا ألا يدعه حتى يكبله بحبال الحنين ثم قال :
ــ أراك أجمل النساء يا أمنية... تذكر تلك الليلة وكيف كانت فاتنة بفستانها الوردي الذي يشبهها كثيرًا ويشبه نعومتها وبرائتها , أرخى جفنيه في جذل وهو يتذكر بسمتها الرقيقة ومحاولاتها للنظر له خلسة دون أن يشعر لكنه كان يحاصرها بنظراته , تتلاقى عيناهما فيبتسمان والقلوب تتقافز من أعينهما وخاصة عينيه التي رآها بها أول مرة وهو في طريقه للعمل كانت تسير برفقة صديقتها المقربة تعبران الطريق ممسكتين بالمثلجات , لفت نظره أنها تخجل استكمال تناولها أثناء سيرها ممسكة بمنديل ورقي تمسح مايسيل منها بسبب الشمس بينما كانت صديقتها تلتهمها ولا تأبه بالناس من حولها , أخذت عقله منذ تلك اللحظة بحياءها اللطيف الذي أنعش قلبه في حرارة ذلك اليوم الصيفي الجميل , مما جعله يتجه لأقرب محل مثلجات لتناول مثيلة ماكانت بيدها , كان الوقت قرب الامتحانات النهائية بالجامعات , لكنه عزم على أن يحاول ارتياد ذاك الطريق في هذا الوقت الذي جعله يرى تلك الحسناء , علّه يراها مجددًا , وبالفعل حدث ركز على يديها الخاليتين من أي محابس خطبة فزفر بارتياح , حينها صف سيارته ثم ترجل منها خلفها دون أن تشعر به وسار خلفها حتى وصلت لبيتها وقد تعالت زغاريد قلبه لأنه عرف المنطقة والبيت وسيتمكن من السؤال عنها والتقدم لها في القريب العاجل .
ارتفعت حرارة قلبه بعد تلك الذكريات الأثيرة , وأخذ الحب يقلبه على نار الوجد فيلهب جانبيه وأنفاسه تتسارع ولايزال على جلسته شاردًا في تلك المفكرة العجيبة التي سيقضي ماتبقى من الليل بجوارها , عاد إليها والأنين يقطر من عينيه , أكل سطورها القديمة كلها حتى وصل لحروف كتبت منذ فترة وجيزة وحبرها لتوه جف , تمتم :
ــ إذن عادت للكتابة فيها هذه الأيام ... استرعى انتباهه معاناتها مع نور ومكائدها وكذلك والدته التي تقف لها على الأنفاس , قطب جبينه مغتاظًا لأجلها ومن نفسه لأنه لم يسمعها .
كلما استفزتني نور أشعر أنني أكرهك يا آدم بل ... أود قتلك , لكن عندما تعود وأنظر لعينيك أصمت وأنسى كل شيء , لا أظن أنني سأتمكن من مواصلة التناسي والتجاهل هكذا طويلًا لأنني حقًا تعبت ... أعاد قراءة تلك الكلمات بشفتيه المرتجفتين وهو يتمتم :
ــ تريدين قتلي يا أمنية ؟ تجمد الدم في عروقه من مجرد التفكير بالأمر لكن أفاقه صوت أذان الفجر .
نحى المفكرة قليلًا ليذهب لآداء صلاة الفجر , وفي نيته أن يدعو الله من كل قلبه يغفر له تقصيره ويصلح حالهما ويجمعهما على خير .
بعد عودته اتجه حيثما كان قبل قليل , ظلّ يقرأ وهو يتثاءب لكنه أبدًا لن ينام فهو يقرأ مصائب ومكائد تلقتها بقسوة من خلف ظهره , وكل ذنبه أن ثقته بأهله أعمت بصيرته فلم تمكنه من رؤية الحقيقة كما تراها هي , واصل القراءة فلم يعد سوى صفحات قليلة ... فجأة انتبهت حواسه لسطور بعينها هي سبب انقلاب حالها وتغيرها معه بهذا الشكل .
.................................

إلى تلك الطيبة الغافلة ...
يؤسفني إعلان خيبتك مع تلك السطور التي تود أن تشي لكِ بأمر ما ...
لقد وجد زوجك ضالته مع أخرى غيرك , زميلته بالعمل واسمها شمس
" رسالة صغيرة على جوالي من رقم مجهول بعثرتني وشتتت الطمأنينة في نفسي , لا يسعني إلا تصديقها , فقد نطق لسانك بهذا الاسم قُبلًا يا آدم وظننتني لم أسمعك , لكن الاسم خرق أذني وأنا خلف الباب ليقرع ناقوس خطر محدق بعلاقتنا التي هي من الأساس واهنة ".
" كنت أصبر و أمنّي نفسي بقلبك مع كم الأذى النفسي الذي أتعرض له لأنني توهمت سيطرتي على قلبك , لكن مع بزوخ شمس قلبك هذه , أظن أنه لا شيء يستدعي بقائي في حياتك المؤذية فقد جرحت كبريائي كأنثى وظلمتني كزوجة , لكن الديان لا يموت " .
" لم يكن جسرنا قويًا يومًا , حاولت بكل حبي أن أرممه لكنك بعنادك أبيت إلا أن تحطمه , لكنني حقًا تعلمت الكثير في تجربتي المريرة معك وأقسمت ألا أكررها مع ريم حتى لو كلفني الأمر حياتي " .
انتهت سطورها عند الحروف التي حكت فيها ما قاله محمود معها بالحديقة وجسده يرتجف كالمختض , وجدران روحه تهتز بقوة فقد زلزلت حروفها شيئًا بداخله حلوًا بري حنينه اتجاهها وعلقم ببعدها , ظل يعيد قراءة الكلمات ولسانه يرتجف ليس خوفًا وإنما حزنًا لضياعها من يده بتلك السهولة , لم يشعر إلا وقطرة مائية تهبط على صفحة دفترها تبلله , ثم أخرى وهكذا تتابعت القطرات , فتحسس عينيه ليؤكد لنفسه أنه رجل عصي عليه البكاء لكنه كان مخطئ , فقد كانت تلك دمعاته , لم يصدق نفسه , ذهب إلى مرآة الحمام , فوجد الدموع تترقرق في عينيه , تحسسهما بأصابعه فجاءت غيرها وهكذا حتى انهمرت بغزارة , ضمّ قبضته ثم ضرب المرآة بقوة فتهشمت جارحة يده ليسيل منها الدماء وهو يصرخ :
ــ تعال أبي لترى حال ابنك الذي ظننته سيكون رجلًا لا يبكي كالنساء .. ها أنا أبكي.. تمزق قلبي وأشلاءه تتبعثر أمام عيني .
.................................................. ...
أي صباح يمكن أن يضاهي ذاك الذي يبدأ بعناق أخوي يضمد الجرح من خلال هدية تحوي معها سعادة تخبرك أن هناك من يهتم بأمرك ولايريد سوى أن يراك سعيدًا .
استيقظت على أثر حركات أنامل الصغيرة على وجهها وهي تنادي :
ــ أمي... فقد كانت جائعة , قامت أمنية ثم احتضنتها بقوة وقبّلتها على خدها قائلة : ــ يانور عين أمك وقلبها وروحها
اتجهت لشباك الغرفة , نحت ستائره جانبًا ليتسلل الضوء إليها وعادت بعينيها إلى الفراش حيث تمدد الصغيرة ذراعيها في سعادة , لفت انتباهها وجود كيس كرتوني لهدية أعلى الكومود , تمتمت بسعادة والبريق يطل من عينيها :
ــ هدية ! .. ركضت نحوه ثم التقطته ببهجة , مدت يدها بداخله فسحبت علبة هاتف جديد , ومن ثم أعادت الكرة لتجد بين أصابعها مفكرة جديد وفي المرة الأخيرة وجدت شوكلاتة الكراميل المحببة لنفسها ملتصقة بورقة كُتب عليها :
ــ أتمنى لكِ ياحلوة يومًا جميلًا كابتسامتك العذبة .
ضمتها لصدرها وقد ترقرت العبرات في عينيها , وعقلها يفكر أي شكر لله يمكن أن يوفي نعمة أخوة كهذه ؟ قارنت بين حال هذين الرجلين المتناقضين في حياتها , آدم بجموده ومازن بحنانه لترجح كفة مازن قائلة :
ــ ليس هناك وجه شبه من الأساس لأقارن , أي مجنونة تلك التي تترك الجنة كرمى لجحيم كحيل العينين , حاشا وكلا ... كانت ريم تطالعها باندهاش وهي رافعة حاجبيها من منظر أمها التي تكلم نفسها , فقلبت كفيها بطريقة طفولية تستفسر منها لمن تتحدث , ضحكت أمها من برائتها ثم أحنت جذعها لتقبّلها لكن رنين الهاتف قاطعهما , فاتجها بنظريهما نحو العلبة الجديدة التي تصدر ذاك الرنين .
التقطت أمنية العلبة وهي تقول بامتنان:
ــ لم ينس حتى أمر الخط ... فتحتها ثم تحسسته لترد , وما إن ردت حتى جاءها صوته مشعًا بالبهجة :
ــ ها قد استيقظتِ ، صباحك ورد .
ــ صباحك أجمل من كل الورد يا مازن ... تابعت وهي تبتسم : شكرًا لك بحجم السماء عن كل ما جلبته لي ... لكن متى أحضرت كل تلك الأشياء ؟ وأين أنت ؟
ــ عندما خرجت في الليل , وعدت لأجد الجميع نيام فحمدت الله لأفاجئك... تابع بشقاوة : وأرجو أن تكون مفاجأة سارّة ... أما بخصوص مكاني أنا بالغرفة المواجهة لكِ .
ــ طبعًا .. طبعًا ... إنها أجمل بداية ليوم مميز .. أدامك الله في حياتي مازن .
ــ وأدامك لنا يا أميرتنا الحلوة ... أنهت مكالمته اللطيفة ثم غيرت لريم حفاضتها و ملابسها و صففت شعريهما وخرجا إلى الصالة لتصلهم رائحة البطاطس المقلية من المطبخ فتثير جوعهما , اتجهتا للمطبخ حيث كانت رغدة تعد الفطور , التفتت لهما مبتسمة ثم قبلت ريم وهي تحييهما بصباحها .
تركت أمنية ابنتها على الأرض و أعطتها شطيرة صغيرة تسد بها جوعها حالما ينتهي الإفطار ثم سارت نحو الصنبور لتقوم بغسل الخضروات , قالت لها رغدة : ــ ستخرجي مع والدك اليوم بعد الإفطار لكن بدون ريم .
ــ لماذا ؟ من المفترض أنها نزهة أليس كذلك ؟ سألت أمنية وهي قاطبة جبينها .
ــ يريد أباك أن يتحدث معك وذهنكِ صافي وبلا مسئولية ركض خلف طفل يريد اللهو كما سيحدث لو أخذتِ ريم ... تابعت وهي تنظر للصغيرة التي تأكل بنهم :
ــ سيأخذها خالها ليحضر لها بعض الحلوى .
هزّت أمنية رأسها لموافقة رغدة ثم عادت للشرود في حالها وما سيئول إليه بعدما أعلنت رغبتها بالإنفصال أمام الجميع , هناك شيء في داخلها يشعرها بعدم الرضا رغم المثالية التي تعيشها في بيت أبيها , إلا أن ذلك الشيء الذي يعكر صفو قلبها مبهم ولا تعلم له حتى تسمية ولم تضع يدها على مكانه بعد , حاولت تغيير مسار السلبية الذي يتجه به حوار عقلها قائلة :
ــ كل شيء سيكون على مايرام طالما ابتعدت ونجوت بما تبقى من عمري , ولن أنظر خلفي مجددًا .
.................................................. .....
قد تكون بيننا وبين السعادة مجرد خطوات لكن فرحتنا لا تجعلنا ننسى خفايا القدر التي يمكن تفاجئنا في أي لحظة لتحول بيننا وبين سعادتنا في غمضة عين ...
صف سيارته أمام البناية وقلبه يتراقص على وتيرة كلاسيكية كما هو حاله بمظهره الأنيق الذي يوحي لمن يراه أنه عاد من الماضي بشكله الوسيم الذي يناظر ممثلي الأفلام الرومانسية القديمة , صعد بحماس وكأنه على موعد مع السعادة وحينما وصل لمكتب السكرتيرة , وقف واجمًا على إثر سؤالها وهي تتفحص الأوراق الموجودة أمامها:
ــ عفوًا , هل لديك موعد ؟
لقد نسي تماماً أخذ موعد من رجب , فرحته أنسته كل شيء ومع ذلك لن يخرج من عنده قبل أن يكلمه ويعرف رأيه في ارتباطه بابنته , هزّ رأسه نافيًا وهو يبتسم ثم قال :
ــ لن آخذ من وقته الكثير ..
ــ لكن ... قبل أن تكمل قاطعها أيمن :
ــ أود التحدث معه بأمر هام ولن يعترض إن ابلغتيه بوجودي ...
أومأت السكرتيرة بنعم ثم قالت : حسناً , ولكن هو الآن برفقة أحد العملاء , لذا يرجى منك الانتظار لحين الانتهاء بعدها سأبلغه سيد ...
ــ أيمن ... قالها وعلى ثغره ابتسامة لطيفة زادته وسامة جعلتها تنظر له بإعجاب وهي تشير له بيدها ليجلس أمامها .
سألته ولازالت تطالعه بنظراتها المتفحصة الجريئة :
ــ ماذا تشرب , سيد أيمن ؟
ــ لا شيء, شكرًا لكِ .... تابع وهو يشير بيده صوب مكتب رجب : سأحتسي القهوة برفقة السيد رجب بإذن الله .
جذبها تحفظه واحترامه بالإضافة لرجولته التي ازدانت بمظهره الكلاسيكي , حاولت فتح موضوع معه قائلة :
ــ هل لديك قضية ما ؟
ــ نعم .
ــ هل ملفها موجود هنا ؟ أم أنها جديدة ؟ ... سألته بخبث , فهي تذكر جيدًاً ذلك الوجه الباسم وتلك القسمات الجذابة لكنه لم يكن في المرة السابقة أنيقًا هكذا , لذا ودت لو تعرف سبب مجيئة بلا موعد .
ــ جديدة ... رد باقتضاب
ــ اممم , ما نوعها ؟ ... تابعت وهي لازالت تطالعة بوقاحة وتزداد إمعان وإنجذاب كلما غض بصره .
ــ السيد رجب سيخبرني .... استكمل وقد استاء من تحقيقها معه : لا أجيد تصنيف القضايا , فأنا بالنهاية محاسب ولست محامي .
ــ تشرفنا , سيد أيمن ... قالتها وعلى ثغرها ابتسامة سمجة تشبهها بهيئتها التي تبدو كالمهرج بسبب ألوان الطيف التي رسمت بها وجهها .
ــ شكرًا لك ...قالها بنفور بسبب أسئلتها القميئة ونظراتها الوقحة , وقبل أن تعود بالثرثرة أمسك بهاتفه وادعى انشغاله بتصفح موقع التواصل الاجتماعي .
استغرق الأمر ساعة ورغم تلك الثرثارة لم يهتم إلا بالدخول لرجب لأجل التحدث معه , ويدعو ربه في سرّه ألا يرفض بسبب فارق العمر بينه وبين رنا .
غادر الرجل الذي كان يتناقش مع رجب حول أبعاد قضيته , وعينا أيمن معلقة به وهو يزفر بارتياح أنه أخيرًا سيصل لهدفه , فاتصلت سكرتيرته تخبره بانتظار أيمن لأجل قضية هامّة ... التفتت لأيمن وهي مبتسمة بفمها الواسع كالبلهاء وقد أرخت جفنيها وكأنها متيمة بذاك الأنيق الذي هبط عليهم من زمن سحيق ثم قالت وهي تشير نحو مكتب رجب :
ــ تفضل أستاذ أيمن , السيد رجب بانتظارك .
طرق على الباب ثم دخل , ليجد رجب يتوسط مكتبه بهيئته الضخمة وهو مستند بذراعيه على سطح مكتبه لكن هيئته كانت مرهقة للغاية , وكأنه لم ينم منذ ليالِ , وجهه شاحب كمن لم يذق طعم الطعام منذ أيام .
شكله أصاب أيمن بالتوتر , اتجه نحو وسلّم عليه بحفاوة , ثم سأله :
ــ هل أنت بخير ؟
هزّ رجب رأسه نافيًا ثم قال : لا ؛ لست بخير .
شعر أيمن بخيبة كبيرة احتلت قلبه ومزقته فحدث عقله : ظننت النحس سيتركني أهنأ ولو ليوم واحد , ماهذا ياربي؟.. نظر لرجب نظرات أسف على ماحلّ به ولا يعلمه وما حلّ بقلبه الذي تحطم أمله فقال :
ــ أنا آسف لأجلك .. همّ بالنهوض قائلًا : سآتي في وقت لاحق للتحدث معك .
.................................................. ...........................
يختلف الجرح باختلاف عمقه وفي جميع الأحوال سيأخذ وقته ليندمل ويتعافى , لكن ماذا عن جرح الروح ؟ كيف يُضمد وهو غير مرئي ؟ وكيف نؤكد وجوده والكلام عصي ؟
شقّ الصباح فاه السماء بنوره الذي رغم إشراقه لن يقضي على ظلام الصدور الواهنة المنهكة بالفقد والمعذبة بالذكريات الموجعة التي لا مناص من نسيانها فقد نُقشت في الروح منذ الصغر فصار نسيانها أمر عصي على العقل عمله .
انهار كليًا ولا يزال يزأر ويهذي بالكلمات والدماء تسيل من يده اليمنى بلا رحمة , وسيل الذكريات يموج بين صفحات روحه لتضاعف ألمه وهو يتذكر ضربات والده وصفعاته فقد كان مكبوتًا مذ كان صغيرًا ممنوعًا من البكاء بفرمان أصدره أباه لكن رحل جابر ليتفاقم كبت ولده محدثًا انفجار قد تشعر روحه به وهو ميت لكن لا يسعه فعل شيء .
في هذه الأثناء سمعت زينب صوت الضجيج بالأعلى لا سيما أن النوم جافاها هي الأخرى , خرجت من شقتها لتصعد الدرج إلى شقة آدم وقلبها يرتجف من شدة الخوف على ولدها ... ما إن طرقت على الباب حتى هدء الصوت ثم اختفى , فأعادت الطرق بصوتٍ أعلى وهي تنادي باسمه وظلّت هكذا لكن دون جدوى فلا أحد يرد ولا الباب يُفتح , حينها ظنّت أن ماسمعته كان مجرد هلوسة بسبب عدم نومها , أخذت تمسح على الباب راجية أن يكون ولدها بخير والدموع انسالت على وجنتيها رغمًا عنها, حدثها عقلها : أن من الممكن أن ماشعرت به مجرد وهم بسبب انهاكها وأن عليها العودة حتى لا تزعجه إن كان نائماً لذا هبطت الدرج عائدة من حيث أتت .
قبل لحظات , أخفض صوته عندما سمع صوت طرقها لكن قلبه لن يتحكم فيه فقد كان يبكي بحرقه على ذلك الضعف الذي ينهشه مع ذكرياته المريرة , نظر لجرح يده اليمنى الذي لايزال الدم ينساب منه وكأنه يأبى التوقف , لم يتحرك من مكانه ولم ينبس ببنت شفة حتى سمع صوت خطواتها تهبط الدرج ... همهم بقنوط وهو يطالع الدماء العنيدة ثم فتح الصنبور ليغسل الجرح لكن الألم يتصاعد , انتهى ومازال الدم على حاله , فتحرك ناحية غرفة النوم يبحث بعدم تركيز على أي شيء يضمد به الجرح لكنه لم يفلح ولا يعلم أين حفظت أمنية أدوات الإسعاف الأولية , اضطر لفتح خزانته للبحث عن أي قميص قطني قديم يخصه وما إن وجده مزقه بأسنانه ثم لثم به كفه بغير ترتيب فالجرح في كفه الأيمن ولم يعتد عمل أي شيء بيده اليسرى , لذلك حاول جاهدًا ربطه لعل اندفاع الدم يهدأ حتى يتمكن من الخروج إلى أقرب صيدلية لتضمد جرحه بإتقان .
خرج من غرفة النوم إلى المطبخ أخذ المكنسة وكيس بلاستيكي ثم عاد إلى دورة المياه حيث قطع الزجاج متناثرة على الأرض لملمها بالمكنسة ثم جمعها في الكيس .
جسده يقطر انهاك وروحه تنزف ألم للدرجة التي جعلته لا يشعر بوجع كفه , ذهب إلى الصالة و ألقى بنفسه على الأريكة لكنه أبدًا لن ينام , كيف له ذلك والذكريات المقيتة قد اتفقت مع المفكرة لتحيكا مؤامرة ضد عقله فتحرمه النوم . تذكرأمرها فأمسك الهاتف ثم مسد شاشته حتى وصل لرقم والدها ليهاتفه .
.................................................. ...............................
الفضفضة لا تحتاج إلا لقلب يسمع ومنظر بهيج يشجع على البوح , لكن هل كل مايباح سيخفف من وطأة الألم أم تذكره سيضاعفه ؟
على إحدى المقاهي المطلة على النيل كانت أمنية تجلس برفقة والدها , تنظر لصفحاته الخلابة وكأنها في خضم حلم جميل مع منظر النيل البديع ونسماته العليلة , ظلّت شاردة تتأمل ذاك الإبداع الربّاني الذي حباه الله لمصر وهي تتمتم : حفظك الله بلدي وأدام روعتك ... قطع جمال شرودها وهو يشير للمثلجات قائلًا :
ــ هيا , ألن تتناولي مثلجاتك المفضلة ؟
ابتسمت له وغضّنت جبينها في حرج لأنها لم تشعر بحركة النادل وهو يصفهما , قالت :
ــ لقد أنساني ذلك المنظر كل شيء يا أبي .
ــ لا عليكِ حبيبتي ، يكفيني متعتك به ،قالها واستأنف تناول مثلجاته محفزاً إياها للبدء... تنهدت بسعادة قائلة :
ــ تلك النزهة تشرح الصدر وتزيل الهم ... أمسكت مثلجاتها واستأنفت تناولها بنهم وكأنها لم تذقها قبل الآن , كان النسيم العليل يداعب صفحات وجهها الخجول لكن ومع كل تلك البهجة زارتها غصة نغزت قلبها وسط ذاك النعيم لتخبرها أنها نسيت أمرًا , حاولت معرفة كنهها لكن لازالت تجهل , حاولت لمس مكانها أو اقتفاء أثرها لكن لا دليل يرشدها , توقفت عن تناول المثلجات وعادت للنيل فابتهجت وحاولت تناسي مايضيرها ورفعت ذقنها لتواجه تلك النسمات فتخبرها أنها قوية مهما واجهت من ألم ومهما حاصرتها الذكريات الموجعة , أمسكت بكأس مثلجاتها ثم عادت لتناوله وهي تنظر للنهر تستمد منه البهجة والقوة .
قاطعهما رنين جوال جمال الذي ما إن نظر لهاتفه حتى رفع رأسه ونظر لابنته بابتسامة , ولم يرد فسألته وقد رفعت حاجبيها في حيرة :
ــ ألن ترد ؟
ــ ما رأيك ؟ .. تابع وهو لازال مبتسم : إنه آدم .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-20, 10:51 PM   #145

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

أتمنى لكم قراءة ممتعة 🌺🌺

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-20, 01:37 AM   #146

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

انا من ناس لي بتمنح فرصة ثانية ...اتمنى من امنية ان تمنح ادام فرصة ثانية...لان ادام حقا يتالم في بعدها فهو ضحية لاب قاسي القلب .....شمس مسكينة يمكن هاذا المرض يكون صفعة لكي تستفيق و تبدل حياتها للافصل ...وامها كانت قوية في اتخادها القرار بالانفصال....لكن في تلاخير كامت شجاعةلان رجب يعتبرها عير موجدين في حياته و عندمادخل الى المنزل حس بالحنين و بالفرق ....لزملو قرصت اذن حتى يعرف ااحق....فصلين رائعين اسلوبك رائع صراحة....اتمنالك التوفيق ان شاء الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-20, 01:39 AM   #147

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

استسمحك على الاخطاء لاني بكتب من تيلفون فبيبدلي الكلمات🤭🤭❤

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-20, 04:09 PM   #148

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
انا من ناس لي بتمنح فرصة ثانية ...اتمنى من امنية ان تمنح ادام فرصة ثانية...لان ادام حقا يتالم في بعدها فهو ضحية لاب قاسي القلب .....شمس مسكينة يمكن هاذا المرض يكون صفعة لكي تستفيق و تبدل حياتها للافصل ...وامها كانت قوية في اتخادها القرار بالانفصال....لكن في تلاخير كامت شجاعةلان رجب يعتبرها عير موجدين في حياته و عندمادخل الى المنزل حس بالحنين و بالفرق ....لزملو قرصت اذن حتى يعرف ااحق....فصلين رائعين اسلوبك رائع صراحة....اتمنالك التوفيق ان شاء الله
الأروع دعمك وحضورك الطيب
لا حرمني الله عبير كلماتك، غاليتي
وأتمنى القادم ينول رضاكِِ 🌹🌹
كل عام وأنتم بخير 🌺


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-20, 04:11 PM   #149

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
استسمحك على الاخطاء لاني بكتب من تيلفون فبيبدلي الكلمات🤭🤭❤
ولا يهمك حبيبتي🌹🌹
يعطيكِ العافية 🌷


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-20, 04:11 PM   #150

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم بلغنا ليلة القدر

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.