آخر 10 مشاركات
256 - دائرة الخطر - هيلين بيانشين ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          أشلاء امرأة " قصة قصيرة " بقلم " نور الهدى "...كاملة** (الكاتـب : نور لينة - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          اسرار في الجامعة...قصة حب عراقية " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : شوق2012 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-20, 10:33 PM   #161

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع والعشرون
( خطايا)
.................................................
لم أرى أبدًا هناء ...
إذن ثقلت ذنوبك فعميت بصيرتك ولم تر النور
بل ذنوب من حولي هي من أعمتني و ضيعتني...
وهاهم تألموا بضياعك ... لكن بإمكانك التغيير ..
فقط ... ضع يدك على أول الخطايا لتتمكن من محوها بالتوبة ..
يزداد سواد القلب مع كل مكيدة يظلم بها غيره حتى يُحاصر بقتامة ظلام هو من صنعه بغباءه , فلا يقوى على الرجوع ولا يعلم حقيقة ظلمه لنفسه ....
طرقت دينا على باب غرفة نور ثم دخلت لتجدها ممدة على فراشها وكأنها تأبى الاستيقاظ , كانت موليا الباب ظهرها لكن جسدها يرتجف من البكاء الذي سيقضي على عينيها , توقفت عنه منذ ساعات وعندما سمعت صوت دينا عادت له من جديد , لم تود رؤيتها وهي بهذا الضعف , لا تريد مزيدًا من الجلد على تصرفها الأحمق الذي نتج عنه خسارتها لبيتها ولأخيها أيضًا ، اقتربت منها دينا ثم جلست بجوارها .
ــ نور... همست بها دينا وهي تربت على كتف أختها .
ــ ماذا تريدين ؟ ... قالتها وسط نهنهاتها .
ــ قومي حبيبتي ... أريد أن أتكلم معك ..
لم ترد نور ... فتابعت دينا : البكاء لن يعيد ما مضى .
ــ ولا الشفقة ستربت على قلبي ... قالتها نور وعلا صوت بكاءها .
ــ ولما لا تسمينها مشاركة لألمك ؟
لم تعلق سوى بمزيد من البكاء ... فواصلت دينا :
ــ العسر يأتي على إثر خطاه اليسر لكن ماعلينا إلا الصبر .
ــ أين ذلك اليسر ؟ ... قالتها نور ثم قامت جالسة في مواجهة أختها لتكمل بعصبية وكأن فتيل عقلها اشتعل ليفجر ماستقوله :
ــ أنا لم أر في حياتي سوى العسر يادينا , مذ كنت صغيرة وكان أبي يضربني على أي شيء ، والسبب أنني أنا الكبيرة الواعية لكنكما لازلتما صغيرين , حتى أمي كانت تعدني خادمتها المطيعة ، وعندما كبرت وجاء من يخطبني سلمني أبي لأول من دق الباب وكأن حملي أثقل كاهله , لأكون بالنهاية مطلقة ولكن بعد ماذا ؟ بعد موته ، فلا أجد من يساندني في تلك المحنة اللعينة التي أقف فيها أمام وغد خائن .
ابتلعت دينا غصتها بصعوبة , قالت :
ــ كلنا عانينا يانور من قسوة أبي , لكن هذا لا يسوغ لنا اتهام الناس بالباطل دون تحري الحقيقة ... هتفت بها :
ــ لم ير أحد مثلما رأيت ، عن أي معاناة تتحدثين أيتها الدكتورة الجميلة ؟ هل ذقتِ مرارة المسئولية منذ نعومة أظفارك كما فعلت أنا ؟
ــ اهدأي أختي .. قالتها دينا وهي تربت على ذراعها , فنفضت نور يدها بعصبية قائلة :
ــ وهل قمت بخدمة غيرك بلا مقابل ؟ فقط لأجل حماية نفسك من بطش والديكِ وحتى عندما سنحت لي الفرصة للهروب , هربت مع إنسان قذر جبان لأعود من حيث أتيت , بل للأسفل فقد تخطيت الصفر بمراحل وبالنهاية تتوج قصتي بفضيحة .. صرخت بها وقد جحظتا عيناها الحمراوين : وتقولين كلنا عانينا .
نظرت دينا لعينيها ولم ترمش حتى تظهر لها إصرارها على مواصلة النقاش,قالت : ــ لماذا تنظرين دومًا للنصف الفارغ من الكوب ؟ هناك الكثير والكثير ممن قاموا بكل مافعلته وبطيب خاطر لكنهم يحمدون الله على نعمة العائلة , الأمان , الأخوة والكثير من النعم التي لا يسعني حصرها لكِ , لما لا تنظرين للأطفال المشردين بلا مأوى الذين يتعثرون أمامنا في كل طريق ليؤكدوا لنا طيب عيشنا وأننا حقًا بخير مهما واجهنا من مصاعب ؟ لماذا رفضتِ احتواءنا أنا وآدم كأم ثانية ؟ حينها لن يسعنا إلا تقبيل يديكِ في كل حين هل تظنيني كنت سعيدة ببعد أختي عني ؟ كنت أتعذب في كل مرة أرى فيها أصدقائي برفقة أخواتهن وحينما آتِ إليكِ لا أجد منكِ سوى الجفاء بجملة " أنا لست صغيرة مثلك لألعب معك" ، حتى الفضيحة التي أنهيتِ بها قصتك , من افتعلها وأشعل حروفها بيننا غيرك ؟ .. تابعت دينا بشجاعة أصرت عليها لتفيق أختها من الظلام الذي حاصرها بهمومه منذ الصغر : قبل أن تحملي من حولك ذنوبك وأخطائك , تذكري قول الله في كتابه :" وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" .
ــ إن كنتِ جئتِ للشماتة ... تابعت نور وسط بكائها : هنيئًا لكِ بكل ماحدث لي .
ــ حاشا وكلا أختي .. قالتها دينا وهي تضم أختها إلى صدرها وتمسح على رأسها : ــ أردت أن تعترفي بذنوبك وتقرّي بخطئك حتى تتمكني من وضع يدك على الطريق المؤدي للنجاة .
علا نحيب نور داخل حضن أختها لكن هذه المرة كانت ترتاح مع كل دمعة تذرفها ، ومع كل آه تخرج منها، وكأن ذلك العناق كان بمثابة الترياق المسكن لحالتها والمضمد لقلبها , قبّلت دينا رأسها قائلة :
ــ أنا أحبك كثيرًا, أختي ، وأرجو أن تتجاوزي كل ماحدث وتعلمي أننا كلنا هنا إلى جوارك ولن نترككِ أبدًا.
.................................................. .....
جدال يتبعه دلائل وبراهين بين أي شخصين يحاول كل منهما إثبات صحة وجهة نظره , لكن من ياترى سيفوز؟ ومن ستتحدث عنه تجربته المريرة لتؤازره في ذلك النزال ؟
كانت تقفز على سريرها مثل الأطفال في غيظ , تريد إحراق شيء ما لكن لا تعرف ماهو , كلما تذكرت حالها كالمعلقة زاد حنقها وكذلك ماحدث لسحر ورغبتها في عدم البوح أثار غيظها أكثر لتصيح :
ــ لماذا تصر على الكتمان ؟... لعل زوجها أغضبها ، لو حقًا فعل ذلك إذن عليها ألا تعود حتى يعترف بخطأه ... قطع حديث عقلها طرق الباب , ففتحت رغدة ومعها ريم التي ما إن رأت والدتها تقفز على السرير حتى صفقت وصعدت إليها لتفعل مثلها .
ــ هل جننتِ ؟ ... تابعت رغدة وهي تشير بيدها : ستسقط الألواح الخشبية للسرير بسبب قفزك .
ــ لا تقلقي أمي ... تابعت أمنية وهي لازالت تقفز وتشاركها ابنتها : أنا لست سمينة ، لو لم أفعل ذلك سأموت كمدًا .
ــ ماذا ؟ ... سألتها رغدة وهي قاطبة جبينها .
ــ كما سمعتِ, أمي... صاحت وهي تقفز : أنا جداااا غااااااضبة وأريد تفريغ طاقة الغضب هكذا ... ظلّت تقفز وريم تقفز معها وتصيح مبتهجة .
شعرت رغدة بالشفقة عليها , فقد ظنّت أنها تحن للعودة لزوجها , فقالت :
ــ هوني عليكِ حبيبتي , كل شيء سيكون على مايرام وستعودي لبيتك .
توقفت أمنية عن القفز وصاحت :
ــ لاااااا
ــ ألا تريدين العودة ؟ ... هزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ أنا متمسكة بقراري .
ــ قرارك ؟ ... قالتها أمها وهي ترمقها بنظراتها وقد رفعت أحد حاجبيها .
ــ أي نعم، الطلاااااااق ... ما إن نطقت بها حتى قذفتها أمها بإحدى الوسائد ففقدت توازنها وسقطت على السرير جالسة تضحك وكذا ريم فعلت بينما كانت رغدة تغلي من اللامبالاة التي تضحك بها ابنتها فقالت :
ــ خسئتِ وخسئت قراراتك أيتها الغبية .
مثلت أمنية أنها منزعجة من كلام أمها , فغضنت جبينها قائلة :
ــ تدعين عليّ يا أمي وأنا ابنتك الوحيدة ؟
ــ لأنكِ مستفزة ... صاحت بها رغدة .
نظرت أمنية لأمها ثم لابنتها وقد رفعت حاجبيها مدّعية الحزن , قائلة وهي تشير على نفسها :
ــ أنا مستفزة؟ ... مطت رغدة شفتيها قائلة :
ــ أراكِ تعلمتِ بسرعة طريقة مازن السمجة وظرافته البغيضة .
أشارت أمنية بسبابتها قائلة :
ــ تقصدين أنني أنا من علّمه , أنسيتِ أنني الكبرى .
ــ لطالما عهدناكِ هادئة يا كبيرة .
ــ أووه .. كان هذا في الماضي ... استكملت أمنية وهي ترفرف بأصابعها للوراء : ــ لكنني الآن تغيرت... كمشت رغدة نصف وجهها قائلة :
ــ في غضون يوم وليلة ؟
ــ لا ؛ بل في غضون دقائق ...قالتها وتسطحت على سريرها وهي تضحك .
اقتربت منها رغدة وبدت أكثر جدية :
ــ لا تسمعي لأفكار أخيكِ يا أمنية ؛ إنه طائش .
ــ ومن قال أنني أفعل ؟ ... تابعت ولازالت مستلقية على ظهرها : أنا أعيد حساباتي أنا وأسمع أفكاري أنا يا أمي ... جلست رغدة بقربها وقالت :
ــ لن تجد المرأة راحتها إلا بقرب زوجها يا ابنتي .
ــ لكنني وجدتها هنا يا أمي ... هزّت رغدة رأسها نافية ثم قالت :
ــ شعورك هذا مؤقت بسبب صدمتك من المشكلة التي حدثت بينكما , لكن لن تلبثي أيام وسيبدأ الحنين بوخز قلبك , صدقيني .
ــ لا ... قاطعتها رغدة قائلة :
ــ كل البيوت ملئ بالمشاكل ولو كل من تعرضت لأزمة قررت الطلاق مثلك لخربت نصف بيوت العالم يا ابنتي.
اتكأت أمنية على وسادتها وطالعت أمها مبتسمة ثم قالت :
ــ ولو سار نساء العالم بمبدأك سيزداد الرجال تجبرًا وقهرًا لهن يا أمي .
حركت رغدة رأسها باستياء قائلة :
ــ زوجك جنتك ونارك يا أمنية , إن أطعتيه راضاكِ الله بالجنان وإن ...قاطعتها أمنية قائلة :
ــ أعتذر عن المقاطعة ولكن ألا يفترض لنا النساء أن نكون أيضًا لأزواجنا جنة ونار؟
ــ لكنهم قوامون علينا يا ابنتي ... مطت أمنية شفتيها وهي تعبث بخصلاتها وقالت : ــ حتى هذه لا يفعلها معظم الرجال , والإعلام كل يوم يأتينا بنماذج لسيدات قوامات على بيوتهن بعد هجر أزواجهن لهن .
ــ لكن هذه مجرد حالات استثنائية يا ابنتي ... استكملت رغدة وهي تنظر لعيني ابنتها : والطبيعي وجود رجال قوّامون كما ذكر الله في كتابه ولاتنسي أن الرسول أكد عظم حق الزوج ولابد لنا من السمع والطاعة .
أومأت أمنية لموافقتها ثم قالت :
ــ لا تنسي أمي أيضًا أن آخر وصايا الرسول ــ صلّ الله عليه وسلم ــ هي "رفقًا بالقوارير " ، ولكل منّا حقوق و واجبات .
ران عليهما بعض الصمت قطعته أمنية قائلة :
ــ ماذا سيكون رد فعلك لو عاد بكِ الزمن وضربك أبي؟ أعتذر عن كلامي لكن أود أن تشعري بي .
امتقع وجه رغدة بالصمت لأنها لم تتوقع مباغتتها بهذا السؤال , فتابعت أمنية :
ــ وكيف سيكون الحال لو اكتشفتِ أنه يهادي امرأة غيرك ومعجب بها ؟
ازدردت رغدة ريقها وسرت رجفة في أوصالها ونهشتها الغيرة لمجرد التخيل , فهي تعشق زوجها ولم تحسب حساب لتخيل موقف بشع يكسر قلبها هكذا , ردت بصوت خفيض :
ــ لن أقول لكِ إلا أن تفكري في ريم قبل اتخاذ أي قرار .
قبل أن ترد أمنية علا رنين هاتفها فقامت من مكانها لتأخذه من المنضدة بينما كانت رغدة متحمسة لتعرف من يتصل بها وهي تدعو في سرّها أن يكون هو .
ــ أهلا بالمشاكس .. قالتها أمنية وهي تضحك , فامتعضت رغدة وأشاحت بأصابعها في تذمر ثم قامت من مكانها لتغادر الغرفة مسرعة الخطى , فتبعتها ريم بخطواتها المتعثرة .
ــ كيف حالك الآن ؟
ــ بخير , طالما معكم .
ــ أين ذهبتِ مع أبي ؟ وماذا فعلتما ؟
ردت عليه وهي تجعد إحدى خصلاتها بأصابعها :
ــ لن أخبرك ... ضحك مازن من طريقتها الطفولية في الرد , فقال :
ــ ولماذا , أيتها المدللة ؟ ... مازحته قائلة :
ــ لأنه سر .
ــ يا إلهي! ... تابع وهو يدّعي المفاجأة : أنا لا أطيق الانتظار لمعرفة الأسرار .
ــ امم .. لا تحتاج لإخباري أيها اللص ... تابعت مستاءة : لطالما عهدتك تتلصص لمعرفة الأسرار ... ناغشها قائلاً :
ــ لقد أخطأتِ يا فتاة ، صححي معلوماتك المغلوطة ، أنا مجرد محقق لحل القضايا.
ــ الله .. الله ... تابعت وسط ضحكاتها : تعجبني ثقتك ومحاولاتك المستميتة لتحسين صورتك , شارلوك هولمز .
ــ فقط هذا مايعجبك فيّ ؟ .. قالها وهو يدّعي الحزن .
ــ هل تمزح ؟ ... أنت أروع أخ في الدنيا كلها .
صاح مازن بمرح :
ــ أجل... هل تسمحي لي يا أميرتنا بدعوتك الليلة على العشاء؟
ــ ممم , دعني أفكر .
ــ تفكري ؟ إذن دعيها لوقتٍ لاحق ... هتفت به :
ــ ألن تلح عليّ ؟
ــ لا ... تأففت أمنية قائلة :
ــ كلكم مجرد أوجه لنفس العملة .
ــ امم , إذن لا دعوة ولا عشاء .
ــ انتظر ... تابعت وهي تسحق أسنانها : لا تلغِ العشاء يافتى .. لم يرد فزمجرت : ــ لماذا لاترد ؟ سنخرج أليس كذلك ؟ ... انفجر مازن ضاحكًا , فصاحت به أمنية : ــ يالك من سخيف وسمج .
ــ اهدأي ... قالها وسط ضحكاته .. كنت أمزح معك وحسب لكن من الواضح أن أمي سكبت عليكِ بعضًا من شخصيتها الصارمة .
انتهت المكالمة ورغم حنق أمنية من مزاحه إلا أنها ظلّت تضحك كثيرًا بعدما أغلقت الهاتف , ممنية نفسها بأمسية لطيفة رفقة أخيها .
على الجانب الآخر كان آدم لا يزال ممسكًا بهاتفه وهو حانق من عدم استجابة جمال لمكالماته التي لم يعد قادرًا على حصر عددها , أخذ يتجول في الشقة وهو خائر القوى تمامًا والألم يفتك بكل جوارحه , عاد للأريكة وما إن لمسها حتى احتضنته مجددًا ليغطس في نومٍ عميق يسكن كل أوجاعه بشكل مؤقت خلال تلك الغيبوبة .
.................................................. ................
لا شيء أفضل من لقاء غير مرتب له , فتحكي القلوب على أثره قصة تعلق لمعت من النظرة الأولى ..
بعد يومين حيث تتجمع أسرة رنا في غرفة الجلوس لضيافة أيمن ووالدته بحفاوة , كل شيء كان أقرب للمثالية باستثناء قلب سعاد الذي حاول كبت غيظه من تصرف رجب فلا زالت تظن أن كل مايحدث الآن ماهو إلا إحدى مكائده للتقرب منها , كانت ملامحها واجمة تبتسم لسيادة بين الفينة والأخرى وتستمع لحكاياها عن ذكريات ولدها البطل الهمام وكأنها أتت للدنيا بفارس لم يشهد العالم نظيره, بينما كان رجب يتحدث مع أيمن الذي لم يخفي سعادته بتلك المقابلة الودية .
كانت رنا جالسة أمام المزينة وأختها تقوم بوضع اللمسات الأخيرة لمكياجها الهادئ , قلبها يدق من شدة التوتر , أما شمس كانت تغني أغنية رومانسية متناسية تمامًا أمر مرضها لاسيما أن النزيف توقف بالفعل , مما جعلها تتحسن نفسيًا وتشعر أنها شُفيت ... ظلّت رنا تتأمل نفسها في المرآة وتطالع هيئتها البراقة التي تبرز رقتها والأحاسيس المختلطة تتقافز داخل صدرها , أخذت ترتب حجابها وسط امتعاض شمس التي لامتها قائلة :
ــ لماذا ترتدينه في تلك المناسبة؟ ... التفتت لها وابتسمت قائلة :
ــ لأنني محجبة ... مطت شمس شفتيها قائلة :
ــ لكن من حقه يطمئن على جودة المنتج وشعره ال... لكمتها رنا في ذراعها قبل أن تكمل ثم قالت لها :
ــ كفي عن طريقتك المزعجة في الكلام ...تأوهت شمس ثم ردت لها الضربة قائلة : ــ أدبك الجم هذا لن يفلح مع عريس الغفلة الجالس بالخارج .
رفعت رنا كتفيها باستهتار قائلة :
ــ إن كان يريد الوقاحة مثلك , فلا أريده وسأرفضه .
ــ أهلًا .. تابعت شمس وهي تعوج فمها يمينًا ويسارًا :
ــ إذن ؛ لن يكتمل موضوعك .
دخلت سعاد تستعجل رنا وتطلب منها اللحاق بها نحو المطبخ لحمل صينية العصائر كي تدخل حيث يجلس الجميع , نظرت رنا لشمس قائلة :
ــ ألن تأتي معي ؟
هزّت شمس رأسها نافية , فقطبت رنا جبينها متابعة :
ــ أشعر بالارتباك والتوتر وأحتاجك معي , هيا بدّلي ملابسك ... استكملت محفذة إياها : ألا تودين رؤيته ؟
ــ ومن قال لكِ أنني لن أراه ... تابعت وهي تغمز : سأتلصص عليكم من خلف ستائر الصالة , لذا لاتغلقوا باب غرفة الجلوس ، وقد أعذر من أنذر .
أخرجت رنا لسانها قائلة :
ــ سأغلقه .
ــ إذن سأدخل لكم بمنامتي هذه .
ــ مجنونة وقد تفعلينها ... تابعت رنا : حسناً لن أغلقه ... نهرتها سعاد وهي تجذبها من ذراعها :
ــ هيا الجميع ينتظرنا , أيتها الغافلة .
.................................................. ....................
كانت تمشي الهوينا عندما أوكلت لها سعاد التقدم بالعصائر نحو الغرفة , وضعت الصينية على المنضدة فقامت لها سيادة تسلم عليها بحرارة وتعانقها قائلة :
ــ يالجمالك! حفظكِ ربي وحماكِ من العين ... بينما اكتفى أيمن بنظرات الإعجاب بحياءها وأدبها ودفات قلبه تصدر ألحان رومانسية استأنفتها مذ رآها للوهلة الأولى رغم شعوره بكونه رآها من قبل إلا أنه لن ينكر انجذابه لها ... أشار لها والدها لتجلس في مواجهة أيمن فاتجهت نحوه والخجل ينهشها , ظلّت تطالع الأرض كمن يبحث عن شيء ضائع , مشاعرمختلطة تموج في صدرها مزيج من الخوف , السعادة , التوتر وشيء آخر لم تعرف كنهه لكنه ينخر بالقلب فيزيد خفقانه بغير هدى , تمتمت لعقلها قائلة : اهدأي وسيكون كل شيء بخير , لا داعي للتوتر .. أريد رؤيته عن كثب لكنني خجلى .. ماذا أفعل ؟ .. انظري الآن .. هيا .. هيا .
رفعت رأسها لتنظر له فوجدته يطالعها مبتسمًا ضيّقت عينيها في محاولة منها لتذكره وهاقد نجحت حدثها عقلها : ذاك الذي ركب معك المصعد ودلف معك مكتب والدك , فعادت للأرض مجددًا ، وقد شع وجهها بالاحمرار وكأن حرارة قلبها خرجت عن طوعها لتداعب وجنتيها المكتنزتين .
بعد انتهاء المقابلة , ظلّ رجب جالس مكانه يمسد ذقنه يتبادل مع سعاد نظرات لم تفهما البنتان معناها , شعرت سعاد بالاستياء من تلك النظرات التي لن تكلف نفسها عناء ترجمتها ألا يكفي توريط ابنته الصغرى بتلك الزيجة , حادت بوجهها نحو رنا قائلة :
ــ يبدو أنه أكبر منك بكثير يارنا ... وافقتها شمس على ذلك قائلة :
ــ معك حق يا أمي ، لقد لمحت شعيرات بيضاء في جانبي رأسه .
التفتت رنا لأختها قائلة :
ــ أنا العروس وكنت في مواجهته لم ألاحظ .. هل كان معكِ منظار أم أن الستائر بها عدسات مكبرة ؟ ... ضحكت شمس من كلامها ثم ردت :
ــ رغم أن فارق العمر بينكما كبير إلا أنه وسيم ... تابعت وهي تزم شفتيها : شكله الكلاسيكي هذا يشبه ممثل قديم لا أذكر اسمه .
هزّت رنا رأسها موافقة ثم قالت :
ــ أظن ذلك ، كان يعرض لذلك الممثل فيلم منذ أسبوع ... التفتت لسعاد تسألها :
ــ رأيته معكِ يا أمي .
ــ شكري سرحان ... نطقت بها سعاد فصفق البنتان وهتفا في نفسٍ واحد :
ــ أجل .
كان رجب يتابع الكلام بلا تعليق , يشعر أنه يشاهد مسرحية هزلية أعدتها ابنته الصغرى لتلفت الانتباه لها , قرر التخلي عن قناع الصمت هذا برمي جملته :
ــ أظنك سترفضين يا رنا بعدما لفتت والدتك وشمس انتباهك لفارق العمر بينكما ، هو بالفعل أكبر منك بأربعة عشر عامًا .
طرقت سعاد بيدها على صدرها لكنها كتمت شهقتها بوضع كفها على فمها , ورفعت شمس حاجباها في دهشة فقد ظنت أنها توهمت تلك الشعيرات البيضاء , أما رنا قالت :
ــ سأصلي استخارة .
ــ هل تمزحين معنا ؟ ... سألها رجب بجمود , حينها فهمت سعاد أنه لم يرتب لحدوث كل ذلك .
ــ اهدأ أبي ، من فضلك ... قالتها شمس وهي تشير بكفيها .
أشار رجب لشمس لتصمت ثم تابع :
ــ ظننتكِ تودين التسرية عن أختك بذلك العرض المزيف وكأننا داخل مسرح , وهاهي المسرحية انتهت ... قطبت رنا حاجبيها قائلة :
ــ لكنني لم يكن بنيتي ماذكرت يا أبي ، ألا يحق لي الزواج ؟
رفع رجب صوته :
ــ هل نسيتي أنكِ لازلتِ تدرسين ؟
ــ لا لم أنس ، لكنها بالنهاية حياتي .. صمتت هنيهة ثم قالت : وأنا من أقرر .
طالعتها شمس بإعجاب , ودت لو تصفق وتطلق صفير على تلك الشجاعة التي لا تعلم من أين جاءت بها أختها .... حاولت التدخل قائلة :
ــ اتركها يا أبي تفكر وتقرر بعدها .
ــ وماذا عن مرضك ياشمس؟ ... تابع رجب والغضب يعلو صفحة وجهه : ماذا إن وافقت ؟ هل ستقام لها حفلة خطبة وأختها مريضة ؟
مطت شمس شفتيها قائلة :
ــ لاتتحججوا بي ... أنا المريضة شخصيًا وموافقة ، ولا يهمني إلا سعادتها أينما كانت .. لا تعلم كيف ساهم ذلك الخبر في تعديل حالتي المزاجية يا أبي ... تابعت ممازحة : لي فترة طويلة لم أرى مسرحيات ... ترى كيف ستكون إن كان بها شكري سرحان بنفسه ؟ لكمتها رنا بغيظ فتأوهت وسكتت .
رجع رجب بظهره للوراء , رفع رأسه شاخصًا بصره للأعلى لم يود الرحيل يشعر أن هناك مغناطيس يجذبه لهذا البيت لذا لم يدخله منذ سنوات , حنين يتأرجح بين حناياه يضخ لعقله ذكريات من ماضيه حاول نسيانها ليواكب تحديثه رفقة زوجته الجديدة لكن أنى له وقد سحبه مرض ابنته لحلقوم ذلك البيت مطبقًا عليه فكيه فلا يقوى على فتح فمه للرحيل ولا يقدر على النسيان .
ران على الجميع بعض الصمت قطعته رنا قائلة :
ــ أرجو ألا يتصرف أحد حيال ذلك الموضوع بدون الرجوع إلي ... قامت من مكانها مستأذنه لتنام , قامت خلفها أختها فقد كان هاتفها ينادي باسم رامي الذي لا يفتر عن مهاتفتها بكثرة هذه الأيام وكأن غيابها طرق على قلبه ليعلمه قدرها الحقيقي عنده , لم يظن يومًا أن يتأثر بعدم وجودها بالشركة لعدة أيام كما حدث معه ... لطالما ظنّها صديقة يمزح , يمرح .. يطلق النكات فتضحك عليها حتى اعتاد صداقتها إلى أن غابت فوخزه قلبه ليخبره أن الأمر لم يكن أبدًا عادة ، حتى وقت تقربها لآدم لم يبدي أي ردود أفعال سوى المراقبة من بعيد لأنه ظن أن علاقتهما لن تتعدى زمالة كما يحدث معه وأسامة لكن اليوم الذي عاد فيه من المطعم نهشه شعور لم يفسره ولم يعتد عليه ولا يعرف له تسمية، رغم أن الأمر بالنسبة له ولشمس جدًا طبيعي , الخروج رفقة زميل لتناول الطعام أمر لا يثبر أي ريبة ، لكن ماحدث له حينها جعله يتعجب حاله الذي انقلب بعدها مؤثرًا المراقبة عن بعد ... وعندما مرضت لم يجد بد من الوصل الذي أكد له حقيقة مشاعره اتجاهها .
.................................................. .......................
بين صفحات الحياة لحظات مبهجة تبرز معنى الاستقرار بكل ألوانه لتخبر من هو مقدم على الزواج أنه سينتقل من استقرار عام لاستقرار أكثر خصوصية...
كانت السعادة تزين الأجواء , سيادة تجلس على الكرسي وهي تربت على ساق أيمن بحنو , غمزت له قائلة :
ــ لقد أعجبني ذوقك يا ولد .
ابتسم ملئ شدقيه واحمر وجهه ليس خجلاً و إنما من حرارة تذكرها , فقد كان ينبض بقوة والدماء تسري حارة لتشعل كل جوارحه بهجة برؤيتها .. تابعت سيادة : ــ يبدو عليها البراءة والهدوء اللذان أضافا لجمالها جمالًا من نوع آخر ...اسم الله عليها ، رقيقة ... هزّ رأسه لموافقتها ثم قال :
ــ نعم هي كذلك .
ــ حتى والدتها امرأة طيبة ولطيفة ، لكن ... التفت لها أيمن يسألها بقلق :
ــ لكن ماذا ؟
ــ والدها ... تابعت سيادة وهي قاطبة جبينها : لم أرتح له أبدًا .
ــ وما المشكلة ؟ ... أضاف أيمن : ألم تقولي من قبل المهم الفتاة أما من حولها فلا
أهمية لهم .. أومأت سيادة برأسها قائلة :
ــ معك حق .. أسال الله أن يتمم لكَ على خير يا حبيبي .
قاطعهما دخول أدهم مهللًا بذراعيه :
ــ أين بطاقة الدعوة خاصتي ؟
ضيّق أيمن وسيادة أعينهما ونظرا لبعضهما ثم عادا له يسألاه :
ــ أي دعوة ؟ ... لوى أدهم فمه قائلًا :
ــ الزفاف ؟ ... ضحكت سيادة قائلة :
ــ سمع الله من فمك يا أدهم .. أما أيمن تمتم :
ــخفيف الدم يا أخي لكنني لن أضحك .. التقط جهاز التحكم وأشعل التلفاز ثم قام التنقل عبر قنواته .
اقترب أدهم من أخيه ومازحه بلكنة تحاكي لكنة والدتهما :
ــ بريق عينيك فضحك يا غالي .
دعس أيمن على أصابع قدمه فتأوه أدهم ثم قال :
ــ مزاحك ثقيل يا أخي ، كان الله في عونها .
ــ من تقصد ؟ .. سأله أيمن وهو يرمقه بطرف عينيه .
رفع أدهم كفيه قائلاً :
ــ لا شيء صدقني ... سأغادر قبل أن تقضي علي .
قامت سيادة على إثر أدهم لتخلد للنوم , تركا أيمن يدّعي متابعة التلفاز فقد انشغل عقله ليس فقط بعروسه بل بأمرٍ آخر أضاف لليلته الهانئة لمحة شجن , لا يعلم سر تذكر ذلك الآن لكنه نظر للهاتف تذكر رسالة قد تكون تسببت بكسر قلب إحداهن و لايمكنه حتى البوح أو الاعتذار ... نفض عن عقله الفكرة وهو يستغفر عن حماقته بتلك الفعلة رغم أن نيته حينها أن تعلم مايحدث حولها .
.................................................. .....................
علينا ألا نأمن مفاجآت النفوس طالما آثرنا البعد عنها , فكل يوم كفيل بتغير بضعة منها فكيف بمن تغيب لسنون مكتفياً بنصف حياة ؟
كانت سعاد تنظر لساعة هاتفها ممتعضة , تشعر بالضيق بسبب مكوثه الغير مبرر , فقد انتهت مهمته برحيل خاطب ابنتها ولايزال جالسًا بل شاردًا في فضاء الغرفة الضيقة , ودت لو تصرخ فيه لتطرده خارجًا لكنها تذكرت أن أي تصرف أحمق منها قد يكون له تأثير سلبي على مرادها , بالكاد حاولت السيطرة على لسانها لكن باطن عقلها يتمتم : لماذا لازلت جالس؟ ألم تنهي مهمتك ؟ أم أن لعبة الرجوع راقت لك عندما تمردت عليك؟ .. إذن كمّل ليلتك وحدك بالغرفة ... قامت من مكانها لتدخل غرفتها مقسمة على أن تغلقها على نفسها , لا تريد أي شيء يثبّط من عزيمتها للمضي قدمًا بالطلاق ويالها من خطوة كانت أبعد مايكون عن ناظريها كسعاد الضعيفة المسكينة التي تحملت الويلات في صمت حتى اعتاد زوجها على ذلك ، ولم تعمل لانفجار كبتها حساب وقد تمادى ذاك الانفجار على إثر مرض شمس التي انكسرت شوكتها مضيفة لها بعضًا من قوتها لتجابه بها ماضٍ لازال متشبثًا ببراثنه في حاضرها ليضاعف حسرتها على سلبيتها , تشعر وكأنها سكبت داخل أنوثتها رجولة تمكنها من الركض مع ابنتها بين أروقة المستشفيات ولم يكن بحسبانها أن ماسكبته سيؤثر على قراراتها الخاصة, كلما تذكرت وقوفها أمامه ودت لو تضحك على تلك الشجاعة الغريبة التي انتابتها فجأة لكن الأمر راق لها لتكمل ما بدأته بشغف لمعرفة النهاية التي لن تكون سوى ما أرادتها هي .
ــ انتظري ... قالها لتتوقف مكانها .
استدارت لتسأله وهي رافعة أحد حاجبيها :
ــ ماذا تريد ؟
ــ تعلمين ما أريده ... قالها وهو يطرق بأصابعه على يد الكرسي الخشبية .
لوت شفتيها بتذمر قائلة :
ــ وقولت لك لا ، هل عليّ أن أعيدها على مسامعك كلما رأيتك ؟
ــ اجلسي , سعاد ... قالها وهو يشير للكرسي المجاور له .
ــ حتى هذه ، لا أريدها .
زفر رجب بنفاذ صبر محاولاً السيطرة على غضبه , قال :
ــ لا تجعلي صوتي يرتفع فنزعج الفتاتين وكذلك الجيران .
رفعت كتفيها غير عابئة بغضبه , قالت :
ــ لا يهمني ... لطالما أزعجناهم في الماضي .. تابعت وهي ترمقه بطرف عينيها : أم أنك نسيت ؟
تمكن من رسم ابتسامة على شفتيه بشق الأنفس , ليمتص غضبها , قال :
ــ كيف تغيرتِ هكذا ؟ ... أشارت بسبابتها عليه قائلة :
ــ الفضل يرجع لك أيها المحامي القدير , فما قمت بكبته داخلي خلال السنوات الماضية لم يجد بد من الانفجار لتكون أنت أول ضحاياه .
تزايد نقره على اليد الخشبية وكأنه يبث توتره عبر ذلك الجماد الذي ليس له ذنب إلا أنه حمله على متنه , قال:
ــ أقصد لماذا تأخرتِ كل ذلك الوقت ؟ لماذا تصرين على طلبك في هذا الوقت العصيب ؟
ــ أعتذر عن غفلتي ... تابعت بسخرية : كنت نائمة خلال السنوات الماضية وها أنا استيقظت .
ــ اجلسي ... أعادها على مسامعها بصوته الأجش .
ظلّت واقفة مكانها ترمقه بعينيها الغاضبة ووجهها الذي رسم الغيظ بين قسماته فاحمرت وجنتاها وارتعشت شفتيها لأنه يستنفذ هدوءها بإصراره على التحدث معها رغمًا عنها , همست لعقلها : دائمًا تستهر بمشاعري حتى مع أبسط حقوقي الذي هو بالفعل واقع أعيشه منذ سنوات , وعندما أردت أن يكون الانفصال رسميًا اعترضت , وكأنني لا أصلح إلا معلقة ، تعودت أن تأمر ولا تجد مني إلا التنفيذ .. إلى متى ؟ لقد تعبت ... تعبت ياربي ... سأموت من أفعاله المقيتة ... وكأني كلما تمردت اقترب أكثر ليكسر شوكتي وكأنه لم يكسرني من قبل .
قاطع حديث عقلها قهقهات رجب مما زاد حنقها وجُن جنونها كان صدرها يعلو ويهبط أخذت تفرك كفيها وتطقطق أصابعها وكأنها ستخلعهم من مكانهم لكنها سيطرت على مآقيها حتى لا تجعله يشمت بها , ضحكاته تتزايد حتى سعل وهو يرفع كفيه قائلاً :
ــ أعتذر منك .
كانت تريد سبّه بألفاظ تسمعها في مشاجرات الشباب لكن لا تعلم معناها , لكن عوضًا عن ذلك قالت :
ــ لا عليك ،تعودت منك على ذلك ... انزوت ابتسامة حزينة على جانب شفتيها بعدها استدارت مستكملة : عن إذنك .. تعبت و أريد النوم ... البيت بيتك .
تركته فاغرًا فاهه من طريقتها المستجدة في التعامل معه , يقسم لنفسه أنه انبهر للمرة الثانية من تحولها الذي أعجبه وحفذه لعدم الإنصياع لرغبتها , تمتم لنفسه وهو يحك ذقنه :
ــ لن أتركك يا سعاد , لقد أثرتِ فضولي لمعرفة سر تغيرك .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-20, 10:36 PM   #162

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون في الطريق

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-20, 10:41 PM   #163

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون
.......................................
الشدة رغم قسوتها تبين لنا على حين غرة قيمتنا عند الأحباب لتبرهن أن الجمال قد ينبع من أكثر الأشياء سوءً ..
اتجهت برفقة الجميع للمشفى لأجل إعادة الفحص والتصوير بالرنين المغناطيسي وداخلها رعب من مجرد التخيل , ذرات جسدها تنتفض رغم الحنان الذي أحاطتها به والدتها وهي جالسة قربها بالأريكة الخلفية بالسيارة , أما رنا فكانت تقرأ من المصحف بالكرسي الأمامي المجاور لرجب ، كانت الأجواء فيها من التوتر ما يمزق القلوب ويبعثر أشلاءها ، لكن لا حل سوى الصبر لحين معرفة كل شيء وبعدها لا خيار إلا الرضا بالقدر .
عقب جلست الرنين , غادروا المشفى وشمس منهكة نفسيًا وجسديًا فقد أتتها كل الكوابيس وهي داخل ذلك القبر الذي يصور الجزء المتضررمن الجسد داخل الظلام .. لقد شعرت لوهلة أنها بالفعل ميتة وتنتظر الحساب كانت اللحظات تمر ببطىء ، لتضاعف خوفها فلا تقوى على الحراك ليترسخ بداخلها إحساس الوفاة , عاد بهن رجب للمنزل ثم اتجه للمحكمة وعقله شارد بحال ابنته وكذا أمها التي تغيرت بشكل مثير للإهتمام , قاطع شروده رنين هاتفه , ابتسم حالما رأى الاسم .
ــ أهلًا أيمن ... قالها رجب وعلى ثغره ابتسامة .
ــ كيف حالك أستاذ رجب ؟
ــ بخير ... تنحنح أيمن قائلاً :
ــ وددت سؤالك بخصوص موضوعي ... ضحك رجب قائلاً :
ــ امهلني أسأل ابنتي ثم أرد عليك .
ــ حسنًا , أعتذر عن الإزعاج .
ــ لا تعتذر بني .
انتهت المكالمة بتغير مزاج رجب للأفضل , لا يعلم سر مايحدث معه بعد الكلام مع ذلك الأيمن , تمتم عندما تذكر أسلوبه المهذب : لديك من الأدب والأخلاق مايكفيان لجعل ابنتي توافق بكل سلاسة .
على الصعيد الآخر كانت تجلس أمام المزينة , منهكة , روحها تخرج على دفعات مع أنفاسها المتلاحقة , تنظر لنفسها عبر المرآة وذلك الشحوب البادي على وجهها الخالي من المساحيق , رفعت أصابعه إلى شعرها وأخذت تشعث شعرها وتقوم بشده وهي تتأوه ثم تساقطت الدموع من عينيها وهي تتذكر الفحص الذي قامت به منذ قليل , فتحت درج المزينة ثم التقطت منه مقص وقالت :
ــ في جميع الأحوال سيسقط من العلاج .
دلفت رنا على صوت نحيبها , لتجدها تبكي وهي ممسكة بالمقص ويدها ترتجف , ركضت نحوها ثم أخذت منها المقص والهلع ينهشها , سألتها :
ــ ماذا حدث ؟ ... رفعت شمس رأسها لأختها قائلة :
ــ قصي شعري يارنا .
ــ لماذا ؟! ... سألتها وقد اتسعت حدقتاها مرتعبة .
ــ حتى لا يكون فقده عظيمًا عندما .... قبل أن تكمل وضعت رنا كفها على فمها حتى تسكت ثم قالت :
ــ لن تخسريه ، وكل شيء سيكون على مايرام أختي ... وضعت المقص داخل الدرج ثم عانقت أختها تشاركها البكاء وهي تقول :
ــ أرجوكِ شمس , لا تزيدي حزني .
ــ ومن أنا لتحزني ... قالتها شمس وسط نشيجها وهي داخل حضن أختها .
هتفت بها رنا :
ــ أنتِ كل شيء ؛ حياتي , عمري , أختي الكبرى و أمي ... ليتني آخذ من مرضك لأخفف عنك ، لقد تشاركنا الدم والروح أختي ، أم أنك نسيتِ ؟
زاد نحيب شمس وأختها لازالت متشبثة بها داخل عناقها , فتابعت :
ــ ستكونين بخير حتى أكون بخير لأنني لن أقوى على متابعة الحياة بدونك , لم أعرف الحياة إلا بوجودك معي , حتى وإن اختلفت طريقتنا في الحياة ستبقين أفضل أخت في العالم كله .
دلفت سعاد فهالها منظر ابنتيها فتغير الغضب المرسوم على وجهها لشفقة , اقتربت منهما , تسأل :
ــ ماذا حدث ؟ ... التفتت لها رنا قائلة :
ــ لا شيء , شمس تريد فقط معرفة قيمتها عندي ... مطت سعاد شفتيها قائلة :
ــ هناك من يسأل عنها بالخارج .
ــ من ؟ سألت رنا .
ــ زميلها بالعمل واسمه " رامي" .
ــ لا ؛ لن تقابل أحد ... قالتها رنا , فهتفت شمس :
ــ لا سأقابله , سأغسل وجهي و أخرج .
مسحت شمس دموعها ثم اتجهت لدورة المياه , غسلت وجهها وبعدها وضعت القليل من مستحضرات التجميل لأجل عينيها المتأثرتان بالبكاء ثم اتجهت لغرفة رنا أخذت منها حجاب وضعته على شعرها وسط ذهول أختها التي فغرت فاها وعقدت حاجبيها متسائلة :
ــ هل ...؟
أومأت بنعم ثم رتبت الحجاب أمام المرآة وخرجت من غرفة أختها التي لازالت واقفة مشدوهة .
داخل غرفة الجلوس , كان جالساً ينتظرها وبين يديه باقة زهور بيضاء أنيقة , حالما رآها وقف مبهورًا بمظهرها الجديد , رافعًا حاجبيه في دهشة وقد زم شفتيه , فضحكت من ردة فعله ثم مدت يدها تصافحه وهي تقول :
ــ لماذا تنظر لي هكذا ؟
ــ هل تحجبتِ ياشمس ؟ .. قالها وهو يقدم لها باقة الزهور .
أومأت بنعم ثم جلست على الكرسي المجاور له ,التقطت منه الزهور , وقربت منها أنفها تشتمها ثم ابتسمت قائلة :
ــ يا لجمالها ! .. شكرًا لك رامي.
ــ لن تكون أجمل منك يا شموسة ... قالها وهو يغمز فلكمته في ذراعه فضحك ثم تابع : ألهذا تغيبت كل هذه الأيام ؟
هزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ كنت مريضة و ... لازلت ..غضّن جبينه سائلاً :
ــ ومانوع المرض ؟
ــ وهل عليّ إخبارك ؟ ... تابعت وقد رفعت أحد حاجبيها : أم أن أمري يهمك لهذه الدرجة ؟ ... ابتسم بود وهو يفرك كفيه قائلاً :
ــ نعم أمرك يهمني كثيرًا ... عوجت فمها قائلة :
ــ ومنذ متى , أيها المخادع .
وضع سبابته على رأسه يحكها وكأنه يتذكر ثم تنحنح قائلاً :
ــ لا أذكر الوقت بالتحديد , تعلمين أن عندي معه مشكلة وأنسى التواريخ ... حاول تغيير الموضوع : هل أتى لزيارتك باقي الزملاء ؟ ... أومأت بنعم قائلة :
ــ معظمهم , ألا تعلم أنني محبوبة بالشركة .
نظر لعينيها يكتسب منها بعض البريق ثم قال :
ــ بلى ؛ أعلم , لكنك لا تعلمين ... ضربته على كتفه قائلة :
ــ ما تلك الألغاز أيها المعلم ؟ لم أعد أفهمك ... ابتسم برزانة قائلاً :
ــ بل تفهمي كل شيء وتدعي الغباء , أيتها المهندسة .
أشارت بكفها تسأله :
ــ إلام ترمي يا رامي ؟
أمسك كفها ونظر لعينيها مباشرة وقد اشتعل شيء ما في قلبه ليؤكد له أن غيابها أثار بداخله الكثير , مشاعر هاجت مع رؤيتها بذلك الزي المختلف الذي رغم حشمته فتنه ليطلب ودها , حينها حكت العيون بالكثير , تورد خديها وشعرت بالخجل الذي لم تعتد عليه لتقول بارتجاف وبصوتٍ خفيض أقرب للهمس :
ــ رامي !.. ماذا تفعل ؟
لم يرد وظلّ قابضًا على كفها بأصابعه مما زاد ارتباكها ليس لأنها أول مرة يمسك كفها وإنما لأن إحساسه وصلها لكن بالوقت الخطأ فقد كانت أمها واقفة أمام الباب عاقدة ذراعيها أمام صدرها وعلى وجهها أمارات الغيظ , سألت بغضب :
ــ ماذا يحدث هنا ؟
.................................................. .............
قد يكون الطيف مجرد خاطر يجول بين رجل وامرأة حالت بينهما الظروف والمسافات لكن هل محاولاته لإيقاظ الشوق ستجدي نفعًا ؟؟
بنيت على قلبي جسرًا
يمر بين حناياك
لعل روحي تتسلل
لتبحث عني هناك
ــ أنا .... تردد الصوت في أرجاء المكان , صوت يألفه ويحبه ... كان للصوت صدى وكأنه في مكان خالي , قام على إثره ليجد من تدور وهي ممسكة بفستانها الواسع الوردي , ابتسم لرؤيتها ثم ركض حيث كانت ونار الشوق تكوي قلبه على مهل , أمسك بخصرها وعانقها مطولاً , لكن هذه المرة كانت لطيفة جدًا فقد استسلمت لعناقه بل وبادلته الشوق بتلك الكلمات التي رتبتها في قصيدة لتكمل ما استأنفته "أنا تلك الأمنية التي دومًاً تهواك ... أنا الكون برمته حين تزدان دنياك, بدت كنجمة متلألأة حلّت سماءه لتنير صحاري ظلمته المقفرة ".
ــ اشتقت لكِ , أمنية .
ــ وأنا أيضًا ... قالتها وهي تبتسم ثم مالت برأسها على صدره , فعلا ضجيج قلبه وكأنه يحتفل برؤيتها ... فجأة ابتعدت ثم أمسكت بمعصمه وقالت :
ــ لك عندي مفاجأة .
ــ مفاجأة ! .. قالها في عدم تصديق , فأومأت برأسها ثم جذبته من يده قائلة :
ــ اغمض عينيك .
سار معها مغمضًا عينيه كما طلبت لكن الحرارة المشعة من صدره توهجت لتنير له درب حب لا نهاية له , فجأة قالت :
ــ افتح عينيك .
فتح عينيه ليجد نفسه في غرفة المكتب , ابتسم قاطبًا جبينه لأنه لم يستوعب بعد نوع المفاجأة , التفت لها لكن للأسف رحل طيفها وأظلم فضاء الغرفة من حوله .
ــ أمنية ... هتف باسمها بعد انتهاء الحلم على غير رضاه ثم قام من مضجعه كالملتاع يبحث عنها في الشقة , لم يجدها .. حينها أدرك أنه كان يحلم , عاد للصالة فوجد ساعة الحائط تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل ..أخذ يتثائب ويفرك فروة رأسه وهو يقول :
ــ مجددًا .. كلما نمت أتتني في أحلامي وكأنها صنعت تعويذة برحيلها لتحرمني النوم ، وكأنني أنعم به في غيابها ... تعبت يا أمنية ... تعبت .
مر أسبوع ولازال الحال كما هو , بل أسوء بكثير فقد بات يشعر بالفقد لبعدها وغيابها وكأنها كانت الحياة لهذا البيت , حتى عمله تغيب عنه وأخذ إجازة مفتوحة حتى لا يراه زملائه بهذا الانهزام والضعف , يريد ترتيب كل سطور حياته ، لكن لا يعلم من أين يبدأ ؟
ذهب لغرفة المكتب الذي لم يقربها مذ رحلت ثم ضغط على زر الإضاءة ليجد الغرفة محاطة بقصاصات الورق ... غلفت الجدران بالقطع الصغيرة ... اقترب من أحد الحوائط ثم تلمس تلك القصاص وهو يمشطها بعينيه ففغر فاهه و سرت رجفة بأوصاله من قراءة الورقة , فقد سطّرت الكلمات التي سمعها تخرج من بين شفتيها بالحلم .
سار بمحاذاة الجدران يلملم الورق الملتصق بفعل الشريط اللاصق و يقبّله ثم يقبض عليه في راحته وبعدما انتهى اتجه للمكتب توسطه ثم صف الأوراق عليه ليعيد القراءة بصوته الأجش ...
بنيتُ على قلبى جسرًا يمر بين حناياك
لعل روحى تتسلل لتبحث عنّى هناك
أنا تلك الأمنية التى دومًا تهواك
أنا الكون برمته حين تزدان دنياك
فيهديك قلبًا بكرًا سكناه يداك
على أمل أن تأويه تحت سماك
ليسمع لحن أشواقٍ تغنت به شفتاك
لم أعهد الحب قبلك , فهلا جدت بهواك ؟
ألا ياسيدى تشعر بقلبٍ يهفو لرؤياك ؟
أما آن أن تلحظ حبًا يسرى بدماك ؟
قلبًا ينبض اسمك به الرب حباك
ألا تخشى رحيل فؤاد بات يحلم بلقياك ؟
وإن رحل ..... فلن تلقاه أبدًا عيناك
فلن أمضى فى دربٍ لم تطأه قدماك
ومهما كنت كريمة لن أطيق استنزاف
يبعثر من كرامتى و يكسرنى بجفاك
لم يتحمل جروح قلبه الدامية مع كل حرف يقرأه, أعاد القراءة ومع كل مرة يزداد الألم, فغادر متجهًا نحو الشرفة , استوى على كرسي ثم رفع رأسه للسماء يطالع النجوم والقمر الذي بدأ في التراجع مع انكماش الليل , زفر نفسًا عميقًا يخرج بآهات الفؤاد ثم قال :
ــ يارب اصلح حالي واجمعني بها عن قريب, لم أكن أعلم أنني أحبها هكذا حتى غادرت ، لقد أيقنت أني أعشقها يارب ... أعشق روحها ومتيم بهواها يااااارب .
أخذه عقله حيث هي وريم , وهل هما نائمتان الآن ؟ .. تمتم قائلاً :
ــ هل حقًا أتاكِ نوم يا أمنية كل تلك المدة بلا أرق ؟ ... مزقه الوجد من مجرد التخيل أن تكون سعيدة بذاك البعد الذي فرضته عليه وكان هو جزء منه ... ظل يردد : معقول يا أمنية !
عاد للداخل ليتوضأ ويصلي حتى يؤذن للفجر وهو عازم على عدم النوم بعد ذلك لأجل ترتيب كل أولوياته وتنظيم كل أموره .
على الجانب الآخر , كانت تتقلب على فراشها والأرق يفتك بها , قامت تتفقد ابنتها التي غطت في نومها منذ ساعات , تحركت بهدوء حتى خرجت من الغرفة دون إصدار أي صوت ثم خرجت للحديقة لأنها تشعر بانقباض في صدرها , كان صدرها يعلو ويهبط ولا تعلم سبب مايحدث لها فهي تحيا أجمل أيام عمرها مع عائلتها التي تتفانى في تدليلها ومع ذلك هناك ألم نابض من قلبها لا تعلم سببه , تنهدت قائلة :
ــ لماذا يراودني هذا الشعور ؟ لا أريد العودة لكن .... لكن الحنين يكاد يقتلني ... جال بخاطرها آدم , رفعت رأسها للسماء وطالعت النجوم المتفرقة تمتمت :
ــ لعلك تنعم بالسعادة مع شمسك منذ رحيلي ؟ ... تساقطت العبرات على خديها رغماً عنها لتكمل : ليتني لم أوافق على الزواج منك .
.................................................. .......
كلمات الغزل ماهي إلا طلقات نارية يسهل تسديدها نحو أنوثة المرأة فتؤتي ثمارها نفعًا بنسيان أي ذكرى من الماضي السحيق ...
كانت تتثائب وهي تتحدث معه بمكالمته المرئية المعتادة , وترد عليه برسمية غير معهودة منها لكنها منذ ذهبت لرفيقتها وقد انفتق جرح قلبها من جديد ساكبًا الحمم مع الدماء فيغلي كبرياءها غليانًا , كانت تظن أنها تخطت الأزمة بنجاح، لكنها أيقنت منذ أسبوع أنها أخفقت ولا تعلم كيف تواجه زوجها فقد باتت تكره مكالماته وتكره بعده , امتلئ صدرها بكم لا بأس به منه المتناقضات ، تارة تريد رؤيته وتارة أخرى لا تطيق سماع اسمه لكنها تعلم شيء واحد فقط ؛ ألا وهو أنها لا تكون سعيدة إلا بقربه فربما ماحدث لها نجم عن البعد المجبرة عليه بسبب مرض والدتها ظلّت في ذلك الصراع الداخلي الذي لا يعلم حدته إلا الله ولا سبيل للتحدث معه بالموضوع لا سيما أنها وعدته أنها بالفعل تجاوزت الأمر .
أطبق الصمت إحكامه عليهما للحظات , قطعها حسن قائلاً :
ــ ماذا بكِ سحر؟ ... رفعت عينيها لثقب الكاميرا وابتسمت قائلة :
ــ لا شيء , أنا بخير ياحبيبي .
ضيّق عينيه وهو يطالع ردة فعلها المرسومة على الشاشة ثم قال :
ــ بل هناك شيء , لا أعلم ماهو لكنك ستخبريني .
ــ بماذا أخبرك ؟ ... صدقني أنا بخير.
ــ هناك شيء تخفينه عني .
ــ وماهو ؟ .. ردت عليه وهي رافعة أحد حاجبيها ...رفع كتفيه قائلاً :
ــ هذا ما أود معرفته منك .
ــ حسن ... تغندجت باسمه متابعة : أرجوك لا تكبر الموضوع , مجرد إرهاق لا أكثر .
ــ ولما لا تحضري واحدة تساعدك يا عمري .
لانت ملامحها قليلاً لتقول :
ــ الموضوع بسيط ولا يحتاج صدقني ... هزّ رأسه نافيًا وأشار لعينيه ثم قال :
ــ لو نظرتي بعيني لنفسك , ستعلمين حينها أنه يحتاج .
ابتسمت برقة فقد راقت لها كلماته ثم قالت :
ــ ألهذه الدرجة تحبني ؟
ــ اسكتِ سحر أرجوكِ ...تابع وهو ممتعض : أنتِ تعذبينني بهذا السؤال ؟
مطت شفتيها قائلة :
ــ لكنني أريد الجواب .
ــ إذن الإجابة لا ... قالها فقطبت سحر حاجبيها وارتعشت شفتيها قائلة :
ــ ماذا قلت ؟ ... اتسعت ضحكته ليقول :
ــ قلت لا أحبك ؛ بل أعشقك يا كل حياتي .
وضعت كفها على فمها ثم انسالت الدموع على وجنتيها وقد تمت إصابتها بنجاح , رفع حاجبيه في دهشة من ردة فعلها ثم قال :
ــ ألم أقل لكِ , هناك شيء ... لم ترد فتابع : لماذا البكاء الآن ؟ تزيدين عذابي هكذا.... تكلمت وسط نهنهاتها وهي ترمش بعينيها :
ــ لأنني أحبك ... كثيرًا .
انتهت المكالمة بينهما لكنه ظل مشغول البال على تغيرها , قرر مفاجئتها بأمر ما داعيًا الله أن تكون حقًا على ما يرام ولا يكون هناك شيء تخفيه عنه .
.................................................. .......
مهما طال الظلام لابد من بزوغ الفجر حاملاً معه نسائم الصباح المحملة بالأمل ليؤكد أن العسر دائمًا و أبدًا يتبعه اليسر ...
تنفس الصبح ليبعث الأمل في نفس آدم , لم ينم مذ داهمه الأرق ورغم ذلك ود لو يشكره على ايقاظه ليعيد ترتيب شؤونه على نحو أفضل, تناول إفطاره ثم بدّل ملابسه متجهًا نحو عمله وفي الطريق أمسك الهاتف واتصل بوالدها مجددًا وهذه المرة رد عليه ... لم يصدق أذنه فصمت للحظات مدهوشًا حتى قاطعه صوت جمال بالسلام .
ــ أهلا عمي .. كيف حالكم ؟ ... سأله والحرج يقطر من جبينه .
ــ أظنك تعلمه يا أبا ريم ... قالها جمال والعتب واضح بين حروفه .
صمت آدم هنيهة لا يعلم كيف يتدارك شعوره بالندم ولا يعلم كيف يرد عليه , قال : ــ هل يمكنني مقابلتك عمي؟ ... صمت جمال , فتابع آدم :
ــ أنا جدًا آسف بشأن كل شيء وأود مقابلتك لتوضيح كل شيء .
لازال الصمت مطبق إحكامه على جمال , فواصل آدم :
ــ أرجو أن توافق , فأنا جدًا أحتاج مقابلتك ... تنهد جمال قائلاً :
ــ حسنًا , سأنتظرك الليلة في البيت الساعة التاسعة مساءً .
تهللت أسارير آدم ليرد والفرحة بين كلماته :
ــ سآتِ في الموعد إن شاء الله .
انتهت المكالمة على خير لتتسع ابتسامة آدم ويشع النور بين قسماته ,وهو يتمتم :
ــ أخيرًا سأراكِ أمنية ، كان قلبه يتراقص من مجرد ذكر اسمها وعقله يخطط منذ الآن لما سيرتديه , رفع رأسه لينظر لوجهه عبر مرآة السيارة فقطب جبينه قائلاً وهو يمسد ذقنه وشاربه :
ــ لابد أن أحلق شاربي و ذقني .
لم يفكر ماذا سيجلب لها خلال تلك الزيارة كي يقنعها بالعودة , فقد مرّ أسبوع لكنه يراه سنة , فكر بأمر ريم لذا مؤكد سيشتري لها لعبة جميلة بعد عودته من العمل , أما هي فقد قام بتوصية أحدهم على هديتها قبل حفل جنى وقد جلبها في طريق عودته في اليوم المشئوم الذي غادرت فيه لتكن هي رفيقته في تلك الأيام المقفرة بعيدة عن صاحبتها .
صف سيارته أمام الشركة ثم ترجل منها وما إن دلف حتى رحب الجميع بعودته متظاهرين أنهم افتقدوه رغم عدم مهاتفة أحد أو حتى محاولة التواصل معه ... اتجه نحوه أسامه ثم جلس أمام مكتبه .
ــ حمد لله على سلامتك ... ابتسم له قائلاً :
ــ سلمك الله ... تنحنح أسامة قائلاً :
ــ شمس لها أسبوع متغيبة وقد مدت الإجازة .
لم يرد آدم , فتح حاسوبه مدعيًا الانشغال , فواصل أسامة :
ــ إنها مريضة , ألن تسأل عنها ؟
حرك آدم رأسه بعيدًا عن الشاشة ثم نظر لأسامة وهو رافعًا أحد حاجبيه قائلاً :
ــ وهل سأل عني أحد ؟... ابتلع أسامة غصته ثم قال :
ــ لكنك غامض ولا يعلم عنك أحد أي شيء .
لوح آدم بكفه الأيمن الملثم أمام ناظريه قائلاً :
ــ وها قد كنت مريضًا ولم يسأل عني أحدكم .
ضمّ أسامة شفتيه في حرج ثم غضن جبينه قائلاً :
ــ أعتذر منك , سامح تقصيرنا جميعًا في حقك ... ابتسم له آدم قائلاً :
ــ لا عليك .
غادر أسامة تاركًا آدم منشغلًا بعمله ولايزال مبتسمًا فقد انشرح صدره بعد مهاتفة جمال , لم يحب إفساد بهجة يومه بأي خبر قد يعكر صفو مزاجه لذا لم يعطي اهتمام لكلام أسامة وتلميحاته المبطنة .
.................................................. .........
أي ذكرى قاسية تسببت في جرح الكرامة لن تندمل بشكل كامل ليظل جرحها جرسًا للكبرياء يخبر صاحبها دومًا أن مهما ناداه الشوق لن يضعف أبدًا...
طرقات على غرفتها بعدها دخلت رغدة , كانت تقرأ رواية , ابتسمت لرؤية والدتها ثم أغلقت الكتاب ونحته جانبًا لتسمعها , اقتربت منها رغدة ثم جلست على الفراش ... ران بعض الصمت قطعته أمنية قائلة :
ــ هل أساعدك بشيء من أعمال المنزل أمي ؟
هزّت رغدة رأسها نافيًا ثم زوت ابتسامة واهنة على شفتيها قائلة :
ــ أردت معك التحدث بشأن أمر يخصك فقد هاتفني والدك منذ قليل لأخبرك .
ضيقت أمنية عينيها قائلة :
ــ ولما لم يهاتفني ؟
ــ ظنك لازلتِ نائمة , فقد خرج لعمله باكرًا .
ــ وما ذلك الأمر الذي بعث التوتر بين قسماتك أمي ؟
اقتربت رغدة أكثر ثم أخذت تمسد كتف ابنتها , قالت :
ــ آدم سيأتي الليلة ... اتسعت عينا أمنية و دق قلبها بقوة لتقول :
ــ ماذا ؟ ... أومأت رغدة بنعم لتضيف :
ــ في تمام الساعة التاسعة .
أشاحت أمنية بوجهها بعيدًاً ورفعت ذقنها في إباء قائلة :
ــ لن أقابله ... شهقت رغدة قائلة :
ــ ليس من شيم بنات الأصول الإعراض عن أزواجهن يا ابنتي .
عقدت أمنية جبينها وشعرت بالغضب بسبب دقات قلبها التي تحرجها بهذه الطريقة وتعصي كبرياءها , قالت :
ــ أبي سيقابله , لكنني لن أفعل ولن أغير رأيي .. زمجرت والدتها :
ــ أمنية !
رفعت كفيها قائلة وقد تسللت خيوط الدموع على وجهها :
ــ أتمنى أن تشعري بي ولو لمرة يا أمي , ضربني وأهانني بقسوة وجعلني أخرج من بيتهم تائهة حتى كادت عربة تصدمني لولا ذلك الشيخ الذي لا أعرفه لكنه أشفق على حالي من هيئتي وشكلي , أخذني من موت محقق وساعدني لأكون هنا بينكم .. أضافت وهي ترفع سبابتها : حتى المال لم يكن معي ولولا ذاك الرجل الطيب لما تمكنت من ركوب سيارة أجرة .
طأطأت رغدة رأسها في أسف لإعادة ذلك الكلام على مسامعها مجددًا , ربتت على كتف أمنية قائلة :
ــ حسنًا , اهدأي حبيبتي ... سأخبر والدك برغبتك ولن يمانع .
اندهشت أمنية من ردة فعل أمها الغير متوقعة فرفعت حاجبيها قائلة :
ــ حقاً ! ... هزّت رغدة رأسها توافقها ثم ضمتها لصدرها وعقلها يقول :
ــ لقد تحملت مالا تطيقه امرأة يابنيتي , كان الله في عونك , لابد أن تأخذي وقتك لتضمدي جراح قلبك وأرجو أن تتمكني من تجاوز كل ما حدث لكِ .
.................................................. .........
لا شيء يمكن توقعه مع الشخصيات المزاجية التي تبدع في التنقل بين الأدوار ليصبح تحركها أمر وارد في منعطف المشاعر ...
كانت سعاد واقفة تضرب بقدمها على الأرض وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها تتابع ذلك الذي يمسك بيد ابنتها على مرأى ومسمع منها دون اعتبار لحرمة البيت الذي دخله , تميز الغيظ بصدرها لوقاحة ابنتها وعدم احترامها وهي لازالت على قيد الحياة , جذت على أسنانها بغيظ من ذلك المنظر المقزز .
التفتا الإثنين لتلك الواقفة وابتلعا غصتهما ثم شدت شمس يدها من أصابع رامي المتشبثة بها , فدخلت سعاد ورمقتهما بنظراتها الملتهبة قائلة :
ــ ماذا تفعلان ؟ ...امتقع وجه شمس وقامت من مكانها مسرعة نحو أمها لتقول بصوت مرتجف :
ــ لا شيء , صدقيني أمي .
قام رامي من مكانه والتوتر يبعثره ثم قال :
ــ أريد خطبة شمس , خالتي .
ــ وهل هكذا تتم الخطبة يا ابن الأصول ؟ ... قالتها سعاد وهي مطبقة فكيها بغيظ .
غضّن رامي جبينه في حرج ليضيف :
ــ أنا آسف , لقد كنت .... رفعت سعاد صوتها قائلة :
ــ لا يهمني ماذا كنت , من يود الزواج يذهب لوالدها لطلب يدها ولا يتصرف بصبيانية كما فعلت ... التفتت لشمس متابعة : وأنتِ عودي غرفتك .
تحرك رامي ناحية الباب الخارجي وهو يردد عبارات الأسف ويعدها بأن يتجه لمكتب والدها لإخباره بكل شيء .
خرجت شمس بسرعة عائدة لغرفتها ثم دلفت غرفتها بلا دموع أو بكاء , كانت سعيدة للدرجة التي أنستها لوم أمها لها منذ لحظات , ظلّت تضحك وتنظر لنفسها في المرآة وتقول :
ــ ليست كل الهموم مبكية ... ياله من مجنون لكنه ... أعجبني ... لم تلحظ من كانت متكئة على وسادة السرير وتنظر لها بطرف عينيها علّها تفهم مايجري .
ــ هييي .. نحن هنا .. قالتها رنا مهللّة
استدرات شمس وعلى وجهها حمرة على غير العادة , ابتسمت بهدوء ولم ترد , فقامت رنا من مكانها ورفعت أحد حاجبيها قائلة :
ــ هل أنتِ بخير ؟
ــ جدًا .. جداااااا ... قالتها شمس وهي ترفع إصبع الإبهام بسعادة وتناست تمامًا أمر الفحص الذي عادت منه منذ قليل وكأن شيئًا لم يكن .
.................................................. .......
كل محنة تتشبث براثنها بالنفس تؤخر مدة تجاوزها , ولا يمكن معرفة إن كان الشخص قد تخطاها أم لا.. إلا عند نطق اسم صاحب الجرح على مسامعه ...
كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة بربع الساعة ولازال الجدال يتقافز بين جمال وابنته , يحاول إقناعها بالعدول عن قرارها وتأبى , يسترضيها لمقابلة آدم وترفض بشراسة وكأنه آتٍ لقتلها .
ــ لا يجدر بكِ الإصرار على عدم لقاءه هكذا يا ابنتي ! ... قالها جمال وهو جالس على كرسي في مواجهة أمنية التي انكمشت على سريرها مهمومة , بينما فضّلت رغدة الانسحاب مع ريم إلى الصالة لمشاهدة التلفاز .
ــ أرجوك أبي ... قالتها أمنية وهي تزم عينيها باستعطاف .
زفر والدها بضيق ليردف :
ــ حبيبتي , لابد من المواجهة لتحققي هدفك أيًا كان , قلت لك مسبقًا لن أناقشك في الأمر طالما قمت بالنظر فيه ... رفعت كفيها مهللة :
ــ لالالالا , اعفني من تلك المواجهة ... مسح على ساقها بحنان قائلاً :
ــ اهدأي بنيتي .
ران عليهما بعض الصمت قطعه جمال قائلاً :
ــ لماذا ترفضين لقاءه بهذا الشكل ؟
استأنفت أمنية البكاء وقد جال بعقلها آخر مشهد لها ببيته وهو يضربها ويخرجها من الشقة خاوية الوفاض ,اقترب منها أبوها ضمّها إليه في محاولة لتهدأتها , فقالت وسط نشيجها :
ــ أنا لم أتجاوز الأمر , أبي .
ــ حسنًا , أفهمك ... تابع وهو لايزال محتضنها : أنا سأكون معك بالداخل ما الذي سيجري إن دخلتِ وقلتي ماتريدينه منه بكل صراحة .
ــ قلها أنت , أبي .. واعفني أرجوك من تلك المهمة ... هتف جمال قائلاً :
ــ أنتِ شريكته يا حبيبتي وزوجته لذا لابد لكِ من مقابلته .
ــ أخاف أن أضعف فلا أتمكن من الكلام ..... تابعت وهي ترتجف : أشفق علي يا أبي .. هزّ جمال رأسه متفهمًا ثم قال وهو يربت على ظهرها :
ــ حسنًا , ماذا أقول له عندما يأتي ؟
ــ قل له أني لا أريد سوى الطلاق .. تابعت وهي تكفكف دموعها : ولا يقلق بشأن ريم سيراها وقتما شاء هو وأهله .
ــ حسنًا , هل من شيء آخر ؟ ... قالها وهو قاطب جبينه وقلبه ينفطر من رغبتها التي لم يود سماعها يومًا لكن لايد له في شيء , هي بالنهاية حياتها .
ــ لا , شكرًا أبي ...قالتها وتوقفت عن البكاء فقد هدأت نفسها تمامًا وارتاحت بعدما تركها والدها تنفذ ما طلبته .
على الجانب الآخر كان آدم قد انتهى من حمامه الدافئ وقد اعتنى بحلاقة ذقنه ليبدو أكثر وسامة ثم ارتدى قميصًا غامق اللون كانت تحبه أمنية عليه , أخذ يصفف شعره أمام المرآة و هو يبتسم ثم أمسك قارورة العطر لينثر عبيرها على هيئته البهية التي زانتها نبضات قلبه المتواترة وكأنها تعزف ألحان الحب , فهاهو على موعد معها لا تفرق بينهما إلا دقائق معدودة .
نظر لكفه الأيمن وقد قطب جبينه , أراد خلع لثامه لكن الجرح لم يندمل بعد فقد كان عميقاً , حدث عقله : لا يهم , لعلها تشفق علي بسبب منظره وتعود بسهولة .
انتهى من هندامه ثم خرج متجهًا نحو الدرج ليهبط درجاته بخطوات ثابتة , والبسمة تعلو ثغره , سار للباب الخلفي حتى لا تراه دينا فتتشبث به وتلح عليه بالمجيء , أراد أن يتناقش معها بأمرهما دون تدخل أحد .
استقل سيارته وهو يسابق الريح ليصل كي يراها ويملي عينيه منها فقد بلغ منه الوجد مبلغًا لا بأس به حتى فاض من حناياه , والقلب تتراقص دقاته على نغمات مجسمة تداعب روحه ليطلق تنهيدة تحمل من الشوق مايصهر جوانحه .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-20, 02:09 AM   #164

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

ادام لا يعرف ماذا ينتظره....فامنية تغيرت ولا ينفع معها ادام القديم يجب ان يتجدد و يحارب لينال رضاها. ...حقا اسفق عليه وعلى حظه....شمس المرض غيرها هي ايضا و صارت اكثر تعقلا و التزاما ..و انسجام مع اختها....نور تبكي حظها و حياتها...ولم تواجه اخطاءها بعد.....ممكن ان نسمي هذان الفصلين بفصلين التغير و نقطة تحول في حياة الشخصيات.......روعة والخواطر التي تكون في مقدمة كل فصل رائعة سلمت يمناك......موفقة باذن الله 🥰🥰🥰

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 12:56 AM   #165

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
ادام لا يعرف ماذا ينتظره....فامنية تغيرت ولا ينفع معها ادام القديم يجب ان يتجدد و يحارب لينال رضاها. ...حقا اسفق عليه وعلى حظه....شمس المرض غيرها هي ايضا و صارت اكثر تعقلا و التزاما ..و انسجام مع اختها....نور تبكي حظها و حياتها...ولم تواجه اخطاءها بعد.....ممكن ان نسمي هذان الفصلين بفصلين التغير و نقطة تحول في حياة الشخصيات.......روعة والخواطر التي تكون في مقدمة كل فصل رائعة سلمت يمناك......موفقة باذن الله 🥰🥰🥰
سلمتِ حبيبتي وسلم استقرائك الراقي
أسعدني جدا ما وصلك مما كتبت و الله أسأل أن ينال القادم رضاكِ 🌹🌹🌹
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة 😍
عيدكم مبارك


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 12:57 AM   #166

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 12:57 AM   #167

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 12:58 AM   #168

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

سيتم تنزيل الفصلين السادس والعشرون والسابع والعشرون بعد قليل بإذن الله تعالى

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 01:00 AM   #169

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-20, 01:00 AM   #170

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله توكلت على الله ♥

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.