آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          2- الحب والقدر - مركز دولي قديمة - روايات عبير جديدة (الكاتـب : samahss - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لعبة الأقدار (3) للكاتبة: Julia James .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          حارس العروس (17) للكاتبة : Brenda Harlen....كامله..تم إنزال الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          أحببتُ العاصي / للكاتبة آية ناصر ، مصرية مكتملة (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-20, 04:12 PM   #151

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي


موعدنا مع الفصلين الثاني والعشرون والثالث والعشرون في الغد إن شاء الله ♥

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-20, 06:29 PM   #152

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 484
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم امين يارب العالمين ...شكرا حبيبتي نحن في الانتظار ان شاء الله 🌷🌷

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:54 PM   #153

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني و العشرون
( بعض السكينة)
..............................................
أحيا بأمان وسكينة
مع عائلتي أبقى أميرة
يرعاني الحب ويشملني
مع أنفاسٍ تحمي روحي
الكل يربت ويضمد
جراح بالقلب أليمة
لاهم لديهم أوغاية
إلا أن يجدوني سعيدة
أعينهم تغمرني ود
فتخفف آثام ذكرى
بالشوق رمتني صريعة
لأجابه عالم قاسي
لكني لست وحيدة
حولي قلوب أثيرة
أخذوا بيديّ لأنهض
فأواجه بصمود حياتي
بشموخٍ ألقاها قديرة
وبدون تلعثم أتكلم
و أباري الكون وأتفاخر
أنّي بعائلتي قوية
.................................................. ............
.................................................. ............
عندما نتألم لا نحتاج سوى لروح تتعمق عبر أجسادنا لتربت على القلب , ومع ذلك هل ستهدأ النفس ؟ أم هي مجرد محاولة لتسكين الألم ؟
أمسكت بكأس مثلجاتها ثم عادت لتناوله وهي تنظر للنهر تستمد منه البهجة والقوة.
قاطعهما رنين جوال جمال الذي ما إن نظر لهاتفه حتى رفع رأسه ونظر لابنته بابتسامة , ولم يرد فسألته وقد رفعت حاجبيها في حيرة :
ــ ألن ترد ؟
ــ ما رأيك ؟ ... تابع وهو لازال مبتسم : إنه آدم .
ازدردت أمنية ريقها وشعرت برجفة خفيفة تسري في جسدها لدى ذكر اسمه , رفعت كفيها نافية ثم قالت بهلع :
ــ لالالالالا .
ــ اهدأي حبيبتي ... قالها جمال ثم ضغط على زر جانبي للهاتف ليسكته ومن ثم وضعه على الطاولة بعد غلقه ، تنهدت أمنية بارتياح , فبادرها جمال بحنو :
ــ لم أشأ إفساد متعتك بتلك النزهة , لكن لابد أن نتحدث مليًا بشأن علاقتكما .
ــ لن تستمر ... تابعت أمنية وهي عاقدة مابين حاجبيها : أريد الطلاق أبي .
حط جمال كفه على راحتها ثم مسدها بلطف , قال :
ــ الطلاق أمرٌ جلل , يحدث بكلمة فيفرق أسر ويشرد أطفال ويدمر بيوت .
ــ ألم يدمر آدم بيتنا بما فعل ؟ ... قالتها وقد ترقرقت العبرات في عينيها لتذكر ذلك الألم , فناولها جمال منديلًا ثم رمش بعينيه راجيًا إياها أن تهدأ و قال :
ــ لأستكمل معكِ الحديث بشكل موضوعي , أرجو منكِ ألا تبكي .. أومأت أمنية بنعم وهي تمسح دمعاتها في مجاهدة منها للسيطرة على مآقيها , فسألها جمال :
ــ هل أنتِ بخير الآن ؟ .. هزّت رأسها موافقة , فقال لها جمال : سأتكلم معكِ كحكم بينكما وليس كأب .
همهمت أمنية لتعلمه بموافقتها , فقال :
ــ كلاكما أخطأ كما ذكرت سابقًا , هو بتسرعه وضربه لك وأنتِ بإخفائك أمر لقائك بزوج أخته ولومه على علاقة لست متأكدة من صحتها ... قاطعته قائلة :
ــ لكن مازن معه صورة المنشور حيث تتباهى زميلته بهديته أمام الجميع .
أشار بيده أن تهدأ حتى يكمل كلامه وما إن فعلت , قال :
ــ هل مواقع التواصل هي مصادرنا للتأكد من أي شك يعترينا ؟ ...قاطعته والغضب احتل قسماتها :
ــ لكنني سمعته ينادي اسمها في البيت .
ــ ولو ... تابع جمال وهو ينظر لعيني ابنته : هناك حلقة مفقودة في كل ماذكرتماه أنتِ ومازن , كما أنها زميلته بالعمل ويراها طوال وقت العمل ومن الطبيعي أن يذكر اسمها أما بخصوص هديته فمؤكد هناك سبب ما .
ــ ولماذا أخفى عني أمرها وعندما سألته عن العلبة التي رأيتها بالدرج , أنكر الأمر واتهمني بالتوهم ؟؟ ... صمت جمال لبرهة ثم قال بنبرة حادة :
ــ لنفس السبب الذي جعلك تخفين أمر لقائك بمحمود في الحديقة .
ارتبكت أمنية وخالجها التوتر فصمتت قليلاً ثم ردت :
ــ أنت مع من يا أبي ؟
ــ قلت لكِ سأتكلم كحكم بينكما ولست أب .
ــلم أجد الفرصة لأفتح معه الموضوع الشائك الذي يمس أخته المجنونة , ولم أود الوقوع معها وهذا ليس مبرر أبدًا ليشك بي ويضربني كما فعل .
زفر جمال بضيق وهو يمسد جبهته ثم قال :
ــ لكنكِ وضعتِ نفسك بموضع شبهات كما فعل هو حتى سمحتما لشياطين الإنس بالتلاعب في عقليكما ... تابع وهو يشبك أصابعه : هل تعلمين ماقيل له قبل أن يصعد ويضربك ؟ الشيطان يا ابنتي يجري منا مجرى الدم ويلوث عقولنا ويسممها بكلمة .
تجمدت نظرات أمنية نحو والدها واسترسلت ذاكرتها تلك الرسالة المجهولة التي حملها جوالها إليها , وكيف أثرت بها وغيرت شعورها اتجاه آدم , ظلّت واجمة حتى طرق جمال بيده على الطاولة قائلًا :
ــ أين ذهبتِ ؟ .. رمشت بعينيها لتخبره بإفاقتها ثم قالت :
ــ كنت أفكر في كلامك أبي ... فقد أتتني رسالة منذ مدة تخبرني أنه على علاقة بها.
ــ أنا رجل لكنني على علم بمكائد البشر , وأظن الرسالة لم تخرج من تلك الفتاة المعجبة به أو رجل حاقد على زوجك ... وأنتِ بسذاجتكِ صدقتيه وكذلك هو .
ــ وهل هذا يسوغ له ضربي ؟ .. هزّ جمال رأسه نافيًا ثم قال :
ــ لو لم يذهب مازن لضربه لكنت فعلتها أنا ... وبالنهاية ضُرب كما ضربك.
ــ وشرفي الذي طُعن ؟
ــ لم يقربه بنيتي ولن يجرؤ ... أضاف وهو يربت على كفها : كل ما أراده زوجك هو سماع الحقيقة التي امتنعتِ عن البوح بها ليهدأ ولو كنت مكانه لفعلت ما فعله .
ــ ماذا ؟!... قالتها أمنية مبهوتة , فابتسم جمال ابتسامة ودودة قائلًا :
ــ لا تحاسبي رجلًا يغار على محبوبته .
لوهلة انتابها الأسى من تفسير والدها للأمر , لكنها تجاوزت ذلك قائلة :
ــ أنا تعبت كثيرًا معه ومع والدته وأخته يا أبي .
ــ لو على أمر والدته وأخته ... تابع وهو يطرق بأصابعه على الطاولة : إن ابتعدتما ستنجح علاقتكما .
وضعت أمنية يديها على رأسها وكأنها ترفض فكرة العودة ثم قالت :
ــ لا أريد الرجوع , يكفي ما أخذه من عمري ، إنه إنسان متناقض يا أبي .. متناااااقض ... تنهد جمال قائلًا :
ــ كلنا يحمل التناقض بين جنباته ياابنتي ؟
هزّت رأسها نافية :
ــ ليته مثلك أبي ... لما تركته أبدًا .
أرخى جمال جفنيه بود وهو يتذكر شبابه ثم ابتسم قائلًا :
ــ تقولين هذا لأنكِ تنظرين لي كابنة بارة ومحبة , لكن التناقض يعلو صفحات شخصيتي أنا أيضًا وآدم يشبهني كثيرًا.
اتسعت عيناها في عدم تصديق ثم قالت :
ــ مستحيل .
ران عليهما بعض الصمت , قطعه جمال ليذيب الجليد الذي احتل نظرات ابنته وهو يتكلم بهدوء :
أنا أحبكم كثيرًا يا أمنية لكنني دائمًا مشغول حتى فاتني الكثير من حياتكما أنتِ و أخيكِ ... ألا يسمى ذلك تناقض ؟
لانت ملامحها وزمّت عينيها وكأنها تطلب منه عدم لوم نفسه , قالت :
ــ أبي
أطلق جمال تنهيدة تحمل كل الأنين الذي أخفاه السنين الماضية , أسند ظهره على الكرسي , ثم قال :
ــ هل سألتي نفسكِ ولو لمرة , لماذا لا تخرج والدتك لأي مناسبة اجتماعية تخص عائلتها ؟
ضيّقت أمنية عينيها وهي تتذكر أن ذاك السؤال بالفعل مرّ عليها , فقالت :
ــ لأنكما تحبان العزلة و الانطوائية .
هزّ رأسه نافيًا ثم قال وهو يشير على صدره :
ــ أنا من فرضها على أمك .
ــ ماذا ؟!
ــ كما سمعتِ .
ــ ولِما فرضت عليها ذلك ؟
وضع جمال ساق على ساق ثم شبّك كفيه على ركبته , صمت قليلًا لمرور تلك الذكريات على مخيلته ثم قال :
ــ كان هناك شخص بعائلتها يود خطبتها .
ــ كيف علمت بذلك ؟
ــ حكت لي بتفاخر أثناء خطبتنا وهي تسرد أمامي من تقدموا لخطبتها قبلي ...
ابتسمت أمنية وهي تطالع والدها مسترسل في ذكرياته ثم قالت :
ــ من كان ذلك الشخص أبي ؟
ــ لا يهم ... تابع وقد تغيرت نبرته وتسلل الغضب بينها : المهم أنني عرفته و وضعته برأسي بل وجعلته غريمي ..
ــ ولماذا ؟
ــ هه , قلت لكِ مسبقًا لا تحاسبي رجلًا يغار على محبوبته .
ــ لكن للغيرة حدود ...قالتها أمنية وقد قطبت جبينها , فرفع جمال سبابته قائلاً :
ــ لكنني وصلت معها للعشق .
احمر وجه أمنية خجلاً من عاطفة والدها لوالدتها و وضعت كفيها على فمها , ضحك جمال من منظرها الطفولي ثم قال :
ــ أعشقها , بنيتي وكذلك زوجك يفعل معك لكن الفرق بيننا أنني قرأت وعرفت نقاط ضعفكنّ فأصبت والدتك لذا صارت طوع أمري , أما زوجك فلا.
زفرت أمنية بمرارة ولم ترد , فواصل جمال :
ــ نعود لحديثنا عن الماضي , عندما علمت بأمر قريبها الذي كان يريدها زوجة , اشتعلت الغيرة في قلبي كالنيران للدرجة التي جعلتني أتمنى موته .
ــ يا إلهي ! ... تابعت وهي مصدومة : لهذه الدرجة ؟ ..هزّ جمال رأسه قائلًا :
ــ الغيرة في الرجال أشد وطئًا منها في النساء , لا سيما حينما يتعلق الأمر بالهوى لذا طلبت من جدك حينها عقد القران وتعجيل الزواج وبالرغم من ضيق ذات يدي في ذلك الوقت إلا أن والدتك كانت تعلقت بي و وافقت على الفور .
ــ يالها من قصة !
ــ مالم تعلميه حبيبتي ... أنني بمجرد الزواج فرضت عليها عدم الذهاب لأي مناسبة تخص عائلتها إلا و أنا معها وبعيدًا عن صخب الحفلات وكذلك فرضت عليها عدم العمل وأقنعتها أنها ملكتي أنا فقط ...
ــ وأمي وافقت بهذه السهولة ؟ ... سألته وهي رافعة أحد حاجبيها باعتراض
أومأ جمال بنعم , فتابعت أمنية :
ــ ولكن ألا تظن ذلك التصرف كان أنانيًا ؟ أرجو المعذرة فأنا أصف التصرف ولا أقصدك ... رفع جمال كتفيه قائلًا :
ــ وإن كان ... بالنهاية هي وافقت ..غضّنت أمنية جبينها ومطت شفتيها قائلة :
ــ لم يعجبني الأمر ... ضحك جمال على شكل أمنية وهي غير مقتنعة ثم قال :
ــ ألم أقل لكِ أنني أصبت نقاط ضعفها , وسكبت في قلبها عشقي .
تنهدت أمنية وهي تطالع والدها بإعجاب ثم قالت :
ــ أنت رجل سخي العاطفة يا أبي , حفظك الله وأدام حبكما أنت وأمي .
ــ ورغم كل ذلك مررنا بصعوبات كثيرة خلال رحلتنا لكنا كنا سرّ بعضنا , لا نخفي عن بعضنا شيئًا ولا نخرج من بيتنا سرًا .... قالها جمال وهو ينظر لسنوات خلت مرت كالنسمة في عمره .
أجفلت أمنية النظر لوالدها وهي تنظر لبيتها المحطم وقلبها الممزق على صفحات ماء النهر وتستعيد ما فعله آدم وتقارن بينه وبين والدها , شعرت بالحنين لكنها قاومت ذاك الشعور بتذكرها ضربه وقسوته, ومع ذلك كان قلبها يئن و يتصاعد منه الألم , وضعت يدها على صدرها علّها تخفف ذلك الألم .
نظر لها والدها بأسى ثم قال :
ــ أعطي نفسك فرصة ... التفتت له وقد ضيّقت عينيها لتفهم مايود قوله , فتابع :
ــ لتقيّمي الأمور من جديد ... أطلقت تنهيدة مؤلمة ثم قالت :
ــ لن يتغير شيء أبي .
ــ بلى ؛ سيتغير كل شيء , لكن علينا أن نبدأ بأنفسنا بنيتي ... استكمل وهو يمد كفه ليربت على كفها : من جانبي أنا , سأقوم بشد أذنه ولن أرد عليه لعدة أيام , ومن جانبكِ أنتِ : أن تقومي بإعادة النظر في علاقتكما لتغييرها للأفضل مع بحث كل ماتودين عمله من أجل الإصلاح ليُقيد كشروط .
كانت تنظر له بانكسار جعل قلبه يتمزق , فقال :
ــ إن فعلت ماطلبته منك ووجدتِ أن لا سبيل سوى الطلاق , حينها لن أناقشكِ في الأمر مجددًا .
ــ حقًا ... قالتها وقد اتسعت ابتسامتها , فقال :
ــ بالطبع , أميرتي ... فأنا سأدعمك في أي قرار تتخذينه ولكن بعد تفكير عميق لتقييم كل شيء من جديد كما ذكرت آنفًا .
شعرت براحة نفسية عجيبة بعد ذلك النقاش المميز مع أب غير اعتيادي , يتوغل بإرادتها لأعماقها فينظر بعينيها لما يضيرها قبل إطلاق الأحكام عليها جزافًا ومع ذلك كبرياءها أقسم ألا يغير من قرارها شيئًا .
.................................................. ...........
لا شيء أقسى من الضعف الذي يعقبه شفقة النفس والمحيطين إلا فقدان الأمل بالتحسن , فلا شيء حينها يمكن أن يعيد ما فُقد ...
رنين وما من مجيب ... تأفف فحاول مجددًا لكن هذه المرة لم يسمع سوى صوت يخبره أن الهاتف المطلوب مغلق ... زفر بحنق قائلًا :
ــ تبًا
فجأة رن هاتفها من داخل الحقيبة الكبيرة اتسعت عيناه على اتساعهما ولوهلة ظن أنها هي فانشرح صدره وتهللت أساريره المنهكة ... تحرك من مكانه متحاملًا على تعبه حتى وصل إليها ثم أمسك بالهاتف ليجد اسم صديقتها سحر , أطلق تنهيدة تحمل من الخيبة مازاد همّه ثم أغلق الهاتف وأعاده للحقيبة .
علا رنين هاتفه فركض نحوه ممنيًا نفسه برائحتها المحببة لقلبه لكن الخزي دلى له لسانه بسخرية عندما وجد اسم دينا , لم يرد لكنها ألحت باتصالها عدة مرات حتى رد ... وما إن سمعت صوته عانقته بكلماتها الحنونة مطمئنة عليه وأخبرته أنها للتو وصلت وتود الصعود للإفطار معه وبجوارها والدتها تسترق السمع وأذنها بجوار الهاتف لتطمئن عليه , ريقها جف فقد كانت يقطر منها الإعياء متململًا بأعراض لم تفهم كنها ... حاول التملص بالحجج الواهية لكن ؛ لا مفر فقد كانت ملتاعة مما وصلها من والدتها بالأمس .
طرقات على الباب أفصحت عمن تود الاطمئنان عليه , فتحه ليجد والدته معها صينية الإفطار وجوارها دينا مشطتا هيئته المتعبة بأعينهما فإنسال الدمع من جديد لحاله الذي يرثى له ثم تبادلا نظرات الريبة حول جرحه الملثم بقطعة قطنية ممزقة مخضبة بالدماء , فقالت زينب والدموع لازالت تصرخ بمآقيها :
ــ ماهذا الجرح بُني ؟ أشاح بوجهه بعيدًا عنهما وهو يتذمر قائلًا :
ــ لذا لم أود رؤية أحد .
اقتربت دينا منه ثم أحاطته بذراعيها وهي تبكي حاله قائلة :
ــ سلامة الله عليك أخي ... ضمها آدم إليه وكأنه بذلك العناق يخفف من مصابه .
صفت زينب طعام الإفطار على المنضدة ثم عادت لولدها تتفحص يده ملتاعة , سألته :
ــ ماذا حدث ليدك ؟ .. رد آدم باقتضاب :
ــ لا شيء ؛ مجرد جرح بسيط .
ربتت زينب على كتفه وهي تطالعه بحنو ثم قالت :
ــ متى أُصبت به ؟ ولما لم تنادي علي لأضمده لك؟... حينها فقط أيقنت أن الضجيج الذي سمعته من شقته لم يكن وهمًا ... لكن إلى الآن لا تعلم كنهه وكيف حدث؟
ــ منذ قليل ... تابع وقد اتجه لأقرب كرسي : الموضوع بسيط , لا تقلقي أمي.
اقتربت منه دينا ثم جثت على ركبتيها في مواجهته وهو جالس , غضّنت جبينها قائلة :
ــ هلّا أريتني إياها لأضمدها لك .
تجمدت ملامحه ولم يرد , فألحت عليه مجددًا وهي ترجوه فهزّ رأسه موافقًا ثم مدّ كفه فاحتضنته بين كفيها برفق ثم أزالت لثامه الملطخ بلطف وما إن فتحت على الجرح الذي بدا فمه واسع على ظهر الكف ليظهر الجزء اللحمي بوضوح حتى شهقت زينب وضربت صدرها قائلة :
ــ ياويحي! ...أشارت لها دينا لتهدأ قائلة :
ــ من فضلك أمي ... التفتت لآدم قائلة والقلق بادي على محياها : جرحك عميق يا آدم ويحتاج إلى خياطة ... أشار بيده الأخرى قائلًا :
ــ لا ؛ لا يحتاج لشيء ... تنهدت دينا قائلة :
ــ حسنًا , سأخرج لأقرب صيدلية لإحضار الأدوات الإسعافية اللازمة وكذلك الأدوية ... نظر للأرض بحرج قائلًا :
ــ لا تتعبي نفسك أختي , أنا سأخرج الآن لل.... لم تمهله إنهاء جملته , فقد قامت من مكانها بسرعة وكأنها تخطو مع الريح لتحضر ما تحتاجه .
.................................................. ...............
مهما ألحت حاجتنا للإستقرار , لن ننكر تحرك القلب بخفقات تنادي باسم الحب لتقول أن الشخص الذي سلب الخاطر ماهو إلا شريك يهتف باسمه النصيب ليؤكد معنى الهوى ...
طرق على الباب ثم دخل , ليجد رجب يتوسط مكتبه بهيئته الضخمة وهو مستند بذراعيه على سطح مكتبه لكن هيئته كانت مرهقة للغاية , وكأنه لم ينم منذ ليالِ , وجهه شاحب كمن لم يذق طعم الطعام منذ أيام ... شكله أصاب أيمن بالتوتر , اتجه نحو وسلّم عليه بحفاوة , ثم سأله :
ــ هل أنت بخير ... هزّ رجب رأسه نافيًا ثم قال :
ــ لا ؛ لست بخير .
شعر أيمن بخيبة كبيرة أحتلت قلبه ومزقته فحدث عقله : ظننت النحس سيتركني أهنأ ولو ليوم واحد , ماهذا ياربي؟.. نظر لرجب نظرات أسف على ماحلّ به ولا يعلمه وما حلّ بقلبه الذي تحطم أمله فقال :
ــ أنا آسف لأجلك .. همّ بالنهوض قائلًا : سآتي في وقت لاحق للتحدث معك .
لوح رجب بكفيه قائلًا :
ــ على رسلك يارجل ... أنا متعب لكنني سأسمعك وإلا لما أتيت برأيك طالما سأعتذرعن مقابلتكم ؟ .. تابع وهو يمسح جبينه : لماذا لم تأخذ موعد ؟
تنحنح أيمن في حرج قائلًا :
ــ فرحتي بالموضوع الذي أتيت لأجله أنستني , أعتذر منك .
ــ فرحتك ؟!... تابع رجب : ألم تأتِ لقضايا الشركة ؟...أومأ أيمن بلا ,فقال رجب : ــ إذن انتظر حتى تأتي القهوة لأركز معك ... هاتف السكرتيرة وطلب منها فنجاني قهوة .
بعد احتساء القهوة , نظر رجب لعيني أيمن بجدية وقد تحسنت حالته المزاجية بعض الشيء على إثر كافيين القهوة الذي سرى بدماءه للتو , قال :
ــ ها أنا أسمعك .
ــ بصراحة أنا جئت لأمر شخصي , ليس له علاقة بالقضايا وأرجو ألا تردني خائبًا.
كانت الدهشة تعلو محياه مما سمعه لكنه قرر مجاراته ليفهم فقال :
ــ طالما الأمر بيدي لن أردك خائبًا , بُني!
شعر أيمن بالارتياح بعد كلمة بُني , مما جعله يستأنف موضوعه بأريحية قائلاً : ــ لقد تعرفت عليّ منذ فترة وجيزة وكذلك خالي ، لكن أرجو أن تكون أيقنت بأني ابن كرام , توفى أبي منذ صغري فقمت على رعاية أسرتي المكونة من أمي وأخي الذي اقترب من التخرج من كلية الطب , أنا اعتبر نفسي من الطبقة المتوسطة , راتبي جيد جدًا الحمد لله والأمر لن يتوقف عليه , فأنا سأقوم بعمل مشروع خاص بي عن قريب حالما انتهي من جمع مبلغه ... قبل أن يكمل قاطعه رجب :
ــ وما شأني في كل ما ذكرت , أستاذ أيمن .
تنحنح أيمن والخجل قد أنار وجهه ثم قال :
ــ أود طلب يد الآنسة رنا .
ــ رنا ! ... قالها رجب وقد رفع حاجبيه في عدم تصديق , وكأنه نسي للحظة صلة رنا به ... بادره أيمن وقد ارتجفت روحه من رد فعله :
ــ أوليست ابنتك ؟
ضحك رجب من سخافته ورد فعله العجيب ثم قال :
ــ أرجو المعذرة من رد فعلي ,رنا ابنتي الصغرى لذا تعجبت أن تُخطب قبل شمس.
ــ لقد وعدتني ألا تردني خائبًا ..قالها أيمن وعيناه معلقتان علر رجب في رجاء .
أشفق رجب على ذلك العاشق الذي لا يعلم متى تعلق بابنته هكذا لكنه أجفل على ذلك الشيب الذي لون بعض الشعرات على جانبي رأسه فأدرك حاجته للاستقرار لذا ما إن رأى رنا لم يضيع فرصته لطلبها وكأنه لم يرى بنات قبل ذلك , تعجب من حاله و ود لو سأل عن سبب تأخر زواجه لا سيما أن حالته لا بأس بها ولايعاني الفقر , فقال :
ــ لماذا رنا بالتحديد ؟ هل رأيتها قبل المقابلة الماضية ؟
ــ لا ؛ مطلقًا ... تابع و العرق يتفصد من جبينه رغم برودة التكييف , لكنه شعر بالحرارة تخرج من جوفه على إثر ذكرها :
ــ حياؤها وحسن تربيتها عندما كنا بالمصعد شجعني للإرتباط بها .
هزّ رجب رأسه لموافقته وهو يشعر بالفخر للتحدث عن ابنته هكذا , فسأله :
ــ لماذا لم تتزوج طوال هذه السنوات ؟ اعذرنّي في السؤال لكنني أظنك أكبر منها بكثير .
امتقع وجه أيمن على ذكر فارق العمر , لكنه حاول تجاوز الأمر , فقال :
ــ كل شيء قسمة ونصيب .
ــ معك حق ... تابع رجب وهو يتفحص لغة جسده وقسماته : هل كانت هناك من تتمنى الزواج منها ؟ ... أومأ أيمن بنعم , فقال رجب :
ــ وماذا حدث ؟ ... ابتسم أيمن بمرارة على ذكر ذلك قائلًا :
ــ تزوجت رجلًا غيري وأنجبت وأنا لازلت على حالي حتى رأيت الآنسة رنا فطمحت للاستقرار .
ــ لكن ... قبل أن يكمل رجب قاطعه أيمن :
ــ سترجع في وعدك لي ؟... أومأ رجب بلا ثم قال :
ــ لابد أن نأخذ رأي صاحبة الشأن ووالدتها ... المشكلة أن الظروف حاليًا عصيبة بسبب مرض شمس .
ــ أنا آسف لأجلها ... تابع مطرقًا رأسه في أسف : أسأل الله لها العافية .
ــ شكرًا لك ... رد رجب وعلى محياه نظرات امتنان لذلك الوجه المريح الذي فرج عنه هموم الليل بابتسامته العذبة وقسماته الطيبة الأصيلة .
شعر أيمن بالأسى بسبب تلك الظروف الكريهة التي حالت بينه وبينها , فقال :
ــ والدتي كانت تطمح بأخذ موعد من والدة رنا وطلبت منّي أخذ رقم هاتفها للتحدث معها لكن يبدو أن الوقت غير مناسب ... ابتسم له رجب قائلًا :
ــ سأعطيك رقم أم شمس لكن لا تجعل والدتك تتصل بها قبل أن أكلم رنا أولًا لأعلم منها هل هي موافقة على مقابلتك أم ماذا ؟ سأهاتف رنا ثم أخبرك .
تهلل وجه أيمن وأشرق بابتسامته الرائقة وزاد بريق عينيه ثم قال :
ــ سأنتظر ردك سيدي .
شعر رجب بالحزن لأنه متعلق بشيء أقرب للوهم في تلك الظروف , فقال بنبرة حانية :
ــ تذكر أنني لم أعدك بأي موافقة لأن الأمر من الأساس بيد رنا وليس بيدي .
هزّ أيمن رأسه قائلًا :
ــ حسنًا حسنًا ... قام واقفًا ومد يده ليصافحه قبل أن يمشي بخطواته الرزينة مغادرًا ، المكان والأحلام الوردية ترفرف حوله رغم أنه لم يأخذ وعدًا بالموافقة بعد .
.................................................. ....................
تلهينا الحياة بمصاعبها عن أقرب الأشخاص لقلوبنا لكن هذا لا ينفي التقاء الأرواح بعيدًا عن الأجساد لمعرفة مايحدث وعلى إثر ذلك يعود الوصل ...
عادت من الخارج مبتهجة بتلك النزهة الجميلة التي أفضت للتخلص من هموم كانت مطبقة على قلبها, أعادها والدها للبيت وغادر لعمله , دخلت البيت ألقت السلام مبتسمة فبادلتها رغدة ابتسامة صافية ظنًا منها أن جمال تمكن من إقناعها بالعدول عن قرارها .
مسحت أمنية بعينيها المكان فلم تجد ريم , التفتت لوالدتها تسألها :
ــ أين ريم ؟
ــ خرجت مع خالها لشراء الحلوى ... تابعت رغدة وهي تشير على هاتف البيت : لقد اتصلت سحر على هاتف البيت للإطمئنان عليك .
رفعت أمنية حاجبيها قائلة :
ــ أووه , لنا فترة لم نتحدث ولا تعلم ماحدث معي .
أشارت رغدة بسبابتها وقالت بجدية :
ــ لا تخبريها بشيء .. قطبت أمنية جبينها قائلة :
ــ ولماذا ؟ ... عقدت رغدة ذراعيها أمام صدرها قائلة :
ــ حتى لا تعبث برأسك كما يحاول معك مازن .
ــ لكنني لست صغيرة ليعبث أحد برأسي ... قالتها أمنية وهي تطالعها بأسى .
ــ لستِ صغيرة لكنك .... تابعت رغدة وقد رفعت أحد حاجبيها : تتأثرين بمن حولك بسهولة ... زفرت أمنية بضيق قائلة :
ــ ليتني أتأثر بسحر فيصيبني بعضًا من السلام النفسي الذي تحياه .
رفعت رغدة صوتها قائلة :
ــ وأنا قلت لكِ لا تتكلمي .
شعرت أمنية بالاختناق فلم ترد , اكتفت بمطالعتها بنظرات الرهبة والاستياء من تحكماتها بها رغم أنها الآن أم لطفلة ... قالت :
ــ بعد إذنك أمي ، سأذهب إلى غرفتي .
أغلقت بابها عليها وشعور الخنقة لايزال ملازمًا لها , خلعت حجابها و ألقته على المزينة بغيظ وهي تتمتم :
ــ إلى متى سأظل أعامل هكذا ؟ متى ستفهمني ؟ لقد تعبت ،تعبت .
عادت إلى فراشها ثم أمسكت الهاتف بيدها وهي ترتجف من التوتر والغيظ ثم هاتفت سحر وانتظرت الرد لكن لم تجبها , ظلت تهاتفها وما من مجيب , تذكرت أن سحر لاترد على الأرقام الغريبة فأرسلت رسالة تخبرها عن تغييرها لرقمها .
ــ لقد أقلقتني عليك أمنية ... قالتها سحر والقلق بين حروفها .
ــ أنا آسفة حبيبتي ... لكنني الآن عند أبي ونسيت هاتفي هناك ... قالتها أمنية بصوتٍ خفيض حتى لا تسمعها أمها .
ــ هل أنتِ بخير ؟ ... سألتها سحر بتوجس وهي تشعر بأن رفيقتها أخفت عنها أمرًا عظيم .
ــ طمئنيني أولًا عن والدتك , كيف هي الآن ؟ .. حاولت أمنية تغيير الموضوع .
ــ بخير الحمد لله , وسيتحسن وضعها مع انتهاء الجرعات ... تابعت سحر بنبرة ودودة : ما الذي يحدث معكِ أمنيتي ؟ ... صمتت أمنية هنيهة ثم قالت :
ــ الأمر يطول شرحه .
ــ كلي آذانٌ مصغية يا جميلتي .
صمتت أمنية وشعرت بأن الكلام ثقيل على قلبها و لسانها لم يسعفها للنطق , فحفذتها سحر قائلة :
ــ لن يجدي حديث الهاتف , أنا قادمة إليكِ ... تذكرت أمنية فرمان والدتها منذ قليل , فقالت : سأخبرك بكل شيء .
ثرثرت أمنية بنفس الحكاية التي حكتها لأهلها أمس ومع كل تفصيلة تسردها تسمع شهقات سحر ونواحها وكأنها تشاهد فيلمًا وثائقيًا لضحايا للحرب العالمية الأولى ... فجأة علا نحيب سحر , فهتفت بها أمنية :
ــ ليتني لم أحكِ لكِ شيئًا .
ــ كيف يجرؤ على ضربك ؟ ...تابعت سحر بحمائية : كيف سولت له نفسه ؟ كيف؟
ــ اهدأي سحر .
ــ ألا يعلم من أنتِ ؟ وابنة من ؟ ... تابعت سحر وسط نشيجها : لقد آلمك كثيرًا , حسبيّ الله فيه وفي أمثاله .
ــ على رسلك , حبيبتي ... لقد انتهى الموضوع وسيتم الطلاق .
توقفت سحر عن البكاء قائلة :
ــ ماذا ؟
ــ سأطلب منه الطلاق ... وإن رفض سأرفع دعوى قضائية ضده .
ــ ياإلهي ! ... تابعت سحر وهي تصيح : سآتِ إليكِ خلال دقائق .
وقبل أن تنطق أمنية أغلقت سحر الخط مهرولة نحو غرفتها لتغير ملابسها وهي تكفكف دموعها , كانت أمها تراقبها في حيرة , سألتها :
ــ ماذا حدث يا سحر ؟
ــ مصيبة يا أمي .. قالتها ودخلت غرفتها فلحقت بها والدتها تعاود سؤالها بقلق :
ــ الشر بعيد يا ابنتي , عن أي مصيبة تتحدثين ؟
ــ أمنية في مأزق كبير وتحتاج وجودي بجانبها .
طأطأت والدتها رأسها في أسف قائلة :
ــ لاحول ولا قوة إلا بالله ، فرج الله كربها .
ــ أمي... استكملت سحر وهي ترتدي ملابسها : أعتذر منك إن كنت سأثقل عليكِ بإطعام محمد حالما يصحو .
ــ لاعليك يا ابنتي ، اذهبي واطمئني على صديقتك ، تابعت وهي ترفع كفيها عاليًا : أسأل الله لها العافية .
ــ يارب ، كثفي لها الدعاء يا أمي .
انتهت من ملابسها , التقطت حقيبتها وغادرت دون حتى النظر في المرآة فلم تضع أي من مساحيقها فقد أنساها الغم على توأمتها ذلك التبرج المحبب لها و كأن الألم أقسم على حصارها هذه الأيام , فلم تكد تتخلص من وخز عقلها بذكرى قاسية تدّعي دومًا نسيانها حتى علمت مصاب حبيبتها ، تمتمت : رحماك ربي! ...


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:55 PM   #154

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون في الطريق

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 11:00 PM   #155

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون
( بين طيات الذكريات)
...............................................
عودي بالذكرى يا أختي
علّي أرتاح على صوتك
ضمي قلبي بكلماتك
لكن ابتعدي عن الألمِ
يكفيني عذاب بالماضي
لازال يلوح في الحاضر
فيفتت روحي بلا رحمة
لازلت أعيش وأتنفس
جسدًا خاوي كما الموتى
هل يمكن حقًا أتجاوز ..
أزماتٍ هزّت أرجائي ؟
أم أعفو عن ماضٍ فانٍ ؟
لوّث بقسوته كياني ؟
.......................................
من كان طبعه الكتمان لن يبوح ولو مُزقت نفسه تمزيقًا , صعب المراس فلا يريح محبيه بالبوح ولا يريح نفسه بتخليصها من كل ذاك الهم , لذا فهو يؤذي نفسه قبل غيره ...
انتهت دينا من تضميد جرح أخيها ثم نظرت لوالدتها قائلة :
ــ نور تحتاجك أمي .
هزّت أمها رأسها لموافقتها ثم أشارت على الطعام وهي تنظر لوجه ابنها الشاحب قائلة :
ــ لم يأكل شيء يا دينا .
ــ سنأكل سويًا لا تقلقي ... ما إن قالتها دينا حتى هدأت نفس زينب فغادرت مطمئنة.
اقتربت دينا من أخيها ربتت على ذراعه بحنو ثم قالت :
ــ ألن تأكل شيء ؟
هزّ رأسه نافياً , فقبّلت رأسه قائلة :
ــ على راحتك أخي .. استقامت واقفة ثم تابعت : ألا تريد بعض القهوة؟
صمت ولم يرد ... فقالت :
ــ سأصنع لي ولك , فأنا أحتاج لقهوة ... ما رأيك ؟
أومأ بنعم , فاتجهت إلى المطبخ لتعد القهوة , مرت على الحمام في طريقها لتجد أثار الزجاج والدم , هالها المنظر ظلت تحدق بالمرآة المحطمة والدماء التي خضبت الأرجاء , كان قلبها يتمزق وهي تخمن ماحدث لكنها لم تفلح .. قامت بتنظيفه ثم سارت للمطبخ لإعداد القهوة ...
أتت دينا ومعها القهوة ,ناولته فنجانه ثم جلست بجواره لتستأنف احتساء قهوتها ... فجأة ابتسمت وكأنها تذكر شيء ثم قالت :
ــ تذكر يا آدم عندما كنت بالصف الثاني الابتدائي و أنا بالصف الرابع .
هزّ رأسه ولم يعلق , فتابعت : عندما قام أحد أولاد صفي بمعاكستي , وركضت إليك لأخبرك .. تذكر ماذا فعلت معه ؟
لم يرد لأن الأمر لم يسترعي انتباهه بل ظنه سخافة من أخته أن تقص ذكرياتهما الآن , ضحكت قائلة :
ــ حينها انتظرت حتى انتهاء اليوم الدراسي ثم انتظرت الولد خارج المدرسة و أوسعته ضربًا بصحبة صديقك حازم حتى تنالا منه لأنه كان يفوقكما في العمر .
مسحت على كتفه بحنو قائلة :
ــ منذ تلك اللحظة وأنا أعدك بطلي و فارسي الهمام ... التفت لها آدم وقد ارتسمت على شفتيه نصف ابتسامة راضية بتلك الذكرى المشفقة على حاله , فأضافت دينا : ــ وسند أيضًا يا آدم , أنام قريرة العين لأن أنفاسك في الدنيا حفظك الله ورعاك .
ــ لا تبالغي دينا ... قالها وارتشف من قهوته ... هزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ أنا لا أبالغ يا أخي , صدقني ... استكملت ولازالت تمسد كتفه : ستظل دومًا بعيني أقوى وأفضل أخ بالعالم كله .
مالت ابتسامة متململة على جانب فمه وهو يطالعها بطرفي عينيه , قال :
ــ كفى دينا ...لا أحب الشفقة .
ــ أنا لا أشفق أخي ... أضافت وهي تبتسم : أنا أريد فقط أن أمسد على قلبك بذكريات تخبرك كم أنت قوي مهما قابلت من المحن .
حاد آدم برأسه للجهة الأخرى ثم تمتم :
ــ كنت ... أشارت بسبابتها لا ثم قالت : ولا زلت ... تابعت وقد ترقرت العبرات في مقلتيها : لقد كانت طفولتنا قاسية بعض الشيء , لكن تمكنا من عبور مرحلتها وها نحن ذا كبرنا وتزوجنا و... قاطعها قائلاً :
ــ وطُلقت أختك وأنا دُمر بيتي ، لقد انتهى كل شيء ... حاوطته بذراعها قائلة :
ــ لا تيأس أخي ، اجعل ظنك بربك جميلًا .... صمت على مضض فتابعت وهي تشير على يده : أخبرني عن سبب جرح يدك ... تأفف قائلًا :
ــ اعفيني من ذلك .
ــ إذن أخبرني عما حدث بالأمس .
ــ ألم تخبرك أمي في الهاتف ؟ ... وافقته بهز رأسها ثم قالت وهي تشير عليه :
ــ ولكني أريد سماعها منك .
شد قسماته بعصبية وقد اتسعت عيناه بالغيظ لينهر أخته بسبب إلحاحها دون أن يتكلم , رفعت دينا كفيها قائلة :
ــ حسنًا , اهدأ أخي .. هل تسمح لي بالذهاب لأمنية ؟
تجمدت ملامحه وعيناه معلقة على أخته لدى سماع الاسم , رفرف قلبه بين طيات الحروف التي أذى صاحبتها وتدفق الدم بغزارة في عروقه ليمد جسده بالحيوية فيتحامل على إنهاكه وصدره يعلو ويهبط , ظلّ شاردًا بعبوس ولم ينبس ببنت شفة , فأعادت عليه دينا طلبها عليه وهي ترجوه بعينيها أن يوافق .
ــ ليس الآن ... قالها وقام من مكانه متجهًا نحو الشرفة .
ركضت دينا خلفه وما إن لحقت به سألته :
ــ لماذا ؟
ــ عليّ أن أكلم والدها أولًا ... أضاف وهو موليها ظهره : والآن اتركيني وحدي من فضلك .
لم تكف عن محاولاتها للوصول لأمنية , فقالت وقد كان آخر اختيار لها :
ــ إذن سأهاتفها الآن .
ــ هه ... ضحك ساخرًا من محاولاتها المخفقة لإنقاذ الموضوع ثم استدار وأشار على الحقيبة الكبيرة التي لازالت مجاورة لباب الشقة :
ــ ستجدينه هناك , ولن أرد حينها عليكِ .
زفرت بضيق وقد شعرت بأن الخزي حاصرها ونشب براثنه حولها فلم تقوى على الحراك لأي جهة تمكنها من مد يد العون لأخيها .... لم تجد حينها بد من تركه وحده كما طلب منها مجددًا .
.................................................. .....................
ما التقاء الأصدقاء إلا لتوطيد صدق المحبة بكل معانيها , مشاركة السعادة , مشاركة الحزن والتوغل لأعماق القلب لنفض آثاره وهل هناك أفضل من ذلك ؟
كانت ممسكة بعنقها , متشبثة بها وكأنها لم ترها منذ أعوام وسط ذهول رغدة التي بالكاد حاولت إخفاء امتعاضها من حماقة ابنتها ومخالفة أمرها بعدم إخبار أحد , تركت الغرفة مستاءة وهي حاملة ريم معها نحو الحديقة لتأكل حلواها وتلعب .
ــ سامحي تقصيري معك ... سامحيني .. قالتها سحر وسط نهناتها وهي متشبثة برفيقتها .
أخذت أمنية تربت على ظهرها وتود أن تضحك من الموقف العجيب الذي يجعلها هي من تربت رغم أنها أكثر من يحتاج ذلك بعد ماحدث لها ، قالت :
ــ لا عليكِ حبيبتي ، اهدأي ...
تركت سحر العناق وأمسكت وجه أمنية بكفيها تتحسسه بهلع :
ــ وجهك منهك وعينيكِ مجهدتين , يا إلهي!
طالعتها أمنية بامتنان على ذلك الحب والخوف البادي عليها ,ابتسمت بعبوس قائلة : ــ أنا أفضل حالًا من الأمس , لا تقلقي علي... جذبتها لتجلس على السرير ثم قالت : ــ سأعد لكِ عصيرًا طازجًا .
ــ لا ؛ ليس قبل أن نتحدث ... قالتها سحر وشدت ذراعها لتجلس قربها .
ــ بشرط واحد .. قالتها أمنية وهي ترفع سبابتها , فأومأت سحر برأسها لتوافقها على أي شرط .
ــ أن تتفهمي رغبتي ولا تصري على رأيك كما تفعل أمي معي .
ــ لكِ ذلك .. قالتها سحر وهي تشير بيدها لتحفذها على استئناف الحوار .
ران عليهما بعض الصمت , قطعته سحر قائلة :
ــ كيف الحال هنا ؟ ... تنهدت أمنية وهي ترمش بجفنيها في ألم قائلة :
ــ بخير طالما ابتعدت .
ــ تظنين ذلك ... تابعت سحر وهي تنظر لعينيها : لم يمر عليكِ هنا سوى يوم .
جعدت أمنية جبينها , فواصلت سحر : مع مرور الأيام ستشعرين بالغربة صدقيني .
بادرتها أمنية وهي تطرق على ساقها :
ــ وهل تشعرين بذلك الآن ؟ ... أومأت سحر بنعم ثم استأنفت :
ــ أي مكان أبعد فيه عن زوجي يحاصرني بالغربة يا أمنية حتى وإن كان بيت أمي.
ــ يا لعاطفتك الجياشة ... تابعت أمنية وهي تغمز لها : هنيئًا لحسن بكِ .
احمرت وجنتا سحر وابتسمت بمرارة وهي تستعيد ذكرى مؤلمة تخص علاقتها بزوجها قائلة :
ــ وأنتِ كذلك يا توأمتي لكنكِ مازلت مشوشة بسبب صدمتك كما أنكِ لم تمضي هنا كثيرًا من الوقت لتشعري بالفرق .
عقدت أمنية مابين حاجبيها وهزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ لا أظن ذلك , لم أرى الراحة قبل الآن منذ ثلاث سنوات ،ولن أعدل عن قراري .
ــ لكنكِ ... تنحنحت سحر مضيفة : شاركتِ آدم في الخطأ .. رددت ماقاله لها أبيها وكأنه أوكل إليها ذلك للضغط عليها من أجل العدول عن قرارها .
ــ ششششش ...قالتها أمنية وقد وضعت كفيها على رأسها لتسكت سحر, فطالعتها سحر باستغراب قائلة :
ــ هل قال لكِ أحد هذا الكلام من قبل ؟!
ــ أبي ... قالتها أمنية وهي تهز رأسها بنعم .
ــ ولما لاتأخذي كلامنا على محمل الجد ؟
ــ لأنّني أنا من عانيت وليس أنتما .. لقد تجرعت الألم على دفعات منذ زواجي ... تابعت وقد لمعت عيناها بقطرات عنيدة : وحملي بريم جعلني أصمت فظنني آدم وكذا أهله ضعيفة ، وواصلوا استنزافي وحينما أتتني الفرصة للخلاص لم أجد أحد يقف إلى جواري غير أخي , حتى أنتِ سحر!
ربتت سحر على كتفها بحنو قائلة :
ــ أنا امرأة مثلك و أشعر بكِ لذا لا أريد لكِ حمل لقب مطلقة , ولا تنسي أننا بمجتمع شرقي يتلصص رجاله لمن تحمل ذاك اللقب .
ــ لقد تغير الوضع حاليًا مع زيادة نسبة المطلقات .
ــ فكري بريم ... قالتها سحر في محاولة أخيرة من أجل الضغط عليها .
أشاحت أمنية بوجهها حتى لا تلتقي بعيني رفيقتها وقالت :
ــ مسؤلية ريم ستكون أخف وأنا مطلقة منها في حالة وجود مزيد من الأطفال .
.................................................. .........
هناك مشكلات يمكننا مناقشتها مع شطرنا الآخر لإيجاد الحلول المناسبة , وهناك أخرى لابد من مواراتها بعيدًا عن الأعين والأنفاس لأنها ستؤذي أقرب الناس ...
حبست نور نفسها في الغرفة ورفضت التحدث مع دينا , لم تواصل دينا الضغط عليها آثرت الانسحاب لتنعم أختها بالهدوء الذي لابد أن تحياه بعد مصابها , بينما ظلّت زينب جالسة على الأريكة مسندة صدغها على كفها في جزع , وقد غارت عينيها في وجهها من الحزن تفكر في كل تلك المصائب التي وقعت على رأسها بدون مقدمات .. تئن روحها على حال ابنتها التي انعزلت بغرفتها ومنظر ولدها الجريح المنهك ... اقتربت منها دينا , جلست بجوارها و مسدت كتفها فالتفتت لها زينب والبؤس يعلو محياها ...
ــ هوني عليك أمي ... لم ترد زينب , فتابعت دينا وهي ترفع كفيها للأعلى :
ــ ليس لنا إلاه , نطرق بابه فيصب علينا رحمته صبّا .
أومأت زينب برأسها توافقها ولسان حال قلبها يتمتم بالدعاء ... استأذنتها دينا للخروج للحديقة لتقوم بمهاتفة زوجها ... وهناك بادرها بالسلام بصوته الحاني الممتزج بلمحة غضب بسبب سفرها بدون سابق إنذار .. سألها :
ــ كيف حال من عندكِ ؟ ومالذي حدث لتسافري وحدك بهذا الشكل ؟
زفرت دينا بمرارة قائلة :
ــ نور طلقها زوجها يا كامل ، الأمر لم يحتمل انتظارك أبدًا .
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله ... تابع كامل بأسف : ما سبب الطلاق ؟ ياله من متهور؟
صمتت دينا ولم ترد , فتابع كامل : وماذنب الولدين وأختك في تصرفه الأهوج ؟
ــ إنها مصيبة وحلّت على رأس أمي المسكينة .
ــ هل آتِ إليكم الليلة للذهاب مع آدم إلى محمود لمحاولة الإصلاح ؟
ــ لالالالا ... هتفت بها دينا كالمحمومة لم تود إخباره أي شيء عن السبب الحقيقي للمشكلة وكيف تورطت فيها زوجة أخيها المسكينة ...
ــ لماذا ؟ ألا تودون الصلح ؟
ــ لا ... استكملت بمرارة : لأنه مخطىء ... سيتزوج عليها الشهر القادم .
ــ ماذا ؟
ــ إنها الحقيقة يا كامل ، محمود رجل نذل .
ــ لقد فقد عقله .... يهدم بيته ويضيع ولديه لأجل أخرى ؟
حاولت تغيير دفة الحديث قائلة :
ــ أردت أن استأذنك في المكوث هنا لعدة أيام .
ــ طبعًا حبيبتي , هذا واجب عليكي .
ــ وجنى ؟ ... سألته بحرج .
ــ سنتدبر أمرنا أنا وهي , لا تقلقي بشأننا .
ــ شكرًا لك كامل .. تابعت بامتنان : لا حرمني الله منك .
ــ ولا منكِ ياحبيبتي .
انتهت المكالمة وقد انشرح صدرها بعدما اطمئنت أنه ليس غاضب منها بسبب سفرها المبهم , حمدت الله أنه تفهم صعوبة الوضع رغم أنها لم تقص عليه منه إلا النذر اليسير , عادت لهاتفها مجددًا لتهاتف إحدى زميلاتها بالعمل لتأخذ إجازة ممتدة لأيام .
.................................................. ............
لكل علاقة جانب مظلم لا يعرفه سوى طرفاها , فمهما بدت مثالية لن تصل إلى الكمال , يكفي أن يحظى صاحباها بالسعادة حتى ولو نُسجت بين ذكرى مفجعة ...
قامت أمنية من مكانها متجهة إلى المطبخ من أجل إعداد عصير طازج لتخفف من وطأة الجدل الذي احتدم بينهما , وعندما عادت بالكأسين , وجدت سحر جالسة على السرير محتضنة ساقيها والألم يقطر من محياها , فغضنت أمنية جبينها قائلة : ــ هوني عليكِ رفيقتي .. أظنكِ تأثرتي أكثر مني ..تتابعت ضحكاتها لكن سحر لازالت على وضعها ... قربت منها كأس العصير وهي تمازحها :
ــ انتبهي حتى لا تبقعي الفراش وتحاسبكِ أمي حساب عصير .
انزوت بسمة على جانب شفتي سحر , أخذت كأسها ولم تعقب , فقطبت أمنية حاجبيها قائلة :
ــ ماهذا ؟ ألا يفترض أنكِ أتيتِ للتخفيف عنّي ؟ تنهدت سحر قائلة :
ــ لكل منا جانب مظلم في حياته يا أمنية .
ــ لم أفهمك ... قالتها أمنية وقد ضيّقت عينيها في عدم فهم ثم احتست من العصير ،
زفرت سحر بضيق ولم ترد لأنها كانت مشغولة بحوار عقلها :
ــ لقد أثرتِ بذلك الحوار ذكرى مؤلمة تخصني .
قطبت أمنية جبينها وهي تطالع صديقتها مستفهمة عما يجري معها , قالت :
ــ أنا آسفة إن كنت ذكرتك بشيء يزعجك حبيبتي .
ــ لاعليكِ .. قالتها سحر بشفتيها المرتجفتين ثم تناولت من عصيرها علّها تهدأ
ــ هل .. هل يمكنني أن أعرف ما حدث معك؟ ... تابعت أمنية وهي تمط شفتيها : ولماذا أخفيتِ عنّي؟ ... تنهدت سحر و قالت راجية :
ــ أرجو أن تعفيني من الكلام يا أمنية .
واصلت شرب عصيرها وكذا أمنية فعلت ثم أخذت الكأسين إلى المطبخ وعادت لرفيقتها التي كانت على حالها لكن مغمضة جفنيها وكأنها تسترجع شيء ما .
صعدت أمنية وجلست القرفصاء بجوار رفيقتها ثم حاوطتها بذراعها , وجدتها ترتجف , فسألتها بفزع :
ــ هل أنتِ بخير ؟
أومأت سحر بنعم وهي ترتجف , فهتفت أمنية وهي ملتاعة :
ــ لكنكِ ترتجفين ... ثم تحسست جبينها الذي أكد أنها ليست مريضة , عانقتها حتى هدأت .
ــ أنا بخير ... لا تقلقي عليّ .
ــ ألهذه الدرجة مؤلمة تلك الذكرى ؟ ..سألتها أمنية وهي تتفحص قسماتها التي تبدلت من القوة للضعف في لحظة ... هزّت سحر رأسها ثم قالت :
ــ آلمتني كثيرًا .. ربتت أمنية على كتفها قائلة :
ــ ولماذا لم تشاركيني ألمك ؟ لماذا ؟ لقد أغضبتني منك .
لم ترد سحر فقد كانت مشغولة الفكر , لقد عاهدته على حفظ سرّه لتأتي صديقتها وتطلب منها خيانة عهدها بهذا الشكل ... أتخبرها أنه وقع بالخطيئة مع أخرى ؟ كيف تهز صورته في عيني صديقتها ؟ كيف تعريه أمام الناس وهو استأمنها على ذنبه ؟ كيف ؟ كيف ؟... ظلّ يرددها عقلها ليجعلها تصمد ولا تقع بخطيئة من نوع آخر إن باحت لأمنية .
عادت بذاكرتها للعام الماضي عندما كانت ترضع صغيرها بهيئتها المنهكة كحال أي أم حديثة عهد بذاك الوضع ... دخل عليها بوجهه الوسيم الذي تسلل الحزن والهم بين قسماته على غير العادة وكأن هناك أمر جلل ... طالت اللحظات المقفرة بينهما وعيناها تسأله ولازال محتفظًا بصمته المضني حتى نطق أخيرًا مطأطئًا رأسه بندم : أنا آسف... أرجو أن تسامحيني ... لقد نهشني ذنبي اتجاهك ولا أعلم كيف أكفر عنه ؟
ــ ذنب؟! ... قالتها بتوتر فسقطت من يدها رضعة ولدها على الأرض ولم يبكِ الصغير لأنه كان بالفعل استسلم للنوم .
جثى على ركبتيه أمامها ثم التقطها وثبتها على المنضدة , التفت لها يرمش بعينيه في توسل ولازال جاثيًا على ركبتيه ...
ــ ابتسمت له بود ثم قالت : هون عليك يا حسن .
أطلق تنهيدة تحمل من الألم مالا يطاق ثم استقام و أخذ منها محمد ليعيده إلى سريره , وعاد إليها ثم جلس أمامها وقد حاوط وجهه بكفيه في هم .
ضيّقت عينيها تطالعه متعجبة من شكله , لقد لاحظت تغيره معها بسبب إهمالها له وقد طال الوضع وهي على حالها لكن لم تتوقع أن هناك ماهو أسوء ... قامت من مكانها مشفقة على حالته المزرية ثم حاوطته بذراعيها قائلة :
ــ ماعاش ولا كان من يجعلك تجلس هكذا !
ــ تصعبين البوح عليّ هكذا ... قالها بتحشرج , فربتت على كتفه بحنو قائلة :
ــ لا تقلق من أي شيء .
ــ عديني .. قالها وهو ينظر لعينيها ... قطبت جبينها تسأله :
ــ بماذا ؟
ــ أنكِ لن تتركيني .
ــ أتركك ! ... قالتها غير مستوعبة لما يحدث ، فألح عليها وهو يضغط على كفها : ــ عديني .
ــ أعدك ... قالتها بدون تفكير .
زفر بارتياح ثم بدأ في سرد علاقته الجسدية مع أجنبية , إحدى قريبات زوجة رئيس مجلس الإدارة , حضرت الحفل السنوي للشركة وتعرفا هناك , حاول الابتعاد لكنها جذبته إليها بانفتاحها وجرئتها حاصرته بتواجدها في كل مكان يذهب إليه وكأنها تراقبه حتى وقع بشراكها عندما دعته لحفلتها الصغيرة في بيتها ومنذ تلك اللحظة يشعر أنه رهن ذلك الذنب , كلما نظر لسحر تضاعف ألم ذلك الذنب أكثر و أكثر, لم يستطع التحمل أكثر فلم يجد بد من البوح ... بعد تلك الفضفضة المؤلمة , ران عليهما بعض الصمت المطبق قطعه حسن بتوسل :
ــ لقد وعدتني ياسحر .
أومأت بنعم وقد كسى الحزن ملامحها ومع ذلك ابتسمت مدّعية القوة لتقول :
ــ أنا لا أملك إلا أن أسامحك ياحسن .
ــ حقا! ... هزّت رأسها ثم قالت بصوت مخنوق :
ــ لأنني أحبك .
قام من مكانه ثم قبّل يديها واحتضنها بقوة معتذرًا بكل عبارات الأسف ليضيف :
ــ وأنا أعاهدك ألا أعود لدرب الخطيئة ماحييت .
لمست صدق كلماته فصمتت على مضض رغم بشاعة ماحكاه الذي جعلها تشعر برغبة في التقيؤ , لكنها عزمت على أن تبقى إلى جواره لترمم الجزء الذي دّمرته الخطيئة من روحه , لم تقنط ولم تجزع ... وتذكرت أنه في النهاية بشر معرض للابتلاء وماحدث له محض ابتلاء يحتاج لمن يكون بجانبه ليساعده على النهوض مجددًا , ولن تنسى أنها لم تذق طعم السعادة إلا بقربه لذا ابتعادها عنه ظلمًا لها قبله ... ومنذ تلك اللحظة انقلبت حياتها رأسًا على عقب لتكون على ماهي عليه الآن .. كل ما أدهشها في تلك الذكرى قوتها وعدم بكاءها رغم كل ماقيل , ظنت أنها تجاوزت الأزمة حتى حدثت مشكلة أمنية لتهيج كل ماخبأته بقلبها من جديد مخبرة أنها للأسف لم تتجاوز وكل مافعلته في الفترة السحيقة كان محض ادعاء لا أكثر .
انسالت الدموع منها رغمًا عنها , فأشفقت عليها أمنية لتعانقها وهي تقول :
ــ لا تحكِ شيئًا سحر , فقط ابكِ لترتاحي ياحبيبتي ... طال نحيبها يشكو مرارة أيام كثيرة عاشت محتجزة تلك الذكرى بحناياها غير عابئة بألمها حتى انفجرت هنا على فراش صديقتها رغم أنها أتت لتربت وتضمد لا تبكي .
اعتدلت سحر في جلستها بعدما استعادت توازنها النفسي وكفكفت دموعها ثم ابتسمت لأمنية التي سألتها :
ــ ألا زلتِ مصرّة على عدم البوح ؟
أومأت سحر بنعم , فابتسمت لها أمنية قائلة :
ــ حسنًا , أرجو أن تكوني تجاوزتِ كل مايضيرك , حبيبتي .
حاولت سحر تغيير دفة الحديث قائلة :
ــ لقد نسينا موضوعك تمامًا .
ــ ليس هناك موضوع ... أشاحت أمنية بيديها متابعة : قلت لكِ لا حل غير الطلاق .
قرصت سحر وجنة أمنية مما جعلها تتأوه ثم قالت :
ــ لن يحدث , ستضعفين وتعودي لأسره عندما ترينه .
امتعضت أمنية وهي تمسح على خدها , قالت :
ــ ومن قال لكِ أنني سأراه .
ــ ماذا ؟
ــ كما سمعتِ ... تابعت أمنية وهي رافعة أحد حاجبيها : لن أقابله أبدًا , سأجعل أبي هو الوسيط بيننا للانتهاء من أمر الطلاق بأسرع ما يمكن .
ــ يالكِ من عنيدة ... أضافت سحر وعلى ثغرها بسمة رقيقة : وجود والدك في الأمر يطمئنني , حفظه الله لكِ ... قالتها وعدّلت هندامها ثم غادرت .
.................................................. ..............
الرغبة بالارتباط بشريك للحياة تحركها المشاعر لكن ماذا عمن وأدت رغبتها لأجل الهروب من الظلام المحيط بها ؟
كان ينقر بأصابعه على المكتب وهو يرشف فنجانه الذي لا يعلم رقمه بين الفناجين الأخرى التي احتساها منذ الصباح في محاولة منه لمنازلة الصداع الذي يفتك برأسه بسبب عدم نومه البارحة , لازال أمامه عشر دقائق قبل وصول مدّعي آخر ممن أخذوا مواعيد لهذا اليوم , زفر بضيق كلما تذكر سعاد وقسوتها الغير منطقية لعقله , كيف تحولت هكذا ؟ ومن تمكن من العبث برأسها ؟ هل تعرفت إلى صديقات ؟ لكنها لا تخرج من الأساس لتتعرف على أحد .... مجرد غمغمات علت ضجيج عقله تذكر على إثرها أمر رنا وخاطبها الطيب الذي يفوقها عمرًا , كان يعلم أن مصير ذلك الموضوع الرفض لكنه فضّل سؤالها أولًا , التقط هاتفه ليحدثها بالأمر وما إن سمع مبادرتها بالسلام , ابتسم وانشرح صدره بذاك الصوت الهادىء.
ــ كيف حالكم بنيتي؟.. قالها بحنو .
ــ بخير، أبي .
ــ وشمس ؟ ... تابع بحرج : هل تحسنت ؟
ــ الحمد لله , صحتها أفضل الآن ... تابعت باستغراب : لما لم تهاتفها ؟ هي مستيقظة الآن .
ــ لقد أردت أخذ رأيك بأمر يخصك.
ــ يخصني أنا ؟ ... قالتها بتوتر فهي على علم بما حدث بينه وبين والدتها بالأمس ولم تظن أنه اتصل لأجلها هي .
ــ لقد أتاني منذ قليل خاطب .
ــ لي أنا ؟ ... قالتها مشدوهة فلم تكن تتوقع مجيء خاطب لها في ذلك الوقت بالتحديد
ــ نعم يا رنا ، طلب الزواج منك ... صمتت ولم ترد , فقال : هل أبلغه رفضك .
ــ لا ياأبي ... تابعت وقد تجلت الشجاعة بين حروفها : خذ منه موعد .
ــ ماذا ؟ ... استكمل وقد اتسعت حدقتاه : هل أنتِ جادة ؟!
ــ نعم , أبي .
ــ فكري مليًا ياحبيبتي .
ــ لم أراه بعد لأفكر .
ــ وماذا عن مرض أختك ؟ هل يمكنكم استقباله خلال تلك الظروف ؟
ــ وما المشكلة ؟ سنستضيفه بغرفة الجلوس وليس في غرفتها .
صمت هنيهة فقد ألجمه إصرارها على مقابلة الخاطب , حدثه عقله باستياء : ألهذه الدرجة متلهفة للزواج ؟ لن تصبر حتى تشفى أختها ولم تهتم حتى بنفسيتها .. شعر بإحباط من سقوط براءة رنا من عينه , فقال :
ــ سأعطيه رقم والدتك لتهاتفها والدته .
ــ حسنًا شكرًا لك أبي ... قالتها على الجانب الآخر وأنهت المكالمة بلا تعابير على وجهها , لم تفرح و لم تحزن , وكأنها تفكر بأمر آخر وكأن الزواج ليس إلا صفقة تود منها شيئًا محددًا , اتجهت لغرفة شمس لتجدها تضحك وهي تثرثر بالهاتف , انتظرت حتى انتهت ثم اقتربت منها قائلة :
ــ اضحكيني معك .. وضعت شمس الهاتف بجوارها ثم قالت والبسمة على شفتيها : ــ لا يكف عن إطلاق النكات .
ــ من هذا ؟ ... سألتها رنا وقد ضيقت عينيها
ــ رامي ؛ زميلي بالشركة .
ــ امم ,صرت اسمع اسمه كثيرًا مؤخرًا .. قالتها رنا والخبث قد تجلى على محياها .
لكمتها شمس قائلة :
ــ مجرد صديق أيتها البلهاء .. مطت رنا شفتيها ورفعت حاجبيها بضيق قائلة :
ــ لا تعجبني كلمة صديق ... رفرفت شمس بكفها أمام وجهها قائلة :
ــ وفري نصيحتك لنفسك .... لقد أنساني المرض بنكاته الظريفة ..قالتها وتذكرت من تسبب بكسر قلبها فصمتت لتسترجع كلام الطبيب بالأمس , فحدثها عقلها بأسف تمنيتِ الزواج من رجل متزوج وها قد أتتك الفرصة على طبق من فضة , فلن ينظر لوجهك أي أعزب بعدما تستغني رغمًا عنك عن أمومتك .
قطعت رنا صمتهما وهي تنادي باسمها :
ــ شمس .. التفتت لها شمس , فتابعت رنا : هل ستحزني إن جائني خاطب .
عقدت شمس حاجبيها قائلة :
ــ ولماذا أحزن ؟ أنا يأتيني كل يوم خاطب وأنا أرفضهم بإرادتي ..اقتربت منها ثم حاوطتها بذراعيها لتشاكسها : البلهاء ستصبح عروس ؟
تضرج وجه رنا بالحمرة القانية , فعضتها شمس من خدها مما جعلها تتأوه وتبعدها عنها , فصفقت شمس وهللت قائلة :
ــ يا ويح من سيتزوجك ، سيجف ريقه حتى يأخذ منك قُبلة .
وضعت رنا كفيها على وجهها في حرج وصاحت بها :
ــ يالك من وقحة .
دلفت سعاد الغرفة على صوتهما المرتفع وقد بدا وجهها مشرق على غير العادة , طالعتهما بابتسامة حنونة وهي تسأل :
ــ ماذا يحدث هنا ؟ ... أشارت شمس على رنا قائلة :
ــ أختي ستصبح عروس يا أمي ... تجمدت ملامح سعاد لتقول بنبرة جادة :
ــ هل هذه مزحة منكما ؟
أشارت شمس بسبابتها لا , بينما أطرقت رنا برأسها للأرض في خجل وقالت :
ــ لقد هاتفني أبي للتو يا أمي ، وقال لي أنه سيعطي رقم هاتفك لوالدته للتصل بك .
ــ والدة من ؟ .. همست رنا بحياء :
ــ والدة من تقدم لخطبتي ... وضعت سعاد كفيها على رأسها وصاحت :
ــ هل جُن أبوكِ ليفعل ذلك في هذا الوقت ؟ ألهذه الدرجة لم يدرك أن أختك الكبرى مريضة ؟ ...زاد احمرار وجه رنا لتقول بصوت خفيض :
ــ أنا من وافق يا أمي وليس هو .
ــ يا سلام ... تابعت سعاد بغيظ : وأين رأيته أيتها المؤدبة ؟
ــ لم أره أمي ، أقسم لك ... قالتها رنا وهي تشير بكفيها .
اقتربت شمس من والدتها قائلة :
ــ حتى وإن رأته , ما الضير في ذلك ؟ لماذا تصرين على قمعها لتعيش قصة حياتك يا أمي ؟ ... تخصرت سعاد ورفعت أحد حاجبيها قائلة :
ــ ومابال قصة حياتي أيتها المحترمة ؟
ردت شمس بأدب لم تعهد نفسها به قبل الآن :
ــ أنا آسفة, أمي ، لكن قصدي أننا من جيل يختلف عن جيلك .
رفعت رنا ذراعيها وهي تصيح قائلة :
ــ لكنني لم أقابل أو أتعرف على أي أحد , لقد ذهب لأبي يطلب يدي وأنا أبلغته موافقتي بمقابلته .
وضعت شمس كفها على صدرها لتقول بمزاح :
ــ وأنا أيضًا موافقة ... نظرت لسعاد متابعة : وأظن أن أمي لا مانع عندها أيضًا , أليس كذلك ياسعاد؟
كانت سعاد تغلي من الغيظ , شعرت أن رجب قام بذلك لينتقم منها فيتم تأجيل الطلاق , احتقنت الدماء في قلبها وكأنه على وشك الإنفجار , همست لعقلها قائلة : ــ كلا يارجب , لن أعدل عن قراري وأقسم لك بذلك, خرجت من الغرفة والدخان يتصاعد من أذنيها وهي تتمتم : تظنني سأتصل بك لأناقشك في الأمر لكنني لن أفعل , ومهما بلغت مكائدك لن أتأثر .
.................................................. .............


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-20, 02:26 AM   #156

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 484
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

اعجبني النقاش والحوار الذي دار بين امنية و والدها.....لانه توضح لنا ايضا الامر...و رأيناه من زاوية اخرى .....و اما لنسبة لسحر فما مرت له لم يكن سهلا فالخيانة صعب استيعابها.....نتمنى ان يخطو أدام خطوة تمكنه من تقدم خطوة اا ىالامام....اما رنا اضنها ستقتنع بايمن ..و ستكون بينهم قصة رائعة.....بتوفيق ان شاء الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-20, 11:35 PM   #157

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
اعجبني النقاش والحوار الذي دار بين امنية و والدها.....لانه توضح لنا ايضا الامر...و رأيناه من زاوية اخرى .....و اما لنسبة لسحر فما مرت له لم يكن سهلا فالخيانة صعب استيعابها.....نتمنى ان يخطو أدام خطوة تمكنه من تقدم خطوة اا ىالامام....اما رنا اضنها ستقتنع بايمن ..و ستكون بينهم قصة رائعة.....بتوفيق ان شاء الله
سلمتِ حبيبتي وبارك الله لكِ
راق لي استقرائك و أسعدتني رؤيتك للأحداث و أسأل الله أن ينال القادم رضاكِ 😍😍😍
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة يارب🌺🌺


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-20, 10:19 PM   #158

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

حان موعد الفصلين الرابع والعشرون و الخامس والعشرون

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-20, 10:20 PM   #159

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-20, 10:21 PM   #160

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله توكلت على الله

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.