آخر 10 مشاركات
دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          352 - حررها الحب - روبين دونالد (تصوير جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          نوعاً ما، يبدو! (2) .. سلسلة حكايا في سطور *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : eman nassar - )           »          1024 - آفاق بعيدة - إيفون هويتال - د.ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          سافاير(138)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء2من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-20, 12:22 PM   #41

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الفصل رووعة🤗 اختي زعلت كثير على موت عبدالجبار ابو وصايف مسكينة اتيتمت 😭😭والان صار حمد مسؤول عنها الله يستر اكيد ماراح تنسى الي عمله بعد ماتفوق من صظمة موت ابوها ..اما جمال اللن حاسس بالذنب على بنت عمه بس التانية ايش ذنبها يحطها امر واقع ماقالها انو راح تكون زوجة تانية انا اشوف سمر والشموخ مساكين ..اما عزيز مقهورة عليه وبنت خالته كمان حامل مسكين مافي امل وهي اصلا من كلامها ماتبيه ولا تحبه حب من طرف واحد المسكين يستاهل وحده تحبه ..منتظرين الفصل الجاي بشوق ودمتي بخير 🌻
اهلا زهروة الغاليه ❤
موت عبد الجبار صدمه للكل وقلب موازين وصايف تماماً ، واكيد ماراح تنسى كلام حمد وفوق جرحها منه موت ابوها !
،
جمال شخصيته معقده الله يعينه على نفسه 😂
حاط نفسه بقالب ضحيه ولحد الآن ماهو عارف وش يسوي بحياته !
عزيز .. قلبي يوجعني عليه .. والجوري هي رضت بزواجها من غيره وجاء هو بإضعف حالاتها يقلب موازينها !
،
كالعاده دائماً تعليقك يفرحنيي
وافر حبي
الريم ❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 12:44 PM   #42

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روجا جيجي مشاهدة المشاركة
وبدات الاحداث تتسارع موت العم كان صدمه وكنت زعلان انها على طول فرحانه اهو اتندمت وربنا يعينها
جمال متلخبط ومش عارف هو عايز ايه مبسوط فى جوازك طب بتجوز البنت بالعند ليه وتنكد عليها وزى ما امك قالتلك انت بتسد فراغ قلبك مع واحده تانيه بس هى ايه ذنبها
وواضح ان ده اللى عملو ابوك مع امك
مستنيين الفصل الجديد تسلم ايديكى حبيبتى ❤
اهلاً روجا جيجي
وصايف متعقله بإبوها مره وموته الفجأه اثر فيها كثير
ايوه جمال ماهو عارف وش يبي بالضبط ..

سعيده بتعليقك ❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 01:02 PM   #43

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 02:42 AM   #44

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

،
استغفرالله
،
الفصل (العاشر)
،

إدار مقبـض الباب ليدلف الى الصاله وتستقبـله رائحـه الجفـاء الملتصقِه بجدران هذا البيـت ، يمشي بوهن وكتفيـه تدّلت وطاطئ رأسه ، ومعدته تأن تأن .. وجعاً على حال لم يتغيـر .. وحاول بشتى الطرق ولكن لاجدوى .. صعد الدرجـات واحدة تلو واحدة .. ليصل الى الطابق العلوي وتقع ناظريه على الغرفه تلك .. التي تقطن بداخلـهـا .. وحيدته .. وفتاته .. وفلذه كبده !
إتجه دون تردد لحيث غرفتهـا ككل ليله يستيقظ مفجوع خشيّه فقدانها ... وخشيه أن يسرقه الموت غفله .. قبل لم تعود الى تلك الشقيه ... السعيدة .. الى الشموخ التي تطرب إذنيه بإحاديث لا تُمـل وحكايات لاتنضّب ، هي الخيّـرة التي التي كتبها الله من زواجه بـ "موضي" ، حين تساءل بحـرقه ذات يوم بعد معرفته بإنه لم ينل مايتمنى قلبـه ، هي الشعله التي أنارت قبّس بينهما طيله اعوام مّرت يحاول السلوى عن حُب أبتلاه الله به .. بحّب "الجازي " لم يكن الإ ابتلاء يذق طعم مرارته لهذه اللحضه .. ولكنه شيئ في داخله مرتاح ، سعيّـد ، وراضي أتم إرضى .. !
!
أدار مقبض الباب بهدوء ، لتظهر له الغِرفه الواسعه المُناره بإبجورة وحيده وفي أخرها سرير وحيٰد ، وخِزانه على يمينه وبجانبها منضده الزينه ، وبجانب الباب مرأة طويله ، وبجانب السرير مكتب صغير .. يظن بإنها لاتستخدمه البته .. من منظر الكتب والأوراق المتناثره بإكمل الغرفه .... وعلى السرير الوحيد تتلحف بالغِطاء لايظهر منها شيئاً كعادتها .. وعادته والدتها .. تنهد بغلظِه ، وإغمض عيّنيه يمحي الهاله الكئيبه التي تُحيط بهذة الغِرفه ، تمنى لو يفتح عيّنيه ويختفي شبِح الجفاء الذي طـال ..
!
إستدار دون فتح عينيه وأغلق الباب بهدوء ، وإتجه لحيت الجناح المخصص له ولزوجته .. بخطوات طويله !
!
وحينها ... وجدها تربض على السرير تمسك بيدها مصحف تقرأ بصوت هادئ ، وهُنا إرتسمت أبتسامه زاهيه على شِغاف قلبـه ، مُخبره بإن أنانيـته ماكانت الا لراحه .. كان يفتقدها لـ سنين !
،
إنتبهت لوجوده لتّحيه بإبتسامه وتضع المصحف على المنضده وتهبط من السرير بإتجاهه ، وهي ترتدي بجامه ذا صوفيه طويله ، تصل لركبتيها وترفع شعرها للإعلى وتظهر وجهها الوقور
نظرت لملامحه التي تنظر له بحب ، ويبدو عليها الشحوب لتسئل بخوفت : معدتك توجعك ؟
ساعدت في خلع جاكيته الشتوي ، وهو ربض على السرير ليُجيبها بإضطراب : قويه !
تنهدت بيأس ، لتضع جاكيته بالخزانه وتعود له : فيه شي مضايقك ؟
نظّر له ليقول : ومن غيرها ..؟
عضت شفتيه بكتمـان .. وغيرت حديثها لـ: اليوم تأخرت ..
: جلست مع خوياي .. وتعشينا هناك .. بالاستراحه
وإستلقى على السرير ، وهو يغمض عيّنيه : قوم غير ثوبك وبعدها ناام
: شوي برتاح .. بنام
: صلً ركعتين وأقرأوردك وبعده نام
!
أومأ برأسه ، وإتجهت هي لجهتها لتعاود إخذ مصحفها والترتيل بهدوء ، ولكن قطع عليها بـ قوله اليأس : ياليت جدك ماقال الكبير للصغيرة والصغيير للكبيرة .. ياليت ماتلقف وقتها !
عاودت إغلاق المصحف ، لتدّرك بإنه حدًيث طائل سيفتح .. : خيرة ياأحمد .. خيرة
فتح عيًنيه وإستدار برأسه لينظر لها : وش الخيرة اللي للحين ماشفتها ؟ .. وش الخييرة ؟ .. اه موضي وماتت وماعلي الا ادعي لها .. بس الشموخ !
!
شعـور يحِرق يسار قلبـها بوخزات متتاليه ، ولكنها تجاهلته بقولها : الله الهادي .. ولا من جمال ياأحمد ؟
!
إطرقت برأسها بألـم ، وهي تتذكر ماحدث خلال ساعات حين ذهبن عماته .. ليرمي عليها كلمات ثِقال لم تستطيع إستساغها ، كلمـات تعرف بإن يُريد إذيه نفسه قبيـل إذيته ، كلمـات .. أوجعته بقدر ماأوجعتهـا ! ، وتركهها غاضباً من نفسه اولاً ، صافقا باب الشارع وكأنه يُخبرها بإنه لن يعـود حتى يخف تأنيب ضميـرة !
: تقول طلقها !
أجفلت من حديثه لتعقد حاجبيـها وتتساءل : وش قلت ؟
عاود القول : تبيني أطلقك عشان ترجع زي أول !
!
: وبتطلقني ؟
آمال رأسه بإبتسامه : أقدر ؟
!
دغدغ حديّثه قلبـه ، لتمسك بكتفه وتقول بهدوء : مالنا الا الدُعاء ياأحمد .. ندعي لهم وندعي أن ربي يسخرهم لنا ..
: ونعم بالله ... ليسئل : خواتي اليوم عندكم ؟
أجابت بغصه وهي تبعد كفّها : إي
: وش يبون ؟
!
وإعتدل بجلسته ، لتنظر له بيأس : ام موضي تبي تشوف الشموخ .. والشموخ إنفعلت .. وجمال مافيه كلمه شينه ماقالها لي .. اه ياأحمد .. مدري شقول غيـر . الله يغير هالحال ... مافيه معجـزة .. تغيرهم ؟ تغير الشموخ وجماال ؟
: مو قلتي الدعاء يالجازي ..
تنهدت : ونعـم بالله .. عسّا ربي يغير حالنا لإحسنه ..
/
وتركهها متجهه لدوره الميـاه ، وهي تستلقي وطنين كلماته فلذة كبدّها ترن بإذنيـها ، تجعلها تشّن حملات الندم التي لا نهايه لها ، ولكنها أبعدت تفكيرها فهي إمرأه ناضجه بمافي الكافيه لتّدرك بإن القرار الذي إتخذته يجب عليها تحمـل نتائجه !
!
إمسكت هاتفها لتقول بتشغيـل الرقيه الشرعيـه ، .. ولكن صـوت تقيئ أحمد أجفلها .. لتنزل من سريرها حيث دوره الميـاه الملحقه بجناحهم .. طرقت الباب عليه مرات مُتتاليه : احمد .. احمد !!!!
!
بعد عدِة ثواني خِرج وقد إزاد شحوبه ، وإزرقت شفتيـه لتقول بخوف : احمد ..
ساعدته ليستلقـي ، وقال بإجهاد : ماهي غريبه يالجازي ..
تحدثت بعبرة : خاايفه خاايفه ..
دحجها بنـظرة : وين إيمانك بالله يالجازي .. مافيني الا العافيه ..
وإستلقى على يمينه تارككها ، تكرر إستغفارته بقنـوط هجم عليها هذه الليله ..
.................................................. ..........
،
،
دّلفت الجوري لدورة الميـاه بمساعدة الممرضه العربيـه التي أصّرت عليـها وتقاضيها براتب جيّـد دون الحاجه لإثقال ليلى إكثـر ، وتعاون شقيق أمجـد ليجلب لهـا ممرضه مثلمـا طلبـت ، وعلى مايبدو بإنه لم يُعجب عبد العزيز ، بقول تحسس لإذنيها دون قِصد .. هيّ لا يهمها رأيه .. ويثقلها وجوده الغيّـر مُريح .. تحاول بقدر الإمكان تسّهيـل إجراءات السفّـر لوالديها .. ولكن .. يبدو بإن والديها مطمئنين بوجوده معهـا .. ولكنها ستطول المدة التي ستقضيها .. ويزداد ثقلها عليـهم وهي تُـريد !
!
تتمنـى لو إن عزيز خرج من حياته دون رجعه ، هذه الأمنيه تخطر بباله كلمّـا شعّرت بوجوده حولها ، أو إدركت بإنه يهتم بشؤونها بتوصيه من والدها .. وشقيق زوجهـا .. وحتـى إنه قبل إمس إصر أن يُحادثها بشأن طلبها للممرضه.. ولكنّها إحتجت لتعبها ويبدو بإن ليلى فهمت رغبتها .. شئ بداخلها .. بغيض وقديم .. يكتم على إنفاسها ..
،
ساعدتها الممرضه على خلع بنطالها ، وضيق يكتم على إنفاسها وساعدتها على الجلوس على المرحاض وقضاء حاجتها ولكن !
:
صرخت صرخه أجفلتها لتعقبها هي بصرخه : وش فييييه ؟
تخيّل لها إن هُناك حشرة بالجوار ستقفز عليـها ، ولكن لم تتـوقع بإن : دمّ دمّ ينـزل منك !
!
إرتجفت أوصالها لتصرخ : دم دم من ويييننن ؟
: إنتي بتنزفييي ... .. وسمعت خطواتها تتجه للخارج ،، وهي واقفه .. تتحـسر على قِله حيلتها ، وعلـى الظلام الدامس حولها !
!
إتت ليلى .. مسـرعه ، لتنكمش تعابيرها وتشعر بالإحراج وهي تجهٌل شكلها المُحـرج ، : بسم الله شفيييه ؟؟؟؟ ... وإصدرت شهقه عميـقه لتعقب : ساعديها تلبس نوديها المستشفى بسسرررعهههه وشوي شوي عليها انتبهي !
!
وخرجت ليلى ، وهي إزدرئت ريقها بخوف ، ماذا يعني دّم ؟ أستجهض جنينها الذي تحاول ان تحبه بكل صدق ؟ ؟ ، أتجهض الشئ الذي سيذكرها بإمجد؟
،
ساعدتها الممرضه على إرتداء بنطالها مرة أُخرى دون قضاء حاجتها ، ومساعدتها للخروج للغرفه ، وإجلستها فوق السرير لتجلب لها حجابها ومعطف طويل تستر به ، فلا وقت لتبديل ثيابها .. وهي تطمأنها بكلمات طفيفه لم تستوعبها ، وهي وجلّه .. تكرر إستغفاراتها ، وعبره لم تستطع كتمها !
!
إتت ليلى : يلا عزيز واقف برى !
!
خـرجت معهن بلا حول ولا قوه ، مُسيـره .. تسمع نبضات قلبها ، ودموع لم تستطع إخفائها .. أهي دموع الحرج ؟ أم الخوف ؟. ..
!
/
: تقول فيـك نزول شديد ، والطفل اذا ماتدركناه إحتمال يطيّـح
شهقه مُعترضه أصدرتها حنجرتها ، لتنسكب دموعهـا بلا حول ولا قوة ، لتطمأنها ليلى وهي مستلقيه على سرير المستشفى : جوررري استهدي بالله ، بيطقونك أبر مثبت يومياً لمده شهر وإن شاءالله كل شي بيرجع سليـم
،
لم تُعـلق ، وهي تكتم شهقاتها ، وتضع كفها على بطنها المُسطـح وتستودع جنينها رب الكون !
إتت الممرضه لتغرز المغذي في وردها وعلامات الألم واضحه على تقاسيمها ، وعند إنتهاءها خرجت لتغلِق الستاره لتمنحهما الخصوصيـه التامه !
تحدثت ليلى وهي ترى دموعها التي تنسكب بلا هواده : تبين تكلمين خالتي ؟
أومـأت برأسـها ، وإخرجت ليلى هاتفها لتتصـل على شقيقه الجوري " حسنا " بإحدى البرامج التي تتطلب فقط إتصال بالإنترنت ، !
!
أجابت عليـها حسنا : هلا والله ليلى .. الجوري فيها شي ؟
نظّرت للجوري التي تستمع وتبكي بصمت ، وهي رابضه أمامها بالكرسي ، والممرضه العربيه تقف بإخر الغرفه ، : لا مافيها شي ، بس بتكلم خالتي عندك ؟
أجابت بهدوء : ايه عندي ، دقايق بس ..
،
وبعد ثواني إتى صوت " هيا" والدتها بحنيّه جعلتها تفقد أخر مستوى من ربطأت الجأش لتصدر شهقه دون إدراك عندما سمعتها تقول : هلا ليلى .. الجوري فيها شي ليش ماتصلت من جوالها .. وعند سماعها لشهقتها الطويله قالت بوجل : الجوري بسم الله عليييك شفيك ؟
،
إستقامت ليلى لتّقرب الهاتف عند ثغرها ، وتحدثت الجوري بنبره يائسه: يمممه اشتقت لكم .. تعالوا !
تنهدت والدتها براحه : خوفتيني الله يهديك ، ماعليك يالجوري عبد العزيز وليلى مايقصرون ياعمري هم ..
زاد بكاءها من حديث والدتها ، لتقول بإعتراض : بس يمه ابيك انتييي
تنهدت والدتها : وش نسوي ياالجوري الفيزا توها ماطلعت ، وماقدر اخلي البنات لحالهم فترة طويله .. اصبري ياوليدي اصبري .. لو ماني متطمنه عليك كان ماغفت عيني
،
إدركت ليلى الجوري تُريد إفضاء همها دون وجودها هيّ بالذات ، تدرك بإنها تشعر بالثقل ، وتدرك بإنها تصرفاتها تنّم عن اشياء بداخلها الله أعلم بها ، مدّت الهاتف للممرضه التي فهمتها ، وقالت بصوت هادئ : بروح اشوف عزيز وارجع لك خوذي راحتك !
، وخرجت تاركتها !
،
وهي عندما سِمعت إغلاق الباب ، بكت بإنهيار ، ووالدتها تحاول تهدئتها بـ : يالجوري وشفيك ياقلبي ، صبرتي على موت خااالد وموت أمجد يغثك إنك بعيد عننا .. كلها فتره وتعدي ..
قالت بإعتراض: يممهه .. عندي نزول شديد إحتمال أجهض
إتى صوتها والدتها هادئ ، يُطمأنها : لا يضيق صدرك يالجوري الحمدلله على كل حال ولا تتعلقين فيييه يمكن ربي ماهو كاتبه خييرة لك
لم تُعٌلق ، وعاودت والدتها الحديث بإستسلام : وعلقي آمالك بربك يالجوري وإستهدي فييييه واصبري مالنا الا الصبر والإحتساب .. وعشانك يالجوري بحاول أول ماتطلع الفيزا اللي كلفتك ورث وولدًك بجي وبلجس عندك وبكيف البنات
،
إزدرئت غصتها لتقول : لا .. يمه .. لا تضغطين على نفسك .. بصبر .. بس ادعي لي .. والله تعبت والله
: والله ياعيوني وماهه إنك ماتروحين عن بالي وإني دايم ادعي وادعي ربي يقرً عيوني فيك ويعوضك .. ومابي أطول عليك جوال البنت اكيد بيكلف عليها .. وترى ليلى وعبد العزيز حسبت إخوانك .. والله يجزاهم خير ماراح نلحق جزاهم .. بس طمنيني وش قالوا لك المستشفى ؟
برمت شفتيها بإعتراض بسبب تعظيـم والديها بشأن مافعلوا لأجلها وإشعارها بثقل أكبـر ، وجاوبت : بيعطوني أبر مثبت ، لمدة شهر .. وبعدها مدري شيصير ..
تنهدت والدتها : ماصار الا كل خيـر والحمدلله على كل حال ، عسا الله اللي يصيبنا رفعه لنا بالدنيا والأخره .. الحمدلله .. يالله يانظر عيني استودعتك الله .. مع السلامه
: مع السلامه !
!
أنقطع الخِـط ، لتبعده الممرضه عن ثغرها ، وتطمأنها بـ : لا تخافي ان شاءالله كل شي بيصر كويس
تنهدت : ان شاءالله ..
!
وإغمضت عيّنيها والظلام لم يتغيّـر ، محاوله النّـوم والسلوى عن حزن يتآكل بقلبها منذ فتررة طويله ، ولولا الصبر والإحتساب الذي تعلمته من والدتها ، لكانت جازعه قانطه ، ومايُسليها هو وعد الله الحقّ " فإن مع العسرا يُسرا "
.................................................. ......
،
عندمـا خِـرجت وجدت عزيز يقف أمام الغرفه يطأطئ رأسه ، تعلو تقاسيمه القلق والتعـب .. شقيقها يُعاني أضعاف ماتُعانيه الجـوري ، إقتربت منه بهدوء لتقول : عزيز !
ضمّت يدًيها لصدرها عندما هالها منظره ليسألها بلهفه : شلونها ؟
: الحمدلله .. عطتها مغذي الممرضه وإستطردت: كلمت الدكتوره ؟
: اي .. تقول لازم تترقد .. وإردف بتفكير : وقلت انا نستأجر قريب من المستشفى ومـ..
إعترضت ليلى : وين عزيز على كيفنا الأيجاز غالي وإنت دفعت دفعه مُسبقه للي ساكنين فيه
: عادي .. صعبه تترقد هنا ياليلى لحالها .. الدكتورة تقول اذا السكن قريب مافـ..
عقد حاجبيـها : عزيز ... ترى هنا أظمن لها وتكون الدكتورة عندها دايم لو جاءها شي لاسمح الله بتكون أقرب
تأفف بإعتراض : ولو إحتاجت شي مننّا ؟
تحدثت بنزق: وش بتحتاج مثلاً ؟
: ؟ شفيك إنتي ؟ انا اللي بدفع مو إنتي !
تأففت بصوت عالي : عززيززز .. اذا جلست بالمستشفى اظمن ياعزيز انا حرمه مثلها وعارفه حالتها !
رفع حاجبـه بتفكيـر ، وأومأ برأسه .. دون مجادله .. وتحدثت هي بهدوء : وبعدين كل يوم بنروح لمها نشوف والممرضه حليله ربي سخّرها لها .. وترى إريح لها هي بكثييير ماشفتها بالأيام الفايته .. احسها مو طايقتني !
نظّر له بشرز : وش مو طايقتك ؟ وش تخبصين إنتي ؟
تداركت غضبه بـ: أقصد هي تحسّ بالثقل لاننا نهتم فيها ماشفت شلون إصرت على الممرضه ؟ وهي اللي دقت على اخو زوجها ؟
تنهد بغيض ، وكيـف ينسـى ماحدث خلال يومين ، حين أخبرته ليلى بطلبها ولكنّه إعترض بحسّن نيّـه ، وبعدها إتصل عليه بالمدّعو بـ اخ زوجها .. ، ليخبـره بشأن الممرضه التي سيجلبها من إجلهـا ، حاول أن يُحادثها .. ولكنّها تعلّلًـت بشأن تعبها !
!
فرك صدّغـه ليقول : ادخلي عندها .. بروح إشوف إجراءات نقلها لغرفه لحالها !
: شوي وإدخل تكلم خالتي هي الحين ..
لم يُعـلق ، وإتجه للإسفـل لمتابعه الأجرائات .. إخرج هاتفه ليّـرى رسائل من قُصي ، ودون تردد إتصل عليه ،
إتى صوته ساِخراً : هلا والله بالسويسري كيف الحال !!
إخرج تنهيدة غليظه ليقول بتهكم : الحال مايّسرك !
: ايييه محدّ قالك طق الصدر وإفزع
تجاهل حدّيثه النزق ليسأل: خذيت إجازه ؟
: مهبول إنا ؟؟؟ ام قصي تنتظر بس إجي عشان تحطن قدام الأمر الواققع !!!
: ولمتى بتهرب من الواقع خلاص وانا وعمًك إرضى
كانت نبّـرته يأسه ، إستنكرها قُصـي ليستفسر : وشفيك ؟
دّلف المصـعد وحدة ، ليضغط الدور الأول ليردف : مافيني شي بس الشموخ راحت بنصيبها خلاص إنتهينا من الموضوع
إتت نبره قُصي نابغه من وجع قلبـه : وش يفهم قلبييي ؟ وش يفهمه ؟ اه مستحيل إنسى الموقف اللي صار ياعزيز إحس جمر بقلبي
إنفتحت المصعد وخّرج عزيز بخطوات متخاذله ، فحتى هو لم ينسّى ذاك الموقف ، ولكن إنشغاله بالجوري جعلته سلى قليلاً .. طمأنه : ماتدري وش الخيره .. يمكن جمـ..
قاطعه بحدّه : لاتجيب اسمه تكفى .. انا يالله بالعه !
ربض على إحدى الكراسي أمام الإستقبال ليبتسم بسخريه : والله إنت تنقهر هناك وهو عايش بالعسل مرتااح عشانه إنتصر عليك .. تذكر ياما من الليالي اللي يتوعدً فيك
: كانت ايام مرااهققه ياعزيز راحت .. ماحسبت بتاصل لشي أكبر ..
تنهد بدماثه : إنت مكبر الموضوع .. الشموخ إنت ماتحبها تحسّ بالمسؤليه بس .. لا تكذب على نفسك
: وبنت خالك ؟ تحسّ بالمسؤليه ولا شي ثاني ؟
!
يبدو بإن قُصي يُريد إستفزازه وبشدّه ، ولكنه أجاب ببرود : انا نسيتها من بعد خاالد والحي..
إتى صوته ساخراً : إنت لاتكذب على نفسك عزيييز .. إغتنم الفرصصه مادامها حانت .. اه مايموت جمال بس ؟
كشّر من حدّيثه ليقوم بإنتهاء الموضوع : شكلك بتخورها .. فمان الله.
إغلـق الخط ، وإستقام مُتجهه للإستقبال لإنهاء إجراءات نقلها لغرفه أوسع ، .. هو لا يستطيع الكذّب على نِفسـه ولا على ليلى ولا على قُصـي ، هو لا يزال يرجو قُربها ، ولايزال ميّتم بها وبحبّها ، ولكن مالعلّه بنصيب لم يُكتب له ؟ ، إخـرج تنهيـده مُثقـله من تجاويف قلبـه ! ، وإدرك بإن الأبتعاد هو الحـل الوحيـد له ، وسيّفعل إقصى مايُمكنه
.................................................. .................................................. .
واقـفه أمام آله القهوة تنظـر لها بتمعن وبُحب ، وبجانبها الكتاب الذي ستختبربه يوم الأحـد وسيكون أخر إختبار شهري ، وبعدها سيكون الأستعداد للأمتحانات النهائيه للفصل الدراسي الأول ، ترتدي فسـتان طويل يظهر عقبيها ذا إكمام طويله يظّهر عظمتي التروقّه ، ذا لون إسود يصف جسمّها ، وتزين ملامحها بزينه خفيفه وترفع شعرها للإعلـى ، وكان نيّه تأنقها هيً لأجل وليمه الغداء التي تجمع أعمامها أجمـع وبسبب رجّوع أبن عمها يوسف "عبدالوهاب" ، ولأجل إثبـات لنفسها ولعماتها بإنه ماحدث بالإمس لم يهزّ بها قيّد إنمـله ظاهرياً ، حاولت قد المستطاع إمساك أعصابها عندما إتت عمتها " الجوهرة" لإقناعها تارةً أُخرى ، وعندما تيقنت بإن لا جدوى منها ، إتت بسيرة "زوجها" وإعطاءها من النصائح التي تُثيـر إشمزازها ومنـها
" ترى الرجال يحب الزين إنتبهي تتزيني عنده يالشموخ لمين تصيرون بجناح واحد "
"وإنتبهي يدخل بغرفتك ولا تجين غرفته لايصير بينكم شي وإنتم توكم بالبر"
" صح هو زوجك .. بس ولو شينه تحملين وعرسكن توّه"
!
كادت تستفرغ غداها ولكنّها تحاملت قدر المسُتطاع ، وتعللّت بمكالمه طارئه لتهرب من حدًيثها النزق!
متى يكفًن عماتها بالتدخل بشؤنها وتركهها في حال سبيلها ؟
تلك الأمور لا تهمها وتتيًقن بإن جمال لا تحرك به ساكـن ، والمواقف الطفيفه التي حِصلت بينهما ليعرف نقطعه ضعفها .. ولكن يبدو بإنه ماعاد يهتم .. كلهما لايهتم للآخـر .. وكلهما واقع في مصيده "النصيب و الوعد" ، الذي قِطعه ذات يوم بعنجيه مراهق .. وصدقه قلبها الفتيّ .. ليصدمها الواقع بصفعات إعتادت عليها
،
حمـلت الكوب ويتصاعد من بخار القهوه وإستدارت لتضعه فوق طاوله المطبخ .. فهيّ تحب الجلوس في المطبخ وّ مراجعه دروسها دون سبب محدد .. رفعت ناظريها بغتًه لتصدر شهقه عميٌقه بوجّل عندما رأته يستند على خزانه المطبخ يكتف يدّيه ويتمعن بها بِدقه جعلتها ترتجف قليلاً .. ولكنّها نظرت له بإستحقار وألم الأمس ينهمش بها بإعماقها ينبأها بإن ماتظاهرته طِيله اليوم .. كان .. كذب !
،
بعيّنـي خاويـتيـن ، وحاجبيـن مرفوعان للإعلى وشفتيه إمدت قليلاً عندما إدرك بإنها السكينه التي لًفته خلال ثواني تلاشت بنظراتها النّاريّه! ، رأها تُخرج "كارسون" من المايكرويف وتضّعه بجانب القهوه ، وجسدها الغِض يتمايل أمام عيّنيه بصوره إرهقته .. مُتحدياً من ألم ينهش دواخلها ، ألم يمّحي نظّره الغِضب ، والمُقت ، ألم يجعل عيّنيه خاويتين ، وقلبـه متأرجح بين إضلاعه !
طِيله فتره رجوعه نِسى الوعد .. وتناساه .. ولكن الأمس كانت ضربه قاضيه له ، جعلته يُعيد حسابتها كثيراً وكثيـراً ، وحـتى حضروه للغداء اليّوم لم يكن شي بسيّط .. بل لاّمس شي عميـق بداخله .. شي يُشبه الشوق لألفه يفتقدها منذ وفاه والده ، ولشدّه الإسف هذه الفتاه التي هي زوجته منذ خمس سنوات تشبه كثيّراً ، تشبًه دواخلها ، وتشبّه ألمه .. وقدّ غرس بخاصرتها شّوكه بكل عنجهيّـه ، وحتى إنه بالأمس تحدث مع سمّر لعلّ صوتها يُعيد شيئاً منه ، ولكن صوتها الأحب لقلبه من كل شي لم يُزحزح الألم قيّد إنمله ، ويبدو بإنها شعًرت به وّ إغلق دون سماع شكواها ، بلّل شفتيه وإخرج سيجاره من جيب ثوب الأسود .. والذي آضاف لشكله هاله من الوسامه الفتّاكـه .. وقد جلست هي تأكل بصمت وتقرأ من الكتاب الذي بين يدّيها وكأنه لم يخيفها منذ قليل .. بالإمس ايضاً أعاد قراءه رساله عزيز للمره الألف حفظ ماقاله بحذافيـره .. وتصرفها هذ أمام ذّكره عزيز بـ " تحب تجلس بالمطبخ وتذاكر ، اذا شفتها تذاكر اسألها عن اختبارتها وعن درجاتها ترى ماعمر أحد شجعها غيري وانا رحت دورك تشجّعها"
ووصف صمتها هذا بـ" هي زعلانه كثير عليك وعلى احمد وعلى العالم كله .. انت رحت خمس سنوات ولا عرفت وشلون أثرت فيها موتت امها وعشت حياتك وهي وقفت بنقطه تنتظرك تطلعها من شي بقلبها .. اذا صدق تبي هالزواج يستمر لو واحد بالميّه .. أول شي اصبر عليها .. خلّها تطلع اللي بقلبها غصب خليها تعاتبك وخّلها تطلع مشاعرها كلها .. خلّها لمين يخف اللي بقلبها عليك " !
!
إزدرء ريـقه وأبعد سيّجارته وبدأ بالخطوه الأولى بـ : شتذاكرين ؟
رفعت ناظريها له ، وكعادته هذه النظًرة التي ذكرها عزيز " لاتحسب إن نظراتها البارده يعني انا قويه وماهامني شي .. نظراتها تخبّي شي بداخلها ياجمال " ، مُخيف مايعرفه عزيز عن هذه الفتاه!
أجابت ببرود : مادة الاحصاء ، ممكن تطلع لان ماحب اذاكر وعندي أحد !
رفع حاجبيه بتساؤل : شلون تذاكرينها نظري كذا ؟ مفروض حاسبه ودفتر وقلم
تأففت لتجاوب عليه : بذاكر النظري الحين والمعادلات بكرى .. وأمالت رأسها بـ نفاذ صبر : ممكن تتطلع ؟
رفع كتّفيـه وقال : مبّ غرفتك تطرديني منها هذا مطبخ الجميييع !
!
تأفف بنزق ، وحملت كِتابها وقد أنتهت من الكارسون .. وحملت فقط قهوتها لتتجه لِخارج المطبخ ولكنّه يسدّ عليها الباب بقوله : ماعندك شي بتقولينه لي ؟ ..
نظّرت له بتعجب ، وإحتدت نظراتهما لثواني .. شعّرت خلالها بمشاعر غريبه بينهما، نظراته مُختلفه عن سابقتها ، مُختلفه عن أول مرّه تقابلا في المطبخ وفي هذا النقطه تحديداً ، مُتسائله وخاويه ، ومتلهفه لإخماد شي لم تُعرفه ! ، شتت ناظريها و
رفعت كتفيها بلامُباله : ماعندي شي .. وخرّ
إصرّ : الإ عندك .. واجد .. صح ؟
إزدرئت ريقها بصعوبه : مثل وشو عملني ؟
: عتاب .. هواش .. شي يخلي قلبك يرتاح
أبتسم بسخريه : وليش تحسب اللي سويتي فيني سهل ؟ عشان قلبي يرتتاح!
!
: اه .. إخرجها من أعماق قلبه .. هو ليس مُستعد لمساع شئ منها ، ليقرر تأجيل تعليمات عزيز لوقت لاحق وإخرج من جيبّه " بطاقه الصرافه " ، ولاتزال السيجارة بين اصبعيه .. ليعاود وضعها في فمها يستنشق دُخانها السًام لعلّه تحرق هذا الألم !
،
ومدّ لها وتسائلت هي بـ : وش هذا ؟
: مهرك .. مثل ماطلبتي
فتحتّ عيّنيها بصدمه ، وألتقطتها بسرعه لتقول بسخريه : وشويه علي بعد
ضِحك ضِحكه جافه : ماحسبتك طمااعه !
وضعتها بين طّيات كتابها ليُردف بـ : الرمز 1234
: ممكن تبعد الحيّن ؟
،
أبتعـد دون حول ولاقوه ، ولتمشيّ خطوتين .. وتقف فجأه وقد طرأ عليها شي خبيـث ، لا بل .. شيّ يُعيد لها شيئاً من نشوه الإنتصار التي لم تحصّل عليها وتحدثت بـملامح شِرسه وتحدثت بإستفزاز: تدري لو ماأعطتني مهري .. كان وجهك صار حفله مره ثانيه !
رفع حاجبه بإستنكار : شتقولين إنتي ؟؟
رفعت كتفيها وإردفت : بيصر حفله من يديّن ولد عمي .. اللي بياخذ حقيـ ...
،
إستيقظت شياطينه النائمه خلف تأنيب الضمير الفتاّك ، وإحتدت نظراتها بِغضب أهوج عندما عِرف مقصدها وّ إمسك بزندها دون تفكير ليقربها إليه إكثـر وّ تناثرت القهوه على فستانها وعلى كتابها لتصرخ : هييه. !!
لم يهتّم ، وضغط عليها بقوه : أقسم بجلال الله لو تجيبين هالسيره والله لا ..
تأفتت : بدينا بالتهديد ؟ تهديداتك كل بلوششي!!!
صرخ بها : الششمممووووخخخخخ !!!!
، كان ينظر لها بـ نظرات قاتله فتّاكه ، لم تهمها .. إحست بنشوه الإنتصار عليـه لأول مرة !
وهو لايزال يضغط على زندها وينظر لها بغضب ، وهي لم تحرك ساكن إلا من صدور آهات طفيفه من شدّه ضغطه عليها : ليش شقلت عشان تهدد وعشان تعصب هالكثر؟؟؟ وش قلت ؟
: لاوالله ماتعرفين وش قلتي ؟؟؟؟
: لا ماعرف !!!!! واللي اعرفه كان مفروض احد يوقفك عند حدك وماقيه الا قِصـ..
صِرخت بقوه عندما ضغط عليها بقوه اكبر وتخدثت من بين اسنانه : أنكتمي إنكتمي !!!!!!!
نظّرت لهً بعّنين هادئهً ، تنافي غضبه .. لتسئله ببساطه وبألم : ليش إنفعلت ؟ .. ولا إنت ولد الماما اللي كل شي براسه لازم ينفذ حتى لو كان على حساب غيره .. ولا إنت العنيد العصبي اللي تتنازل عن شي إلا احد ياخذ منك شي أو .. وإستطردت بسخريه : أو يفكر ياااخذه !! عقدة التملك اللي عندك روح علاجها عن طبيب نفسي ..
هدء بصوره غريبه .. وخفف ضغطه عليها لتستطرد : تخيل تجي ... بعد خمس سنوات .. تلقاني تزوجت وعلقتك بالهوا .. وانا اللي حلفت بإغلظ الإيمان بصونك .. وش رده فعلك ؟ .. هاه ؟ .. مايهمك .. صح ؟! وأنت ماتهتم لي ولا أنا اهتم لك .. وإصرارك على الزواج عشان محد يغلبك وخصوصاً قُصي .. اللي إرجل منك ومن إبوي .. وضحكت بسخريه مريره .. وأبعدت يّده بقوه وهي تحتضن كِتابها بيدها الأُخرى : لا تمثل إنك ندماان أو تحس فيني ! لاتمثل الألم وإنت ماجربته .. رووح عند زوجتك الثانيه .. وتزوج الثالثه والراابعه بعد معدّ يهمني .. وصورتك اللي حطيّتها برواز يوم كان عمري 16 للحين تجرحنييي بزجاجها ! ..
وزفره بغلظِه ، وتمعنت بتقاسيم وجهه التي لآنت ويبدو بإنه ماقالته كان صحيح .. صحيح بصورة
مؤلمه .. الحقائق دائماً .. تسقطها في مصيده الألم !
: ليش سكتت ؟ عشان كل اللي قلته صح بصح .. بس تدري لا إنت تهمني .. ولا ابوي ولا أحد .. بعيش لنفسي وبموت لنفسّي .. ويمكن خيره إن اكون زوجتك عشان معدّ يغصبني أبوي على أحد لازم أوفي كل واجباته اللي مفروضه علي .. وضحكت بسخريه : هه والله رااحه !
!
هو ينظر لتقاسيم وجهها الجميل بتمعن بكلماتها التي إتت بأنفجار لم يتّوقعه ، ألم يُقل بإن ليس مُستعد لعتابها ؟ .. ولكّنها باغتته بصوره مُفاجأه وجعلته يصمّت دون حول ولا قّوة . .. وعندما إنتهت وقدّ إستفزته بحديثها الأخير كثيررًاً ليعترض بـ: واجبتك بتسوينها حتى لو ماتهتمين فيني وصورتي إنكسرت .. وواجبتك بسّويها حتى لو تزوجت عليك ثلاث !!! ، وأبتسـم بخواء : والوعد لم تجمعنا غرفه وحده !!!
قرأ من بيّن عيّنيها العاتبه والحاده ، إرتجاف ولكنّه تجاهله بطيب نيّه ، ويبدو بإنه حديثه فاجأه وإردف : وسيّره قُصي ماأبيها تنفتح قدامي ..
: ليش ؟ قصي هو رباني مع عزيز ومالك حقّ تسكتني ..
أبتسم بإستفزاز : إنتي جيبيه مره ثانيه ومايحصل لك طيب
رفعت كتفيها : مايهمني تهديدك قبل اسابيع قلت هذا وش بيسوي فييني يمه يوم تههدني بحفلتك إكتشفت إنك منافقق اذا وعد أخلف هه حتى بالتهديد
،
إستساغ كلماتها بصبّر غريب عليّه ، وإختفى غضبّه بثوران كلماتها منذ قليل .. وصمّت لثواني يتأملها دون أن يُعلق .. يتأمل حاجبيها الثخينين بصوره جذًابه مع حدّه عينيها المتوارثه في العائله، وجفونها الواسعه .. وّجنتيها المرتفعان والمتوردتّان بلون ظاهر ، وخشم دقيق ومرفوع .. وشفتيّن .. صغيرتين .. والنظر لهما مطولاً قد يحدث مالا عُقباه ! .. ليشتت ناظريه بصبر غريب عليه .. وقدّ سارت مُتجاهلته عندما طال صمته ، مُتجهه لخـارج المطبخ أمام ناظريه التي تحاول حفظ تفاصيلها وحفظ طِباعها ! ، وعقله لايكف عن مقارنه بينها وبين سمر .. الإكثر رًقه ، ونعومه ، وّ إستسلام .. لو إن مايحدث لها كان لسمّر .. سيجزم بإنها ستنهار وتتعكف في غرفتها طِيله حياتها .. وستطلب منه ان يُخرجهها منّ ماهيّ فيه ، وأن يمدّ له بالامان التي تفتقده .. !
وتيًقن بإنه مقوله " الله لايعطي المعارك إلا لاقوى جنوده" تِنطبق عليها !
.................................................. .........
تم


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 02:14 PM   #45

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصلين رووعة 😍😍..بس مافهمت هل الجوري احبت جوزها امجد🤔 وليش تخلت عن عزيز مسكين صعبان عليا اتمنى يبعد عنها هي ماتستاهله كمان مستثقلة منه لازم يبعد عنها وخصوصا مع حملها ماراح يتركوها اهل زوجها تعجبني شخصيته وقلبه الكبير ياريت تنصفيه بوحدة تحبه وتخاف عليه..بالنسبة لموضي اتزوجت احمد وهو يحب الجازي هل كانت على علم بده وهي تغاضت عشان كانت بتحبه والجد هل سبب اصراره انه يجوز ابن الجازي لبنت موضي عشان يصلح العلاقة برغم انه يمكن تكون موضي غلطانة بس مش مفروض انه احمد يتجوز من غير مايقعد مع بنته ويهتم بمشاعرها بس هو فكر بأنانية ماصدق انه خلا الجو بعد موت ابو جمال ..الشموخ انفعالية وحاقدة ع الكل هم ظلموها من ابوها وجدها وجمال وجدتها سلمى الي طردت امها وهي بحاجتها والان جاية تطلب مقابلتها ..عودة جمال لشموخ غلط هو متزوج سمر وسمر مالها ذنب بألي حصل هو فهمها انه راح تكون زوجته الوحيدة وهو بكدة بيغدر بيها وفجاة صارت سمر باهته وصارت الشموخ تجذبه😒 وطبعا يتجوز التنتين .بصراحة ده ظلم كبير للشموخ وسمر ..قصي زي ماقال عزيز هو متعلق بشموخ عشان رباها مع عزيز اتمنى الشموخ تلاقي السعادة والراحة بس بعيد عن جمال مايستاهلها وكمان عشان سمر الي مالها ذنب وماتكسر قلبها زي ماانكسر قلب امها. .الرواية مشوقة وجميلة اتمنى لك التوفيق والسعادة 💞💞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 01:37 PM   #46

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميـــل وأسلوبك في السرد جميــل جداً ، متشوقة للفصول القادمة
لمعرفة تطور الأحداث لدى حمد وصِبا ....
جمال بدأ يميل بطبيعة الحال لشموخ ، و لكن سمر ما زالت في قلبه رغم أنها لم تعد تخمد ما بقلبه من هموم ، هل سترخي شموخ دفاعها في يوم
أم ستظل هكذا معلنة حربها الباردة على الجميع ، وتواصل تذكير نفسها
بجروحها ، أحمد على قدر محاولاته مع شموخ إلا أنها ترفض العودة إلى نفسها القديمة إلا إذا طلق والدها زوجته الجازي ، صحيح أن والدها أخطأ
و لكن تفكيرها هذا فيه بعض الأنانية فحتى لو طلقها موضي لن تعود وستكون شموخ سبب في فقده المرأة التي يحبها ، ثم قرار تزوجيهما
من بعض هي وجمال ، أرى أنه لنفس السبب الذي ذكرته زهرورة ...

بانتظارك يا جميلة ودمت مبدعة أنتِ وقلمك 💜


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 10:27 PM   #47

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الفصلين رووعة 😍😍..بس مافهمت هل الجوري احبت جوزها امجد🤔 وليش تخلت عن عزيز مسكين صعبان عليا اتمنى يبعد عنها هي ماتستاهله كمان مستثقلة منه لازم يبعد عنها وخصوصا مع حملها ماراح يتركوها اهل زوجها تعجبني شخصيته وقلبه الكبير ياريت تنصفيه بوحدة تحبه وتخاف عليه..بالنسبة لموضي اتزوجت احمد وهو يحب الجازي هل كانت على علم بده وهي تغاضت عشان كانت بتحبه والجد هل سبب اصراره انه يجوز ابن الجازي لبنت موضي عشان يصلح العلاقة برغم انه يمكن تكون موضي غلطانة بس مش مفروض انه احمد يتجوز من غير مايقعد مع بنته ويهتم بمشاعرها بس هو فكر بأنانية ماصدق انه خلا الجو بعد موت ابو جمال ..الشموخ انفعالية وحاقدة ع الكل هم ظلموها من ابوها وجدها وجمال وجدتها سلمى الي طردت امها وهي بحاجتها والان جاية تطلب مقابلتها ..عودة جمال لشموخ غلط هو متزوج سمر وسمر مالها ذنب بألي حصل هو فهمها انه راح تكون زوجته الوحيدة وهو بكدة بيغدر بيها وفجاة صارت سمر باهته وصارت الشموخ تجذبه😒 وطبعا يتجوز التنتين .بصراحة ده ظلم كبير للشموخ وسمر ..قصي زي ماقال عزيز هو متعلق بشموخ عشان رباها مع عزيز اتمنى الشموخ تلاقي السعادة والراحة بس بعيد عن جمال مايستاهلها وكمان عشان سمر الي مالها ذنب وماتكسر قلبها زي ماانكسر قلب امها. .الرواية مشوقة وجميلة اتمنى لك التوفيق والسعادة 💞💞


اهلاً
الجوري لمًا تزوجت امجد رضت وعاشت معه لان ايقنت انه هذا نصيبها وطاعتها لابوها أهم .... واكيد بتحس بالثقل من عزيز وكإنه يعيد له مشاعر قديمه جداً نفتها بزواجها
،
الشموخ وجمال وسمر ... علاقتهم معقده جداً .. وتفكيكها يحتاج فصول كثيره

وموضى والجازي وأحمد .. الماضي راح يوضح تفاصيل زواج احمد بالجازي وهل موضي تعرف ولا لا

سعيده بتعلقيك
وافر حبي
الريم❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 11:30 PM   #48

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
فصل جميـــل وأسلوبك في السرد جميــل جداً ، متشوقة للفصول القادمة
لمعرفة تطور الأحداث لدى حمد وصِبا ....
جمال بدأ يميل بطبيعة الحال لشموخ ، و لكن سمر ما زالت في قلبه رغم أنها لم تعد تخمد ما بقلبه من هموم ، هل سترخي شموخ دفاعها في يوم
أم ستظل هكذا معلنة حربها الباردة على الجميع ، وتواصل تذكير نفسها
بجروحها ، أحمد على قدر محاولاته مع شموخ إلا أنها ترفض العودة إلى نفسها القديمة إلا إذا طلق والدها زوجته الجازي ، صحيح أن والدها أخطأ
و لكن تفكيرها هذا فيه بعض الأنانية فحتى لو طلقها موضي لن تعود وستكون شموخ سبب في فقده المرأة التي يحبها ، ثم قرار تزوجيهما
من بعض هي وجمال ، أرى أنه لنفس السبب الذي ذكرته زهرورة ...

بانتظارك يا جميلة ودمت مبدعة أنتِ وقلمك 💜
اهلاً الجود ❤
سعيده جداً بتعليقك ❤
قصدك حمد و "وصايف" .. اتمنى تطور احداثهم القادمه يُعجبك
والشموخ وسبب تزوجيـه هناك فصول كثيره وبعده سيتبـين إن شاءالله
،
وافر حبي
الريم


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 12:18 AM   #49

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي عشّر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
،
استغفرالله وأتوب إليه
،
،
الفصل (الحادي عشّر)
،
،

تبّرم شفتيـها بإستسلام وحُنق ، وتكتف يدّيها مانـعه إي تجاوب مع حديث والدتها الغاضب والناقم على تصرفات زوجهـا ، وشقيقتها تجلس في أخر الغرفه تُقيّم الوضع من منظورها .. سِمعت والدتها تقول بتهكم : ماندري لو إنه تزوج عليج وحده من بنات عمومته بالسعوديه وإنتي جالسه هنا تحترينه ..
أبتسـمت بسخريه مريره.. ماذا لو عّرفت والدتها بإن متزوج بالإسـاس ، لتستطرد بكلامها بحدّه : شوفي ياسّمر اذا انتي بتفشليني عند اخواني وخواتي وعمامج وكل مره يسألوني عن ريلج اللي للحين مابيّن أرجعي لأيطاليا وفكني من سريتج وسريت زواجج هذا !
فكّت يّيدها أخيرا ، لتقول لها بنظره خانقه : يمه اتعرفين انه مشغول اهناك بورثه ابوه واهو واعدني يجي اول مايخلص
تخصّرت والدتها لتقول بإستهتار : ماشاءالله ومتى لم يجونج ميه خاطب يحسبونج ماتزوجتي !
صرّخت بإعتراض : يمه والله تعبت منج كل يوم نفس السالفه نفس السيره خلاصصص !
وإردفت وهي تشيح بوجهها : ماراح أروح معج لإي عزومه او استقبال إرتحتي !
كانت والدتها تقف بمحاذاه باب غرفتها ، وتقدمت بخطواتها حتى إصبحت إمامها لتقول : ولمتى ؟ لمين الناس تاكل ويهي وين بنتج وين بنتج وينها ووينها !
إخرجت زفره غليـظه لتنّهي ناقش طائل بينهما : انتي شنو تبين بالضبط يايمه ؟
: ابي ريلج يجي ونسوي حفله لج زي الناس والعالم !
: ابشري .. بيجي اذا خلص نهايه الشهر وهو ماجـ..ـاء .. إرجع ايطاليا وأريج من سيرتي
لتعاود والدتها الجدال عندما إلتمست عدم ثقتها به مُتحدثه بصخب : يعني احتمال مايجي واحتمال يكذب عليج وانتي كعادج مخبله ماتعرفين من كوعج من بوعج هااه !
: يمممممااا خلاص ارجوج !
رفعت سبّابتها مُهدده : شوفي ياسمر يوم انج تصرين على البعثره سيّرنها لج انا وابوج عشان مستقبلج ويوم انج تصرّيين تتزوجين من ريال مو كويتي يالله بلعناها بس تجين لحالج ويطول هذي ماظنتي نمشيها .. بصبر لنهايه الشهر ونشوف نهايتج ويّاه .. ولا يرسل طلاقج ويـ..
إعترضت بقولها : يمه اتعرفين انه حولًي مبلغ عشان اشتري سيارة ولا اييب لي سواق عشان ..
إستدارت والدتها لتقول : يسكتج بفلوسه وانتي مدمغه شنسوي فيج ! .. حتى إهله ماكلمونا ولا عرفونا فيهم !
!
وخـرجت خـارج الغرفه ضاربه بالباب بقوه غضبها ، نظرت لشقيقتها لتقول بعبره : شفتي شلون امج چذي دايم واقفه ضدي شفتي !
رفعت كتفيها وآمالت رأسها بقله حيله : لانها تعرفج ماتعرفين تتصرفين بإمورج ياسمر ..
إعترضت : ليش انتم دايم چذي معي ليش .. ؟ .. ودموع إنهلت تحكي قله حيّلتها ، وخوفها .. أن يغدر بها جمال !
إن يتناسها بسبب إحداث لاتعلم تفاصليها تحدّث معه في موطنه الإصلي ، حتى لو جلجلّ أعماقها بقول بإنها " موطنه" ، .. ولكنها تدًرك بإن للوطن رائحه مُغايره لإي موطن مزّيف !
: انا بس اتخيل اذا امي وابوي اعرفوا انه متزوج قبلج ..هه بيذبحونج حرفياً استعدي لليوم هذا
مسّحت دموعها بقوه لتصيح معترضه : وليش يذبوحني انا اللي وافقت واهم مالهم شغل فيني انا وصلت لسنّ يخليني اسوي اللي اشوفه من مصلحتي مالهم حق بإي شي !!!!
نظّرت لها شقيقتها بشرز وشخّرت بسخريه : هذا انتي قلتيها قرارج من البدايه وإتحملي اضراره !
،
وأستقامت مُتجهه لخارج الغرفه على آنظارها المُهتزه ، وإغلقت الباب خلفها بهدوء خِلاف ماأغلقته والدتها !
!
إستقلت على السرير بتوهان ، لتنصب واقفه فجأه مُتجهه الى منضده الزينه تتئمل ملامحها التي تتجمّل برفقه هو فقط ، تشّعر بإنها " إنثى" معه هو فقط ، أتشعر تلك الزوجه الذي يفصلها بحّار بمثل شعورها معه ؟ أمّ إنها لازالت هُناك حروب بينهما أصبح فتحها مع جمال هجـر ليالي عدّه ، لذلك أصبحت تستتر الشعور الحارق والذي يُسمى " بالغيـرة " لتمطره بكلمات غزليه وحاجته بجواره !
،
كـانت سمّر فتاه هادئه رزيـنه ذا ملامحه عربيه بحتّه وجسد ذا نحافه واضـحه ، تُِئمـر وتُطيع دون إي نقاش ودون حتـى إعتراضات ، والأشياء التي حاربت لإجلها كـانت شيئين فقط ، بعثتها وزوجها منه ! ، شي بداخلها لاتعرف ماهيته يجعلها تُصر على إتمام رأيها مما يجعل والديها مندهشين ويوافقون على على مضضّ !
وتتقين بإنها " إراده الله " ، على مقابله جمال وزواجها منه بحضور عائلتها هيّ فقط دون عائلته !
!
لا زالت تتذكر أول لقاء ، وتوجسّها بشأن جماله المُلفت وشخصيته المحبوبه والإجتماعيه .. لتنزوي على ذاتها تراقب أفعاله حتى وقعت بحبل حبه.. ودفنه لإخر أعماقها ، حـتى جمعهما مشروع يخص ماده من المواد في السنّه الثـانيـه ، وكثرة ألتقائهما كانت شراره تتـولد بينهما .. نتائجها الزواج !
حدّثها عن كل شي يّخصـه ، عن عائلته وعن حقيقه زواجه من أبنت عمه .. لتكون بالصـوره لكيّلا تنخدع بمظاهر زائفقه .. وافقت دون التفكيـر بعواقب تجعلها تتأرجح على صفيـح ساخن من الغيّره المشتعله ، ومن الشّوق الجّارف لقاع الجحيـم ! ، ودون أن تدّرك الجّرح الذي سينزف سنين طويله بسبب رفضه عائلته لها !
ودون .. الخوف من إمراءه .. قدً تكون فائقه الجمٌال ، أمّ إنها ذات جسّم رشيق يفتك بإي رجل عاقل ، أو ذا شخصيته رائعه بخلافها .. إو .. وآو ..
: اه !
إخـرجت آهات عنيفه من أعماقها ، وإتجه لتاخذ هاتفها من فوق السرير .. وتدًخل على مُحادثتهما الكثيـره تسئله عن أخـر ماحصـل معه .. وعن ماذا سيحصل بعدما إتى أبن عمه "عبدالوهاب " ، ومتى سيأتي ؟
" متى بتجي جمال امي .. ماراح تخلي الموضوع يمر اتعبت منها "
،
وكـان ردًه هو الإتصال بهـا ، لتتنهد بشوق بالغ وتُِجيٌب : أهلين ومرحبتيـن !
إتى صوته هادئ : شلونك سمّر؟
أبتسـمت لتربض فوق سريرها : بخير الحمدلله .. أنت اشلونك .. ومتى بتبي !
: دام انك بخير تعرفين اني بكون بخير .. إن شاءالله باقي أمور خفيفه وبجي وبريّح قلب إمك
أبتسمت براحه : صج ؟ ..
:صج .. انا بنام تبين شي ؟
برّمت شفتيها بإستياء : هالسرع .. اشفيك جمال بالعاده يالله بالله اتسكر حتى كلمه حلوه ماقلت لي
: تعبببااان
:من شنو
:من كل شي .. أوعدك اذا جيت الكويت اعوضك عن كل شي لايضيق صدري ..
أجابت على مضضّ : طٌيب .. بس ..
: بس وشو ؟
إزدرئت ريقها : ماتزعل ؟
إتى صوته بضجر : اذا شي يزعل بزعل ..تدرين !
قالت بِغصه : خلاص مع السلامه !
!
وأغلقت دون سمـاع ردّه ، لترمي هاتفها جانباً وتبكي بخوفت وبّجـرح رائحته النتنّه تفوح بالإرجاء !
.................................................. ....................
،
،
يجـلس برفقه أبن عمـه " عبد الوهاب" بعد طـويل إنتظار سحيٌق قضاه بتخيلات لا تُحصـى ، وبقرارت جمّه وكلام يحرك القّـهر بداخـله ، بعدما رأه بِالإمس وهو ينتظـر فرصه بقائهما وحدهما وتصفيّه الحساب وكشّف من الذي يّكذب عليـه ؟ .. وفكـره إن أبن عمّه سيخون الأمـانه تؤلمـه ، حتى لو كان يمّقت عائلته بإشملها لاينسى إيام قضاها كـانت إسعد أيام حياته .. باللعب مع أبناء عمومته ، والمشاجرات التي تحصل بينهما و"العيش والمّلح" ، لو إعتقد بإنه سيذّكر هذه الأيام عند رجوعه من السفّر سينهر نفسّه ، وسيضحك عليـها .. ولكن وعلى مايبدوه بإنه .. " الدم ماعمره كان ماء " !
!
تنهد تنهيـده عميقه ليرتب افكاره ، وابن عمه ذا الملامح الهادئه والمتوحشه قليلاً تنظر لها بكل بساطه ، تنتظر منه إن يتحدث .. ليقول هو اخيـرا بنبره ثابته وواثقه : مابغينا تجي ياعبد الوهاب .. طولت !
رفع كتفيه قائلاً : والله تعرف الهند ماهي بيوم وليله تدورها
رفع حاجبـه مستنكراً من قوله ، ولكنه تجاهله ليدخل لصلب الموضوع : ماقلتي لي .. شصار على الغيارات حقّات المصنع ؟
: للإسف مالقيت ياجمال !
رفع كلتا حاجبيه : مالقيت ؟ ..
أومأ برأسه : إي والله .. درت الهند كلها أدور ومالقيت عن قطع الغيار .. ليقول بسخريه : طبعاً ماتعرف وش الغيارات بالضبط ؟
آمال ثغره : وشلون إعرف وإنت المصنع بكبره معك مفتاحه ؟
: حتى لو هو مفتوح ماراح تعرف وش الغيارات بالضبط
أبتسم بدهاء : وش يضمن لي إنك ماتكذب علي بسالفه الغيارات
ضِحك ملئ شدقيه ضِحكه إستفزته .. ليقول أخيراً : تشك بي ؟ عندي كلّ الاوراق اللي تثب لك
: خليني إشوف ..
: أبشر .. إرسلها لك بالأيميل
برمّ شفتيه : ماعندك ورق ؟ ..
: لأ !
لازال الشك يدّب في أعمـاقه ، لكنه سيحاول مُجاراتها لحيّـن يرى بإم عيّنه .. ليقول بعمليه : عطني مفتاح المصنع وكل شي يخصّه وانا بنفسي بعرف وش الغيارات وش يحتاج وكل شي .. وبعد الموظفين اللي ياخذون راتب بدون إي مجهود يُذكـر!
: أبشّـر .. برسل لك كل على إيميلك إرسله لي على الواتس أب .. والفتاخ تلّقاه من الحارس ماأعطاك؟
فتّح عيّنيه بصّـدمه .. ليشعر بإنه ضائع بين هذي الشخصيّين اللذان قد يبدو بإن كِلاهما يِلعب بذيله !
أجاب بإستسلام : لأ .. متى عطيته ؟
: قبل لا أسافر .. هذا دليل إنك ماتعرف الطبخه ياجمال
ورفع كتفيـه ناظراً له بإستحقار !
كتم غضبّه بإجهاد مُحاولاً عدم إظهارنفسه بطريقه قد تُخجله ، ليقول بصبّر : والطبخه نتعلم لها سهله !
إستقام بتكاسل أمام انظاره الغاضبّـه : تممام كل شي برسله لك .. وتراني مدير المصنع مايعني إنك صاحب الحلال تنسفّني من الطبخه !
أبتسم بدوره : صصادق .. وكم كلفتك السفّره ياعبدالوهاب ؟
تغيّر تقاسيـم وجهه من الهدوء الى الغضب الغيّر مبرر ليهجم عليه بسيّل من الأتهامات : شكيت فيني أول شي قلت مشّيها لكن تحسب اني ماكل من حلالك شي لاهذا توفرها في جيبك ياجماللل !!! كل شي خذيته كان من حق المصنع وكااا..
إستشاط هو غضباً ليقول : سألتك كم كلفت ماقلت لك انت سارق !!!
ضحك بسخريه : والاتهامات اللي من ورى التريلات وش تسميّها ؟
كتم غيّضه بصعوبه .. ليبلل شفتيه : السموحه ياعبد الوهاب .. بس انا إبي كل حساباتك بالسفره وكم كلفت عليـك لان لو ..
قال بحدّه : لو إيش؟
تأفف : لو إنت دافع من حلالك لو ريال برجعها لك
: واذا قلت لك كل شي من حلالي
سأله بثبات : وش يثبت لي ؟
شتت ناظريّه ليقول : الاوراق !
أبتسـم بمجامله : إرسلها لي .. ونقرر بعدين !
،
وتّـركه مُتجهاً لخـارج بيت عمًه عبد الله ، وهو يشتعل غضباً بداخلـه وحيّـره ، ليُخرج هاتفه يُريد الإتصال بحمّد ليخبره بإخر المسُتجدات .. ولكنّه غيـر رأيه .. لايزال حمد في غياهب الحُزن لوفاته عمه ، ..
.................................................. ..............
،
تستند على "الجلسه الإرضيه" في غرفه الجلوس بإصرار من والدتها بعد عنـاء طويل ، بعيّنيها الباهته والهالات السوداء واضحه على بشرتها الصافيه ، وشعرها المهمل وتتساقط خُصل على وجهها ، ترتدي بجامه ذا ألون مُتضاربه وفوقها " فروه " إبيها ، تستنشّـق عبق رائحتها العِِطره ، وتتحسس الآمان الذي فقدته فجأه .. إنفاسها مكتومه تشّعر بإنها تتنفس من ثقب إبره ، وإن العيش بهذا الخواء الغير إعتيادي صعب .. تستذكر حدًيث تلك " الداعيه" ، وتردد بخوفت " إنا لله وإنا إليه راجعون" ، مّر أسبوع كـامل على وفاه والدها بالضبط ، بالثواني والدقائق والساعات والأيـام ! ، حسبتها بِدقه وكأن كل ثانيه تمر تشعر بإنه إحدهم يّسحبها للقاع .. لقاع الألم الفتاااكً!
،
: وصايف ..
نادّتها والدتها وهي تضع أمامها صيّنيه تحوي الغداء المُسخن وبجانبه كوب من اللبّن .. فتحت عيّنيها لتنظر وتقول بعبوس : ماني مشتهيه
تنهدت والدتها بثقل لتصر عليها : إمشي كولي شوفي وجهك أصفر مدري متى أخر مره كليتي !
إعتدلت بجلستها لتقول برفض قاطع : يمه والله ماني مشتهيه
: لا حول ولا قوه إلا بالله .. ردّدتها بنفاذ صبر.
لتقول بنبره غاضبه : كولي ياوصايف عشان خااطري !
برمت شفتّيها وهي تنطـر للوعاء الذي يحوي الأكل اللذيذ وعصافير بطنها تزقزق ، لتضطر بتكاسل وتأخذ المعلقه وتسمّي وتأكل بهدوء ، : وإشربي اللبن
لم تُعلق ، وعاودت والدتها الحدّيث : وبكرى تروحين تداومين المديره مرتين تدق علي تقول لازم تجي .. الاختبارات على الابواب وانتي بثالث لازم تشّدين حيلك وتدخلين الجامعه
!
انعقدت سحنّتها وهي تشعر بتافه الأمور الذي تتحدث عنه والدتها لتقول : مالي خلق اداوم لاتحا..
: بدينا بالعنااااد !
رمّت الملعقه جانباً وغصه تكومت بحلقها : ماابي مااابي لا ادرس ولا ادخل الجااامعه
: تبين تزيدين علي الهم ياوصااايف ؟؟؟ روحي وإنتي طيبه ادرسي وغيري جو غرفتك تعفنت من كثر ماإنتي فيها والله لو إخليك ماطلعتي منهها
أبعدت الصينيه جانباً وإستندت تاره اُخرى لتقول بكآبه : مابي يمه تكفين خليني ..
،
سِمعت تنهيدة والدتها الطويله وأتعبتها بـ
: تعععال ياحمد إقنع وصايف مافيني حييل !
.. نبـضات قلبها الخائنه بدت بدق طبولها ، متبوعه بإزدرئت ريقها ودون أن تفتح عيّنيها ، وتغضن جبينها من سيّرته .. ليسلم ولم تُجيب .. وسأل بصوته الهادئ : وش فيه ياخالتي ؟
علىَ صوت والدتها : ماتبي لا تاكل ولا تدرس .. بس بغرفتها ياحمد إقنعها !
تحدثت هيّ بعبره : شلون تبيني إعيش حيياتيي وابوي توه كمّل إسبوع ششللووون !!! وفتّحت عيّنيها وقد إمتلئت بدموع جعلت الرؤيه ضبابيه : اذا إنتي عادي انا موو عااادي!
: ومن قالك عاادي ؟؟ من ؟؟؟ هاه !
إنصبت واقفه غير مكترثه بالنظرات المصدومه من قبله ، والنظرات الحزينه من طرف والدًتها .. لتقول بثوراان : ماعاد إبي اطلع من غرفتي ولا أكل ولا ادرس ان شاءالله اموت وألحـ..ـق ابوي !
!
عند خروجها تقافزت دموع والدتها بقله حـيله لتتحدث بركاكه : وهذي وصاايف مايقدر لها الا عبد الجبار اه بس
!
بينمـا هو مصدوم .. يّجزم بإن مافعلته يُنافي ماكانت عليه من هدوء ومشاكسه طفيفه تتحدث بها والدّيها منذ اسابيع فائته ! بعكس ثورانها منذ قليل ، لتظهر شخصيتها الحقيقه ، والإنانيـه ! .. كمّ شعر بالحقد إتجاه تصرفاتها التي تنمّ عن شخصيه طفوليه بحتّه ! وإزدرء ريقه بقله حيـله عندما رأى خالته تبكي بخـوفت وتمتم : هالبنت بتذبحني ناقصني همّ وغم !
تـنحنح وحارت أبجديتـه بماذا يواسيـها ، لتردف وهي تقول : الله يعين عليـها والله مافيني حيل لا أجاري هبالها ولا عصبيتها
كشّر بحقد ، ولـم يُعـلق .. ورنين هاتفه خالته جعلتها تمسح دموعها وتحاول إستسغاء عبراتها وهو ينظـر لها وهي تُجيـب بهدوء وملامحها مسُترخيه تتجاوب مع "أم محمد " التي يجهلها .. حـتى نظّرت له فجأه وقدّ إمتعضت ملامحها حد الإحتقـان لتقول بنبره خافته : هو ولد عمها وماهو غرريب !
عقد حاجبيـه مُستنكراً حديثها الذي يُخصـه ، حتى مضت ثواني لتغلق والضيّق باديّ على ملامحها .. كتم سؤاله لإخـر أعماقه كعادته !
لتهّم بحديث غير مفهوم : هالناس مايخلونك لحـ..
قاطع حدّيثها دخول شقيقته وجـدان فجأه ، والدموع تملئ عينيها لتقول بعويل حاضنه خالته التي تفاجئت من دخولها : ييمممممههه انا ححححـاااامل !
!
شـهقه خرجت من حنجرت والدتها متوبعه بدموع غزيره وهي تحمد الله وتتحسر على الحفيد الذي لم يراه "عبد الجبار" ، وهو صامت ينظـر للمشهد دون رده فعل .. وحسّره تتلوى بإمعائه من حقيقه عدم رؤيه عمه لإحفاده !
،
جلست وجدان بجانب والدتها وهي تمسح دموعها وتقول بعبره : توني حللّت يايمه .. وفرحتي نااقصه نااقصه والله !
إطرقت حسنا برأسها لتقول : الحمدلله على كل حال ياوجدان هذا امر الله !
مسّحت دموعها بقوه ونظّرت له : مافيه .. مبروك ياحمد ؟
إنرسمت أبتسامه طفيفه ليقول : مبروك ياوجدان
أبتسمت أبتسامه واسعه : الله يبارك فيك
،
وإستقام تارك خالته وشقيقته وحدهما ، ورائحه الفقد التي تلوح بالإرجاء .. وكأن البيت أصبح يأن لفقد ركيزته
،
.................................................. ..................
،
عند خروجه .. وضعت وجدان رأسها في حجر والدتها ، لتقول : يمه انا كااره محسن مب طايقته ولا احسني طايقه نفسي من يوم وفاه ابوي وانا احس معدتي توجعني .. بجلس عندكم ..
أبتسمت والدتها .. وهي تلعب بشعرها بهدوء : شكلك بتطلعين مثل إمي الله يغفرلها .. تكره إبوي اذا حملت ..
تنفست بإعياء وتحدثت : وانتي يمه ؟
إختنقت بغصتها : كان وحام على الاكل ولا على ابوكم .. لا عزالله إنه ماظامني طول حياته !
إعتدلت وجدان ، وهي تحاول إمساك عبرتها لإجل والدتها : الله يرحمه ويغفرله .. والله البيت إحسه بيطلق على صدري !
: شقول إنا ؟ .. ولا وصايف اللي تزودها علي
كشّرت بحده : لاتطرينها كارهتهااا !
تعجبّت والدتها لتُخرج ضحكه منها : صاادقه !
إستقامت بإعياء : والله يمه كل هالاسبوع وانا احلم اني أتهاوش معها ...
!
خـرجت ضِحكه عميقه من أعماقها المجروحه ، وأبتسمت وجدان .. : بس لا تتهاوشين إنتي ويّاه ترى هي بتطلع الشييب براسسي !
إختفت أبتسامه وجدان لتقول بكدّر : ابوي مبّ فيه يدافع عنهها يايمه .. وتنهدت بضيق : الله يرحمه ويعقلها !
وتاببعت وهي تسيّر : بروح أنسدح قبل صلاه المغرب ..
.................................................. ...................
،
،
قفـزت من أعماق نومها وهي تتلوى من الجوع الذي شن حملاتها ضدّها بسبب عدم أكلها لأسبوع كامل أو يزيد ، إنصبت واقفه وهي تنظر لساعه الحائط التي توحي بالساعه الثانيه عشّر ... ودّخلت دوره الميـاه وتوضت تصلّي فروضها .. التي فااتت بنومها عصّرا بعد شجّارها مع والدتها بوجود حمـد . . . هه حمد التي تغيّرت نبضات قلبها من لّهفه إلى وجع ، ومن لمّعه بين عيّنيها إلى إنطفاء !
ويرتبط وجع كلمتـه التي لا زالت تتردد كلاّ ذا حيّن في عقلها بـ" ولا شي " ، بفاجعه موت والدها !
!
نزلت السلالم والهدوء يعمّ الإرجاء ، لتدلف المطبخ وهي تمشي بوهن .. ولا تزال حالتها الكارثيه كمّا هي .. بملابسها المتضاربها .. وشعرها الأشعث !
وجدَت حافظه طعام فوق الطاوله وتفتحها لترى المعكرونه ، لتربض وتأكـل بنّهم .. وهي تأكل .. تحسس لإذنيها صوت خطوات دّلفت للمطبخ .. إستدارت لترى حمد .. واقف بمحاذاه الباب وقدّ إرتدى ملابس البيت ، وينظّر له بإزدراء واضحه .. تجاهلته وإكملت إكلهـا غير مكترثه ظاهرياً .. وبينما القاع ليذهب للجحيـم !
!
إتى صوته من خلفها يستفز شخصيتها الحقيقيه : ماشاءالله هذا إنتي تآكلين .. بس عند خالتي تعاندينها وتضيقن صدّرها !
توقفت عن الإكـل ، ورمت الملعقه جانباً .. مصدره صوت ، وإستقامت ذاهبه لصنبور الميّاه لتغسّل يدّيها وثغرها .. وهي تلتزم الصمّت لكيّلا تقول حديث تندم عليـه .. وسمّعت خطواته تخّرج خارجاً .. وتولدت لدّيها نبّره بالبكاء .. والعويل .. قفزت دمعه يتيمه ووحيـده لتمسّحها وتتمتم : انا اصيح عشاني ابي ابوي .. هو مايستاهل مايستاااهل ! !
!
وإستدارت عازمه الذهاب لغرفتها والتعكف حتى الممات ! ، ولكـن دخول وجدان وهي تضع يدّيها على ثغرها متجهه الى حوض المطبخ .. وهي تتقئ وهو مُتعجبه لتقول بإستعجال : وجججدان متى جيتي ؟؟؟؟ وشفيكك ؟
لم ترد عليـها ، ولا تزال منّحنيه تتقئ بوجع .. وحين إنتهت غسلت ثغرها .. وجلست بإعياء على الكرسي مغمضه العيّنين وتتحدث بتعب : تكفين روحي لغرفتك مابي اشوفك .. ولا اشم ريحتك ولا اسمع صوتك !
تبلّجت عيّنيـها بصدّمه ، وعبّرة سكنت حنجرتها ! مابالهم جميعهم ضّدها ؟ .. وكأنها أقترفت جّرم تُحاسب عليه ؟ .. وهيّ فقـط حزينه حتى الموت لأجل وفاه حبيبها وأمنها وآمانها ! .. هيّ فقط تشّعر الخواء يتسّع كل يوم وليله .. إزدرئت ريقها لتقول بتعندّ : وليش ؟ انتي آنقل..
صاحت بغضب مكتوم : وصصصااايف روحي روووحيييي تككفيييننننن والله مو متحملتك !
تنفسّت بصوت مسموع قائله : والله اذا مو متحملتني روحي لبيت زوجك وش جيبّك ببيتنا ؟؟؟؟؟؟ هاه ؟؟؟ وروحه مبّ رااايحه روحي لغرفتك ففووووقق !
وهذا مافعلـته .. إستقامت تاركتها وهي تجري خارج المطبخ .. على أنظارها المصدومه !
،
لم تستطع كتمّ دموعها .. وهي تشعّر بإن عائلتها تتخلـى عنها شيئاً فشيئاً بسبب عدم وجود الداعم القوي لها !
.. الذي يّحبها كمًا هيّ .. ويقف بصفّها حتى لو كانت مُخطـئه .. وكأنهم إنتظروا فِرصه غيابها .. ليجرحوا قلبها إكثـر .. دموعها إنسابت بوجع على وجنتيّها ... لتخرج خارج المطبخ .. مهروله لغرفتها وتكتم شهقاتها
!
.................................................. ..........................
،
،
،
حـالتها النفسيه تتردى يوم بعدّ يوم ، وتشعر بالمقت إتجاه من يتلحف بإحشائها متمسك بالحيـاه لإخر رمق ! ، وكإنه يعاند صبّرها ! .. لو إنها لم تحمّله لكانت الآن تتنعم بإحضان والدتها الحبيبه ، لو إنه خرج من خروج الدّم ذاك اليّوم .. لكّان رجوعها لربوع بلادها إقترب .. لو إنها لم تتزوج بإبيه من الأساس ، ولو إنها لمّ توافق على ذهابها لتلك القريه .. لو إنها توفيّت معه .. لو إنها لم تُخلق في أحشاء والدتها .. لو
: الجوووورري !
!
إيقضتها ليلى من سبّاتها اليائس ، لتجيب بصوت هادئ : هلاا ؟
إتى صوت ليلى مُستائلاً : وين سرحتي ؟
أجابت بكدر : ولا شي .. افكر بإمي .. اليوم مجتمعين كل عمامي بـ بيتهم ومدري من بيقدر يساعدها البناتتت وراهم اختبارات
إتى صوت ليلى يُطمئنها : مااعليك والله مايقصرن البنات .. ولو تبين اقول لوحده من خواتي ترسل عامله تساعد خاالتي !
تغّضن جبينها بإنزعاج وقالت بحدّه : لا ! مايحتاج !
: إلا والله مافيها شي .. بدق على وحد...
: لأ ياليلى مايحتاج ! انا ماقلت لك عشان تدقين !
،
تعالى الصمّت بالإرجاء لثواني ، لتقطعه ليلى بإستسلام : مثل ماتبين ياجوري .. لا تنفعلين !
وإزدرئت ريقها .. لتردف بضّجر : وحتى انا اقول ياليلى لو ترجعين للسعوديه إزين لك .. عندي هالممرضه تساعدني يكفي جيتك كل يوم بالمستشفى وتمليّن !
: ماعليك والله ماامليت ولا شي .. وكلّها إسبوعين بالكثير وخالتي وابوك عندك بإذن الله !
عقدت حاجبيها : بس اذكر الفيزا توها ! يبي له وقت
: ايييه ماقلت لك ، عزيز إخوي يعرف واحد منّ الجوازت وبتطلع فيّزتهم قررريب ان شاءالله
: بس إمي ماقالت لي ..
كانت واجمـه ، وجملتها إتت وكأنها تكذّب ليلى التي تحاول قدر الإمكان مجارات نفسيتها التي تصلً للحضيض !
: عزيز قال لابوك .. ويمكن ابوك ماقال لأمك عشان مايعشّمها ويمكن ماتطلع !
: ماقصرتوا لا إنتي ولا عزيز .. مدري شلون بلّحق جزاكم الله يقدّرني !
!
: ماسوينا شي يالجوري ولو يّسمعك عزيز بيزعل إنتي غاليه علينا !
آمالت ثغرها بسخّريه دون ان تعلق ، لو إنها "غاليه" لمّا إستعجل بالفرار من البؤس الذي يلازمني !
!
لا تعلم لمّا .. ولكن شعور حارق تشعر بمرارته في حلقها عن حديث ليلى ، وكأنه يُريد الهروب من هُنا !
وكأنه قدً سئم من دور البطوله الذي يلّعبه بكل بسّاله ! وبينما هيً بطله بائسه فاقده مُقلتيها !
!
طرقات مُتتاليه إيقضتها تاره أُخرى ، ليأتي صوّته يبعثر شئ بداخلها وهو يُلقي السلام : السلام عليكم !
إجابت الممرضه التي يبدو بإنه هي من فتح الباب له ، وحتى شقيقته التي سئلته : وعليكم السلام شفيّه عزيز ؟
.. وهي إقتصرت على رد السلام في خلدها ، : شلونك ياام خالد ؟ عسّاك إشوى ؟
!
إنهارت آسوار وبنايات مُشيدّه في أعماقها ، بسبب تلك اللكنّه التي تذبّحها بكل بساطه .. آنهالت عليها ذكريات عتّيقه مُحببه .. ذكراها تدّيم قلبها المكلوم ! .. وحاولت أن تُجيب بنبره هادئه : بخير الحمدلله ..
وإردف بعدها : الحمدلله .. الدكتوره توني جايه منها قالت إنه حالتك مُستقره ويمديك تطلعين من المستشفى .. بس الأفضل تكونين تحت المراقببه .. تبين تجلسين هنا ولا تطلعين للفندق أفضل لك ؟
تحدثت ليلى : بس فندقنا بعيد من المستشفى اخ..
: لأ إستأجرت فندق قريب من هنا .. شرايك ياأم خالد !
!
بللّت شفتيها ، وقـالت : مايحتاج تستأجر الأفضل اكون بالمستشفى
لم تُخفيها النبـره الخائبه عند قوله : مثل ماتبين ! !
،
والخواء التي شعّرت به عند إختفاءه ، وعند لاحق شقيقته ليلى بِه .. وهي لم تستطع كتم دموع إنسابت على مُقلتيها .. لتستلقي على سريرها .. وتغطي نفسها بالغطاء وصوت إغلاق الباب .. وإقتراب خطوات الممرضه لتقول : شو مهضوم هالزلمه ربي باعته لك
وإردفت وهي تربض على الكرسي : ووشو حلو لو تشوفي أهو شو بيئرب لك ؟
إزدرئت غصتها وقالت مُنهيه الحديث : بناام انا ساره !
.................................................. ...........
،
كانت خطواته سريعه وغاضبه ، وصوت ليلى خلفه يعلو شيئاً فشيئاً ، هو ليش غاضب من نبرتها التي خرجت بارده ومُستفزه .. هو غاضب من نفسه .. ومن الشّوق الذي جّره ليتحدث معها وكأنه شخص عاديّ ! .. بينما هو خِلاف ذلك .. هو شِخص .. مُيتم بها ! .. أوقفته ليلى اخيراً وهي تلهث : عزززيييززز اصبر شوي !
تأفف وتوقف وقال بضجر : شتبين ؟
نظّرت له بحدّه : ليش تستأجر ؟
: مالي خلق إسمع محاظرتك ياليلى .. يلا بنمشي للفندق
كشًرت : فندقنا ولا الفندق القريب ؟
تنهد : بنمر النفدق تاخذين أغراضك وتروح للقريب
صاحت بإستنكار : عريز لا مو من جدّك !
تأفف تاره أُخرى : لا من من عمّي .. روحي جيبي شنطتك ويلا بنمششي !
إستدارت دون الخوض في نقاش حاد معه وغير مُجدي.
!
وربض هو على الكـراسي الموضوعه جانباً بهمّ واضح على تقاسيـم وجهه ، وإطرق برأسه .. ويشعر بقلبه ينقبض بين أضلعه .. ماهي الإ اسابيع قليله وسيكون الهروب هـو حلّه .. قـضى تلك الاسابيع الفائت بالتجول في إنحاء سويسرا .. ليكتشف إنه تفتقر للترفيـه .. أو إنه أصبح لا يُشده شيئ ؟ ..
!
رفع ناظريه لليلـى التي إقتربت لتقول وهي تشيح بوجهها : يلا مشينا !
إنصب واقفاً ، وإتجـه بإتجاه المشفى ، ولم يستطِع كتم سؤاله : نااامت ؟
ولكن شقيقته أجابته بجفاء : مدري روح شوف وتطمن عليييهاااا !
وتخطتـه بخطوات غاضبه !
: يالليـل !
تأفف بحنٌق ، وإقترب بخطوات ليبرر : ليلى وش فيك دافعه من جيبك ولا جيبي ؟ وبعدييين خالتي وزوجها قريب بيجون ويسكنون ...
قاطعته : بكفيك .. مالي دخل !
!
توقف قدّميـه بعجـز ، وتنهد .. ليسير خلفها غير مُكترث بغضبها الغير مبرر !
.................................................. ..........................
،
يجلسـان في إحدى المقاهي المشهوره ، يستند حمـد على الكرسي الذي خلفه ، يستمع لجمـال بإنصـات وهو يتحدث بحنـق : أقولك حمد قااهرن بس مسكت أعصابي لأخر رمق !
وبلل شفتيه ليسترسل : رحت للحارس قالي إنه عطاه المفتاح أول ماجاء ، وإنه كذاب ومدري إيش إحذر منه .. سلكت له وقلت صح عليك .. دخلت المصنع بعد جهد .. يارجال مدري وين ربي حاططنييي ! مغبر والآلات اللي.. أول مره أشوفها ! .. حاول اشوف وش قطع الغيّار اللي تحتااج والله مدري !
!
وإرتشف من قهوته الساخنه ليردف : ويمكن كلهم يلعبون علي وانا مدري !
وعلّ صوته عندما تذّكر أمر ما : ولااا اسمع بعد !
: وش بعد ؟
: يوم الخميس اللي فات .. وإزدرء ريقه عندما تذّكر لمّا هرب من البيت دون هواده .. ليردف وقدّ إنخفض صوته : رحت للمزرعه .. اللي ماجيتها من بعد ذاك اليوم وإدخل وش إشوف اقسم بالله مزبله ياحمد !! سئلت العامل قلت بالله هذا تتأجر للعالم كذا ؟ جلس يتشكى وقال إنا أجرته عشان محد يعطيني راتب ومدري إيش وحالته لله !!! وتنهد بإرهقاق : صدق تعبت .. ولا الطامه آمس ابو سمر داق الي قالي تعال ولا بنتنا ماتبيك !
!
قهقه حمـد بسخّريه : بالله إنت وش بتسوي بعمرك ؟ وين ماتطقها عوجاء!
إنعقدت سحنتّه دون إن يُعلق ، وإردف حمـد : إسمعني ياطويل العمر أول جب فنّي للمصنع يشوف وش الخلل .. وخل هالاثنين على جنب لمين تشوف وضعك .. وسأل : عطاك عبد الوهاب الحسابات ؟
: ايه .. بس مدري وش يثبت لي انها صحيحه .. ويقول مره انا دفعت من جيبي ومره من حق المصنع !
إعتدل حمـد في جلسته وفرك صدغه : إرسلها لي ونشوف .. والمزرعه خلّها على جنب الحين مو وقتها .. ومثل ماقلت لك جب فني .. وعطني الحسابات .. وسافر للكويت سكّت سمّر !
تنهد : ماأقدر إروح ويمكن عبدالوهاب يسوي شي .. للحين مدري وش عنده .. وتأفف بحنق : صدق مدري وش إسوي ! وفوقق كذا ودي اروح اشوف إخواني .. بجده .. !
تأفف حمد : توها تجيييك مشاعر الأخوه مب وقتهاا !!!
إرجع رأسه لثواني ليعيده بتعب : ودّي اهج ! اقسم بالله !
: هذاك هجيّت خمس سنوات وش فاد ؟ طحت بزيجه طلعت فييها خسران ! وناس يلعبون بفلوسك وانت ماتدري !
تأفف وتحدث دوم أن يكترث لحديثه النزق : تدري بوكلك للحسابات .. وبجيب فنّي .. ونشوف وش يصير !
!
إتحد الصمـت لثواني قليله ، وأنظارهم تجوب المقهى ، ليقطعه حمـد بصوت خرج شائب من أعماقه : جتني وظيفه بالشرقيه !
أنظار جمال التي كانت تجوب المقهى ، توقفت عن نقطه معيًنه ، ودّارت لتكون على عيّينه الحزينه ، ليقول بصدمه : صصااادق ! عز الطلب !
ضحك بسخريه : وين عز الطلب ؟ وعمي توه توفى وخلى برقبتي خالتي وبنته !
!
عاود الصمّت ليحتد تارة اُخرى ، وتنهد حمد بثقل .. فمنذ ساعات إتاه إتصال يُخبره بضروره إتيانه قبل نهايه الأسبوع لاجراء مقابله ونسبه قبوله كبيـره جداً ، ولكنّ قيّد خالته وتلك الصغيره يقيّده ، حتى لو كان يمّقتها .. وتصرفاتها تُزعجه .. لايقدر على تركههم وحدهم هكذا ! ، وهو الذي أصبح وليّ أمرها بعد وفاه عمّه !
تحدث جمال اخيراً : طيب شفيها ! جتك وظيفه شتسوي ! بتقطع رزقك عشان شي..
قاطعه بحده : شلون تبيني أخليهم لحالهم هنا؟؟ ومافيه أقارب لهم أبد ؟ ششللون ؟ وبعدين بنت عمي .. وتأفف بإنزعاج : بزر .. لازم فيه أحد وراها ! توها !
عقد جمال يدّيه على صدّره وسئل : كم عمرها ؟
: هالسنه بتتخرج من الثانوي !
إعتدل جمال بجلسته .. وفك يدّيه ليقول وهو يصغّر عيّنيه : لحضه لحضه .. الحين بنت عمك .. ببتخرج من الثانوي .. وإنت ..وأقصد هي .. ماتتغطى عنك ؟
تأفف : لا .. شلون ..
: ششوف ششوف حمد .. لو أنا أسويها بقول تطلع مني بس إنت ! ياولد حرام ! حرام عليك حتى لو أنت ولي أمرها !
!إزدرء ريقه .. يُدرك الحقيقه التي يتناسها بسبب الحُزن المُخيم عليـه .. قال بترير : شسوي ؟
رفع حاجبيه بإستنكار : شتسوي ؟ تسئلني انا ؟
وإردف : روح للشرقيه أفضل لك .. ولا دبّر لك صرفه !
تأفف بصوت عالي : ماااقدر .. اول شي لازم اراجع المحكمه عشان إرث عمي الله يرحمـ..ـه ، وتصيـر هي تحت ولايتي .. يعني لو الوظيفه جايه بعد ماأخلص الامور يمكن أفكر !
مدّ شفتيه جمال بتفكير : أجل هالأشياء .. الوظيفه أهم ! مو إنت اللي ودّك تبعد عن هالديره ؟ ..
تنهد بغصّه : هذذذاك اول أول ياجمال !
!
: اييي هذاك أول على قولتك .. ياليتني ماطبيت هالديره !
: شلون اوضاعك مع زوجتك ؟
أبتسم بسخريه : اي وحده ؟
: بنت عمك !
!
إطرق برأسه .. ولا يزال طنين كلماتها يدّمي قلبـه ، ليجيب بغمفمه : عادي مافي شي جديد .. وإخرج نفسه بإرهقاق ورفع رأسه : انت اللي وش بتسوي ؟
: برفض الوظيفه .. الشكولله !
إنفعل جمـال : من جدّك ؟ والله قهر حمممد !
إنصب واقفاً ، مُنهي النقاش : قم مشينا ..
تافف وأخذ حاجياته .. وسارا خارج المقهـى ، وكِلاهما يحمـل الكثيـر بقلبٰه !
.................................................. ............
،
،
أصـوات مُزعجه تقترب من إذنيها تجعلها تتملل في نومها ، تحاول الرفض ولكن لا جدوى .. فتحت عّينيها بفجعه لترى وجهه "العنود" نصبّ عيّنيها ، قفـزت بخـوف وهي تلهث .. وتسئل : شفيه شفيه ؟
إنطلقت ضِحكه من ثغر "ساره " الواقفه بجانب "العنود "
لتقول : قومي صحصحي حبيبتي !
مسحت وجهها براحه يّديها وسئلت : كم الساعه !
أجابت العنوود: 2 الظظهر جينا من المدرسه علطول لبيييتتتكم !
عقدت حاجبيها لتتمعن في الرداء المدرسي اللتان يرتدنه لتقول بضيق : وش جيبكم هالحزه ! ، وعاودت الإستلقاء لتردف : بنااام اذا جاء العصر تـ..
قاطعت حديثها ساره التي أبعدت الغطاء عنها بقوه وقالت : حبيبتي انا ابوي بالشحاده وافق اجي مع العنود تبغيني إرجع ؟ يلا بسسرعه قومي صلي وررااك تخطيط بالهههبل الاختباارات قررربت !
تأفف بصوت عالي وبضيق : ساره والله مبّ رايقه ! ومن قال لك إني بختبر اصلاً ؟
!
وإستقامت خارجه من الغرفه لدوره الميـاه ، لتغتسل وتصلّي فرضها !
!
عند خـروجها ، تحدث العنـود بيأس : باااين نفسيتها بالحطيط وناصر شوي ويقوم الدنيا !
ربضت ساره على السرير لتقول : ماعلينا من أخوك اهم شي تختبـر وهو بالطقاط مستقبلها أهم !
تأففت العنود : والله بيلعني لو رجعت وعرف اني ماقلت لها !
كشّرت ساره بنزق : بعد وقته إخوك ؟ ابوها توه ماكمّل شهر يقوم يسوي كذا ! وإنتي صرفيه بإي شي .. وتنهدت : عسا بس تقتنع تداوم !!! شفتي ابلا حصه شتقول !
تغَضن جبين العنود : ولا خالتي حسنا وجهها احس مافي روح !
صغّرت عيّنيها ساره : وتبغين بعد تفتحين سالفه مالها داعي مثل هذي !
رفعت العنود كتفيها دون حول ولا قوه .. وتكتفت لتقول : ودي اعرف هي قالت لحمد أو لا ! ؟ ولا اتجرأ اسألها !
: يمكن لو نسئلها تتغير نفسيتها شوي .. نسئلها ونخلي الموضوع عادي؟
: أول شي نقنعها بالاختبارات ونشوف ..!
!
دّخـلت بعدها وقطرات الماء تنزلق من مرفقيها ووجهها ، إخذت سّجاده الصلاه .. وإتمت فرضها على إنظارهن .. وعند إنتهاءها .. قالت بإنزعاج: هذا وقت إحد يجي ؟
أبتسمت ساره ببشاشه : نوبربلم احنا من كم واحنا جيييررران ؟ واصدقااااء !
: هذاك أول جييرراننا إنتم الحين انا وصايف بس !
تخصَرت ساره : حبيبتي لو نقلنا مايمنع إننا بالإصل جيران !
!
كـانت تنظـر لمجادلاتهن المحببه دون رّوح ، تشعّر بإن هُناك خِواء يتسّع بداخلها .. تشعر .. بإن تلك الايام الخاليه التي كانت .. هي سعيده بها لن تعود !
!
حاولت إزدراء ريقها تمنع الدخول في نوبه بكاء طويله ، ويكفي ماحصل بالإمس والعويل التي شعّرته بإنه سيشطر قلبها لنّصفيـن .. وحتى والدتها إتت على أثر بكاءها لتبكي معها ... !
: وين شنطتك ؟ جبنا كتبك اللي بالدرج وبنخطط عشان الاسبوع الجاي يمكن مانداومه كلّه
كانت تجلس على السجاده ، ولا يزال رداء الصلاه يسّترها لتقول بجمود : ومن قال لكم إني بختبر وبروح ؟ .. لاتتعبون إنفسكم !
!
تقابلت إنظارهن لثواني .. لتسئل العنود : ليش ؟
بللت شفتيها : بس ..
تنهدت ساره لتقول : تبين تروح عليك ترم وانتي جالسه كذا ! ؟ ماراح ينفعك شي والله
: ومن قال أبي ينفعني ؟ شي .. مابـ..ـي شـ..ـي !
إقتربت العنود منها .. لتجلس مقابلها على السرير وتقول بحنّيه : وصايف ..
إطرق برأسها .. لتدخل بنوبه بكـاء يُقطع نيّاط القلب ! .. لتقول العنود بعبره : وصصـ..ـايف لا تبكييين !!!
!
زادت شهقاتها لتخـرج حُروف غير رتيبه منها : و.. احـ..ـس بمووت بمووت اه .. ما ..اقـ..ـدر أكمـ..ـل حيـ..ا ا تـي!
إحتضنتها العنود برفقه وإنزلقت دموعها دون هواده ، وتركت المواساه لسـاره التي تحدث برفق : وصايف .. حبيبتي لو أبوك حيّ بيرضى تتركين دراستك وتوقفين حياتك ؟
علّت شهقاتها .. لتصّر عليها : جاوبيني ؟
: لـ...ـلأ
وعاودت التحدث : مو كان يتمنى يشوفك متخرجه ومتوظفه وتصيرين مسؤله على نفسك ؟ صح ولا لا ؟
لم تُجيٌبها .. لتسترسل : مو كان دايم يقول أجتهدي واعتمدي على نفسك عشان بعدين ماعاد تحتاجين إحد ؟ .. مو تبين امك ترتاح ؟ ماشفتيها شلون هي تعبانه وتقولنا اقنعوها عشان بس تختبر وتعدي هالترم !
!
أبعـدت العنود بلطف وقد هدأت شهقاتها قليلاً ، لتقول .. وقد إدركت حقيقه واحده .. ان سنّدها أختفى من عالمها ! .. من تحتمي به عند الشدائد تركهها وحيده تُصارع ألم لم تتوقعه أن تعيشه طوال حياتها ! تحدثت : كل كلامك صح .. بس مقدر مقدر مافيني حيل أبد !
: مخالف حنا بناخذ كتبك وبنخطط وحاولي تداومين بكرى عشان الاختبارات السمعيه للإنقلش ! وترى كل المعلمات بيساعدونك !
تغضن جبينها : والله مالي خلق ! .. خلي تحط لي صفر !
عارفه استاذه حصه تكرهني !
إنصبت ساره واقفه لتقول : ووصايف تبينها تدور عليك الزله ؟؟ تعرفيها بس تتنتظر عليك شي !
رفعت ناظريها لها ، وقد بهّتت نظّره التحدي التي كانت تتسلح بها سابقاً : خلي تسوي اللي تسوي ماعاد يهمني !
شي !
تأففت العنود : وصصايف عشانك إنتي على الاقل اختبري مبّ لازم تذاكرين ! !!!
: والله مابي حيـ..ـل أبد! تكفون سكروا الموضوع !
!
تنهدن بقلـه حِيـله ، وإنفتح الباب لتدّلف والدتها ومعها صيّنه تحوي الغداء لتقول ببشاشه : أكيد إنكم ماتغديتن .. تغدن وبالعااافه
إلتقطت ساره وقالت بإبتسامه : الله يعافيك خالتي ماقصصرتي !
ونظّرت لوصايف الواجمه لتقول : رتبي غرفتك ولا تعالن بالصاله اللي فوق
إنصبت واقفه ، : برتبها ..
: وانا بساعدها

،
جـلسن ثلاثتهن عـلى القرفصـاء وبدأت ساره تحكي للواجمه عن المغامرات التي حدّثت خِلال إسبوع الفائت ، لتحاول بإسلوبها المّرح سبّل أغوار حُزنها الواضح .. وتّخرج ضحكه خافته منها .. وتشّجعت العنود لتسرد مع ساره ماحدّث ..
قالت اخيراً : كل هذا صار باإسبوع ؟
تحدث العنود وهي تمضغ الإكل من بين أسنانها : اقولك الاداره بيدورن علينا الزله مبّ طبيعيّن !
وقالت ساره وكأنها تذكرت شيئاً ما : صح .. شفتي شِله إسراء ؟
إطرقت برأسها .. وإسترسلت؛ تهاوشوا مع خديجه !
تفاعلت اخيراً : كذذذذاااابه !
أبتسم العنود بعدما إستساغت اللقمه اخيراً : والله .. وعاد خديجه تعرفينها قويه ! علطول إشتكت عليهم !
عقدت حاجبيها بإستنكار : شدعوى تشكي ! مايحتاج كثير تصير هوشات وبيننا بس !
تحدثت ساره بتهكم : ماتعرفينها .. هذي حركاتها !
!
وتشاغلن بالإكـل لثواني ، وتقابلت إنظار ساره والعنود بلغه مفهومه بينهما والثالثه مُنشغله بإكلها ، لتقول العنود بهدوء : وصايف .. شخبار الحبايب ؟

.................................................. ...............
يتبع ..


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 12:22 AM   #50

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،

, عّـلت شفتيـها أبتسـامه سِاخـره وموجوعـه ، لترفع ناظريـها للسمـاء الملبّده بالغيـوم وتنذر بهطول إمطار رعديه ، وتشعّر بكئابه تلفها .. وهي واقفه بالفناءالخارجي تفصلها درجتين عن الإرضيه التي بدأت تبتـل جراء سقوط قطرات أوليـه .. وأسدلت جفنيّها وهي تتذكـر ماحدث قبل ساعه وقبل أن تودع الفاتتين وتقف هُنـا بعد صلاه العصّـر .. أختلقت كذّبه بـقولها "ماقلت شي" ، ولم تُخبر صديقتيها العزيزتيـن عن كلمـه " ولا شي" ، وأعقبت بعدها بـ" لاتفتحون هالسالفه معي ماعاد احس كرهت كل شي بعد أبوي
إشتدت قطرات المطـر ، ولم تتـواني ان تهبط على الإرضيه وتتبـلل بسخاء .. تشعّر بإن السماء تبكي معها ، وتبكـي وجعها ... رفعت يّديهها ودًعت بصمّـت .. "يارررب امطر على قبر ابوي ، يارب اغفرله ونور قبره يارب ارضى عنه يااارب يااارب اموت وألحقه ياااارب ياااارب " .. شعّرت بالبـرد يدخل لعظهما لتقطع دُعائها وتعاود الرجوع للمظله التي تحجبها من المطّـر ، وإردفت بدعاءها " ياارب حمد يختفي من حياتي ياااررب يارب يختفي يارررب "
!
إن مايُزيد عليها ألمها .. هو وجوده قُربها إينما وقعت عيّناها .. تشعر بوجوده حولها .. وتُدرك بإنها في بيت واحد .. ممايُضيق الخناق عليهـا !
إنفتح باب الصاله وصوت والدتها يردد : لا إله إلا الله لا إله الا الله ... ووقفت بجانبها وهي ترى إنسكاب المطّر وكأنه السماء فُتحت !
نظَرت له والدتها لتقول بسرعه : ادخلي ادخلي كلّك صرتي ماء الحين تنمرضين!
نظـرت لوالدتها بطّرف عينها ولم تُجادل ، هذه والدتها تتناسى ماحدّث بالأمس بكل شجّاعه لتخفيه بإعماقها ، وترسم تعابير حيًاديه على وجهها وكأن شي لم يحدث ، إستدارت بنّيه عدم المجادلـه ، وإتجهت للغرفه الجلـوس لتربض بجانب المدفئه وتقربًها لها وتغمض عيّنيه تستمتع لصـوت الرعـد القوي ، وهي تمتمّ بداخلها "يارب خذني لك يارب !" !
!
،
تحسح لإذنيهـا صوت وجدان التي دّلف وهي تردد : لا إله إلا الله اللهم أجعلها أمطـار خيـر وبركه يااارب !
وعندما وقعت ناظرّيها على تلك التي تطرق برأسها باغتها شعور الغثيـان وهي تنظـر بإزدراء لم تستطع إخفاءه ، رفعت ناظريها لها لتقول بتأفف : وش هالنظره ؟ لايكون بتطرديني من المجلس !
جلست بعيده عنها ونظّره الإزدراء لم تختفي لتقول بتهكم : بالله متى أخر مر تسبحتي ؟ شكلك كارثي !
تأففت بصوت عالي : يالليـل حتى بهذا تدخلتوا ! شتبين إنتي ؟
بللّت وجدان شفتيها العلويه وتحدثت بصيغه أمر وكأنها تذكرته للتو : وإسمعي تراك مانتي بزر كل ليله تقوم مفجوعه من صياااحك ! كلنا بنموت من الحزن ونكتم بقلوبنا
!
إغمضت عيّنيها دون الردّ عليها ، كاتمه عبرات ثقال تسيطر على تجاويف حلقها وإستطردت وجدان بدماثه : وترى سالفه انك تزودينها على إمي وماتداومين خلاص طفشنا منك .. وكشًرت بحقد : يـكفٰـ..
فتحت عيًنيها بقوه وعلًت صوتها بغضب :إنتي شسالفتك معي بالله ؟ شتبين منييي شتبيين ؟ الله ياخذني وترتاحون مني كلكن كلكم قولي إميـن !
ضِحكت بسخريه : بدت إسطوانه المرااهقين !
تدخرجت أولى دمعاتها لتصرخ بها : وش تبين إنتي وش تبييين ؟ إنقلعي لبيت زوجك يختي شتبين عندنا !
‎رفعت سبابتها بتهديد : لاترفعين صوتك تفهمين !
وضـعت يدّيها علـى عيّنيهت تحاول إبعاد كتل الدموع الي إنساب على وجنتيّها لتقول برجفه : شفيـ..ـك إنتي علي ؟
نظّرت وجدان لملامحها الممتعضه لتشعر باسى يشملها حتى هيّ ، ولكن الشعور المقيت التي تحسّه إتجاها أقوى لتقول بدماثه : فيني جنونه الارض والسما مابي اشوف وجهك !
!
دخلت عليهما والدتهما تحمـل صينيه تحويّ الحليـب الدافئ في هذه الاجواء الشتويه ، لتنظـر لوصايف وتقول بنتهيده : اجلسي اجلسي وصايف إشربي حليب يدفك !
: مابـ..ـي مابـ..ـي اذا بنتـ..ـك فيه انا ماأبـ..ـي !
ربضت لتحث وجدان على الأقتراب وتقول بصبر : اختك حامل ومتوحمـه عليك وشنسـوي ! !
بغضون ثوانـي تحولت تعابيـرها الحزينه لصدمه كسّتها لتقول وهي تنظـر لوجدان المطرقه رأسها : احلفي يمه !
ضـحكت والدتها : والله ، شنسوي فيـها !
عادت الدموع تاره أُخرى لتـقول بإنيهـار : حملت وابوي ماشافها وهي حااااامللل !
!
تركت والدتها الأبريق عندما كانت تنوي أن تصـب بالكوب وهي تضع على يدّيها عليى وجهها تبكـي بحرقه ، ووجدان لم تستطيع أن تكون أقوى وهي تدرك حقيقه موجعه لهم !
!
.................................................. ................
،
،
بخـطوات سريعه يمشـي بإتجاه بيـت عمه ، وهو يضع كلتا يدّيه فوق رأسه ليحمـيه من هطول المطـر القوي ، وفتح الباب ليلج وهو يقفـز المستنقـعات التي كست الإرضيه ليتفاجأ بظـل يقف بوسط فناء البيـت .. توقف قديمه ورفع ناظريه ليرى ومن غيرها " وصايف" تقف والمطر يهطل عليها من حدّب وصوب .. والساعه تتجاوز الثانيه والنِصف مساءاً. !
لم يستطيع كبح قوله : وش موقفك هنا اددخللي !!!
ماراً بجانبها ليحتمي عن المطـر بسقف البيـت بعد قفزه لعتبتـيه ! !!
نظر لثوبـه الذي إمتلئ بمياه السماء ، ولحذائه بحسـره وهو يشّعر بالبرد يزحف لـعظامه !
!
ونظـر للتي تقف تُجابه المطر الغزير ، والبرد الفضيـع !
ليناديـها بخوفت : وصاايف .. وصاايف ..
!
وكأنها لم تسِمعه ، أصابها صمم ما بسبب وقفها تحت المـطر قد تكون ساعات طويله ؟ !
ولكنّها إستدارت فجأه ، تمشي بخطوات ركيكه .. لتقفز العتبتيـن وتقف بجانبـه .. وهي تحتمي بـ"فورة" عمـه .. التي تكبرها كثيـراً .. دقق بملامحها الساكنه .. وهدوءها المُريب .. أو حزنها الواضح من مقلتيـها !
ليتـحدث مرغمـاً ، وهو الذي يتمنى لو يقصيها من حياته .. : مبّ زين تاقفين تحت المطر والجو برد بكرى تنمرضين وخالتي يضيق صدرها.!
..
وإستطرد عندما لم تتجاوب معه بسؤال : بكرى بتدامين ؟
: لأ ..
!
تنـهد ، ليملئ رئتيه بإهواء بارد .. ويهدء نفسه بإنها مُِراهقه .. مجرد مُراهقه .. وهو قد أصبح مسؤوا عنها حتى يوما ماً .. يأتي نصيبـها ويرتاح .. ونصيبها سيكون غير أبن الجيران بإذن الله .. الذي يرمقه بنطرات نارّيه حينما يؤدي فروضه في المسـجد .. سيحاول أن يعليّ هامته ويؤدي دوره بحذافيٰره .. وتحدثت اخيراً : بكرى بتداومين بإذن الله .. الجلسه مابتفيدك بشي والاختبارات على الأبواب ومستقبلك بينهدم .. !

!
لماذا يشّعر بإن مايريد قوله خرج .. بارداً .. متململاً .. أجوف ومستفـز .. وهذا مابان على ملامحها .. التي إمتعضـت وقالت : ماحد له شغل بمستقبلي .. المستقبل انا ماأبيه يجي !
!
وإستدارت داخله للداخل .. وصافقه الباب بقوتها !
برم شفتيـه .. وتدلت كتفيه بعزيمه إنهدت .. وإنزعاجه قد إزداد !
.................................................. ...........
،
،
طرقـات غليظه تضرب باب غرفته .. فتح عيّنيه متململاً وهو ينظـر لأشعه الصباح التي إنبثقت بعد ليله ممطـره قضّاها وهو يدقق في حسابات "المصنع " ويلعن "جمال" في داخله هو وعقليته الغبيه التي لا تستسيغ حسابات طويله ومكثفـه .. إنصب واقفاً .. ليتجه نحوى الباب الذي يُنادي بإسمه ولم تكن سوا خالته التي عندما رأته تحدثت بربكه : اا حمد ياعمري ادري ازعجتك .. بس عادي تودينا المستشفى ؟.
إختفى الوسن بثوانـي ليقول بإيماءه : ايه ايه خالتي شفيكم عسا ماشر ؟؟؟
خرج صوتها بعد تنهيده طويله : وصصااايف حراراتها مرتفعه طول الليل وهيّ تون! .. وقلت بقومها تداوم غصب وش ألقى البنت محمومه !
إرتخت دفاعاته .. ليقول بنبره غليظه : امس يوم اجي بالليل واقفه تحت المطـر ! عشان كذا!
: صااادق !! هالبنت بتجيب لي جلطه !!! يلا يلا بلبس عباتي وأحاول إني انزلها من فوق !
!
أومأ برأسه .. وذهبت من أمامه .. وتأفف بصوت عالي ليقول بتهكم : هذا اللي ناقصني بعد !
!
غير ملابسه بعدما أغتسـل ، وهو يرى الساعه التي لم تتجاوز السابعه صباحاً ، وهم لم ينّم الا بعد صلاة الفجٰر !
!
خـرج منتظراً خالته تحت الدرج ، حـتى يخرجـا سوياً .. ومرت بجانبـه وجدان التي صبّحت عليه بإبتسامه واسعه وتمسك بيدها ليمونه تلعقها بإستمتاع .. دحجها بنـظره وقالت : صباح الخييييير ياحمد !
فرك يّديه وقال بتعجب : صباح النوم ياوجدان !
إطلقت ضِحكه صغيره وغريبه : إدري مستغرب مني بس والله جت علبالي ليمونه على هالصبح .. وشكلي متوحمه فيـك والله أعلم ! وكارهه وصايف !
لم يستطع كتم ضِحكه صغيره وهو يهز برأسه قائلاً : مانتي بصاحيـه !
،
وفي هذا الاثناء علىَ صوت خالته التي تسعفه بالمجيئ للأعـلى ، عقد حاجبيـه وإسرع للأعلـى على أنظـار وجدان وقفت دون جـهد للحاق بـه !
!
كـان صوتها منبعث من الغرفه التي بإخر الممـر ، ليدلفها ويفجعه منظـر "وصايف" .. التي تحتضن الإرضيـه ومُنكبه على وجهها وخالته تحاول بها .. إقترب بخوف وتحدث خالته : حمممد يمكن انت تقدر تشيلها البنت طاحت على وجهها !!!
!
إزدرء ريـقه .. وإنحنـى ليحـاول حملها .. وقشعريره سّرت بإضلعه عند ملامسته لجسدها المحموم وصرخت خالته عندما رأت الدم الذي ملئ ثوبه البنـي .. بسبب نزيف خشمها آثار سقوطها !
: خشمها خشمها دم دم !!!! .. وأسرعت تلتقط المحارم الورقيه وهي بين يدّيه .. رأسها يتدلى للخلف .. وقدمها تلمسان الأرضيه .. هي لم تكن ثقيـله .. ولكن هو يشًعـر بإنه لايقدر على حملـها ! .. وضعت المحارم الورقيه علـى خشمها تحاول إيقاف النزيف .. تحدث بسرعه : خالتي بسرررعه جيبي اي شي نغطيها ونروح للمستشفى ماينفع اللي تسوينه !
!
كانت والدتها .. خائفه .. تشعر بإن قديمها لاتحملنها .. تحاول ضبط إنفاسها المضطبره ولكن لاتقوى .. وتبحث عن إي شي يستر صغيرتها ولكن تشعر بآنها لاترى شيئاً !
!
حـتى إنتبهت لرداء الصلاه المرمي بإهمال ، رمته عليـها .. وسار حمـد بركاكـه .. ونبضات قلبه هائجـه مندفعه !
!
نزل السلالم بتخبـط ، حتى وصل للطابق السفلي بسلام .. وهرول للخـارج ووجدان إختفت من ناظريه ، وخالته تسبقه لتفتح له الباب .. إستقبلته ريـاح بارده لفحت وجهه ، وّ جمدت عضامه .. حتى وصلاً لسياره التي تركت خارج البيت .. إرتبك عندما إدرك بإن مفتاحه في جيبه ولايستطيع أن يُخرجه .. صرخ بخالته :خاالتي طلعي مفتاااحييي !
إسرعت لتخرج مفتاحه من جيبه .. وتفتح السياره بضغطت زر .. وفتحت الباب ليضٌعها برجفه .. واستدار ليركب محل السائق وخالته بجانبـه !
،
وحرّك سيّارته غافلاً عن زوج من العيـون شهد الموقف بحذافيـره وجـوفه يشتـعل بإزهايج غاضبه !
.........................
تم


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.