آخر 10 مشاركات
437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-20, 08:05 AM   #161

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
لقياك لي المأوى

الانسان مخلوق مجبول على الخطأ .. منجذب للخطيئة .. ولكن هل الجميع سواسية في هذا الامر ؟!
هناك من يخطأ رغبة وهناك من يخطأ رهبة وهناك من ترغمه ظروفه او اهوائه ورغباته .. وقائمة طويلة لا تنتهي من الاسباب .. ولكن الاهم في الموضوع ان هناك من يعرف خطأه ويقوم سلوكه واخر يعرف ويوغل قدمه فيه وهناك من ينكر ويكابر وهناك من يدرك ويرفض ولكن لا سبيل للتغيير ..

احداث الفصلين السابقين (بما اني تقاعست الاسبوع الماضي ولم اقرأ الفصل) ..

اكثر شخصية اثارت تعاطفي هي (فلك) الموسومة بخطايا والدتها .. الموشومة بعارها .. هذه الحورية التي حباها الله بكمال الجسم والرسم تعاني ايما معاناة مع ام اعتادت البيع فاصبحت ابنتها احدى السلع واغلى السلع .. تتسابق في عرضها والتدليل عليها .. فلك تلك الرافضة .. الثائرة لكن على ماذا ؟! على قدر يلاحقها ام على فقر يجبرها .. ام على ام باعتها !!..
هيام وضعت فقرها كشماعة تعلق عليه خطيئتها ..لكن ياليتها اكتفت بنفسها .. بل تسعى لتغرق ابنتها في اوحالها غير مهتمة برفضها ونفورها ..
اما فلك فهي المجبرة على تحمل كل هذا فلا تملك لخطيئة امها تغيير ..

ايوب العاشق .. ليته ينقذ الحورية قبل ان تغرقها الاوحال قبل ان تخنق انفاسها امواج الخطيئة !

غسق رغم انها قليلة الخبرة الا انها تملك الفطرة .. تلك الفطرة التي نبهتها واوقفتها ما ان وضعت قدمها على اول سلم التنازلات .. فكانت فطرتها كمكابح اوقفت اندفاعها تحت وطئة مشاعر غرة .. وكانت اريج خير ناصح وسند لها فكان ان قومت في الحال زلتها ..
المحير في الامر هو شخصية الدكتور رامي .. شخصية غير واضحة النوايا مجهوله القصد .. فرغم كونه رجل مكتمل النضج فهو انساق خلف مشاعر مبهمة من ناحيته واضحة من ناحية غسق .. لم يراعي حداثة سنها ولا امكانية تعلقها به وهو مازال لم يُعرف مكانتها في حياته .. هل هو اعجاب .. افتتان ام حب ام لا شئ ..
المشهد الاخير تركني في حيرة فرغم القصد الظاهري لكلام رامي الا اني لم ارتح له .. و الامر الثاني هو كرم وعبارته الغامضة عن غسق !

اما اريج فهي مرهقة من القيام بدور هو ليس دورها اصلاً لدرجة الرفض .. فماعادت لديها رغبة للقيام بنفس المجهود وتحمل ذات المسؤوليات .. اما عن والدتها فهي مخطئة بلا شك بكل تصرفاتها تجاه ابنتها حتى لو كانت النية مصلحتها وخيرها .

تسلم ايدك يا اية وعسى ان يكون غيابك خير ان شاء الله ❤️
اول جزء من الريفيو يخطف القلب حرفيا😍😍
ابدعتي مريم في وصف النفس البشرية في كام سطر👏💗
هيام ست استخدمت اقصر الطرق للربح واحدة استسهلت بيع نفسها مش هتبكي على بيع بنتها..
فلك ضحية لأخطاء هيام الغير مغفورة و للأسف ملهاش حد غيرها حتى بوحها بكل ده لايوب غير متاح لأنها شايفة انه ديما يستحق الافضل اللي هو مش هي💔
غسق مبهورة بلمعان البدايات فربنا يستر
رامي شخص متذبذب حتى هو مش عارف هو عاوز من غسق
كرم متأكد ان غسق مش شايفاه غير شخص فظ همجي عشان كده فضل البعد لما شافها موافقة يعني لو تدخل في الموقف ده ابسط شيء هيتقاله انت مالك!
ام اريج من نوعية الستات بسطاء التفكير عشان كده مش واخدة بالها من ارهاق بنتها او اسباب كرهها للجواز
حبيبتي مريم تسلم ايدك♥♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 11:02 PM   #162

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

اخ قلبي عليك يا كرم ولا تزعل نفسك البت غسق عديمة النظر اصلاً و حاسة انها هتندم على اليوم اللي تعرفت فيه على رامي مش مطمناله و هو و مشاعره اللي معجب بس ما بده هي😒😒
اريج حست بتهرب رامي لهيك نصحت غسق انها تبطل المحادثة معه و بشعور غسق بالذنب و الخزي امتثلت لنصيحة اريج و بعدت بس هالبعد زادها شوق و باول لقاء قلبها فرح و سمحت بتقرب رامي لها🤭 بس برجع بقول انا مش مطمنة لرامي ده هو سهوكته في حاجة غلط🤔🙄
ديما و خيالها و حماسها لكل شي😂😂 و خصوصاً اي شي بتعلق بشباب الحي القلوب بتطلع من عينيها لوحدها و الصراحة معذورة😂😂
اكتشاف مراقبة سوسكا لغسق اللي فلت بذكاء من تحقيقاتها و صارت معاملتها له جيدة و بعدين حد مبحبش اسم سيد ياااه على حلاوة الاسم بس❤❤❤❤
هيام نفسي اعطيها علقة محترمة ترجع عقلها و تلكلج محطاته اللي خربت بسبب الفلوس اللي عمت عينيها عن كل اللي تعرضتله فلك و كان بعدها مصرة على فكرة زواج من رجل حقير بس عشان المصاري😒😠
فلك قدرها بلاها بأم يعني انتهازية اهم حاجة عندها المال حتى لو باعت بنتها تحت مسمى الزواج شرعاً بس عشان تكسب ثمنها😢 بس هي فلك هتستحمل لغاية امتى ما هي ممكن تترك الشغل مع هيام و تشتغل باي شي غير هالشغلانة🙄
اريج حالها بحزن شايلي مسؤولية البيت غير تهكمات امها و بالاخر لما بده يطلبها عريس يكون بهالشكل لتصغير من شأنها و كل هالشي لانها وصلت الثلاثين و قال فرصها قلوا😒😒
تسلم ايديكي الفصل رااائع😘😘❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 04:54 AM   #163

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
اخ قلبي عليك يا كرم ولا تزعل نفسك البت غسق عديمة النظر اصلاً و حاسة انها هتندم على اليوم اللي تعرفت فيه على رامي مش مطمناله و هو و مشاعره اللي معجب بس ما بده هي😒😒
اريج حست بتهرب رامي لهيك نصحت غسق انها تبطل المحادثة معه و بشعور غسق بالذنب و الخزي امتثلت لنصيحة اريج و بعدت بس هالبعد زادها شوق و باول لقاء قلبها فرح و سمحت بتقرب رامي لها🤭 بس برجع بقول انا مش مطمنة لرامي ده هو سهوكته في حاجة غلط🤔🙄
ديما و خيالها و حماسها لكل شي😂😂 و خصوصاً اي شي بتعلق بشباب الحي القلوب بتطلع من عينيها لوحدها و الصراحة معذورة😂😂
اكتشاف مراقبة سوسكا لغسق اللي فلت بذكاء من تحقيقاتها و صارت معاملتها له جيدة و بعدين حد مبحبش اسم سيد ياااه على حلاوة الاسم بس❤❤❤❤
هيام نفسي اعطيها علقة محترمة ترجع عقلها و تلكلج محطاته اللي خربت بسبب الفلوس اللي عمت عينيها عن كل اللي تعرضتله فلك و كان بعدها مصرة على فكرة زواج من رجل حقير بس عشان المصاري😒😠
فلك قدرها بلاها بأم يعني انتهازية اهم حاجة عندها المال حتى لو باعت بنتها تحت مسمى الزواج شرعاً بس عشان تكسب ثمنها😢 بس هي فلك هتستحمل لغاية امتى ما هي ممكن تترك الشغل مع هيام و تشتغل باي شي غير هالشغلانة🙄
اريج حالها بحزن شايلي مسؤولية البيت غير تهكمات امها و بالاخر لما بده يطلبها عريس يكون بهالشكل لتصغير من شأنها و كل هالشي لانها وصلت الثلاثين و قال فرصها قلوا😒😒
تسلم ايديكي الفصل رااائع😘😘❤
حبيبتي يا يويو تسلميلي على الريفيو القمر ده😍😍
انا قلت احنا نحتضن كرم القريب اولى من الغريب و يسيبه من غسق خالص اللي معجبة برامي 🤦‍♀️😂
سوسكا معذور مكنش يعرف ان اسم سيد بقى مشهور اوي😂😍
احنا نقتل هيام و كلنا هنرتاح 😎
فلك بنت وحيدة ملهاش حد في الدنيا غير امها حتى ابوها سابها و ام ايوب رفضتها هتروح فين و هي مع امها و بيحصل لها كده اومال لو بقت لوحدها ايه هيجرى💔
سعيدة ان الفصل عجبك يا ايوش♥♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 10:04 AM   #164

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 01:30 PM   #165

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

صباح النور 🌷🌷
تسجيل حضور


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 08:21 PM   #166

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضووووووور🌹🌹🌹


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:49 PM   #167

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس




الفصل الخامس

بعدما استخرجت كل أوراقها المطلوبة و استلمت شهادة تخرجها أخيرا تحركت تاركة مبنى شؤون الطلاب قاصدة بوابة الجامعة... و قبل أن تفعل اصطدمت بهذا الجسد الذي وقف أمامها مباشرةً على حين غفلة... رفعت بصرها بحدة ممتزجة بتعجب لتتبدل في لحظات قليلة لنظرة خجولة لامعة... وجنتاها تخضبتا بكثرة لتسرع و تضع وجهها أرضا في حياء... تنحنح هو بدوره ليسرع قائلا بصوت مزج بين الحنان و المرح...
(أعرف أنكِ لا تحبذين وقفتنا هذه و قد ابتعدت طيلة الشهور الماضية كي لا أؤثر سلبا على تركيزكِ قبل الامتحانات... تحملت كثيرا و اكتفيت بمراقبتكِ من بعيد و الاطمئنان عليكِ...)
قلبها تسارع نبضه بقوة داخلها لكنها اسرعت برفع عينيها له بحدة رافضة لما يقول... فضحك بخفوت موضحا قوله
(و لتجنب هذه النظرة القاتلة من عينيكِ و التي تنص على قتلي لا محال قررت أن أصمت حتى يحين الوقت..)
عقدت حاجبيها بعدم فهم ليبتسم هو و يكمل...
(بعد غد سيزور والدي والدكِ لنطلب يدكِ...)
اتسعت عيناها بقوة و هي تستمع له... هذا الشاب خرج لها من لا مكان قبل أشهر ليطلب منها رقم والدها فجأة و حينما نهرته اختفى لتظن أنه كان يتسلى بها... لكن ماذا الآن هل قال سيأتي لخطبتها؟!!!... رغم الخجل المميت الذي يعتريها لكنها تحلت بالشجاعة لتسأله بخفوت...
(لا أفهم...)
زادت بسمته بقوة ليبعد نظره عنها قائلا...
(بعد غد لو وافقتي على استكمال حياتكِ معي سأخبركِ بكل شيء...)
رفرفت رموشها أكثر من مرة و اشتعلت وجنتاها بقوة لتسبل اهدابها تحت نظراته الحانية فقال...
(لقد طالت وقفتنا هنا... و كما تحب فاطمة لن أزيد من وقت هذه الوقفة)
القى سلامه الساحر على مسمعها ليتحرك تاركا إياها تعاني من فرط المشاعر الكثيرة و العذبة... قبضت على حقيبتها بقوة لتكمل سيرها ناحية باب الجامعة تكبح بسمة سعيدة على ثغرها و تتوسل نبضها ان يهدأ و لو قليلا.... خرجت من البوابة تُخرج هاتفها و تتصل به وحده فقط من يعرف عن الأمر و يجب أن تسمع رأيه..
(كرم أتذكر ذاك الشاب الذي أوقفني في الجامعة قبل أشهر؟!... لقد ظهر قبل قليل و قال سيأتي بعد غد مع والده ليقابل أبي)
ضحكة كرم الخافتة زادت من خجلها فسمعته بعدها يقول بمشاغبة خاصة بها وحدها...
(أعرف...)
شهقت بقوة تسأله باستنكار...
(تعرف!!!!.... كيف؟!)
وصلها صوته الضاحك يراوغ بسؤالها...
(ماذا قال لكِ أيضا؟!)
جزت فوق أسنانها تكتم فضولها لمعرفة كرم بالأمر فقالت...
(قال لو وافقتي على استكمال حياتكِ معي سأخبركِ بكل شيء...)
صوت ضحكة كرم العالية جعلها تبتسم بحرج و كأنه يراها لتسمعه بعدها يقول بهدوء مغلف بحنانه...
(إذًا انتظري حتى يقول هو لكِ كل شيء... يا عروس)
وضعت وجهها أرضا تهتف برجاء...
(كرم!)
حاوطها صوته رغم بُعد المسافة بينهما ليقول بهدوء...
(نعم يا حورية بيت المراكبي)
غامت عيناها بعاطفتها القوية تجاه كرم... أخوتها كلهم يحبونها بشدة خصوصا لفارق السن بينهم... لكن قرب سنها من كرم جعلها شديدة التعلق به... همست بخفوت خجول...
(أنا... سعيدة)
صمت لثوان ثم قال بعدها بتروٍ...
(لا تتعجلي يا فاطمة و انتظري حتى تتعرفي عليه و يستريح قلبكِ له... و نحن معكِ في أي قرار)
اومأت و كأنه يراها لتبتسم قائلة بعدما لمحت سيارة صالح تقترب منها...
(حسنا يا كرم... لقد وصل صالح سأغلق الآن)
فتحت باب سيارة أخيها تجلس جواره ببسمة سعيدة فشلت في اخفائها... راقبها صالح ببسمة حانية بينما يدير المحرك قائلا بمشاغبة...
(تبدين سعيدة يا فاطمة)
دون أن ترفع وجهها له همهمت بخجل...
(نعم... سعيدة)
ضحك ليرفع كفه يربت فوق حجاب رأسها بحب قائلا...
(أسعد الله أوقاتك دوما يا عروسنا)
شهقت بدهشة ترفع وجهها له بسرعة كبيرة و تسأل بتعجب...
(أتعرف عن الأمر؟)
عاد ينظر للطريق قائلا بمرح...
(بالتأكيد يا قلب أخيكِ...)
غزا خلاياها الخجل فحاوطت وجهها بكفيها بحرج تبعده عن انظاره... بينما هو علت ضحكته بقوة يدعو الله من كل قلبه أن يكون هذا الشاب صالحا و يحميها بحبه و كيانه...
*************
فتحت باب الشقة لتدلف والدتها بوجه غاضب كعادتها مؤخرا... تركتها و اتجهت لغرفتها تمكث بها كما تفعل منذ ما حدث قبل أشهر ماضية... تأففت هيام بحدة تنزع غطاء رأسها و تلقيه بإهمال فوق الأريكة المتواجدة في الصالة...اتجهت نحو غرفة ابنتها تقف ببابها و تستند على اطاره قائلة بحدة...
(و ماذا بعد هذه العزلة؟!... ألم تتعلقي بعد؟!)
اتجهت فلك لنافذة غرفتها الصغيرة المطلة على شوارع الحي تقول بخفوت باهت...
(ماذا تريدين مني ألم تذهبي لقصر هذا الرجل و تبدئي العمل به؟!)
تقدمت هيام منها تقف خلفها و تقول بنبرة حاولت أن ترققها كثيرا...
(الرجل خارج البلاد مع ابنته ... و أنا أريد منكِ التخلص مما حدث في شقة شوكت لتكملي حياتكِ بطريقة عادية)
التفتت فلك لها تنظر في وجهها بجمود و تسألها ببرود...
(ألم تستلمي العمل في القصر؟!... بماذا سيفيد وجودي أنا؟)
تمسكت هيام بكتفي ابنتها تقول بتأكيد...
(القصر كبير جدا و طاقم الخدم القديم كله تغير و هذا سيجعلهم يطلبون غيره... و بدلا من أن يضيع راتب خادمة جديدة على أخرى تحصلين أنتِ عليه)
ضحكت بسخرية ثم تخطت والدتها لتقول بنفس البرود...
(و كأن ما حدث لي لم يكن...)
فقدت هيام صبرها فصرخت بانفعال...
(و ماذا حدث؟! لقد خرجتي منها سليمة...هل سنظل باقي العمر نبكي على اطلال ذاك اليوم؟!)
زادت ضحكة فلك الساخرة تتذكر محاولة أيوب على مدار الأشهر الماضية لمعرفة ما بها... لم يمل و لم يتركها رغم تهربها منه... معه فقط تشعر بكونها انسان يحق له التعبير عن مشاعره دون خوف... الدفء المتسلل منه دوما يجتاح وحدتها و يُتمها ليشبع جزء من خواء روحها... همست بسخرية مريرة
(لا... أنفض توابعها المتعلقة بروحي و استعيد قوتي الواهية لأذهب لبيت آخر مع رجل غريب آخر يتجرأ علي)
تغافلت هيام عن سخرية ابنتها و برود روحها لتقول بجمود...
(أنا لا أفرط بكِ يا فلك... أردت لكِ زيجة جيدة تكسبين منها بعض الأموال التي تمكنكِ من العيش... لكن اطمئني طارق طلال رجل في الخمسين من عمره لديه ابنة في مثل عمركِ تقريبا... يشتهر بكرم اخلاقه و سمعته الطيبة... يعني لا خوف علينا هناك)
تنهدت فلك بتعب لتبتعد بناظريها عن أمها... مجددا تزجها في وهن و احتقار للذات... مجددا تدفعها لتحمل عبء نظرات مختلسة لها من أعين حقيرة... مجددا تتاجر بها و بنفسها لمن يدفع أكثر... ماذا عليها أن تفعل بحق الله؟!... لولا أنها متيقنة من أن أيوب يستحق الأفضل لركضت اليه و وافقته على الارتباط... علَّه يمنحها الأمان و الراحة... يحاوطها تحت ذراعيه من ظلم الدنيا... صمتها طال فدفع والدتها لتظن أنها وافقت... تمسكت بكفها بقوة تقول بسعادة...
(فكري جيدا معي يا فلك... قصر في مكان راقي محترم...راتب كبير لم نحلم به... غرفة بسرير ناعم و دافئ... العمل هناك مكسب لنا صدقيني)
سحبت فلك كفها من والدتها بأعين ضيقة تسألها بعدم فهم...
(ماذا تقصدين بغرفة بسرير ناعم؟!)
عوجت هيام شفتيها بتذمر تبتعد عن ابنتها قليلا... ها قد جاءت لحظة توضيح هذه النقطة تحديدا لأبنتها... اولتها ظهرها تقول ببساطة...
(أنا سأكون رئيسة الخدم هناك و هذا يتطلب مني البيات في القصر أربعة أيام في الأسبوع... لهذا نحن سنحظى بغرفة هناك كانت لرئيسة الخدم قبلي)
فلتت ضحكة صغيرة ساخرة من فلك لتسألها بدهشة...
(تمزحين أليس كذلك؟!)
التفتت لها هيام تتنهد بتعب من ابنتها لتقول...
(لا مزح في العمل فلك... اطمئني مكوثنا هناك و راتبنا سيجعلني أكف عن البحث عن عروض زواج تكرهينها)
ضيقت فلك عينيها تفكر فيما تتفوه به أمها... حياة جديدة تماما تطلب أمها منها الولوج اليها... هل ترفض و تبقى هنا؟!... لكن ماذا بعد تصريح والدتها بأنها ستبيت هناك أربعة أيام؟!!...بل ماذا سيفعل أيوب لو عرف عن الأمر؟!... زفرت بصوت مسموع تنظر لهيام بقلة حيلة ممتزجة بخذلان صامت و تتجه بعدها للنافذة... رفعت بصرها للسماء المزينة بسحبها البيضاء النقية... فرت دمعة ساخنة على وجهها ليسأل قلبها بتوسل مقهور...
(أما من خلاص قريب يا رب؟!..)



...يتبع...






AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:52 PM   #168

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس



(كيف حال صيدلانية المستقبل بعد التخرج؟)
بسمتها المرحة التي خالطت حروفها جعلت غسق تسبل أهدابها للأسفل بيأس... تركت أريج كرسيها لتتجه و تجلس قبالة صديقتها تقول بخفوت...
(هذا الوجه البائس لا يليق بكِ... كوني قوية الطريق لا يزال في أوله)
رفعت غسق عينيها تزفر ببطء ثقيل قائلة...
(اعتقدت أنني سأجد عملا فور تخرجي لكنني كنت مخطئة... لم تشفع لي شهادتي و لا كوني من أوائل دفعتي على ما يبدو)
ربتت أريج فوق ركبتها توضح لها الأمر من خبرتها في العمل...
(حبيبتي حاليا درجاتكِ في الشهادة ليست المقياس الوحيد ليتم قبولكِ في العمل... لا بد من وجود خبرة لتعلو قيمة سيرتك الذاتية)
استندت غسق بمرفقها فوق مكتب أريج تقول بضجر...
(لكنني لم أعمل من قبل تعرفين أن اهتمامي كله كان مُنصب على الدراسة كي أُحصّل درجات عالية)
اومأت أريج بتفهم تقول...
(أعرف حبيبتي و ما فعلته ليس خطأ بالمرة... لكن بما أننا كليات عملية لا بد من تطبيق ما نتعلمه على أرض الواقع... نحن في سنوات دراستنا الأخيرة توزعنا على مشافي لنتدرب و نرى بأعيننا ما يتم في الحقيقة .. و أنتِ كان يجب أن تستغلي فترة الإجازة الفصلية و تدربي في شركات أدوية أو حتى صيدليات أهلية)
زفرت غسق بقنوط تسألها...
(و ماذا عساي افعل الآن؟!... هل شهادتي و تفوقي سيضيع سدى؟!)
ابتسمت أريج تقول بتأكيد حاني...
(بالتأكيد لا... شهادتكِ تمكنكِ من البقاء في أماكن مرموقة... لكن ماذا عن البدء بالعمل في صيدليات أهلية اثناء انتظاركِ لرد الشركات التي قدمتي بها؟!)
هزت غسق رأسها بعنف غير مستساغ لفكرة العمل في صيدليات... هي عاشقة الكيمياء الحالمة بمستقبل باهر في صناعة الأدوية و العقاقير تقف في صيدلية فقط... تنهدت أريج متفهمة تفكير صديقتها لتقول بصدق...
(انظري غسق تعرفين أنني كنت طالبة جامعية غير متفوقة بالمرة حتى أنني رسبت في مواد كثيرة طوال فترة تعليمي لكنني أحببت حقا الطب ليس كدراسة على ورق و لكن كتعامل واقعي مع مرضى و حالات...طوال دراستي و أنا اتعسر في تحصيل درجات عالية عكسكِ تماما لكنني فهمت جيدا المحتوى العلمي الذي درسته و أحببته رغم كل شيء... و أيقنت أن المريض لا يحتاج درجاتي في شيء بل يحتاج معرفتي بمرضه و قوتي على معالجته... لم أكن لأتمكن من الاستمرار لولا الاختلاط بالمرضى و ربط ما درسته بما أراه فيهم و أنتِ كذلك يجب أن تختلطي مع المرضى... صدقيني هذا الأنسب لأي مهنة طبية)
كانت تستمع لحروف صديقتها بتمعن... نعم تعترف بأن أريج طبيبة ماهرة و لديها خبرة كبيرة... حتى أنها ارتقت في عملها بالمشفى الصغيرة هذه رغم صغر سنها و درجاتها البسيطة التي تخرجت بها من كلية الطب بسرعة كبيرة... هي محقة المريض لن يحتاج درجاتي في شيء بل يحتاج معرفتي بمرضه و طريقة معالجته... هدأت قليلا لتقول بتفكير...
(سأفكر في الأمر بشكل جدي...)
ابتسمت أريج بحنان تقول بنبرة مشجعة...
(هذا رائع و حتى يحين موعد قبول شركة الأدوية لكِ ستكونين قد استفدتِ من مخالطة المرضى وجها لوجه و تطبيق ما درسته فعليا)
ابتسمت لها غسق بسمة صغيرة بينما ارتفعت اصابعها كحركة اعتادتها تتلمس سلسال رامي فوق صدرها... لمحتها أريج و تبدلت ملامحها للتحفز بعدما رأت حركتها هذه... لقد قصت لها غسق عما حدث يوم حفل تخرجها و الذي لم يعجبها كثيرا... رامي يتخذ خطوات سريعة فجأة و دون مقدمات ثم يركن للصمت و البعد ايضا دون مقدمات... هل هو يتسلى بها؟!... عند الخاطر الأخير لم تتمكن من منع سؤالها الذي خرج حادا قليلا...
(كيف تسير الأمور معه؟)
انتبهت غسق لها لتتحول ملامحها للحزن الغير مفهوم و تهمس بخفوت...
(بت لا أعرف حقا كيف تسير الأمور!)
زفرت أريج ببطء رافضة علاقة مثل هذه من البداية... لم يكن يجدر بغسق الدخول في تجربة غير مجدية كهذه... و ها هي النتيجة تتأرجح بين عواصف مشاعرها المتضادة كل دقيقة... سألتها بحدة مجددا دون قصد...
(ماذا حدث مجددا؟... على اساس أنه لمح لكِ أخر مرة بصورة واضحة بأن عرسكما سيكون في نفس اليوم!!)
غصبا حاوطها شعور الخزي فوضعت وجهها أرضا من أريج... من بين كل ما تشعره معه دوما يطفو الخزي على سطح روحها و يلوثها... لمرات عديدة تسأل نفسها لماذا دخلت بقدمها علاقة متذبذبة كهذه؟!... هل حقا اعجابها به كان حبا خالصا لتضحي بمبادئها و قيمها و تتنازل لتتحدث معه... لتحكي له و يحكي لها... لتبحث معه عن حلول في مشاكله التي بات يكلمها عنها... أن يتقلب قلبها بسببه في نفس اليوم تارة حب و تارة حزن و تارة خوف... خوف!!!
ألم يكن معنى الحب هو الأمان.. الطمأنينة.. السكينة... لماذا لم تشعر معه بأي منهم... لماذا!!..ضاق قلبها بكل ما تحمله فتكلمت بخفوت كسير...
(منذ حفل تخرجي و لم نتحدث معا إلا مرتين فقط... رغم كونه غير منشغل بالمرة )
عقدت أريج حاجبيها تسألها ..
(كيف عرفتي أنه ليس مشغولا و أنتما لا تتحدثان؟)
رفعت عينيها لترى أريج تكدس الدموع بها فقالت...
(هناك صديقة جديدة له دوما يتحدث معها في التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي حتى أنه نشر صورة له و لها من عيادته الخاصة...)
زفرت أريج بحدة و وقفت تبتعد عن كرسيها... نظرت لغسق بتأنيب و كم ودت لو تصرخ بها بكل حدة... فقط لتخبرها بأن رامي ليس جادا معها و لا تعرف سبب معين يجعله يفعل هذا بها... تمكنت من ترويض غضبها لتقول بصوت غصبا خرج منفعلا...
(غسق لأخر مرة سأنصحكِ بها احفظي قلبكِ و ابتعدي أنتِ عنه قبل أن يبتعد هو فتتألمين..)
اتسعت عيناها بصدمة لتهمس بغير تصديق...
(ابتعد!!...)
هال منظر وجهها المصدوم أريج بقوة... يا الهي لقد تمكن منها عبر كلام معسول مبهم... هل تتدخل و تطلب منه الابتعاد عنها؟!... لكن بأي حق ستفعل و ماذا لو صرح هو بأنها مجرد صديقة يتحدث معها؟!... يا الله على الدوامة التي القيتي نفسكِ بها يا غسق...استمعت لحديثها المهتز و الذي يبدو حاولت أن توهم نفسها بصدقه قبل أن تقنع أريج...
(الأمر ليس بهذه الجدية انها مجرد صديقة عادية هو لديه العديد منهن كنت اتابع تفاعله معهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي... كما أنه لن يصرح بما قاله لي يوم الحفل إلا لو كان واثقا من مشاعره)
قاطعتها أريج تقول بحدة رغم قلقها...
(و ربما هو غير واثقا... ربما هو يقضي وقتا ممتعا فقط)
وقفت غسق فجأة تغصب عينيها بألا تفرط في دموعها و قد أخافها حديث أريج... لقد تعلقت به لدرجة لا تريد فقط تخيل حياتها من دونه... منّت نفسها بحياة مستقبلية معه... قرأت رسائله الخفية و فهمت محتواها...هو يحبها كما تفعل هي.. حملت حقيبتها بأيد مرتعشة لتقول ببسمة واهية...
(أنا متأكدة من كونه واثقا من مشاعره نحوي... لا تقلقي)
تمسكت أريج بذراعها تضمها إليها بقوة و تهمس...
(دوما افتخر بذكائكِ و قوة شخصيتكِ... عقلكِ الغني بتفكيره و منطقه يجب أن يعود ليعمل... القلب وحده يغرق سفينة الحياة فلابد من موازنة الأمور بينه و بين العقل... لست نادمة من قول هذا لكنكِ اوقعت نفسكِ في بركة وحل كنتِ في غنى عنها...)
اغمضت عينيها بقوة فوق كتف أريج... يا لها من كلمات صعب عليها أن تسمعها!... هي تخسر نفسها القوية العزيزة ببطء تدريجي... هي ببساطة تسقط من نظر نفسها و نظر صديقتها... ازدردت ريقها تبتلع غصتها و تبتعد عن كتف أريج ببسمة دامعة تقول...
(سأفعل حبيبتي... الى اللقاء)
هرولت ناحية باب المكتب لتخرج منه تحت نظرات أريج المتعاطفة... بئسا لحب يقلل من قدر صاحبه!!
و في الخارج كانت تقطع الرواق بسرعة تتمسك بيد حقيبتها بقوة كي تكبح دموعها... خرجت من باب المشفى ترفع رأسها عاليا و تسحب قدرا كبيرا من الهواء... انزلت رأسها لتبحث عن سيارة أجرة لكنها اصطدمت برامي... واقفا على مسافة بعيدة مع نفس الفتاة التي ظهرت معه مؤخرا... بكل ما عاشته من خزي و حزن و قلب حزين اخرجت هاتفها من حقيبتها لتتصل به... لحظات مرت عليها سنين لتتسع عيناها و تزداد غصة حلقها و هي تراه يخرج هاتفه من جيب معطفه الطبي و ينظر به ثم يعيده في جيبه مجددا... هل هذه قيمتها عنده؟!...
و على الجانب المقابل من الطريق كان يراقبها سوسكا ليروعه منظرها البائس عند سلم المشفى... حاول أن يتقدم منها لكنها اسرعت الخطى لتوقف سيارة أجرة و تختفي بداخلها... لم يجد مفر سوى ايقاف واحدة مثلها ليعود خلفها للحي... لكنه عزم على اخبار كرم بما رآه هنا لربما هناك مكروه اصابها!!
*************
بعد يومين مساءً في بيت المراكبي...
جلست فاطمة فوق كرسيها أمام المرآة بينما قمر تقف فوق رأسها تضع لها بعضا من مساحيق التجميل الخفيفة... خلفهما جلست هبه على سرير فاطمة بينما تحمل رزان ابنة قمر و جوارها يلعب كلا من مازن و بسام... خجل فاطمة كان واضحا للعين و بسمة قمر المشاغبة التي وصلت لزوجة أخيها صالح عبر المرآة جعلت الأخرى تترك رزان و تتقدم منهما... مالت على فاطمة تسألها بمرح...
(كيف هو يا فاطمة؟!)
اسبلت فاطمة اهدابها للأسفل و وجهها يشتعل بخجله مما دفع قمر لأن تترك ما بيدها لترفع ذقنها غامزة لها بشقاوة تقول...
(هل هو وسيم؟!)
ابتسمت فاطمة بخجل سعيد... اليوم تشعر و كأنها تطير فوق سحب السماء... نعم هي لم تعرفه بعد لكنها كأي فتاة بسيطة الاحلام... ينبض قلبها بقوة حينما تعرف عن رغبة أحدهم بربط حياته بحياتها ليكملا معا... بسمتها داعبت قلب أختها الكبيرة لتضم وجهها بين كفيها و تميل تقبل جبهتها بقوة هامسة بصدق حنون...
(و الله و كبرتي يا فاطمة و ستتزوجين...)
ضمت هبه كتفها تقول بتأثر..
(كبرت لتضحى أجمل عروس)
زاد خجل فاطمة فهمست بخفوت مشتعل و حروف متلعثمة...
(ما بكما و كأنني وافقت عليه!!)
علت ضحكات قمر و هبه لتهز قمر كتفيها بحركة مغيظة زادت من حرج موقف فاطمة و هي تقول...
(و هل تعتقدي أنني أصدق انكِ لم توافقي بعد؟!... يا بنت فرحتكِ تكاد تقفز من عينيكِ)
زادت لمعة عيني فاطمة لتسرع هبه قائلة بمحبة...
(زين الله حياتها كلها بالفرح و السعادة و جعله زوجا صالحا)
فُتح باب الغرفة لتطل منه سهر بوجهها المحتقن من كونه تم تركها في المطبخ لتعد ضيافة العريس و أهله بينما الباقي هنا... تخصرت لترمق فاطمة من فوقها لتحتها بتقييم ثم قالت بحقد خفقت في اخفائه...
(أبي الحاج ينادي للعروس)
اومأت فاطمة بخجل لتدفعها هبه برفق مشجعة إياها... و قبل أن تخرج من الباب تعثرت في سجاد غرفتها فالتقفتها سهر بين ذراعيها لتضحك بسخرية قائلة..
(اسم الله حولكِ يا عروس... انتبهي لخطواتكِ كي لا تتعثرين بالداخل و تضعين رأسنا في الأرض)
اعتدلت فاطمة تنظر لها بحزن طغى على فرحتها لكن هبه أسرعت تلتقف كفها و تخرج بها قائلة برقة...
(إن شاء الله سيمر اليوم على خير... هيا يا فاطمة فوالدكِ ينتظر)
خرجتا لتقطعا الصالة متجهتان نحو غرفة الضيوف فربتت هبه على ذراعها قائلة بنصح حنون...
(حبيبتي لا تعكري فرحتكِ بكلام سهر تعرفينها جيدا... ابتهجي لتشرق ملامحكِ البهية فاليوم يومكِ يا فتاة)
تبدلت ملامح حزنها لسعادة مشرقة فمالت على وجه هبه تطبع قبلة صغيرة شاكرة بهمس...
(أسعدكِ الله يا طيبة القلب كما تسعدين اوقاتنا...)
غامت عين هبه بدموع متأثرة لكنها قاومتها لتدفع فاطمة برفق حيث الغرفة المتواجد بها العريس و أهله...
بينما في غرفة فاطمة ابتسمت سهر بتشفي بعدما تمكنت من بث الحزن في قلب فاطمة... لم تتحمل أن ترى فرحتها هذه و جمالها المأخوذ من جمال والدتها يتلألأ... نار حرقت احشائها بعدما رأت العريس و أهله... يبدو وسيما و معيد في الجامعة و قريبا سيصبح استاذا بها... غير أن أهله يبدو عليهم تيسير الحال... دوما أولاد المراكبي يقعون واقفين كما يُقال... سحبتها قمر من شرودها حينما ضربت اطار الباب الخشبي جوارها بقوة... اجفلت سهر لتنظر لها بتعجب فاقتربت منها قمر تهمس بوعيد...
(سُمكِ الذي تبصقينه مع كلماتكِ ان لم تبتلعينه في جوفكِ سأجعلكِ تندمين...)
كبحت ابتسامة نصرها لتقول ببلاهة...
(ماذا تقصدين يا قمر؟!... بالله عليكِ لقد كنت انصحها لأجلها فتقومين أنتِ بتحوير نيتي بهذه البشاعة)
ضحكت قمر بسخرية تقول...
(تنتظرين مني تصديقكِ؟!... اسمعي يا سهر مرري هذا اليوم دون حقدكِ المعتاد لأنني لا أريد أن ننشر غسيلكِ المتسخ أمام الغرباء)
احتقنت عينا سهر بغلٍ لتجز على ضروسها... سحبت قدرا كافيا من الهواء علها تطفئ غضبها ثم اولتها ظهرها متحركة ناحية المطبخ تقول..
(سامحكِ الله يا قمر لن اجادلكِ لأن دوما نيتكِ من ناحيتي غير صافية... سأذهب و أعد القهوة للضيوف)
سحبتها قمر من جلبابها لتعيدها للخلف خطوات قائلة بأمر...
(لا ابقِ أنتِ بعيدة... فقهوتكِ الغير مستساغة هي ما ستضع رؤوسنا اليوم في الأرض...)
تحركت بدلال مغيظ ناحية المطبخ بينما اساور يدها ترن بقوة و كأنها تزيد غيظ سهر كما صاحبتها... تنفست بحدة تضرب بكفيها فوق خصرها و تكتم غيظها العظيم منهم جميعا... ظلت ثوان على حالها حتى اتسعت عيناها بوهج مخيف لتبتسم بطريقة اكثر إخافة حينما واتتها فكرة ما فتهمس برضا...
(إن لم أضع وجهكِ أنتِ في الأرض اليوم يا قمر لم يكن اسمي سهر ابنة حسونة)
************
في غرفة الضيوف ولجت فاطمة بوجه محترق من الخجل... تتعثر في خطواتها الناعمة بينما تشعر بأن نظرات الجمع موجهة نحوها فيزداد توترها... راقبها والداها اللذان جلسا متجاورين و على يمين صفية ترتب رجالها الثلاث من أكبرهم خالد حتى أصغرهم كرم... بينما في قبالتهم جلس العريس جوار والديه و أخيه الأصغر منه... سمعت فاطمة صوت والدته الذي رسم بسمة على محياها...
(بسم الله تبارك أحسن الخالقين...)
تشبثت يداها ببعضهما طلبا للدعم فأسرع كرم بعدما تلقى أمر من والده بالوقوف... اتجه نحوها يأخذ بيدها حيث كرسيه يجلسها عليه جوار صالح... ساد جو لطيف بين الجميع تبادل فيه سليمان اطراف الحديث مع والد حسام و الذي عرف سلفا منذ هاتفه حسام و ابدى نيته بالزواج من فاطمة بأنه محامي كولده... بينما تجاذبت صفية الحديث مع والدته و التي ارتاحت كلا منهما للأخرى...مال صالح على فاطمة جواره يهمس لها بمشاغبة...
(أين صوتكِ يا بنت هل أكله القط؟!...)
ابتسمت بوجنة متوردة لتهمس له بخفوت و لم تكن تدري بأن عينا حسام التمعت حينما استلم بسمتها...
(ماذا تريدني أن أقول... و الله التقط انفاسي بصعوبة)
غامت عيناه بحنان ليتمسك بكفها يضغط عليه بمؤازرة...
في المطبخ وقفت قمر تعد القهوة بانهماك كامل... دوما تحب أن تخرج كل شيء كلوحة فنية مرسومة لتجذب اعجاب الجميع... و هي استاذة الطهو كوالدتها لديها نكهة خاصة بقهوتها تنال استحسان من يتذوقها... و في الخارج راقبت سهر الاجواء جيدا لتنادي على ابنها مازن حتى وصل لها... مالت عليه تأمره بجدية...
(أذهب و انتزع دمية رزان منها و لا تعيدها حتى تأتي عمتك)
ضيق مازن عينيه بدهشة و سأل بطفولية...
(لماذا أنا لا أحب الدمى!!)
جذبته من ذراعه بقوة تقول...
(أفعل كما طلبت منك هيا...)
اتجه مازن ناحية ابنة عمته ليفعل كما طلبت أمه دون فهم... و بعد لحظات صدح صوت بكاء رزان الذي جعل قمر تهرول خارج المطبخ لترى ما اصابها... أسرعت سهر بالدخول حيث دلّة القهوة لتتجه نحو رف الأدوات و تحمل علبة الملح... اغترفت منه لتضعه داخل القهوة و تقلب سريعا... خرجت من المطبخ بعدما انتهت لتراقب عودة قمر و التي حملت الدلّة لتفرغ محتواها في فناجين التقديم... رفعت رأسها بانتشاء لتهمس بتشفي...
(بالهناء عليكِ هذا المقلب ثقيل العيار يا قمر)
دلفت قمر ليسرع خالد بالقيام و التوجه لها ليحمل الصينية عنها و يضيف أهل العريس... تكلمت صفية بفخر و هي تؤشر على ابنتها...
(هذه قمر ابنتي الكبيرة...)
تهللت اسارير والدة العريس لتتحدث برقي...
(ما شاء الله قمر اسم و مسمى... حفظهم الله لكِ عزيزتي صفية)
تحركت ذراع صفية ليصدح رنين اساورها و هي تربت فوق صدرها قائلة...
(سلمتِ يا أم حسام... حفظهم الله لنا جميعا هم نور الحياة)
حمل الجميع فناجين القهوة ليرتشفوا منها و تحل صدمتهم... اشمئزاز وجوههم عصر قلب قمر بقوة... وجه والدتها الذي صوبته ناحيتها بسرعة اخبرها بأن هناك خطأ كبير... تكلم سليمان بصوته الرخيم محاولة لرأب صدع الموقف...
(ماذا يا قمر هل تودين معرفة قدر العروس عند العريس كي يتحمل شرب القهوة مالحة؟!)
اتسعت عيناها بقوة لتهمس بغير تصديق...
(مالحة!!!... كيف يا أبي لقد صنعتها بيدي و وضعت بها السكر؟!!)
ابتسمت والدة العريس لتضع فنجانها فوق الصينية تقول..
(لا بأس حبيبتي سلمت يدكِ.... تبدو من هيئتها قهوة تشتهيها الأنفس)
تنحنحت صفية تقول بلهجة عادية لتزيل الحرج عن ابنتها...
(لقد قمنا بتغيير أدوات المطبخ عن أخر مرة كنتِ بها هنا قمر... لا بد من أنكِ استخدمتِ العلبة الخطأ)
ابتلعت قمر حرجها لتبتسم رغم بركان الغضب بداخلها و هي تتأكد من هوية الجاني فقالت بحرج...
(اعتذر جدا على هذا الموقف صدقا ليس مقصودا... سأعد غيرها في الحال)
تدخل والد حسام يقول بهدوء...
(لا تتعبي نفسكِ ابنتي سلمت يداكِ...)
ثم مال على سليمان المقابل لكرسيه يستأذنه...
(إن لم تمانع يا حاج سليمان ألا يجب أن يتحدث العروسان بمفردهما لبعض الوقت...يجب أن نعرف رأي العروس و هل ستقبل بحسام أم لا)
اومأ سليمان برأسه ليقف و يقف ابنائه بعده بأدبٍ نال اعجاب عائلة حسام... تحرك ناحية فاطمة و التي ظلت على وضع حرجها و خجلها ليضمها تحت ذراعه قائلا...
(لندع العروسان بمفردهما قليلا... تفضلوا معي في الصالة)
تحرك الجميع ناحية الباب ليخرج هو أخرهم و يترك باب الغرفة مفتوحا على مصرعيه... اختطفت فاطمة نظرة لكرم الواقف خلف والده فابتسم لها بحنان... اتجه سليمان ناحية الصالة ليختار كرسي مواجه للغرفة يمكنه من رؤية ما يحدث بالداخل... انخرط في احاديث عديدة مع والد حسام لكن عيناه لم تغفل للحظة عن ابنته...
بالداخل...
لم يغير أيًا منهما كرسيه احتراما من حسام لأهل البيت... بدأ حديثه بصوته العذب و الذي جعل خلاياها كلها تتأهب...
(مرحبا فاطمة... تبدين جميلة اليوم)
وجدت صوتها بصعوبة لتهمس بخجل...
(شكرا لك...)
ضحك بخفوت يسألها بمرح...
(ألن تنظري إلي؟)
وصله صوتها المشبع بالخجل...
(هكذا افضل...)
اومأ برأسه متفهما حرجها ليتحدث عن مشاعره و احلامه التي يتمنى عيشها معها هي...
(حسنا كما تريدين... أنا حسام الدين زيدون معيد في كلية الحقوق و الابن الاكبر لوالداي... أول مرة رأيتكِ بها في الجامعة كنت تتسامرين مع زميلاتكِ و تبتسمين... لست ممن يتأثرون بسهولة لكن حقا بسمتكِ سحرتني وقتها... توالت المصادفات في رؤيتكِ حتى عرفت بعض المعلومات عنكِ و انكِ في السنة الأخيرة... و ذات مرة وجدتكِ تركبين سيارة مع رجل غريب)
رغم اهتزاز روحها قبل جسدها تأثرا بما تسمعه إلا انها رفعت رأسها بسرعة تقول بصدق عفوي...
(انه صالح أخي... أنا لا اركب مع غرباء)
التقف عينيها البريئة بعينيه اللامعة ليهز رأسه متفهما بإعجاب...
(و هذا ما عرفته فيما بعد بالسؤال الغير مباشر لبعض زميلاتكِ...)
أحمرت خجلا فعادت تخبئ وجهها عنه للأسفل... زادت بسمته ليكمل..
(وقتها شعرت بأنه يجب أن اتخذ خطوة جدية بعدما تأكدت من مشاعري نحوكِ... و في اليوم التالي كنت أنادي لكِ في الجامعة لأطلب منكِ رقم والدكِ دون تفكير مسبق في خطوتي هذه... فقط رأيتكِ أمامي فلم أقوى على ألا أقترب)
قضمت شفتيها بخجل لتسأله بتعجب...
(هل نمت مشاعرك نحوي دون أن نتكلم؟!... تعرف عن تفكيري... اخلاقي... تربيتي... هل يوجد حب من بعيد لبعيد هكذا؟!)
عادت ضحكته الخافتة تزين مسمعها فقال...
(هل تصدقينني لو قلت لكِ قبل رؤيتكِ كنت أؤمن بأن حب كهذا ليس موجودا... لكن بعدما ابصرتكِ صدقت ان هناك حب من أول نظرة)
ابتسمت بسعادة و هي تستمع لكلماته العذبة... صدقه يلامس روحها النقية ليترسخ بقوة داخلها و يبذر بذور حبه بتؤدة... انتبهت لاسترساله
(بعدما رفضتي يومها حاولت كثيرا حتى وصلت لرقم والدكِ و هاتفته... ابديت نيتي في الارتباط بكِ فنصحني بالانتظار حتى تنتهي من سنتكِ الأخيرة و بعدها ان كان هناك نصيبا هو ينتظرني...)
رفعت وجهها اليه بخجل تبتسم لتبرز جمال ملامحها لعينيه المتأثرة بها... همست بخفوت متلعثم...
(قبل أن تعرف رأيّ لدي شرط واحد)
عقد حاجبيه يسألها بترقب...
(ما هو؟)
تناست كل الخجل المسيطر عليها لتطالب بحقها بقوة ورثتها من والدها...
(أنا أريد أن اعمل كمحامية فهل ستوافق أن تصبح زوجتك امرأة عاملة؟)
انتظرت بقلب مترقب رد فعله... هي لم تدرس و تتفوق كي تبقى بالبيت... عليه فهم أنها لن تتخلى عن حلمها من أجل الزواج... وصلها صوته الهادئ..
(و الله يا فاطمة هذا أمر يعود لكِ... إن تمكنتِ من احتواء البيت و العمل معا دون تعب او شقاء فلتعملي)
سألته بأعين متلألئة غير مصدقة...
(حقا؟!)
ابتسم بوسامة ليقول...
(أمي كانت تعمل حتى انجبت أخي الصغير... كانت قادرة على احتواء بيتها و زوجها و اطفالها و لم تقصر في عملها... لكن حينما زادت متطلبات البيت قررت التخلي عن العمل... و أنا متفهم طلبكِ و لست رافضا أن تعملي لتثبتي ذاتكِ و تحققي حلمكِ بل سأساندكِ في كل خطوة)
ملامح وجهها المبشرة وقتها منحته صك الاعتراف بأنها وافقت عليه... لكن عليه الصبر ليسمعها منها شخصيا... سألها بمرح سعيد..
(هل هناك اسئلة اخرى تحبين معرفتها؟)
هزت رأسها لتهمس بحياء...
(أخر سؤال..)
ضحك مجددا ليقول بنبرة حانية...
(تفضلي... حتى لو ألف سأكون جاهزا لأجيب عليهم جميعا ان شاء الله)
(هل أنت ملتزم في صلاتك؟)
ابتسم باعتزاز و فخر من اختياره لهذه الفتاة فقال... (الحمد لله لا أفوت فرضا...)
ازدادت بسمتها لتهمس...
(لقد انتهت اسئلتي...)
سألها بتأكيد حنون...
(متأكدة؟!.. أنا لن أملّ من الجواب لا تقلقي)
هزت رأسها نفيا ليقف هو قائلا...
(حسنا يا فاطمة يمكننا الخروج لهم الآن؟)
وقفت بدورها لتسبقه حيث الباب و الذي كان تحت نظرات سليمان و ابنائه الثلاثة... اتجهت نحو والدها لتجلس جواره بخجل فيميل عليها يسألها بخفوت عن رأيها... ابتسم برصانة لتصيب بسمته قلب حسام بقوة و تجعل السعادة تحتله... سأله والده بفرحة يقول...
(هل نَقُل مبارك ان شاء الله؟)
هز سليمان رأسه قائلا...
(ان شاء الله)
و انطلقت بعدها الزغاريد لتعم الفرحة بيت المراكبي الذي ستتجهز عروسه لتصل في القريب العاجل لبيت عريسها...



...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:54 PM   #169

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس



بعدما ودع أهل حسام اتجه نحو بيت أيوب... لم يره طيلة اليوم بسبب تجهيزهم لاستقبال عريس فاطمة... وقف قبالة البقالة الصغيرة ليلقي السلام بمحبة...
(السلام عليكم و رحمة الله... كيف حالكِ يا خالة؟)
انتبهت أم أيوب له فأسرعت ناحية باب البقالة تبتسم بطيبة و ترد السلام...
(و عليكم من الله السلام يا كرم... بخير بني كيف احوالكم أنتم؟)
حافظ على بسمته الصغيرة يقول بهدوء...
(بخير الحمد لله يا خالة سلمتِ... أين أيوب؟)
أشارت بيدها للداخل تقول...
(بالداخل هل أنادي عليه؟!..)
هز لها رأسه قائلا بلطفٍ...
(لا تتعبي نفسكِ يا خالة سأنادي أنا...)
و بعد النداء الأول خرج أيوب يقف جوار والدته بينما يمضغ بعض الطعام في فمه... ابتسم مُرحِبا بصديقه قائلا...
(اهلا كروم اشتقنا و الله يا رجل...)
ضحك كرم بخفة يقول مستنكرا...
(هل انا زوجتك لتشتاق!!... ارتدي حذائك و تعال)
ضم أيوب جسد والدته اليه يلاعب حاجبيه بشقاوة قائلا...
(و هل ستكون زوجتي بوجه خشن كهذا... لقد علا سقف طموحك يا كروم)
كتمت والدته ضحكتها لتضربه فوق صدره قائلة بتأنيب...
(احترم "ريسك" يا ولد...)
هز كرم رأسه يأسا يقول...
(لا تتعبي نفسكِ يا خالة لقد استحوذ على سماجة الدنيا لتصبح له بمفرده...)
ابتلع أيوب ما بفمه ليضحك عاليا غيظا بصديقه... ترك والدته ليتجه نحو باب البقالة قائلا...
(تعال أولا للداخل لتتناول معي العشاء ثم نخرج سويا)
أدخل كرم كفيه في جيبي سرواله يقول...
(لقد سبقتك قبل قليل مع ضيوفنا... أكمل عشاءك و أنا سأنتظر على المقهى)
اسرع أيوب للداخل يلتقط حذائه و يرتديه بخفة ليخرج لكرم... التفت يكلم والدته بعبث قائلا...
(سأتأخر يا أم أيوب لا تقفلي الباب من الداخل كي لا يصحو الحي كله على صوتي كالسابق)
نهرته والدته بغضب تقول...
(و هل يوجد بني آدم يجلجل بصوته الجهور فجرا و يقلق نوم الناس مثلك؟)
ضحك عاليا يربت فوق صدره و كأنها تمدحه قائلا...
(ما دام فعلتها فإنه يوجد يا أم أيوب...)
تحرك مع كرم بعدما حرك حاجبيه صعودا و هبوطا لها بينما هي ارسلت صوتها خلفه بنصائحها ككل مرة و كان أهمها ألا يتأخر بالخارج...
جلسا على المقهى ليبدأ أيوب بسؤاله المترقب...
(كيف مرت الأمور مع العريس؟)
صفق كرم بيده ليظهر صبي المقهى فيطلب منه أقداح الشاي ثم يلتفت لصديقه قائلا بوجه مرتسم عليه راحة البال...
(الحمد لله كله بخير و قريبا ستتم الخطبة ان شاء الله)
ابتسم أيوب بمحبة و كأنه سيزف أخته الصغيرة و ليس أخت صاحبه ليقول بصدق...
(أتمها الله على خير مبارك لفاطمة... و العقبى لك)
رمقه كرم بنظرة اوضحت ضيقه فسأله أيوب بترقب...
(هل فاتحك الحاج سليمان في أمر ابنة العم عبد الصبور رحمه الله ثانيةً؟!...)
وصل صبي المقهى ليضع اقداح الشاي فوق الطاولة الخشبية الصغيرة... انتظره كرم حتى انتهى ليحمل كوبه يرتشف منه و يقول...
(لا لكن أظن أنه لايزال يفكر في الأمر بجدية...)
أنزل أيوب كوبه فوق الطاولة بعدما رشف منه يقول بجدية...
(ابنة العم عبد الصبور فتاة طيبة و على خلق...في رأيّ فكر مجددا)
هز كرم رأسه بلا معنى لينظر تجاه بيته ثم يعاود يسأل أيوب بهدوء...
(كيف حال عمرو؟)
اتسعت بسمة أيوب ليعود بظهره للخلف يتحدث بفخر...
(مثل الأسد ما شاء الله... فقط القليل من الوقت و يعود كما كان تماما)
ارتسمت بسمة سعيدة على ثغر كرم... يحمد الله الذي وفقه في انقاذ شاب مثل عمرو في مقتبل العمر من السموم التي كان يتناولها... همهم بخفوت هامس..
(لله الحمد و الشكر)
نظر لأيوب وكأنه تذكر شيئا فقال بهدوء...
(لدينا رحلة صيد قريبا تجهز)
دب الحماس في قلب أيوب ليصيح بسعادة...
(جاهزا أي وقت لا تقلق... و الله اشتقت للبحر)
التفت يسأله بترقب...
(هل سيأتي أنور معنا هذه المرة؟)
هز كرم رأسه نفيا فأومأ له الآخر متفهما ليحمل كوب الشاي يرتشف منه حتى لقطتها عينه...نكزه أيوب في ذراعه ليؤشر بعينيه تجاه الشارع... التفت كرم ينظر حيث يدله صاحبه فوجدها تتحرك عائدة لبيتها... أين كانت في هذه الساعة؟!... استرعاه هاتفها فوق أذنها و هذه البسمة السعيدة عليه... تراها تتحدث مع ذاك الرجل الذي منحها السلسال؟!... أسرع يخرج هاتفه من جيبه ليرفعه فوق أذنه منتظرا الاجابة..
(أين أنت سوسكا؟)
وصله صوت سوسكا المتشبع بعدم فهم يقول...
(في البيت أخي كرم... اؤمرني ماذا تريد؟)
تنهد كرم بضيق يسأله...
(لا شيء كيف حال والدتك الآن؟)
وصله صوت سوسكا الشاكر...
(بخير الحمد لله... شكرا لك أخي كرم)
اغلق معه الخط ليتابع هذه التي اوشكت على الولوج لبيتها و لا يزال الهاتف موضوعا فوق اذنها...
(كما اخبرتك أريج لقد وجدت صيدلية في بداية الحي و اتفقت مع صاحبها على العمل)
صعدت درجات السلم بينما تقدم تقريرها لصديقتها...حتى وصلها صوت أريج السعيد
(هذا رائع غسق مبارك...ان شاء الله ستستفادين من عملكِ بها)
زفرت بعدم رضا لتقول...
(الصيدلية صغيرة جدا و مستواها متدني غير انني سأختلط بسببها بالناس هنا... كل شيء حولي يدفعني لرفض العمل لكني اتحامل على نفسي)
وصلتها ضحكة أريج التي حاولت بكل قوتها انتزاع سلبية غسق لتمضي قدما في طريقها...
(غسق حبيبتي مهنتكِ ستدفعكِ لمعاملة الفقير و الغني... الجاهل و المتعلم... الجميع أمام المرض و التداوي سواء لذا هيئ نفسكِ جيدا لقبول اوضاع العمل بالسيء قبل الجيد)
شعرت غسق بالاقتناع فوقفت أمام باب شقتها تقول بصوت شاكر...
(حسنا أريج و الله لولا تشجيعكِ لي بأن أبحث عن عمل في صيدلية أهلية ما كنت اتخذت الخطوة)
علت ضحكة أريج لتناكفها بمرح...
(فتاة جيدة... وفقكِ الله حبيبتي)
بعدما انهت مكالمتها مع غسق تركت هاتفها فوق مكتبها لتعود تحمل فرشاتها... بلوزتها القطنية السوداء ذات فتحة العنق المتسعة... تظهر عظام الترقوة البارزة بقوة... شعرها المجموع كذيل حصان غير مهندم هربت منه بعض الخصلات لترتاح خلف عنقها... الألوان التي لطخت يدها و وجهها زادت جمالها... لمست اللوحة البيضاء الكبيرة أمامها بالفرشاة لتضع لمستها الأخيرة... تراجعت للخلف تنظر لها بأعين راضية... بحيرة زرقاء يسبح بها البجع وردي اللون... آية من الجمال و عالم هادئ تعشقه بروحها... غامت عيناها بحزن لتنحصر بسمتها و تتحول ملامحها الندية لشحوب... عالمها الصغير تم اجبارها على تركه عنوة... سحبوا منها فرشاة الوانها ليعطوها معطفا طبيا يخنقها...احلامها تهدمت تحت قدم طموح والديها... دمعت عيناها و هي تتذكر معاملة والدتها لها منذ رفضت العريس الأخير... بحق الله كيف ترتضي على نفسها زيجة مهينة كتلك؟!... زفرت بثقل لتضع فرشاتها جانبا و تتجه نحو سريرها تجلس عليه... كم حلم خسرته يا أريج كي تحققين احلامهم؟!... سمعت طرقات فوق باب غرفتها فوقفت بسرعة ثم حملت لوحتها تضعها أسفل سريرها... اتجهت للباب تفتحه ليظهر أكمل بوجهه المرهق من المذاكرة يحمل بيده كتاب و يقول بضجر...
(لا أفهم هذا الجزء مطلقا هلا ساعدتني؟!)
ابتسمت بحنان رغم تجدد شعورها بالتعب... الانهاك... الثقل يشتد فوق ظهرها و هي تصرخ بصمت... سحبته من يده لتدخل معه غرفتها و تجلسه خلف مكتبها لتجلس بدورها على سريرها المجاور له... فتحت كتابه تنظر في درسه و تبتسم بمرارة... هذه الدروس كانت دوما متفوقة بها عكس حالها في الجامعة ربما لأنهم اجبروها على ارتيادها...أمسكت القلم لتكسر كل سلبيتها بداخلها و تحولها لحماس.. أخاها الصغير حمل فوق كتفيها لكنها فتاة تجيد حمل الاثقال منذ البداية...
*************
(تمزحين يا فلك؟!!!!)
صوته الجهور الهادر جعلها تغمض عينيها بقوة تكبح رغبتها في البكاء... رغم هدير الأمواج أمامهما إلا أن صوته كسر صخبها ليعلو بصخب الغضب النادر لأيوب... ابتلعت ريقها بقلق لتفتح عينيها و تهمس بخفوت في محاولة لتوضيح الأمر...
(العمل هناك يتطلب المبيت... فقط أربعة أيام في الأسبوع)
اقترب منها بوجهه المخيف يقول بحدة...
(و لو ساعة واحدة يا فلك لو ساعة... أنا لا أسمح بأن تبيتين في بيوت الغرباء مطلقا)
نظرت له برجاء تهمس بصوت مرتعش...
(أيوب أمي بدأت العمل بالفعل و لو تقاعست أنا ربما سيتم طردي منه...)
شخصت عيناه بغضبه ليمسكها بقوة من ذراعيها يرجها قائلا...
(تبا لعملكِ فلك... هل خدمة الناس في بيوتهم عمل تخشين عليه؟!!)
رغم تألمها من قبضته إلا أن عيناها تجمدت بحسرة من نبرة تحقيره لعملها... هي مثله تكرهه بل أكثر لكن ما في يدها لتفعله... يلعن خدمة البيوت ماذا لو عرف عن مشاريع والدتها في بيعها لزيجة ثمينة... هراء كل ما تحياه هراء لا تريده أن يعرف عنه... همست بجمود و قسوة لم تعرفها سوى مع والدتها لكنها لم تكن تتخيل بأن تستعملها معه...
(أنا لم أختر قدري كما لم انتظر موافقتك)
ابعد يديه عنها بصدمة من قسوة حروفها... عيناها الخلابة اصابتها برودة تخيف... عقد حاجبيه بتوجس يسألها...
(ماذا تعنين؟)
سحبت نفسها لترفع فلكها الخاص الساكن في عينيها اليه و الذي لطالما سحره تقول بكل قوتها...
(أعني أنني حرة قراري لا أنت و لا غيرك يحق له توجيهي)
اشتد غضبه فتقدم يرفع يده ليعصر ذراعيها لكنه تمكن من توقيف رغبته في دكها ليكور يده بعنف قائلا...
(هل تعي معنى كلامكِ يا فلك؟!... تعيه و أنت تعرفين ماذا تعنين لي)
اهتز فلكها لتحترق نجومه و تثير رغبة دموعها لكنها قاومت لتعطيه جانبها و تنظر للبحر قائلة...
(لم اعدك بشيء من قبل أنت من يوهم نفسه بعلاقة لن تقبلها والدتك مهما حصل)
شعر بحزنها العميق و كيف لا يفعل و هي فلكه الذي كبر و شب وجد نفسه سابحا بداخله دون ارادة... لانت ملامحه ليقول بهدوء شابه الخشونة...
(أخبرتكِ مرارا أن أمي لن ترفض رغبتي في الارتباط بكِ)
قضمت شفتيها بقوة و هي تود لو تلتفت و ترتمي في احضانه... فقط تبكي لتخبره و هي فوق صدره عما تعانيه... عن عدد الايادي التي طالتها... عن مأساتها الأخيرة... عن كرهها لنفسها بسبب جمالها الذي تشتهيه أنفس حقيرة... هو فقط سندها و مأواها لكن أتدنس قدسية مأوى منحها الطهر و السكينة؟!... أتجرؤ على تلويث قلبه و روحه و تمزيق رجولته معها بقص بشاعة ما تلقاه؟!... أيوب ليس حبيبا... أيوب مأوى و وطن... لذا حبست كل ما تشعره لتلتفت له قائلة بتحدٍ
(و حتى تقوى على اقناع أم أيوب بي لا تتدخل في قراري...)
تركته لتهرب من أمام عينيه... تختبئ عنه بسوئها... أيوب يستحق الافضل و هي ابدا لن تكون الافضل... اوقفها صوته الراجي رغم خشونته...
(لدي رحلة صيد لمدة أسبوعين ستبدأ بعد ثلاثة أيام... لا تجعلي بالي منشغلا و أنا في عرض البحر فلك)
سقطت دمعتها بحزن فوق خدها لتهمس روحها بألم...
(ليس سهلا أن اوجعك اقسم لك...)
لكن ما وصله كان باردا خاويا للغاية...
(لا تشغل بالك بخادمة اعتادت الخدمة في بيوت الناس... سلام)
التفت للبحر يركل الحصى بقوة و قسوة منفسا عن غضبه بها... فلك بها شيء غيّرها و زاد من حملها... هل هيام تضغط عليها في شيء... بالتأكيد تفعل و هي خادمة للمال... ماذا يفعل بحق الله هل يعجل من زواجه بها؟!... لكن والدته تقف له بالمرصاد... عقله اكتظ بأفكاره فشدد فوق شعره بقوة هاتفا بيأس كبير...
(يا صبر أيوب....)


...يتبع...








AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:56 PM   #170

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس



في المساء...
(غسق ساعديني...)
بعدما اغلقت معها ديما الهاتف هرولت ناحية المشجب تسحب من فوقه بلوزة طويلة مفتوحة من الأمام ترتديها عادةً فوق فساتينها لكنها الآن لم تمتلك عقل يكفي لتفهم أنها وضعتها فوق منامتها القطنية...فتحت باب غرفتها بنعلها الخاص بالبيت تتجه نحو باب الشقة بينما يدها تقبض على هاتفها... جزعت ملامح والدتها و هي تراها هكذا لتوقفها بلهفة و قلق..
(ما بكِ غسق؟)
سحبت وشاح والدتها الشفاف تضعه بإهمال فوق شعرها المتساقط معظمه حول عنقها لتقول بصوت مرتعش...
(ديما تاهت في أزقة الحي الخلفية بعدما تعطلت سيارتها عند الطريق العام المواجه للحي من الخلف...)
اسرعت نحو الباب تهم بفتحه لكن والدتها تشبثت بذراعها بقوة تنظر لها برعب قائلة...
(هل ستذهبين هناك بمفردكِ؟!)
فتحت الباب بكفها الحر تقول بلهفة مرتعدة...
(ديما في خطر أمي يجب أن أسرع)
فلتت من والدتها تهرول على السلم غير عابئة بهيئتها المثيرة للريبة... وقفت أمل عند باب شقتها تضع يدها فوق صدرها و تدعو في خوف أن يمررها الله على خير... اسرعت للداخل تهاتف زوجها لتخبره بما حدث كي يلحق ابنتهما من هذا المكان الخطير الذي خطته قبل ثمان سنوات...
كان واقفا في الحي بين مجموعة من الشباب الذين يعملون عند سليمان...يتحدثون بخصوص رحلة الصيد القريبة بحماس و فرحة...كرم دوما يعود محملا بخيرات البحر... لكن رؤيتها تهرول بملابسها هذه و على ملامحها الرعب جعلته يترك المجموعة و يسرع خلفها... اوقفه احدهم يسأله بتعجب...
(الى اين يا سوسكا؟)
دون ان يلتفت له قال بلهفة بعدما عرف وجهتها خصوصا و هي تتخذ هذا الزقاق الجانبي لتختفي بداخله...
(اخبر أخي كرم بأن يأتي برجاله عند الأزقة الخلفية)
اتسعت عين الشباب بحمية ليهتف احدهم...
(لا تذهب بمفردك سوسكا سنأتي معك و يبلغ صبي المقهى كرم)
حرك سوسكا جانب وجهه قائلا...
(لا لا فقط كرم ورجاله...)
اسرع خلفها حتى ولج الزقاق الجانبي ليجدها في اخره تهرول بسرعة... حاول النداء عليها لكن صوته لم تسمعه... زادت سرعته بينما لسانه لم يكف عن طلب النجدة بإطلاق صافرتهم المعروفة بينهم...
(تبا يجب أن يصل كرم في أسرع وقت...)
كانت جملته الأخيرة قبل أن يبتلعه ظلام نهاية الزقاق الجانبي ليدلف بقدمه وكر الأزقة الخلفية النقطة السوداء في حيّهم كله...
و في الظلام الدامس الذي يشوبه قبس من ضوء مصابيح خافتة للغاية تقف هي متقبضة على هاتفها و كأنها تسأله العون... بعدما تعطلت سيارتها في أول مرة تأخذ الطريق العام المواجه للحي من الخلف سبيلا لبيت غسق...قررت أن تتركها بعدما هاتفت أخيها كي يرسل من يصلحها حتى تنهي زيارة صديقتها... و دلفت للحي من الجهة الخلفية و يا ليتها لم تفعل... لأول مرة تتفق مع غسق بأن حيّها الصغير المحتوي على شباب وسيم بات مخيفا... خصوصا بعدما صادفت بعض الشباب الغير مريح يخرج من الأزقة المتداخلة و ينظرون لها نظرات مرعبة... لم تجد حل غير مهاتفة غسق و شرح الأمر في كلمات مرتعشة مهتزة برعبها... وعدتها غسق أن تأتي لها في الحال و لكن يبدو الوقت تجمد بسبب ما تشعر به من فزع... تحركت بخطوات تائهة للأمام لا تعرف أين ستأخذها لكنها يجب أن تبتعد عن هؤلاء الشباب الذين يخرجون من لا مكان يقيّمونها و يختفون... سمعت وقع خطوات خلفها فغصبا التفتت لتصطدم عيناها بهذا الشاب المخيف... يمد ذراعه نحوها ليتمسك بها قائلا بأحرف ثقيلة...
(الحلوة تائهة؟)
وجدت حروفها بصعوبة لتهمس بارتعاد...
(افلتني...)
اقترب منها يبتسم بطريقة تخيف هامسا...
(لماذا فالقرب حلو يا حلوة؟!...)
وتيرة تنفسها زادت و زخات العرق الباردة كست جبهتها... قلبها يقرع بجنون و جسدها شُل بالكامل... ما تبقى منها صوتها الذي روضته من وسط غابات الخوف ليخرج صارخا طالبا للإغاثة...
(هل يوجد احد ما هنا؟!!... النجدة ارجوكم)
و بعد عدة صرخات و محاولات في التملص شعرت بخيال يظللها من الجانب و قبل أن تلتفت ركلة قدمه القوية اطاحت ذراع هذا الشاب المخيف بعيدا عنها... وقف أيوب أمامها يزأر بصوته الغاضب...
(هل تتجرأ على النساء يا نذل؟!)
وقف الشاب بسرعة رغم ترنحه ليقول بتلعثم متوتر بعدما عرف هوية أيوب...
(كانت تائهة و كنت أحاول مساعدتها...)
اقترب منه أيوب بشرر يتطاير من عينه لكنه توقف حينما خرجت خفافيش الظلام من جحورها... الأزقة المتداخلة و المتجاورة لفظت قذارتها خارجا... ليظهر عصبة من الشباب يقفون ندا لأيوب... معتمدين و موقنين بأن الكثرة دوما تغلب الشجاعة... تقدموا منه ليقول أحدهم بسخرية...
(ماذا يفعل هنا كلب عائلة المراكبي؟)
اشتعلت عينا أيوب متذكرا داغر الذي اطلق عليه هذا اللقب قبل سنوات... تحفزت خلاياه ليقترب منه كثيرا ثم ينظر في عينيه ليفاجئه بحركة خاطفة وضع بها كفه خلف عنق الشاب و طرحه أرضا بينما يقول بصوت جهور مخيف...
(جئت لأمزق لحمك القذر...)
بعد ما صدر منه اهتاج الشباب و تقدموا متحفزين بفعل ما يسري في عروقهم من سموم... و في لمح البصر تكدست الأزقة برجال كرم بعدما وصلت الرسالة لبعضهم و سمع البعض الآخر صافرة سوسكا... مشاجرة عنيفة تابت عنها الأزقة قبل سنوات لتعلن عن عهد مسالم... لكنها لم تكن تعرف أن عهد السلام في زمن لا يعرف السلام لهو عبث... تلاحمت الاجساد و تقاسم الجميع العنف... وصل كرم بعدما عرف الخبر ليجد أيوب يتناحر مع شاب ما بغضب لم يره منذ فترة طويلة... بينما رجاله يؤدون مهمتهم على أكمل وجه... بالتأكيد الحاج سليمان لن يمرر الأمر بسهولة و سينالون كلهم العقاب... لكن أن تكون هي المعنية بالأمر فلا يهم العقاب... عند خاطره الأخير جال بعينيه ليجد صاحبتها تقف بذعر في ركن مظلم تتابع ما يحدث ببكاء... كاد يدخل بقدمه للمعركة القائمة بعدما تأكد انها ليست هنا لكنه تسمر و هو يراها تظهر من أحد الأزقة... تلهث بعنف و ملامحها مرتعدة بقوة... شملتها نظراته لتتحرك عظام فكه بقسوة طاحنا ضروسه بغضب... ما هذا الشكل الذي خرجت به بل و وصلت للأزقة الخلفية به؟!!... ألم تحسب حساب أنها قادمة للعنة بقدمها؟!!... أتت بهيئتها هذه لتزيد من معدل الخطر عليها!!... ظهور سوسكا خلفها و محاولته في سحبها للبعيد جعلته يهرول ناحية رجاله يشاركهم الشجار... كان يضرب بغلٍ و كرهٍ... متذكرا ما مر به هنا ماضيا... عنفه و قسوته كانت واضحة و كل تفكيره منصب على ألا تصلها يد حقير من هؤلاء... بعد دقائق فقد الطرفان قوتهم و تقهقر الشباب عائدين لوكرهم في الظلام... بينما هي فلتت من يد سوسكا لتجري ناحية ديما المرتعشة تضمها بقوة لصدرها محاولة امتصاص خوفها بقلق... لم تنتبه لهذا الذي وقف أمامها يقول بحدة مخيفة...
(ما الذي أتى بك الى هنا؟)
اغضبتها حدته و فظاظته... بأي حق يتدخل هو؟!... من هو في الأساس ليحاسبها هكذا؟!... انه يتعامل و كأنهما يعرفان بعضهما ... تركت ديما التي هدأ نشيجها قليلا لتقف بقامتها القصيرة تنظر له بنظرة غاضبة حاقدة تصرخ به مفرغة كل خوفها و توترها اللذان مرت بهما قبل قليل...
(بأي حق تصرخ في وجهي هكذا؟!!... لا شأن لك مطلقا)
تدخل أيوب سريعا يقول بلطفٍ مرهقٍ...
(لا تؤاخذينا يا "ست الدكتورة" كرم لا...)
قاطعته بحدة لتقول بتهكم واضح...
("ست الدكتورة"... جيد أنك ذكرت هذا اللقب العجيب)
عادت برأسها للخلف تنظر لسوسكا قائلة بغضب لم تتمكن في كبحه و كل الاوراق معها تؤكد هوية من يرسل خلفها سوسكا...
(من طلب منك ارسال رجالك خلفي؟!!... كيف تجرؤ على فعلها و كأننا نعرف بعضنا؟!!!)
حاول سوسكا التدخل لتوضيح الأمر لكنه اوقفه بحركة يده... اوقفه يراقب غضبها لأول مرة... اشتعال عينيها الساحق... و عنفوان كلماتها القاتلة... بكل بساطة تنتهك حدود لم ينتهكها رجال في حقه... و بكل بساطة يتقبلها صامتا... لماذا؟!... لأنها تستحق بعد كل تلك السنوات المنصرمة... هي فقط تستحق
(أنتِ في حمايتي...)
جملته الصغيرة الوحيدة الباردة نزلت فوق رأسها كمطرقة حديدية ثقيلة... انه مستفز...فظ...عديم الاخلاق و الذوق... زفرت بحدة و غضبها يعود ليبلغ ذروته... حركت كفها في وجهه تكيل من ميزان حقدها عليه و تغترف من توترها على صديقتها لتضع فوق كفته ببزخ... بينما هو لم تصله كلمة واحدة و قد اتشحت عيناه بغموضها المعهود حينما رفرف وشاحها الغير معقود لينزلق عن شعرها كثيرا... هل شعرها بهذا السواد و النعومة حقا؟!... هذه مرته الأولى التي يراه بها حتى قبل سنوات لم يفعل... انزلقت عيناه حيث عنقها الذي برزت عروقه ليلمح شامة سوداء كبيرة على جانبه... كيف بالله عليها تنزل من بيتها بهذا الشكل الذي يجعلها في خطر؟!!!... انقطعت افكاره فجأة حينما لمع طوق سلسالها في عينيه لتتبعه حيث مسقطه فوق صدرها... الغموض يزداد في حدقتيه و السواد يهل عليهما... الوشاح يتحرك ببطء للأسفل و كأن شعرها يتدلل في موقف هو أبعد ما يكون عن الدلال... و قبل أن يتحرر ليلها الطويل و يظهر لعينين لا تملكان حق النظر اليه امتدت كفاه في لحظة يلتقطه ليعيده فوق رأسها... حركته المباغتة صدمتها لتصمت و تبتلع كلماتها فجأة... ذراعاه يحيطان عنقها تماما كوضع رامي حينما علق سلساله عليها... لكن لمَ تشعر و كأن الآن الذراعان تشعان حمية و مروءة عكس ما شعرته مع رامي؟!... ابتعد عن ليلها الطويل ليصادفه ليل من نوع آخر... ليل شديد النقاء يلتمع بداخله النجوم... عيناها السوداء المحاطة بدموع لا يعرف متى غشيتها أوقفته... ليتجمد هو و هي ثم تسري بداخلهما رعشة ليس بسبب قربهما بل بسبب الصوت الصادح خلفه...
(مرحبا يا كرم... بعد كل تلك السنوات نتقابل في نفس المكان...)
مال قليلا ليرمقها قائلا بتسلي...
(و هي... معنا)
ما تحولت اليه ملامح كرم وقتها كان مخيفا جدا... مخيف لدرجة توضح مدى خطر هذا الشاب الذي ظهر الآن... منحها ظهره لتبقى خلفه و يقابل هو هذا الزائر الغير مرغوب فيه... تحرك الشاب ببطء ليقف تحت ضوء متسلل من أحد المصابيح و يظهر وجهه... وسامته المخيفة تجعل الروح تنفر و خصيصا بهذه الندبة الغائرة فوق خده... عقدت غسق حاجبيها بعدم فهم ترمقه بنظرات متفحصة لتتسع تدريجيا بتوتر و هي تتذكر أنه ذاك الشاب الذي رأته مرة واحدة ماضيا... لاحظ كرم نظرته المتعلقة بغسق فمد كفه ليصل لها و يدفعها برفق خلفه تماما... ثم وجه نظرته للشاب قائلا بصوت مخيف غليظ مشبع بالغضب و الكره...
(داغر!!!)



انتهى الفصل









AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.