آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-09, 08:57 PM   #11

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تسلم الايادى على المجهود الرائع

MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 07:18 AM   #12

هديل الحلوة
 
الصورة الرمزية هديل الحلوة

? العضوٌ??? » 26571
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 558
?  نُقآطِيْ » هديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond reputeهديل الحلوة has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموا


مستنيين الباقي على نااااااااااااااااااار


هديل الحلوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 08:36 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الرابع


ساعدت فيرونيكا جيرالد تلك الليلة بطرق لم تكن تعرفها من قبل فقد جهزت مكانا لنوم الصبى واطعمته بيدها وعندما عادت لويزا مع النزلاء الى النزل اخبرتهم بالامر بشكل تمهيدى دون ان تكشف عن اى سر قد لا يريد جيرالد الكشف عنه
كانت قد قالت له " ان لك انت ان تخبرهم عن ماضيك وفى الوقت المناسب الذى يناسبك واذا لم تشا ان تنطق بكلمة فانا احترن قرارك هذا ايضا واعدك بان لا يعلموا يشئ عن طريقى "
كان جيرالد شاكرا لها كل ما قامت به طبعا ولكن الذى جعله مدينا لها مدى الحياة ذلك الوعد منها بحفظ سره فالضعف والخوف اللذان كانا تملكانه جعلاه بحاجة ماسة الى سماع مثل تلك الكلمات رغم انه كان يعلم ان ليس له الحق فى ان يتوقعها فقد كانت كلماتها ووعدها له تنبئ عن ثقة لها به فى مزاياه فى استقامتها ثقة كانت تفترض بل تسلم بانه هو المجرم السابق يمكنه ان يكون موضع ثقة بان يتصرف بشرف وامانة
كيف يمكنه ان يشكر فيرونيكا سايكس على ذلك ؟ كيف يمكنه ان يعبر لها بالكلمات عما فعلت ثقتها به وشهامتها ومساعدتها له فى نفسه ؟
لم يكن يستطيع ذلك لم يكن يملك الكلمات اكثر مما يملك من الشجاعة للغوص فى اعماق نفسه مفتشا عنها ان المرء يصل الى اعماق نفسه مفتشا باحثا ولكن لا احد يعلم ما عسى ان يخرج منها الى ضوء النهار ليراه الاخرون وعند ذلك ما اسهل ان يصاب بجرح فى كرامته
اخذ يحدق الى السقف الذى كان مغطى بنقوش رسمها ضوء القمر بتسلله من خلال الستائر الدانتيل المسدلة على نافذته وهو يستمع الى الاصوات الخافتة غير المالوفة لانفاس الطفل الذى كان راقدا فى سرير صغير فى غرفة جيرالد وكان هو يعلم ان جرح كرامته هو احتمال متوقع تماما ولانه وجد نفسه يتساءل عما اذا كان الصبى دافئا تماما فى ذلك السرير ويفكر فى اشياء يمكنه ان يعلمه اياها ويريها له ويشاركه فيها كل ما كان افتقده هو واشتهاه عندما كان طفلا لانه وجد نفسه يريد ان يمنح هذا الصبى ما لم يستطع هو الحصول عليه فان عليه ان يكون حذرا للغاية لانه اذا واد من صلته بالصبى واعتاد عليه فكيف سيكون شعوره اذا حان الوقت لكى يعيده الى جدته
ان عليه ان يعيده اذ لم يكن ثمة سبيل يجعله يحتفظ به ليس والده واستدار فى فراشه عابسا مديرا ظهره لسرير بيتر فهو لا يريد ان يكون ابا على كل حال
*************
عندما كانت فيرونيكا مراهقة ثائرة كانت تكره كالوباء تبادل الاحاديث الحميمة مع عمتها لويزا ولكنها الان وقد بلغت السادسة والعشرين لم يعد لديها مثل هذا الشعور بالكراهية وفى الواقع منذ سنوات اخذت هى وعمتها باختزان كل ما لديهما من احاديث واقاويل لتتبادلاها ليلا وكانتا حريصتين على ان لا تفوتهما وكانتا تقومان بشكل عفوى ودون اى تخطيط سابق
قد يحدث شئ ما او ربما لا يوجد فى الافق ما يمكن توقعه ولكن ما ان تحين الساعة الحادية عشرة وكل انسان قد دخل حجرته حتى تفتح رونى باب غرفتها وتتسلل منها على اطراف اصابعها مرتدية منامتها ومعطفها المنزلى مجتازة الردهة الى غرفة لويزا حيث تجلس بارتياح اسفل سرير عمتها القديم الطراز وقد دست قدميها تحت اللحاف ما عدا ان المراتين امضتا لحظة طويلة تتاملان بعضهما البعض بصمت
واخيرا قالت لويزا " انا فخورة بك يا عزيزتى فقد تعاملت مع ذلك الصبى المذعور وكانك مربية محترفة "
" حسنا فانا معلمة "
" وكذلك ديد هاريسون ولكن هذا لم يجعله محبا دافئ المشاعر مثلك ام تراه اصبح كذلك الان "
" كلا " قالت رونى ذلك ضاحكة فقد كان هاريسون صديقا وكان يعلم الرياضيات ولعبة كرة السلة وكان له تصرفات وخشونة العسكرى
وتابعت لويزا تقول " وكذلك عالجت امر جيرالد ايضا انه يبدو لى شابا بالغ الكدر والانزعاج "
لم تجب رونى وماذا عسى ان تقول ؟ فقد كانت لويزا على حق عضت رونى شفتيها وخفضت بصرها تمنت لو تستطيع ان تفضى الى عمتها بما تعرفه عن ماضى جيرالد وتسالها المشورة كان هذا هو سبب قدومها الليلة كما ادركت الان ولكنها عندما وصلت الى هنا انتبهت الى انها لن تستطيع التفوه بكلمة فهى قد وعدت جيرالد ولكن الانزعاج كان يتملكها وكذلك عدم الاطمئنان
اتراها قامت بالعمل الصائب عندما اخبرته ان بامكانه البقاء هنا فى هذا النزل دون ان تناقش الامر اولا مغ لويزا والاخرين ؟ ذلك ان حياتهم ستتاثر سلبا كحياتها اذا ما اخفق جيرالد فى العيش تبعا للثقة العمياء التى وضعتها فيه
وبالعودة الى بيتر الصغير اما كان عليها ان تستشير سكان النزل الاخرين قبل ان تسمح له هو الصبى الصغير بان يصبح شخصا منهم هو ايضا والسيدة هنكز العجوز لم تنجب اولادا قطودوما كانت تظهر نفورها منهم فكيف سيكون شعورها عندما تجد صبيا صغيرا يلعب امامهم لمدة لا يعرف مداها احد ؟
نظرت رونى الى عمتها وهى تتنهد " لا ادرى يا عمتى ... اترانى فعلت الشئ الصواب "
" باى شان ؟"
" ان تركتهما يعيشان معنا ؟"
" طبعا يا حبيبتى والى اين كانا سيذهبان اذن بالمناسبة لقد وافق الاخرون على ذلك "
" حسنا هذا مبعث راحة على كل حال " وسكت لحظة ثم عادت تقول عابسة " وحتى مع ذلك لا استطيع الا ان تتساءل لم تكن الام هى التى احضرت بيتر الينا بل الجدة لقد كان جيرالد اخبرنى ان والدة بيتر من كاليفورنيا فهل سبق وسمعت عن مدينة هناك تدعى بيستو يا عمتى ؟"
فقطبت العمة حاجبيها " بيستو ؟ لا اظنك تعنين مدينة فريستو "
" كلا بالطبع فالاسمان غير متماثلين لفظا وعلى كل حال فقط قال بيتر انه يعيش مع جدته فى بيستو " قلبت رونى شفتيها وهى تتابع قائلة " حسنا يمكن ان يكون هذا الاسم فى اى مكان اخر " وسكتت وهى تختار كلماتها بعناية كيلا تفضح اى سر " لقد اخبرنى جيرالد ايضا ان صداقته لمارسى والدة بيتر كانت شريفة وانها كانت تحبه وتحترمه لهذا السبب "
فلوت لويزا شفتيها ساخرة " يا لها من طريقة تثبت بها امراة لرجل حبها واحترامها وهو ان تلصق به ولدا ليس من دمه "
فنظرت رونى الى عمتها مفكرة " انا اعلم ان هذا يبدو غريبا ولكننى اظن ان هذا بالضبط ما كانت مارسى تريد ان تفعل وذلك بجعل جيرالد مارسدن والد طفلها فى شهادة الميلاد ... ان تريه انها تحبه وتحترمه "
فقالت لويزا وكانها تحدث نفسها " لا ادرى اذا كان جيرالد يعتبر هذا الامر بهذا الشكل "
سكتت المراتان لحظة طويلة تفكران ثم قالت لويزا " هل ما زلت غاضبة منى لاننى اجرت الغرفة لجيرالد يا عزيزتى
نظرت رونى الى عمتها بحيرة فقد كانت افكارها بعيدة عن هذا الموضوع اذ كانت تبحث عن طريقة تريح بها الرجل والطفل فى علاقة مشتركة جيدة للطرفين وقالت " ماذا تعنين ؟"
" لقد كنت تكرهين وجوده تماما "
فبدا الضيق على وجه رونى " اه كان ذلك لاننى ادركت قصدك "
سالتها لويزا ببراءة " قصدى ؟ وماذا كان ذلك ؟"
" لم يكن قصدا حسنا وهذا ما يعنيه لى التوسط فى الزواج فانت تعلمين كم اكره ذلك يا عمتى اعنى لو اننى اريد التعرف الى الرجال اما كان بامكانى ان اخرج واتعرف اليهم بنفسى ؟ فالرجل لا يدور حول المنزل لكى تاتى انت وجماعتك لكى تقتنصوه من الشارع "
فقالت لويزا بدهاء " ولكن الامر نجح معنا اليس كذلك ؟ فانت تجلسين هنا قلقة بشانه بينما منذ اسبوعين فقط قلن انك تريدين التخلص منه "
" انك حقا محدودة الذهن يا عمتى كيف احاول التخلص من رجل واقع فى مثل هذا المازق الواقع فيه جيرالد حاليا ان تصرقى معه الان مجرد تصرف انسانى لا غير "
" وفيما بعد ستقولين ان جيرالد هو فقط احد اهدافك "
فهزت رونى كتفيها متظاهرة بعدم الاكتراث " حسنا انه فقط احد اهدافى "
" اذا كان هذا قولك فذلك يعود اليك " ما لهذه المراة تثير فيها كل هذا السخط ؟
وتملكها السام فانفجرت غاضبة " نعم هذا هو قولى وحيث اننى كنت ضد وجوده هنا منذ البداية فليس هو الذى اغضبنى وانما انت وكذلك الاخرون كلكم كنتم تعلمون جيدا اننى لا اطيق ان يتحايل على احد بهذا الشكل وكنت اظننى اوضحت تماما ان حياتى تعجبنى تماما كما هى "
مدت لويزا يدها تمسك بيد رونى " ولكنها غير طبيعية يا حبيبتى اننى اتذكرك وانت طفلة تلعبين لعبة البيوت مع الدمى فتضعين ستارة بيضاء قديمة على راسك ما يمثل نقاب العروس جاره معك رالفى برمان المسكين دوما كنت تريدين ان تتزوجى يا رونى وينبغى لك ذلك انك مغرمة بالاطفال وهذا ما جعلك تصبحين معلمة مدرسة "
فقالت رونى " ولكننى لم اعد اعلم يوميا كالسابق ان الناس يتغيرون وكذلك الامانى "
" ولكن امانيك لم تتغير الا بعد ان اتخذنا نزلاء "
" هذا صحيح " قالت رونى ذلك بلهجة حسمت فيها الامر وهى تعلم انها اذا لم تضع نهاية لهذا الحديث العبثى فستستمر لويزا فى الكلام حول هذا الموضوع الذى هو المفضل لديها فتابعت تقول " وما حاجتى الى زوج واولاد يبعثون الجنون فى عقلى بينما عندى انت والاخرون يقومون بهذه المهمة بدلا منهم " ثم جذبت يدها من قبضة عمتها المتراخية وهى تضيف " هذا هو الصواب "
" بل هذا خطا "
" عمتى "
فقطاعتها لويزا " كلا بل اسمعينى لقد خطر لى خاطر مفاجئ الان وهو " ثم حملقت فى ابنة اخيها " هل انت لا تريدين الزواج لاجلنا ؟"
" حسنا "
" ما معنى حسنا هذه نعم ام لا "
فهزت رونى كتفيها عابسة " نعم ولكن نوعا ما اعنى اذا تزوجت فمن الذى سيرعاكم جميعا "
فهتفت لويزا " ومن يهمه هذه ؟"
" يهمنى انا " واخذت رونى تفرك جبينها شاعرة ببوادر صداع لم تكن تريد ان تبحث فى شوؤن كهذه الليلة او فى اى وقت فقد كانت قررت امرها فى هذا الشان منذ ثلاث سنوات عندما
سالتها عمتها بحدة " هل ذلك يتعلق بخطيبك السابق سكوت ميلر "
" انا لا "
" لا تعبثى بى يا رونى " ومالت الى الامام تحدق فى ابنة اخيها " والان اريد الحقيقة هل كنا سبب فصم خطبتك لسكوت ؟"
فتنهدت رونى " جزئيا "
" هل لك ان تتكلمى بالتفصيل ؟"
كان واضحا ان العمة لويزا قد جنت وكانت رونى اكثر حكمة من ان تحاول التملص او المراوغة عندما تكون عمتها فى هذه الحال ومع ذلك فقد حاولت ذلك بقولها " كل ذلك اصبح شيئا من التاريخ القديم يا عمتى اما ما ..."
" فيرونيكا سايكس ..."
فقالت رونى باستياء " اه لا باس لقد كان عمل سكوت خارج الولاية فاخبرته باننى لا يمكن ان اترك هذا النزل الذى اديره وهكذا انتهت قصتنا " وحملقت فى عمتها " هل انت سعيدة الان "
لكن لويزا لم تبد سعيدة وانما العكس تماما فقد بدت مسحوقة وبقيت خرساء لا تستطيع النطق لحظة طويلة واخبرا اغمضت عينيها وقد توترت شفتاها ثم اخذ تهز راسها ببطء وعندما عادت ففتحت عينيها ناظرة الى رونى كانتا تتالقان بالدموع
" اة يا فيرونيكا " كان هذا كل ما نطقت به ولكن باسى جعل الدموع تنبثق من عينى رونى ايضا وبصرخة ذعر اندفعت نحو عمتها تعانقها " ارجوك يا عمتى لا تبكى فهو امر لا اهمية له "
" بل له كل الاهمية " وغطت لويزا عينيها بيدها
" كلا ابدا اسمعينى " وجذبت رونى يد عمتها عن عينيها لكى تستطيع الرؤية جيدا " ما حدث هو الافضل صدقينى فقد ادركت منذ مدة طويلة اننى لم اكن احب سكوت حقا اعنى بعد فصم الخطبة هل رايتنى ابكى واو مرة واحدة بسبب ذلك
" كلا ولكن "
فاسكتت رونى عمتها عن الكلان باصبعها " ثم الم يتزوج هو بعد اربعة اشهر فقط من افتراقنا ؟" وعندما اومات لويزا موافقة قالت رونى " تريد اذن انه هو ايضا لم يكن يحبنى حقا والان "
ةاستقامت رونى فى جلستها قائلة " ساقول هذا مرة واحدة فقط ثم نلغى هذا الموضع من بيننا الى الابد اتفقنا "
فاومات لويزا براسها وقد بان الشك فى عينيها " هيا قولى "
" انت والاخرون تؤلفون اسرتى وانا احب كل فرد منكم ولا اريد ان افترق عنكم قط "
" ولكن يا رونى "
" كلا يا عمتى فانا اعرف ما تريدين قوله وهو انكم جميعا ستتركوننى يوما ما ولكن لن يحدث هذا مرة واحدة فكلما خرج من عندى احد سيحل مكانه شخص اخر ارعاه واعتنى به قد اكون فتاة غريبة الطباع ولكننى حقا احب الناس المسنين "
فقالت عمتها وقد بدت المحبة فى عينيها " نعم انت تحبينهم جدا "
" وانا حقا احب عملى معهم واريد الاستمرار فيه والزواج الوحيد الذى اقبل به هو اذا كان الرجل يقبل الانتقال للعيش معنا جميعا هنا فبالنسبة الى انا اعتبر اننا جميعا كتلة واحدة يا عمتى الكل او لا شئ "
وقبلت رونى عمتها وهى تبتسم لها بمحبة وهى تقول متفلسفة " وما دام لا يوجد كثير من الرجال يقبلون بهذه الشروط " وهزت كتفيها " ام حياتى هى هذه وانا لا احتاجهم على اى حال "
نزلت من السرير وتثاءبت وهى تقول " لشد ما انا متعبة "
ما ان استسلمت فيرونيكا الى الرقاد حتى سمعت طرقا خفيفا على بابها فاستقامت جالسة على الفور لا بد ان احد النزلاء مريض
" ادخل " وامسكت بمعطفها المنزلى تضعه فوق قميص نومها وما زال النون فى عينيها ثم اندفعت تفتح الباب ولكن لتجد نفسها وجها لوجه اما جيرالد مارسدن على العتبة
همس يقول " اسف لايقاظك ولكن ..." ولم يكن من الاسف بحيث يفوته منظرها بشعرها الاشعث القاتم اللون المتناثر حول ملامحها الناعسة ساقيها الطويلتين المتناسبتى التكوين والباديتين من تحت منامتها القصيرة
وكانت تقاطعه قائلة " ماذا هناك ؟"
كانت اخر بقايا النعاس تتبدد مع خفقان قلبها المتسارع وهى ترى جيرالد مارسدن واقفا عارى القسم الاعلى من جسمه وقد بدت عضلاته القوية التى صبغتها الشمس وعادت تساله " ماذا حدث ؟"
فاجاب وهو يرى انه ما كان له ان ياتى الى هنا " انه الصبى وهو يحدث جلبة " وتراجع خطوة وهو يرى شعورا غير مستحب بالرغبة يثور فى نفسه نحو رونى وهو يراها بهذا المنظر
" انا ... انا اسف " وعاد يتراجع خطوة اخرى " اظن الامر غير ضرورى تصبحين على خير يا انسة سايكس "
تصبحين على خير يا انسة سايكس ؟ وخرجت الى الردهة تناديه " انتظر لحظة هل قلت ان بيتر يبكى "
" ليس تماما وانما يشنج بصوت خافت "
" انا قادمة لاراه " واسرعت تهبط السلم
" كلا لا تفعلى " ولكنها فى لحظة كانت قد اصبحت فى غرفته بجانب سريره ومع انها كانت تدخل غرفته كل اسبوع لكى تنظفها وتغير ملاءات السرير الا انها شعرت الان فجاة بالخجل من وجودها هناك بجانبه وكان هو يقول " لا باس يمكننى ان ...."
واذ راها لا تستمع اليه اطلق شتيمة خافتة تبا لهذا الصبى الذى وضعه فى هذه الورطة ما الذى يبكيه على كل حال ؟ انه ليس الذى يمكنه ان يتحمل هذه المسئولية التى لم يكن يريدها ولا يعرف كيف يسير بها
كلا ولكنه الصبى وجد نفسه ملقى فى هذا المنزل الغريب مع اناس غرباء ورجل غريب مفروض فيه ان يكون والده فلو كان هو مكانه الا يبكى هو ايضا ؟
وهكذا وقف يحك رقبته بينما انحنت رونى على سرير الصبى وهى تتمتم " هس يا بيت " ثم اخذت تمر بيدها على جبين الطفل وشعره بحنان وهى تدندن بصوت منخفض باشياء غير مفهومة بدا انها بعثت فيه الهدوء والاطمئنان
اخذ ينظر اليها مفكرا فى كل ما افتقده فى طفولته ... وما زال يفتقده حتى الان ... وخنقته المشاعر المؤلمة الحب الكره الحنين الرفض الغضب ... الغضب الرهيب على الدوام ... كل ذلك المزيج من المشاعر كان يشكل فى حلقه غصة لم تكن تنتهى ... غصة كبيرة لم يكن يستطيع لا ابتلاعها ولا لفظها
امه ... كم كان يتمنى لو انها كانت الان تهلك فى تعذيب الضمير
اين كانت امه تلك عندما كان يبكى كل ليلة تقريبا الى ان ينام اين كانت عندما كاذ يموت مرة لاصابته بالتهاب السحايا ومان يبكى طوال الوقت ينادها ؟
اين كانت عندما كان يطوف الشوارع تاكله الوحدة والجوع والبرد بينما لم يكن يكبر هذا الصبى بكثير وهو يحاول الابقاء على حياته قدر امكانه ؟
اين كانت ؟ ولماذا لم ترغب به ؟ لماذا لم تحبه كما تحب كل ام طفلها ؟ زلماذا لم يحبه احد على الاطلاق ؟ وراته رونى يحدق اليها بشكل غريب غاضب
" جيرالد "
" ماذا ؟"
حتى صوته بدا غاضبا كذلك
تركت سرير الطفل واتجهت اليه ثم وقفت امامه ولكن ما راته الان فى نظراته لم يكن غضبا كما كانت ظنت ولكنه كان الما حقيقيا ما جعلها تشهق وتوشك ان تمد يدها تلاطفه وترفه عنه لما فعلت مع بيتر الصغير هذا لا يمكنه سوى ان يحلم بذلك ويبكى لاجله
هو وبيتر الصغير
وهزه هذا ؟ هو وبيتر من نوع واحد ليس فى الدم بالطبع ولكن رغم هذا هما متماثلان فى اياء كثيرة هو وبيتر وهذه الليلة فى هذه الغرفة لم يكن هو الشخص الغريب من الثلاثة بل فيرونيكا
قال لها بجمود " اشكرك لمجيئك للاطمئنان على الصبى واسف لازعاجك "
" لا تكن سخيفا " واحكمت معطفها حول جسمها وقد جرحها تغير موقف جيرالد ولكنها ما لبثت ان اخذت تخفف الامر عن نفسها وذلك بتذكيرها بان لدى جيرالد الكثير من المشاكل حاليا ولا يدرى احد اى امر من الماضى يشغله الان واخر ما هو بحاجة اليه هو ان تمثل امامه دور جريحه الكرامة
قالت وهى تتجه الى الباب بينما تحول هو جانبا لتمر " اظنه احسن حالا الان والا فارجوك ان لا تتردد فى العودة لابلاغى "
" بل ساتدبر انا الامر "
فقالت باسمة " انا واثقة من ذلك تصبح على خير "
" تصبحين على خير "
**************
كان افطار صباح كل سبت فى النزل ادسم من المعتاد لم يكن يحتوى ايا من الخبز المحمص او مغلى الحبوب او البيض المقلى فهذه الاشياء يتناولونها يوم الاحد او فى ايام الاسبوع كان افطار يوم السبت يتالف من الكعك المقلى المنقوع بالقطر او السجق وكعكة ثمار الفراولة او انواع العجة المختلفة كان افطار هذا الصباح يتضمن الكعل المقلى مع الفطر
كان كل شخص جالسا حول مائدة المطيخ يشرب العصير والقهوة بينما يتحدثون عن هدوء الصبى وعدم سماعهم اى حركة منه طوال الليل
قالت العمة لويزا وملامحها تتحدى السيدة هنكز ان تقول العكس " انه صبى غير مزعج "
فقالت السيدة هنكز " ما زال الوقت باكرا للحكم عليه فقد رايت الكثير ممن هم فى السادسة اثناء عملى فى المكتبة "
" لكن الصبى فى الخامسة "
" ودعينى اخبرك انهم اوغاد صغار "
فقال ليو " الاولاد هو الاولاد على الدوام " فقال القاضى كانينغهام " ولكن طبعا ليس كل الاولاد متماثلين فقد واجهت حالات " فقاطعته رونى " تعال وخذ كعكتك يا سيدى القاضى وانت بعده يا سيدة هنكز "
كانت رونى تضع على الموقد مقلاتين للكعك وكانت مشغولة بسكب مزيج الدقيق والبيض والحليب عندما قالت "لماذا لا تذهبين يا عمتى لكى ترى ما الذى اعاق ..."
" صباح الخير "
وكان هذا جيرالد داخلا المطبخ وقد زاد الاستحمام من حسن مظهره ما شتت افكار رونى لحظة قالت بعدها وهى تتمالك نفسها " اه مرحبا هانتذا اخيرا تناول شيئا من العصير والقهوة ريثما اسكب مزيدا من المزيج فى المقلاة "
" لم يقبل الصبى الخروج من الحمام "
" ماذا ؟"
" لم يقبل الخروج من ...؟
" ما الذى حدث "
كان الجميع يتحدثون فى نفس الوقت بينما كانت السيدة هنكز تقول بغرور " ارايتم ؟ ها قد ابتدا الازعاج الم اقل لكم ؟"
بينما العمة لويزا تتمتم بعطف " يا للصغير المسكين انه خائف "
فقال جيرالد لرونى بصوت علا على الصخب الذى اخذ يدور " لقد قلت له ان يذهب الى هناك ويغسل يديه ووجهه ولكنه الان لا يريد الخروج "
واذ اخذت تحدق اليه شمت حريق فاخذت تشتم واسرعت تقلب لكعك وهى تقول " ما الذى فعلته له ؟"
فقطب جبينه ورفع راسه " ما الذى تعنينه ؟"
كومت رونى الكعك فى طبقى القاضى والسيدة هنكز وهى تعض شفتها مذكرة نفسها بان تتلطف فى الحديث " كنت اعنى فقط انك اذا كنت وقفت بقربه تحملق فيه بالطريقة التى تحملق فيها الان فى وجهى فلا عجب اذا هو اختبا منك"
وكان هذا كل ما امكنها التلطف به
فقال عابسا " انا لم اقل انه اختبا منى كما اننى لم احملق فيه كل ما قلته هو ان من الافضل له ان يخرج من الحمام نشيطا مرحا الا فلن يحصل على فطور "
" هذا جميل " والقت عليه نظرة ذات معنى وهى تقدم الكعك الى عمتها والسيد ليو ثم تسكب مزيدا من المزيج فى المقلاة ثم قالت وهى تناول جيرالد الشوكة " خذ هذه وانتبه الى الكعك بينما اذهب انا لاتحدث الى بيتر اياك ان تحرقه فهو لك "
قابلت الصبى فى منتصف السلم فجمد الاثنان دون حراك لا تفصل بينهما سوى عدة درجات فقالت فى بشاشة " حسنا مرحبا يت بيتر " كانت ادنى منه بدرجتين ما جعلهما فى مستوى واحد من الطول تقريبا وكان واضحا تماما انه مهما كان نوع عمل بيتر فى الحمام فالغسل والتمشيط لم يكونا جزءا من ذلك العمل وعلى كل حال فقد كانت اثار الدموع واضحة على وجهه الصغير فقالت له برقة بالغة " كنت قادمة لارى ان كنت تريد مساعدة ما فى الحمام "
فتوترت شفتا بيتر ثم نظر اليها مترددا
فمدت يدها اليه وهى تقول " اظن ولدا كبيرا مثلك يستطيع ان يغسل وجهه ويديه بنفسه هل فعلت ذلك ؟"
وعندما عاد بيتر ينظر اليها صامتا ابتسمت له مشجعة عند ذلك هز راسه وهو يهمس " لم استطيع "
فكرت رونى فى ذلك اللحظة ثم مطت وجهها وضربت جبهتها بكفها " اه انك طبعا لا تستطيع ذلك ماذا جرى لى ؟ فانت بحاجة الى كرسى صغير تقف عليه اليس كذلك ؟ فتلك الصنابير عاليه بالنسبة الى صبى صغير "
وصعدت السلم ممسكة بيد بيتر عائدة الى الحمام وهى تتابع قائلة " عندما حئت الى هنا كنت صغيرة مثلك وقد واجهتنى نفس العقبة فوضع لى العم جورج كرسيا صغيرا " وسكتت لحظة وهى تنظر اليه متسعة العينين " هل رايت مخزنا للاشياء العتيقة ؟"
فهز بيتر راسه مترددا وما زال الخجل مسيطرا عليه ولكن السرور تملكها وهى ترى الكابة قد حل مكانها اشراقة الاهتمام
فقالت وهى تجره الى نهاية الردهة " لا اظن ذلك " وفتحت بابا صغيرا
" حسنا احمل من هذا ما تريد يا بنى " وجذبت حبلا متصلا بلمبة ثم وقفت جانبا وقد سرها ان ترق الفضول قد تغلب الان على خجل بيتر بشكل كامل فقالت وهى تبحث عن الكرسى الصغير الذى كان زوج عمتها قد صنعه لها منذ عشرين عاما قالت له " كل هذه هى العابى القديمة من حسن حظك اننى كنت احب الشاحنات والسيارات بقدر ما كنت احب الدمى فاذا كنت تريد يمكنك ان تاتى الى هنا مع .." وسكتت لا تدرى ان كان يمكنها ان تقول " مع والدك او مع بابا او جيرالد "
وجاءهما فجاة صوت رجل من خلفهما " هاى ماذا تفعلان "
اجفلت رونى ثم استدارت فرات جسم جيرالد العريض يسد الباب بينما ترك بيتر من يده غطاء الة موسيقية لامعا كان ينظر اليه معجبا وقد بدت فى عينيه نظرة مذنبة ثم خبا يديه خلف ظهره وكانه يتوقع ان يضربه عليهما
ثم قال متمتما وعيناه على الارض " قالت لى ان بامكانى ان اتفرج "
فهفا قلب رونى اليه وتبادلت النظرات مع جيرالد ثم انحنت بجانب الصبى واحاطت كتفيه بذراعيها تعانقه مشجعة " اتراهم ارسلوا فريقا للبحث عنا ؟" قالت ذلك ببشاشة ... اى ئ فقط لتذهب من ذهنه ان فظاظة جيرالد لا تدعو الى الرهبة ثم نهضت واقفة فحملت الكرسى ثم امسكت بيد بيتر تدفعه الى الباب برفق وهى تقول لجيرالد " اننا بحاجة الى شئ يقف عليه عند المغسلة ليتمكن من غسل يديه ووجهه اليس كذلك يا بيتر"
وتعلقت عيناها بعينى جيرالد مرة اخرى وكانها تقول له تحدث مع الصبى برفق " وكنت ارى بيتر مكان الالعاب لكى يلعب بها فيما بعد "
فخرج جيرالد الى الردهة فتبعاه وهى تتابع قائلة " مخزن العتق هذا كان هو المكان المحبب الى فى الايام الممطرة " قالت ذلك وهى تجر بيتر الى الحمام حيث وضعت له الكرسى وفتحت الصنبور
قال بيتر " هذا النهار ممطر "
" نعم هذا صحيح " وناولته الصابونة وهى ترمق جيرالد الذى كان يتسكع غى الردهة بنظرة انتصار فقد تكلم بيتر لاول مرة بجملة كاملة ومدت يدها الى المنشفة لتنشف وجهه وهى تتابع قائلة " هذا لحسن حظك اين مشطك يا جيرالد"
" مشطه "
" نريد ان نمشط شعر هذا الولد المتلبد " ثم خاطبت بيتر قائلة " يمكنك ان تذهب فيما بعد وتشترى مشطا لنفسك فتنتقى الذى يعجبك "
ونظرت الى جيرالد الذى بدا عليه التردد كما كان بيتر من قبل بينما كان يفتح الدرج ويناولها المشط
وقالت تخاطب الصبى " ما رايك فى مشط ...."
وارادت ان تقول (بابا) ولكنها لم تر فى ملامح جيرالد ما يشجعها على ذلك وهكذا تركت السؤال عند هذا الحد
واكتسحتها موجة مشاعر جعلت عينيها تغرورقان بالدموع عندما اندفع الاثنان الرجل والصبى يفصحان عن قلقهما بسؤال واحد وفى نفس الوقت " هل ستذهبين معنا الى البحر ؟"

نهاية الفصل الرابع


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 10:38 AM   #14

monaliza1971
قارئ مميز
 
الصورة الرمزية monaliza1971

? العضوٌ??? » 11549
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,414
?  نُقآطِيْ » monaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond reputemonaliza1971 has a reputation beyond repute
افتراضي

قصة جميلة ورائعة في انتظار تكملتها شكرا لمجهودك الرائع

monaliza1971 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 06:43 PM   #15

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 07:06 PM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الخامس
ادهش بيتر النسوة على المائدة وادخل السرور الى قلوب الرجال المسنين حين اكل سبع كعكات يقطر منها الزبدة والقطر وشرب كوبين من الحليب وذلك بالنظر الى خجله السابق ونقص شهيته الليلة الماضية كما انه كف عن طبيعته الطيبة فيما بعد عندما دعا القاضى والسيد ليو ليصعدا معه الى مخزن العتق
ذهبا معه مسرورين الى حيث يتفرجان على المخزن بينما انطلقت العمة لويزا والسيدة هنكز فى الفان الى حيث تتسوقان فى السوق القريب
هكذا بقى جيرالد ورونى وحدهما ينهيان قهوتهما
جلسا صامتين كل منهما يحدق فى كوبه كان عند كل منهما اشياء كثيرة يريد ان يقولها للاخر ولكن يبدو ان ايهما لم يجد طريقة مناسبة لفتح الموضوع
واخيرا قال جيرالد وهو ما زال يحدق فى كوبه " كان الكعك لذيذا "
فاشرق وجه رونى اكثر مما يستحق الاطراء وهى تقول " شكرا "
فقال وهو ينظر اليها بابتسامة مرتبكة " كل طعامك لذيذ اراهن على ان وزنى ازداد كيلو غراما او اكثر "
ودون وعى منها اخذت عيناها تتاملان جسمه كانت كل عضلة فى جسمه تبدو واضحة تحت قميصه القطنى الضيق ولم يبد لها اى وزن زائد فقالت له " اشك فى ذلك "
فعاد كل منهما يحول عينيه عن الاخر وعاد جيرالد يحدق فى كوبه كان قد وضع فى قهوته قشدة اكثر مما ينبغى وشعر بتوتر فى اعصابه فاخذ يتنحنح وهو يحاول جاهدا التغلب على ما يمنعه من الاصاح عما يعتمل فى داخله " انا .... اهه .... اهــ..."
تبا لى من ضفدع عبس وهو يرتشف قهوته البيضاء وكاد يشرق بها فاخذ يكح ثم تنفس عميقا
ثم عاد يقول متلعثما مرة اخرى " انا ... انا اريدك قط ان تعلمى اننى ..." ورفع عينيه اليها سهوا ما جعل رونى تلحظ نضاله النفسى
وتملكها شعور بالامومة ما جعلها ترغب فى ان تمر بيدها على شعره للتخيف عنه قائلة بان كل شئ على ما يرام وان لا يخاف من كشف ما فى نفسه ولم تكن ابتسامتها المشجعة ثابتة تماما
" تبا لهذا ..."
لقد كانت تنظر اليه ربما بالطريقة التى تنظر بها الى تلامذتها فى الصف ما جعله يعر وكانه فى الثامنة من عمره كان لسانه معقودا بشكل غريب وشعر بالاشمئزاز من نفسه فهز راسه وهو يتنفس بخشونة " اظننى اريد ان اشكرك ولكننى لا ادرى كيف "
" حسنا هذا امر جيد " ونهضت واقفة وهى تحاول التظاهر بالمرح تغطى بذلك تاثرها لعدم استطاعته الافصاح عن مشاعره وتابعت تقول " لان لا شئ هناك يستوجب شكرك لى فانا احب الطهى " كانت تعلم جيدا ان طهيها لا يحتمل النقاش واردات ان توفر على جيرالد المزيد من الارتباك فاضافت تقول " كما انك تدفع مبلغا جيدا من المال ثمن طعامك "
ولكن جيرالد رفض قبول المخرج السهل الذى قدمته له فالصنيع الذى قامت به نحوه فى اليومين الماضيين هو اكثر بكثير مما يقوم به اى انسان فكان يريدها ان تعلم انه يقدر لها ذلك نهض من مكانه ووقف بجانبها عند الحوض فكانت تغسل الاوانى وتضعها فوق بعضها البعض بينما هو يضعها فى مكانها وكانت هى المرة الاولى التى يساعد فيا بهذا الشكل وقام بذلك دون وعى منه ويبدو ان هذا العمل الخفيف قد ساعد فى ازالة توتره
قال " اننى اعلم جيدا انك لم تكونى فى البداية تريديننى فى هذا المنزل " واذ راها تهم بالاحتجاج سارع يقول " لا باس ما الذى اريد قوله هو ان ذلك جعلنى اقدر كثير صنيعك تجاه المتاعب التى سبتتها لك هنا "
" جيرالد ..."
" كلا دعينى انهى كلامى اننى مجرم سابق يا فيرونيكا وقد حكم على بالاشغال الشاقة جزاء ما سموه جريمة عنف ان اكثر الناس ..."
فقاطعته تقول بهدوء " انك ستعلم اذا جد الجد اننى لست كاكثر الناس "
" لقد سبق وعلمت ذلك " واخذ ينظر اليها بثبات وقد فارقه عدم الثقة بمشاعره وكلامه وراى عينيها الخضراوين الرائعتين جادتين ووجنتيها حمراوتين لطول عملها منذ الصباح الباكر امام الموقد تقلى الكعك ولاحظ بشئ من الدهشة ان وجهها المورد وشعرها الاشعث جعلاها تبدو جميلة تقريبا
وادرك انه قد ابتدا حقا يعجب بصاحبة النزل هذه فابتسم لها قائلا " ولكن كما سبق وقلت لك اى شخص غيرك يعلم ان النزيل الذى لم يكونوا يريدونه معهم منذ البداية هذا النزيل هو مجرم سابق لاخرجوه من النزل باسرع وقت ولكنك لم تفعلى "
فشعرت رونى بالاضطراب لحدة نظراته اليها فقالت " لا تجعلنى عطوفة يا جيرالد فانا اتظاهر باننى كنت سعيدة لان عمتى اجرتك الغرفة هنا "
" ربما لانهم استشارتك اولا "
" ربما "واحمر وجهها وتشتت ذهنها ازاء نظراته الدافئة ورقة صوته فحولت نظراتها عنه الى الاوانى التى كانت تغسلها فى الحوض وهى تتابع قائلة " ولكننى ايضا سبق واخبرتك السبب "
" وساطة الزواج "
" نعم " وازداد احمرار وجه رونى " اظن ما كان لى ان ادع هذا يكدرنى وهو لا يؤثر على عادة ولكن فى حالتك انت .."
وسكتت فجاة عندما ادركت ما كانت تهم بالاعتراف به ورمقته بنظرة جانبية
كان هو ينظر اليها هازلا وقد رفع حاجبيه " ماذا بالنسبة الى حالتى انا ؟"
وفكرت فجاة فى مبلغ وسامته فواجهته متحدية وهى تقول رافعة الراس " لكن فى حالتك انت فقد ساءنى ان اراك اجمل مظهرا بكثير من كل الذين كانوا يرشحونه للزواج بى حتى اننى كدت اكرههم "
سالها بعد سكوت طويل " ولكن لماذا ؟"
" لان " وهزت كتفيها باكتئاب " اعنى انظر الى ..."
فرقت نظراته وقال " ها اننى انظر ..."
كان هذا عندما عاد اليها عقلها واستطاعت رونى وهى تطلق ضحكة قصيرة مرتبكة ان تعيد نظراتها الى الاطباق وهى تقول بجفاء املة ان لا تكون دقات قلبها عالية بحيث يسمعها " نعم حسنا ان اكثر الرجال لا ينظرون الى "
وبسرعة وقبل ان يظن جيرالد انها تريده ان يحتج او يحاول تغيير رايها ضحكت مرة اخرى وهى تهتف " اة ما الذى جعلنا نصبح عاطفيين سريعى التاثر فجاة هل يمكنك ان تجد مكانا لهذا الاناء "
لو انه لم يدرك ان رونى ارادت تغيير الموضوع لكان دمية او دون احساس ولما كان جيرالد لا يعتبر نفسه ايا من هذين قد اتبع الاحتجاج المهذب الذى كان على وشك القيام به وامسك الاناء الذى كانت ناولته له وهو يقول " كنا نتحدث عن اولئك النزلاء "
" هذا صحيح " وجعلته نظرة الشكر التى رمقته بها يشعر بالسرور للباقته بينما تابعت تقول " ان بامكانهم ان يسببوا ازعاجا كبيرا الان وفى كل وقت "
" انا واثق من ذلك لكننى لا امانع فى القول اننى مسرور لان اكون واحدا منهم ليس فى هذه المدينة نزل كثيرة مثل هذا"
" ان النزل هى طراز قديم " وكانت رونى تنظف الحوض الان " وفى الواقع هى تنقرض بسرعة فليس ثمة طلب كثير لها من اناس فى عمرنا " القت عليه نظرة وهى تقول " اننى فى السادسة والعشرين "
" وانا فى الثلاثين "
لقد اعترفت رونى بذلك مع ايماءة من راسها بينما تساءل هو عما دعاه الى ان قول ذلك
تابعت رونى وهى تشطف الحوض مرة اخرى شاعرة بالسرور اذ ترى نفسها قد عادت الى حديث امن وتابعت تقول " بعد منازل الاهل والمدارس الداخلية كل معارفى ممن فى مثل سنى يريدون الاستقلال بانفسهن فى غرف مشتركة او بيوت مشتركة مع زملاء يعبثون معهم .."
" ولماذا لم تريدى انت ذلك ؟"
جمدت يدا رونى ازاء رقة صوت جيرالد وهو يلقى هذا السؤال وبعد صمت طويل لم تنظر اثناءه اليه قالت بهدوء " ومن قال اننى لم اكن اريد ؟"
***************
فيما بعد وهى فى غرفتها تغير ملابسها الى تنورة وبلوزة قطنيتين استعدادا لرحلة التسوق مع بيت وجيرالد ,ما زالت رونى لا تستطيع ان تصدق انها قالت ذلك حقا ولم تدرككنه الشعور الذى الجاها الى ذلك الا بعدان انطلقت تلك الكلمات من بين شفتيها ولكنها بعد ان قالتها ادركت انها الحقيقة
كل شئ اخر كل الاشياء العقلانية المنمقةالتى كانت يوما تتدفق بها بكل بلاغة بالنسبة لهذا الموضوغ كان مجرد ... تنميق فى الكلام كلام جميل ارادت بهان تقنع العمة لويزا والنزلاء ونفسها وقد نجحت فى ذلك كلهم تقبلوه بينما الحقيقة كانت ان زرج عمتها جورج مات ولم يكن هناك نقود للذهاب الى الجامعة الى اى مكان اخر وهذه كل القصة
لقد حصلت على شهادتها فى التعليم بذهابها اولا الى الكلية المحلية لتكمل بعد ذلك سنتها الثالثة والرابعة فى جامعة ويلاميت بمساعدة منحة حصلت عليها اثناء سكنها فى بيتها وكان تحويل البيت الى نزل هى الطريق الوحيدة التى امكنهما فيها الاحتفاظ بالبيت ولكن لويزا وحدها ما كانت لتستطيع قط القيام بهذا العمل وهكذا بقيت رونى اولا للمساعدة وتدريجيا لكى تتسلم المسئولية وتدير الامور
الشئ المخيف كان حسب راى رونى وهى تمشط شعرها دون النظر الى صورتها فى المراة ذلك الشئ هو انها الى ما قبل ساعة كانت تعتقد بانها سعيدة راضية تماما وخفضت الفرشاة ببطء وهى ترغم نفسها على النظر الى عينيها الخضراوين الرزنيتين فى المراة وهى تخاطب نفسها " وماذا كانت تخدعين نفسك به يا رونى سايكس "
***************
" هلا لك ان تنظر الى ذلك الان يا ولدى بيتر ؟ هنالك مدينة ملاهى صغيرة بجانب موقف سيارات مركز التسويق فيها زورق يسير فى الحوض وغير ذلك اراهن على انك اذا طلبت ذلك من بابا بلطف.."
كان القاضى يقول ذلك لبيترمن المقعد الخلفى لسيارة رونى حيث كانا يجلسان فى طريقهما الى السوق
فقاطعه بيتر " ليس لى بابا "
" بل لديك بك تاكيد يا تى وها هو ذا امامك " هتف القاضى بذلك وهو يشير له الى جيرالد ومهما كان رايه فى الموقف هو وليزا والاخرين فقد خططوا لما عليهم ان يفعلوه فى الليلة السابقة فقط وهكذا كان كل ما فعله ازاء عناد بيتر هو قوله له ضاحكا وهو يلمزه بمرفقه " هل انت بحاجة الى نظارات او ما اشبه هل انت اعمى يا ولد ؟ انك تبدو مثل ذلك الرجل تماما ..."
" كلا لا اشبهه "
" بل حتى ان لديك عضلات مثله صلبة كالصخر " واخذ الرجل المسن يجس عضلات بيتر ولكنه لم يستطع اضحاكه " وطبعا اذا كنت تخاف من ركوب الزورق فى الحوض ..."
" انا لا اخاف من شئ "
" انت لا تخاف ؟"
" كلا لقد قالت لى جدتى هذا "
والقى نظرة متوترة على جيرالد الذى ادار راسه اليهما ومضى يتفحص وجه الصبى مقطبا جبينه
ساله القاضى " وماذا قالت لك جدتك غير ذلك ؟"
" ان لا اتحدث مع الغرباء "
فاوما الرجل العجوز باستحسان " اه "
فساله بيتر " هل انت غريب ؟"
فانتفض القاضى وكانه جرح وقال " انا كلا بالطبع فانا صديقك الم اساعدك فى صنع حصن فى المخزن وغير ذلك"
فاوما بيتر ولكن بشئ من التردد " ثم الا اعيش فى نفس المنزل معك "
فاوما الصبى مرة اخرى وباقتناع اكثر قليلا
" حسنا اذن وهذا يجعلنى صديقك اليس كذلك ؟"
قالت رونى وهى تنظر فى عيتى الصبى من مراة السيارة امامها وتغمز بعينيها باسمة " اننا نحن صديقاك ايضا يا بيتر انا وجيرالد وهذا هو السبب فى ان جدتك حضرتك الينا اليس كذلك يا جيرالد ؟"
لم يجب جيرالد على الفور وقد بدت ملامحه تماثل ملامح الصبى كابة وتشككا وكان ما زال مصدوما من رفض بيتر السابق ان يكون ابا له وان كان لا يدرى لماذا اغضبه هذا الامر وبعد فهو لا يريد ان يكون والد الطفل اكثر مما يريده الطفل نفسه
هتفت رونى بصوت خافت محذرة " جيرالد ؟"
فرد بحدة " ماذا " وحملق فيها قبل ان يعود فينظر الى بيتر باستياء وهو يقول " نعم هذا صحيح "
نظرت اليه ساخطة وهى توقف السيارة فترجل من السيارة متصلب الجسم دون ان يقول سيئا فنظرت الى القاضى الذى ابتسم لها مشجعا وقال وهو يشير الى بيتر بان يخرج من السيارة " الوقت ... هذا ما هما بحاجة اليه "
تنهدت رونى وقالت وهى تحمل مفاتيحها وحقيبة يدها " اعلم ذلك "
خارج السيارة كان بيتر قد اصبح بجانبها على الفور وعندما مدت يدها تشبث بها وكانها حبل النجاة
نظرت رونى حولها وهى تتنفس بعمق تستعيد بذلك حماستها ثم منحت الجميع ابتسامة مشرقة وهى تقول " والان ما الذى علينا ان نفعل اولا التسوق ام التفرج على مدينة الملاهى "
فقال القاضى " انا شخصيا اريد التسوق اولا فانا بحاجة الى جوارب "
قالت رونى " وبتر بحاجة الى مشط وفرشاة اسنان واشياء مماثلة "
فقال القاضى لجيرالد " والى ماذا تهدف انت يا جيرالد ؟"
ليس للابوة كما اخذ جيرالد يفكر وهو يغالب استياءه كان واثقا من هذا الامر ورمق بيتر بنظرة كئيبة وقد توترت شفتاه واذ لمح الصبى نظرته تلك حول عينيه عنه بسرعة فحول جيرالد عينيه هو ايضا واذا بهما تصطدمان بعينى رونى الخضراوين الملتهبتين غضبا
اه انها مجنونة
واشتدشعوره بالضيق فالتفت الى القاضى بسرعة " انا ..." وتنحنح " اظننى اريد شراء بعض ..."
فى الواقع لم يكن يريد شراء اى شئ وتساءل عابسا عما جعله يلحق بهم وعادت نظراته المضطربة تصطدم مرة اخرى بنظرات الصبى المتوجسة وشعر بطعنة ندم مؤلمة وتنحنح مرة اخرى انما هذه المرة لم يحاول لا هو ولا الصبى نظره
"اظننى اريد ان اشترى شيئا لاجل لاجل صديقى الجديد يلعب به "
قال جيرالد ذلك بصوت اجش بسبب الغصة التى كانت فى حلقه ومد يده مترددا يداعب خصلات شعر الصبى "ما رايك فى ذلك يا بيتر ؟ هل تحب كرة القدم ؟"
لكن بيتر اخذ فقط يحدق صامتا بحذر ولكن عندما انحنى جيرالد عليه امسك بيده يقوده نحو المتجر بينما رونى تمسك بيده الاخرى لم يجذب الصبى يده منه
****************
بعد ان انتها رونى من شراء كل ما يحتاجونه سالتهم قائلة " حسنا الان ماذا بعد ؟ هل نركب فى الزورق ام ناكل الايس كريم ؟"
ابتسمت فى وجه بيتر المتالق " بيتر هل يمكنك ان تفترق مؤقتا عن الكرة لكى نركب الزورق "
فاوما الصبى براسه وهو يبتسم بخجل " اننى احب ركوب الزورق "
" احقا " واخذت تنظم مجموعة اكياس المشتريات المختلفة فى صندوق السيارة وهى تتابع قائلة باهتمام مناسب " هل سبق ان ركبت زورقا من قبل "
هز بيتر راسه نفيا وقال وهو يلقى نظرة على القاضى " كلا ولكننى لا اخاف من ركوبه "
فضحكت واخذت تعبث بشعره " الا تخاف ؟ اما انا فكنت دوما اخاف من ذلك "
فقال بيتر " يمكنك ان تاتى معى "
" احقا يمكننى ذلك " وصفقت باب صندوق السيارة " لا ادرى ربما اذا جاء القاضى كننغهام هو ايضا ..."
فقال القاضى وهو يتراجع الى الخلف رافعا راحتيه "كلا يا سيدتى كلا اعتبرانى خارج هذا الامر "
ولم تكن رونى تتوقع اقل من هذا فنظرت الى هدفها الاساسى جيرالد تتحداه ان لا يخذلها وهى تقول " او ربما جيرالد "
رات ما ارتسم على وجهه الحكم عليها بالفشل فقالت له بنظرة ذات معنى " اننى ساستمتع بالركوب لو انك جئت معنا"
ابتسمت راضية وهى ترى ابتسامة اسف على شفتيه وقد بدا المكر فى نظراته وهو يقول " لا تكونى واثقة من ذلك " ولكن العبوس الذى ساد ملامحه معظم الرحلة تبدد الان نوعا ما " دوما كنت ماهرا فى التجديف "
وارتفع حينئذصوت القاضى مخاطبا بيتر " هيا بنا يا بنى فلنذهب انا وانت لشراء التذاكر "
تابعت رونى عندما ابتعد بيتر الرجل العجوز عن مرمى السمع " كان ذلك فيما مضى فالوقت مختلف ولم يعد ما يهمك هو شخصك قط "
وفى فترة الصمت التى تلت اخذا ينظران الى بعضهما البعض طويلا اراد هو ان يناقشها ان يقول لها انه غير مسئول عن احد سوى نفسه وانه لم يطلب الصاق صفة الابوة به خصوصا والطفل ليس ولده واخذه الى ركوب الزورق فى هذا الاحتفال الصغير ليس مما يسره
ولكن هاتين العينين الخضراوين الكبيرتين المتعلقتين بعينيه ما كانتا لتسمحا له بقول هذه الاشياء فالطيبة والاهتمام والصراحة التى تنطق بها نظرات رونى تتحداه بان يجرؤ على ان يكون هو اقل طيبة واهتماما مما هى عليه ومما تقولان له ان ها هنا صبيا صغيرا بريئا من كل تعقد ومرتبكا وخائفا وشاعرا بالضياع ذكرتاه بان عليه ان يتصرف سواء كان هو اباه ام لا
تنهد باستسلام وفى الواقع لم يكن جرب قط افراح الطفولة والتوت شفتاه بابتسامة اسى وقال وهو ينظر الى القاضى وبيتر اللذين وقفا فى الصف امام شباك التذاكر وقد بدت البهجة البالغة على الصبى قال " نعم اظنك على حق فالان لم اعد وحدى فى الحياة "
دهش لشعوره بالسرور وهو يدرك ذلك ويعترف به
وبعد ذلك بدقائق نادى من مدينة الملاهى رجل يقول " اصطفوا الى اليمين ايها الناس " ودفع رونى وبيتر وجيرالد امامه الى حيث دفع رونى اولا الى قارب الغندول وبعدها بيتر والرجل يقول له " هيا تقدم الى الامام يا بنى لكى يتمكن بابا من الجلوس والاخر "
وجلسوا فى القارب الذى كان يهتز بهم برفق ومضوا ينتظرون امتلاء الغندول الاخر ومن ثم ينطلقون جميعا
اخذ بيتر يمد عنقه ينظر الى القاضى الذى وقف على الرصيف وهو يبتسم له ضاحكا رافعا ابهامه مشجعا بينما اراح جيرالد ذراعه على مسند رونى ما جعل الدهشة تتملكها
ومع ان ذلك كان بشكل اضطرارى لا خيار له فيه الا ان المشاعر المختلفة تملكته الى ان وقعت عيناه على يد الصبى الصغير متشبثة بيد رونى بشدة
وتمنى للحظة مجنونة لو كان هو الذى يتشبث بيتر بيده وان يده هى التى تحتوى على ما تحتويه يد رونى من ثقة وطمانينة
رفع راسه واذا به يرى رونى تراقبه فقالت برقة : امنح ذلك وقتا " تماما كما كان القاضى قال لها من قبل ما جعلها تعلم بما يفكر فيه جيرالد وذلك من الكابة التى سادت ملامحه وتابعت تقول " انك تقوم بعمل رائع "
واذ شعر بخجل احمق هز كتفيه متظاهرا بعدم الاكتراث وهو يحول عينيه بعيدا وحوله كان العالم خليطا من الالوان موسيقى مدينة الملاهى نداءات الباعة واصحاب الحوانيت واماكن التهريج مزيج من الروائح المختلفة البوشار غزل البنات واكثر من كل ذلك عبق الازهار الذى اقترن فى ذهن جيرالد بفيرونيكا سايكس
يا للغرابة اخذ يفكر فى كل هذا وهو يحدق فى قبة السماء الزرقاء اللانهائية فوق رؤوسهم ويتنفس بعمق عندما لا يكون ناظرا الى رونى وانما يشعر بها فقط كان يعتبرها رائعة الجمال ولكن عندما ينظر اليها
والتفت اليها يحدق فى وجهها من الجانب كان وجهها بانفها القوى وفمها الصارم وذقنها العنيدة راى فيها مزايا كثيرة رائعة ليس اقلها شعر كثيف لامع قاتم اللون كانت خصلاته القصيرة تتطاير مع النسيم فتمسكها بزاوية فمها
ودون وعى منه مد جيرالد يده وابعد الخصلات ذلك وبوجنتيها المتوردتين من الاثارة وعينيها الخضراوين اللتين استدارتا الى عينيه مجفلتين دهش جيرالد وهو يكشف مرة اخرى ان فيرونيكا سايكس لم تكن عديمة الجمال كما ظن عندما راها لاول مرة
بعد ذلك بخمسة ايام وكان يوم الخميس ذهب فى فرصة الغذاء كالمعتاد لزيارة فرانك تيلمان وهو الضابط المكلف بشئون السجناء المطلق سراحهم قبل الاوان بكلمة شرف كان جيرالد يتقدم بخطوات واسعة نحو المبنى الرسمى شاعرا بالنشاط رغم عدم حصوله على معلومات من الصبى بالنسبة الى مكان وجود جدته ولكنه كان يشعر بان الحال قد تحسن من ناحية اخرى فقد اخذ بيتر يبدو اقل خوفا منه كما كان هو ايضا اقل خوفا من بيتر
وفى الواقع عندما استيقظ الصبى فى الليلة الماضية وهو يبكى راى جيرالد فى نفسه المقدرة على معالجة الوضع بنفسه فبدلا من ان يصاب بالذعر ويوقظ رونى من نومها حمل الصبى بين ذراعيه بكل بساطة ثم اخذه الى سريرع هو لينام معه
لم يقاون بيتر رغم استلقائه جامدا لحظة الى ان ابتدا جيرالد بالكلام فاخذ يحدث الصبى وذراعاه معقودتان خلف راسه وعيناه مغمضتان اخذ يحدثه كيف كان يخاف مثله عندما كان صبيا صغيرا هو ايضا
ولهذا ليس ثمة ما يدعو الى الخجل من ذلك كما ان لا خجل من شوقه الى جدته
ولكن كم كانت دهشته كبيرة عندما فتح الصبى عينيه وقال " انا لست مشتاقا الى جدتى ما دامت رونى هنا اننى مشتاق الى اكثر الى ارف "
" ارف ؟"
" نعم وهو كلبى ثم ان جون لا يحبه وهو ..."
" ومن هذا الرجل جون ؟"
" انه صديق جدتى وه يرفس ارف "
فقال جيرالد باشمئزاز " يبدو انه قوى "
ونهض متكئا على مرفقه ومضى يحدق فى الصبى الذى كان الان مستكينا اليه متكورا نحوه
فقال بيتر برزانة " كلا فهو ليس قويا ان جدتى تقول انه خامل لا يصلح لشئ "
ما احسنه مكانا تتركين فيه ابنك يا مارسى كامب ربما كانت الجدة من الذكاء بحيث احضرته الى ....
واستسلم الصبى اخيرا الى النوم مستكينا الى جيرالد وكان ما يزال هناك فى الصباح عندما نهض جيرالد من سريره متوجها الى عمله
ساله الضابط المسئول وهو مستغرق فى تصفح ملفه " كيف تسير الامور معك ؟ هل العمل جيد ؟"
" جيد تماما"
" اما زالت غير مهتم فى البحث عن عمل افضل ؟ انك تضيع ..."
فقاطعه جيرالد " ربما كان الامر كذلك " لم يكن يريد ان يدخل فى محاضرة طويلة عن جبنه ... لان هذا هو السبب وكان هو يعلم ذلك اذا ما اتجه الموضوع الى البحث عن مهنة افضل " ولكننى حاليا راض عما اقوم به فما زال امامى كثير من الامور على ان اسويها "
" مثل ماذا "
" حسنا ان لدى الان هذا الصبى يعيش معى "
" اه "
شيء في صوت الضابط تيلمان أثار انتباه جيرالد, فسأله: "هل هناك أي مشكلة في هذا الأمر ؟ "
فقال الضابط عابسا: " هل قلت إنه صبي ؟ "
قال جيرالد متململا شاعرا بعدم الإرتياح :" نعم ." ذلك أن موقف الضابط تغير من شبه الإهتمام إلي الاستفهام والفضول .
" هل هو ابنك ؟ "
" هذا ما هو مكتوب في شهادة الميلاد "
" ولكن... "
لكن جيرالد لم يعبأ بالتفكير قبل أن يجيب , إذ كان يعلم أن مصير بيتر سيقرره الضابط نهائيا إذا هو أظهر أي نوع من التشكك , فقال هازا كتفيه " : ولكن لاشيء في ذلك , فالصبي هو إبني . "
" والأم ؟ "
" ميتة . "
" آه , فهمت . "
ياله من وغد عديم الاكتراث .
**********
لكن جيرالد لم يكن يدرك مبلغ عدم اكتراث الضابط هذا الا يوم الاثنين التالى عندما اتصل به الضابط تيلمان الى النزل لم يكن الحديث طويلا وعندما انتهى بدا التجهم على وجه جيرالد
" ماذا هناك " القت رونى هذا السؤال عليه بقلق بعد ان لم تعجبها الطريقة الحذرة التى تجنب فيها جيرالد نظراتها المتفحصة وهو يضع السماعة متمهلا ولا ارتجاف العضلة فى خده كان هو الشئ الوحيد فى وجهه الذى تحرك
وهذا ما اقلقها ايضا وعادت تساله " هل ثمة خبر سئ "
عند ذلك نظر اليها " لو كان هذا السؤال منذ اسبوعين لكنت اجبت كلا " شبك ذراعيه وق صدره واستدار ينظر من النافذة
" والان ؟"
فاطلق ضحكة قصيرة جافة " اما الان فانا من الجنون بحيث ..." واطلق شتيمة ثم استدار اليها يقول " انهم يطلبون بيتر "
تراجعت رونى الى الخلف " من ؟"
فقال بمرارة " ذلك الضابط ... السلطة لقد قرروا ان مدانا سابقا غير متزوج لا يصلح لان يكون والدا "
" و... ولكن .... ولكن كيف امكنهم ان يعلموا ... اعنى من هو الذى اخبرهم ..."
" انا من اخبرهم تبا لى " وضرب بقبضته على راحة يده الاخرى وهو يسير فى انحاء الغرفة " لقد اخبرت الضابط بذلك "
فقالت وهى تحاول تهدئة مخاوفها " حسنا " ذلك انها قد اصبحت تحب بيتر الصغير فكيف تدعهم ياخذونه " اعنى ما المانع من ان تخبره ؟ وبعد فالمفروض فيه ان يساعد "
" ما المانع من ان اخبره ؟" القى عليها هذا السؤال بغضب وهو يقف امامها " ساخبرك لماذا لم يكن على ان اخبره لاننى غير بقية الناس فكان على ان اكون اكثر حكمة هذا هو السبب اليست السلطة بالذات هى التى جرجرتنى طوال حياتى من مكان الى اخر ؟ اليست هى التى وضعتنى هنا وهناك وهى دوما تظن انهم يعرفون الافضل فى حين ان الامر هو العكس "
سكت لحظة وهو يتنفس بمقة ويحدق اليها وكانت الكابة على وجهه اكثر مما تستطيع ونى احتماله
" جيرالد ...."
ولكنه هز راسه وهو يمسح وجهه بيده ونظر بعيدا وهو يقول " المكان الوحيد الذى شعرت فيه بالسعادة على الاطلاق المكان الوحيد الذى شعرت انه بيتى حقا اخرجونى منه بعد ثلاثة اشهر فقط لانهم علموا ان الزوجين اللذين اعيش معهما لم يكونا متزوجين كانا فى الابعينات من العمر وكانا امضيا معا ثمانية عشر عاما فقد كنت زوجة الرجل فى مصح عقلى تعانى من جنون لا يشفى ولكنه لم يشا ان يطلقها لانه كان بالغ الطيبة والشهامة "
اغمض جيرالد عينيه على الالم المدفون فى اعماقه منذ زمن طويل والذى كان يظنه ذهب وتلاشى ولكنه ما زا باقيا بنفس العنف الذى كان عليه حينذاك " ولكن حسب راى السلطة لم يكن ذلك الرجل من الطيبة بحيث يصلح لان يرعى طفلا يتيما بليدا مثلى "
شعرت رونى وكأن الم جيرالد المها هى فمست ذراعه تخفف عنها وعندما فتح عينيه لينظر اليه حاولت ان تبتسم له فلم تفلح تماما وقالت بهدوء " اليس هذا الذى تريده ؟ ان تتخلص من الصبى ؟"
حدق جيرالد اليها وكانها فقدت عقلها ثم قال بعنف " ولكن ليس بان ياخذوه هم لقد كنت جربت اساليبهم وانا افضل ان احتفظ بالصبى معى طوال العمر ..."
فقطاعته وقد تالقت عيناها رجاء " هل هنالك وسيلة تجعلهم يسمحون لك بذلك ؟ اتظن اى شئ بامكانى مساعدتك به ؟"
" انت ؟" وتخلل جيرالد شعره باصابعه وهو ينظر الى السقف ويضحك بخشونة ساخرا من نفسه " اه هذا مؤكد هذا اذا نحن ...."
وسمرها بنظراته لحظة ثم تابع يقول " هل تتزوجين ؟"

نهاية الفصل الخامس


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 12:36 AM   #17

ريماالفلا
 
الصورة الرمزية ريماالفلا

? العضوٌ??? » 2186
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 114
?  نُقآطِيْ » ريماالفلا is on a distinguished road
افتراضي

روايه حلوة قوى ومؤثرة جدا
الف شكر على مجهودك
وربنا يعينك على الكتابة


ريماالفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 01:19 AM   #18

حمراءالشعر
 
الصورة الرمزية حمراءالشعر

? العضوٌ??? » 64106
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,295
?  نُقآطِيْ » حمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond reputeحمراءالشعر has a reputation beyond repute
افتراضي

حميله ,,,,,,,,,,,,مشكوره

حمراءالشعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 10:36 AM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السادس

" اتزوج " وتراجعت رونى الى الخلف " اتزوجك انت "
فاجاب جيرالد ساخرا من ردة فعل رونى ازاء اندفاعه هذا بطلب الزواج " كلا بل من بابا نويل " ذلك انه لم يكن جادا فى الواقع ولكن هل كان عليها ان تتصرف وكان ما سمعته هو اكثر الافكار جنونا ؟
وتابع يقول " تتزوجينى انا طبعا لقد قلت انك تريدين ان تساعدينى اليس كذلك " حسنا ..."
وهز كتفيه تاركا اياها لاستنتاجاتها الخاصة واخذ يحدق من النافذة
اخذت رونى تحدق فى ظهره وخفقات قلبهت تتسارع ان تتزوج من جيرالد فزعت وهى ترى ان اول ردة فعل لها ان تقول نعم لهذا العرض منه بينما كان واضحا ان جيرالد انما يريد بهذا القول ان ينفس عن شعوره بالاحباط
فقالت " الامر ليس مضحكا وانا لا استطيع ان اصدق ان بامكانك ان تمزح فى وقت كهذا "
فقال جيرالد بجفاء وهو واقف بجانب النافذة " ولا انا "
واضاف بوقاحة وللمرة الثانية وهو يخرج من الغرفة " ثم ما ادراك اننى امزح ؟"
ما الذى كان يعنيه بهذا الكلام ؟ اهى مجرد ثرثرة ؟ وهل جن الرجل ؟
وضعت يدا مرتجفة على جبينها لا بد ان الحرارة ما جعلته يتكلم بهذا الشكل
تتزوج جرالد مارسدن
واخذ راسها يخفق مشاركا بذلك قلبها انه لم يكن جادا بالرغم من رده ذاك الذى تركها غاية فى الارتباك نعم من المؤكد انه كان يمزح
ولكن رونى حدثت نفسها بانها لا يمكن ان تتزوج جيرالد سواء كان جادا ام مازحا حتى ولو كان اروع رجل ى العالم كلا ليس ثمة ما يجعلها تتزوج منه باستثناء
سارت رونى نحو النافذة واخذت تنظر منها دون تن ترى يئا ومن خلف الباب المجاور كان الكلب روفوس ينبح ما يعنى ان مارجو بنسون اما خارجة الى مكان ما واما عائدة
والان ماذا بالنسبة الى بيتر
جذبت نفسا مرتجفا اذا اصبح بامكانها فى حالة زواجها من جيرالد ان تحتفظ ببيتر الذى اصبحت شغوفا به افلا تقدم على ذلك
واطلقت نفسا اخر مرتجفا هل هناك سبب يجعلها تقبل الزواج من جيرالد افضل من حماية بيتر من الغرباء الذين لا يهتمون به ومن منحه البيت والحب ثم بالزواج من جيرالد قد يمنحه ذلك نوعا من الاسرة والانتماء لم يعرفه فى حياته اليس هذا السبب شيئا يستحق ذلك
شبكت ذراعيها على صدرها تحجب بذلك توتر اعصابها وهى تحدث نفسها بان بامكانها الان ان تقوم بشئ مفيد اذا كان جيرالد جادا حقا بالنسبة الى زواجهما واذا كان ذلك الطريقة المثلى لحماية بيتر من ان تستلمه السلطة
لن يضيرها شيئا ان تتفحص الامر
*********************
قالت رونى للمراة المتعبة المظهر الجالسة خل المكتب " اريد ان ارى السيد تيلمان من فضلك "
فسالتها المراة دون ان ترفع بصرها اليها " هل لديك موعد ؟"
" كلا وقد كنت اتصلت من قبل لكن "
" هل انت سجينة سابقة "
" كلا انا لست كذلك انا "
" ماذا تريدين منه اذن "
" اسمعى " كانت رونى تملك مزايا كثيرة حسنة ولكن الصبر على نظام المكاتب لم يكن واحدة منها هذا الى انها لم تشا ان تفضى بامورها الخاصة الى هذه التى لم ترفع بصرها اليها " هل السيد تيلمان هنا ام لا لقد اخبرونى عندما اتصلت سابقا انه فى الخارج ولكنهم قالوا ..."
" انه هنا "
" شكرا هل يمكننى التحدث اليه "
واخيرا اطبقت المراة الملف الذى كانت تاخذ عنه ملاحظات ثم رفعت عينيها اليها كان الارهاق باديا فيهما كما كان الكحل يلطخ ما حولهما كل ما يبدو فى وجهها كان ينبئ عن يوم شاق ونظرا لنوع عملها الحكومى فقد وجدت رونى لها عذرا
فقالت بحراراة " اننى فيرونيكا سايكس اخبرنى من فضلك عما اذا كان السيد تيلما يمكنه استقبالى وفى اية غرفة هو "
" انه فى غرفة 305 الباب الثانى الى يمينك "
اشكرك "
وبعد ذلك بلحظة كانت رونى فى مكتب تيلمان تعرفه بنفسها مرة اخرى
" اننى لن اخذ سوى لحظة من وقتك يا سيد تيلمان " قالت ذلك وهى تجلس على الكرسى الذى اشار لها اليه الضابط وتضيف قائلة " ان الامر يتعلق بجيرالد مارسدن "
اوما الضابط لها بمتابعة حديثها بينما كان يتكئ الى الخلف وهو يضع يده على ذقنه وفمه
شعرت رونى بشئ من التوتر ازاء تحفظ الرجل الهادئ ولكنها قررت عدم اظهار ذلك وهى تنظر فى عينيه قائلة " اننى اننى خطيبة جيرالد وسنتزوج قريبا جدا " وكانت تلعثمت قليلا وهى تلقى كذبتها هذه
" احقا " القى عليها الرجل هذا السؤال رافعا حاجبيه وقد بدا الفضول جاة فى صوته وهو يتفحصها باهتمام شعرت رونى بارتجاف داخلى ازاء نظراته هذه بينما تابع هو يقول متاملا بعد لحظة " كان المفروض ان ياتى جيرالد على ذكر ذلك اهذا تطور جديد فى شؤونه "
فقالت بصوت متهدج الامر الذى اغضبها من نفسها فتنحنحت بحدة واستقامت فى جلستها وهى تذكر نفسها بانها فى سبل مصلحة بيتر تصرفها غير سيئ وانما العكس تماما قالت " تطور جديد "
ورفعت راسها تقول " اذا اردت ان تصف مدة سنتين بتطور جديد "
" سنتان " قال الضابط ذلك وقد اصبح الان فى كامل اليقظة فاستقام فى جلسته وقد بدا على ملامحه معنى يقول : من تراك تخدعين ؟" يبدو لى ان خطيبك كان منذ سنتين فى السجن فى اخر البلاد بينما انت يا انسة سايكس اذا لم اكن مخطئا ساكنه هنا وتديرين " ونظر فى الاوراق التى امامه " تديرين نزل رونى " ثم عاد بنظراته اليها " اليس هذا صحيحا يا انسه "
" صحيح تماما يا سيد تيلمان " وازداد استقامة قامتها وهى تقول دون ان تطرف لها عين " لقد كان تعارفنا انا وجيرالد بواسطة البريد لقد تراسلنا لفترة ثلاث سنوات قبل ان يتقدم الى خاطبا "
" صداقة قلم ما تعنين " وبدت السخرة فى لهجته
" نعم كان ذلك فى البداية وعلى كل حال وفى الوقت المناسب " ومنعت حمرة الخجل والارتباك من ان تلون وجهها ازاء سخرية الضابط الخفيفة هذه بينما استمرت تتابع كلامه " لقد احببنا بعضنا البعض و "
تنحنحت وهى تفكر فى ان جيرالد لو علم هذا لاغمى عليه " وعلى كل حال فقد قررنا الزواج وان نربى معا ابن جيرالد تماما كما هو الامر الان "
"فهمت "
" وهذا ما جعلنى اجئ اليك اليوم "
فقال مداعبا بظرف بالغ " والان لماذا لم يدهشنى هذا ؟" فاهتز قلب رونى ربما لم يكن هذا الرجل ذلك الغول المخيف الذى كانت تخشاه ربما لم يكن حقا يحيي الليالى وهو يصمم طرقا لاختطاف الاطفال الصغار من البيوت التى تحبهم
انحنت الى الامام تقول " اننى معلمة مدرسة يا سيد تيلمان وانا احب الاطفال كما اننى احب بيتر الصغير اما جيرالد مارسدن فقد كفر عن خطيئته تجاه المجتمع وهو رجل طيب كما انه ..." وابتلعت ريقها وقد تملكها التوتر مرة اخرى " وهو يريد ان يحقق العدل بالنسبة الى الصبى "
وهذا كان صحيحا بكل تاكيد
بقى الضابط يفكر ولكنه بعد لحظة اوما ببطء وهو يقول " اننى واثق من ان ذلك صحيح يا انسة سايكس وصدقينى اذا انا قلت لك ان السلطة تريد اولا وقبل كل شئ الخير للصبى وفى اكثر الحالات يعنى ذلك ابقاء الطفل او الطفلة فى عناية والدين طبيعيين حسب الامكان "
******************
وفيما بعد عندما عادت رونى الى النزل بقيت فترة لا تصدق كم كانت نهاية المقابلة حسنة رضية كانت افكارها تجول فى خاطرها بفوضى تقريبا لشدة الارتياح لحل المشكلة كما كانت متلهفة للانفراد بجيرالد لكى تخبره بما حدث وتبدى استعدادها للزواج منه لاجل بيتر ولكنها لن تستطيع ذلك الا بعد انتهاء العشاء واستحمام بيتر ونومه
**************
صعد جيرالد السلم الى الطريق الاعلى جارا قدميه وهو يتذمر غاضبا ما الذى يعرفه عن غسل الاطفال ؟ لا شئ والاكثر من ذلك انه لم يكن يفكر فى ان يتعلم ذلك فكيف وجد نفسه متورطا فى هذه المهمة الليلة اى شخص من الاخرين كان يسره تماما ان يقوم بذلك كما كانت عادتهم منذ وطات قدما بيتر عتبة هذا المكان
كانت رونى قالت له " انه ابنك " متجاهلة رده " انه ليس ابنى " وكانه لم يقل شيئا وهى تتابع " لقد كنت جافا معه فى اليومين الماضيين ما الم الصبى وعليك ان تزيد من التقرب اليه يا جيرالد والا فلن يشعر ابدا بعلاقة حميمة معك "
" انه يخاف منى"
"حسنا وهل تلومه ؟ انك اما متجهم مستعد حتى لعضه واما متجاهل له تماما "
" هذا لاننى انا ايضا خائف منه " لقد ادهش نفسه بهذا الاعتراف اكثر مما ادهش فيرونيكا التى كانت قالت حينذاك " اعلم ذلك ولكنك انت الكبير هنا "
فاجابها باكتئاب " انت تظنين ذلك " ما جعلها تضحك وهى تحثه ائلة " هيا تابع واصعد اليه فهو فى البانيو منذ نصف ساعة يلهو ويلعب وجيرالد "
" ماذا "
وبدا عليها الخجل على غير عادة جاعلة جيرالد يتساءا عما عسى ان يكون هناك
" هل يمكننى التحدث اليك فيما بعد "
" بكل تاكيد "
حسنا هذا فيما بعد لكن الوقت حاليا هو الان على كل حال وهو فى الحمام فى الطابق العلوى دون ادنى فكرة عما عليه ان يفعل
فتح باب الحمام بحذر وتردد ولكنه لم يتجاوز العتبة على الفور وبدلا من ذلك وقف ينظر الى الصبى دون ان يلحظه هذا وهو يعبث فى الماء بصحن الصابونه
كان ظهر بيتر نحوه ما امكنه ان يتامل ذلك الصبى الضئيل والذى كان جلدا على عظم كانت سلسلة ظهره بارزة القرات لا يغطيهما سوى الجلد
كان ضئيلا للغاية بالغ العجز وهو يجلس فى ذلك الحوض وقبضت مشاعر الالم صدر جيرالد لم تكن هى المرة الاولى التى تتملكه فيها مشاعر كهذه نحو الصبى ولكنها لم تكن مريحة ولا مقبولة وانما غاضبة ما يجعله يكافح للتخلص منها
قال " انتهى وقت اللعب " وتقدم نحو الحوض وقد بدا صوته اكثر حزما مما كان ينوى واذ راى الصبى يجفل ويدير راسع بعنف وقد بدا الخوف على وجهه اخذ يشتم فى داخله متمنيا لو يعض لسانه قال مرغما ملامحه وصوته على تخفيف ما بدا عليهما من حدة " لا بد ان الماء قد برد " ومد يده الى الماء يختبره
حاول ان يبتسم فلم يستطع وبقى بيتر ينظر اليه بحذر ليقول بعد لحظة " قال ليو انه سيحضر ليغسلنى "
" حسنا لقد جئت انا لاقوم بذلك بدلا عنه " ودفع صحن الصابونة البلاستيك باصبعه ثم قال " اى نوع من الزوارق لدينا هنا الان ؟ اتراه زورقا بكابين ام شيئا اخر "
فهز بيتر كتفيه واحنى راسه " هذا شئ غير حقيقى "
ثم جمع الصحن وفرشاة الاسنان وضعهما على حافة الحوض تاركا جيرالد يشعر بالخيبة وعدم المقدرة على التعامل معا
" والان كيف سنقوم بهذا الامر ؟ هه الشامبو اولا اليس كذلك " امسك بالزجاجة واخذ يتامله " هل هذه هى المادة التىعلينا ان نستعملها "
وحيث انه كان قادرا تماما على قراءة ما هو مكتوب على الزجاجة كان سؤاله عبارة عن تحايل منه ليحمل الصبى على الحديث معه ويبدو انه نجح فى ذلك جزئيا على الاق لان بيتر القى نظرة ساخرة وهو يقول " ان الاخرين يعرفون جميعا ذلك فلماذا لا تعرف انت ؟"
واذ شعر بالارتياح لنجاحه فى اخراج الصبى عن تحفظه مرة اخرى منحه شبه ابتسامة جافة " اظن هذا لاننى لم اغسل جسم صبى قط من قبل "
تقبل بيتر هذا القول وبقى لحظة يتفحص وجه جرالد برزانة ولكن الخوف كان قد تبدد من ملامحه وهو يساله " لماذا"
اجاب جيرالد وهو يقابل عينى بيتر الواسعتين باذلا جهده عبثا للظهور بمظهر الاسترخاء اجاب قائلا " ربما لانه لم تحصل لى فرصة لذلك اذ لم يكن لذى ولد قط من قبل "
مضت لحظة اخرى من الصمت المتبادل قال بيتر بعده " وانا ايضا لم يكن لى بابا من قبل " وبعد قليل اضاف يقول " قالت جدتى ..." ثم سكت وقد بدا ان شجاعته خانته
فقال جيرالد يشجعه بعد ان كره ان يخسر ما كان اكتسبه من قبل " اخبرنى يا بيتر ما الذى قالته لك جدتك "
" قالت " وتلاشى صوته وهو يزدرد ريقه وامتلات عيناه فجاة بالدموع وهو ينظر الى جيرالد " قالت لى انها انها ستاخذنى لاعيش مع مع با بابا ولكن "
وارتجفت شفته السفلى بشكل يدعو إلى الرثاء وتدحرجت على خديه دمعتان كبيرتان .
" ولكن ." سكت جيرالد وقد كادت شفته ترتجف هو أيضا , وأخذ يتساءل بنوع من العجز والغضب لماذا كان هو أمضى طفولة شاقة لعينة .
سأل نفسه كيف يمكنه أن يجعل طفولة هذا الصبى أكثر سهولة , ولو لفترة قصيرة على الأقل .
وتجاوبت كلمات روني في ذهنه ( إبدأ في تثبيت علاقتك به ) وكانت من الوضوح وكأن روني معه في الغرفة .
" ولكنك لست .. أنت لست .. " ومع أن بيتر كان يبكي الآن ولم يستطع النطق بالكلمات كما يجب , إلا أن جيرالد لم يكن بحاجة إلى سماعها ليعرف ماهي .
أنت لست أبي .
وكان هذا صحيحا تماما , فهو ليس والده , كما أخذ جيرالد يفكر وقد تهجم وجهه , ولكنه مع ذلك , لم يجد أي سرور في أن يكرر ذلك , بل العكس , فقد انتبه إلى نفسه وهو يتمنى لو أ،ه كان حقا الولد فيضع بذلك حدا لتعاسة الصبى .
وشعر فجأة بألم عميق وهو يرى بيتر يشهق باكيا , ما حطم قلبه , فأخذ يدعك ظهر الصبي الهزيل وهو يحاول أن يقول مؤكدا : " ومن قال إنني لست أباك ؟ "
كان يرى أن المراوغة ليست كذبة تامة , وفي مثل هذه الحالة , هي أكثر رفقا من قول الحقيقة .
ما لبثت الشهقات أن توقفت : " كلا .. لا .. ليس لي .."
فأمسك جيرالد بذقن الصبي يدير وجهه إليه : " ما الذى تتحدث عنه , إذن ؟ "
فهز بيتر كتفيه وهو يحملق في وجه جيرالد بعينين بدا فيهما الرجال : " أنا .. إنك لم تقل .. لم تقل أبدا أن بإمكاني أن أناديك ( بابا ) . "
" أحقا لم أقل ؟ حسنا .. قل ذلك ... " واستطاع جيرالد , بشكل ما , أن يرسم على فمه إبتسامة ملتوية وهو يضرب هازلا كتف بيتر الهزيل بقبضته : " كنت أتصورأنك ستدعوني بذلك من تلقاء نفسك , ولكنني أظن أن هذا كان غفلة مني .. هل أقول لك ما .."
أمسك بالمنشفة وأخذ يمسح بها وجه الصبي برفق " دعنا نتفق على شيء , وهو أننا منذ الآن فصاعدا , إذا كان هناك شيء أنت غير واثق منه , أو إذا كان ثمة ما يزعجك , فتعال وتحدث إلي بكل صراحة فنحاول أن نحل المشكلة معا . ما رأيك في ذلك ؟ "
أجاب الصبي متلعثما : " هذا .. هذا حسن . " وأشرق وجهه بابتسامة بلغت من التألق حدا جعلت عيني جيرالد تغرورقان بالدموع .
********************
بعد ذلك بحوالي الساعة , كان ليو كومينسكي والقاضي يخوضان معركة على لوحة الشطرنج في غرفة الجلوس . والعمة لويزا والسيدة هينكز العجوز كانتا تقومان بشغل الإبرة وتتحدثان عن حكاية وقت النوم , التي قرأتاها لبيتر الليلة الماضية . فالقرءة للصبي قد أصبحت نظاما مستقرا كانت المرأة العجوز توليها اهتماما بالغا وتنتظرها بصبر فارغ . لقد استطاع بيتر , بشكل ما , أن يتسلل إلى قلبها كما استطاع مع الآخرين .
كانت روني جالسة في الارجوحة على الشرفة وقد رفعت ساقيها على المقعد , رافعة شعرها عن رقبتها بيد , وباليد الأخرى تروح بمجلة على وجهها . كانت تفكر في أفضل طريقة تدخل فيها الموضوع الذي في ذهنها , ولكنها لم تجد طريقة مناسبة .
وهكذا كل ما قالته كان : " الجو شديد الحرارة . "
فقال جيرالد وكان واقفا عند حاجز الشرفة : " نعم . " كان يضع يدا على الحاجز بينما يدس يده الأخرى في جيب الشورت الذي يرتديه . ومع أنه أجابها على تعليقها هذا إلا أنه لم يسمع بالضبط ما قالت . فقد كان مستغرقا في أفكار مزعجة وذلك منذ وضع بيتر في سريره .
لم يسبق له قط أن شعر بعاطفة تجمعه بشخص ما , ولم يشأ ذلك قط . فالعواطف كانت تخيفه للغاية . ومنذ إخفاقه ذاك مع الوالدين الوحيدين اللذين سمح لنفسه بأن يحبهما من كل قلبه , واللذين أحباه هما أيضا وقدما طلبا للسلطات برعايته , لكن السلطات لم تقبل وأبعدته عنهما ..
منذ ذلك الحين لم يسمح لنفسه بأن يبادل أحدا مشاعر المحبة والتقرب حتى ولا مارسي والدة بيتر والتي كانت ضعيفة عاجزة أمام الحياة , كما أنها طيبة حلوة ودود , ومع ذلك لم يسمح لها بأن تدخل قلبه الذي كان تحطم ذات يوم .
وها هو ذا الآن لن يسمح قط لاحد بأن يدخل قلبه , مرة أخرى , إنه يتعهد لنفسه بذلك , وقد تجهم وجه ... ولكن بيتر كان الآن يتسلل الى نفسه ويمتزج بمشاعره .
كان هذا أمرا مخيفا ما دام ليس ثمة طريقة تجعله يحتفظ بالصبي . فقد كان عليه أن يبني حياته . إن أمامه سنوات وسنوات لكي يتم له ذلك ولهذا . وتبا لذلك , سواء طالبت به السلطات أم لا , ما أن يعثر على أثر لجدته , وهذا لابد أن يحدص , يخرج الصبي من حياته .
ولكنه سيفتقده بجنون ..
تنهد بضعف . ووضع جبهته على العامود , وهو يسأل نفسه عما جعل حياته تتعقد مرةأخرى بهذه السرعة ؟ لقد كان يظن انه ما أن يخرج من السجن حتى تصبح حياته سهلة ميسورة . فيأكل وينام , ويعمل ويبتعد عن التدخل في شؤون الغير ولا يهتم إلا بشؤونه الخاصة . تلك هي النصحية التي زوده بها مايك الكبير المحكوم بالسجن المؤبد , وهذا ما صمم عليه .. أن تكون حياته بسيطة غير معقدة .
ما عدا أنها لم يجد البساطة في حياته منذ أن جاء الى هذا المكان . هو الذي عاش وحيدا على الدوام , يجد الآن الناس يقبلون عليه من كل صوب . والأسوأ من ذلك انهم أناس يحبهم ويهتم بأمرهم ولا يريد أن يؤلمهم . من أين جاؤوه كلهم ؟ يا للبؤس , فهو كان يريد أن يتعود على الحرية والحياة الطبيعية , مهما كان الأمر , وعلى العيش حياة منتظمة .
نهض واقفا يضرب العامود بقبضته بخفة ويفكر .. لماذا لا يدع السلطات تأخذ منه الصبي الآن , قبل أن تتوقف العلاقة بينهما , وقب أن يصبح الأمر مؤلما بالنسبة إليه هو ؟ جيرالد ؟
كان جيرالد يعلم الجواب , وهو أن القسوة ما كانت قط جزءا من شخصيته .
فأين انتهى به كل هذا ؟ انتهى به إلى محاربة نظام أمضي حياته يحاربه دون أن ينتصر ولو مرة واحدة ؟ وليس ثمة طريقة يمكنه أن يهزمهم بها إلا إذا ..
ورفع رأسه ينظر إلى روني وإذا به يدرك أنها كانت تنظر إليه طوال الوقت , وذلك في ضوء الشفق تلاقت نظراتهما فأخذ جيرالد يفكر , إلا إذا وضع مسألة الزواج في الإعتبار.
سألها : " هل تمانعين في جلوسي بجانبك على الأرجوحة ؟ "
فأفسحت روني له مكانا بجانبها دون أن تنطق بكلمة . لقد رأت نفسها في وضع مريح غاية في الإسترخاء , بينما هي في الحقيقة , كتلة من الأعصاب المتوترة .
جلس جيرالد بجانبها على الأرجوحة , مدليا قدميه إلي الأرض , ولكنه مد ذراعه على مسند الكرسي بنفس الطريقة التي فعل فيها ذلك في الزورق . لم ينظر إلي روني ولكن قربه منها حرك مشاعره . أخذ ينظر أمامه , بينما سألته هي : " كيف كان الاستحمام ؟ " وشبكت يديها حول جسمها تغطي بذلك رجفة مفاجئة للمصارحة المتوقعة . ذلك أنها في خلال دقيقة , عليها أن تتحدث عن مقابلتها للضابط تيلمان .
أطلق جيرالد ضحكة قصيرة جافة , دون أن ينظر إليها , ثم قال : " إنني لم أغرق لك الحمام بالمياه . "
فقالت ضاحكة هي أيضا : " مسرورة لسماع ذلك . ولكن ليس هذا ما كنت أعنيه . "
" أعلم هذا . " ومنحها إبتسامة باهتة : " لا تقلقي , فقد تقربت إليه كثيرا . "
" هذا حسن . أما السبب الذي أردت أن اتحدث عنه إليك .. "
" نعم ؟ "
" أنا .. أنا ذهبت لرؤية ضابط السيد تيلمان , هذا النهار . "
" ماذا تقولين ؟ "
هتف بذلك وهو يندفع واقفا من على الأرجوحة بينما أجفلت روني بشكل ملحوظ . لقد كانت توقعت من احتمال شعور جرالد بالمفاجأة , ولكنها لم تتصور قط أن يحملق جيرالد فيها غاضبا بهذا الشكل .
قال وكأنه ينفث اللهب : " ياللجرأة . "
فاحتدت بالمقابل , وهبت واقفة هي أيضا وهي تقول من بين أسنانها المطبقة : " إذا كان هذا يعني الاحتفاظ بالصبي هنا معنا , فإن لدي الجرأة للقيام بأي شيء , أيها السيد . "
" إن تيلمان يخصني أنا . "
" ليس إذا تعلق الأمر ببيتر . فقد جعلت أنت ذلك الصبي يخصني , أيضا . "
رفع ر احتيه معا وهو يقول : " لا بأس لا بأس , أنا آسف . "
فأومأت برأسها , ثم قالت : " بعد أن أتيت على ذكر الزواج الليلة الماضية .."
فحملق جيرالد فيها بذهول وهو يقول : " كلا .. قولي إنك لم تحدثيه عن ذلك . "
" بل حدثته . "
غطى عينيه بيده وهو يئن .
" ليس هذا فقط , بل أخبرته بأننا مخطوبان . "
" آه , ياله من كابوس .."
فتابعت روني متظاهرة بالهدوء , وكأنه لم يقل شيئا : " المسألة هي , إذا نحن تزوجنا , أنا و أنت , فسيبقي بيتر معنا . "
" هذا رائع " وبقى وجهه مدفونا بين يديه وشعر وكأن حبلا يلتف حول عنقه .
" تبا لذلك , يا فيرونيكا .." وأنزل يده عن وجهه وقابل نظراتها وقد بان العذاب على ملامحه وهو يقول : " لم أكن جادا بالنسبة لما تحدثنا عنه الليلة الماضية . "
" أحقا لم تكن ؟ حسنا .." وكانت تعلم منذ البداية أنه لم يكن جادا , ولكنها تابعت تقول : " بالنسبة إلى هذا الظرف , رأيت أن من المفروض أن أدرس كل الاوضاع . "
" الأوضاع .." هز جيرالد رأسه وهو يقول عابسا : " أتريدين أن تقولي إنك ستقبلين هذا الأمر لأجل بيتر ؟ "
فهزت روني كتفيها وهي تحاول جهدها التظاهر بعدم الاكتراث : " قد أقبل هذا لأجل بيتر . ألا تقبل هذا أنت أيضا ؟ "
حدق في وجهها الهادىء وهو يفكر , وأجابها بقوله : " بكل تأكيد , فأنا أريد أن أقوم بكل ما في إمكاني . " وقال بعد لحظة صمت : " ولكن الزواج .."
فالتهب وجه روني وقالت وهي تدير له ظهرها : " لقد كانت فكرتك أنت . لقد كنت أحاول فقط أن أعثر على الامكانيات المختلفة حيث انها الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها وضع قرار ذكي . "
فعاد جيرالد يقول مرة أخرى من خلفها , إنما بصوت ضعيف : " الزواج .. تبا لكل ذلك .."
دس يديه في جيبي الشورت ثم تقدم نحو حاجز الشرفة مرة أخرى ورفع رأسه يحدق في السماء : " هذا شيء ثقيل يا فيرونيكا . "
" أعلم ذلك " وشعرت فجأة بالإرهاق فعادت تجلس في الأرجوحة إنما دون أن تحركها .
عاد جيرالد يقول بعجز : " تبا لذلك .."
فأكملت له الجملة : " .. الارتباط . "
" نعم .. يبدو ذلك وكأنه .. "
" أصبح نهائيا . " ما الذي يفكر فيه يا ترى ؟
فأخذ جيرالد يعب الهواء وهو يرتجف قليلا : " إنها خطوة كبرى في الحقيقة .."
" بل بالغة الضخامة . إنها مخيفة للغاية . "
" لا تمزحي " وساد بعد ذلك صمت عميق كان جيرالد أثناءه ما زال يحدق في السماء وهو يتنفس بمشقة , بينما لم تجرؤ روني على التنفس على الإطلاق وهي تحدق إليه .
وسألها أخيرا : " هل هناك فكرة عن مبلغ المدة التي سيطول فيها هذا الزواج ؟ "
هزت روني كتفيها وهي تحاول أن تبتلع غصة شعرت بها : " إلي متى يدوم وعد الشرف الذي تعهدت به حين إطلاق سراحك ؟ "
" ثلاث سنوات , تنقص أو تزيد نحو شهرين ."
" حسنا .. إذن .. على ذلك أن يدوم ثلاث سنوات .. أو على الأقل حتى نعثر على جدة بيتر ."
عاد جيرالد يزفر الهواء من صدره , بينما عادت هي تقول : " بالمناسبة , هل أنت تقوم بهذا الأمر ؟ "
كانت تتمنى لو يقول : كلا , ولكنه قال نعم : " لقد تحدثت إلى مخبر خاص , وذلك منذ أيام , فأخبرني أنه سيعثر عليها . ذلك لا يعني أن الأمر سهل يسير , فكاليفورنيا ولاية كبرى , كما لا يوجد بلدة تسمي بيستو على الخريطة ."
تنفست روني الصعداء على ذلك , ولكن كل ما قالته هو : " هذا صحيح " وكانت تشعر بتعب بالغ .
أخذ جيرالد يتفرس في يديه . إنه لا يستطيع أن ينكر أن الزواج يبدو في الواقع , السبيل الوحيد للاحتفاظ ببيتر حتى ولو دعا نفسه بالمعتوه لمجرد اتيانه على ذكر تلك الفكرة منذ البداية . الزواج تبا لتلك الخطوة العنيفة المتطرفة .
" ثلاث سنوات .." وأخذ يتأمل عابسا , فالتفكير في ثلاث سنوات من الزواج سبب له ألما جثمانيا . إنه يفضل على ذلك العودة إلى السجن .
وألقى على روني نظرة سريعة ..
ماذا عن العاطفة والاخلاص ؟
إنها لن تتوقع منه أن يكون .. مخلصا لها إلا إذا , طبعا , كانت هناك اتفاقية بينهما في هذا الخصوص ..
حول نظراته عنها بسرعة .. إن هذا لن يكون بطبيعة الحال .. فما المفروض أن يفعله بالنسبة لهذا الأمر .
قالت روني :" إن ثلاث سنوات زمن طويل "
" هذا مؤكد "
وهو مؤبد ’ إذا كانت حرية المرء مكبوتة وكذلك مشاعره .
" قد تحدث أشياء كثيرة في تلك الأثناء . "
" نعم " وأطلق ضحكة قصيرة ساخرة , وهو يتابع قائلا : " فالناس في ثلاث سنوات يتعودون على كراهية بعضهم البعض . "
فقالت تضحك , هي أيضا , ضحكة قصيرة متوترة : " أو , وهذا يماثل ذلك سوءا , يمكن أن يقع العكس فيحبون بعضهم بعضا . "
وتلا ذلك صمت تام كان يمكن اثناءه سماع صوت الإبرة الواقعة على الأرض . وبتمهل بالغ , استدار جيرالد ليواجه روني و أخذ الواحد منهما يتأمل الآخر دون كلام وبقيا كذلك لحظة بدت طويلة جدا . كانت روني تنتظر أن يقول جيرالد شيئا , بينما كان هو يتساءل عما عسى أن يقول .
هل يسألها ؟ هل يقوم بهذا العمل الجنوني ويسألها ؟
هل سيسألها ؟ وهل ستقوم هي بهذا العمل الجنونبي , إذا سألها , فتجيبه بنعم ؟
لكنه لم يسأل . وإنما وقف يحدق إليها وقتا طويلا وذلك دون أن يلقي ذلك السؤال .
خنقتها مشاعر لم تستطع تمييزها ولكنها كانت حتما تتضمن تقريعا للنفس بالغ المرارة لايقاع نفسها في هذا الموقف الحرج .
وأخيرا , وقفت مستقيمة الجسم , ثم استدارت داخلة إلي المنزل .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 11:38 AM   #20

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل السابع

كان الخميس التالي هو الرابع من تموز ( يوليو ) ومع أنه كان من السهل على روني أن تتجنب الإنفراد مع جيرالد في اليومين الماضيين , إلا ان نزهة نزلاء النزل الأسبوعية التقليدية وضعت حدا لهذا التجنب .
لم تشأ روني أن تكون وحدها مع جيرالد بعد تلك الأمسية في الشرفة , فقد شعرت بالحرج , كما أن كرامتها جرحت , وخاب أملها , وأيضا كانت غاضبة , فتبا لذلك .
ولكن لا بأس .. ربما هي ليست بمستوي ملكات الجمال .. وما توهمت ذلك قط , فقد كانت تعلم أنها بالغة الطول والنحافة , بالغة البياض بالنسبة إلى لون شعرها وعينيها القاتمتين , كما ان أنفها ربما كان اكثر لياقة برجل منه بامرأة .
لم تكن جميلة , وأولئك الرجال الذين أحبوها , وكانوا كثيرين , كان حبهم لها مجرد صداقة ومودة , فهي لم تكن من ذلك النوع الذي يلهم الرجال قصائد الشعر أو يجعلهم مجانين بالرغبة .
مر عليها زمن كانت تتمني فيه لو كان العكس , ولكن مضى وقت طويل منذ قبلت الأمر الواقع وذلك بنوع من الاستسلام هو نتيجة قناعة علمتها إياها عمتها وزوجها , وهي أن الغيظ مما لا يمكن تغييره لا ينتج في النفس سوى التعاسة . فلديها الكثير من النعم الجيدة منها الذكاء , والصحة , والحنان , كما أن لديها من التقدير لنفسها ما جعلها تعلم بأنها ليست غير محبوبة .
وفي الواقع , فقد قالت لنفسها انها محبوبة اكثر كثيرا من السيد جيرالد مارسدن وهو الأكثر وسامة وجمال مظهر منها , إلا انه سيء الطباع كما انه ليس بالحسن المعشر الذي يمكن قضاء وقت طويل معه .
أما عن رغبتها في الزواج منه , وانها ناتجة عن طيبة قلبها والتي تلاءمت مع فكرة طائشة كانت صادرة عنه هو في البداية ... ألم يقل انه لم يكن يمزح ؟ ومع ذلك لم يطلب منها الزواج رسميا بعد .
كان هذا كثيرا , فمهما كان مقدار ما ينقصها من مزايا , إلا انها تمتلك الكرامة , ولهذا لن تكون هي من يأتي على ذلك هذا الموضوع , أو أي موضوع آخر , مرة أخرى , ولكن .. وجعلها هذا من الجنون , بحيث أوشكت على البكاء .
**************************
آخر ما تصور جيرالد نفسه يقوم به في صباح الرابع من تموز ( يوليو ) هو أن يمضي النهار في نزهة برية حمقاء مع فرقة من العجائز , وامرأة غاضبة منه وصبي في الخامسة يزحف يوميا , متسللا إلي قلبه .
انه ذكرى الاستقلال .. واخذ متذمرا , عند فجر هذه الإجازة , ينقل صناديق الطعام والشراب إلي سيارة الفان حيث وضعها فوق كومة المقاعد والمظلات ومنقل شيء اللحم , ربما كان الاستقلال هو الهدف من هذا اليوم وذلك بالنسبة لكل شخص آخر , ولكن عدا ذلك الشهر الذي أمضاءه في لودرديل بعد خروجه من السجن , لم يحصل على استقلال خارج السجن أكثر مما كان يحصل عليه في داخله .
تبا لذلك , ألن يأتي زمن يستطيع فيه ان يفعل ما يريده فقط ؟
جبل هود .. ومالذي سيجده هناك غير القراد والحشائش الكريهة الرائحة وذباب الخيل ؟
قال ليو : " ان أحسن مكان لصيد السمك هو في هذه الناحية . " وأخذ يختار بين مكانين للصيد . " واحد منهما للصبي ." وهو يضيف قائلا : " الصبي لا يعرف سوى الاستماع إلى الحكايات الخرافية وأنا سأعلم ابنك الآن , يا صديقي الطيب , فن الرجال في صيد السمك اليوم . "
فتمتم جيرالد بجفاء , ابنك ..ثم قال بصوت مرتفع : " افعل ذلك , اما بالنسبة إلي فأنا أريد ان آخذ قيلولة طويلة حالما نصل إلى هناك ."
فقال القاضي كيننغهام وهو يصعد درجات الشرفة , حاملا بطيخة تحت كل ذراع : " شبان هذه الأيام .. أنهم يبتلعون قبضات من الفيتامينات , ويقومون بالرياضة البدنية ساعات , ومع ذلك فليس لديهم قدرة على الاحتمال , عندما كنت أنا فى عمرك , يا ولدي جيرالد ... "
وجاءهم صوت لويزا من داخل المنزل تخاطب جيرالد : " هل وضعت الفحم في الفان ؟ "
" بكل تأكيد , يا لويزا . "
" هذا حسن " واستدارت تبحث عن روني , ثم خرجت من المنزل وصعدت إلى الفان .
***************************
بالرغم عنه وعما سبق وقاله , فقد أبدى جيرالد مرحا بالغا منعه من التفكير في قيلولته , إنما الآن , بعد أن التهم كل شخص مقدارا ضخما من الهمبورغر وعرانيس الذرة والخبز , بدا وكأنه الشخص الوحيد الذي لم يكن نعسانا .
كان بيتر قد تكور على البطانية بين القاضي وليو كومينسكي اللذين كان الإرهاق قد حل بهما , بينما اضطجعت لويزا والسيدة هنكز على بطانية مدت فوق الأعشاب الخضراء , عاقدتي الأيدى فوق صدريهما .
اما المستيقظان الوحيدان فقد كانا جيرالد وروني .
أما أين كانت روني في هذه اللحظة فقد كان مثار تخمينات الآخرين , ذلك انها بعد الطعام أعلنت انها ستذهب لتتمشى قليلا , ثم سارت في طريق ضيق كان يتجه نحو اليمين من مكان جلوسهم .
كما كان جيرالد فكر في ان يمط ساقيه قليلا , فنهض واقفا تاركا الكرسى القماش الذي كان تمدد عليه بعد الغداء , ولكنه اختار الطريق الآخر المؤدي إلى الدغل القائم في الناحية اليسري من مكانهم .
ولكن هذا المكان كان مكانا رائعا كما تبين له بعد فترة قصيرة وهو يسير في الطريق المتعرج وقد أفعمت خياشيمه روائح أشجار الصنوبر المميزة , و الأزهار البرية والتربة الرطبة ونباتات خضراء لا يعرف اسمها .
لم يكن يعرف حتى الآن ما كان ينقصه وهو ملتصق بمعسكرات المتشردين المكونة من الأسفلت فى المدينة , وفيما بعد في السجن الضخم المبني من الأسمنت , لقد رأى هنا عالما كاملا مختلفا .. عالما لا يحصل لكتير من الأولاد الذين تماثل طفولتهم ما كانت عليه طفولته , لا تحصل لهم الفرصة لاكتشافه .
صيد السمك ... كان هذا حقا شيئا جديرا بالإعتبار , وهو ينظر إلى بيتر وليو العجوز وهما يغوصان في جدول الماء ذاك إلى ركبهما , ثم وهما يقذفان خيط الصنارة , ثم يجذبانه بينما يتحدثان ويضحكان وكأنهما زميلان , رجل وصبي يستمتعان بهذا النهار وببعضهما البعض .
كان على ان اكون أنا مرافق بيتر هناك .
فاجأة هذا التفكير على غير انتظار , يعيده إلى شعور تعس بأنه مرة أخرى , يهجر وحده فى خارج الحياة , ناظرا إلى داخلها .
وكذلك كان علي ان اكون الشخص الذي ينام بجانبه هذه القيلولة , أيضا ..
وأخيرا نحى هذه الخواطر التافهة جانبا .. لم يستطع أن يبرر غيظه هذا بينما هو الذي كان يبتعد عن الصبي .. ثم أخذ يضحك بهدؤء وهو يتذكر كيف كانت خيوط صيد ليو وبيتر تتشابك مع اغصان الأشجار عندما كانا يلقيان بها إلى الماء .
كانت البهجة واللهفة تغمران بيتر عندما كان ليو العجوز ينجح في اصطياد سمكة .. فكان يهتف ويصيح , ويهرع إلي جيرالد يقبض على يده وهو يكاد يتعثر فيقع بسبب اللهفة وذلك ليجره ليلقى نظرة على السمكة الصغيرة الحجم قبل أن يعيدوها إلى الماء .
ما أجمل الشعور الذي تملكه وهو يحس بتلك اليد الصغيرة في يده .. وفي تلك اللحظة بالذات تمنى لو يحمل ذلك الصبي ويضمه إلى قلبه .
ويتعهد له بأنه سيكون دوما آمنا سعيدا , ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك , بالطبع , إذ كل ما كان بإمكانه أن يتعهد به هو ان يسعي لكي لا يسلب القانون هذا الصبي طفولته .
( والسبيل الوحيد إلى ذلك هو أن تطلب يا جيرالد من فيرونيكا سايكس ما كان ينبغى ان تطلبه تلك الليلة لو انك كنت كامل الرجولة ) .
اخذ يحدث نفسه بذلك الشكل وهو مستغرق في تأمل جمال الطبيعة , ويعب ملء رئتيه من الهواء الطلق النقي مفكرا , انه لن يسمح لأى انسان بسلب بيتر الصغير ... كل هذا , وفي الواقع ...
توقف عن التفكير منتظرا رأيا آخر ليناقشه . وعندما لم يرد إلى ذهنه شيء هذه المرة , انتهى الأمر عند هذا الحد , ساوره احساس بأنه سيقابل روني الآن في هذه اللحظة وينهي الأمر .
ولم يكن على جيرالد ان ينظر بعيدا ليراها , لقد كانت روني جالسة على صخرة على ضفة نفس النهر الذي كان بيتر وليو يصطادان السمك فيه , والطريق الذي كان جيرالد اختاره ليتمشي فيه قد استحال الآن إلى جزء من ساحة كبيرة كانت تقع فى منتصف الطريق المؤدي إلي مكان النزهة , وكانت هي في منتصف الطريق المؤدي إلي البقعة التي جاء منها .
لم تكن سمعته يقترب , فوقف لحظة ينظر إليها , كانت جالسة تحيط ساقيها الطويلتين الرشيقتين واللتين كان جيرالد يراهما , بعد عينيها الخضراوين الواسعتين أجمل ما فيها , تحيطهما بذراعيها بينما ذقنها مرتكزة على ركبتيها , وخصلة صغيرة من شعرها افلتت من ضفيرتها المنسدلة على ظهرها واخذت تهتز فوق أذنها وصدغها برقة , ومثل قبل كانت حقيقة خلو ملامحها من الجمال تتعارض مع الصورة الذهنية التي كان كونها لها في مخيلته , والصورة الرشيقة الحالمة التي بدت عليها على تلك الصخرة , جعلتها تبدو كحورية البحر التي تجلس على الصخرة وتغني للبحارة الغافلين بصوتها النقي الحنون ’ فتبعث فيهم النشاط .
الشيء الجنوني هو ان جيرالد تماما , كأولئك البحارة الذين لم يكونوا قادرين على مقاومة إغراء الصوت , شعر بنفسه ينجذب إلى تلك المرأة الجالسة على تلك الصخرة , يجذبه إليها جاذب غير محدد , وكأن يدا غير مرئية تدفعه اليها .
ناداها بهدوء : " روني " وذلك عندما اصبح على بعد متر واحد فقط منها وما زالت لم تتحرك , لم يشأ ان يجفلها , وكان خرير مياه النهر يختلط بحفيف أوراق الشجر فوق الرؤوس , ما منعها من أن تسمع وقع خطواته , وكان هو يريد أن يحترم وحدتها لا أن يتطفل عليها .
وعندما سمعت صوته أدارت رأسها إليه وما زالت وجنتها على ركبتيها , ولم تبد عليها الدهشة التامة لرؤيته , وأخذت تتفرس فيه بإتزان عدة لحظات قبل ان تقول : " إصعد إلي هنا , إذا شئت . "
وعندما جلس بجانبها ’ اضافت تقول : " رأيت المكان مريحا هنا " واستقامت في جلستها متكئة على يديها وهي تنظر أمامها إلى المياه المزبدة والتلال البعيدة المغطاة بالغابات وإلى الغيوم القطنية البيضاء .. ثم اضافت : " وهادئا "
تابع جيرالد نظراتها , ثم أوما موافقا . " انها عالم جديد تماما , بالنسبة إلي , كما تعلمين "
" هذا ما أظنه "
أغمضت عينيها مستمتعة بهذه اللحظة , وإذ كانت تشعر بوجود جيرالد بجانبها , فقد كانت تستمتع بذلك أيضا , وتابعت تقول : " كما انه جديد على الدوام "
" فيرونيكا .. "
لم تجب وبقيت عيناها مغمضتين .
" لقد أغضبتك تلك الليلة .."
" لماذا لا ننسى كل هذا ؟ "
" كلا " ووضع يده على ذراعها , وعندما فتحت عينيها ونظرت إليه قال : " لقد جرحتك من بعض النواحي , فقد كان علي ان اقول شيئا ... أردت ... ولكنني ..."
وضغط شفتيه مشمئزا من نفسه , ثم قال متمهلا وهو يهز كتفيه : " كنت مذهولا "
" لا بأس , فالأمر تافه "
فقال بحرارة : " هذا غير صحيح , فالأمر غير تافه .. فأنت لم تكلميني منذ ذلك الحين "
تجهم وجه روني , ولكنها قررت أن تكون صادقة , ان عليهما ان يتصارحا بصدق : " اذا شئت الحقيقة , فقد كنت تألمت أيضا ... شاعرة بالضيق , وأن من الحماقة ان اتحدث اليك "
فقال عابسا : " حماقة ؟ " لو أن ثمة شخصا يتصرف بحماقة بالنسبة إلي بيتر , فذلك هو جيرالد , وتابع يقول : " لماذا ؟ لأجل بيتر ؟ "
ضحكت بهدوء : " لقد قلت ذلك لتوك هناك , أليس كذلك ؟ لأجل بيتر " وعندما زاد عبوسه , قالت تشرح الأمر : "ما أعنى هو الزواج لأجل بيتر , لقد شعرت بأن إثارة الموضوع أمامك , فى تلك الليلة , وبذهابي إلى تيلمان لتفحص الأمر من كافة وجوهه , جعلتك تشعر وكأنني اضغط عليك , وكأننى أنا التي ستتزوجها .. "
ها قد قالتها ... وأخذت تتفحص أسارير جيرالد لكي تعرف مجري تفكيره وقد بدت غاية فى الضعف , بينما سارع وهو يقول : " روني , ألا تعلمين انك المرأة الوحيدة التي افكر فيها فيما لو فكرت يوما في الزواج ؟ "
" كلا "
فقال عابسا : " حسنا , انها أنت "
شعرت بالتوتر في داخلها يتلاشى حتى وهي تنكمش إزاي اختيار جيرالد لكلماته وهو يتابع قائلا : " اعني ان ليس هناك غيرك ؟ فعدا عن حقيقة انني لا اعرف أية امرأة أخرى , فان بيتر مجنون بك , وأي أحمق يمكنه أن يرى مبلغ حبك له "
كان جيرالد يدرك أنه كان يتكلم دون لباقة ولكن يبدو انه لم يجد طريقة يعبر فيها عن الأمور بشكل اكثر لباقة وديبلوماسية , وتابع يقول : " هذا عدا عن انك كنت سبق واخبرت تيلمان "
" حسنا , حسنا " وإذ قررت ان الدعابة هي الشيء الوحيد الذي يمكنه ان ينقذ ولو جزءا من كرامتها , فقد رفعت يديها بشكل استسلام ساخر : " سمعت من هذا الكلام الحلو ما فيه الكفاية , فاستمر والقي سؤالك اللعين وانقذنا نحن الاثنين , من هذه التعاسة "
تملكه الارتباك ولم يعرف بما يجيب , لقد خطر له أنه مهما كانت نتيجة زواجه من فيرونيكا سايكس , فهي لن تكون السأم أو الملل .
تنحنح ثم التفت إليها , وكانت هي تحدق إليه وقد بدت الرصانة على ملامحها .
وبدت ملامحه هو أيضا كذلك عندما نظر في عينيها وقال : " فيرونيكا , هل تقبلينني زوجا لك ؟ "
رآها تبتلع ريقها وقد أخذت اجفانها تطرف .. وكذلك وهجا من الألم في عينيها وهي تؤمي برأسها قائلة برقة : " نعم "
لتحول نظراتها عنه بسرعة .
لقد آلمها مرة اخرى , ولم يعرف جيرالد كيف كان ذلك , كما أنه لم يفهم السبب تماما , ولكنه أدرك بالغريزة , ان شعورها هذا يماثل شعوره على الأقل , ولكن ربما هو اكثر إيلاما وصعوبة لروني منه له .
وفكر بإشمئزاز من نفسه بمبلغ ندالته , إذ يشكو لها بمرارة إضطراره للزواج وخسارة حريته وأشياء تافهمة كهذه , في الوقت الذي كانت هي فيه التي تقوم بالتضحيات هنا , فهي لم تعرف قط مارسي لكي تشعر بهذه المشاعر المختلطة التي كان هو يشعر بها نحو تلك المرأة .. العطف والشفقة والأسف والغضب . لإلصاق طفلها به , الشيء الوحيد الذي كانت روني تشعر به نحوها هو العطف ولكن مجرد العطف هذا يجعلها تقدم ثلاث سنوات من عمرها لسجين سابق ومشاكله . كم من النساء تقدم مثل هذه المكارم للرجل ؟ قليلات جدا .
ولكن هذه المرأة فعلت ذلك , واستحقت منه ان يجعل هذه اللحظة خاصة , غير عادية .
وبتردد , جزاء كرمها ومودتها لكل الآخرين , نظر إليها قائلا برقة : " روني , هل لك ان تنظري إلي من فضلك ؟ "
فنظرت إليه برغمها .
قال لها : " اننى أريدك ان تعلمى أنني أقدر حقا ما تقومين به , انك لن تندمي قط .. "
ولكن عندما أخذت روني تحدق في عينيه الزرقاوين القويتين , اخذت تفكر ... آه , ولكنني ندمت وانتهى الأمر , وأشعر بخوف لم اعرفه قط في حياتي ..
وكان هو يقول : " سنقوم بهذا الزواج حسب أوأمرك بالضبط , فأنا لن المسك أبدا , وأعني ..." بدا الارتباك عليه وأخذ يبحث عن طريقة لبقة ليجعلها تفهم .
" أعني ... الحياة الحميمة التي تكون بين زوجين .. "
وشعر فجأة برغبة عارمة فيها , فتابع يقول : " إلا إذا انت .. "
واهتزت الجملة غير الكاملة بينهما وكأنها سهم في وسط هدفه , وبدا بشكل ما أن من المستحيل علي أي منهما تحويل نظره بعيدا , شاعرين بشيء غامض يجذبهما إلى بعضهما البعض .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.