آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree127Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-20, 03:19 AM   #11

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع
💕💕💕💕💕
دلفت يقين لغرفتها و بدلت ملابسها ثم استلقت على الفراش بتعب و كأنها كانت تعمل طوال اليوم بلا كلل ، بالطبع لم تتناول عشاءها فهى معاقبة من والديها بعد ما حدث ، ارتسمت ابتسامة مريحة وهادئة تعلن عن شعورها بالراحة الذي تملكها بعد أن علمت بقرار حسام و أنه بادر بتركها ، لقد حاولت حقا أن تتأقلم معه و أن تحبه و لكنها لم تستطع ، جيد أنه قرر بنفسه و لم يضعها في هذه المواجهة مع والديها ، استدارت على جانبها لتعود للشرود فيما حدث اليوم في العمل ، فبعد أن سمعت حديث السيد رحيم و أن ولده مريض لم تستطع أكمال العمل و تحججت بإحضار عصير لهم ، بعد خروجها أمسكت بهاتفها و نظرت لشاشته بتردد قبل أن تجد نفسها تطلب رقمه الذي كان قد أعطاه لها وقت العمل مكان والده حتى إذا حدث شيء و هو في المصنع أو في الخارج تبلغه ، سمعت صوت الرنين يطرق كالمطارق في رأسها و كدوي المدفع في أذنها ، لتجد نفسها تغلق الهاتف قبل أن تعطيه فرصة ليجيب موبخه نفسها لفعلتها ، تحركت لتذهب و تجلب العصير بنفسها عندما رن هاتفها ، علمت دون أن تنظر للاسم المدون عليه هوية المتصل ، فتحت الهاتف بيد مرتعشة و قالت بخفوت ” سيدي كيف حالك “
سمعت صوته الأجش يسألها ” لم أغلقتِ الهاتف قبل أن أجيبك يقين ، ألا تريدين محادثتي أم هاتفتني بالخطأ ظانه أني حبيبك “
شعرت يقين بالغضب منه الأن حقا لتجيبه بخشونة ” لا ، فقط أدرت أن أطمئن عليك ، و لكن ظننت أنك ستضايق من مكالمتي أسفة لإزعاجك “
سمعت تنهداته الحارة و قال بخفوت ” أنا سعيد باهتمامك يقين ، شكراً لك “
قالت بارتباك سأله ” هل أنت بخير الأن “
رد فخار بهدوء ” بخير شكراً لك ، مجرد تعب عارض ، و أنت كيف حالك مع خطيبك “
ردت بضيق على ذكر حسام ” بخير شكراً لك ، سأتركك الأن لتستريح سيدي إلي اللقاء “
رد بجدية ” حسنا يقين رغم أن حديثك لا يتعبني ، أراك فيما بعد “
أغلقت الهاتف و شعرت بالضيق من نفسها كيف تتحدث معه ماذا سيفكر عنها الآن ، لا شيء أنه مجرد سؤال عن مريض ، لا شيء هام ، نفضت رأسها و عادت للعمل لتتناسى كل شيء و ها هى تستعيد كل ما دار بينهم من حديث بتفصيله ..
أغمضت عيناها تستدعي النوم لتغفو و هناك بطل لحلمها تعرفه جيداً ..

*************★***
جالسة على الفطور بصمت لا تريد الحديث مع والديها حتى لا ينفجرا بها ، و لكن لابد أن تخبرهم عن السفر مع السيد رحيم حتى تبلغه و تستعد بدورها ، تنحنحت بهدوء قائلة ” أبي ، السيد رحيم ذاهب لمؤتمر اقتصادي خارج المدينة لمدة ثلاث أيام و يريد مني الذهاب معه ، و زوجته ستكون معنا في هذه السفرة و لكنه يحتاج لي في العمل ، ماذا أخبره “
رد والدها بحزم مغتاظا من برودها لعدم اهتمامها بما حدث ” لا “
ارتسمت الخيبة على وجهها و قالت بحزن ” حسنا أبي ، لقد أخبرته بالفعل أنك لن توافق , عن إذنكما لقد تأخرت على العمل “ قالتها و هى تنهض متجهة لغرفتها لجلب حقيبتها ، نظرت صباح لعبد الغني قائلة بهدوء ” هل تشك في شيء بالنسبة لرب عملها أم تعاقبها فقط“
رد زوجها ببرود ” أعاقبها بالطبع “
ابتسمت صباح بمرح ” لن يجديك نفعا معها ، فهى لا تهتم بالسفر أو غيره ، هى أخبرتك أنها قالت لرب عملها عن رفضك قبل أن تعرف بما سيحدث في موضوع حسام “
رد بلامبالاة ” في كلا الحالتين ، أنا لا أوافق على سفرها “
هزت زوجته كتفيها بلامبالاة ” على راحتك ، سأذهب لأعد لك كوب من الشاي “
خرجت يقين من غرفتها قائلة بهدوء ” هل تريدان شيء قبل ذهابي“
قال والدها بضيق فهو بالفعل لا يجدي تعنته نفعا و هذا عملها ” حسنا أذهبي مع رب عملك و لكن أريد أن أعرف كل تفاصيل السفرة مفهوم “
أومأت برأسها بتفهم و خرجت من المنزل لتشعر بالراحة كون والدها وافق فهى تحتاج لهذا الوقت لتبتعد عن التوتر . نظرت صباح لزوجها بعد خروج يقين قائلة ” في ثانية ، أنت سريع في اتخاذ القرار بالنسبة لم يخص ابنتك “
رد ببرود ” الشاي صباح و كفاك ثرثرة “
ضحكت صباح و تركته متمتمه ” ستفسدها “
رفع عبد الغني عينيه بحنق ” ألا أعرف “. تمتم بها ساخرا لتتعالى ضحكات زوجته المرحة و قد تناسوا كل شيء عن حسام و كأنه لم يكن ...

دلفت أماني للغرفة تحمل الفطور لزوجها الذي كان مازال نائما بعمق و لم يشعر بها و هى تنهض و تبدل ملابسها ، نظرت لوجهه الشاحب فشعرت بالقلق ، لم يبدوا متعبا هكذا ، لاحظت أماني شروده الفترة الماضية غير أنه يبدوا مكتئبا و لا يتحدث معها كثيرا ، وضعت الفطور على الطاولة الصغيرة في الغرفة و اتجهت إليه لتوقظه ، جلست جواره على الفراش و دفعت بأصابعها في خصلاته تتخللها بحنان و هى تميل لأذنه هامسة ” حبيبي ، استيقظ “
تنهد فخار براحة و هو يتمتم بخفوت ” ظلي تفعلين هذا أمنيتي “
مرت أماني على وجنته براحتها و عادت لشعره تشعثه و شفتيها تلامس عنقه برقة في قبلات رقيقة ، خرجت تنهيدة حارة من بين شفتيه قبل أن تميل أماني لشفتيه تقبلها بشغف و تملك ، فشعورها هذه الفترة متذبذب ما بين الخوف و الرجاء ، خائفة من حدوث شيء يبعدهم عن بعضهما ، و الرجاء ليكون ما تشعر به شعور خاطئ ، و أنه لا يشغله غير أمور العمل فقط ، اعتدل فخار ليستلقي على ظهره و شدها لصدره ليمتلك شفتيها بلهفة وشوق لم يشعر إلا و هى تبعده لتتنفس ، شعر بالذنب كونه أندفع بمشاعره نحوها و لم يراعيها ، اعتدل فخار ليجلس و قال باسما ” صباح الخير أمنيتي “
ابتسمت بحب " و صباحك حبيبي ، هيا لتناول الفطور لقد جلبته هنا لأنك اليوم أيضاً لن تذهب للعمل ، لن أسمح بذهابك إلا و قد اطمئنيت أنك بخير “
رد مؤكداً ” أنا بخير صدقا ، لا شيء بي ، ها أنا أمامك كالحصان “
ابتسمت براحة ” أنهض إذا و أغتسل لتأكل “
نهض فخار منفذا حديثها باعدا عن عقله أي شيء آخر مؤكداً أنه لا يريد غير أماني في حياته ، أماني فقط “

سأله رحيم بجدية ” لم لا تأتي و أماني معنا ، تغيران مكان على الأقل ، ألم تسئما رتابة حياتكم “
رد فخار بلامبالاة ” لا بأس لو أرادت أماني أن تذهب سنذهب معكم بالطبع “
دلفت يقين للمكتب كعادتها مع رحيم الذي أخبرها أن تدخل دون طرق الباب طالما لا يوجد أحد بالخارج ، تفاجأت يقين بفخار الجالس أمام والده لتقول بتوتر ” أسفة ، لم أعلم أن هناك أحد معك سيدي “
أشار إليها رحيم لتدلف و هو يراها تتراجع للخارج ،قائلا ” تعالي يقين ، هذا فخار لا أحد غريب ، لقد كنتما تعملان معا من قبل “
رمقها فخار بتوتر و نهض قائلاً بجدية ” حسنا أبي أنا سأذهب الأن ، و سأبلغك إن كنت سأتي معك أنا و أماني “
رمق رحيم يقين بنظرة جانبية ليرى تغير ملامحها للضيق ، فقال باسما بحزن فيبدوا أن الفتاة للأسف مهتمة به و لو قليلاً ” حسنا بني ، حاولا المجيء معنا فيقين أيضا أتيه ، حتى تتعرف على أماني و والدتك ، فربما انشغلت أنا و أنت عنهما بالمؤتمر “
شحب وجه يقين ، هل يريده أن يأتي و زوجته معهم ، لم ، لا لا تستطيع أن تكون في هذا الوضع الحرج بعد ما حدث بينهما , حاولت أن تخبر رحيم أنها لا تستطيع المجيء عندما قال فخار بتوتر
” ربما لا نستطيع المجيء أبي تعرف أماني تتعب من هكذا سفرة طويلة “
تنهدت يقين براحة فلاحظ رحيم و فخار ذلك فابتسم الأول و شعر الثاني بالغضب ، قال فخار مضيفاً بعصبية ” أراك فيما بعد أبي “
خرج مسرعا فقال رحيم بهدوء ” فيما جئت يقين ، هل هناك شيء “
شعرت أنها بلهاء حقا ، ماذا تقول له أنها نسيت فيما أتت بمجرد رؤيته ، قالت تجيبه بتوتر ” كنت أسألك تريد قهوة “
لينفجر رحيم ضاحكا و هو يشير إليها موافقا ..فما طلبه هذا إلا ليضع كلاهما أمام أمر واقع و هو وجود أماني الذي يبدوا أن كلاهما يتجاهله في رحلة تفكيره في الآخر ..
أسرعت بالخروج فعاد رحيم ليجلس خلف مكتبه و هز رأسه بحزن متمتما ” مشكلتكم صعبة بني ، ثلاثتكم “

سألها فخار بجدية و هى تستند على صدره ” تريدين السفر لمدة ثلاثة أيام مع أبي و أمي للمؤتمر الاقتصادي “
رفعت رأسها لتنظر في عينيه قائلة ” مؤتمر ، أين “
رد فخار بتوتر ، نادما على إخبارها فربما وافقت و هو لا يريد أن يذهب حقا ” سيقام في (........) هل تريدين الذهاب “
قالت أماني بخيبة ” يا ليت و لكن تعرف بعد أسبوع عيد ميلاد هنا ابنة شقيقتي ، و نحن سنجهز للحفل ، لقد أخبرتك بذلك ، سيقام في منزل أمي لذلك سيجتمع الجميع هناك “
تململ فخار بضيق , إذن ستنشغل عنه أيضاً ليظل هنا وحيداً تعرف أنه لا يحب أن يجتمع بأزواج شقيقاتها حتى لا يظلون يتساءلون عن سبب تأخرهم في الإنجاب للأن و كأنهم لا يعرفون حالة أماني ، غير حديثهم الممل عن الأولاد و ما يفعلونه ، يبدون كالنساء العجائز و هو لا طاقة له ، قال بلامبالاة مصطنعة ” حسنا لا بأس و لكن لا تجبريني على المكوث مع أزواج شقيقاتك المملين “
ابتسمت أماني بحزن ، فهى تعلم لم يعترض على البقاء معهم ، ألا يحاصرونها هى أيضاً بالحديث و الأسئلة و كأن كل شيء سيتغير بين ليلة وضحاها ، قالت بجدية ” لم لا تسافر أنت مع عمى و خالتي بدلا من المكوث وحدك هنا ، فأنت تعلم أنني سأكون مشغولة معهم “
نفض رأسه بقوة نافيا ” لا ، لا بأس من الانتظار في المنزل ، ثم لدي عملي في المصنع ، لا أريد تأخير العمل فيه لي أربعة أيام لم أذهب “
قالت أماني بحزم ” و لن تذهب ، مازالت متعبا حبيبي ، لا بأس ببعض الراحة و العمل لن ينتهى “
لينهى الجدال هنا و رفضه القاطع بالذهاب مع والديه ، ليجد أنه يهاتف والده ليخبره بمجيئه وحده لرفض أماني المجيء

كانت تستعد للذهاب عندما دلفت صباح لغرفتها سأله ” هل انتهيت حبيبتي ، لقد جاء السائق ليأخذك للمطار “
أغلقت يقين حقيبتها و عدلت من ملابسها و حجابها قبل أن تقول بهدوء ” انتهيت أمي ، هل أبي جهز “
قالت صباح باسمة ” منذ ساعة و هو يتململ لتنتهي و يوصلك “
ابتسمت يقين بمرح ” لا أعرف ما الذي يقلقه ، فأنا لن أسافر لخارج البلاد بل لمدينة أخرى فقط “
هزت صباح كتفيها بلامبالاة ” تعرفينه ، يريد أن يقابل رب عملك ليوصيه عليك هناك و يري زوجته ليطمئن على الصحبة “
حملت يقين حقيبتها لتخرج قائلة بهدوء لا تشعر به الآن لهذه المقابلة ، ماذا يدور في عقل والدها يا ترى ” حسنا لقد انتهيت “
خرجت يقين تحمل حقيبتها و خلفها صباح فأخذ عبد الغني الحقيبة قائلاً بحنق ” هيا لقد تأخرنا أسرعي خلفي “
تركهم و ذهب فالتفتت يقين لوالدتها قائلة ” سأهاتفك كل يوم أنت و أبي ، ثم أنهم ثلاث أيام فقط “
أومأت صباح باسمة فهذه المرة الأولى التي تبتعد عنها يقين ، ضمتها بحنان و قبلتها قائلة بجدية ” سأنتظر مكالمتك كل يوم قبل النوم مفهوم ، غير مكالمة نهارية للاطمئنان على أحوالك هناك “
ردت يقين مؤكدة ” سأفعل ، أراك بخير أمي “
خرجت يقين و استقلت السيارة مع والدها متجهة للمطار لمقابلة رحيم و زوجته هناك ..

************★*********
صافحه عبد الغني بحرارة قائلاً ” سعيد بمقابلتك سيد رحيم ، لن أوصيك على يقين “
رد رحيم باسما ” لا تقلق سيد عبد الغني ، أنها ابنتي “
قبل أن يقول عبد الغني شيئاً جاء فخار حاملاً حقيبته على كتفه قائلاً بهدوء ” السلام عليكم ، هل تأخرت “
قالت سميحة باسمة و هى تقبله ” لا حبيبي ، الوقت مبكرا لإقلاع الطائرة ، ألن تأتي زوجتك “
تعجب فخار من سؤالها فقد أخبرهم من قبل أنها لن تأتي ، و لكنه لم يعلق قائلاً بهدوء ” لا أمي فضلت المكوث مع شقيقاتها لعيد ميلاد هنا “
تفهم رحيم حديث زوجته فهو رأى تشنج عبد الغني من رؤيته لفخار ، فقال معرفا ” سيد عبد الغني ، هذا فخار ولدي “
صافحه فخار بارتباك قائلاً ” أهلا بك سيدي “
أضاف رحيم ” أنه والد يقين أتى ليوصلها “
رمق يقين بنظرة سريعة ثم أومأ برأسه مرحباً ثانياً ، عاد عبد الغني للحديث مودعا ، ضم يقين بحنان قائلاً بابتسامة عريضة
” إياك و التصرف بجنون و أنت بعيدة عني حتى لا أستطيع معاقبتك حينها “
ردت يقين ضاحكة ” لا تخف ، كلما حاولت تذكرت عقابك لي كما فعلت من أيام “ فهو ظل يبكتها بالحديث موبخا كلما راها .
ربت على رأسها و قال مودعا ” أراك بعد أيام حبيبتي أهتمي بنفسك “
تركهم و ذهب فقال رحيم بجدية ” هل لنا بالتحرك حتى لا نتأخر عن الطائرة “
أمسكت سميحة بيد يقين قائلة بمرح ” هيا يا فتاة لأستند إليك فأنا امرأة عجوز “ قالت سميحة لفخار بأمر ” أحمل حقيبة يقين بني “
توترت ملامح وجهه و لكنه أمتثل لأمر والدته و حمل حقيبتها و سار جوار والده خلفهم . استقلا الطائرة ليصلا لوجهتهم بعد ساعة فقط ، و رغم أنها المرة الأولى التي تستقل بها يقين طائرة و لكنها لم ترتعب كما كانت تظن ، بل شعرت بالذهول و هى ترى السماء الزرقاء و السحب من الفضاء ، كانت حقا تجربة مذهلة و هى ترى الأرض البعيدة التي لا تكاد تتبين تفصيلها ، عاد فخار لحمل حقيبتها ثانياً بصمت متجهين للسيارة التي ستقلهم للفندق الذي سيمكثان به ، كان والده قد أخذ سيارة مع سميحة بينما فخار و يقين أخذا أخرى ، كان يشعر بالتوتر و الندم الأن لكونه أتى ، سألها فخار بجمود لأول حديث بينهم منذ تقابلا في المطار ” كيف حالك يقين “
ردت يقين متوترة ” بخير سيدي “
سألها بخشونة ” و خطيبك كيف هو “
رمقته بنظرة جانبية ” بخير شكراً لك سيدي “
قال فخار بضيق ” قولي فخار يقين أنا لم أعد رب عملك “
قالت بهدوء مصطنع ” لا بأس سيدي فأنت ابن رب عملي على ايه حال “
زم شفتيه بضيق و سألها بخشونة ” هل وافق حبيبك على سفرك معنا “
غضبت الأن ، حقا غضبت ، لم يتعمد مضايقتها ، قالت ببرود
” بالطبع لقد وافق حبيبي ، ما الذي يجعله لا يوافق أنه عملي أنا لست ذاهبة للنزهة “
قال فخار بحدة ” كونك تسافرين معي ، أقصد معنا نحن أبي و أمي ، فنحن أغراب عنك “
أجابت ببرود ” لا تقلق هو يثق بي تماما و لا أظن أنه سيهتم مع من أسافر “
رغم علمها بكذبها و أن حسام لم يعد بأمكانه أن يعترض أو يهتم ، ارتسم الضيق و ربما شيء من الغضب على وجهه و صمت يلف السيارة حتى وصلا الفندق ، ترجل فخار بغضب و تركها تتعامل مع حقيبتها بنفسها غير مهتم ، نظرت إليه بحنق متمتمه ” قليل الذوق“

كانت تبدل ملابسها بعد أن استقرت في غرفتها المطلة على البحر مباشرة ، و هى تتحدث مع والدتها عبر مكبر الصوت قائلة بحماس
” اه لو ترين هذا المنظر أمي ، أنه رائع ليتك و أبي معي هنا “
استمعت لوالدتها قليلاً ثم أنهت المكالمة على طرق الباب ، اتجهت لتفتح الباب ، وجدت فخار يقف متكئا على إطار الباب ملقيا جاكيت بذلته على كتفه ، اعتدل في وقفته و قال ببرود ” أبي يخبرك بأن تسرعي فموعد الغداء قرب “
أجابته بهدوء ” حسنا سيدي فقط خمس دقائق و سأتي خلفك “
قال بحزم ” سأنتظرك لنذهب معا “
أجابته بضيق ” لا داعي سيدي ، أعرف الطريق “
قال فخار بخشونة ” هذا أمر آنسة يقين ، هيا أسرعي لنذهب “
شعرت بالضيق فاتجهت لتحضر حقيبتها من على الفراش ، قالت ببرود ” تفضل ، لقد انتهيت “
قادها فخار لمطعم الفندق ، لتجد رحيم و سميحة جالسين يتحدثون بهدوء ما إن رأتها سميحة حتى ابتسمت قائلة ” أجلسي عزيزتي ، هل تحدثت مع والدتك “
أومأت برأسها باسمة ” نعم سيدتي ، و سأحادثها مساءاً لتطمئن “
سألها فخار بحدة ” و خطيبك لم تحادثيه ليطمئن بدوره “
نظرت سميحة لزوجها بضيق فقال رحيم بهدوء ” بالطبع ستتحدث معه أيضاً ، أليس كذلك يقين ، ليته أتى معك لتتقربا أكثر من بعضكما “
أجابت يقين بهدوء فهى لم تخبر أحد عن ترك حسام لها ” في المرة القادمة سيدي ، ربما أتينا هنا بعد الزواج “
أجابت سميحة بحماس ” أجل فالمكان هنا جميل لقضاء شهر العسل لتخبريه عن ذلك فور عودتك “
أومأت برأسها باسمة بتوتر ، لمتى ستظل تكذب ، فالكذبة تقود لأخرى ، قال رحيم باسما ” لنطلب الغداء فقد شعرت بالجوع الشديد“
طلبا الطعام بصمت و تناولاه بهدوء إلا من بعض الأحاديث الدائرة بين سميحة و زوجها . انتهوا من الطعام فقالت يقين مستأذنة ” بعد إذن سيدي سأذهب لمهاتفة حسام لأطمئنه أني وصلت “
أومأ رحيم موافقا فسارت متجهة لتعود لغرفتها ، فهى لا تريد الجلوس معه في مكان واحد و يشعرها بالتوتر ، بأحاديثه المبطنة ، كانت تستعد لتستقل المصعد عندما أوقف أغلاقه يد كبيرة مما جعلها تتوتر فهى لا تحبذ الصعود مع رجل غريب وحدهما في المصعد ، دلف رجل يبدوا من ملابسه أنه أحد الأعمال الذين أتوا لحضور المؤتمر ، كانت ملامحه جادة و يبدوا جذابا ببذلته الضيقة التي تظهر عرض كتفيه و أتساع صدره ، كان يصفف شعره جانباً ليلامس وجنته العالية ، قال بهدوء ” أي طابق “
نظرت إليه بعدم فهم فسألها بتفهم لحيرتها ” لأي طابق ستصعدين أنستي “
قالت يقين بتوتر ” الثالث “
ضغط الرجل الزر ليتحرك المصعد فاتخذت يقين أقصى اليمين مبتعدة عن الرجل الواقف أمام الباب ، سمعت صوته يسألها ” هل أنت أتيه للمؤتمر “
لم تجب يقين ، فالتفت الرجل إليها متفحصا بإعجاب ما يراه و يظهر من ملابسها الساترة ” أحمد إبراهيم ، أتيت لحضور المؤتمر “
أخفضت يقين رأسها بتوتر صامتة فتنفست براحة عندما فتح باب المصعد ، قبل أن تخرج قال لها الرجل ” سأراك بالقريب آنسة ؟ “
لم تجب تساؤله و خرجت مسرعة من المصعد ، سمعت صوت ضحكة الرجل يقول ، قبل أن يعاود المصعد للانغلاق ” مثيرة للاهتمام حقا “
أسرعت لغرفتها و أغلقت الباب جيدا و هى تتنفس الصعداء بقوة .اتجهت للشرفة تنظر للبحر الأزرق أمامها بمياهه الصافية التي تلمع تحت أشعة الشمس الموشكة على الغروب ، تنهدت يقين بضيق و نزعت حجابها قبل أن تتجه للفراش و تستلقي عليه لتغفوا بسرعة و صوت أمواج البحر المتلاطمة على الشاطئ القريب يهدهدها

كان فخار يقف على الشاطئ وقت الغروب واضعا يده في جيبه شاردا في قرص الشمس الأحمر الذي يتخذ طريقه ليغوص في البحر هذا للرائي فقط بينما هو يذهب لمكان أخر لينبه أخرين للشروق و يعدهم للاستيقاظ ، تقدم فخار للماء ليخترق الأمواج المتلاطمة غير عابئ بملابسه التي ابتلت ، و حذائه المشبع بالماء ، وجد أنه يتقدم للداخل لتبتل خصلاته و وجهه من ضربات الأمواج أقشعر جسده و لكنه لم يعبأ و ظل واقفا وسط الأمواج حتى أخترق سمعه صوت والده الغاضب يحثه على الخروج ، ” فخار ، أخرج من الماء بسرعة ، هل جننت ؟“
استدار ليعود أدراجه للخارج ، وقف أمام والده يرتعش فقال رحيم بغضب ” هيا لتبدل ملابسك لن أحادثك الأن “
قاده للفندق ممسكا بذراعه كالولد الصغير المعاقب ، و فخار مستسلم لوالده تماما ، بدلا من أن يتجه لغرفته أخذه لغرفتهم و أدخله بغضب ، ما أن رأته سميحة حتى نهضت من على المقعد الكبير في وسط الغرفة هاتفه بذعر ” ما الذي بللك هكذا حبيبي ، هل سقطت في الماء “
أجابها رحيم غاضبا ” أدخليه للمرحاض يتحمم بماء دافئ لحين أحضر له بعض الملابس “
نفذت سميحة حديث زوجها و قادت فخار للمرحاض و أجلسته على حافة الحوض و أدارت المياه الدافئة لنملئ بها المغطس ، سألته بحزن و هى تراه مازال على شروده غير مهتم بما يحدث حوله و جسده يرتعش من البرد ” ماذا بك حبيبي ، ما الذي يحدث معك ، ماذا يضايقك “
رفع فخار نظره بشرود و قال بصوت مرتعش خافت ” أنا متعب أمي أريد النوم “
ضمته سميحة باكية و أجابت بحزن ” ستنام اليوم في حضني فخار كما كنت تفعل و أنت صغير “

بعد نصف ساعة كانت سميحة تجلس باكية أمام زوجها و فخار يتوسد فراشهم بعد أن تحمم و بدل ملابسه ، وضعته في الفراش ليغفو على الفور قال رحيم بحزن ” كفاك سميحة ، بكاءك لن يجدي نفعا “
قالت تجيبه باكية ” ماذا في يدي أفعله رحيم و أنا أرى ولدي الوحيد كأنه شمعة و تنطفي ، أنظر إليه كيف حاله “
قال رحيم بحزن ” أرى أنه يجب على أن أجعله يرى طبيب كما أقترح عمر “
قالت سميحة بعنف ” لا ولدي ليس مريضا ، لم لا تفهم رحيم أنه يحبها للفتاة و شعوره بالذنب تجاه أماني هو ما أوصله لهذه الحالة“
تنهد رحيم بحزن ” لقد ظننت عندما قلت يأتي معنا هو و أماني أن يرى الأمور بشكل أوضح و أنه لا يستطيع تجاهل زوجته ليقع في حب أخرى هكذا ببساطة و لكن ما حدث أنه يغرق أكثر ، ليتني ما أخبرته أن يأتي معنا “
قالت سميحة بعنف غاضبة ” ما يهمني هو ولدي رحيم ، عند عودتنا سأبحث له عن عروس و سأخبر أماني بذلك “
قال رحيم بضيق ” كفاك سميحة ، هذا تهور ما تريدين فعله فقط أنتظري لحين يستيقظ فلي معه حديث جاد هذه المرة ، يجب أن أعلم إن كان حقاً لا يمانع الزواج على أماني فأنا لم أصدق حديثه الواهي المرة الماضية “
التفتت سميحة لتنظر لفخار الهادئ في الفراش قائلة بحزم ” و أنا أيضاً لي حديث جاد مع أحدهم “ !

💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:21 AM   #12

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
💓💓💓💓💓💓💓💓

كانت تشعر بالأرق ربما كونها في مكان جديد فلم تستطع النوم ، ارتدت ملابسها و فضلت الخروج للسير قليلاً على الشاطئ ، مرت على غرفة رحيم لتخبره و زوجته عن مكان وجودها ، طرقت الباب بهدوء منتظرة أن يجيبها ، فتحت سميحة الباب و كانت مازالت بملابسها التي تناولوا بها الغداء ، ابتسمت بهدوء متسائلة ” مساء الخير عزيزتي ما بك ذاهبة لمكان “
قالت يقين باسمة ” أجل سأسير على الشاطئ قليلاً و أردت ابلاغكم عن مكان وجودي “
أفسحت لها الطريق عندما سمعت رحيم يقول ” تعالي يقين “
دلفت للغرفة لتجد رحيم يجلس على أحد المقعدين في الغرفة و أمامه طاولة صغيرة عليها بعض الحلوى و الشاي ، ابتسمت له قائلة ” مساء الخير سيدي ، سأسير قليلاً على الشاطئ حتى أستطيع النوم فقد غفوت بعد الغداء لوقت طويل و لا أستطيع العودة للنوم “
قال رحيم باهتمام ” هل تناولت العشاء “
أجابت يقين باسمة ” أجل لقد تناولتـ... “ تلاشى حديثها عندما سمعت صوت الفراش و وقع نظرها على فخار الغافي في فراش والديه ، ارتبكت يقين و قالت مسرعة ” حسنا سيدي تصبح على خير ، سأذهب الأن “
قالت سميحة بهدوء بعد أن لاحظت نظراتها للغافي في غرفتهم ” حسنا يا ابنتي و لكن لا تتأخري في الخارج ، حتى لا تتعرضي لمضايقة أحدهم “
أومأت برأسها و استدارت خارجة من الغرفة ، نظرت سميحة لزوجها بنظرات متفهمة و قالت بحزن ” أظن أن هناك شيء ما يحدث بينهما و إلا ما ارتبكت عند رؤيته لدينا “
رد رحيم بضيق ” اتمنى أن لا سميحة فالأمر بالفعل سيكون معقد لو كان كذلك “
تململ فخار ثانياً قبل أن يعتدل في الفراش يتثاءب و تمتمة متعجبة تخرج من فمه بتساؤل ” أمي لم أنا هنا ألم أذهب لغرفتي “
ابتسمت سميحة بحنان ” مساء الخير عزيزي ، هل أنت جائع “
هز رأسه نافيا و أجاب ” لا ، لست جائع ، أنا سأذهب لغرفتي ، أسف أمي لإزعاجكم “
قال رحيم بهدوء و جدية ” تعال فخار أريد الحديث معك قليلاً “
نهض فخار بتوتر يعلم فيما يريد والده أن يحادثه ، جلس أمامه على المقعد الأخر سائلا ” ماذا أبي ، هل أنت غاضب مني “
تنهد رحيم بحزن و سأله ” لا فخار أنا لست غاضب منك ، بل أنا حزين عليك “
سالت دمعة من عين سميحة و اتجهت للفراش لتجلس عليه ، عندما سأل فخار بحيرة ” حزين علي ، لماذا “
قال رحيم بمرارة ” لا تعرف لماذا “
هز رأسه نافيا ” لا “
تنهد رحيم و سأله بجدية ” هل تريد الزواج مرة أخرى فخار “
صعق من سؤال والده حقاً و الأن بالذات في الوقت الذي يريد فيه بالفعل الزواج ، و لكن ليس الزواج بأي امرأة ، بل الزواج بيقين ، و لكنها مرتبطة بأخر ، قال يجيبه بتردد ” لم تسأل الأن أبي هل فعلت شيء يوحي بأني أريد ذلك “
رد رحيم بضيق ” فعلت الكثير بني ، فقط أخبرني“
رد فخار بتأكيد ” لا ، لا أريد الزواج على أماني أبي أطمئن “
قالت سميحة بحدة ” و لكني أريدك أن تفعل ، هذا من حقك بني “
قال فخار بضيق ” لا ، لا أستطيع فعل ذلك و جرح أماني أمي ، مستحيل أن أفعل ذلك “
سأل رحيم بجدية ” و يقين فخار “
رد فخار بضيق ” ماذا عنها ، أنها مرتبطة و ستتزوج أكيد في يوم ما ، لم أنت قلق بشأنها لقد أخبرتك أن ما حدث معها كان خطأ “
رمقه رحيم بشك ” حقاً أفهم من ذلك أنك لا تفكر في الزواج على أماني أبدا “
يتزوج ، لا بالطبع فمن أرادها ليست متاحة له ، قال بنفي ” لا لن أفعل “ نهض قائلاً ” أنا سأعود لغرفتي ، تصبحوا على خير “
تحرك ليتركهم و خرج من الغرفة يشعر بالضيق ، اراد السير قليلاً لعله يهدئ من توتره ، خرج من الممر الطويل متجاهلا المصعد ليهبط على الدرج مسرعا يريد أن يستنشق بعض الهواء ، اتجه للشاطئ ليسير بتمهل ، كان الليل حالك و الشاطئ فارغ لا يؤنس وحدته غير صوت الموج كانت الاضواء المنبعثة من الفندق و الفنادق المجاورة للشاطئ تضفي على المكان بعض الحميمية فتشعر كأنك في عالمك الخاص ، لا تسمع صوت غير أنفاسك و الموج فتشعر بالسكينة ، سكينة و حميمية و أنت وحيد؟؟ ، بالطبع هذا لمن يريد أن يكون وحيداً الأن بالضبط كفخار !!، رفع رأسه ينظر للسماء و يديه في جيب سرواله ، كانت النجوم تلمع ببريق خافت ، ترسم لوحة فاتنة تظهر سماء حالكة تزينها مصابيح مضيئة بحالمية ، تنهد فخار بحزن و شعور بالشوق لأماني الآن ، نادما كونه جاء هنا وحده ، استدار ليعود عندما أتاه صوت استغاثة مكتوم من بعيد ، شعر بالقلق و عيناه لا تخترق الظلام ، تقدم تجاه الصوت مسرعا و هو يتساءل بتوتر ” من هناك ، هل يوجد أحد هنا “
لم يجيبه أحد و لكن الصوت المكتوم جاءه بأنين كمن ينازع و يريد التحرر ليخرج فتقدم أكثر ليتفاجأ بذلكم الجسدين الملتحمين ربما في صراع و ربما في شهوة مقززة فكل ما يراه في هذا الظلام جسدين يتحركان بعنف تقدم بعنف قائلاً بغضب ” انتما ماذا تفعلان “ فهذا أمر مشين و مرفوض
ابتعد الرجل و نهض هاربا ما أن سمع صوت فخار تاركا تلك التي أخذت أنفاسها بشهقات متألمة ، و هى تمتم ” أنجدني أرجوك ، لا تتركني ربما عاد “
وضع يده في جيبه ليخرج هاتفه متذكرا أنه ليس معه ، و لكن ما صعقه حقاً هو هذا الصوت المذعور ، أقترب منه ليتبين يقين بملابسها الممزقة و حجابها المنزوع , قال بفزع ” يا إلهي ماذا حدث لك ، من هذا الرجل “
و لكن يقين كانت من الصدمة بحيث لم تجيب و وعيها يتركها مسلمة أمرها لذلك الجاثي بجانبها و قد شعرت بالاطمئنان الآن أنها بين أيدي أمينة ...

يقطع الغرفة ذهابا و إيابا بغضب منتظرا أن تفيق ، كان قد حملها لغرفته داعياً أن لا يراه أحد يحملها و هى بهذا الوضع الحرج بملابسها الممزقة و حجابها الذي وضعه كيفما يكون ، استقبله أحد العاملين في الفندق بقلق فقال له بحدة ” أطلب الطبيب رجاء ليراها ، يفضل أن تكون طبيبة أنثى “
لم يسمح له بأن يسأله ماذا حدث لها فهو نفسه لا يعرف حقيقة ما جرى معها هناك و لأي حد وصل معها هذا الرجل ، بعد مجيء الطبيبة و معاينتها طمئنته قائلة إنها أصيبت بصدمة ، و حقنتها بمهدئ لتظل غافية بضع ساعات ، و عندما سألها بارتباك عن حدوث اعتداء نفت ذلك و قالت إنها بخير و لكنها أصيبت بعدة كدمات من العنف الذي تعرضت له ، ستزول مع الوقت ، و ها هى حتى الثالثة فجرا مازالت غافية ، و لكنه يشتعل يريد أن يعرف من الرجل الذي كان معها و لم كانت على الشاطئ في هذا الوقت المتأخر ، أنت يقين لتعلن عن قرب يقظتها ، فأقترب ليقف بجانب السرير منتظرا بنفاذ صبر ، لولا خشيته لتفزع لأيقظها هو و لكنه يريد أن تعي لمحيطها أولا ، رفعت يدها لجبينها بألم قبل أن تفتح عينيها وهي تعي لم حدث و ذلك الذعر يعاودها ، هبت فزعة و صرخة خائفة تخرج من حلقها ، عندما قال فخار بأمر مهدئا
” أهدئي يقين ، أنت بأمان الآن “
مرت على جسدها بفزع و رفعت يدها لتلمس حجابها فقال مرة أخرى مهدئا ” أنت بأمان و ملابسك ساترة أهدئي “
أخفت وجهها بين راحتيها تبكي بألم تفرغ خوفها و رعبها و شعور العجز الذي كاد يوقف أنفاسها عن عدم استطاعتها لإنقاذ نفسها من بين براثن ذلك الوحش الذي أنقض عليها ليفترسها ، فتركها فخار تفرغ انفعالاتها ، حتى هدئت و شهقاتها خفتت ، أزاحت راحتيها و مسحت دموعها برسغها ، و سألت بصوت مرتعش ” هل هذه غرفتي“
أجاب فخار بهدوء مصطنع ” لا أنها غرفتي “
سألت بهستيريا ” كيف أحضرت ملابسي و بدلتها لي “
رد فخار بضيق ” ليس أنا يقين ، الفتاة التي أتت مع الطبيبة الخاصة بالفندق بعد أن أخبرتهم لجلب ملابس من غرفتك “
نهضت يقين من الفراش تترنح بقدمين مرتعشتين لا تستطيعان حملها و لكنها نهضت لتذهب بعد أن أطمئنت أنه لم يستغل وضعها هو أيضاً ، سألها باهتمام ” لأين أنت ذاهبة “
قالت بتوتر ” لغرفتي سيدي ، شكرا لك لإنقاذك لي من ذلك الرجل “
أضافت باكية و عودة شعورها بالعجز تغمرها ثانياً ” لا أعرف لولا مجيئك ماذا كنت سأفعل “
رق قلبه فقال برفق ” أجلسي يقين ، أهدئي فقط و لا تخافي أنا لن أؤذيك “
عادت تتهالك على طرف السرير و قد غادرتها كل قوتها ، سأل فخار بتوتر و شعور الغضب يعاوده مرة أخرى و هو يتذكر كيف كان يضم الرجل جسدها بعنف تحت جسده ” من هذا الرجل يقين “
ارتعاش جسدها أظهر له مدى رعبها لتذكرها ذلك فقال بغضب مكتوم ” أخ لو وقع في يدي لقتلته , تبا له هذا اللعين “
عادت للبكاء بخفوت فعاد يقول برفق ” حسنا أهدئي فقد مر الأمر على خير لم يحدث لك شيء لقد طمأنتنني الطبيبة “
قالت بائسة ” و لكنه كان سيحدث لولا مجيئك ، يا إلهي هذا الحقير كاد أن يغتصبني “ عند نطقها للكلمة انتفض جسدها بقوة من هول ما يمكن أن يكون حدث لها لولا وجوده ، قال فخار بتوتر و عصبية و بشاعة الكلمة تضرب خلايا مخه ليرتفع الدم لرأسه ، ” لا أعرف ما الذي جعلك تخرجين في هذا الوقت “
عادت للبكاء فقال بنفاذ صبر ” كفاك يقين أنت بخير عزيزتي “
خرجت الكلمة بعفوية فرفعت رأسها ترمقه بتوتر ، نهضت بحزم لتخرج فأوقفها قائلاً بحدة ” هل ستخبرين حبيبك عما حدث معك هنا اليوم “
ردت عليه بعنف ” لا ، لن أخبره ، لن يهمه الأمر ، و لن يهمه أن يعرف ما حدث معي هنا “
سألها بقسوة ” لماذا ، ألا يحبك لدرجة يهتم بما يحدث معك “
تحركت تجاه الباب بقدمين مرتعشتين و ردت بغضب ” لا ، لأنه لم يعد خطيبي أو حبيبي سيدي “
قبل أن تخرج من الغرفة وجدته يمسك بذراعها يمنعها و هو يسأل بعنف ” اليوم فقط قلت أنك ستأتين هنا عندما تتزوجين “
نظرت لراحته التي تمسك بذراعها و قالت بغضب مكتوم ” أرفع يدك عني سيدي “
تركها فخار على الفور فهو لا يريد إفزاعها و تذكيرها بما كاد يحدث و تظنه مثل ذلك الرجل ، قال بتساؤل ” هل تركت خطيبك لأنك لا تحبينه يقين “
لم تجب و لكنها تسمرت أمام الباب المغلق غير قادرة على مد يدها و فتحه ، ماذا تنتظر منه أن يقول ثانياً ، قال فخار سائلا برجاء ” هل تحبيني و لو قليلاً يقين ، أنت تعلمين أني أحبك أليس كذلك ، أرجوك أخبريني “
سالت دمعاتها فقالت غاضبة ” كيف أحبك ، أنت رجل لديك زوجة ، كيف تحبني ، أنت رجل خائن لزوجتك و لعائلتك “
قال بحزن ” أنا لم أخون أماني معك يقين ، أنا أحبك و أريد الزواج بك ، هذه ليست خيانة ، هذا حق أعطينه الله و هو الزواج بأخرى إذا أردت و لدي سبب قوي لأفعل “
سألته ساخرة ” سبب قوي ، ما هو يا ترى “
أجاب بحزن ” أحبك ألا يكفي “
ردت ببرود ” أسفة و لكني لا أفعل “
” كاذبة “ قالها مؤكداً واثقا
التفتت إليه بغضب وصفعته على وجهه بقوة غاضبة و صدرها يعلو و يهبط بجنون ، يا لوقاحته , ابتسم بحزن ” تفعلين “ قالها بهدوء مؤكداً
تحركت و فتحت الباب فقال بقوة ” تزوجيني يقين ، أنت تحبيني ،و إلا ما تركت خطيبك “
رمقته ساخرة و أجابت ” لعلمك سيدي أنا لم أترك حسام بل هو فعل“
ألقتها في وجهه قبل أن تغادر الغرفة لتعود لغرفتها تحتمي بها ، ما أن دلفت للغرفة حتى ألقت جسدها على الفراش و هى تنفجر باكية بعنف مفرغة كل توترها و غضبها من كل شيء .
**********++
لحسن الحظ كان وجهها يبدوا طبيعياً و ليس به كدمات كجسدها ، التقت و رحيم وسميحة على الفطور ، و لم يكن له أثرا ، فشعرت بالراحة قالت بهدوء ” صباح الخير سيدي ، سيدتي “
أجاب كلاهما على تحيتها و أضافت سميحة بهدوء ” أجلسي يقين لتناول الفطور ، ظننا أنك ستتأخرين في الاستيقاظ اليوم طالما غفوت متأخرة بعد سيرك على الشاطئ ، بالمناسبة متى عدت “
جلست يقين و أجابت بهدوء قدر الإمكان بعد ما مرت به أمس ” لم أتأخر كثيرا سيدتي ، و غفوت مبكرًا “
سمعت صوته الخشن يقول من خلفها ” صباح الخير “
أجابت سميحة بحنان ” صباح الخير حبيبي ، تعال أجلس لتناول الفطور “
جلس فخار في المقعد المجاور ليقين دون أن يوليها أي اهتمام حتى لا تشعر بالتوتر بعد ليلة أمس ، و قال بجدية لرحيم ” أبي أنا سأعود اليوم “
قالت سميحة بخيبة ” لم عزيزي ، لقد وصلنا للتو “
أجاب فخار بحزم ” وجدت أني لا أريد البقاء أمي أسف لذلك سأعود لمنزلي فقد اشتقت لأماني “
أخفضت يقين يديها أسفل الطاولة تضعها على قدميها تخفي ارتعاشهما ، الوغد الحقير ، بالأمس كان يدعي أنه يحبها ، و اليوم يريد العودة سريعًا لأحضان زوجته , تبا له ، قال رحيم براحة ” على راحتك بني “ بالفعل هذا أفضل بعد رؤيته للتوتر القائم بينه و بين يقين كأنه بالفعل بينهما شيء ما ، تقدم من الطاولة ذات الوقت رجل يقول بترحيب ” سيد رحيم ، أنت هنا “
نهض رحيم يمد يده للرجل باسما بفرح ” كيف حالك أحمد تفضل أجلس معنا ، هل أتيت لحضور المؤتمر “
جلس أحمد على الجانب الآخر من يقين و هو يجيب ” أجل بالطبع ، لو علمت أنك هنا من أجله لأتينا معا “
قال رحيم بجدية ” أحمد ، أعرفك هذا ولدي فخار ، و هذه يقين مساعدتي “
التفت أحمد و يا للحظ كان هو رجل المصعد الجذاب ، قال ليقين بغموض ” لقد تعرفت و الآنسة من قبل ، و سعدت بمعرفة أسمك الأن “
أومأت يقين برأسها بتوتر و حاولت رسم بسمة على شفتيها و لكنها لم تستطع فأكتفت بهز رأسها بصمت ، بدلاً من تجاهلها و الترحيب بفخار كما يجب أن يفعل قال باهتمام ” كنت أعرف أنك أتية من أجل المؤتمر ، من حسن الحظ أنك مساعدة السيد رحيم سنلتقي مجددا “
شعر فخار بالغضب ، هل يغازلها الرجل أمامهم ، هل تعرفه من قبل بالفعل ، متى التقت به ، هل هو رجل الشاطئ و هى لم تقل ذلك ، أراد أن يصرخ بها أن تجيب كل تساؤلاته عندما نهضت بتوتر قائلة ” سيدي سأعود لغرفتي فقد نسيت أن أهاتف والدي ، و سيقلقان إن لم أفعل “
قال أحمد باهتمام أثار غضب و استياء فخار ، الذي لاحظت والدته ذلك ” تفضلي هاتفي يمكنك طلبهم منه “
كان فخار سيتدخل غاضبا ليخبره أنه ليس له شأن بها عندما قالت يقين بحزم ” شكراً لك سيدي و لكن معي هاتفي عن إذنكما “
تحركت مسرعة تاركة خلفها شعورها بالتوتر من ذلك المتحفز على جانبها و شعورها بالضيق من ذلك الآخر ..

عندما عادت للنزول مرة أخرى كان الرجل المدعو أحمد قد ذهب و فخار غير موجود ربما ذهب ليجهز نفسه للعودة لزوجته ، قالت يقين لرحيم بهدوء ” سيدي سيبدأ المؤتمر بعد نصف ساعة هل نتحرك الأن “
قال رحيم باسما ” بعد قليل يقين سيأتي أحمد معنا “
شعرت بالضيق لذلك ، فهذا الرجل ينظر إليها بطريقة وقحة و حديثه موحي و لا يلتزم حدوده معها في نظرها هى على الأقل ، أرادت أن تسأل عن فخار و إن كان قد رحل و لكنها لم تستطع بالطبع ، أتى أحمد قائلاً بمرح ” تأخرت عليك سيد رحيم “
قال رحيم باسما ” لا أحمد للتو أتت يقين ، هل نذهب “
قال فخار بجمود و قد جاء للتو ” سأتي معك أبي “
سألته سميحة بتعجب ” ألن تعود اليوم “
أجاب فخار بضيق ” لا ، فضلت البقاء ، لا بأس بالبقاء لليومين التاليين حتى لا تكونوا وحدكما هنا ، شكراً لك سيد أحمد و لكني سأهتم بوالدي منذ الآن “
قال أحمد بلامبالاة ” لا بأس سيد فخار فطريقنا واحد على أيه حال ، يمكن أن تأتي معي الآنسة يقين فتفسح لكم المجال في السيارة “
قال فخار مجيباً بعنف ” لا ، الآنسة يقين ستأتي معنا هى مسؤولة من والدي ، و لا يجب أن تذهب مع أحد غريب ، شكراً لاهتمامك على ايه حال “
قال رحيم بتوتر ” لا داعي للعصبية بني السيد أحمد كان يريد المساعدة فقط “
قالت يقين بحزم ” لا بأس سيد أحمد سأتي معك ، فأنت معك حق طريقنا واحد “
توترت ملامح سميحة و هى ترى الغضب الذي أرتسم على وجه ابنها فقالت بجدية ” لا بأس يقين سنلتقي في المؤتمر إذن ، هل لنا أن نذهب الأن “
رغم ندمها على ما تفوهت به إلا أنها لم تعد تستطيع التراجع و الرفض و ليس أمامها خيار سوى الذهاب مع أحمد ، طمئنت نفسها ، لا بأس السيد رحيم يعرفه و إلا ما وافق على ذهابي معه و رغم أنه لديه الجرأة في الحديث معها إلا أنه ليس من الحماقة أن يفتعل معها مشكلة أو يتصرف بتهور ، لا بأس سيمر الأمر بخير ، تحركت لتذهب معه بعد أن قال بهدوء ” تفضلي معي آنسة يقين سيارتي في الخارج ، لن نستقل سيارة أجرة “
نظرت لسميحة التي أومأت لها بالذهاب كأنها تقول ، أذهبي لا تخشي شيئاً ، بعد ذهابهم قال فخار بجمود ” كيف تسمحون لها بالذهاب مع رجل غريب ، ألم يوصيك والدها أبي “
قال رحيم بجدية ” أنا أعرف أحمد جيداً ، هو شاب جيد و لن يؤذي يقين ، ثم يقين لم تمانع فلم القلق ، تستطيع أن تحمي نفسها جيداً لو تعدى حدوده معها في الحديث ، ببساطة ستتركه و تأتي إلينا “
قال فخار بغضب ” أنا لا أصدق أبي ، ألم ترى كيف ينظر إليها ، إن الرجل يفكر بها بطريقة وقحة تظهر حتى لطفل صغير “
قال رحيم ببرود ” هل نسيت يقين مخطوبة لرجل أخر و لن تفكر في شيء كهذا ، ثم أنت فقط من يرى هذا الإهتمام نحن لا نراه هكذا بل هو مجرد مساعدة من أحمد لنا فقط “
أجاب فخار بعنف ” هى ليست مخطوبة أبي ، لم تعد مرتبطة بذلك الرجل لقد أخبرتني بذلك بنفسها “
نظر رحيم لسميحة بتوتر ، قبل أن يقول بحدة ” حسنا هذا ليس الوقت المناسب لهذا الحديث هل لنا أن نتحرك حتى لا نتأخر عليهم “
بالفعل قادهم فخار لهناك و لا يعرف كيف تحمل طول الوقت حتى ينتهي اليوم الأول للمؤتمر و يعودون للفندق ، كان يريد أن يعرف كيف عاملها ذلك الرجل و فيما حادثها ، و كيف وافقت على الذهاب معه ، انتهى اليوم و عادا للفندق و صعد كل منهم لغرفته ليبدل ملابسة استعداد للعشاء ، بعد أن فاتهم موعد الغداء قررا اللقاء في مطعم الفندق لا ، أغلقت يقين الباب بهدوء و استندت عليه تريح رأسها و هى تتنفس الصعداء ، فقد كان اليوم عصيب بالفعل بعد ذهابها مع أحمد الذي وجدته مثال للأدب و الذوق و لم يضايقها بالحديث مما جعلها تتعجب ، و لكن ما وترها حقا هو نظرات فخار إليها ، كان غاضبا متحفزا ، و كلما وجدها قريبة من أحمد أشتعل الشرر في عينيه لتجد نفسها تبتعد و تحتمي بالقرب من والديه ، حتى أنتهى اليوم الذي استنزف كل مشاعرها ، سمعت طرق على الباب فابتعدت لتفتح بتعجب متسائلة عن هوية القادم ، وجدت فخار الذي أزاحها عن الباب و دلف لغرفتها ليغلق الباب خلفه بقوة و يدير المفتاح ، نظرت إليه بصدمة شاعرة بالخوف من تصرفه ...
سألته يقين بغضب ” ماذا تفعل هنا و ما الذي تريده ، لم أغلقت الباب “ أضافت بصوت مرتعش
نظر إليها فخار بصمت لدقائق متفحصا ملامحها المتوترة ترك جانب الباب و تقدم خطوة منها و الغضب يسيطر على تعابير وجهه ، قال سائلا بقسوة ” فيما تحدثتما و أنتم معا في السيارة ، كيف قبلت الذهاب معه وحدك بعد ما حدث لك أمس ، هل هو من كان معك على الشاطئ “
قبضت يقين على يديها حتى لا تضربه ، كيف يتجرأ و يقول هذا الكلام ، كيف يظن بها هذا ، رجل كاد يغتصبها فتخفي هويته بل و تذهب معه لمكان ، تبا هى لم ترى وجه ذلك البغيض من الظلام على الشاطئ ، ليتها ما ذهبت هناك ، ليتها ظلت في غرفتها ، أجابت بهدوء مصطنع ” لا شأن لك بحياتي سيدي ، هل لك أن تخرج خارج غرفتي رجاء فهذا لا يصح أن نكون وحدنا في مكان “
قال فخار بحزم ” تزوجيني إذن ، حتى يصح وجودنا معا“
قالت يقين ببرود ” و زوجتك سيدي التي اشتقت إليها في الصباح و كنت عائد من أجلها “
أجابها بجمود ” و مازالت اشتاق إليها و سأظل فأنا أحبها “
شعرت يقين بالغضب ، ما هذا الذي يقول ، يحبها ، لم يريد الزواج بها إذن ، لم تعد تفهم تفكير هذا الرجل ، قالت بجمود من بين أسنانها ” أخرج من غرفتي رجاء “
فهى تظن أنها يمكنها أن تتهور و تلطمه ثانياً على وجهه إن لم ينصرف من أمامها ، قال فخار بحزم ” لن أخرج قبل أن تجيبي سؤالي يقين “
رمقته بسخرية مريرة ” هل تنتظر جواب مني حقا ، بعد حديثك عن حبك لزوجتك ، من أي صنف أنت يا سيد ، من يدعي حب امرأة و هو يريد الزواج بالأخرى “
قال فخار بصدق ” رجل أحب كلتاكما “
رمقته بحدة ، يحب كلتانا ، هل هذه مزحة ، تشكل التساؤل على لسانها ليخرج بمرارة و سخرية و هى تقول ” هل تمزح معي يا سيد ، ليس هناك هذا الحب ، هل لك قلبين في جوفك لتحب كلتانا ، أم أنك فقط مجرد خائن و تتخذ الحب مبررا لخيانتك “
اقترب فخار خطوة فتراجعت يقين بقلق فقال مؤكداً عندما لاحظ خوفها ” لا تخشي شيئاً ، أنا لن ألمسك “
ضمت يديها في حركة توسل و قالت بحدة و قد بدأت دموعها تتساقط ” أرجوك سيدي دعني و شأني أرجوك ، تعرف أن زواجنا مستحيل ، فلم تعذبني معك ، أرجوك تناسى وجودي كأنك لم تعرفني يوماً و عد لزوجتك أرجوك “
أجاب فخار بمرارة ” و هل تظنين أني لا أريد فعل ذلك ، و لكني حقا لا أستطيع ، أنا أحبك يقين ، أحبك حقا لقد حاولت أن أبتعد عنك كثيرا حاولت نسيانك حاولت تجاهل أني عرفتك يوماً و لكني لم أقدر ، تظنين أني أكذب عندما أقول إني أحب كلتاكما ، أنا بالفعل أفعل ، أحبك و أحب أماني ماذا أفعل لتصدقيني “
قالت يقين بمرارة ” و لو صدقتك سيدي ، هل تظن أني أستطيع أن أخذ رجل من زوجته ، هل تظن أن والدي يمكنه أن يقبل أن أتزوج رجل متزوج ، لا أظن ذلك “
قال فخار برجاء ” وافقي و أتركيني أحادثه “
هزت رأسها بعنف ” لا ، لن أوافق ، كيف أتزوج رجل متزوج “
قال بحزن ” أنا لست الوحيد الذي يفعل ذلك يقين ، أنه حق أعطاني إياه الله أنا لن أفعل شيء يغضبه أنا أريدك أن تكوني زوجتي أمام الله “
قالت ساخرة ” و زوجتك “
قال فخار بحزن ” لا أستطيع إخبارها ، فهى مريضة و لا أريدها أن تحزن “
سألته ببرود ” و كيف ستتزوجني إذن ، في الخفاء “
قال فخار بجمود ” سيعلم والديك و والدي و لكن أماني لا لا يعد هذا في الخفاء “
هى لا تصدق ما تسمع ، هل يظن حقا أن والديها سيوافقان على هرائه ذلك ، لا تظن هذا ، قالت. يقين ببرود ” أذهب لأبي و أطلبني منه ، لو وافق أعدك أن أتزوجك كيفما تشاء “
نظر إليها فخار بشك من حديثها هل وافقت حقا ” هل أنت جادة ، لو وافق أبيكِ لن تمانعي الزواج بي “
قالت بثقة فهى تعلم أن والدها مستحيل أن يوافق على ذلك ” بالطبع سأفعل ، لو وافق أبي “
إذن سيكون هناك حديث جاد مع والديه قبل عودتهم . نظر إليها فخار و سألها بخشونة ” هل تحبيني يقين “
كتفت ذراعيها بتوتر و قالت بارتباك ” سأخبرك عندما نتزوج “
قال فخار بمرارة ” كاذبة تعلمين أنك لن تفعلي ، فوالديك لن يوافقا على زواجنا ، و لكني لن أتراجع مهما حدث فأنا أحبك يقين و سأحارب من أجلك لتكوني لي “
توترت من حديثه لتتساءل يحارب من و كيف ، ماذا سيفعل هذا الرجل ، قالت بخفوت ” سأنتظر لأرى إذن “
أمسك بمقبض الباب ليخرج و عاود سؤالها ثانياً معطيا إياها ظهره ” تحبيني و لو قليلاً يقين “
أجابته بحزن وصدق ” سأخبرك عندما نتزوج “
خرج فخار مغلقا الباب خلفه بهدوء ، تاركا إياها في صراع مع مشاعرها و عقلها و كل كيانها يتصارع كل شيء داخلها مع و ضد ..

💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖




صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:22 AM   #13

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
💕💕💕💕💕

نظر رحيم لفخار الجالس أمامهم في غرفتهم اليوم التالي بعد انتهاء المؤتمر ، فعند وصولهم للفندق طلب الحديث مع والديه في غرفتهم ، كانت سميحة تفرك يديها بعصبية منتظرة رد زوجها على حديث ولدها ، و بعد صمت طويل من قبل رحيم أجاب بهدوء و حزم " أسف لا أستطيع فعل ذلك و الذهاب معك لوالد الفتاة ، و أنصحك بأن تنسى ذلك تماماً ، لن يقبل أي أب تزويج ابنته الوحيدة لرجل متزوج و من خلف ظهر زوجته ، أنت جننت لتأتي و تطلب مني ذلك "
سألت سميحة باهتمام " هل تحدثت مع يقين "
أجاب فخار بجمود " أجل و طلبت أن أحادث والدها "
ابتسم رحيم بسخرية " أنها من الذوق بحيث أخبرتك أن تفعل ذلك بدلاً من رفضها المباشر لك ، لأنها تعرف أنه لن يوافق "
ارتسم الحزن على ملامح فخار و قال بمرارة ” ألا أعرف ذلك أبي “
سأله رحيم بضيق ” لم طلبت منها ذلك إذن و أنت تعلم النتيجة “
قال فخار بمرارة " أريدها زوجة لي أبي “
عقد والده حاجبيه بغضب ” و أماني “
أجاب فخار بحزن ” ستظل زوجتي أيضاً ، أنا لن أتركها تعلم أني أحبها “
تنهد رحيم بحزن ” معضلتك صعبة بني ، حلك الوحيد هو أن تخبر أماني و تخيرها و تذهب لطلب يقين و أخبار والدها أيضاً بكل شيء , و بعد ذلك لا أظن أنه سيوافق “
قالت سميحة بحدة ” لم لا يوافق ، هل ولدي معيوب “
رمقها رحيم بحدة و أجابها ببرود ” نعم ولدك معيوب سميحة لديه زوجة و الفتاة ليست أرملة أو مطلقة أو قبيحة لتوافق عليه بصدر رحب “
"هى تحبني أنا واثق من ذلك “ قالها فخار لوالده مؤكداً
أجاب رحيم بسخرية ” و لم لا تفعل و أنت تحاصرها مظهرا مشاعرك نحوها بشكل فج ، مظهرا جنونك بها ، أنها فتاة بريئة و ليست متفتحة كفتيات هذه الأيام مؤكد ستنقاد وراء مشاعرها نحوك “
قال فخار سائلا ” أفهم أنك ترفض المجيء معي و طلبها “
قال رحيم بحدة ” ماذا أطلب من الرجل ، ماذا أقول له ، ولدي المتزوج يريد الزواج بابنتك الوحيدة دون علم زوجته و يكفي أننا نعلم عن هذا الزواج “
أخفى فخار وجهه بتعب ، قبل أن ينهض و قال بمرارة ” حسنا أبي ، فهمتك ، و لكني سأذهب إليه على إيه حال ، فقد وعدت يقين بطلبها منه “
رد رحيم بحدة ” ستهين نفسك عندها فخار و أنت ترفض باحتقار من الرجل ، فلما تضع نفسك في هكذا وضع “
قال بحزن ” أخبرتك أريدها زوجة لي و أنا أتحمل أي شيء من أجلها “
سأله رحيم بضيق ” أتحبها لهذا الحد ، غريب و أماني منذ قليل قلت أنك تحبها ، لا أفهمك ، أم هى فقط رغبة في الفتاة فقط تعوض النقص لديك “
قال فخار بمرارة ” لن أجيب على ذلك ، فأنت لن تصدقني “
زم رحيم شفتيه بضيق فقالت سميحة برجاء ” أخبر أماني و دعها تعلم و أفعل ما تريد ، ما تطلبه مستحيل أن يحدث بني ، أخبرها و أتركني أبحث لك عن عروس مناسبة ، غير يقين “
قال فخار بحزم ” لا ، لا أريد غير يقين ، أنا ذاهب سأعود اليوم “
قال رحيم بحدة ” فخار كفاك جنون ، إياك و فعل شيء أحمق يجعلك تخسر الجميع بما فيهم أماني “
لم يجب والده تحرك ليترك الغرفة قائلاً بهدوء كأنه لم يكن يتحدث في موضوع مصيري منذ ثواني يتوقف عليه حياته كلها ” تصبحان على خير ، أظن أني سأعود الليلة لأصل صباحاً “
تركهم ببساطة وسط هتاف والده الغاضب ليتوقف ، نظر لسميحة بغضب فهزت كتفيها بقلة حيلة ، قالت بحزن ” أتركه يفعل ما يريد ، لنري ما سيحدث ، رغم أني أعرف النتيجة منذ الأن “
تمتم رحيم بضيق ” لا أريد أن يجرحه والد الفتاة بالحديث ، أي أحمق يظن أنه سيوافق على هذا الهراء “
تنهدت سميحة بحزن ” ما هو مقدر له سيراه أتركه هو لم يعد صغيرا “
رفع رحيم يديه مستسلما بضيق ” على راحتكم ليس لي شأن بهذا“
جلست سميحة جواره و أمسكت بيده قائلة بحزن ” أمره كله خير “
و لا حديث بعد ذلك يقال ..

سمعت يقين الطرق على باب غرفتها فعلمت من القادم دون أن تشغل عقلها بالتفكير في هويته . فتحت الباب بتوتر تنظر للقادم قال فخار فور رؤيتها ” أنا عائد اليوم ، سأذهب لوالدك غداً ، أفضل الذهاب و أنت لست موجودة حتى لا أسبب لك الحرج ربما كان رد فعل والدك حادا “
لم تنطق بشيء و هى تراه عاقد الحاجبين بضيق كأنه يعلم ما سيحدث و نتيجة ما هو مقدم عليه ، سأل فخار برجاء ” ألا تريدين قول شيء قبل أن أذهب “
قالت يقين بصوت متحشرج ” أعتني بنفسك “
تنهد فخار بحرارة مجيبا ” حسنا ، أراك فيما بعد عزيزتي ، أرجوك لا تخرجي وحدك ليلا و لا تتركي جانب والدي لحين تعودين “
استدار ليرحل حتى يستعد لتجهيز حاجياته للعودة قالت قبل أن يرحل ” فخار ، هل أنت متأكد “
استدار إليها قائلاً بثقة و صدق ” أحبك , أراك فيما بعد “
تركها و رحل فأغلقت الباب بهدوء و دموعها تهطل بغزارة و يأس مرددة بعذاب ” لماذا أنت فخار ، لماذا أنت “

نفس اليوم فجرا ، دلف فخار للمنزل بعد أن ترك يقين أخذ أشيائه و عاد أدراجه مصمما على تنفيذ ما أتفق مع يقين عليه ، صعد لغرفته يبحث عن أماني في المنزل فوجدها نائمة في غرفتهم ، ابتسم بحزن و اتجه إليها هامسا ” أمنيتي “
و كأنها شعرت بوجوده ففتحت عيناها الناعسة تنظر إليه بفرح لعودته ، نهضت بلهفة لتتعلق بعنقه قائلة ” عدت حبيبي ، ظننت أنك ستظل ليومين أخريين “
ضمها فخار بحنان و قبل شفتيها و رأسها بلهفة ” لم أشأ أن أظل هناك وحدي دونك حبيبتي “
مرت براحتيها على كتفيه لتزيل جاكيت بذلته لتنزعها عنه قائلة بدلال ” جيد أنك أتيت حبيبي فقد اشتقت إليك و كنت أفكر بك للتو “
تمتم فخار بحنان مازحا ” كاذبة يا حبيبة فخار ، للتو كنت نائمة “
قالت بدلال و هى تضمه مستندة برأسها على صدره ” بالفعل كنت أحلم بك حبيبي “
فتحت أزرار قميصه و مرت براحتها على صدره العاري قائلة ” جائع ، أعد لك الطعام “
هز رأسه نافيا ” لا متعب من الطريق حبيبتي “
قادته للفراش و أجلسته قائلة برقة و هى تمر براحتها على كتفيه تمسدها برفق ” أسترح إذن حبيبي “
جلست خلفه على الفراش و هى مازالت تمسد كتفيه ، كان يشعر بالذنب لم ينوي فعله و لكنه حقا لا يريد أن يخسرها أو يخسر يقين فماذا يفعل لا يستطيع إخبارها خوفاً عليها و لأنه لا يريد أن تحزن أو يخسرها ، مالت على عنقه و قبلته برقة فتنهد فخار بحرارة و جسده يرتعش رغبة بها ، همس بحشرجة ” أمنيتي “
قبلته بقوة أكثر عدة قبلات على وجنته و عنقه و تمتمت بخفوت ” أحبك يا فخر أماني “
لف ذراعه ليمسك بها و يسحبها لتستلقي على ساقيه و بين أحضانه ليغرقها بقبلاته الحارة الراغبة فقالت برجاء ” تمهل حبيبي لأكون معك كما تريد أعطني بضع دقائق “
ضمها فخار بقوة متمتا ” أسف حبيبتي ، لك كل الوقت “
نهضت أماني لتدخل المرحاض ، تناولت دواءها و مشطت خصلاتها و عدلت من ثوبها الذي تدلت حمالتيه عن كتفيها ، وضعت بعض الحمرة و خرجت إليه ، كان فخار مستلق على الفراش مغمض العينين ، يبدوا متعبا بالفعل ، كانت تريد تركه يغفوا ليرتاح ، و لكنه فتح عينيه و ابتسم برقة و هو يمد يده إليها لتقترب منه ، اقتربت أماني واستلقت على صدره تتنهد براحة قبل أن يتناول شفتيها برفق و رقة و لمساته الحانية كأجنحة الفرشات تأخذها لعالمهم الهادئ ...

في اليوم التالي
كانت يقين تجلس مع سميحة على الشاطئ وقت الغروب تشاهدان قرص الشمس البرتقالي و هو يغوص في البحر الأحمر ، كل منهن صامتة تراقب رحيلها ، التفتت سميحة إليها قائلة ” هل تحبين ولدي يقين “
سؤال مباشر من المرأة الكبيرة تسبب في دهشتها ليقين و الارتباك الذي ارتسم على ملامحها و هى تنظر لسميحة أكد للمرأة أنها بالفعل تهتم و لو قليلاً بشأن ابنها ، قالت يقين بهدوء مصطنع ” لا سيدتي لا أفعل “
سألت سميحة ساخرة ” لم جعلته يذهب لرؤية والدك إذا لم تكوني موافقة أو مهتمة به ، هل تريدين منه أهانته “
ارتبكت يقين و قالت بحزن ” ماذا تريدين مني أن أقول سيدتي “
قالت سميحة بحدة ” الحقيقة يا ابنتي “
قالت يقين بحزن ” نعم أرسلته و أعلم أن والدي لن يوافق و لكني لا أقصد من ذلك إهانته كما فهمت أنت ، أنا فقط أمل سيدتي “
ابتسمت سميحة بحنان ” تأملين أن يوافق والدك “
ردت يقين بمرارة ” و لكنه لن يقبل ، و أنا أيضاً لا أستطيع قبول الزواج برجل متزوج “
قالت سميحة بهدوء ” و لكنك أملت إن وافق والدك ، أنك لن تمانعي أليس كذلك “
صمتت يقين فسألتها سميحة بجدية ” لم يقين ، لم ولدي ، أنت فتاة جميلة و محترمة و كثيرون يتمنونك “
أجابت يقين بحزن ” و لكن لم يميل قلبي لهؤلاء الكثيرون سيدتي قولي أني غبية حمقاء مجنونة ، و لكن هذه الحقيقة ، أنا أحبه بالفعل و يا ليتني ما فعلت ، هذا ليس بيدي صدقيني “
قالت سميحة بمرارة ” و من منا يستطيع التحكم في خفقاته يا ابنتي ، كل ما اتمناه أن يوافق والدك “
ابتسمت يقين بحزن و هى تعلم استحالة ذلك و لكنها لم تنطق بشيء ، و عادت و سميحة تراقبان غروب الشمس ...

كان فخار يجلس أمامه بتوتر و ملامح الرجل توحي بارتكابه الجريمة ، لم يتعجب من ردة فعله فهو كان يتوقعه شعر بالمرارة كونه يعلم ذلك و مع هذا أتى ، و لكنه وعد يقين بأن يفعل من أجلها شعور بالذنب يجتاحه كونه لم يخبر أماني ، يعلم أنه يظلمها بعدم إخبارها و لكنه لا يريد خسارتها فهى حب حياته أيضاً ، و لكن هذا لا يمنع أنه يحب يقين أيضاً و يريدها زوجه مثل أماني ، سمع صوت والد يقين يقول بغضب ” هل أنت أتي لتمزح معي يا سيد ، أم أنك مختل فقط “
قال فخار مؤكداً ” لا سيدي ، أنا لم أتي لأمزح معك و أعلم جيداً ما أقول ، أنا أحب يقين ابنتك و أريدها زوجة لي ، و أنا لا أستطيع أن أخبر زوجتي عن زواجي هذا لأنها مريضة و لا أريد أن أحزنها “
نهض عبد الغني قائلاً بحدة ” أخرج من منزلي ، ليس لدي فتيات للزواج “
قال فخار برجاء ” سيدي أرجوك لنتفاهم فقط ، ثم لم لا تسأل يقين أيضاً فربما وافقت “
قال عبد الغني غاضبا ” وافقت ، حقاً ، و لم توافق عليك يا سيد فأنت حتى لست خالي ، فلديك زوجة ، لم توافق ابنتي هل بها عيب ما لتوافق عليك أنت دونا عن الجميع الذين يأتون لطلبها “
شعر فخار بالضيق فهو معه حق ، هل لو جاء بوالده لغير رأيه ، لا يظن ، قال فخار بمرارة ” سيدي ، أنا أحبها و أعدك أني سأحافظ عليها ، لن أتسبب لها في أي ألم طالما أنا حي ، لا يعيبني أني لي زوجة أخرى فلست الرجل الأول و لا الأخير الذي يتزوج أكثر من امرأة “
هنا لم تعد صباح تتحمل الصمت و هى تراقب و تنصت لذلك الاتي طالبا أخذ ابنتهم الوحيدة على ضرة ” و لكن ابنتي ليست تلك الفتاة ، أذهب و أبحث عن أخري ترضى بذلك نحن لا “
أكد عبد الغني قائلاً بحدة ” رجاء هذا حديثنا النهائي ، تفضل بالذهاب ، و ابنتي لن تذهب للعمل في شركة والدك فور عودتها فلا تنتظر ذلك أو أنك ستراها ثانيا ، رجاء أرحل قبل أن يكون لي تصرف أخر معك ربما لا يرضيك أو يرضي والدك إذا علم ما فعلته “
ماذا فخار ، ماذا كنت تنتظر ،أن يأخذك بالأحضان مرحباً ، نهض مستسلما و قال بحزن ” حسنا سيدي ، لقد ظننت أنك أكثر وعيا لتتفهم أني لست أقل شأنا من أي رجل أخر جاء لخطبتها فقط لكوني متزوج بأخرى ، فهذا حق أعطينه الله و لم أفعل شيء يغضبه ، ثق أني سأتي إليك مرة أخرى و أخرى لتوافق فأنا أريد يقين زوجة لي مهما حدث “
رد عبد الغني غاضبا ” أذهب و أخبر زوجتك و أتني بموافقتها و أنا أعدك أني سأفكر بالأمر ، هيا أرحل من هنا ، و إياك أعلم أنك قريب من ابنتي “
تحرك فخار تجاه الباب بقدمين ثقيلتين متثاقلتين و شعور العجز يسحقه ، لا أمل إذن فهو يعلم جيداً أنه لن يستطيع أن يخبر أماني أو يطلب موافقتها و كيف يفعل و يجرحها هكذا بعمق ، يجب أن يتحدث مع يقين عندما تعود ربما وجدا حلا معا ، أو استطاعت أن تقنع والديها ، أغلقت صباح الباب خلفه بعنف فارتسمت بسمة مريرة على شفتيه ماذا يظن أنهم كانوا سيأخذونه بالأحضان ، خرج للشارع البارد لعل الهواء يلطف من حرارته ألقى نظرة أخيرة على المنزل قبل أن يستقل سيارته ليعود أدراجه للمنزل ، جيد أنه أول أماني لوالدتها قبل مجيئه لهنا ، لا يريد العودة للمنزل و النظر في عينيها و هو يعلم أنه يريد أخري غيرها في حياته ، قاد السيارة بسرعة غاضبة يفرغ بالقيادة المتهورة ما يجيش بنفسه من غضب و يأس ، توقف أمام المنزل بحدة و ترك السيارة بغضب وصعد لغرفته يطلبها ...

أجابت بلهفة ” نعم “
قال فخار بمرارة ” لم يوافق يقين كما توقعت “
صمت طال في الجانب الآخر فسأل فخار بحزن ” لن تقولي شيء “
أجابت بصوت مخنوق ” أسفة ، يفضل أن لا نتحدث مرة أخرى سيدي “
قال فخار بحزن ” أحبك يقين وداعاً “
أغلق الهاتف فتهالكت يقين جالسة على طرف الفراش ووجدت دموع القهر تهطل بغزارة ، لم هو يا إلهي ، لم ، ليتها أحبت حسام ليتها لم تضايقه ليتركها هو على الأقل خيار والديها و أنظروا لخيارها هى ، تريدين الحب يقين، تريدينه أن يضربك كالصاعقة ، لقد فعل و ضربتك الصاعقة في مقتل ، بعد قليل رن هاتفها مرة أخرى فأجابت بهدوء عندما رأت رقم والدها ، قالت تجيبه ” مساء الخير أبي كيف حالك و أمي ، اشتقت إلي “ أضافت مازحة لعل التوتر الذي تشعر به يهدأ فهى تعلم لم والدها يهاتفها ، قال عبد الغني بحدة ” متى ستعودين يقين “
أجابته بجدية ” بعد غد أبي “
قال والدها بحدة ” أخبري رب عملك السيد رحيم أنك لن تذهبي للعمل لديه بعد اليوم “
سألته بصوت مرتعش ” لم أبي ، هل حدث شيء “ و كأنها لا تعلم ، قال والدها بحدة ” فقط أخبريه يقين ، و لا عودة في حديثي أنت لن تعملي بعد الآن “
قالت بحزن ” و لكن أبي “
قاطعها غاضبا ” هذا قراري النهائي يقين فلا تجادلي “
أغلق الهاتف فأغمضت عيناها بقوة و تمتمت بحزن ” لن أجادلك أبي “

بعد عدة أسابيع
كانت يقين قد تركت العمل لدي رحيم كما طلب والدها و رغم حديثه معه أن يتركها تعمل فهو تعود عليها و على عملها و صعب يتأقلم مع غيرها في هذا الوقت القصير كما حدث معها ، و لكن والدها رفض و أستسلم رحيم للأمر لعنا فخار كونه تهور بهذا الشكل و وضعهم في هذا الوضع، و لكن رغم ذلك كان يتابع حالة أماني مع عمر ليعلم حقيقة ذلك العلاج الذي توصل إليه بالنسبة لحالتها ، بينما فخار و أماني سارت حياتهم على رتابتها بين عمله في المصنع و الذهاب مع أماني لتجمعات العائلة ، و علاقتهم الهادئة ، كان يطلب يقين من وقت لآخر لعلها تتحدث معه و لكنها لم تفعل فقط تفتح الهاتف و تستمع إليه بصمت ، كانت حالته النفسية سيئة و هذا كان يؤثر على علاقته بزوجته التي كانت تلاحظ صمته و شروده أحياناً كثيرة و أنه ليس على طبيعته ، و هذا يشعرها بالذنب كونها لا ترضيه كما يجب ، بينما يقين التي سئمت الجلوس في المنزل طالبة من والدها أن يسمح لها بالعمل ، في غير محلها القديم و لكنه ظل رافضا حتى جعلت والدتها وساطة بينهم لتقنعه ، و بعد مجهود من كلتاهما وافق على عملها بل و وجد لها عملا بنفسه لدي أحد معارفه ، عادت الحياة هادئة في المنزل بعد شهرين من ذلك اليوم كانت ترسم البسمة على شفتيها و قلبها حزين ، فقد اشتاقت إليه لعنة قلبها الخائن كونه لم يدق لغيره ، تستمع لصوته في الهاتف من وقت لآخر و رغم وعده لها أن لا يفعل و يهاتفها و لكنه يعود و يتحدث معها ، ليبثها كل مشاعره نحوها لم يعد يعرف نفسه و كيف تعلق بها لهذا الحد و بعد حديثه الملتاع لها يعود و يأخذ أماني بين ذراعيه لتغفو على صدره ، هل هو مزدوج الشخصية و المشاعر ، لا ، المشاعر واحدة فهو يحب أماني و يفعل المثل مع يقين ، و هو بعيد يشتاق لكلتاهما ، تبا لهذا القلب الذي يملك ، كانت تسير بعد العمل على جانب الطريق ، ترجل فخار من سيارته و تحرك نحوها ركضا ، لو رأته الأن ستندم كونها أخبرته بمكان عملها ، و لكنه لم يستطع إلا أن يأتي ليراها فهو قد اشتاق إليها ، هو يحبها لم لا تقدر له ذلك ، قال فخار بصوت خافت لينبهها لوجوده خلفها ” يقين “
التفتت إليه بتوتر ما أن سمعت صوته فقالت بقلق ” سيدي ، ماذا تفعل هنا “
قال فخار بجمود ” ماذا تريدين أن توصلي لي بمهاتفتك لي بسيدي يقين ، أنا فخار حبيبك ، أم لا “
شحب وجهها و قالت بحزن فهى تشعر باليأس من وضعها هذا معه ، لم يعذبان نفسيهما طالما لن يكونان معا ” سيدي أرجوك لم يعد هذا يروق لي ، أرجوك لا تهاتفني بعد الآن ، أو تأت لتراني ، لقد تقدم أحدهم لخطبتي و وافقت على رؤيته ، هذا أفضل لنا جميعاً “
لم يستطع أن يصمت أن يخبرها جيد معك حق ، بالفعل طريقنا لن يلتقيان ، وافقي و تزوجي رجل آخر ، هذا أفضل لنا ، و لكن هذا ليس حقيقة ما يدور داخله الأن ، بل هناك صراخ و غضب يريد صبه فوق رأسها لم تفوهت به ، ستتزوج. رجل آخر ، لا على جثته أن يحدث هذا , قال فخار بعنف ” ماذا تقولين يقين “
وقفت أمامه متصلبة و أجابت ” أقول أني سأوافق على الخاطب الأت إلي سيد... “ قاطعها بعنف غاضبا ” فخار “
رمقته بتوتر ، فقال بأمر ” فخار يقين ، و أنت لن تتزوجي غيري“
همت أن تجيب بغضب و لكنه لم يعطيها الفرصة لتفعل عندما قال مضيفاً بثقة و حزم ” أعدك لن تتزوجي غيري يقين و لو كان أخر ما أفعله في حياتي ، أنت ستكونين زوجتي و حذار الحديث عن قبول خطبة أحد ، سأذهب اليوم لوالدك و أخبره أني أريدك زوجة ثانياً و ثالثاً و عاشرا إلي أن يسأمني و يوافق لن أسمح لك بالابتعاد بعد اليوم “
قالت يقين بائسة ” فخار أرجوك تفهم ، لم لا تفهم أننا ليس مقدر لنا أن نكون معا ، أنت لديك زوجة و أنا والدي يريدون رجل دون مشاكل و زوجة أخرى متعلقة في عنقه ، لا يريدون أن تكون حياتي كالجحيم بحكم كوني زوجة ثانية ، فهذا ما يحدث “
قال فخار بعنف مرير ” لقد أخبرته أني لن أظلمك ، فماذا يريد أكثر من ذلك “
تساقطت دموعها فقالت بحزن ” ليس كافيا لوالدي سامحني و لكني لا أريد أن أغضبهما فما يريدانه هو صالحي فقط “
سألها فخار بقسوة ” ألا تحبيني و لو قليلاً يقين لتحاربي معي “
أغمضت عيناها بقوة ، اه لو لم يكن لديك زوجة ، لكنت حاربت العالم أجمع من أجلك ، فتحت عيناها تنظر إليه بحزن و قالت بقسوة مماثلة و قلبها حزين من أجله ” لا فخار ، لا أحبك و لو قليلاً “
صمت يتفحص وجهها و دموعها الساقطة ” كاذبة “ قالها غاضبا قبل أن يتركها متجها لسيارته المتوقفة على الجانب الآخر ، راقبته يبتعد بعيون تغشاها الدموع ، نعم هى كاذبة و لكن ماذا تفعل ارتباطهم مستحيل و لن يوافق عليه أحد ، كان هذا أفضل حل طرئ على عقلها أن تخبره بقبولها لتلك الخطبة الوهمية التي لا وجود لها من الصحة ، لعله يفيق و يبتعد عنها ، كان غاضبا ثائرا غير منتبه و هو يقطع الطريق ، شهقت بذعر قبل أن تتسع عيناها بخوف و هى ترفع يدها تناديه محذره ” فخار ، أنتبه “
و لكن هتافها جاء متأخرا عندما وجدت جسده يرتفع عن الأرض كأنه سيحلق طائرا ليختفي في السماء، و قد كانت الصدمة قوية من تلك السيارة التي أتت مسرعة لتغدر بجسده الثائر معاقبة إياه على تهوره و عدم انتباهه ، انتفض جسدها و خرجت صرخة الذعر و الألم من حلقها و هى تهتف باسمه و جسده يصطدم بالأرض غارقا في الدماء ... يا إلهي هل هذا ألم ما تشعر به في صدرها ، تقدمت بقدمين مرتعشتين تخترق الجمع المحتشد حوله و لا أحد منهم تجرأ على الاقتراب منه ، أزاحت الواقفين بوهن لتجد جسده مسجي على الأرض و وجهه و ملابسه غارقة في الدماء و لا حركة تصدر منه ، هل مات ؟؟ هتفت بوهن ” فخار “ قبل أن يتلاشى وعيها بدورها جواره

💚💚💛💖💖💗💗💓💓💝💝




صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:25 AM   #14

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
🌹🌷🌺❤💞💕💟

كانت صباح و عبد الغني يركضان في ممر المشفى ليصلا لتلك الحجرة التي أبلغوا بوجود ابنتهم الوحيدة بها ، بعد أن جاءهم اتصال بفقدانها للوعي لرؤيتها حادث مروري ، دلفا للغرفة ليجدا يقين مستلقية على الفراش الضيق للمشفى و زجاجة مغذي معلقة على حامل موصولة بإبرة في كف يدها ، اقتربت صباح بلهفة مقتربة من رأسها تقبلها قائلة " حبيبتي يقين ، ماذا حدث معك يا حبيبتي "
قال عبد الغني بحزن عندما رأى دموع زوجته بدأت في الهطول فزعا عليها " لا تخافي صباح لقد طمئننا الطبيب أنها مجرد صدمة لرؤيتها الحادث ، تعرفين قلبها ضعيف و تخاف من أقل شيء "
قبلت صباح رأسها بلهفة قائلة " أعلم عبد الغني و لكني خشيت تكون مصابة و لم يبلغونا "
رد زوجها مستنكرا " لا ، بالطبع ، لا يجوز هذا، أنا سأذهب لأري الطبيب متى نأخذها من هنا لنعود للمنزل "
أومأت برأسها بتفهم فخرج عبد الغني يبحث عن الطبيب الذي خرج من غرفته ليمر على المرضى ، وجهه أحدهم لقسم الجراحة فخرج متبعا الممر الطويل و الذي نهايته باب يولج إلي القسم الخاص بالجراحة ، ما أن ذهب هناك حتى رأي رحيم ضاما زوجته الباكية بهيستريا لصدره مهدئا ، ذهب إليهم بقلق سائلا " سيد رحيم ، ماذا تفعلان هنا ، هل حدث شيء "
قال رحيم بحزن " أنه ولدي حصل معه حادث سير اليوم و هو في غرفة العمليات الآن "
ساور الشك عبد الغني ، هل هذا هو الحادث الذي رأته يقين ، هل هذا الرجل مازال يحوم حول ابنته ، سمع صوت رحيم يتسأل " و أنت ، ما الذي أتى بك لهنا "
أجاب عبد الغني بجمود " أنها يقين ، رأت حادث سير ففقدت وعيها و هاتفتنا المشفى "
ارتبكت نظرات رحيم و قال بحزن " طمأنك الله عليها "
سأل عبد الغني ببرود " أين زوجة ولدك ، لم ليست معكم "
تفهم رحيم سؤاله فبعد فعلة فخار ربما ظن أنه ترك أماني " أنها هنا مسكينة لقد انهارت فور وصولنا و سماعها للخبر "
قال عبد الغني بجمود " طمأنكم الله على كليهما سيد رحيم ، بعد إذنك "
تركهم و رحل باحثا عن الطبيب ، فقالت سميحة باكية " هل تظن أنه نفس الحادث "
قال رحيم بمرارة " و تسألين "
خرج الطبيب فنهض كلاهما يتطلعان إليه بلهفة و خوف ، فقال الطبيب بهدوء " هل تقربان للمريض "
أومأت كلاهما و قال رحيم بلهفة » نحن والداه أرجوك طمئننا عليه كيف هو "
صمت الطبيب قليلاً ثم قال بحزم " إذا أفاق في هذين اليومين سيدي فأطمئن سيكون كل شيء على ما يرام حينها ، عن إذنكما "
قال رحيم بحدة قبل أن ينصرف الطبيب " سيدي الطبيب أرجوك أخبرنا صراحة كيف حاله ، و لم تقول هذا "
كانت صوت بكاء سميحة يتعالى عندما قال الطبيب بجدية " سيدي ابنك لديه ثلاث أضلاع محطمة غير كسر بالجمجمة مما أدى لنزيف داخلي حمدا لله استطعنا السيطرة عليه و كسر في ذراعه الأيمن و غيرها من الكدمات و الرضوض من صدمة السيارة "
خرجت صرخة خائفة من فم سميحة و زوجها يهتف بخوف " سترك يا الله ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، أرجوك سيدي ألا شيء نفعله سأفعل أي شيء حتى لا أخسر ولدي "
قال الطبيب مؤكداً " صدقني لا شيء سيدي ، فقط أدعوا له هذين اليومين يمران على خير "
تركهم غير سامحا لهم بألقاء أي سؤال أخر و أبتعد ، لتهتف سميحة بلوعة و هى تنوح " ولدي يا رحيم ، ولدي وحيدي سيضيع مني "
هدئها رحيم بحزن و هو يضمها بقوة مصبرا " سيكون بخير سميحة فخار لن يستسلم بسهولة لهذا الأمر ، أنه عنيد للغاية تعرفينه ، مؤكد سيكون بخير ، أنا أعرفه "
لا يعرف هل كان يطمئنها أم يطمئن نفسه و قد عاد للجلوس على المقعد منتظرين و الوقت يمر كالسلحفاة ... ليأتي أفراد العائلة بالتتابع للاطمئنان عليه و على أماني و قد ساد القلق و التوتر على الجميع في المشفى انتظار لأي جديد عن حالته .

لا تعرف كيف عادت معهم للمنزل ، دون أن تكشف خوفها و هلعها عليه أو حتى علمها بما حدث ، و لولا أنها تعللت لذهابها للمرحاض قبل أن تذهب معهم للمنزل و تسللها لرؤية الطبيب المختص لسؤاله عن حالته ، و الذي رفض أن يخبرها بشيء كونها ليست من أسرة المريض و لكنها ترجته أن يريحها فهى رأت الحادث و تريد أن تطمئن فقط ، و كانت صدمتها شديدة كونه معرض للدخول في غيبوبة أو الموت إذا لم يفيق في هذين اليومين ، لتجد أنها لم يعد يهمها شيء بعد الآن حتى لو قتلت بدورها ، عادت للمنزل بمشاعر متجمدة و كيان ألي مستسلمة لتوجيهات والدتها و هى توجهها لغرفتها لتستلقي على الفراش طلبا لبعض الراحة ، و كل تفكيرها و كيانها معه هناك ، طلبت من والدتها غلق المصباح. كونها تريد النوم و أن لا تزعجها لتناول الطعام فهى لا تريد ، استسلمت صباح لطلبها و دثرتها لتخرج و تتركها وحدها ، وجدت عبد الغني غاضب مستاء و لا تعرف سبب ذلك ، جلست جواره سأله " ماذا حدث عبد الغني منذ عدنا و أنت تزفر بضيق و تفرك يديك بغضب ، ماذا حدث "
أجابها بحدة " هل تعلمين من رأيت في المشفى و أنا أبحث عن الطبيب "
سألته زوجته بحيرة " من رأيت أخبرني ، خيرا "
رد غاضبا " لقد رأيت السيد رحيم رب عمل يقين السابق "
رمقته بحيرة و سألت بتوتر " و ماذا كان يفعل في المشفى هل علم بما حدث ليقين ، و أتى لرؤيتها ، و لكن كيف علم "
قال زوجها ثائرا " لا هو لم يكن هناك من أجل يقين ، بل هو كان موجوداً من أجل ولده ، لقد حصل معه حادث سير ، و للصدفة كان الحادث الذي رأته يقين ، ما نسبة الصدفة في حدوث ذلك "
سألته بحيرة " هل تخبرني أنه نفس الحادث الذي رأته يقين "
رد مزمجرا " بالطبع ، هذا يعني أن ذلك الوغد مازال يحوم حول ابنتنا "
قالت تجيبه بقلق " لا أظن ذلك عبد الغني و يقين ليست غبية لتخفي عنا شيء كهذا و إن كان يضايقها "
رد زوجها بمرارة " هذا إن كان بالفعل يضايقها و لم تكن مرحبة بذلك ، و إلا ما مرضت "
سألت زوجته " ماذا سنفعل الآن برأيك "
رد زوجها بحزم " لا عمل ليقين بعد اليوم ، لا خروج من المنزل ، و أنا سأوافق على أول خاطب يأتي إليها "
تمتمت صباح باستسلام " حسنا ، كما تريد عبد الغني "
و لكن القلق عصف بها الآن على تلك الراقدة في الداخل و على ذلك القلب الذي تملك ..

كانت أماني مستندة على صدر سميحة تبكي بحرقة بعد أن أفاقت من صدمتها لتعلم ما قاله الطبيب عن حالته و من وقتها و هى منهارة تبكي و سميحة تحاول أن تهدئها من أجل صحتها ، لم تقبل محاولات والدتها لتستريح في تلك الغرفة التي كانت ترقد بها و فضلت الانتظار مع رحيم و خالتها أمام باب غرفته ، تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و عاد الجميع لمنازلهم باقيا ثلاثتهم و رفضهم القاطع تركه حتى يفيق ، غفت أماني بعد وقت طويل من البكاء على صدر خالتها ، و زوجها يقطع الممر بقلق قالت بصوت خافت " هلا استرحت رحيم ، لا أريدك أن تنهار بدورك أرجوك أنا أحتاج إليك لتدعمني "
تقدم منها و جلس بجوارها و قال بتعب " لا أستطيع إلا أن أقلق يا سميحة ، فهو ولدنا الوحيد "
قالت سميحة باكية ” أرجوك رحيم لا توجع قلبي بحديثك ، فقط أدعو الله له أن يشفى و إلا و الله لأموت بحسرته “
قال رحيم بحزن ” حسنا يا عزيزتي إن شاء الله سيكون بخير أنت أيضاً أهدئي من أجل أماني “
ليعود الصمت بينهم و قلوبهم وجلة من أجل ذلك الراقد بالداخل .

في اليوم التالي
سألت يقين والدها بتوتر ” لماذا لن أعمل أبي ، ما الذي حدث “
رد والدها بحزم ” هو هكذا يقين ، لن تعملي ثانية “
لم تجب والدها أو تعترض فهى ليست في مجال للجدال حول عملها و قلبها يدق بعنف مرتعبا عليه تنتظر أي خبر لطمأنتها ، و لكن كيف و حتى الخروج من المنزل لم يعد مباح ، مر يومين أخرين و قلقها يزداد داعيه الله أن يطمئنها عليه ، كانت جالسة في غرفتها تدعي النوم عندما سحبت هاتفها من على الفراش جوارها لتطلب رقمها و قلبها يخفق بجنون لم تعد تتحمل الصمت ، جاءها الصوت الحزين بخفوت ” نعم حبيبتي أنا معك تحدثي “
يبدوا أنها لا تريد لأحد أن يعلم مع من تتحدث ، قالت يقين باكية بخفوت حتى لا تسمعها والدتها في الخارج ” كيف هو أرجوك طمأنيني عنه ، لقد جعلني أبي أترك العمل و لم يسمح بخروجي من المنزل “
أجابت سميحة بخفوت تبكي بدورها ” لقد آفاق أمس و سألني عنك فور خروج أماني لتتحدث مع والدتها ، يريد أن يراك ، و لكني لم أخبره أنك ستأتين فهذا خارج عن إرادتنا ، و لا نستطيع طلب ذلك منك “
قالت يقين بحزم مؤكدة ” سأتي و لكن فقط أخبريني بوقت ليست زوجته متواجدة “
شعرت سميحة بالحزن على كليهما فقالت بحزن ” في الغد عند الثالثة سأجعلها تعود للمنزل لجلب بعض الملابس لفخار و لها فهى لم تترك جانبه منذ الحادث “
قالت يقين بمرارة ” و لم تترك جانبه هى زوجته و تحبه ، لو كنت موضعها كنت سِـ....... “ قطعت حديثها بحرقة هطلت دموعها بقوة لتقول بصوت متحشرج ” أسفة لإزعاجك سأتي غداً لأراه إلى اللقاء“
أغلقت الهاتف و عادت لتطلب رقم أخر قائلة بجدية ” مرام ، هذه أنا يقين أنصتي إلي .......“

قالت صباح بحنق ” لم تركتها تذهب معها عبد الغني “
قال زوجها بضيق ” ألم تريها لها أربعة أيام لا تأكل و لا تتحدث معنا و لا تجالسنا كما كانت تفعل ، وجدت أن صديقها سترفه عنها قليلاً لو خرجت معها و ربما تناولت الطعام في الخارج “
قالت صباح بتوتر ” أفترض ذهبت إليه في المشفى ماذا سنفعل نحن نريدها أن تنساه لا أن نعطيها فرصة لتتقرب منه ، ألا تعلم أنها ربما تكون متعلقة به “
قال زوجها بنفي ” لا أطمئني لا أظنها تذهب إليه فزوجته معه بالتأكيد و لا تتركه ، ثم بأي صفة تذهب لتراه ، ابنتي ليست بهذه الوقاحة “
تنهدت صباح و تمتمت بخفوت ” أتمنى ذلك ، و لكن للقلب أحكامه يا عبد الغني “
صمت زوجها مفكرا ثم قال بحزم ” سأبحث لها بنفسي عن خاطب إذا لزم الأمر “
قالت صباح بحزن ” لهذا الحد وصل بنا الحال عبد الغني ، أن ندلل على ابنتنا “
أجاب عبد الغني غاضب مستاء من حديثها فهو أيضاً يستصعب الأمر و لكن ماذا يفعل ، ليس أمامه خيار أخر ” ماذا تريديني أن أفعل صباح أتركها لتتزوج ذلك المتزوج ، لا و الله على جثتي أن يحدث هذا “
قالت صباح بضيق ” حسنا ، أهدئ سأعد لك كوب ليمون لتهدئ أعصابك “
نهضت و تركته في أفكاره الثائرة و غضبه من ذلك الوغد الذي أستطاع أن يعلق قلب ابنته به و هو لا يستحقها ٠٠٠٠

وصلت يقين في الثالثة و عشر دقائق بعد أن أتت صديقتها المقربة مرام لتخرجها من المنزل متحججة أنها ستشتري بعض الأغراض لزفافها و تحتاج أخذ رأي يقين ، ليسمح لها والدها لتذهب على أن لا تتأخر ، صعدت و مرام للدور الثاني الذي توجد به غرفة فخار ، كانت سميحة و رحيم يجلسان خارجا ، عندما أتت و صديقتها قالت يقين بلهفة ” كيف حاله ، هل هو بخير “
سألها رحيم بتوتر ” كيف جئت لهنا يقين هل جننت “
قالت سميحة مهدئة تعلم لم زوجها غاضب من مجيئها ، قلقا على أماني ” أنا من أخبرتها رحيم أن تأتي الآن “
رمقها زوجها بغضب قائلاً ” نسيت أماني سميحة “
قالت سميحة بهدوء ” لا لم أنس رحيم ، و أنا من أرسل أماني للمنزل لتراه يقين تعلم أنه يريد رؤيتها “
زم رحيم شفتيه بضيق صامتا ، فهو يعلم أنه يريد رؤيتها بالفعل منذ آفاق و انفرد بهم و هو يطلب رؤيتها , نهضت سميحة قائلة بحنو ليقين ” تعالي عزيزتي سأدخلك لتريه “
قالت مرام بجدية ” حسنا سأنتظرك هنا يقين “
نظرت إليها يقين ممتنة و دلفت للغرفة مع سميحة ، خرجت شهقة فزع من فمها عند رؤيته على الفراش فقد كان رأسه حليق و ملتف برباط أبيض و ذراعه مجبرة و صدره ملتف برباط كبير من تحت من الصدر للخصر ، كان مغمض العينين بوجهه المتعب ، تقدمت منه سميحة تهمس برفق ” حبيبي لقد أتت يقين لرؤيتك “
فتح فخار عينيه بتثاقل و قال بخفوت ” أجعليها تقترب أمي لأراها “
اقتربت يقين دون أن تقول سميحة شيء ، قالت بألم ” أنت محطم تماماً “
ابتسم فخار بوهن ” لا بأس أنا بخير ، كيف حالك أنت لقد أخبرتني أمي أنك .... “
أوقفته يقين عن الاسترسال فهو يتحدث بصعوبة ” أنا بخير ، أنت فقط أهتم بنفسك و أشفى بسرعة “
قالت سميحة بهدوء ” أنا في الخارج يقين لأتحدث مع صديقتك بدلاً من أن تمل “
خرجت دون أن تنتظر جواب فسأل فخار ”. لم جلبتها معك “
أجابت بحزن ” لقد منعني أبي من الخروج و العمل و لا أعرف السبب ، أظنه علم أننا نتحدث بطريقة ما ، لم يكن أمامي خيار غير الاستنجاد بها لتخرجني من المنزل “
قال فخار بمرارة ” لقد رأى والدي و علم أني كنت معك وقت الحادث “
عادت دموعها تتساقط بيأس فقال فخار بحزن ” هل تحبيني يقين “
قالت بائسة ” أرجوك فخار لا تسأل “
ابتسم لها و قال بمزاح ” فخار بفتح الخاء و ليس ...“
قاطعته ضحكتها الرقراقة من وسط دموعها فقال برجاء ” لو ظللت حيا يقين هل تتزوجيني “
قالت بحدة معنفة ” لا تقل هذا ، أنت ستكون بخير “
قال فخار برجاء ” لو كان بدونك لا أريد أن أكون بخير “
" لا تقل هذا أرجوك “ قالتها بحزن و دموعها عادت لتسيل
قال فخار برجاء ” تزوجيني يقين ، و أعدك أني سأجعلك سعيدة “
قالت يقين بحزن ” و أبي كيف سنقنعه “
قال بتأكيد ” سنفعل معا فقط أعطيني سببا لأحارب من أجلك “
قالت يقين بنفي ” لن يوافق صدقني مهما حاولت “
قال فخار بمرارة ” ستقبلين من الزواج بأحد غيري يقين “
ردت ببؤس ” لا لن أفعل “
قال فخار مؤكداً ” سيجبرك على ذلك فور مجيء أحدهم إليك “
ردت بحزم نافية ” لا لن أقبل “
” و إن أجبرك ماذا ستفعلين ستتزوجين غيري “ سألها باهتمام
ردت بمرارة ” أنت متزوج فخار “
قال بصدق ” و أحبك ، ماذا على أن أفعل لتصدقي “
بكت بحزن و يأس ” لا شيء فخار أنا أصدقك و لكن أمرنا صعب “
قال فخار مؤكداً ” لا أعدك ، فقط وافقي و سأجعل والدك يوافق “
قالت يقين بحزن ” أنا موافقة فخار “
سألها بجدية ” حقاً موافقة “
أومأت برأسها بحزن ” نعم موافقة أن أتزوجك دون علم زوجتك إذا وافق أبي “
هز رأسه بعنف فتألم بقوة من تحريكها فقالت بلهفة و خوف ” هون عليك “
قال لها بيأس ” لا ، لم لا تفهمين هو لن يوافق “
قالت يقين باكية ” ماذا تريدني أن أفعل “
قال فخار برجاء ” تزوجيني و أعدك أن أجعله يوافق في القريب العاجل ، فقط أعلم أنه لن يستطيع تفريقنا “
رمقته بصدمة ” تعني نتزوج دون علم أحدهم “
قال فخار برجاء ” نعم أرجوك يقين وافقي و لن أجبرك على شيء لحين يوافق والدك أرجوك حبيبتي وافقي “
سألته بتوتر ” هل تعني زواج على ورق فقط لحين يقتنع والدي “
قال فخار مؤكداً ” نعم فقط وافقي و أعدك لن أقربك لحين يوافق أبيك “
صمت متوتر لفهم بغيمته حتى يأس من جوابها و ظن أنها ترفض حتى خرج صوتها مخنوقا و هى تجيب ” حسنا موافقة “
لم يصدق فخار أذنيه و ظن أنه يهيئ له فسألها بشك ” هل وافقتي حقاً يقين أم أنا لم أسمع جيداً “
قالت و هى تعدل من حقيبتها على كتفها و أجابت متوترة ” نعم فخار موافقة ، طالما لن يحدث شيء قبل موافقة أبي “
أغمض فخار عينيه بقوة و أطلق زفرة حارة قائلاً ” حسنا يقين فقط أشفى و أخرج من هنا ، و لكن عديني أن لا تقبلي أي خاطب لك لذلك الحين "
” حسنا سأفعل “ قالتها و هى تهم بالرحيل قائلة ” سأذهب حتي لا تأتي زوجتك و تراني “ أضافت بمرارة لتذكر نفسها بوجود أخرى ملكت قلبه قبلها ، فتحت الباب لتنصرف فقال فخار بقوة رغم الوهن الذي يشعر به ” أحبك يقين كوني واثقة في “

**★

تمر الأيام و الأسابيع و هى حبيسة المنزل و لا يسمح لها والدها بالعمل و الخروج إلا لماما ، لم تجد طريقة إلا إعطاء مرام رقم هاتف سميحة لتطمئنها عليه من وقت لآخر ، فوالدها ولج لغرفتها فجأة قائلاً بحدة ” أعطني هاتفك يقين “
تعجبت من طلبه وقتها و لكن الآن علمت أن والدها بالفعل يشك بها و أنها على علاقة بفخار ، أعطته هاتفها فأخرج الشريحة القديمة و أعطاها أخرى جديدة قائلاً ” لا أرقام غريبة توضع عليه ، غير رقمي و أمك و صديقتك تلك التي تأتي هنا “
كل ما فعلته حينها أنها وافقت بهدوء ” حسنا أبي “
مر شهرين طويلين حتى جاء الوقت الذي جاءت به مرام لتخبرها أن فخار شفي تماماً و يريد رؤيتها ، و بالفعل اتفقت و مرام على حجة أخرى حتى تجعلها تخرج من المنزل لتراه ، كانت يقين شاحبة و قد فقدت الكثير من وزنها ربما من قلقها عليه أو مكوثها في المنزل ليل نهار ، و ربما كون والديها يحيطونها كالسوار في المعصم ، و ذلك الخاطب الذي جلبه والدها و رفضته بعنف لتنهار و تمرض ليومين مما جعل والديها يتراجعان عن الضغط عليها بشأنه ، كانت تستعد لتخرج فور مجيء مرام التي طلبت من والدها ذلك على الهاتف و وافق على مضض ، كونها حبيسة المنزل لأسابيع ، سمعت صوت الباب يدق فعلمت أن مرام أتت ، قرع قلبها لدنو الوقت و رؤيتها له فأخذت حقيبتها بلهفة لتخرج مستقبلة إياها وجدتها تتحدث مع والدتها التي كانت تقيم معها تحقيقا كالعادة و هى تسألها لأين ذاهبتين و ماذا ستجلبان و ما إلى ذلك ، قالت لمرام بهدوء ” أنا جاهزة ، هل نذهب “
قالت مرام باسمة ” أجل حبيبتي ، هيا بنا حتى لا نتأخر على مها و ابنة خالتها ، سينتظرون في السوق حتى لا نضيع وقتنا “
قالت صباح بحزم ” ساعتين فقط يقين و لا دقيقة زائدة “
قالت مرام باسمة ” حسنا خالتي لا تقلقي أنا أعرف قواعد العم عبد الغني في ذلك لقد أخبرتني يقين كثيرا حتى لا تتأخر “
و هكذا خرجتا من المنزل لتسألها يقين بلهفة ” أخبريني أين هو “
أجابتها مرام بحزن ” ينتظر في مطعم قريب من شارع السوق “
تنهدت بضيق و أضافت ” يقين هل أنت متأكدة مما ستفعلين “
قالت يقين بجدية ” لا تقلقي مرام أخبرتك باتفاقي مع فخار لن يتسبب لي في أي أذى ، لقد وعدني أن ينتظر لحين يوافق أبي “
قالت مرام بحزن ” أتمنى أن لا تندمين فيما بعد يا صديقتي “
أجابتها يقين بحزم ” لا تقلقي لن أندم ، أعلم أن فخار لن يؤذيني “
لتهتف داخلها و قلبها يخفق بقوة للقاءه . أرجوك لا تفعل ذلك سأموت قهرا عندها .. اقتربا من المكان للقائهم ، لتجده يخرج من المطعم يستقبلهم بعد أن رأهم أتيتين من النافذة الكبيرة المطلة على الطريق . عندما رأته يقين لمعت عيناها بالدموع فقد كان يبدوا عليه المرض و نحف جسده و بالكاد غطى الشعر رأسه بطول أنش واحد و لكنها تحمد الله أنه مازال حيا ، قال فخار بلهفة ” كيف حالك يقين “
قالت يقين بتوتر ” بخير ، و أنت “
قال فخار مؤكداً ” سأكون بخير طالما أنت معي “
قالت مرام بحرج ” حسنا يقين تعرفين أين سأنتظرك لتعودي للمنزل “
أومأت يقين موافقة و انصرفت مرام مودعة دون كلمة فقط هزة رأس لفخار الذي قال بحزن ” هى لا تحبني “
ابتسمت يقين بخجل ” ليست موافقة على فعلتنا “
تنهد فخار بحزن ” حسنا ، أتمنى أن يأتي اليوم الذي أجعلها تغير رأيها بفعلتنا عندما أجعل والدك يوافق على زواجنا “
أومأت برأسها بتفهم فقال بجدية ” هل نذهب الآن أنهم ينتظروننا “
سألته بحيرة ” من هما “
أجاب بحزم و هو يقودها لسيارته القريبة ” ستعرفين “

🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀🎀💓💓🎀



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:26 AM   #15

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀
بعد أن استقلا السيارة أخذها فخار لأحد المكاتب ، سألته و هما يدلفان للمكان ” ما هذا المكتب فخار ، هل هو مكتب محام “
فمن هيئته يبدوا كذلك ، بردهته الواسعة و مقاعده المكسوة بالجلد و تلك الفتاة التي تجلس خلف مكتب صغير تبدوا كمساعدة لصاحب العمل ، أجابها فخار بجدية ” بل هو مكتب مأذون شرعي لقد أخذت منه موعدا اليوم ، هل مازالت مترددة يقين أخبريني “ أضاف بتوتر
قالت يقين بحزن ” لا فخار لست مترددة ، أنت وعدتني أنك ستقنع والدي “ فهذا أهون من أن تبتعد عنه ، قال فخار باسما ” أعدك يقين ، هل لنا أن ندخل “
دلفت معه للمكتب ليتحدث مع تلك الفتاة ليطلب مقابلة رب عملها .
**★
بعد ساعة كان فخار يقودها خارجا بعد أن عقدا القران و هى لا تصدق أنها فعلتها لأجله ، لقد تزوجته دون علم أبيها بالفعل ، يا الله ما الذي فعلته كيف ستنظر في عين والدها و ووالدتها ، دعت فقط أن يوافق والدها حتى لا يحدث ما يسوء إذا علم ، كانت يقين شاحبة و هى تنظر من نافذة السيارة و هو يقودها بتمهل ، سألها فخار بحزن ” نادمة “
التفتت إليه و قالت بتوتر ” لا ، فقط قلقة من القادم “
رفع يده يلمس وجنتها برقة قائلاً بتأكيد ” لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام “
أغمضت عيناها و أبعدت وجهها عن يده و قد خفق قلبها بجنون قائلة بصوت مرتعش ” فخار لا تفعل رجاء “
ابتسم بحزن ، لا يفعل ، تبا أنه يريد أن يفعل الكثير ، و لكن لا بأس سيصبر لحين يوافق والدها و تكون له ، شعر بالذنب عندما عاد تفكيره لأماني متذكرا خوفها و قلقها عليه الشهريين الماضيين خاصةً و هو كان متباعدا بتفكيره عنها دائم الشرود و الصمت و لكنه لم يستطع أن يكون على طبيعته و عقله مشغول بيقين . قال فخار بصوت هادئ عملي ” لقد اشتريت لك شقة و سجلتها باسمك و هى جاهزة من كل شيء ، هذا فقط أمان لك ، سأحضر قسيمة زواجنا بعد شهر كما قال المأذون سأفتح لك حساب باسمك في المصرف و خزانة للأمانات هناك تستطيعين وضعها بها كونك لا تستطيعين وضعها معك حالياً لحين يوافق أبيك ، أيضاً سأضع لك بعض المال حت.. “ قاطعته يقين بحدة معنفة ” لا أريد شيء من هذا فخار ، كل ما أريده هو أن تجعل والدي يوافق على زواجنا هذا كل ما أطلبه منك “
أجاب مهدئا ” حسن يقين سأفعل ذلك حبيبتي “
صمتت قليلاً ثم سألته ” متى ستأتي لتطلبني “
أجابها بجدية ” الأسبوع المقبل ، سأفعل و سأحاول أن أحضر أبي معي “
أجابته بحزن ” لن يوافق ، فقط أقنع أبي و بعدها أبيك “
أومأ برأسه موافقا ، عادا للصمت حتى توقف مكان لقائها مع مرام ترجلت يقين من السيارة فقال فخار قبل أن تبتعد ” أعطيني رقمك الجديد يقين “
أجابته بحزن ” لا أستطيع فخار ، ربما تفحص أبي هاتفي و علم أنك تحادثني “
قال بضيق ” أمحي المكالمة يقين هذا ليس أمراً صعباً “
ردت بقوة ” لا ، لن أسمح بحدوث خطأ أسفة “
تركته و أنصرف لتقابل مرام ، فتنهد فخار بحزن قبل أن يعود و يدير السيارة عائدا للمنزل .

وجدها تشاهد التلفاز بملل تقلب بين قنواته و تتنهد من بين تقليبها فيها ابتسم بحنان و قال برقة ” أمنيتي تشعر بالملل ، لم يا ترى “
نهضت أماني مسرعة لتلقي بنفسها بين ذراعيه قائلة بحنق ” نعم و أنت السبب يا فخرى ، لك شهرين منذ شفيت من ذلك الحادث اللعين منشغل عني بالعمل بالمصنع ، لا أعرف ما هذا العمل الذي طرأ عليك هناك “
ضمها لصدره و رفع وجهها يقبلها برفق و تمتم معتذرا ” أسف أمنيتي ، لقد تفرغت لك الآن و سأخذك لرحلة خارج المدينة لأي مكان تريدينه ما رأيك “
قالت أماني بحماس ” حقاً ، أي مكان “
أجابها باسما ” أي مكان أمنيتي “
لفت ذراعها حول خصره و قادته لغرفتهم بعد أن تجاهلت التلفاز مدارا غير مهتمة بغلقه ، قالت بأمر ” أولا سترتاح قليلاً فأنت تبدوا متعبا ، و بعد نتحدث لأي مكان ستأخذني فهذه فرصة لا تعوض و سأستغلها “
ابتسم فخار و قال باسما ” أنا كلي لك أمنيتي “
دلفت معه للغرفة قائلة سأجهز لك الحمام لحين تنزع ملابسك “
تركته و دلفت للمرحاض بعد أن أخذت عدة مناشف جافة لتضعها فيه ، تلاشت بسمة فخار و ارتسم الحزن على وجهه متذكرا يقين ، فمنذ ذلك اليوم و هو يحاول مع والدها و الرجل عنيد يأبى أن يقبل عاد بذاكرته لأخر لقاء معه بالأمس عندما كان جالسا أمامه في منزله و رفض أبيه الذهاب معه ككل مرة . قال عبد الغني ببرود ” كما أخبرتك يا سيد من قبل ، لم أنت مصر على العودة مجدداً ، أخبر زوجتك و أجلبها معك لأسمع موافقتها بأذني و بعدها سأرى ما سيحدث “
أجاب فخار بضيق و قد شعر بالغضب من هذا الرجل العنيد فهو لم يقابل رجلاً عنيدا برأسه اليابس هذا من قبل .. ” سيدي لم لا تفهم زوجتي مريضة و أنا لا أستطيع تعريضها للخطر بعلمها شيء كهذا ، أرجوك تفهم الأمر ، أخبرتك كل الضمانات اللازمة لتتأكد أني لن أظلم يقين سأقوم بها ، فلما هذا الشرط الغير معقول “
لوى عبد الغني شفتيه بسخرية قائلاً ” غير معقول ، و هل المعقول أن أزوج ابنتي لرجل متزوج و من غير علم زوجته الأولى أيضاً ، ثم إذا تزوجتها ، أليس المحكمة ترسل إشعارا للزوجة بزواج زوجها بأخرى ، طالما ستعرف لم لا تعرف الآن قبل أن تتزوجا أليس أفضل لك من خداعها و الزواج من خلف ظهرها “
ماذا يخبره أنه بالفعل منع وصول ذلك الإخطار إليها بأن جعل الإشعار يصل لمكان آخر ، هى حتى لم و لن تراه .. قال فخار برجاء
” فقط وافق الآن ، و زوجتي سأخبرها عندما تسنح الفرصة المناسبة و أعلم أنها لن تتأذى “
رد والد يقين و هو ينهض لينهي الحديث قائلاً ببرود ” أسف ليس لدي فتيات للزواج ، وداعاً يا سيد “
و هذا كان لقاء من ضمن عشر لقاءات انتهوا بنفس المصير بطرده من المنزل ، لقد تعب نفسياً حقا ، يريد أن يهرب من هذا الضغط و لو قليلاً ، يكفي أنه لا يستطيع رؤية يقين أو الحديث معها إلا بشق الأنفس و بعد محاولات و حيل من صديقتها تلك و التي تبدوا سأمت من ما تفعله خاصةً أنها ليست راضية عنهم من البداية . لذا قرر أخذ أماني لأسبوع في أي مكان ينفس به عن ضيقه و غضبه من والد يقين و ليهدئ أعصابه قليلاً و يستعد للجولة الثانية معه فيبدوا أنه سيعاني كثيرا ، عادت أماني لتنتشله من أفكاره قائلة ” حبيبي لأين ذهبت أنا أتحدث إليك “
التفت إليها باسما قبل أن يضمها لصدره و يقبل رأسها بقوة قائلاً
” أحبك أمنيتي “

كانت جالسة في غرفتها تتصفح بعض المجلات بملل عندما دلفت والدتها تسألها بضيق ” ألم تجهزي بعد يقين ، الضيوف على وصول “
قالت يقين بحدة و ألقت المجلة بعيداً و هى تنهض عن الفراش ” لا لم أستعد و لن أستعد أرجوك أمي أتركيني بحالي أنا لن أتزوج ، لم لا تفهمون “
رفعت صباح يدها و صفعتها بغضب هاتفة ” ترفعين صوتك على أيتها الوقحة ، هذا من تهاوني معك لو أدبتك منذ الصغر ما فعلتها ، هيا تحركي فالرجل و عائلته على وصول و والدك أعطاهم موافقته مقدما ، فلتريحي نفسك ، الأمر بالفعل منتهي ، سيحدد عقد قرانك أيضاً “
صرخت يقين بجنون و تجاهلت صفعها من والدتها لأول مرة في حياتها تفعلها معها ” لا ، لا ، لا ، أرجوكم لا تفعلوا بي هذا ، لن أتزوج هذا الرجل ، أخبري أبي بذلك و إلا قتلت نفسي لترتاحوا مني “
قالت صباح غاضبة ” هيا أفعليها لتريحينا منك ، لقد سئمنا دلالك أيتها الغبية و تعبت نفسنا معك ، لقد بت عبئا علينا من كثرة تذمرك و وقاحتك ، لا أعرف كيف أصبحت هكذا أم أنت هكذا منذ البداية و نحن لم نراك على حقيقتك قليلة الرباية و الأدب “
خرجت صباح و تركتها لذهولها و حزنها من حديث والدتها ، يا إلهي ماذا ستفعل الآن ، والدها سيجبرها على الزواج ، كيف و هى ... ، أمسكت بهاتفها لتطلب رقمها منتظرة الجواب ، أتاها صوت سميحة قائلة بفرح ” حبيبتي كيف حالك ، لك وقت طويل لم تحادثيني “
قالت يقين بارتباك ” أسفة خالتي سامحيني و لكن تعلمين الوضع لدي “
أجابت سميحة بحزن ” أجل يا عزيزتي أعلم ، لا بأس ، أخبريني عنك هل أنت بخير “
قالت يقين باكية بخفوت ” لا ، لست بخير ، اليوم سيأتي خاطب لي و والدي سيحدد موعد عقد قراني هلا طلبت فخار و أبلغته ليأتي إلي ، أنا لا أستطيع التصرف وحدي في هذا “
ردت سميحة بحزن و خيبة » حبيبتي ، أسفة ، و لكن فخار أخذ أماني و سافر ليغيرا مكان قليلاً بعد فترة انشغاله عنها الفترة الماضية “
صمت عم الغرفة إلا من شهقة ألم خافته خرجت منها ، أخذ أماني ليغيرا مكان ، أخذ أماني ليهون عنها ، أخذ أماني ليعوضها فترة انشغاله ، أخذ أماني ، أخذ أماني ، أماني دوماً أماني ، سمعت صوت سميحة القلق تسألها ” حبيبتي هل مازالت معي “
أجابت يقين بجمود ” سأحدثك فيما بعد خالتي “
أغلقت الهاتف و تهالكت على الفراش ، هو فقط هرب مع زوجته و ترك كل شيء خلفه ، حسنا فخار كما تريد لتأتي و تجدني مرتبطة بأخر لتريني ماذا ستفعل ، نهضت من الفراش تريد أن تذهب و تبدل ملابسها و لكنها لم تستطع أن تتحرك خطوة ، عادت لتتهالك على الفراش ثانياً ، حاولت النهوض مجدداً لتجد جسدها ينكب على الأرض بعجز حاولت الصراخ ، أن تنادي والدتها و لكنها شعرت بجسدها بأكمله كأنه مشلول ، حاولت و حاولت و حاولت و لكن أبى جسدها أن يطاوعها لتجد وعيها يتسرب بعيداً عنها و لم تعد تشعر بشيء بعدها ...

تبكي صباح بحرقة و الطبيب يعاينها ، لا تصدق أنها بحديثها جعلتها تنهار ، عندما عادت لتراها بعد وصول الضيوف لترى إن كانت جهزت تجدها مكومة جوار سريرها فاقدة للوعي ، صرخت و ولولت فزعة عليها ليأتي زوجها مقتحما الغرفة ليرها على هذا الحال ، طلب الطبيب بعد أن رفعها على الفراش و أعتذر من ضيوفه الذين رحلوا عالمين أنها ترفض ولدهم و إلا ما انهارت يبدوا أن والدها يجبرها على القبول ، سأل عبد الغني بخوف و هو يحتوي زوجته بذراعه ” أخبرني أرجوك دكتور ماذا بها ابنتي ، ما الذي أصابها “
أغلق الطبيب حقيبته و قال بجدية ” انهيار عصبي ، يبدوا أنها تعرضت لضغط كبير أدى لانهيارها “
شهقت صباح بخوف و زوجها يسأل ” و ما العمل سيدي ، ماذا سيحدث مع ابنتي ، هل تحتاج للذهاب إلى المشفى “
أجاب بجدية ” فقط التزاما بالعلاج و ستكون بخير و إن لم يتحسن حالها ربما وقتها تحتاج لرؤية طبيب نفسي “
قالت صباح باكية بفزع ” طبيب نفسي ، هل ابنتي مجنونة لتحتاج لطبيب نفسي ،“
تنهد الطبيب بيأس فهذه الجملة تقال له دوماً كلما قال هكذا لأسرة المريض ظانين أنه قد فقد عقله ، قال يجيبها بهدوء ” لا سيدتي ابنتك ليست مجنونة هى فقط تحتاج للحديث عن ما يضايقها و جعلها تنهار يفضل أن تبدأ بنفسيكما و تتحدثا معها و تريان ما الذي فعلتموه لها يكون ضايقها “
صمت والديها و الطبيب يخط بعض الأدوية و أضاف ” اهتما بها و إذا حدث شيء معها هاتفوني على الفور “
تركهم و خرج معه عبد الغني معه بينما صباح جلست بجانبها تبكي بحرقة و هى تقبل رأسها . عاد زوجها للغرفة فقالت له باكية ” أتركها تتزوجه عبد الغني ، أتركها تفعل إذا كان هذا يريحها “
نهرها زوجها بغضب ” أصمتي صباح على جثتي أن يحدث هذا “
لتعود زوجته تبكي بحرقة و هى تنظر إلى ابنتها بحزن .

ضم فخار والدته بعد عودته و أماني من رحلتهم فقد أخذها في رحلة سياحية لمعالم مصر و زارا الأقصر و أسوان و قاما برحلات نيلية ليلية و التقطا معا الكثير و الكثير من الصور في كل مكان . بعد عودتهم بأسبوعين أوصل أماني لمنزل والدتها لتحيتهم و أتى هو لرؤية والدته و سؤالها عن يقين ربما تحدثت معها ، قالت سميحة بعتاب ” أسبوعين فخار ، لا اتصال و لا حديث ، هنت عليك “
ضحك فخار بمرح ” أحترت معك أمي ، مرة تخبريني أن أسافر مع أماني و نغير من روتين حياتنا و مرة تقولي لم أتصل ماذا تريديني أن أفعل بالضبط “
قالت سميحة برفق و هى تربت على وجنته قائلة ” أريدك سعيدا فقط حبيبي “
سألها فخار بمرح ” أنا كذلك أمي لا تقلقي علي ، أين هو أبي “
أجابت سميحة بلامبالاة ” في العمل ، منذ تركت يقين العمل و هو لم يجد من تنظم المكتب مثلما كانت تفعل هى ، تجده يتأخر لينهي معظم الأمور قبل عودته “
تلاشت بسمته و سألها بحنين ” كيف هى ، هل تحادثينها “
قالت سميحة ببرود ” مريضة لها أسبوعين ، أخبرتني صديقتها أنها فقدت قدرتها على السير و لم تعد تتحدث مع أحد “
شحب وجهه و سألها بخوف ” كيف ذلك ، لم ، ما الذي حدث معها يا إلهي هل أصيبت في حادث “
أجابته سميحة بحدة ” لا بل أصيبت بانهيار عصبي ، عندما حاول أبيها أن يجبرها على الزواج “
تحرك فخار وقال بجمود ” أراك فيما بعد أمي لدي أمر هام أفعله قبل أن أذهب لجلب أماني “
قالت سميحة بغضب ” أنتظر فخار ، لأين ذاهب أريد الحديث معك “
أجابها بحزم ” ليس الأن أمي أرجوك “
تركها و رحل سريعا فتنهدت سميحة و تمتمت بحزن ” ليتك تخبرني ما يحدث بينكما “

قال عبد الغني بغضب ” ألن ننتهي منك أيها السيد ، لقد أخبرتك مرارا أني ليس لدي فتيات للزواج متى سيفهم عقلك الغليظ هذا“
قال فخار بجمود ” اليوم أنا مصر على أن تسأل يقين إذا كانت موافقة على الزواج بي ، أين هى أريد رؤيتها بنفسي لتخبرني أنها ليست موافقة و أنا أعدك لن ترى وجهى مجدداً “
نهض عبد الغني و قال بحدة و هو يشير للباب ” أخرج من منزلي و لتعلم هذه أخر مرة أسمح لك بدخول بيتي ، لو تكررت سأبلغ عنك الشرطة ، و أتهمك بالتعدي علي و التعرض لابنتي ، غير أني سأبلغ زوجتك بما تريده و أنك تطارد ابنتي و تريد أن تتزوجها غصبا عنا “ فهذا الرجل حقا يثير أعصابه و يراوضه شعور بالقتل عند رؤيته ..
علم فخار أنه سيفعل فهو يكرهه بشدة و لكن ماذا يفعل يريد أن يرى يقين و كيف هى قلبه يؤلمه عليها ، ما عاد يتحمل ، يريد زوجته و لن يسمح لأحد بتفرقتهم بعد الآن ، و لكن كيف سيراها و هى غير قادرة على الوقوف كما قالت والدته ، قال فخار بجمود ” هل هذا أخر حديث لديك سيدي ألن تنظر لصالح ابنتك و تترك غرورك جانباً قليلاً “
قال عبد الغني يجيبه ببرود و قد فاض به الكيل ” بل دع أنت أنانيتك جانباً و أبتعد عن ابنتي و أكتفي بزوجتك رغم أني أتمنى أن تعرف حقيقتك الخبيثة يوماً ما حتى تنقذ حالها منك “

**★
كانت تستمع لحديثهم الحاد من الداخل و لكنها لم تستطع النهوض أو الحديث ، أن تخبره أن يأتي لرؤيتها ، أن تخبره أنها تحتاجه ، تريد لومه على تركها أسبوعين دون أن يسأل عنها ، تريد عتابه كونه نسيها و هو مع زوجته ، تريد توبيخه كونه لم يعدل بينهم منذ الآن ، تريد الصراخ على رأسه و تسأله أين حبك لي و أنت بعيد عني و أنا أحتاج إليك ، خرج صوتها متألما بصعوبة و هى تهتف باسمه مناديه ” فخار “ ليتلاشى وعيها مرة أخرى ..

”سيدي يجب أن تعلم ما تريده ابنتك و تنفذه ، مرضها نفسي و ليس عضوي ، لقد أخبرتك هذا مرارا ، لم لا تتحدث معها بصراحة لتعلم ماذا بها و مما تعاني ، بعد رفضك لذهابها لطبيب نفسي ، كيف تنتظر منها أن تشفى “
قال عبد الغني بحزن ” حسنا سيدي ،سأرى ما سأفعل ، بالطبع سأتحدث معها ، لأعرف ما يضايقها “
تركه الطبيب و رحل لتقول صباح بحزن ” ماذا سنفعل عبد الغني ، هل سنتركها هكذا حتى تتلاشى من أمام أعيننا “
سألها بحدة ” ماذا تريديني أن أفعل ، هل أتركها تتزوج رجل متزوج و تكون ضرة لزوجته بعد أن رفضت عشرات الخاطبين من قبل “
قالت صباح مهدئة ” لا ، و لكن دعها تعمل على الأقل ، حتى تجد ما يشغلها عن التفكير به “
صمت قليلاً ثم قال بضيق ” لن أسمح لها بالعمل و الذهاب و المجيء وحدها ، هذا على جثتي أن يحدث “
ردت زوجته بتفهم لقلقه ” لم لا تجد لها عملا بنفسك ، و يكون مواعيده محددة و مناسبة لموعد عملك ، و بالتالي تستطيع أن تأخذها و تعيدها للمنزل معك ، و لكن أن تظل حبيسة المنزل لن تشفى و لو بعد قرن من الزمان “
أجابها بجمود ” حسنا دعيني أفكر في الأمر ، فقط أتحدث معها لأرى ماذا تريد بالضبط “
أجابت بصوت هادئ و قد استراحت قليلاً لتقبله أن تعود للعمل
” حسنا ، سأذهب لأعد لها بعض الطعام “
تركته و ذهبت للمطبخ فتهالك على الأريكة بتعب و قد أزداد غضبه من ذلك الوغد الذي دخل حياة ابنته ليفسدها ...

” ماذا بك عزيزي ، تبدوا متضايقا “ سألت أماني فخار برفق ، ليجيب هو بحزن ” لا شيء أماني أنا فقط متعب بعض الشيء سأذهب للنوم “
تركها و ذهب لغرفتهم و نظراتها الحائرة تتبعه ، فهو يبدوا غريباً منذ عودتهم الأسبوع الماضي ، دوما شاردا حزينا و قليل الكلام ، تحركت لتذهب إليه لا تريده أن يغرق في حزنه أو همه إذا كان هناك شيء يهمه بالفعل ، وجدته مستلقي على الفراش بملابسه و حذائه واضعا يده على وجهه ، اقتربت من الفراش ورفعت قدمه تزيل الحذاء واحداً بعد الآخر ففتح عينيه و رمقها بحنان باسما ، اعتدل في الفراش شاعرا بالذنب كونها تتحمل جانب من ضيقه و لا تشتكي ، ما ذنبها هى ليعرضها لمزاجه السوداوي هذا فتح لها ذراعيه يدعوها لتقترب و هو يقول بحب ” تعالي أمنيتي ، لقد اشتقت إليك كثيرا “
أندست بين ذراعيه واضعه رأسها على صدره تضمه بقوة سأله
” فخار ، هل هناك ما يضايقك هذه الفترة “
هز رأسه نافيا و قال ,بابتسامة لم تصل لعينيه ” لا أمنيتي ، فقط بعض المشاكل في العمل ، و لكني سأتخطاها لا تقلقي “
ابتسمت و قد شعرت بالراحة قليلاً إذا كان العمل ما يشغله فلا بأس بذلك ، قالت مقترحه ” ما رأيك بتدليلك بجلسة مساج من يدي و أنت تتحمم ، مؤكد سيعتدل مزاجك بعدها “
صمت مفكرا و قال بمزاح ” و لم لا ، هذا ما كنت أسعى إليه منذ جئت “
قالت أماني بمرح ” أيها الماكر ، كان لك أن تطلب فقط و أنا أنفذ حبيبي “
قبلته على وجنته و نهضت قائلة بأمر ” أنتظر لحين أعد لك الحمام و أضع لك الزيوت العطرية حتى تسترخي “
ذهبت و تركته فتمتم بحزن و الغضب يعود إليه مما يحدث معه و يعانيه للأن بسبب يقين ” تبا لك يا رجل لم تفعله بي “

كانت تجلس في فراشها و والدها يجلس على طرفه قائلاً بجدية ” لقد وجدت لك عملا يقين ، أليس هذا ما تريدينه “
نظرت لوالدها بجمود و لم تتحدث فقال بحزن ” أخبريني بما تريدينه إذن يا ابنتي “
هزت كتفيها بصمت و لامبالاة . مما أغضب والدها فهى حتى لا تحاول الحديث معه ، قال بحزم ” حسنا أستعدي غدا ستأتين معي لأوصلك لعملك “
نهض و تركها فعادت لتستلقي على الفراش و دموعها تعود للتساقط من جديد ، أضاء هاتفها و اسم مرام المدون يظهر و يختفي على شاشته ، و لكنها تجاهلته و هى تستدير بجسدها و تعطيه ظهرها لتغلق عيناها و لتغفو مجدداً و لا شيء تفعله لأشهر غير النوم ، حتى ما عادت تتحكم بجسدها الذي دوما ما يخذلها فتسقط أو يغشى عليها و امتناعها عن الطعام لا يساعد بدوره تستمع لغضب والدتها و تذمرها منها فتتجاهلها و كأنها أصيبت بالصمم ، و تصرخ و تموء كالقطة و هى تدفع الطعام لحلقها دفعا كالطفل الصغير ، حتى تخرج من غرفتها و قد لوثت ملابسها و الفراش لتعود بعد قليل لتساعدها على الاستحمام ، العمل هو فرصتها الوحيدة لتخرج من المنزل و تراه و لكن كيف و هى لا تستطيع السير ، كيف و هى متألمة منه ، كيف و هى غاضبة ، عاد الهاتف للرنين مرة أخرى و لكنها لم تجب و هى تضم عيناها بقوة لعل أذنها تصاب بالصمم بدورها لا تسمع النداء الذي تعلم ما خلفه ، و لكن لم يعد مهم ، لقد فات الأوان . تمتمت بخفوت ” فخار تبا لك “ قبل أن تغرق في النوم مجدداً
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀🎀💓



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:28 AM   #16

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀

تفضل بالجلوس سيد عبد الغني “ قالها الرجل الذي أشار إليه بالجلوس باسما و التفت ليقين الواقفة متمسكة بحقيبتها مضيفا ” هل هذه يقين التي ستعمل معي منذ اليوم “
كانت تقف على قدمين مرتعشتين بعد أن أجبرها والدها صباحاً على النهوض و ما كانت تظن أنها ستقدر و لكنه خيرها بين أن يحملها و أن تأتي برضاها و لذلك تحاملت على نفسها لتأتي معه ، قال والدها يجيب الرجل الذي لم يكن في عمر والدها كما ظنت ، بل هو ربما في الأربعين أو أكبر بعامين ، ” نعم هذه ابنتي يقين ، أنها تعمل مساعدة جيدة ، و لكنها مرضت لبعض الوقت و اضطرت لترك عملها ، لقد طلبت مساعدة فاخر ليجد لها عمل و ها هى هنا ، شكراً لك على هذه الفرصة “
قال الرجل بمرح باسما ” يجب أن تكون جيدة و إلا لن أدعها تعمل لدي ، أنا أفضل أن أحاط بما هم ماهرون في عملهم “
قال عبد الغني يسايره ” ستجدها كذلك ، أنها ابنتي “ أضاف بفخر
تنهد الرجل براحة و مد يده ليقين يصافحها قائلاً ” أكمل وهبي أنستي تشرفت بمعرفتك و نتمنى أن يحظى العمل هنا برضاك “
نظرت يقين لوالدها
بتساؤل فأومأ برأسه موافقا ، مدت يدها بتوتر ليقبض الرجل عليها بقوة قائلاً ” حسنا لنبدأ العمل إذن “

مرت الأيام و يقين تتأقلم مع عملها و والدها يوصلها و ينتظرها لتنتهي ليعيدها للمنزل ، بينما فخار ينتظر فرصة ليراها ، و بعد أن ذهب لصديقتها يرجوها أن تفعل شيء و تجلبها له ، رفضت بقوة و أغلقت الهاتف في وجهه و أخبرته أن لا يهاتفها مرة أخرى ، بينما سميحة تحاول أن تعرف منه ما يدور بينه و بين يقين ، و هى مازالت تلح عليه أن يتركها تخبر أماني و تبحث له عن عروس ، و لكنه مازال يرفض خوفاً على أماني ، ذهب فخار ليرى والده في الشركة بعد أن يأس من موافقة عبد الغني ، دلف للمكتب بعد أن طرق الباب بهدوء ، قال رحيم باسما ما أن راه ” تعال فخار ، كيف حالك و أماني ، هل أنتما بخير “
جلس فخار بتعب قائلاً ” أبي أنا أريد الحديث معك في أمر هام “
شعر رحيم من نبرته بأن هناك أمر جلل قد حدث ، فقال بجدية و اهتمام ” أخبرني فخار تحدث ، هل حدث شيء بينك و بين أماني “
قال فخار بمرارة ” الأمر ليس له علاقة بأماني ، أنه على علاقة بيقين “
رفع رحيم حاجبه بتعجب سائلا ” ما بها يقين فخار “
زفر فخار بحرارة و قال برجاء ” أريدك أن تأتي معي لطلبها من والدها “
صمت رحيم مفكرا ، ثم قال بحزم ” أسف ، لا أستطيع ذلك ، أخبر زوجتك و أنا سأتي معك “
رد فخار بحدة ” أماني لا أبي لم لا تفهم “
قال رحيم غاضبا ” فخار تأدب في الحديث معي ، هيا أذهب لا أريد أن أستمع لك “
نهض فخار غاضبا بدوره و أجاب بيأس ” أرجوك أبي ، يقين زوجتي بالفعل ، يجب أن يوافق والدها لنعلن زواجنا عندهم “
فغر رحيم فاه بذهول و كأن ولده قد جن و يتحدث بالهراء ، سأله بعد أن تمالك نفسه من دهشته ” لا أفهم ، ما الذي قلته للتو “
أجاب فخار بحزن ” لقد تزوجنا من عدة أشهر ، على أمل أن يوافق والدها ، و لكنه يأبي أن يوافق و يريد تزويجها ، كيف و هى زوجتي ، لذلك أريدك أن تأتي معي ربما وافق الآن “
تحدث رحيم باستنكار ” هل تزوجت على أماني ، هل تزوجت الفتاة من خلف ظهر أبيها ، هل جننت أيها الوغد الحقير ، ما الذي فعلته “
قال فخار بمرارة ” أريدها و أحبها لم لا تفهمون “
قال رحيم غاضبا ” تبا لك أيها الحقير أنت لا تحب أحد أيها الأناني و إلا ما تزوجت من خلف ظهر أماني ، ما الذي تريدني فعله أن أتي معك للرجل ، على جثتي أن يحدث ، أذهب و حل مشاكلك بنفسك “
تمتم فخار برجاء ” أرجوك أبي ، ساعدني في هذا فقط لن أطالبك بشيء بعدها “
هز رحيم رأسه بعنف ” أبدا ، إلا إذا أخبرت زوجتك “
تحرك فخار ليذهب و هو يتمتم غاضبا ” كنت أعرف ذلك ، أنت لن تساعدني على ايه حال ، ما الذي تريدون مني فعله ، أخبر أماني لتموت حزنا ، أبدا لن أفعلها ، على جثتي ذلك “
قبل أن يخرج قال رحيم غاضبا ” أترك يقين فخار إذا لم تكن دخلت بها ، والدها سيقتلك إن علم و أنا لن أمنعه ، أترك الفتاة ، أتركها “
قال فخار بقسوة ” يقين زوجتي و ستظل كأماني أبي إذا لم يوافق أبيها ستظل زوجتي في السر و هذا يعود لكم “
تحرك رحيم من خلف مكتبه ليمسك به قبل أن يخرج ليتمزق قميصه في يده و هو يصرخ عليه ” ماذا تقول أيها الحقير ، كيف ستظل هكذا ، هل أنت أمير تأمر فيؤتمر بأمرك ، قسما بالله إن لم تترك الفتاة ، لن تكون ولدي بعد اليوم “
رفع فخار يده يزيح يد والده برفق عن ملابسه و تمتم ” أسف لن أفعل “
رمقه رحيم بغضب و خيبة ” أنت حقير أناني “
أغمض فخار عينيه بألم و حديث والده يجرحه في الصميم و لكن ماذا يفعل ، بعد كل هذا يريده أن يترك يقين بعد أن فعل كل ذلك من أجلها، يكفي الإهانات التي تلقاها من والدها على مدار الأشهر الماضية ، و بعد ذلك يتركها ببساطة ...
تحرك ليرحل فقال رحيم بحزن ” ستندم يوماً ما و ستخسر كلتاكما كن واثقا من ذلك “
سقطت دمعة واحدة على وجنته ليزيلها بعنف و هو يخرج و لديه تصميم أكثر من ذي قبل على أن ينجح كلا زيجتيه و أن لا يخسر إحداهن مهما حدث ...

********★*****★******
قالت مرام بحزن ” أرجوك يقين لا تفعلي ذلك “
أجابتها يقين بحزم ” بل يجب مرام ، لابد أن أنهى الأمر و للأبد “
ردت مرام بضيق ” حسنا ، على راحتك و لكن لتعلمي أني لست راضية عن أفعالكم لقد حذرتك كثيرا و أنت لم تهتمي “
ردت يقين بحزن ” حسنا أستريحي لن يكون لي علاقة به بعد الأن “
زمت مرام شفتيها بمرارة ” أنت غبية يقين إن ظننت أنه سيتركك بسهولة “
ردت يقين بمرارة ” سيفعل ، لم يعد لم نفعله داع ، والدي و لم و لن يوافق و هو و لن يخبر زوجته فما الداعي للاستمرار ، لقد تعبت و لم أعد أحتمل ، سأوافق على أول خاطب يأتي إلي لأريح أبي و أمي“
تمتمت مرام بحزن ” حسنا ، أتمنى أن تسير أمورك بخير “
قالت يقين بحزن ” فقط حاولي إقناع أبي لأتي معك ، حتى أستطيع أن أراه “
و هكذا قررت يقين أن تتخذ خطوة في التخلص من هذا الألم الذي تشعر به ...

”إلى أين أنت ذاهب حبيبي “
سألت أماني فخار بعد أن جاء من العمل في غير موعده ليبدل ملابسه و يستعد للخروج مرة أخرى .. قال لها باسما ” حبيبتي لدي موعد هام ، لن أتأخر “
سألته بفضول ” موعد ماذا ، و مع من “
صمت و هو ينهى ارتداء ملابسه ليجيب بهدوء ” صديق قديم لقد جاء من الخارج منذ أيام و يريد رؤيتي قبل أن يسافر مرة أخرى “
أومأت برأسها بتفهم قائلة ” حسنا حبيبي ، لن أتناول الطعام لحين تأتي “
أجابها مسرعا ” لا حبيبتي ، يجب أن تأكلي حتى تأخذي أدويتك في موعدها ، إياك ، ثم إياك أن تهملي صحة أمنيتي “
ابتسمت برقة و قبلته على وجنته قائلة ” حسنا لا تتأخر على “
تركها فخار و ذهب بعد أن ضمها مقبلا رأسها بقوة .

******************
بعد أن طلبت مرام من والدها أن تذهب معها لحفل خطبة قريبتها و أنها ستحضر فقط جلسة الفتيات قبل الخطبة حتى لا تتأخر في العودة ، أصر على أن يوصلها بنفسه و يعود ليأخذها و بالفعل أوصلها للمنزل و كانت مرام قد أخبرت ابنة خالتها بأن تستقبلهم لبعض الوقت ، حتى تطمئنان أن والدها قد رحل ، بعدها هاتفت فخار و أملته العنوان ليأتي و يأخذها انتظرته أمام المنزل قبل موعده بخمس دقائق ، فتح لها الباب بجانبه ، صعدت يقين جواره بصمت ليتحرك مبتعدا ، بعد وقت سألها باهتمام ” تبدين مريضة للغاية ، هل مازالت متعبة “
التفت إليه ببرود قائلة ” و هل تهتم إن مت أو حيت “
نظر أمامه بصمت ، لن يجيبها الآن فقط ليصل لوجهتهم و بعدها يتفاهمان ، سألته بضيق و هى لا تعرف لأين يقود سيارته بها ” لأين تأخذني “
أجاب فخار بهدوء ” لشقتنا “
كان وقع الكلمة عليها غريباً ، شقتنا منذ متى هناك شيء يجمع بينهم قالت يقين بحدة ” لا ، لن أذهب معك لهناك ، رجاء صف السيارة في أي مكان لنتحدث فيما طلبت رؤيتك من أجله لننتهي ، و كل منا يعود لمنزله ، لا أريد التأخر على والدي “
تجاهلها فخار و ظل يقود سيارته نحو شقتهم ، بعد أشهر لم يعرف كيف يراها و تأتي لتخبره أنها متعجلة للعودة ، ليس قبل أن يضع قواعد جديدة لعلاقتهم ، و يجب أن يعلمها بقراراته ، قالت يقين بحدة معنفة ” فخار ، تبا لك أخبرتك أن تصف السيارة لن أذهب معك لمكان “
زاد من سرعته ليصل في وقت قياسي و حتى ينتهى من تذمرها ، أوقف السيارة بحدة فكادت تصطدم بزجاجها ، فهو غاضب و سينفجر كالمرجل ، هبط من السيارة و التف حولها ليفتح الباب تجاهها و شدها من يدها لينزلها أمام البناية الكبيرة التي توجد في حي راق ، ضغط على زر المصعد و أنتظر ليفتح و هو قابض على يدها بقوة ، قالت يقين غاضبة بقهر و دموعها تتساقط من معاملته المسيئة لها ، ” أترك يدي فخار أنا لن أصعد معك لمكان “
فتح الباب و دفعها لتدخل و أغلق الباب خلفهم ، أزالت دموعها براحتها بقهر و هى تستند بصمت على الحائط ، كان يعطيها ظهره يراقب الأرقام و هى تتوالى أنوارها في الظهور إلى أن توقف المصعد ليفتح الباب ، لم تكن منتبهة لشيء حولها و لا الممر الطويل الذي يؤدي لشقتهم و لا الأنوار التي تضيئه لتظهر اللمعة على الأرض الزرقاء الباهتة و الحائط بلون البحر ، فتح الباب بكارت ممغنط بعد أن توقف أمام باب بني في أسود يبدوا من مفتاحه الحديث مصفحا ، أدخلها و أضاء المصباح بعد أن أغلق الباب خلفهم ، رمقته بغضب و قهر و لم تحيد نظرها عن وجهه لترى محيطها الذي لا يهمها في شيء ، بعد صمت دام لدقائق و كل منهم يرفض الحديث أولاً حتى قالت يقين بحزم ” أنا أريد الطلاق فخار “
كان يتوقع حديثها هذا ، ألم يكن هناك إشارات بحدوث ذلك ، تنهد فخار بتعب و أتجه إلى الأريكة الوثيرة بقماشها الناعم بلونه الأحمر الغامق ليجلس عليها بتهالك قائلاً بصبر ليقين ” تعالي أجلسي يقين ، تبدين متعبة حد الدمار “
ردت عليه بحدة ” لا شأن لك بي بعد الأن فخار ، أرجوك لو كنت تحبني حقاً كما تقول طلقني و ليذهب كل منا في طريقه ، أنت لديك زوجتك و أنا أريد أن أكون ابنة أبي كما كنت من قبل ، أريد أن ينسى غضبه مني و يعود و أمي كما كانوا من قبل ، أريده أن يفرح بزيجتي كما جميع الأباء ، هذا من حقه علي ، أنا تعبت و لم أعد أتحمل هذا الضغط ، لذلك أرجوك ليذهب كل منا في طريقه “
كانت تتحدث بحرارة و بؤس و دموعها تهطل كالأمطار لتغرق وجهها ، قال فخار بمرارة ” بعد أشهر قليلة تستسلمين و تريدين تركي “
قالت يقين بمرارة ” هل تسأل حقاً ، أنت تعيش حياتك مع زوجتك بسعادة و تركتني أعاني التوتر وحدي كلما جاء لي خاطب ، بل و تركتني و أخذت زوجتك و هربت في رحلة استجمام فقط عندما صمم أبي على الرفض و طلبه أن تخبر زوجتك ، أنت لم تحارب من أجلي كما أخبرتني أنت هربت كالجبان بعد أول معركة “
قال فخار بتحذير ” يقين ، أنت تتعدين حدودك معي “
رمقته بسخرية ” حقاً ، أسفة إن كان هذا شعورك ، و الأن هل يمكنك أن تطلقني الأن “
رد فخار ببرود ” أسف يقين لن أفعل ، أنت زوجتي و ستظلين هكذا ، إذا أردت أن أخبر والدك لا أمانع و غير ذلك لا “
رمقته بحزن و خيبة ، مما جعله يشعر بالحزن و هو يرى نظرات والده إليه في عينيها ، أحب الناس إليه يحتقرونه فماذا ستفعل أماني إن علمت هى أيضاً موكد ستموت قهرا لم لا يفهمونه لم لا يلتمسون له العذر ، هل هو أناني بالفعل كما قال والده هل هو حقير حقا كما يظن عنه ، يا الله لم يملك هذا القلب الذي يجعله يعاني ، كلما فكر في خسارة أماني هلع و كلما فكر في خسارة يقين ذعر ، ما هذا يشعر بأنه غير طبيعي ، هل هكذا يشعر الذي يتزوج بأكثر من امرأة ، أم هو فقط شاذ عن القاعدة ، هل يحب كلتاهما حقا ، كيف يعرف ذلك أليس مشاعره تجاه كلتاهما دليل خوفه على أماني و قلقه على يقين ، هو مشتت يحتاج للوقت ليستجمع شتاته ، لا يستطيع أتخاذ قرار ترك يقين الأن و كيف يفعل ، قال فخار بمرارة ”لم يحدث كل ذلك يقين ، تعلمين أني أحبك ، لم اليأس من أول الطريق ، أعدك أني سأخبر والدك بطلبي لك مرارا ، و لن أتركه حتى يوافق “
ردت عليه بقسوة ” أرح نفسك لن يوافق تعرف شروطه و أنت ترفضها ، و أنا أريد الزواج ، لقد تقدم إلي رب عملي الجديد و أنا أريد أن أوافق فهو رجل مناسب رغم أنه يكبرني بالكثير ، و لكنه ليس له زوجة على الأقل و لن يخبرني أن أكون في الخفاء من أجلها “ أضافتها بمرارة ، لتثير غضبه و حنقه و يأسه من الموقف أجمع .. قال فخار بصوت لاذع ” و ماذا ستخبرينه عن زواجنا يقين “
ردت يقين بحزن ” لا شيء فخار ، هذا ليس هاما بالنسبة له فهو سيكون الوحيد في حياتي على ايه حال “
غضب ، غضب شديد اجتاح كيانه و هى تتحدث عن تركه و الزواج بآخر ، هل تستطيع أن تفعل ذلك بالفعل ، و إن كانت تستطيع التخلي عنه بسهولة هكذا لم تزوجته بغير علم والدها مجازفة بإغضابه ، تبا ، تبا يقين ، لن تكوني لغيري لو كان أخر ما أفعله في حياتي ، قال فخار بهدوء مصطنع جازا على أسنانه , مؤكداً بحزم ” أنت لن تتزوجي غيري يقين ، منذ قبلت الزواج بي قبلت معه تحمل كل ما يمر بنا و تحمل ظروف زواجي و عدم قدرتي على إخبار أماني ، عندما تزوجنا كنت تعلمين أني لن أخبر زوجتي عن زواجنا ، فما الذي جد بشأنها “
قالت يقين صارخة ” الذي جد أني لم أعد أتحمل غضب والدي مني ، أني في السادسة و العشرون و آن الوقت لزواجي ، أن من حقي يكون لي بيت و زوج ، زوج لا يخفيني عن الأخرين ، زوج يكون لي الداعم وقت أحتاجه ، يكون .... “ صمتت هنية ثم أردفت ببرود ”هل هذه أسباب كافية بالنسبة لك “
قال فخار بجمود ” رغم كل ما قلته الأن يقين ، أنت ستظلين زوجتي ، لا يهمني أن عدم إخبار أماني يضايقك لهذا الحد حتى جئت إلي ثائرة تهدديني بوجود أخر ، و أنك تريدين تركي من أجله ، هل هذا ابتزاز منك لأركع لك ،حسنا اليوم و الأن سأتي معك لأخبر والدك عن زواجنا و ستأتين معي للعيش هنا لننهي هذه المهزلة ، و إلا ... “
قاطعته يقين بغضب ذاهلة ، لا تصدق أذنيها لم يقوله ، سيخبر والدها أنها تزوجته سرا ، و يطالبها بالعيش معه هنا ، و رغم ذلك لن يبلغ زوجته ، ما هذا الجبروت لديه ، ما هذه القسوة ، ما الذي يجعله يظن أنها ستفعل ذلك ، مفترضا به هو أن يسايرها فيما تريده ، حتى لا تعلم زوجته ، لا و يسمي زواجهم مهزلة ، من جعله هكذا ، أنه هو الذي وضعهم في هذا الوضع لم يبذل قصارى جهده ليقنع والدها ، ربما هو لا يريد أن يقنعه من الأساس لتظل هكذا أمرته ” ليس هناك و إلا فخار ، اليوم سننهي. هذه المهزلة المسماة بزواجنا كما تدعوها أنت ،أرجوك طلقني “
كل هذا الوقت هى واقفة و هو جالس على الأريكة ، لم تحاول الجلوس و لم يحاول الاقتراب ، فكر فخار له شهور متزوج من يقين و لم يعرف ملمس شفتيها بعد ، لم يعرف شعوره و هى بين ذراعيه ، لم يعرف إذا كان سيحب تقبيلها و ضمها أم لا ، إذا كانت تريد الرحيل فليعرف ذلك قبلها ، نهض بخفة و اتجه إليها ليقف أمامها متفحصا ملامحها مارا على جسدها الذي لا يظهر من ملابسها الساترة ، يريد أن يعرف الآن ما تحت هذه الدروع الواقية التي تحميها منه و من نظراته و شعوره نحوها ، و هو ينظر إليها يريد الشعور بذلك الاكتمال الذي لم يشعر به مع أماني منذ تفاقمت حالتها الصحية ، و هو ينظر ليقين تدور أفكاره حول ما سيشعر به و هو معها و بين ذراعيه يثار جسده فقط من مجرد أفكار فماذا سيشعر و تلك الأفكار تتحول لواقع ، ارتبكت و شعرت بالقلق من نظراته الجائعة إليها ، أحتقن وجهها فقالت بحدة لتهرب من مشاعرها المضطربة ” أنا سأذهب الأن ، لقد تأخرت “
حقا تظن ذلك ، أنه سيتركها ترحل هكذا بسهولة ، بعد كم الأفكار التي تدور في رأسه و المشاعر التي أثيرت في جسده ، لا ، لا يظن ذلك ، ليس قبل أن يشبعها .. استدارت تجاه الباب لترحل و قبل أن يسمح لها عقلها و تسمح لها قدمها بالتحرك و الهرب ، كان فخار يلف ذراعيه حول خصرها من الخلف ليضمها إليه بقوة و هو يهمس بألم ، أريدك يقين ، أحبك و أريدك الأن “
انتفضت بين ذراعيه محاولة تخليص نفسها منه قائلة بذعر
” فخار ، هل جننت أتركني أرجوك “
تمتم بخفوت و هو يدفن وجهه في عنقها قائلاً بهمس مثير ” فخار بفتح الخاء يا حبيبتي “

كان يجلس جوارها على الفراش بتململ و يتنهد بضيق من وقت لآخر فقالت سميحة بتعجب متسائلة ” ماذا بك يا رحيم ، لك وقت تشعر بالضيق من الذي أغضبك “
رمقها رحيم بضيق ، هل يخبرها بفعلة ولدها السوداء ، لا يخشى أن تذهب و تخبر أماني ، لتعلن عن زيجته الأخرى يعلم أنها تحب يقين و كانت تريدها زوجته لولا والد الفتاة ، قال رحيم بهدوء ” لا شيء سميحة أنا أفكر في السفر في وقت قريب فلدي بعض العمل بالخارج على أن انهيه “
قالت سميحة باسمة ”. حسنا سأتي معك هذه المرة ، و سنأخذ معنا فخار و أماني ما رأيك ، ربما عرضنا أماني على متخصص في الخارج ربما وجدنا لها علاج لحالتها “
لوى شفتيه بسخرية مريرة و قال ” لم لا فلتخبريه بذلك إذا وافق لا بأس “
قالت سميحة برفق ” لم أشعر أنك غاضب من فخار هذه الفترة رحيم ، هل فعل ولدي شيء “
قال رحيم بسخرية ” نعم هو ولدك بالفعل سميحة و قد أفسده دلالك “
عقدت حاجبيها بحنق مستنكرة حديثه قائلة ” نعم أمر بالفعل و أمر خطير أيضاً ، ماذا يا ترى “
أجاب رحيم بحدة ” فلتسأليه بنفسك ربما أخبرك ، حسنا سنذهب بعد. أسبوع ، جهزي نفسك. “
أستدار يعطيها ظهره مما زاد حيرتها أكثر واعدة نفسها أنها ستعلم من فخار ماذا يحدث معه و بين أبيه و بي هذه الفترة ..
✨✨✨🌙🌙🌔💜💜💜✨



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:31 AM   #17

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀
لف ذراعيه حول خصرها يشدد من احتوائها هامسا " أحبك و أريدك يقين "
حاولت فك ذراعيه من حول و هى تقول بذعر. " ماذا تفعل فخار ، أتركني، أتركني "
شدد من ضمها و قال بحرارة و قد أراد الحصول على المزيد من قربها " لا أستطيع يقين لم لا تفهمين أنت زوجتي ، لنا أشهر و لم أحصل على قبلة منك ، لمتى سأنتظر ، أبيك رجل عنيد ، لقد تعبت و لم أعد أحتمل ابتعادك عني ، و أنت أتية لتخبريني أنك تريدين الزواج برجل أخر ، هل ظننت أني سأتركك لترحلي هكذا ببساطة "
لم تستطع أن تخلص نفسها من بين ذراعيه فقالت بذعر " أرجوك فخار لا تفعل بالله عليك ، لقد وعدتني "
قال و هو يديرها بين ذراعيه يجيب " و أنت وعدتني أن لا تتركيني يقين ، فماذا عن وعدك لي ، أتية لتخبريني بأنك تريدين الزواج من مديرك "
رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف " هذا ليس كهذا فخار ، أنت لن تخسر شيئا لو تركتني أما أنا سأخسر كل شيء لو فعلت ذلك معك ، أرجوك لا تهينني أكثر من هذا أرجوك لتتركني أرحل و عد لحياتك مع زوجتك بسعادة "
تمتم فخار بمرارة " سعادة ، أي سعادة هذه ، متزوج من امرأتين و لا أعيش كباقي الرجال ، و لا أحصل على السعادة بقربهما ، لماذا برأيك يحدث لي هذا ، لأن واحدة متعبة و الأخرى تريد تركي ، لا لن أسمح لأحد بتسيير حياتي على هواه بعد الآن ، أنت زوجتي و ستظلين هكذا يقين إلى أن أموت و يتوقف هذا القلب عن الخفقان"
قالت يقين باكية بعنف " فخار لا ، أرجوك لا تفعل "
رد غاضبا " بلى يا عزيزتي بلى ، لا تقاوميني أرجوك أنا أحتاج إليك ، أحتاج إليك حد الموت ، لا تحاربيني يقين ، ما عدت أتحمل أنا أيضاً ، الجميع ضدي أبي و أبيك و هذا القلب الذي أملك و الأن أنت ، أنت يقين ، روحي ، ماذا تريديني أن أفعل ، هل أقتل نفسي ليستريح الجميع "
قالت يقين باكية " و ما ذنبي أنا فخار أنت ستقضي على هكذا ، لم تجعلني كبش محرقتك ، أبي و أمي ماذا سيكون شعورهم إن علما شيء كهذا "
قال فخار بمرارة " تعلمين لم أعد أبالي فوالدك يكرهني في جميع الأحوال ، لم لا أعطيه سببا لقتلي عندما يعلم بزواجنا وقتها ستتخلصين مني أنت و والدك و ربما ترتاح أماني من رجل مثلي أيضاً تزوج عليها بالسر و أبي ، أبي الذي قالها صريحة إن لم أتركك لن يعتبرني ولده بعد الآن ليرتاح مني الجميع لم أعد أبالي "
قاومته بعنف تتخبط بين ذراعيه برعب ، يا إلهي والده يعرف و يريده أن يتركها ، و أبيها ماذا ستكون عليه صدمته عندما يعلم ردت بعنف بائسة تقول .. " يا إلهي لا لا لا لا تفعل لا "
و لكن فخار كان قد أتخذ قراره و لم يعد يبالي برأي أحد غيره ليقولوا عنه أناني حقير وغد هو كل ذلك مجتمع ، و لكن يقين ، ستكون له و الأن ، حتى لا تفكر في تركه يوماً ما .. لم تشعر يقين إلا بذراعيه تحملانها لوجه لا تعلمها و قد شل تفكيرها لثواني معدودة لتعلم عواقب ما سيحدث الآن لو حصل فخار عليها ، لتجد يدها تضربه بعنف على كل مكان تطاله من جسده و صراخها يصم أذنه توقفه أن لا يفعل ، " أرجوك فخار أستحلفك بأغلى شيء عندك لا تفعل بي هذا ، كيف سأعيش بعد ذلك "
رد غاضبا " ستعيشين و ستفعلين مجدداً و مجدداً أنت زوجتي زوجتي أفهمي هذا أنا لا أفعل شيء محرما ، هذا من أبسط حقوقي على زوجتي "
قالت يقين باكية " سأكرهك فخار "
رد غاضبا من حديثها " سأعطيك سببا لكراهيتي إذن يقين ، ظننتك غير الجميع و لكنك مثلهم ، تريدين صالحك فقط و لا تفكرين بي لثانية متناسية وعدك و حبك لي رغم كل الظروف ، هل نسيتِ حديثنا في المشفى أم كنت تشفقين علي حينها "
دفع الباب بقدمه بعنف ليفتح بقوة مصطدما بالحائط ، أمسكت بوجهه تديره لينظر إليها و لوجهها الباكي المذعور " أنا لم أنس ، أنا أحبك بالفعل فخار ، أنت تعلم ذلك ، بل أنت واثق من ذلك ، و لكن ما تريد فعله سيجرحني و سيجعلني أكرهك ، فلا تفعل ، لا أريد أن أخسرك أرجوك ، سنجد حلا لكل شيء فقط نحتاج بعض الوقت ، سيوافق أبي ، سيوافق يوماً ما أنا واثقة فقط أعطينا فرصة و لا تهدم كل شيء بفعلتك "
أنزلها فخار على الأرض محتفظا بها بين ذراعيه و اليأس يتملكه ، و جسده ينتفض برفض لقرار عقله بالتوقف عن ما يفعله ،و تركها لتذهب ، أستند بجبينه على جبينها و زفر بحرارة متمتما بيأس " أحبك يقين ، أنا متعب يقين ، أنا أشعر باليأس من كل شيء ، أحتاج إليك ، لا أحد يشعر بي ، حتى أنت يقين تريدين تركي " أضاف بعتاب لتجد يقين ذراعيها تحيط بعنقه و هى تبكي بحرقة قائلة
" أسفة و لكني حقاً أريد سعادتك أرى كم تعاني مع أبي أردت إعادة حياتك الهادئة إليك ، و أردت أن أرضي أبي ، فيبدوا أن سعادتنا ليست معا فخار كلانا يسبب الألم للأخر "
شدد من ضمها و قال بنفي " لا تقولي هذا ، أنا لن أتخلى عنك يقين و لكن عديني أن تفعلي مثلي ، تمسكي بي ، فقط تمسكي بي "
ردت يقين باكية و هى تضمه بقوة " حسنا حبيبي أعدك سأفعل لن أتركك أبدا ما حييت "
رفع وجهها يقبلها برفق بعد أن هدأ قليلاً بعد وعدها له ، ابتعدت عنه قائلة بخجل و وجهها يشحب بشدة " يكفي هذا فخار أنا سأذهب الأن "
ضمها بقوة لا يريد تركها و لكنه في النهاية أستسلم و قال بحزم " سنتقابل هنا دوماً ، لن تبتعدي عني بعد الآن "
أومأت برأسها موافقة فعاد لتقبيلها و هو يقول معتذراً " أسف حبيبتي ،سامحيني لفعلتي "
ردت يقين باسمة بحزن " لا بأس فخار أنا سامحتك بالفعل ، أنا أحبك أحبك بشدة "

عاد فخار للمنزل شاعرا بالحزن و اليأس و قد ساءت حالة مزاجه لم يعد يريد الحديث مع أحد أو رؤية أحد ، أراد أن يختفي عن الوجود فقط ، و لم يفيده التجول بالسيارة لساعات بعد أن أوصل يقين ، جاءه صوت أماني تقول بلهفة " عدت حبيبي "
أجاب فخار بهدوء " نعم عزيزتي ، مازالت مستيقظة "
قالت أماني باسمة " نعم حبيبي ، لم أستطع النوم حتى تعود "
أقترب من الفراش و ألقى جسده عليه بتعب و تمتم بخفوت " أريد النوم ، فأنا أشعر بالتعب الشديد "
نزعت عنه جاكيت بذلته و ربطة عنقه و القتهم على الأرض و شدته ليتمدد جوارها لتسند على صدره متمتمه " نام يا قلب أماني "
أغمض فخار عينيه بألم و تمتم بحزن " ليتني لا أكون حبيبتي فلا أريد أن أسبب لك الألم "
رفعت رأسها تنظر إليه بحيرة لا تفهم لم يقول هذا و لكنها أجابت بثقة " لن تفعل أبدأ حبيبي "
التفت إليها و لف ذراعيه حولها ليعيدها لصدره قائلاً بصدق " أحبك حبيبتي "
ليغرق بعدها في النوم متمنياً أن لا يستيقظ ...

كانت نظرات والده الغاضبة تجرحه و تظهر كم هو ابن سيء ، و لكن ماذا بيده ليفعله ، هو حقاً لا يستطيع ترك يقين و لا أخبار أماني ، منذ تقابل مع يقين للأن من شهر ماض و هو يتردد على منزلهم مكررا طلبه من والدها ، الذي أصبح أكثر عنادا عن زي قبل حتى أنه لم يقبل أن يدخله المنزل في المرة الأخيرة ، و لكن. يقين كانت تخبره بأنه سيوافق يوماً ما فقط يصبر ، يصبر ، هل تمزح معه لمتى ، لمتى سيظل صابرا ، و يزداد غضبه كلما رأى يقين تذهب للعمل مع والدها الذي يأتي ليعيدها ، و ما يثير جنونه و هو يجد ذاك الرجل أكمل و هو يوصلهم من وقت لآخر ، حتى هاتف صديقتها ليخبرها بغضب أن تخبرها لتترك العمل عند ذلك الرجل و هو سيجد لها أخر ، و ما جعله يستشيط غضبا عندما أخبرته بكل برود أن يخبرها بنفسه و لا يهاتفها مجدداً، ينتظر كل يوم في شقتهم عند الثالثة لعلها تستطيع المجيء و رؤيته و لكن يبدوا أن والدها يشدد من حصارها حتى أخبرته أنها ذاهبة مع رب عملها لذلك المنتجع السياحي الذي يقوم بصفقة ما مع صاحبه و ربما هناك شراكة في الطريق ، سألها بحدة " و هل وافق والدك على ذهابك "
أجابته يقين بضيق " أجل ، فهو معه زوجته "
" كنت تكذبين على يقين " صرخ بها غاضبا ، فقالت بحدة " أردت فقط أن أضايقك و أخبرك أني لم أعد أهتم بك و أني سأستمر في طريقي ، لم أكن أريدك أن تشعر بالذنب تجاهي عندما تتركني "
سألها بقسوة " متى موعد ذهابك لذلك المنتجع "
أجابته يقين بضيق " بعد يومين و سنمكث أسبوع ، و لن أخبرك عن مكان وجوده فخار ، لا أريدك أن تفتعل مشكلة "
رد بجمود " حسنا يقين ، إلى اللقاء الآن "
أغلق الهاتف ببساطة دون أن يلح عليها في السؤال مما جعلها تتعجب و تشعر بالراحة نفس الوقت .. كان فخار نفس الوقت يتحدث مع العم هاشم طالبا منه معرفة ذلك المكان ..

قالت صباح ليقين بحزم " أعتني بنفسك و لا تتركي جانب السيدة راندا مفهوم "
قال عبد الغني غاضبا " يكفي صباح أخبرتها بذلك ألف مرة ، سنتأخر عن الموعد ، لا نريد للرجل أن ينتظر "
قالت صباح بحزن " حسنا ، و لكني لا أريدها أن تبتعد ، لا أعرف لم وافقت على ذهابها "
نظر عبد الغني ليقين بهدوء " أريدها أن تبتعد قليلاً لعلها تعود ابنتنا كما كانت "
أدارت يقين رأسها بتوتر تهرب من نظرات والدها و هى تقول بتوتر " هل لنا أن نذهب أبي "
خرجا معا متوجهين لمكان لقائه مع السيد أكمل و زوجته و طفليها الذين تعرفت عليهم يقين عندما أتيا للمكتب لرؤية والدهم ..
عندما راها الولدين اندفعا إليها يحتضنانها بقوة مرحبان ، كان أحدهم في السادسة و الاخر في العاشرة ، ابتسم والدها بحنان و هو يرى حب الولدين لها و راندا التي أتت خلفهم تقبلها قائلة بمزاح " تأخرت آنسة يقين ، هل نحن تحت أمرك لننتظر سيادتك "
قالت يقين باسمة " ماذا أفعل للسيدة صباح لم تشأ أن تتركني لأتي ، أين أكمل لا أراه "
كانت علاقتهم قد توطدت و أصر على أن تناديه باسمه خاصة بعد تقاربها مع راندا و الولدين ، قالت راندا بمرح " يحضر لنا مخزون من الحلوى و الشوكولا للولدان تعرفينهم "
قال عبد الغني براحة " حسنا يقين أنا سأعود للمنزل ، أراك فيما بعد عزيزتي "
ضمته يقين بقوة و قالت بحزن " أحبك أبي كن واثقا من ذلك "
ربت والدها على رأسها بحنان ثم أشار للولدين لينصرف ، قادتها راندا للسيارة الكبيرة المتوقفة قائلة ضعي حقيبتك بها لحين يأتي أكمل و يضعها في الخلف "
قال أكمل بمرح " ها قد أتى أكمل و لا داعي لوضعها في السيارة هاتها يقين "
أعطته الحقيبة فقال أحد الولدين " هيا يقين لنصعد للسيارة فقد مللنا الوقوف هنا نريد أن نذهب بسرعة لنسبح في ماء البحر "
ضحكت يقين " على لهفتك أن تنتظر فوالدك كالسلحفاة في القيادة أسأل والدتك و أنا كلما أوصلني للمنزل يخبرني أبي أنه في هذا الوقت لذهب و عاد مرتين "
قال أكمل متذمرا بمزاح " الحق علي أريد سلامتكم "
لفت راندا ذراعها حول ذراعه قائلة " يسلملي أكمل عدو التسرع ، هيا حتى لا نتأخر و يسبح الأولاد في عرقهم بدلا من ماء البحر "
صعد الجميع للسيارة الكبيرة يقين و الولدين في الخلف و راندا جوار زوجها ، لينطلقا بهدوء غير منتبهين لتلك السيارة التي تتبعهم بتصميم و الغضب يعصر قائدها ....

بعد رحلة أستمرت لعدة ساعات وصل الجميع لذلك المنتجع ، كان عبارة عن عدة شاليهات و فنادق من ثلاث أو أربعة طوابق قريبة من البحر مطلية باللون الأخضر و الأبيض أستقبلهم صاحب المنتجع بترحاب و أمر بإيصال كل حقائبهم لغرفهم ، كان المنتجع مزدحم لدخول موسم الصيف ، و إجازة المدارس والجامعات ليمتلئ المكان بالشباب المرح الذي يبحث عن مغامرة لأيام قبل العودة لروتين حياتهم و الاستعداد للعام الجديد ، كان الولدين يشعران بالتعب ففضلوا الراحة أولاً على الذهاب للبحر ، ذهبت يقين لغرفتها بعد أن ساعدت راندا في الاهتمام بالولدين حتى غفوا ، لتذهب بدورها لغرفتها حتى تتعرف على محيطها الجديد ، أغلقت الباب بهدوء تشعر بالتعب ، نزعت حجابها و حذائها و استلقت على الفراش تلتمس بعض الراحة قبل الاجتماع على موعد العشاء ، لتغفو على الفور ، استيقظت بعد بعض الوقت على صوت طرق الباب ، تثاءبت بتعب و نهضت لترتدي حجابها لترى من القادم ، ربما راندا تدعوها للعشاء ، فتحت الباب و رسمت ابتسامة هادئة ، و التي تلاشت عندما رأت من القادم ، عقدت حاجبيها بغضب و سألت بتوتر " كيف علمت مكاني "
دفعها فخار ليدخل و قال ببرود " ألا ترحبين بزوجك يا عزيزتي أولا ، لقد جئت من مكان بعيد كما تعلمين "
قالت يقين بحدة " فخار كيف علمت مكاني ، هل تراقبني "
رد ببرود " لا ، رغم أنه لا مانع لدي لأعلم زوجتي مع من تسافر و من تعاشر و تصاحب "
عقدت ذراعيها تحيط جسدها و قد توترت الآن من وجوده " حسنا أريد أن أخبرك أن لا تقلق على ، أنا كما ترى بخير و لا أحد يضايقني"
قال فخار بجمود " ألن تقبليني مرحبة على الأقل زوجتي "
ردت يقين بتوتر " بالطبع ، كيف حالك "
قبلت وجنته بسرعة و تراجعت للخلف لتنظر إليه ، و لكن فخار لف ذراعيه حولها و قال بحرارة قبل أن يلتهم شفتيها بتطلب قائلاً " اشتقت إليك حبيبتي ، اشتقت إليك كثيرا هذه الفترة "
حاولت أن تبتعد قليلاً حتى لا تغضبه إذا دفعته بقوة و قالت بارتباك
" حبيبي ، يكفي هذا ، يجب أن تذهب حتى لا يراك أحد هنا "
أستمر على تقربه و صوته يخرج خشنا " لا أحد سيرانا أطمئني حبيبتي ، أحبك كثيرا "
كان حقاً لا يستطيع أن يبتعد لخطوة و هو يهاجم مشاعرها بضراوة و قبلاته الحارة تشعل النار في جسدها كالجحيم ، عقلها يخبرها أن هناك شيء خاطئ لكن قلبها يخبرها أنه عين الصواب و بين عقلها و قلبها ضاعت يقين ..

" حبيبتي ، لا تبكي أرجوك ، لم يحدث شيء خاطئ ، أنت زوجتي "
كان فخار يهدئها برفق و هو يضمها لصدره بتملك و قوة و قلبه ينبئه أنها لن تسامحه على فعلته تلك بسهولة ، لا تصدق يقين أنها استسلمت له بهذه البساطة عند أول قبلة و ضمة و لكن ماذا تفعل فهى تحبه ، بل تعشقه ، تذكرت والدها فازدادت دموعها غزارة و هى تتحدث ببؤس " أبي لن يسامحني فخار ، كيف سأريهم وجهي بعد ما حدث ، ماذا سيحدث لي الآن "
رفع وجهها الغارق في الدموع ينظر لعينيها بتصميم قائلاً بحزم و تأكيد " لن يحدث لك شيء ، لن أتركك يقين ، أعدك سأجعل والدك يوافق فقط أعطني بعض الوقت "
قالت يقين باكية بعنف " تبا لك فخار لقد وعدتني لم أتيت خلفي ، لكان كل شيء بخير الأن "
رد بعنف " بل جيد أني أتيت ، و أتخذنا هذه الخطوة لتستقيم علاقتنا يقين ، لنا أشهر طويلة متزوجان و لم نتحدث كباقي الأزواج لم أقبلك و لم أضمك لم تغفى على صدري كما تمنيت منذ تزوجنا ، أرجوك يقين لا تضيعي سعادتي بقربك بهذا الحديث ، كل شيء سيحل في حينه فقط أصبري "
و كأن حديثه بدلا من تهدئتها يزيد من بؤسها و عذابها لتزيد دموعها تساقطا ، مال على شفتيها متمتما برفق " يكفي حبيبتي ، أحبك كثيرا يا روحي أنت "
تعلقت به بائسة يائسة حزينة و صورة والديها تحتل عقلها ....

***★**************
سألتها راندا في اليوم التالي " ما بك يقين تبدين متعبة ، لم أرغب في إزعاجك أمس و فضلت أن تحظي بيوم راحة قبل بدأ عملك مع أكمل "
قالت يقين بحزن " ليتك أزعجتني راندا لكان أفضل لي "
سألتها راندا بقلق " لم حبيبتي ، ماذا حدث أمس "
ارتبكت يقين بحزن " لا شيء فقط راودتني بعض الكوابيس "
ابتسمت راندا برقة " هذا لتغير المناخ و مكان نومك أكيد , هل أنت مستعدة لتفقد المنتجع مع أكمل أم أخبره أنك متعبة "
ردت يقين بنفي " لا ، أنا مستعدة لا تقلقي ، أين الولدين "
ابتسمت راندا بحنان عند ذكر طفليها الحبيبين و ثمرة حبها لزوجها " في بركة السباحة الخاصة بالفندق ، لم يتحملا لينتظرا استيقاظك و الذهاب معهم للبحر "
ابتسمت يقين بحزن " سأعوضهما بالتأكيد ، فقط ننتهي من العمل هنا "
، كانت يقين تعمل مع أكمل نهارا لوقت العصر و تذهب مع الولدين للشاطئ ، لتعود لغرفتها ليلا بعد موعد العشاء الذي تتناوله مبكرًا هربا من الجلوس و الثرثرة و هى تشعر بكم هذا الألم ، لم ترى فخار في اليومين التاليين فظنت أنه عاد لزوجته لتشعر بألم أشد بعد ما حدث بينهما ، هل ضمنها بعد ما حدث ، هل ملكها الآن و أطمئن أنها لن تحاول تركه ، و كيف تفعل و هى لم تعد كما كانت ، يحترق صدرها و هى تفكر في والدها و تموت قهرا عند تخيلها ما يمكن أن يحدث لو علموا بما فعلت ، لقد أخبرها أنه يستأجر شاليه منفصل بعيداً قليلاً عن فندقها ، و لم يرغب في المكوث معها في نفس الفندق ربما لاحظ أحدهم شيئاً بينهما فهو لا يظن أنه سيلتزم و يظل بعيداً عنها و هما في مكان واحد ، أغلقت الباب برفق و أضاءت المصباح ، قبل أن يدق هاتفها ، فتحته و قالت غاضبة " نعم ماذا تريد فخار "
قال فخار برجاء " أهبطي للأسفل أنا أنتظرك خارج الفندق ، لا أريد الصعود ثانياً حتى لا يراني رب عملك أو زوجته "
تنهدت بحزن و عادت للبكاء تنفس عن قهرتها و غضبها ، قال فخار بلين و رفق " حبيبتي لا تبكي أرجوك ، تعالي إلي "
أرادت أن تتجاهل رجاءه أرادت أن تختفي من الوجود ، ليتها تختفي ، ليتها تموت حتى لا تحزن والدها ، ليتها ما فعلت ، ليتها ، يا ليت ... تمتمت بحزن " أتية "
عادت لتعدل من لباسها و هبطت للأسفل ، خرجت من الفندق لتجده ينتظرها في أقصى الحديقة التابعة للفندق بعيداً عن نوافذ الغرف ، اتجهت إليه لتقف أمامه بصمت في المكان الشبه خالي إلا من بعض الشباب الذي يلتفون حول بعضهما و يحدثون جلبة و هم يتمازحون و لا أحد يبالي بذلك الثنائي الذي يقف بصمت بعيداً عن الأعين .. قال فخار بأمر " تعالي معي حبيبتي "
سألته بحدة " لأين فخار "
اقترب ليمسك بذراعها و هو يقودها بعيداً عن الفندق " لمسكني ، هو قريب من هنا ، سأعيدك قبل طلوع الشمس لا تقلقي لن يعلم أحد عن خروجك "
شدت ذراعها من يده و قالت يقين بعنف " لا فخار ، لن أذهب معك لمكان ، أرجوك فخار يكفي ما حدث "
وقف ينظر إليها بحزن يريد الاقتراب و يخافه ، أصبحت مشاعره كقنبلة موقوتة تكاد تنفجر أي وقت ، قال بخيبة " حسنا يقين ، كما تريدين ، لو أردت مني العودة سأفعل لا أريد مضايقتك "
ضربته كف على وجهه قائلة بغضب و غيرة " تبا لك ، تريد العودة إليها أليس كذلك "
نظر إليها فخار بصدمة ، هل هذا ما فهمته ، أنه يريد العودة لأماني ، و ليس تركها على راحتها و عدم الضغط عليها بعد ما حدث ، لقد تركها يومين لتهدئ و تتقبل ما حدث ،رغم أنه كان يحترق بعيداً عنها و لكنه أبى أن يأتي حتى لا يغضبها عند رؤيته ، قال فخار بمرارة " لم لا أعود فهى تريدني على الأقل "
هجمت عليه يقين بعنف و هى تسبه لعنة إياه " أيها الحقير ، أيها الوغد أكرهك فخار أكرهك أيها الخائن ، ماذا أنتظر منك وقد حصلت علي غير العودة إليها ، أنت لم تحبني كما كنت تدعي ، تبا لك "
كانت تبكي بحرقة و هى تضربه على جسده بعنف و تركله بغضب ، ضمها فخار يحتوي جسدها الثائر و هو يأمرها بغضب " كفاك يا غبية ، ما هذا الجنون ، من أين لك هذه الأفكار ، أيتها الغبية أنا أحبك أنا باق من أجلك ماذا تريدين أكثر "
كانت تبكي بحرقة و هى تقاوم ضمه " أتركني أنا لا أريدك أن تلمسني بعد الآن "
قال فخار برقة " ألم تشتاقي إلي هذين اليومين يقين ، ألا تريدين رد روحي لي التي تركتني ليومين "
سكنت بين ذراعيه و مازالت تبكي متشبثة بقميصه ، قال فخار هامسا برجاء " ستأتين معي "
لم يتلق جواب و لكنه أخذ موافقتها عندما لم تمانع و هو يقودها لمسكنه القريب

🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀🎀💓



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:32 AM   #18

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀

كانت راندا تنظر إليها بغموض مما جعلها تسألها بتوتر ” ما بك راندا تنظرين إلي هكذا “
قالت راندا للولدين الجالسين يتحدثان و يحدثان جلبهم جانبهم ” عمرو ، شريف هيا أذهبا لتبديل ملابسكم لتذهبا للشاطئ مع والدكم فيقين ستبق معي اليوم “
نهض الولدين رغم تذمرهم ، فوالدهم يحجم من لعبهم و لهوهم عكس يقين التي تسايرهم في كل شيء ، بل و تشاركهم لهوهم أيضاً .. بعد انصرافهم قالت راندا ليقين بضيق ” يقين ما أريد سؤالك عنه لا تعتبريه تدخلا في شؤنك مني ، أعتبريه اهتمام بك و قلق عليك “
سألتها يقين بقلق ” ماذا هناك راندا تحدثي أقلقتني “
سألتها راندا باهتمام ” من ذلك الرجل الذي كان معك في الصباح الباكر أمام الفندق و كان يقبلك “
شحب وجه يقين بشدة و شعرت بالخزي من رؤية راندا لها و فخار يقبلها مودعا قبل أن يعود لمسكنه و يخبرها بأنه سينتظرها نفس الموعد اليوم ، سألت بحزن ” هل أكمل يعرف أيضاً “
ردت راندا بنفي " لا ، أنا فقط من رأيتك ، لقد كان أكمل نائما “
قالت يقين بحزن و دموع تملئ عينيها لتحرقها تأبى أن تسقط
” أنه فخار . زوجي “
دهشة ، ذهول ، صدمة ، خيبة ، كل هذا أرتسم على وجه راندا و هى تتفحص وجهها بتمعن قبل أن تسألها بحزن ” لماذا يقين “
ردت يقين باكية و لم تعد عيناها تحتمل دموعها فسمحت لها لتسيل على وجنتيها بغزارة ” أحبه ، هذا هو “
سألتها راندا بحيرة ” لم لا يذهب لوالدك ، و يطلبك منه أليس هذا أفضل من زواجكم في السر “
أجابت يقين بما صدم راندا حقا و شعرت بالخيبة أضعافا ” أبي لا يوافق عليه فهو متزوج من أخرى بالفعل “
صمت طويل بعد حديثها لتقطعه راندا بحدة مستنكرة ” متزوجة منه بورقة عرفي “
أجابت يقين بمرارة ” لا ، بل بعقد شرعي ، و لكنه لا يفرق كثيرا عن تلك الورقة فهو دون إشهار “
سألتها راندا بحزن معاتبة ” لم فعلت إذن يقين ألم يكن يفضل لو أقنعتي والدك ليقبل فلا ضير من الزواج برجل متزوج طالما هو يستطيع توفير حياة كريمة لزوجاته و أن يعدل بينهم قدر المستطاع “
هزت رأسها بنفي ” لقد حاول فخار مرارا و لم يقبل ، أعلم جيداً أنه لن يقبل و مع ذلك وافقت على الزواج ، فأنا لم أستطع الابتعاد عنه و لم أتحمل الزواج بأخر صدقيني هذا صعب ، تخيلي أنك لم تتزوجي أكمل و تزوجت أخر و أنت تحبينه كل هذا الحب ماذا سيكون عليه شعورك “
صمتت راندا قليلا و لكنها لا تستطيع أن تتخيل أن تفعل فعلة مستنكرة كهذه ، قالت راندا بخيبة ” و ماذا سيكون عليه شعور والدك يقين ، ماذا تظنين أنه سيشعر عندما يعلم ، أنت ذبحته بذلك يقين “
أخفت وجهها بين راحتيها و بكت بحرقة و راندا تنظر إليها بشفقة ، تنهدت بحزن و قالت بهدوء ” ماذا ستفعلين الآن “
مسحت وجهها براحتها و قالت بحزن ” لا أعلم فقط أتمنى أن يقبل والدي ، هو مصمم على أن يخبر فخار زوجته عنا ، و لكنها مريضة و يخشى عليها إن عرفت تسوء حالتها “
سألت راندا بضيق ” هل لهذا تزوجك يقين ، كون زوجته مريضة ، أراد زوجة معافاة ، كيف وثقت به كيف “
اتسعت عيناها بصدمة قبل أن يكسوها الحزن و الخيبة ، نعم كيف تظن أنه يحبها كما يقول و هو لم يفعل ما يثبت ذلك الحب تتمتم بمرارة ” ربما ،معك حق و هو لم يتزوجني إلا لذلك ، ماذا سأفعل الآن ، لم أعد أعرف شيء ، لقد توقف عقلي عن التفكير“
لفهم الصمت ثانياً لبعض الوقت ثم قالت راندا مقترحة ” تعلمين أني و أكمل لدينا سفرة قريبا للخارج سنذهب لنزور عمه لبضعة أشهر ، فهو الذي تولى تربيته بعد والديه رحمهما الله ، لقد أرسل لأكمل يطلب حضوره فهو مريض و يريد أن يرى الأولاد ، لقد كنا سنعتمد عليك في العمل و لكن لا بأس بهذا ، ما رأيك تأتي معنا هذه الأشهر لتأخذي فترة تفكري بها لتقرري ما ستفعلين في هذا الأمر ، و ربما تحرك هو ليقنع والدك و يخبر زوجته بشأنكما و عندها ستعلمين إذا كان يحبك حقاً أم تزوجك لتعويض نقص لديه “
قالت يقين بحزن ” ربما لا يوافق فخار “
قالت راندا بحدة ” لا يملك هذا الحق ، لحين يعلم والدك و يوافق على الزواج ليس له حقوق “
قالت يقين بحزن ” حسنا ، سأخبر أبي أنه عمل هام و يجب الذهاب معكم “
قالت راندا بحزم ,” بل سأجعل أكمل يطلب منه ذلك لا تقلقي “
سألت يقين بتوتر ” هل أخبر فخار ، ليعلم فقط و ليس لطلب موافقته “
ردت راندا غاضبة ” لا ، فهو لا يستحق أن تعلميه بشيء “
جاء أكمل فقطعتا الحديث فلاحظ ذلك قائلاً بمرح ” من الذي تمزقان جسده بحديثكما “
قالت راندا ساخرة ” أنه أنت يا عزيزي “
مر أكمل بيده على جسده بلهفة مازحا فضحكن بمرح و قد تناسين الحديث عن فخار لبعض الوقت ، و رغم أنه لاحظ بكاء يقين لم يسأل و فضل أن يعلم من زوجته حتى لا يضايقها ربما هناك مشكلة ما معها و يستطيع المساعدة في حلها ... جاء الولدين فقال أكمل بمرح ” هيا و قد ورطتني أمكما لنتركها تعود للثرثرة و تمزيقي “
ابتسمت راندا بمرح و يقين بحزن و هما يراقبان ابتعاد أكمل مع الولدين ...

” ما بك أماني شاردة منذ جئت ، هل هناك شيء يشغلك “
سألتها والدتها باهتمام التفتت أماني لوالدتها بحزن ، ماذا تقول أنها تشك في زوجها و أنه ربما يكون على علاقة بامرأة أخرى ، أو تخبرها بما علمته و أنه تقدم لإحداهن و طلب الزواج بها و أن والدها لم يوافق و لن يوافق لوجودها هى بحياته ، لا لن تتحدث بما يجيش به صدرها من حزن و قهر ، لتحتفظ بظنونها حتى تجد دليل على ذلك و تتأكد من شكها ، لو فقط يأتي و يتحدث إليها بما يشعر به و يدور في عقله ، لقد طلبت منه ذلك فلم لم يفعل و يتزوج كما اقترحت عليه ، قالت أماني بحزن ” لا أعلم أمي ،فخار يبدوا غريباً هذه الفترة , دوماً شارد ، و مشغول عني ، منذ شهرين وجدته يخبرني أنه مسافرا خارج المدينة فجأة دون مقدمات غير أنه رفض أن يأخذني معه و عندما عاد كان غاضبا من شيء ما لا أعرف ما هو ، ماذا أفعل أمي أخبريني “
قالت والدتها بضيق ” هل تحدثت معه و سألته أماني “
ردت أماني بحزن ” لا ، لم أستطع فهو يبدوا على وشك الانفجار إذا لمسه أحد “
قالت والدتها غاضبة ” فلتسألي سميحة إذن فهو سره معها و لا يخفي عنها شيء “
لوت أماني شفتيها ساخرة بمرارة ”خالتي لا تخبرني بشيء ، منذ طلبت أن نسافر معهم و رفض فخار لم أتحدث معها ، فمنذ عودتها تبدوا غريبة هى أيضاً و كأنها تخفي عني شيء “
قالت والدتها بحنق ” لا أعرف لم تتمسكين به ، أتركيه مدلل والدته و أنا سأسافر معك لنعرض حالتك على أفضل الأطباء و سأزوجك من هو أفضل منه “
اتسعت عيناها بصدمة ماذا تقول والدتها ، تترك فخار ، لا مستحيل ، أنه حب الطفولة و المراهقة و الشباب أنه حب حياتها لا تستطيع تخيل حياتها من دونه ، قالت أماني باستنكار ” ماذا تقولين أمي أترك فخار “
ردت والدتها ببرود ” نعم أتركي فخار ، فهو لا يراعيكِ كما يجب و لا يهتم بك ، يكفي أنه لم يعرضك على طبيب منذ أكثر من عام ، ماذا تنتظرين “
تنهدت بحزن فهذه الفترة هى فترة تغير زوجها منذ ذلك الحادث الذي تعرض له من وقتها تبدل تماماً ، قالت بحزن ” لا أستطيع أمي ، و لن أقدر لو أردت أنا حياتي متعلقة بفخار ، لا أتخيل حياتي بدونه “
ردت والدتها ببرود ” حسنا على راحتك ، و لكن لا تأتي لتشتكين لي بعد ذلك “
صمتت أماني بحزن و عادت لتفكر في ذلك الأمر و ذلك الرجل الذي أتى لها يوماً ...

بعد عدة أشهر أخرى
قالت يقين بلهفة ” لقد اشتقت اليكم بدوري أبي كيف حالك و حال أمي “
كانت قد سافرت مع راندا و أكمل بعد عودتهم بأسبوعين بعد أن طلب أكمل ذلك من والدها ، لقد ظل هو يتردد بين مصر و أستراليا مكان إقامة عمه تاركا يقين تظل بجانب راندا و الولدين و كان يطمئن والديها كلما أتى ، غير مكالمة يقين لهم ، لم يجد عبد الغني مانع من سفرها حتى تبتعد عن ذلك الوغد الذي يظل يقتحم حياتهم من وقت لآخر مطالباً بزواجها ، لقد تحدث مع والده و حذره أن يبتعد عن ابنته و لكن لا جدوى ، كانت الشهور تمر ليجد أنها ظلت لعام كامل في الخارج مع راندا و أكمل و لكنه هون الأمر على نفسه بأنها سوف تنساه ، قال يجيبها بحنان ” و أنا أيضا يقين اشتقت إليك ، متى ستعودين لقد طالت غيبتك يا حبيبة أبيك “
قبل أن تجيب شدت صباح الهاتف من يده لتقول بحنق ” هيا عودي أيتها الغبية ، لك عام بعيدة عنا يا حمقاء “
ضحكت يقين و قالت باكية و قد اشتاقت للعودة و إليهم هى أيضاً ” سأعود أمي لقد أعد أكمل كل شيء للعودة ، و قد أنهى كل أعمال عمه هنا ليعود معنا “
سألت صباح بلهفة ” متى موعد وصولكم “
ردت يقين بفرح للقاء ” بعد ثلاثة أيام أتين “
قالت صباح بفرح ” تعودون بالسلامة يا حبيبتي “
بعد أن أنهت الحديث معها انفجرت صباح بالبكاء بحرقة فقال زوجها بحزن ” يكفي صباح ها هى عائدة بعد أيام “
قالت صباح بغضب ” كل هذا من ذلك الحقير هو من أبعد ابنتنا عنا كل هذه الأشهر “
قال عبد الغني بحزم ” لا أظنه سيأتي هنا ثانياً بعد ما فعلته “
قالت صباح تجيبه بغضب ” تبا له الحقير أتمنى أن ينال جزاؤه لم جعلنا نقاسي و نعاني هذه الأشهر الطويلة التي مرت “
قال عبد الغني مازحا ليخرج زوجته من حزنها ” هيا الآن أنهضي و أعدي كل شيء لاستقبال قردتنا “
ضحكت صباح بمرح ” نعم ستعود قردتنا أخيراً “

كان يقطع مكتبه كالليث الحبيس يريد أن يحطم كل ما يحيط به لينفس عن غضبه ، منذ علم أنها ستعود خلال يومين ، لقد أنتظرها طويلاً ، لأشهر طويلة و هو يتوعدها داخله ، لقد تركته و سافرت دون أن تعلمه حتى ، بعد أخر لقاء لهم ليفاجئ بسفرها دون أن تشير إلى ذلك ، و لم تعلمه بوجهتها أو علم من والديها أو مقر عملها ، تمتم غاضبا ” تبا لك يقين ، أقسم لن تنفدي من تحت يدي فقط تعودين ، تذكر أخر يوم في شقتهم لقد كانت متلهفة له و للبقاء معه حتى ظن أنها تقبلت ذلك أخيراً ليستيقظ على ذلك الخطاب الجاف الذي تركته خلفها ، كان عقله يستعيد كلماته مرارا وتكرارا ليزداد غضبه و قهره منها « حبيبي فخار بفتح الخاء ، أسفة عندما تقرأ هذا أكون قد سافرت للخارج مع أكمل رب عملي ، سأظل لعدة أشهر و عندما أعود أتمنى أن تكون وجدت لنا حلا إما بإخبارك زوجتك أو بتطليقي ، لن أطالبك بشيء لا تقلق فقط كل ما أتمناه هو عدم معرفة والدي بفعلتي و لا أظن أني سأتزوج يوماً بعد ما حدث ، فقط لا أريد أن أظل أشعر بالتهديد من كشف أمرنا ، خاصةً بعد معرفة والدك و لم يحرك ساكنا أو حتى جاء ليطلب يدي من والدي ربما وافق عندها ، عندما أعود سأتي إليك لنتحدث أنتظري في الثالثة بعد يومين من عودتي في شقتك
يقين “
شقتك ، لا تعدها بيتها أو هو عاملته كزوج لتأخذ إذن سفرها منه أو تطالبه أن ينتظرها بل أن يتركها أو يخبر أماني ، أنها تلوي ذراعه ببساطة ، يا يخبر أماني يا يطلقها ، هل تظن أنه سيفعل حقا و يتركها ، لا منذ الآن لن يسير أحد حياته هو من سيأمر فيطاع هو من سيطلب فيجاب هو من سيتحدث فينصت الجميع هو من سيقرر فيمتثل الأخرين ، هو من سيكون له الكلمة الأولى و الأخيرة و ليس أحد غيره ، هو فقط .

ضمتها والدتها بقوة قائلة ببكاء فرح ” اشتقت إليك يا حبيبتي ، البيت كان سيء من غير وجودك “
أبعدها عبد الغني ليضمها بدوره قائلاً بحنان ” ابتعدي يا صباح أتركيني أشبع شوقي لتلك القردة ، لقد أعادت لي قلبي بعودتها لنا “
كانت يقين تبكي بدورها و هى تضم والديها و تقبلهما بحرارة و هى تقول بصدق ” اشتقت إليكم يا أغلى ما لدي ، اشتقت إليكم كثيرا “
نظرت لوالدتها تقول ” اشتقت لطعامك أمي ، اشتقت لرائحتك أبي اشتقت لشجارنا الدائم معا “
ضحك والديها بمرح و والدها يقول ” أنظري لتلك الشقية اشتاقت لشجارنا ، لا تخافي سيكون بيننا الكثير من الشجار “
قالت يقين بحزن و هى تعود لضم والديها ” لا ، لا مزيد من الشجار بعد الآن ، فقط الفرح و الفرح فقط “
ليكون اللقاء العائلي مليء بالحب و التفاهم و الشوق بينهم..

قالت أماني لفخار الجالس على مائدة الطعام باهتمام ” فيما شردت فخار ، لي وقت أحادثك و لا تجيب “
انتبه فخار لحديثها فرفع رأسه ينظر إليها و على شفتيه ابتسامة فاترة ” أسف أمنيتي لقد كنت شاردا منذ وقت في شيء ما فلم انتبه “
نهضت أماني و اتجهت إليه حول المائدة واضعة راحتيها على كتفيه تمسدهما برفق و تميل برأسها تقبل وجنته بحرارة قائلة ”ما الذي يشغل حبيبي عني يا ترى “
وضع فخار يده على يدها و ضغطها بقوة مجيبا ” أسف أمنيتي ، أنه العمل كما تعرفين “
رمقته أماني بحزن مفكرة ، العمل يا فخري أم تلك الفتاة . قالت بتروي ” لم لا تأتي معي لجلسة مساج من جلساتنا ألم تشتاق إليها “
ابتسم لها بحنان ليشدها لتجلس على قدميه و نظر في عينيها التي تنظر إليه بتساؤل ” تعلمين أني أحبك أمنيتي أليس كذلك “
لمعت عيناها بالدموع و أجابت بخفوت ” في الفترة الأخيرة ، لم أعد واثقة من ذلك فخار ، هل مازالت تحبني حقا “
ضمها لصدره و قال مؤكداً بحزن ” بل أنت واثقة أمنيتي تعلمين أنك قلب فخار و أنفاسه و أني لا شيء بدونك “
ضمته بقوة باكية ” أنا أيضاً فخار أحبك كثيرا و لا حياة لي دونك “
قال يجيبها مازحا ” إذن نحن متعادلان ، هل مازالت جلسة التدليل قائمة “
ضحكت أماني و قبلته على وجنته بقوة قبل أن تنهض لتمسك بيده لتقوده للأعلى قائلة بحماسة و مرح ” ستكون أفضل من أي مرة فائتة “
أغلقت الباب خلفهم و أغلقت من قبلها باب شكها به ..

قالت راندا محذرة ” لا تذهبي لتريه وحدك يقين فهو ربما غاضب من فعلتك “
أجابت يقين بتوتر ” يجب أن أعرف ماذا سيكون عليه الأمر ، أنا أظن أنه آن أوان الافتراق ، تعلمين ما حدث عندما تقابلت مع والده في الخارج و ما حدث و قاله لي “
قالت راندا غاضبة ” نعم حقا والده وغد ليقول لك ذلك “
قالت يقين بحزن ” لا ، السيد رحيم رجل جيد هو فقط أخبرني بما سيكون عليه رد فخار بالنسبة لزوجته، و أنه لن يذهب لوالدي و يتدخل فهو نفسه غير موافق على فعلتنا “
قالت راندا بضيق ” أجد أنك ستكونين الخاسرة الوحيدة في كل ذلك يقين ، لا أنت زوجة و لا أنت ... “
صمتت راندا لتفهم يقين ما تقصد ، فقالت ببؤس ” لا يهمني أي شيء غير أن والدي لا يعرف ما حدث , لا أستطيع تحمل تسببي في صدمته و غضبه و خيبته بي “
قالت راندا بحزم ” أتي معك إذن عند لقائه “
هزت يقين رأسها بنفي قائلة ” لا راندا هذا الأمر أريد أن أنهيه وحدي ، لا تقلقي “
أجابت راندا بقلق و هى تعلم رد فعل رجل تركته زوجته لعام دون أن يعرف عنها شيئاً ” حسنا يقين على راحتك و لكن أرجوك لا تترددي في طلب المساعدة إذا حدث أمر غير متوقع منه “
توترت يقين و هى تفكر ، هل سيؤذيها فخار لذلك ، لا تظن ؟؟؟

**★*****★***★*****
دلفت للشقة قبل الوقت الذي قد حددته معه للقاءاهم عند عودتها بعد أن تركت له رسالة بموعد وصولها ، ليعلم أنها ستأتي بعد يومين للقاءه و لكنها لم تستطع أن تتخلص من تمسك والديها بها و عدم قبولهم لعودتها للعمل لأسبوع كامل و ها هى اليوم هنا بمساعدة راندا التي طالبت والدها لتذهب إليها في المنزل فقد اشتاق الولدين إليها ، فضلت المجيء و مهاتفته لتبلغه أنها تنتظره في الشقة ، كانت ساكنة و الصمت يغلف المكان ، كان الظلام يكسو المكان إلا من مصباح صغير مضاء في غرفة النوم تظن أنه نسيه يوم جاء لينتظرها ، وضعت حقيبتها على الأريكة بعد أن أضاءت المصباح ليشع الضوء في الردهة الكبيرة اتجهت للغرفة لتغلق المصباح قبل أن تطلبه ، لتتفاجئ به مستلق على الفراش و عيناه عليها يبدوا أنه كان ينتظرها ، قالت بارتباك و قد شحب وجهها بشدة ” أنت هنا ، كنت للتو سأطلبك لأخبرك أني هنا “
مازال على وضعه مما جعلها تتوتر و هو يجيب ببرودة ” شكراً لك يا زوجتي العزيزة على اهتمامك “
أغمضت عينيها بقلق و فتحتها و هى تتنهد بحرارة و قد عاودها الحنين ” كيف حالك “
رد فخار ببرود و اعتدل قائلا ” أليس مفترضا بك أن تأتي إلي و تضميني و تقبليني مرحبة بعد عام من رحيلك “
قالت يقين بتوتر و قد استبد بها الخوف من جموده هذا يبدوا كالهدوء الذي يسبق العاصفة ” فخار أنا ..“
هدر بها بغضب و قد فقد سيطرته الآن على هدوءه الذي كان يتمسك به بشق الأنفس ” أنت ماذا “
أرتعش جسدها خوفاً و تراجعت للخلف كمن يستعد للهرب ، هب كالعاصفة لينقض عليها ممسكا بذراعيها قائلاً بقسوة ” عام كامل أيتها الوقحة ، عام كامل تركتني و رحلت دون إذن أو سؤال ، عام كامل دون أن تخبريني بوجهتك ، عام كامل لا اتصال و لا خطاب غير ذلك الذي تركته لي بكل جبروت و وقاحة تخبريني أنك ذاهبة مع رب عملك لأشهر ، عام كامل و أنا أنتظر لتأتي ، عام كامل و أنا أعد نفسي بمعاقبتك فور رؤيتك ، عام كامل جعلتني أضحوكة أمام نفسي و والدي الذي علم بتركك لي و الهرب ، عام كامل و أنا أشتعل غضبا متمنياً وجودك أمامي لاصبه عليك بعد فعلتك ، عام كامل و أنا أذهب لوالدك و أتذلل إليه ليوافق لعلك تعودين ، و هو يطردني خارج منزله بكل مهانة ، عام كامل و أنا .... و أنا أشتاق و أحترق لم كان بيننا و أفكر فيما حدث و ما سبب فعلتك و تركك لي ، عام كامل ......“
كانت تستمع إليه بذهول و هلع لتجد أن الأمر ليس بتلك البساطة التي ظنتها و أنه لن يتقبل هروبها بصدر رحب لتجد أنها زادت الوضع سوءا بفعلتها . قالت يقين بذعر لتوقفه عن الحديث الغاضب ” فخار ، أهدئ أنا سوف أشرح ل? “
قاطعها غاضبا قبل أن تسترسل عندما شدها إليه بعنف ليكتم حديثها و محاولة تبرير فعلتها ، و بمجرد تلامس جسديهما تذكر كل منهما مشاعره تجاه الآخر و ذلك الجنون الذي كان قبل ذهابها ...

🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 03:34 AM   #19

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس عشر
🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀

كانت لمسات يديه على جسدها خشنة متطلبة و شفتيه كانت معاقبة و ليست محبة كالسابق ، لتجد يقين يديها بعد إن كانت تضمه تدفعه بقوة و هى تدير رأسها بعيداً عن شفتيه لتقول بخوف " فخار ، أرجوك ، لا أنتظر ، لقد أتيت لنتحدث و ليس لعودة ما قد كان أرجوك "
توقف بجمود ليرمقها بتحدي سائلا " لم أتيت إذن يقين "
نظرت إليه بحزن و لفت ذراعيها حول جسدها تمنع انتفاضه قائلة بصوت مرتعش " أتيت لأعلم فخار مصير علاقتنا هذه "
سأل ببرود ". و ماذا تظنين مصيرها يا عزيزتي "
ارتبكت يقين و قالت بخفوت و قد علمت أن الوضع كما هو لم يتغير كثيرا و سفرها لم يغير شيء " طلقني فخار و عد لزوجتك "
عقد حاجبيه بغضب قبل أن تتحول ملامح وجهه للسخرية و يجيبها ببرود ماكر يريد جرحها عقابا على الألم الذي تسببت له فيه خلال أشهر غيابها و انتظاره لها " و من قال لك أني قد تركت زوجتي ، هى معي و تغفو على صدري كل ليلة ، هل ظننت أنك بهروبك سأتركها و أظل لك وحدك "
ترنحت في وقفتها و لكنها تمالكت نفسها و أجبرت جسدها ليستقيم لتجيبه بجمود " هذا جيد إذن لا داعي لوجودي في حياتك "
كتف ذراعيه بلامبالاة قائلاً " للأسف يا عزيزتي ما هو لي يظل لي للأبد حتى تخرج أنفاسي و لا تعود لصدري "
ماذا يعني بحديثه أنه لن يتركها ، لماذا لقد أكد حديثه عن زوجته أنه لم يحبها كما كان يقول ، سألت بمرارة و قد شعرت بالألم و أنها لا تعني له شيء " لماذا تفعل ذلك ، أنت لا تحبني "
سألها بسخرية " هل تظنين أنك بحديثك هذا سأوافق أو أنفي و أخبرك أني أحبك مثلاً ، لا أسف منذ رحلت من عام مع رب عملك و أنت لم تعودي تستحقين أن أعاملك كزوجتي الأولى ، فهى لم تفعل أمر مشين كهذا من قبل لتتركني و تختفي مع رجل غريب لتظل معه عام في الخارج و الله أعلم ماذا كانت تفعل معه "
كان يريد جرحها حقا ، فهو قاسى كثيرا الفترة الماضية ، لم يخبرها بأنه يعلم أنها ذهبت مع عائلة أكمل مع زوجته و والديه و لكن برودها هذا و تصميمها لتتركه أشعل فتيل حقده و ليس غضبه ، يكفي تلك الرسالة التي كان يعيدها مرارا ليعذب نفسه و يأجج غضبه و يقسي قلبه و هو ينتظر عودتها ، شعرت برأسها يدور ما هذا الذي يقوله هل يتهمها بخيانته مع أكمل ، هل يظن بها هذا ، بالطبع فمن تتزوج من خلف ظهر والدها تفعل أي شيء هذا ظنه ، إذن هو لا يحترمها أيضاً بجانب أنه لا يحبها ، عاد لحديثه القاسي و قال ببرود " منذ الأن ستعودين هنا لمنزلي هذا سأسمح لك بالمبيت في منزل والدك ، فهو لا يعرف كما تعلمين ، و لكن لا بأس اذا كنت تريدينه أن يعلم سأذهب و أخبره بطيب خاطر أننا لنا عام و ثمانية أشهر متزوجان و أننا فعلنا زواجنا منذ عام مضى ، هذا يعود إليك عزيزتي ، بالنسبة لرب عملك أنا سأمررها لك شرط تتركين العمل و تكونين زوجة في وقته ، أجل لتعملي لدي كزوجة يا عزيزتي ما رأيك موافقة" أضاف بقسوة ، فقدت توازنها حقا و فقدت معه شعورها بجسدها
سقطت ، فقط سقطت كالجلمود على الأرض بكل بساطة من هول حديثه الصادم و القاسي لها ، نظر فخار لجسدها الهامد بصدمة و رعب لتخرج شهقة ذعر و هتاف باسمها و هو ينحني ليرفعها عن الأرض بلهفة " يقين ، يا إلهي ماذا فعلت هل كنت قاس لهذا الحد "
اتجه لغرفتهم و وضعها على الفراش و طلب الطبيب بتوتر قائلاً " عمي عمر أرجوك أحتاج إليك "
سأله الرجل بخوف " هل حدث لأماني شيء فخار "
قال فخار بخوف " لا عمي أرجوك تعالى على هذا العنوان بسرعة أرجوك " أملاه العنوان و أغلق الهاتف بتوتر جلس جوار يقين يربت على وجنتها قائلاً برفق " حبيبتي ، أفيقي يقين ، أنا أسف ، لم أكن أقصد ما قلت ، أنا فقط كنت غاضب منك لفعلتك ، أرجوك يقين أفيقي "
و لكن لا رد فعل منها على سماعها كلمة من حديثه ، ظل يقطع الغرفة بخوف منتظرا عمر ، الذي أتى بعد نصف ساعة من مهاتفة فخار له ، هرع إلى الباب ليفتحه و شد على يد عمر يدخله و هو يقول بخوف " عمي أرجوك ، أريدك أن ترها لقد فقدت الوعي فجأة لا أعرف ماذا حدث "
لم يفهم الرجل شيء من حديثه و هو يدخله للغرفة ليجد يقين مسطحة على الفراش مغمضة العينين و تتصبب عرقا . سأله عمر بدهشة " من هذه فخار ، ظننتها أماني "
أجابه فخار بتوتر " أنها يقين زوجتي أيضاً عمي "
صدمة ، حقا صدمة شلت الرجل العجوز لبعض الوقت قبل أن ينحيها جانباً و يباشر الكشف على يقين باهتمام . بعد أن أنتهى أخرج حقنة ليحقنها بها و سأله بهدوء " متى تزوجت "
أجاب فخار بمرارة " منذ عامين تقريباً "
اعتدل الرجل و نظر إليه بصمت فقال فخار بيأس " أرجوك عمي أنا لست محتمل كلمة ، فقط أرجوك لا تخبر أماني "
تنهد الرجل بضيق و قال ببرود " أنت أحمق غبي فخار "
تجاهل سبابه و سأله بلهفة " ماذا بها ، لم فقدت الوعي "
أجاب عمر ببرود " ربما تكون حامل "
شحب وجهه و ترنح و كاد أن يسقط حتى أمسك به عمر يسنده قائلاً بسخرية " هون عليك ، هى ليست كذلك ، ألا تريد أطفال "
قال سائلا بصوت متحشرج " ماذا بها إذن ، ما الذي حدث "
أجاب عمر بسخرية " مجرد انخفاض في الضغط أدى لذلك ، لا تخف ستكون بخير بعد ساعتين لقد أعطيتها حقنة لتعدل ضغطها و تفيق "
تهالك فخار على طرف الفراش فقال عمر بهدوء " تعال معي للخارج لنتحدث " أمسك بذراعه يقوده للخارج
نهض فخار بتعب ليخرج معه ، أجلسه عمر و جلس بجانبه على الأريكة قائلاً بهدوء " كلي أذان صاغية بني "

بعد رحيل عمر ظل فخار يحوم حولها بتوتر ينتظر أن تفيق ، إلى أن سمع أنينها الخافت فهرع إليها يتسأل بلهفة ” حبيبتي هل أنت بخير الأن “
تنبهت يقين لما حدث فحاولت النهوض و هى تقول بوهن ” أبي ، أريد العودة للمنزل ، والدي سيقلقان على الآن “
جلس جوارها على الفراش ليحتويها بين ذراعيه بتملك ” أهدئي يقين ، والدك يعلم أنك لن تعودي للمنزل اليوم ، و أنك ستبيتين ليلتك في منزل رب عملك و زوجته “
شهقت برعب و دفعته بهستيريا ليبتعد عنها قائلة ” ماذا فعلت ، ماذا أخبرته اللعنة عليك فخار ، ماذا قلت لأبي “
شدد من احتوائها مجيبا بتأكيد ” لا شيء يا حبيبتي لا تخافي ، هو يعلم أنك لدى رب عملك في منزله مع زوجته و الولدين “
لم تعد تفهم شيء فقالت سائلة بغضب ” ماذا تقول و كيف هذا “
قال فخار بضيق ” لقد اتصلت بك زوجة رب عملك لتطمئن عليك و أخبرتها بما حدث ، و هى أخبرتني أنها ستتصرف لتطمئن والدك عليك و أنها ستخبره أنك ستظلين معهم اليوم لتمسك الأولاد بك “
نهضت يقين بعد أن دفعته بقوة ليبتعد عنها قائلة ” حسنا أنا سأذهب إليها لأعرف ماذا أخبرت أبي و كيف قبل ذلك و بعدها سأعود للمنزل ، فقط أبتعد عني و عن حياتي منذ الآن فخار ، أنا لا أريد أن أراك مرة أخرى “
أمسكها ليعيدها للفراش ثانياً بحزم قائلاً ” لن تذهبي لمكان يقين ، أنت و أنا بيننا حديث جاد يجب أن نجريه “
قالت يقين بحدة و قد بدأت دموعها تهطل و هى تستعيد حديثه الجارح لها و اتهامها بالخيانة ” لا أحاديث بيننا فخار ، أنت ستطلقني و إلا أقسم أن أخبر زوجتك بنفسي “
أمسك بذراعيها يهزها بعنف قائلاً بتحذير ” يكفي يقين أهدئي ، و إلا أنا من سيذهب لوالدك و يخبره عن زواجنا “
تهالكت يقين على الفراش من بين ذراعيه و انهارت باكية بعنف مفرغة كل توترها و أحباطها و خيبتها منه ” طلقني فخار أرجوك ، لم أعد أحتمل “
لفها بذراعيه بقوة يجيبها بحزن ” و أنا يقين لم أعد أحتمل ابتعادك عني ، عام كامل يقين ، من أين أتيت بهذه القسوة لتفعلي بي هذا ، فقط رحلت و لم تهتمي بي و بما يحدث معي ، كيف سمح والدك بهذا “
أجابته يقين من بين شهقات بكائها ” أنت لديك زوجتك فخار ، أنا لم أفرق كثيرا معك ، و إلا لفعلت شيء في غيابي لنجتمع معا و لكن كما ذهبت عدت لم يتغير شيء أنت مع زوجتك سعيد و أنا معلقة بخيوط واهنة مهددة بالسقوط أي وقت ، أنا هى الخاسرة الوحيدة هنا فخار لا أنت و لا زوجتك ستخسران شيء ، ليتك تهتم بي و لو جزء ضئيل من اهتمامك بزوجتك لحلت مشاكلنا “
لفها فخار لينظر لوجهها الباكي قائلاً بتأكيد ” أنت أيضاً زوجتي يقين أهتم بك كأماني أنت و هى لدي واحد و لكن ضعي نفسك مكاني ، هل ستجازفين بحياة أحدهم فقط لتكوني أنت سعيدة ، أنا و أنت اتفقنا أن نصبر قليلاً حتى تحل مشاكلنا و نجد طريقة لنقنع بها والدك ليقبل زواجنا دون أن نجرح و نؤذي أماني ، ما الذي جد الأن حتى ما عدت راضية “
أجابت يقين بحزن باكية ” الذي جد أن والدك تحدث إلي و أخبرني أنك لن تجازف و تخبر أماني عنا في يوم و أنه لا يوافق على فعلتنا تلك و لن يقبل بهذه الزيجة مثل والدي ، أنت لم تر نظرات الخيبة التي رمقني بها ، الذي جد أني أريد أن يوافق أبي على زواجي خشية يعلم و يصدم في ابنته الوحيدة و ما فعلته لتضع رأسه في الوحل بفعلتها ، الذي جد أن أمي تحلم بذلك اليوم الذي تراني به بالثوب الأبيض الذي لطخته بفعلتي تلك معك ، أنت لن تخسر كثيرا إذا علم الجميع ، فأنت رجل و لكن أنا ، أنا يمكن أن أخسر والدي و أمي و كرامتي و حياتي أيضاً ، هل تعلم الآن ما الذي جد “
أحاط وجهها براحتيه لينظر في عينيها قائلاً بتأكيد ” أعدك يقين سأظل أطلب من والدك أن يوافق على زواجنا ، و أقنع والدي أيضاً ، و لن أستسلم مهما حدث فقط أعطيني فرصة تانية ، فرصة واحدة فقط أرجوك ، تعلمين أني لا أستطيع العيش بدونك أنت روحي يقين ، هل تريدين نزع روحي بيدك ، لقد كان عام طويل قاس مر على و أنت بعيدة عني ، ألم تشتاقي إلي و لو قليلاً ، لم أعرف أنك قاسية لهذا الحد حتى تتركيني خلفك بكل بساطة “
قالت يقين باكية بعنف ” لقد جرحتني بل قتلتني فخار لقد اتهمتني أني .... “
وضع يده على شفتيها لتصمت و قال بحزن ” لقد كنت غاضب ، فشوقي إليك كاد يهلكني ، و أنت بدلاً من تعويضي بقربك أتيت تعاقبيني ببعدك عني ، لم أعي ما أقول فقط أردت عقابك لعدم حبك لي كما أفعل أنا “
ردت يقين بيأس باكية ” تعلم أني أفعل و لكنك لا ترى غير نفسك “
أدار وجهها إليه لينظر إليها باسما بشوق ” هل تقولين أنك مازالت تحبيني يقين “
قالت يقين غاضبة ” أنا لم أتوقف عن ذلك ليوم فخار ، و هذا سبب عذابي و معاناتي ، لقد ظننت بابتعادي سأنساك و أتوقف عن حبك و لكنه لم يحدث و مازالت أعاني “
أمسك بوجهها براحته ليرفعه تجاهه و قال بحرارة ينظر لشفتيها بشوق ” أعدك سأنسيك أي عذاب و معاناة شعرتي بها معي ، أعدك أني سأجعلك سعيدة يقين ، سأعوضك عن كل شيء مضى فقط ظلي على حبك لي “
لم يسمح لها لتجيب بشيء فقط أقتحم حصونها الواهنة ليهاجم مشاعرها التي كانت من الضعف بأن استسلمت من أول جولة ..

كانت تقطع الغرفة شاعرة بالقلق فهو ليس من عادته أن يتأخر هكذا دون أن يبلغها أو يتصل بها ، أمسكت أماني بهاتفها لتطلب رقمه بتوتر ، أنصتت قليلاً قبل أن يأتيها صوته الأجش يسألها ” أمنيتي ، هل حدث شيء أنت بخير “
قالت أماني بحيرة ، لم يسألها عن حالها في أي وقت يظنهم ” فخار هل مازالت بالمصنع ، ألم تنظر للساعة ، لقد تخطت العاشرة حبيبي “
ارتبك صوته و قال بتوتر ” أسف يا عزيزتي و لكني لم انتبه للوقت ، سأتي بعد قليل ، لدي فقط بعض العمل سأنهيه و أتي على الفور “
قالت أماني بحزن ” حسنا أنا أنتظرك ، لا تتأخر “
أغلق الهاتف و الفت إليها كانت تعطيه ظهرها و هى تبكي بصمت ، مال فخار على كتفها يقبله و هو يهمس في أذنها ” حبيبتي لا تبكي“
إذن يعلم أنها تفعل و أنها تبكي ألما و قهرا ، سألته بألم ” هل سأظل وحدي هنا للصباح “
أدارها إليه لينظر لوجهها معتذراً ” أسف حبيبتي ، تعلمين “
أغمضت عيناها بألم صامتة لا يحق لها أن تعترض فهى الدخيلة هنا فقط لحين يعلم الجميع وقتها ستكون لها نفس المكانة و لكن الآن ، الآن هى الدخيلة السارقة التي أخذت رجلاً من زوجته ، أخفض وجهه ليمتلك شفتيها يسترضيها ليجد نفسه يغرق في تلك الدوامة من المشاعر ثانياً و يمر الوقت دون أن يشعر به ...

قالت صباح بقلق و هى تجلس جوار زوجها على الفراش في غرفتهم بعد تناولهم العشاء و خلود يقين لغرفتها ” قل لي ماذا ستفعل هذه المرة لتجبرها على القبول “
رد زوجها بهدوء و حال ابنته مؤخراً زاد سوءا فهى دوماً شاردة الذهن و لا تتحدث كثيرا فقدت مرحها و شقاوتها التي استعادتهما بعد عودتها من سفرتها مع راندا و زوجها منذ بضعة أشهر ، لتعود و تنغلق على ذاتها من جديد فاقدة روحها المرحة ، ” لن أسألها بل سنحدد كل شيء إذا وجدته مناسب لها ، هى في الثامنة و العشرون
لن ننتظر لتكون في الثلاثون لنزوجها “
قالت صباح بضيق ” أنها عنيدة و لا أعرف لمن رأسها يابس ، و ذلك الوغد لم يترك لها فرصة لتخرجه من رأسها و هو يظل يقتحم علينا حياتنا “
رد عبد الغني مغتاظا من فخار ” نعم معك حق ، لقد سئمت الحديث معه ، لولا خوفي على زوجته المريضة لخبرتها عنه ، و والده أخبرني أنه لا يحادثه و قد نزع يده منه فهو لا ينصت لأحد “
قالت صباح بحنق ” تبا له من وغد “
قال زوجها بضيق ” حسنا دعينا منه الأن فسيرته تحرق دمي “
صمتت صباح و لم تتحدث عن ذلك رغم شعورها بالقلق على ابنتها التي باتت تصرفاتها غريبة هذه الفترة ، لولا شوقهم لها لطلبت منها أن تجد عملا لها في الخارج و لسافرت و زوجها ليستقرا معها هناك .

كانت تستند على صدر راندا تبكي بحرقة قائلة ” ماذا سأفعل الآن راندا ، ما الذي سيحدث لي ، و ذلك الخاطب الذي سيأتي ليطلبني من أبي “
قالت راندا غاضبة ” أخبريه لهذا الوغد ، الأمر ليس متعلقا بك وحدك الآن ، هناك أخر أصبح مسؤولا من كلاكما و يجب أن تتخذا القرار الصحيح بهذا الشأن “
قالت يقين باكية ” ما يهمني هو والدي ماذا سأفعل معهم ، هذا سيقتلهم أكيد خاصةً أبي “
ردت راندا معنفة ، فهى حقاً غاضبة منها بعد أن كانت ذاهبة لتنهى كل ذلك الهراء معه عادت لتخبرها أنه يطالبها بفرصة أخيرة ، لا تعرف هل هذه الفتاة غبية أم مدلهه في حبه حد العته غير عابئة بالعواقب فيما بعد ، ” أنت السبب يقين ، غباءك هو من أوصلك لذلك ، لقد نصحتك كثيرا أن تتركيه قبل فوات الاوان و أنظري ما حدث ، و أنا أخبرك من الآن أن زوجك الحقير هذا لن يحرك ساكنا“
عادت للبكاء بهستيريا لتشفق راندا على حالها فقالت بلين ” حسنا يقين أهدئي هذا ليس جيداً على حالتك الآن ، أسمعي عزيزتي يجب أن تخبريه في أقرب فرصة ليتصرف فالتأخير ليس من صالحك الآن ، سأدع أكمل يسمح لك بإجازة غداً أذهبي إليه و تحدثي معه بجدية و ضعيه أمام الأمر الواقع ليتصرف “
قالت يقين بخوف ” أخشى أن يلاحظ أبي شيء ،فكما تعلمين أكمل لا يعرف بشيء “
قالت راندا مطمئنة ” لا تقلقي سأخبره أنك ستأتين إلي و والدك لا يعرف عن ذلك لأنك تريدين جلب هدية له و ستجعلينها مفاجأة و لا تريدينه أن يعرف أنك أتية عندي اتفقنا ، و لكن أعتبري هذا فرصتك الأخيرة لتتخذي قرارك بشأن هذا الزواج المشئوم “
أخفت وجهها براحتيها لتعود للبكاء بقهر و قد أغرقت نفسها في هذا الوحل أكثر فأكثر بعد ما حدث ...

” دلف يبحث عنها في الشقة بعد أن هاتفته يقين لتخبره أنها تنتظره ، لا يصدق أنه سيقضي يوماً كاملاً معها منذ الصباح لموعد انتهاء عملها الذي لم يستطع أن يجعلها تتركه فهو فرصتهم الوحيدة ليتقابلا بسببه ، قال فخار مناديا بلهفة ” حبيبتي ، لقد أتيت “
خرجت من الغرفة لتجده ينزع جاكيت بذلته و يفتح أزرار قميصه عند رؤيتها تقدم منها بلهفة ليضمها و هو ينهال على وجهها تقبيلا ، أبتعد عنها لينظر في وجهها الشاحب قائلاً بقلق ” ماذا بك حبيبتي هل أنت مريضة “
لا فقط حامل بطفلك يا زوجي العزيز ، و لكن لم تستطع أن تقول شيء ، قالت ببرود ” أنا بخير أطمئن “
تجاهل فخار برودها و قال بحرارة ” اشتقت إليك يقين ، لقد كانا أسبوعين طويلين , هل أنت متأكدة أنك بخير تبدين شاحبة “
أجابت يقين بصوت هادئ ” أنا بخير فخار ، لقد أردت الحديث معك لذلك أتيت مبكرًا حتى نستطيع أن نتحدث دون أن يمر الوقت و أتأخر في العودة للمنزل “
لف ذراعه حول كتفها يقودها للغرفة قائلاً بشوق ” سنتحدث و لكن ليس الآن أرجوك يقين لقد اشتقت إليك أسبوعين و لم ألتق بك حبيبتي ، لقد مرا على كالدهر “
قالت يقين ثانياً بجدية ” فخار أرجوك أريد التحدث معك في أمر هام “
عاد لضمها بقوة يعتصرها بين ذراعيه و هو يتمتم بحرارة ” ليس الآن ، أتركيني أشبع شوقي إليك أولاً “
لتجد أنها من الضعف حتى لم تقاومه أو تثنيه عن ما يفعل و لو للحظة ، لمتى ستستمر تنقاد لهذا الجنون الذي يسيطر عليها و هى معه و بين ذراعيه ، لمتى ستظل ضعيفة هكذا أمامه يكفي أن يلمسها فقط ليلمس روحها قبل جسدها، هل هذا وعدها لنفسها أن تكون قوية أمامه ، قوية حقاً ممن تسخر ، تنهدت بحزن و هو يبتعد عنها لينظر إليها بحيرة قائلاً باهتمام ” ماذا هناك يقين ، أنت لست طبيعية اليوم “
قالت يقين بجدية و قد شعرت بالغضب حقاً كونه لا يهتم بما تقول أو تريد للحظة ، ” أخبرتك فخار أريد أن أتحدث معك في أمر هام“
أعتدل في الفراش و شدها لصدره بتملك بعد هدوء عاصفة المشاعر التي تملكته عند رؤيتها و الشعور بها بين ذراعيه ، ” أخبريني عزيزتي ماذا تريدين الحديث عنه “
كان قربه يشتت عقلها و لكنه لم يسمح لها بالابتعاد ، قالت يقين بجدية ” أنا أريدك أن تخبر زوجتك عنا فخار ، أريد هذا الأسبوع أن تخبر أماني ليوافق أبي ، أنا لا أريد أن أنتظر أكثر من ذلك ، أريد أن يعلم الجميع بزواجنا “
نظر إليها بضيق ، ما هذا لم الآن تصمم على ذلك ، تبا لذلك ، لقد بليت أحذيته من كثرة ما ذهب لوالدها و هو يرفض طلبه المرة بعد المرة بعد الآخرة ، صمته طال و شعورها بالخوف يسيطر عليها
نظرت إليه بهدوء رغم ما تشعر به من خوف و توتر خوفاً من أن يخذلها و يقول ما يجعلها تخسر كل شيء ماضيهم و حاضرهم و مستقبلهم معا قالت يقين بهدوء مصطنع .. " ما قلت فخار "
رمقها فخار بغضب صامتا ، لا يريد أن يجيب الآن حتى لا يخسرها و بدلاً من ذلك تركها و نهض ليرتدي ملابسه استعدادا للرحيل . نظرت إليه يقين بغضب و هو يتجاهلها تماماً و يستعد ليرحل بكل بساطة دون أن يريحها بكلمة .. " لأين أنت ذاهب دون كلمة "
نظر إليها بخيبة كمن خذلته .. " للمنزل يقين ظننت أنك اشتقت إلي لذلك طلبتني و لكن يبدوا أن هناك أفكار أخرى غير شوقك لي "
كلمة المنزل جعلتها تهتاج و تصرخ به بجنون متجاهلة كل حديثه الآخر .. " و هنا فخار ليس منزلك ، ألا تعده منزلك أخبرني "
رد بجمود .. " أنت غاضبة من شيء ما و أنا لن أحادثك الآن غداً يقين"
رد بحدة .. " بل الآن ، الآن فخار ، ليس هناك غداً ، أخبرني بقرارك الآن "
رد بقسوة .. " تعرفينه يقين ، أنا لم أكذب عليك ، لقد اتفقنا على ذلك منذ سنوات و أنت رضيت بذلك "
طنين في أذنها ،نبضات غاضبة في قلبها ، ثورة في داخلها ، شعور بالخذلان يجتاحها ، هذا ما كانت تخشاه دوماً أن تضعه في موضع اختيار فيختار ، و ياله من خيار ، خيار يجرحها و يذبحها كالشاه الضعيفة التي لا تستطيع أن تفعل شيء لتدافع عن نفسها و حياتها
تبا ، تبا ، تبا ، أنا لن أبكي ، لن أريه أني ضعيفة ، لن يرى دموعي ليس الآن . سألته يقين بهدوء كاذب .. " ماذا أفهم من جوابك فخار "
تحرك تجاه الباب ليغادر مجيبا ببرود فهو حقاً غاضب منها .. " كما يقولون عندما لا يجدون حلا لمشكلة ما ، يبقى الحال كما هو عليه و على المتضرر اللجوء للقضاء "
ارتسمت بسمة ساخرة مريرة على شفتيها و هى تعلم لم يقول ذلك ببساطة لأنه يعلم أنها لن تفعلها . و هل تتسبب في فضيحة لنفسها بمعرفة ذلك . و هى زوجة في الخفاء . لم يعلم بزيجتهم غير ذلك المأذون الذي عقد قرانهم و الشاهدين الذين أحضرهم المأذون حتى لا يكون لهم علاقة به أو يعرفونه بطريقة أو بأخرى . و لكنها لم تعد تحتمل كل ذلك و خاصةً الآن بعد ما حدث . يجب أن تجعله يراجع نفسه أن يفكر مرة أخرى قبل أن يصدر قراره و لكن كيف ستجعله يفعل .. " إذن يجب أن تعلم أنه قد جاءني خاطب و والدي وافق عليه و الخطبة يوم الجمعة القادم إذا أحبب أن تحضر "
تسمر فخار بعد حديثها هذا و استدار إليها بجمود و نظرات قاسية ترمقها ، سألها بقسوة ” ماذا قلت للتو يقين “
قالت يقين باكية و قد عيل صبرها و لم تعد تحتمل كل هذا التوتر منذ علمت بحملها ” قلت أن لي أكثر من عامين أنتظر فخار و سئم والدي من رفضي خاطب بعد الآخر ، أنا في الثامنة و العشرون و لم أعد أستطيع الرفض ، أنا ابنتهم الوحيدة و من حقهم أن يفرحون بزيجتي ، و لذلك أرجوك يجب أن تتحدث مع زوجتك و تخبرها بشأني حتى نستطيع أن نخبر أبي و أمي ، لم أعد أريد البقاء في الظل بعد الآن “
كان ينظر إليها بغضب ، هى معها حق و لكن أماني لا ، لا يستطيع أن يخبرها . هو مستعد ليذهب لوالديها و يخبرهم أنهم بالفعل متزوجان منذ عامين و لكن والدها عنيد كان كلما ذهب إليه يخبره أن يأتي بزوجته و هو يتقدم لزواجها ، و يسمع موافقتها أيضاً بل و أن تحضر ثوب زفافها بنفسها ، أي عاقل يقبل هذا ، كيف يتسبب لأماني بهكذا جرح كبير ، عندما سئم من رفضه أستسلم و قرر أن يتجاهل الأمر و يعيشان معا بهدوء ، لم يظن أن أمر تأخر زواجها سيجعلها تصمم على هذا الآن ، فهو غير مستعد لم تطلب منه ، قال فخار بجمود ” أماني لا يقين “
هتفت به صارخة بغضب ” أماني أماني أماني ، كل ما تفكر به هو أماني و ماذا عني أنا بالله عليك ألست زوجتك مثلها و أستحق أن تهتم بطلبي و لو قليلاً ألا أستحق بعض الاحترام مثلها ، أليس من حقي أن يعرف والدي بزواجي هل تريدني أن أظل في الخفاء للأبد من أجل أمنيتك “
حاول أن يقترب منها ليهدئها و هو يراها على وشك الانهيار فرفعت يدها إليه محذرة أن يقترب منها ، أضافت بعنف ” شرط أبي للموافقة هو موافقة زوجتك و مجيئها معك ، حسنا أفعل ، أفعل أرجوك من أجلي إذا كنت تحبني كما تدعي دوماً “
قال فخار بتوتر ” يقين أهدئي ، أنت على وشك الانهيار لم كل هذا “
يسألها لم كل هذا ، هل هو معقول ، يا الله سيأتيها طفلاً قريبا أنه ينمو في أحشائها ماذا تفعل به كيف تخفيه و ماذا تقول لوالديها سيموت والدها بحسرته لو علم ذلك ليس أمامها حلا غير جعله يأتي بزوجته كما طلب والدها منه ، قالت يقين باكية بعنف ” أريد أن أكون زوجتك في العلن فخار هل هذا كثير “
أجابها بحزن يعلم أنه من حقها و لكن .. ” حبيبتي ، أعطيني بعض الوقت ، سأتصرف سأذهب لوالدك مرة أخرى لأقنعه و لكن أرجوك لا تدخلي أماني في الأمر اتفقنا “
تجمدت مشاعرها و لم تجب رغم كل شيء هو لا يقلق و لا يهتم بغير أماني ، أما هى فعلا ، هكذا دوماً ترتيبهم أماني ثم أماني ثم أماني ثم هى ، أقترب منها يمسك بوجهها ليمتلك شفتيها يسترضيها فأغمضت عينيها بمرارة و تصلبت بين ذراعيه ، ليس أمامها غير شيء واحد فقط لتنقذ والدها من الصدمة ، و هى أن تختفي كما قررت أن تفعل إن لم يقبل شرطها ، همس بخفوت جوار أذنها ” أحبك يقين تعلمين ذلك “
فتحت عينيها تنظر إليه بمرارة قائلة ” حقاً تفعل “ فقد باتت تشك في هذا الآن و أن راندا معها حق لقد تزوجها ليشبع رغبته فقط و ليس حباً بها ، يا لتحطم قلبي على يديك فخار
ضمها بين ذراعيه يشدد من احتوائها مجيبا بتأكيد ” تعلمين أني أفعل “
عاد لتقبيلها مرارا و شفتيه تمر على وجهها بحرارة و قد تناسى أنه كان مغادرا ليعود و يهاجم مشاعرها تجاهه بعنف غير سامحا لها بالتفكير في القبول أو الرفض .. و لكن كل ما تفكر به الآن من بين مشاعرها الثائرة هو ذاك القادم و مصيره مع والده الذي لا يريد أن يعرف الجميع عن زواجه بأمه قبلها ...

🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀🎀💓💓💓🎀



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-20, 01:42 AM   #20

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس عشر
💕💕💕💕💕💕
" أنت غبية يقين و تستحقين ما يحدث معك "
قالتها راندا غاضبة بعد أن علمت أن يقين لم تخبر زوجها بأمر حملها، ردت يقين باكية بحرقة.." لم يكن سيفعل شيء، لم يكن سيخبر زوجته و يجعلها توافق، بل كان سيذهب لأبي ببساطة ليخبره عن زيجتنا و يضعه أمام الأمر الواقع، هو لن يهتم بما يحدث لوالدي، بل سيهتم فقط بطفله، و عندها أبي سيكون مضطرا للموافقة على شروطه، و هى عدم إخبار زوجته عننا "
تنهدت راندا غاضبة و سألت" ماذا ستفعلين الأن يقين "
أجابت يقين باكية" لا أعرف، أريد لو اموت ليرتاح الجميع "
اقتربت راندا و لفت ذراعيها حولها تضمها مخففة عنها و لكنها تعلم أن ذلك لن يساعد بشيء في حل مشكلتها و لا التهوين عليها، قالت متساءلة" و ماذا ستفعلين مع ذلك الرجل الذي جاء لطلب يدك "
ردت يقين بمرارة" لقد تأجل الموعد لوفاة قريب له حمدا لله على ذلك "
قالت راندا بضيق" أتركيني أنا أتحدث مع زوجك الوغد هذا "
هزت رأسها نافية بعنف" لا، لن يجدي نفعا، أنا سأرحل من هنا سأختفي لأريح الجميع "
صمتت راندا مفكرة" لأين ستذهبين " سألتها باهتمام
أجابت يقين بمرارة . و هل يهم لأين تذهب تود لو تذهب إلى الجحيم " لا أعرف، لأي مكان، لا أظن أن فخار سيسأل عني، سيظن أني فعلت كما المرة السابقة و سافرت معكم "
قالت راندا بجدية" ما رأيك لو تظلين في المنتجع لبعض الوقت حتى تقرري ما ستفعلين "
قالت برجاء" هل أقدر "
ردت راندا مؤكدة " بالطبع سأخبر أكمل "
قالت يقين برجاء " لا تخبريه راندا، لا أريد لأبي أن يعلم لأين ذهبت فربما جاء خلفي 'فقط سأظل لبضعة أيام حتى أقرر لأين سأذهب "
و هذا ما فعلته بعد أن جهزت نفسها مدعية السفر مع راندا و أكمل تركت يقين المنزل بعد أن ودعت والديها باكية مما جعلهم يتعجبون لذلك و لكنهم ظنوا أنها حزينة لفراقهم و قد عادت بعد عام..

*****************
كانت تراقبه و هو شارد يتلاعب بالطعام أمامه، سألته أماني بصوت هادئ" ماذا هناك فخار تبدوا شاردا "
نظر إليها باسما بتوتر" لا شيء أماني فقط منشغل قليلا بالعمل "
مطت شفتيها بمرارة، منشغل بالعمل أم بتلك التي تظل تذهب لوالدها لتطلبها للزواج، حقا لا تعرف كيف ظلت صامتة و لم تخبره أنها علمت بأنه يريد الزواج عليها، ربما لم تهتم كون الرجل أبلغها أن والد الفتاة لا يوافق و يظل يرفضه، تجاهلت ذلك الشعور بالألم و الغضب الذي تشعر به منذ علمت، و ظلت على تعاملها الطبيعي معه، فلا تريد له أن يعرف بعلمها ذلك و إلا لجاء يطلبها منها صريحة تبا كانت تظن أن طلبها أن يتزوج لن يلاقي صدى في نفسه و أنه سيفكر يوما أن يتزوج عليها، فخار حبيبها منذ فتحت أعيونها على الحياة من ظنت أنه ملكية خاصة بها هى و لا أحد غيرها، يفكر في أن تشاركها إحداهن في قلبه. قالت له بهدوء" حبيبي ما رأيك أن نسافر معا للخارج، لقد قابلت عمي عمر منذ يومين و أخبرني أنه هناك طبيب مختص في حالتي ربما لديه علاج لي "
نظر إليها بفرح" حقا أمنيتي، و لم لم تخبريني "
أجابت يقين ببرود" أجدك مشغول عني هذه الفترة ظننت أنك لم تعد تهتم بي و بما يحدث معي "
نهض فخار ليقترب منها و شدها لتقف ينظر في وجهها بتفحص قائلا بلوم" هل تظنين أنه هناك من يشغلني عنك أو يأخذني منك أمنيتي "
ودت لو قالت نعم هناك تلك التي تظل تطلبها للزواج و ما يجعلها هادئة أن والدها لا و لن يوافق، ردت باسمة بحزن" بالطبع لا، ليس هناك من يشغل فخار عن أمنيته "
سألها بجدية" أخبريني متى سنسافر "
أجابت باسمة" بعد أسبوعين موعد الطائرة التي حجزت عليها لنا "
رد فخار باسما و هو يحيطها بذراعيه يقودها لغرفتهم" هذا جيد أمنيتي، لدينا وقت "
سألته بتعجب" وقت لماذا "
رد فخار بارتباك" لنستعد حبيبتي بالطبع "
صعد لغرفتهم و عقله مع تلك التي لا تجيب على هاتفه لها عدة أيام منذ كانا معا أخر مرة و لا يعرف بالضبط ماذا فعلت مع ذلك الخاطب الذي تحدثت عنه...

**********************
عزيزي فَخَار بفتح الفاء و الخاء، لتعلم الخاء ليست مضمومة في كلمة فُخّار و لكن الخاء مشددة هكذا (فُخّار) و لكنني لم أشأ تصحيح خطأك حتى لا تغضب و لكن يبدوا أنه كان علي أن أفعل و أصحح خطأك حتى لا تتمادى في الخطأ كما فعلت معي ، لقد تركت لك حرية التصرف في حياتي و تسيرها لي حتى ظننت أني سأقبل بأى شيء تفعله ، و لكن ليس بعد الآن، لم أرسل إليك هذه الرسالة؟ تتسأل، حتى أخبرك أني لن أعود هذه المرة، أعلم أنك تعلم الأن أني سافرت ثانية لمكان ما أنت لا تعرفه، و لن تعرفه، فأبي نفسه لا يعلم ما أريد قوله هو، أسفة أنا لن أظل في الظل للأبد لذلك لتنسى أنك قد عرفتني يوما، لي فقط رجاء واحد هو أن لا يعلم أبي بما كان بيننا، لا أريده أن يصدم بي، و أنت أكتفي بأمنيتك، فيبدوا أنك بالفعل لم و لن تحب غيرها، لم أتخذت هذا القرار الأن؟ لن أجيبك لتعلم فقط أني لست غاضبة منك لم فعلته معي و لكني غاضبة من نفسي فقد وضعت رأس أبي في الوحل من أجل شخص أناني مثلك
نعم أنت أناني فخار و لا تحب غير نفسك و أمنيتك و مع هذا أنا مازالت أحبك، أجل غبية أعلم ذلك، و لكن هذا ليس بيدي فقلبي الأحمق لم يختار سواك ليقع في غرامك، اه فخار كم أكره نفسي لذلك ، ليت تنتهي حياتي ليرتاح أبي، ألم أخبرك أنا الخاسرة الوحيدة بينكما نعم خسرت عائلتي و أحترامي و كرامتي و أنت ، وداعا يقين

*****************
مزق الورقة بغضب قبل أن يدفع بما على مكتبه من ملفات و ثقلة أقلام و مصباح و حاسب ليسقط كل شيء محطما، زمجر فخار غاضبا و يهتف بقسوة" تبا لك يقين، لن أسمح لك بفعل ذلك بي ثانيا، حسنا يقين أنت من طلبت ذلك فتحملي "

********************
كانت تجلس معه في مطعم صغير غير معروف و لا زبائن كثيرة تدخله، كانت ترتدي نظارة شمسية تخفي نصف وجهها تبدوا غريبة على هذا المكان، عندما قالت بتوتر " أخبرني هل علمت لأين ذهبت تلك الفتاة "
رد الرجل الذي يبدوا كالمخبر السري بملامحه الغامضة قائلا بهدوء" أجل سيدتي، أنها مقيمة في منتجع على الساحل في مدينة (......) أنها تعمل هناك في أحد الفنادق "
قالت تسأله باهتمام" متى ذهب لمنزلهم أخر مرة "
رد الرجل بجدية" بعد عودتها بشهرين، لكن في الشهرين الماضيين لم يفعل "
سألته بجمود" هل علمت إن كان يقابلها بالفعل في مكان ما "
تردد الرجل قبل أن يجيب" لا سيدتي، و لكن سنعلم بالطبع لا تنسين أنك لم تكلفينا بمراقبته إلا من شهر مضى فقط و كانت الفتاة قد ذهبت فلم نعرف إن كانا يتقابلوا أم لا "
نعم بالفعل هذا القرار الذي أتخذته عندما لم يعود للمنزل لأول مرة و ظل في الخارج حتى اليوم التالي و تكرر هذا عدة مرات و كل مرة يتحجج بالعمل، و هى كانت تصمت و لا تعلق حتى شعرت بالقلق فربما يقيم علاقة مع امرأة ما، عند تفكيرها هذا شعرت بالذعر، هل يمكن أن يكون فخار يقوم بخيانتها، عندها قررت أن تعلم، فأمرت بمراقبته لزوجها بجانب معرفة إذا كان فخار مازال يذهب لمنزلهم أم لا.. قالت أماني باهتمام و أمر و هى تستعد للرحيل" حسنا ظل على ما اتفقنا عليه و عند معرفة أي جديد أتصل بي "
تركته مسرعة لتنصرف و شعور بالراحة لكونها ستسافر معه لبعض الوقت قليلا.. لتبتعد عن ذلك التوتر.

*********************
وقف أمامهم بجمود و والدها متصدر الباب بجسده يمنعه الدخول ، قال فخار بصوت جليدي مصمم " أريد الحديث معك الآن في أمر هام ، أنه متعلق بيقين "
عقد عبد الغني حاجبيه بغضب ، الن ينتهي من هذا الوغد قال بحدة " ماذا تريد و ما علاقتك بابنتي لتأتي و تتحدث معي بشأنها "
رد فخار بجمود " علاقة وطيدة ، أسمح لي بالدخول لا أظن أنك تريد لأحد جيرانك أن يستمع لحديثنا "
رغم غضبه و رغبته في لكم هذا الوغد على أنفه و لكنه سمح له بالدخول للمنزل ، قائلاً بحدة " تفضل لننتهي "
دلف فخار للمنزل فأشار له والد يقين بالتوجه لغرفة الجلوس ، لم يشير له بالجلوس ربما لينتهي بسرعة مما جاء من أجله و يرحل و يعرف أنه غير مرحب به .. قال فخار بهدوء " أريد أن أعرف مكان تواجد يقين "
رمقه عبد الغني بغضب ، قائلاً بحدة " و ما شأنك أنت بمكان تواجدها "
رد فخار ببرود ، فهو يشعر بالغضب بعد هذا الخطاب الذي أرسلته ربما هو يبحث عن كبش لينفث عليه غضبه لحين يجدها و يقسم أنها هذه المرة لن تنفد من تحت يده " شأني هو أنها زوجتي ، و سافرت دون أخذ إذن مني أو موافقتي "
ظن عبد الغني أنه سمع خطأ ما قاله هذا الرجل فظلت ملامحه جامدة لا تدل على شيء ، حتى أخرج فخار قسيمة زواجه ليفضها و هو يريها لوالد يقين و التي تحمل صورته و صورتها المعلقة بها بعد أن عقد قرانهم طلب المأذون صورا لهم فخرج فخار و أخذها ليومان بالتصوير ليأخذها بعد ذلك المأذون و يستكمل توثيق القسيمة ، أمسك عبد الغني القسيمة من يده يتفحصها ليتأكد من صحتها ، شحب وجهه عامين و بضعة أشهر ، متزوجة قبل سفرها مع زوجة أكمل ابنته كانت تخدعهم كل هذا الوقت ، هل هذا شعور من يطعن بسكين في القلب ، هل هذا شعور من يموت ببطئ ، هل هذا شعور من يموت قهرا ، هذه المشاعر مجتمعة به ، لا لن يضعف و يظهر لهذا الوغد أنه هزمه أخيراً و خطف ابنته رغم أنوفهم ، شعر برأسه يدور و كاد أن يسقط لولا أنه وقف بقوة مستجمعا قوته ليصرخ على زوجته من الخارج مناديا بقوة ..
" صباح ، تعالي بسرعة لتقابلي زوج ابنتك " لن يسمح للحقير بأن يشمت به و هو يرى ضعفه ...دلفت صباح للغرفة تستعلم عن سبب صراخ زوجها " ماذا هناك عبد الغني "
أشار عبد الغني لفخار باستهزاء و الورقة في يده و قال بصوت يقطر مرارة و قهر " السيد يقول إنه زوج ابنتك صباح ، ابنتك تزوجت من خلف ظهورنا ، منذ أكثر من عامين "
شهقت صباح بفزع و ضربت صدرها بقهر و نظرت لفخار قائلة بصراخ " لا ، أنت كاذب ، ابنتي لا تفعل شيء كهذا ، لا تصدقه عبد الغني يقين مستحيل أن تفعل هذا بنا " اقتربت من زوجها تستجديه أن يصدق ، و لكنه ألقى الورقة على فخار قائلاً بمرارة " لطالما علمت أنك وغد حقير ، و سارق سرقت حياة ابنتي " أضاف بصراخ و هو يدفع فخار ليخرج من منزله منهالا عليه ضربا ، قال فخار بغضب " أنا لن أذهب لمكان حتى أعلم أين هى زوجتي "
كانت صباح تبكي بهيستيريا غير مصدقة هذا المأفون و زوجها ينهال ضربا على فخار الذي تقبل ذلك و لم يرفع يده ليرد يد عبد الغني التي تنهال على وجهه بالصفعات ، قال عبد الغني بغضب " أيها السارق الحقير أقسم لأخبر زوجتك بفعلتك هذه لتعرف أي حقير أنت "
رد فخار بقسوة شديدة و غضبه من يقين يزداد لكونها من اوصلتهم لهذا الحال ، و لكنه لن يصبر لعام أخر تختفي فيه هذه المرة أو للأبد كما تقول .. من تظنه حتى تتلاعب به هكذا وقت تحبه و وقت تهرب منه " أفعل و لن أقول أني زوج ابنتك لتريني كيف ستواجه الناس بعد ذلك و كيف ستجد لها زوج بعد أن تممت زواجنا "
توقف عبد الغني عن مهاجمته و قال ببرود قاس " ليس لدي فتيات أفعل ما تريد و لكن أقسم بالله العظيم اليوم تكون زوجتك على علم بذلك و والدك الحقير الذي لم يعرف تربيتك و تأديبك . هيا أخرج من منزلي أيها السارق الحقير خاطف الفتيات منتهك الأعراض "
شعر فخار بالغضب من كلمته فقال به صارخا " أنها زوجتي ، هل تسمع زوجتي و ما حدث بيننا كان برضى كلانا ، لقد توسلت إليك مرارا أن توافق ، أنت لم تسألها إن كانت موافقة ، لأنك رجل متسلط لا تهتم بغير رغباتك أنت "
دفعه عبد الغني في صدره ليتراجع للخلف و صراخه على رأسه يصم الأذن لم يبالي بسماع أحد الجيران له أو فضيحته كما يقول هذا الحقير " و ماذا أنت ، أنت حقير سارق لم تهتم سوى برغباتك الفاسقة تجاه ابنتي ، لم تهتم بها و لا بسمعتها كل ما فكرت به هو رغبتك فقط ، تظن نفسك رجلاً ، أنت ، أنت ، أنت حتى لست بذكر "
نظر إليه عبد الغني باستحقار قبل أن يدفعه بقوة شاب في الثلاثين خارج منزله و يغلق الباب بعنف ، كان يتنفس بقوة و وجهه متعرق و عيناه زائعة ، أقتربت صباح الباكية تمد يدها لتلمسه برفق قائلة " ماذا سنفعل الأن ، هل حقاً ابنتي فعلت ذلك "
رفع يده يسكتها قائلاً بعنف " ليس لدي فتيات ، من اليوم يقين ميتة بالنسبة لنا لن تأتي على سيرتها في هذا المنزل مفهوم "
نظرت لزوجها برجاء أن لا يفعل و يقول ذلك ، و لكن ما طرئ على زوجها جعلها تصمت فقد أمسك بصدره و الألم يرتسم على وجهه و هى تقترب منه بلهفة تمسك به قبل أن يسقط على الأرض من خزيه و خذلانه من ابنته الوحيدة ..

**********************
أستقل السيارة بغضب متجها لمنزل والده ، لا يعلم و لكنه يشعر أنه على معرفة بمكانها طالما حادثها من أشهر ليخبرها أن تبتعد عنه ، نظر لوجهه في المرآة كانت علامات أصابع عبد الغني تظهر على وجنته الظاهرة من لحيته بجانب عينيه ، و فمه الذي فتحت شفته السفلي لتسيل بعض الدماء التي جفت الآن ، رفع كم بذلته و مسح شفتيه التي لم تزول عنها خط الدماء الرفيع الذي سال لذقنه ، قاد السيارة غاضبا ليصل لمنزل والده و يوقفها بتهور جعل الحارس الذي يعمل لدي والده يخرج من غرفته المخصصة له عند البوابة الرئيسية الكبيرة للمنزل ليري ما حدث ، ترجل من السيارة مقتحما الباب دون حديث و هو لا يرى أمامه طرق الباب بعنف منتظرا أن يفتح له فتحت الباب امرأة كبيرة من عمر والدته تقريباً رسمت بسمة قلقة على شفتيها متسائلة
" فخار بني ، كيف حالك "
رد فخار بعنف جعلها تشعر بالاضطراب و تعلم أن هناك كارثة على وشك الحدوث " أين أبي خالتي "
ردت المرأة بتوتر و هى تشير للأعلى " في غرفته بني أنتظر سوف ..... "
و لكنه لم ينتظر أن تكمل حديثها و صعد الدرج ركضا و هو يصرخ بعنف " أبي ، أبي "
قالت سميحة بذعر " يا إلهي ما به فخار يصرخ هكذا ، هل حدث لأماني شيء "
قبل أن ينهص والده ليراه أقتحم الغرفة قائلاً بعنف " أين زوجتي أبي ، أين يقين ، لأين ذهبت ، هل أعطيتها المال لتتركني و تذهب " أضاف بصراخ متهما والده الذي نهض قائلاً بقسوة " أنت أيها الوغد كيف تقتحم علي غرفة نومي هكذا دون إذن "
قالت سميحة بصدمة متجاهلة منظره و شفته الدامية " من زوجتك فخار ، هل تزوجت يقين ، كيف ؟ متى ؟ هل؟ "
رد فخار مقاطعا والدته " نعم يقين زوجتي ، و أبي يعلم ذلك , أخبرني أبي لأين أرسلتها و كم أعطيتها لترحل و تتركني "
نظر إليه والده بغضب محذرا " تأدب فخار و أنتبه مع من تتحدث "
صرخ فخار غاضبا " لا ، لن أنتبه لشيء ، أين زوجتي أبي أين هى ، المرة الماضية تحدثت معها تركتني عام كامل ، الآن تخبرني أنها لن تعود ، ماذا قلت لها لتتركني لا أحد يعلم بزواجنا غيرك ، لقد كنا بخير ما الذي جد لتتركني و ترحل ، أخبرني أين زوجتي " أضاف بانهيار و شعور باليأس يتملكه ، لقد وضع والدها تحت الأمر الواقع و أعلمه بزواجهم رغم طلبها أن لا يفعل ما الذي يفعله أنه يدمر كل شيء ، الآن أماني ستعلم كما قال له والد يقين ، ماذا سيخسر بعد ليعلم مكانها و ليتصرف سيخبر أماني سيخبر الجميع ، لم يعد يستطيع على العيش في هذه الكذبة الكبيرة تعب و تعبت أعصابه ليعلم الجميع و ليحدث ما يحدث ، فقط يعرف لأين ذهبت ، سمع والدته تتسأل بصدمة " أنت متزوج من عام فخار كيف و لم تخبرني "
رد زوجها بغضب " بل منذ عامين سميحة ، عامين "
رد فخار بعنف " تبا لذلك ، عامين ، عشر ، أين زوجتي أخبروني بالله عليكم أنا أريد أن أعرف أين هى "
رد والده غاضبا " لا نعلم عنها شيء ، جيد أنها رحلت و تركتك أنت شخص فاسد غير أمين عليها أو على زوجتك المريضة ، أنت شخص أناني و جيد أنها رحلت و لكن بعد ماذا بعد أن خسرت كل شيء تملكه عائلتها و كرامتها ، و من أجل من ... "
أشار إليه والده بمهانة ليستشيط غضبا و جسده ينتفض " أين زوجتي أبي " سأله بعنف متذكرا حديث عبد الغني المشابه عنه و هو يقبض على قبضته بقوة ليجد كف والده تفرقع على وجهه بعنف شديد لتعود شفتيه للنزيف و والده يقول " لا ترفع صوتك علي أيها الحقير لقد مررتها لك مرة و لكن ليس أخرى "
كانت سميحة تشعر بالفزع غير مصدقة لم يحدث زوجها و ولدها الوحيد يتشاجران لأول مرة في حياتهم و السبب زوجة كانت مخفية لعامين لا يعرف عنها سواهما ، أين كانت هى كيف لم تربط بفتور العلاقة بينهم لسبب كهذا و أنهم يخفيان ما هو هام عنها ، يقين ، يا إلهي تزوجها ، لم يأتي يوم ليخبرها بسره و الذي يبدوا أنه لم يخبر والده إلاّ أنه عرف بطريقة ما ، قالت سميحة بخيبة " لم فعلت ذلك بني لقد أخبرتك أني سأزوجك إن أردت فلم فعلت ذلك و لم يقين ، و أماني كيف لم تخبرها "
حقا لا يهم كل ما تقوله والدته المهم هو أين ذهبت يقين سأل مجدداً من بين أسنانه " أين زوجتي أبي و كم أعطيتها لتتركني هذه المرة "
رمقه رحيم بسخرية " لا شيء يبدوا أنها علمت أي حقير أنت ففضلت النجاة بنفسها من الغرق في الوحل أكثر معك "
حقا لا يعرف والده ، أين ذهبت إذن مستحيل أن تختفي دون مساعدة أحد لها ، أضاف والده ببرود " لتكن رجلاً و تخبر زوجتك عنها ربما عادت لو علمت أنك فعلت ، ظل وغد حقير و لن ترها أو ستظل أماني معك كن صريح و أخبر أماني و أتركها لتقرر البقاء معك أو الرحيل كيقين ... "
تهدلت أكتافه ليشعر بجسده يتهالك على الأرض على ركبتيه أمام ناظري والديه رحيم الغاضب و سميحة المشفقة لم وصل له حاله . ليتأكد هو الآن أنه بالفعل لا يعرف والده طريقها ، شعور باليأس يتملكه ليضرب ذلك الصداع رأسه و قد تحطمت حياته و خسر كل شيء هو أيضاً خاصةً بعد معرفة أماني بريجته ...

********************
كانت صباح تبكي بحرقة و هى جالسة جوار زوجها المستلقي بلا حول ولا قوة على السرير ، فبعد أن أنهار طلبت أكمل ليحضر له الطبيب فهى لم تعرف كيف تتصرف كونها لم تحتاج يوماً لفعل شيء فسندها و حياتها هذا لم يدعها تحتاج لفعل شيء ، قالت راندا مواسية تشعر بالحزن على يقين لو علمت ما حدث و الشفقة على حال والديها و مصيبتهم و صدمتهم في وحيدتهم و التي يظنون أنها لم تبالي بهم عندما فعلت ، و لكن يبدوا أن هناك شيء من الحقيقة في ذلك ، " خالتي ، أرجوك أهدئي ، سيكون عمي بخير أنها وعكة طارئة و ستمر "
قالت صباح بحرقة " طارئة ، لقد أصيب بذبحة ، لقد وضعت ابنتي رأسنا في الوحل و قتلت أبيها ، أنظري لحاله ، كيف سنري الناس وجوهنا بعد فعلتها ، هذا لو لم يمت من قهره "
أضاف صباح باكية بحرقة " كيف استطعت يا يقين أن تفعلي بنا ذلك ، كيف هنا عليك تبيعينا من أجل ذلك الحقير "
قالت راندا بحزن فما توقعته حدث و ذلك الحقير لم يمرر لها فعلتها و رغم تحذيرها أرسلت له تلك الرسالة " لا تقولي هذا خالتي مؤكد يقين كانت مجبرة لفعل ذلك ، لتعود و أعطوها فرصة للحديث لتشرح لكم "
ردت سميحة بعنف " تعود ، من تعود ، لقد ماتت بالنسبة له ، لو عادت سيقتلها ، هكذا يا يقين ، هكذا تفعلين بنا ، بما قصرنا معك ، لقد دللناك و لم نمنع عنك شيء طلبته من قبل ، بماذا قصرت معك بما قصرت " تتساءل بيأس و راحتها تضرب فخذها بقوة لعل الألم يجعلها تستيقظ لتجد أنها تحلم و كل ذلك لم يحدث ، قالت راندا بحزن " هيا خالتي لنخرج و نترك عمي يرتاح و نتحدث مع أكمل ربما يعلم أين يمكن أن تكون " سخرت راندا من نفسها و كأنك لا تعلمين أين هى ...
ردت صباح غاضبة " لا أريد أن أعرف ، لا نريد اللعنة عليك يقين أتمنى لو لم تكوني ابنتي "
شعرت راندا أن القادم سيكون من أصعب ما مرت به هذه العائلة الطيبة التي تسببت ابنتهم في خزلانهم بشكل قاس ، لتعلم أن صديقتها بدأت معاناتها منذ الآن و أن الطريق لوالديها سيكون صعب إن لم يكن مستحيل السير فيه

💖💖💖💕💕💕💓💓💓💕💕💕💚💚💚💕💕💕



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.