آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree127Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-20, 12:22 AM   #121

Luzma

? العضوٌ??? » 458551
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Luzma is on a distinguished road
افتراضي


رواية رائعة بالتوفيق ان شاء الله

Luzma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 01:53 AM   #122

Rere4040

? العضوٌ??? » 345623
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 428
?  نُقآطِيْ » Rere4040 is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rere4040 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 02:15 AM   #123

ام شوقرو

? العضوٌ??? » 446692
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » ام شوقرو is on a distinguished road
افتراضي

روايه وائعه الى الامام ونتظر القادم

ام شوقرو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 03:01 AM   #124

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nada alamal مشاهدة المشاركة
صراحة رواية رائعة تستحق التميز متشوقة لانهائها
و الله متابعتك هى التميز يا قمري نورتي


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 05:04 AM   #125

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس و الخمسون
💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕
جلس خلف مكتبه بهدوء بعد أن أغلق الباب خلفه و ظل ينظر إليهم بتمعن، ارتبك الولدين و كل منهم يتحرك في مكانه بتوتر قال بأمر
" قف بثبات أنت و هو"
وقف الولدين ملتصقين ببعضهما كأنهما يلتمسان الحماية من بعضهما إذا ثار والدهم عليهم، قال فخار بعد وقت ليس بالقصير
" ما المشكلة"
تحدث أدين بعصبية قائلا " أنه يقول أن المنزل ليس...."
قاطعه فخار بحدة " ألم تعلمك أمك أنه لا يجوز الحديث و أخيك الكبير موجود ليجيب عنكم عندما يوجه أحدهم سؤال إليكم "
صمت أدين بخجل و عاد الصمت من والدهم مما جعلهم يتوترون ثانياً و يعودون للتحرك ، قال فخار بهدوء" أخبرني أسامة ما الأمر"
قال أسامة بعصبية" أدين يقول أن المنزل منزل أمه و نحن ليس لنا منزل "
قال فخار ببرود" ألم تعلمك أمك أن تخفض صوتك و أنت تتحدث مع والدك "
صمت أسامة بخجل فقال فخار بجدية " أولا هذا المنزل ليس منزل أحد، هذا المنزل منزلنا جميعا، أنت أسامه و أمك تعيشان هنا إذن المنزل منزلكم، أنت أدين تعيش هنا مع أمك أيضاً إذن المنزل منزلكم و أنا أيضاً أعيش معكم صحيح إذن هذا منزلي أنا أيضاً لذلك المنزل لنا جميعا نشترك بالعيش فيه هو ليس ملك شخص بعينه هل كلامي واضح "
رد الولدين بخجل" نعم أبي "
عاد لينظر إليهم بتفحص قبل أن يعاود الحديث قائلا بقسوة" هذا أولا لفض سبب النزاع، أما النزاع نفسه، كيف تتجرأن أيها الوقحان أن ترفعا أيديكم على بعضكم البعض، أنت أيها الوقح الصغير كيف ترفع يدك على أخيك الكبير، ألم تعلمك أمك احترام أخيك الأكبر و عدم رفع صوتك و يدك عليه" موجها حديثه لأدين، قبل أن ينظر لأسامة بغضب مكملا" و أنت أيها الوقح ألم تعلمك أمك أن تحنو على أخيك الصغير و لا تنفعل غضبا عليه و تضربه أتستقوي على الصغير هل هذا ما تعلمك إياه التجبر على من هم أضعف منك "
صمت فخار ليترك الولدين يستوعبان ما تفوه به قبل أن يقول بأمر
" اختارا عقاب لكما معا"
نظر الولدين لبعضهما بتوتر فقال فخار هادرا" اختارا عقابا لكما لأني لن أمرر هذا لكما "
أخفض الولدين رأسيهما بخجل قبل أن يقولا بخفوت" أسف أبي "
قال فخار ببرود" و ماذا يفيد الأسف دون التكفير عن الخطأ"
نظر إليه الولدين بقلق فقال فخار بهدوء" عقابكما أنا سأختاره أذهبا الأن و كل منكم يرسل أمه هنا"
خرج الولدين بتوتر و كل منهم ذهب ليخبر أمه بأمر والده..
كان يجلس شاردا مفكرا أنه و بعد سنوات مازال فاشل في جمع عائلته معا و أن كلا زوجتيه مازلن يكرهن بعضهما حد أنهم لا يجتمعن على شيء و لا حتى محبتهم للأولاد ، هل هذا ما سيكون عليه الوضع يشب الأولاد على كراهية بعضهما البعض.. يجب أن يتخذ القرار بنفسه و لا ينتظر أن تستقيم حياتهم وحدها تركا كل واحدة تفعل ما برأسها ظانه أنه الصواب لقد أعطاهم الفرصة لسنوات دون تدخل حازم كون الولدين صغيرين و لكن الآن بدأ عقلهما يعمل و التساؤلات تخرج تبحث عن أجوبة و لكن يبدوا أن الأجوبة غير منصفة لأي من الأطراف فهل عليه أن ينتظر الأن ليسوء الوضع أكثر ، لا لا يظن ذلك . طرق الباب و دلفت كلتاهما ينظرن إليه بتوتر، أعتدل خلف مكتبه لينظر إليهن بجمود ، سألته أماني بضيق " ما الأمر فخار الذي تريدنا من أجله، هل ستفتعل مشكلة لأجل شيء تافه مثل الذي حدث، الأولاد دوما ما تحدث بينهم شجارات هذا ليس بالجديد"
نهض فخار من خلف المكتب ليقول ببرود " شيء تافه ، كراهية ولدي لبعضهما من وجهة نظرك شيء تافه، عندما يظن كل منهم أن المنزل ليس منزله شيء تافه، عندما يضرب الكبير الصغير و الصغير يرفع يده على الكبير شيء تافه، هل لك أن تخبريني ما هو الغير تافه من وجهة نظرك حتى وقتها أتدخل و أفتعل مشكلة كما تقولين أنت "
توترت أماني و قبضت على يدها بضيق فقالت يقين بهدوء" ليس هذا المقصود، هو فقط أنهم ولدين صغيرين و لم يستوعب عقلهما بعد العلاقة بينهم و.... "
قاطعها فخار ببرود" هما ليس ولدين صغيرين سيدتي هما أخوين هل تعلمين معني هذا عندما يتشاجران و يضربان بعضهما هذا دليل أنك و هى لم توفقا في تربية أولادي و تفهماهم أنهم أخوين موضحين وضعنا لهم ، تريدين أن أنتظر ليكبرا و عندها أوضح و أفهم عندها سيكون الأوان قد فات و سيكونون بالفعل يكرهون بعضهم و أنتهى الأمر و وقتها لا سبيل للإصلاح و التفاهم معهم من شب على شيء شاب عليه، أن يظن كل منهم أن المنزل للأخر و أمه من تخبره هذا ماذا تنتظرون غير الكراهية للأخر و النظر إليه كدخيل، من سمح لأي منكم أن تخبر ولدها أن المنزل منزلها أو منزل والده الأولى كنتما تخبرانهم أن المنزل للجميع و ليس لأحد، لا واحدة منكم تملك شيء هنا بعد الأن لا واحدة منكم تملك أي توضيح لشيء مصيري يخص أولادي، المنزل منزلي و أنا من سأديره منذ الأن هذا لكما معا.. أنا من سأقول ماذا يحدث و ماذا لا يحدث أنا لن أسمح لأي منكم أن تزرع الكراهية في قلب ولدي تجاه بعضهما هل هذا واضح.. منذ الأن كل صغيرة وكبيرة تخص الولدين ستعود لي أنت و هى لن تتصرفا من رأسيكما بعد الأن قبل الرجوع إلي مفهوم و الأن عقاب الولدين لسوء خلقهما هو البقاء معا لأسبوعين كل واحدة منكم أسبوع و سأكون متواجد خلال هذا الأسبوع لأرى كيف ستتعامل كل واحدة منكم مع الوضع و هذا العقاب لكم أيضاً يمكنكما الانصراف و الاتفاق من منكم تبدأ "
خرجت كلتاهما بدون نقاش و عقل كل منهم لم يستوعب بعد نوع هذا العقاب الذي حدده كيف تتركان ولدهما أسبوع لدي الأخرى ، ألن تراه أيضاً، فكل واحدة منهم تغلق بابها و لا تدع نفسها ترى الأخرى فكيف ستترك ولدها أسبوع و لا تراه . وقفتا أمام بعضهما ينظرن لبعض بغضب و توتر، قاطعت يقين الصمت قائلة بحدة " فلتبدئي أنت و ليكونا معك أولا "
تركتها و عادت لمنزلها و دموعها تكاد تسيل ، وجدت أسامة جالسا على الأرض يلعب بألعابه و كأن شيء لم يحدث، قالت بحدة " أنت أيها الغبي كيف تضرب أخيك الصغير ألم أخبرك أن تبتعد عن أي شجار مع أي كان"
وقف أسامة بخجل قائلا " أسف ماما و لكنه... "
قالت تقاطعه باكية بغضب" حسنا هيا لتستعد ستذهب لمنزل أخيك لتظل معه و مع زوجة أبيك "
لم يفهم أسامة ما تقول فسألها بحيرة " هل سنذهب لمنزلهم و نظل معهم دوما "
ردت غاضبة " بل أنت فقط أبيك طلب هذا "
قال أسامة بحزن" و لكني لا أريد أن أتركك أمي"
ردت يقين بغضب" هذا عقاب ضربك أخيك هيا أذهب لترى ماذا تريد أن تأخذه معك هناك "
أندفع أسامة يضمها من خصرها قائلا " و لكني لا أريد الذهاب أمي "
ردت غاضبة" هذا عقابك لم فعلت و لن تذهب لجدك أيضاً هل رأيت نتيجة خطأك"
بكى أسامة قائلا بغضب" لا لن أذهب، سأذهب لجدي أنا لا أريد أن أظل معهم "
نزعت يديه من حول جسدها بغضب قائلة بقسوة" أصمت و كفاك دلال أبيك معه حق لقد أصبحت سيء الخلق و تستحق العقاب "
ردد أسامة " أسف أمي أسف و لكن لا تدعيني أذهب "
دلف فخار للمنزل قائلا ببرود" هل أنت مسافر لأحد الدول العربية لتعمل.. هيا أذهب و أستمع لوالدتك و إلا ستعاقب أكثر و تظل هناك دوما "
تركهم أسامة ليذهب لغرفته و هو مازال يبكي خشية أن ينفذ والده الحديث و لا يعود لوالدته.. ليفعل ما أمرته به ليخرج ما سيأخذه معه.. نظرت لفخار بلوم و لكنه لم يبرر فعلته يجب أن يقسي قلبه حتى لا يتكرر الخطأ مجدداً.. تركته و ذهبت لتجلس على الأريكة فجلس بجانبها و أدار التلفاز ، مد ذراعه يحتوي كتفيها فنزعت يده من حولها نافضة إياها بغضب رفع حاجبه ببرود قائلا
" يبدوا أنك تحتاجين للتأديب مع ولدك أيضاً"
مطت شفتيها ببرود فنظر للتلفاز و ظل يدندن مع أغنية مداره به أمسكت بجهاز التحكم و أغلقت التلفاز فنظر إليها بسخرية قائلا
" هل صوتي قبيح"
ردت بحدة " نعم قبيح كقراراتك المتعسفة"
هز كتفيه بلامبالاة " ما عليك سوى تقبلها فقط أي كانت "
قالت بحدة" و لكن هذا يخص ولدي و يجب أن يكون لي رأي فيما يخصه"
نهض قائلا ببرود " لقد أعطيتك فرصة لثلاث سنوات و لم أجد نتيجة غير أن ولدي يضربان بعضهما كأولاد الشوارع و نعم التربية بالفعل كان الأولى تعليمه أن يحب أخيه "
أضاف و هو يتجه للباب " أسامة لتأتي خلفي بعد عشر دقائق "
خرج من المنزل فنهضت هى لتدخل لغرفة أسامة لتجده أخرج كل ملابسه و ألعابه استعدادا لأخذها معه، صرخت به قائلة بحنق" أيها الغبي هل تظن نفسك ستظل للأبد هناك "
عقد حاجبيه بتذمر فوالدته لا يعجبها شيء يفعله البته.. جلست على الفراش بحزن و أمسكت بيده قائلة بهدوء" حسنا أنصت إلي أريدك أن تستمع لكلام زوجة أبيك و أن تعامل أخيك الصغير جيدا حتى يعيدك والدك هنا و تستطيع أن تذهب لجدك اتفقنا إن فعلت غير هذا سيعاقبك والدك بإبعادك عني غير أن زوجة أبيك ستقول أنك سيء الخلق، هل تريدها أن تظن بك ذلك "
هز أسامة رأسه نافيا فقبلته سأله" و الأن أيها الأحمق ماذا ستأخذ من هذا السوق"

قالت أماني بحدة " أدين ضعها أمام أخيك كما هى "
كان الجميع يجلس حول طاولة الطعام في اليوم التالي عندما وضعت أماني قطعة دجاج أمام أسامة مثل التي وضعتها لأدين و لكنه مد يده ليأخذها و يضعها أمامه قائلا" و لكن هذه أكبر من القطعة التي معي "
قال فخار ببرود " هل ستأكلها أم كما كل مرة "
قال بقوة" سأكلها بالطبع"
مال فخار على إذن أسامة و همس له بشيء فأبتسم أسامة قائلا لأدين " لو طلبتها لأعطيتها لك "
سأله أدين بشك " حقا لا أصدقك"
قالت أماني بتحذير " أدين اعتذر من أخيك الكبير هل تتهمه بالكذب بالطبع كان سيعطيها لك لو طلبتها أسامة يحبك "
نظرت لأسامة سأله" أليس كذلك أسامة"
هز رأسه موافقا و قال بخجل " بالطبع أفعل خالتي، هل أنا ولد طيب الأن هل لي أن أعود لأمي"
قال فخار بهدوء" لا أسامة أنت مازالت معاقب"
قال أسامة بحزن" و لكن أمي لن تأكل بدوني، هى دوما لا تأكل إلا إذا فعلت "
رد فخار بحزم" لا تخف هى تعلم أنك تناولت طعامك و لذلك ستأكل بدورها"
عاد أسامة لخفض رأسه بخيبة تجاه الطعام فقالت أماني باسمة
" هيا تناول طعامك سأخبرك عن يوم مولدك، فأنا كنت حاضرة "
سألها بحماس " حقا ، أمي لم تخبرني بذلك "
قال فخار باسما" فلتنهي طعامك و سأخبرك أنا أيضاً و أنت أدين تريد أن تعرف "
أومأ موافقا فأضاف فخار بمرح " لينهي كل منكم طعامه إذن"
عاد الولدين لتناول الطعام بحماس و أدين يقول لأسامة" هذه قطعتك تناولها قطعتي كبيرة أيضاً"
رفع فخار حاجبه بسخرية.. فهو لم يكن سيتناولها فقط أراد مضايقته.. بعد انتهائهم أجتمع الجميع في غرفة أماني و فخار على الفراش، هما على الأطراف بينما الولدين في المنتصف يلتصق بها أدين و يدها تحيط أسامة ملامسه خصلاته السوداء التي تشبه والده عكس أدين الذي أخذ لون شعرها البني الفاتح.. قالت أماني بهدوء " يوم مولدك أسامة كنت هناك مع والدك، كانت أمك مريضة و لم أستطع ترك والدك وحده أو تركك أنت أيضاً كنت صغير للغاية وقتها و تغفو في سرير زجاجي لزيادة الأطمئنان أنك بخير، كنت أذهب لأقف أراقبك بالساعات من خلف الزجاج، حتى سمحت لي الممرضة التي كانت تعتني بك برؤيتك عن قرب، ابتسمت أماني و شعثت شعره قائلة بغرور مصطنع " أنا أول من حملك قبل والديك و قبل الجميع و أنا أول من راك قبل جدتك صباح و جدتك سميحة "
سألها أسامة بحيرة " حقا و أمي ألم تكن تريد حملي"
قال فخار بجدية " لا، أمك ذلك الوقت كانت مريضة فلم تستطع حملك و لكن أمنيتي فعلت و أهتمت بك لحين شفيت والدتك لذلك يمكنك أن تعدها كأمك هى أيضاً، لا أقول أنها مثلها فالأنسان لا يكون لديه سوى أم واحدة حقيقية و لكن يستطيع أن يحب شخص عزيز و يعده مثل أمه هذا هو المقصود الحديث لك أيضاً أدين والدة أخيك مثل والدتك يجب أن تحترمها كما يحترم أسامة أمك، ليس كونكم من أمين مختلفتين أنكم لستم أخوه بل أنتم كذلك يفترض بكما أن تحبا بعضكما كأي أخوين من أب و أم واحدة مفهوم ، أنتم محظوظين عن غيركما لأن كل واحد منكم لديه أمين و الجميع لديه واحدة " أضاف بمزاح باسما لهما و هو يشعث شعرهما معا
سأل أدين بضيق" هل على أن أقول لها أمي مثل أمي "
ردت أماني بهدوء" لا ليس بالضرورة فلتقل مثل أسامة خالتي و لكن يجب أن تحترمها مثلما تفعل معي فهى والدة أخيك هل فهمت "
أومأ أدين موافقا فسألته باهتمام" أدين ألست مدين لأخيك بشيء كما اتفقنا بالأمس"
أخفض أدين رأسه بخجل " أجل أمي "
التفت لأسامة قائلا" أسف لضربي لك أمس"
تنحنح فخار بهدوء" فأضاف أدين " أسف أخي"
ابتسم أسامة قائلا بجدية " لا بأس أخي، أنا أيضاً أسف لأني ضربتك لقد وبختني أمي بالأمس لفعلتي "
قالت أماني بحزم " حسنا و قد أنهينا المشكلة و الجميع اعتذر من الجميع هل لنا أن نذهب لغرفنا و نغفو حتى لا تفوتنا الحافلة صباحا و نتأخر على الروضة"
قال أدين سائلاً " أين سيغفو أسامة"
رد فخار بسخرية" في الفراش المجاور لفراشك أيها الذكي ألم تتسأل يوما عن سبب وجوده في غرفتك"
قالت أماني بسخرية" و كأنه لديه مائة عام ليتسأل يوما "
ضحك فخار بخفوت قائلا بشغب" هيا أنهضي و أجعليهم يغفون و تعالي إلي فأنا اشتقت لأمنيتي"
رفعت حاجبها بسخرية قائلة " أليست تلك التي وبختها أمس "
غمزها قائلا" نعم و أريد أن أصالحها الأن هل تمانعين "
قالت ساخرة " و من أنا لأمانع "
سألها أسامة ببراءة" هل تغفين جوار أبي مثل أمي"
انغلقت ملامح وجهها و شحبت فقال فخار بحزم" نعم أسامة فهي زوجتي كوالدتك، هى زوجتي الأولي تزوجتها قبل أن أتزوج والدتك بسنوات كثيرة"
سأله أدين بحيرة" لم أسامة يكبرني إذن أبي ألم يكن من المفترض أن أكون أنا الكبير"
تنهدت أماني و استعادت هدوئها لتقول بهدوء" لأن أسامة ولد أولا حبيبي لذلك هو الكبير أنت لم تكن خلقت بعد "
قال فخار بحزم" هيا و كفاكم ثرثرة على الفراش تصبحان على خير"
قبله أسامة و بعده أدين الذي ضمه بقوة فقال فخار بمرح " هيا أسامة ضمة مثل أخيك المشاغب " فعل أسامة فرحا قبل أن يخرجان من الغرفة فقال فخار لأماني مازحا" و أنت أيضاً يا ماما ألا تريدين ضمة و قبلة لحين تعودي"
ردت أماني بمكر و هى تتجه إليه تميل على شفتيه كأنها ستقبله لتقول بإغاظة " لا، لا أريد" زمجر فخار " حسنا أمنيتي أنتظري لتعودين أولا و سترين"
ضحكت أماني بخفة قبل أن تذهب خلف الولدين لتساعدهم على النوم...

مر يومين و يقين لم ترى أسامة حتى في الخارج لم يخرج و يلعب كما كان يفعل مع أدين، لم تستطع أن تطرق بابها لتراه ففخار لم يقل هل تستطيع رؤيته أم هذا من ضمن العقاب، هاتفتها والدتها لتسألها لم لم تحضر أسامة بعد، فهى لا تسأل عنها بل عن أسامة رغم أنها في داخلها تتمنى أن يكون أسامة سببا لديهم لرؤيتها و الحديث معها، نهضت لترتدي ملابسها لن تجلس هنا تشعر بالضيق ستذهب لوالديها ليمر الوقت ربما قل ضيقها لبعد أسامة، و رغم توترها أن لا يرحب بها و هى وحدها من دونه، فهى لا يرحب بها في كلا الأحوال خرجت من المنزل و استقلت سيارة أجرة بعد أن ظلت فترة في الخارج تنتظر لعله يخرج و تراه و لكنه لم يفعل هذا الجاحد ألم يشتاق إليها و لو قليلاً، وصلت لمنزل والديها و طرقت الباب بهدوء و دلفت فور فتح الباب قائلة " أسامة سيظل أسبوع لدي زوجة أبيه و لم أستطع رؤيته بدوري فهو و أنا معاقبين بالابتعاد "
كانت تبدوا على وشك البكاء فقالت صباح بهدوء " أعدي لنا الغداء نحن لم نتناوله بعد كنا ننتظركم على إيه حال.. أنت أتيتي هيا أنا جائعة أعديه " كانت تريد أن تلهيها فقط عن مشاعر البؤس التي كانت تسكن ملامحها متسأله عن ذلك العقاب الذي تتحدث عنه ، دلفت لغرفتها قائلة لزوجها" أسامة عند زوجة أبيه و يمنعها من رؤيته لم تقل السبب بعد لقد جعلتها تعد الغداء لتنسى قليلاً "
عقد عبد الغني حاجبه بغضب" كنت أعرف أنه حقير منذ رأيته و لكني لن أسمح له أن يبعد حفيدي عني و عن أمه"
قالت صباح مهدئه " ربما افتعلا مشكلة و هو يعاقب الصغير عليها ليس أن يبعده أنتظر لأفهم منها ماذا حدث بعد الغداء "
بعد قليل طرقت يقين الباب لتخبرهم أن الطعام قد جهز.. خرج كلاهما للخارج و التف الجميع حول الطاولة بصمت. كانت تقلب الطعام بشرود عندما سمعت صوته يقول " أعطني بعض الملح من أمامك "
رفعت رأسها بحدة و عدم تصديق و هى تمسك الزجاجة الصغيرة و تمدها إليه بيد مرتعشة، أخذها منها قائلا بخفوت "شكرا"
سألته باكية بحرقة " هل تحدثت إلي للتو أبي"
رفع رأسه بصمت لتعيد و تكرر باكية برجاء " أرجوك أخبرني، هل تحدثت إلي للتو "
قال عبد الغني بهدوء" دوما تتعمدين عدم وضع ملح في الطعام و هذا بدأ يثير غضبي الحقيقة"
سألته بلوعة " هل سامحتني"
قال عبد الغني بلامبالاة " و تتعمدين وضع سكر كثير أيضاً و هذا يجعلني أريد ضربك كما لم أفعل يوما"
شهقت بخفوت و نهضت لتتجه لمقعده و تجلس أمامه راكعة على الأرض و هى تمسك بيده و هى تقبلها بحرارة باكية ترجوه بألم
" أرجوك سامحني، أنا ليس لدي غيرك أنت سندي الوحيد في الحياة هذا ما علمته بأصعب الطرق، ألا أستحق فرصة للسماح على أولى أخطائي ، ألا تستحق قردتك أن تسامحها لخطأها الأول في حقك"
أمسك برأسها و رفعه قائلا بحرقة " لقد مزقت قلبي فعلتك قردتي"
أومأت بعنف قائلة ببكاء" أعلم ذلك، أعلم و نادمة أشد الندم لقد تمزق قلبي أنا أيضاً بعد صحوتي على ما فعلته بك و أمي، لقد تمنيت كثيرا أن يعود بي الزمن و لا أفعل ما فعلته، لأنك أهم شخص لدي في الكون خسارتك لم تكن خسارتي الوحيدة خسارتك كانت بداية خساراتي الكثيرة، لقد دعوت الله مرارا أن أكون في حلم و أفيق و لكني لم أفق للأن أشعر أني في كابوس و سينجلي و لكنه لا ينجلي أبي، أريد أن أعود ابنتك من جديد أريد أن أكون قردتك، أريد أن تخبرني سامحتك ابنتي أقسمت عليك بالله أبي لتقولها، قل سامحتك ابنتي "
هطلت دموعه غزيرة و هو يقول بحرقة" سامحتك ابنتي، سامحتك يا نبضات قلبي، سامحتك يا نور عيوني سامحتك قردتي "
دست جسدها تتعلق بعنقه بحرقة قائلة" بل أنت كل قلبي أبي أنا أسفة، أسفة لأخر يوم في حياتي، أسفة لأخر نفس من أنفاسي، أسفة لأخر نبض في قلبي، أسفة يا كل حياتي، أسفة يا سبب وجودي، أسفة "
كانت ترددها مرارا و هى تضمه بقوة و حرقة باكية و هو يشدها لصدره بعد طول غياب .. كانت تسمح بكاء والدتها أيضاً و لكن ضمة أبيها أكدت لها أنه سامحها حقا أبيها سامحها.. قالت تعيد بحرقة..
" أسفة لكل حزن سببته لك أسفة لكل أمر لم أطعه، أسفة لجحودي معك، أسفة، أسفة"
وكزتها والدتها بقوة قائلة بتعجب " ماذا تقولين يقين ، بم تهمهمين لك عشر دقائق"
نظرت لأمها بذهول لتجد أنها مازالت على مقعدها و ليست في حضن أبيها كما تمنت، رفعت عيناها تنظر لأبيها بخيبة فهى من كانت تحلم بذلك، لمعت عيناها بالدموع قبل أن تقول بصوت مختنق" سأغفو في غرفتي قليلاً أمي بعد إذنك"
تركتهم هاربة لغرفتها لتغلق الباب خلفها و هى تستند عليه قائلة بحرقة.. " أسفة يا أغلى الناس"

سألته أماني و هى تراه يجلس صامت بعد عودتهم من الروضة
" ما بك أسامة هادئ اليوم" كان قد مر ثلاث أيام على وجودة معهم و لا مشكلة حدث غير طلبه العودة لأمه من وقت لأخر، قال أسامة بضيق " اشتقت لجدي اليوم، سيكون حزين لعدم ذهابي إليه فهو دوما يخبرني أن اليوم الذي لا يراني به لا يشعر أنه حي، أخشى أن يحدث لجدي شيء لعدم ذهابي "
ابتسمت أماني بمرح و جلست بجانبه قائلة " هل تريد أن تذهب اليوم و تراه"
نظر إليها أسامة بلهفة متسائلا " هل حقا أستطيع الذهاب إليه لأراه فقد مللت الجلوس في المنزل كل يوم "
قالت بمزاح" مللت من الجلوس معنا "
أجاب أسامة بخجل" لا ليس هكذا خالتي، و لكن جدي يشتاق إلي أيضاً و أنا لا أريد أن أحزنه"
قالت مشعثه خصلاته" هو من يشتاق أيها الماكر، حسنا أذهب و أدين لتخرجا ملابسكم و أتي لأساعدك و هو في ارتداءها و الذهاب لدي جدك فقط أخبر أبيك أننا سنخرج من المنزل "
نهض أسامة يضمها بقوة قائلا" شكرا لك خالتي سأخبر أدين على الفور "
ذهب ركضا ليبلغ أخاه بينما هى أمسكت الهاتف و طلبت زوجها لتخبره..

فتحت صباح الباب متوقعة ابنتها لتجد أماني واقفة أمامها ممسكة بكلا الولدين في يديها رقت نظراتها لهم و قالت لأماني بهدوء
" تفضلي بالدخول "
ترك أسامة يدها و دلف يبحث عن جده و خلفه دلفت أماني و أدين أشارت صباح لأماني لتجلس قائلة " تفضلي بالجلوس"
جلست أماني بتوتر و أدين يتساءل " أين ذهب أخي"
قالت صباح تشير لأدين بالاقتراب " من هذا الصغير الوسيم"
دفعت أماني أدين برفق تجاه صباح قائلة بابتسامة " هذا أدين أخ أسامة الصغير"
أمسكت صباح بأدين الخجل تضمه و هى تجلسه على ساقيها قائلة
" صغير من لقد أصبح رجل كبير وسيم الأن"
ابتسمت أماني براحة و عودة أسامة مع جده الذي قال بهدوء
" أهلا بك يا ابنتي كيف حالك"
نهضت أماني و قالت باسمة " بخير الحمد لله"
جلس بجانب زوجته و أجلس أسامة على ساقيه قائلا بامتنان " شكرا لجلب أسامة لنراه ، و لكن لم زوجك يمنعه من رؤية والدته "
قالت أماني بتوتر و هى تنظر للولدين " أنه أمر بسيط لا شيء هام"
نهضت صباح و أمسكت بالولدين قائلة " من يريد تناول بعض العصير و الكيك "
نهض الولدين بحماس ليذهبان معها تاركين أماني جالسة مع عبد الغني،، قالت أماني فور ذهابهم" لقد تشاجر الولدين معا و هذا عقابهما، سيظلان معا لأسبوعين واحد مع و الأخر لدى ابنتك "
تعجب عبد الغني سائلاً بسخرية " أرى أنه عقاب لكم أكثر من الولدين "
ابتسمت أماني بمرح قائلة بتأكيد " هو كذلك بالفعل"
ابتسم عبد الغني بحزن متذكرا حال ابنته غاضبا من كونها من أوصلت نفسها لهذا الوضع الظالم على جميع النواحي، قبل أن يقول بهدوء " ستتناولون الغداء معنا اليوم، ليت والدته أتت لتراه "
بهتت ابتسامتها قائلة بحزن" لقد احدثنا جلبة و نحن نخرج من المنزل حتى تعلم وجهتنا و لكن يبدوا أنها كانت غافية"
قال عبد الغني باسما براحة" المهم الصغير بخير فهو ليس في بلد آخر على ايه حال أخبريني إذن لم تشاجرا الشقيان الصغيران "
ابتسمت براحة و عادت لتتحدث بهدوء فهو لم يقابلها بجفاء أو يعاملها بسوء متقبلا هذا الوضع الغريب بدوره حتى مضى الوقت و أعدت صباح الطعام و يتناوله الجميع وسط شغب الولدين...


دلف للمنزل يبحث عنها ليجدها على الفراش جالسة تتصفح ألبوم صورهم الكبير الذي يعلم أنه يجمعهم جميعا، قال باسما" كيف حالك يا أم أسامة "
رفعت عيناها تنظر إليه بشرر قبل أن تعود لتنظر في الصور متصفحة، سألها بمكر " لم لم تذهبي لبيت والدك اليوم أسامة هناك ألم تخبرك والدتك"
هبت من على الفراش متسائلة " هل هو هناك، لا لم تخبرني سأذهب إليهم"
أمسك بيدها قائلا بمرح " لا داعي لقد حادثتني أماني أنهم على الطريق"
قالت يقين غاضبة " تبا لك فخار و لقلبك القاسي"
رفع حاجبه ببرود قائلا بسخرية" قلبي أنا قاسي، إن طيبة قلبي هى سبب عذابي معكم"
قالت و هى تدفعه بحدة " حسنا هيا أذهب لمنزلك لتغضب زوجتك عندما تجدك هنا من خلف ظهرها"
تسمر جسده بتصلب حتى ما استطاعت زحزحته و هو ينظر إليها بسخرية قائلا بإغاظة " زوجتي تعرف أني لدى زوجتي لقد أخبرتها"
ردت يقين بسخرية و عاودت دفعه " حقا أنقذت نفسك إذن و لكني مصرة أن تذهب و لا تريني وجهك إلا و ابني معك "
مال على شفتيها يقبلها بقوة فضربته قائلة بحنق " أنا لا أطيقك الآن هيا أخرج من هنا"
ضحك فخار بمرح و عاد ليقبل وجنتها بالقوة مما جعلها تضحك قائلة" أحمق"
أمسك بها بين ذراعيه بقوة يلصقها بصدره بعنف قائلا بتحذير" من الأحمق أيتها الهاربة"
دفعته في صدره بحنق" لا أحد أنا هى لأني تزوجتك هيا أذهب"
ضحك بمرح و قبل عنقها بحرارة حتى صرخت ضاحكة " تبا لك فخار يكفي، أذهب لبيتك"
قال بسخرية " هذا بيتي أيضاً يا حمقاء"
توقفت عن مقاومته قائلة برقة " اشتقت إليك"
ضمها برفق قائلا و هو يقبل رأسها" سأقضي الأسبوع القادم معك بأكمله لتريني مدى شوقك لي "
أجابت بمكر " هذا إذا وجدت وقت لك مع الولدين"
قال مؤكدا بمكر" ستجدين لا تخافي "
سألته بحزن " كيف الولدين معا "
أجاب باسما بخير لا تخافي على أسامة "
ردت بصدق " لست خائفة أنا فقط اشتقت إليه هذا كل شيء "
رد بحنان " ثلاث أيام و يعود سيمرون سريعاً إذا فكرتي بي طول الوقت "
ضحكت بخفوت " أناني"
قال مؤكدا" و أحبك "
رفعت رأسها من على صدره تنظر إليه قائلة " أعلم ذلك"
مال على شفتيها مقبلا برفق ليستمع لضجيج هاتفه فابتعد قائلا بصدمة " لقد عادت أماني مر الوقت سريعاً ، أراك فيما بعد هاربتي"
قالت بسخرية" أذهب لأمنيتك و لا تنس تقبل ابني عني حتى أراه"
تمتمت بخفوت ضاحكة " جبان"
رد بحنق " سمعتك أنتظري لأعود و سأعاقبك"
قالت ضاحكة" هل تركت أذنك هنا"
" سأخبرك ماذا تركت عندما أعود" قالها و هو يغلق الباب خلفه ذاهبا لأمنيته.. تنهدت بحزن قبل أن تمتم قائلة بملل" لأعود لمشاهدة الشقي في الصور لحين يعود "

قالت بعنف و هى تخرجه من المنزل" أخرج من منزلي أيها المتحرش إياك و الاقتراب من أبنائي أو من حياتي يا خريج المحبس"
قال سامي غاضبا " أنا لن أسمح لك أن تبعدي أولادي عني"
ردت ساخرة و الولدين يحتميان في جدتهما خوفا من والدهم" لم لم تفكر بهم قبل أن تفعل ما فعلته بالناس الأبرياء، ألم تخاف أن يردها الله في ابنتك أيها الحقير "
قال غاضبا" لقد أخذت جزائي و انتهينا و أنا أريد أبنائي الآن"
قالت بغضب" لديك المحكمة لنرى هل ستحكم لك بعد فعلتك تلك"
رد سامي مؤكدا " أقسم لك أني سأخذهم حتى لو أخذتهم بالقوة "
تركها و ذهب غاضبا ناقما على ذلك الذي كان السبب في ما حدث معه... أندفع الولدين إليها يضمانها باكيين فقالت بقوة
" لا تخافا لن يستطيع فعل شيء و إذا تجرأ سنبلغ عنه الشرطة "

كانت تضمه بقوة مقبلة إياه بلهفة و هى تبكي بحرقة قائلة" هل ترى أيها الغبي هذا نتيجة خطأك إياك و فعلها مرة أخرى و إلا أنا من سأؤدبك"
قال فخار بملل " هل هو كان في الخارج يدرس أو يعمل لقد كان في نفس المنزل سيدتي "
نظرت إليه بحنق قبل أن تبعد أسامة و تمسك بأدين تحمله بين ذراعيها قائلة " أهلا بك حبيبي في منزلك"
قال أدين بخجل" أبي أخبرني بذلك أن هذا منزلي مثلما منزلنا منزل أسامة "
قالت يقين باسمة " أبيك معه حق و حديثه صحيح بالفعل هذا منزلنا جميعا "
أنزلته قائلة بمرح" و الأن من يريد أن يأخذ قطعة كبيرة من الكيك لقد أعددتها خصيصاً لكم "
تحمس الأولاد و ذهبا معها لتخرج قالب الكيك من الثلاجة و اعطتهم كل واحد منهم قطعة و جلبت طبق مملوء لفخار الجالس على الأريكة، قال بسخرية" هل هذا يعني أنه لا طعام اليوم "
قبلته على وجنته بقوة قائلة بمرح" بالضبط " فهى كانت تشعر بالحماسة لمجيء الأولاد فلم تفعل غير ما يحبه أسامة متمنية أن يحبه أدين أيضاً، تنهد فخار بضيق " يبدوا أني لن أجد هنا اهتمام أيضاً من أجل الشقيين الصغيرين"
ردت باسمة " يبدوا هكذا "
قال فخار بسخرية" لتعلم يا فخار أن لا أحد يحبك كوالدتك "
ضحكت يقين بقوة ممسكة بوجنته تحرك وجهه يمينا و شمالا قائلة بإغاظة " حبيب ماما سميحة المدلل"
نزع يده بحدة قائلا ببرود " سخيفة"
هزت رأسها بمرح قائلة" أعلم "
ابتسم برقة قبل أن تتلاشى بسمته قائلا بغضب مصطنع " من هو الجبان سيدتي لقد تذكرت الآن "
نهضت تلف حول الأريكة صارخة بمزاح تستنجد بالولدين قائلة "النجدة يا أولاد أنقذاني من الوحش"
أتى الولدين على صراخها ليجدنها تحاول الهرب من يد فخار التي تحاول إمساكها، ليمر الوقت و هما يمزحون حتى موعد النوم..

✨ ✨ 🌙 🌙 🌔 💜 💜 ✨ ✨ 🌙 🌙 🌔 💜


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 05:17 AM   #126

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع و الخمسون
💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕
لم يمر اليوم الأول بعد و هى تكاد تنهار تشعر بالخوف و القلق و الحزن و هو بعيد و كأن روحها نزعت منها، تبا لك فخار و لقلبك الأسود، كيف استطعت أن تبعد ابني عني بكل هذا التجبر، وجدت أنها و الساعة موشكة على الثالثة مازالت تتقلب في الفراش و لا تستطيع النوم، نهضت لتخرج من الغرفة لتقف في الشرفة و أنفاسها تختنق، تشعر أنها لا تستطيع التنفس في الغرفة، مؤكد أدين لا يستطيع النوم الأن و هو بعيد عنها، هل تعامله جيدا هل أطعمته هل اهتمت به ، ربما لا تحبه كما أحب أنا أسامة ربما أذت ابني لتنتقم مني به، نفضت رأسها تنفض هذه الأفكار السوداء، لا بالطبع فخار هناك معهم هو لن يتركها تقترب منه أو تعامله بسوء ، تنفست بقوة لتهدئ من نفسها و قلقها فهو للمرة الأولى يبتعد عنها كل هذا الوقت ماذا ستفعل طوال الأسبوع، عادت للغرفة تجلس على الفراش و أحاطت ساقيها بيديها و هى تبكي بخفوت، رن هاتفها فأمسكت به مرتعبة أن يكون حدث له شيء ، هتفت بسرعة عندما علمت هوية المتصل " ماذا به ابني فخار أخبرني"
رد فخار بهدوء " بخير أمنيتي أنه نائم منذ وقت طويل"
صرخت به غاضبة " تبا لك أيها الوغد أنا أريد ابني الآن أعده إلي"
رد فخار بأمر " أخرجي للشرفة أمنيتي"
نهضت مسرعة لتخرج للشرفة وجدته يقف في الأسفل قالت غاضبة
" أريد أدين فخار أجلبه لي ليس لي علاقة بعقابك الأحمق هذا"
قال بهدوء" هذا ليس عقاب أمنيتي هذا تقريب مسافات بين الولدين ليشعرا بالعلاقة بينهم و لا يشبون كالأغراب و هم يعيشون في منزل واحد "
قالت بحنق باكية " ما ذنبي أنا تبعده عني فخار"
رد بحزم " و هل بعدته عنك وحدك ألم يكن أسامة معك لأسبوع أيضاً "
قالت باكية" ليس لي شأن بها هى تتحمل لديها قلب من حديد أنا لا، أنا أريد طفلي فخار "
رق قلبه و قال مهدئا" كفى بكاء حبيبتي لا تقلقي عليه هو معي أيضاً و بينكم جدار و ليس مدينة بأكملها "
مسحت وجنتها بحنق قائلة بغضب" أعلم أني لن أسامحك على هذا أبدا "
أغلقت الهاتف و دخلت من الشرفة و أغلقتها بعنف، ضحك فخار بخفوت و قال بخفة" مجنونة حقا "

فتح الباب بهدوء و دلف للغرفة و استلقي على الفراش دون أن يضيء المصباح شعر بها تستدير ناحيته و تستند برأسها على راحتها تنظر إليه في الظلام، التفت إليها دون أن يرى ملامحها كيف تبدوا سائلاً " هل أيقظتك"
أجابت بلامبالاة " أنا لم أغفو من الأساس و أشعر بك تتقلب على الفراش كمن يقلى في الزيت منذ غفى الأولاد و أنت في مكان أخر "
التفت إليها يتخذ نفس وضعها سائلاً باهتمام " حقا و لم تشعرين بهذا، أنا فقط لم أستطع النوم"
قالت يقين بهدوء " فخار هل تعلم أنا أتعجب من نفسي أحياناً كثيرة و لا أصدق أن هذه أنا"
سألها بجدية" لماذا "
قالت بحزن" كنت دوما أحلم بالزواج برجل يحبني و أحبه كثيرا ، كان تفكيري محصور في حبه لي فقط، لم أفكر يوما أن أضيف لحلمي هذا أن أكون الوحيدة في حياته و في قلبه لم أفكر في هذا الأمر و أنا أحبك أنت دونا عن جميع من أتى ليطلبني غريب أليس كذلك كان من المفترض أن أتمنى أن أكون حبه الوحيد و ليس يحبني فقط "
سألها بهدوء" هل أنت نادمة على حبك لي ، هل تجدين أني لم أكن أستحق كل ما عانيته بسببي "
مدت يدها تلمس لحيته الخشنة قائلة " تريدني أن أكذب عليك "
قال بسخرية" بالطبع لا هاربتي نسيتي لقد ألقيتها في وجهى من قبل و ليس مرة واحدة بل مرات "
ضحكت يقين بخفوت قائلة" تعلم أني أحبك رغم ذلك صحيح "
رد بحنق" نعم و لكن أظل لا أستحق "
تنهدت بحرارة قائلة" أجل بالطبع"
ضحك فخار بخفوت قائلا بسخرية" يا لزوجتي الصريحة حد الألم"
قالت بمرح" لم لا نكون، هذا ما جبلنا عليه معا، هيا أنهض و أذهب إليها، أنت تريد الذهاب و لكنك تخجل من ذلك تظن أني سأغضب أو أحزن و لكني لن أفعل أنا كنت أعلم ذلك منذ غفى الأولاد لا تقلق "
سألها بمكر " ألن تكوني حقا، إلا تغضبين و لو قليلاً "
ردت بلامبالاة " لا تعودت على ذلك "
نهض قائلا بحنق " و لكني لم أتعود و أريدك أن تفعلي "
شدت الغطاء على رأسها قائلة بملل" لن تحصل على كل شيء من الحياة، كن مثلي و أرضى بما قسم لك يكفيك غيرة واحدة و غضبها الاثنان سيكون جحيم لك "
نزع الغطاء عن وجهها و قال بتصميم" و لكني أعلم أنك تفعلين و لكن لا تحبين أن تظهريه لي أنا سأعمل على جعله ظاهرا "
قالت ببرود " هيا أذهب و لا تتأخر ليجدك الأولاد على الفطور"
قال بحنق " أنا لا أصدق هل أنت زوجة تحب زوجها ترسليني للأخرى هكذا ببساطة "
قالت بسخرية" هذا لحسن حظك صدقني، هل ستذهب أم تعود للفراش و تتحمل ما سيحدث لك فيما بعد فأنا أعرف شعورها الأن و لكنها ليست مثلي لتمررها لك "
دفع الغطاء على رأسها قائلا" حسنا نامي و لكني سأعود و أوقظك لنكمل حديثنا عن ذلك الأمر "
همهمت قائلة ببرود " همم، لا تتأخر على الفطور "

خرج من الغرفة باسما بتعجب هل حقا يريدها أن تظهر غيرتها كأماني أم هى محقة و هو محظوظ بأن واحدة منهم عاقلة و متفهمة.. صعد الدرج بسرعة بعد أن دلف من الباب الداخلي للمنزل فتح باب الغرفة و أضاء المصباح قائلا برفق للمنكمشة على الفراش تعطيه ظهرها" أمنيتي لقد أتيت"
اعتدلت أماني و هى تهتف بحرارة " هل أتيت بأدين"
اتجه إليها و جلس بجوارها على الفراش يلف ذراعيه حولها قائلا بمزاح " أتيت بأب أدين ألا يكفيك"
دفعته في صدره قائلة و هى تكاد تبكي ثانياً " تبا لك فخار لم لم تجلبه معك أنا أريد ابني فخار أذهب و أجلبه "
قبلها على عنقها بحرارة و هو يشدد من ضمها قائلا " لم لا نجلب أخوة لأدين أمنيتي، لقد كبر الأن و لم يعد يحتاج ليمسك بزيل ثوبك في كل مكان يتواجد به "
أبعدت فمه بغضب قائلة " لا، أنا لا أريد غير أدين، فلتجلبه لي، فهو مازال صغيرا و يحتاجني، أيها الكاذب، لم تقول هذا هل تخبرني أنه سعيد و هو بعيد عني و أنه ليس متعلق بي "
قال فخار بحنق" من قال هذا حبيبتي، بل هو كذلك أنا فقط أخبرك برغبتي و أنت تفهمين حديثي بطريقة مغلوطة "
قالت نافية" أنا لا أريد أن أنجب مرة أخرى فلتجعل زوجتك الأخرى تفعل ذلك "
دفعها لتستلقي على الفراش يحتجزها بين ذراعيه و أنهال عليها تقبيلا بحرارة و هو يقول برجاء..
" واحد فقط أمنيتي أريد فتاة تشبهك أرجوك أمنيتي أريد أن اسميها بنفسي دون تطفل و فرض الأخرين رأيهم "
حاولت أن تبعده عنها قائلة بحنق" كفي فخار أنت لن تلهيني عن ذلك أريد أدين الأن أريده أن يبيت ف....."
قاطع احتجاجها بشفتيه عندما أمتلك شفتيها و يده تعمل على نزع ثوبها، تبا له هذا العنيد لن يجعلني أرضخ لذلك مهما فعل سيأتي بطفلي و الأن، أبعدت يده بعنف عن جسدها الذي أشعلته قبلاته قائلة " لن تفعل شيء أذهب و أحضر أدين الأن فخار "
شدها لصدره و همس برجاء" فتاة واحدة و لن أطلب المزيد حبيبتي، أمنيتي وافقي رجاء من أجلى" عاد لتقبيلها بحرارة و هى تقاومه بعنف مغتاظة من تجاهلها ، قالت بغضب " أخبرتك لا أريد ذلك فخار أريد..."
عاد ليقاطع احتجاجها قائلا بحزن مصطنع " أحبك مدللتي لقد أصبحت قاسية القلب منذ أتى أدين لم يعد لي مكان في قلبك "
نظرت إليه بغضب" هل تسخر مني أيها " قبلها فخار ليسكتها قبل أن تسبه و هو يضحك بمرح قائلا " أنا أسخر منك، أليست الحقيقة، أخبريني منذ أتى ابن أمه متى كنتي معي بعقلك و قلبك، دوما أحدهم معه في الغرفة المجاورة "
دفعته غاضبة" الآن تخبرني أنك تغار من طفلي الصغير "
ابتعد و جلس ينظر إليها بتعجب قائلا" غريب أليس كذلك"
نظرت إليه بتمعن صامتة فعاد يستلقي بجانبها و شدها لتضع رأسها على صدره قائلا بهدوء" لم أفعلها يوما، فأنت كنت دوما لي، مشاعرك تفكيرك و جسدك و أنفاسك ، منذ جاء و هو أصبح محور حياتك، بل محور الكون أصبح نقطة ارتكازك، في البداية لم أهتم فهو صغير و يحتاجك و لكنك أصبحت تبالغين في كل ما يخصه كم مرة تركتني و نحن معا و أنا أكاد أحترق فقط لشكك أنه ربما أستيقظ و يبكي، كم مرة كنت بين ذراعي و عقلك معه ، كم مرة كنت بجانبي لأستيقظ و أجدك تغفين معه في غرفته، هل أعدد لك أسباب أخرى أيضاً لغيرتي من طفلك الصغير، "
تنهد بألم و أضاف" أسف لشعورك هذا أمنيتي إن كان مشابه لشعوري فهو كالجحيم "
ابتسم بحزن مكملا" إذن سيدتي إن كنت ستستمرين على هذا الوضع أحضري لي فتاة تشبهك أنا أيضاً حتى تملئ مكانك ماذا قلت "
أخفض رأسه لينظر إليها ليجدها تبكي بصمت، سألها بضيق" لم هذا الأن "
قالت بحنق" هل تخبرني بهذا الآن "
رد بهدوء" هذا وقت مناسب فنحن وحدنا في المنزل و أستطيع أن أخبرك بما أريد على راحتي دون مقاطعة أليس ذكاء مني "
قالت غاضبة" بل هذا كونك أحمق كبير "
ضحك بمرح و سألها " و الأن أخبريني هل ستحضرين أمنيتي الصغيرة ، هذه فرصة لن تعوض و نحن وحدنا و الشيطان ثالثنا "
ضحكت أماني و دست جسدها بين ذراعيه قائلة" أنت مجنون مجنون "
قال فخار بمزاح" ظننت أنها أنت المجنونة "
وكزته في جانبه بأصبعها عندما رفعها لتعتلي جسده لينظر في عينيها قائلا برجاء" نحضرها لأمنية الصغيرة "
لمعت عيناها فرحا قائلة بدلال" أنت و حظك "
رد مؤكدا" أنا محظوظ بأمنيتي"
ابتسمت بحب قبل أن تلمس شفتيه برقة و قبل أن تبتعد عنه أخذها لطوفانه الحارق و لم يترك لها ثانية لتفكر في شيء أخر غيره و حبه...

وكزته أماني برفق و هى تقول بنعاس" فخار، أنهض لقد تأخرت على العمل ألن تذهب اليوم "
همهم بخفوت و هو يبعد يدها" أتركيني أمنيتي أنا لن أذهب اليوم لمكان أنا لن أترك الفراش من الأساس"
قالت بنعاس " حسنا أذهب و أجلب أدين"
هب جالسا و قال بدهشة " تبا لقد نسيت الأولاد كم الوقت"
مال عليها ليرى المنبه في جانبها فألقى بثقله عليها مما جعلها تتذمر قائلة " ابتعد ستخنقني"
قال بضيق و هو يعود لمكانه" الساعة العاشرة هل تظنين أنهم هنا أم ذهبوا للروضة"
اشاحت بيدها و هى تعود للنوم" موعدهم الثامنة يا سيد "
قال باستسلام و عاد ليندس بجانبها " حسنا لقد غفوت ماذا أفعل"
قالت بتثاؤب " أجلب أدين عندما يعود "
شدها لصدره قائلا بحنق" أجلب أدين، أجلب أدين لن أفعل حتى تجلبي لي أمنيتي الصغيرة " عاد لتقبيلها ثانياً حتى صرخت به غاضبة " أتركني أيها اللحوح لن أجلب شيء "
قال ضاحكا بأمر " ستفعلين غصباً عنك لن أذهب حتى أتأكد من ذلك "
هتفت به ضاحكة " أنت مجنون مجنون "
رد بتأكيد " بك أنت أمنيتي "
عاد ليأخذها معه لذلك العالم الذي يشعرها به أنها الوحيدة في حياته و ينسيها مؤقتاً وجود الأخرى..

كانوا ثلاثتهم يفترشون السجادة الصغيرة في غرفة النوم الخاصة بأسامة و يقين تشير للصورة قائلة " أنظر هذا أنت و أنت صغير والدتك لم ترى هذه الصورة أبدا تحب أن تأخذها لتريها إياها"
أمسك بها أدين قائلا بلهفة و هو يشير لخالته و جدته " هذه خالتي ملك و هذه جدتي مديحة"
قالت يقين باسمة " نعم أنظر هنا أيضاً جدتك سميحة و جدك رحيم و والدك"
سألها ببراءة " و لم لست معهم خالتي "
ردت يقين باسمة" و من التقط الصور برأيك أنها أنا "
قال أدين و هو يمسك بالألبوم الأخر الكبير " لم ليس لدينا أنا و أبي و أمي صورا مثل هذه و أنتم مع أخي"
قالت يقين بهدوء" ربما نسيت والدتك ذلك أو ربما ليس لديها كاميرا في المنزل"
تصفح الصور و أسامة يشير إليه عن كل موقف يتذكره مع والديه و أدين يزم شفتيه بطفولية غاضبا، قالت يقين بحماس " ما رأيك سأعطيك واحدة و أعلمك كيف تستخدمها و أنت ألتقط الكثير من الصور مع والديك ما رأيك "
نظر إليها أدين بحماس" حقا خالتي ستفعلين "
ردت بصدق" بالطبع سأفعل و الأن هيا لتناول الغداء و النوم قليلاً حتى موعد الواجبات "
قال أدين بنفي " أنا لا أغفو نهارا لم أفعل من قبل "
قالت يقين باسمة" لا تفعل أسترح على الفراش فقط لبعض الوقت و بعدها أنهض لتقوم بواجباتك أنت و أسامة و تخبراني ماذا درستما اليوم في الروضة "
نفذ الولدين كلامها و ذهبا ليغتسلا قبل موعد الغداء ، أعدت يقين الغداء و تناوله الولدين و ساعدت كل منهم للصعود للفراش و ذهبت لتنظف الأطباق، أعدت لنفسها كوب من الشوكولا مع الحليب و جلست أمام التلفاز تشاهد أحد البرامج شردت في ذلك الحلم يوم كانت لدى والديها لتعود دموعها تسيل بألم من جديد، عادت لتبتسم و هى تفكر أنها ستحصل على سماحهم يوما ما، نظرت للساعة التي تشير للثالثة و زمت شفتيها بسخرية و هى تتمتم بحنق
" يا له من أناني قاسي "
وجدت من يطبق على عنقها بمزاح قائلا بغضب مصطنع " من هو الأناني القاسي أيتها الهاربة"
ردت بسخرية " و من أعرف غيرك لأنعته بذلك، هل هذا موعد الفطور الذي اتفقنا عليه من أجل الولدين "
التف و جلس بجانبها قائلا بخجل " أسف على ذلك لم أشعر بمرور الوقت "
نهضت و ابتعدت عنه قائلة ببرود " تعرف أذهب للجحيم فخار رحيم "
تركته و عادت لغرفتها و بدأت في تبديل ملابسها لتغفو قليلاً هى الأخرى فأمس لم تستطع النوم جيدا بسببه لقلقه على مشاعر مدللته لابتعاد طفلها و كأنها هى الأخرى لم يفعل معها نفس الشيء ، دلف للغرفة ليقف خلفها و يحتوي خصرها من الخلف و هو يقبل عنقها قائلا بحرارة من وسط قبلاته" أسف، أسف ، أسف"
أبعدت يده قائلة ببرود" تبا لك، تبا لك، تبا لك "
عقد حاجبيه بغضب و نظر إليها بشرر قائلا " هل هذا ردك لاعتذاري أيتها الجاحدة "
رفعت حاجبها باستنكار " جاحدة و اعتذار، هل تعلم ما تفعله باعتذارك هذا"
كتف يديه متسائلا ببرود " ماذا أيتها العلامة "
قالت بسخرية " ابتلعه و أحتسي خلفه كوب ماء فهو لا يلزمني و لا يهمني"
قال بحدة محذرا " يقين" تبا يعلم أنه زادها و لكنه حقا لم يشعر بالوقت لقد شعر أن أماني عادت له وحده مثلما كانت قبل مجيء السيد أدين.. رمقته بحدة قائلة بغضب " ماذا"
لانت ملامحه و قال باسما و هو يشدها لجسده" أحبك "
ردت ببرود" و أنا أكرهك "
قال ضاحكا بخفة" نحن متعادلين إذن، سامحتني"
أبعدت يديه ببرود قائلة و هى تتجه للفراش " سأفكر، و الأن لتنتبه للولدين لحين أستيقظ"
قال بحزم و بطريقة عسكرية " أمرك سيدتي"
اضجعت على الفراش و هى تتثاءب بقوة فجلس بجانبها يمر بخصلاتها قائلا " هل أتعباك لهذا الحد"
ردت نافية" لا، فقد لم أغفو جيدا بالأمس"
مال عليها و همس في أذنها متسائلا بمكر " من أجلي "
أبعدته و استدارت قائلة" ابتعد و غرورك عني فلدي صداع في رأسي من قلة النوم"
دفن وجهه في عنقها يقبلها بحرارة مما جعلها تزجره قائلة بحنق
" أريد النوم أيها الأناني هل أتحدث الإنجليزية "
قال فخار باسما بمرح" أنت دواء لغروري بالفعل هاربتي"
ردت ساخرة" ليتك تشفي إذن فأنت أصبحت لا تطاق "
حملها من على الفراش ليجلسها على ساقيه و هى تضربه بغضب ضحك قائلا بتساؤل " ألا ترين أن غيرتك مبالغة قليلاً هاربتي "
نظرت إليه ببرود قائلة" هل هذا ما توهم به نفسك أني أغار عليك ممن "
رفع حاجبه بمكر" تعلمين "
قالت بحدة " أرح نفسك أنا لست هكذا، أنا لست مثل غيري لأفعل"
سألها بحنق " لم لا أنت تحبيني"
قالت بملل " فخار ألا ترى أن الوقت غير مناسب لهذا الحديث أنا أكاد أسقط غافية، هل لك أن تهدئ غرورك قليلاً لحين أستيقظ "
عاد لوضعها على الفراش و أخذها بين ذراعيه قائلا " نعم أستطيع و الأن نامي و لكن بين ذراعي "
قالت بتثاؤب" الأولاد"
أجاب مطمئنا" لا تقلقي سأنتبه لهم" قبل رأسها و أعتدل لجعلها تشعر بالراحة مفكرا في تلك العنيدة التي لا تريحه أبدا...

كانوا يجتمعون في غرفة الجلوس يشاهدون التلفاز في اليوم التالي عندما قالت لفخار بحزم
" أنا ذاهبة لوالدي تريد أن يظل أدين معك أم يذهب لأمه"
كان يعلم أنها تريد أن تريح أماني فقط و تجعلها ترى أدين و تركت حرية القرار له، قال بهدوء " فلنسأله أولا ماذا يريد"
هزت كتفها بلامبالاة فقال هو للولدين الذين كانا يلعبان على الأرض أمامهم " أدين أسامة تعاليا هنا "
أتى الصبيين يقفان أمام والدهم بتساؤل فقال فخار بهدوء " أسامة سيذهب لجده و جدته تريد أن تمكث معي هنا لحين عودتهم أم تذهب لوالدتك"
قال أدين بحماس" لا بل أريد الذهاب مع أسامة لدي جدي عبد الغني لأستمع لباقي الحكاية التي سردها المرة الماضية و أخبرنا أنه سيكملها عندما نذهب مرة أخرى"
رد فخار بحزم " حسم الأمر أذهبوا و سأنتظر عودتكم "
نهضت تقول بسخرية" لا تضغط على نفسك في الجلوس وحيدا لديك منزل أخر"
نظر إليها بغضب و هى تضيف بأمر" هيا كل منكم يختار ما سيرتديه لحين أنهى ملابسي و أتي للمساعدة "
فعل الولدين ما قالت و ذهبا ركضا لغرفة أسامة، بينما هى تحركت لغرفتها لتبدل ملابسها، نهض فخار و ذهب خلفها و أغلق الباب بحزم خلفه، تجاهلته و هى تنظر في خزانة الملابس تبحث عن ما سترتديه، قال فخار بضيق " يقين أخبرتك أني أسف "
نظرت إليه بتحدي قائلة" على ماذا تتأسف"
قال بنفاذ صبر و هو يشيح بيده بعصبية " على كل شيء، كل شيء"
كتفت يديها ببرود قائلة " الاعتذارات لم تعد تفيد صاحبها و لا المتلقي لذلك لم لا تريح نفسك و تكف عن تلك الاعتذارات التي لا تجدي نفعا هى مجرد كلمات فارغة يريد صاحبها الضحك على عقل من أمامه و لا يقصدها حقا ليوهم ضميره أنه فعل الصواب "
سألها بخشونة" هكذا ترين اعتذاري لك أني أضحك عليك لأريح ضميري "
عادت لتكمل ارتداء ملابسها بلامبالاة متجاهلة جوابه ، انحنت لترتدي حذائها و أمسكت بحجابها لتقف أمام المرآة و هى تلفه بيد مرتعشة، وقف خلفها ليضمها بقوة و استند بذقنه على كتفيها قائلا بحزن" أسف أنا أحبك"
تمالكت نفسها حتى لا تبكي فهى لا ترى هذا الذي يدعيه ابعدت رأسه و أكملت ارتداء حجابها و خرجت من الغرفة قائلة ببرود
" تناول عشاءك و لا تنتظر عودتنا فنحن سنفعل في منزل والدي"
جلس على الفراش بضيق فهو يعلم بخطأ فعلته، الأسبوع الماضي لم يترك أماني سوي خمس دقائق و هى كانت على الطريق و الآن يقضي ليلة و يوم حتى الظهيرة و ما بعدها معها حق تغضب و لكن ماذا يفعل هو بالفعل وجدها فرصة مناسبة دون أدين في المنزل منذ سنوات و لم يشعر هكذا أنها معه و ملكه من جديد ، و هى فخار أليست لها نفس الحقوق عليك ألا يكفي ما عانته بسببك، أنت لم تفعل شيء لتعوضها عما حدث أنت حتى لم تذهب لوالدها يوما لتطلب منه السماح لها و لك، اكتفيت بوضعها هنا في بيتك و أرحت ضميرك كما تقول، لا أراك تهتم بمشاعرها كما تفعل مع أماني . بل تتعمد جرحها عندما تظهر أنك تهتم بمشاعر أماني أكثر منها لم أليست زوجتك هى أيضاً، زفر بحرارة،، حسنا سيرضيها عندما تعود لن يتركها غاضبة هكذا، خرج من الغرفة ليجدها تمسك بالولدين و قد استعدا للذهاب قالت بهدوء " ألقيا التحية على بابا لحين نعود"
ذهب الولدين لضم والدهم قبل أن يخرجا من المنزل تحت نظراته المترجية أن تسامحه..

سألتها مديحة بغضب " ألن تأتي اليوم أيضاً لك أسبوعين لم تأتي و أدين"
قالت أماني بضيق " الأسبوع المقبل أمي أرجوك هذا الأسبوع ليس لدي وقت المنزل بحاجة للتنظيف أنتهى و سأتي على الفور و أنت أخبري ملك لتأتي بالأولاد هي أيضاً"
أجابت مديحة بضيق " لا أظن ستأتي فبسام أخبرها أنه سيعود الأسبوع المقبل بعد زواج مهيرة "
سألتها بحزن" هل وافقت على الزواج بهذا الرجل حقا "
ردت مديحة بضيق" أجل و لا أعرف لم فعلت ذلك لو كنت مكانها لتركت ذلك العجوز المختل يتعفن في المحبس لفعلته هو و ذلك المجرم"
قالت أماني بضيق لم حدث مع الفتاة حقا و ما أخبرتها به والدتها بعد ذلك اليوم الذي أتى به والد بسام ليأخذها معه و انهيارها " أمي أنه عمها و هو من تولي مسؤوليتها منذ كانت صغيرة مؤكد فعلت ذلك من أجله حتى لا يتأذى "
قالت مديحة بلامبالاة" حسنا أتركينا من ذلك فكلما أتت هذه السيرة و أنا أغضب و أريد شج رأس ذلك الرجل العجوز حفيظ"
ردت أماني بجدية " حسنا أريدك أن تخبريني إن علمتي شيئاً "
قالت مديحة بلهفة" حسنا دعيني احادث أدين لأطمئن عليه و كفاك ثرثرة عن مهيرة و عمها البغيض"
ردت أماني بارتباك" أنه في الخارج يلعب مع أخيه بعد قليل سأهاتفك عندما يأتي "
قالت مديحة بضيق" لا أعرف لم تتركينه يلعب مع ذلك الولد ربما أذاه أو فعلتها أمه أن تجعله يفعل به شيء"
قالت أماني بحزم" أمي أرجوك لا تخوضي في هذا الطريق، أسامة ولد جيد و يحب أدين و هم أخوه أمي فلا داعي للهروب من الأمر أنا أعلم أنه لن يفكر في إيذاءه فلا تقلقي"
ردت مديحة ببرود" حسنا على راحتك دعيه يهاتفني عندما يعود من الخارج "
أغلقت الهاتف و عادت لتهاتف فخار ما أن سمعت صوته قالت بضيق" فخار أمي تريد الحديث مع أدين "
أجابها بضيق" ليس في المنزل أماني لقد ذهب مع أسامة لدى جده و سيعود مساء أخبري خالتي أنه غفى أو أي شيء"
سألته بضيق" ألم تذهب معهم تركتهم وحدهم "
رد بسخرية" تريدين أن أذهب حتى يقتلني والدها، هل تريدين التخلص مني أمنيتي"
ردت أماني ساخرة" و هل أستطاع أحد منا أن يتخلص منك لقد سقطت من النافذة و أصبت بكسر في الساق فقط لك حظ الشيطان يا ابن خالتي "
زمجر غاضبا" يا إلهي هل تتمنين موتي يا امرأة، أنا بالفعل زوج محظوظ و كلا زوجتي تكرهاني و تريدان التخلص مني "
ردت بحدة" و لم تفعل هى، هل تزوجت عليها "
رد بسخرية" لا بل أتركها و أذهب للأخرى "
ردت بعنف" حسنا لا تأتي و لا تغضبها "
أغلقت الهاتف بحدة قبل أن تصعد لغرفتها مقررة الذهاب لملك حتى لا تظل هنا في هذا الجحيم بعيدا عن أدين و تفكر في حديثه المستفز..

بعد أن قضت يومها في منزل والدها و لم تجد جديد غير فرحتهم بأدين أيضاً تركتهم كعادتها لتعد الطعام و تنظف البيت الذي ليس به الكثير من العمل فوالدتها لا تترك المنزل متسخ، تناولوا الطعام و أعدت قالب من الكيك معه و صنعت خمسة أكواب من الحليب بالشكولاتة تناولوه مع الكيك و عبد الغني يسرد لهم الحكاية، كانت تنصت لوالدها بشغف تراقبه بلهفة و كأنها تريد أن تختزن الكثير من صوته و ملامحه حتى انتبهت والدتها إليها، نظرت إليها بحزن فابتسمت يقين برضى، فيكفيها أنه يجعلها تراه و تسمع صوته، بعد ذلك ظل الولدين يتحدثان و كل منهم يلفت انتباه والدها إليه و هم جالسين على ساقيه و كل واحد منهم يشد وجهه ناحيته لينتبه له، كانت صباح تبتسم بحنان لتصارعهم على جذب انتباهه حتى قالت يقين بحزم " هيا أيها الولدان لنغتسل قبل العودة لقد تأخر الوقت" "
قالت صباح بأمر" ظلوا هنا اليوم و عودا صباحا "
قالت يقين نافية" لا أستطيع و أدين معنا ربما غضبت والدته المرة المقبلة سنفعل " و هكذا استعدا و عادا للمنزل في سيارة أجرة، لاحظت يقين بعد أن ساعدت الولدين للنزول من السيارة.. ذلك الواقف بجانب الطريق ينظر إلى المنزل و كأنه يراقبه نقدت السائق أجرته و تحركت السيارة لتنصرف، دلف الولدين للمنزل و هى مازالت تراقب الراجل بحيرة، اقتربت خطوتين لتسأله بأدب " هل تريد شيء يا سيد"
التفت إليها الرجل الذي كان وجهه غير واضح الملامح في الظلام قائلا قبل أن يذهب مسرعا " أريد روحك أيتها الفاسقة"
نظرت إليه بذهول و هو يعدوا مسرعا تاركا إياها مسمرة من الصدمة، أجبرت قدميها على التحرك لتدلف إلى المنزل، هل تخبره أم تتجاهل الأمر، ربما هو رجل مجنون فقط و كان يقف لضايق أي أحد لا داعي للخوف إذن فمعدومي الضمير كثيرون.. دلفت للمنزل لتجد فخار يساعد الولدين لتبديل ملابسهم و هم يشعرون بالحماس في سرد كل ما حدث لوالدهم نظر إليها ليجدها شاردة سألها بتوتر
" هل حدث شيء يضايقك"
نظرت إليه بشرود قائلة " لا شيء، ساعد الولدين على النوم حتى أبدل ملابسي"
تركته و ذهبت لغرفتها و هذا الموقف يزيد من حيرتها و قلقها ...

في اليوم التالي
كانت تقطع الردهة ذهابا و إيابا بتوتر تشعر بالغضب، عيناها معلقة على الباب الفاصل بينهم تريد الذهاب إليه و الطرق عليه بقوة لتطالب بابنها، و لكنها لم تستطع فالأخرى لم تفعل هذا و تقتحم منزلها، هل هذا كان شعورها أيضاً، كيف صمتت إذن لأسبوع كامل هى في اليوم الثالث و تكاد تجن، همت بالتحرك تجاه الباب عندما وجدته يفتح و يدلف أدين مسرعا و قد راها أمامه " أمي"
تلقفته أماني بحرارة و هى تقبله بقوة قائلة بحنق " كل هذا الوقت بعيد عني و لا تسأل عني أدين"
أجاب أدين " لقد كنت أراك في الصور هناك أمي لذلك كنت معي فلم أشعر أنك بعيدة"
سألته بحيرة " صور ماذا"
قالت يقين بصوت هادئ " أيضاً يريد أن يأكل المكرونة باللحم التي تعدها أمه و أنا لم أستطع صنعها مثلما تفعلين فرأيت أن يأتي يتناول الطعام حتى لا يظل جائعا و بعدها يعود كما أمر والده "
سألته أماني باهتمام" هل أنت جائع حبيبي "
هز أدين رأسه موافقا فقالت يقين بأمر " هيا أسامة لنعود حتى ينتهي أدين "
دلف فخار للتو بعد أن أخبرته على الهاتف فأنها ستوصل أدين لوالدته ترك العمل و عاد مسرعا خشية أن يحدث شجار أو ما شابه ابتسم قائلا" لا بل سنتناول الطعام جميعا، أنا سأساعد أماني في إعداده للجميع، أليس كذلك " كانت فرصة لا تعوض من وجهة نظره ليجتمع الجميع على طاولة الطعام و لو مرة واحدة فقط..
نظرت إليه أماني بتوتر و ضيق رافضة قبل أن تقول" حسنا لا بأس لدي بعض الطعام معد في الثلاجة "
أنزلت أدين قائلة " حسنا حبيبي ألعب مع أخيك لحين أنتهى "
ذهبت للمطبخ تاركة فخار الذي سأل يقين " هل تضايقت تريدين العودة للمنزل "
قالت ببرود" من سيتضايق زوجتك و لست أنا، لم فرضتنا عليها كان يمكن أن تطعم أدين و يعود "
قال فخار بلامبالاة" ليس فرضا ولن تتضايق بل ستفرح بذلك"
مطت شفتيها بسخرية" حقا ستفرح "
أكد باسما" حقا لا تقلقي أنت"
قالت ساخرة " أذهب إذن و ساعدها كما قلت مؤكد تنفث نارا من فعلتك الآن و أنتظر عقابك "
سألها بضيق" لم أصبحت قاسية على هكذا هاربتي تتمنين لي الشر"
ردت ساخرة " و كأن شيء يؤثر بك "
قال غاضبا و هو ينصرف " يا إلهي أنهن تكرهاني حقا يا لي من محظوظ بكن "
ابتسمت بسخرية و عادت أدراجها لشقتها تاركة أسامة معهم.

دلف للمطبخ قائلا" حبيبتي تريدين مساعدة "
التفتت إليه و تخصرت تنظر بغضب قائلة" بأي حق تفعل ذلك "
قال ببرود" أليست مشكورة جلبت لك طفلك لتريه هل فعلت أنت معها ذلك "
سألته بحدة" و هل على أن أجلسها على مائدتي"
قال بهدوء " ليست مائدتك ألم نتفق لا أحد منكن يملك شيء هنا"
قالت بحدة" أذهب إلي الجحيم و هذا بيتي غصباً عنك و عن حديثك التافه "
قال فخار بهدوء" شكرا لك زوجتي المؤدبة، حسنا سأخذ أدين و أعود معهم للمنزل و بعد أربعة أيام نراك فكما فعلت معها سأفعل معك لا فرق بينكما "
كان يهم بالخروج فأمسكت بذراعه قائلة بحدة" أنت لن تأخذ أدين حقا دون طعام "
أجاب بحزم" أنا سأطعمه لا تقلقي عليه سيعود إليك بعد نهاية الأسبوع سليم معافي "
قالت غاضبة و هى تشده للمطبخ ثانياً" حسنا لا بأس فهى لن تجلس على رأسي.. أنت ستساعدني الأن كما قلت "
مال على شفتيها يقبلها بقوة قائلا بمرح " هذه هى أمنيتي بقلبها الحنون "
قالت بسخرية " ستقشر البصل "
رد بحنق" هذه هى أمنيتي بقلبها الأسود "
ضحكت بسخرية قائلة" تستحق الدموع يا فخري"
قال بمكر " أما أنت أمنيتي إياك أن تبكي عندما أموت و أتركك "
دفعته في صدره قائلة " تبا لألفاظك أصمت و إلا قتلتك بنفسي "
ضحك بخفة قبل أن يبدأ في مساعدتها يثرثران متناسيان تلك التي يظنان أنها في الخارج..

قالت يقين بتوتر" نعم أمي رأيته اليوم أيضاً و الأولاد يستعدون للذهاب للروضة "
سألتها صباح بقلق " هل تعرفينه"
أجابت يقين بتوتر" لا، لا أظن ذلك و هو دوما يرتدي قبعة و جاكيت يخفي نصف وجهه"
قالت صباح بتعجب " في هذا الحر"
أجابت يقين " نعم هذا ما يقلقني الرجل مريب، هل تظنين أنه على أن أخبر فخار "
قالت صباح بجدية" لو عاد مرة أخرى أخبريه و أسردي له ما حدث"
تنهدت يقين بهدوء " حسنا سأفعل، كيف حال أبي "
ردت صباح بهدوء" بخير"
قالت يقين باسمة" قبليه نيابة عني عدة قبلات على وجنتيه و رأسه و فكري بي و أنت تفعلين "
قالت صباح بحزن و هى تنظر للجالس أمامها يستمع للحديث بدوره
" حسنا سأفعل، هيا أذهبي للأولاد يكفي حديث"
أغلقت الهاتف و نهضت لتقبل وجنتيه و رأسه كما قالت لها و هى تبكي بحزن جلست بجانبه ، قالت برجاء " ألم يأن الأوان بعد "
ضمها لصدره بصمت و عيناه تلمع بالدموع لقد فعل منذ زمن و لكنه لم يستطع أن يقولها و لا حتى لنفسه.. سألته صباح بحزن" هل تظن هناك شيء غير طبيعي في حديثها، ربما هى تشك فقط و ربما هو رجل مختل كما تقول"
قال عبد الغني باهتمام " سنرى هل سيعود للظهور مرة أخرى أمامها أم لا لو فعل سأتحرك بنفسي و أبلغ الشرطة"
ردت صباح بحزن " أتمنى أن لا يصيبها مكروه"
قال بقلق " خيرا إن شاء الله "

قالت لها بهدوء" لقد أعددت كل شيء و كل ما طلبه و لكنه صعب المراس لا يريد تناول الطعام بدونك لذلك أخبرته أني سأذهب لدعوتك لتنضمي لنا فماذا أخبره هل ستأتين "
قالت أماني بتوتر " لم لا تأتون هنا كالمرة الماضية أنا أيضاً أعددت كل شيء "
قالت يقين بلامبالاة " لقد جهزت المائدة بالفعل.. حسنا سأخبره أنك لا تريدين المجيء "
قالت أماني بحدة" أنا لم أقل هذا، لقد قلت لتأتوا هنا "
ردت يقين ببرود" أنا أعددت المائدة بالفعل هل تريدين مني أن ألقي كل هذا الطعام في القمامة "
قالت بضيق " لم تلقينه ضعيه في الثلاجة و تناولوه غدا "
اجابتها بسخرية" تعرفين زوجك جيدا هو لا يتناول طعام له يومين و أسامة مثله و لكني لا أعرف عن أدين "
قالت أماني بضيق " هو أيضاً، حسنا سأتي إذا لم يضايقك "
قالت بلامبالاة" و لم سأتضايق هل ستجلسين على رأسي، المهم أدين يتناول طعامه "
عقدت أماني حاجبيها هل سمعتهم أمس و هم يتحدثون أم الوغد زوجها هو من أخبرها، حسنا بالأمس لم تجد صعوبة في الجلوس على المائدة معها بل كانت تصب كامل اهتمامها على أدين متجاهلة وجودها.. لتفعل اليوم ذلك أيضاً يكفي أنها تراه لبعض الوقت على الأقل.. قالت أماني بهدوء" حسنا سأبدل ملابسي و أتي"
تركتها يقين و عادت لشقتها من الباب الداخلي، نظرت أماني بضيق هل هذا الباب هو الفاصل حقا بين حياتيهم عندما فتحته جلست على مائدتها و عندما عادت لفتحه مرة أخرى ستذهب هى لفعل ذلك تخشي يوما أن يزال من مكانه لتجد أن لا شيء يحميها من تلك المشاعر التي ظنت أنها فترت على مر السنوات و ذلك الجرح الذي بدأ يندمل ربما عاد حيا برؤيتها أمامها باستمرار.. حسنا لن تفكر في هذا الأن فقط ليمر هذا الأسبوع و يعود أدين بعدها سترى ماذا ستفعل حقا...

✨ ✨ ✨ 🌙 🌙 🌔 💜 ✨ ✨ ✨ 🌙 🌙 🌔




صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 05:38 AM   #127

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن و الخمسون
💕 💕 💕 💕 💕 💕
كانوا يجتمعون حول المائدة بصمت إلا من حديث الولدين من وقت لآخر وضعت يقين في طبق أدين القليل من الطعام متعمدة لينهيها سريعاً و وضعت لأسامة ما يكفيه و يفيض ، انتبه فخار فلم يعلق ليعرف ماذا تقصد بفعلتها ، قال أدين لأماني بتذمر " أمي أريد المزيد من الطعام لقد نفذ و أنا مازالت جائع"
نظرت إليها أماني بضيق و قالت بهدوء رغم ضيقها " حسنا حبيبي خذ أنا معي يكفي"
قالت يقين متدخلة " لا ليس معك ما يكفيك و لكن أسامة معه فائض أليس كذلك أسامة أنت ستعطي أخيك بعض الطعام حتى لا يظل جائع أليس كذلك حبيبي"
رفع أسامة رأسه قائلا بحماس" بالطبع أمي كما أخبرتني صحيح على أن أهتم بأخي الصغير "
قالت يقين بهدوء " و لكن الأمر ليس له علاقة بالطعام فقط حبيبي بل تهتم به بكل شيء مشاعره حياته مشاكله ضع في رأسك أنك أخيه الكبير و عليك المسؤولية الأكبر لتعتني به، الحديث لك أيضاً أدين و لكن يظل أسامة أخيك الكبير و عليه أن يهتم بك أكثر، كل واحد منكم عليه أن يهتم بالأخر "
قال أسامة و أدين" حسنا أمي، حسنا خالتي "
قالت يقين باسمة" إذن أعطي أخيك بعض الطعام هل ستتركه جائعا "
أمسك أسامة طبقه و وضعه أمام أدين قائلا" تناول هذا أدين و إذا مازالت جائعا سنأخذ من أبي، أليس كذلك أبي ستعطي أدين بعض الطعام "
ابتسم فخار بحنان" نعم حبِيِبي أنا أعطيكم حياتي كلها "
كانت تستمع بصمت فرغم غضبها أولاً لظنها أنها تعمدت أن تسيء معاملة أدين أمامها إلا أنها استحسنت تصرفها هذا جيد ليتعلم الولدين الإهتمام ببعضهما البعض ، رن هاتفها فأمسكت به لترى من المتصل ، سمعت صوت أمها تقول بغضب " لم لا تفتحين الباب أين أنت ألست في المنزل "
قالت أماني بتوتر "في المنزل أمي سأتي لأفتحه ثواني"
نهضت قائلة لفخار " أمي بالخارج سأذهب إليها ، ستطلب رؤية أدين "
قال فخار بحزم " أجلسي أنت و أنا سأذهب إليها لأحضرها "
قالت بقلق " لا فأنا لم أخبرها بما حدث"
رد فخار بلامبالاة" لتعلم إذن هل أنا أعذبكم، أجلسي فأنا اشتقت لخالتي حقا " ابتسم بمكر
عادت للجلوس و ذهب هو ليحضر خالته من الخارج، نظرت إليها يقين قائلة بهدوء" لا تظهري أهمية للأمر و سيمر بخير "
رمقتها بسخرية" أهمية و هى تأتي لتجدني هنا في بيتك و نتناول الطعام معا "
ردت يقين بلامبالاة" و ما المشكلة لا أرى أني وضعت لك سما لتخاف أو تقلق "
عاد فخار بعد قليل و معه مديحة التي نظرت إليهم بغضب، نهض أدين ليلقي بنفسه عليها قائلا بفرح" جدتي "
ابتسمت مديحة بحنان و حملته بين ذراعيها تقبله قائلة" أيها الجاحد كأبيك أسبوعين و لا أراك أو تتحدث معي على الهاتف "
نهضت أماني قائلة و هى تقبلها بدورها" أسفة أمي أخبرتك لقد كنت مشغولة تلك الفترة"
قالت مديحة ساخرة و هى تنظر ليقين الجالسة على المائدة تنظر إليها بهدوء " أرى فيما أنت مشغولة بالفعل "
نهضت يقين الأن لتشير إليها لتجلس قائلة" تفضلي بالجلوس معنا سيدتي "
ردت مديحة ببرود " شكرا لك، أتيت لأرى ابنتي و طفلها، هيا أماني لنذهب لمنزلك لنكون على راحتنا"
قال فخار بحزم " خالتي هنا أيضاً منزل أماني لم لا تجلسين لتناول العشاء معا و بعدها يمكنك الحديث"
ردت ببرود " شكرا لك أريد الحديث مع ابنتي على راحتنا "
قالت يقين بهدوء " حسنا يمكنكم ذلك في غرفة الجلوس فخار أذهب معهم لحين أنتهي من إطعام الولدين "
كانت مديحة ستعترض عندما قال فخار باسما" نعم بالطبع تفضلي خالتي "
جلست مديحة تنظر إليه بغضب قائلة" ما هذه المهزلة التي أراها هل تجبر ابنتي على البقاء مع تلك في منزل واحد"
قال فخار بضيق" خالتي أخفضي صوتك و تلك التي تتحدثين عنها زوجتي و أماني تعرف بذلك، لم لا تكفين عن افتعال المشاكل فالأمر مر عليه سنوات و أنت كلما تحدثت كأني فعلت ذلك للتو، أنت لا تفعلين شيء غير إيذاء ابنتك و جرحها ، لم لا تتقبلين الأمر مثلما فعلت هى و ننهي هذا الجدل هنا و الآن "
نظرت مديحة ببرود قائلة" هل تظن أنك ستسكتني يا ابن سميحة و أتقبل ما فعلت، ابنتي حمقاء و تحبك و لكن أنا لا فلم اتقبل ذلك "
تمالكت أماني نفسها حتى لا تبتسم فتغضب والدتها و نظرت لفخار الذي يقول ببرود" حسنا معك حق لا يهمني أن تحبيني المهم زوجتي و هى تفعل و الآن هل أحضر أدين أم ستظلين تسبيني أمامه كما تفعلين دوما "
دلفت يقين مع الولدين قائلة بهدوء" ها قد أتى أدين ليجلس مع جدته و أسامة يريد التعرف على جدة أخيه أيضاً إذا سمحت بذلك"
لم تستطع مديحة أن تقول شيء عندما جلس أدين على ساقيها و هو يمسك بالصور التي تخصه قائلا بفرح " أنظري جدتي هذه صورتي و أنا صغير و أنت و خالتي ملك معي هنا "
نظرت مديحة بلهفة و قالت بفرح " نعم صحيح كيف لم ارها من قبل، أنظر إليك كم كنت صغير عندها.. سأخذها " أضافت بحزم
نظر أدين ليقين بتساؤل كأنه يفهم و يعي أن ليس من حقه أن يوافق أو يرفض.. فأومأت برأسها باسمة فقال لجدته " خذيها جدتي و هذه مع جدي رحيم و جدتي سميحة "
قالت مديحة بحنق" لا يكفي هذه و كأني أريد رؤيتهم "
نظرت أماني للصور معهم و أسامة يقول بحماس لمديحة " خالتي أماني هى أول من حملني و راني هى أخبرتني بذلك "
نظرت إليه مديحة بصمت قبل أن تبتسم بحنان فهو يبدوا ولد صغير كأدين و ليس به خبث أو حقد كما كانت تظن.. مدت يدها و هى تشده ليجلس على ساقها الأخرى قائلة " أجل يا ولد أنا أيضاً كنت هناك يوم ولدت "
قال أسامة ببراءة" لم أراك هنا جدتي "
ضحكت مديحة قائلة " لأنك كنت صغير بالطبع كيف ستتذكر يبدوا أن لك ذكاء والدك "
رد فخار متذمر" خالتي أرجوك كفاك سباب أمام الأولاد"
كانت أماني تنظر بعيون معلقة بالصور التي تسجل مدي فرحتها ذلك الوقت و ملامح فخار وقت ولادة أدين، لتشعر بالألم أنه لم يكن شعوره وقت ولادة أسامة.. غريب شعورها هذا ، عادت لتنتبه لوالدتها و هى تقول للولدين
" بما أني خالة والدكم يحق لي سبه و ضربه أيضاً فلا تنزعجا من ذلك اتفقنا "
نهضت يقين و قالت باسمة " سأعد لك بعض القهوة أو الشاي"
قالت مديحة بعدم انتباه " لا أحبهم أحضري لي بعض العصير"
قالت باسمة " حسنا، من يريد منكم البعض منه يا أولاد"
قال فخار باسما " جميعا يا ماما و بعض الكيك أيضاً "
ذهبت لجلبه فرمقها فخار بحزن، فهى لا تحادثه منذ انفجارها إلا للضرورة.. كان يريد أن يذهب خلفها ليتحدث معها و لكن فضل أن ينتظر بعد أن تذهب خالته، حتى لا تجد سبب آخر لسبه، رمقته أماني بضيق فابتسم و هز كتفيه بلامبالاة و عاد يستمع لثرثرة الولدين...

مرت الأيام الباقية من عقاب الولدين بين تناول الطعام في منزل أماني أو على طاولتها بعد مرور زيارة مديحة على خير وجدت أماني الجلوس معها أكثر تقبلا من ذي قبل كأن علم والدتها أزاح جبلا عن كاهليها فكانت تفعل دون جدال ، كان الوقت يمر بصمت إلا من حديث الولدين و لكنه يمر بخير دون مشاكل و هذا هو المهم في اليوم الأخير رأت يقين الرجل يقف في نفس المكان و هى تنتظر حافلة الولدين للذهاب للروضة، شعرت بالقلق و قررت تخبر فخار إلي أن انتبهت أنه ليس الرجل نفسه و أن هذا كان ينتظر أحدهم ليأتي و يرحلان معا، تنهدت براحة و علمت أن الأمر مجرد شك منها و لا شيء يقلق، عاد أدين لأماني التي ظلت تقبله باكية رغم أنه كانت تراه كل يوم تقريباً، قالت بحزم " اليوم ستظل في حضني لن تبتعد لثانية"
قال فخار بسخرية " ها قد عادت ريمة لعاداتها القديمة"
قالت أماني غاضبة " ألم تبعد ولدي عني أسبوع طويل، هل كثير أن يغفوا في حضني اليوم"
قال فخار بسخرية " لا ليظل حتى يتزوج أمنيتي و كأني فعلت ذلك معك وحدك و ليس مع الأخرى أيضاً.. أنا ذاهب تريدين شيء"
قالت بحدة " لأين فخار "
قال بهدوء" اليوم سأظل مع يقين هذا بدلا من ذلك اليوم الذي مكثت به معك للثالثة عصراً"
تغيرت ملامح وجهها فقال بهدوء" أدين معك أمنيتي لن تشعري بغيابي في كلا الحالتين كنت ستظلين بعيدة عني ، تريدين أن أفعل معك المثل أتركك و أذهب إليها في إيامك "
قالت بضيق" يكفي فخار على راحتك و لكني كنت أريدك أن تظل معنا بعد عودة أدين اليوم لنا أسبوع لم نمكث معا ثلاثتنا "
أجابها باسما بمكر " و هل سنظل ثلاثتنا على الدوام أما ربما بقينا إثنين في وقت لاحق "
أجابته ببرود و هى تتركه لتصعد مع أدين لغرفته لتبدل له ملابسه
"بل سنظل ثلاثتنا إذا فضلت البقاء معنا"
قال بلامبالاة" حسنا في كلا الأحوال اليوم ليس لك أمنيتي أراك غدا حبيبتي"
ردت ببرود " غدا سأذهب لوالدتي لا تنتظر أن تجدني في انتظارك
حين تعود من العمل"
أجابها بتأكيد " و لكني سأنتظرك أمنيتي لحين عودتك"
لم تجيبه و هى تغلق الباب بقوة خلفها فتنهد بحرارة قائلا "عنيدة"
عاد أدراجه للمنزل ليجد يقين تجلس و أسامة على الأريكة يضمان بعضهما و يشاهدان أحد أفلام الكرتون، قال بمزاح" هل أجد بينكم مكان لي "
قال أسامة بفرح " بالطبع بابا أليس كذلك ماما "
نهضت يقين قائلة بلامبالاة " فلتكملا مشاهدته معا أنا سأغفو قليلاً لموعد العشاء"
أمسك فخار بيدها قائلا بخفوت " أتي معك لموعد العشاء و يظل أسامة يشاهد التلفاز"
ابعدت يده عن ذراعها قائلة ببرود" لا تترك أسامة وحده لحين أستيقظ رجاء حتى لا أقلق عليه "
قال من بين أسنانه" هل ستتعاقبينني كثيرا لذلك اليوم، ها أنا معك هنا الأن "
ردت ببرود" و هل أخبرتك أن تظل، على راحتك لم يعد يهمني أين تكون و لأين تذهب "
ذهبت لغرفتها فزفر بضيق و جلس جوار أسامة ينظر للتلفاز بشرود
يفكر هل زادها حقا و لكنها لم تظهر له ذلك كانت دوما ما تفعل ما يقربه من أماني عندما تكون غاضبة لتكون علاقتهم أحسن، حسنا بعض الأحيان لا يهتم بشرح شيء متأكدا أنها ستفهمه دون حديث لم الأن انقلبت مائة و ثمانون درجة و لم تعد تقبل بأي شيء و لا اعتذار منه، شد أسامة لصدره قائلا بخفوت " أمك رأسها يابس للغاية عندما تكون عاقلة متفهمة تكون كالملاك أما عندما تغضب تكون تنين ينفث نارا لا تحرق غيري "
التفت إليه أسامة متسائلا " ماذا تقول أبي"
ابتسم فخار بحنان و قبل رأسه قائلا " لا شيء حبيبي لم لا تذهب لغرفتك و تغفو قليلاً أنت أيضا فوالدك هو الآخر يشعر بالنعاس و يخشى أن تثور والدتك لو تركتك وحدك و ذهبت "
زم أسامة شفتيه بضيق قائلا بطاعة" حسنا أبي "
نهض من جواره و قبله على وجنته و ذهب لغرفته، تنهد فخار براحة و نهض ليذهب لغرفتهم، دلف بهدوء ليجد الغرفة معتمة و لا دليل أنها مستيقظة، أغلق الباب بهدوء و أتجه للفراش نزع حذائه و صعد للفراش بجانبها، استلقي بصمت و لم يقترب منها قال بهدوء " يقين هل أنت مستيقظة"
لم تجيبه فاستدار تجاهها ليشدها لصدره، لم تقاومه لن تجديها مقاومتها نفعا .. قال باهتمام " لم أشعر بأني أظلمك عندما تخبريني بفعل شيء يساعد ليقرب بيني و أماني.. عندما كنت تطلبين أن أذهب لأماني لأصالحها وقت كانت غاضبة لم أضع في عقلي أنه ربما أنت تشعرين بالضيق لإهمالك في تلك الفترة لقد ظننت أنك مرتاحة لدى والدتي، و عندما عدنا و ظللت معها لم أظن أني أيضاً أفعل و أجرحك ظننت أنك تفهمت بقائي معاها لتعود الأمور لنصابها
عندما أفكر بنا و كل ما مررنا به أتأكد أننا بيننا تفاهم من نوع ما، بمعني أنك لم تشعريني يوما أنك تغارين على، أنت لم تلمحي لي أن هناك أشياء أفعلها تضايقك دوما كنت متقبلة كل ما أفعله. أنا أبدا أبدا ما كنت أريد أن أجرحك أو عدم الاهتمام بك و الاستهتار بمشاعرك و لكن أنت، أنت لم تظهري لي ضيقك.. ذلك اليوم ظننت أنك لن تمانعي بقائي مع أماني تعلمين كيف كان شعورها عندما جاء أدين لهنا..."
لهنا لم تستطع الصمت فقالت بصوت مختنق" و أنا فخار ألم تشعر بي عندما جئت و أخذت أسامة، أنت ماذا فعلت، أنت كنت تغيظني بلامبالاتك و عدم اهتمامك بمشاعري و أنت تأخذ ابني بعيدا لأسبوع، أنت لم تفكر يوما من تلك الأيام أني اشتقت إليه و أريد رؤيته، هل تعلم لماذا جعلت زوجتك ترى طفلها، لأني علمت شعورها جيدا الذي شعرت به أنت تجاهها بينما لم تشعر به معي، نعم علمت أن زوجتك ستكون حزينة و غاضبة لبعاد طفلها عنها و لكن لم تعلم أني أيضاً ربما لي نفس المشاعر، لماذا هل أنا أدنى مرتبة، ألا تعدني من البشر أشعر و أحزن مثلكم ، تعلم وجدت أني لا أريد هذه الحياة، لا أريد أن أكون في المرتبة الثانية و ربما في اللا شيء لذلك أخبرك أني اكتفيت، أنا أم لأسامة فقط و أنت عد نفسك زوج لامرأة واحدة فقط، فأنت هكذا بالفعل منذ تزوجتني أنت لم تعاملني يوما كزوجة لها حق بك لذلك أنا أعفي ضميرك من هذا الحمل "
استدارت لتعطيه ظهرها فقال بضيق" يقين تحدثي إلي أخبرتك أني أسف و لن أفعل ما يضايقك بعد الأن، سأعاملك مثلما أفعل مع أماني لم أعلم أني أخطئ في حقك لم أظن أن هذه مشاعرك حقا "
قالت بمرارة و حزن " و هل ستحبني مثلما تحبها "
ادارها بحدة و أضاء المصباح قائلا بغلظة" أنا أفعل بالفعل، أنا أحبك و أنت تعلمين "
ابعدت يده عن وجهها و عادت لتستدير تعطيه ظهرها قائلة" أنا لا أعلم شيء.. شكرا لك فعلت من أجلي الكثير بالفعل و لا أحتاج المزيد أسامة فقط بيننا و هذا يكفي "
قال من بين أسنانه" تحدثي بالهراء مثلما تريدين لن أسمح لك بأفساد حياتنا بعد أن بدأت تستقيم "
قالت ببرود" هذا كونك أناني و لا تحب غير نفسك أولا و زوجتك ثانياً و الباقي للجحيم بمشاعرهم و ما يريدون و أنت فقط من تظن أن حياتنا تستقيم حياتنا مثلما هى لم يتغير شيء أنا زوجة الظل التي لا مكان لها في حياتك أو اهتماماتك "
قال مستنكرا " يقين أنت لا تصدقين ما تقولين حقا "
التفتت إليه و سألته " و لم لا أصدق، أليست الحقيقة ، ماذا فعلت لتثبت عكس ذلك لنا أكثر من أربعة سنوات متزوجين في الحقيقة لم أرهم يفرقون كثيرا عن عامين السر "
قال غاضبا" ماذا تريدين أن أفعل لتصدقين أني اهتم بك و أني أحبك حقا و أنك زوجتي كما أماني و لا فرق بينكم فقط أخبريني ماذا أفعل "
قالت بلامبالاة" لا شيء، فأنا لم أعد أهتم لتثبت لي شيء، كما قلت يكفي أسامة لأهتم به و هذا سيكون رابط بيننا و لا شيء أخر ربما عندما يكبر قليلاً أعود للعمل لدي والدك أو أي مكان فالحياة يجب أن تستمر و لا تتوقف على أحد و ربما يسامحني والدي يوما ما فأعود إليه "
هدر بها غاضبا" يقين أنت تثيرين جنوني بحديثك هذا، لا أفهم ماذا حدث لكل ذلك هل هذا فقط لبقائي مع أماني يوم من أيامك أنت، لقد أرسلتني بنفسك "
قالت ببرود" هل تظن حقا أني غاضبة لذهابك لزوجتك و بقائك معها، لا، هذا دليل على عدم اهتمامك بأي شيء يخصني بالفعل، إذا كنت ترى أنك لم تفعل شيء فأنا أسفة لن أوضح و أخبرك فيما قصرت معي في السنوات الماضية لأن الأمر لم يعد هام بالنسبة لي "
كان يريد أن يعنفها حقا لهذا الهراء حسنا فرضا هو أخطأ تعطيه فرصة لتصحيح الخطأ و بعدها تلومه إن لم يفعل، أمسك بجسدها ليجلسها على الفراش فلم تمنعه، نظر إليها بصبر و قال بصدق" حسنا أنا أعتذر ، هذا طلبي الوحيد أعطيني فرصة واحدة فقط و إن لم أكون كما تريدين عندها افعلي ما ترينه صواب لصالحك لن أمنعك أعدك بذلك، فقط لا تعيدينا لنقطة الصفر أرجوك، لن أتحمل هذا"
لم تجيب بشيء و ظلت ملامحها جامدة مما جعله يستشيط غضبا ليعاود سؤالها بإلحاح" أخبريني يقين أرجوك موافقة "
قالت بلامبالاة" هل تظن أني سأتركك، لأين أذهب ليس لي مكان لا تخف أسامة سيكون معك و ستقوم بتربيته بنفسك لا تخشى شيء"
قال بنفاذ صبر" يقين بالله عليك لا تفعلي ذلك بنا أخبرتك أني أسف لن أكرر ذلك "
سألته بهدوء " على ماذا تعتذر فخار، هذه الكلمة الفارغة لم تقولها لي هل تعرف سببها "
شد على ذراعيها بعنف قائلا بتحذير" حسنا لن أقولها و لا أريد أن أعرف أي من أسبابك التافهة لنوبتك العاطفية الدرامية هذه.. يكفي، أنا لن أسمح لك بالعودة لنوبات جنونك مفهوم و الأن هذا الهراء الذي تفوهت به حذار أسمعه من فمك مرة أخرى لتعلمي أنت زوجتي سواء قبلت أم رفضت أسامة لن يكون السبب الوحيد لبقائك كما تقولين بل لأنك زوجتي و أنا لن أسمح لك بالابتعاد ثانياً الآن لن أحاسبك على حديثك فيبدوا أنك غاضبة من شيء ما لذلك تظهرين غضبك بحديث الهراء هذا، تبدين متعبة من الأسبوع الماضي و اهتمامك بالولدين لذلك أستريحي و حين تهدئين سنتحدث من جديد "
عادت لتعطيه ظهرها ببرود مما جعله يريد الصراخ.. تنفس بعمق ليهدأ أعصابه ليته ظل مع أماني حتى لا تكون هذه المواجهة بينهم ربما كانت هدئت أعصابها و لكن هل كانت ستهدئ بالفعل و السبب مازال موجودا لم يتلاشى..

تركها لتهدئ بالفعل يوم و اثنان و ثلاثة كان يذهب لأماني يوم و هى أخر، لتعطيه ظهرها يوم بعد يوم و كأنه ليس موجودا غير ذهابها لوالدها كل يوم تقريباً و العودة في وقت متأخر، بينما عند أماني لا شيء غير ما حدث مع زوج ملك و قلقهم عليه و اضطرار ملك للسفر إليه و ترك الأولاد لدي والدتها و ذهاب أماني بأدين لترى ما الوضع هناك، كان عائدا من العمل في اليوم الذي سيذهب به لدى أماني ليجدها خارجة مع أسامة من المنزل، سألها بضيق " لأين ذاهبة"
قالت ببرود " سنبيت اليوم لدى والدتك فهى تريد أن ترى أسامة و لم تعد تقدر على المجيء كلما أرادت رؤيته.. هل لديك مانع"
رد بضيق " لم أمانع هل ستظلين على الطريق لأقلق"
مطت شفتيها ببرود و قالت لأسامة " حبيبي قبل البابا لنذهب لجدتك"
انحنى فخار ليضمه بقوة قائلا بحزم " اعتني بوالدتك "
رد الصغير بطاعة" حسنا بابا أراك فيما بعد "
ذهبت و تركته لتستقل سيارة أجرة دوما ما يخبرها ليجلب لها سيارة و لكنها لم توافق متحججة أنها لن تتعلم القيادة لخوفها من ذلك، لذلك رضح لقرارها.. بعد أن ذهبوا توجه للمنزل ليري هل عادت أماني بدورها من عند والدتها أم مازالت هناك منذ الصباح..
قال هاتفا ما إن دلف " أدين لقد عدت"
أتى أدين ركضا و هو يلقي بنفسه بين ذراعيه قائلا " هذا جيدا أنكم عدتم كنت سأغضب إن لم تكونا هنا"
أتت أماني من المطبخ تجفف يديها بمنشفة صغيرة قائلة " كيف كان يومك"
مال فخار ليقبلها بقوة على عنقها قائلا " اشتقت لأمنيتي كيف حالك أنت"
قالت باسمة" بخير لقد أعددت لك كل ما تحبه اليوم"
قال باسما " همم أمنيتي راضية عني إذن، يا ترى لدينا حفل من نوع ما "
ضحكت بسخرية " ألم يكفك الحفل الماضي لقد كان صاخبا"
رد بمكر" أنا أحب الحفلات الصاخبة"
قال أدين بمرح و هو يمسك بوجه والده ليديره إليه لينتبه له " أنا أيضا أبي أحب الحفل مثل ذلك الذي اعدته خالتي لمجد "
ضحك فخار" نعم هذا الحفل يناسبك و ليس حفلتي مع والدتك"
سأله أدين " هل تعد لنا واحدا هنا مع أسامة "
قال فخار باسما" بالطبع حبيبي تحدث مع والدتك و هى ستعده"
قال أدين بفرح " سأذهب لأخبر أخي"
أجاب فخار بنفي" لا ليس الآن غدا ربما فهو ذهب لجدتك سميحة و سيعود في الغد"
نظرت إليه أماني بصمت يعلم ما في رأسها، شعر بالحزن لذلك سب نفسه داخله نعم بالطبع يبقي الحال كما هو و لو بعد سنوات هى غاضبة لظنها فقط أنه ذهب إليها أولا فلم يتعجب من غضب الأخرى و هو يتركها متعمدا و يأتي إليها قال بهدوء" لقد قابلتهم و هم يصعدون للسيارة "
اشاحت بوجهها بضيق تبا لم تشعر بالحساسية لو راها في يومها أي كان السبب. قالت بضيق" أنا لم أسألك "
أنزل أدين و قال ببرود " نعم بالطبع، سأبدل ملابسي و أتي لتناول الطعام"
صعد لغرفته بصمت و بدل ملابسه و عاد ليهتف بها متجاهلا ما حدث منحيا كل ما يدور في خلده عن يقين و غضبها يجب أن لا يجعل أي من حياتيه تؤثر على الأخرى منذ الأن .." هل جهز الطعام أمنيتي أنا جائع"
أتت أماني تحمل الأطباق قائلة بسخرية " جائع تعال و أعد معي الطاولة"
قال باسما" ستجعلينني أعمل بطعامي"
قالت باسمة " بالطبع أنظر لأدين يفعل ذلك "
كان أدين أتيا خلفها يحمل طبقين فارغين، ضحك فخار بمرح و أمسك منه الأطباق ليضعها على الطاولة قائلا" والدتك متسلطة"
وضعت الأطباق على الطاولة و قالت بدلال " إذا أعجبك "
رد بمكر و هو يحتوي خصرها يقبلها بقوة على وجنتها " يعجبني أمنيتي "
قال أدين متذمرا" هيا أمي أنا جائع أيضاً"
حمله فخار بين ذراعيه قبل أن يقبله و يجلسه على المقعد " أوامر السيد أدين تنفذ "
جلسوا جميعا حول المائدة و أماني تطعم أدين في فمه عندما سألها بجدية" أماني هل تأخذين أدين لأمي لتراه"
نظرت إليه بضيق " أجل بعض الأحيان"
قال بلامبالاة" حسنا أرادت أن أسأل فقط فوالدتي لم تعد قوية كما كانت من قبل و لن تستطيع المجيء هنا كلما أرادت رؤيته "
قالت بهدوء " أعلم ذلك"
عاد ليتحدث مع أدين بمرح قائلا " و الأن يا بطل لم لا تخبرني عن ذلك الحفل الذي لا يشبه حفلتي مع والدتك كيف يكون "

قالت سميحة لأسامة بمهادنة" حبيبي ما بها والدتك تبدو حزينة هل تضايقها يا ولد "
كانت يقين قد صعدت لغرفتها بعد أن انتهوا من تناول العشاء مستأذنة سميحة تاركة أسامة معهم قال أسامة بلامبالاة" لا أعرف جدتي، هى و أبي لا يتحدثان معا أيضاً "
نظرت سميحة لرحيم بضيق فقال بسخرية " بدلا من تعليم الولد هذه العادة السيئة أسأليها بنفسك "
أنزلت سميحة أسامة من على ساقيها و قالت بحزم " حسنا حبيبي ظل مع جدك لحين أعود"
صعدت لغرفتها و طرقت الباب بهدوء، سمعت صوت يقين تقول" تفضلي أمي "
دلفت سميحة و اتجهت للفراش لتجلس بجانبها و تتفحصها على ضوء المصباح الجانبي للفراش قائلة" ماذا يحدث بينكم الأن يقين"
تجمدت ملامحها و قالت بهدوء " لا شيء نحن بخير "
سألت سميحة ساخرة" حقا بخير"
زمت يقين شفتيها بصمت فلن يفيد الحديث و لن يحل مشاكلها و لن يجبر كسرها و لن يطيب خاطرها المشكلة أنها لا تجد أن ذلك يهمها حقا.. " نعم بخير" أجابت بلامبالاة
قالت سميحة بضيق" حسنا سأطلبه ليأتي و يخبرني بنفسه ماذا هناك "
قالت يقين بهدوء " إذن ستفتعلين مشكلة في بيته الآخر"
قالت سميحة مستنكرة " لم ما شأن بيته الأخر"
قالت يقين بلامبالاة " كل ما يخصني يسبب مشاكل بينه و بين زوجته فلا داعي للحديث فهو لن يفيد سوى بالمشاكل و زيادتها فوق رأسه فقط "
قالت سميحة بضيق" إذن هناك مشاكل بينكم بالفعل، لم لا تخبريني ألم تعديني مثل والدتك"
هزت يقين كتفيها بلامبالاة" صدقيني لا شيء هام"
قالت سميحة بحزن " يقين يا حبيبتي لم لا تخبريني ربما استطعت المساعدة "
ردت بهدوء" في حالتي لا شيء سيساعد حقا، ربما لو ضمنت لي أنه لن يأخذ أسامة مني إذا طلبت الطلاق عندها تكونين بالفعل ساعدتني "
شهقت سميحة بصدمة " يقين ماذا تقولين"
صمتت يقين و كأن الأمر لم يعد يعنيها حقا، ما الذي يحدث معهم ليوصلهم لهذا الحد، نهضت قائلة بحزم " أكملي نومك و لا تقلقي على أسامة هو معي لا تخافي عليه "
هزت رأسها موافقة و انتظرت حتى خرجت سميحة من الغرفة لتطفئ المصباح لتعود للعتمة التي تراها كحياتها التي أضاعتها بيدها في لحظة ضعف..

سألها بضيق " ماذا تعنين لن تعود للمنزل، لها أسبوع تمكث معك أمي "
قالت سميحة ببرود" لا أراك أتيت لتراها و ابنك لتطمئن عليهم"
زفر بحرارة، ماذا يقول أنه يخجل من رؤيتها، عندما يفكر في كل ما حدث منذ تعرف عليها يتأكد أنه كان ظالما لها على طول الخط كان كل ما يفعله هو الضغط عليها في كل شيء دون الاهتمام بمشاعرها
هى معها حق هو كان أناني بحيث لم يهتم سوى بغضب أماني و ثورة أماني و حزن أماني و مشاعر أماني ظننا أنها تأخذ كل هذا كتحصيل حاصل و أمر واقع عليها أن تتحمله بما أنها تزوجته و هى تعلم أنه متزوج ، نعم كانت دوما في المرتبة الثانية، ربما لشعوره بالذنب كونه تزوجها على أماني ظن أن عليه أن يرضي و يهادن أماني فقط و هى لا يهم كونها تعلم بوجود أماني، لم يعلم أنه يجرحها و هو يظهر اهتمامه بأماني و مشاعرها دون الاهتمام بها هى بالمثل و لكن ماذا يفعل هى يوما لم تشعره بخطأ ما يفعل، لم الآن تعترض، لوى شفتيه بمرارة لأنها فاض بها الكيل أيها الأحمق، قالت سميحة ببرود " ليس لديك جواب حسنا إلى اللقاء"
أغلقت الهاتف فشعر بالغضب. تبا لا يعرف لم تظل هناك لم تعود للمنزل ليتفاهما بعيدا عن والديه، لا يريد لأحد أن يتدخل في شئونه منذ الان.. نهض بحزم ليتحرك ذاهبا إليها سيعيدها للمنزل و اليوم..

جلس بضيق بعد عودته من العمل بعد أن كان ينوى الذهاب ليحضرها عاد للمنزل رافضا بعناد قائلا لنفسه أنها عليها هى أن تعود كما ذهبت هو لم يطردها أو يخبرها أن تظل بعيدا عن المنزل ، جاءت أماني لتجلس جواره تقبله على وجنته بقوة قائلة " ما بك تبدوا شاردا، لم لم تذهب لأسامة"
التفت إليها مبتسما برفق، كل يوم يأتي إليه تسأله نفس السؤال لم لم يذهب لأسامة " مازال لدى جديه، سأذهب غدا ربما لأعيدهم"
قالت باسمة منحيه أي شعور بالضيق أو الحزن و كأن الأمر لم يعد يعنيها، هو كذلك بالفعل لتنتبه لحياتها و ابنها و زوجها و هو بجانبها و لا شيء أخر.. " نعم أعده فأنا و أدين اشتقنا لأسامة كثيرا، هذا الجاحد لم يهاتفنا على الهاتف ليسأل علينا "
شدها لتريح رأسها على صدره قائلا بحزن " أنا أيضاً لم اره و لم يهاتفني هذا الشقي"
قالت بتردد " هل أذهب غدا لخالتي لنراها و نعيده معنا ما رأيك"
قال بتأكيد " يمكنك الذهاب و نعود جميعا بعد العمل أذهب و أجلبكم ما رأيك "
قالت بنفي" لا لا داعي لذلك، يمكنك الذهاب أنت و أنا سأذهب لخالتي يوما أخر"
رد باسما" على راحتك حبيبتي، أين أدين "
قالت براحة " لقد غفى للتو فهو لم يتوقف عن الثرثرة عن الحفل منذ الصباح"
ضحك فخار بمرح" مازال يتحدث عنه "
ردت بملل" أجل حتى تمنيت أن أقيمه الأن لننتهي من ثرثرته و لكن أسامة لم يأت بعد "
قال باسما و أصابعه تتخلل خصلاتها " حسنا، سأعيده غدا لتستعدا لهذا الحفل و ننتهي من ثرثرته "
رفعت رأسها تنظر لوجه قائلة بتساؤل" هل أنت جائع "
هز رأسه نافيا " لا، و لكن أدين نائم"
سألته بدلال" و المطلوب "
مال على شفتيها يقبلها بحرارة قائلا" حفلا أخر صاخبا "
لفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال " أحملني لغرفتنا "
قال بمكر" حسنا أيتها المدللة "
نهض و حملها ليصعد بها الدرج بتروي و هو يقتنص منها قبلة من وقت لآخر...

كان ينظر إليها بدهشة فلم يتوقع رؤيتها هنا، سأل بصوت أجش
" السيد رحيم، لدي موعد معه، هل مازالت تعملين لديه، هل تزوجت" كان يتحدث بعدم ترابط مما جعلها تشعر بالارتباك تنحت قائلة بتوتر لأسئلته الشخصية " بالطبع تفضل بالدخول السيد رحيم بالداخل"
دلف للمنزل و أغلقت هى الباب تشير لغرفة الجلوس. ما أدخل حتى هتف رحيم بترحيب" أحمد، كيف حالك يا رجل عودة حميدة، حمدا لله على سلامتك"
نهض رحيم مستقبلا أحمد و هو يقول لسميحة الجالسة و على ساقيها أسامة " تتذكرين أحمد سميحة "
قالت باسمة" بالطبع كيف حالك بني متى عودت من سفرتك الطويلة أخبرني رحيم"
قال أحمد و هو يتجه إليها مصافحا " منذ عدة أشهر سيدتي كيف حالك أنت "
قالت و هى تشير إليه ليجلس " بخير بني، تفضل بالجلوس حماتك تحبك لقد كنا نعد الغداء للتو ستتناوله معنا "
قال أحمد باسما " أتمنى أن تحبني حقا ، لا مانع لدي بالطبع ألن تعرفينا بهذا الصبي الوسيم"
قالت سميحة باسمة " هذا أسامة فخار رحيم حفيدنا "
مد أحمد يده ليصافحه قائلا بمرح " و أين والديه لم يأتيا معك "
قالت سميحة باسمة" والدته هنا بالطبع و لكن والده في العمل"
قال رحيم باهتمام" تفضل أحمد و أخبرني بما جد معك في السنوات الماضية "
جلس أحمد بجانبه و عيناه تبحث عن تلك التي أدخلته أين ذهبت..

سأل سامي بجدية " هل علمت كل شيء عنه، متى يذهب متى يأتي"
أجاب الرجل بتوتر" نعم و تلك المرأة رأتني و أنا أنتظر مسعد الذي كان أتيا للتو، جيد أننا ذهبنا على الفور و إلا كانت شكت بنا كما فعلت معك"
قال سامي لعنا " تبا لتلك الحقيرة هى و زوجها سبب ما أنا به زوجتي أقامت دعوة طلاق و ضم الأطفال إليها لعدم أمانتي بعد خروجي من السجن، قسما لن تفلت و زوجها من يدي "
قال الرجل بتوتر" لم لا تنساهم فقط سامي، لا تفتعل جريمة أخرى و تهدم الباقي من حياتك، أنسهم و أبحث عن عمل و أكتفي برؤية أولادك بأمر المحكمة "
رد سامي غاضبا" لا، بعد ما فعلوه معي و إلقائي في السجن سنوات مستحيل "
قال الرجل بضيق" و لكنك كنت مذنبا هما لم يتجنيا عليك"
هز رأسه نافيا" أبدا بعد أن أضاعا حياتي و خربا بيتي و أبعدا أولادي عني و كرهاني مستحيل، هل ستساعدني أم لا "
رد الرجل باستسلام" حسنا ماذا تريدني أن أفعل"

💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞



صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 05:55 AM   #128

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 05:58 AM   #129

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الستون
💕 💕 💕 💕
في اليوم التالي سألتها صباح بهدوء " هل فكرت فيما ستفعلين، والدك يسأل ليبلغ زوجك" كانت طوال الليل و هى تفكر في حديث والدتها ، وجدت أنها ستعطيه فرصة واحدة أخيرة من أجل أسامة فقط فهى لم يعد يعنيها حقا أن تظل معه أم لا أن يحبها أم لا كل ما ستهتم به هو أن يهتم بها و بكل ما يخصها و أسامة كما يفعل مع زوجته الأخرى إن رأت أنه يفعل ستتقبل أن تكمل معه، لم يتغير شيء سيكون هذا فراق بينهم فحياة أسامة ستكون أفضل مع والدين يحترمان بعضهم و هم بعيدا عن والدين يكرهان بعضهم و هم معا، قالت بهدوء " حسنا أمي أخبري أبي أني موافقة على يريده هو" تعلم أن والدها لن يجعل كراهيته لفخار تبعد أسامة عن والده و عن اهتمامه، قالت صباح براحة " حسنا سيخبره أنك ستعودين معه عندما يأتي"
قالت يقين برجاء " و لكن ليس اليوم أمي، ربما غدا" أومأت صباح موافقة " كما تريدين " خرجت و تركتها مفكرة بمرارة أنه ربما لا يفكره بالفعل في غير عودة أسامة، مع هذا لن يفرق معها شيء ستكون عند رأيها و ترى ، هل حقا سيأخذ وجودها على محمل الجد أم ستظل كمالة عدد..

قالت أماني و هى تدفعه بقوة لينهض " هيا لتذهب للعمل اليوم فخار، لم تأخرت اليوم في النوم "
أمسك بيدها التي تدفعه ليستيقظ و شدها لتعود و تستند على صدره قائلا بنعاس" أريد البقاء معكم اليوم أمنيتي هل لديك مانع "
قالت بلامبالاة " و لم سأمانع، لم لا نخرج اليوم ثلاثتنا" أضافت بحماس، قال باسما" نخرج، لم لا، لأين تريدون الذهاب "
أجابت باسمة" لنأخذ رائي أدين لنعرف لأين يرغب في الذهاب"
قال بسخرية " أدين هل سأخذ راي سيادته في أين أخرج مع زوجتي "
ضحكت أماني بمرح" بالأساس أنا أريد الخروج من أجله"
قال لها بمزاح" لم لا نرسله لجدته مديحة و نذهب نحن في نزهة كما كنا نفعل قبل مجيء حضرته "
قالت بتفكير " امممم، حسنا لنفعل لم لا لأين ستأخذني "
استدار لينظر لوجنتيها المتوردة من النوم قائلا برقة" لأي مكان تطلبه قلب فخار"
قالت باسمة" حسنا تريد البقاء معك هنا فما رأيك"
ضحك بخفوت وقال" رائي نرسل أدين لجدته على الفور حتى لا نضيع مزيد من الوقت "

قال سامي بحقد" هل هى لدى والدها إذن ، هذا جيد فهذه الحقيرة هى سبب ما أنا به"
سأله الرجل بضيق" ماذا ستفعل سامي لم لا تتركهم بحالهم و تحاول أن تصلح ما تبقي من حياتك ربما سامحك أطفالك "
رد بغضب" أبدا أنسى سنوات السجن الطويلة و المعاملة السيئة و طلاق زوجتي و أخذ أولادي"
سأله الرجل بجدية" ماذا ستفعل إذن "
قال سامي ببرود" لا شأن لك أنت الأفضل أن تكون بعيدا عن ذلك لدي خطة ستخرجها من منزلها وحدها فقط أتمنى أن تظل في منزل والدها على العودة لمنزلها، و لينتظر زوجها دوره بعد ذلك "

ذهبا لجلب أدين من عند خالته بعد أن قررا أن يخرجا معا فأخذها فخار للسير قليلاً بعد أن تناولا الغداء في مطعم قريب و حضرا فيلم ليعودا للمنزل بعد جلب أدين الذي غفى على الطريق، حمله فخار ليضعه على الفراش قائلا" أتركيه بملابسه حتى لا يستيقظ"
أطاعته أماني و لكنها نزعت حذائه و حزام سرواله ليشعر بالراحة في نومه، خرجا معا من غرفته لتسأله " لم لا تأخذ حمام لحين أعد لك بعض الطعام"
أجابها بلامبالاة " لا داعي لذلك أمنيتي أنا لست جائعا فقط سأخذ حمام سريع و أتي"
دلف للمرحاض و هو يشعر بالضيق فالوقت قرب على السابعة و لم يهاتفه بعد ليخبره بم تحدثا به أمس، حسنا لا بأس لينتظر اليوم و غدا سيذهب دون أن ينتظر حتى أن يهاتفه لقد أعطاه الوقت الكافي بالفعل، كاد يسب عندما شعر بيد أماني تحيطه من الخلف أغلق الصنبور و التفت إليها ليحيطها بين ذراعيه قائلا " أمنيتي تريد جلسة دلال هل اشتقت إليها"
قالت ضاحكة " ألم تشتاق أنت"
قال بصدق " بلى اشتقت، هل تفكرين فيما أفكر به "
التصقت به قائلة بدلال " لا، بل فكرت فيه قبلك"
عاد ليفتح الصنبور ثانياً و هو يشدها معه تحت الماء و يده تزيح ملابسها ليضع أفكاره موضع التنفيذ..

قال لأماني و هو يستعد للذهاب" حبيبتي هل تريدين شيئاً قبل أن أذهب "
قالت سأله" هل ستذهب لتجلب أسامة بعد العمل "
أجابها باسما " أجل لقد اشتقت إليه كثيرا و أدين أيضاً يريد أن يقيم حفلتهم"
ابتسمت بفتور قائلة " حسنا، هل ستعود هنا أم ستكون اليوم معهم"
ابتسم بهدوء " سأبقي أمنيتي و أراك غدا بعد عودتي من العمل "
قبل رأسها و خرج ليستقل سيارته متوجها لبيت والدها بدلا من المصنع، لن يستطيع أن يقضي اليوم في العمل و هو لا يعرف ماذا يدور في عقل زوجته الحمقاء.. وصل في وقت قليل لخلو الشوارع من الزحام أم ربما لسرعته هو في القيادة.. ترجل من السيارة و صعد الدرج بتوتر، طرق الباب بهدوء منتظرا أن يفتح له، رمقت صباح يقين بسخرية قائلة " لترى من أتى ربما بائع الحليب"
نهضت يقين من على طاولة الطعام تشعر بالتوتر، هى تعلم من القادم و أيضاً تعلم أن والديها ربما يعلمان أيضاً.. فتحت الباب لتجده مستندا براحته على إطار الباب، أعتدل قائلا بهدوء " صباح الخير، هل أتيت مبكرا"
أجابت ببرود " أسأل أصحاب المنزل "
تنحت ليدلف فدخل خلفها بتصميم، قالت صباح بهدوء " تفضل تناول الفطور معنا"
قال فخار بتوتر " شكرا لك سيدتي أسف لمجيئ في وقت مبكر"
أشارت له بالدخول قائلة " تفضل بالدخول إذن"
قالت ليقين بهدوء " أدخلي زوجك لغرفة الجلوس "
قادته يقين لغرفة الجلوس، و عادت لتجلس مع والديها لتناول الفطور، نهض أسامة من على ساقي جده قائلا بفم ملئ بالطعام "سأذهب لأبي"
لم تجب يقين أو صباح و تركاه يذهب لوالده الذي ما أن دلف حتى نهض ليلتقطه بين ذراعيه يضمه بقوة قائلا بحنان" اشتقت إليك حبيب والدك، ألا تريد أن تعود للمنزل"
قال أسامة باسما " أريد أبي لقد اشتقت لأخي أيضاً"
دلف عبد الغني قائلا بمزاح " هكذا أيها الجاحد يومين و تقول تريد العودة و لك عشرة أيام لدي جدك رحيم، أنا غاضب منك"
قال أسامة الذي أنزله والده ليتجه لجده يمسك بساقه بذراعيه الصغيرتين" لا جدي لا أريدك أن تغضب مني ، أسف لذلك و لكني حقا اشتقت لأخي "
قال عبد الغني بحنان و هو يرفعه بين ذراعيه ينظر لملامحه الشبيه لوالده" حسنا حبيبي لا أحد يستطيع تفريقك عن أخيك بالطبع، حسنا لتعود و لتأتي يوما أخر لتظل معنا و لتجلب أدين معك اتفقنا يا بطل "
قبل أسامة جده على وجنته فأنزله عبد الغني قائلا" هيا أذهب لتستعد لتعود لمنزلك و لأخيك "
خرج أسامة فسأله فخار بهدوء " هل هذا معناه أنك موافق سيدي "
قال عبد الغني بهدوء" هذا معناه أني لا أريد تدمير الباقي من حياة ابنتي، أما أنت فهذا شأنك منذ الأن بيدك تحافظ عليها و بيدك تخسرها مجدداً ، الشيء الوحيد الذي أخبرك به هو أن ابنتي بعيدا عن أي شيء ستجدني بجانبها إذا احتاجتني و لأني مشترك معها في الخطأ الذي ارتكبته هذا يجعل على عاتقي بعض المسئولية لذلك أخبرك إذا أتت يوما تحتاج مساعدتي ستجدني بجانبها أي كان ما قررته سأساعدها على تنفيذه، لذلك نعم تستطيع أن تأخذ ابنك و زوجتك معك إذا أردت "
تنهد فخار براحة و تمتم شاكرا" شكرا لك سيدي "
قال بتردد" هل يستطيع أسامة البقاء معكم عدة ساعات فقط، أريد الحديث معها قليلاً، أقصد أريد أن نتفاهم و أسامة، ما أعنيه هو "
مط عبد الغني شفتيه ببرود" نعم تستطيع و لكن لتأتي و تأخذه اليوم لأنه اشتاق لأخيه و هو على أمل رؤيته اليوم لا تخيب ظنه "
قال فخار بحزم " حسنا سيدي بالطبع سأعود لأخذه أعدك "
قال ببرود" هذا تقوله له و ليس لي "
تمتم فخار باستسلام" حسنا سيدي "
قال له عبد الغني " تفضل لحين تخبرها والدتها أنك تريد رؤيتها "
قبل أن يذهب سأله فخار برجاء" هذا لن يغير شيء من علاقتكم بأسامة و والدته صحيح، أنت لن تجعلها تبتعد ثانياً "
أجاب عبد الغني بحزن " لا، فأنا لا أستطيع الابتعاد عن الصغير لا تخف، فقط أهتم بإصلاح شئونكم لأجله فهو من يهمني "
أجاب فخار ممتنا" شكرا لك "
قال عبد الغني بسخرية " لا تشكرني و لا تظن أن شيء سيتغير بالنسبة لك " أومأ فخار برأسه متفهما بخيبة، هذا معناه أنه لن يسامح يقين أيضاً.. حسنا ربما يوما ما..
تركه و خرج فجلس فخار براحة و قد حلت نصف المشكلة..

جلست بجانبه بعد أن أخبرتها والدتها أنه يريد الحديث معها فضلت أن تستمع لطلبه و تذهب معه للمنزل ليتحدثا بعيدا عن مسامع والديها فربما استمعا لشجارهم إذا فعلا .. سألته ببرود و هى ترى لأين يأخذها " أين تأخذني بالضبط، أرجوك لا أريد الذهاب هناك"
أجابها بلامبالاة " أنه منزلك أيضاً، هل نسيت"
قالت بمرارة " ليتني أفعل و أفقد ذاكرتي"
التفت إليها و قال بحزن " و لكن أنا لا أريد أن أنسي ذلك الوقت، كنت أشعر أنك تحبيني وقتها "
أجابته بسخرية " حقا، تصدق، هذا كان شعوري وقتها أيضاً، و لكن أنظر لأين وصلنا"
قال فخار بصدق " أنا مازالت أحبك كما كنت من قبل"
ردت ببرود" لم يعد الكلام يفيد، سأنتظر أن تثبت لي ذلك بأفعالك لا بأقوالك "
توقف أمام البناية فقالت بضيق" لم لم نعد للمنزل هل تخشى أن ترانا زوجتك "
أجاب ببرود" زوجتي تعلم أني متزوج بأخرى "
ردت بسخرية" حقا، ظننت أننا ما زالنا متزوجان في السر فأنت تخشى أن تحادثني أمامها لتغضب أو تعود بي هناك فتراك معي "
ترجل من السيارة و أنزلها ليصعد للبناية بصمت ، لن يجادل في ذلك الآن كل ما يريده هو أن يتفاهمان فقط أن يعتذر و أن يخبرها أنه تفهم كل ما يغضبها و لن يعيد الكرة مرة أخرى بعد الأن، يريد أن تعود حياته هادئة من أجل ولديه.. فتح باب شقتهم و أدخلها و أغلق الباب خلفهم، وقفت تنظر إليه بتحدي أن يقترب ، قال بضيق "لقد أتينا هنا لنتحدث لا لشيء آخر"
رمقته بسخرية قبل أن تتحرك لتجلس على الأريكة ببرود منتظرة أن يخبرها ما يريد.. تقدم منها ليجلس بجانبها على طرف الأريكة قال بجدية " لن أعتذر عن شيء مضى ، و لكن سأتحدث عن ما هو آت، هذه المرة سأخبرك أن هذه ستكون فرصتي الأخيرة معك لن أخبرك أني سأفعل و أقول و لكن منذ اليوم ستكون علاقتنا كما تريدين، تريدين أن أثبت لك أني أحبك بالفعل، سأفعل، تريدين أن أهتم بك كما أفعل مع أماني سأفعل ربما ظننت أني أهتم بك بالفعل لأكتشف أنك لا تظنين ذلك ، لن أظلمك بعد اليوم، لن تكوني في المرتبة الثانية كما تقولين، بل أنت و أماني لكم نفس الاهتمام نفس المعاملة لن أظلم أي منكم بعد الآن لن أتي على واحدة منكم لأجل الأخرى و لا على أي من ولدي، سأهتم بمشاعرك كما تريدين ستكون لي حياتي معك كأنك الوحيدة بها مثلما مع أماني فأخبريني هل هذا ما تريدين "
قالت ببرود" في حياتي معك كنت أريد أشياء كثيرة و لكن بعد ذلك ظللت اتنازل عن شيء ثم شيء لحتى صفيت على لا شيء و لذلك سأخبرك بما قررت حقا، أنا بالفعل أريد نفس الاهتمام، أريد نفس المعاملة، أريد نفس الإنصاف، أريد نفس الوقت و نفس الحقوق و لن اتنازل عن أي منهم، أعطيتني إياهم إذن سنكمل حياتنا بهدوء و يتربى أسامة بيننا سعيدا ، فشلت و لم تفعل سيكون لكل منا طريقه و أسامة لن يعاني معنا فأنا لن أمنعه عنك أو عن أخيه سيظل معك كما معي هذا هو شرطي للاستمرار "
سألها بسخرية" و لا تريدين نفس الحب أيضاً "
ردت ببرود" لا، لم يعد يهمني تلك الكلمة الفارغة التي لا تغني و لا تسمن من جوع هذا الحب الذي تتحدث عنه أتركه لزوجتك لتحصل عليه أنا لم يعد يهمني أنا بالنهاية أتحمل نتيجة أخطائي و هذه النتيجة هى أن لا أحصل على رجل يحبني كما حلمت دوما.. للأسف بعض الأخطاء تكون مصيرية و يترتب عليها حياة بأكملها و خطائي من ضمن تلك الأخطاء، و الآن و قد انتهينا يمكننا العودة لأخذ أسامة و نعود لمنزلك " نهضت و هى تقرن قولها بالفعل فأمسك بيدها ليعيدها لتجلس بغضب قائلا بخشونة" يقين لا تثيري جنوني بهذا الهراء "
أبعدت يده عن ذراعها قائلة بسخرية" هذه هى المشكلة أنت تظن أن كل أحاديثي هراء لذلك لا تأخذني على محمل الجد، و لكني أخبرك و منذ الأن أني لن أخذ بأقوالك بعد الأن بل بأفعالك فقط"
قال بعصبية غاضبا " تبا لك أيتها الحمقاء ماذا تريدين مني أن أفعل لتصدقي أني سأعوضك هذه المرة عن أي خطأ فعلته في حقك"
ردت بغضب مثله" تبا لك أنت أيها الوغد إياك و سبي مرة أخرى و إلا سترى مني وجه أخر لم تره من قبل " ارتسم الغضب على ملامحه و قبل أن يجيبها رن هاتفها فخشيت أن يكون حدث شيء لأسامة فقالت بقلق " أمي ما الأمر هل حدث شيء لأسامة "؟؟
سمعت صوت سباب خشن قبل أن يغلق الخط، نظرت بوجه شاحب قائلة" سأعود للمنزل الآن"
سألها بقلق " ماذا حدث "
أجابت بتوتر" لا شيء رقم خاطئ و لكني أريد الذهاب لأرى أسامة"
لم يجادلها كثيرا فقال مهدئا " حسنا حبيبتي، هيا لنذهب إليه "
خرجا من الشقة و عادا أدراجهم لمنزل والدها و داخلها شعور أن المكالمة لم تكن خاطئة لم تفوه به المتصل...

نظرت إليهم صباح بتعجب لعودتهم السريعة عكس ما أخبرها به زوجها ، قالت يقين بلهفة " أين أسامة أمي"
قالت بجدية " يشاهد التلفاز، ماذا هناك هل حدث شيء"
قال فخار بهدوء " لا شيء فقط أرادت العودة "
دلفت يقين و جاءت حاملة أسامة بين ذراعيها قائلة " سأعود للمنزل أمي و سأتي غدا مع أسامة فقط يرى أخيه "
قالت صباح بلامبالاة " حسنا، على راحتك"
قالت لأسامة باسمة " هيا قبلة لجدتك يا بطل جدك لحين تأتي في الغد "
قبلها أسامة فأحضرت يقين حقيبتها و قالت لوالدتها بتساؤل " أعود في الغد أمي"
قالت صباح موافقة " بالطبع ليجلس أسامة مع جده كما وعده أليس كذلك حبيبي"
قال أسامة " أجل جدتي سأرى أخي و أعود"
قالت صباح باسمة " أجلب أدين معك "
ذهبا تاركين صباح تتعجب من تصرفهم..

عادا للمنزل فقال أسامة لوالده " سأذهب لأرى أدين و خالتي أبي هل ستأتي معي "
قال فخار باسما" لا حبيبي، أذهب أنت و أمكث معه قليلاً إذا أردت"
فتح فخار له الباب الداخلي للمنزل و قال " تحدث معه عن حفلتكم فهو ينتظر مجيئك ليقيمها"
أغلق الباب خلفه و عاد ليرى يقين التي ذهبت للمطبخ لترى ماذا ستعد لأسامة فهم لهم وقت طويل في الخارج، كانت تفتح الثلاجة لتجدها مليئة بالطعام فعرفت أنه قد أحضر كل هذا ربما أمس متوقعا عودتهم، قال فخار بهدوء " ماذا ستطعمينني "
قالت بهدوء" ما سيتناوله أسامة "
رد بسخرية " هل هكذا ستسير الأمور، أسامة أولا و أنا فيما بعد"
قالت بلامبالاة " أسامة من سيتبقى لي لهذا على أن أهتم به أكثر من أي شيء آخر، ألا تظن ذلك"؟؟
قال فخار بضيق " معك حق في شيء واحد و هو أنه عليك الاهتمام بأسامة أكثر من أي شيء آخر لأن هذا يفرحني على عكس ما تظنين "
قالت ببرود" لم نختلف إذن "
كان يريد ضربها يريد هزها بعنف يريد الصراخ على رأسها غضبا ليخبرها أنه لا يحب تلك اللامبالية التي أمامه، لا يحب تلك الباردة العملية التي قررت العودة معه هو يريد زوجته المحبة الهادئة المرحة المشاكسة، لا يريد هذه، خرج من المطبخ غاضبا ليتجه لغرفتهم و يبدل ملابسه استلقي على الفراش بضيق ليخرج تلك الكاميرا من درج الكمود بجانبه ليديرها ربما احتفظت بتلك الصور و لم تحذفها و هى غاضبة منه، ابتسم بمرح و هو ينظر لتلك الصورة القديمة و هى تلوث وجهه بكريمة الشوكولا، أخذ يقلب في الصور واحدة واحدة بحزن، أغلق الكاميرا و وضعها بجانبه و استدار ليغمض عيناه بهدوء متثاءب و كأنه لم ينل قسط من الراحة ليلة أمس، لا يعرف هل غفى لوقت طويل أم لدقائق عندما استيقظ على تحركها الهادئ في الغرفة، كانت تبدل ملابسها بأخرى مريحة عندما همس بصدق " اشتقت إليك مشاكستي"
تجاهلته و هى تكمل ارتداء ملابسها فنهض من الفراش متجها إليها لتجده يحتوي جسدها بحرارة، حاولت الابتعاد عنه و لكنه لم يسمح لها بذلك فتصلبت بين ذراعيه قال بحزن " ألم تشتاقي لي و لو قليلاً بعد كل هذا الوقت"
ردت ببرود " لا، مثلك تماما"
ادارها لينظر في وجهها بتصميم قائلا " حقا مثلي، حسنا لأريك كم نحن مشتاقين لبعضنا"
قبل أن يفعل شيء قالت غاضبة " فخار لا تفعل شيء، أنا بالفعل لا أطيقك هذه الفترة فلا تثير جنوني بلامبالاتك بمشاعري أم كل ما تريده هو راحتك فقط و الباقي للجحيم كعادتك "
ابتعد عنها بضيق قائلا " أردت فقط أن أخبرك أني اشتقت إليك كثيرا "
ردت ببرود" حسنا و قد أخبرتني شكرا لك"
كان أسامة يطرق الباب بقوة فخرج و تركها ليفتح الباب، ابتسم بحنان عندما جاء و أدين معا قائلا لوالده" نريد أن نتحدث عن حفلتنا مع أمي لنعرف أين ستكون "
خرجت يقين لتجدهم معا فقالت باسمة" حبيبي كيف حالك أيها الشقي "
حملته و قبلته عدة قبلات ليقول أدين بلهفة" أريد أن نتحدث عن حفلتي أنا و أسامة كما قالت أمي"
قالت يقين بحنان " حسنا حبيبي لنتناول الطعام أولا هيا اغتسلا و تعاليا سريعاً "
تركهم الولدين فقال فخار باسما " ألا تريدين حفل عرس لك أنت أيضاً مشاكستي "
قالت بسخرية " ربما أفعل في زيجتي القادمة إذا فشلت علاقتنا و لكن هذه لا، لم يعد متاحا لي هذه الرفاهية"
اقترب منها بغضب ليمسك وجهها بين أصابعه و هو يقبلها بعنف لبعض الوقت و هى تضربه على ساقه بغضب، ابتعد عنها قائلا بلهاث" هذا لتتأدبي زوجتي و تنتبهي لحديثك معي بعد ذلك"
عاد يقول غامزا و هو يتركها ليتجه للجلوس على الأريكة" أو لا تنتبهي فعقابك أعجبني "

في اليوم التالي
سأل فخار أدين باسما و هو يحمله بين ذراعيه مقبلا " أين والدتك"
قال أدين " نائمة منذ الصباح لم تنهض و قد سئمت الجلوس وحدي و لم تسمح لي الذهاب لأسامة لألعب معه تقول لي حتى لا أضايقهم"
أنزله على الأرض و ذهب لغرفتهم مسرعا، دلف ليجدها مستلقية على الفراش بوجه شاحب ، سألها بقلق و هو يجلس جوارها " أمنيتي ماذا بك، بم تشعرين يا حبيبتي"
اعتدلت أماني باسمة" لا شيء حبيبي لا تخف يبدوا أني التقطت بعض البرد في معدتي"
قال بحزن و بعض الذنب لم حدث أول أمس " بسببي "
رفعت يدها لتضعها على وجنته مؤكدة " لا بالطبع، ربما من ذلك المطعم تناولت شيء فاسد"
قال بحزم " سأهاتف الطبيب"
ردت بحزم " لا حبيبي ربما في الغد سأذهب بنفسي لا تخف فلدي شك في شيء ما "
سألها بخوف" ماذا، ماذا، شك ماذا حبيبتي أخبريني، حسنا هيا سنذهب للطبيب الآن و ليس في الغد"
قالت ضاحكة " فخار أهدئ، أخبرتك أنا بخير، أين أدين " سألته بقلق، أجابها مطمئنا " يلعب في الأسفل يقول أنه مل جلوسه وحيدا"
قالت بلهفة" حبيبي مؤكد جائع سأعد لكم الطعام"
أعادها على الفراش قائلا بحزم" لا، لتبقي في الفراش، أنا من سأعده و أطعم أدين لا تقلقي "
نهض ليتركها قائلا بحزم قبل أن يخرج" إياك و النهوض من الفراش، سأحضر لك الطعام هنا و في المساء سنذهب للطبيب "
قالت باسمة" حسنا حبيبي كما تريد "
خرج فعادت لتستلقي و ابتسامة عريضة على شفتيها.. متلهفة لتتأكد من ذلك الشيء.. لتعود و تتذكر حفل الولدين لتقرر أن تنتظر لتنتهي منها لعلمها أن فخار لن يجعلها تقوم بشيء لو كان شكلها حقيقة..

مرت الأيام هادئة كان فخار يقضي كما السابق يوما لدي أماني و يوم لدي يقين و استعدت أماني لتقيم الحفل للولدين في المنزل لديها و قد أجلت الذهاب للطبيب لحين تنهي الحفل و هذا ما أخبرته لفخار عندما أصر عليها للذهاب تحججت بحفل الاولاد و الذي لم يفرق كثيرا أين يقام فالمهم أن يكون الولدين سعيدين، كانت يمر يوم يقين هادئ إلا من مشاكسة فخار أحيانا معها ليثير غضبها ليخرجها من برودها . بينما لدى عبد الغني و صباح كان الوضع مثلما كان عادا ليهتما بأسامة و يتجاهلانها و لكنها لم تستسلم و ظلت على حالها ما يشغل عقلها هى تلك المكالمات التي تأتي إليها من وقت لأخر لتقرر في النهاية أن تبلغ فخار، كانت جالسة أمام المنزل تراقب أسامة و هو يلعب مع أدين أمامها على العشب عندما لمحته ذلك الذي يراقب الولدين غير منتبه لمكان جلوسها. أمسكت بالهاتف لتتصل بزوجها قائلة بحزم "عد للمنزل الآن هناك شيء يجب أن أخبرك به"
أقفلت معه و هتفت بالولدين بحزم " أدين أسامة تعاليا هنا على الفور" فأدين يظل مع أسامة معظم الوقت لعلمها أن والدته مشغولة بحفلهم و الذي تفكر حائرة في الذهاب إليه مفضلة إرسال أسامة فقط في كلا الحالتين لن يأتي والديها فلم تتواجد بين إناس تعلم أنهم لا يحبونها بالتأكيد..
جاءها الولدين مسرعين بقلق " نعم أمي، نعم خالتي"
قالت بحزم " أدخلا للمنزل أكملا لعبكم في الداخل، هيا حبيبي"
استمع الولدين لحديثها، و دخلا للمنزل، ظلت تراقب ذلك المتلصص الذي لم يتزحزح لخطوة ، إذن هو بالفعل يراقبهم و ليس مجرد منتظر كالمرة السابقة.. نظرت في ساعة يدها و عاودت الاتصال بزوجها قائلة بقلق" أين أنت"
أجاب بحزم" في أول الطريق ماذا هناك "
انتبه لذلك الراجل الواقف أمام منزلنا لا أعرف ماذا يريد منذ وقت و هو يراقب المنزل "
قال فخار بقلق أدخلي للمنزل و أغلقي الباب و نبهي أماني أن لا تخرج بدورها"
لاحظت الرجل يقترب من الباب محاولا دفعه لتصرخ به " أنت أيها الوغد لأين تظن نفسك ذاهبا "
دفع الرجل الباب بقوة قائلا بحقد " ذاهبا لقتلك أيتها الساقطة، هل نسيتني بهذه السرعة، أنهم عدة سنوات فقط "
سمعت صوت فخار الهادر في الهاتف لا تعرف ماذا يقول فهى قد تسمرت مكانها و قالت شاحبة " ماذا تريد أيها الحقير من أنت "
فتح الباب بصرير عال و تقدم منها ببطء قائلا بحقد " أعلم أنك هنا وحدك مع زوجته الأخرى و الولدين، و زوجك الحقير في العمل، لن يستطيع أن يخلصك أحد هذه المرة أيتها الحقيرة بسببك خسرت زوجتي و أبنائي و سنوات من عمري قضيتها خلف القضبان أيضاً و الآن حان وقت القصاص"
أجبرت قدميها على التحرك لتركض تجاه منزلها و لكنه لم يمهلها عندما أمسك بحجابها من الخلف لتصرخ بذعر، خرج الولدين على صراخها ليجدا ذلك الغريب يمسك بها فقالت بأمر" عودا للداخل بسرعة "
قبل أن تتأكد من استماعهم لحديثها أمسك الرجل بعنقها من الخلف يضغطه بقوة و هو يقول بحقد " هل تذكرتني، عشيقة المدير"
أمسكت بيديه حول عنقها و ركلته بقدمها في ساقه ليقول بحقد " أنسي ذلك ، هذا المرة لن تفلتي من قبضتي"
دفعها بعنف لتسقط على الأرض منكبة على وجهها فصرخت متألمة بقوة، استدارت على ظهرها و هى تشد ثوبها و هى تقول بغضب " تبا لك أيها المتحرش الحقير سيأتي زوجي و يؤدبك من جديد"
فتح الرجل جاكيته ليخرج سكين حاد يلتمع نصله تحت أشعة الشمس، صرخ الولدين و انفجرا بالبكاء من هول الموقف ليقول الرجل بحقد " ولديك، جيد ليروا ما سأفعله بأمهم الحقيرة"
أبعد قدمه ليركها على ساقها فصرخت بألم قال ببرود " تتألمين، أنت لم ترى شيئا بعد أيتها الحقيرة "
سمع صراخ فخار الغاضب من الخارج " أنت أيها الحقير أبتعد عنها"
التفت إليه و قال بقسوة " وداعا لك أيضا أيها الحقير أنت أولا "
أندفع إليه بالسكين يريد طعنه عندما نهضت يقين مسرعة و هى تهتف بخوف " فخار انتبه "
دفعت سامي في ظهره ليسقط على وجهه و لكنه لم يظل أكثر من ثانية عندما وقف ليعود إليها و هو يهم بطعنها قائلا" أيتها الفاسقة"
كانت أماني قد خرجت على صراخهم و بكاء الولدين و هى شاحبة
و هى ترى الرجل يرفع السكين ليطعن يقين و زوجها يندفع ركضا ليمنع السكين من الوصول لزوجته، كانت ثانية واحدة فقط، ثانية غمدت بها السكين في صدر زوجها بدلا من زوجته المذعورة التي كانت تظن أنها هالكة لا محالة، هتفت أماني بفزع " فخار "
لم تساعدها قدمها على التحرك لتنجده و هى تتهالك على بعد عدة خطوات من زوجها، الذي وضع يده على صدره الذي تلوث بالدماء هم الرجل ليطعنه مرة أخرى عندما هوت يقين على يده بأحد اصص الزهور بجانبها ليسقط السكين من يده و تعود و تهجم عليه بشراسة و هى تنهشه بأسنانها، تخلص الرجل من هجومها و قال غاضبا " سأعود إليك أيتها الحقيرة و قد تخلصت من زوجك الحقير"
نظرت لفخار لاهثة لتجده يترنح و قد هربت الدماء من وجهه ، قالت بخوف و هى تمسك به " حبيبي، أهدئ ستكون بخير فقط تنفس بهدوء أرجوك"
سألها بخفوت " أماني، أطلبي الطبيب"
ابتسمت باكية و قالت بحزم " لا تخف عليها أنها غبية فقدت وعيها خوفا عليك، أنت فقط أهدئ و سأطلب سيارة إسعاف لكما لا تخف"
نزعت حجابها و وضعته على صدره لتضغطه بقوة و هى تنظر للولدين المتشبثين ببعضهما قائلة بحزم" أسامة حبيبي أجلب كوب ماء كبير أنت و أدين و أسكبه على خالتك"
نفذ الولد أمرها و دلفا للمنزل فتحسست زوجها تبحث عن هاتفه فقط سقط هاتفها و هى تتشاجر مع ذلك الحقير، أمسكت بهاتفه لتطلب سيارة إسعاف، ثم طلبت والديها و أخبرتهم في عجالة ، و رحيم بعدهم ،، نظرت لزوجها الشاحب قائلة بقوة" المساعدة على الطريق حبيبي لا تخف ستكون بخير "
قال بألم " كنت أعلم أنك مازالت تحبيني أيتها الحمقاء"
قالت باكية " من الغبي الذي أخبرك أني لم أعد أحبك"
قال بابتسامة شاحبة " أنت، حمقائي"
تلاشى صوته و تهالك جسده لتعلم أنه أستسلم، شعرت بالذعر داعية الله أن لا تتأخر المساعدة، كان الولدين بجانب أماني و التي يبدوا أنها لم تفيق رغم الماء، فشعرت بالقلق و اليأس و الخوف

كانت تضم الولدين بقوة و هى تجلس في سيارة الإسعاف المتجهة للمشفى حاملة فخار و زوجته التي لم تفق رغم تكرار سكب الماء عليها من الولدين، هاتفت رحيم و والديها ليذهبا للمشفى مباشرا بعد أن تأخرا في المجيء و قد حضرت سيارة الإسعاف. كانت قد جعلت أسامة يجلب لها حجاب أخر من الداخل و هى تضع حجابها على صدر زوجها تمنع نزيفه ، كان الولدين شاحبين و مصدومين يتحركان بألية عندما تطلب منهم شيء، وصلوا للمشفى و دخل زوجها لغرفة العمليات و زوجته أتت طبيبة لتعاينها ، كان هاتف فخار مازال معها، كانت جالسة تنتظر أي خبر عنه عندما جاء رحيم و سميحة لتخبرهم بما حدث، تتعجب من تماسكها حتى الآن انهارت سميحة على صدر رحيم باكية بهيستيريا و هى تدعوا بخوف، جاء والديها بعد ذلك بقليل ليأخذا الولدين مهدئين، هاتفت والدة أماني لتأتي أيضاً، فجاءت و ملك و الخوف مرتسم على وجوههم، قالت يقين برجاء " أرجوك لتأخذي الولدين لمنزلك حتى نطمئن على شقيقتك و زوجها، و ستطمأنك والدتك"
نظرت ملك لمديحة بتساؤل فقالت مديحة موافقة بقلق " نعم ملك خذي الأولاد للمنزل و سأطمئنك فور أن تفيق، أنا سأذهب إليها الأن"
امتثلت ملك لوالدتها لتأخذ أسامة و أدين و ترحل، ذهبت مديحة لأماني لتطمئن عليها، كانت قد أفاقت و هى تصرخ في الممرضة لتتركها تخرج من الغرفة، قالت مديحة خائفة " أهدئ حبيبتي، هل أنت بخير "
قالت أماني باكية بخوف" فخار أمي هل مات، لقد رأيته و الرجل يطعنه بالسكين أخبريني بالله عليك هل مات زوجي"
قالت مديحة و هى تساعدها على النهوض " أهدئ حبيبتي زوجك بخير لم يحدث شيء الطبيب سيطمئننا بعد قليل"
قالت أماني برجاء " خذيني إليه أمي أرجوك "
نظرت مديحة للفتاة قائلة " حسنا سأخذها بنفسي شكرا لك يا ابنتي"
ساعدت أماني لتذهب لمكان زوجها، وجدت الجميع على حالهم و سميحة تبكي بخوف، بينما يقين جالسة و هى تفرك يديها بخوف ساعدتها مديحة لتجلس جوار يقين قائلة" أنتظري و بعد قليل سيخرج الطبيب و يطمئنا عليه" تركتها مديحة و جلست في الجانب الأخر...

أخبرني ما الذي فعلته أيها الغبي "
قالها الرجل لسامي الذي عاد و بعض الجروح على وجهه، قال بحقد" لقد قتلته ذلك الحقير، تبقي تلك الفاسقة زوجته "
قال الرجل غاضبا " ما الذي فعلته سامي لقد حذرتك من فعل ذلك، ستكون الشرطة في اثرك منذ الأن مؤكد أبلغت عنك الشرطة "
قال سامي بضيق" لتفعل لا يهمني، لتنتظر دورها و ليحدث ما يحدث فقد خسرت كل شيء بسببهم"
قال الرجل بقلق" حسنا سامي أنت وحدك في هذا، أنا أيضاً لا أريد أن أخسر بيتي و أولادي من أجلك "
سألته سامي بغضب" ماذا تعني سعد "
قال سعد بتوتر" أعني أنه عليك إيجاد مكان أخر لتختفي به سامي قبل أن أجد الشرطة تقتحم بيتي بحثا عنك "

كانتا جالستين أمام غرفة العمليات ينتظرن أي أحد يخرج ليطمئنهم، و لكن لا أحد، بكاء سميحة و قلق رحيم و تهدئته لزوجته لم يساعد بطمأنتهم معها، كان والدي يقين جالسين بصمت و لكن لم يمنعهم كراهيته من القلق عليه خاصةً و هناك أطفال يحتاجون لوالدهم، مديحة الناظرة لشحوب ابنتها و قلقها على زوجها و خوفها حد الرعب عليه جعلها تغفر له كل ما فعل داعية أن يكون بخير فقط من أجل ابنتها و طفلها، يمر الوقت بطيئا ليجعل مشاعر الخوف مضاعفة على من نحب، تتحول الثواني لساعات و الساعات لدهور، تمتمات الأدعية تخرج برجاء و قلوب وجلة، شعور الخوف هذا لم تجربه من قبل حتى عندما كانت تقوم بجراحة قلبها لم تخف و لو للحظة، حتى حديثها ذلك الوقت لعلمها أنه معها و جوارها، هو سندها
كانت تشعر بقلبها و كأن أحدهم يمسك به بين قبضته يعتصره بقوة ليوقف دقاته فمن يرقد بالداخل تنتظر خبر عنه هو دقات هذا القلب ترمق تلك الجالسة جوارها تفرك يديها بخوف و تمتمات الدعاء تخرج بحرقة من حلقها و دموعها تهطل بصمت و جسدها متحفز كمن ينتظر حدوث شيء. وجدت صوتها يخرج متحشرج مختنق عندما تمتمت أماني بخفوت " تعلمين لا أظن أني سأحبك يوما" رفعت رأسها لتكمل بجمود" كنت أعلم عنك منذ زمن بعيد، منذ كان يذهب لبيتكم طالبا يدك من والدك و هو يرفضه"
التفتت إليها يقين بصدمة تغلب عليها الحزن، إذن كانت تعلم عنها وقت كانت بالفعل متزوجة منه كانت تعلم و كانت بخير، لم لم تتحدث إذن و تخبره أنها تعلم عنها ربما كل ما حدث لم يكن ليحدث، سخرت بمرارة بالطبع لن تحبها يوما تتفهم ذلك فهى من وجهة نظرها خاطفة رجال، معها حق هى هكذا بالفعل ، و كأن أماني علمت ما تفكر به عادت و أردفت" نعم لن أحبك أبدا مهما فعلت، تعلمين لم لم أواجهه بالأمر؟؟ خشية أن يقولها لي صريحة لقد كنت ضعيفة ذلك الوقت، لم أكن لأتحمل ذلك و أنا أعلم أن زوجي وقع في حب امرأة أخرى و يذهب لطلبها بإلحاح "
أجابتها يقين بمرارة منتشله عقلها من ذلك الهاجس الذي سيطر عليها بأنها ستفقده بعد رؤيته بهذا الضعف " لم يحبني كما تظنين، لقد كان يحتاجني فقط ذلك الوقت ، أما الحب كان إليك و لك كان يظهر في تصرفاته و ذكره لك دوما ،و ما أعادني إليه إلا لشعوره بالذنب تجاهي، و لا ألومه، هو لم يخدعني و يخفيك منذ البداية كان يجب على فقط أن أقرأ الإشارات و سبب زواجه بي لقد كنت أوهم نفسي أنه يحبني حقا فأنا كنت غارقة حتى النخاع كالبلهاء "
تمتمت أماني بمرارة، هل تصدق ما تقوله حقا ألا ترى لهفته عليها، ألا تشعر بخوفه عندما علم بحملها و أنها بسبب ذلك الحادث محتمل تفقد طفلها ثانياً " بل يحبك أنت، لقد تأكدت من ذلك وقت كنت في المشفى، أنت لم تري حالته ذلك الوقت أما أنا فقد رأيت، لا تتخيلي شعوري و أنا أخشى أن يظن أني من دفعك عن الدرج "
قالت يقين بمرارة" لا لم يظن ذلك، هو يعرفك جيدا، فور افقت سألني بغضب متجاهلا حالتي وقتها قائلا، كيف سقطت من على الدرج يا غبية لقد كدت تقتليني و أماني خوفاً عليك "
ابتسمت يقين بمرارة و أضافت" و صدقيني لم يعد يهم الأن من يحب ، كل ما أريده أن يكون بخير، أشعر بالذنب لذلك فما حدث كان بسببي أنا، لن أسامح نفسي أبدا لو حدث له شيء و فقدته "
قالت أماني بحزن " بل بسببي أنا، كنت أعلم أنه يبحث عنك، و كنت أعلم مكانك و لم أخبره عنه، كنت فقط أريد أن أبعدك عنه ، ربما لو أخبرته كنت احتفظت بطفلك و ما تعرضت للاعتداء و لم يكن ذلك الرجل حاول قتله الأن "
لم تعلق يقين من شدة صدمتها، هل كانت تراقبها، هل كانت علاقتها بزوجها تسبب لها كل هذا الأرق لحد أن ترسل من يراقبها. سألتها يقين بصوت متحشرج" هل كنت تعلمين بزواجنا ذلك الوقت "
رد أماني بخفوت نافية" لا، و لكن كان يكفي تفكيره بك لأشعر أني مهددة "
شعرت يقين بالحزن لذلك تعرف شعورها جيدا أليس هذا ما شعرت به عندما أخبرتهم سميحة أنها تبحث له عن عروس، و أنها لن تنتظر حتى يبلغ ولدها خمسون عاما لترى أحفادها، نظرت يقين لوالديها الذين يجلسون بجانب رحيم و سميحة يواسونهم متجاهلين وجودها تماما و كأنها ليست ابنتهم بعد كل هذا الوقت ظلت خيانتها و زلتها عقبة في طريق سعادتها، مازال والدها يشيح بوجهه كلما رآها و والدتها التي أصبحت ضمتها باردة لا حياة بها و لا دفئ، هى من فعلت كل ذلك بهم جميعا والديها و زوجها و أماني، قالت يقين باكية " أسفة لشعورك هذا، لو عاد بي الزمن لن أوافق على الزواج به"
أجابتها أماني بمرارة " بل ستفعلين، أنت تحبينه بصدق مثلي تماما"
أجابت يقين بصوت مختنق " و لكن حبهم لي كان الثمن و هو باهظ كثيرا لم أكن أظن أنه على دفع هذا الثمن ظننت أنه سيكون لي عالمي الخاص بنا أنا و هو بعيدا عنك بعلم والدي و تقبلهما لم أكن سأضطر لربط حياتي بك ، لم أكن أفكر بتعقل أو تروي، لأخسر كل شيء في النهاية"
أجابتها أماني بحزن" لقد ربحت طفلين جميلين و حبه ألا يكفيانك"
قالت يقين بتأكد" أخبرتك لا يحبني، أنه يحبك أنت لم لا تصدقين "
ردت أماني ساخرة بمرارة" أعيديها على مسامعي كثيرا لعلي أصدق ذلك و أكذب قلبي و عيناي "
قالت يقين بحزن" تعلمين هذا لا يهم، كل ما يهم أن يكون بخير و معنا و مع ولديه فهم يحتاجانه أكثر من أي أحد آخر"
نعم بالفعل لا يهم أي شيء كل هذا لا يهم بجانب قلقهم عليه ليكن بخير و كل الأمور ستحل
صمت عم المكان و عودة مشاعر الخوف تؤرقهم عليه و مظهره و هو غارق في دمائه أمام أعينهم و الأولاد تعاود احتلال عقولهم خائفتين بشدة، بعد وقت ليس بالقصير و قد أصبحت أعصابهم على وشك الانهيار، وقف الطبيب أمامهم ينظر إليهم بقلق لم لديه من أخبار.. نهض رحيم ليقف أمامه سائلا بصوت جامد " طمئني سيدي الطبيب هل ولدي بخير"
نظر الطبيب لزوجتيه المتلهفتين لكلمة طمئنة منه ليقول بهدوء " سيكون بخير أطمئنا لقد جاءت الطعنة قريبة من القلب و لكن حمدا لله أنها لم تصيب القلب و إلا"
قطع حديثه هو يجد إحدى زوجتيه تترنح مرة أخرى فأسرعت يقين تمسك بها قائلة بحزم" أهدئي يقول أنه بخير ما بك مثل ورقة الشجر تنتظر هبة ريح لتسقط "
نظرت إليها أماني شاحبة " أنه زوجي أيتها الغبية و هو في خطر ماذا تريدين مني أن أفعل أصفق فرحا "
ردت يقين بحدة" أجل أفعليها فرحا فقد أصبح بخير "
قالت سميحة غاضبة و قد اطمئنت قليلاً من كلام الطبيب " أصمتا أنت و هى تبا لكم ولدي في خطر و أنتما تتشاجران قبل أن نطمئن عليه حتى"
صمتت كلتاهما و مديحة تمسك بأماني لتعود بها على مقعدها قائلة
" أجلسي حبيبتي حتى لا تسقطين"
سألت بقلق" أريد أن أراه أمي "
قال الطبيب الذي سمع تساؤلها " غدا اليوم لتتركوه يرتاح حمدا لله على سلامته "
تركهم و ذهب هاربا من فيض الأسئلة التي ستنهال على رأسه
قالت صباح بقلق " هل أبلغت الشرطة"
أجابت يقين بتوتر " أبلغت المشفى عن الحادث مؤكد هم سيأتون للتحقيق"
قال رحيم بقلق" ألم يستطع أحد أن يمسك به"
أجابته يقين بنفي" لا، لقد هرب سريعاً و لم يكن أحد بالجوار"
قالت سميحة بحزم " أنا لن أتركه حتى يقبض على هذا الرجل، لن يبتعد ابني عن نظري لثانية حتى أطمئن عليه و أنه ليس في خطر "
عادت للبكاء ثانياً فضمها رحيم مهدئا ليعود القلق مرة أخرى يجتاح القلوب..

ألقاكم في الختام

💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕 💕


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 06:05 AM   #130

لمعة فكر

? العضوٌ??? » 174997
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,925
?  نُقآطِيْ » لمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمووووووووووو

لمعة فكر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.