آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree83Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-20, 09:32 PM   #141

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي


23-عتمة وضي
اندفعت ناهد تصعد الكارتة بجوار اخيها الذي شعر بعزلتها منذ عودتها فقرر ان يدفعها للخروج قليلا خارج أسوار البيت الكبير .. كانت رغبة لها هدف مزدوج بالنسبة اليه .. اولا .. خروجها من تلك العزلة ..وثانياً .. ان يشاهده اهل النجع بجوار اخته التي طالها من كلام صفوت ما يسئ اليها ورؤيته معها سينفي القيل والقال ومن سمع برجوعها ها هو يتأكد برؤيتها معه ..
انطلقا بالكارتة وجالا خلال دروب النجع المختلفة هنا وهناك شعر بتغير حالها للافضل فشعر بالسعادة .. اندفعا في اتجاه ارضهم القبلية وما ان اصبحا على مشارفها حتى ظهر نديم يقف على حدودها هاتفا باحد العمال امرا:- خلاص كده تمام .. اقفل المية ع الارض هنا وحصلني على ..
لم يكمل نديم جملته الا وظهر عفيف بالكارتة وبجواره ناهد التي ازدادت ضربات قلبها لمرأه أضعافا مضاعفة لدرجة خشيتها من شعور اخيها باضطراب فؤادها فتطلعت للجانب الاخر وعفيف يوقف العربة بمحازاة موضع نديم هابطا منها هاتفا في استحسان :- الله ينور يا باشمهندس .. تسلم يدك ..
ابتسم نديم ملقيا التحية :- ازيك يا عفيف بيه .
هتف عفيف مرحبا :- بخير يا باشمهندس .. المهم انت بخير ..!؟..
اكد نديم هازا رأسه موافقا ثم هتف :- الحمد لله.. كله تمام ..
هتف عفيف متعجبا :- طب مادام كله تمام .. ايه اللي سمعته عن موضوع طلب نجلك دِه!؟..
انتفضت ناهد ما ان سمعت بخبر نقل نديم واستدارت تتطلع اليه في وجل بينما هتف نديم محرجا :- معلش بقى يا عفيف بيه .. عايز ابقى جنب دلال .. كفاية عليها قعدة لوحدها ..
كان ذكر دلال اكثر اثرا على نفسه من وقع سهم اخترق فؤاده وهو عاجز عن التأوه ألما..
تنحنح يحاول السيطرة على نبرة صوته مدعيا الثبات هاتفا :- ربنا يوفجك يا باشمهندس .. انت تستاهل كل خير ..
مد كفه مودعا تقبلها نديم في تقدير مودعا بدوره وصعد الكارتة واشار بكفه مودعا من جديد اشار نديم بدوره مودعا وكانت إشارته ليست لعفيف وحده بل لتلك الجالسة جواره والتي تولي هاربة بقلبه دونما ارادته ..
اندفع عفيف بالعربة وما ان سار قليلا حتى هتفت ناهد :- عفيف .. ممكن نرچع !؟.. انا تعبت ..
تطلع عفيف لها وقد شعر انقلاب حالها بعد ان كان قد تعدل بشكل كبير منذ خروجهما من البيت الكبير ..
ربت عفيف على كفها المعقودة باحضان حجرها ونفذ في سرعة وقد حاد بالعربة عائدا..
دقائق صامتة مرت حتى توقفت العربة امام البوابة لتنزل ناهد مستأذنة أخيها في سرعة واندفعت للداخل .. تطلع اليها حتى غابت وقد شعر ان ناهد قد تبدلت كليا وما عادت ناهد التي يعرفها وان بها امرا ما لا يدركه .. او ربما أدركه اكثر مما يعتقد.. امرا يعاني هو ويلاته وجعا وسهدا..
*****************
تطلع حوله بعد ان دلف من باب الشقة المفتوح فوجد ان الشقة تبدلت بدرجة كبيرة بعد ان تم وضع الأثاث بها و تعليق الستائر .. يبدو ان بُذل مجهود خرافي لتحويل الشقة لهذا الشكل لكن كل ما كان يهمه الان هو رؤيتها فقد أضناه الشوق اليها وما عاد قادرًا على الابتعاد مرة اخرى .. دخل يبحث عنها ليجدها بتلك الحجرة التي ستجمعهما معا تضع بعض الملابس بداخل خزينة الملابس .. تسلل خلفها وهمس في شوق:- وحشتيني والنعمة ..
انتفضت مذعورة وانتشر ما كانت تحمله من ملابس حولهما وسقط بعضهم على رأسه أزاحه متطلعا اليها وقد تلقفها بين ذراعيه هامسا بمزاح:- ايه يا زوزو.. !؟.. انتِ بتركبي الهوا يا جميل .!؟. لا اجمد كده .. ده انت متجوزة سبع ..
همست ما ان تمالكت أعصابها :- شريف .. انت وصلت امتي !؟..وبعدين ابعد بقى .. دلال جوه ..
همس في شوق :- ابعد ايه ده انا هموت عليكِ.. وعملت خطة تسلل من امك وامي تحت عشان اعرف اطلع على هنا من غير ما حد يشفنى وبعد ده كله عايزة تبوظي الخطة الاستراتيجية !؟..ده انا اروح فيها ..
وقربها اليه هامسا :- مفيش وحشتك يا شريف .. بحلم بيك انا بحلم بيك يا شرشر .. والنعمة كده حرااام ..
اقترب منها اكثر في عشق لتندفع دلال داخل الغرفة تسأل زينب عن بعض الامور هاتفة :- يا زو..
شهقت وانتفض كلاهما تلجلجت دلال بينما هتف شريف متمالكا نفسه مدعيا :- تعالي يا دكتورة دلال شوفي زينب .. في حاجة دخلت ف عنيها ..
هتفت دلال تحاول تدارك الموقف بدورها :- ليه كده !؟.. الف سلامة ..
غير شريف الموقف باحترافية وزينب تحاول التشاغل بجمع الملابس المنتشرة هنا وهناك هاتفا :- على فكرة يا دكتورة .. انا عزمت نديم وكمان عفيف بيه وأخته .. وأكدوا لي انهم جايين باْذن الله ..
اضطربت دلال وارتجف شيئا ما داخلها ما ان ذُكر عفيف امامها لكنها هتفت تحاول الثبات مؤكدة :- كلك ذوق يا سيادة النقيب وفعلا نديم كلمنا امبارح وبارك لزينب واكد لي انه هايجي الفرح باذن الله .. ربنا يتمم على خير .. اسيبكم انا بقى ..
وهمت بالاندفاع تاركة كلاهما بمفردهما الا ان زينب اندفعت خلفها هاتفة :- لا يا دلال انت رايحة فين !؟.. احنا لسه ورانا حاجات كتير مخلصتش والوقت زنق ..
هتف شريف متحسرا :- طيب بقى .. انا شكلى بطرد بالأدب .. ماااشي يا زينبو .. ابقى افتكريها..
ضحكت دلال بينما اخرجت له زينب لسانها مغيظة ليندفع راحلا ..
***************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 09:41 PM   #142

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اندفعت الي حجرتها وما ان دلفتها حتى اغلقت بابها خلفها وانفجرت في بكاء دامٍ ..سيرحل نديم بعيدا عنها .. سيرحل بلا رجعة .. على قدر ما كانت عودتها ضرورة على قدر ما تمنت اللحظة ان ليتها ما عادت وظلت بقربه لا يفرقهما ايه ظروف.. لكن هو في سبيله للبعاد مخلفا إياها وقلبها معلق به ..
شعرت بخواء رهيب يعربد بحنايا صدرها واستشعرت برودة تسري بأوصال فؤادها فأتجهت في هوادة حيث حقيبتها وفتحتها وأخرجت منها سترته التي كان قد خلفها دون وعي منه عندما انتفضا للعودة للنعمانية على عجل .. لقد كاد ان ينساها وتنبهت لها هي ووضعتها بحقيبتها وكادت ان تعيدها اليه عدة مرات وفي اللحظة الاخيرة تعدل عن قرارها تاركة شئ ما يحمل عبق عطره بحوذتها ..
احتضنت سترته في عشق وبدأت في ارتداء السترة ضمتها الي جسدها في شوق واستشعرت الدفء يسري بأوصالها كانما هي قريبة من صاحبها تجاور روحه وتهمس لقلبه وتنعم بالامان بين احضانه .. اتجهت في تؤدة الي شرفة غرفتها وفتحتها .. تطلعت الي اتجاه استراحته القابعة على مقربة من الباب الخلفي للبيت الكبير وأبصرت نورها مضاءً .. هل هو مستيقظ !؟.. هل يا ترى يذكرها !؟.. يذكر أيامهما ولحظاتهما معا !؟.. أغمضت عينيها وأحاطت جسدها بذراعيها تضم سترته اليها اكثر وتساقطت دمعاتها وما عاد لديها القدرة على الصمود امام ذاك الطوفان الذي يجتاح روحها غازيا لكن ماذا يمكنها ان تفعل !؟.. لا شئ سوء الوقوف على ناصية الحلم لربما يحدث الله بعد ذلك امرا …
*****************
هرج ومرج وعساكر هنا وهناك وباب تلك الشقة بالطابق الأرضي بأحد البنايات العتيقة بتلك الحارة بأحد مراكز قنا منفرج بوضع يدعو للفضول ..
الناظر بالداخل للوهلة الاولى خلف اكتاف عساكر الشرطة المتسمرين امام الباب منعا لدخول احدهم دون اذن يدرك ذلك جيدا ..
هتف وكيل النيابة الذي يعاين الوضع بالشقة محاورا ضابط الشرطة المسؤل عن اكتشاف الحادث:- ايه اللي حصل يا حضرة الظابط!؟..
هتف الضابط بلهجة رسمية :- جاتنا اشارة من صاحب الشفة يا فندم ان فيه جثة ف الشقة لمستأجر جه أجرها حديثا .. والمستأجر كان بيتردد عليه ستات وده اللي خلى الجيران يشتكوه للمالك عشان سمعة المكان .. ولما المالك جه عشان ينهى عقد ايجاره .. لقاه بالحالة دي .. مطعون ..
همهم وكيل النيابة في تفهم :- تمااام ..
هتف الضابط :- حضرتك شاكك ان تكون واحدة من اللي كانوا بيترددوا عليه !؟..
هتف وكيل النيابة :- احتمال .. كلها احتمالات..
هتف الضابط :- ع العموم احنا شغالين ف تحرياتنا لحد ما نوصل للي عملها ..
اكد وكيل النيابة :- بالتوفيق يا حضرة الظابط..
اومأ الضابط راحلا لإكمال عمله بينما هتف احد رافعي الأدلة والبصمات محدثا وكيل النيابة :- ملقيناش حاجة بحوذة القتيل غير دول يا فندم ..
وقدم اليه سلاح ناري وبطاقة شخصية ملطخة بالدماء حاول تبين اسم صاحبها ليهمس به :- صفوت عدنان النعماني ..

********************
دلف للغرفة وجلس خلف مكتبه يقرأ قليلا .. لقد قرر ان يعتذر عن حضور زفاف حضرة النقيب شريف ..كان يعلم انه سيراها هناك .. وربما كان ذاك سبب في عدم ذهابه من الاساس .. لم تغب الا أسبوعين لكنهما كانا بمثابة دهر كامل من المعاناة التي ما ظن ان يعيش عذاباتها يوما ..
لكنه اخذ عهدا على نفسه الا يضعف امام ذاك الاغراء الكبير بالذهاب ورؤيتها فقد عانى الأمرين بعد رحيلها والان بدأ الي حد ما في التعافي من حمى وجودها الذي كان يتنفسه ..
كان يعلم انه لن يشفى منها مطلقا فعشقها اصبح وشما بروحه يحمل اسمها ..
مد كفه لجهاز تشغيل الموسيقى حاول ان يندمج مع احرف الكتاب الذي يطالعه لكن عيناه كانت دوما ما تحيد تجاه الباب المفضي للمندرة والذي كانت تأتيه من خلاله .. ابتسم دون وعي عندما تذكر عدد المرات التي امسكها فيها متلبسة باستعارة رواياته دون علمه .. كانت وسيلتها لتمضية الوقت هنا وكذا وسيلة فعاله لتنعزل مبتعدة عنه راغبة في عقابه باختفائها بعيدا عن ناظريه .. وكم كانت بارعة في الاختفاء!!.. وكم كان ذاك العقاب ثقيلا على نفسه !!..لكن الأثقل يعيشه الان .. فقد رحلت ولا أمل لصدفة لقاء تعيد الود ما بينهما كما كان يحدث دوما ..
نهض من موضعه باتجاه باب المندرة فتحه ووقف يتطلع لباب حجرتها او التي كانت منذ اسابيع حجرتها يشعر برجفة عجيبة داخله .. كان يعتقد انه لو مد كفه ليفتح الغرفة فسيجدها قابعة بالداخل ممددة على فراشها كما يوم مرضها .. مد كفه بالفعل ودفع الباب متسمرا بالخارج .. لحظات مرت حتى تحرك ليدلف للحجرة في وجل متطلعا لكل ما فيها وكانما يحمل جزء من عبيرها ..
الان فقط تأكد انها رحلت .. الان فقط يمكنه ان يجابه نفسه بالحقيقة التي كان ينكرها دوما .. الان أيقن انها لن تهل عليه من ذاك الباب .. ولن تتسلل مجددا من اجل بعض الروايات ..
تطلع لتلك الروايات التي كانت موضوعة بجوار المصباح الموضوع على الطاولة قرب الفراش .. ومد كفه يتناولها فى حنين عجيب لقارئتها ..
عاد من جديد لغرفة مكتبه والروايات بين يديه.. وقف يضعهن حيث يجب ان يكن .. لتسقط ارضا من بين ضلفتي احداهن ورقة .. وضع الروايات جانبا وانحنى يمد كفه لألتقاطها .. هل كان ذاك خطها بكل رقته وانسيابه !؟.. جال بناظريه سريعا في لهفة على اسطر الخطاب ..وطالعه اسمه معنونا إياها .. وما ان هم بقراءة اول سطر حتى صرخ داع من الأسفل هاتفا يستنجد به ..
وضع الورقة بجيب جلبابه فشعر بوجود ورقة اخرى تزاحمها .. اخرجها متطلعا اليها فإذا بها ورقة زواج ناهد العرفي أعادهما معا لجيبه واندفع لبهو البيت هاتفا بدوره :- ايه في !؟..
كان مناع يقف بالباب والخالة وسيلة تقف مذعورة وخلفها ناهد تنتفض غير مدركة ما يحدث فاندفع عفيف هابطا الدرج في عجالة ليقف هاتفا بالضابط وعساكره :- خير يا بيه!؟..
هتف الضابط متسائلا :- انت عفيف راغب النعماني !؟..
اكد عفيف في ثبات :- ايوه يا بيه .. خير !؟..
اكد الضابط مشيرا للخارج :- تعال معانا ..
تبعه عفيف في هدوء لتصرخ ناهد في صدمة لرؤية اخيها في ذلك الوضع لتهدأها الخالة وسيلة وهى ليست بأفضل منها حالا بينما اندفع مناع خلف عفيف الذي امره في عجالة :- مناع .. اتصل بالمحامي خليه يحصلني .. حلاً ..
هز مناع رأسه في إيجاب وما ان غابت عربة الشرطة برفقة سيده حتى اندفع منفذا اوامره..
****************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 09:45 PM   #143

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اندفعت ناهد خارج البيت الكبير لتهتف خلفها الخالة وسيلة باكية :- على فين يا بتي !؟.. ارچعي..
لم تستمع ناهد لها بل استمرت تركض باكية بلا وعي واخيرا قادتها قدماها اليه .. وقفت امام استراحته تتطلع الي بابها في شوق واخيرا اندفعت تطرق بابها في وجل ..
لحظات مرت حتى انفرج الباب عن محياه .. تطلع اليها في شوق مخلوط بالتعجب :- ناهد !؟..
شهقت باكية تحاول جاهدة ان تتماسك حتى لا تلق بنفسها بين ذراعيه هاتفة بأحرف مضطربة :- ألحجه يا نديم .. ألحج اخوي ..
هتف نديم مذعورا :- ماله عفيف بيه !؟..
لكنها لم تنطق بل سقطت باكية في لوعة على اعتاب بابه ..
****************
كان الجو صاخب والأضواء تتألق في تتابع والقاعة المخصصة لإقامة فرح زينب و شريف قد امتلأت على بكرة ابيها بالأصدقاء والأقارب من الطرفين ..
كانت عينا دلال معلقة بباب القاعة منتظرة مجئ نديم .. ووجيب قلبها تزداد وتيرته كلما جال بخاطرها رؤية عفيف مرة اخرى .. تراه يأتي!؟..
همس شريف على مسامع زينب :- الواحد قاعد مؤدب عشان الحكومة المبدورة ف القاعة دي بس يمشوا .. والله لهتشوفي العار..
ضحكت زينب لافعاله و انشغلت في تحية بعض المدعوين ..
بينما استمرت دلال على قلقها وقد اقترب الزفاف على نهايته ولم يظهر احد .. شعرت ماجدة بقلقها فاقتربت تسألها في ود :- خير يا دلال مالك !؟.. شكلك قلقان كده ليه !؟..
هتفت دلال مجيبة :- والله يا طنط قلقانة على نديم .. قال انه جاي وأهو الفرح قرب على نهايته ومظهرش ..
ربتت ماجدة على كتفها مهدئة :- الغايب حجته معاه يا دلال .. يمكن حصلت ظروف عطلته .. باذن الله خير ..
اومأت برأسها ايجابا ولايزل القلق يعربد داخلها …
*********************
صعدا لشقتهما مصحوبين بالدعوات و الزغاريد حتى دلفا بابها .. اندفعت هى مبتعدة تتحصن منه خلف الطاولة الدائرية بمنتصف الردهة الرئيسية ..
نظر شريف اليها فى مجون هاتفا :- من اولها كده يا زينبو !؟..
و اندفع يحاول الإمساك بها فاخذت تحاور و تناور حتى لا يستطيع الوصول اليها ..
هتف بعد ان بدأ يلتقط انفاسه فى تتابع :- لا .. مش طالبة فرهدة من اولها يا زوزو ..
توقف عن اللف و الدوران و انهار جالسا على احد المقاعد فتوقفت بدورها تنظر اليه بتعجب لاستسلامه بسهولة هكذا فهتفت ساخرة :- و عامل لى فيها ظابط و هااا و هييي .. و انت سلمت نمر من لفتين ..
هتف ساخرا بدوره :- انا شكلى اتخميت ..معرفش انى داخل كشف هيئة..
نظر اليها بطرف عين و هو يسند رأسه على ظهر مقعده مغلقا عينيه و هتف فى حسرة :- بما اننا مش عارفين نعمل عرض لايف يبقى نعمل شوية اكشن .. ده انا لو أطول كنت جبت عماد خيرت يألف المؤثرات الصوتية بذات نفسويته ..
هتفت متعجبة :- عماد خيرت !؟.. مين ده !؟.. ثم تنبهت فجأة فأمسكت ضحكاتها هاتفة :- اسمه عمر خيرت على فكرة .. كنت فكراك مثقف ..و بعدين اكشن ايه و مؤثرات ايه اللى بتتكلم عنها !؟..
نهض مجيبا سؤالها و بدأ فى إسقاط مقاعد طاولة السفرة واحدا تلو الاخر مصدرة صوتا على الارض الرخامية ..
هتفت هى فى تعجب و هى تبتعد عن موضع سقوط المقاعد :- انت بتعمل ايه !؟.. شكل الجنان اشتغل .. انا كنت عارفة انى اتجوزت واحد مجنون ..
هتف مقهقها :- مجنون !؟.. هو انا لسه وريتك جنان .. دى حاجة كده ع الماشى يا زوزو .. و بعدين امى و امك زمانهم مطرطقين ودانهم و مستنيين اى حاجة تبل ريقهم قلت ابعت لهم شوية سسبنس ..
امسكت ضحكاتها رغما عنها فهتف هو مستغلا ابتسامتها التى لم تستطع اخفاءها مقتربا :- ايه بقى !؟. و النعمة يا اخت زينب القلب اشتكى من قلة الهشتكة .. و انت دكتورة قلب و عارفة موضوع قلة الهشتكة ازاى بيأثر ع القلب بالقوى .. يرضيكى !؟.
قهقهت و ارتفع صوت ضحكاتها مجلجلا رغما عنها ليهتف هو و قد استغل الموقف ابرع استغلال و استطاع اخيرا ان يطوقها بين ذراعيه لتشهق هى فى صدمة هاتفة :- شريف !؟.. سبنى لو سمحت ..
هتف و هو يقربها اليه اكثر :- اسيبك !؟.. قال أسيبك .. على جثتى ..ده انا ما صدقت يا ماما .. ده انا همسك و اتبت بايدى و سنانى و مناخيرى و كل اعضاءى .. و على فكرة .. انا مثقف قوى لمؤاخذة .. بس ثقافتى متخصصة شوية ..
هتفت ساخرة و هى تحاول التملص من بين ذراعيه :- مثقف ف ايه حضرتك !؟..
هتف و هو يحملها مندفعا لحجرتهما :- مثقف ف قلة الادب .. ثقافة عالية عالية عالية قوووى سعادتك ..
قهقهت رغما عنها ليهتف و هو يفتح باب الحجرة دافعا اياه بقدمه و هو لايزل يحملها بين ذراعيه :- اجدع مؤثرات صوتية يا جدعان .. قال عمر خيرت قال ..
قهقهت زينب من جديد قهقهاتها الرنانة تلك فصرخ مازحا :- قلبى يا ناس .. اموت انا ف سرينة الإسعاف ..
لترتفع قهقهاتها من جديد وهو يدفع الباب مغلقا اياه بقدمه ..
****************
جذب ذراعها في عنف هاتفا :- كنتِ فين يا بت !؟..
نفضت ذراعها في شدة من كفه هاتفة في غضب هادر :- ملكش تسألني كنتِ فين ولا چاية منين !؟..
هتف بغضب مماثل :- لااااه أسالك وهتچاوبي غصب عن اللي چابوكِ ..
جذبها مرعي من جديد مؤكدا :- انتِ ف حكم مرتي.. كلمتي تمشي على رجبتك .. واعية لحديتي ولا لااااه !؟..
لم تحتمل قوة كفه الممسكة بذراعها اللين فهتفت لواحظ مهادنة :- ايوه فاهمة .. سيبني بجى .. يدي هتتخلع ..
تركها وهو يهمس مقتربا :- اهااا سيبتك ما اني ميخلصنيش وچعك وانتِ عارفة معزتك يا لواحظ ..
همت بالإجابة عليه الا ان خفاجي ابيها اندفع هاتفا في ذعر :- وعيتوا للي حصل !؟..
هتف مرعي متسائلا في لامبالاة :- ايه في !؟.
ليهتف خفاجي صارخا :- صفوت النعماني أتجتل !؟..
صرخت لواحظ :- وااااه .. كيف دِه !؟..
بينما هتف مرعي بلامبالاة من جديد :- ما يغور .. هو كان من بجية ناسنا ..!؟..
استطرد خفاجي كأنه لم يستمع لاعتراض مرعي :- لجوه مجتول ف شجة ف جنا.. وخدوا عفيف النعماني متهمينه فيها ..
هتف مرعي حاقدا :- غاروا .. يعني خدنا منيهم ايه ..
اندفعت لواحظ في اتجاه خيمتها وما ان دلفتها حتى اخذت تسب وتلعن فقد باءت خطتها بالفشل الذريع .. فقد كانت تتوقع ان تسمع خبر مقتل عفيف على يد صفوت كما قررا ..
فقد اتفقا على التخلص من عفيف ليستطيع صفوت العودة مرة اخرى للنجع فذاك كان الحل الوحيد المتاح لحظتها وقد رحب به صفوت للتخلص من غريمه الذي ما استطاع كسره يوما .. ترى ماذا حدث !؟.. وهل استطاع عفيف الوصول لمخبأ صفوت والأخذ بثأره !؟.. لا تعلم .. لكن كل ما كانت تعلمه الان .. ان حلمها في ان تصبح يوما ما سيدة من سيدات ذاك النجع قد انهار ولم يبق منه الا حطام وفضيحة لا يمكن مداراتها لوقت طويل..
****************
تطلع حوله الي جدران زنزانته يشعر انه بحلم سخيف .. الان هو متهم بقتل بن خالته صفوت بعد ان اشارت جميع الأدلة على انه الفاعل .. هو لا ينكر انه كان في سبيله لقتله وانه كان حتما سيفعلها لو وجده أمامه يومها فهو لن يتهاون عن كلمات قيلت في عرض النعمانية ولو كان فيها حتفه لكنه لم يفعلها .. لقد قُتل صفوت وأراح واستراح لكن نهايته لم تكن على يديه ولا بسلاحه الذي وجد بجوار جثته كما اكد المحقق..
تنهد في تعب وشعر باختناق يطبق على صدره ويكبل روحه ..
مد كفه ليخرج منديلا يمسح به حبيبات العرق التي تجمعت على جبينه لتصطدم ببعض الاوراق .. اخرجها سريعا وقد تذكرها لتوه وسط خضم الاحداث الماضية وبعد ذاك الاستجواب المضني الذي تعرض له ..
نهض من موضعه مقتربا من طاقة صغيرة تدخل بعض من ضوء وفض الورقة الاولى على بصيصها ليتأكد انها ورقة زواج ناهد العرفي بالباشمهندس نديم والتي لا يعرف لما احتفظ بها من ساعتها بجيب جلبابه وما مزقها .. أعادها لجيبه وفض الورقة الثانية وبدأ في القراءة ووجيب قلبه يتضاعف لمجرد رؤيته لخطها المنمق وحروف اسمه التي كتبت بكفها تبدأ بها خطابها الذي لا يعرف ما يحويه .. بدأ في القراءة سرا يتخيل انها تقرأه له واقسم انه يكاد يسمع صوتها يتردد بجنبات صدره تهتز له دعائم روحه التي تشتاقها حد لا يمكن الوصول لحده ..



" بِسْم الله الرحمن الرحيم ..
عفيف بيه .. يمكن انا جيت النعمانية في ظروف غريبة وعشت فيها في ظروف اغرب .. قابلت ناس عمري ما كنت أتخيل اني أقابلهم واتعاملت مع نوعيات من البشر عمري ما كان يجي ف بالي انهم عايشين ما بِنَا .. بس برغم كل ده .. وبرغم ان ده اثر عليا كتيييير .. بس لازم اقولك شكرًا .. بجد انا بشكرك على حاجات كتير قوووى يمكن لو حاولت أعددها مش هقدر .. بس اكتر حاجة عايزة اقولهالك انك مش مضطر للاسف .. تتأسف على ايه !؟.. ع الدفا اللي عشته وسطيكم ومحستش بيه الا ف حضن الخالة وسيلة ولا ع الأمان اللي محستش بيه من بعد ما ابويا وامي راحوا واللي حسيته هنا وسطيكم .. ولا ع السعادة اللي كنت ببقى فيها وانا بسمع لموال او اغنية كانت بتوصلنى وانا جنبك ع الكارتة او حتى بتجيني من اوضة مكتبك .. اسف على ايه يا عفيف بيه !؟.. اللي حضرتك جاي تتأسف عليه ده كان وهيفضل اجمل حاجة حصلت لى ف حياتي .. و ايّام النعمانية اللي هتنتهي بعد ساعات وارجع فيها لحياتي .. دي كانت حياة ف حد ذاتها .. حياة اشبه بحلم واقعي اتمنيت مصحاش منه .. لكن للاسف صحيت .. وكان ده على ايدك انت .. انا عارفة انه كان عاجل او اجل كنت همشي بعد ما كانت هتخلص حكاية نديم وناهد .. لكن .. اني امشي دلوقتي وانت تكون السبب ..بعد ما دخلتني الجنة تخرجني منها بإيدك .. انا .. وبعد كل اللي حصل وبعد المواقف الكتير اللي اتعرضت لها .. وبعد كل اهتمامك رغم الخصومة .. واحترامك رغم اللي بينا .. و تقديرك رغم احساسك تجاه اخويا وعملته الا اني مقدرش اقولك الا .. شكرًا ..
انا همشي ..لكن تأكد ان هفتكر كل لحظة ليا كانت هنا وسلم لي على كل شبر ف النعمانية كان ليا فيه ذكري كان نفسي يبقى وداعي ليه افضل .. لكن .. قدر الله وما شاء فعل .. والذكريات دي هاتبقى كل اللي باقيلي وهحتفظ بيها ف ركن عزيز قووي من قلبي وروحي .. سلام يا عفيف بيه .. ومرة تانية .. شكرًا ..

دلال محمود المصري "


تطلع عفيف لأحرف الخطاب مشدوها .. لا يعرف ما عليه فعله ..ايصرخ من الفرحة!؟..ام يبكي وجعا وقهرا !؟.. وما بين هذا الاحساس وذاك ظل يتأرجح .. انها لا تكره النعمانية .. بل انها احبت البقاء بها .. بل عشقت أيامها هنا ..
انها قالت ان النعمانية وأيامها كانت وستظل حلما عاشته ..
همس ساخطا في وجع :- كل حساباتك طلعت غلط يا عفيف ..
صمت للحظة ثم استطرد :- لكن حتى ولو كانت چت صح ساعتها .. ما انت واعي انت فين دلوجت .. ربنا عمل الصالح يا واد النعماني ورجعت لدنيتها وانت اديك اهااا .. موحول ف جصة متعرفش ايه نهايتها ..
ورغم كلامه العقلاني ذاك الا انه تطلع الي خطابها من جديد و طواه في قدسية ووضعه بجيب جلبابه بجوار قلبه لعل كلماته تلك تسكن ذاك الالم الذي يسربل جوانحه .. تطلع من جديد لذاك البصيص الغارب من الضوء وما بين عتمة الظروف وضي تلك الأحرف التي انارتها همس بتضرع :- ياااارب ..


*****************
حاولت ام زينب إثنائها عن رأيها وإقناعها بضرورة البقاء معها لكنه أبت وأصرت على العودة لشقتها التي لم تدخلها منذ عودتها من النعمانية ولو لمرة واحدة .. أرسلت من ينظفها ويزيل عنها أتربة شهور مضت .. لكنها لم تطأها الا في تلك اللحظة .. فتحت بابها في وجل وسمت الله ودخلت .. أضاءت نور الردهة الضيقة المفضية لاتساع البهو .. خطت للداخل وتابعت فتح الأضواء متطلعة حولها .. شعرت بخواء عجيب داخلها .. و دمعت عيناها ..
دخلت للممر المفضي لحجرات النوم وبدأت في فتح ضوء كل غرفة تمر بها تتطلع داخلها قليلا ثم تنتقل لغيرها وهكذا حتى وصلت لغرفة نومها ..
أضاءتها ودلفت اليها تقف بمنتصفها تتطلع لتفاصيلها .. وتساءلت .. لما تشعر انها غابت سنين لا شهور !؟.. لما تشعر ان دلال التي رحلت مع عفيف يوم ان طرق عليها بابها تختلف تماما عن تلك التي عادت !؟.. ما الذي تغير يا ترى !؟.. هى لا تدرى .. لكن ما تدركه .. انها رحلت معه وعادت دونه ينقصها شئ ما .. شئ غال .. شئ فقدته هناك بالنعمانية .. وعادت دونه ..

***************
ظلام دامس وجو عاصف وليلة بلا قمر وعواء ذئاب كان يصلها من البعد فيقشعر له بدنها .. كانت الأجواء مقبضة وتطل عليها قمة جرف عال تراها كانها تقف من علي تطالع عالم لا تنتمي اليه واخيرا ظهر هو يقف على مقربة من حرف ذاك الجرف الهائل الانحدار .. كان يقف يتلفت حوله وإذ أضاءت العتمة بنيران متقدة تخرج من اعين تتربص به .. لاح لها المتربص .. انها مجموعة الذئاب التي كانت تسمع عوائها تقترب منه .. حاول ان يبحث عن شئ ما يدفع به أذاها عنه لكنه كان اعزل وما كان بمقدوره الدفاع عن نفسه .. صرخت تنبهه :- عفيييف ..
لكن هتافها المذعور ذاك كان صرخة أيقظتها من منامها منتفضة على فراشها تتلفت حولها في تيه حتى استوعبت انها على سريرها داخل شقتها .. تطلعت للساعة الموضعة على الطاولة المجاورة لتجدها قد شارفت على الخامسة .. نهضت باتجاه الحمام .. توضأت وأسرعت لمصلاها تلحق بالفجر وهى تشعر بانقباض رهيب بروحها .. ما الذي يحدث بالنعمانية يا ترى !؟.. وما الذي جعل نديم لا يأتي لحضور فرح زينب وشربف على الرغم من تأكيده على الحضور !؟.. ألف سؤال جال بخاطرها الا انها اسلمت امرها لله وهى تكبر للصلاة في خشوع ..
***************

نهاية الفصل الثالث والعشرون

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 09:33 PM   #144

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

24- طعم الفرحة
رن جرس الباب ليوقظه من حلم رائع .. شتم فى سره حانقا وما ان هم بالنهوض لفتح الباب حتى وجدها ممددة جواره على فراشهما .. لم يكن حلما اذن بل كان عين الحقيقة .. لقد كانت ليلة عرسهما البارحة وهاهى اجمل عروس نائمة كملاك جواره .. تطلع اليها فى محبة وغلبه الشوق اليها حتى كاد ان يتجاهل طرقات الباب المزعجة متمتعا بقربها .. لكنه تنبه انه بالنأكيد امه وامها هما من بالباب فى تلك اللحظة فزفر فى ضيق و جذب نفسه جذبا من الفراش مندفعا لفتح الباب ..
انفرج الباب على زغاريد امهاتهما مما جعله يجفل وقد استفاق تماما فى تلك اللحظة وهما يدفعان بصينية طعام ضخمة للإفطار بين ذراعيه .. تلقاها وتسمر موضعه وكلاهما مندفعتان للداخل مما أورثه الحسرة..
اغلق باب الشقة بقدمه واتجه الى طاولة السفرة ووضع الصينية عليها ..
تطلعت كل ام للأخرى و بدأ الغمز واللمز و هما تتابعاه يعيد مقاعد الطاولة الملقاة ارضا لاستقامتها المعتادة..
هتفت ام زينب :- هى زينب لسه مصحيتش !؟
جلس فاركا فروة رأسه و هتف فى سخرية :- اكيد صحيت يا طنط بعد عرض الموسيقى العسكرية اللى انتوا عاملينه م الصبح ع الباب..
انفجرت كلتاهما ضاحكتين .. ليستطرد هو فى مزاح كعادته :- و بعدين حتى لو مصحيتش .. هتصحى حالا دلوقت .. هى تقدر ..
وهتف بصوت جهوري وهو يصفق بكفيه:-يا بنت يا زينبو ..
قهقهت كلتاهما من جديد مع ظهور زينب و هى تندفع من باب الحجرة حتى اصبحت بالقرب من مجلسه مطأطئة الرأس هامسة :- أوامرك يا سى شريف ..!؟..
هتف هو مدعيا الشدة :- الفطور يا بنت ..
قهقهت الأمهات لتشيح زينب بكفها و قد قررت إنهاء دورها الى هذا الحد مندفعة لصينية الطعام :- فطور ايه اللى احضره !؟.. هو فى عروسة بتحضر فطار !؟.. انا رايحة اكل .. انا هموت م الجوع .. مش كفاية كلت الأكل كله ومسبتليش حاجة امبارح ..
انتفض شريف معاتبا :- انا يا ظالمة .. و النعمة يا ماما أديتها حتة من زلمكة الحمامة..
هتفت زينب مدعية المسكنة :- مجوعني يا ماما ..
قهقهت الأمهات لتهتف ام زينب :- كلوا براحتكم يا ولاد.. بالراحة .. و نقوم نعملكم تاني..
هتف شريف مازحا :- تعيش حماتى مسؤلة الدعم الغذائي ..
واستطرد مؤكدا :- بس بقولكم ايه .. انتوا تاخدوا بعض كده وتنزلوا تطبخولنا الأكل الجامد ده تحت .. هنا المطبخ مغلق للطوارئ..
لم تستطع ام زينب إمساك ضحكاتها بينما هتفت ام شريف عاتبة :- والنبى انت قليل الادب ..طب بالعند فيك هنقعد على قلبك فطار و غدا وعشا كمان ..
هتف شريف مدعيا البكاء :- ليه كده يا حجوج!؟.. ده انا زي ابنك برضو !؟.. و استعاد روحه المرحة هاتفا :-هتقومى تمشى و لا أفضحك واقول كنت بشوفك مع الحج الله يرحمه بتعملى ايه !؟..
شهقت امه بينما انفجرت ام زينب غير قادرة على مغالبة ضحكاتها هى و زينب لتهتف امه بعد ان تمالكت نفسها :- ياللاه بينا يا ماجدة يا اختى لحسن بقينا عزول .. تعالى ننزل نسمع ام كلثوم ونتذكر الذي مضى ..
توجهتا ناحية الباب وهما تقبلان زينب مباركتان ليهتف شريف مازحا خلفهما :- خلي بالك م الذى مضى يا امي .. لحسن بيقولوا ده خطر ع القلب .. و الدكتورة مش فاضية اليومين دول..
هتفت زينب عاتبة :- شريف !؟..
قهقهت ماجدة بينما هتفت ام شريف من بين قهقهاتها:- انا قلت معرفتش اربيك محدش صدقني !؟..
هتف شريف بعد ان اصبحتا على اول درج الهبوط :- طول عمرك كفاءة يا ام شريف .. وعلى يدي.. تربيتك يا غالية ..
واغلق الباب حتى يتحاشى عقاب امه التى انفجرت ضاحكة على افعاله وهى تستند على ذراع ماجدة ام زينب فى سبيلهما للأسفل و التى همست فى سعادة ودموع الفرح تترقرق بمآقيها :- ربنا يسعدهم يا رب ..
اندفع شريف ما ان اغلق الباب تجاه طاولة الطعام .. وما ان هم بمد كفه لقطعة الدجاج التى يفضلها والتى كانت مطهوة بشكل اسال لعابه الا ووجد زينب تتناولها تهم بألتهامها فهتف مغتاظا :- انا عايز الورك المحمر ده مليش دعوة ..
هتفت وهى تنهض مبتعدة تلوح به وقد تناولت منه قطعة بالفعل :- بعينك .. لو جدع تعالى خده ..
هتف فى حسرة :- عيني كانت عليه من اول ما الأكل وصل وعملت فيها مؤدب عشان امك موجودة .. انا اللي غلطان والنعمة أدي اخرة الادب واللي بناخده منه.. ضاع الورك يا ولدي ..
قهقهت واقتربت منه تقدم له قطعة الدجاج فى سعادة هامسة :- بالهنا والشفا على قلبك يا قلب زينب ..
هتف متطلعا اليها وقد تناول منها قطعة الدجاج ووضعها جانبا وجذبها لتستقر على فخذه :- صحيح انا قلب زينب !؟..
اومأت برأسها فى إيجاب هامسة :- زينب مكنتش تعرف ان ليها قلب قبل ما تقابلك يا شريف بيه ..
تنحنح شريف متأثرا لكن غلبه طبعه المرح ليهتف وهو يشير لحجرة نومهما :- طب ياللاه يا بت اسبقيني ع الاوضة .. امشى انجري..
نهضت جاذبة يده لينهض من موضعه لتدفع هى اياه باتجاه الغرفة هاتفة :- انت اللي هتمشي قدامي .. انت مقبوض عليك اصلا ..
توقف ينظر اليها مقهقها وهتف :- أموت فيك وانت حمش .. يا زينبو يا عنييييف ..
تصنعت الجدية هاتفة :- ياللاه قدامى .. رجالة عايزة اللي يشكمها ..
سار امامها رافعا ذراعيه مسلملا لها وهتف قبل ان يصل لعتبة الحجرة :- زنوبة ..
هتفت :- هااااا ..
استدار فجأة جاذبا إياها هامسا :- بحبك ..
لم يعطها فرصة للرد بل هتف مشتتا انتباهها:- بصي العصفورة
انتبهت بسذاجة لموضع إشارته ليحملها مندفعا للحجرة هاتفا في مزاح :- عليكِ واحد ..
ارتفعت ضحكاتها الرنانة من جديد تورثه نشوة ما عاد راغبا فى الاستفاقة منها ابدااا …
******************
تحركت لواحظ في تؤدة ودلفت الي غرفة التحقيق توقفت لبرهة حتى امرها المحقق بالجلوس ..اقتربت من مكتبه وجلست في هدوء وما ان سألها المحقق :- ايه علاقتك بصفوت النعماني !؟..
ردت في ثبات :- مفيش يا بيه .. راچل زي اي راچل بياچي الشادر يسمعنا بنرجصوا ونغنوا..
هتف المحقق في سخرية :- وهو انت بتروحي مع اي راجل لشقته زي ما كنتِ بتروحي لصفوت !؟..
تلجلجت لواحظ هاتفة :- لاااه يا بيه .. بس اصلك سي صفوت الله يرحمه كانت يده فرطة ف الفلوس .. وهو اللي جالي تعالي نضفي الشجة وخدي اللي فيه النصيب ..
وادعت المسكنة هاتفة وهى تمسح اثر دمع وهمي عن وجنتيها :- بص يا بيه انا هجولك اصل الحكاية ..
هتف المحقق مشجعا :- ايوووه .. انا بقى عايز اصل الحكاية ..
اكدت وهى تهز رأسها ايجابا مستطردة :- اصلك سي صفوت كان طالب يد اخت عفيف بيه وكان التاني بيماطل وبيتحچچ كل شوية بحچة شكل وبعدها سي صفوت جاله انه هو اللي ميشرفهوش يناسبه عشان سمع عن اخت عفيف بيه كلام كِده يعني مش ولابد ربنا يستر على ولاينا يا بيه .. عفيف بيه مسكتش وهدد بجتله جدام النعمانية كلها .. واهم كلهم عنديك يا باشا خلي واحد فيهم يكدب كلامي .. راح سي صفوت خارچ م البلد جبل ما عفيف بيه يطوله .. لكن شكله طاله وعرف طريجه وعمل عملته .. الله يرحمك يا سي صفوت ..
وادعت البكاء من جديد ليهتف بها المحقق متسائلا :- عندك اي حاجة تاني عايزة تقوليها يا لواحظ !؟..
نهضت نافية :- لااااه يا بيه .. اللي اعرفه جولته..
وقعت على أقوالها واندفعت خارج الغرفة ..
******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 09:39 PM   #145

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

انتفض نديم من موضعه خارج باب وكيل النيابة مندفعا باتجاه عفيف الذي خرج بصحبة عسكري وكذا محاميه الذي لم يكن يبدو عليه الرضا ..
سأل نديم في لهفة :- هااا .. ايه الاخبار يا متر!؟..
هز المحامٍ رأسه في قلة حيلة هاتفا :- للأسف معظم الأدلة لابسة عفيف بيه وخاصة الدافع للقتل واللي الكل اكد عليه ..
هتف نديم وعفيف صامت لم ينبس بحرف :- بس يا متر القتيل كان مطعون وهم حتى لو لقوا سلاح عفيف بيه جنب الجثة بس مش هو سلاح الجريمة .. صح ولا ايه !؟..
اكد المحامي :- سلاح عفيف بيه اكد انه كان هناك ف مكان الحادث .. وبعدين سلاح الطعن مفقود حتى مفيش إمكانية نطابق بصمات ونثبت عكس اللي اتقال ..
تنهد نديم في حسرة متطلعا الي عفيف .. ساد الصمت ليهمس عفيف مستأذنا :- ممكن بس يا متر دجيجتين مع الباشمهندس !؟..
اومأ المحام بالإيجاب بينما هتف العسكري بصوت أجش :- بس كِده هنتأخروا .. ياللاه..
جذبه المحام ليضع بكفه حفنة من نقود جعلته يبتلع لسانه ويظل ممسكا بكلبشاته التي تقبض على كف عفيف الذي تنحى جانبا بنديم هامسا في سرعة :- اسمعني يا باشمهندس .. انا سبتك تسمع اللي جاله المحامي عشان تعرف ان عندي حج ف اللي هطلبه منِك دلوجت ..
تطلع نديم اليه في تعجب ولم يعقب ليستطرد عفيف مزدردا ريقه :- اني طول عمري كنت اسمع المثل اللي بيجول اخطب لبتك ولا تخطبش لابنك ..وكنت بتعچب .. اللي هو كيف يعني اروح اجول لواحد تعال خد بتي!؟..بس اني بجولها لك دلوجت يا باشمهندس .. خد اختي وابعد يا نديم .. اسمع .. مد كفك لچيبي وخد الورجة اللي فيه ..
مد نديم كفه لجيب جلباب عفيف ملتقطا الورقة المطوية به وهو لايزل مضطربا من جراء ما يسمعه ليكمل عفيف في عجالة عندما شعر بتململ العسكري :- دي ورچة چوازك العرفي بناهد .. خدها مصر يا نديم .. اكتب عليها رسمي .. وحطها بعينك .. ناهد مينفعش تجعد هنا لحالها وأديك وعيت بنفسك لكلام المحامي اللي بيجول ان الليلة لبساني وانا مش هلاجي احسن منِك يصونها ويحفظها ويراعي ربنا فيها ..
قال نديم اخيرا ما ان تمالك نفسه :- بس يا عفيف بيه .. ناهد اختك غالية .. غالية قووي .. ومش هي دي الطريقة اللي كنت ناوي اطلبها بيها ..
تطلع اليه عفيف مبتسما ليستطرد نديم :- ايوه.. انا كنت عايز اتقدم لها .. بس كنت شايف نفسي مش جدير بيها .. لان ظروفي ..
قاطعه عفيف واتسعت ابتسامته قائلا :- عشان كِده كنت طالب نجلك من النعمانية !؟..
اضطرب نديم ولم يعقب عندما اكتشف ان عفيف كان يقرأ داخله اكثر مما تخيل بينما استطرد عفيف مؤكدا :- اتنجل يا باشمهندس بس خدها معاك مطرح ما انت رايح .. ناهد أمانة ف رجبتك .. يمكن الوشوش متتحابلش تاني ..وانا عِملت لك توكيل بإدارة أعمالي كلها .. التوكيل مع المحامي .. خده منيه .. انا بعد اللي عمله صفوت مبجتش الأمان لحد.. بس انت غير يا باشمهندس .. أمانتي ف رجبتك ..
جذبه العسكري معلنا انتهاء الوقت وانه يجب عليه التحرك بسرعة .. سار عفيف خلفه متطلعا الي نديم واخيرا هتف وهو يختفي بين الجموع خارج مبني النيابة :- الامانة يا باشمهندس ..
تطلع نديم للورقة التي بين يديه وقلبه يضطرب بين جنبات صدره وهو غير قادر على تصديق انه عاد يملك زمام امرها من جديد .. وانه ما بين ليلة وضحاها أضحي المستحيل الذي كان يحلم به واقعا اقرب اليه مما كان يتخيل .. طوى الورقة من جديد وأودعها جيب قميصه متنهدا في راحة ..
***************
اندفع شريف في اتجاه غرفة النوم يرتدي بدلته الميري في عجالة لتلحق به زينب هاتفة في حزن :- ايه يا شريف !؟.. انت لازم تروح ..
اقترب منها هامسا في محبة :- والله غصب عني يا زينب .. ما انت عارفة ده شغلي .. ودي جريمة قتل والدنيا مقلوبة .. ده كويس اني منزلتش من يوم فرحنا ..
واستعاد روحه المرحه مستطردا :- اهو خدنا لحسة من شهر العسل .. اخلص شغلي وارجع ألهطه كله ..
لم تستطع الضحك على مزاحه كالعادة وهى تتطلع اليه في شجن .. جذبها الي احضانه متعلقا بها لتشهق في البكاء قبل جبينها هامسا:- وبعدين بقي يا وزة .. انا اخر حاجة أشوفها منك دموعك بدل ضحكتك الحلوة !؟..
ابتسمت رغما عنها ومسحت دموعها متطلعة اليه ليشاكسها هامسا :- فين بقى سرينة إسعاف قلبي ..
قهقهت بضحتها المجلجلة التي يعشق والتي ادرك لما كانت تكتمها دوما ليقول مؤكدا :- السرينة تشيل البطاريات وانا مش موجود .. سامعة يا بنت يا زينبو ..
اومأت مبتسمة ليندفع من الغرفة باتجاه باب الشقة وهو باعقابه هم بفتح الباب لتهتف من جديد :- شريف ..
استدار يتطلع اليها وفتح ذراعيه مستقبلا إياها يضمها اليه في عشق غير قادر على إفلاتها لكنه ابعدها عنه مرغما وقبل جبينها في سرعة مندفعا للأسفل ليودع امه وامها تاركا إياها دامعة العينين تشعر ان الأيام لن تمر ببعده ..
*************
هتفت ناهد في حزم :- انا مش منجولة من هنا.. واخويا هيرچع .. و..
اكد احد ابناءعمومتها الذين اكتظ بهم بهو البيت هاتفا مقاطعا إياها :- تجعدي فين لحالك!؟.. لاااه مفيش الكلام دِه عندينا ..هتاچي تجعدي مع بنات عمك .. وأنا هروح اطلب يدك من اخوكِ ..
تمنت الصراخ بوجهه لان كل هؤلاء المجتمعين لا هم لهم الا الوصول لمال اخيها واتخاذها ذريعة لوصول لغرضها .. لا يختلف اي منهم عن صفوت الذي تاجر بسمعتها لينل انتقامه من عفيف .. هى ناهد بنت راغب النعماني والتي ما كان احد منهم في عز اخيها بقادرعلى ان يرفع طرفا متطلعا اليها تصبح في تلك اللحظة تُباع وتُشترى ويتجرأ عليها ضباع النعمانية واقلهم قدرا وأحطهم شأنا يحاول نهش ما تطاله يده ما ان غاب عنها ليثها ..
هتفت داخلها في حسرة باكية بدموع لم تكن لتظهرها امام أنظارهم :- واااه يا عفيف .. فينك يا اخوي تشوف بت ابوك بيحصل فيها ايه ..
همت بالهتاف بهم تحاول طردهم خارج بيت جدها الا ان ظهور نديم قادما من الخارج هاتفا بصوت ثابت النبرة يحمل قدر لا يستهان به من الصرامة :- تروح فين وليه !؟.. ناهد لا هتروح ولا هتيجي .. ولو هتتحرك من هنا يبقي معايا انا وبس ..
تطلعت اليه في صدمة بينما هتف احد ابناء عمومتها صارخا :- كيف يعني !؟.. انت واعي للي بتجوله !؟..
ليهتف اخر ونديم لايزل على ثباته يقف خلفه مناع صامتا بدوره يتطلع إليهم في غضب يود لو يخرج سلاحه ليفرغه بأجسادهم لما رأه من خسة ظهرت ما ان غاب سيده :- انت ايه دخلك بيناتنا م الاساس !؟..
اكد نديم :- انا جوزها ..
شهق الجمع واولهم ناهد ليستطرد نديم بنفس الثبات:- ايوه جوزها .. و طلبتها من عفيف اخوها قبل اللي حصل .. ولسه كاتبين الكتاب حالا ومناع كان شاهد ..
واشار لمناع الذي هتف بدوره هازا رأسه موافقا:- ايوه حصل ..
تطلع الجمع لبعضهم البعض في ذهول ليستكمل نديم في هدوء من جديد:- ومعايا توكيل بإدارة كافة أعمال عفيف بيه .. يعني م الاخر كده .. متشكرين جداااا لنيتكم الطيبة .. بس خلاص .. لا ناهد محتاجة راجل .. ولا الارض محتاجة اللي يراعيها ..
نهض جميعهم وكل منهم يهتف في غيظ :- مبرووك ..
ويخرج موليا ليبادرهم نديم هاتفا :- الله يبارك فيكم جميعا وطبعا الفرح يوم ما عفيف يخرج بالسلامة عن قريب باذن الله ...
خلا البيت الا منهما فاقترب نديم منها مازحا محاولا تخفيف التوتر :- مفيش مبروك ..
انتفضت متطلعة اليه ولازالت الصدمة تسيطر عليها وهمست باضطراب :- انت اللي جولته لولاد عمي ده صحيح !؟..
همس نديم مازحا :- صحيح ومش صحيح !؟
سألت في نفاذ صبر :- ايه الفوازير دي .. حصل ولا محصلش !؟..
هتف نديم في جدية مخرجا ورقة جوازهما العرفي ناشرا إياها امام ناظريها:- حصل ده .. اخوكِ رجعهالي وقالي اخدك بعيد ونتجوز رسمي ونعيش مطرح ما هينقلوني .. واضح انه حافظ أهله كويس وعارف ان اللي شفته بعيني دلوقتي هايحصل فعلا .. و انك مش هاتبقي ف امان هنا ..
تطلعت اليه هامسة بنبرة مهزوزة :- اخويا جالك كده !؟..
هز نديم رأسه موافقا ولم يعقب بكلمة .. ساد الصمت بينهما للحظات وأخيرا هتفت في نبرة موجوعة :- ناهد النعماني يوم ما هتتچوز هيتكتب كتابها والبلد كلها شاهدة واللي هياخدها هيحط يده ف يد اخوها ف جلب بيت ابوها مش ف الزنزانة ولا بورجة عرفي .. انا عارفة ان عفيف عمل كده من خوفه عليا .. بس انا مش ماشية من هنا ولا هروح بره بيت ابويا ..
واندفعت مبتعدة تصعد الدرج في عجالة مبتعدة عن محياه حتى دخلت غرفتها وأغلقت بابها خلفها واستندت عليه واضعة كفها على قلبها الذي كان يطرق باب صدرها بعنف ..
وتساءلت ودموع فرح تترقرق بمقلتيها :- هل ما حدث بالأسفل حقيقي ام خيال !؟.. هل هي الان زوجته من جديد !؟... وباختيار اخيها هذه المرة!؟ ..
لا تصدق .. شهقت وبكت في اضطراب فما كانت قادرة على تحديد مشاعرها ما بين حزنها على اخيها وبين سعادتها في عودة نديم مرة اخري الي دنياها ..و ما بين هذا وذاك اندفعت ترتدي سترته في سعادة تضمها في عشق ..
بينما تطلع نديم الي موضع صعودها وتنهد مبتسما وقد أسعده ما قالته فقد كان عزم امره على ذلك بالفعل .. فهو قد اقسم ما ان تسلم ورقة زواجهما من عفيف انه لن يبرح النعمانية مرة اخري الا وهى زوجته امام اَهلها جميعا وبأسلوب يليق بها .. لكن حتى حدوث ذلك هو سينتقل الي المندرة ليكون بالقرب منها حاميا لها حتى اشعار اخر ..
*****************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 09:44 PM   #146

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

هتف نديم متسائلا :- الفطار فين يا خالة وسيلة!؟..
اندفعت الخالة وسيلة من باب المطبخ حاملة بعض الاطباق ليبادرها هو بمنتصف المسافة حاملهم عنها حتى وضعهم على الطاولة وبدأ في تناول إفطاره قائلا في مودة :- تسلم ايدك يا خالة .. الأكل زي الشهد ..
ردت الخالة وسيلة في محبة :- تسلم وتعيش يا ولدي .. والله نفسك ولسانك حلوين متتخيرش عن الداكتورة ربنا يسعدها مطرح ما هي جاعدة..
ابتسم نديم لقولها لتستطرد متسائلة :- ألا بصحيح .. هى الداكتورة دلال وعيت للي حصل.. ولا معندهاش خبر !؟..
اكد نديم وهو يلوك احدى اللقيمات هازا رأسه نافيا :- لااا متعرفش لسه يا خالة .. حاولت اتصل بها كذا مرة بس الظاهر مش موجودة ف البيت .. هتصل تاني واطمن عليها واطمنها عليا لأني مرحتش فرح الدكتورة زينب بسبب اللي جرى يومها ..
همست الخالة وسيلة وهى تهم بالعودة للمطبخ:- معلوم مدريتش.. اني جولت انها متعرفش برضك ..
وهمست في خبث محبب مبتسمة لحالها:- لو دريت والله لترمح السكة رمح وتاچي .. جلبها هيچيبها وروحها المتعلجة هدلها ..
تساءل نديم :- بتقولي حاجة يا خالة !؟..
اكدت الخالة وسيلة :- لاااه يا ولدي ..مبجولش .. سلامتك ..
عادت الخالة وسيلة للمطبخ لتهل ناهد بأعلى الدرج .. تطلع اليها بطرف لحظه محاولا إظهار تجاهله لطلتها التي خطفت قلبه .. هبطت من عليائها وألقت السلام في هدوء وتوجهت للخارج وقبل ان تخطو خارج الباب لحق بها متسائلا:- على فين !؟..
اكدت في هدوء :- هتابع ارضنا وأشوف ايه المطلوب .. انا مش هسيب مال اخويا يضيع ف غيبته ..
جز على أسنانه حانقا:- وهو انا مش مالي عينك ولا ايه !؟..
هتفت تهادنه :- لاااه .. انا مجصدش ..انت مجامك كبير وإلا مكنش اخويا سلمك حاله وماله ومن جبلهم عرضه .. بس انا عارفة ان الشيلة تجيلة .. وانا بعفيك يا باشمهندس منها .. كفاية اخويا شيلك همي .. اشيل انا هم عفيف وماله ..
تطلع اليها وقد استشعر ان تلك الناهد المدللة التي قابلها يوما ما ووضعتهما الظروف معا قد تغيرت لناهد اخري قادرة على التصرف واتخاذ القرارات .. ناهد انضج عقلا وأصلب رأيا ..
ابتسم رغما عنه وقال :- لما ابقى اشتكي ابقى ساعديني ..
تذكرت ان ذاك كان نفس رده عندما عرضت عليه المساعدة بقيمة خاتمها يوم ان كانا بالإسكندرية والصراحة انه لم يقصر يوما ولم يشعرها ابدا بعجزه عن تدبير احتياجاتها فاضطربت وبلا وعي مدت كفها تعبث بالخاتم بأصبعها فاتسعت ابتسامته عندما ادرك انها ألتقطت الرسالة وهمست بأحرف خجلى ودمع يتأرجح بمآقيها :- كد الجول يا باشمهندس .. وعمرك ما هتشتكي ..
اضطرب بدوره وشعر برغبة عارمة في جذبها بين ذراعيه وتغييبها بأحضانه .. قاوم تلك الرغبة ببسالة وقال بصوت متحشرج يحاول المزاح لتخفيف الاضطراب :- طب اطلعي انجري بقى على فوق .. ومسمعش كلمة خارجة دي تاني ..
زمت ما بين حاجبيها وهتفت بغيظ وقد تحولت في لحظة للنقيض :- انت بتجول الكلام ده لمين !؟.. ليا انا .. انا ..
قاطعها مقتربا منها في مشاكسة :- انتِ مراتي .. والمرة دي بموافقة اخوكِ .. وشهّدت على جوازنا عيلتك كلها .. يعني لو مطلعتيش على فوق دلوقتي ..
هتفت تقاطعه في تحدي :- هتعمل ايه يعني !؟
اقترب اكثر مما دعاها للتقهقر لتصطدم بالحائط خلفها ليدنو منها هامسا بالقرب من مسامعها :- هعمل كتير .. اه انا مش صعيدي .. بس لما مراتي متسمعش كلامي .. اعرف كويس ازاي اخليها تسمعه ...
وتطلع الي عمق عينيها ليتوه بهما للحظات هامسا من جديد :- مش بالغصب .. بالرضا والمحبة ...
وبلا وعي منه انحنى مقبلا جبينها قبلة طويلة أودعها شوقا فاض ولولا ذاك الوعد الذي قطعه لنفسه بألا يقربها حتى خروج اخيها من محبسه لكانت الان بين احضانه يطفئ بقربها لهيبا من ليال بعاد طالت وما عاد قادرًا على تحملها ..
تملصت من أسره مندفعة للأعلي وما ان وصلت غرفتها حتى توقفت كالبلهاء تتحسس موضع قبلته بجبينها وكانما ترك اثرا مقدسا هناك تتمنى ألا يمحى مدى الدهر .. بينما ظل هو يتعقبها بناظريه حتى اختفت وتنهد في عشق هامسا :- امتى يا عفيف تطلع براءة !؟ والله ما حد مستني براءتك قدي ..
واندفع بدوره لخارج البيت ليباشر عمله وكذا يتفقد ارض عفيف الذي اصبح تحت مسؤليته..
*****************
دخلت شقتها بعد يوم مضن .. فمنذ انتهاء فرح زينب وهى قررت الانغماس في العمل لعلها تنسي النعمانية وأيامها وسيدها الذي أورثها مجرد التفكير بمحياه سهدا ووجعا لم يعد محتمل .. خلعت حذائها ووضعته جانبا وأخذت تدلك قدمها في إرهاق وسارت حافية القدمين باتجاه المطبخ تصنع كوبا من الشاي.. مدت كفها تفتح المذياع ليتردد صوت المطرب يشدو في طرب :-
يامزوق يا ورد في عود...والعود استوي...
والكحل في عنيك السود ...جلاب الهوي..
همست داخلها :- ااااه .. ليه كل حاجة بتتعمد تفكرني بيه .. مش كفاية قلقي على نديم وانا معرفش هو ليه مجاش الفرح .. وبعدها الأحلام اللي مش راضية تسبني دي ..
اغلقت المذياع وصبت كوب الشاي وما ان همت بدخول حجرة نومها الا وعادت مرة اخري للردهة حيث الهاتف الذي اخذ يرن بصوت يؤكد انه قادم من محافظة اخري كادت ان تسقط بعض من الشاي على كفها من سرعتها فتركت الكوب جانبا واندفعت تركض رافعة سماعة الهاتف مجيبة بلهفة :- ألوووو..
تأكدت انه نديم عندما شعرت بتحويل المكالمة ليهتف بدوره :- ألووو .. دلال ..!؟..
هتفت بدورها :- ايووه يا نديم .. انت كويس يا حبيبي .. !؟.. مجتش ليه فرح زينب !؟.. قلقتني عليك..
هتف نديم :- بالراحة يا دلال متتخضيش كده انا كويس وعلى فكرة دي تالت مرة اكلمك ومترديش.. انتِ اللي فين !؟..
هتفت مؤكدة :- معلش يا حبيبي شغل متعطل بقى لأني كنت مشغولة مع زينب زي ما انت عارف .. انت مجتش ليه الفرح !؟..
هتف يطلعها على الامر :- اصل الوضع هنا مش تمام .. صفوت النعماني اتقتل ومتهمين عفيف والحكاية باينها كبيرة ..
هتفت ولم تستطع السيطرة على أعصابها صارخة في صدمة :- بتقول قتل !؟..
اكد نديم :- اه يا دلال .. وامور تانية .. الدنيا ملخبطة ..
هتفت مؤكدة :- طب بص انا جاية .. انا جاية..
هتف في سعادة :- يا ريت يا دلال .. تعالي ..لو تقدري تيجي .. تعالي ..
هتفت دلال تحاول الثبات :- طب يا نديم .. انا هركب اول قطر وجايلكم .. خلي بالك على نفسك يا نديم ..وتعال خدني او ابعت مناع بالعربية ع المحطة ..
هتف مؤكدا :- حاضر يا دلال .. مع السلامة..
اغلقت الهاتف وجلست منهارة على اقرب مقعد وانفجرت في بكاء كتمته طوال حديثها مع اخيها .. هذا هو اذن تفسير أحلامها التي كانت توقظها يوميا مذعورة .. انتفضت تمسح دموعها تسرع الخطى باتجاه حجرتها تجمع حاجياتها لتعود من جديد الي تلك الارض التي ظنت منذ عدة اسابيع انها لن تطأها من جديد ..الي النعمانية ..
****************
اندفعت تزاحم ركاب القطار داخل العربة التى حجزت بها مقعدا فى اخر لحظة فما ان هاتفها اخوها مؤكدا على ضرورة حضورها حتى اندفعت ملبية ..
جلست متنفسة الصعداء وبدأت فى التقاط انفاسها اخيرا وسط هذا الضجيج الذى لايزل دائرا حولها من الركاب ومودعى المسافرين أمثالها وما ان بدأ القطار في التحرك حتى بدأت الأجواء في الهدوء نسبيا ..
سرحت بخيالها من نافذة القطار وجالت بناظريها على تلك الارض الممتدة امامها فى شموخ و قطارها يغوص الى اعماق الصعيد.. ابتسمت فى وداعة وهى تطالع ذاك الجبل الغربى الذى ظهر فى الأفق وتذكرته .. و اتسعت ابتسامتها ساخرة من نفسها وهى تتهكم سرا في نفسها :- تذكرته !؟.. و متى نسيته حتى أتذكره !؟..
وكانت تلك مشكلتها من الاساس ..
دمعت عيناها وقد اقترب خط سير القطار للجبل جعلها تتطلع الى شموخه وكبريائه و تذكرت كيف كان يقف شامخا لا يهاب شيئا تعلو هامته عزة وأنفة من يدرك انه ذو اصل وحسب وان طباعه المأخوذة من عبق تاريخ ارضه واعتزازه بأصله هى ما يرفع من قدره بين الخلائق ..
انتفضت من خواطرها المتمركزة حوله فى الاساس على نداء جعل ضربات قلبها تتضاعف فى سعادة .. كان ذاك البائع يهتف في انشراح :- چلااااب .. يا هدية الاحبة يا چلاب .. چلاااااب .. يا چلاب الهوى يا چلااااب ..
اندفعت تنادى البائع فى لهفة لتبتاع منه قطعتين ملفوفتين فى ورقة بيضاء .. تناولتهما من يده فى فرحة طفلة نالت ما تشتهي .. وضعت قطعة فى حقيبتها وكادت تقهقه فقد بدأت فى الاحتفاظ بالقطع من ذاك الجلاب مثل ما يحتفظ بها عفيف فى جيب جلبابه ..
بدأت فى تناول القطعة الاخرى فى استمتاع عجيب وهى تتطلع من النافذة على ذاك اللون الأخضر المختلط بدرجات لون تلك الارض الطيبة الممتدة حتى الجبل .. تنبهت لتلك الربتة الخفيفة على ركبتها لتتطلع الى ذاك الطفل الذى انفرجت شفتيه عن ابتسامة محبة ما ان وقع نظرها على محياه ليظهر موضع اسنانه الأمامية فارغا منها مما أورثه مظهرا اكثر براءة واشار فى حياء الى قطعة الجلاب التى تحمل .. قهقهت فى فرحة وحملته لتضعه على فخدها هامسة بالقرب من مسامعه :- انت اسمك ايه بقى !؟..
ابتسم الطفل فى حياء هامسا :- أسمى ثعيد ..
همست متسائلة محاولة كتم ضحكاتها :- انت بتحب الجلاب يا سعيد !؟..
هز الطفل رأسه عدة مرات فى حماسة مؤكدا مما دفع الضحكات لثغرها ليستطرد الصبى معاتبا فى ضيق :- لكن امى مش بتچبهولى عشان سنانى باظت م السكر .
اكدت دلال :- ماما خايفة عليك يا سعيد .. لازم تحافظ على أسنانك ..بس انا هديك حتة عشان احنا بقينا صحاب بس بعد ما استأذن ماما .. ماااااشى ..
ابتسمت ام سعيد معلنة موافقتها والتى كانت تجلس فى المقعد الموازى لدلال ودعت لها ممتنة :- تسلمي .. وعجبال ما تشيلي عوضك عن جريب ..
ابتسمت دلال وهى تلوح لسعيد الذى اندفع فى اتجاه مقعد امه منتصرا فى سعادة لحصوله على قطعة الجلاب واخذ يتناولها فى شره محب بنواجزه مستعيضا بها عن اسنانه الأمامية المفقودة ...
تطلعت دلال الى سعيد للحظة وأشاحت بوجهها في أتجاه النافذة وكادت ان تقهقه فى بلاهة وهى تتخيل عفيف عندما كان طفلا لابد وانه كان يشبه سعيد فاقدا لأسنانه الأمامية من كثرة تناوله الجلاب الذى يحب .. لكن رغما عنها دمعت عيناها عندما تذكرت اين يكون عفيف بتلك اللحظة .. كانت تحاول ان لا تفكر في الامر حد الإنكار فليس عفيف ذاك الذي يُحبس بين اربعة جدران تقيد حرية روحه ..
تطلعت للنافذة من جديد وسالت دموعها وتضرعت في وجع طالبة من الله نجاته ..
**************
عادت من ذات الطريق الذي قطعته باكية منذ عدة اسابيع ظنا منها انها لن تعود مجددا ..
احتضنت عيناها كل التفاصيل التي تعجبت كيف أضحت تحفظها عن ظهر قلبها وكأنها تفاصيل موشومة على جدران روحها ..
هتف مناع بصوت متحشرج تأثرا :- وعيتي يا داكتورة للي حصل لعفيف بيه !؟..بس والله تو ما وعيت لحضرتك حسّيت ان ربنا هيفرچها ..
ابتسمت دلال بشجن لمحبة مناع الخالصة لسيده وهمست :- عفيف بيه هيطلع منها يا مناع .. عفيف لو عملها كان وقف قدام الناس كلها وقال انا خدت بتاري مش هيستخبي زي الجبنا ويدارى ..
هتف مناع مصدقا :- والله صدجتي يا داكتورة.. هو دِه عفيف بيه بالمظبوط ..
هزت رأسها مؤيدة وتطلعت للطريق من جديد وقد اصبحوا على مشارف البيت الكبير ..
اندفعت تركض لداخل البيت ما ان صف مناع العربة جانبا وهتفت في شوق :- خالة وسيلة!؟..
ظهرت المرأة العجوز من داخل المطبخ كعادتها وشهقت في فرحة غامرة :- بتي .. يا حبيبتي .. وفتحت ذراعيها تستقبلها في محبة طاغية مستطردة بصوت يتحشرج بكاءً :- اني جولت لحالي انك هتاچي ميتا ما تعرفي اللي چرى ..
اندفعت دلال تتمتع بالحنان الفطري بين ذراعيها في شوق هامسة والدمع يترقرق بعيونها :- طبعا يا خالة لازم أجي .. مقدرش اسيبكم ف الظروف دي ..
اندفعت ناهد تهبط الدرج ما ان ادركت وصول دلال :- دكتورة دلال ..
وبكت وهى تندفع بأحضانها هاتفة :- شفتي اللي چرى .. عفيف يحصل له كده !؟.. انتِ تصدجي ..
ربتت دلال على كتفها مطمئنة :- والله ليطلع منها .. عفيف بيه طول عمره بيعمل الأصول والواجب ومتأخرش على حد احتاجه ف يوم.. وربنا اكيد هيوقفله عمله الطيب ..
همست ناهد متضرعة :- يسمع منك ربنا يا دكتورة ..
همست الخالة وسيلة رابتة على كتف دلال في محبة :- تصدجي بأيه يا بتي !؟..
همست دلال :- لا اله الا الله ..
استطردت الخالة وسيلة في صدق :- دخلتك علىّ دلوجت كني وعيت للغالي بالمظبوط ..
ربنا لا يغيبك ولا يغيبه ابداااا ..
كادت ان تفلت من دلال شهقة باكية متأثرة بكلام الخالة وسيلة دارتها بأحضانها وهى تندفع لاجئة بين ذراعيها من جديد .. وابتهلت في قهر ولوعة هامسة :- يااارب ..
*******************
جلس بركن زنزانته يذكر الله بسره نائيا بنفسه عن رواد الزنزانة الذين جاء بهم العسكري امس بساعة متأخرة ..
اغمض عينيه وحاول الانفصال عن ذاك الشجار الدائر بين اثنين منهم يحاول تخيل انه لايزل بين جدران بيت جده اوحتى منطلقا بفرسه بلا وجهة محددة .. تذكر يوم رحيلها وهروبه منها ليجد نفسه متطلعا اليها تغيب .. شعر بنفس الغصة بقلبه فعاد يذكر الله مستغفرا من جديد..
انفرج باب الحبس عن احد العساكر ليلزم المتشاجرين اماكنهم كأن شيئا لم يكن وهتف باسم عفيف فانتفض مجيبا :- انا اهااا .. خير!؟..
دخل العسكري حاملا حقيبة بلاستيكية ضخمة تحمل الكثير من الخيرات تسلمها عفيف في هدوء ووضعها جانبا ليخرج العسكري مغلقا باب الحبس خلفه ..تهامس الرجال وهو يتطلع لمحتويات الكيس بلا اهتمام يذكر ورائحة المأكولات الشهية المنبعثة منه يسيل لها لعابهم..تناول الكيس بهدوء ونهض واضعا اياه وسط الزنزانة قائلا :- بِسْم الله يا رچالة..
انتفض الرجال من مواضعهم منقضين على ما بداخل الكيس يتنازعونه فيما بينهم ليعود هو لمجلسه يركن رأسه على الحائط الرطب خلفه يعاود ذكر الله ..
هتف احد الرجال ساخرا وهو يخرج شئ ما من داخل الكيس البلاستيكي :- ايه دِه !؟.. انفجر اخر ضاحكا بسخرية :- چلاااب !؟..
قهقه الرجال بينما انتفض هو من موضعه مندفعا باتجاه الرجل منتزعا الجلاب من كفه.. صمت الجميع ولم يعقب احدهم على ما فعله و بل تجاهلوا الامر تماما وصرفوا أنظارهم لما بالكيس بينما عاد عفيف من جديد يحمل الجلاب بين كفيه .. جلس يتطلع اليه في سعادة فاقت الحد .. هل ما يظنه صحيحا !؟.. هل عادت ..!؟.. وهل هذا الجلاب هديتها !؟.. لا احد يعلم مدى عشقه للجلاب واحتفاظه به دوما في جيب جلبابه إلاها !؟.. كان كشفه لها عن ذلك يومها من الامور التي تعجب منها لاحقا .. كانت الوحيدة التي أزاح امامها الستارعن شخص عفيف النعماني الحقيقي الذي يتداري خلف قناع الصرامة والمفروض والواجب ..
تطلع للجلاب من جديد وتناول قطعة منه لينتشر طعم السكر بفيه مشعرا اياه بسعادة لا توصف لا علاقة لها بطعم السكر بل بطعم الفرحة الذي غمر روحه ..
****************
نهاية الفصل الرابع والعشرون

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-20, 09:27 PM   #147

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

25 – فرحة العمر
كان يقف متوترا يتلفت حوله في اضطراب داخل دائرة من نار تحيط به من كل جانب .. عاجز عن البقاء داخلها وغير قادر على الخروج منها .. واخيرا خبت هذه النيران ليصبح المكان حوله معتم والعجيب انه لايزل غير قادر على ان يبرح موضعه داخل دائرة النيران التي خبت جزوتها تماما .. وفجأة ظهرت تلك الاعين المخيفة المتربصة به .. كانت عيون مشعة لذئاب تحاول الوصول اليه وهو لا حول له ولا قوة .. لا يملك ما يدافع به عن نفسه .. يحاول دفع أذاها عنه لكن لا جدوى .. مزق احدهم طرف جلبابه بأنيابه الا انه سمع صوتا يناديه .. صوت يألفه ويستشعر وحشه لصاحبته .. صوتها هاتفا باسمه.. كان كلما هتفت يضئ المكان حوله فتندفع الذئاب المتربصة مبتعدة ذعرا ..اندفع احد الذئاب ناحيته وأوشك على اصابته لكنها ظهرت بكامل هيئتها تنظر اليه في شوق وكفها يحمل مشعلاً قدمته اليه ما ان تناوله حتى لوح به فولت الذئاب هاربة .. لكن هى اختفت من جديد فظل ينادي عليها حتى استيقظ مذعورا يهتف بإسمها..
تطلع حوله في تيه للحظات ليتأكد انه كان يحلم وحمد الله ان كل من بالحبس نياما ما سمعوا هتافه باسمها .. مسح وجهه بباطن كفه هامسا في وجل :- يا رب خير .. يا رب ..
ليتناهى لمسامعه اذان الفجر فتضرع رافعا كفه من جديد وقلبه يهفو اليها .. يشعر بالسعادة انه لمح طيفها بمنامه فقد فاق شوقه لمرأها الحد..فتلك هى المرة الاولى التي يراها فيها بعد رحيلها عن النعمانية .. يضنيه شوقه لقربها.. فهل يدنيه قدره لها !؟..
****************
ما ان علمت النسوة بعودة دلال الا وتزاحمن على بابها من جديد وعلى الرغم من سعادتها لذلك الا انها استشعرت غصة بحلقها كادت تدفعها للبكاء ما ان لمست استقبالهن لها بحفاوة بالغة و دعواتهن لعفيف بالخروج سالما والنجاة من ضيقته ..
مر النهار طويلا نتيجة لإقبال النساء الذي لم تتوقعه .. وما ان همت بغلق باب غرفة الكشف حتى تناهى لمسامعها نداء باسمها .. تطلعت خارج الباب تحاول ادراك الموضع الذي يصلها منه الصوت واخيرا تنبهت لظل احدهم خلف شجرة بجوار الباب الخلفي .. تحركت في قلق هاتفة :- مين !؟..
خرج من مخبئه هامسا :- اني يا داكتورة .. لجل النبي تاچي معايا دلوجت .. مرتي بتولد وبتموت.. أبوس رچلك انچديها ..
اكدت دلال في محاولة لتهدئة الرجل الذي كان يبدو صادقا في كل حرف ينطقه حتى انها لمحت اثر دمع بعينيه :- حاضر .. بس اهدى وانا هروح ابلغ مناع يخرج لنا الكارتة عشان نروح لمراتك ..
ما ان همت دلال بالحركة حتى هتف يستوقفها:- بلاها مناع يا داكتورة ..
تطلعت اليه دلال متعجبة :- ليه !؟..
اكد الرجل بإصرار :- بلاش تجولي لمناع يا داكتورة .. اصلك لو عرف اني وخدك على فين مش هيرضى يچيبك ..
قالت دلال :- ليه !؟.. هو احنا هنروح على فين !؟
همس الرجل في اضطراب :- شادر الحلب يا داكتورة .. مرتي بتموت هناك .. النسوان معرفوش يعملوا لها حاچة ومحدش غيرك هيغيتها .. أبوس رچلك ..
همست دلال باضطراب محاولة اختلاق الاعذار :- طب وهنروح ازاي من غير ..
قاطعها الرجل مؤكدا :- اني عامل حسابي .. بس همي يا داكتورة جبل ما حد يوعالي ..و اني هاخدك وهرچعك تاني ومحدش يجدر يتعرض لك .. أفديكِ برجبتي ..
اومأت دلال برأسها ايجابا وتناولت حقيبتها الطبية ووضعت على رأسها شال امها واندفعت مع الرجل الي مضارب الغجر ..
****************
كان الرعب يدب بأوصالها والجميع يتطلع اليها بهذا الشكل مستهجنا تلك الغريبة التي وطأت اقدامها مضاربهم على غير العادة ..
هتف طايع رفيقها الذي كان يحمل عنها حقيبتها الطبية :- اتفضلي يا داكتورة .. من هنا ..
اقتربت دلال من الخيمة المشار اليها وقد تناهى لمسامعها بالفعل امرأة تنازع في وجع واهن يدل على فقدها قوتها ..
دخلت الخيمة وما ان رأتها النسوة الملتفات حول المرأة التي تنازع ألام المخاض حتى انصرفن الواحدة تلو الاخرى معترضات على تواجدها ولم تبق حتى واحدة لمساعدتها .. لم تلق دلال بالا لذلك بل توجهت من فورها للمرأة هامسة في محاولة لطمأنتها :- ارتاحي .. متخافيش .. ربنا فرجه قريب .. كله هايبقى تمام..
توجعت المرأة من جديد ودلال تقوم بفحصها وما ان انتهت من الفحص حتى بدأت في محاولاتها في مساعدة المرأة على ولادة صغيرها الذي يبدو انه ما عاد لديه رغبة في المجئ من الاساس لتهمس المرأة والتي لم تكن الا ورد :- ربنا عمره ما هيفرچها على واحدة زيي يا داكتورة ..
تطلعت دلال لها باشفاق ولم تعقب لتلتقط المرأة انفاسها بصعوبة في تتابع مؤكدة :- منك لله يا لواحظ ..
تنبهت دلال لاسم لواحظ تلك الفتاة التي كانت سببا لمشكلة كادت ان تؤدي لصراع يوما ما وكانت هى السبب في وأده .. استطردت ورد بوهن :- لولاها ما كان زيدان چوزي عرف صفوت ولا اللي چانا من وراه .. والله زيدان كان طيب وبن حلال .. بس لولا صفوت ولواحظ وزنهم على ودانه ما كان مشي فسكتهم..كَتير جولتلهم ابعدوا عن چوزي ..و الغلبان بسبب غرسته السودا ف حكاويهم هرب من النعمانية ومبجيش ليه مكان حتى هنا .. محدش كان جابله .. الدنيا ضاجت بيه راح خلص على صفوت وكان حالف يخلص عليها هي كمان ..
شهقت دلال غير مصدقة ان دليل براءة عفيف بين يديها في تلك اللحظة:- انتِ بتقولي ايه !؟
ألتقطت ورد انفاسها في صعوبة :- بجول الحجيجة .. اني بموت و مش عايزة اشيل ذنب حد .. زيدان الله يرحمه هو اللي جتل صفوت عشان ينتجم منِه بعد ما خلاه يمشي وراه ..و اهاا هو كمان راح فيها چانا من اسبوع غرجان ف دمه بعد عاركة كبيرة و معرفناش نلحجه لحد ما دمه اتصفى .. وراح فيها جبل ما يملي عنيه بشوفة ولده ..و شكلي هحصله ..
اكدت دلال في حماسة :- لا .. متخافيش ..مش هتموتي .. خليكي معايا بس .. وباذن الله هتقومي بالسلامة .. بس اوعديني لو ربنا نجاكِ تشهدي بالكلام ده ..
همست ورد بوهن :- أوعدك يا داكتورة .. بس انچديني .. اني بموت ..
همست دلال بتضرع وعيونها تغشاها دموع الفرحة :- قولي يا رب ..
همست ورد :- يااارب ..
كان طايع يعسكر امام باب الخيمة ينتظر اي اخبار من داخلها تطمئنه ولم يكن يدرك ان لواحظ كانت قد جاءت الخيمة من خلفها لتساعد الدكتورة في عملها من اجل خاطر ورد فاستمعت للاعترافات التي أدلت بها للدلال والتي اصبح خروجها من مضاربهم خطر على الجميع ..
******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-20, 09:33 PM   #148

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اندفعت لواحظ في اتجاه خيمة مرعي هاتفة باسمه في دلال ليخرج مسرعا اليها يهزه الشوق لسماع صوتها يخاطبه بذاك الغنج قائلا في سعادة ما ان طالع محياها :- لواحظ !؟.. اتوحشتك يا بت ..
همست باغواء مدروس :- وانا كمان ..
هتف بلهفة :- صحيح يا بت !؟..
هزت رأسها في إيجاب هامسة بنبرة تذيب الحجر :- وعشان كِده چت لك .. عشان خايفة عليك .. عشان انت عزيز عليا جووي .. ومرضاش اعرف انك هتروح ف مصيبة واجف ساكتة ..
هتف متعجبا :- مصيبة ايه !؟..
استدارت اليه متطلعة :- البت ورد راحت جالت للداكتورة دلال ان انت اللي جتلت صفوت النعماني عشان تخرچ عفيف ويتهموك انت .. معلوم .. ما هي بتموت اهااا والداكتورة عنديها واني سمعتهم بودني ..
كان مرعي يهم بالاندفاع متهورا في اتجاه خيمة ورد الا انها استوقفته هامسة :- لاااه .. انت رايح فين !؟.. مش دلوجت .. ورد مجدور عليها ده لو ربنا نچاها م الاساس .. اما الداكتورة فليها صرفة تانية تخرج بس من عندينا واجولك نعملوا ايه .. هو احنا هنطولها وسطينا ونچيب لنفسنا مصيبة..
اومأ مرعي برأسه موافقا وقد هدأت ثورته قليلا وظل ناظره معلقا بخيمة ورد منتظرا خروج دلال خارج حدود مضاربهم ليقوم باللازم ..
****************
خرجت دلال من خيمة ورد وما ان طالعها طايع حتى انتفض من موضعه هاتفا في لهفة يطمئن على ورد :- هااا يا داكتورة ..!؟..ايه في !؟..
هزت دلال رأسها في إيجاب :- الحمد لله يا طايع.. هى تمام ..ربنا نجدها لكن المولود متكتبلوش يعيش .. جيت متاخر قووي .. والحمد لله ان هي عدت منها ..
هتف طايع في سعادة :- المهم هى يا داكتورة .. ربنا يبارك لك يا رب ..
اكدت دلال لطايع :- انا معملتش غير الواجب رجعني بسرعة بقى عشان خلاص الليل داخل..
اكد طايع :- من عنايا يا داكتورة .. اني وعدتك .. هرچعك من مطرح ما خدتك .. اتفضلي ..
خرجت دلال والعيون تتفرس بها من جديد ليحملها طايع علي عربته خارج حدود مضارب الحلب .. ولم يكن يعلم ان عيون مرعي تتربص بهما .. وعند انحدار ما على الطريق ظهر مرعي حاملا بكفه سكين ذو نصل برق امامها في ضي الشمس الغارب متوجها به نحو دلال التي صرخت تحاول الابتعاد عن مسار النصل لكن طايع كان بالمرصاد لمرعي دافعا اياه بعيدا ..
زمجر مرعي في غضب عندما افشل طايع ضربته وجعلها تخطئ هدفها .. عاود الكرة من جديد وطابع يدفع به بعيدا عن دلال التي نزلت من العربة تركض في اتجاه النجع ..
أيقن مرعي انه لن يصل للدكتورة الا بالتخلص من طايع الذي اقسم لها على حمايتها بروحه وها هو يفعل عندها سدد مرعي نصل سكينه تجاهه ليسقط مدرجا في دمائه متأوها ومرعي يندفع خلف دلال يحاول اللحاق بها ..
كاد ان يصل لها لكن تلك الرصاصة التي انطلقت من فوهة سلاح ما اصابت يده التي تحمل النصل وجعلته ينفضه من كفه ويندفع هاربا بين الأشجار ليظهر نديم ومن خلفه شريف ..
اندفعت في لهفة تجاههما صارخة :- انا عرفت مين اللي قتل صفوت .. انا معايا براءة عفيف ..
هتف شريف متلهفا :- طب ياللاه معايا بسرعة ع النيابة .. كل كلمة ودقيقة ليها ثمن .
هتفت دلال مؤكدة :- بس ألحقوا طايع في واحد معرفهوش حاول يتهجم عليا وهو دافع عني .. و كمان اللي اسمها ورد .. هي اللي اعترفت لي .. لازم تلحقوها قبل ما حد يعمل فيها حاجة ..
اكد شريف متعجلا :- طب ارجعي انت مع نديم وانا هقوم بالازم ..
واندفع بقوته في اتجاه مضارب الغجر بينما اندفع كلاهما نديم ودلال في اتجاه البيت الكبير ليبشرا ناهد والخالة وسيلة التي كان لها الفضل في معرفة مكان دلال بعد ما رأتها وقد رحلت مع ذاك الغجري طايع حتى أبلغت نديم والذي بدوره ابلغ شريف واندفعا خلفها ليعودا ببراءة عفيف الوشيكة ..
*****************


تنهد شريف زافرا في ضيق وهو يتطلع الى خاتم زواجه الذي يطوق بنصر كفه اليسرى هامسا في شوق :- وحشتيني يا زوزو .. والنعمة انا هيحصل لي حاجة لو ما نزلت اجازة .. يرضيكِ كده يا حكومة !؟..
انتفض منتزعا نفسه من خلف مكتبه مندفعا للخارج هاتفا بعسكري الخدمة امرا وهو يضع نفسه خلف مقود السيارة الميري :- اللي يسأل عليا ..انا ف مأمورية سريعة وراجع .. مفهوم..!؟
اكد العسكري هاتفا وهو يؤدي التحية العسكرية في صرامة :- مفهوم يا فندم ..
انطلق شريف بعربته وتوقف عند اقرب سنترال ودخل يطلب نمرة بيتهما .. دخل احد الكبائن في انتظار رفع احدهم لسماعة الهاتف و تنفس الصعداء عندما ردت امها :- ايوه مين!؟..
هتف شريف :- ازيك يا طنط .. انا شريف .. عاملين ايه !؟..
هتفت ماجدة في سعادة :- اهلًا يا شريف .. اهلًا يا حبيبي ..عامل ايه !؟.. وهاتيجي امتى!؟..
هتف شريف متعجلا :- كله تمام يا طنط .. هو فين ماما وزينب !؟..
اكدت وهى تضع السماعة جانبا :- هناديهم لك حالا يا حبيبي ..
نادت ماجدة على زينب من الداخل بينما اندفعت تطرق باب الشقة المجاورة لاستدعاء شريفة ..
اندفعت زينب باتجاه التليفون تكاد تموت شوقا لسماع صوته في نفس اللحظة التي دخلت فيها شريفة من باب شقة امها .. تركت سماعة الهاتف مبتسمة :- تعالي يا طنط اطمني على شريف وبعدين ابقى أكلمه ..
ألتقطت شريفة سماعة الهاتف اطمأنت على ولدها وتركتها لزينب تغمز لها في مرح :- امسكي يا بنتي كلميه بدل ما يحصل له حاجة..
انفجرت ماجدة ضاحكة واشارت كل منهما للأخرى مبتعدة لتتناول زينب الهاتف تنأى به هامسة في لهفة :- ألوووو ..
هتف مازحا كعادته :- يا وعدي .. والنعمة احلي ألووو سمعتها ف الدنيا ..شكرًا مصلحة التليفونات ..
قهقهت لمزاحه فهتف لائما :- لا والنبي يا زوزو .. سرينة الإسعاف لااا .. انتِ عارفة ان دي نقطة ضعفي ..
همست لائمة بدلال :- يعني دي بس نقطة ضعفك !؟..
همس مازحا :- اسكتي .. مش ده اللي انا كنت فاكرة .. طلع غير كده خااالص .. تعالي عبي وشيلي .. نقاط ضعف بتتدلدق .. متعديش يا زوزو يا اختي ..
قهقهت من جديد ليهمس في شوق :- زوزو .. وزة ..!؟..
همست بدورها :- هاااا ..
همس بشوق من جديد :- وحشتيني ..
صمتت وأجابه شهقة لوعة من قبلها وساد الصمت للحظة قبل ان تهمس :- شريف .. انت راجع امتى !؟..
اكد متنهدا :- يعني اهو الحمد لله الدنيا هديت وعفيف خرج براءة ..
هتفت زينب في سعادة :- صحيح !؟.. الحمد لله..
اكد شريف مازحا :- اه .. الحمد لله .. وعقبال براءتي انا كمان.. يومين ..وابقى عندكم باْذن الله ..
تساءلت زينب في فرحة :- صحيح يا شريف!؟..
اكد لها :- قولي يا رب ..
همست :- يااارب ..
استطرد مازحا :- جاااايلك يا كرييييم ..
تساءلت زينب متعجبة :- كريم مين !؟..
اكد شريف :- لااا متخديش ف بالك ده انا بدعي.. كريم يااارب ..
قهقهت من جديد ليستكمل :- وقتك خلص معايا يا وزتي .. ونكتفي بهذا القدر من سرينة قلبي عشان هتجيب اجلي وانا بعيد كده .. حراااام..
كتمت ضحكاتها وحيته :- خلي بالك على نفسك يا شريف .. تيجي بالسلامة ..
همس مودعا :- مع السلامة ..
اغلق الهاتف واندفع في اتجاه عربته قادها عائدا للنجع وقد اتم مهمته ..عاد بوجه غير الذي غادر به مترنما وهو يدخل النقطة :-
يابو ضحكة جنان .. مليانة حنان ..
ليتطلع اليه عسكري الخدمة في إشفاق على حال ضابطه الذي اعتقد ان الزواج سيصلح حاله فإذا به ينقلب للأسوء .. وتصبح حالته مستعصية على العلاج ..
****************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-20, 09:42 PM   #149

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

تنهد عفيف وهو يطالع ذاك الزحام والطبل والمزمار امام بوابة البيت الكبير وهو قادم بالعربة وأمر مناع :- اوجف جدام البوابة الورانية..
ترجل من العربة مندفعا في اتجاه الداخل هاتفا في مناع معاتبا :- كان ايه لزمته دِه يا مناع!؟..هو اني راچع من الحچاز .!؟..
انتفض موضعه عندما تناهى لمسامعه قولها:- يا عفيف بيه .. خلي الغلابة تفرح ..
استدار لموضع القائل لتطالعه بوجهها البشوش وابتسامتها الصافية البكر فاضطربت جوارحه واندفع مناع مبتعدا وعلى وجهه ابتسامة العالم ببواطن الامور ..
تنحنح عفيف وهو يدعك ذقنه الذي طال بسبب بقائه في الحبس محاولا اجلاء صوته ورغم ذلك خرج متحشرجا :- حمد الله بالسلامة يا داكتورة..
قهقهت دلال قائلة :- المفروض دي تتقال لك انت يا عفيف بيه .. بس دايما حضرتك سباق…
ابتسم يخفض رأسه حياءً يحاول ان يغض طرف فؤاده عن محياها الذي اشتاقه حد التهلكة قائلا:- خلاص .. حمدالله بسلامتنا احنا الاتنين.. وبتشكرك يا داكتورة لولاكِ كان ..
قالت دلال متعجبة :- بتشكرني على ايه!؟..انا..
قاطعها هامسا بنبرة حيرتها :- اشكرك مرة من نفسي .. ما انتِ شكرتيني كَتير ..
واندفع متوجها لداخل البيت الكبير تاركا أياها في حيرة من مقصده .. متي شكرته يا ترى!؟.. ولم تتذكر انها أرسلت له خطابا اعتقدت يوم وضعته بأحدي الروايات كى تضعه على مكتبه قبل رحيلها انه تاه ولم يصل وجهته .. لكنه وصل وكان يحمل الكثير من الشكر وان ذاك الخطاب المنسي الان هو المحفوظ كلماته بفؤاده لكثرة ما كرر قراءته وهو وحيدا داخل محبسه ..
*****************
جلس جميعهم حول مائدة الطعام في انتظار قدوم عفيف من الاعلى ليشاركهم اياه اخيرا..
هل من اعلى الدرج فتعلقت نظراتها به لاأراديا وتطلعت لوجهه الحليق الذي عاد سيرته الاولى بعد ان تخلص من لحيته التي استطالت بمحبسه فعاد عفيف الذي تعرفه بذاك الشارب المهذب والنظرات الفحمية المتستر خلفها حنان يغمر الكون وتفاحة ادم التي تزين منتصف حلقه تتحرك اذا ما تحدث فتورثها اضطرابا يهز عرش ثباتها ويثير بها فوضى من المشاعر اذا ما اقترن بصوته الرخيم المتحشرج احيانا والصارم اكثر الوقت والحاني في احيانا خاصة جدا ..
تنبهت انها أطالت النظر فخفضت نظراتها لصحنها حتى وصل لطاولة ملقيا التحية ومتخذا موضعه المعتاد على رأسها ..
تناول الجمع الطعام بهدوء ظاهري لكن كل منهم كان يحمل بداخله قصة لم تروى بعد .. وكان اول الغير قادرين على كبت البوح بها هو نديم الذي قال متنحنحا وهو يدفع بأوراق مطوية تجاه موضع جلوس عفيف :-اعتقد يا عفيف دول مبقلهمش لازمة ..
تناول عفيف الاوراق وابتسم عندما وجدها ممزقة وقال مازحا مشيرا برأسه لناهد :- هو البت دي زهجتك جوي كِده !؟..
اكد نديم مازحا :- قووي .. الله يكون ف عونك يا عفيف والله ..
هتفت دلال معاتبة لاخوها وهى تنظر الى ناهد لتجدها وقد احمرت خجلا وإحراجا :- نديم .. حد يقول كده برضو !؟..
اكد نديم مازحا :- بقول الحقيقة .. ده انا من كتر ما تعبتني مش عايز اخلص من زهقها طول عمري ..
انكمشت ناهد تود لو الارض انشقت وابتلعتها ونديم يستطرد :- انا قدام النعمانية كلها جوزها بس انا قلت للكل الزفاف مش هيكون الا بعد خروج عفيف بالسلامة .. وبما ان ربنا كرمك بالبراءة ..يبقى نخلي الفرحة فرحتين .. ايه رأيك!؟..
قهقه عفيف وقال في سعادة :- وماله .. دِه يوم المنى ..نجولوا على اول الشهر باذن الله ..انتِ ايه رأيك يا عروسة !؟..
اندفعت ناهد للأعلى غير قادرة على رفع نظراتها لعفيف تخبره رأيها ..
ابتسم عفيف مؤكدا :- على خيرة الله ..
ابتسم نديم بدوره وكان يشعر ان اول الشهر بعيدا جدااا عن ان يطاله وباركت دلال في فرحة غامرة سعادة اخيها وفرحته و استأذنت للصعود لناهد للمشاورة في امر الزفاف القادم بينما اطلقت الخالة وسيلة دفعات من الزغاريد مؤكدة ان الفرحة قد بدأت بشائرها تلوح اخيرا بالأفق ..
****************
اندفع عفيف خارج البيت الكبير الذي اصبح العمل بداخله على قدم وساق لأجل الاعداد لزفاف نديم وناهد .. تنبه عفيف لمناع الذي كان يجهز الكارتة للخروج بها فهتف به :- يا مناع !؟.. واخد الكارتة على فين !؟..
اندفع مناع يقف قبالته مؤكدا :- رايح اچيب الداكتورة .. خرجت من بدري تولد مرت تهامي ابو محرز ..
اشار عفيف :- طب خليك انت انا رايح مشوار وهاچيبها ف طريجي ..
سأل عفيف يشاكسه :- مشوار ايه !؟..
هتف عفيف ناظرا اليه متعجبا :- واااه ..
ابتسم مناع وربت على صدره طالبا السماح ليصعد عفيف الكارتة واندفع خارجا من البوابة ونظرات مناع تتابعه يتمني لو يتحقق ما يتمناه داخله ..
وصل عفيف امام بيت تهامي لتندفع دلال خارجة ما ان سمعت صوت توقف الكارتة بالخارج ..
توقفت للحظة ما ان طالعها محيا عفيف يجلس بانتظارها وهتفت بالتحية وردها في اقتضاب .. صعدت اليها في احترافية اكتسبتها من تكرار الصعود والهبوط منها .. جلست جواره واندفع بها في اتجاه عكس اتجاه البيت فتساءلت :- هو أحنا مش رايحين البيت !؟..
رد باقتضاب :- لاااه ..
تساءلت من جديد :- امال رايحين فين !؟..
اكد بكلمة واحدة :- هاتعرفي دلوجت ..
مرت الدقائق في صمت حتى توقف على ذاك الجرف العال الذي يشرف على النعمانية كلها بما حولها ..
اخرج خطابها من مكان ما بجوار قلبه هامسا:- انتِ صح شايفة ان ايامك ف النعمانية كانت حلم ومكنتيش عايزة تصحي منِه !؟..
اضطربت بموضعها جواره واندفعت تهبط العربة مبتعدة تتطلع للأفق البعيد وشمسه الغاربة .. هبط خلفها وتوقف جوارها يتطلع للأفق بدوره وهمس من جديد مشيرا للطريق الذي سارت به السيارة راحلة منذ اسابيع :- الطريج اللي انتِ وعياله دِه خدك بعيد عن النعمانية .. يوميها كنت واجف هنا بطلع للعربية وهى بتبعد وكنت حاسس انها واخدة روحي وياها ..
شهقت وانتفضت موضعها وتطلعت اليه في صدمة .. ليستطرد هامسا وهو يتطلع اليها:- ايوه ..يا داكتورة .. روحتي ومن يوميها وعيت ان روحي مش هتتردلي الا برچعتك ..
همست تتطلع اليه ولازالت الصدمة مسيطرة عليها :- الكلام ده كله ليا انا !؟..
همس ولازالت نظراته تتجول على محياها الذي زادته الصدمة براءة :- ايوه انتِ يا داكتورة .. تتچوزيني ..
دمعت عيناها وتسمرت نظراتها على محياه وهو يتطلع اليها في عشق فضحته تلك النظرات التي جالت بمحياها المحبب لروحه وهمست هى في حروف مضطربة :- انا .. انا ..
همس يتعجلها في لهفة لسماع ردها :- انتِ ايه!؟…
انسابت دمعاتها التي اختلطت بابتسامتها وهمست في عشق :- ايوه ..موافقة ..
تنهد في راحة واتسعت ابتسامته واخيرا اندفع بدوره صاعدا العربة لتلحق به هاتفة في تعجب :- على فين !؟..
صعدت جواره العربة ليهمس متطلعا اليها من جديد :- هروح أطلبك من اخوكِ .. والفرح يبجى فرحين ..
همست وهى تشيح بنظراتها بعيدا في اضطراب خجل :- بسرعة كده !؟..
همس بدوره في عشق وهو يعيد الكارتة للطريق عائدين من جديد للبيت الكبير :- بسرعة ايه !؟.. دِه اني اللي حكمت تبجى اول الشهر .. يا ريت لساني كان جال عشية ..
اضطربت موضعها جواره لا تصدق ان حلمها في وصاله بات وشيكا وانها مالكة قلبه وساكنة روحه .. عادت العربة للطريق والذي بات امام ناظريهما طريقا مفروشا بالورود يتناهي لمسامعهما شدو مضارب العجر القريبة وكأنها رسالة تحيي عشقهما :-
سلّم عليّ .. سلّم عليّ لما جابلني وسلّم عليّ
ولدي يا ولدي .. يا سلام يا سلام
سلّم عليّ ..
لو كان حبيبي يندهلي
أنسى حبايبي و أفوت أهلي
وأفرح بجربه على مهلي
حبيبي
دي فرحة العمر بحاله
يوم الفؤاد ما يروج باله
يضحك زمانه و يصفاله
حبيبي ..
توقفت العربة امام بوابة البيت الكبير لتهبط دلال منها متجهة للداخل في عجالة تكاد تتعرقل في خطواتها اضطرابا ..
ظهر مناع متطلعا لعفيف الذي اشرق وجهه بضياء من فرحة لم ترتسم على محياه منذ زمن بعيد ..
همس مناع لعفيف وهو يترجل من العربة مستفسرًا :- كن اللي ف بالي حصل !؟.. صح يا بيه !؟..
اومأ عفيف مجيبا بايماءة من رأسه وابتسامته تتسع لتصل لعمق عينيه فهلل مناع في سعادة:- الله اكبر ..
دمعت عيناه وتحشرج صوته ليعاتبه عفيف في محبة محتضنا اياه هامسا :- واااه يا حزين.. تاريك واعي ان العشج واعر ..
همس مناع متمالكا حاله :- ربنا يتم فرحتك على خير يا بيه ويهنيك بحلالك ..
ربت عفيف على كتفه ممتنا وهمس مندفعا للداخل :- اني رايح اطلبها من اخوها ..
بحث عفيف عن نديم ليجده جالسا ببهو المندرة فتنحنح في اضطراب وجلس ملقيا التحية والتي بادله إياها في محبة ..
سادت فترة من الصمت حتى هتف عفيف فجأة:- ايه رأيك يا نديم لو نخلي الفرح فرحين!؟..
اجاب نديم :- طب ما هم فرحين فعلا يا عفيف!؟.. فرحنا انا وناهد وفرحتنا بخروجك بالسلامة ..
تنحنح عفيف من جديد وابتسم قائلا :- طب نخليهم تلاتة ..
تطلع اليه نديم في شك مترقبا ليهتف عفيف بكلامه دفعة واحدة :- انا طالب يد اختك الداكتورة دلال ..
تطلع نديم اليه مشدوها لبرهة واخيرا اتسعت ابتسامته هاتفا :- ده يشرفني يا عفيف .. بس اسألها الاول وهى ..
هتف عفيف في تهور لم يكن يوما من طبعه:-هى موافجة ..
واستدرك عندما ادرك هفوته :- اجصد يعني..
قاطعه نديم مبتسما :- الف مبروك يا عفيف ..انا مش هلاقي لأختي راجل يصونها زيك ..
احتضن كل منهما الاخر رابتا على ظهره في قوة ممتنا ..
واستأذن نديم في الصعود لدلال التي ادرك لما دخلت من الخارج مهرولة بهذا الشكل ..
طرق باب غرفتها ودخل ما ان أذنت له .. تطلعت اليه في اضطراب ليقهقه وهو يفتح ذراعيه لها في محبة .. اندفعت اليه ليحتضنها في مودة هامسا :- مبروك يا دلال .. والله العظيم فرحتي بجوازك اكبر من فرحتي بجوازتي انا شخصيا ..
هتفت تشاكسه :- يا بكاش ..
قهقه من جديد ثم تحولت نبرته للجدية هاتفا :- لا حقيقى يا دلال .. انا كنت ناوي بيني وبين نفسى اتجوز وأمشي فعلا في إجراءات نقلي للقاهرة بأي طريقة .. مكنش ينفع اسيبك تاني لوحدك .. لكن ربنا جاب الحل من عنده ..ربنا يسعدك يا رب .. عفيف راجل محترم ومتعلم وهيصونك بجد وده اللي يهمني ..
قبل جبينها وابتسم لها من جديد وما ان هم بالخروج من غرفتها حتى تناهى لمسامعها زغاريد تردد صداها المبهج بجنبات البيت الكبير ليقول نديم مازحا :- الخبر وصل للكل.. ربنا يتمم لك بخير يا رب ..
هتفت في وجل تكاد تطير فرحا :- يتمم لنا بخير كلنا يا رب ..
اومأ نديم لها في سعادة وخرج مغلقا الباب خلفه تاركا إياها في دنيا أحلامها التي دخلتها منذ طلبها عفيف للزواج ويبدو انها لن تخرج منها ابداااا ..
*******************
فتح باب شقته متسللا واغلقه في حرص شَديد وخطى لداخل الشقة ..ترك المفاتيح بالخارج حتى لا تحدث صوتا يوقظها فقد قرر ان يكون وصوله مفاجأة لها .. وصل لغرفة نومه .. توقف بمنتصفها وخلع عنه سترته الميري واندس بفراشه محتضنا زينب هامسا :- وحشتيني يا زينبو ..
انتفضت زينب مذعورة من نومها وما ان تطلعت الي محياه على ضوء الممر الطولي المفضي للغرف حتى تعلقت برقبته في سعادة هامسة :- شريف ..
تطلعت اليه مستطردة :- كنت حاسة انك جاي النهاردة وصمتت ابات هنا مش تحت عند ماما..
برغم ان انت عارف ان انا جبانة وبخاف انام لوحدي..
همس يفتح ضوء جانبي بجوار فراشهما مازحا كعادته :- برافو عليكِ .. هي دي مراتي الجبانة.. قصدي الشجاعة ..
اتسعت ابتسامتها هامسة :- وحشتني قووى يا شريف ..
تحشرج صوته تأثرا وهو يهتف بمرح لمداراته :- ايه ده !؟.. انتِ خدتي عليا قووي وده خطر على فكرة .. ومن هنا ورايح فيه نظام .. فيه انضباط..فيه التزام .. فيه جدول .. الدنيا مش سايبة ...
قهقهت فأدعى العبوس فكتمت ضحكاتها ليستطرد بصوت عسكري النبرة :-الصبح فطار مع شوية دلع.. العصر الغدا مع شوية هشتكة ..
همست تقاطعه مشاكسة :- طب وبالليل !؟..
همس بدوره مؤكدا :- العشا ثم اعلان حالة الطوارئ القصوى وتشتغل سرينة الإسعاف ..
قهقهت لتعلو ضحكاتها ليهتف محذرا :- بنت!؟.. انتِ بتخالفي الجدول ..
توقفت عن الضحك هامسة :- حقك عليا يا بيه.. هروح احضر لك الفطار بقى ..
همت بالنهوض ليجذبها اليه لتعاتبه هامسة:- ايه تاااني !؟..
هتف متسائلا :- انتِ رايحة فين !؟..
اكدت باسمة :- يا عم رايحة أنفذ الجدول ..
ضمها اليه هامسا في مجون :- لااا ..احنا نعلن حالة الطوارئ على طول..
همست تشاكسه :- كِده بوظت الجدول ..
هتف بغيظ :- يولع .. نبقى ننفذه من بكرة ..
علت ضحكاتها الرنانة ليهتف عابثا :- ايوون وبدأت الطوارئ في استقبال الحالات الحرجة ..افتح المشرحة يا بني وعدوا الجثث ..
لترتفع قهقهاتها من جديد ..
**************
نهاية الفصل الخامس والعشرون

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-20, 02:18 AM   #150

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة....شخصيات جميلة و اسلوب سلس ...اما لغة خليتنا كاننا بنتفرج في مسلسل صعيدي ......بتوفيق ان شاء الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.