آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          85 - لن يعود الموج - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          امرأة متهورة - شارلوت لامب - روايات غادة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          87 - ومرت الغيوم -آن هامبسون -عبير جديدة (كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-20, 06:04 PM   #121

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث والاربعون


الثالث والاربعون
كاذب !!!من اخبرك بان الاحلام تُحقق ما فشل واقعك في تحقيقه...فالاحلام ليست الا صورة كاذبة ...زائفة ....مخذلة لواقعك ...فلا تغتر بألوان قوس قزح .....
..........


تغوص باحلامها العميقة في حالة سكون دُفعت إليها جبرا بفعل المهدئات ...تُشبع باحلامها ما حُرمت منه ...لما اصبحت مؤخرا فاقدة القدرة على الفصل بين نومها ويقظتها فتعتقد احيانا ان ما يحدث باحلامها واقعا وما يحدث بصحوها اوهام ..؟!من المسئول عن ذلك الخلل الذي ضرب حالتها العقلية؟! ...تنهدت براحة على تلك اللمسات المحببة إليها التي اخترقت احلامها.. لمسات ممتعة فوق وجنتها وخصلات شعرها ..رغبت في تلك اللحظة فتح جفنيها لتلتقي بمن يدللها بحنانه ولمساته يكفيها عطره الذي تغلغل لانفها لتتأكد انها لا تتوهم ولكنها خشت من ان يكون وهمًا بالفعل مثل كل المرات السابقة ...ولكن لحظة شعورها بملمس شفاه رطبة فوق جبينها ..اجبرت نفسها على فتح اعينها الناعسة لتتأكد من وجوده ..ظلت تحرك جفنيها تحاول فتحهما بصعوبة كأنها تجبرهما عنوة على طرد النعاس منهما ...حتى فتحت اعينها على وسعهما وياريتها ما فعلت !!..لقد تفاجأت بخلو الغرفة الا منها ....انتفضت من تسطحها تمرر عينيها بجوانبها بيأس تملكها ..لقد تمنت من كل قلبها وجوده بجوارها في محنتها ..يمسك بيدها مرة اخرى و يعدها الا يخذلها مثلما يفعل في كل مرة ...نعم تمنت !!..تمنت المستحيل ..!!!كان لديها القدرة على الارتماء باحضانه تبث له شكواها ..تطلب منه نجدتها من براثن ذلك الخائن ..ولكنها تراجعت عن تلك الخاطرة ووأدتها في الحال ...ظلت تكرر لنفسها لعلها تستمد بعض القوة التي لم توجد يوما في حياتها ..كلهم خائنون ..مخادعون ...جميعهم قاموا بخذلانك مرة بعد مرة ....
ضمت ركبتها لصدرها بقوة في حركة لا تناسب ظروف حملها ..تهز جسدها ببطء تدندن كلماتها المفضلة لديها منذ الصغر كأنها كانت تؤكد لنفسها حينها ان هذه هي الحياة
هل تعلم ،االناس غريبة

اولا يكرهون بعضهم بعض

ثم يحبون بعضهم البعض

يغيرون رأيهم فجأة

اولا يقولون الحقيقة ثم يكذبون

دون سبب

هل تعلم ان الناس مجنونة

غير راضين دائما

انت الوحيد المختلف

على الاقل انت موجود بالكون
..................................


سيارة حازم السوداء تسير بسرعتها المتوسطة تحمل أربعتهم داخلها وكل منهما يحمل بطيات قلبه الكثير والكثير من الهموم ..اول من قطع الصمت المقبض سؤال "فزاع "الحاد المتعجب من طريقة قيادة اكرم :
-أنت ماشي على قشر بيض؟..ما تسرع شوية ايه البرود ده ؟!!!...
نظر إليه بمرآة السيارة ببرود مصطنع بدون الرد عليه رافعا حاجبه بتحدي سافر له يعلم لا المكان ولا الزمان يسمح بنطح هذا الصعلوك ..تدخل مالك المراقب للطريق بقلق كبير يضيف :
-ممكن اعرف هنعمل ايه دلوقت ؟..احنا بقالنا ساعة بنلف ...
كان دور حازم المتجهم منذ خروجهما في الرد :
-الموضوع كده مش هينفع لازم نتفرق ..العربية اللي ورانا مش سيبانا من وقت ما خرجنا من عندك ....
حاول مالك الالتفات ينظر خلفه ولكن اوقفه صوت حازم الجالس امامه بجوار اكرم :
-ما حدش يلفت النظر ..مش عايزينهم ياخدوا بالهم اننا عرفنا ...
رد اكرم يؤكد :
-كده احنا اتأكدنا من شكوكنا ...ده اكيد رجالة "اندرو"مراقبنا من وقت ما تحركنا من عندك يا حازم ..وده يأكد بردو ان شيراز معاه...
ضرب مالك مقعد حازم بقبضته بغضب يصرخ بحدة :
-يا عني ايه؟..هنفضل للف كده لحد امتي؟
اجابه اكرم بشئ من العقلانية :
-انا بلغت الجهاز وزمان القوة سبقتنا على المكان اللي رصدناه ...بس دلوقت احنا مش عايزين نلفت النظر ونعرفه اننا وصلنا لمكانه ...احنا لازم نتفرق .....
نظر له حازم بوجه متجهم وصدرت منه هزة من رأسه فقد فهم ما يرمي اليه اكرم فكان اول ما اقترح :
-وقف العربية الطريق الجاي ونزلني وكمل انت ...
تسأل مالك بحدة :
-نازل فين ؟..
-احنا لازم نتفرق ..طول ما احنا متجمعين مش هنعرف نفك منهم لازم نشتتهم ....
قارعه مالك بشراسة :
-رجلي على رجلك ...انت فاهم !!!
كاد ان يعترض حازم فقاطعه مرة اخرى مالك موجها حديثه لفزاع المراقب :
-فزاع !!!..انت خليك مع اكرم ...
هز رأسه بالموافقة متضررا فاكمل يوصيه مرة اخرى مع مسك كف يده بخوف :
-فزاع!!.لو حصل لي حاجة مش هوصيك على شيراز وامينة ..
بادله الاخر بوضع كفه فوق كف مالك يقول :
-ما تقلقش ان شاء الله هترجعوا بالسلامة ...
اوقف السيارة ببطء بجانب الطريق فيلاحظوا وقوف السيارة المراقبة هي الاخرى على بعدٍ بسيط منهم ...امسك حازم بمقبض بابه استعداد للهبوط فاوقفه اكرم بحديثه:
-حازم بلاش تهور ما تعملش اي حاجة الا اما اوصلك والقوة تيجي ..دي عصابة ومش هترحم حد ...ثم سأله بحرص:
-سلاحك معاك ؟!...
-ايوه في جيبي .....
فصدرت منه نظره لمالك المراقب لحديثهما ..فقام بسؤال اكرم باهتمام:
-معاكِ سلاح زيادة ؟
-حااااازم!!!..قالها اكرم معترضا على ما يفكر به ...فقد فهم رغبته في تسليح "مالك" ...
فاصر حازم يقول :
-معاك سلاح تاني غير الميري ...
قلب اكرم عينيه بملل ومد يده اسفل مقعده في مكان سري له ثم مد يده بعدم رضا له بسلاحه الخاص فيتناوله حازم بلهفه يمرره لمالك المراقب بفضول يقول :
-خبي السلاح ده في هدومك كويس ...اتمنى ما نضطرش نستخدمه احنا الاتنين ...
......................


وقفا كلاهما في حيرة من امرهما ينظران حولهما للطريق الضيق خلف الفيلا الذي يعم به الظلام بارتباك خوفا من ان يلمحهما احد الحراس فاول من قطع ارتباكهما مالك المتسائل بصوت منخفض نسبيا :
-هنعمل ايه دلوقت ؟..اكيد في حراسة جوه ..وازاي اصلا هندخل غير ما نشتبك معاهم ...
نظر حازم للسور العالي نسبيا بتفكير فقال بعد لحظات من تفكيره:
-هو مش هيجي في باله ان احنا عرفنا مكانه وانه اساسا هي معاه ..هتلاقيه مدي اوامر للحراس على البوابة بس ...
-طيب احنا لازم ندخل ..انا مش هستنى القوة تيجي وتتقلب نار جهنم ..لازم نوصلها ...
اجابه حازم ببعض التفكير :
-مافيش الا حل واحد قبل ما حد ياخد باله .....
عقد مالك حاجبيه متأملًا تصرفات حازم عندما شبك اصابع كفيه ببعضهما واردف يأمره بصرامة:
-يلا اطلع بسرعة ...على ايدي وبعد كده على كتفي ....
قارعه مالك لاثارة غضبه :
-وانت هتطلع ازاي ورايا ..تطلع طاير ؟؟!...
زفر حازم بضيق يامره :
-مافيش وقت للنقاش ..انا هقدر اوصل للسور لان انا اطول منك ..يلا يا مالك ....
كان بعد لحظات كلاهما داخل حديقة الفيلا الخلفية الصغيرة بعد ان استعان حازم ببعض الاحجار الموجودة بفيلا بالجوار تحت الانشاء وساعده مالك بعد ذلك بالتمسك بالسور ثم القفز من عليه بسلاسة ....نظرا حولهما للاضواء الخافتة وحركة رجلان بذيهما الاسود بجوانبهما سلاحهما الخاص ..فهمس مالك ببطء وهو مختفي بجواره خلف الجدار :
-انت متأكد ان الاوضة دي موجودة فيها ؟...
نظر لهاتفه بدقه يركز في مكان النقطة الموجودة والتي ترسلها اشارات قلادتها المثبت بها جهاز تعقب ضمن الفصوص ...هز رأسه في الظلام يهمس :
-ايوه نفس المكان ....
تحرك حازم من جواره عندما لمح من بعيد سلم ملقى ارضا ..فذهب اليه وعاد حاملا اياه يقول :
-هطلع الاول واما اديك اشارة تطلع بعدي ....او ما تطلعش خالص .....يكون افضل ....
-رجلي على رجلك ..كفاية اللي جرا من وراك .....
زفر بقلة صبر وبدأ في الصعود بحرص فوق السلم المتآكل مثبتا به مالك من الاسفل بيديه وهو يراقب الاجواء بتوتر ..كاد ان يصل حازم لاخر درجة فسمع نداء مالك الهامس يقول :
-حازم ....!!!!...
نظر له حازم من علو بارتباك فاكمل بتأثر :
-رجع شيراز يا حازم ..وخلى بالك منها .....
هز رأسه بتفهم ودار برأسه يكمل طريقه فقاطعه نداء مالك مره اخرى فزفر بقوة يهمس لنفسه بملل(وبعدين بقى )..فاردف مالك :
-حازم !!!...خلى بالك من نفسك ...
ابتسم حازم بابتسامة جانبية على جملة مالك الاخيرة ... فضم سبابته واوسطه وقربهما لجانب جبينه في تحية عسكرية تبادلها معه مالك بنفس الابتسامة المهزوزة .....
...........


كانت تجلس فوق فراشها مغمضة العينين تدندن كلمات اغنيتها برتابة ممسكة بقلادتها تتلاعب بها ..وصل لسمعها صوت حركة من شرفتها المفتوحة المظللة بستائر شفافة ..فتحركت ببطء اتجاههافي محاولة منها لاغلاق بابها ..ولكن صرخة صدرت من حنجرتها حينما ازاحت ستائرها فسرعان ما كتمها بكف يده يمنع خروج صوتها حتى لا يصل للموجودين ...ظلت تنظر له برعب وعيون جاحظة لتكتشف احاطته لها بذراعه حول خصرها واليد الاخرى تكمم فمها ..تسارعت انفاسها رعبا منه فحاولت التحرر مع تواصل صراخها المكتوم خوفا ...صدمه محاولاتها الغريبة ورد فعلها الاغرب في الابتعاد عنه ..فحررها على مضض يردف باندهاش:
-شيراز!!!!!
صرخت بعلو صوتها فارتعب ان يسمعها احد :
-عايز ايه تاني يا حازم..ايه اللي جابك ؟..مش كفاية تمثيل لحد كده ؟....
حاول الاقتراب منها باندهاش واضح ليلاحظ تقهقر خطواتها للخلف خوفا منه بهمس بصوت منخفض :
-تمثيل ايه ؟..انا مش فاهم حاجة ؟...
تلفت حوله يحاول استجماع تركيزه واكمل :
-شيراز ..خلينا نتكلم بعدين ..أنتِ لازم تخرجي من هنا قبل ما حد يحس ...
ابتسمت ابتسامة سخرية مريرة وابتلعت ريقها حتى شعرت بطعم العلقم بفمها... أيترجاها للخروج معه؟! ..وان تأمن له مرة اخرى بعد ان غدر بها وألقى بها في الهلاك ..ليحقق اهدافه ..ما كانت هي الا هدفا للوصول لباقي اهدافه ..لم تكن الا اداة في ايديهم جميعا يتلاعبون بها بطمع وجشع مقرف ..رفعت انفها بكبرياء تناطحه بكبرياء :
-انت فاكر ان ممكن اتحرك معاك لاي مكان ؟..وعشان ايه اسيب اللي ليا .هنا...وآمن ليك تاني ليه ؟...
اقترب بتردد لايريد ان يطيل الحديث اكثر من ذلك فالوقت يسرقهما ..ضم كفيه لبعضهما يرجوها :
-ارجوكِ مافيش وقت ..أنتِ لازم تطلعي من هنا قبل ما "اندرو" يحس بيكِ...وهتفهمي كل حاجة ...
تراجعت بصمت خوفا منه في محاولة منها للاقتراب من الباب والاستنجاد بخالها ...فاكمل بخوف :
-هو عملك حاجة ؟..حاول يأذيكِ...طمنيني...
ضحكت بسخرية ايعقل انه يسأل اذا كان خالها اقدم علي اذيتها ؟ فاكمل بلهفة :
-اوعي يكون مضاكِ على اي ورق ؟!....
تعجبت من حديثه :
-ورق ايه ؟....
حاول افهامها على عجالة:
-شيراز اسمعيني كويس ..انا اه مش فاهم هو وصل لك ازاي وخطفك ..ومش عارف قالك ايه عني ..بس اللي لازم تفهميه وبسرعة انك في خطر ولازم تخرجي من هنا ...وحالا!!!
اقترب منه حتى وصل اليها وحاصر وجهها يكفيها ينظر لفيروزتها باشتياق :
-في حاجات كتير أنتِ مش عارفاها ..سنين وانا بحاول احميكِ منه ومن خيانته ...بس في النهاية فشلت ووصل لك ....
شعرت بالراحة عندما لامس بشرتها بانامله الخشنة ظلت تنظر له بتأثر تترجى عينيه ان يكون صادقا وان يكذب ما تشعر به من خيانه وما رأته باعينها فقال بصوت مبحوح:
-ليه يا حازم ؟..ليه بعد ما اديتك الامان تعمل فيا كده وتطعني ...انا ..انا عارفة ان استحملت كتير وسنين ..بس انا عمري ما اجبرتك تستناني..ليه خنتني ؟...
دافع عن نفسه بتأثر من نبرتها الحزينة :
-هو قالك ايه ؟..ما تصدقيش اللي قاله ...انا عمري ما اقدر اخونك ابدا ..انا كنت بنقذك من الخاينين واللي اولهم اندرو خالك ...
ابتعد عن ملمس اصابعه خطوة تقارعه من بين اسنانها :
-عشان كده رحت ضغط عليه لحد ما اخذت نص الشركة واستغليت ظروفه المادية ..ايه هتنكر ؟
-لا ياشيراز الموضوع مش زي ما فهمك انا عمري ما طمعت ولا عمري بفكر كده ..انا كنت بانقذ اسمك وشركة امك من ايده ..بنقذك من حاجات أنتِ عمرك ما تخيليها انها تحصل .....اندرو كان بيشتغل في..
قاطعت كلماته حركته لحقيبة يدها الملقاه فوق الفراش تخرج منه ورقه ترفعها امام اعينه بتحدي قائلة:
-ودي ؟!....
صمت عندما شاهدها ترفع صورة تضمه هو وجولين في وضع حميمي مبتذل ..ابتلع ريقه وشعر بغصة مؤلمة كالشوك ..اهتزت حدقتيه بتوتر وقال مدافعا:
-الصورة دي وصلت لك ازاي ؟...
- ده كل اللي يهمك !!..وصلت ازاي؟...مش مهتم بخيانتك ليا ..
ضربته بقبضتها بصدره عدة ضربات متتالية تراجع خطوات صارخة به كيف فعل بها هذا ؟!.وهو يحيطها من كتفيها بحنان مهدئا ثورتها :
-اسف ....لو فضلت العمر كله اعتذر مش هيكفي ..انا عارف أنتِ حساه بأيه ...بس ارجوكِ صدقيني المرة دي ..المرة دي ...وبس ..عشان خاطر ابننا ولو بتحبيه زي ما انا بحبك لازم تنقذي نفسك عشانه على الاقل مش عشاني .. وتيجي معايا حالًا ...
انتفضا على صوت خطوات رجولية تقترب من باب حجرتها فجحظت عينيه برعب عليها واشار لها بسبابتها مقربا له امام فمه يأمرها بالصمت والهدوء...
فتح الباب باندفاع ليظهر من خلفه اندرو لتنتفض تغطي نفسها بفستانها المفتوح ازراره فتراجع خطوة عن الباب يقول بلغته :
-اعتذر !..كان يجب عليّ طرق الباب ..لقد ظننتك نائمة
اجابته وهي تكمل اغلاق ازرار فستانها :
-لقد استيقظت للتو .وقمت بتبديل ملابسي ....أكنت تريد شيئا "اندرو" ....
وقف واضعًا كفيه بسرواله القصير يجيبها :
-نعم ...سأنتظرك بالاسفل ..يوجد بعض الامور المتعلقة يجب إنهائها ..سأنتظرك بالاسفل ..لا تتأخري ....
تحرك من امامها يغلق الباب خلفه فزفرت براحة واضعة يدها فوق صدرها تتحسس ضربات قلبها المتسارعة خوفا التي كادت ان تتوقف ..فشعرت بملمس شفتيه الرطب فوق جبهتها ..لتتنهد براحة تردف:
-لازم انزل ..اشوف عايز ايه ؟..وانت اخرج زي ما دخلت ...
امسكها من كتفيها يمنعها من التحرك :
-لا ..اندرو عايز يأذيكِ .وانا مش هسمح لك بكده ...
اخفضت يديه باصرار:
-امنعني...لو تقدر ..و ما تنتظرش مني ان اصدقك تاني ..انا مش هصدق اللي انا حساه وبس ...
تحركت تحت انظاره الباهتة اتجاه باب حجرتها ولكنها توقفت عند كلمته الاخيرة ؛
-اندرو قتل چينا....قتل اخته ومش كتير على اللي قتل اخته يقتل بنتها عشان مصلحته ......
ابتلعت ريقها بصدمة جلية ..كيف ؟..كيف قتلها !..وهي تعلم بأمر انتحارها ......!!!!
............


اسفل الشرفة وقف "مالك " يشتعل جنونا وثورة من تأخر حازم بالأعلى حلت عليه اكثر من مرة فكرة الصعود له ..ولكن سرعان ما طرد الفكرة الجنونية خوفا من الصعود خلفك وترك السلم بهذا الشكل المثير للشكوك ..يجب عليه مراقبة الوضع والتحمل قليلا ..قليلا فقط يا مالك ..من اجلها هي !!!...
................


جلست تنظر للاوراق الموضوعة امامها بريبة من طلبه ..وتتردد كلمات حازم بسمعها عندما سألها هل قام بإمضاء اي اوراق ...؟!...هل عليها تصديق حازم مرة اخرى ...وبالاخص عن مقتل امها على يده ...فنظرت له وهو يحتسي كأسه المملوء ثلجا وسألته بلغته :
-لا افهم اي اوراق تلك التي تريد إمضائي عليها ؟!!
اخفض كأسه باستمتاع ونظر اليها نظرة من اعلاها لاسفلها فارتابت من نظرته وتساءلت منذ متى وهي تشعربالرهبة بجوار اندرو?! ..فهو دائما صديقها قبل ان يكون خالها ..لكن الان يتضارب شعورها الداخلي من رعب داخلي اما ان تصدق حازم القول وتقع في فخ خداعه مرة اخرى ....او تثق في اندرو وهو يكيد لها مثلما ادعى حازم !!!!!...شاهدته يريح كأسه فوق الطاولة يقترب في جلسته منها يضع يده فوق ساقها يدلكها ببطء يسأله بصوت هادئ :
-في اي شئ تفكيرين ؟...انها بعض الاوراق المتأخر وتحتاج الى إمضائك ليس الا ..هيا لا تضيعي الوقت ...
نظرت لعينيه تحاول السيطرة على ارتباكها والبحث عن الصدق بهما وحينما امسكت القلم استعدادا للقيام بما طلبه منها ..سألته بحرص :
-أتحب چينا ...اندرو؟!...أكنت بالفعل تحبها؟!...
-ما سبب هذا السؤال العجيب ..بالطبع ..بالطبع كنت احبها ...
كررت عليه سؤالا اخر :
-تحبني مثلها تماما ...أليس كذلك اندرو....
نظر بعينيها حينما رفعتهما اليه تنتظر إجابته وشعر بغرابتها فاردف ببطء مع ثبات عينيه على مقلتيها :
-من المؤكد انني احببت شقيقتي واحب ابنتها الساحرة مثلها تماما ...
رأى اهتزاز حدقتيها بتوتر فرفع كفه عن ساقها ليلمس بطنها باستمتاع يكمل :
-كما سأعشق ذلك الطفل الرائع ...في اي شهر أنتِ بالمناسبة ؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بالخوف يسري بخلايا جسدها :
-لقد اتممت شهري الرابع منذ يومين ....
-راااائع ...يتبقى لكِ خمسة اشهر فقط واحمله بين يدي ..ولكن الان ...هيا ....لتكملي ما بدأتيه ....
اردفت مرة اخرى بفضول :
-أتتذكر ليلة موت چينا ؟!....انتحارها من الطابق الثاني ...لقد كنت معاها أليس كذلك اندرو ؟
امسك كأسه مرة اخرى يهرب بعينيه عنها يجيبها بحرص اكبر :
-نعم ..كنت معها واستغلت انشغالي وألقت بنفسها منتحرة ؟...
ابتسمت بسخرية تسأل بحسرة :
-الا تظن ان من العجيب ان تُقبل على الانتحار في وجود اخيها ولم تفعلها مسبقا لحالها؟ ....والاعجب انك لم تحاول اثنائها عما تفعل ....
-الى اي شئ تريدي الوصول ..لما تهتمين الان بالامر؟.....
امسكت بالقلم بين اصابعها فزفر بارتياح لم يدم طويلا فسرعان مالاحظ تشنج يدها لتلقي به ارضا مع انقباض ملامحها الدال على مقاومتها للألم ..فسألها باهتمام:
-ماذا حدث؟
اجابته وهي تشعر بالم يسري بجسدها وكف يدها :
-لا اعلم ..تملك مني الالم مرة اخرى ...من الواضح عليّ مراجعة طبيب في اقرب فرصة ..
قال بلهفة :
-لما ؟..أليست صحة الجنين بخير ؟..هل هو بخير شيراز؟..
فاجابت بتألم واضح وهي ممسكة بذراعها:
-أراك تبالغ في اهتمامك وخوفك على طفلي اندرو ..اكثر من الطبيعي!!!.
ابتلع ريقه بتوتر حاول اخفائه بصعوبة ...قاطعه رنين هاتفه الشخصي فاجاب سريعا عندما وجدها چولين ..وصله صوتها المتوتر تبلغه بامر هام ..لاحظت شيراز انتفاضه من جوارها يأمرها باختصار :
-احضريه إلي هنا...حالًا ....
رفعت نظرها لملامحه المتبدلة.بخوف هل من الممكن ان يكون حديث حازم به كل الصدق ؟.....وارتعب اكثر عندما شاهدت تلك الحية المسماه"چولين" وخلفها رجلان اشداء ممسسكان ب....ب(مالك)....تملكها الرعب عندما لاحظت اثار الاشتباك الواضح عليه وعلى وجهه ..لم يمهلها اندرو للتفكير كيف عرف مكانها ؟..اقترب منه بخطوات متزنة يتسلم السلاح من يد رجل من رجاله الذي وجده بملابس مالك فتحرك يريحه باهمال فوق المالوفة بجوار الاوراق و يردف بخبث بلغته:
-ما اكثر عشاقك شيراز ؟.اخر ما اتوقعه ان نتقابل مرة اخرى بعد كل تلك السنوات ....صرخة صدرت من حلقها عندما باغتت مالك لكمة سببت بفتح حاجبه الايسر وتسمع اندرو يكمل :
-تلك اللكمة لها حساب متأخر بيننا ...اتتذكر عندما باغتني بمثلها عندما جئت ابحث عنها ....
صرخت شيراز مما تراه فالاحداث متداخله امامها واصبحت تجهل ما هي فيه ...اقتربت تجذب اندرو من ملابسه ترجوه بتركه فخرجت سبة من فاه مالك المتوعد له بشراسه :
-سيبوا يا اندرو ....(اتركه)!!!
انتبه لها اندرو ليبتسم ابتسامة ماكرة ويجذبها لاحضانه محيطا بكتفها يقول بلغة عربية متكسرة :
-شيراز!!..ليه خايف ....انا كنت ارحب به. دلوقت لازم اعرف ..عرف انت ..هنا ..ازاي...؟
إلتفتت لمالك ذو الوجه الشرس تنتظر إيجابته فلاحظت نظرة من عينيه اتجاه اعلى... ابتلعت ريقها لما فهمته ليؤكد لها ظنها بقوله :
-عرفت مكانها من السلسلة اللي في رقبتها ...
اجفلت من كلماته فاقترب منها اندرو بعنف ينزعها منها فصدرت منها صرخة متألمة لجرحها نتيجة جذبه ..فأكمل مالك حتى يطمئنها :
-انا اشتريت السلسلة واديتها لها هدية وكان في جهاز تعقب عشان كنت ببقى قلقان عليها....
كذبة مالك ونظرة عينه أكدت لها انه لم يأت الا برفقة حازم وان الموقف اكبر مما تخيلت ..بدأت تفكر هل حازم صادق فيما ادعى ...هل بالفعل هي في خطر من خالها ؟..مايؤكد كلامه وجود تلك الحية مع اندرو...
إلتفت لاندرو تواجهه تأمره بحدة :
-اتركه يرحل ...اتركه ..
رفع اندرو بسلاحه الخاص موجها السلاح لرأس مالك :
-انت في وضع لا يسمح لك بان تملي علي اوامرك..فهو لن يسمح له بالخروج الا وهو جثة هامدة ...
-لما كل ذلك ؟..انت لست بقاتل اندرو ..لقد وعدتني بان تساعدني بالسفر والانفصال عن حازم لانه خائن ...وليس لمالك شأن بذلك ..
ضحكة ساخرة من چولين :
-ساذجة !!!!ههههه!....
اقترب منها اندرو يمسك بشعرها فصرخ به مالك الذي يحاول التخلص من ايدي رجاله بكل قوته :
-سيبهااا...
لم يهتم اندرو به فأولى اهتمامه للباكية تحت يده :
-بالفعل ساذجة ..دائما ساذجة ..سألتي عن موت چينا ولم ارد مصارحتك ...نعم شيراز كنت معها بالفعل ولكنها لم تنتحر بل انا من دفعها ..قتلتها بسبب تهديدها بسجني عند اكتشافها لاعمالي الخفية ..تخلصت منها قبل ان تتخلص مني كما سأتخلص منك ايضا ولكن بعد ان احصل على طفلك الصغير ليكون ابني انا.... انا شيراز .....
وضعت يدها فوق بطنها تحمي جنينها ..فنظرت لاعلى لتكتشف وقوف حازم بسلاحه متخفيا عن الانظار ومن ملامحه تأكدت من فهمه لحديث خالها وما ينويه فرغبت في تحريك اندرو ليكون حازم خلف اندرو ورجاله وليس في مواجهتهما ..سريعا اجفلت الجميع من تحركها تخطف السلاح من جوار الاوراق ...فهم حازم سريعا ما فعلته ...رفعته بوجه اندرو وتجاهلت نداء مالك المترجي لها فقالت بتتهور :
-سأقتلك ان لم تتركنا نخرج من هنا ..
رفع سلاحه بوجه مالك يسحب صمام امانه يقول بثقة :
-أنتِ اجبن من ان تقتلي شخصا ....شيراز....
نظرت لمالك والدموع تغرق اعينها مع تسارع ضربات قلبها المؤلمة فهي لن تستطع رؤيته يغتال امام اعينها... موتها هي ارحم من ان تحرم منه ..في لحظة كانت موجهة فوهة سلاحها لقلبها باصرار وبايد مرتعشة مهددة الجميع :
-يمكن مش هقدر اقتلك يا اندرو ..ولكن من الاسهل قتل نفسي ..وحينها لن تحصل على طفلي كما ترغب ...
صرخ بها مالك المقيد بايديهم :
-شيراز !!.لا يا شيراز لا ..اوعى تعملي كده ...مش هسامحك ..سامعة مش هسامحك لو اذيتي نفسك ....
نظرت له بشفاه مرتعشة تسيطر على انهيار جسدها مقربة السلاح اكثر لقلبها كانت على استعداد لحظتها بالتخلي عن حياتها قبل ان تفقده ...ظلت تبكي بانهيارتقول بانفاس متقطعة :
-مش هقدر ..مش هقدر اشوفهم بيقتلوك ..سامحني يامالك ....
طلقة مدوية بالاجواء جعلت الجميع في حالة صدمة مع صراخ مالك الباكي باسمها رافضا ما فعلته ليجفل من صوت صراخ خشن يحفظه جيدا ويشاهد هبوط حازم بسلاحه المصوب اتجاه اندرو جاذبا شيراز من ذراعيها يضمها اليه بعيدا عن حيزه ...فوقف "اندرو " مصدوما للحظات بعد دوي صوت الرصاصة وقام مواجهته بسلاحه بعد ان تمالك صدمته فوقف كلاهما يواجهون بعضهما بالسلاح فاردف حازم بصوت كاره :
-شيراز ... ادي السلاح لمالك ....
تحركت شيراز تنفذ ما امرها به لم يكن في حسبانها تربص تلك الحية المسماة چولين لتجد نفسها مجذوبة من شعرها وفوق عنقها سلاحا ابيض صرخت برعب من انقلاب الحال فجأة لتؤسر مرة اخرى تحت ايدهم فقالت جولين بسخرية :
-تلك الصغيرة لن تترك حية ..فهي تسبب الكثير من المشاكل اندرو ...
تحرك" اندرو" بحرص يجذب من يدها السلاح وهو موجها سلاحه له و ثبات عينه على عيون حازم الصقرية المرتبكة بتحدي ....واشار لاحد الاشخاص المثبتين لمالك يأمره بان ينزع سلاح حازم من يده ...وقف مالك مرتعبا مما هو أتي ..يشاهد انهيارها بين ايدي تلك الحية فاراد بث الامان بنفسها:
-شيراز!!!..مش هيحصل حاجة صدقيني ..ما حدش هيقدر يعمل حاجة ...صدقيني ....
جلس كلا من حازم ومالك على عقبيه مثبتين باسلحة رجاله ...عينيهما لم تترك تلك المنهارة ..لم يتخيلا ان تكون هذه النهاية ..نطق حازم بصوت متألم :
-انا اسف ..اسف ان ماقدرتش احميكي ..كان كل همي ابعدك عن اي خطر بس ما عرفتش....
دمعة حارة سقطت من عين مالك مرتعب ان تكون تلك النظرة هي النظرة الاخيرة بينهما فنطق حروف كلماته بصعوبة :
-وانا كمان ..سامحيني .سامحيني على كل حاجة ...كان نفسى اعيش معاكي احلى ايام يا شيراز واعوضك ..بس ما عرفتش انا كمان .....
اقترب اندرو منها يجذبها من اسفل يد چولين بقوة يأمرها:
-اقتلي نفسك امامهم !!!!
نظرت ليده برعب الحاملة للسلاح وظلت تهز رأسها رافضة لأمره ..فاكمل بحدة :
-ان لم تفعلي ...سأبدأ بقتلهما امامك واحد تلو الاخر ....
نظرت لهما برعب فيصدح صوت حازم يثنيها عما تفكر :
-لا يا شيراز ..بصي لي ..بصي لحازم ياشيراز ..اوعي تسمعي كلامه ....
صرخ مالك لا يفهم مايدور :
-حد يفهمني في ايه ؟..الكلب ده قالها ايه ؟..
ظل يردد حازم كلماته بقهر وصوت بدا لها بعيدا :
-لا يا شيراز وحياة ابننا ما تعملي كده ..هو كده كده هيخلص مننا ...لكن أنتِ لا ..هو عايز ابني ..مش هيقدر يقتلك ...
نظر مالك لها وهي تسحب السلاح من ايد خالها فرمش باعينه غير مستوعب ما يسمعه فصرخ هو الاخر بها بنحيب متقطع عندما وجدها توجه فوهة سلاحها لقلبها نظر لعينيها الغارقتين في بحر من الدموع يسترجيها التوقف والافاقة من غيبوتها :
-شيررررررراز..فوقي يا شيراز فوقي .....
نظرت حولها تسمع اصوات متداخلة ومزيج متقطع من نحيب بعيد يتردد صوته كالمنجاة لسمعها ..حركت حدقتيها تنظر لانكسارهما امامها بشكل يقطع جيوب قلبها ..ظلا يتوسلان لها بان تتوقف عن فعلتها التي ستودي بحياتها ...
شعر اندرو بترددها فاقترب من حازم يوجه سلاحه الشخصي لرأسه يهددها :
-اقتلي حالك ..والا قتلته امامك ...
رمشت باعينها مع هز رأسها بالرفض لواقعها ..ترددت باذنها كلمات حازم :
-ابني يا شيراز ..ابني... اوعى تقتليه ...لا ياشيراز...
صرخة منها مدوية مع صوت طلقة اخترقت رأس حازم المتناثر ارضا حتى سقط بجوار مالك المذهول من قتل حازم بتلك الوحشية مع نحيبها وصراخها الرافض لما سببت فيه ...لقد كانت سببا في اغتياله ..اقترب اندرو من مالك يوجه له السلاح كما فعل مع حازم ..وعند تلك النقطة رفضت شيراز ان يتكرر ما حدث معه ..لن تسمح بتكرار ذلك معه ....صرخت باندرو تثنيه ببكاء :
-هعمل اللي انت عاوزه ..صدقني بس ما تقتلوش ارجوك ....
وجهت كلامها لمالك كوداع اخير :
-سامحني ..مش هقدر اشوفك بتتقتل زيه ...سامحني!!..
-شيراز !!...شير........لاااااااا...
طلقة اخترقت صدرها شعرت بألمها يمزق صدرها يليها سقوطها ارضا امامه تلتقط انفاسها بصعوبة وعيون مودعة معتذرة ..تعتذر على حياتها السابقة..تعتذر على لقائهما الذي لم يجلب له الا الالم والعذاب ..شاهدته هو يسقط بجوارها مصابا بطلق ناري بظهره تلقاها غدرا من خالها ولكنه ظل يزحف بجسده الغارق بدمائه ودماء حازم التي تغرق الارض اسفله في محاولة للوصول لها حتى لمس كفها الدامي ..ظل يبادلها نظرات عشقه المؤلم يريد ان تزهق روحه وهو معها كما كان دائما وكما كانت ..ظلت تنظر له بتألم تشاهد إلتقاط انفاسه بصعوبة ظل ينطق من بين انفاسه كلمات عشقه :
-ما تسبيش ايدي ياشيراز ...خليكي معايا ...انا مش هسيبك تاني .....
بعد لحظات وصلها تحشرج انفاسه وعيونه الثابتةعلى وجهها بجانب جسده الساكن ...ظلت تحرك كف يده القابض على كفها الصغير تناديه لعله يجيبها ..يخبرها بانه معها كما كان دائما..ولكنها فشلت كما تفشل دائما ..حتى اغلقت اعينها الدامعة تحاول الاستسلام هي الاخرى لترتاح من دنياها البائسة الظالمة ..ظلت تنتظر خروج روحها باستسلام يائس ..ما صدمها انها لا تشعر بألم جراحها ..كما كانت تشعر ...اين ذهبت تلك الالام المبرحة ؟..ضغطت مرة اخرى تلمس كف يده الدافئ تنطق باسمه بصعوبة وسط انفاسها المتلاحقة حتى هدأت تلك الانفاس لتعرف انها النهاية ...نهاية مشوارها !!!!!!...
.................


في المكان المجهول
.............
ظل جالسًا بجوارها منذ اخر تدهور وصلت اليه لم يبرح مكانها خائفا ان تستسلم وهو ليس بجوارها كما يفعل منذ تعرضها لغيبوتها ..هل الحياة قاسية بهذا الشكل الذي يجعلها ترفض الرجوع لها مرة اخرى ؟....اقترب منها يلمس وجنتيها بانامله كما يفعل دائما ..يودعها قبلة فوق جبينها يترجاها الا تستسلم ...يرجوها العودة لاحضانه ..كل يوم يمر ينقص من فرصة نجاتها ...امسك كف يدها يودعه قبلات دافئة ..وكاد ان يقص عليها احداثه اليومية كما يفعل هو ومن معه ..كما اوصى الطبيب بضرورة التواصل معها دائما لمساعدتها للخروج من هوتها السوداء ......قاطعه دخول تلك الممرضة المختصة بمتابعتها وتغير محاليلها المغذية .....واثناء مراقبته لعملها اليومي بروتينة..شعر بحركة اناملها تضغط على كفه الخشن ..انتفض لتوهمه ..فنظر لها برعب يصرخ بلهفة بوجه الممرضة :
-ايديها اتحركت ..ايديها اتحركت ......
اقترب تراقب حالتها بيأس تردف :
-حضرتك ..بيتهيألك اكيد ...!!!
لم تكمل حديثها ليجدا تحرك حدقتيها اسفل جفونها المغلقة مع شعوره بضغط اناملها بقوة اكبر من الاولي صرخ يناديها بقلب مخلوع غير مصدقا لما يراه :
-شيراااااز !!!..شيراز سامعني ....انا مالك ...
ظلت تحارب لفتح جفنيها المثقلتين باكياس من الرمل حتى اعتادت على ضوء الغرفة لتصطدم عيونها بعيون مالك الغارقة بدموعه الحارة مع تكرار ندائه لها البعيد ممسكا بكفها بتملك ..لتتساءل لما هي وسط احلامها مرة اخرى وهو بها ...ألم تكتفى بالاحلام مطلقا لما لا تتوقف تلك الدوامة التي تلقي بها في كل اتجاه ......


نهاية الفصل الثالث والأربعون




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 11:38 PM   #122

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل قوي جدا مخالف لكل التوقعات حزين جدا قتلت حازم فعلا زعلت 💔💔 كان سيبته عايش معها وتبداء حياه جديدة وسعادة وطوت صفحه مالك بجد الفصل صدمه بأحيكي عل ابداعك رهيب ومميز فعلا بانتظار الفصل القادم على نار 🔥🔥🔥🔥🔥🔥
دمتي بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 02:13 AM   #123

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
فصل قوي جدا مخالف لكل التوقعات حزين جدا قتلت حازم فعلا زعلت 💔💔 كان سيبته عايش معها وتبداء حياه جديدة وسعادة وطوت صفحه مالك بجد الفصل صدمه بأحيكي عل ابداعك رهيب ومميز فعلا بانتظار الفصل القادم على نار 🔥🔥🔥🔥🔥🔥
دمتي بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
شكرا لتفاعلكم
وان شاء الله الامور توضح بالفصل القادم الاخير
اللي راح ينزل على جزئين
فيه تغير جذري بالاحداث
كونوا بالقرب


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 07:21 PM   #124

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرايع والاربعون

الفصل الرابع والاربعون


ظل جالسًا بجوارها منذ اخر تدهور وصلت اليه لم يبرح مكانها خائفا ان تستسلم وهو ليس بجوارها كما يفعل منذ تعرضها لغيبوتها ..هل الحياة قاسية بهذا الشكل الذي يجعلها ترفض الرجوع لها مرة اخرى ؟....اقترب منها يلمس وجنتيها بانامله كما يفعل دائما ..يودعها قبلة فوق جبينها يترجاها الا تستسلم ...يرجوها العودة لاحضانه ..كل يوم يمر ينقص من فرصة نجاتها ...امسك كف يدها يودعه قبلات دافئة ..وكاد ان يقص عليها احداثه اليومية كما يفعل هو ومن معه ..كما اوصى الطبيب بضرورة التواصل معها دائما لمساعدتها للخروج من هوتها السوداء ......قاطعه دخول تلك الممرضة المختصة بمتابعتها وتغير محاليلها المغذية .....واثناء مراقبته لعملها اليومي بروتينة..شعر بحركة اناملها تضغط على كفه الخشن ..انتفض لتوهمه ..فنظر لها برعب يصرخ بلهفة بوجه الممرضة :
-ايديها اتحركت ..ايديها اتحركت ......
اقترب تراقب حالتها بيأس تردف :
-حضرتك ..بيتهيألك اكيد ...!!!
لم تكمل حديثها ليجدا تحرك حدقتيها اسفل جفونها المغلقة مع شعوره بضغط اناملها بقوة اكبر من الاولي صرخ يناديها بقلب مخلوع غير مصدقا لما يراه :
-شيراااااز !!!..شيراز سامعني ....انا مالك ...
ظلت تحارب لفتح جفنيها المثقلتين باكياس من الرمل حتى اعتادت على ضوء الغرفة لتصطدم عيونها بعيون مالك الغارقة بدموعه الحارة مع تكرار ندائها لها البعيد ممسكا بكفها بتملك ..لتتساءل لما هي وسط احلامها مرة اخرى وهو بها ...ألم تكتفى بالاحلام مطلقا لما لا تتوقف تلك الدوامة التي تلقي بها في كل اتجاه ......
اقترب منها مالك يأخذها بين احضانه بلهفة يحمد الله على عودتها له مرة اخرى فداعبت انفها رائحته التي كانت تباغتها دائما وهي باحضان حازم ..صدرعنها تأوهات متألمة فابتعد عنها بحرص دون تحريرها ينظر لوجهها الشاحب عن قرب وهي تحاول فتح اعينها بصعوبة فقال بحبور:
-حمدلله على سلامتك ..ياعمري ..كده يا شيراز تعملي فيا كدة ..عايزة تسيبني ..الحمد لله يارب ...
ظل يمطرها بقبلات عشوائية ولهفة فقاطعه صوت الطبيب المازح من خلفه الذي ابلغ من ممرضته بإفاقتها ليأتي لفحصها على وجه السرعة :
-ممكن يا كابتن مالك تسيب لي المريضة شوية اطمن على حالتها الاول ..وكمل احضان براحتك ...
ابتعد عنها على مضض يريح رأسها لوسادتها ولكنه رفض يحرر كف يدها ..فاقترب طبيبها يفحصها بقلم مضئ بين اصابعه يوجهه لحدقة عينها وسألها بعملية:
-شايفاني كويس ؟
هزت رأسها ببطءبنعم فقال :
-حاسة بحاجة بتوجعك ..
حاولت تحريك كف يدها اليمني فضربها وغزات مؤلمة بظهره كما كانت تشعر دائما ولكنها لم تستطع رفع كفها ..ارادت لمس جنينها فسألته بارهاق وصوت هامس:
-ابني !!....ابني جراله حاجة ...
اقترب منها مالك يخفف عنها يعلم ان الوضع مؤلم فاجابها يصبرها :
-اهم حاجة انك كويسة ..دي اهم حاجة عندي ...الولد هنعوضه ...واوعدك نجيب فريق كورة ما تزعليش نفسك .....
قبل كف يدها بحب حقيقي فشعر بسحب يدها عنه فاجفل من جفائها ..
و نطقت بصعوبة :
-نعوض ايه ؟انت بتقول ايه ؟....
ظن الطبيب ومالك انها لازالت تحت تأثير الصدمة ..فحاولت التحرك من فراشها ولم يسعفها جسدها المتيبس نتيجة نومتها الطويلة ..فاندفع كلاهما يمنعها ولكن ما نطقت به جعلهما يثبتان بمكانهما :
-حازم !!..عايزة اشوف حازم يا مالك ...حازم مات ....صح ..مات انا شوفته ميت...
نظرت له كأنها تذكرت شيئا :
-وانت !!!..انت ازاي عايش ؟..انت مت قدام عيني ...انت ازاي ما متش ..انا شوفتك وانت بتموووت ...
نظر كلاهما لبعضهما بتوتر فمالك لا يعرف عن اي شي تتحدث ...حاول تهدئتها فقالت ببكاء :
-حازم وصاني على ابنه ..انا مقدرتش احافظ عليه ياا مالك ...حااااااازم ...
نظر لها بذهول وبدت اليه كالتي تهذي ..حاول تثبيت يدها حتى لا تؤذي نفسها فاقترب الطبيب يسألها بلطف :
-ممكن تهدي وانا هنفذلك اللي انت عايزاه ..بس تقدري تقولي اخر حاجة فكراها ايه هي ؟...نظرت لمالك الممسك ليدها مذهولا فقالت له :
-قوله يا مالك ..انت كنت معايا وقت ما قتلوا حازم ..وقتلوك انت كمان ..وانا ....!!انا قتلت نفسي ....
ألقى مالك نظرة مستفهمة للطبيب المتجهم وسأله :
-هي مالها يا دكتور !!!...
فعاد مرة اخرى يحاول احتضانها يحاول تذكيرها :
-شيراز حبيبتي ..مافيش حد قتل نفسه ..وانا اهو الاصابة اللي في كتفي كانت بسيطة وقدامك انا كويس ..مالك بس يا قلبي في ايه !!!
حاول الطبيب جذبه باصرار:
-استاذ مالك ياريت تسيبني معاها شوية لوحدنا عشان نطمن علىها عايز اتاكد من حاجة....
رفض مالك باصرار الابتعاد عنها فقال بغضب :
-انا جوزها وماحدش هيخاف عليها قدي ....
-انت كده بتعطل شغلنا ..المريضة لازم تتفحص كويس...
ظلت تردد وهي تراقبهما يتجاذبان الحديث :
-انا في حلم ..انا في حلم ..ايوه بتحلمي زي كل مرة ياشيراز ..انا في حلم ..انا في حلم وهصحى ...
قطع مناقشتهما دخول اخر شخص يتمنى رؤيته في تلك اللحظة خلف والده يقول :
-خديجة !!!.حمدلله على السلامة يا بنتي .....
كانت تردد لحالها انها تهذي وتحلم وستفيق عن قريب توقفت الكلمات فوق لسانها المصاب بالشلل عند ظهور الحاج حافظ جحظت عينيها بصدمة عندما ظهر من خلفه اخر شخص ممكن ان تتوقع ان يكون حيا ...لم تسمع لحديث حافظ المحبب ....ظلت تنظر لهما بخوف ورعب جلي ..كيف كلاهما لازالا احياء ..فهي على يقين من موت الحاج حافظ وقامت بواجب عزائه ولكنها تأكدت انها في حلم وهمي عند رويتها ....اقترب حازم يرحب بها مبتسما :
-حمدلله على السلام يا شيراز!!......
-لا ....لا .لاااااااااااااا
ظلت تصرخ رافضة لما تراه تصرخ بوجوهم المصدومة من وجودهم على قيد الحياة تنكمش على حالها بصعوبة :
-انتوا وهم ...كلكم وهمممم ...سيبوني في حالي ...لاااااااا انتو ميتين ميتين ..كلنا ميتين ...كلناااا...
اثناء تثبيت مالك لها وقع نظرها على وجه حازم الجامد الذي يسأل الطبيب برسمية :
-هي مالها؟...
نادته برجاء تعلم انه يعشقها ولن يكذب القول :
-حازم !!..حازم قولهم يسيبوني ..انت سايبني ليه يعملوا فيا كده ؟..وانت بتعمل ليه كده ؟!...حااااااازم ....
نظر بريبة من حالتها الغير مطمئنة وتبادل النظرات مع حافظ المتجهم ومالك الغاضب من توسلها لذلك الغريب ...فقال الطبيب بحدة غاضبة يأمر الممرضة :
-نورهان ...حقنة مهدئة بسرعة....
اجابته بسرعة :
-حاضر يادكتور .....
ظل مالك على وضعه يحتضنها بقوة مع محاولتها للتحرر منه بضعف يناسب حالتها الصعبة فنطقت بهذيان واضح للجميع كأن اصابها خلل عقلي فجائي :
-ابننا مات ..مات ياحازم ..اشمعنى انتوا عايشين ...وهو لا ....
شدد من احتضانها بقوة يدفن انفه بعنقها يحاول السيطرة على دموعه التي خانته لتقفز من اعينه المغلقة مع همسه لها:
-انا جنبك وهفضل جنبك ...مش هسيبك تاني ... ياقلب مالك ...نامي واما تصحي هتكوني احسن ..شعر بتراخي اعصابها وهدوئها التدريجي الا من شهقاتها المتقطعة التي تضرب قلبه تمزقه ...
نظر لاعلى مناجيا ربه بان يلطف بها ..والا يوجع فيها مرة اخرى...فلن يتحمل فقدانها مرة ثانية...
...................


وقف الطبيب خارج حجرتها المخصصة يوضح ما وصلت اليه الحالة فسأله حافظ باهتمام :
-يعني ايه يابني اللي بتقوله ده ؟...يعني اتجننت البنيه ؟
-انا ما قولتش كدة يا حاج ..كل اللي طلبته محدش يحاول يدخل للمريضة اطلاقا لحد ما نستعين بطبيب نفسي للحالة ...ما تنساش انها كانت في غيبوبة مدة كبيرة ورد فعلها لما فاقت يجبرني على كده ...
سأله مالك المتعرق بصوت مهتز:
-طيب انا ممكن اكون معاها ..انا جوزها ..واكيد هي محتجاني جنبها...
نظر له الطبيب بتمعن في الامر فاردف بشك:
-اكيد طبعا ..عندك حق ....بس هل تفتكر هي معتبراك جوزها حاليا ..هل اتعاملت معاك على الاساس ده ؟!..انت ماشوفتش رد فعلها وطلبت مين ؟!.. ....
نظرة كارهة اطلقها" مالك "لذلك الثابت بوجهه الصلب كأن ما يحدث لا يعنيه ...فنطق" حازم "اخيرا برسمية وبنفس وجهه الصارم :
-تمام يا دكتور مافيش حد هيدخل لها زي ما حضرتك طلبت ...
قارعه مالك بحقد :
-وانت مين عشان تقول رايك ..مش كفاية المصايب اللي من تحت راسك وراس عيلتك كلها ...انا لولا الحاج مانعني كنت بلغت عنك انت واهلك كلهم يا حازم ...انا مش حايشني عنك الا قسم ابويا ...لكن وعهد الله لو قربت منها لاكون قتلك بايدي وما هيكفيني عيلتك كلها ....
تدخل حافظ واضعًا كف يده فوق صدر ابنه يربت بحنان :
-استهدى بالله يابني ..حازم عمل اللي عليه ..واحنا مش عاوزين بوليس يدخل بينا لا تولع نار بين العائلتين ...كفاية اللي عمله مع عمته وكسر شوكتها ....
ابتسم مالك بسخرية متهكما:
-ايه يعني ؟..عمل ايه ؟..هتقولي طرد عمته واخذ فلوسها تاني ..ماهي ممكن ترجع وتعمل اللي عملته مليون مرة ...ده ما يبردش ناري ياحاج...
وضع حازم يديه بجيوب بنطاله يكمل حديثه :
-وجوزتها راجل من رجالتي ياحاج.... "جرحي "انت عارفه ...راجل شوكته صلبة هيقدر عليها وهتعيش على قد عيشته ذليلة بعد ما كانت ملكة ...كل ده مش كفاية يا مالك بيه...انت عارف انا وقفت ضد السلمانية ازاي وعاديت مين ؟!...
-بس كنت عايز تتجوزها .كنت حاطط عينك على مراتي وبتحارب عشان اللي عايزه .....هتنكر!!!!!!.....
تنفس حازم بضيق يعلم انه صادق في قوله ولن ينكر اعجابه بها وحربه للزواج منها خوفا من وصول عمته لها ...فقال يدافع عن نفسه :
-اولا انا ما كنتش اعرف علاقتك بيها وفهمتك اكتر من مرة يا اخي ...لو كنت اعرف انها تهمك بالشكل ده ما كنتش طلبتها للجواز كنت فاكر الحاج حافظ مجوزك ليها صورة وشكل عشان تحميها زي ما كنت هعمل وتأكد ان ده كان هدفي مش اكتر ..وده غلطك ياحاج كنت لازم تفهمني انه بيحبها كنت ممكن ادور على حلول تانية ...وياريت نقفل الموضوع ده الكلام فيه مش هيقدم ولا هيأخر......كل اللي يهمنا حاليا نعرف حالتها دي وصلت لها ازاي ؟!...
هز حاج رأسه بحزن يجيبه:
-عندك حق يابني ..ساعات كتير واحنا بنحمي اقرب الناس لينا بنأذيهم واحنا مش عارفين ..كنت خايف عليها بزيادة وكنت عايز احافظ عليها ...بس نقول ايه نصيب...
وجه مالك نظره لباب حجرتها المغلق بشرود يتمنى ان تعود له كما كانت اليوم قبل غدا .....يتمنى لو يكسر الحواجز بينهما لتعود اليه هو فقط ...
...............


في اليوم التالي
............
ظلت شاردة بوجهها الشاحب تنظر للنافذة المفتوحة جزئيا يتسرب منها نسمات الهواء العليل فيداعب خصلاتها المتطايرة فوق وجهها فلم تكن لديها القدرة والرغبة لرفع اصابعها تزيحها عن وجهها ..... تفكر كيف وصلت الى هنا مرة اخرى لتلك البلدة ؟...بعد ان تركتها منذ ثلاث سنوات رافضة العودة مع زوجها حازم ..كانت في بداية الامر تظن انها بدوامة احلامها كعادتها ولكن تلك الاحلام هذه المرة طالت مدتها عن المعتاد ..اسئله كثيرة تطرق رأسها كمطرقة مؤلمة لا تعرف عنها إجابة مريحة ..حازم !..مالك!!.الحاج حافظ !!!...تدور في دائرة مغلقة تريد من يساعدها واخراجها من تلك الدوامة قطع شرودها ..صوت تلك الطبيبة التي تصر على تبادل الحديث معها منذ دخولها ..ولكنها قابلت وجودها بالتجاهل وعدم الرد ..ليس لديها القدرة على التجاوب مع الاخرين ومازاد من احباطها عدم سؤال احد عليها منذ رؤيتهم لها اخر مرة ...سمعت الطبيبة تقول بود :
-شيراز انا هنا جاي اساعدك ..لو فضلتي ساكتة ورافضة التجاوب محدش هيقدر يساعدك ...
-أنتِ وهم !!..ومهما كلمتك في النهاية هتطلعي وهم ...
قالتها شيراز وهي مثبته نظرها على النافذة كما هي..
تفائلت "سما "لتجاوبها فاردفت بسرعة تستغل الفرصةتجاريها :
-طيب ايه رايك تحكي لي عن حلمك ...
إلتفت لها ببطء تنطق بيأس:
-واذا كان انا مش عارفة الحلم من الحقيقة ..هحكيلك ازاي..؟!..
ابتسمت سما فاردفت بمرح :
-طيب ايه رايك لو اسألك وتجاوبي ..ولو افتكرتي اي حاجة عايزة تقوليها قوليها ....
هزت رأسها بالموافقة فسألتها سما :
-أنتِ عارفة أنتِ هنا ليه يا شيراز؟...
ابتلعت ريقها الجاف تردف بصوت مرهق:
-ايوه ....انا جيت هنا عشان ضربت نفسي بالنار ...بعد ما حازم اتقتل ومالك كمان مات...
عقدت "سما "حاجبها ونظرت للدفتر القابع بيدها المذكور به سبب دخولها المشفى منذ ثلاث اشهر ....
فسألتها بروتينية :
-حازم ومالك دول مين بالنسبة لك ؟..
-حازم جوزي ابو ابني .....ومالك كان جوزي ...
ضيقت "سما "عينيها بتركيز ارادت التاكد مما امامها :
-بقالكم كم سنة متجوزين ؟..
-تلت سنين .....سيبنا البلد وعيشنا في العاصمة ..كنت منتظرة ابني بفارغ الصبر بس للاسف مات زي ما ابني من مالك مات .....
-أنتِ شوفتي حازم ومالك ؟مش كدة؟
اجابته بتيه:
-شوفتهم ..عشان كده بقولك انا في وهم ...حازم اتقتل قدامي اخد طلقة في راسه ..ومالك مات وهو ماسك ايدي روحه طلعت وهو ماسك ايدي وبعد كدة انا مت...انا في حلم ....اكيد حلم...
ارادت الطرق على الحديد وهو ساخن فسألت بسرعة تواجهها :
-ازاي وانتِ قاعدة قدامي ...؟
-انا في وهم ..وهصحى منه ...
كانت كلمات شيراز البسيطة تؤكد لنفسها ان ما تمر به ليس الا حلم ستستيقظ منه عاجلا ...
سألتها سما بعد ان بدأت في تشخيص حالتها :
-عندك كام سنة ياشيراز ؟...
-٢٦....
اردت الطبية مواجهتها كخطوة في سبيل التشخيص لقالت نافية :
-شيراز !!!!..انتِ عندك ٢٣سنة ...مش ٢٦...وما خرجتيش من البلد نهائي ..انت يا شيراز هنا في المستشفى بقالك تلت شهور في غيبوبة نتيجة طلق ناري ادي لموت ابنك ..ابنك من جوزك ... جوزك ..مالك !! حازم مش جوزك يا شيراز ....ولا عمرك اتجوزتيه....!!!!!
نظرت لها شيراز بذهول غير مصدقة لما يحدث لها هل يمكن ان تكون قد اصابها مس من الجنون؟ ...ظلت تحرك رأسها رافضة لما تقول تهذي بشفاه مرتعشة لن تصدق حديثها ابدا ...ابدا ..فهي زوجة حازم ..لما يفعلون بها تلك الافاعيل المذيبة لاعصابها ..لمًا يدفعوها للجنون ....
....................
بعد اسبوع
.........
اجتمع الجميع ..كل من له صلة بها او قام بزيارتها اثناء غيبوبتها ..جلسوا امامها منتظرين بفضول ما ستبلغهم به قامت بتجميع اوراقها مع رفع اعينها تراقب رد فعل الجميع باهتمام تردف بطريقة عملية مبسطة :
-اكيد كلكم منتظرين بفضول تعرفوا مجمعاكم ليه ...؟
الحقيقة الموضوع معقد مش عارفة هتفهموه ولا لأ..
نظرت بتمعن في وجوه مالك وحازم تسألهم:
-انتوا كلكم زي ما بلغني دكتور "طارق"كنتوا كل يوم معاها وبتتكلموا معاها كتير ..زي ماطلب منكم ...بس اللي حابة اعرفه انتوا كنتوا بتتكلموا عن ايه؟... عن الماضي ولا الحاضر!!!! ....
عقد مالك حاجبه مستفهما عن سؤالها :
-مش فاهم حضرتك تقصدي ايه ؟
اجابته بيأس :
-الحقيقة يا استاذ مالك المريضة اثناء غيبوبتها فضلت انها تصنع لنفسها عالمها الخاص بيها وتعمل له حاجز اسمنتي صلب بعقلها تحيطه بيه ...رافضا للواقع اللي رفضه عقلها او كان اكبر من عقلها يستوعبه ...ببساطة يا جماعة عقل الانسان ملئ بالحجرات الصغيرة.... شيراز حبست نفسها جوه حجرة محددة منهم وقفلت على نفسها .
تنحنح حازم مستفهما اكثر :
-وايه علاقة ده بكلامنا معاها ؟!..كلنا كنا بنحاول نكلمها كتير عشان يوصلها صوتنا وترجع لوعيها ونعرفها ان احنا موجودين معها ...
اجابته بتوضيح اكبر :
-للاسف الكلام ده جه بطريقة عكسية مع الحالة ..من الطبيعي في كل الحالات ان الحالة بتستجيب وتفوق فعلا ..بس شيراز كانت اذكى من انها تنفذ اللي انتوا عايزينه كانت كل ما بتتكلموا وتغذوها بمعلومات عن حياتكم الشخصية والاحداث اللي فايتاها كانت بتاخد المعلومات دي كسلاح لزيادة الحاجز وكانت بتستخدم اللي بتقولوه في صنع خيال خاص بيها زي ما هي تحب وتستريح ..
نظرت امينة الجالسة بجوار فزاع برعب له فامسك كف يدها بقوة يربت عليه يطمئنها ..فسمعت الطبيبة توجه لها الحديث :
-خلينا نبدأ بامينة مش كده ؟
هزت امينة رأسها بتوتر منتظرة ما ستلقي به فسمعتها تردف :
-أنتِ والاستاذ فزاع مكتوب كتابكم صح ؟...وحصل مضايقات من طليقك ؟....على ما اعتقد كنتِ بتحكي المضايقات دي ليها ....احب اقولك ان المعلومة دي شيراز هي اللي قالتها ..انها حضرت كتب كتابكم في اوضتها وبوجودها ..وحكت لي تفاصيل اليوم ده بالتفصيل وان طليقك بعدها حاول يفرق بينكم ...
قاطعهم حافظ بتعجب يقول :
-بس يابنتي خديجة كانت وقتها بغيبوبة واحنا فضلنا نكتب كتابهم في اوضتها عشان نسعدها وتفوق وترجع تاني ....
-انا فاهمة ياحاج اللي بتقوله انا بوضح لكم ان اي كلمة حصلت كانت شايفاها شيراز بعقلها... هي ...احب اقولك ياحاج ان شيراز قالتلي انها اتجوزت الاستاذ حازم يوم كتب كتاب امينة ..لان ده كان طلبك !!!...
نطق مالك بضيق :
-ما حصلش ايه الجنان ده ؟
-لا ..حضرتك ده مش جنان ..شيراز مش هقدر اقول الا ان عقلها الباطن ذكي جدا في تكوين حياة خاصة بيها حياة وهمية ...
صمتت لثواني تقول وهي تقلب بين الاوراق والدفتر الخاص به المسجل بيه معلومات خاصة :
-انت مثلا كنت متجوز غادة مراتك..تقدر تقولي مقابلتك لمراتك لاول مرة بعد الحادث كانت فين ؟
صمت للحظات يتذكر فاجابها :
-كان في اوضة شيراز ما كانتش لسه فاقت من العملية ...
نظرت للورق بدقة تقرأ معلومة مسجلة :
-وحصل ان مراتك اعترفت لك انها حامل ..وانت رفضت تطلقها ...
اندفع يجيب :
-اااايوه..الكلام كان في اوضتها بس انا انفصلت عن غادة وقتها حتي قبل ما اعرف بحملها المزيف ....كانت شيراز عندي اهم من كل شئ.....
-اهو هي اخذت اول معلومة وكونت هي باقي القصة زي ما هي مقتنعة .....
حللت الطبيبة حديثة بدقة:
-كلكم كنتوا بتدوا شيراز اول الخيط وهي تغزل القصة بعقلها زي ما تحب ...هي سمعت اعتراف غادة بحملها وده كان طرف الخيط ..وتكفلت هي بنسج القصة زي ما هي شايفاك في عقلها ..غزلت القصة بانك تخليت عنها زي ما تخليت عنها قبل كدة زي ما ذكرت في الجلسة اللي بيني وبينها وقالت عنك كلمات كررتها اكتر من مرة ( مالك دائما بيخذلني) ...(بيتخلى عني ...)...(بيظلمني ...)للاسف رغم حبها ليك الا ان عقلها مقتنع بحاجة واحدة انك عمرك ما هتتمسك بيها ...
وضع مالك راسه بين كفيه يداري ألمه قبل ان يظهر امام الجميع كقطرات من الدموع تغرق وجنتيه ...
-نيجي للاستاذ حازم وهو المشكلة الاكبر ...انت كنت بتتكلم معاها كتير عن نفسك ..مش كدة
نظر له مالك شزرا وضرب بكف يده فوق الطاولة اوقع كأس المياة فوق المكتب يصرخ به بشراسة :
-انت كنت بتدخلها يا حازم...... من ورانا ؟
هجم عليه مالك الثائر يمسك بتلابيبه بوجه غاضب منعه فزاع وحافظ من ضرب ذلك المتعجرف يقابل ثورة مالك بكل هدوء وثبات ...يقول بثبات اشعل الجميع :
-كنت لازم اتكلم معاها ....في حاجات كتير كانت لازم تعرفها...
-لييييه ؟..تتكلم معاها لييييييه؟..هي اساسا ما تعرفكش ...وربي لاربيك...
نظر له نظرة غاضبة يقارعه:
-إلزم ادبك يا ابن حافظ ..واوعدك نبقى نصفي حسابنا بره مش هنا ...
صرخة غاضبة من طبيبتها لتنهي تلك المهزلة :
-لو مش هتلتزموا الهدوء وجودكم يبقى زي قلته وتتفضلوا من هنا ....
جلس مالك على مضض ينظر له بتوعد ويقابله حازم بابتسامة ساخرة تزيد من غضبه ربت فزاع فوق كتفه يهدئه ...
طلبت انصراف الجميع وبقاء حازم عندما لاحظت حساسية الوضع وتوتره القائم بينه وبين مالك
فقالت سما لحازم بعد انصرافهم :
-ممكن اعرف نوعية الكلام اللي كان بيدور بينكم ..مع انك مش من المقربين ليها ...وتعتبر غريب ...
حك ارنبه انفه بارتباك يردف بصوت ثابت :
-احم ..كنت بتكلم معها عادي ...يعني بحب ايه ..بكره ايه ؟.حكتلها عن علاقتي بالوالدة.... الحاجة آمنة .....حكيت لها عن حاجات شخصية زي حساسيتي من الشطة ..يعني حاجات كتير...
سألته بفضول :
-حكيت عن شغلك ..حياتك العملية ....؟
هز رأسه متنهدا يردف:
-ايوه..حكيت عن شركتي هنا وفي ايطاليا
هزت رأسها بتفهم تسأله عن شخصين بفضول :
-چولين واندرو....!!!اشخاص تعرفهم ولا اشخاص وهمية صنعتها هي...؟
ضاقت عينه بفضول متعجب من معرفة الطبيبة لتلك الاسماء فاجابها بفضول :
-جولين واندرو ناس اعرفهم بس ..چولين سكرتيرتي الخاصة واندرو شخص له قصة معايا وهو بالمناسبة يبقى خالها .....بس هي عرفت ازاي صلتي بيهم .....
-اكيد اتكلمت عنهم باي شكل من الاشكال ...
صمت لثواني قليلة يتذكر عندما كان في احدى المرات يقوم بزيارتها بعد انصراف الجميع خفية بدون علمهم وجاءه مكالمة من چولين واصرف في الحديث معه وقتها بشئون الشركة ...
قطع تفكيره سؤالها المباغت التي ضربته في مقتل ..لم يتوقع مباغتة الطبيبة بمثله :
-استاذ حازم ...هل حصل بينك وبين المريضة اي تلامس جسدي اثناء غيبوبتها ؟!.....
انتفض من سؤالها ثائرا رافضا اتهامه بتلك التهمة :
-أنتِ اتجننتي ازاي تسأليني سؤال زي ده؟...انتِ !...انتِ!
وضعت قبضتها اسفل ذقنها بابتسامة ثابتة تراقب انفعاله الذي يخفي خلفه اشياء كثيرة ..بادرته بنفس السؤال مع رفع حاجبها :
-استاذ حازم !!حصل اي تلامس جسدي بينكم ...؟!..ومهم اوي الاجابة ومتخافش ..اللي هيتقال هنا مش هيخرج بره .
نظر إليها بوجه متجهم مخالف ثورته منذ لحظات ...وجلس ببطء ينظر لها بارتباك يلوم نفسه على تهوره في لحظة من لحظات ضعفه فقال بتهور وهو يمسح وجهه بكف يده :
-كنت بلمس كف ايدها ...
رفعت حاجبها بتحدي ان يكذب فاكمل بعد ان فقد صبره من استجوابها :
-بوست ايدها اكترمن مرة وو...وخدّها....بس بالله عليكِ ما حد يعرف الكلام ده ....
هزت رأسها بتفهم وقالت تنهي المقابلة :
-اطمن !!!.سرك في بير ....
.................
بعد شهر
..........
ظلت جالسة فوق مقعدها امام النافذة المفتوحة على وسعها مغمضة الاعين تستقبل تلك النسمات التي تداعب خصلاتها بحرية للخلف تصفي ذهنها من الافكار المتداخلة التي ترهق عقلها ..ضحكت ساخرة على وضعها وعلى ما وصلت اليه وعرفته من الجميع ..ما كانت حياتها الا وهمًا صنعته بنفسها وباختيارها رفضا لواقعها ..هي الان حرة..بدون قيود تقتلها ..حرة بدون قيود حازم او مالك ..سمعت صوت تلك المترجية تقول بتأثر:
-كمان واحدة يا شيراز..أنتِ لازم تتغذي كويس عشان تخرجي بقى من المستشفى دي ....
فتحت اعينها تنظر لصديقة عمرها بامتنان تجيبها :
-صدقيني ..مش قادرة بلاش تضغطي عليا بالله عليكي يا امينة .....
تنهدت امينة بتعب تريح صحن الطعام فوق الطاولة تردد:
-مع ان خالتك حفيظة و ام سعد هيزعلوا بس نخليه شوية لحد ما تجوعي...
ظلت تنظر امامها بصمت غير راغبة بالتجاوب معها مرة اخرى فسألتها امينة :
-لحد امتى يا شيراز ؟..هتفضلي رافضة تشوفيه ..انت مش متخيلة انه موقف شغله وحياته من وقت دخولك الغيبوبة ..ايه القسوة دي....؟
ظلت صامتة على وضعها غير قادرة على الحديث فهي اوضحت لطبيبتها عدم رغبتها برؤية الجميع وبالاخص مالك وحازم...ليتناوب على زيارتها امينة بشكل يومي وحافظ للاطمئنان عليها ..ابتسمت عندما تذكرت زيارة حفيظة وام سعد لها وكيف امطروها بالقبلات والاحضان الغير متناهية حامدين خالقهم لعودتها مرة اخرى ..ولم تسلم من مناكفة "حفيظة "لها ...بتذكيرها انها غير راضية عن فزاع كزوج لامينة لتبتسم على هيئتها المرحة اول ابتسامة منذ إفاقتها .....
سمعت تنهد مسموع من صدر "امينة "فنظرت لها باهتمام تسألها :
-أنتِ كشفتي قبل كده عن حالتك ؟..اقصد عشان الخلفة ؟!...
رفعت امينة كتفيها بلا مبالاة غير مهتمة فاكملت شيراز بترجي :
-هطلب منك طلب ..ياريت تنفذيه وما تسأليش ليه؟روحي تابعي مع دكتور كويس وانا متأكدة انك ما عندكيش حاجة تمنع الخلفة ...ارجوكِ....
نظرت لها بتعجب من طلبها ولكن لم ترغب في رفض طلبها المُلحة به ..فوعدتها بان تتابع في اقرب فرصة ...
قطع حديثهما دخول تلك الممرضة المتابعة لحالتها بمرحها المعتاد :
-صباح الخير يا مدام شيراز ...لا بسم الله ماشاء الله احنا بقينا احسن كتير عن الاول ...ممكن بقى اشيل الكانولا من ايدك ...
نظرت لها شيراز تدقق في ملامحها تشعر بانها سمعت صوتها من قبل بنفس الاسلوب المرح ونفس خصلات الشعر الاصفر المصبوغ فنطقت شيراز تسألها والاخرى تقوم باخراج الابرة من ظهر كفها الايمن :
-أنتِ معايا من وقت ما كنت في غيبوبة صح؟
-ايوه يا فندم ...
-اسمك ايه ؟
ظلت تدقق في نبرة صوتها وحديثها كأنها سمعته في احلامها فتذكرت سريعا تلك الشخصية الوهمية عندما وجدتها تجيب بمرح :
-اسمي نورهان ..تحبي بقى اقولك ايه غير مدام دي تحسيها تقيلة كده !!!.....
انتفضت ارتباكا عند جملتها الاخيرة ظلت تنظر لها بتأمل تعجبت منه امينة المراقبة فهمست بصعوبة اثناء شرودها :
-قولي لي يا شيرو ...اصل بحب الاسم ده !!!!
انتهت نورهان من سحب الكانولا من مكانها الذي خلف ورائه كدمة زرقاء تسبب لشيراز الالم ..لفته من شيراز فوق كفها التي تشعر بوغزه وألمه المستمر لتبتسم بحسرة على ما وصل إليه تفكيرها لقد تأكدت فعليا ان كل ما مر بها كل كان الا حلما حتى شعورها بالم كان نتيجة تلك المحاليل ..وألام معدتها كانت نتيجة إجهاضها والجرح الناتج عن استخراج الرصاصة ..حتى الاصوات التي كانت تطاردها وتناديها تطلب منها العودة ما كانت الا اصواتهم هم ..في محاولة منهم لمساعدتها للخروج من تلك الهوة التي تبتلعها ..ابتسمت بحسرة على وضعها فكل البشر لهم واقع واحد وحياة واحدة ..ولكنها اختارت ان تكون اكثر تميزا عن الاخرين ليصبح لديها عالمين مختلفين عاشت فيهما ......
................
نهاية الفصل الرابع والاربعون
ر



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 01:51 AM   #125

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس والأربعون (الأخير)

الفصل الخامس والأربعون(الأخير)
...........................




نظرت له بامتنان على وقوفه بجوارها كل تلك المدة يدعمها ويسندها فقالت له بدلالها متأثرة بنظرة عينيه الحانية :

-وحشك الرز بلبن اللي كنت بعمله لك يا حاج ؟!...

ابتسمت اعينه بحزن وعيون يغشاها دموعه تلمع كالزجاج :

-اوي اوي يا خديجة ..مش آن الاوان تستريحي بقى يابنتي من عذابك ده وتريحي ابني اللي شوية وهيجنن من رفضك تشوفيه ...

اخفضت نظرها بتأثر من حديثه ونبرة صوته التي يملأها الكثير فسمعته يكمل :

-سامحي مالك يابنتي ..ما كانش بايده يطلقك ..انا اللي غلطت يوم ما اجبرته يخلع قلبه بايده ..كنت معذور خايف عليكم ...

حاولت رفع رأسها المختفي خلف خصلاتها المتمردة تواجهه وتفهمه ان ما تشعر به الان حالة لم اه تفسيرها حالة من البرود العاطفي اتجاه احبتها ..لا تشعر باي مشاعر ..اغتيلت مشاعرها ودفنت بعقلها كما دفنت احلامها الوهمية ..لا تحب ولا تكره ..لا تحزن ولا تفرح ...حالة من الثبات المفرط ...

سمعته يدافع عنه باستماتة :

-مالك طلق مراته عشانك يا بنتي ...كان ناوي على كده من قبل ما يحصل اللي حصل ليكم ..ورغم انها كدبت عليه وفهمته انها حامل بردو طلقها واكتشف كدبها وكل اللي عملته من صاحبه ده اللي اسمه نادر الله يجازيه بقى هو وهي .....

ظلت على وضعها لم تؤثر بها كلماته فارادت معرفة شئ مهم :

-انت قولتي قبل كده انك كنت تعرف بابي ..وان فيه دين برقبتك ليه ..ممكن اعرفه؟

اسند كفه على عصاه يبتسم باشتياق للراحلين عنه فاجابها بعيون شاردة :

-ياااااه يابنتي ...قلبتي عليا المواجع والجروح يا خديجة ...زماااان من سنين كنت انا وابوكي في التوجيهية(الثانوي يعني)..ودائما كنا نتعارك ونتنافس زي اي عيال طايشة ..انا ابن الجعافرة وهو بيتبهى بانه ابن الشاذلية ..وانا وقتها كنت بحب بنت عمي اللي هي ام مالك الله يرحمها وكنا متفقين اقابلها في اليوم ..تاني يوم لقيت ابوكي بقى الله يرحمه جاي يرمي كلام انه شافني معاها وهيقول لبويا وابوها ..كان دمه حامي الله يرحمه وطبعا فضل يبهدل فيا ازاي اطلع مع اللي من لحمي ودمي بالشكل ده وقامت عاركة بيناعلى الطريق جنب الترعة ...فجأة لقينا واحد بيقع في الترعة قدام عينا وما عرفناش وقتها ننجده ...

وعشان كان في مشاكل بين العيلتين من زمان اول اللي اتهموه بقتله انا ....لان القتيل طلع من الشاذلية ..والدنيا قادت نار ولازم ياخدوا بتارهم مني ...وفعلا ابويا كان ناوي يهربني .....لكن ابوكي رغم صغر سنه وقف قدام الرجالة في المجلس العرفي وشهد ان كنت معاه وقتها وان القتيل هو اللي وقع في الترعة وانقذ روحي وفضل الدين ده في رقبتي ليه وكان كل ما ينزل يطل على البلد كان لازم يمر عليا هنا ..الا المرة الوحيدة اللي نزل بيكِ هنا ...زي ما يكون كان حاسس انه خلاص هيتقابل وجه كريم ....

ظلت تستمع لكلماته بتأثر بالغ على ذكر شهامة والدها منذ صغره فهمست بانفاس مثقلة :

-عشان كده دائما بتقولي ابوكي ايه دين ولازم اسدّه!! ..كنت عايز تحميني زي ما حماك ...

-كله سلف ودين يا بنتي .....

سحبت نفسا تملأ به صدرها وزيرته ببطء وقالت مترجية:

-حاج حافظ ..ليا طلب وهيكون كده سددت دينك للابد ...ممكن ؟!..
......................


جلست كجلستها المعتادة فوق مقعدها وبجوارها من يتكئ بمرفقيه فوق ساقيه راقبها باهتمام وهي تنظر له تتأمله بدقة تقارن تفاصيله بتفاصيلها الوهمية فسألته باندهاش :

-الجرح اللي فحاجبك ده من امتى ؟..ماكانش موجود قبل كده ...

ابتسم ساخرا يجيب :

-لسه شاريه من السوبر ماركت ...

عقدت حاجبها بضيق فرفع كفيه باستسلام وعاد لصلابته يضع ساقا فوق اختها ويخرج علبة سجائره استعدادا للتدخين فقال معترضة :

-التدخين ممنوع في المستشفى ...

تنهد بضيق وسألها :

-ممكن اعرف طلبتي تقابليني ليه ؟...

-جاوب على سؤالي الاول !..الجرح ده من امتى ؟..

ابتسم ابتسامة خفيفة يريح فضولها :

-من ابتدائي وقعت من فوق الحصان...

اغمضت اعينها بقوة تحاول تذكر ملامحه باوهامها ولكنها لم تستطع حتى ذلك الجرح لم يكن موجودا باوهامها ..فتابعت بالقول :

-انا طلبت اشوفك عشان في حاجات عايزة اعرفها منك ..عن اندرو !!!!انت فعلا تعرفه ولا ده كان وهم من خيالي.؟!..

اولى حازم اهتمامه لسؤالها فقال يبلغها :

-كويس انك سألتيني .....اسمعيني ياشيراز كويس....وقت ما عرفت مكانك حاولت ادور على اي اهل ليكِ عشان اهربك ليهم وحظي وقعني في صديق مقرب ليا عرفني بضابط شرطة ليه اتصالاته مع البحث اكتشف ان خالك مسجون في سجون إيطاليا بسبب ديون وقعت الشركة فيها ...الحقيقة وقتها مش عارف ايه اللي خلاني اساعده واتواصل معاه داخل السجن ..واحاول اسدد ديونه بشرط ادخل شريك فيها ..الحقيقة وقتها حسيت ان صعب تخسري ورثك من ابوكي وامك كمان ...

ابتلعت ريقها بصعوبة تسأله بفضول :

-ليه ما سفرتنيش ليه ؟..

-للاسف كان لسه مسجون ..ومش هقدر اطلعك من البلد وانتِ هربانة ..كنت لازم اخلص موضوع التار باي شكل ...عارف ان مش صح ان احمي عمتي ولا صح الا صدر من ناصر بس لو كنت دخلنا البوليس كنتِ أنتِ كمان هتدخلي السجن ..لقضية القتل ...

-عشان كده كنت عايز تتجوزيني؟..مافيش حلول الا كده ؟!..

تنحنح باحراج من مواجهتها له ومراقبة عينيها له كأنها تتأمل تفاصيله بدقة فسألته مرة اخرى سؤالا جريئا:

-انت بتحبني ؟!...ارجوك تجاوبني على السؤال ....

رفع اعينه ينظر لزرقاوتين يحيطهما علامات الارهاق والتعب اشفق على رؤيتها بتلك الحالة النفسية فأجابها بتعقل :

-مش هقدر اقول حب ..انا شخصية عملية اكثر... الحب ده ممكن يكون مش من قاموسي ...بس ممكن اقولك ان اعجبت بيكِ جدا من اول يوم شوفت صورتك فيه ..اخفض نظره لشفتيها الجافتين يتأملهما بجوع واكمل بصوته الاجش طول عمري نفسي في زوجة ليها مواصفات محددة ...أنتِ فيك كتير من المواصفات دي ....

-رغبة يعني ...كنت عايز تجوزي كرغبة ...؟

هرب بعيونه عنها لا يستطع اجابتها وعندما طال الصمت وهي لاتزال تراقب كل جزء به طلبت منه طلبا غريبة جعله اجفل منه:

-لو طلبت منك انك تحضني...

هتعمل كده ؟

انتفض داخليا على طلبها ولم يظهر ذلك وظل على ثباته المعهود نظر لها يلتمس الصدق في حديثها كيف تطلب منه مثل ذلك الطلب ولكن ارجعه لحالتها النفسية غير المستقرة ..اما هي فكان عليها التأكد من شعورها به واوهامها... انها كانت من صنعها هي كما يدّعون ... نظرت له نظرة رجاء ...جعلته اخفض ساقه ببطء عن الاخرى ووقف ببطء امامها ..فرفعت ببطء كف يدها المكدومة اثر المحاليل المغذية ..حتى تناول كفها داخل كف يده الاسمر الكبير يحتويه برقة ساعدها في الوقوف.. فلقد كان من الصعب عليها التحرك بسهولة بسبب طول فترة نومتها ليتعرض جسدها بعدها للتيبس ..اسندها من خصرها بيد واليد الاخرى تمتلك كفها ..اضطربت انفاسها عندما وصلها رائحة عطره الغريبة عليها حيث كانت مزيج مع رائحة جسده الرجولية ،.كانت جديدة عليها ...حتى فارق الطول بينهما كانت راسها تكاد تصل لمنتصف جسده وصدره المفتوح ازراره المتسارع الانفاس من قربها بهذا الشكل ..رفع كف يده يقبل ظهر كفها مكان كدمتها المتلونة مع ثبات عينه فوق وجهها ..اغمضت اعينها تحاول مقارنة ذلك القرب بما كانت تحلم به حتى ضربها التوتر والرعب عندما شدد من احتضانه لتلتصق بصدره شعرت بالغرابة من تصلب جسدها المرتعش اسفل ملمسه الجديد عليها ..انه ليس حازما ...ليس هو كما كانت تشعر داخل احضانه و تفاقم رعبها اكثر واكثر وفتحت اعينها على وسعهما عندما ضربتها انفاسه الساخنة عنقها المكشوف يتبعها قبلة عميقة منه فدفعته عنها بضعف ..فاحترم رفضها وتفهم وضعها النفسي وابعدها عن احضانه بدون تحريرها يراقب عيونها المتوترة الهاربة منه فتأكد من تخبطها في تلك اللحظة ،.بعد لحظات كانت جالسة امامه كما كانت فوق مقعدها بعد ان ساعدها في ذلك ..حتى تلقى مكالمة اضطر للرد عليها من سكرتيرته الخاصة چولين ..فهمت من حوارهما ان مايربطه بها اكثر من امر العمل ..فابتسمت ابتسامة مهزوزة من اكتمال الصورة الحقيقية امامها لقد علمت منه ان الضابط المساعد له في امر "اندرو" ..كان "اكرم "كما كان يلقبه ب(الثعلب)...ذات ابتسامتها عند ذكر اسم "آمنة" ..انتبهت لحديثه لتكتشف انهائه المكالمة من زمن ويوجه لها اهتمامه فابتسمت بصعوبة تطلب منه:

-عايزة اشوف "آمنة "معاك صورة ليها ..؟؟

ابتسم ابتسامة رجولية وراقبته وهو يقلب بهاتفه حتى فتح صورة ما ورفعها امام نظرها ...ظلت تراقب ملامحها الجنوبية ..صارمة الملامح فهي كثيرة الشبه به كانت ملامحها مختلفة اختلافا جذريا عن ما كونتها في خيالها ..لتكتشف ان ملامحها الخيالية ليست الا ملامح والدتها"چينا" بطريقة شرقية ...تصاعد صوت ضحكتها تدريجيا بطريقة مخيفة غير متحملة ما تتوصل اليه من دلائل مؤكدة على صواب حديثهم ..نظر إليها بقلق مع خفض هاتفه فسمعها تطلب منه بين ضحكاتها الهستيرية التي ادمعت اعينه عليها :

-ممكن ...ممكن ....ههههه. ...اطلب منك طلب ..هيبقى طلب اخير ..هههههه

ظل يراقب ملامحها بخوف على حالتها وماكان منه الا هز رأسه بالموافقة ببطء و بدون احساس.......
..........


جلس اسفل ساقيها على ركبتيه يدفن رأسه بحجرها ..لم يصدق انها طلبت ان تراه بعد كل ذلك الوقت من الانتظار ..شعر بحركة اناملها تتخلل خصلات شعره تداعبها بحرص اغمض عينيه بقوة التي لازال مبتلة نتيجة دموعه متأثرا من رؤيتها ..اغمضها باستمتاع للمستها الرقيقة ..احترم صمتها الذي يزيد من عذابه ولم يرغب بالضغط عليها لتتجاوب معه يكفيه طلبها في رؤيته ويكفيه انه باحضانها الان ...رفع رأسه ينظر اليها من اسفل عندما شعر بابتعاد اناملها عن رأسه ظل يراقب شرودها عنه فامسك بكفيها يودعهما قبلات متوالية بباطنها ..همس لها باشتياق عاشق معذب:

-انا مش مصدق انك قاعدة قدامي ..انا ما كنتش هستحمل ضياعك ..ليه عملتي كده فيا ؟..انتِ ماتعرفيش انا عملت ايه عشانك أنتِ وبس ..انا سبت الدنيا كلها ....أنتِ ما بتكلميش ليه ؟..اتكلمي معايا نفسي اسمع صوتك ..

لم تلتفت له ظلت شاردة امامها تعرف انها تعشقه حتى النخاع ..وان حبه متأصل بقلبها منذ زمن بعيد يألمها توسلاته الغير متوقفة ولكنها غير قادرة على التجاوب مع تلك اللهفة هل هذا ما يسمى الصدمة ...شعرت بتحركه وعلى نفس جلسته يفتح حقيبة الهدايا وردية اللون الذي حضر بها مع باقة من الزهور الحمراء المفضلة لديها ...تفاجأت عندما اخرج قالب الشيكولاتة التي تحفظها مع ظهور ابتسامة مهتزة فوق شفتيه يحاول مسح دموعه بظهر كفي ... فهمس يداعبها بحزن :

-فاكرة الشيكولاتة دي ...؟..فاكرة اول ذكرى بينا ياشيراز ..كنت اول مرة ادمن الشيكولاتة بسببك ..اول مرة اكلها كانت من ايدك ..ايدك أنتِ ...

دمعة هربت من عينيه مسحها بسرعة وقام بفتح القالب بحرص يكسر منه جزء صغيرا وقربه يلمس شفاها المغلقة باصابع مهتزة ..يريد اعادة ذكرياتهما الجميلة بينهما ظلا يتبادلا النظرات الحزينة كل منهما يسترجع تلك اللحظات الثمينة بينهما فترجها بصوته الباكي:

-ارجوكِ خديها مني زي زمان ..فاكرة زمان يا شيراز...ارجوك...

شعر بانه يحدث حائطا صلبا لا يريد التجاوب اخفض يده بيأس يدفن رأسه بساقيها ومن حركة جسده المنتفضة اكدت لها بكائه الصامت ..في كل لحظة تمر عليه يتملكه اليأس من عودتها له ان يتحمل الحياة بدونها لن يتحمل ...تصاعد صوت تشنجات بكائه لم يعد يقدرعلى السيطرة ..

سمعها تردف بصوت منخفض مرهق كأنها تحارب لتخرج كلماتها :

-بالبندق؟!...

انتفض يرفع رأسه لايصدق حديثها ليمسح دموعه بسرعة مرتبكة يجيبها باندفاع وهو ممسكا كتفيها :

-ايوه ..ايوه بالبندق ..أنتِ كلمتيني صح ..كلمتيني مش كدة ..انا سمعتك مش كده ..

نطقت مرة اخرى بنفس ملامحها الثابتة :

-مش هتأكلني ؟!....

هز رأسه بسرعة ووقف مرتبكا يتلفت حوله حتى وقعت عينه على مقعده وفي لحظة كان جاذبا لها ليجلس وتجلس هي فوق ساقيه بين احضانه يطعمها اجزاء الشيكولاتة بفرحة جلية لاستكانتها برضا بين ذراعيه ...يطعمها بنفسه بدون اعتراض.. فكان يتبع كل مرة يطعمها فيها بقبلة فوق وجنتها ليلاحظ اغماض اعينها لملمس شفاه مع رفع اناملها تتحسس اثر القبلة باستمتاع ظاهر ...سعد لهدوئها وتجاوبها حتى امتنع عن اطعامها خوفا على صحتها اذا اكثرت منها ..لتفاجئه بإراحة رأسها فوق كتفه وكانت بعد لحظات في ثبات عميق باحضانه ...

................

مر اسبوعا كاملا وهما على نفس الوضع يوميا يقوم بزيارتها ومعه باقة زهور مختلفة الالوان وقالب الشيكولاتة المفضلة لها بجميع انواعها مع كيسا من المارشميلو الوردي والابيض على شكل قلوب صغيرة ..فاليوم موعد النوع التي تعشقه شيكولاتة الكاراميل الممزوجة بقطع المكسرات ....

كان مظهره كفيلا للفت الانتباه وسط المشفى ..لقد عاد مرة اخرى لاناقته المعتادة مثلما طلبت منه فتذكر جملتها (نفسى اشوفك مالك بتاع زمان )شدد من باقة الزهور باحضانه لقد هزته جملتها البسيطة هزا مريعا كما هزته جملتها الاخرى (

إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه فإن عاد إليك فهو ملك لك وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية).....لم يفهم هدف جملتها ولكنه اكتفى بتقبيلها ليتذوق شهد شفتيها المسكر ...

دخل المصعد بسعادة وعلى وجه نفس الابتسامة اخيرا ستعود له اليوم كما هو متفق سيعقد قرانه عليها رسميا ويقسم ان الموت كفيلا لان يفرقه عنها بعد ذلك ..رفع معصمه ليراه خاليا من ساعتها الزرقاء ..ابتسم اكثر عندما تذكر اصرارها للاحتفاظ بها لنفسها ...هز رأسه لا يصدق ترجمتها اخيرا للكلمات المحفورة عليها ..لقد عذب سنين حتى يعرف معناها ..لتأتي هي في لمحة عين تبلغه ان الرموز ليست الا لجملة(اصابك لعنة عشقي الى مالا نهاية )...نعم لقد اصابه... اصابه سهام عشقها وحبها له كأنها تعويذة سحرية اصابته...

اقترب من باب حجرتها بسعادة لا يعرف السيطرة عليها ولكن عند استعداده لفتح اقترب منه الطبيب طارق ينادي عليه من بعيد يرحب به ويقول باندهاش واضح :

-استاذ مالك ؟..خير في حاجة؟...

ابتسم مالك ينظر لباقة الزهور باحراج يردف:

-جاي اخد شيراز ..مش حضرتك كتبت لها على خروج انهاردة ..

عقد طارق حاجبه بتعجب واضح :

-ايوه فعلا كتبت خروج انهاردة ..بس حضرتك جيت متأخر شيراز خرجت من تلت ساعات تقريبا ....

بهتت ملامحه مع جحوظ عينيه ابتلع ريقه بصعوبة :

-خرجت ازاي ..ومع مين ؟!...

ضبط وضعية نظارته لقد استشعر صدمته :

-استاذ حازم جه استلمها واللي فهمته انها مسافرة ..تقريبا مسافرة خارج البلد .....

سقطت الاشياء من بين يديه بصدمة ينظر حوله بتيه وشرود واضح حنى دفع ساقه للجري من امامه ولم يهتم الا للوصول اليها..قبل ان يفقدها مرة اخرى ...
................


اثناء هرولته خرج باندفاع من باب المشفى سمع رنين هاتفه المتواصل حتى وصل لسيارته ودخلها واخرج هاتفه الذي سقط من بين يده اكثر من مرة حتى استطاع التحكم في ارتعاش يده وفتحه ليصله صوت فزاع المتوتر :

-انت فين يا مالك ..؟احنا قالبين الدنيا عليك من الصبح .إلحق خديجة قبلت ما تسافر ...

حرك سيارتها وعلى اذنه هاتفه يسنده بكتفه يصرخ به :

-انتوا عارفيييييين ..وخبيتوا عليااااااااا...

وصله صوت فزاع وظهر من صوته انه بسيارته هو الاخر يدافع عن نفسه :

-احنا لسة عارفين من حازم انها مسافرة لخالها ...وانا في طريقي للمطار انا وامينة ...فاضل ساعة على الطيارة ....

حاول تلحقها يا مالك ...حاول ....

جز على اسنانه وكاد ان يحطمهم يسب ويلعن في ذلك الغادرالذي ساعدها من خلف ظهورهم ...ترددت جملتها في اذنه مرارا حتى فهم مقصدها (إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه فإن عاد إليك فهو ملك لك وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية)....

-لاياشيراز ....انا ليكِ ليكِ من البداية ...
.................


روحي ادمنت دموعي وقسوة حياتي فصعب عليّا الرحيل ..وما اصعبه واقساه على قلوبنا الضعيفة التي ذابت عشقا بك !!!!!فليتك يا روح الفؤاد كنت حاضرا لتشهد أي إنسان كنت دائما ..لقد علمتني الحياة في بعدك ان اقسى انواع الرحيل هو رحيل الانسان عن نفسه وانت كنت لي نفسا وروحا يا "مالك "الفؤاد ...وهكذا كانت نهاية قصة عشق لم تكتمل ...نهايتها سطرتها بقلبي المذبوح

نهاية .. (باليريناالشرق )........
.................................


اراحت قلمها فوق دفترها التي كانت تخط به كلماتها المنمقة في دفتر خصصته لها منذ عاما كاملا ..لقد اخذ منها وقتا كبيرا لتسجل به كل ذكرى بسيطة مرت عليها منذ تركها إيطاليا في سن المراهقة مع ابيها ..لم تتخيل يوما ان تعود بدونه مرة اخرى لايطاليا وتشارك السكن مع خالها اندرو الذي لم يكل من تقديم المساندات والمساعدات حتى تقف على قدميها مرة اخرى ...

سمعت صوت رنين الباب فرفعت معصمها تنظر للوقت المبكر بساعته الزرقاء التي لا تتخلى عنها منذ عاما ..تلك التي احتفظت بها متعمدة حتى تحرره من لعنة عشقها ...

توجهت الي باب بيتها التي تشاركه مع اندرو تنظر لجوانبه تبحث عنه فتأكدت ان قضى ليلته بالخارج ...اندفعت تفتح الباب لتقف مصدومة لما رأته بعينيها ظلت تنظر امامها كتمثال شمعي يذوب انصهارا و رمشت باعينها عندما لمحت ابتسامة تدريجية شقت شفتيه الرجولية ..كانت شهية ملهمة بفستانها البسيط الذي يزيدها سنا عن سنها ظل يمرر نظره عليها باشتياق عاشق متألم ظل عاما كاملا يبحث عنها بدون جدوى حتى وصلته معلومة من اكرم وحازم لمكان وجودها الجديد ..كان هو من اول ما قطع صدمتهما بصوته التي تعشقه حد الجنون :

(إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه فإن عاد إليك فهو ملك لك وإن لم يعد فإنه لم يكن لك من البداية)....مش دي جملتك ياشيراز ؟!...

شاهد اهتزاز شفتيها وعيونها التي غامت بسحابة شفافة تغطي زرقتها فنطق يؤكد لها وجوده :

-بحبك يا بنت حفني !!!!

انطلقت كالرصاصة صارخة ..تتعلق برقبته حتى اوقعت منه هداياه الذي يحملها ..تصرخ باسمه غير مصدقة رجوعه لها مرة اخرى كما تمنت تنطق من بين شهقاتها :

-بعشقك يابن الجعافرة ،..بعشقك !!

ظل متشبث بها خائفا من فقدها مرة اخرى يشتم عبيرها بسعادة و يصله سعادتها التي تغمرها ..فاخيرا ستكون له للابد الى مالا نهاية فهي زالت ومازالت وستزال

( لعنة عشقه الى مالانهاية ).....

.................................................. ....


تمت وبحمد الله



يوم الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠



و نلتقي قريبا مع (سأخبرك سرا)



































وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 02:36 AM   #126

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي توقيع



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 03:47 AM   #127

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتي ابدعتي روعه روعه سلمت اناملك الذهبية نهايه بقمه الروعه ومخالفة لكل التوقعات تستحقي التميز رالتقدير باننظار جديديك دوما اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 07:38 PM   #128

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[read][read]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
ابدعتي ابدعتي روعه روعه سلمت اناملك الذهبية نهايه بقمه الروعه ومخالفة لكل التوقعات تستحقي التميز رالتقدير باننظار جديديك دوما اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸



شكرا جزيلا اخي الكريم على كلماتك الراقية ومتابعتك المميزة لعملي المتواضع

سعيدة جدا ان نهايتها حازت على اعجاب قارىء متميز مثلك وسيكون طلبي ترشيح الرواية للجميع حتى تصل لاكبر عدد من القراء

وادعو الله التوفيق لي ولكم

وشكرا


[/read][/read]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 08:33 PM   #129

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

طبعااااا تحفة جدا جدا جدا روعة جدا يعني حبيت ❤
دومتي مبدعة


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-20, 11:47 PM   #130

tahra

? العضوٌ??? » 24198
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,047
?  نُقآطِيْ » tahra is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

tahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.