آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree566Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-20, 10:57 PM   #221

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


نظر أسامة عبر مرآة سيارته إلى ابنته في المقعد الخلفي بينما تارا ملتفتة تتحدث إليها بحنان
"لا تبكي يا لي لي .. سأخبره ألا يسبب لكِ أي ألم"
رددت باكية بتقطع
"لا .. سيعطيني حقنة وستؤلمني"
"لا يا قلب ماما .. إن شاء الله لن تحتاجي لأي حقن"
واصلت بكاءها ليتدخل أسامة قائلًا
"أين لي لي الشجاعة التي قالت أنّها لا تخاف من الحقن والأطباء؟"
رددت بنزق طفولي
"أنا لست خائفة .. أنا لا أحبهم ولا أريد الذهاب إليهم"
ابتسم وهو يتابع قيادته بينما قالت تارا بلوم
"لقد أغرقتِ نفسكِ بالماء يا لي لي ولعبتِ في الهواء بثيابكِ المبللة .. هذا سبب لكِ المرض ونحن يجب أن نذهب للطبيب ليعالجكِ"
مسحت لي لي دموعها بكفها بينما تنحدر أخرى بحرارة
"لا أريد"
تنهدت تارا بيأس فنظر أسامة لابنته عبر المرآة وقال
"زنبقتي الحلوة"
لم ترد وزاد البكاء احمرار وجهها المحمر سابقًا من المرض
"دميتي .. توقفي عن البكاء وأعدكِ لو كنتِ شجاعة ولم تخافي من الطبيب سنذهب للملاهي فور شفائكِ"
توقفت دموعها واعتدلت وهي تمسحها هامسة
"حقًا؟"
"حقًا يا أميرتي .. هذا وعد"
أومأت قائلة من بين شهقاتها الباكية
"تمام .. لن أبكي"
منحها ابتسامة حانية بينما تنهدت تارا متمتمة وهي تلمح ابتسامة لي لي
"لدي شعور أنّها افتعلت كل هذا المشهد لتحصل على هذا الوعد"
ابتسم بخفوت وهو يهز رأسه مختلسًا النظر لصغيرته التي هدأت قليلًا وأشفق قلبه عليها .. كانت بخير فقط في الأمس لكنّه عاد من عمله قبل قليل ليجد تارا قد ألبستها ثيابها وعلى وشك الخروج لتأخذها للطبيب .. لا يحتمل رؤيتها مريضة أبدًا وكم توجع قلبه وكم تعود ذكرياته السوداء مع كل مرة تمرض فيها لتصفعه بما كان منه يومًا.
وصله صوت تارا باهتًا وهي تتحدث معها بينما كان هو يستعيد تلك الأيام البائسة التي تلت طلاقهما .. لم تمهله حماته الفرصة واتصلت تخبر جده بما كان منه .. انقبضت يداه على المقود بقوة وهو يتذكر شجاره مع جده الذي فعل ما يجيده دائمًا ليجبره على فعل ما لا يريد .. أتت تارا مع أمها التي كانت تشدها خلفها بينما هي تتحرك كالموتى .. لم يلق سوى نظرة محتقرة نحوهما ولم يشفق عليها بينما لا تزال كلمات أمها تدوي في أذنيها .. لم يكن ليصدق أي شيء منها بعد الآن .. لقد خانت ثقته وصداقته .. ظلت صامتة شاحبة حتى سمعت جده يأمره بصرامة
"ردها إلى عصمتك يا أسامة"
قبل أن يصرخ هو برفضه كانت هي تنتفض صارخة
"لا"
التفت لها ثلاثتهم بينما واصلت هي هز رأسها مرددة دون توقف
"لا .. لن أعود إليه .. لن يردني"
قطب هو مع رؤيته لملامحها التي تبدو كما لو كانت تعاني من صدمة متأخرة بينما أمها قبضت على ذراعها هاتفة بغضب
"هل جُننتِ؟ .. هل تريدين العودة مطلقة خلال أشهر من زواجكِ؟"
انتزعت ذراعها صارخة
"لا يهمني .. لن أعود إليه أبدًا"
"تارا"
صرخت أمها بغضب واستمر هو في نظراته لها قبل أن يشد قامته ويلتفت إلى جده قائلًا
"كما سمعت يا جدي .. كلانا لا يريد هذا الزواج"
رمقه بنظرة صارمة لكنّه كان يغلي من داخله فلم يعبأ
"ماذا تعني لا تريد هذا الزواج؟"
كانت هذه من يسرا التي اندفعت نحو جده
"هل ستتركه يفعل هذا بابنتي يا سيد سالم؟ .. هي الآن مصدومة ولا تعي ما تقول .. يحق لها أن تكون مصدومة بعد أن تمم زواجه بها ثم رماها في الصباح التالي .. ألا يكفي تركه لها لأشهر دون أن يمسها؟"
صرخت تارا وهي تمسك صدغيها
"توقفي .. بالله عليكِ توقفي"
والتفت هو نحوها هاتفًأ
"أنتِ بالذات اخرسي .. لا تجعليني أفضح قذاراتكِ أمام الجميع"
رمقته يسرا بغل ثم التفتت لجده
"اسمع يا سيد سالم .. ابنتي لن تعود مطلقة لتصبح سيرتها على كل لسان .. لن أخلص من ألسنة الناس ولن أسمح لحفيدك بإهانتها هكذا .. إن كان يرفض ابنتي ما كان عليه الزواج منها من البداية .. وإن كنت لن تتدخل لإيقاف هذه المهزلة سأفعل أنا ما يلزم لأجعله يندم على إيذائه لابنتي"
قبض كفيه بعنف وكاد ينفجر فيها لولا أن ضرب جده الأرض بعصاه في حزم
"اخفضي صوتكِ .. لم يجرؤ أحد على تهديدي يا يسرا هانم .. إن أردتِ مصلحتكِ فلا ترفعي صوتكِ في بيتي وتهدديني"
كتمت غيظها وهي ترمقه بنقمة ثم عادت إلى جده قائلة بمهادنة
"اعتذر يا سيد سالم .. أنا لم أهددك .. عليك أن تتفهم مشاعري كأم"
شخر هو باستهزاء زادها حنقًا لكنّها أكملت
"ليس سهلًا أن أرى ابنتي تعامل هكذا .. يرميها بعد أن تمم زواجه منها .. ماذا لو كانت حاملًا؟"
انتفض هو وتارا معًا ونظرت له برعب قبل أن تنخفض يدها لبطنها وهزت رأسها رفضًا بينما سقطت الفكرة على رأسه كصاعقة ويسرا تردف
"هل ترضى أن ينشأ وريث عائلة المنصوري بعيدًا عنك؟"
التفت لجده يحدق فيه باختناق ورآه مقطبًا كأنما يدرس الاحتمال
"جدي .. أنت لن .."
رفع كفه يشير له بالصمت والتفت يرمق تارا الممتقعة والتي زاد شحوبها حين قال جده بعد برهة بصرامة ثلجية
"ردها إليك يا أسامة"
صرخت تارا برفض بينما شد جسده قائلًا بغضب
"لن أفعل يا جدي"
"أسامة"
هتف اسمه بأمر ليصيح
"لا يمكنك إجباري .. تارا أيضًا لا تريد .. لقد انتهى هذا الزواج"
طرق عصاه بقوة وهو يصرخ فيه
"لن ينتهي شيء ما دمت لم آمر بهذا .. لن يخرج في هذا البيت شيء عن إرادتي، هل سمعت؟"
ضغط على أسنانه
"لا يمكنك إجباري"
ضاقت عيناه وهو يغمغم بصوتٍ قاطع كالثلج
"أحقًا لا يمكنني؟ .. أسامة .. زن كلماتك جيدًا فلست قادرًا على دفع ثمنها"
وصله تهديده المبطن دون ذرة خطأ واحدة ولمعت دموع القهر في عينيه بينما يلتفت لتارا التي هزت رأسها رفضًا وهي تتوسله بنظراتها المرتعبة ألا يفعل بينما عينا يسرا لمعتا بشماتة
"لا يمكنك إجبارنا يا جدي .. سيكون زواجًا باطلًا"
أخبره جده بأمرٍ نافذ
"سيحدث برضاك أو دونه يا أسامة .. لن يقع طلاق في بيت المنصوري، هل فهمت؟"
انتفضت تارا هاتفة
"أنا أرفض .. لا يمكنكِ إجباري أنا أيضًا .. أنا أرفض هذا الزواج .. لا أريده"
حدجها جده بعينين مشتعلتين وقال
"كان عليكِ أن ترفضي من البداية حين أتينا لخطبتكِ يا تارا هانم .. هذه ليست لعبة لترفضيها عندما لا تنال رضاكِ"
تراجعت بامتقاع بينما يواصل
"لن أسمح لأحدكما بتهديد سمعة العائلة بأي طريقة .. كان عليكما التفكير في نتيجة تصرفاتكما"
رمقها بنظرة غاضبة يحملها ذنب ما هما فيه .. كم كرهها في تلك اللحظات وكم بغض وجوده أسفل نفس السقف مع ثلاثتهم
"أسامة"
التفت ببرود إلى جده الذي قال مشيرًا لتارا
"رُدها"
رمقه بقهر وشفتاه ترتعشان .. كل خلية منه ترتجف بينما يشعر بالطوق الخفي الذي يحيط عنقه يزداد ضيقًا .. الطوق الذي يكاد يرى طرفه في قبضه جده الآن يشده أكثر وأكثر .. هل يملك خيارًا؟ .. من البداية لم يملك خيارًا .. التفت نحو تارا التي هزت رأسها تتوسله في صمت .. لا تفعل .. أرجوك لا تفعل .. كلماتها وصلته واضحة وجزء منه كان شامتًا فيها، يخبره أنّها تستحق .. كلاهما خائن ويستحقان أن يتعذبا .. وهي ستدفع ثمن خيانتها له .. ما دام مجبرًا فليدفعا الثمن معًا إذن.
"لا تفعل يا أسامة"
همست ودموعها تسيل بحرقة، وجده ينظر له بصرامة وتهديده يطل من عينيه .. لم يشفق عليها لحظتها .. هي من فعلت بهما هذا واللعنة عليه إن لم يجعلها تحترق معه .. رفع رأسه متغاضيًا عن نزيف قلبه يردد الكلمات ببرود قاتل ران بعده الصمت لثوان حتى قطعته صرختها الرافضة
"لا .. ليس من حقكم .. لا أريد .. لا أريد"
قبض يده بعنف حتى انغرست أظافره في لحمها ورمى جده بنظرة مليئة بالخذلان والقهر قبل أن يدور على عقبيه ويغادر الغرفة تاركًا تارا تبكي وحماته غارقة في نشوة فوزها واندفع إلى جناحه ليطيح بكل شيء فيه وهو يصرخ بغضب وسمية تحاول تهدئته وهي تبكي بحرارة .. حين هدأ أخيرًا طلب منها أن تتركه بمفردها لكنّها ما كادت تفعل حتى دخلت تارا كعاصفة وهي تصرخ فيه
"كيف تفعل هذا؟ .. طلقني .. أنا لا أريدك"
التفت يرمقها بغضب وكراهية بينما تواصل صراخها الهستيري وشدها لخصلات شعرها
"أنا أكرهك .. أنا لا أريدك"
نهض متجهًا لها وملامحه كلها تغلي بالغضب .. أمسك ذراعها بقسوة
"تكرهينني؟ .. هذا لا شيء بجوار ما أشعر به نحوكِ الآن تارا .. أنتِ سعيدة الآن؟ .. لقد عدنا معًا بسبب أطماعكِ وخيانتكِ"
سالت دموعها وهي تحاول التخلص من قبضته
"كانت غلطة .. لم أفعل هذا لأجل الـ .."
هزها بعنف
"كانت غلطة؟ .. كانت خيانة يا هانم؟ .. خيانة لعينة منكِ ومن أمكِ الملعونة .. تريدين ثروة المنصوري؟"
صرخ وهو يدفعها وفرد ذراعيه مواصلًا
"هاكِ ثروة المنصوري كلها .. هنيئًا لكِ .. لقد عدتِ فردًا منها"
"لا أريد .. أنا لا أريد شيئًا .. طلقني .. أنا لا أريدك"
رددت باكية فهز رأسه مغمغمًا بجمود
"ولا أنا أريدكِ يا تارا .. هذا الزواج انتهى بالنسبة لي"
نظرت له بحيرة وأمل قتله في مهده وهو يردف
"أنتِ فعلتِ بنا هذا فتحملي .. ستحتملين هذا السجن معي يا تارا، ستذوقين كل القهر والمرارة التي سأعيشها بسببكِ"
هزت رأسها برفض ليمعن وقد أعمته كراهيته وغضبه
"سيبقى هذا الزواج قائمًا أمام الناس لكن بيننا لا شيء .. لقد رددتكِ مرغمًا .. أنتِ لستِ زوجة لي .. أنتِ لن تكوني زوجتي لآخر يوم في عمري، هل سمعتِ؟ .. لآخر عمري"
حدقت فيه بعينين متسعتين بارتياع وهمست
"لا يمكنك أن تجبرني على العيش معك في هذا السجن"
رمقها بسخرية مريرة
"هذا السجن أنتِ صنعتِه يا تارا وأغلقتِ أبوابه علينا .. أنا فقط .. وضعت الأقفال عليه"
أخبرها بصرامة واندفع مغادرًا المكان وصفع الباب خلفه ليصله صوت بكائها المرير لكنّه لم يعبأ .. كان السواد الذي بقلبه كبيرًا وأعماه عن كل شيء .. الأيام التالية أمعن في بروده معها وتجاهلها كأنّها عدم .. كل محاولات أمه للإصلاح بينهما باءت بالفشل .. كان يلمس كراهيتها له هي الأخرى بوضوح ورويدًا مع الأيام بدأت تركن للهدوء والانزواء خلف قناعٍ من البرود حتى كان ذلك اليوم الذي صفعه فيه القدر مرة أخرى حين عاد من إحدى سفرياته التي أصبح يتحجج بها ليهرب من البيت واستقبلته أمه بالخبر الذي نسف توازنه .. لم يشعر بنفسه إلا وهو يندفع إلى جناحهما واقتحمه دون أن يطرق الباب .. قابلته بوجهها الشاحب وانتبه لأول مرة لهزالها وعينيها الذابلتين .. تغاضى عن كل هذا وهو يهتف فيها
"ما هذا الذي سمعته؟ .. هل هذه مزحة؟"
تحركت هي لتنهض عن الفراش وواجهته رافعة رأسها مرددة ببرود
"إن كنت تقصد موضوع حملي فلا .. ليست مزحة .. أنا حامل فعلًا"
دوت الكلمتان بصدى مرعب في رأسه، ظل يحدق فيها بصدمة وكل حواسه تصرخ رفضًا لما سمعه .. لقد وقع ما كان يخشاه .. هل يمكن أن تتعقد الأمور أكثر من هذا؟ .. قال أخيرًا بجمود
"لا أريد هذا الطفل"
اتسعت عيناها بذهول وخوف بينما التفت لها بكل جسده مكملًا بقسوة
"ستجهضينه"
خفضت يديها تحيط بطنها برعب وصرخت
"ماذا تقول؟ .. هل جُننت؟"
كز على أسنانه واندفع يمسك عضديها هاتفًا
"بل أنتِ من جُننتِ .. أنا في كامل عقلي وسأقولها لكِ مجددًا .. لا أريد هذا الطفل"
صرخت مقابله ودموعها تسيل
"وأنا لن أقتل ابني أبدًا .. هل سمعت؟ .. لن أقتل ابني"
اشتدت قبضتاه عليها لتتأوه بألم
"هل أنتِ أنانية لهذه الدرجة؟ .. تريدين أن تنجبي طفلًا في هذا الجحيم الذي نعيش فيه؟ .. هل تعجبكِ هذه الحياة؟"
سالت دموعها على خديها
"أنت تؤلمني يا أسامة"
"يجب أن تتألمي .. يجب أن تتألمي لتتوقفي عن أنانيتكِ هذه .. العالم لا يدور حولكِ وليس من حقكِ أن تزيدي من ورطتنا معًا .. ليس من حقكِ إحضار طفل يعاني معنا"
حاولت انتزاع ذراعها منه لكنه ضيق قبضته أكثر
"سنذهب الآن لننهي الأمر"
صرخت وهي تضربه في صدره بكل قوتها
"لن أقتل ابني مهما كان السبب"
وانخفض صوتها وهي تواجهه من بين دموعها وصوتها التعيس خفف غضبه قليلًا ليتراجع
"فات الأوان على أية حال .. لقد أصبح روحًا"
وتحشرج صوتها أكثر
"يمكنك أن تتهمني بكل الصفات البشعة التي تظنها فيّ .. يمكنك أن تتخيل أنني أنحدر لأسوأ الأشياء لكن .. أنا .. لا يمكنني أن أقتل روحًا .. ما بالك لو كانت هذه الروح لطفلي؟"
تبخر غضبه تمامًا وتراجع مصعوقًا كأنّما استفاق لنفسه وانتبه لهول ما يطلبه منها وسمعها تتابع كأنّما تتوسله
"ربما لا يعني لك هذا الطفل شيئًا .. ربما لا تعتبره ابنك لكن .. هذا الطفل كل شيء لي الآن"
حدق فيها مذهولًا وتراجع ليجلس مطرقًا على الفراش وشهقاتها الباكية تصله
"نعم أنا أنانية .. أنانية وسآتي به لهذه الدنيا السيئة .. هذا أملي يا أسامة .. ربما هو العوض الوحيد لي في هذه الدنيا .. لن أطلب منك أي شيء .. لا ألزمك بشيء تجاهه ولا أي مسؤولية .. فقط أتوسل إليك .. لأجل تلك الصداقة التي جمعتنا يومًا .. لا تنتزع مني أملي الوحيد"
لم يشعر بدموعه التي انحدرت مع كلماتها واختنق قلبه بشدة فلم يحتمل البقاء أكثر في الغرفة لينهض مسرعًا ويغادر السراي باحثًا عن بعض الهواء.
كره نفسه لما تحول إليه .. لم يكن ذلك الشخص الكريه الناقم لكنّها بفعلتها أخرجت أسوأ ما فيه .. رؤيتها وهي حامل كانت عذابًا له .. تذكره بجرمه وبما يحاول نسيانه وغرق أكثر في عمله وسفرياته حتى انتهت أشهر حملها .. لم يكن موجودًا حين ولدت وعرف بالخبر عبر الهاتف ليكره نفسه أكثر عندما أخبرته أمه عن ولادتها الصعبة .. عاد شاعرًا بالصغر أمامها .. مهما كان الأمر بينهما .. كانت أم طفلته .. حين دخل السراي ووصلته أصوات نيروز وأمه تهتف فيها
"أنا أخذتها من تارا يا أمي .. لماذا تعطيها له؟"
دخل بخطواته المرتجفة
"نيروز .. ليست لعبة لتتشاجري عليها"
وقعت عيناه عليها وهي تنفخ بحنق
"قولي هذا له .. إنّها ابنة أخي أنا"
التقت أعينهما لتهتف اسمه واندفعت نحوه لتتعلق بعنقه
"أخي .. حمدًا لله على سلامتك"
ربت على ظهرها بيد مرتجفة باحثًا عن كلمات بينما أقبلت أمه نحوه تحتضنه بدورها
"مبارك ما أتاك بني .. تتربى في عزكِ يا حبيبي"
دارت عيناه ترقبًا لرؤية تارا لكنّه لم يرها
"أين تارا؟"
همس بتحشرج فقالت أمه بمواساة
"إنّها نائمة .. كانت مرهقة كثيرًا المسكينة"
أومأ وجسده كله يرتجف وسرت فيه تلك الانتفاضة القوية حين سمع صوت إيهاب
"وها هي أميرة عائلة المنصوري الجميلة"
التفت نحوه بقلبٍ مصعوق ورآه يقترب حاملًا إياها برقة شديدة واهتمام وعيناه تنتقلان من وجهها الصغير إليه هو ليقول مبتسمًا
"انظري من أتى .. بابا أتى بالسلامة يا دميتي"
رؤية إيهاب وكلماته قتلته في مكانه .. لو كانت الأرواح تُرى لأمكنهم رؤية روحه ملقاة على الأرض هامدة .. توقف إيهاب أمامه يناوله إياها بحذر
"ما بك يا أسامة؟ .. ألن ترحب بابنتك؟"
لم تتحرك عيناه الذاهلتان عن وجه إيهاب الذي غفل عن ما يحدث معه وهو ينظر للصغيرة بهيام وتعلق واضح .. شعر بقرب إصابته بأزمة قلبية بينما كل وساوسه تتجسد أمامه .. طيلة الوقت كان يشعر أنّه سارق .. والآن يقف إيهاب مجسدًا حقيقته أمام نفسه .. لقد سرق حبيبته وأحلامه وطفلته .. كل هذا كان لإيهاب لكنّه سرقه
"أسامة"
انتبه على صوت إيهاب المتسائل والذي ضحك بتوتر
"أنت أيضًا تبكي؟"
رفع يده إلى وجهه ليفاجأ بدموعه وإيهاب يردف
"أنا أيضًا بكيت عندما رأيتها .. انظر إليها .. كم هي صغيرة وناعمة"
تناولها منه مرغمًا ونظر إليها .. كانت تتثاءب بنعومة بفهما المنمنم وحين فتحت عينيها تنظر إليه أسرته .. مشاعر مختلطة انتابته ولم يستطع أن ينفي شعوره بانتمائها له .. قاوم الشعورين المتناقضين ليضمها إليه بحنان ويهمس في أذنها
"مرحبًا صغيرتي .. أنرتِ الدنيا"
لم تتملكه عاطفة الأبوة كاملة إلا مع مرور الأيام ورؤيتها تكبر أمام عينيه ليتعلق بها أكثر وأكثر .. رغم كل وساوسه كانت ابنته .. جزءً منه .. وهو أحبها وسيظل .. لكن تبقى تلك الغصة المؤلمة التي تطعن دومًا في أبوته .. ذلك الصوت الذي يهمس ساخرًا منه أنّه لا يستحقها .. يذكره دومًا بإيهاب ويطعنه دومًا بذكرى الطريقة التي أتت بها وبذكرى كلماته القاسية التي لا زال نادمًا عليها حين طلب من تارا يومًا أن تجهضها.
عاد من ذكرياته لينظر عبر المرآة بعاطفة شديدة إلى صغيرته التي نامت من التعب .. تارا كانت محقة .. كانت الأمل والعوض .. أصبحت نسمة الحياة الوحيدة في ذلك السجن البارد والتي سيفعل أي شيء وسيحتمل كل شيء لأجلها.
******************




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-11-20, 10:58 PM   #222

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جلست كارمن تتناول الطعام بهدوء لم يعبر عن مشاعرها الحقيقية بينما تسمع الحوار الدائر بين أبيها وزوجته .. عقلها يشرد بين الحين والآخر تتذكر ليلة المسرحية والحفل الذي تلى العرض، وأصرت صديقة إيهاب الممثلة تلك على دعوتهما إليه .. ما أغاظها أن تارا وأسامة ذهبا بالمثل ولم تستطع التخلص من وجودها في نفس النطاق .. رغم أن فكرة حب إيهاب لزوجة ابن عمه أثارت استنكارها بالبداية لكنّها مع قليل من التفكير أدركت ما يحدث في الحقيقة .. تحتاج لمعرفة الكثير من التفاصيل لترتسم الصورة كاملة أمامها لكنّها متأكدة أنّه ليس هناك شيء قذر أو خيانة من نوع ما تحدث أسفل أنف أسامة .. زمت شفتيها وهي تقلب طعامها بآلية .. لكنّها لن تسمح بحدوث شيء .. إيهاب ليس من النوع الذي يرتكب شيئًا مشينًا وهي متأكدة من نظرتها له لكنّها لن تنتظر ليحدث شيء يجمعه مع حبه المستحيل في النهاية .. هي أُعجبت به منذ أول يوم رأته .. قبل حتى أن يلتقيا في الشركة .. أُعجبت به وأرادته وهي لن تسمح لأي شيء بالوقوف في طريقها نحوه .. عندما تريد شيئًا فهي تحصل عليه حتمًا

"كارمن عزيزتي"
انتبهت على صوت والدها فرفعت وجهها
"لماذا لا تأكلين؟"
سألها بقلق بينما لوت زوجة أبيها شفتيها فاشتدت يدها على سكينها وشوكتها وقالت
"لا شيء بابا .. كنت شاردة قليلًا .. عندي الكثير من العمل"
ابتسم لها وقال
"أنا أثق بكِ صغيرتي .. لا عمل يقف أمامكِ"
ابتسمت له وقبل أن ترد تدخلت زوجته لتقول
"بالمناسبة يا عزمي .. مدحت ابن شهيرة هانم اتصل وطلب مقابلتك"
تشنجت ملامح كارمن مع كلماتها .. كانت تعلم بما تفعله زوجة أبيها ومحاولتها لإلصاقها بأي رجل لتتخلص منها .. قطعت عليها محاولتها وهي تمسح شفتيها بمنديل السفرة ونهضت قائلة
"لقد شبعت .. بابا .. سأذهب أنا لأنهي بعض الـ .."
قاطعتها زوجة أبيها
"انتظري يا كارمن .. الأمر يخصكِ"
كزت على أسنانها وهي تلتفت إليها
"حقًا؟ .. لم أعرف أنّ الأمر يخصني .. ما شأني أنا بفخرية هانم تلك وابنها"
"شهيرة هانم"
صححت لها فقالت كارمن ببرود
"أيًا كان؟ .. ما شأني أنا؟ .. ابنها يريد مقابلة أبي"
فتحت فمها ليقاطعها زوجها
"نجلاء"
التفتت له بغيظ وقالت
"أنت تفسدها بدلالك هذا"
كتفت كارمن ذراعيها وقالت
"أعتقد أن دلالي من عدمه لا يخصك في شيء"
هتفت نجلاء
"هل تسمع ابنتك؟"
زفر بقوة وهو يمسح شفتيه بالمنديل ويلقيه على السفرة
"يكفي .. لا أريد سماع كلمة أخرى .. كارمن .. اذهبي لغرفتكِ"
توقفت ملتفتة لها بعينين مشتعلتين حين سمعتها تقول
"حتى متى تنتظر؟ .. حتى متى تمشي وراء دلالها؟ .. هل ترى سببًا لرفضها الخطاب حتى الآن؟"
هتفت بغضب
"وما شأنكِ أنتِ؟ .. من أعطاكِ الحق لتتدخلي في حياتي الخاصة؟"
رمق عزمي زوجته بنظرة قاسية فلونت نبرتها قائلة
"أنا أخاف عليكِ من كلام الناس يا كارمن .. ماذا تنتظرين؟ .. أنتِ في الثلاثين من عمركِ و.."
قاطعتها بنزق
"و؟ .. وماذا؟ .. ما شأنكِ أنتِ أو أي شخص؟ .. أنا حرة .. لا أريد الزواج الآن .. ليس من حق أحد التدخل في حياتي؟"
هتفت وهي تندفع لتصعد السلالم، ونفخت نجلاء هاتفة من خلفها
"لقد فلت عيار هذه البنت"
"نجلاء .. أمسكي لسانكِ"
سمعت والدها يهتف بغضب ليصلها صوت الأخرى
"بلا نجلاء بلا زفت .. أنا المخطئة أنني أهتم لأمر ابنتك وسمعتها .. أنت تتركها على حل شعرها تسهر في الخارج وتقابل الشبان وأنا فقط من أسمع النقد من صديقاتي والنساء الأخريات حولنا .. هل تنتظر لتصبح سيرة ابنتك على كل لسان"
تسارعت خطواتها تقطع السلالم نحو غرفتها وهي تحاول صم أذنيها عن صوتها البغيض ولم تكد تصل غرفتها حتى اندفعت إليها وأغلقت الباب خلفها بعنف هز الجدران .. وقفت تتنفس بقوة وهي تقبض كفيها، قبل أن تضرب الباب بقبضتها هاتفة
"اللعنة عليكِ وعلى اليوم الذي دخلتِ فيه بيتنا"
******************
اختلس إيهاب النظر مقطبًا نحو مقعدي أسامة وتارا الخاليين وهو يتناول طعامه ومضت بضع دقائق دون أن يدخلا الغرفة فرفع رأسه ليسأل سمية حين سمع جده يقول بصرامة
"أين يوسف؟"
رددت سمية بخفوت وهي تتحاشي النظر إليه
"لا زال في رحلته تلك مع أصدقائه .. سيعود بعد أيام"
ضاقت عيناه بقلق حين لمح النظرة الساخرة في عينيّ جده وهو يهز رأسه متمتمًا
"في رحلة مع أصدقائه .. جيد .. دعيه يتمتع بأيامه قليلًا"
قطب بتوجس بينما رفعت سمية عينيها لحماها مصدومة ومتوجسة بالمثل .. شعر إيهاب بطعامه ماسخًا في فمه مع كل الأفكار السوداوية التي راودته .. أي مصيبة يخطط لها جده مؤخرًا وتجعله هكذا؟ .. عاد ينظر بقلق نحو مقعد أسامة ليقول أخيرًا
"أين أسامة والبقية؟ لماذا لم ينزلوا لتناول الغداء؟"
رمقته نيروز بنظرة قاتمة تجاهلها كالعادة واستمع لسمية وهي تجيب
"أسامة وتارا ذهبا للطبيب"
سقط قلبه بين قديمه وقبل أن يخونه صوته كانت تردف متنهدة بأسى
"لي لي يا حبيبة قلبي مرضت كثيرًا من لعبها في النافورة أمس"
انقبض قلبها بقلق عليها وسمية تتابع
"رغم تحذيرنا لها مرارًا تسللت لهناك وظلت تلعب في الماء وحدها"
قبل أن ينطق ردد جده بجمود
"لأنّكم تدللونها حتى أفسدتموها بدلالكم ولهذا لا تسمع الكلام أبدًا"
توقفت غصة في حلق إيهاب وهو يلتفت له
"أعتذر منك يا جدي .. لي لي لا زالت طفلة"
رمقه بصرامة قبل أن يمسح شفتيه بالمنديل ونهض قائلًا
"حتى الأطفال يحتاجون للحزم وإلا خرجت الأمور عن السيطرة"
زفر بيأس وتمتم هامسًا
"لا فائدة"
ردد جده كأنما لم يسمعه
"سمية .. عندما يصل سالم أخبريه أن يأتي لمكتبي"
أومأت بتوجس وهي تتبعه بعينيها في قلق بينما فقد إيهاب شهيته تمامًا فنهض
"الحمد لله"
هتفت سمية
"ما هذا يا إيهاب؟ .. أنت لم تأكل شيئًا يا حبيبي"
غمغم بصعوبة
"لا شهية لي .. سأذهب لغرفتي"
رمقته بشفقة وتابعته بعينيها هامسة بدعاء خافت لم يسمعه وهو يغادر مطرقًا .. نظر في ساعته بقلق قبل أن يخرج إلى الحديقة وتنهد بارتياح حين وجد سيارة أسامة تدلف إلى داخل السراي .. انتظر بفارغ الصبر ورأى أسامة ينزل وتبعته تارا التي تجنب النظر نحوها تمامًا مقاومًا ذكريات الحفل بصعوبة ورؤيتها التي عذبته بينما تجلس بهدوء إلى جانب أسامة وعيناه خيلتا إليه أنّها كانت تسترق النظر إليه وهو يرقص مع كارمن .. ركز انتباهه حين رأى أسامة يخرج لي لي من المقعد الخلفي ويحملها بحنان فاتجه إليه سريعًا وقال بلهفة
"كيف حالها؟"
رفعت رأسها تنظر له بعينيها الناعستين فقال مداعبًا خدها
"ألف سلامة عليكِ أميرتي"
ابتسمت له وهي تسند رأسها لكتف أسامة الذي قال
"أخبري بوب كيف كنتِ شجاعة ولم تبكي حين كشف عليكِ الطبيب"
ضحك إيهاب وهو يداعب شعرها
"أحقًا يا لي لي؟ .. كنت أعرف أنّكِ قوية ولا تخافين .. هل تعرفين؟ .. سأشتري لكِ دمية جديدة هدية لكِ"
رفعت رأسها بانتباه
"حقًا يا بوب؟"
اقترب يقبلها بحب
"طبعًا يا قلب بوب"
لم تحتمل تارا ما يحدث فاقتربت مغمغمة بجمود
"دعني آخذها لغرفتها يا أسامة"
أومأ لها في اللحظة التي رن فيها هاتف إيهاب فالتقطه من جيبه وابتعد قليلًا ليرد
"مرحبًا كارمن"
انتبه أسامة لكلماته بينما يناول تارا ابنتهما وقطب حين شعر بتشنج جسدها اللحظي فنظر لها بتوجس لكنّها عادت لطبيعتها وهي تحمل لي لي وتتحرك قائلة
"سأعطيها الدواء لتنام قليلًأ"
هز رأسه بشرود وتابع رحيلها مقطبًا بتفكير شديد قبل أن ينظر لإيهاب واقترب منه ليسمعه يقول
"تمام .. استعدي أنتِ وسأمر عليكِ بعد قليل .. لا عزيزتي .. لا إزعاج أبدًا"
وضحك وهو يودعها قبل أن يغلق الهاتف واختفت ضحكته وعاد وجهه لملامحه البائسة .. التفت ليتراجع خطوة متفاجئًا حين لمح أسامة خلفه
"أسامة .. أفزعتني يا رجل"
وأعاد الهاتف لجيبه مرددًا
"كنت أريد التحدث معك قليلًا لكن كما ترى .. طرأ أمر آخر"
أوقفه قبل أن يذهب ليبدل ثيابه
"إيهاب"
التفت له بتوجس
"نعم يا أسامة؟"
رمقه مليًا بقلق ثم هز رأسه قائلًا
"أنت ترتكب خطأً كبيرًا"
بادله النظر لثوان ثم ابتسم بمرح مفتعل
"ربما .. لكنني أشعر أنّه الصواب الوحيد الذي أفعله منذ سنوات"
تركه مسرعًا إلى غرفته قاطعًا عليه أي مناقشات تجعله يتردد أكثر
"لا ينقصني ما تفكر فيه يا أسامة .. لا تفسد ما أحاول فعله أرجوك"
همس بتوسل وهو يقف أمام المرآة بعد أن بدل ثيابه وزفر بقوة
"يجب أن أتخلص من هذا العذاب بأي طريقة"
التقط مفاتيحه وهاتفه وغادر الغرفة نازلًا السلالم بسرعة وحين ناداه أسامة هتف
"ليس الآن يا أسامة .. أنا مستعجل"
راقبه أسامة وهو يختفي في الخارج ليغمغم بغيظ
"أحمق وسيورط نفسه بغباء"
لم يسمعه إيهاب وهو يقفز في سيارته وينطلق بها في طريقه إلى بيت كارمن التي كانت تحدثه بصوتٍ لامس فيه نبرة بكاء وحزن غريب .. لا ينكر أنّه قلق لأجلها لكن عقله لا يتوقف عن لومه .. إنّه يلمس إعجابها الواضح به فلماذا يعطي لها الضوء الأخضر معقدًا الأمور أكثر بينما يعرف أنّه لا يستطيع أنّ يعطيها ما تريده
"ربما تحبها يومًا يا إيهاب"
أخبره نفسه ليسخر عقله منه .. نعم كما استطعت التخلص من حب تارا كل هذه السنوات .. طردها سريعًا قبل أن تحتل خياله من جديد وركز على طريقه حتى وصل بيت كارمن ورن على هاتفها يبلغها بوصوله .. لم تمض بضع دقائق حتى خرجت إليه بابتسامة لم يفته ما خلفها من حزن .. كانت أنيقة كعادتها لكنّها كانت مختلفة بطريقة ما .. رحب بها وهي تدلف إلى جواره وردت تحيته بابتسامة
"شكرًا لأنّك أتيت لأجلي إيهاب"
قال بمرح وهو يدير السيارة
"نحن في الخدمة دائمًا يا جميلة"
قبل أن يغادر لمحت عيناه خيال امرأة تقف في شرفة الفيلا مكتفة ذراعيها تراقب رحيلهما بملامح متجهمة .. التفت لكارمن الصامتة وقال مبتسمًا
"أين تذهب راكبتي الفاتنة هذا المساء؟"
ضحكت مع كلماته وأعادت خصلاتها للخلف
"إلى أي مكان يا إيهاب لا يفرق"
أومأ برأسه لكنّها أسرعت تغير رأيها
"دعنا نذهب للكورنيش .. أريد رؤية النيل قليلًا"
"تحت أمركِ يافندم"
قال بتهذيب مرح انتزع منها ابتسامة أخرى بينما أسرع بسيارته تجاه الكورنيش وما لبث أن وصلا إلى موقع هادئ منه وتوقف ملتفتًا إليها
"ها قد وصلنا"
منحته أرق ابتساماتها والتفتت تنظر للنيل ثم همست
"كنت آتي أنا وأمي إلى هنا كثيرًا وأنا طفلة"
صمتت قليلًا قبل أن تلتفت إليه بعينين دامعتين
"أنت تعرف أنّ أمي ميتة؟"
بهتت ابتسامته وانقبض قلبه وهو يتذكر أمه وآخر صورة يحملها لها في رأسه .. نفض الصور ليقول بأسف
"رحمها الله يا كارمن .. تعيشي وتتذكريها"
هزت رأسها بشرود ثم رددت
"ماتت وأنا في العاشرة لكنني لا زلت أتذكرها"
وابتسمت وهي تشير للنيل
"كانت تعشق ركوب البواخر في النيل وورثت منها هذا الحب .. عندما كانت تحزن كانت تأتي إليه وتبوح له بكل ما يؤرقها .. هي أخبرتني بهذا وبعد .."
تحشرج صوتها قليلًا لكنّها تابعت بعد ثوان
"بعد رحيلها صرت آتي هنا أيضًا .. أهمس بما يؤرقني للنيل وأتخلص من همومي هنا"
صمت قليلًا يتابع الشمس التي بدأت تميل للمغيب ثم سألها باهتمام
"وما الذي يؤرقكِ اليوم ودفعكِ للقدوم إلى هنا؟"
أطرقت قليلًا ثم التفتت إليه وخفق قلبه بقلق مع نظراتها لتهمس بعد قليل
"يعني .. أشياء خاصة تراكمت فوق بعضها لتثقل قلبي وشعرت بـ .. أردت أن أفضفض قليلًا لكنني"
عادت تنظر له برقة
"لكنني اليوم لم أفكر في النيل .. أنت من خطرت ببالي"
ارتجفت شفتاه وهو يواجه نظراتها التي أخبرته مشاعرها بوضوح وقطب حين لمح الدموع تتسلل لعينيها
"لهذا لم أشعر إلا وأنا أتصل بك .. أردت أن أراك و .. أخبرك بما يحزنني و…"
صمتت قليلًا مثيرة قلقه الذي زاد حين تساقطت دموعها لتهتف
"أعتذر .. أنا لا أعرف ماذا أصابني فجأة"
غمغمت باكية وهي تمسح دموعها بأصابع مرتجفة
"لا بأس"
أخبرها إيهاب مواسيًا فنظرت له ودموعها تسيل من جديد
"أنا آسفة يا إيهاب .. لم أقصد أن أثقل عليك ولكن .."
انقطعت كلماتها بنوبة أخرى من البكاء العنيف وهي تهتف
"لا أعرف ماذا أفعل .. أنا أختنق .. أكاد أموت يا إيهاب ولا أحد يشعر بي"
اختنق قلبه مع كلماتها التي ترددت بصدى داخله .. يتذكر معها كلمات تارا وهي تشكو وحدتها وألمها وتتمنى الموت .. مد يده دون شعور يمسك كفها
"لا بأس .. أنا هنا .. أنا معكِ .. لا تبكي"
نظرت لكفه من بين دموعها قبل أن ترفع عينيها إليه وقبل أن ينطق بكلمة اندفعت تتعلق بعنقه .. تراجع مصدومًا وهو يشعر بجسدها ملتصقًا به بينما تشهق بكلمات باكية
"أنا أحتاجك إيهاب .. أحتاجك بشدة"
تسارعت نبضاته وذراعاه مجمدان جانبه يحدق أمامه بذهول بينما كلمات أسامة تتردد في عقله دون توقف .. أنت ترتكب خطأً كبيرًا يا إيهاب .. خطأ أكبر مما يمكنه أن يحتمل عواقبه.
*******************
انتهى الفصل السادس عشر
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-20, 09:54 PM   #223

Madi laki

? العضوٌ??? » 416128
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 390
?  نُقآطِيْ » Madi laki is on a distinguished road
افتراضي

سلاااااااام في الانتضااااااار......

Madi laki غير متواجد حالياً  
قديم 15-11-20, 10:40 PM   #224

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع عشر (الجزء الأول)

تمايلت أغصان الشجر على جانبي الطريق مع عصف الرياح الباردة لترفع كفيها وتضم سترتها إليها رافعة عينيها للسماء الملبدة بغيوم رمادية، كأنما تكاتفت الطبيعة اليوم لتتعاطف معها أو ربما لتنذرها .. لا تعرف .. لم تعد تعرف شيئًا هذه الأيام .. تشعر كأنّها انزلقت في فقاعة زمنية معزولة عن العالم خلال الأسبوع الماضي، تتحرك بخواء ولا تتفاعل مع شيء، منذ غادرت بيت المزرعة ذاك وأعادها الرجال من حيث أخذوها كما أمرهم سيدهم .. لا تعرف كيف وصلت بيتها وفي أي حالة كانت لكنّها تذكر أنّها أثارت رعب شقيقتيها وظنتا أنّ مكروهًا أصاب والدهن .. يبدو كل شيء مشوشًا الآن في ذاكرتها .. كانت تشعر أنّها في كابوس وتمنت لو تستيقظ منه .. سالم لم يتخل عنها ... لكنّه حتى لم يتصل أو يبرر غيابه طيلة الأسبوع .. اختفى كأنّه كان حلمًا عاشته في سِنة من النوم.
المرارة التي أثقلت قلبها بينما كلمات المنصوري الكبير ترن في أذنيها والساعات تذكرها أنّه في انتظار ردها اليوم التالي .. كانت تشعر بحد السكين الذي وضعه على رقبتها حاكمًا عليها بالموت .. هي ماتت من الأساس .. اللحظة التي عرفت فيها خيانة سالم لها انتهى كل شيء ولم يعد يفرق بأي طريقة يقضي ذلك الجسد البالي فترة وجوده الباقية على الأرض .. ربما الزواج من رجل لا تحبه وسيلة مناسبة للموت .. سواء كان ذاك بأمر المنصوري أم برغبة والدها .. كلها طرق تبدو لها الآن مناسبة ولا فرق بينها.
في اليوم التالي حين ذهبت لزيارة والدها ورأت كامل عز الدين انتبهت جيدًا لما ظنته توهمًا في اليوم السابق .. نظراته واهتمامه الشديد بوالدها وأمها وبها أيضًا .. لم تعرف إن كان تمثيلًا لكن إن كان جد سالم من دفعه إليها ليتخلص منها هل يجيد التمثيل إلى هذا الحد؟ .. ابتسمت من نفسها ساخرة .. ومن كان يظن أنّ سالم نفسه يجيد الادعاء والكذب لهذا الحد؟ .. كلهم سواء وما عاد يفرق معها.
وكأنّما أخرى هي من تتحرك وجدت نفسها تتصل برقم الهاتف الذي أعطاه لها وتبلغه موافقتها .. أخبرها أنّه سيثق بكلمتها لكنّه لن يرحمها إن أخلت باتفاقهما، وكان هو عند وعده .. خلال أيام كان كل شيء قد انتهى كأنّه ما كان ولا تعرف كيف استطاع نفي التهمة عن والدها ومن أين ظهرت أدلة براءته لكنّه فعل .. لم يكن لديها شك في قدرته على هذا، وعاد والدها بعد أيام وعادت الحياة إلى بيتهم لكنّها كانت أبعد ما تكون عن الشعور بها .. كان الكل سعيدًا لكنّها كانت لحظتها ترتدي أكفان تعاستها القادمة.

لم تتوقف عن الاعتذار لأبيها وسمراء التي لم تفهم لما تعتذر منها .. سمراء التي اتصل أحد مدرسيها ليبلغهم أنّ السارق الحقيقي ظهر .. كانت فتاة واعترفت أنّها كانت تغار من سمراء ولهذا حاولت تلفيق هذه التهمة لها لتؤذيها .. هي وحدها كانت تعرف الحقيقة ولم تنطق بحرف .. سمراء رفضت حتى اليوم العودة إلى مدرستها وأصرت هي وطيف على الانتقال منها .. لا تعرف بعد ماذا ينوي والدها لكنّها متأكدة أنّه لن يترك حق سمراء أبدًا.
رفعت عينيها للسماء حين شعرت بقطرة تلامس وجهها .. على وشك أن تمطر .. أسرعت خطواتها نحو الجامعة لتسبق هطول المطر .. لماذا لا تتحول الآن إلى سحابة وتطير إلى أعلى فتتساقط مطرًا وتنتهي كل هذه المعاناة؟ .. توقفت مكانها ورفعت يدها أمامها وتخيلت لوهلة وجود دبلة كامل في يدها ليختنق قلبها .. لم تخبر والدها بعد قرارها ولا تعرف كيف ستفتح الموضوع فهو حتمًا سيسألها من أين عرفت بالأمر؟ .. عادت تتحرك محدثة نفسها .. ربما عليها مقابلة كامل والتحدث معه لتجد طريقة حتى لا ..
توقفت أفكارها وخطواتها فجأة وتراجعت شاهقة حين قطعت سيارته الطريق عليها .. رفعت عينيها ذاهلة في اللحظة التي كان يغادر فيها السيارة بوجه عاصف واندفع إليها بخطوات سريعة مليئة بالانفعال والغضب المكبوت .. ماذا يفعل هنا؟ .. هل تراه حقًا أم أنّه وهم كالعادة؟ .. تجمدت الدموع في عينيها .. لم يكن وهمًا .. كان سالم وقد أتى فجأة بعد تلك الأيام من الغياب .. تراجعت بخطوات بطيئة للخلف .. لماذا أتى؟ .. كيف يجرؤ على الظهور أمامها هكذا؟ .. من أين واتته الجرأة؟ .. اقترب منها وهو يهتف اسمها بينما ظلت هي على نظراتها المصدومة
"رواء .. يجب أن نتحدث"
ارتجفت شفتاها بحثًا عن رد لكنّها لم تستطع
"روايا"
نداؤه انتزعها أخيرًا من حالتها فتراجعت هاتفة بشراسة
"ماذا تريد؟"
تلفت حوله بتوتر واقترب الخطوة التي ابتعدتها
"رواء .. أرجوكِ .. يجب أن نتحدث .. تعالي معي بسرعة .. لا وقت لدي"
ابتعدت عنه وهتفت وهي تحاول تخطيه
"ابتعد عن طريقي .. لا أريد التحدث معك أو .."
قاطعها حين أمسك رسغها وشدها لتقف
"سنتحدث يا رواء .. قلت لكِ لا وقت لدي"
انتزعت يدها صارخة
"لا تلمسني .. كيف تجرؤ؟ .. اذهب من هنا وإلا .."
صاح بطريقة أفزعتها
"وأنا قلت لن أذهب حتى نتكلم .. ما صدقت أنّكِ غادرتِ بيتكِ أخيرًا ولن أفوت هذه الفرصة"
"وأنا لا أريد الحديث معك .. انتهى كل شيء سالم بك"
هتفت فيه بغضب وأردفت
"لم يعد هناك ما يربطني بك ولا أرغب في الحديث عن أي شيء .. اذهب قبل أن أصرخ وأسبب لك فضيحة"
قطع عليها الطريق مرددًا بصرامة وعيناه تشتعلان بجنون لم تره من قبل
"أنا من سأسبب فضيحة الآن يا رواء إن لم تأت معي .. أنا لا أعرف نفسي في هذه اللحظة .. لن أترككِ قبل أن نتحدث"
حدقت فيه بعينين متسعتين بينما واصل
"أنا إما قاتلٌ أو مقتول اليوم .. لم أنتظر كل هذه الأيام لأخسر فرصة الحديث معكِ"
ودون أن يمنحها فرصة للكلام شدها إلى سيارته وفتح بابه ليدفعها إلى الداخل بينما هتفت
"ماذا تفعل؟ .. اتركني .. سأصرخ وألم عليك الناس"
واصل دفعها ليرغمها على الانتقال للمقعد الآخر وهتف وهو يأخذ مقعده خلف عجلة القيادة
"اصرخي .. قلت لكِ إما قاتلٌ أو مقتول"
مدت يدها لتفتح الباب من ناحيتها لكنّه أسرع يمسك بكفها وضغط زر إغلاق الباب الأوتوماتيكي
"رواء .. لا تستفزيني .. ما فيّ يكفيني"
ودون كلمة أخرى انطلق بالسيارة بأقصى سرعته بينما تواصل بجنون وهي تحاول شد يدها منه
"اللعنة عليك يا سالم .. اتركني .. قلت لك دعني"
صرخ وهو يحاول التحكم في قيادته بيد واحد
"توقفي يا رواء وإلا سأسبب حادثًا"
"لا يهمني .. لا أريد الذهاب معك .. توقف وأنزلني"
صاحت فيه وهي تواصل شد يدها
"حسنًا يا رواء .. دعينا نرتكب حادثًا ونموت معًا ونرتاح كليًا"
حدقت فيه بوجل وكل خلية في وجهه كانت تخبرها أنّه جاد .. نظرت برعب للطريق الذي تنهبه السيارة بسرعة مرعبة وغمغمت بارتجاف
"سالم .. توقف .. أخفض السرعة أنا خائفة"
واصل القيادة كأنّه لم يسمعها معقود الحاجبين وقبضتاه مشدودتان بعنف تسرب من كل خلية منه وزادها خوفًا .. شعرت بدموعها قريبة وهتفت فيه
"سالم .. أنا لا أمزح .. أخفض السرعة .. ستقلتنا"
ردد بقهر
"فلنمت يا رواء .. ربما هذا الحل الأفضل لنا جميعًا"
"سالم لا تمزح معي .. توقف"
ضرب المقود بحدة جعلتها تنتفض
"رواء .. توقفي أنتِ عن إثارة توتري .. أنا سأنفجر في أي لحظة"
اضطرت للصمت محدقة فيه بجزع قبل أن تنظر للطريق الذي تلتهمه السيارة بصورة مرعبة .. تمسكت بمقعدها وأغمضت تردد آيات قرآنية لتتماسك ودموعها تنحدر في صمت
"تبًا"
سمعت سالم يهتف وفتحت عينيها بينما يقول برجاء
"لا تبكي يا رواء أرجوكِ .. لم أقصد إفزاعكِ"
همست بارتجاف
"أعدني للجامعة .. لا أريد الحديث معك"
لم يستجب لها بالطبع وواصل القيادة وحدقت في الطريق لتجد أنّهما غادرا المنطقة السكنية .. نظرت بذهول نحو المنطقة الصحراوية حيث المدن الجديدة قيد الإنشاء، والتفتت له هاتفة
"أين تذهب؟ .. سالم .. لماذا تذهب إلى هناك؟ .. أعدني"
زاد سرعته مستغلًا خلو الطريق
"لا أجد مكانًا أكثر أمانا في الوقت الحالي .. أحتاج للابتعاد عن عيون جدي قدر الإمكان"
ذكر جده أعاد لها كل أفكارها وتذكرت مواجهتها معه وصور سالم .. خفضت عينيها إلى كفه وكتمت شهقة لوعة بينما السكين تنغرس من جديد في قلبها مع رؤيتها للدبلة الفضية تخبرها الحقيقة دون كذب .. إذن كل شيء كان حقيقيًا .. سالم خطب بالفعل
"لن أكررها يا سالم"
صرخت فيه بعنف وهي تمسك مقبض الباب وتحركه بعنف
"أعدني .. لا أريد الذهاب معك لأي مكان .. اللعنة عليك أعدني"
زاد السرعة لثوان فالتفتت والدموع تشوش رؤيتها لتمسك المقود وتشده للناحية الأخرى .. شتم بغضب وهو يحاول السيطرة على حركة السيارة التي انحرفت وحانت منه نظرة للطريق السريع حيث كانت سيارة نقل كبيرة تقترب منهما بصورة مرعبة .. بمعجزة أدار المقود وهو يبعد رواء صارخًا فيها
"توقفي ستقتليننا"
واصلت صراخها بينما أسرع إلى حافة الطريق وضغط الفرامل لتتوقف السيارة بحركة حادة دفعتهما للأمام .. مضت لحظات ورواء تشهق بعنف وأظافرها مغروسة في ذراعه
"اهدأي رواء .. لقد توقفنا"
رفعت وجهها إليه وهالته الدموع التي أغرقته .. همس اسمها لكنّها رمقته بألم شديد .. لم يحتمل فضرب المقود بعنف ثلاث مرات قبل أن يفتح الباب واندفع إلى الخارج .. حالة من البرود انتابتها فجأة مع كل الألم الذي ينهشها من الداخل بينما هو يندفع مبتعدًا .. رأته يركل الرمال بغضب قبل أن يمسك رأسه صارخًا بقهر شديد .. غادرت السيارة واندفعت نحوه وحين انتبه لاقترابها والتفت، رفعت كفها تهوي على وجهه بصفعة حمّلتها كل قواها وكل الانفعال والخوف الذي شعرته خلال تلك الرحلة المرعبة .. حدق فيها بشيء من الصدمة مختلطًا بالندم الشديد ولم تكن حالتها لتجعلها تشفق عليه .. كانت غاضبة وناقمة وتشعر بألم الخيانة الذابح .. رفعت كفها لتهوي مرة أخرى على خده بصفعة أقوى وهي تصرخ
"أنا أكرهك"
عيناه حملتا ألمًا رهيبًا لكنّها كانت مذبوحة .. لم يكن ألمه ليوازي ألمها .. كيف يجرؤ حتى على إظهار هذا الألم؟ .. وقف أمامها دون مقاومة لترفع قبضتيها وتنهال بهما على صدره صارخة
"أنا أكرهك يا سالم .. من منحك الحق لتفعل هذا بي؟ .. أنا أكرهك .. أكرهك"
لم يحاول منعها واستسلم لضرباتها التي انهالت عليه .. فقط ظل ينظر إليها بندم واختناق بينما ضرباتها بدأت تتخاذل ودموعها تنهمر وصوتها انبح وهي تواصل ترديدها
"أكرهك .. ابتعد عن حياتي .. لم أعد أريدك .. أنا أكرهـ .."
لم يمنحها الفرصة لتكمل .. لم يحتمل عذابها وعذابه أكثر .. كتم صرخاتها المبحوحة في صدره حين اندفع يضمها إليه .. انقطعت صرخاتها وتجمدت مذهولة بينما تشعر بذراعيه حولها لأول مرة تضمانها بكل قوته بينما يهتف
"لا تقوليها .. يكفي"
ارتجف جسدها ليضمها أكثر وشعرت به يدفن وجهه في خصلاتها مرددًا بحرقة
"سامحيني يا رواء .. سامحيني حبيبتي"
كلماته أعادت لها بعضًا من عقلها فرفعت ذراعيها تحاول التخلص من عناقه لكنّه ضمها أكثر حتى بدأت تختنق
"سالم .. ابتعد .. دعني"
تمسك بها وجسده يرتجف وعيناه تحرقانه بكل الدموع المكبوتة داخله .. العجز والقهر اللذين يشعر بهما
"سالم .. أنت تخنقني .. ابتعد أرجوك"
خفف قليلًا لكنّه لم يحررها
"سالم .. لا يصح هذا .. ابتعد"
توسلته باكية ليهتف
"أنا أموت يا رواء .. لا تقتليني أكثر"
اهتز قلبها مع صوته المتوسل المليء بالعذاب وعادت دموعها تسيل بينما ذلك الجزء الآخر منها يستيقظ .. الجزء الذي اشتاق له .. الجزء الذي حاولت دفنه لكنّه عاد يستيقظ بكل قوته الآن .. انتابها الرعب مع هول ما تشعر به .. ذلك الجزء منها يريد الاستسلام أكثر .. يذوب لعناقه وكلماته يتوسلها لتسامحه وتنسى .. لكن ماذا تنسى .. لقد انتهى كل شيء .. سالم خانها .. وأبوها .. أسرتها .. ماذا عنهم؟ .. كيف تجرؤ على .. قطعت أفكارها لتهتف بكراهية
"ابتعد عني يا سالم .. أنا أكرهك أيها الخائن"
صرخت وهي تدفعه بكل قوتها وهذه المرة حررها .. تراجعت بضع خطوات تنظر له بذهول ممتزج بكراهيتها
"كيف تجرؤ؟ .. ماذا تظنني؟"
نظر لها بعذاب واقترب
"ماذا أظنكِ يا رواء؟ .. أنت حبيبتي"
صاحت فيه
"هذا لا يعطيك الحق في لمسي هكذا"
"أنا لم أخطئ ولن أعتذر يا رواء"
حدقت فيه بصدمة لا تصدق حقًا الجرأة التي يتحدث بها، واتسعت عيناها بينما يخبرها دون تردد
"أنت حبيبتي .. ملكي"
"أنت تهذي"
هتفت فيه فاقترب أكثر لتتراجع أكثر وقد بدأ الخوف ينتابها من نواياه
"سالم .. ماذا تريد مني؟"
ونظرت لكفه وأشارت هاتفة وقد عاودتها الدموع
"لقد اخترت يا سالم .. اخترت المرأة التي ستكمل حياتك معها .. أنت خنتني .. ماذا تريد مني بعد؟"
توقف مكانه ورفع كفه ينظر للدبلة بمرارة ثم قال
"كنت مجبرًا يا رواء"
ضحكة ساخرة امتزجت بدموعها وهي تردد
"كنت مجبرًا؟ .. فعلًا؟ .. صدقتك"
وأشارت بسبابتها إليه
"أنت لم تكن مجبرًا .. كل ما هنالك أنّك جبان .. خائن .. لقد منحتني وعودًا لم تكن قدرها .. أنت لم تستحق لحظة واحدة أحببتك فيها"
حدق فيها ذاهلًا قبل أن يركل الرمال صارخًا بغضب
"لم أكن كاذبًا ولم أخنكِ .. كنت مجبرًا ... لقد فعلت هذا لأجلكِ"
"نعم صدقتك"
رمقها بحدة ثم هتف
"لولاي ما خرج أبوكِ من السجن .. أنا فعلت هذا لأجلكِ أنتِ وأسرتكِ"
تراجعت بصدمة ورددت
"ماذا تقول؟ .. أنا .. جدك قال .."
ضاقت عيناه وتحرك نحوها سريعًا
"جدي؟ .. هل التقيتِ جدي؟"
هزت رأسها وهي ترفع عينيها الدامعتين
"نعم .. التقيته قبل أيام وهو ساومني على حرية أبي .. أخبرني عن .. أنّك .."
تهدج صوتها وقطب هو قبل أن يشتم مدركًا ما فعله جده .. رفع كفيه يغرسهما في شعره وشده صارخًا بقهر
"اللعنة .. اللعنة يا جدي .. ماذا تفعل بي؟"
عضت شفتها، ونظرت له متمتمة
"لا يهم .. لقد انتهى كل شيء يا سالم .. أنت خطبت وأنا لا يهمني أي شيء إلا سلامة أهلي .. ابتعد ودعني .."
التفت لها هاتفًا
"ابتعد؟ .. هل هذا ما تريدين حقًا يا رواء؟ .. نفترق؟ .. انتهى كل شيء؟"
"نعم .. انتهينا يا سالم"
هتفت باكية ثم انخفض صوتها وهي تردف
"لم يعد بيدنا شيء .. لا يمكنني أن أؤذي أهلي بسبب حبي الأناني لك .. نعم أنا أحبك .. لا زلت أحبك كالحمقاء وربما لن أتوقف عن حبك ما حييت، لكن .."
تهدج صوتها فاقترب منها هامسًا اسمها بحنان لكنّها رفعت كفها
"توقف .. لم أعد أريدك يا سالم .. عد إلى خطيبتك و .."
انتفضت حين صاح بكل قوته
"ليس لي خطيبة .. أنا لن أتزوج تلك الفتاة .. لقد فعلتها من أجلكِ"
هزت رأسها باكية وابتسمت بيأس
"عد لعائلتك يا سالم .. هذه القصة انتهت .. لم يكن لنا أمل من البداية .. كان يجب أن أعرف هذا .. عد وتزوج الفتاة التي تليق بك"
رفع كفه وانتزع الدبلة هاتفًا بقوة وهو يلقيها أرضًا
"قلت لكِ لن أتزوج"
وركل الرمال مرارا بغضب، لتختفي الدبلة وسطها وعينا رواء معلقتان بأثرها لثوان
"لم يكن أمامي خيار .. صدقيني"
"وما زلنا لا نملك خيارًا يا سالم"
أخبرته بابتسامة مريرة فهتف
"بل نملك يا رواء .. أنا لن أتزوج أحدًا غيركِ .. لن أتزوج تلك الفتاة"
وتحرك نحوها بحركة سريعة وأمسك كتفيها مرددًا
"إما أنتِ أو لا أحد يا رواء .. هل سمعتِ؟ .. أنتِ أو لا أحد"
هزت رأسها نفيًا
"لا يمكنني .. أرجوك انسني .. اعتبر أننا لم نر بعضنا .. لم تحبني .. تزوج الفتاة التي تليق بك وبعائلتك وأنا سوف .."
توقفت لحظة وقلبها يبكي بينما تتذكر وعدها لجده .. هي أيضًا يجب أن تتزوج
"أنا أيضًا يومًا ما .."
تأوهت عندما انغرست أصابعه في عضديها وقال بحدة
"أنتِ أيضًا ماذا؟ .. ستتزوجين ذات يوم؟"
"سالم ماذا تفعل؟ .. دعني .. أنت تؤلمني"
همست بألم لكنّه شدد على قبضتيه أكثر هاتفًا بغضب وغيرة ساحقة تلتهمه
"وربما قريبًا .. ماذا؟ .. هل أعجبكِ الخاطب الجديد؟"
حدقت فيه بصدمة وتمتمت بشفتين مرتجفتين
"مـ .. ماذا؟"
"ماذا؟ .. هل ظننت أنني لن أعرف؟ .. لقد رأيته معكِ رواء .. ذلك الوغد الذي يظن أنّه سيحظى بكِ .. ذلك المتملق الذي يستغل ظروف والدكِ ليصل إليكِ"
انتزعت نفسها من صدمتها لتهتف
"ماذا تقول؟ .. أنا لا أفهم ما .."
هزها هاتفًا بغضب أشد
"بل تفهمين وتعرفين عما أتحدث .. ذلك الوغد كامل عز الدين .. لقد رأيته معكِ"
هتف وهو يتذكر بغيرة رؤيتها مع كامل وهو يرافقها عند قسم الشرطة .. نظراته وابتساماته لها بينما يوقف لها سيارة الأجرة .. وقوفه يتابع رحيلها بنظرات واضحة ونوايا فضحتها عيناه .. لقد تمالك نفسه بصعوبة حتى لا يذهب إليه فيحطم رأسه وينتزع عينيه من محجريهما حتى لا ينظر مرة أخرى لما لا يخصه.
شهقاتها الباكية ارتفعت وهي تحاول التخلص من قبضتيه
"سالم .. توقف .. أرجوك"
نظر لعينيها الدامعتين ثم هتف
"لقد بحثت خلف في الشركة وعرفت كل شيء عنه، وخمني ماذا عرفت أيضا؟ .. ذلك الوغد ملتصقٌ بأبيكِ لأنّه أراد خطبتكِ"
ارتجف قلبها بعنف وهي تنظر في عينيه المشتعلتين بغيرة مجنونة .. لم تره يومًا هكذا .. همست اسمه بتوسل أن يدعها لكنّه صاح وهو يهزها
"لن أنتظر ليأخذكِ يا رواء .. لن أنتظر ليأخذكِ هو أو غيره مني، هل تفهمين؟ .. لن تضيعي مني"
دفعته في صدره وهي تهتف
"توقف .. قلت لك توقف .. أنت تهذي"
"أنا واعٍ تمامًا يا رواء .. أنتِ لن تكوني لسواي .. أنتِ حقي وحدي .. امرأتي"
دوى هتافه الأخير بقوة وتملك هزها من الأعماق وحدقت فيه بجزع .. من المفترض أنّ تجعلها كلماته طائرة في السماء السابعة لكنّها شعرت بالخوف ثم زاد خوفها عندما عاد ذلك الشعور الخائن داخلها يتفاعل معه .. لماذا هي ضعيفة أمامه هكذا؟ .. لماذا تنسى نفسها عندما يتعلق الأمر به؟ .. أفيقي يا رواء .. أفيقي قبل أن … كل أفكارها ضاعت عندما شدها بقوة إلى صدره هاتفًا
"لن تضيعي مني .. لن أسمح بهذا"
لم تعرف هل الدوي الذي تردد في أذنيها كان دوي الرعد مصاحبًا للمطر الذي انهمر فوقهما كأنما يتفاعل مع عنف مشاعرهما أم هو قلبها الذي انطلق في سباق مرعب هدد بتوقفه وسالم يهمس في أذنها بحرارة
"سأموت إن ضعتِ مني يا رواء .. لا أحتمل أن ينظر إليكِ أحدهم نظرة بريئة، ما بالكِ بأن يتجاوز النظر .. سأموت قهرًا"
ارتجفت بعنف .. لم يكن من المطر الذي أغرقها .. ازداد ذلك الشعور المرعب من نفسها .. من ضعفها تجاهه .. لم تدر هل المطر ما يغرق وجهها أم دموعها التي تدافعت بحرارة مع كلماته
"أنتِ لن تكوني لغيري رواء .. أنتِ لسالم فقط"
حاولت الكلام لكنّ كل مفردات اللغة خانتها ولم ينتظر هو ردها .. رفع كفها فجأة ليضعها فوق قلبه لتصعقها قوة نبضاته
"هذا القلب ينبض باسمكِ رواء .. أنتِ فقط"
شهقت بعنف حين رفع كفه يلامس قلبها الذي نافس قلبه نبضًا
"وقلبكِ هذا ينبض لي وحدي .. رواء لا يمكن أن تكون لغير سالم .. لا تحكمي علينا بالموت روايا"
همست اسمه بارتجاف وهي تحاول انتزاع عقلها من الغيام المتزايد يهدد بضياعها .. زادت رجفتها حين أمسك ذقنها يرفع وجهها إليه واتسعت عيناها وهما تقابلان اللجتين العميقتين في عينيه بينما المطر يتساقط من شعره ملامسًا شفتيه اللتين مالتا نحوها
"قولي أنّكِ لي رواء .. أنتِ لي وحدي"
كانت ضائعة معه بطريقة لم تعدها ورعبها من نفسها تجاوز الحد .. عقلها كان منزويًا في جزء بعيد من رأسها بينما قلبها ومشاعرها استوليا على كل خلاياها وضاعا معه لتهمس ودموعها تسيل متناسية كل واقعهما
"أنا لك وحدك سالم"
رقت نظراته كأنّما مسحت كلماتها على غضبه وغيرته قليلًا .. كفها فوق قلبه استشعرت تسارع نبضه أكثر بينما عيناه تتحركان بعذاب فوق شعرها المبلل وقطرات المطر التي تعانق رموشها وشفتيها .. كفاه عانقتا وجهها وخصلاتها المبتلة، ليشعر برجفة أخرى سرت منها إليه .. رغم المطر والبرد الرقيق حولهما لم يشعر بشيء سوى ذلك الدفء المنبعث منهما
"وأنا لكِ وحدكِ روايا"
همس وهو يميل ليقبل جبينها بعمق وارتجف قلبه مع رجفتها القوية فاستسلم لمشاعره تمامًا وتحركت شفتاه على أنفها برقة نزولًا إلى شفتيها وقبل أن يلامسهما شهقت مشيحة وجهها .. استكان قلبه بخسارة ثم ابتسم هو ناظرًا لعينيها المرتبكتين بخوف .. شعر بها تحاول الابتعاد فأسرع يضمها إليه هاتفا
"تزوجيني رواء"
انتفض جسدها بين ذراعيه قبل أن تحاول تمالك نفسها لكنّه شدد ضمها هامسًا في أذنها
"تزوجيني حبيبتي .. لن أستطيع العيش دونكِ .. دعينا نتزوج"
"لا يمكننا .. كيف .."
همست باكية وهي تواصل دفعه لتتوقف محاولتها حين سمعته يهمس بحرارة
"لنهرب يا رواء"
دوت الكلمة في أذنها بدوي مرعب .. هل سمعت جيدًا؟ .. هل يطلب منها أن تهرب معه؟ .. رفعت رأسها تنظر له بصدمة قبل أن تضع كل قوتها إلى كفيها لتدفعه هاتفة
"ماذا تقول؟ .. هل جُننت؟"
هز رأسه نفيًا وهتف
"سأجن إن تركتكِ تبتعدين عني .. لن أترككِ تتزوجين شخصا آخرًا"
"لن أتزوج أحدًا"
هتفت وهي تبتعد للخلف وحاولت منع رجفة صوتها .. لقد اتخذت القرار .. لأجل أسرتها .. لن تخذلهم مجددًا ..
"وأنا لن أنتظر يا رواء .. والدكِ حتمًا بعد ما حصل سيجبركِ على الزواج من ذلك الوغد"
صاح بغيرة غاضبة ثم رق صوته وهو ينظر لعينيها
"لن يفهمنا أحد يا رواء .. لن يشعروا بنا حبيبتي .. لن يتعذب أحد كما سنفعل نحن"
"لا يمكنني .. كيف تطلب هذا مني يا سالم؟ .. ماذا تظنني؟"
هتفت باكية وهي تتراجع ليتقدم هو مرددًا بحرارة
"قلتِ لكِ .. لا أظن بك أي سوء رواء .. أنتِ حبيبتي ونصفي الآخر ولو أنكر العالم كله.. دعينا نذهب من هنا قبل فوات الأوان حبيبتي .. سأترك كل شيء وأذهب معكِ"
"أنت تهذي يا سالم .. لا يمكنني فعل هذا بأسرتي"
كادت تتعثر وتسقط على الرمال ليسرع هو ممسكًا كتفيها
"وأنا لا أريد هذا حبيبتي لكننا مجبرين .. أنا أيضًا لا أريد ترك عائلتي رواء ولن أتخلى عنهم ولا عنكِ .. هذا سيكون مؤقتًا حبيبتي .. سيغضبون قليلا لكننا سنعود ونحصل على رضاهم مرة أخرى"
حدقت في عينيه الجادتين بهلع .. لا ذرة مزاح في وجهه .. كان جادا ومصرًا.
"هكذا ببساطة؟ .. سنهرب ونجلب العار لأسرتي ثم نعود ليسامحونا؟"
رددت بمرارة فهز رأسه
"لا حبيبتي .. لن نجلب العار لأحد .. نحن نأخذ حقنا يا رواء .. نحن ننقذ نفسينا من العذاب الذي ينتظرنا لو فرقونا رغما عنا"
ودون أن يمنحها فرصة للحديث قال بحماس
"لقد أعددت كل شيء .. ستكون أوراقنا جاهزة خلال يومين"
حدقت فيه بذعر محاولة الفهم
"ماذا تقول؟"
"لقد جهزت أوراقًا زائفة لسفرنا ولن يعثر علينا جدي قبل وقت طويل .. لا تقلقي لقد عملت حساب كل شيء .. سأتصل بكِ بعد يومين لتستعدي وسنغادر ليلًا على متن باخرة ستأخذنا إلى دولة أخرى"
واصلت نظراتها المصدومة نحوه .. كان جادًا بالفعل وقد اتخذ قراره القاطع
"سنتزوج هناك وسنعود بعد فترة .. أعرف أنّ الأمر صعب رواء لكن هذا هو الحل الوحيد أمامنا"
"لا أستطيع"
أخبرته وهي تهز رأسها نفيًا
"لا يمكنني أن أخذل أسرتي مرة أخرى .. لا يمكنني أن أؤذيهم بهذه الطريقة سالم"
"لن تؤذيهم يا رواء .. بالعكس .. هربنا سيحمينا وسيحميهم"
قطبت بغير تصديق ليردف
"سنضع جدي أمام الأمر الواقع .. لن يستطيع فعل شيء .. كل ما يفعله الآن مجرد تهديد ليمنع زواجنا لكن إن خرج الأمر عن يده وأصبحتِ زوجتي رسميًا لن يستطيع فعل شيء .. سيخشى خسارتي رواء"
هزت رأسها رافضة التصديق
"صدقيني حبيبتي .. كل محاولته هذه فقط للتهديد لا أكثر .. هو عرف أننا سنخاف ونتراجع .. كان يعرف أننا سنرضى بالفراق أما حين نتزوج لن يملك أي تهديد علينا .. لن يستطيع التضحية بي رواء .. هو يحتاجني وسيرضى بأي شيء لأبقى معه"
"هذا مستحيل"
هتفت بمرارة لينظر لها بعينين أغرقهما التوسل الحار ثم رفع كفها ليقبل راحتها
"أرجوكِ حبيبتي .. لا تترددي الآن .. لا تدعينا نندم لاحقًا على خسارة هذه الفرصة .. ثقي بي .. لن يستطيع جدي إيذاءهم إن تزوجنا وانتهى الأمر"
لم تنطق بحرف .. ظلت فقط تنظر له بعجز .. قلبها العاشق بجنون مهلك كان يريدها أن تلقي خوفها وراء ظهرها وتطيعه .. ربما يكون محقًا في ظنه عن جده .. عاد عقلها بكل حذره ولومه يصارع قلبها بحثًا عن الغلبة التي ستحدد مصيرها وكفة الميزان التي سترجح لأحدهما ستجعلها تندم لا محالة .. أيمّا القرارين اختارت فستندم حتمًا .. ومستقبلهما معًا يعتمد على قرارها في الوقت الحاضر.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-20, 10:44 PM   #225

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وبالعودة للحاضر الحالي كان سالم يتقلب بين موجات الندم الذي لا زال يلتهمه .. ندمًا تجاه رواء وتجاه رويدا التي عاد من رحلته السريعة إلى بريطانيا ليطمئن عليها وتأكد بنفسه من غيابها ورغم محاولات جون تطمينه والرسائل التي عرضها عليه آتية من بريدها الإلكتروني الخاص تقول أنّها في جولة طويلة في بعض الجزر الاستوائية، ظل ذلك الشعور المؤرق داخله .. لم يعد قبل أن يكلف أحدهم ليبحث خلفها وقريبًا ستأتيه أخبارها .. وقتها فقط يمكنه أن يطمئن.
قاد سيارته عابرًا البوابة الحديدية للسراي وقلبه يتلوى مرة أخرى معذبًا في ندمه تجاه معذبته الأبدية وجرح عمره .. لا زلت نظرة الألم التي رمته بها في مكتبها بشركة هشام تطارده.
أن ترى بعينيك حجم المأساة التي سببتها بأنانيتك وتهورك .. أن يلمس مبلغ الأذى الذي سببه لها .. يكفي محاولة انتحارها وقصها لشعرها ليدرك عمق جرحها وكراهيتها له، لكن هناك الكثير من الأشياء التي لا زال لا يعرفها بعد .. ماذا حدث بعد أن تركها ليلة زفافها؟ .. هل كان انتحارها بسبب مواجهتهما ليلتها أم أن زوجها حاول .. خفق قلبه بعنف واشتدا قبضتاه على الموقد وكل الاحتمالات المرعبة تزيده احتراقا .. تمالك نفسه منتبهًا لتوقفه في فناء السراي وتحرك ليغادر سيارته .. رفع رأسه يرمق البيت الكبير بمرارة .. لماذا كان قدره تعيسًا لدرجة أن يحكم عليه أن ينتمي لهذا المكان؟ .. لماذا لم يكن شابًا بسيطًا يملك الحق في الزواج من حبيبته ويسعدا معا؟ .. لماذا ولِد في بيت المنصوري؟ .. ردد استغفارًا حارًا قبل أن تقع عيناه على أمه التي كانت تقف بين أحواض الزهور تتحدث إلى الجنائني .. اتجه لها وعيناه تعيدان تأمل الأثر الذي تركه الزمن عليها .. كان أنانيًا حين هاجر وحتى بعد عودته ظل منغلقًا على نفسه ولم يتوقف لينظر لحظة ليرى أثر معانتها من بعده .. نهشه الندم أكثر وازداد حين انتبهت له والتفتت لتلمع عيناها وشفتاها بابتسامتها الأمومية الحانية .. أسرعت تقطع الخطوات التي تفصلهما لتحتضنه بحب
"حمدًا لله على السلامة يا حبيبي"
مال ليوازي قامتها واستقبل عناقها مغمضًا عينيه .. يريد بعض الراحة، ومن أفضل منها لتمنحه بعضها .. تنهد وهو يضمها، فربتت على ظهره هامسة بقلق
"أنت بخير بني؟"
أومأ هامسًا
"سأكون بخير يا أمي .. فقط ادعي لي"
ابتعدت تنظر لوجهه المرهق ومسحت عليه
"ادعو لك في كل صلاة يا بني .. إن شاء الله سيريح الله قلبك وبالك"
"آمين يا رب"
همس بحرارة وهو يحتضن كفها فوق خده بينما ترددت هي لحظات قبل أن تهمس
"جدك كان يريدك بني .. غضب عندما عرف أنّك سافرت فجأة دون أن تخبر أحدًا"
أومأ مبتسمًا بسخرية مريرة بينما تتابع
"لا أعرف فيما كان يريدك، ولقد غضب أكثر عندما وجد هاتفك مغلقًا"
"أمي .. ستكون معجزة إن لم يغضب جدي يومًا"
همست اسمه بلوم رقيق بينما تابع بتهكم
"بل ربما يكون وبالًا .. سأشعر بالقلق وقتها"
تنهدت هامسة
"ماذا نفعل يا بني؟ .. هذا جدك ولن يتغير .. هداه الله"
"تعتقدين حقًا أنّه لا زال هناك أمل فيه يا أمي"
سألها ساخرًا لكنّها ردت بجدية
"لا شيء كبير على الله بني .. هيا .. اذهب لترى فيما كان يريدك"
هز رأسه وتحرك لتوقفه منادية بقلق فالتفت لها لتغمغم بخوف
"أرجوك بني .. حاول ألا تغضب أو تتأثر لأي شيء يقوله"
انقبض قلبه لنظراتها الحزينة الخائفة وأدرك أنّها تستعيد ليلة شجاره مع جده ورحيله بعدها .. لا زالت خائفة من أن يرتكب نفس الخطأ .. أومأ لها واعدًا ثم ابتعد متجهًا إلى داخل السراي .. قابلته السيدة إحسان مدبرة البيت فأوقفها سائلًا
"هل جدي في مكتبه يا دادة إحسان؟"
أجابته بابتسامة مرحبة
"حمدًا لله على سلامتك بني .. نعم هو في مكتبه"
أومأ لها وهو يتجه إلى مكتب جده فسألته
"هل أحضر لك الغداء بعد قليل؟"
التفت لها بابتسامة رقيقة
"لا داعي لقد تناولت غدائي بالفعل .. ربما فنجان من القهوة سيكون جيدًا"
حركت سبابتها من عينها إلى الأخرى
"من هذه العين قبل هذه بني"
"أجليها لربع ساعة ريثما أنتهي من حديثي مع جدي وأذهب لغرفتي"
أومأت مبتسمة ثم تركته .. راقبها وهي تسرع نحو المطبخ بنشاط يفوق سنوات عمرها التي تقترب من الستين .. منذ وعى على الدنيا وهي تعمل في السراي ويعرف أنّها كانت هنا من قبل أن يولد حتى .. كانت طفلة صغيرة حين أتت ولا زالت تعمل لديهم بكل إخلاص .. لا يعرف كيف احتملت كل هذه السنوات أسفل نفس السقف مع جده .. هز رأسه موقفًا أفكاره واتجه إلى المكتب، وطرق الباب ليأتيه صوت جده الحازم .. تنفس بقوة وهو يفتح الباب ويدلف
"مساء الخير يا جدي"
رفع عينيه له وخلع منظاره مرددًا
"مساء الخير؟ .. حمدًا لله على السلامة يا سالم باشا .. أرجو أن تكون قد استمتعت برحلتك"
ابتسم له ببرود وهو يجلس على المقعد المقابل له
"سلّمك الله يا جدي .. نعم كانت رحلة ممتعة"
رمقه مليًا ثم وضع قلمه على الأوراق يحركه برتابة
"هل لي أن أعرف سبب رحلتك المفاجئة هذه؟ .. لا أذكر أنّها كانت تخص الشركة بشيء"
"بالطبع لا تخص الشركة يا جدي"
أخبره ببساطة ثم أردف
"لا تعتقد أنّ حياتي كلها تدور حول العمل .. مثلك"
ضاقت عينا جده ووضع القلم أخيرًا وتراجع في مقعده
"هل ذهبت لرؤية عارضة الأزياء تلك؟"
ارتجفت شفتاه لحظة واسودت عيناه وهو ينظر إليه
"لا تنس أنني أعرف كل شيء عن علاقتك بها وحياتك هناك يا سالم"
زفر بقوة ثم ردد
"وما دمت تعرف لماذا تسأل؟"
"هل رددتها إلى عصمتك؟"
التفت له مقطبًا بشدة ليكرر جده
"هل فعلت يا سالم؟"
"لا .. أخبرتك أنّ زواجنا انتهى"
هتف بحدة فردد جده بهدوء
"جيد"
لم يزد عن هذا فكز سالم على أسنانه .. لقد كان وغدًا معها .. رغم أنّهما كان متفقين من البداية أنّ زواجهما مؤقتًا وسيفترقان في الوقت الذي تتطلب فيه مصلحة أحدهما، لكنّه تراجع فيما بعد بينه وبين نفسه عندما قررت رويدا أن تنقل علاقتهما إلى مرحلة أخرى .. حين وافقها على أن يكملا زواجهما الصوري كان قد قرر أن يستمر معها للنهاية لكنّ كل شيء تغير حين زاره جده فجأة عارضًا صفقته تلك .. لم يفعل جده شيئًا ليدعي جهله بزواجه منها ولم يخف نفوره ورفضه لها .. كالعادة رآها وضيعة وخطر على سمعة عائلته .. أخبره وقتها ببرود أنّ رأيه في زوجته لا يهمه في شيء وأنّه لم يعد يربطه شيء بعائلة المنصوري.
كانت علاقته برويدا علاقة صداقة هادئة وكان يمكنهما أن يسعدا كأي زوجين لم تجمعهما قصة حب ولا يوجد بينهما غرام ملتهب .. كانا متفاهمين وحياتهما سارت بسلام كأي زواج روتيني .. يؤلمه حقًا أنّه آذاها هكذا حين قرر أن ينفصل عنها، لكنّه كان يعرف أنّها لا تحبه ولن تعاني من فراقه .. رويدا كانت تشبهه أكثر مما تظن ورغم هذا كانت تستحق شخصًا أفضل منه .. رد فعلها حين أخبرها أنّه سيعود لوطنه لم يزد عن ضحكة غير مصدقة ثم انتابتها حالة من الصمت حين أكد لها .. كانت صفقته مع جده تقتضي طلاقه لها ليتزوج الفتاة التي سيختارها له جده لكنّه لم يكن ينوي طاعته .. عرض عليها أن تعود معه لكنّها رفضت أن تترك وطنها وعملها وطموحها، وكان يعرف أنّها سترفض حتمًا لذا أخبرها أنّهما سينفصلان كما اتفقا من قبل ما دامت المصلحة اقتضت هذا .. في البداية رفضت بغضب ثم بكت وانفعلت لأيام مهددة، ثم وافقت بهدوء غريب لم يرتح له، ولم يعرف أنّ رحيله سيجعل نوبة التملك الغريبة تلك تنتابها، وتجعلها تأتي خلفه ما أن عرفت بخطبته، وتبذل كل هذا الجهد لمحاولة استرداده بعد طلاقهما.
"لماذا سافرت إذن؟"
انتزعه سؤال جده فجأة من خواطره فنظر له لثوان
"أمر خاص"
رد بجمود فضغط جده على قبضته رفضًا للرد
"اسمع يا سالم .. لقد تمهلت معك كثيرًا وانتظرت لتتأقلم مع الأمور هنا .. لا أريد أن تفسد كل شيء بحنين أحمق إلى الماضي"
قطب متسائلًا إن كان يقصد رويدا بهذا الكلام أم رواء لكنّه قال بهدوء
"لا أفهم عما تتحدث يا جدي .. سفري لا علاقة له بأيًا كان ما يدور في عقلك"
"جيد .. لأنني لن أسمح لك بإعادة تلك المرأة إلى عصمتك"
أخبره بصرامة فهتف سالم
"وأنا لا أنتظر سماحك من عدمه يا جدي .. وبالمناسبة أنا لم أطلق رويدا لأنّك طلبت .. أو بالأحرى أمرتني بهذا .. لم يكن لها علاقة بصفقتنا"
اسودت نظرات جده ليغمغم سالم بعد لحظات
"عامةً لا تقلق .. لا أنوي إعادة رويدا إلى عصمتي .. لقد انتهى زواجنا نهائيًا"
ولمعت عيناه بسخرية وهو يردف
"لذا ضع في بطنك بطيخة صيفي كما يقولون وواصل تخطيطك العبقري لحياتي كما تريد .. واصل تحريكنا كقطع شطرنج حمقاء لا تملك أي إرادة"
رفع جده أحد حاجبيه ثم قال
"هل عندما أفكر في مصلحتك أنت والبقية يكون هذا رأيك؟ .. كل شيء فعلته وأفعله لأجلكم يا سالم .. شئتم أم أبيتم"
التوت شفتاه بابتسامة ساخرة وهز رأسه
"نعم .. لمصلحتنا"
مال جده للأمام مسندًا مرفقيه لمكتبه
"مهما كان رأيك أنت وإخوتك .. ستشكرونني مستقبلًا .. عندما يصبح لكم أبناء وأحفاد ستفهمونني جيدًا"
رفع حاجبيه لا يعرف هل ينفجر ضاحكًا أم يبكي قهرًا، تنفس بعمق مفضلًا الخيار الثالث ليقول
"تمام يا جدي أنت أدرى .. لن أجادلك .. الآن أخبرني فيما كنت تريدني"
صمت جده لبرهة قبل أن يقرر تجاوز سخريته المبطنة ليخبره بحزم
"أريد أن أعرف ماذا تنوي بالضبط"
"في أيّ شيء بالضبط؟"
سأله مدعيًا عدم الفهم ليقول جده بصرامة
"بخصوص اتفاقنا يا سالم .. أنت لم تنس بعد سبب عودتك"
ابتسم قائلًا
"آه اتفاقنا ذاك .. ما به؟"
ضاقت عينا جده بغير رضا
"أخبرتك أنني انتظرت لتتأقلم مع الأمور وتكون فترة مناسبة مرت على انفصالك عن بنت الهاشمي لكن لن أنتظر أكثر .. أريدك أن تحدد موعدًا لتذهب معي ونخطب لك بنت .."
قاطعه بابتسامة هادئة
"آسف يا جدي .. لقد تغيرت الأمور قليلًا"
شعر ببعض النشوة عندما سحب البساط هذه المرة من أسفل قدميّ جده الذي رمقه مقطبًا بدهشة ثم سأله بصرامة
"ماذا يعني تغيرت الأمور؟"
"يعني يا جدي العزيز .. أنا لن أخطب تلك الفتاة .. بالأحرى لن أخطب أي فتاة أخرى سواء اخترتها أنت أم لم تفعل"
"ماذا يعني هذا يا سالم؟ .. هل تمزح معي؟"
هتف جده ضاربًا المكتب بقوة ليرد سالم بهدوء شديد
"حاشا لله يا جدي ... كل ما في الأمر أنّه سيحدث تعديل بسيط في اتفاقنا .. وهذا التعديل هو أنني لن أخطب الفتاة التي تختارها لي"
كز جده على أسنانه
"سالم .. لا تتلاعب معي .. أنا أعرف ما يدور بعقلك ولن أسمح لك بفعله"
"وما الذي يدور في عقلي يا جدي؟ .. أخبرني فأنت في النهاية تعرف كل شيء عني وتعرف ما يخص مصلحتي أكثر مني"
أخبره بسخرية ليضرب جده مرة أخرى بكفه على المكتب
"اعتدل في كلامك معي يا ابن يحيى"
اعتدل في مقعده مرددًا بجدية
"لا أرى خطأ في كلامي يا جدي .. قلت لك ما عندي .. اعتبر اتفاقنا لاغٍ إن لم يعجبك"
اسودت عينا جده أكثر قبل أن يغمغم بفحيح
"أنت تختارها مرة أخرى"
سرت رعشة في قلبه مع ذكرها لكنّه حافظ على ملامحه الجامدة وجده يردف
"تختار تلك الوضيعة التي ضحيت بعائلتك كلها من أجلها قديمًا"
"جدي لا أسمح لك"
التقط عصاه وضرب بها الأرض بقوة
"اصمت .. أنا أعرف أنّك التقيتها من جديد وتظن أنك ستستعيدها في حياتك، لكنّك تكون واهمًا لو ظننتني سأسمح لك بتكرار أخطاء الماضي يا سالم"
رفع رأسه قائلًا بتحد
"أنت محق يا جدي .. وهذا ما أنوي فعله .. لن أكرر أخطاء الماضي"
قطب جده بتوجس بينما يردف سالم بحزم
"نعم، أنا وجدت رواء من جديد وهذه المرة يا جدي سيحدث ما أريده أنا"
هز رأسه رفضًا
"لا تتحداني يا سالم .. لقد فعلتها مرة وخسرت"
هز كتفيه بلا مبالة
"أنت من خسر جدي وأنت من تأكدت من حاجتك لي .. أنا لن أخسر هذه المرة، ولهذا أنا على استعداد لتكرار الأمر .. ربما لا زلت تظن أنني سالم الأحمق الذي كنته قديمًا"
قال جده بقسوة
"أنت تصر على إعادة نفس الأخطاء يا سالم .. لا تظن أنّ الزمن أضعفني وأنني لن أتوانى عن سحقها هي وأسرتها هذه المرة للأبد"
انقبض قلبه بخوف تلقائي لكنّه قاومه ليرد
"وأنا أقسم لك يا جدي أنّك ستخسرني للأبد وقتها"
ونهض واقفًا ونظر حوله مليًا ثم قال
"تذكر مواجهتنا الأخيرة هنا في نفس المكان يا جدي، قبل أكثر من عشر سنوات .. لقد نفذت وعدي لك ليلتها .. ظننتني سأتراجع كالجبناء وسأعود لك زاحفًا أتوسل رضاك، لكنني لم أفعل .. أنت من أتيت لتستعيدني .. أنت من خسرت قديمًا يا جدي وأعدك إن حاولت منعي أيضًا هذه المرة ستخسر مجددًا"
واجهه بنظراته المحرقة
"ستتخلى عن عائلتك مرة أخرى لأجلها"
أمال رأسه مبتسمًا بمرارة
"لن أسمح لك أن تستخدمهم ضدي وتطوق عنقي بهم .. لقد عدت لأجلهم بالفعل لكن هل تعرف ماذا اكتشفت بعد كل هذا الوقت؟"
ضاقت نظرات جده السوداء ليهز كتفيه مردفًا بمرارة أكبر
"لقد سبق وخسرتهم .. بسببي أو بسببك لن يفرق .. لقد خسرتهم وهم ما عادوا في حاجة إليّ ولا أنا في حاجتهم أصلًا .. لقد عشت من دونهم لسنوات طويلة واعتدت الأمر"
قاوم مشاعره .. كان يكذب وكان يعرف كم هو في حاجتهم وهم في حاجته .. كان يقف على الحافة الآن مغامرًا بكل شيء مراهنًا على أن يصدق جده أنّه لم يعد يملك نقطة ضعف
"هل تعرف ماذا اكتشفت أيضا؟ .. لقد تأكدت أنّ سالم القديم مات .. ما تبقى منه لا يكفي لتتحكم فيّ كما فعلت قديمًا .. لقد تغيرت .. أصبحت أنانيًا أكثر من أي وقت مضى وأنانيتي هذه تجعلني أختار نفسي مرة أخرى .. أختار رواء على الجميع .. لأنّها ملكي ولن أتنازل عن حقي فيها أبدًا"
اشتدت قبضة جده على عصاه بينما شد سالم جسده مردفًا بحزم
"لا يهمني إن تخليت مرة أخرى عنكم ولا يهمني إن هددتني بإيذاء أسرتها أو حتى نفذت تهديدك .. لا يهمني حتى رفضها أسرتها أو رفضها هي شخصيا لي .. هل ترى؟"
ولمعت عيناه بمرارة التقطها جده بوضوح
"أرأيت إلى أين أوصلتني؟ .. المرأة الوحيدة التي عشقتها في حياتي ترفضني .. ترفض العودة لي .. باتت تكرهني ولا تطيق رؤيتي لكن أتعرف؟ .. كل هذا لا يهمني"
ردد ببرود محولًا نظراته المريرة لأخرى صارمة ومال يسند كفيه للمكتب
"هذه المرة سأنتزع حقي بيدي .. أنا ومن بعدي الطوفان يا جدي .. رواء ستكون لي مهما فعلت لتمنعني .. ستكون لي رغمًا عنها هي ذاتها حتى لو كرهتني طيلة عمرها"
ومال أكثر ينظر في عينيّ جده الصارمتين
"ولا تحاول مساومتي لأنني لن أتراجع .. إن حاولت منعي سأغادر على أول طائرة خارج البلاد ولن أنظر خلفي مهما حدث لكن هذه المرة سأفعل ما فشلت فيه قديمًا .. سأختطفها"
ردد بتوعد صارم قبل أن يعتدل رامقًا إياه بنظرة حازمة وتحرك تاركًا إياه ليفكر في كلماته مليًا .. كان يعرف أنّها لعبة خطرة منه لكنّه لم يكن يملك خيارًا سواها .. عندما يعتقد أنّه لم يعد يملك ما يخشى خسارته لن يستطيع أن يفعل شيئًا .. فتح الباب وغادر بعد أن القى نظرة أخيرة خلفه نحو جده الذي أطرق وعيناه تحدقان في نقطة ثابتة على مكتبه وكل كلمات سالم تشوشت في عقله إلا من جملة وحيدة
"ستكون لي رغمًا عنها ذاتها حتى لو كرهتني طيلة عمرها"
ظلت تتكرر داخله بصدى مؤلم ليغمض عينيه ويرفع كفه ممسكًا بقلبه بقوة محاولًا إيقاف ذلك الألم الخائن الذي يصر على التسرب للسطح كلما تخلخلت حصونه التي أسرع يعيدها بقوة أشد نافضًا عنه لحظات ضعفه النادرة التي يبغضها وفتح عينيه ناظرًا للباب المغلق إثر حفيده
"لم يحن الوقت بعد يا سالم .. لا زال أمامك الكثير لتصبح قويًا كما أريدك لتحكم من بعدي .. لا زلت أرى ذلك الضعف داخل عينيك ولن أسمح له بتملكك"
كان محقًا عندما فكر أنّ لقاء سالم بها سيحقق له ما أراده .. إن لعب لعبته ببراعة وإحكام فسيكون له ما أراد، وإن كان ثمن استعادة سالم إلى جانبه والتخلص من ضعفه هو عودة تلك الفتاة مؤقتًا إلى حياته فهو على استعداد لدفع هذا الثمن البسيط.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-20, 10:55 PM   #226

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفعت سمراء رأسها وتنسمت الهواء بعمق، تلتقط عبير الزهور في الحديقة الصغيرة المحيطة بكشك زهورها وارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيها وهي تقف بسكون مصغية لكل حركة وصوت حولها محاولة رسم صورة ذهنية فوق الظلام الذي تراه.
"ألم تكتفي بعد يا مديرة؟"
خفضت رأسها واتسعت ابتسامتها مع صوت مساعدتها سارة والتفتت تجاه صوت خطواتها المقتربة
"كيف تتركين عملك يا فتاة وتأتين لتفسدي عليّ خلوتي؟"
هتفت بصرامة مفتعلة لتضحك سارة مرددة
"لا يليق بك دور المديرة الصارمة سمراء"
بادلتها ضحكتها التي خفتت لابتسامة رقيقة بعد ثوان ومدت سارة يدها بالكوب قائلة برقة
"عملت لكِ كوب شاي بالنعناع .. رائع .. اشربيه وانتعشي قليلًا"
"شكرًا يا سارة"
شكرتها سمراء رأسها بابتسامة ممتنة فتابعت سارة وهي تمسك كفها لترشدها
"تعالي لنجلس قليلًا .. الزبائن قليلين هذه الساعة"
أومأت وهي تتحرك معها حيث وضعت سارة طاولة صغيرة ومقعدين خشبيين وساعدتها لتجلس ثم سألتها باهتمام وهي تضع كوب الشاي أمامها
"كيف حال صديقتك؟"
غامت عيناها بحزن رقيق خلف نظارتها وهي تهمس
"بخير .. إنها تتحسن وإن شاء الله تطمئن بعودة زوجها قريبًا"
"إن شاء الله"
ردت مؤمّنة ثم ابتسمت قائلة
"أريد أن أوصل سلامي لها معك لكن أخشى أن تشتمني أو تنفعل غضبًا وهي لا زالت مريضة"
ضحكت سمراء بشدة وسارة تردف
"لا أعرف لماذا أشعر أنها تكرهني من أول لحظة استلمت فيها العمل هنا"
أخبرتها ضاحكة
"اعذريها .. راندا متملكة قليلًا تجاه من تحبهم .. لقد خشيت أن تصبحي صديقتي المقربة وأنني سأخونها معك"
انفجرت سارة ضاحكة
"لقد شعرت بهذا فعلًا لكنني كذبت عيني"
توشحت ابتسامة سمراء بحزن رقيق قبل أن تهز رأسها طاردة إياه وسألتها
"هل العمل يسير على ما يرام؟"
مدت يدها تربت على كفها
"أخبرتكِ ألا تقلقي .. كل شيء على ما يرام .. أنتِ فقط ركزي على علاجكِ وإن شاء الله تعودين قريبًا لتنيري مكانكِ"
همست بابتسامة خفيفة
"إن شاء الله"
صمتت لثوان وأخذت رشفة شاي، ثم فتحت شفتيها لتنطق عندما سمعت سارة تهمس بعبث
"أووه .. من هذا الوسيم الأسمر القادم نحونا ولا يرفع عينيه عنكِ؟"
شحب وجهها وارتعد قلبها لثوان بينما عقلها يستعيد خيالاتها له .. ظنت لوهلة أنه هو .. زائر أحلامها وسبب حيرتها على أرض الواقع .. تحركت في مقعدها بارتباك مع سماعها لصوت خطواته تقترب قبل أن يتجمد قلبها وتتحطم خيالاتها كالزجاج حين سمعت صوته
"السلام عليكم ورحمة الله"
ردت سارة التحية بمثلها وهي تبتسم قبل أن تنقل عينيها لسمراء الشاحبة وقطبت بقلق ثم التفت إليه
"أي خدمة أقدمها لك سيدي؟"
لم ينظر لها وعيناه على سمراء التي انقبض وجهها بصور غير مبشرة.
"شكرا لك .. أنا هنا للحديث مع ابنة عمي"
ارتفع حاجباها بدهشة وهي تنظر لسمراء التي وجه إليها شهاب الحديث
"السلام عليكم يا سمراء .. كيف حالكِ؟"
تحركت شفتاها بهمهمات غير مفهومة ليلتفت هو لسارة قائلًا
"هل يمكن أن تتركيننا بمفردنا قليلًا آنستي؟"
نظرت لسمراء وهمست اسمها بتساؤل فأومأت لها .. تركتهما سارة بعد أن رمقت شهاب بتوجس وانتظر هو حتى دخلت الكشك واقترب قائلًا وهو يشد المقعد الخشبي
"هل تسمحين لي بالجلوس؟"
ارتفع حاجباها كأنما لم تتوقع استئذانه لكنها أسرعت تومئ له .. أخذ مقعده قبالتها وتلفت حوله يتأمل المكان ونظر للشارع الهادئ مقطبًا .. من الجيد أن المارة قليلون هنا وإلا كان تراجع عن قراره .. لا يتخيل جلوسه معها في مكان عام ولو لتبادل حديث جاد كالذي ينوي فتحه .. صمت بحثًا عن الكلمات التي أعد لها مطولًا وشتم ياسين داخله بقهر .. الأحمق بارع فقط في المحاضرات .. ليأتي ويجلس مكانه وليرى براعته في الحديث ذلك المدعي.
"حسنا .. ما الأمر؟"
صوتها الهادئ نبهه فالتفت لها ونظر مشفقًا لنظارتها السوداء
"كيف حالكِ اليوم؟"
ارتفع حاجباها مجددًا .. يبدو أن ابن عمها الغريب ذاك مصر على إدهاشها اليوم .. حسنًا كان عليها أن تتوقف عن الدهشة بعد المرات التي زارها فيهم وكان راقيًا ومذهبًا على غير العادة.
"بخير"
رددت بخفوت فهز رأسه متناسيًا أنها لا تراه .. قال بعد لحظات
"آسف لو أنني أتيت فجأة، لكنني اتصلت بعمي وأخبرني أنكِ هنا .. كنت أنوي الذهاب لبيت عمي لكني استأذنته في المرور عليكِ"
خفق قلبها بقوة وتوجس .. لم تخب ظنونها .. منذ بدأ والدها يستقبله هو وشقيقه وابن عمهما الآخر وفتح لهم ذراعيه، بدأت تشعر بنواياه .. ربما هذا ما كان يقصده، وهذا سبب موافقته لاصطحاب شهاب لها للمشفى مرتين من قبل، وإن كان بصحبته هو أيضًا .. هل يحاول التقريب بينها وبين شهاب لتوافق على زواجها منه؟ .. لن تستطيع أن ترفض له طلبًا لكن .. كيف الآن؟ .. كيف يمكنها وتلك الذكريات التي استيقظت داخلها لم تعد تفارقها .. أحلامها بفارسها الغامض الذي تصر أحلامها على رسم صور أخرى له لا تشبه يوسف في شيء .. هناك شيء خطأ لا تستطيع لمسه .. وجود يوسف والصورة التي يرسمها ذهنها بما التقطته منه يربكها لكنّ الارتباك الأكبر لأنّه لا ينطبق مع خيالاتها .. لا تستطيع مطابقة الصورتين ولا تفهم السبب .. لوهلة ظنت أنّها أخطأت وأنهما شخصان مختلفان .. كيف يمكنها أن تخطئ لهذه الدرجة؟
"سمراء"
نداء شهاب جعلها تنتفض بخفوت
"نعم؟"
قطب بقلق وسألها
"أنتِ بخير؟"
"نعم بخير .. ماذا هناك؟"
زادت تقطيبته بضيق وهو يرد
"هل يضايقكِ وجودي؟"
هزت رأسها بسرعة ونفت كاذبة
"لا، لماذا سيضايقني؟"
رفع حاجبًا غير مصدقها ثم مط شفتيه مغمغمًا
"شعرت أنني أتحدث مع نفسي قبل قليل"
"آسفة شردت في شيءٍ ما"
تمتمت معترفة باعتذار ثم تابعت
"سأكون صريحة وأقول أنني لم أتوقع قدومك إلى هنا"
تراجع في المقعد وفتح فمه ليرد حين قاطعتهما سارة التي عادت لتضع أمامه فنجان شاي بالنعناع وهي تبتسم
"آسفة .. لم أعرف ماذا تفضل كضيافة لكنني أعددت لك مثل سمراء"
كزت سمراء على أسنانها وتمنت لو تنهض لتخنقها بينما أومأ شهاب بابتسامة شاكرة
"شكرًا لكِ آنستي"
ابتسمت له وتركتهما عائدة للداخل بينما التفت هو إلى سمراء ولم يفته تجهم ملامحها
"لنكمل حديثنا"
أدارت وجهها تجاه صوته فقال
"سأكون أنا أيضًا صريحًا وأقول أنني كنت متوجهًا لبيتكم من أجل لقائكِ خصيصًا"
ارتعد قلبها وشحبت أكثر
"أنا؟"
سألته بتوجس ومخاوفها كلها تمثل أمامها بينما مال هو قائلًا
"نعم سمراء .. عمي يعرف برغبتي وطلبت منه أن أتحدث معكِ بمفردنا .. كان من المفترض أن أقابلكِ هناك لكنّني عرفت أنّكِ خرجتِ اليوم وجئتِ إلى هنا، وفي الحقيقة لدي بعض مواعيد هامة اليوم ولم أستطع انتظار عودتكِ للبيت ففضلت القدوم إليكِ"
ونظر في ساعته مواصلًا
"لن آخذ من وقتكِ طويلًا"
استكان قلبها قليلًا للطريقة العملية التي يتحدث بها .. ربما لو كان استخدم أسلوبًا ناعمًا في محاولة لجعلها تلين له وترضى بخطبته كما يشك عقلها، لانتابها النفور لكنّ أسلوبه جعلها تهدأ قليلًا .. تنفست بعمق وهي تردد
"لا بأس .. أنا أسمعك"
رمقها مليًا وهو يسترجع كل ما نوى قوله لها .. أمامه مهمة صعبة ولا يعرف كيف ينجح فيها .. قطع تردده ليقول مباشرة
"أولًا .. أردت الاعتذار عن سوء الفهم الذي حدث بسببي"
قطبت بحيرة ليقول مقطبًا وهو يضغط على نفسه .. لم يتعود الاعتذار وهو مقتنع أنّه لم يرتكب خطأ .. تبًا لك يا ياسين .. لماذا أستمع لك أصلًا؟ .. قاطع أفكاره ليخبرها
"لقد اعتذرت لعمي ورواء .. لم يكن جيدًا ما فعلته في زيارتي الأولى لبيت عمي .. لم أقصد أن أظهر بمظهر الآمر المتعجرف وبالتأكيد لم أرغب في زيادة نفوركم وكراهيتكم لي وللعائلة كلها"
قبضت على كفها بقوة ترفض الاستسلام لتلك الكراهية وشعور النبذ المؤلم وقاومت لتستمع له بهدوء وتَحضُر كما أخبرت نفسها
"من الواضح أنني أسأت التعبير عن نفسي وعن طلب جدي .. أردت الاعتذار عن هذا"
غمغمت باختناق
"ما دمت اعتذرت لأبي ورواء .. ما الداعي لتعتذر مني أنا أيضًا؟"
صمت لحظات ناظرًا لها بجمود ثم قال
"لأنني لا أريدكِ أن تكرهيني سمراء"
اتسعت عيناها وعاد قلبها لينقبض .. ها هو ذا ما خشيته .. أسرع هو يصحح
"أعني .. أردت الاعتذار منكم جميعًا .. لا أريد أن يظل أي واحد منكم على كراهيته"
انقبضت يدها أكثر وهي تردد بصعوبة
"هذا ليس له علاقة بموضوع الزواج؟"
ران الصمت وهو يبحث عن طريقة يفلت بها من الكذب، لكنّه لم يجد بدًا من الصراحة ليقول مرغمًا
"سأكون كاذبًا لو قلت ليس له علاقة"
شحوب وجهها أزعجه بشدة .. ألهذه الدرجة تكره الفكرة؟ .. يبدو أنّ مهمته أصعب مما تخيل .. عاد صوت ياسين الساخر يخبره أنّ النساء يحتجنّ إلى اللين والمعاملة الرقيقة تسحرهن وتذهب بكراهيتهن ورفضهن
"عامة هذا ليس وقت الحديث عن الزواج .. أنا رضيت بقرار عمي وهو لن يجبركِ على شيء"
رفرف قلبها واستكان قليلًا بينما تابع
"وأردتك أيضًا أن تعرفي أن طلب الخطبة ليس له أي علاقة بموضوع الأرض"
نعم سبق وأخبرتها رواء بهذا .. هل هذا هو سبب قدومه حقًا أم أنها محقة في شكوكها؟ .. انتبهت على صوته وهو يردد
"حتى لو أنكِ وشقيقتيكِ لم تتربيا بيننا فلا بد أنكِ تعرفين عادتنا وحمائيتنا تجاه بناتنا"
قطبت في ضيق وقد أعادها لمشاعر النبذ وتخلي جدها عنهن وكأنما أدرك ما تفكر فيه فأسرع يقول
"ربما تظنين أننا تخلينا عنكن لكنني سأعترف لكِ بشيء وربما تكرهينني عليه .. منذ سنوات وأنا أتتبع أخباركم جميعًا وأطمئن على أوضاعكم بنفسي .. خشيت أن أقترب فتنزعجون وترفضون الأمر .. خشيت أن يغضب عمي ويمنعني .. لم أعرف أنه مشتاق لنا هو الآخر"
زادت تقطيبتها بينما غمغم بعد لحظات
"جدي هو الآخر يشتاق لعمي ولكن"
رفعت حاجبها مبتسمة بغير تصديق فأكد مبتسمًا
"صدقيني .. هو فقط عنيد بشدة وعناده ازداد مع الوقت .. لا يمكنه أن يعترف بخطأه ويأتي بنفسه لهذا كلفني أنا وغلف الأمر بهذه الصيغة الآمرة التي خرجت مني بصورة أسوأ، لكنه في الواقع ندم ويريد أن يطمئن عليكن في أحضان العائلة قبل أن يحين موعده"
انقبض قلبها رغمًا عنها مع ذكر موته .. جدها الذي لم تشعر يومًا بحنانه وحضنه .. ترى كيف هو وهل كانت حياتهن ستختلف لو كان قبلهن تحت حماه من البداية؟ .. ربما لم يكن كل هذا سيحدث لهم.
"أنا أعرف أن الأمر سيكون صعبًا لكنني كنت صادقًا معكن من البداية رغم أسلوبي الذي بدا لكُنّ متحكمًا قاسيًا .. وأعدكِ أنني سأكون عند كلمتي .. حمايتكن واجب علي"
ومال قليلا للأمام ناظرًا لها مليًا ثم غمغم
"وهذا لا علاقة له برفضكِ أو موافقتكِ على خطبتي لكِ .. مهما كانت إجابتكِ سيظل هذا دوري في حياتكن"
ارتجف قلبها قليلًا وكلماته تداعب ذلك الشعور القديم داخلها كلما تمنت لو كان لها شقيق أكبر .. هل تخطئ إن تنازلت قليلًا عن كراهيتها وسمحت له بلعب هذا الدور .. والدها لن يجبرها وشهاب وعدها أيضًا .. ربما هو صادق بالفعل وعندها من يكون أفضل منه ليكون الشقيق الذي لم تحظ به يومًا.
ارتاح هو قليلًا عندما شعر باستكانة ملامحها والرضا الذي بدأ يتشكل على وجهها .. أخبره حدسه أن يكتفي بهذا ويعتبرها خطوة للأمام .. رغم أنه لم يكن الكلام الذي أعده وكان ينوي قوله لها، هذا يكفي للوقت الحالي .. لن يستمع لذلك الأحمق ياسين وسيتصرف بطريقته الخاصة مع بعض التعديلات .. هو يشعر بالرضا لأنه لم يجبر نفسه على لعب دور ليس له .. لا يستطيع لعب دور الرجل اللطيف ويغازل عاطفة الأنثى داخلها لكنه يعرف أنه كسب نقطة لديها الآن وهذا يكفيه حاليًا.
أرجع المقعد للخلف فانتبهت من شرودها اللحظي في كلماته لينهض قائلًا
"مضطر للذهاب الآن لألحق بموعدي لكن سيكون لنا حديث آخر إذا شاء الله"
أومأت بشرود ليسألها باهتمام
"هل أوصلكِ في طريقي"
أجابته بهزة رأس نافية
"شكرًا .. رواء ستمر عليّ ونعود معًا"
"تمام .. سأتصل بعمي إذن وأطمئن على وصولكما"
قاومت ابتسامة وهي تفكر .. لقد أسرع في تقمص دور الحامي في الحال .. سمعت ابتسامته في صوته وهو يقول
"أستودعك الله يا ابنة العم"
همست بخفوت تحية لم تسمعها هي نفسها وأنصتت أذناها لصوت خطواته المبتعدة لتطرق بعد ثوان مقطبة عندما شعرت برحيله التام
"ما الذي حدث للتو؟"
هكست بتساؤل متوجس ثم غمغمت
"لماذا أشعر أنه خدعني وأحرز لتوه هدفًا رغمًا عني؟"
************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-20, 10:56 PM   #227

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قاد أسامة سيارته بسرعة ويداه مشدودتان على عجلة القيادة بينما تتردد داخله بقسوة كلمات سالم التي قاده سوء حظه اليوم ليسمعها حين عرج على مكتب جده ليناقشه في أمر يخص العمل وكاد يطرق الباب حين وصله هتاف جده الصارم يسأل سالم إن كان سيتخلى عن عائلته لأجلها مرة أخرى .. أدرك سريعًا من التي يقصدها .. اقترب أكثر حين سمع جواب سالم الذي قبض قلبه بعنف واستمع له جيدًا بينما يؤكد له دون خطأ
"لقد خسرتهم وهم ما عادوا في حاجة إليّ ولا أنا في حاجتهم أصلًا .. لقد عشت من دونهم لسنوات طويلة واعتدت الأمر"
استمع لبرهة قبل أن يهزمه شعوره بالاختناق فاندفع مبتعدًا وغادر البيت كله
ضرب على المقود هاتفًا بغضب
"مرة أخرى يا سالم؟ .. مرة أخرى يا سالم تختار نفسك"
زادت سرعته تلتهم الأسفلت وهو يسترجع السنوات التي تلت رحيل سالم .. خسارته هو التي دفعها من كل شيء أحبه وتخلى عنه .. لقد رحل سالم وترك كل شيء على كاهله هو .. خسر رواء فضرب بكل شيء عرض الحائط حتى بأقرب الناس إليه .. لقد سافر بحثًا عنه لكنه تجاهله وأمره أنه يعود من حيث أتى وينساه تمامًا .. لقد توسله لكنّه صم أذنيه وأخبره أنه قطع عهدًا على نفسه ولن يعود لذلك البيت مرة أخرى .. عاد هو الآخر غاضبًا بعد أن تشاجر معه .. عاد نادمًا، ليجد نفسه أصبح بؤرة اهتمام جده .. ابتسم بسخرية وهو يمسح دمعة خائنة .. جده الذي لم يأبه إلا لسالم والذي فعل هو كل شيء ليرضيه أخيرًا قرر الالتفات له .. لماذا؟ .. لأن حفيده الغالي ووراثه الوحيد الذي يعترف به لم يعد موجودًا .. تخلى عنه .. إذن لينظر سالم باشا العظيم للبدائل المتاحة أمامه وليقبل بها صاغرًا مضطرًا .. رمى كل شيء عليه .. جعله يتخلى عن كل أحلامه .. حتى كُليته والمجال الذي كان يريد التخصص فيه بشغف جعله يتركه ويبدأ من جديد في مجال لم يفكر يومًا فيه فقط ليستطيع إدارة الشركة .. شغفه وأحلامه ومستقبله .. حتى حبه الوحيد انتزعها منه لأنه لم يكن ليسمح له بما رفضه لسالم وكان سببًا في خسارته له .. لم يكن ليسمح لنفس الأسرة الصغيرة بالانتصار عليه وسرقته هو الآخر منه.
سالم تربى من البداية ليدير شؤون العائلة من بعد جده وهو تأقلم مع هذا .. لم يكن ذنبه هو أن يدفع ثمن صراعه مع جده .. اشتدت قبضتاه حتى ابيضت مفاصلهما وهو يغمغم من تحت أسنانه
"لمرة واحدة يا سالم .. لمرة واحدة فكر فينا"
وغامت عيناه بدموع ألم وهو يهمس بغصة
"كنت أحتاجك يا سالم .. ذهبت إليك لأنني أحتاجك يا أخي وأنت خذلتني .. كنت أحتاجك لتحارب معي ... أنت كنت قوتنا جميعًا لكنك خذلتنا .. خذلتنا يا سالم والآن تتخلى عنا بهذه البساطة كما فعلت قديمًا"
صوت داخله من أسامة القديم همس يخبره أن سالم ربما يرد سلاح جده إليه .. ربما يقول هذا ليصدق جده أنه لا يملك ما يخسره .. هتف في نفسه موقفًا ذلك الصوت
"أفق يا أسامة .. أفق من سذاجتك .. أنت انتظرته بأمل لسنوات، بينما هو محانا من ذاكرته تمامًا .. وهو على استعداد ليرمينا كلنا خلف ظهره من جديد إن لزم الأمر"
أخبر نفسه بقسوة بينما قلبه يتمزق حنينًا لأيامهما الخالية .. كل مرة حاول فيها سالم فتح الحديث معه كان يصده بينما يقاوم بكل قوته رغبة ذلك الساذج داخله الذي ظل مشتاقًا لأخيه الكبير ومحتاجًا إليه .. ظل يتذكره ويفكر فيه كلما وقفت أمامه مشكلة .. ماذا كان سيفعل سالم لو كان في مكاني؟ .. لكنّ سالم لم يكن مكانه .. هو من حل مكانه مرغمًا كارهًا وسالم لن يعود كما أخبره .. ذلك الأحمق داخله لا زال يشتاق له رغم كل برودته معه وصدمته فيه .. كم مرة أراد معانقته والحديث معه عن كل ما أصابهم السنوات الماضية .. يفضفض له بكل معاناته ويطلب مساعدته .. يخبره عن سمراء .. عن لوعته وعذابه.
"كنت محقًا"
هتف في نفسه بقوة .. نعم، كان محقًا عندما لم يسمع له .. قلبه لن يحتمل فراقًا آخرًا ولا تصرفًا أنانيًا جديدًا من جانب سالم.
ضغط على الفرامل فجأة لتتوقف السيارة بصرير مزعج وقطب ناظرًا حوله ليهتز قلبه عندما وجد نفسه في شارعها .. تحرك صدره بأنفاسه السريعة ومال يدفن رأسه بين كفيه زافرًا بحرارة .. لقد فعلها مرة أخرى .. دون أن يشعر وكما اعتاد كلما شعر بالهموم تكاد تخنقه يخرج منطلقًا دون وعي ليجد نفسه هنا .. نظر تجاه كشك الزهور الذي يبتعد أمتارًا عن مكانه .. دائما تأخذه قدماه إليها دون شعور .. أعاد تشغيل سيارته قاطعًا ببطء المسافة التي تفصله عن كشكها .. لماذا أتى وهو يعرف أنها لن تكون موجودة؟ .. منذ إصابتها وهي بين المشفى والبيت وتركت الكشك في عهدة مساعدتها .. هل دفعه عقله اللا واعي أن يأتي على أمل أن تكون هنا؟ .. أم أنه يبحث عن أي شيء من رائحتها، ومجرد شعوره أنها مرت من هنا وتركت أثرًا، كفيلٌ بمنحه السكون الذي يبحث عنه .. أو لأن قلبه تنبأ أنها ستكون هنا بمعجزة ما .. تردد الاحتمال الثالث في عقله حين التقطت عيناه خيالها تجلس في الحديقة الصغيرة لكشكها .. لم تخطئ عيناه في معرفتها وحتمًا قلبه المرتجف الآن لرؤيتها يؤكد أنها هي وأنه لا يتوهم ..تبخر أي شيء من عقله واستكان قلبه براحة لم يذقها منذ وقت طويل وتراجع مسترخيًا في مقعده .. لم تدم راحته طويلًا حين توقفت سيارة قرب الكشك وهبط منها رجل أسمر طويل .. اعتدل مقطبًا وغادر السيارة بسرعة ليلتقط وجهه وانقبض قلبه وهو يتعرف على هويته .. شهاب العزايزي .. ابن عمها .. ما الذي يفعله هنا؟ .. تراجع مستندًا لسيارته بضيق .. لقد رآه أكثر من مرة في المشفى ولم يرتح لوجوده .. تحرك قلبه بشعور سيء وهو يتابعه يقترب منها وانقبضت كفاه إلى جانبه حين رآه يأخذ مقعده قبالتها .. تنفس بصعوبة وهو يرى اهتمامه المنصب على وجهها بينما هي غافلة عن نظراته .. تابع كل خلجاته وحركات جسده علّه يلتقط ما يطمئن به قلبه لكنه لم يجد .. زاد ذلك الشعور الخانق داخله وهو يلتقط اهتمام شهاب المتواري ببراعة خلف مظهره الجامد وحديثه الذي يبدو من بعيد جادًا .. لا يمكن أن يكون اهتمامه بها أخويًا وبريئًا .. لماذا يأتي ليقابلها على انفراد إذن؟ .. ولماذا ينظر لها هكذا؟ .. راقب المشهد مليا وتوتر سمراء صفعه بعنف .. لا يبدوان في حديث أخوي .. الأمر أقرب لجلسة تعارف بين اثنين يستعدان للزواج .. أمسك قلبه محاولًا تهدئته بينما يستند لسيارته بشحوب .. هل ستتحقق كوابيسه أخيرًا؟ .. كل يوم مر عليه منذ أحبها وهو يعيش في عذاب آخر في انتظار تلك اللحظة .. حين يأتي طارقٌ ليدق بابها ويأخذها، لتصبح محرمة عليه للأبد، لا يحق له حتى التماس الحياة في ذكراها ولا في رؤيتها هكذا من بعيد، لكن السنوات مرت وهي لم تتزوج .. ولم يعرف هل هذا من رحمة قدره أم العكس .. هو يتعذب يوميًا.
هل ستتحقق مخاوفه الآن؟ .. لن يحتمل .. رباه .. مجرد التخيل كان عذابًا مضنيًا لكن أن يأتي الآن ويصبح وجه غريمه واضحًا هذا عذاب أقسى وأمر .. الآن سيصبح وجه شهاب مرافقًا لخيالاته المؤرقة .. هل سينتظر ليأتي اليوم الذي يصبح فيه شهاب أو غيره واقعًا بحياتها في الوقت الذي لا تدري هي شيئًا عن وجوده هو.
"وماذا بيدك لتفعل أيها الجبان الأحمق؟"
هتف في نفسه بقسوة وعادت عيناه تراقبانهما .. هذا ما يجعله يتفهم شعور سالم حين أصبحت رواء لآخر .. يفهمه ويشفق عليه ويشاطره وجعه لكنه لا يستطيع أن يسامحه، كما لن يسامح هو نفسه كلما نظر لوجه إيهاب شاعرًا بنفس الشعور الذي التهم قلب وروح إيهاب لسنوات .. عذابه هو كان لمحض خيالات أما سالم وإيهاب فعذابهما واقعٌ محسوس وربما هو في طريقه ليلحق بهما وقريبًا فيما يبدو .. عادت عيناه تتوقفان على وجه سمراء بينما يهمس ذلك الجزء الأناني داخله
"ربما حان الوقت لتتصرف أنت الآخر بأنانية كما قال سالم .. ماذا ستخسر أكثر من الذي خسرته يا ابن المنصوري؟"
قاومه عقله ليعيده لجادة الصواب يذكره أنّه يملك بالفعل ما لا يمكنه خسارته، بينما تتحرك قدماه بعصيان ليقطع الشارع إلى الناحية الأخرى حيث كشك الزهور ومالكة قلبه السمراء التي رحل ابن عمها أخيرًا تاركًا إياها وحدها لكن ليس قبل أن يلقي نحوها نظرة وهو يركب سيارته .. نظرة أخبرت أسامة أنّه كان محقًا في كل شكوكه.
**************
انتهى الجزء الأول من الفصل السابع عشر ويليه قريبا جدا الجزء الثاني
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-11-20, 03:00 AM   #228

!!!Atheer

? العضوٌ??? » 277548
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 373
?  نُقآطِيْ » !!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute!!!Atheer has a reputation beyond repute
افتراضي

قلمك مميز ورواياتك جميله
كل التوفيق عزيزتي


!!!Atheer غير متواجد حالياً  
قديم 16-11-20, 09:22 AM   #229

Dina abd elhalim

? العضوٌ??? » 434126
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » Dina abd elhalim is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعة وقلم مميز
بالتوفيق وفى إنتظارك دائما


Dina abd elhalim غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-20, 10:56 PM   #230

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏نوارة البيت, ‏DEE92, ‏لارنايا, ‏Nadaretal


نوارة البيت غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.