آخر 10 مشاركات
وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          43 - الحاجز - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          5 - هي في حياتي - شريف شوقي (الكاتـب : حنا - )           »          تحميل رواية عندما يعشق الرعد"رحم للإيجار"للكاتبة ريحانة الجنة\عامية مصرية*وورد وتيكست (الكاتـب : Just Faith - )           »          57 - جدار الماضى - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree566Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-20, 10:12 PM   #121

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أغلقت راقية مصحفها ووضعته مكانه قبل أن تتحرك إلى فراشها .. تمددت فوقه بشرود يعاودها فور أن تنتهي من قراءتها للقرآن .. صلاتها ومصحفها فقط ما صار سلوانها في السنوات الأخيرة لكنّ عقلها يعود منتبهاً بعد غفوة ليلومها .. يخبرها أنّ الله لا يرضى عن هذا الهروب الذي لا زالت غارقة فيه كل هذه السنين .. غامت عيناها بالدموع وهي تتحسس رقبتها .. لكنّها ما عادت تملك أي قوة للمزيد من الحرب والمقاومة .. خسرت كل شيء مع خسارتها لأولادها الثلاثة واحداً بعد الآخر .. حرمها حتى من وداعهم .. حرمها من رؤيتهم سعداء في حياتهم .. الغصة في قلبها وروحها شديدة والهوة عميقة للغاية .. ذلك الألم الذي ينهشها في صحوها وليلها .. ضميرها الذي يؤنبها لأنّها تركت أحفادها يحاربون بمفردهم واستكانت لمهربها، لكنّها تعبت حقاً .. انكسرت ولم يعد في داخلها نفس .. يؤلمها ما حولها إليه .. حتى كراهيتها له ما عادت تشعر بها .. ما عادت تشعر سوى ذلك الخواء والألم .. أشباح أبنائها .. صوتها الذي ضاع يوم انتُزِع منها آخر ما كان يربطها بالحياة .. آخر أبنائها الذين كانوا تعويضها الوحيد في حياتها معه لكنّه لم يسمح لهم بالحرية ولا الحياة .. مدت يداً مرتجفة تخرج ألبوماً للصور من درج الجارور، بينما تفكر في سالم وعودته التي أخرجتها قليلاً من سكونها .. سالم حفيدها الأول وأكثر من خافت على مصيره الذي يعده له جده .. عرفت منذ لحظة حمله بين يديه، ومنحه اسمه .. عرفت أنّه وضع عليه آماله وينوي جعله نسخةً منه، وحاربته هي في صمت وجاهدت لتزرع فيه مبادئ أخرى غير التي كان يلقنه إياها، كما فعلت مع أبنائها قبله .. بذلت ما لديها لتغرس بعض المقاومة فيهم، علّهم ينجحون فيما فشلت فيه .. النجاة من أسرهم والتحرر محلقين بعيداً عن هذا السجن .. هل كانت هي السبب في موتهم؟ .. هل كان محقاً حين اتهمها أنّ أفكارها الحمقاء التي ربتهم عليها هي ما دفعتهم للتمرد الذي انتهى بموتهم؟ ... هزت رأسها نفياً بينما تفتح الألبوم بارتجاف .. لا، لم يكن ذنبها .. سالت دموعها وعيناها تمر على صورهم .. ابتساماتهم وهم صغار .. تلك الابتسامات التي بهتت مع كل سنة تمر، يكبرون فيها ليعرفوا الواقع من حولهم ويفهموا أنّهم مختلفون .. مقيدون .. يحكمهم أبٌ مسيطر قاس لا يعرف كيف يمنحهم العاطفة.
لامست وجه ابنها الأكبر يحيى .. أول فرحتها ونسمة الرحمة التي امتدت من القدر لتمنحها بعض السعادة .. بقدر الكراهية التي حملتها لأبيه، بقدر ما أحبته هو وتمنت لو تبعده عن قسوة والده وتربيه على الحب والرحمة.
انتقلت عيناها بعد ثوان لابنها الثاني وتجدد الوجع على مصيره هو وأسرته .. عامر .. هل هي من أوصلته لنهايته أيضاً؟ .. لم يبق منه سوى ذكرى واحدة .. إيهاب .. حفيدها الذي كادت تخسره هو الآخر ومع ذلك ها هي الآن عاجزة عن مواجهته لأنّها كلما رأته تذكرت مصيبتها في ابنها .. تذكرت ذنبها وعجزها عن إنقاذه وأسرته.
ضمت الألبوم إلى صدرها ودموعها تسيل في صمت قبل أن تبعده بعد برهة لتنظر لحسرة قلبها وآخر عنقودها التي رحلت في زهرة شبابها .. حسناء .. ابنتها التي كسرتها بموتها، ولم تترك من خلفها ذكرى تصبرها على وداعها المبكر.
"آه يا راقية آه .. ليتكِ متِ قبل هذا وكنتِ نسياً منسياً"
همست داخلها وهي تبكي بحرارة .. ليتها ماتت قبلهم … بل ليتها ماتت قبل أن تُزف على ابن المنصوري الذي سرق حياتها وحريتها وآمالها
"خسرتِ يا راقية .. خسرتِ وانتصر عليكِ ابن المنصوري في النهاية .. انتصر وحطم غروركِ وكسر روحكِ"
واصلت داخلها بمرارة وعادت تنظر لصور أبنائها قبل أن يقاطع خلوتها طرقات هادئة على الباب .. سجنها الذي اختارته طوعاً قبل أن يكون أمراً من زوجها
"جدتي .. أنتِ مستيقظة؟"
سمعت صوت سالم وخفق قلبها براحة لم تزرها لسنين .. راحة لم تعرفها إلا حين عاد، وشعرت ببعض القوة تعاودها.
"جدتي سأدخل"
ردد مجدداً مدركاً عجزها عن إجابته فأسرعت تمسح دموعها وتضع الألبوم أسفل وسادتها .. انفتح الباب بعد لحظات وأطل سالم بابتسامته التي خففت آلامها قليلاً
"حمداً لله أنتِ مستيقظة"
ابتسمت عيناها وحدهما، فشفتاها تجمدتا منذ عقود وحرمت عليهما الابتسام .. اقترب سالم ليجلس جوارها ومال مقبلاً جبينها بحب، شاعراً بالراحة لأنّه بدأ يلمس منها تفاعلاً يتزايد كل يوم.
"كيف حالكِ اليوم؟"
تنهدت وهي تربت على خده بينما نظر هو بقلق إلى عينيها
"هل كنتِ تبكين جدتي؟"
قاومت حتى لا تغلبها الدموع ورمقته في صمت مؤلم .. زفر بحرارة واقترب يضمها إليه
"أنا آسف .. ليت بيدي أن أمسح السنين التي رحلتها وتركتكم بمفردكم .. ليتني لم أرحل جدتي .. كان يمكن أن يتغير الكثير"
رفعت يدها تربت على قلبه تخبره أنّه ليس ذنبه .. هو قدرهم جميعاً .. لا زالت تذكر تلك الليلة التي أتى ليودعها ويخبرها معتذراً أنّه سيغادر هذا السجن ولن يعود مطلقاً .. لم تستطع الرد عليه لكنّ قلبها باركه ودعا له .. كيف تلومه وهي من دفعت أولادها من قبله للهرب من جحيمهم لكنّهم جميعاً عادوا لها موتى .. خشيت لحظتها أن ينكسر سالم ويعود مرغماً كما فعل أبوه من قبل .. يحيى الذي تمرد ليعود بعدها راضخاً مكسوراً متوسلاً ليقضي ما تبقى من عمره حزيناً ذاوياً حتى لحق بأخويه.
"هل تذكرين رواء يا جدتي؟"
انتبهت على صوت سالم الذي أبعدها ليضع رأسه على صدرها وارتجف قلبها لأجله بينمل تضمه برفق .. بالطبع تذكرها فقد أراها صورتها قديماً وكان يقص عليها في عزلتها الانفرادية كل شيء عنها، رغم عدم تجاوبها معه لكنها كانت تسمعه وتشعر به .. سعادته كانت تخيفها وقلبها يعرف جيداً ما سيكون مصير تلك السعادة عندما يكتشفها جده
"لم أخبركِ أنني التقيتها مجدداً .. حين جئت لأودعكِ أخبرتكِ أنني انتزعتها من قلبي، أليس كذلك؟"
صمت لحظة قبل أن يكمل بتحشرج
"اكتشفت أنني كنت مخطئاً جدتي .. حين رأيتها عاد حبها ليحتل روحي في لحظة كأنّه لم يغادرني .. شعرت أنني لم أرحل ولم نفترق لحظة"
رفعت يدها المرتجفة ومسحت على شعره بينما يواصل
"لكنّها عادت في أسوأ وقت جدتي .. والأسوأ أنّها عادت كارهة .. عيناها صارتا باردتين قاسيتين .. لم أعد أر لمحة من رواء التي أحببتها .. لم أعد أر حبها في عينيها"
وزفر بحرقة ثم غمغم والدموع تحرق عينيه
"أنا عاجز .. لم أشعر بهذا العجز في حياتي سوى تلك الليلة التي زُفت فيها لغيري"
واصلت مسحها على شعره ودموعها تسيل بألم بينما قلبها يصب لعناته على من كان السبب
"ماذا أفعل؟ .. والدها يرفض لقائي وأعرف أنّه يحملني ذنب ما أصابها .. هي نفسها تكره رؤيتي .. جدي عرف بلقائنا وأعرف أنّه سيقلب الطاولة عليّ قريباً"
رفع رأسه بعد لحظات ناظراً لها بحزم استعاده سريعاً
"لكنني لن أسمح له بانتزاعها مني مرة أخرى .. سأفعل ما يلزم لاستعادتها"
رفعت كفيها تحتضن وجهه ونظرت في عمق عينيه قبل أن تومئ له بدعم صامت وعيناها تلمعان بالدموع، وقلبها يدعو له رغم خوفه مما تعرف أن زوجها قادر على فعله .. لم يشفق لحظة وهو ينتزع منه حبه كما فعل من قبل مع أبيه يحيى، حين أبعده عن الفتاة التي يحبها وزوجه لسمية محطماً ثلاثة قلوب بريئة بضربة واحدة.
سالم الكبير سيفعل ما يلزم حتى لا يرى قصة حب واحدة في هذا البيت الذي أحاطته لعنة المنصوري منذ دهرٍ طويل.
اللعنة التي تُحرِم الحب وتحكم بالموت على كل من سعى إليه.
******************
عقدت تارا رباط روبها المنزلي وهي تتطلع لوجهها الشاحب عبر المرآة .. نظرت للهالات التي تجمعت أسفل عينيها وشتمت نفسها .. ما الذي تفعله بنفسها؟ .. لقد نسفت بحماقة الجدار الهائل الذي بنته واحتمت خلفه لسنوات .. سقط قناعها ورجعت مرة أخرى للصفر بل ربما أبعد .. تنهدت وهي تتحرك لترمي جسدها على حافة الفراش تتطلع نحو غرفة أسامة بشرود .. آه لو تستطيع أن تذهب وتخبره بكل ما يؤرقها .. ليتهما على الأقل استطاعا إيجاد نقطة مشتركة ليصبحا صديقين بدلًا من حياتهما البائسة هذا .. دمعت عيناها وهي تفكر .. هي من أفسدت تلك الفرصة .. لو أنّها لم تضعف وتستسلم لوسوسات أمها وكلامها اللاذع .. إحساسها المرير أنّها فاشلة مهما فعلت والدليل أنّها لم تنجح في الحصول على حب زوجها .. مضت ست أشهر على زواجهما ولم يقربها .. هي نفسها بعد ليلة زفافهما وبعد أن تدوات كرامتها المجروحة وتركت عقلها يفكر لأول مرة بحكمة منذ هجرها إيهاب .. عرفت أنّ قلبها لم يتأثر برفض أسامة، بل ربما تصرفه أراحها كثيرًا، حتى عادت أمها لتضغط على عقدها بكل قسوة .. أسامة مد يده لها بالصداقة وكان يمكنهما أن يتقدما .. ربما وجدا فرصة ليحبا بعضهما وينسى كل منهما ماضيه، لكنّها أفسدت كل شيء بضعفها أمام أمها .. برغبتها المستميتة لتنال رضاها ولتثبت لنفسها أنّها ليست فاشلة كما تتهمها دوماً.
لا زالت تتذكر صباح زواجهما بعد ليلة قضتها ساهدة تبكي .. نهضت بحزم عازمة على التحدث معه وإخباره أنّها تريد الطلاق .. كانت حمقاء ساذجة .. لم تفكر وقتها فيما سيقوله الناس عنها لكنّها كانت مجروحة بشدة منه ومن نفسها وحماقتها … خرجت لتجده نائماً على الأريكة .. رمقته بحقد وهي تراه ينام في سلام لم تحصل عليه هي لدقيقة .. رمى الحقيقة التي حطمت صورتها أمام نفسها وحرمتها النوم ثم ذهب لينام بعمق .. اقتربت وهي تنوي إيقاظه بعنف لكنّها توقفت على بعد خطوة حين لمحت ملامحه المنقبضة بعذاب شديد وسمعت همساته المتألمة .. كان يحلم وكان يتألم .. مثلها
"أنا آسف"
لوهلة تشتت بين شعور بالشماتة والشفقة عليه .. عادت لغرفتها وقررت انتظار أن يأتي ليتحدث معها كما وعدها .. غيرت فستانها ومسحت زينتها الفاسدة وارتدت ثوباً محتشماً ووضعت قناعاً من القوة والبأس وانتظرت حتى طرق الباب يسألها إن كانت مستيقظة .. نهضت لتفتح ووجدته واقفاً بوجه أشاحه بخجل متحاشياً النظر إليها قبل أن يتمتم
"صباح الخير .. أنا أعتذر لكن .. أردت التحدث معكِ قبل أن ننزل لمقابلة العائلة"
أومأت وهي ترمقه بجمود قبل أن تتقدم لتغادر الغرفة وتغلق بابها في رسالة صامتة أنّها من اللحظة تضع حداً فاصلاً بينهما .. تحركت معه إلى الخارج، وجلست على المقعد المقابل للأريكة التي جلس هو عليها صامتاً مطرقاً فهمست بخشونة
"قل ما عندك"
رفع رأسه مجفلاً ونظر لها بندم وصمت كأنما يبحث عن كلمات
"أولاً .. أعتذر بشدة عن تصرفي أمس"
ابتسمت بسخرية
"أي تصرف؟ .. تقصد عندما رميت في وجهي بحقيقة حبك لامرأة أخرى متغافلاً عن شعوري كعروس سعيدة في ليلة عمرها؟"
أطرق مغطياً وجهه بكفه قبل أن يزفر بتعب
"آسف حقاً .. كان اختياري للتوقيت سيئاً لكن .. اعذريني .. أنا حقاً .."
صمت لحظة قبل أن ينظر إليها بعينين غارقتين بالندم
"صدقيني .. خرج الأمر عن يدي .. حاولت أكثر من مرة الاعتراف لكِ .. أقسم حاولت لكن لم يكن بيدي .. كنت مجبراً .. عندما أصبحنا بمفردنا أمس .. شعرت أنني سأنفجر إن لم أعترف .. شعرت بهذه الجدران تطبق عليّ ولم أعد أطيق نفسي"
قبضت كفيها في حجرها وهي تستمع له بجمود بينما يردف
"صدقيني تارا .. أنا أتعذب مثلكِ تماماً، ربما أكثر .. لأنني أنا النذل هنا .. أنا الجبان الذي لم يستطع مواجهة جده، لكن المواجهة كانت ستكلفني أغلى ما لدي .. كنت سأموت وقتها"
نقمتها عليه في تلك اللحظة جعلت شفقتها عليه تتضاءل لتهمس
"فقلت تضحي بي أنا وتقتلني"
"لا والله .. أقسم لكِ حاولت كثيرًا، لكن لم يكن لدي أي خيار .. تارا"
ناداها برفق قبل أن ينهض ويتجه نحوها .. تفاجأت به يجلس أمامها على إحدى ركبتيه ناظراً لها بتوسل
"هل في أي يومٍ من خطبتنا أعطيتكِ إشارة واحدة أنني معجبٌ أو راضٍ عن خطبتنا؟ .. هل حاولت الاقتراب منكِ وإزالة الحاجز بيننا؟"
نظرت له بحيرة بينما عقلها يجمع الخيوط معترفاً
"بالعكس .. كنت رسمياً وجافاً في معاملتي، لم أتصرف يوماً كخاطب يميل لمخطوبته .. لا أدري كيف لم تشكي ولم تشعري بوجود خطأ .. كيف استمريت مع رجل مثلي لا تشعرين حتى بإعجابه؟"
تخبطت أمامه بضياع .. لوهلة بدت لها فترة خطبتها مشوشة وبعيدة .. انتبهت على صوته يهمس بخفوت
"ليست المشكلة بكِ تارا .. أنتِ فتاة جميلة جداً ورائعة .. أي رجل سيكون محظوظاً أن تكوني زوجتكِ"
أحرقت الدموع عينيها وهي تنظر إليه بينما يتابع
"ربما لو لم يكن قلبي مشغولاً لما ترددت لحظة في التقدم لخطبتكِ وكنت سأعتبر نفسي محظوظاً إن قبلتِ"
أغمضت عينيها تمنع دموعها بصعوبة
"سأفعل كل ما يرضيكِ تارا .. فقط دعينا نتجاوز هذا معاً"
حاولت التفكير فيما كانت أمها ستفعل لو كانت في موقفها، ثم فكرت بهلع فيما ستقوله إن عرفت بما حدث .. بالتأكيد ستتهمها أنّها من فشلت في جذبه إليها .. لا .. لن تستمر في هذا فقط خوفًا من أمها .. رفعت رأسها تقاطعه حديثه بجمود
"طلقني أسامة .. أنا أريد الطلاق"
رفع رأسه مجفلاً قبل أن يهمس
"سأفعل كل ما تطلبينه تارا"
سقط قلبها مصدوماً .. هكذا ببساطة .. لن يحاول حتى مد يده ربما وجدا فرصة لـ .. لأي شيء؟ .. هل هي حمقاء لتغرق نفسها أكثر في هذا الوضع البائس؟
"لكن لا يمكنني الآن"
قطبت مع كلماته وهتفت بحنق
"لماذا؟"
"سننتظر بضع أشهر .. لا يمكننا الطلاق الآن تارا من أجلكِ"
"حقاً؟ .. لأجلي؟ .. شكراً لاهتمامك"
أخبرته ساخرة فتنهد بتعب قبل أن يمد كفه يمسك يدها برفق .. حاولت انتزاعها لكنّه منعها وهو يقول
"مهما كان ظنكِ بي تارا .. أنا أهتم فعلاً .. لا يمكنني أن أعرضكِ لأقاويل الناس .. يكفي أنانيتي معكِ وتوريطي لكِ .. لن أؤذيكِ أكثر"
ضغطت على فكها وتمتمت بألم
"لقد آذيتني وانتهى الأمر"
أطرق بندم واضح قبل أن ينظر لها وضغط يدها قائلاً برجاء
"سأفعل كل ما يلزم لأكفر عن ذنبي في حقكِ .. فقط .. تحملي هذا الوضع قليلاً وأعدكِ لن أزعجكِ أبدًا .. سأعوضكِ تارا، فقط احتملي معي"
سحبت يدها منه ونهضت مغمغمة بخفوت
"أنا متعبة وأحتاج للراحة"
اعترض طريقها قائلاً
"سأترككِ لترتاحي وفكري كما تريدين لكن .. أريدكِ أن تعرفي شيئاً واحداً"
نظرت له بتساؤل حزين فعاد يلتقط يدها مبتسماً بحزن مماثل
"ربما ليس لي الحق في طلب هذا لكن .. أتمنى حقاً أن تعتبريني صديقكِ خلال هذه الفترة التي سنقضيها معاً .. دعينا لا نقضيها في توتر وكراهية لبعضنا .. دعينا نفترق صديقين عزيزين"
نظرت في عمق عينيه ورأت صدق كلماته، فلم تجد بُداً من هز رأسها .. كانت متعبة لتفكر أكثر في الأمر .. بعدها تركته متحركة إلى الغرفة بشتات واستلقت على الفراش لتغرق في نومٍ عميق شاعرة ببعض الراحة رغم كل شيء.

رنين الهاتف أيقظ تارا من ذكرياتها فنهضت ببطء تلتقطه .. جلست على المقعد القريب من شرفتها المفتوحة بينما تنظر لرقم جيلان
"مرحباً جيلان"
أجابت المكالمة وابتسمت بشحوب عندما أتاها صوت جيلان بصخبها المعتاد
"مرحباً تارا .. هل أيقظتكِ"
"لا .. أنا مستيقظة لا تقلقي"
تنهدت جيلان قبل أن تقول بمرح
"لم أصدق حين وجدت رسالتكِ المسجلة واتصلت بكِ دون تفكير"
ابتسمت وهي تستمع لها في صمت
"اعتذر لكنني عدت لتوي من السفر .. لم أستطع تلقي اتصالاتكما أنتِ وإيهاب"
اهتز قلبها بعنف مع ذكره بينما تستعيد مواجهتهما الأخيرة وانهيارها الأحمق ورد فعله .. سمعت جيلان تواصل
"أبلغيه اعتذاري .. أهو بجواركِ؟"
لم تجد صوتها لترد بينما قالت جيلان بخبث بعد ثوان
"هل هو نائم؟ .. لا أصدق أنّه يترككِ تسهرين بمفردكِ .. هل الزواج يقضي على الرومانسية حقاً؟"
لم تستطع السكوت أكثر وأسرعت تقاطع ثرثرتها المعتادة مرددة
"هذا ما اتصلت بكِ من أجله جيلان"
ضحكت قائلة
"ماذا؟ .. اتصلتِ لتشتكي منه؟ .. أنتِ قلقة أنّه لم يعد يحبكِ كالسابق"
فتحت فمها لتعترض حين قالت جيلان ضاحكة
"لا تقلقي .. ما رأيته في عينيه يقول أنّ عشقه لكِ أصبح أكبر بكثير من السابق"
ارتعد قلبها بصدمة وارتجفت
"نظراته لكِ تفضحه تماماً يا تارا .. أنتِ محظوظة يا فتاة"
دمعت عيناها وشعرت باختناق شديد فأسرعت تقول
"جيلان .. اسمعيني لحظة أرجوكِ"
"نعم حبيبتي"
تنفست بعمق ثم قالت
"هل يمكن أن نلتقي غداً إن كنتِ متفرغة؟"
صمتت جيلان وقد التقطت نبرتها الغريبة ثم قالت
"طبعاً يا تارا .. ما الأمر؟ .. كل شيء بخير معكِ؟"
"نعم لا تقلقي .. أريدكِ في أمر مهم ولا يمكنني إخباركِ على الهاتف"
وصلها صوتها بعد ثوان
"حسناً .. كما تريدين .. أنا لدي موعد غداً في نادي (....) يمكننا اللقاء بعده"
أسرعت بالموافقة واستمعت لها تخبرها بموعد لقائهما قبل أن تودعها متمنية لها ليلة سعيدة .. أغلقت الهاتف وتمتمت بحزن وهي تنظر خارجاً نحو السماء
"ليلة سعيدة لكِ جيلان أما أنا .. فلا أظن"
أرجعت ظهرها مسترخية في كرسيها لتشرد تماماً في ذكرياتها غافلة عن ابنتها الواقفة عند الباب ترمقها بحزن.
******************
تراجعت لي لي مغلقة الباب بهدوء وأسرعت تغادر جناح والديها .. لقد طرقت باب الغرفة لكنّ أمها لم تسمعها .. ظنتها نائمة لكنّها كانت مستيقظة، ولم ترد عليها حين نادتها والطريقة التي كانت تنظر بها للسماء بحزن كما يفعل والدها كثيراً جعلتها تعرف أنّها حزينة .. تحركت مطرقة بعينين دامعتين عائدة لغرفتها قبل أن تتوقف .. لمعت عيناها وفرقعت إصبعيها هاتفة بحماس
"نعم .. ستفرح هكذا"
أسرعت تجري نحو السلالم في طريقها للمطبخ وتقافزت مرددة نغمات أغنية أطفال تحبها .. توقفت عندما لمحت خيالاً مألوفاً يتجه للجهة الأخرى من السراي
"عمو سالم!"
أسرعت خلفه هاتفة اسمه لكنّه لم يسمعها .. توقفت بتردد حين أدركت أنّه يذهب للمنطقة المحرمة كما أطلقت عليها بعد أن كادت تتسلل إلى هناك يوماً وعنفها جدها بقسوة .. أطرقت بحزن .. لقد بكت كثيراً يومها ولا تعرف لماذا منعها، لكنّها أصبحت تخاف الذهاب إلى هناك، وعقلها أبدع في ابتكار خيالات مخيفة بخصوصها .. لكن .. لماذا لا تلحق بعمها الآن؟ .. لن يحدث شيء ولن يعنفها .. إنّه يحبها كثيراً .. تحركت خطوة ثم توقفت مفكرة .. لا يمكنها .. أمها تحتاجها الآن .. أسرعت تكمل طريقها لأسفل ولمعت عيناها فجأة حين لمحت مديرة المنزل تمر خلال الردهة فهتفت وهي تقفز آخر درجة
"دادة إحسان"
التفتت لها المرأة بحيرة
"لي لي .. لماذا لا زلتِ مستيقظة؟"
أسرعت إليها وأمسكت كفها قائلة برجاء طفولي
"دادة إحسان .. ماما تشعر بالتعب ولا تستطيع النوم .. هل يمكنك صنع الهوت شوكليت الذي تحبه وترسليه لها؟"
ابتسمت بحنان وربتت على شعرها
"طبعاً حبيبتي .. اذهبي أنتِ وأنا سأحضره لها في الحال"
قفزت بمرح وابتسامة واسعة
"شكراً لكِ .. أنا أحبكِ كثيراً"
تابعتها إحسان بابتسامة حانية بينما أسرعت لي لي عائدة إلى الطابق العلوي .. عادت لترددها تنظر إلى الاتجاه الذي اختفى فيه سالم .. حسمت ترددها وأسرعت تلحق به .. توقفت بعد لحظات في الرواق الطويل شبه المعتم لا تعرف أين تتجه وانتابها الخوف
"عمو سالم .. عمو أين ذهبت؟"
همست بخوف وهي تتحرك ببطء وعيناها تبحثان عنه .. لمحت نورًا يتسلل من فتحة صغيرة لأحد الأبواب فأسرعت إليه وهي تهمس
"عمو سالم؟"
توقفت عند الغرفة وتراجع الخوف مفسحاً مجالاً لفضولها غير المحدود .. نظرت عبر الفرجة الصغيرة وهي تهمس لنفسها بلوم
"ماما ستغضب منكِ .. قالت عيب أن نفعل هذا"
كادت تتراجع لكنّ عينيها الصغيرتين لمحتا فجأة حركة بالداخل .. تراجعت خطوة قبل أن تلمح ذلك الجسد يتحرك بتوتر في الغرفة قبل أن يجلس على الفراش .. اقتربت بفضول أكبر وعيناها معلقتان بالفتاة التي جلست مطرقة تحيط ساقيها المضمومتين إليها بذراعيها وتبدأ في الاهتزاز للأمام والخلف .. لم تنتبه لخطواتها والتصاقها الشديد بالباب لتجد نفسها في لحظة تتعثر مندفعة للداخل .. اندفعت بضع خطوات قبل أن تتمالك نفسها قبل السقوط، بينما رفعت فلك رأسها مجفلة .. تراجعت بعينين متسعتين وخوف لحظي قبل أن تهدأ وتحدق بذهول في الجسد الصغير الذي اقتحم خلوتها .. رفعت لي لي رأسها متمتمة بوجه محمر وضحكة شقية
"أنا آسفة .. لم أقصد أن .."
توقفت عن الكلام وهي تحدق في وجهها بانبهار واقتربت دون خوف من فلك المتجمدة بصدمة
"واو .. أنتِ تشبهين تلك الفتاة في فيلم الكرتون"
رمشت فلك وهي لا زالت تحدق فيها بدهشة بينما قفزت لي لي إلى الفراش دون دعوة أو شعور بالحرج
"شعركِ أسود ناعم وقصير مثلها"
تراجعت فلك بحدة عندما رفعت يدها تنوي لمس شعرها فخفضتها بسرعة
"آسفة .. لكن شعركِ جميل جداً"
استكانت فلك تنظر لها ملياً ومدت يدها تلمس شعر لي لي الطويل الذي يشبه سنابل القمح فضحكت لي لي معتبرة أنّها إشارة لقبولها
"أنتِ جميلة جداً"
أخبرتها مبتسمة وهي تنظر لوجهها .. دمعت عينا فلك وهي تتأملها، بينما براءة لي لي تعيدها إلى فلك الصغيرة التي ضاعت وتحطمت .. يوماً ما كانت مثلها .. رغم أنّها كانت صغيرة لكنّها تتذكر يوم ألقتها أمها بقسوة في هذا البيت وتركتها للأبد .. سمعت لي لي تشهق فجأة قائلة بجزع
"هل سقطتِ وآذيتِ نفسكِ؟"
انتفض قلبها حين لمست فلك جرح خدها، وعادت تتراجع بشحوب وعيناها متسعتان عن آخرهما بألم ورفعت كفها تخفي جرحها .. تراجعت لي لي بارتباك وخوف قبل أن تتمالك نفسها وتقول
"أنا أيضاً سقطت وجرحت نفسي وظللت أبكي .. انظري أنا أيضاً لدي واحد"
قالتها وهي ترفع ساق بنطالها لتكشف عن الجرح الصغير في ساقها وعادت تخفضها متمتمة
"لكن ماما قالت أنّه سيختفي بعد فترة"
ونظرت لجرح فلك مواصلة باهتمام
"لا تخافي .. سيختفي جرحكِ أنتِ أيضاً"
ارتجفت شفتاها بألم .. من قال هذا؟ .. جرحها لن يشفى أبداً لا الذي شوه بشرتها ولا الذي انحفر في روحها .. لم تدر أنّ دموعها بدأت تسيل في صمت إلا حين هتفت لي لي
"لماذا تبكين؟"
حدقت فيه عاجزة عن التوقف وبدأت دموعها تسيل أكثر .. رؤيتها لها جعلتها تفتقد فلك الصغيرة .. تفتقد نفسها بشدة .. ازدادت حرقة بكائها فارتبكت لي لي ودمعت عيناها بالمثل وتحشرج صوتها
"لا تبكي .. أنا لم أقصد أن أحزنكِ .. أنا آسفة"
حاولت التوقف لتخبرها لكنّها شهقت ببكائها أكثر واهتز جسدها بالبكاء فلم تتمالك لي لي نفسها وانفجرت باكية هي الأخرى
"ماذا يحدث؟"
قاطعهما الصوت الملهوف ولم تتوقف إحداهما عن البكاء بينما اندفع سالم إلى الغرفة هاتفاً بجزع
"لي لي .. فلك .. لماذا تبكيان؟"
نهضت لي لي واندفعت إليه وهي تبكي بحرقة .. التقطها بين ذراعيه واحتضنها قائلاً
"لا تبكي حبيبتي .. ماذا حدث؟"
وانتبه أخيراً للوضع ونظر لفلك هاتفاً
"فلك .. ماذا تفعلين هنا؟ ولماذا تبكيان هكذا؟"
شهقت لي لي بالبكاء وهي تتعلق بعنقه
"أنا لم أفعل شيئاً .. هي بكت لوحدها .. لم أفعل شيئاً يا عمو .. والله"
ربت على ظهرها بحب
"أعرف حبيبتي .. اهدأي"
واقترب من فلك التي مزقت قلبه ببكائها الحارق
"لوكا .. ما الأمر حبيبتي؟ .. اهدأي لأعرف ماذا بكِ؟"
استمرت في البكاء فجلس على طرف الفراش حاملاً لي لي التي أبعدها قليلاً ومسح دموعها بحنان
"أخبريني أنتِ لي لي .. ماذا حدث؟"
أخبرته بشهقات متقطعة ما حدث منذ رأته يتجه إلى هنا وحتى بكت فلك فجأة واستمع لها بأسى قبل أن يحتضنها ومد يده يمسح على شعر فلك
"أنا هنا لوكا .. لا تبكي حبيبتي"
رفع وجهها إليه بالقوة يسألها بلوم
"لماذا عدتِ إلى هنا فلك؟ .. ألم أطلب منكِ البقاء في غرفتكِ؟"
هزت رأسها نفيًا بتوسل بينما صمتت لي لي تماماً تنظر لهما بفضول
"فلك .. لقد وعدتكِ .. لن يحدث لكِ شيء .. لن أسمح لجدي بإرسالكِ لأي مكان"
بدأ بكاؤها يهدأ ومسح هو دموعها قبل أن ينتبه لنظرات لي لي إليها فالتفت يخبرها بحنان
"هل تعرفين من هذه لي لي؟"
أسندت رأسها لصدره وتشبثت به في خجل طفولي وهي تهز رأسها نفيًا .. تنهد بحسرة .. لهذه الدرجة تشتت أسرته .. لهذه الدرجة حكم جده على ابنته بالعزلة عن الجميع .. قاوم مشاعره وقال مبتسماً
"هذه العمة فلك"
رددت الاسم بخفوت قبل أن تبتسم وتقول
"هل هي مثل نيرو؟ .. أختك أنت وبابا؟"
صمت مفكرًا ثم ابتسم
"مممم .. تقريبًا"
رمقته بحيرة بينما قال محدثاً فلك
"لوكا حبيبتي .. هذه الشقية الفضولية هي أميرتنا الصغيرة لي لي"
نظرت لها فلك ملياً
"إنّها ابنة أسامة"
ابتسمت فلك أخيراً لتتخلى لي لي عن خوفها وارتباكها وعاودتها شقاوتها فهمست
"هل هي لوكا أم فلك؟"
قرص وجنتها قائلاً
"فلك وأنا أدللها لوكا يا شقية"
لمعت عيناها بشقاوة
"أنا أيضاً سأناديها لوكا"
ضحك وهو يقرص وجنتها مجدداً
"لا فائدة فيكِ يا بنت أسامة"
تحركت من فوق ساقيه واقتربت من فلك بحذر والأخيرة ترمقها بدهشة لتتراجع شاهقة حين ارتمت لي لي متعلقة بعنقها
"آسفة لأنني جعلتكِ تبكين لوكا .. لا تغضبي مني"
تصلبت ذراعا فلك في الهواء بصدمة بينما تنظر لسالم بعجز وابتسم هو متابعًا ما تفعله لي لي .. ربما هذه الصغيرة ما تحتاجه فلك الآن .. لمحها تضم ذراعيها أخيرًا على جسد الصغيرة وتبادلها حضنها، تغمض عينيها وخيطان من الدموع انسابا على خديها فيما ابتسامة راحة زارت شفتيها أخيرًا ليتأكد من ظنه .. مد يديه يمسح على رأسيهما بحنان محدثاً نفسه .. خطوة خطوة ستغادر فلك شرنقتها وتعود لتتفاعل مع الجميع وعندها سيكون شفاؤها سهلاً ولن يمضي وقت طويل حتى تعود كما كانت.
******************




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-20, 10:13 PM   #122

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"آه .. ما أورع الحرية"
هتفت رويدا بحرارة وهي تتمدد باسترخاء واستمتاع شديدين، فوق المفرش الرقيق الذي وضعته على رمال الشاطئ، وأغمضت عينيها تستمتع بدفء الشمس على بشرتها .. أجل .. هذه هي العطلة التي كانت تحلم بقضائها، بعيداً عن حياتها المتوترة وعملها المتعب .. هذه هي المتعة .. اتسعت ابتسامتها ومطت جسدها باستمتاع متزايد .. لم تكد تصدق نفسها عندما نزلت أخيراً بعد أن تمالكت أعصابها بعد ما حصل بينهما لتجده قد رحل، وهذه المرة نسى حبسها وإغلاق الباب الرئيسي .. لا بد أنّه رحل غاضباً من نفسه .. هل هرب منها ربما؟ .. ضحكت بسخرية .. ذلك الوقح المتحرش يهرب؟ .. لا بد أنّ ذلك الاتصال كان شديد الأهمية وإلا ما رحل قط ... من الجيد أنّها هربت من أمامه لحظتها وإلا كان قد .. اختفت ابتسامتها في الحال، وزفرت وهي تعتدل جالسة بعصبية
"تباً .. ذلك الوغد .. لن أسامحه على وقاحته هذه"
هتفت وهي تخلع نظارتها الشمسية وتلقيها على الرمال بحدة
"من يظن نفسه؟ .. كيف يجرؤ على التصرف معي بهذه الوقاحة؟"
عقلها سخر منها بشدة .. على من تضحكين يا غبية؟ .. أنتِ كنتِ ذائبة كقطعة شكولا تعرضت لحرارة بركان .. هل كانت خطتكِ العبقرية تتضمن الوقوع في فخ إغوائه أم جعله هو حلقة في إصبعكِ؟ .. تباً .. نهضت بحنق هرباً من أفكارها التي لم تتركها منذ رحل .. ألقت نفسها في المياه علّها تطفئ أفكارها المتوهجة .. قضت بضع دقائق في السباحة قبل أن تخرج وتعود لترتمي على مفرشها .. كانت فكرة سيئة وغبية .. رددت داخلها وهي تجفف شعرها .. هل ظنت أنّها ستكون بأمان معه؟
"من أين كنت سأعرف أنّه وصل وسيراني وأنا أرقص؟"
حدثت نفسها بعصبية أكبر وهي تلقي المنشفة وعادت ترقد واضعة رأسها فوق ساعديها المتشابكين، بينما بدأ عقلها يلومها .. كانت خطة فاشلة .. لقد قدمت نفسها على طبقٍ من ذهب وظنت أنّها ستوقعه في فخها دون أن تتأذى .. أغمضت بحسرة وعقلها يتذكر تلك اللحظات التي خانتها فيها نفسها واعترفت برغبتها في الاحتراق معه وعادت نبضاتها تتخبط .. صورته وهو يراقصها انطبعت بخلاياها وكانت ثانية واحدة من التفكير فيه كفيلة بسحبها من ذاكرتها وعرضها حية أمام عينيها .. بل كل جسدها يعود ليعيش تلك اللحظات بوقاحة .. زادت نبضاتها سرعة بينما تردد حنقاً
"ليذهب للجحيم هو وتحرشاته اللعينة"
لكنّكِ لم تمانعي تحرشاته هذه لحظة .. ردد عقلها بتهكم فهتفت بقهر
"تمام .. كانت لحظة ضعف"
وقطبت بحيرة .. لم تمر بهذا الضعف يوماً ولا بهذا الشعور .. لتعترف لنفسها على الأقل فلا أحد هنا ليشهد مصيبتها .. هي لم تشعر قبلاً بالرغبة في الاقتراب من أحدهم لدرجة الضياع والاحتراق .. حتى مع سالم .. كانت علاقتهما أقرب للصداقة وزواجهما كان مصلحة مشتركة .. لم تفكر إطلاقاً في خوض تجربة مع رجل .. بقايا مبادئ وتعاليم من دينها سمعتها من والدها وهي صغيرة ربما هي ما دفعتها للامتناع عن تلك العلاقات، وبعدها تكفلت حياتها الشاقة في انغلاقها على نفسها ووضعها لطبقة قاسية ضد العلاقات بأنواعها حتى التقت سالم .. حياتها تغيرت بعد لقائها به وهي مدينة له بالكثير .. كلما تذكرت ذلك المتعقب الذي كاد يؤذيها بسبب هوسه المجنون بها حمدت الله أن وضع سالم في طريقها .. كان طوق نجاتها في كل لحظة حالكة مرت بها بعد ذلك .. لا تنكر أنّها كانت معجبة به وأحبته وهي من سعت لتحول زواجهما إلى زواج كامل لكنّها تعترف الآن أنّها ما شعرت بذلك الانجذاب الساحق وتلك الرغبة الشديدة .. علاقتهما كان ينقصها الشغف والحب .. تلك الكيمياء بين اثنين عاشقين .. كانت تشعر دائماً بذلك النقص من جانبه قبل أن يكون من جانبها هي ... لا بد أنّها تلك المرأة الغامضة التي تسكنه هي ما كانت تمنعه من الشعور بها وتمنعها هي من الوصول لروحه .. لكن .. تلك اللحظات مع شاهين كانت مختلفة .. لقد شعرت لوهلة أنّها لمست روحه وهو الآخر لمس روحها .. رأت في عينيه ولمست في روحه ذلك النداء الذي يدعوها لتضيع فيه دون رجعة، وكادت تلبي ذلك النداء متجاهلة كل مبادئها وعقلها وكراهيتها .. متجاهلة حقيقة كونه خاطفها وأنّها هنا من أجل انتقامٍ لا علاقة لها به .. مع ذكر الانتقام عاد تمردها وغضبها للسطح وتحطمت الصور النارية لرقصتهما إلى شظايا صغيرة، لتركل بساقها هاتفة بسخط
"حسناً .. اعترفنا أنّها كانت رغبة مجنونة وغير منطقية لكنّها لن تتكرر .. سأقتله قبل أن يلمسني مرة أخرى ذلك المتحرش البغيض"
هتفتها بينما قلبها يخبرها أنّها ستفشل في توعدها المتبجح ومع أول لمسة، وربما لا تجد ما ينقذها منه ومن نفسها تلك المرة.
*****************
قطب شاهين ما أن لمح باب الفيلا مفتوحاً عن آخره وخفق قلبه بعنف .. هل غادر مسرعاً دون أن ينتبه وترك لها الباب مفتوحاً لتهرب .. تسارعت نبضاته وهو يفكر بقلق .. لن تجد مهرباً من الجزيرة لكن .. ربما تكون قد تأذت .. ماذا لو أصابها مكروه ولم يكن موجوداً لـ ..
"ما الأمر يا شاهين؟ .. كل شيء على ما يرام؟"
انتزعه صوت سِكندر من أفكاره فالتفت له وقابلته نظراته القلقة ونظرات كِنان الغامضة المتسلية فزفر بقوة وأشار لهما ولضيفهم الثالث بالدخول
"لا شيء .. ادخلا .. تفضل سيدي"
تقدم سِكندر بملامحه المعترضة المتجهمة، وابتسم كِنان وهو يربت على كتف شاهين
"ما الأمر؟ .. هل هذا التوتر الذي يتحدثون عنه دائماً؟"
رماه بنظرات قاتلة، وتجاهله كِنان وهو يشير لضيفهم بالدخول لاحقاً بشقيقه وهتف
"لا داعي للتوتر أيها الصقر .. كلنا لها"
أغمض زافراً بحنق وقاوم رغبته في ضربه وقال وهو يتحرك نحو سلالم الطابق العلوي
"ثواني وأعود"
لم ينتظر ردهما وأسرع يقفز السلالم نحو جناحه بقلبٍ مرتعد .. فلتكن هناك نائمة في جناحه .. لتخيب ظنه فيها لمرة واحدة .. عند باب الجناح خابت آماله .. كانت قد غادرت كما توقع .. أسرع دون تأخير ينزل للطابق السفلي وطار خارج الفيلا تحت أنظارهما القلقة .. تحرك باحثاً عنها والمخاوف تلتهم عقله .. هل ستكون في نفس المكان؟ .. هل ذهبت للجرف؟ .. ماذا لو سقطت؟ .. ماذا لو تحامقت وذهبت وسط الأشجار وهاجمها ثعبانٌ أو غيره؟
"تباً يا بلانكا .. انتظري حتى أعثر عليكِ .. لن .."
توقفت خطواته فجأة وسقط قلبه بين قدميه وهو يتبين جسدها من بعيد .. لوهلة تخيلها مرمية على الأرض فاقدة وعيها وقد أصابها ضرر .. اندفع نحوها بلهفة قبل أن يتوقف مجدداً وهذه المرة قلبه توقف مختنقاً بذهول .. ارتفع حاجباه وهو يراها نائمة فوق الرمال تعلو شفتيها ابتسامة مستمتعة جعلت قلبه يضيق أكثر قبل أن تتحرك عيناه دون مقاومة منه، تمران على جسدها وثيابها التي كادت تصيبه بذبحة صدرية .. حمداً لله أنّها لم ترتدي ثوب سباحة .. كانت لتصبح كارثة .. هذا لا ينفي أنّ مظهرها الحالي كارثي ومدمر .. تباً .. ماذا تظن نفسها فاعلة؟ .. اقترب بخطوات هادئة للغاية رغماً عنه حتى لا يزعجها بينما جزء منه رغب في العكس .. أن يوقظها ويعنفها ويسبب لها إزعاجاً وتوتراً كهذا الذي تثيره داخله .. إنّها تتلاعب بأعصابه .. لقد بدأ يشعر أنّها تتعمد استفزازه وإغواءه .. هل كل مرة سيعود ستفاجئه بمصيبة قاتلة؟

"من أين كانت ستعرف أنني قادمٌ اليوم؟"
ردد على نفسه مبرراً بينما شيطانه أخبره أنّها تتعمد وتمعن في الدلال والإغواء وأنّها لا بد قد اكتشفت ضعفاً داخله نحوها .. ذلك الضعف الذي يجعله لا يقاوم ما يفعله الآن بينما عيناه تمسحان بشرة بطنها الظاهرة أسفل البلوزة عارية الأكمام والتي عقدتها كاشفة عن بشرتها الذهبية بينما ذلك الشورت القصير أظهر ساقيها الطويلتين .. صفعته صورتها وهي تلف ساقها تلك حول ساقه أثناء رقصتهما فشتم بخفوت

"تباً يا شاهين .. هل ستفقدك عقلك بألاعيبها؟ .. لماذا تتصرف كأنّك لم تر جسد امرأة من قبل؟"
هل رأى حقاً؟ .. كل شيء يبدو مشتتاً في عقله الآن .. يشعر أنّه لم ير امرأة قبلها .. بهذه القوة والضعف معاً .. الشراسة والنعومة .. امرأة تشعل دماءه بنظرة .. فراشة محرقة مهلكة
لم يدر أنّه قد اقترب للغاية حتى أطل عليها لتقطب هي بضيق عندما حال ظله بينها وبين الشمس وانتبهت فاتحة عينيها ولم تكد تراه أمامها حتى اتسعت عيناها وبدت لوهلة غير مصدقة قبل أن تعتدل شاهقة
"أنت؟ .. تباً لك .. أفزعتني"
ضغط على فكه وهو يقاوم ليركز على وجهها لكنّه كان خطأ كبيرًا .. بعض الرمال على بشرتها جعلت كفيه يحترقان رغبة في مسحها عنها .. قاوم بشدة مردداً ببرود ليقتل انجذابه
"أرى أنّكِ تستمتعين بوقتكِ جيداً في غيابي"
خانته نظراته مجدداً فبرر لنفسه أنّه لا بأس ما دام خلال وقتٍ قصير ستصبح من حقه لينظر لها كما يشاء ويلمسها كيفما .. أوقف أفكاره بعنف بينما انتبهت هي لنظراته فشهقت وأسرعت تفك ربطتي بلوزتها وتخفضها على بطنها متمتمة بعصبية
"آه .. نسيت أنني في ملكية خاصة .. أعتذر على الاقتحام"
والتقطت النظارة الشمسية ونهضت تلملم المفرش بتوتر زاده إدراكها أنّ نظراته لا زالت تتفحص جسدها بوقاحة، وشعرت باحتراق وجنتيها .. بررت لنفسها سريعاً أنّها حرارة الشمس لا أكثر
"آه .. لحظة تذكرت .. أنا لم أقتحم المكان"
رددت ناظرة له بتهكم وابتسمت بسماجة مكملة
"صاحب المكان هو من وجه لي دعوة لطيفة لقضاء عطلة أحلامي هنا"
حدجها بنظرة خطرة قبل أن يخطو نحوها فتراجعت رغماً عنها بتوتر فضحها بوضوح
"لا أذكر أنني وجهت لكِ دعوة سنيورا .. أنتِ هنا أسيرتي لا أكثر"
رمقته بكراهية بينما يواصل
"لكن من الواضح أنّ لديكِ فكرة مختلفة عن طبيعة المعاملة في الأسر"
أعادت ابتسامتها السمجة وهي تجيبه
"على ما أذكر هناك اتفاقية جنيف لمعاملة الأسرى .. ربما أنا أعتمد عليها ولهذا أتصرف بحريتي هنا"
وأمالت رأسها بنفس الابتسامة
"كما أنّ هذا خطؤك أنت في النهاية .. أنت من رحل دون أن يتأكد من حبسي ككل مرة ولم تضع لي قائمة بالممنوعات التي عليّ ألا أقربها أثناء غيابك .. وحقيقةً لم أقاوم إغراء المكان"
تنفس بقوة وشعوران مختلفان يتنازعانه بينما يراها تقف تتحداه هكذا بثيابها اللعينة هذه .. هل يحطم رأسها أم يستسلم لرغباته الأخرى؟ .. تحرك نحوها خطوة أخرى وانتشى مع اضطرابها الواضح خوفاً منه .. الفراشة الشرسة ليست حصينة نحوه هي الأخرى .. ردد بخشونة وهو يترك نظراته الوقحة تتحرك بحرية فوق كل إنش من جسدها مستمتعاً بارتباكها الواضح
"أرى هذا واضحاً .. خسارة أنّه لم يكن بين ملابسكِ ثوب سباحة من قطعتين"
أخبرها بوقاحة مستفزاً لتشهق بعينين متسعتين بينما يكمل
"كان سيكون المشهد أكثر إثارة ومتعة للنظر"
ارتعشت شفتاها وهتفت بعد ثوان عجزت فيها عن النطق
"أيها الوغد .. أنت غير محترم على الإطلاق .. ليس من حقلك معاملتي ولا النظر لي هكذا"
ورفعت رأسها مواصلة بغضب بينما خلاياها ترتجف
"لست جارية عندك أيها الملعون عليك أن تفهم هذا"
ابتسم ساخراً لتشتعل دماءها وعرفت أنّها لن تهزمه ولو بقيت لحظة واحدة هنا ستخرج الأمور عن سيطرتها
"فلتذهب للجحيم"
هتفت بكراهية وهي تندفع لتغادر نحو الفيلا ولم تكد تبتعد خطوة حتى شدتها قبضته وتعثرت في الرمال لتجد نفسها في النهاية ملتصقة بصدره .. حدقت في عينيه مذعورة
"ليس بهذه السرعة ماريبوسا"
أخبرها عاقداً حاجبيه وشعرت لوهلة أنّه غاضب
"هناك ما يجب فعله أولاً قبل أن تعودي للفيلا"
همست بتحشرج بينما تدفعه في صدره
"دعني .. قلت لك ألف مرة لا تلمسني .. ليس من .."
توقفت عندما سحب المفرش من يدها وحدقت فيه بحيرة تحولت لارتباك عندما رفعه ليحيط خصرها به وتركه ينسدل على ساقيها يغطيهما .. راقبته بذهول وهو يعقده برفق وتوقفت عيناها على أصابعه التي تحركت بسلاسة بينما يردد
"هكذا أفضل .. لا أحب أن يرى أحدهم شيئاً ملكي"
لم تفهم ما يعنيه وانقطعت تساؤلاتها الحائرة حين شدتها يده من ربطة المفرش .. شهقة ناعمة خانتها مع جذبته التي قربتها منه بخطورة ووجدت نفسها تحدق في عينيه بارتباك وجزع
"فراشتي"
اتسعت عيناها مع همسته المربكة وشعرت بأنفاسها تتوقف وهي تستشعر كيانه المهيمن عليها بخطورة .. يده التي لا تزال على عقدة المفرش فوق بطنها .. أنفاسه .. بحر عينيه العاصف كعادته .. يا ويلك بلانكا .. أنتِ هالكة .. تمتم عقلها وهو يحاول سحبها من الشرك الذي ضاق أكثر حين مال شاهين نحو شفتيها متمتماً بنفس الهمس
"فراشتي .. ناري المحرقة"
تهدجت أنفاسها ومالت نحوه دون مقاومة وعيناها تغمضان لكنّه حطم بلورتهما السحرية معيداً إياها بصدمة للعالم والواقع
"من الأفضل أن ننتظر قليلًا حتى ننتهي من تصحيح الوضع"
رمشت بجفنيها بغباء بينما تصفع نفسها بقهر وجزء منها لا زال لم يستفق
"حين أقبلكِ مرة أخرى سيكون الوضع مختلفاً"
حدجته بحيرة امتزجت بالغضب وهي تهتف
"اللعنة عليك .. من قال أنني أريدك أن تقبلني أيها المتحرش الملعون؟ .. المرة القادمة سيكون الوضع مختلفاً لأنني سأقتلك"
ضحك ساخراً فكادت دماؤها تنفجر غضباً
"هذا واضح .. لولا تراجعي لكنا الآن تخطينا مرحلة القبلات منذ فترة"
بحثت عن يدها لتصفعه فوجدتهما متشبثتين بقميصه في وقاحة .. تباً .. ما الذي تفعله بالضبط؟ .. إنّه محق في سخريته منها .. اسرعت تنتزع كفيها عن ثيابه وتراجعت قافزة للخلف
"تباً لك .. متحرش وقح"
ابتسم بتهكم
"في وقتٍ آخر ربما كنت سأرحب بعرضكِ حبيبتي لكن لدينا ضيوف ولا أريد تقديم عروض وقحة أمامهم"
واقترب منها هامساً بنبرة خاصة
"لكن أعدكِ .. عندما يرحل الضيوف وكنتِ لا تزالين مصرة على تقديم خدماتكِ المشتعلة فأنا على الرحب والسعة تماماً"
قبضت يدها وجسدها ينتفض قهراً ثم صرخت
"ماذا تظنني يا هذا؟ .. فتاة ليل التقطتها من طريق ملعون مثلك"
قاطعها بهدوء
"بل زوجة مطيعة مستعدة لإسعاد زوجها بكل الطرق"
انفرجت شفتاها بغباء وعادت ترمش بجفنيها
"زوجة؟"
همست بغباء أكبر بينما ردد وهو يتحرك مغادراً
"هيا يا فراشتي .. الشيخ ينتظرنا في الفيلا مع الشهود"
ظلت مكانها تحدق في ظهره بصدمة .. هل فهمت كلامه حقاً؟ أم أنّها توهمت السمع؟ .. هل قال زوجة؟ .. والشيخ والشهود .. هل يمزح معها؟
"هيه .. أنت أيها الوغد"
هتفت خلفه قبل أن تندفع نحوه مواصلة
"عما تتحدث أيها الأحمق؟ .. أي زواج وأي شهود؟ .. هل فقدت عقلك؟"
التفت لها مبتسماً بسماجة
"ليس بعد ميا آمور .. ربما لم تسمعيني جيداً .. لقد قلت أننا سنتزوج بعد قليل"
فتحت فمها لتصرخ فيه لكنّه أسرع يضع سبابته على شفتيها مواصلاً
"وهذا الأمر غير قابل للنقاش ولن أقبل بكلمة لا أبداً"
أخبرها بنبرة حازمة جعلتها تحدق فيه بذهول وكلماته تتردد في عقلها بدوي مزعج .. لا يمكنه أن يعني ما يقوله .. لكنّ نظراته الحازمة قبل كلماته أكدت لها أنّه يعني الأمر حقاً وأنّه لن يتراجع عنه مهما كان قرارها هي.
****************
انتهى الفصل التاسع
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-20, 10:24 PM   #123

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي مشاهدة المشاركة
يسعد مساك حبيبتي
والف لا بأس عليك طهور ان شاء الله
ولا يهمك عزيزتي صحتك اولا
شفاك الله وعفاك
وبانتظار ابداعك دوما
تحياتي القلبيه لك
مساء الورد حبيبتي
الله يسلمكِ ويسعد قلبكِ دايماً تسلمي كتير

إن شاء الله يعجبكِ فصل الليلة
منوراني دايماً بوجودكِ


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-20, 10:26 PM   #124

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريانا ٢٨ مشاهدة المشاركة
الف لا باس عليكِ يارب حبيبتي
اخذي راحتك وحنا دائما بنتظارك 💞
تسلمي حبيبتي ربنا يخليكِ
إن شاء الله متأخرش عليكم تاني بعد كده
منوراني دايماً يا قمر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-20, 10:27 PM   #125

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
سلامتك الف سلامه حبيبتي
ان شاءالله معافايه وماتشوفين شريارب
ولايهمك احنافي انتظارك اهم حاجه صحتكي


تصبيره حلووو لكن موجعه لنيروزوايهاب
هل سبب زغل نيروز من ايهاب انهااحبته واكتشفت
انه يحب زوجةاخيها
موفقه غاليتي باذن الله

آمين يا رب .. تسلمي كتير يا قلبي

سعيدة إن المشهد أعجبكِ ويا رب تكملة الفصل كلها تعجبكِ

نيروز كانت متعلقة بإيهاب وبتحبه سواء حب مراهقة أو أخوة هنعرف بعدين لكن حصل شيء في الماضي صدمها فيه .. طبعاً غير موضوع حبه لتارا
إن شاء الله الأحداث الجاية توضح أكتر
منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-09-20, 10:28 PM   #126

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
ألف سلامة عليك ميوش معافاة ان شاء الله حياتي المهم صحتك اترديلنا على خير يا رب
الله يسلمكِ حبيبتي تسلمي كتير
إن شاء الله ربنا يقوينا ومتأخرش عليكم بعد كده

منوراني دايماً حبيبتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 07:38 PM   #127

Rahoofah_4

? العضوٌ??? » 447408
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 108
?  نُقآطِيْ » Rahoofah_4 is on a distinguished road
افتراضي

كنتي ومازلتي مبدعه كملي

Rahoofah_4 غير متواجد حالياً  
قديم 19-09-20, 11:28 PM   #128

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رااااائع وجميل وممتع
اقصدتكمله
الكل يعاني من الفراق ويتوجع بصمت
اسامه وتارا ايهاب سالم فلك
ياربي على فلك وحالها المؤلم لكن اتمنى ان تتحسن
وتكون لي لي السبب كان تقاربهماواضحا
والجده المسكينه اللتي لاحول لها ولاقوة
تدعم احفادها بدعائها
وضعها صعب لانها عايشت معانتها مع الجد
ومعانات اولادها وبعدهم احفادها
سلمت يداكي على هذاالابداع والتألق


عشقي بيتي غير متواجد حالياً  
قديم 20-09-20, 10:22 PM   #129

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر

"هل كل شيء بخير يا سالم؟"
وصله صوتها قلقاً بعد اتصاله بها فابتسم رغم شعوره هو نفسه بالتوتر والقلق .. ردد يطمئنها
"لا تقلقي يا عمري .. كل شيء بخير .. أردت أن أسمع صوتكِ فقط"
تنهدت بارتياح قبل أن تهمس
"سالم .. لقد اتفقنا .. لا مزيد من الاتصالات أو الخروج معًا حتى يوافق جدك وتأتي لخطبتي"
زفر وهو يرتمي على فراشه فغمغمت
"ما الأمر؟ .. هل عاد جدك؟"
"لقد عاد .. كنت أنتظر اللحظة المناسبة حتى أفاتحه في موضوعنا"
سألته رواء بتوتر
"إذن؟ .. هل تحدثت إليه؟"
همس بخفوت
"ليس بعد .. أردت أن أكلمك أولاً"
وابتسم بحنان
"صوتكِ يمنحني القوة والدعم اللذين أحتاجهما الآن"
"سالم .. آسفة لو كنت أضغط عليك لكن أنت تعرف .. أنا .."
قاطعها برفق
"لا حبيبتي .. أنتِ محقة .. أنا أيضاً أريد لحبنا أن يكون في النور وأريد أن أكلله بالزواج"
ران الصمت لثوان قبل أن يهمس بحب امتزج بالعبث
"أريد التحرر من هذه العوائق التي تمنعني عنكِ .. أنا أشتاق بجنون لنكون معاً وعندها سأخبركِ قدر عشقي وشوقي لكِ و"
وصلته أنفاسها المرتجفة قبل أن تقاطعه بارتباك
"تصبح على خير يا سالم"
هتف ضاحكاً
"تمام اهربي اهربي .. قريباً لن تجدي مجالاً للهرب مني .. سأحاصركِ بحبي حتى تغرقين"
همست اسمه بلوم وكان قادراً على استحضار وجهها الجميل المخمر بخجل، فتنهد بعشق وهمس
"ادعي لنا حبيبتي .. أنا ذاهب لمقابلة الوحش"
هتفت معترضة
"سالم .. أنت تخيفني هكذا"
ضحك مرددًا
"لا تقلقي .. أخبرتكِ .. جدي يحبني ولن يبخل عليّ بأول شيء أطلبه منه"
تنهدت بحرارة
"أرجو هذا"
"أنا أتصل لآخذ منكِ الدعم حبيبتي ولا أريد أن أسمع منكِ نبرة اليأس هذه .. إن شاء الله لن يحدث إلا ما نريد"
همست بخفوت
"يفعل الله ما فيه الخير إن شاء الله"
ابتسم مؤمّناً على كلماتها ثم ودعها
"أراكِ قريباً روايا، وهذه المرة ستكون في بيتكِ"
"إن شاء الله يا حبيبي"
تمتمت برجاء قبل أن يودعا بعضهما وأغلق الهاتف لتبهت ابتسامته ونظر أمامه شارداً .. كيف يخبرها أنّه هو نفسه متوتر وقلق من رد فعل جده .. صحيح أنّه يفضله عن البقية لكن هذا لا يعني أنّه لا يخضع لنفس القوانين هنا
"لا .. لن يحرمني ما أريد"
همس مطمئناً نفسه .. هو لم يعصه قط وطيلة حياته وهو ينزل عند رأيه، ويسير على الخطط التي رسمها له محاولاً ألا يخذله .. يوازن بين إرضائه وبين رغباته هو، يحاول أن يتمسك بما ربته عليه والدته وجدته وألا يسمح لقسوة جده أن تتملك منه لأنه يعرف أنّه وقتها سيصبح نسخة منه تؤذي البقية .. سينجح .. سيكون الشخص الذي يفتخر به جده ليحمل اسم العائلة وإدارتها وبنفس الوقت سيحتفظ بروحه .. ابتسم وخيال رواء يداعب مخيلته .. وجودها في حياته جعله يتمسك أكثر بالجانب الطيب من نفسه .. لأجلها لن يستسلم .. رواء هدية القدر إليه بعد أن بات يشعر مؤخرًا أنّه بدأ يركن إلى بعض الشدة في تعاملاته مكتشفاً بفزع أنّه يتشبه بجده تدريجياً .. هي ستكون رمانة الميزان وستعدل الكفتين بين نصفي نفسه المتنازعين.
نهض مشجعاً نفسه أخيراً ليغادر غرفته متجهاً إلى الأسفل حيث يعتكف جده منذ ساعات .. وقف أمام المكتب وقد عاوده توتره وتنفس بقوة قبل أن يطرق الباب .. أتاه صوت جده الحازم يأمر بالدخول فزفر بحرارة .. دلف بهدوء وعيناه على وجه جده الذي قال دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التي يتصفحها
"تعال يا سالم"
ابتسم بتوتر واقترب بينما جده يشير للمقعد
"اجلس"
نفذ الأمر وجلس بجسد مشدود ومضت لحظات موترة قبل أن يخلع جده منظار قراءته ويرفع رأسه
"أردت شيئاً؟"
أخذ لحظات يستجمع فيها نفسه ويعد للكلمات التي تطايرت فجأة
"ما الأمر؟ .. يبدو أنّ لديك أشياء كثيرة تريد قولها لكنّك لا تعرف من أين تبدأ، صحيح؟"
ردد جده وهو يتراجع في مقعده يتأمله بنظراته الثاقبة
"في الواقع يا جدي .. أردتك في أمرٍ شخصي وهام جداً"
وصمت لحظة يأخذ نفساً قوياً ثم تابع
"هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لي"
همهم جده وابتسم لكنّ ابتسامته انقبض لها قلب سالم بتوجس غير مريح
"مسألة حياة أو موت؟ .. ممم .. هل الأمر سيء لهذه الدرجة؟"
أسرع يقول
"ليس سيئاً .. بل هو خير وخير جداً .. أنا حقيقةً .. أردت أن .. أريد الزواج و .."
قاطعه جده بابتسامة واسعة وهو يضرب بكفه على سطح المكتب
"رائع .. هذا هو الكلام"
تراجع مصدوماً من رد فعله بينما جده يتابع بحماس أخافه
"هذا ما أردت التحدث معك بشأنه .. كنت سأنتظر للغد لكن لا بأس .. اطرق الحديد وهو ساخنٌ كما يقولون"
غمغم سالم بتوتر
"إذن .. أنت لا تمانع يا جدي .. بالنسبة لزواجي هل .."
عاد يقاطعه بهزة رأس نافية
"طبعاً لا أمانع .. أرى أن هذه الخطوة تأخرت قليلاً"
ابتسم بشحوب
"أنا لا زالت في الثالثة والعشرين يا جدي، أي تأخر؟"
رمقه جده ساخراً
"في عمرك كان لديّ ولدان .. وأبوك كذلك"
"زمننا غير زمانكم يا جدي .. الأجيال تتغير"
"هراء"
صمت مع كلمة جده القاطعة، وأخبر نفسه بحزم .. ليس وقت مناقشة الفجوة بين الأجيال أيها الأحمق .. استغل فرصة رضاه ومزاجه الرائق .. اعتدل قائلاً
"حسناً .. تأخرت بضع أعوام، لكن ها أنا أتيت لأطلب منك أن توافق على زواجي وأعدك في اقرب وقت سترى أولادي إن شاء الله"
ردد مازحاً فابتسم جده وهو يفتح درج مكتبه
"سألزمك بوعدك إذن"
أخرج مظروفاً ألقاه على المكتب وقال مشيراً
"ستعجبك جداً .. جميلة ومثقفة ومن عائلة ذات أصول راقية .. نسب يرفع الرأس"
رمش بغباء وهو يرمق المظروف قبل أن يهمس
"من؟"
أخبره جده بصرامة
"افتح المظروف أولاً وانظر إليها"
مد يداً متوترة والتقطه .. فتحه وأخرج بضع صور لفتاة جميلة بريئة الملامح، سوداء الشعر والعينين .. رفع عينيه لجده
"من هذه؟"
رد جده بهدوء
"عروسك التي اخترتها لك .. وكما ترى .. مناسبة تماماً وتليق بك وبعائلة المنصوري"
انقبض قلبه وعقله يصارع بجنون لينجو من الشباك الملتفة حوله .. نظر له بغشاوة
"لا أفهم يا جدي"
"ما الذي لا تفهمه يا سالم؟"
رد بصرامة ثم تابع
"أتيت تخبرني أنّك تريد الزواج وها هي العروس موجودة لم يبق إلا أن نذهب لخطبتها .. والدها مرحبٌ تماماً وسعد عندما أخبرته بالأمر"
همس بتحشرج
"هل خطبتها لي دون علمي؟"
رد جده وهو يلوح بكفه ببساطة
"مجرد فتح حديث .. الخطبة الحقيقية ستكون قريباً عندما تتبادلان الخاتمين و.."
قاطعه دون شعور
"لست موافقاً"
نظرة جده الصارمة لم توقف اندفاعه بينما ألقى الصور على المكتب
"أنا لم آت لأطلب منك أن تختار لي عروساً يا جدي، ولست موافقاً على هذه الفتاة"
رمقه للحظات بصرامة موترة فتنفس سالم بعمق شاداً جسده ليواصل
"أنا اخترت الفتاة التي سأتزوجها وأتيت لأخبرك لتأتي معي ونخطبها من والدها"
ابتسم جده بسخرية
"إذن هذه الفتاة لا تعجبك وتريد خطبة أخرى اخترتها بنفسك"
"مع احترامي لاختيارك يا جدي، واحترامي لها ولأسرتها .. أنا لا أحبها ولم أخترها .. لا تناسبني"
أمال رأسه مردداً بقسوة
"ومن التي تناسبك؟ … تلك الغجرية"
اهتز قلبه واتسعت عيناه بجزع
"هل هذه من تراها مناسبة لتصبح كنة لي .. هل هذه من ستشرف عائلة المنصوري؟"
همس باختناق
"أنت تعرف بخصوص .."
ضرب على سطح المكتب بقوة
"أنا أعرف منذ البداية عن علاقتك بتلك الفتاة .. تلك العلقة الصغيرة ابنة الموظف الوضيع الذي يعمل لدينا"
قاطعه بضيق مستنكراً
"لو سمحت يا جدي .. لا تتحدث عنها هكذا .. والسيد بدر محاسب كفء ومحترم والجميع يشهد بذلك"
رمقه جده مطولاً ثم رد ببرود
"هل يغير هذا شيئاً من وضاعة نسبهم؟"
ابتلع سالم لعابه بصعوبة وقلبه يختنق
"أي وضاعة يا جدي؟ .. إنّهم بشر مثلنا .. أسرة محترمة وعلى خلق ودين كما أنّهم ليسوا من نسب وضيع .. إنّهم من عائلة كبيرة جداً في الصعيد و .."
قاطعه بجمود
"تلك العائلة التي قطعت علاقتها بابنها بعد أن تمرد عليهم وتزوج امرأة غجرية جالباً العار لعائلته كلها ومخالفاً أمر أبيه؟"
زاد اتساع عينيه وهو يهمس
"هل بحثت خلفها؟"
تراجع في مقعده قائلاً بحزم
"وهل ظننتني سأترك شيئاً للصدفة؟ .. أنا أراقب كل شخص يقترب منكم أو يدخل حياتكم"
وشبك كفيه معاً مواصلاً
"وما عرفته لا يعجبني ولا يشرفني أبداً أن أضع يدي في يد ذلك الرجل ولا أن أطلب ابنته لتصبح كنتي"
هتف سالم معترضاً
"وما الذي يعيبها؟"
أجابه بقسوة
"كل شيء .. يعيبها كل شيء يا سالم .. وإن كنت لا ترى هذا فلأنّها أعمتك بألاعيبها الصغيرة لتوقعك في فخها"
نهض هاتفاً باستنكار
"توقف يا جدي .. رواء ليست كذلك .. أنا أحبها وأعرفها جيداً"
"تحبها؟"
هتف جده باستخاف مشمئزاً وأردف
"ولهذا أنت أعمى .. مرآة الحب تعميك .. اسمع يا سالم .. لقد تجاهلت أمر تلك الفتاة طيلة الأشهر الماضية لأنني راهنت عليك وعلى تربيتي لك وقلت يعرف مصلحته جيداً .. قلت أنّها مجرد نزوة وستنتهي قريباً"
رمقه سالم ذاهلاً بينما يتابع ببرود
"قلت لا بأس .. إنّه شاب، دعه يستمتع قليلاً ولا تضغط عليه بالمسؤوليات حتى لا ينفجر لاحقاً .. تركتك تتسلى معها حتى تمل، لكن أن تقرر الزواج منها فهذا ما لن أسمح به أبداً"
تسارعت أنفاس سالم وهو يستمع له مذهولاً قبل أن يردد
"حسناً .. وها أنا ذا أخبرك أنّك مخطئ يا جدي .. أنا أحب رواء العزايزي وأريد الزواج منها"
ضاقت عينا جده بقسوة كان يراها دائماً موجهة لغيره لكنّه اليوم اختصه بها وسمعه يردد بنبرة باردة
"إذن عليك أن تنساها وتنتزع من عقلك ذلك الهراء .. أنت لن تتزوج إلا الفتاة التي اخترتها لك"
ونهض من خلف مقعده مواصلاً بنبرة قاطعة
"انتهى الكلام في هذا الموضوع .. غدا سنذهب لخطبة ابنة المستشار .."
قاطعه بجمود
"لن أذهب لأي مكان، ولن أتزوج أي فتاة أخرى .. سأتزوج رواء فقط يا جدي وإلا لن أتزوج أبداً"
التفت له يرمقه بعينين ضيقتين واشتدت قبضته على عصاه
"هل تتحداني يا سالم؟ .. هل تكسر كلامي الآن؟"
أطرق قائلاً باحترام
"العفو يا جدي .. أنا فقط أخبرك بقراري وسامحني .. لا يمكنك إجباري على الزواج من تلك الفتاة"
ورفع عينيه ينظر له بثقة وتحد
"لقد اخترت الفتاة التي أريد قضاء حياتي معها ولن أتزوج غيرها .. ولأنني لا أريد فعل أي شيء دون مباركتك أريدك أن توافق وتأتي معي .. أو سأذهب وحدي لخطبتها"
ران الصمت وهما يتبادلان النظرات قبل أن يقول جده بصرامة وفحيح كان قادراً على إخافة أي شخص لكنّ سالم تمسك بموقفه بقوة رافضاً التزحزح
"إذن أنت تتحداني بالفعل؟ .. ستكسر كلمتي وتذهب لتخطب تلك الوضيعة"
"جدي أرجوك"
هتف بحدة لكنّ جده ضرب الأرض بعصاه بقوة
"اصمت"
واشتعلت عيناه بالنار وهو يلقي فرمانه
"لقد قلتها كلمة ولن أُثّنيها يا سالم .. ستتزوج الفتاة التي اخترتها لك وتلك الحقيرة التي تلاعبت بعقلك وقلبتك عليّ ستنساها تماماً .. ستنتزع ذلك الهراء من عقلك وإلا سيكون لي رد فعل آخر لن يعجبك أبداً"
كز على أسنانه وهو يقاوم الغضب المتصاعد داخله قبل أن يهتف بتحد
"وأنا منحتها وعداً ولن أتراجع فيه يا جدي .. بموافقتك أو دونها سأتزوجها"
لمح قبضته تشتد أكثر حتى ابيضت عروقه وسمعه يقول
"لماذا هذا الإصرار؟"
وضاقت عيناه بشك وهو يردف متوجساً
"هل أخطأت معها وتريد .."
قاطعه مستنكراً بحدة
"ما الذي تقوله يا جدي؟ .. هل تظنني بهذا السوء لأرتكب خطيئة كهذه؟ ورواء فتاة محترمة ولن أسمح أبدًا أن .."
قاطعه باستخفاف
"فتاة محترمة؟ .. بالطبع .. وهل الفتاة المحترمة تخرج مع شاب غريب وتختلي به في الحدائق وترافقه في كل مكان دون علم أهلها؟"
أطرق سالم بغصة في حلقه .. هو السبب .. هو من وضعها في هذا الموقف بتهوره واندفاعه العاطفي .. كان عليه أن يطرق الباب الصحيح قبل أن يعرضها للأقاويل .. سمع جده يكمل باشمئزاز
"ألا يقولون أنّ الابنة تنشأ كأمها .. حسناً .. وماذا تنتظر من ابنة غجرية هربت هي الأخرى من قبليتها لتتزوج من ابن الأثرياء الذي خدعته وسرقته من أهله؟"
"جدي"
هتف وهو يرفع رأسه يواجهه بحزم
"لا أسمح بكملة واحدة في حقها أو حق أهلها .. لا تتحدث عنهم بهذه البشاعة وتفسر الأمور بطريقتك الملتوية"
ران الصمت لبرهة وجده يحدق فيه بغضب مكتوم لم يلبث أن حرره وهو يضرب الأرض بعصاه مجدداً
"لا تسمح لي؟ .. هل وصلت الأمور لهذه الدرجة؟"
تنفس سالم بحدة وتمتم
"حتى اللحظة أنا لم أعصك في شيء يا جدي .. كل ما أردته قمت به .. أطعتك في كل شيء وتركتك تخطط لحياتي كيفما تشاء .. والآن عندما أتجرأ وأطلب منك أول شيء أرغبه لنفسي تحرمني منه؟ .. لا يا جدي .. اعذرني لا يمكنني القبول بهذا .. لحد هنا ويكفي"
ارتجفت يدا جده على عصاه قبل أن يقول بصرامة
"فعلًا .. لحد هنا ويكفي .. اسمعني إذن يا ابن يحيى"
نظر له بوجل وهو يواصل
"زواج بتلك الوضيعة لن يحدث .. وأقسم يا سالم إن فتحت هذا الموضوع مجددًا أو عرفت أنّك ذهبت لخطبتها ضد إرادتي لن يحدث طيب"
"لا يمكنك فعل هذا بي جدي"
صرخ سالم بقهر فرد جده ببرود شديد
"ابتعد عنها لمصلحتها يا سالم .. إن عرفت أنّك خالفت أمري فصدقني .. سترى هي وأسرتها مني وجهًا لن تحب رؤيته أبدًا .. تعرف أنني لا أهدد من فراغ"
شحب وجه سالم وهو يحدق فيه بجزع
"لو كنت تهتم لها اتركها وإلا ستتأذى بسببك .. لن أرحمها"
ألقى وعده القاسي بحزم شديد وتحرك بهدوء وغادر تاركا سالم يقف محدقاً في الفراغ بصدمة وجسده يرتجف .. مستحيل أن يفعل هذا .. هو يهدده لا أكثر .. لن يؤذيها .. همس لنفسه غير مصدق كلماته .. يعلم أنّ جده بالفعل لا يهدد من فراغ .. ما دام قال كلمة فسيفعلها .. شعر بساقيه ترتجفان فسقط على المقعد محدقاً أمامه بضياع .. ماذا يفعل؟ ... جده أصدر حكمه القاطع ولن يسمح له بمناقشة الأمر معه مجددًا .. توقفت عيناه على الصور فوق المكتب وضاقتا بكراهية .. نفث عن غضبه وهو ينتزعها ويمزقها قطعاً صغيرة بقهر ثم ألقاها على المكتب في رسالة متمردة لجده قبل أن ينهض مندفعاً للخارج تاركاً السراي كله باحثًا عن متنفسٍ من الحرية قبل أن يختنق .. ربما يجد حلًا بعد أن يهدأ …

**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-09-20, 10:24 PM   #130

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صوت طرقات على نافذة السيارة نبّه سالم من شروده في ذكرياته البعيدة .. رفع رأسه عن المقود وأخذ بضع لحظات ليستوعب مكانه .. تنبه أنّه واقف على جانب الطريق الذي كان يقود عليه حين شعر بالتعب فجأة بعد كل الضغط الذي مارسه على نفسه مؤخراً .. طرقة أخرى ترددت فنظر منتبهاً لقائد حراسته .. فتح النافذة ليصله صوته
"سيد سالم .. أنت بخير؟"
قطب مردداً
"نعم .. ماذا هناك؟"
هز رأسه باحترام
"اعتذر سيدي لكنّك توقفت منذ دقائق ولم تتحرك فخشيت أن .."
قاطعه بإيماءة
"لا بأس .. أنا بخير .. عد للسيارة لنواصل طريقنا"
أخبره مشيراً له بالذهاب ثم شغل سيارته وانطلق بها تتبعه حراسته التي أمر بها جده رغم كراهيته للأمر ولا يعرف سببها .. انقبضت يداه على المقود .. لا بأس .. ليفعل ما يريد لكنّه لن يستمر في إمساك خيوط اللعبة بيده طويلاً .. طمأن نفسه بينما عقله يتذكر كلمات نيروز .. لقد هزته وصفعته معيدة إياه لواقعه .. منذ ذلك اليوم وهو يفكر .. يسترجع العديد من التفاصيل منذ هاجر وحتى زاره جده .. تفاصيل بعد عودته.
ضغط على أسنانه يتذكر بحنق استنتاجه الذي توصل إليه بعد جلسة تفكير عاصفة .. جده كان يعرف أنّ رواء تعمل لدى هشام رضوان ولهذا اقترح أن يشاركهم في ذلك المشروع رغم عدم اقتناعه وقتها .. هل كان يريده أن يراها من جديد؟ .. لكن لما .. لماذا يعيدها إلى حياته إن كان لن يسمح بزواجه منها؟ .. ابتسم ساخراً .. وبالتأكيد هو لم يتغير ولم تنتبه نوبة عاطفة وشعور بالذنب فقرر جمع الحبيبين بعد طول فراق، كما أنّه من الأساس كان قد خطط لزواجه مسبقاً من وتين ثم الآن من ابنة الوزير تلك .. فكر طويلاً ولم يصل لاستنتاج سوى أنّه أراد أن يضع أمامه الأمل بيد وينتزعه باليد الأخرى وهذا لا بد له علاقة بمخططه.
السنوات الأولى من غربته والتي يكره تذكرها جعلته يتحول إلى نسخة أبشع وأكثر قسوة .. الآن يعود جده ليلوح بحبه القديم بعد أن صار محرماً عليه ليجعل قلبه يغرق في اليأس والألم .. يتحطم فلا يجد بُداً من أن يتحول إلى صخر علّ الألم يتوقف ..
ضغط على دواسة الوقود مزيداً سرعته وهو يتمتم
"أنت واهم يا جدي .. واهم لو تصورت أنني سأسمح لك أن تتلاعب بي أكثر"
ولامس قلبه المرتجف متذكراً عودته للحياة لحظة شعر بها بين ذراعيه
"لم تكن أنت من أعدتها يا جدي .. كان القدر هو من جمعنا بطريقته"
إن سارت الأمور كما كان يخطط جده، كان التقاها في شركة هشام لكنّ القدر أراد شيئاً آخراً، وهذا يجعله يدرك أنّه لا زال لديه أمل .. وسواء كانت عودتها لعقابه أم لخلاصه فلن يتركها ... رواء هي من ستعيد إليه سالم الذي فقده في غمرة تخبطه مع الحياة وصراعاته .. لكن عليه أولاً أن يشق طريقه نحوها بالصبر.
طمأن نفسه واندفع بسرعة أكبر يقطع الطريق إلى المشفى على أمل أن يلقاها هناك .. فلتصده بنظراتها التي تقتله وتحييه في ذات اللحظة .. لا يهتم .. مجرد رؤيتها تعيد إليه سكونه وتوازنه من الداخل.

لم تفارقه أفكاره حتى وصل إلى المشفى وقطع الطريق بتوتر إلى جناح سمراء .. طرق باب ليسمع صوتاً مألوفاً يدعوه للدخول، ففتحه ودلف ليستقبله هتاف راندا المصدوم
"اذكر القط"
رفع حاجبيه متسليًا .. هل كانتا تتحدثان عنه؟ .. عضت هي شفتها حرجًا في الحال، بينما كتمت سمراء ابتسامتها بصعوبة مرددة
"تفضل يا سيد سالم"
تقدم مبتسماً وهو يرى الحرج الشديد على وجه راندا
"مرحباً آنسة سمراء .. كيف حالكِ اليوم؟"
"بخير .. شكراً لك"
انتبه لحركة رأسها الحائرة كأنما تحاول استشعار وجود أحد غيره في الغرفة فابتسم قائلاً
"لم يأتِ يوسف معي .. لقد انشغل بأمرٍ طارئ"
أومأت قائلة بابتسامة مرتبكة
"آه .. لا بأس ... تفضل سيد سالم .. لا تقف عندك"
ردد وهو يرمي ابتسامة خبيثة نحو راندا التي زمت شفتيها مستشعرة سخريته من حرجها
"مرحباً راندا"
ردت بخفوت
"مرحباً .. كيف حالك؟"
"بخير شكراً لكِ"
ران الصمت للحظات قبل أن يسألها باهتمام
"وكيف حال هشام؟"
لاحظ مسحة الحزن التي غشيت ملامحها، فقطب بتوجس قبل أن تجيبه
"بخير .. هو بخير .. شكراً لسؤالك"
تأملها للحظات وفتح فمه ليقول شيئاً لولا أن قاطعه صوت السيدة جميلة وهي تدخل
"أنت هنا بني؟"
التفت لها وقد لامست قلبه كلمة "بني" التي تناديه بها دائماً .. كان ممتنًا لها لأنّها لا تشعره أبدًا أنّه غريب ولا تلومه على الماضي
"كيف حالكِ سيدة جميلة؟"
"بخير يا بني .. شكرًا"
نظر نحو الباب كأنّما يتوقع دخول رواء وخاب أمله عندما تمتمت جميلة
"لم تأت رواء اليوم"
ابتسم رغم خيبة أمله وقبل أن يتحدث اقتربت راندا قائلة
"أنا ذاهبة خالتي .. تحتاجين شيئًا؟"
احتضنتها جميلة مودعة
"شكرًا يا راندا .. اعتني بنفسكِ يا بنيتي"
أومأت ثم التفتت تحييه برقة غريبة عليها وتابعها ببصره بتردد حسمه سريعًا فاستأذن مرددًا
"اعتذر سيدتي .. سأعود في الحال"
أسرع يلحق براندا ليستفسر منها عن حالة هشام ولا يعرف ما الذي دفعه ليذكر أمامها أمر تعرضه للاعتداء .. لام نفسه عندما رأى الصدمة على وجهها قبل أن تستأذن منه وتذهب مسرعة .. تنهد مبررًا لنفسه .. ربما من الأفضل أن تعرف حتى تطلب من هشام أن يحرص أكثر على حراسته .. قطع أفكاره عندما عاد ليطرق غرفة سمراء واستأذن في الدخول
"تفضل يا بني"
اقترب منهما وقال معتذرًا
"أتيت فقط لأطمئن على الآنسة سمراء وأرى إن كنتم تحتاجون أي شيء"
ابتسمتا بامتنان وردت سمراء
"شكراً لك سيد سالم .. أنا بخير وشاكرة لك كل ما تفعله"
"لا تقولي هذا .. إنّه واجبي"
التفت نحو أمها وقال بتردد
"سيدة جميلة .. أعرف أنني ربما أزعجتكِ بكثرة إلحاحي في هذا الأمر لكن .."
صمت لحظة قبل أن يتابع
"ألا زال السيد بدر رافضًا مقابلتي والحديث معي؟"
احمر وجهها بارتباك فهم منه الرد فتنهد مطرقاً
"اعذرني بني .. الأمر خارج يدي"
"لا بأس .. لولا أنني أخشى إغضابه أكثر لأتيت لزيارتكم في البيت"
تنهدت جميلة بأسى ثم همست
"اصبر قليلًا بني .. إن شاء الله سيوافق، لكن .. أنت تعرف أنّ الأمر صعب جدًا بعد .."
صمتت بتردد فأومأ بأسى قبل أن ينظر لها معتذرًا
"لديه كل الحق، أنا لا ألومه .. لو كنت مكانه كنت سأتصرف بنفس الطريقة"
رمقته بأسف فابتسم لها وهو يهز رأسه
"وددت فقط لو أبلغه اعتذاري بنفسي وأخبره أنني لم أقصد أي سوء لرواء وأنني"
صمت قليلًا قبل أن يغلبه قلبه ليخبرها راجيًا أن تساعده .. ربما تستطيع أن ترقق قلب رواء لأجله .. أكمل هامسًا بخفوت
"أنني لا زلت أحبها وأريد أن أعوضها كل ما عاشته بسببي"
ران الصمت بعد كلماته وجميلة تنظر له بحنان حزين بينما ابتسمت سمراء وقالت بعد ثوان
"دعني أحذرك إذن يا سيد سالم"
التفت لها بتوجس فقالت
"أمامك معركة صعبة مع رواء بالأخص"
"أعلم هذا"
رد مبتسمًا بمرارة وتنهد قائلًا
"وأنا مستعد لكل شيء وسأحتمل أي شيء منها حتى ترضى"
أطرقت سمراء بابتسامة حانية ثم قالت
"اعتبرني في صفك إذن"
ارتفع حاجباه بدهشة بينما تردد
"ربما أنت أمل رواء لتعود كما كانت .. أعرف أنني يجب أن أغضب منك وأكرهك بعد ما أصابها بسببك، لكنني أعرف أنّك دواؤها الوحيد"
خفق قلبه بقوة وقاوم غصته بينما يخبرها
"وهي أيضًا دوائي الوحيد"
اتسعت ابتسامتها الحانية وهي تومئ .. أخذ هو نفسًا عميقًا قبل أن يلتفت لأمها وأومأ قائلًا باحترام
"سأنصرف الآن سيدتي .. إن احتجتما أي شيء أخبريني"
ردت بابتسامة ممتنة
"شكرًا لك بني .. في أمان الله"
ودعهما وتحرك منصرفًا ورافقته هي للخارج تاركة سمراء ترتاح في فراشها .. أرجعت ظهرها للوسادة مسترخية وشردت بأفكارها .. ما هذه الحيرة يا ربي؟ .. ماذا يحدث معها؟ .. تنهدت وهي تشحذ خلايا عقلها .. هناك شيء خطأ لا تعرف كيف تضع يدها عليه .. ربما بسبب الحادث لا تستطيع التذكر جيدًا .. هل يمكن أن تكون قد أخطأت؟ .. لم يكن يوسف؟ .. هل كان شخصًا يشبهه؟ .. كيف؟ .. كانت واثقة قبل شهرين فقط .. كيف ليس هو؟ .. لكنّه يتصرف كأنّه لا يعرفها، لماذا؟ .. تحسست قلبها هامسة بمرارة .. ماذا تريدين يا حمقاء؟ .. ألم تقولي أنّكِ تعلمتِ الدرس من رواء؟ .. ألم تنزعيه من رأسكِ وتدفنيه بعيدًا؟ .. شعرت بقلبها ينقبض بألم ورغبة في البكاء تنتابها .. كيف أعادت فتح دفاتر ذكرياتها المدفونة لتعيده للحياة؟ .. هل توهمت نظراته لها؟ .. هل توهمت رؤيته مرارًا قرب كشك زهورها الصغير؟ ... كيف .. شعرت بالصداع يزداد في رأسها وهي تحاول التذكر فتوقفت عن إجهاد عقلها .. لم تمض لحظات حتى اقتحم سكونها صخب طيف وهي تهتف بحماس
"انظري سمارا .. هذه المرة ليست زنابق فقط"
خفق قلبها وهي تعتدل بانتباه وسمعت خطوات طيف تقترب سريعة وقبل أن تفهم كانت تضع صندوقًا خفيفًا فوق ساقيها .. حركت يدها بارتجاف فلامست وريقات الزنابق لتهمس
"هل هي بيضاء؟"
ضحكت طيف
"كما تحبينها تمامًا"
ابتسمت بشحوب قبل أن تلامس كيسًا بلاستيكيًا منتفخا فقطبت بحيرة لتضحك طيف قائلة
"معجبكِ الغامض يعرف أنّكِ تعشقين غزل البنات أيضًا"
اهتز قلبها وهي تهمس
"غزل بنات!"
لامست الكيس بابتسامة رقيقة لتصطدم يدها بيد طيف التي امتدت لتخطف شيئًا من الصندوق
"آه .. هناك بطاقة"
قبل أن تمنعها كانت تقرأها بصوتٍ مرتفع وبنبرة مسرحية
"كوني بخير دائما يا غيمة السكر"
احتبست أنفاسها في صدرها مع الكلمة التي جعلت قلبها يرتجف بعنف وذكرى أخرى تنتفض حية في ذاكرتها
"أوووه .. ما هذا؟ .. غيمة السكر"
رددت طيف بتسلية عابثة
"آه .. قلبي الصغير لا يحتمل"
شعرت بها ترتمي على الفراش وهي تردد كلماتها تلك بهيام بينما سافر عقلها هي بعيدًا إلى سنوات ماضية .. تتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها ذلك اللقب .. غيمة السكر
ذلك اليوم الذي التقت فيه سالم وشقيقته مع رواء .. كانت تقف حانقة بعد أن اختطف سالم شقيقتها واختفيا في تلك اللعبة التي ارتفعت بهما عاليًا ووقفت هي ونيروز تحدقان بحنق في إثرهما .. نظرت لها نيروز بعد قليل ورمقتها بحدة قبل أن تتحرك مبتعدة فهتفت فيها
"أين تذهبين؟"
التفتت لها هاتفة بشراسة
"وما شأنكِ أنتِ؟"
تراجعت مجفلة قبل أن تقطب قائلة
"ربما لا يجب أن نتبعد عن بعضنا حتى يعود شقيقكِ"
ابتسمت لها بسماجة ولوحت بكفها مرددة بعجرفة تمنت معها أن تكسر لها رأسها
"أنا لست صغيرة .. اهتمي بشؤونكِ يا هذه"
كزت على أسنانها ثم رددت وهي تتابع ابتعادها
"افعلي ما تريدين وما شأني أنا .. عندما تتوهين لا تبدأي في البكاء"
تحركت بعدها لتجلس على أريكة خشبية قريبة ولم تستطع منع قلقها وهي تنظر في إثرها .. ماذا لو حدث لها شيء؟ .. ربما هي فتاة حمقاء متعجرفة لكنّها صغيرة وربما أصابها مكروه .. أنّبها ضميرها فكادت تنهض وتلحق بها
"لا تخافي .. لن يحدث لها شيء"
شهقت بفزع مع الصوت الذي تردد جوارها والتفت بسرعة بينما الصوت المألوف يواصل
"إنّها عفريتة"
قابلت عيناها المتسعتان وجهه لتحدق فيه بصدمة ورأت ابتسامته تتسع وهو ينظر في عينيها
"مرحبًا سمراء"
شهقت متراجعة بجزع
"من أنت؟"
قطبت حين رسم تعبيرًا حزينًا مفتعلًا وهو يسألها
"لم تعرفيني؟ .. هذا يجرحني حقا .. لم يمر بضع أيام على لقائنا"
مضت لحظات قبل أن تتسع عيناها أكثر وتراجعت هاتفة
"أ .. أنت ذلك الشاب الذي .. لكن .."
صمتت مقطبة وهي ترمقه قبل أن تهتف
"مهلًا .. لكنك .. أنت .. أنت لست"
قطعت كلماتها ناظرة له بغيظ فابتسم لها وهز كتفيه
"أعتذر .. كنت مضطرًا"
اهتزت شفتاها بحثًا عن كلمات لكنّها عجزت لتردد أخيرًا
"يجب أن تخجل من نفسك"
"حسنًا .. أعتذر عن كذبي لكن .. صدقيني كانت مسألة حياة أو موت"
رمقته بحيرة قبل أن يصفعها عقلها بما تفعل .. ما الذي تفعله؟ .. تجلس وتتحدث إلى شاب غريب بهذه الأريحية .. هل فقدت عقلها؟ .. بدا الاتصال بين عقلها وجسدها بطيئًا بينما تحدق في الجالس أمامها .. وازداد سوء الاتصال مع نظراته التي وترتها وجعلت قلبها يتسارع بشعور غريب وانقطع الاتصال كليًا حين ابتسم .. انهضي سمراء وتوقفي عن هذا الغباء ماذا دهاكِ .. انتبهت حين وجدته يلوح بكفه أمام عينيها
"مرحبًا .. سمراء .. مرحبًا .. أين ذهبت؟"
شتمت نفسها بحنق وجهته له سريعًا وهي تتراجع في الأريكة
"من أين تعرف اسمي؟"
ابتسم لها بغموض وغمز
"ستعرفين قريبًا"
ورأت عينيه تتعلقان بشيءٍ خلفها وكادت تلتفت لولا أنّه قال فجأة
"هل تسمحين؟"
رمشت بحيرة تحولت جزعًا حين مد يده نحوها وقبل أن تصرخ أو تصفعه أو تأتي برد فعل كان يتناول منها غيمة الحلوى التي نسيت أمرها تمامًا .. هتفت عندها
"ماذا تفعل أيها الوقح؟ .. أعدها"
تراجع مبتعدًا عن يدها التي حاولت انتزاع الحلوى منه، واحتبست أنفاسها عندما ابتسم لها قائلًا
"أول مرة أرى غيمة سكر تأكل غزل بنات .. هل تأكل الحلوى بعضها هذه الأيام؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وتوتر مفكرة بارتباك .. هل تغزل بها لتوه أم أنّها أساءت الفهم؟ .. أسرعت بغضب تنتزع الحلوى منه هاتفة
"لا تتواقح معي يا هذا وانهض من .."
توقفت كلماتها حين اقترب قليلًا منتزعًا نبضة من قلبها بينما عيناه تأسران عينيها ليهمس
"أنا لا أتواقح يا غيمة السكر .. أنا أقر الحقيقة"
ازداد توترها وكادت تنهض مبتعدة عندما أكمل
"عندما رأيتكِ ذلك اليوم كنتِ تأكلين غزل بنات أيضًا .. لا أظنني رأيت منظرًا أجمل من هذا في حياتي"
اتسعت عيناها وانتفضت واقفة وهتفت
"ابتعد عني قبل أن أصرخ وأطلب لك الأمن"
نهض بالمثل وابتسم قائلًا
"على الأقل عرفت شيئًا جديدًا عنكِ اليوم"
ازداد تخبط نبضاتها وهو يردف بينما يميل قليلًا آسرًا عينيها
"أنتِ رقيقة كغيمة سكر ملونة، وعندما تغضبين غيوم عينيكِ تعصف .. أتساءل حقًا .. كيف ستعصف غيومهما حين تقعين في الحب؟"
جحظت عيناها بشدة مع وقاحته بينما ردد بابتسامة
"نلتقي قريبًا غيمتي"
قبل أن تمنحه الرد الذي يستحقه رأته ينظر وراءها بقلق فالتفتت متوجسة لتجد نيروز قادمة عن بعد بملامح متجهمة .. عادت تلتفت له لتكمل شجارها لكنّ عينيها التقتا بالفراغ ليخفق قلبها بقوة .. ماذا؟ .. أين ذهب؟ .. تسارعت أنفاسها وهي تتلفت حولها بتوتر .. هل كانت تتخيل؟ .. أطرقت رأسها لتصطدم عيناها بيدها الخاوية من الحلوى .. لقد سرقها دون أن تشعر .. عادت تنظر حولها وقلبها ينبض بجنون .. لم تكن تحلم .. ذلك الوقح كان هنا فعلًا .. لكن من كان، ومن أين يعرفها .. اقتراب نيروز المتجهمة جعلها تقطع أفكارها وتعود بانتباهها لشقيقتها التي لا زالت محتجزة مع سالم في تلك اللعبة ووجدت نفسها تتوعدها مخرجة كل انفعالها مما حدث مع ذلك المغازل الوقح .. السارق .. تذكرت خدعته لها في المتجر قبل أيام فغمغمت بحنق
"المخادع الأحمق"

"ليس هناك توقيع هذه المرة أيضًا"
أفاقت من الذكرى على صوت طيف الذي تردد بأسف .. تنهدت هامسة داخلها .. لم تعد في حاجة لتوقيع .. من سواه ناداها بغيمة السكر ومن غيره يعرف ذلك اللقب؟ .. بقى فقط أن تفهم .. لماذا يتصرف معها كما لو كان مصابًا بانفصام؟ .. أو كما لو كان هو من أُصيب في الحادث وتشتت ذاكرته .. تارة يذكرها وتارة لا.

*******************

بقية الفصل على هذا الرابط



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-09-20 الساعة 10:54 PM
may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.