آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          29 - لن نلتقي - جاسمين كريسول (الكاتـب : عنووود - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          [تحميل] باب الريح للكاتب/ طارق اللبيب ، سودانية ((جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree566Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-20, 10:25 PM   #131

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


استمع إيهاب بشرود لحديث كارمن التي أقلّها قبل قليل في سيارته ورد بابتسامة شاردة على شيءٍ لم يسمعه من الأساس بينما عقله يتخبط في تفكيره .. ما الذي يفعله؟ .. ما الذي يورط نفسه فيه؟ .. أسامة محقٌ .. هو لا يعرف أين تسير قدماه .. تمامًا كما سافر قديمًا دون أن يتريث ويفكر في خياراته .. رعبه عليها آنذاك وخوفه من تكرار مصير رواء جعله يندفع بهذا التصرف .. لم يودعها حتى .. حرم نفسه من رؤيتها لأيام ولم يرد على اتصالاتها .. عندما يتذكر هذا الآن يدرك حجم الألم الذي سببه لها .. كانت تحبه .. كانت وقتها تحبه .. كررها قلبه بوجع بينما يتخيل عذابها تلك الأيام التي تجاهلها فيها حتى سافر دون أي خبر، وتركها لتعرف من الغرباء .. كانت محقة … كان نذلًا معها وهو يستحق أن يتعذب أضعاف ما يشعره الآن .. تذكر بمرارة ما قالته عن رؤيتها له في سفره لكنّها لا تعرف أنّه كان يتخبط هناك محاولًا نسيانها واحتمال فراقه عنها .. كل ليلة تراوده الرغبة في العودة وسرقتها بعيدًا عن خطر جده .. أن يفعل كما فعل سالم ويقطع كل علاقة مع عائلته لكنّه قبلا سيأخذها معه، ليستيقظ في النهاية على كابوس موت أسرته .. كيف يأخذها ليكرر نفس المصير؟ .. يكرر ما فعله أبوه الذي تمرد وترك البيت وتزوج وأنشأ أسرةً لكنّ سالم الكبير حاربه وضيّق عليه عيشه في كل مكان .. لا شركة ارتضت توظيفه .. كلما عمل في مكان سرعان ما كان يفقد وظيفته .. حارب لسنوات هو وأمه وأتى هو وشقيقته ليزيدا من حملهما .. حتى أمه دفعت الثمن ... كل هذا لما؟ .. ليجبره على العودة إلى سجن المنصوري الكريه .. وماذا فعل والده في النهاية؟ .. رفض العودة وفضل التورط مع رجال عصابات ليحقق ربحًا سريعًا ينقذه وأسرته ليهاجر بهم مبتعدًا عن جحيم والده لكنّ خطته باءت بالفشل .. قاوم الألم الذي يحرق قلبه وقد غدا صوت كارمن بعيدًا للغاية يتسلل كهمسٍ من عالم آخر، غير ذلك الذي غرق فيه مستعيدًا ما حدث وهو بعد لم يكمل السابعة من عمره .. والده الذي حاصرته الديون وتورط مع أولئك الرجال لتصله تهديداتهم .. الله أعلم بما هددوه .. سمعه تلك الليلة المشؤومة في شجاره مع أمه .. كانوا سيصلون إليهم ويقتلونهم في أي وقت .. كاد يضحك ساخرًا أو ينفجر باكيًا حين استعاد تلك اللحظات لكن الألم الذي اشتعل مكان إصابته كان لعينًا .. كاد يوقف السيارة ويمسك بجروحه علّه يوقف الألم بينما المشهد يمثل أمام عينيه .. شقيقته الصغيرة تنزف دمها وروحها بجواره وعلى بعد أمتارٍ منها جسد أمه الخاوي من الحياة، ينما يرفع هو عينيه الذاهلتين إلى والده الذي بدا له في تلك اللحظة غريبًا كأنّما أصابه مسٌ من الجنون .. لم يكن طبيعيًا .. همس وهو يواجه عينيّ والده المتسعتين بجنون وقد سالت دموعهما
"أ .. أبي"
كلمة واحدة همسها والده باكيًا قبل أن يضغط الزناد
"سامحوني"
شعر بعدها بالنار تشتعل في جسده الصغير والرصاصات تخترقه ليسقط جوار شقيقته .. جسده ينتفض يشعر بروحه تغادره مع دمه .. رفع رأسه بصعوبة ليرى والده يرفع المسدس إلى صدغه وأغمضت عيناه بينما صوت الرصاصة الأخيرة يرافقه إلى الظلام.

"إيهاب .. احترس"
صرخة كارمن أيقظته من كابوسه بينما تدير قبضتها مقود السيارة للاتجاه المعاكس وضغط هو الفرامل تلقائيًا .. توقفت السيارة على جانب الطريق وحدق هو أمامه بذهول وأبواق السيارات المزعجة تتردد حوله
"إيهاب .. ما بك؟ كدت تصطدم بالسيارة"
تسارعت أنفاسه ولا زال يحدق أمامه مصدومًا وقلبه ينبض بجنون .. شعر بكارمن تفك حزام الأمان وتتحرك مقتربة منه، لتلامس كتفه برفق
"إيهاب .. هل أنت بخير؟"
ونظرت لقبضته التي تمسك بقلبه
"هل تشعر بألم؟ .. إيهاب رد عليّ"
التفت لها محاولًا تمالك نفسه
"أنا بخير"
تأملت وجهه الشاحب مقطبًة بقلق
"لا تبدو بخير أبدًا يا إيهاب .. هل نذهب للمشفى؟"
أجابها بهزة رأس نافية بينما يعيد تشغيل سيارته
"أنا بخير كارمن لا تقلقي .. كان هناك أمر يؤرقني وشردت للحظة فقط .. ما حدث الآن وترني فحسب"
واصل قيادته بينما ربطت حزامها وهي تواصل تأمله بشك
"يمكننا أن نعود ما دمت تشعر بالتعب إيهاب"
رسم بصعوبة ابتسامة ليطمئنها
"أخبرتكِ أنني بخير عزيزتي .. ثم لا يمكنني أن أعيدكِ بعد أن غادرنا لتونا .. هذا عيبٌ في حقي"
قالها غامزًا فابتسمت بقلة حيلة واسترخت في مقعدها وقاوم هو حتى لا يغرق في ذكرياته مجددًا .. يكفيه أن يطارده موتهم في كوابيسه لن يعذبه في صحوه أيضًا .. لديه من العذاب ما يكفي ويزيد.
عاد يركز في حديثه مع كارمن حتى وصلا إلى وجهتهما وغادر السيارة ليفتح لها الباب .. ابتسمت له بعذوبة وهي تلتقط كفه .. توجها معًا إلى مدخل النادي الشهير بينما كارمن تخبره ضاحكة
"لا أصدق أنني أتناول الغداء الآن مع السيد إيهاب المنصوري الشهير .. ربما سمعتي باتت في خطر"
ضحك قائلًا
"عزيزتي .. لا تصدقي الشائعات التي تسمعينها عني .. أنا بريءٌ كليًا منها"
رمقته بشك ساخر وردت بتسلية
"أنت متأكد من هذا؟ .. غريب .. لدي شعور أنّهم يحذرون الفتيات البريئات منك"
مط شفتيه بابتسامة باهتة بينما يقودها إلى طاولتهما وأزاح لها المقعد لتجلس بأناقة .. تحرك ليجلس في مقعده وأشار للنادل الذي ما كاد يأخذ طلبيهما وينصرف حتى عادت كارمن تقول
"كيف كانت رحلتك؟ لم أجد الفرصة لأسألك حين التقينا في الشركة"
قطب لحظة بحيرة قبل أن يتذكر أنّه تحجج لها بسفره بعد ليلة الحفل .. ابتسم لها قائلًا
"جيدة"
"فقط؟"
سألته رافعة أحد حاجبيها فابتسم
"بالنسبة لوضعي وقتها فهذا كل ما يمكنني قوله .. كنت في حاجة للابتعاد بعض الوقت لأرتاح من ضغط العمل المتراكم .. أعتقد أنّها أتت بثمارها والحمد لله"
بادلته ابتسامته قبل أن تلمع عيناها وهي تسأل بخبث
"إذن كنت بمفردك؟"
رمقها بدهشة وقد بدا له سؤالها يحمل في طياته أكثر مما يظهر لكنّه ضحك ورد
"لماذا أشعر أنّه ليس سؤالًا بريئًا يا كارمن؟ .. بالطبع كنت بمفردي"
هزت كتفيها مبتسمة ورمقته بنظرة ذات مغزى
"ربما .. أحببت أن أطمئن فقط"
انقبض قلبه وعاد عقله يلومه ويخبره أنّه يرتكب خطأً كبيرًا .. بحث عن كلماتٍ بينما يحرك عينيه بتوتر في المكان وانتفض قلبه فجأة وعيناه تتوقفان على بقعة خلفها .. انتبهت كارمن لتغيره وكادت تلتفت لترى ما فاجأه هكذا لكنّه أسرع يمسك كفها فوق الطاولة فالتفتت له بدهشة .. ضغط على كفها مبتسمًا بتوتر يحاول لفت نظرها بعيدًا بينما عذاب قلبه يقبع خلفها على مسافة قصيرة منهما .. شعر أنّه توهم نظراتها المجروحة حين أمسك كف كارمن لكنّه قاوم أوهامه وضغط على نفسه ليبتسم لكارمن
"اطمئني عزيزتي .. أنا لا أصطحب أي فتيات في رحلاتي الخاصة"
رفعت حاجبها بنظرة غير مصدقة فأطلق ضحكة أخرج فيها توتره
"لماذا لا أصدقك؟"
أخبرته ضاحكة فابتسم وهو يسحب كفه عن يدها
"ماذا؟ .. هل تحبين مرافقتي المرة القادمة لتتأكدي بنفسكِ؟"
قالها غامزًا بمرح لتضحك واكتفى هو بابتسامة باهتة بينما قلبه ينتحب بشدة وهو يقاوم حتى لا تخونه نظراته إلى حيث تجلس نجمته المستحيلة.

*******************
هل أصيبت بضربة شمس من الدقائق القليلة التي قضتها أسفلها؟ .. أو ربما هي نائمة ويراودها كابوس مزعج .. تساءلت رويدا بينما تحدق في ظهر شاهين المتبعد بغروره المستفز.
بصعوبة انتزعت نفسها من صدمتها لتندفع خلفه هاتفة
"ماذا قلت؟ .. هيه توقف عندك"
واصل طريقه وتعثرت هي في الرمال بينما تركض خلفه حتى قبضت على مرفقه وأدارته نحوها هاتفة بغيظ
"ماذا قلت لتوك؟ .. نتزوج؟ .. من؟"
وانفجرت مواصلة بغضب
"أنا وأنت؟ .. من تظن نفسك يا هذا؟ .. من أين أتيت بهذا الهراء؟"
كتف ذراعيه يراقبها ببرود
"اسمع يا هذا .. لقد اكتفيت من ألاعيبك القذرة وما عدت أحتمل .. ستعيدني لبيتي وإلا أقسم أنني سأحيل حياتك جحيماً قبل أن أقتلك"
حرك عينيه من عليائها لأخمص قدميها باستخفاف حرق دمها فصرخت
"لا تستخف بي يا هذا .. أنت لا تعرف بعد ما يمكنني فعله"
ابتسم باستخفاف أكبر
"بعيدًا عن مواهبكِ الحارة التي لا تخفى على رجل بدمٍ حار"
احمر وجهها بغضب لكلماته بينما يردف متهكمًا
"أنا حقًا متهلفٌ لأعرف مواهبكِ الأخرى .. أخبريني ماريبوسا .. ما الذي أنتِ قادرة على فعله؟"
نفخت بقهر قبل أن تلوح بسبابتها في وجهه
"لقد قابلت الكثير من القذرين والأوغاد في حياتي ولن تكون أول مرة أدافع عن نفسي .. سأشعل جزيرتك هذه مع أول فرصة، وعليّ وعلى أعدائي شاهين .. سأقلب عاليها سافلها فوق رأسك"
ضحك بقوة فقبضت يدها حتى لا تصفعه بينما اقترب منها لتتراجع بوجل شتمت نفسها سريعًا عليه
"إذن يا دليلة .. لنرى كيف ستفعلينها .. الآن تفضلي قبل أن يمل ضيوفنا من الانتظار"
ضربت كفيها معًا
"لا زال يقول ضيوفنا؟ .. أنت يا مجنون .. ألم تسمع كلمة مما قلت؟"
التفت لها باسمًا
"في الحقيقة لا"
وعاد يمر بنظراته عليها بوقاحة
"كنت منشغلًا بأمور أهم"
اتسعت عيناها بشدة بينما عاود طريقه إلى الفيلا متوقعًا لحاقها به .. بقيت مكانها تغلي من الغضب قبل أن تجري خلفه ولم تلبث أن لحقته عند الفيلا فعادت تمسك ذراعه
"لقد اقتنعت أنّك أحمق وغبي .. وأصم أيضًا .. أنا لن أتزوج بك أبدًا .. ولو كنت آخر رجل في العالم لن أتزوجك، هل تسمعني؟"
كاد ينطق حين سمع تصفيرة إعجاب عابثة جعلت دمه يشتعل بينما يلتفت نحو كِنان الواقف بجوار شقيقه العابس، والذي اقترب متأملًا رويدا بخبث
"لم تخيب ظني أيها الصقر .. أنت تقع واقفًا كالعادة"
هتف اسمه بغضب وهو يقف حائلًا بينها وبين كِنان الذي لمعت عيناه وهو يتأمل ابن عمه المشعل بالغيرة وازدادت لمعة عينيه حين اندفعت رويدا من خلف شاهين فجأة
"من فضلكما ساعداني، أنا هنا رغم عـ .."
انقطعت كلماتها حين شدها شاهين لتشهق بعنف وجسدها يندفع للخلف ملتصقًا به .. حدقت فيه بغضب وهو يقيد خصرها بذراعه
"حبيبتي .. دعيني أقدم لكِ ابنيّ عمي .. سِكندر وكِنان العدناني"
رمقته بغل ولم ترحب بهما بل فاجأت الاثنين حين ركلت ساق شاهين بكل قوتها
"لا شأن لي بعائلتك كلها أيها الوغد .. وأخبرتك مليون مرة .. لا تلمسني"
ابتسم كِنان بتسل بينما تحرك سِكندر مقتربًا
"شاهين .. لو سمحت .. هل يمكن أن تدع السيدة قليلًا وتأتي معي؟"
زاد من قبضته عليها بينما تحاول التملص هاتفة
"ألم تسمع ما قال؟ .. دعني"
والتفتت لسِكندر بعد أن التمست اعتراضه الواضح على ما يحدث
"أرجوك ساعدني .. إنّه يحتجزني هنا رغمًا عني و.."
شهقت بعينين متسعتين حين وجدت نفسها فجأة محمولة فوق ذراعيه .. صرخت وهي تضرب كتفيه وتركل بساقيها في الهواء
"اللعنة عليك أنزلني .. ماذا تفعل؟"
اعترض سِكندر طريقه فهتف
"ابتعد يا سِكندر"
"شاهين هل جننت؟ ... ضعها أرضًا"
تحرك ضاربًا كتف سِكندر بكل قوته يزيحه عن الطريق وأسرع كِنان متدخلًا يجذب شقيقه .. التفت له سِكندر بغضب فابتسم كِنان بخبث
"دعه يا سِكندر"
أسرع شاهين بها إلى داخل الفيلا وكاد سِكندر يلتفت إلى شقيقه معنفًا لكنّ كِنان مال يهمس له بتآمر
"لا تتدخل"
"ما الذي تقوله أنت الآخر؟ .. هل توافق على هذا الجنون؟ .. لقد خطف المرأة ويريد الزواج منها رغمًا عنها"
هز كِنان كتفيه قائلًا
"أي اختطاف يا رجل؟ .. ألم ترها؟ .. من الواضح أنّها كانت تستجم قبل أن نقاطعها"
ضغط سِكندر على فكه بينما واصل كِنان بعبث
"والله أعلم من المختطف هنا"
رمقه بحيرة وسخط
"دعه يفعل ما يريده، وثق بي"
وواصل بنفس النظرة اللامعة الخبيثة
"من الواضح أن تلك الفراشة الفاتنة ليست بتلك الرقة التي تبدو عليها"
وهز كتفيه مجدداً قبل أن يدخل إلى الفيلا
"صدقني .. صقرنا العزيز تنتظره أيامٌ مثيرة الفترة القادمة"
تابعه سِكندر بعينيه قبل أن يضرب كفيه معًا
"من الواضح أنّكما فقدتما عقلكما .. أنا المخطئ أنني أتيت معكما ولم أبلغ عمي"
ناداه شقيقه فاندفع خلفه مواصلاً بحدة
"أشعر أنني سأندم غاليًا على موافقتي لجنونكما"

*******************




may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-09-20, 10:26 PM   #132

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تراجعت جيلان تحدق في وجه تارا بذهول لثوان قبل أن تتمتم
"هل تمزحين الآن تارا؟"
قطبت تارا بضيق
"وهل سأمزح في شيءٍ كهذا يا جيلان؟"
رفعت حاجبيها مواصلة تحديقها قبل أن تهز رأسها بينما تأخذ نفساً من سيجارتها وتنفثه بتوتر
"لا أصدق .. عندما قلتِ أنّ لديكِ ما تخبريني به لم أتوقع قط أن تخبريني هذا .. إنّه أمر .. لا أدري ماذا أقول"
تنهدت تارا بأسى وردت
"أعرف كيف هو الأمر جيلان .. أنا أعيشه منذ ست سنوات وأكثر"
رمقتها بأسف بينما قالت تارا بعد ثوان
"أردت تصحيح الأمر لكِ قبل أن تحدث مشاكل بسبب سوء فهمكِ .. أرجو ألا تكوني قد أخبرتِ أحداً بهذا"
لوحت بيدها التي تحمل السيجارة
"لم أفعل"
وعادت تتأملها بحزن
"إذن فأنتِ وإيهاب لم تتزوجا .. وأنتِ الآن زوجة ابن عمه"
ابتسمت بمرارة تكمل
"والذي يعده مثل أخيه وأكثر"
"وتعيشان في نفس البيت؟"
أومأت تارا فتنهدت جيلان وهزت رأسها مغمغمة
"أنتِ في ورطة يا تارا"
قاومت غصتها وعقلها يردد .. بل هي في مصيبة وبلاء عظيم .. رسمت ابتسامة بصعوبة وهي ترد
"لقد تعودت"
"ماذا تقصدين بتعودتِ؟ .. هل تنوين قضاء حياتكِ بأكملها هكذا؟"
هتفت جيلان باستنكار فرددت تارا
"وماذا تريدينني أن أفعل؟ .. هذا أمر واقع جيلان ولا أملك تغييره"
رمقتها بحنق
"كل شيء يمكن تغييره تارا .. يكفي أن نتخذ القرار"
ابتسمت بسخرية
"هذا لأنّكِ لم تجربي الحياة في بيت المنصوري .. هل تظنين أنني لم أحاول؟ .. بل فعلت ولم أنجح .. مراراً"
تأملتها جيلان بأسف لثوان ثم قالت
"لا أتخيل أن أبقى في بيتٍ واحد مع الرجل الذي أحبه بينما أنا زوجة ابن عمه أو حتى أخيه"
أسرعت ترد باعتراض واهن
"أنا لا أحب إيهاب"
"كاذبة"
قاطعتها جيلان بنبرة حاسمة فتراجعت تارا محدقة فيها بينما تردف
"أنتِ تكذبين تارا .. لم يتغير شيء منذ افترقنا .. أنتِ لا زلتِ تحبينه وإيهاب أيضًا يحبكِ"
ارتجف قلبها وشفتاها قبل أن تضحك بتهكم
"نعم صدقتكِ .. جيلان .. توقفي عن ادعاء قراءة الآخرين لأنّكِ فاشلة"
أخذت جيلان نفساً عميقاً من سيجارتها وهي ترمقها بسخرية تكذبها ثم ردت
"وأنتِ لا تجيدين الكذب تارا .. عيناكِ تفضحانكِ .. وإيهاب كذلك .. لقد رأيتكما معاً وكأنّ السنوات لم تفرقنا .. نفس الهالة التي كانت تحيط بكما معًا"
تخبط قلبها بعنف وهي تسمعها وارتجفت أنفاسها
"نفس النظرات التي تفضحكما"
وابتسمت ملوحة بكفها مرددة بهيام
"هناك شرارات وذبذبات تتطاير في الهواء حين تجتمعان معًا .. أنا كنت أشعر بها .. شعرت بها قديمًا والآن بعد أن أحببت أنا بنفسي صرت متأكدة من كلامي"
ومالت للأمام قائلة بنبرة تقريرية
"أنتما عاشقان"
حدقت فيها بأنفاس محتبسة وقاومت دموعها لتغمغم بابتسامة شاحبة
"حتى لو كان كلامكِ صحيح .. ما الفائدة؟"
تراجعت هاتفة بحنق
"ما الفائدة؟ ... تارا هل تمزحين؟ .. لو كنت مكانكِ لطلبت الطلاق في الحال"
قاطعتها بألم
"لا يمكنني .. حتى لو كنت حرة لا يمكنني أن أكون معه"
زفرت الدخان بحرارة بينما ترمقها بيأس
"حتى إن لم تجتمعا في النهاية يا تارا .. وضعكما هكذا ليس جيدًا .. أنتما تتعذبان .. في الحقيقة .. بعد كلامكِ فهمت نظرات إيهاب لكِ ليلتها .. كلاكما تتعذبان وتحترقان في هذا الجحيم لسنوات .. انفصلي عن زوجكِ تارا .. أنتِ هكذا تخونينه بقلبكِ"
أغمضت بمرارة والكلمة تطعن قلبها بعنف تعيدها لتلك الليلة التي حطمت فيها كل شيء بينها وبين أسامة وأشعلت النار في صداقتهما الوليدة .. الليلة التي عرفت فيها أي خائنة هي .. قاومت أفكارها لتخبرها باختناق
"لا تقلقي .. هو من الأساس لا يشعر بي ولا يراني .. نحن مقيدان بهذا الزواج حتى نجد مخرجاً لا أكثر"
صمتت جيلان تتأملها ملياً بحزن
"هل تسمعين نفسكِ تارا؟ .. هل تتخيلين الحياة التي تعيشينها؟ .. هل فكرتِ أنّ مقاومتكِ وقوتكِ هذه ستنهار يومًا وربما تشعرين بحاجتكِ للعاطفة؟ .. هل تتخيلين لا قدر الله ماذا قد يحدث لو ضعفتِ يوماً أمام عاطفتكِ نحو إيهاب؟"
حدقت فيها بذعر وهتفت
"أخبرتكِ أنّني لا أفكر فيه .. وبالتأكيد لن أنحدر لأسقط في شرك الخيانة الزوجية .. أنا لست .."
قاطعتها مبتسمة
"لستِ ماذا؟ .. أنتِ في ورطة .. انظري لنفسكِ .. أكاد أجزم أنّكِ كنتِ تدعين القوة لتجبري نفسكِ على الاستمرار في هذا الجحيم .. ولتقاومي مشاعركِ نحو إيهاب .. هل لا زلتِ تأمنين على نفسكِ وقلبكِ مؤخرًا؟"
حدقت فيها بخوف واضح ثم هزت رأسها نفياً .. لا .. هي لا تنكر أنّها باتت تخاف من نفسها بعد أن انهار الحصن الذي كانت تختبئ داخله .. بعد أن فتحت جروحها أمامه واعترفت بكل شيء .. لا .. هي لن تسقط هكذا .. لن تقع في الخيانة حتى لو كانت زوجة على الورق فحسب.
"لا يا جيلان .. كما أخبرتكِ .. قصتي أنا وإيهاب انتهت دون رجعة .. حتى لو انفصلت انا وأسامة لن أعود لإيهاب .. هذا على افتراض أنّه يحبني كما تدعين"
"إنّه يحبكِ"
ردت بإصرار لتهتف تارا
"لم يعد مهمًا .. الآن لدي ما هو أهم .. ابنتي .. أنا لا يمكنني أن أهز استقرارها النفسي"
وأطرقت بعينين حزينتين قبل أن تهمس
"هي من الأساس بدأت تشعر وتخاف كثيراً أن أترك والدها"
هزت جيلان رأسها برفض
"أنتِ ترتكبين خطأً فادحًا تارا .. هل تظنينها ستكون سعيدة ومستقرة نفسياً حين تكبر وتفهم أكثر"
وتأملت وجه تارا الشاحب الذي لم تفلح بزينتها أن تخفي آثار الإرهاق والسهر والحزن منه
"أنتِ تغيرتِ كثيرًا تارا، ما عدتِ كالسابق .. أتذكر تلك الفترة التي تلت رحيل إيهاب .. أنتِ الآن تذكرينني بتلك الفتاة .. أنتِ تزوين، يمكنني رؤية هذا بسهولة"
وصمتت لحظة لتردف وهي تميل لتطفئ سيجارتها بالمطفأة الصغيرة
"غدًا تلاحظ ابنتكِ التعاسة التي تعيشان فيها، هذا إن لم تتعقد الأمور أكثر"
"ماذا تعنين بتتعقد أكثر؟"
هزت كتفيها بابتسامة حزينة
"لا أريد أن أفكر بتشاؤم .. كما أخبرتكِ .. لو كنت مكانكِ سأخشى من نفسي كثيرًا .. أنا أعرفكِ تارا .. أنتِ عاطفية جدًا .. لا يمكنكِ أن تستمري في هذه الحياة الجافة .. أنتِ تقتلين نفسكِ ببطء وابنتكِ حتمًا ستتأثر .. شئتِ أم أبيتِ ستفهم الوضع عندما تكبر"
غامت عيناها وهي تفكر .. ومن أكثر منها خبرة بهذا .. هي التي نشأت في بيتٍ بارد بين أبوين يكرهان بعضهما ويكرهانها ... هل ترضى لابنتها نفس الحياة؟
تنهدت بحرارة وهمست
"لم يعد هناك مفر جيلان .. أنا أوقعت نفسي في هذا كله وسأدفع ثمن غبائي للنهاية"
رمقتها بألم بينما عادت تارا تتنهد وهي ترفع عينيها
"من يدري .. ربما أجد مهربًا ذات يوم و.."
توقفت عن الكلام وعيناها تتوقفان بصدمة على شيءٍ ما خلف رفيقتها وانقبض قلبها بألم رهيب .. شعرت بأنفاسها تتحرك كسكاكين حادة في صدرها وانتبهت جيلان لتغيرها فهمست بحيرة وهي تدير رأسها
"ما الأمر .. ما .."
قاطعتها بسرعة
"آه .. لقد أخذنا الحديث يا جيلان ونسيت سؤالكِ"
تنهدت براحة حين التفتت لها وقد نجحت في جذب انتباهها عن الشخصين اللذين دلفا إلى المكان
"ماذا فعلتِ في حياتكِ بعد الجامعة؟"
حدجتها جيلان لحظات بشك قبل أن تبتسم وقالت وهي تسترخي في مقعدها
"ظننتكِ لن تسألي أبدًا"
ضحكت تارا بافتعال بينما عيناها تعودان إليهما واختنقت أكثر وهي تراها تتحرك إلى جواره بأناقتها المعتادة ورأسها مرفوع باعتداد امرأة تثق بجمالها وحضورها .. انقبض قلبها وهي ترى الابتسامة الفاتنة التي وجهتها إليه كارمن بينما تمد يدها لتضعها في ذراعه ليرد هو بابتسامة واسعة أوغرت قلبها عليهما معًا .. قاومت لتتحكم في ملامحها بينما الغضب يشتعل داخلها ببطء .. كيف عذبها قلبها على ما فعلته به قبل أيام، بينما هو مشغول كما يبدو ويعيش مغامرة جديدة مع صديقته الفاتنة، وهي الحمقاء كانت تموت الأيام الماضية ألمًا ومرارة .. يبدو أنها أساءت فهم رد فعله، وجيلان أيضًا .. هو لم يحبها يومًا ولن يفعل، ما انتابه ليلتها بسبب شعوره بالذنب والخيانة نحو أسامة لا أكثر، ويبدو أنه قد وجد الحل ليقطع الطريق على مشاعرها الحمقاء القديمة .. ألم يصدق كلامها؟ .. ماذا يظنها؟ .. ستطارده بمشاعرها متناسية حقيقة وضعها؟ .. هي لن تفعلها حتى لو كانت حرة .. لن تعود لتمنحه قلبها مجددًا، ولو حصلت على حريتها من أسامة .. وقلبها الأحمق الذي يراقبهما الآن محترقًا ستنتزعه من صدرها وتدوسه قبل أن يخفق من أجله مرة أخرى.
"تارا .. أنتِ لستِ معي"
انتبهت لجيلان وهتفت
"أنا معكِ .. ماذا قلتِ؟"
ضاقت عيناها بشك أكبر لكنّها واصلت
"كنت أقول أنني واصلت المشاركة في أدوار ثانوية بالمسرحيات حتى اكتشفني أحد المخرجين وعرض عليّ المشاركة في بطولة مسرحيته وانطلقت بعدها"
وضحكت غامزة
"وقبل عام التقيت بخطيبي .. في البداية ظننته مهتمًا بالمسرح لكن اتضح أنّه أتى بالصدفة لحضور أحد عروضي وكان مجبرًا .. لكنّه كما يقول، وقع في حبي لحظة رآني ومن وقتها وهو لا يفوت عرضًا لي وظل يحاصرني بوجوده واعترف بحبه لي حتى سلّمت واعترفت أنا الأخرى"
ابتسمت تارا بحنان وغمغمت
"مبارك لكِ عزيزتي .. أنتِ تستحقين كل خير"
بادلتها ابتسامتها قبل أن تردد
"وأنتِ أيضاً تارا، لهذا أتمنى أن تفكري جيداً وتقرري لحياتكِ .. يكفي ما ضاع منها ولا تنسي أيضاً .. ابنتكِ ستكبر وتحلق بعيدًا عنكِ ولن يبقى وقتها أمامكِ سوى الوحدة والتحسر على ما ضيعتِ من سنين"
أومأت بعينين تعيستين تحركتا لا إراديًا نحو إيهاب وشهق قلبها بألم وهي تراه يمسك كف جيلان الموضوعة فوق المائدة .. ارتجفت شفتاها بشدة وشعرت بقلبها ينزف حرفيًا .. أين ذهب كل ما كانت تردده على نفسها للتو
"تارا .. أنتِ لستِ معي فعلاً .. ماذا هنـ .."
قاطعتها باختناق وهي تنهض
"تذكرت شيئًا مهمًا جيلان .. هل يمكن أن نذهب؟"
نهضت لتتناول حقيبتها الصغيرة مرددة وهي تلمح شحوب تارا الواضح
"طبعًا حبيبتي .. هيا"
تحركتا معًا وأسرعت تارا تمر مسرعة متفادية المرور جوار طاولتهما تمنع في نفس الوقت جيلان من ملاحظتهما لكنّها لم تنجح كُلياً حين قاطعهما أحد النُدل فاضطرت للتنحي جانباً .. سقط قلبها أرضًا حين سمعت جيلان تهتف
"آه .. انظري من هنا .. إيهاب"
شتمتها تارا بحنق حين سمعت نداءها له .. ها هي تستعيد شخصيتها المتهورة المندفعة بغباء .. راقبتها بتخاذل وهي تندفع نحو طاولتهما والتفت إيهاب بتساؤل، قبل أن يبتسم ونهض مرحباً بها .. تحركت بتخشب مقتربة من جيلان التي بدأت ثرثرتها الحمقاء معه
"يا ربي .. لم أتوقع أن أراك الآن .. كنا لتونا في سير .."
أسرعت تقبض على مرفقها بقوة توقفها عن الهذيان فعدلت جيلان بسرعة
"أعني .. كنا ذاهبتين ولحسن حظي أنني رأيتك .. لم يتسن لي الاتصال بك والاعتذار عن المكالمة التي فاتتني"
ابتسم بشحوب متفادياً النظر نحو تارا بينما جيلان تواصل
"اتصلت بتارا وأخبرتها أن توصل لك رسالتي لكن .. يبدو أنّها لم تفعل، صحيح؟"
رمقتها تارا بحنق وهي تترك مرفقها .. ماذا تفعل هذه الغبية؟ .. سمعت إيهاب يرد دون أن ينظر نحوها لحظة
"لا بأس جيلان .. عرفت أنّكِ كنتِ مسافرة"
والتفت بسرعة قاطعاً عليها المزيد من ثرثرتها التي هو متأكدٌ من أنّها ستفضحهما أمام كارمن التي التفت لها
"جيلان .. دعيني أقدم لكِ كارمن عزمي .. شريكتي في العمل ومهندسة تصميم لا يُشق لها غُبار"
كزت تارا على أسنانها وهي تسمعه يقدمها بهذه الطريقة .. كانت تقلد كلماته داخلها بتهكم ولم تنتبه إلى أنّها زمت شفتيها باستخفاف وأنّه التقط حركتها ليخفق قلبه بعنف .. ابتلع لعابه بصعوبة ليزكز على كلامه
"كارمن .. هذه جيلان .. ممثلة مسرحية موهوبة جدًا"
"لم أعرف أنّك متابعٌ لأخباري يا إيهاب"
قالت جيلان ضاحكة وهي تضرب كتفه بمرح لتنال زوجًا من النظرات الحانقة واحدًا من تارا التي كادت تركلها بحنق والآخر من كارمن التي ابتسمت لها بتشنج وهي تردد
"مرحباً"
التفتت لها جيلان تتأملها ملياً بتفحص وتقييم مستفزين وشعر إيهاب بالحرج من تصرفها بينما يتساءل عما دهاها
"مرحباً"
ردت جيلان بابتسامة سمجة قبل أن تلتفت لتارا
"طبعًا هذه تارا السيوفي .. غنية عن التعريف .. وأنت يا إيهاب طبعًا لا داعي لأعرفك عليها، أليس كذلك؟"
شحب وجهاهما وانتابت الاثنين رغبةٌ في ضربها قبل أن يبتسم هو بتشنج
"لا بد أنّها أخبرتكِ أنّها زوجة أخي يا جيلان .. طبعًا أعرفها"
نزلت الكلمتان كاللهب على قلبه قبل قلبها هي والتقت أعينهما للحظة تبادلتا حديثًا مريرًا مليئًا بالعتاب وعشرات الكلمات الجريحة .. نبّهتهما ضحكة جيلان التي قالت
"صحيح .. لقد صححت لي سوء الفهم الذي حدث في الحفل"
نقلت كارمن بصرها بينهم بشك وفضول بينما إيهاب أسرع قائلًا
"إنّها عادتكِ يا جيلان .. تتسرعين في الحكم على الأمور"
نظرت جيلان نحو كارمن وعادت لتقييمها قبل أن تلوح بكفها الأنيق
"لا يا صديقي .. أنا أجيد الحكم على الأمور أكثر مما يبدو عليّ"
ومالت قليلاً توجه حديثها لكارمن
"هذه مشكلة أن يكون لكِ أصدقاءٌ لا يقدرون حكمتكِ .. وصديقاي هذان حقيقةً .. ماذا أقول؟"
تنهدت بطريقة استعراضية وهي تهز كتفيها
"ما علينا .. أحيانًا أتمنى لو لم أحظ بكل هذه الحكمة .. كما تعرفين إنّها مأساة كبيرة"
لوت كارمن شفتيها محدقة فيها باستغراب
"صحيح"
تمتمت كأنّما تأخذها على قدر عقلها بينما هتفت تارا
"أيتها الحكيمة .. أعتقد أنّ هذا القدر كاف .. لقد أزعجناهما بما يكفي"
انتفض قلبه معترضاً على رغبتها في الذهاب وهتفت جيلان
"آه صحيح .. لقد أثقلت عليكما بثرثرتي .. آسفة جداً .. تقبلي اعتذاري كارمن هانم"
أومأت كارمن بابتسامة باهتة بينما ارتفع رنين هاتف تارا في نفس اللحظة فالتقطه بسرعة ريثما تودع رفيقتها إيهاب .. قطبت وهي ترى رقم بيت أسرتها
"مرحباً .. نعم .. ماذا تقولين؟ .. متى حدث هذا؟"
التفت ثلاثتهم على هتافها الجزع واندفع إيهاب دون شعور
"ما الأمر يا تارا؟"
هتف بتوتر بينما تردد عبر الهاتف بعينين دامعتين
"وأين أمي؟ .. تمام ..أنا قادمة في الحال"
أغلقت الهاتف وتحركت مسرعة دون وعي فأسرع يقبض على مرفقها هاتفًا
"ماذا حدث يا تارا؟ ما الأمر؟"
التفتت ودموعها سالت لتحرق قلبه
"أبي ساءت حالته فجأة ونقلوه إلى المشفى .. أمي مسافرة ولا أحد معه .. عليّ الذهاب"
رددت بارتجاف وهي تحاول الحركة لكنّ قبضته اشتدت على ذراعها
"انتظري .. أين تذهبين وحدكِ في هذه الحالة؟"
تمتمت وهي تهز رأسها بضياع
"سآخذ سيارة أجرة و .."
"سأوصلكِ"
هتف باندفاع وهو يشدها دون أن يمنحها فرصة للكلام
"إيهاب"
توقف فجأة على هتاف كارمن المصدوم وانتبه لنفسها .. وقف شاحباً وارتخت قبضته على مرفق تارا التي حدق فيها بذعر قبل أن ينتزع يده كالملسوع والتفت بعد ثوان إلى كارمن
"آسف يا كارمن لكن عليّ الذهاب .. سأتصل بالسائق ليأتي ويقلكِ"
حدقت فيه بصدمة
"سأعوضكِ عن موعدنا"
همس بخفوت بينما تحركت تارا هامسة باختناق
"لا داعي .. لا أريد أي مساعدة"
وقف حائرًا لتسرع جيلان هاتفة
"ماذا تنتظر؟ .. ألم تر حالتها؟ .. ربما أصابها مكروه في الطريق ماذا ستخبر أسرتك وقتها؟"
نظر لكارمن معتذرًا فتنهدت مرددة بضيق وأشاحت بوجهها عنه .. أسرع هو ليلحق بتارا هاتفًا اسمها بينما راقبت جيلان اندفاعه الملهوف هامسة تقلد تارا .. إنّه لا يحبني .. هل هي حمقاء؟ .. عشقه واضح للأعمى .. قطعت أفكارها لتلتفت إلى كارمن التي كانت بدورها تتابع انصرافهم بضيق وشك .. ابتسمت لها بمسرحية
"بقينا وحدنا"
التفتت لها كارمن بنظرات ضيقة فاتسعت ابتسامتها وهي تقول
"بالمناسبة .. هل تحبين المسرح؟"
رمقتها كارمن بدهشة قبل أن تزفر مشيحة بوجهها وتكتف ذراعيها بضيق وعقلها يواصل تفكيره وشكوكه التي استيقظت ولن تهدأ إلا حين تصل للحقيقة.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-09-20, 10:27 PM   #133

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"أيها الهمجي .. أيها الوغد .. أنزلني قلت لك"
واصلت رويدا صرخاتها الحانقة وضرباتها التي لم تؤثر فيه بينما يقطع الطريق نحو جناحه
"سأقتلك يا شاهين .. أقسم أنني سأجعلك تندم"
تأفف وهو يبعد أذنه عن صراخها المزعج
"لقد بدأت أندم بالفعل"
هتفت بكراهية
"جيد .. هذه هي البداية .. أعدك أنني سأحيل حياتك جحيمًا إن لم تتركني، هل سمعت؟"
قال وهو يدفع باب الجناح بقدمه
"نعم سمعتها مليون مرة .. رجاءً لا تهددي بما لا تستطيعين فعله"
رمقته بغل شديد ولم تحتمل أكثر فاعتدلت ممسكة بكتفيه وقبل أن يفهم مالت تغرس أسنانها في عنقه ليصرخ بألم مع عضتها القوية التي أنهتها بعد ثوان وهي ترفع رأسها بانتصار لم يكتمل حين قذفها لتسقط بعنف فوق الفراش .. أمسك هو رقبته محدقًا فيها بذهول وغضب بينما اعتدلت تتحسس مؤخرتها وظهرها هاتفة بحنق
"أيها الهمجي .. كاد ظهري ينكسر"
دلك رقبته هاتفًا
"تستحقين أيتها المتوحشة .. يا ربي .. ما هذه المصيبة التي ابتليت بها؟"
نهضت متخصرة
"أنت جلبت هذا لنفسك .. وانتظر من هذا الكثير أيها المتحرش الوقح"
رمقها بتوعد وتحرك مقتربًا من المرآة يرى الأثر الذي تركته أسنانها .. رفع عينيه في المرآة ليراها تقف بجسد مشدود ونظرات متحدية .. يومًا ما سيكسر رأسها هذا .. حانت منه نظرة إلى الوشاح الذي انزاح مع مقاومتها ليكشف عن ساقها مرة أخرى فشتم بحنق .. ربما يكسر ساقها المستفزة هذه أولًا .. ابتعد عن المرآة واستعاد واجهته الساخرة ليقول بعبث
"سألزمكِ بوعدكِ إذن فراشتي"
قطبت مرددة بغباء
"ما الذي تقوله أيها الأحمق؟"
تحرك نحوها لتتراجع بتوتر بينما ازدادت عيناه لمعانًا وهو يتحسس رقبته
"كنت أعرف أنّكِ عاطفية ونارية لكن ليس لهذه الدرجة يا شعلتي النارية"
سقط فكها ببلاهة بينما غمز بوقاحة
"أنا في انتظار الكثير من هذا كما قلتِ فراشتي"
تراجعت شاهقة
"أ .. أيها الوقح .. من تظن نفسك؟"
وتحركت تنوي مغادرة الغرفة
"لن أحتمل وقاحتك هذه أكثر .. أنا مغادرة"
أسرع يلتقط كفها ويشدها إليه
"ومن سيسمح لكِ سنيورا؟ .. أخبرتكِ أنّكِ أسيرتي وأنا وحدي سأقول متى تذهبين من هنا"
حاولت التحكم في أنفاسها وغضبها لكنّها لم تستطع .. ركلته بكل قوتها في ساقه
"وأنا قلت لن أبقى هنا لحظة واحدة .. أنت شخص معتوه ولن أنتظر حتى .."
قيدها بقوة إليه ورفع ذقنها يجبرها على النظر إليه فمنحته أكثر نظراتها كراهية
"من المؤسف حقًا أن أخيب آمالكِ ماريبوسا .. هل تعتقدين أنّ أحدًا من الموجودين بالأسفل سيساعدكِ؟"
وتأتأ بلسانه بأسف مفتعل
"يؤلمني أن أخبركِ أنّه حتى ابن عمي المحترم الذي تدخل من أجلكِ قبل قليل لن يفعل شيئًا ليخرجكِ من هنا .. لقد قضِي الأمر ماريبوسا ومصيركِ تقرر هنا .. معي .. وبعد قليل ستكونين زوجتي"
حدقت فيه وهي تتنفس بحدة ثم ضربت صدره هاتفة
"من تظن نفسك؟ .. أنا حقًا أريد أن أعرف .. من تظن نفسك؟"
وتعالى صوتها أكثر
"أنت مغرور متعجرف ومجرم أيضًا .. هل تظن العالم يدور بأمرك لتأمرني أنا الأخرى وتتوقع طاعتي لك"
رفعت قدمها تدوس قدمه بكل قوتها لكنّه لم يظهر تأثرًا ولا ألمًا
"أنت حقير وجبان .. أنا لن أتزوجك مهما فعلت أيها الجبان .. هل سمعت؟"
بادلها النظرات لثوان ببرود لم يفضح شيئًا من الصراع داخله بينما عادت تدفعه بكل قوتها
"نجوم السماء أقرب لك مني شاهين عدناني"
نظر في عينيها برهة قبل أن يبتسم وحررها فجأة .. ترنحت قليلًا قبل أن تتوازن وسمعته يقول ساخرًا
"مما أنتِ خائفة بالضبط ماريبوسا؟"
رفعت عينيها تنظر له مقطبة
"خائفة؟ .. مما سأخاف أيها الأحمق؟"
كتف ذراعيه يتأملها بطريقة أعادت لها توترها وقد لمعت عيناه بشدة
"يمكنني أن أرى أنّكِ خائفة سنيورا .. ربما أنتِ خائفة من مصيركِ معي أو .. ربما تخشين أن تضعفي أمامي وتستسلمين لمشاعركِ"
شهقت باستنكار
"بماذا تهذي أيها المعتوه؟ .. أي خوف وأي مشاعر؟ .. هل تظنني أميل لشخصٍ مثلك؟"
ابتسم ببرود ورمقها في صمت ساخر، فكتفت ذراعيها بتحد مماثل
"ليست رويدا الشامي من تخاف من شخص متعجرف مثلك .. قلت لك .. قابلت أوغادًا كثيرين من نوعيتك وتعاملت معهم"
وطرقعت بإصبعيها في وجهه
"أنت واهم لو ظننتني سأسمح لك بالانتصار عليّ ولا بتحقيق هدفك من هذا الهراء الذي تفعله"
اتسعت ابتسامته وهو يرد
"غريب .. مع أنني أشم رائحة خوفكِ وتوتركِ من مكاني"
رمقته بكره قبل أن تضحك
"توقعت بالفعل أنّك نوع معين من الكلاب .. للأسف لا أميل للكلاب كثيرًا"
اختفت ابتسامته لتنتشي عروقها بشماتة اختفت وهو يقترب منها بسرعة جعلتها تتراجع بوجل حتى التصقت بالحائط .. مال عليها محاصرًا وتوقفت عيناه على شفتيها ليرتجف قلبها بعنف
"ديونكِ زادت كثيرًا سنيورا .. ربما تقضين وقتًا طويلًا حتى تستطيعين الوفاء بها لي"
حدقت فيه بتوتر ومال هو أكثر وعيناها تنسجان سحرًا كاد يسرقه فينسى ما حوله لولا أن أتاه صوت كِنان عاليًا
"أيها الصقر .. ماذا تفعل عندك كل هذا الوقت؟ .. هل تحتاج أي مساعدة لإقناع فراشتك؟"
اتسعت عيناها بينما أغمض شاهين وهو يكز على أسنانه وانقبضت يداه على الحائط جوارها
"سأقتلك كِنان .. يومًا ما سأقتلك"
همس بخفوت قبل أن يسمع كِنان يهتف بخبث
"على الأقل انتظرا بضع دقائق حتى يتم عقد القرآن وننصرف"
شهقت وهي تدفع شاهين بعنف في صدره وتراجع هو شاتمًا لتهتف
"أنتم عائلة من المجانين"
رمقها بحنق ثم اندفع يفتح باب الجناح وأطل هاتفًا بأعلى صوته
"اخرس يا كِنان قبل أن آتي وأقص لسانك"
وصلته ضحكته الساخرة من الأسفل
"أنا المخطئ .. قلت أنبهك للوقت .. شقيقي العزيز أوشك صبره على النفاذ وسيأخذ الشيخ ويهرب به .. أسرع قبل أن تفوتك الفرصة"
زفر بقوة وعاد للجناح ليصفع الباب بكل قوته والتفت لرويدا .. تراجع في الوقت المناسب قبل أن ترتطم الفازة الخزفية برأسه وهتف ساخطًا
"تبًا .. على المرء أن يحذر حين يعطيكِ ظهره"
صرخت وهي تلقي الفازة لتهشمها بغضب
"هذا ما عليك فعله من الآن فصاعدًا .. واسمعني مرة أخيرة .. زواج بك لن أتزوج أيها الأحمق وأرني ما ستفعله"
وقف صامتًا للحظات كأنما يفكر ورفعت هي رأسها بانتصار قبل أن تبهت ابتسامتها الداخلية وهو يقول
"وما المانع من زواجنا ماريبوسا؟"
"هل أنت مجنون؟ .. أنا مختطفة هنا أيها الوغد .. أنت اختطفتني"
ابتسم ساخرًا وهو يتأمل ثيابها
"بربكِ ماريبوسا .. أي اختطاف هذا؟ .. انظري لنفسكِ .. أنتِ تتعاملين مع الأمر على أنّكِ في رحلة استجمام"
قبضت كفها وهي تهتف
"هذا لأنّك لم تترك لي خيارًا أيها المختطف اللعين؟ .. أنا أقاوم بطريقتي"
صمت قليلًا قبل أن يخبرها وهو يتحرك نحوها
"اسمعي ماريبوسا .. كما قلتِ بنفسكِ أنتِ مختطفة .. أنتِ أسيرتي"
ورفع يده يداعب وجنتها ليتشنج كل عصب فيها
"وحتى ينتهي الهدف من بقائكِ هنا فراشتي .. سيحدث كل شيء كما أريده"
صفعت كفه
"لم أعرف أنّ الهدف من وجودي هنا يتضمن الزواج منك"
ابتسم مقتربًا أكثر وعاد يرفع ذقنها هامسًا
"أنتِ تشعرين بما يجري بيننا ماريبوسا، صحيح؟"
رمقته بصدمة واستنكار بينما يواصل بنبرة حسية
"عاجلًا أو آجلًا .. هذه النار التي تجذبنا لبعضنا ستشتعل أكثر"
وانخفض صوته أكثر
"لن ننجو منها أنا وأنتِ"
"أي هراء هذا؟ .. بماذا تهذي؟"
همست بتخبط لتتسع ابتسامته مستشعرًا ارتباكها
"بقاؤنا هنا حتمي ماريبوسا .. لا يمكنني أن أطلق سراحكِ ولا الابتعاد عنكِ .. نحن عالقان هنا معًا .. لذا عليّ تصحيح الوضع قبل أن تحدث كارثة"
حدقت في عينيه بذهول بينما نصف عقلها علق فجأة خلف غيمة مربكة تكاثفت مع همساته لتسأله بغباء
"أي كارثة؟"
انقبض قلبها مع ابتسامته ونظراته التي حطت على شفتيها
"في اعتقادكِ أي كارثة فراشتي؟"
أخذت وقتًا حتى صفعها عقلها لتفيق فتراجعت مبتعدة عن تأثيره واستعادت جمودها
"هذا في أوهامك فقط أيها الوغد المتحرش .. أنا لا أعرف عما تتحدث .. أنا لا أشعر بشيءٍ نحوك"
"نعم صدقتكِ"
أخبرها ساخرًا لتحدجه بكراهية فهز كتفيه قائلًا ببساطة
"إذن ما دمتِ لا تشعرين بشيء، لا داعي لخوفكِ مني .. إلا إذا كنتِ تكذبين"
"أنا لا أكذب أيها الأحمق"
صرخت فيه بحدة فابتسم بتسامح
"نحن متفقان إذن"
"نحن لم نتفق على أي شيء أيها اللعين"
صرخت فيه ومدت ذراعها على امتدادها
"اذهب واصرف ضيوفك وإلا لن يحدث لك خير .. لا أريد أن أرى واحدًا منهم هنا"
ابتسم مرددًا بتهكم
"اصرفهم وستبقين معي بمفردكِ؟ .. أليست هذه فرصتكِ للهرب برفقتهم؟"
توقفت منتبهة لكلامها الغبي، وكزت على أسنانها تشتمه بحنق
"يسعدني حقًا أن تعتبري هذا بيتكِ لكن .. ميا آمور .. يجب أن نصحح وضعنا كما أخبرتكِ"
رمته بنظرات حارقة بينما يردف
"ربما تخرج الأمور عن السيطرة هنا وأنا .. لا أحب أن أرتكب حرامًا"
التفتت بكامل جسدها نحوه ترمقه بذهول قبل أن تنفجر ضاحكة
"لا تحب أن ترتكب حرامًا؟"
واصلت ضحكاتها التي استفزته
"هذه نكتة العصر؟ .. يا إلهي لا يمكنني التوقف عن الضحك .. سأموت"
أمسكت ببطنها مستغرقة في الضحك بينما يرمقها ببرود وصمت، حتى هدأت وقالت بتهكم
"أضحكتني والله .. هل تخشى ارتكاب الحرام حقًا؟ .. ماذا تركت بعد اختطافي أيها المتعبد التقي؟"
زفر بملل ثم أخبرها
"ليس وقت مناقشة تقواي سنيورا بلانكا .. لدينا زواج ينتظر بالأسفل"
ضربت كفيها معًا
"هل أنت أصم؟ .. لا تفهم؟ .. قلت لن أتزوجك أبدًا"
تحرك مقتربًا منها
"دعيني أختصر كل هذه المهاترات ماريبوسا فلن تغير شيئًا"
قطبت بحذر وهي تستمع له بتوجس
"أعترف أنني ارتكبت خطأ حين جلبتكِ إلى هنا .. وكما قلت سأصحح هذا الخطأ بعد قليل"
حاولت مقاطعته فأوقفها بإشارة صارمة
"اسمعيني للنهاية .. سأعقد معكِ اتفاقًا .. سنتزوج بشروط"
زادت تقطيبتها بينما يكمل
"لن ألمسكِ إذا كنتِ تخشين هذا"
"من سيسمح لك أصلًا؟"
هتفت بحدة ليبتسم ساخرًا
"بحق الله .. لا تضحكيني ماريبوسا"
كزت على أسنانها بقهر فيما واصل
"سأسمح لكِ بالخروج من الجزيرة والعودة لحياتكِ"
انتبهت مع كلماته ونظرت له بغير تصديق
"سأعيد لكِ الشركة لتحققي مشروع أحلامكِ وبدون أي شروط مجحفة أو تعقيدات هذه المرة .. سينتهي زواجنا في الوقت المناسب .. لستِ مطالبة بأكثر من الموافقة والتوقيع على العقد"
قطبت تفكر بتوجس وهي ترمقه بشك
"ماذا ستستفيد أنت من كل هذا؟ .. ما الذي يجعلك تقدم كل هذا مقابل زواج على الورق؟"
ابتسم بغموض انقبض له قلبها
"لا تشغلي بالكِ بهذا ماريبوسا .. يمكن أن تقولي أنني أشتري راحتي النفسية وأرضي ضميري"
استمرت في نظراتها المتشككة قبل أن تقول بتجهم
"لا .. ولو اقتطفت لي نجمة من السماء مقابل زواجي منك لن أوافق"
لصدمتها ابتسم بهدوء ثم قال
"انتظري لحظة"
تركها وأسرع يفتح الخزانة حيث وضعت ثيابها لتصرخ بغضب
"ماذا تفعل؟ .. لماذا تلمس ثيابي؟"
أخرج بعد ثوان فستانًا حريريًا أبيض مائل للسمني وقال وهو يضعه على الفراش
"هذا مناسب .. سأنتظركِ بالأسفل"
أسرعت تقف في طريقه ورفعت يدها تضرب صدغه بإصبعيها
"أنت حالتك متعسرة .. ألا تفهم أي شيء؟ .. رأسك هذا مصنوع من أي شيء أريد أن أعرف"
تناول يدها وشدها نحوه منتزعًا تلك الشهقة التي بات يهوى سماعها .. حاولت الابتعاد لكنّه شد ذراعه حول خصرها ومال يهمس في أذنها
"تأكدت الآن أنّكِ خائفة من نفسكِ سنيورا"
ابتلعت ريقها بتوتر
"أنتِ خائفة من ضعفكِ أمامي ومن انجذابكِ الواضح لي"
شهقت داخلها ترفض الاعتراف بما يقوله .. ترفض أنّه فضحها أمام نفسها قبل نفسه
"أنت واهم"
أخبرته بضعف كرهته ودفعها غضبها من نفسها لتبعده هاتفة
"أنا لا أخاف أيها المتعجرف الواهم .. وحتمًا لست منجذبة لك ولن .."
قاطعها ببرود
"أتحداكِ أن تكذبيني سنيورا"
أحرق دمها بثقته المستفزة فهتفت دون تفكير
"أتحداك أيها المغرور"
أجابها بابتسامته الباردة
"إذن لا مانع عندكِ من الزواج بي ما دمتِ تثقين بنفسكِ لهذه الدرجة"
رمقته بقهر وهي تعض لسانها
"اسمعي .. سأراهنكِ .. أثبتي لي خطأي وتوهمي كما تدعين وسأمنحكِ الطلاق في أقرب وقت وسأنفذ كل الشروط التي منحتها لكِ"
قبضت يدها وشيطانها يوسوس لها أن تجعله يندم على تحديها بينما جزء صغير من بقايا تعقلها وحكمتها يخبرها ألا تتسرع
"بالطبع سأتفهم إن تراجعتِ .. لا تخافي لن أسخر من جبنكِ"
كلماته فجرت ذلك الطبع اللعين داخلها .. تكره الخسارة .. تعترف .. تكره أن يتحداها أحد ويستصغرها .. وشاهين سيعرف جيدًا جزاء هذا .. كيف يسخر منها ويستخف بها بهذه الطريقة؟
"آسف حقًا .. أنا أتراجع عن هذا الرهان السخيف .. أنا أحمق حقًا لأراهن امرأة ضعيفة و .."
اندفع لسانها يهتف بسخط
"أنا لست ضعيفة يا هذا"
رمقها باستخفاف أشعلها أكثر فهتف وهي تتناول الفستان
"أعدك أنّك ستندم غاليًا"
ورفعت سبابتها في وجهه
"وهذا الرهان أنا سأفوز به .. انتظر قريبًا حين تنفذ شروطك كلها صاغرًا"
ابتسم بتهكم شديد لتكز على أسنانها
"سأجعلك تبتلع كلماتك اللعينة هذه وتختنق بها قريبًا .. وهذه كلمة مني"
ثم لوحت بذراعها نحو الباب هاتفة بعنف
"والآن اغرب من هنا حتى أرتدي ثيابي"
كتم ضحكته بصعوبة وهو يرمقها بنظرات شديدة البراءة وأسرعت هي خلفه ولم يكد يغادر حتى صفعت الباب خلفه بقوة رجت الجدران، وما كادت تتحرك خطوة حتى انفتح الباب وأطل وجهه مبتسمًا بسخرية
"لا تتأخري فراشتي .. أنا أنتظركِ على أحر من الجمر"
أغلق الباب خلفه بهدوء لتصرخ بقهر وقذفت الفستان نحوه
"أشعلوا جمرًا من جهنم أسفل جسدك اللعين أيها الوغد"
ووقفت تتنفس بسرعة وغضب لمع في عينيها وهي ترفعهما نحو الباب مرددة بوعيد
"لن أكون رويدا الشامي إن لم أجعلك تركع نادمًا على كل هذا يا شاهين .. أنا جبانة؟ .. ستعرف ماذا ستفعل هذه الجبانة قريبًا .. انتظر فقط"
قالتها وهي تركل الأرض بقدمها بغضب واندفعت نحو الدولاب لتنتقي فستانًا آخر وشيطانها يواصل توعده دون توقف.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-09-20, 10:28 PM   #134

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قاد إيهاب سيارته بتوتر وهو يختلس النظر لتارا الجالسة جواره بشحوب وعيناها الدامعتان معلقتان بالطريق .. لمح ارتجافة جسدها فهمس مقاومًا وجع قلبه لأجلها ورغبته في ضمها علّ ارتجافها وحزنها يتبخران
"لا تخافي تارا .. سيكون بخير"
أومأت وشفتاها ترتجفان .. عاد يركز على الطريق وسمع شهقة باكية تخونها، فزاد من سرعته ليصلا وجهتهما بسرعة وإلا فالمقابل الوحيد أن يوقف السيارة إلى جانب الطريق ويستسلم لقلبه فيضمها حتى ينتقل إليه كل ألمها
"تارا أرجوكِ"
همس باختناق عندما خانتها مقاومتها وبدأت في البكاء
"تارا .. توقفي أرجوكِ .. لا تبكي حبـيـ .."
قطع الكلمة قبل أن يخونه لسانه ولم يبد عليها أنّها انتبهت بينما تدفن دموعها بين كفيها .. قبض بعنف على المقود وضغط أكثر على الوقود .. احتمل الدقائق المريرة لبكائها الصامت حتى بدأت تهدأ ليردد أخيرًا
"لم أعرف أنّكِ تحبينه هكذا"
صمتت شهقاتها والتفتت نحوه كأنما بدأت تستفيق لحقيقة وجودها معه .. همست بتحشرج
"هو أبي رغم كل شيء يا إيهاب .. بالطبع أحبه وأخاف عليه"
ابتسم بأسى بينما شردت هي ناظرة للخارج بمرارة
"صحيح أنّني لم أشعر من ناحيته بأي حب .. نظراته لي كلها تقول شيئًا واحدًا لكنني مع هذا"
أطرقت وخيطان من الدموع يسيلان بألم
"أنا مع هذا أحبه يا إيهاب"
ضغط على فكه مقاومًا مشاعره
"اطمئني .. سيكون بخير"
"إن شاء الله"
همست وهي تمسح دموعها وران الصمت قليلًا حتى تمتمت
"شكرًا لك إيهاب .. أتعبتك معي .. لم يكن عليك أن .."
قاطعها مقطبًا
"أي تعب يا تارا؟ .. هل كنتِ تريدين مني ترككِ وحدكِ بهذه الحالة؟"
قاومت حتى لا تنظر له وخانتها نفسها لتهمس
"لكنّك تركت كارمن وحدها"
قبض كفه بقوة ورد بجمود
"لا تشغلي بالكِ .. ستتفهم الأمر"
قاومت ذلك الشعور البغيض الذي عاد ينهش قلبها وأشاحت بوجهها تعيد تركيزها مع والدها المريض .. استمرت على صمتها ولم يحاول هو فتح الحوار رحمةً بقلبه الذي رغم كل شيء كان ممتنًا لوجودها قربه لولا ذلك الشعور الممزق من عذاب الضمير المعتاد .. زاد سرعته ليبلغ المشفى أخيرًا بعد جلسة تعذيب قاسية ورافقها للداخل .. راقبها بأسى وهي تتحرك بارتباك وتخبط وتذكر للحظات شعلة النشاط التي كانتها في الكلية ثم تلك المرأة الباردة التي تحولت إليها السنوات الماضية والعاشقة الجريحة التي واجهته قبل أيام فقط .. والآن .. اختفت كل هذه الوجوه لتتحول إلى طفلة صغيرة تائهة تحتاج المساعدة .. تولى الأمر عنها سريعًا ورافقها حتى الغرفة التي احتُجِز فيها والدها .. كان يتحدث إلى الطبيب وهي إلى جانبه ولا زالت تحمل النظرة الضائعة الخائفة .. انتبه وقتها لملامحها المرهقة بشدة .. كانت هكذا قبل حتى أن يأتيها خبر والدها وأخبره قلبه أنّها مثله لم تنم لأيام ربما .. عاد بتركيزه مع الطبيب قبل أن يصافحه مع نهاية حديثهم والتفت لها لترفع عينيها الضائعتين إليه .. ارتجف قلبه بقوة وقاوم مشاعره وهو يشير إلى الغرفة
"قال الطبيب أنّ حالته استقرت .. يمكنكِ رؤيته لبضع دقائق"
ظلت تنظر له بنفس الطريقة فتنحنح وقال وهو يمسك مرفقها ويحركها نحو الغرفة
"هيا اذهبي إليه ولا تخافي .. سأنتظركِ هنا"
أومأت بعينيها اللتين عاودتهما الدموع قبل أن تتركه لتدخل .. تنهد بحرارة بعد أن واراها الباب عن ناظريه وتراجع مستندًا للحائط بتهالك .. أغمض متنفسًا بارتجاف وهمس لنفسه
"أنت هالك يا إيهاب"
استمر في وقفته لبضع دقائق بينما قلبه منشغلٌ عليها .. هل ستكون بخير؟ .. هل يدخل ليطمئن عليها؟ .. تحسس قلبه يتوسله أن يهدأ قليلًا قبل أن يفضحه .. شعر بالدقائق التي غابتها كأنّه يقف على جمرٍ محرق حتى انفتح الباب وخرجت أخيرًا … اعتدل متنهدًا براحة اختفت حال وقعت عيناه على وجهها الذي بدا أنّه ازداد شحوبًا .. اندفع إليها هاتفًا بلهفة
"تارا .. أنتِ بخير؟"
وقفت مطرقة بوجهها الشاحب وكاد يهزها هاتفًا فيها أن تريحه وتنطق .. أنّ تقول بما تعانيه .. أن تصرخ حتى لتتحرر من كل هذا الألم المطل من خلاياها
"تارا .. أجيبيني"
رفعت إليه عينيها أخيرًا لتصعقه نظراتها الدامعة بينما تهمس بوجع مزق روحه
"أنا تعبت .. والله تعبت"
هتف قلبه مرددًا بلوعة .. فداكِ إيهاب وروحه .. لكنّ روحه تناثرت داخله وهي تواصل همساتها ونظراتها الباكية المتوسلة
"أنا .. أريد أن أموت يا إيهاب"
اهتز قلبه مع كلماتها
"ليتني أموت"
لم يحتمل أكثر فأمسك عضديها يهزها بغضب
"اخرسي .. ماذا تقولين يا غبية؟"
غمغمت كأنّها لم تسمعه وبدت كأنّها في عالم آخر
"لماذا لا يحبني أحد يا إيهاب؟"
توقف قلبه وتجمدت يداه وهو يحدق فيها بصدمة بينما تواصل هذيانها
"لقد تعبت من رفضهم لي .. تعبت من كراهيتهم .. أبي .. أمي .. أسامة .. لا أحد يريدني .. لا أحد يحبني"
وتوقفت عيناها على عينيه لحظة واحدة قبل أن تعود لضياعها وهي تهمس باكية
"حتى أنت"
كاد يخبرها أنّه يحبها ويريدها لكنّه قاوم بكل ما تبقى فيه من ضمير وعقل
"تارا"
واصلت دون أن تسمعه وترنح قلبه حين شعر بها تترنح في وقفتها
"أنا تعبت من كراهيتكم .. والله تعبت"
راودته رغبة أن يقتحم الغرفة ويتهجم على والدها المريض بالضرب .. ما الذي فعله بها لتصل لهذه الحالة .. انتبه على شهقتها بفزع وهتف اسمها حين فقدت توازنها وأغمضت عيناها .. أسرع يمسك بها قبل أن تسقط أرضًا وسمعها تهمس بضعف
"ليتني أموت .. دعني أموت"
قلبه الذي توقف من الرعب حين تهاوت انفجر فجأة عندما شعر بها بين ذراعيه واتسعت عيناه بفزع وهو يتخبط بين رعبه عليها وبين شعوره بها .. نجمته المستحيلة سقطت من العلياء لتقع في صدره .. تهاوت كشهبٍ متناثرة أحرقت روحه وقلبه .. شعر بأنفاسه تختنق وبروحه تنتفض مطالبة بنصفها .. قلبه يستفيق من صدمته مستوعبًا حقيقة ما يحدث ليركل عقله وضميره جانبًا يطالب بحقه فيها .. وكاد يستسلم .. كاد ينسى كل شيء، دينه وأخلاقه، وضميره ويضيع مع شعوره بها مضمومة بأمان إلى المكان الوحيد الذي تستحق أن يحتويها .. كز على أسنانه مستدعيًا كل قوته في اللحظة التي رفع فيها عينيه المليئتين بالعجز والعذاب، لتتسعا بجزع وهما تلتقيان بعينيّ أسامة الواقف على مسافة قصيرة منهما ينظر إليه بذهول وصدمة ماثلت صدمة قلبه الذي سقط صريعًا أسفل قدميه هامسًا بجزع أنّ أمره قد افتُضِح أخيرًا .. وبأسوأ طريقة.
*********************
انتهى الفصل العاشر
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي



may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-09-20, 05:58 AM   #135

انجى م

? العضوٌ??? » 343399
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » انجى م is on a distinguished road
افتراضي

قلبي هيووووقف الفصل فوق الممتاز بس حسته قصير لاتحرمني من قلمك الجميل ياحتة سكره

انجى م غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-20, 10:54 AM   #136

همهماتى

? العضوٌ??? » 381805
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » همهماتى is on a distinguished road
افتراضي

الروايه تجننننننننننننننن 🧡🧡🧡🧡

همهماتى غير متواجد حالياً  
قديم 22-09-20, 01:37 AM   #137

ines e

? العضوٌ??? » 462884
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ines e is on a distinguished road
افتراضي

قصل رهيب و غني سلمت
ايهاب و تارا معنى للعداب
شو هيكون موقف اسامة من ايهاب
رويدا وشاهيم زي القط و الفار


ines e غير متواجد حالياً  
قديم 23-09-20, 11:29 AM   #138

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع جدا جدا
قسمابالله ماحسيت بانفاسي ررجعت ليا الابعد تكملة الفصل
ماهذاالعذاب والقلوب الموجوعه
وجع ايهاب وتارا اكبر من اي وجع والم
سالم يمكن تكون له فرصةمع رواء
لكن ايهاب وتارا تكون شبه مستحيله
ابدعتي غاليتي فصل مشبع وجميل
موفقه باذن الله


عشقي بيتي غير متواجد حالياً  
قديم 27-09-20, 10:47 PM   #139

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر

قلبها أخبرها بكل شيء قبل أن يحدث .. لقد توقعت .. ألم يكن هذا ما حذرت نفسها منه؟ .. قلبها المرتعد بين ضلوعها أخبرها بينما تنظر بجزع نحو سالم الذي كان مستندًا للسور واعتدل فور أن رآها تغادر الجامعة .. لم ينتظر في المكان الذي اعتادا اللقاء فيه .. لم يستجب حتى لقرارها بعدم رؤيته حتى يوافق جده أو يأتي هو ليخطبها .. أسرعت تبتعد عن بقية الطلبة وابتعدت عنه هو نفسه .. توقفت فجأة عندما هتف اسمها وتلفتت حولها بحرج .. رمقته بلوم، وهتفت
"لماذا تناديني بصوتٍ مرتفع يا سالم؟"
اقترب منها وهي تواصل
"ولماذا أتيت رغم أنني .. "
قاطعها مرددًا وهو يتقدمها
"يجب أن نتحدث"
سقط قلبها أرضًا وابتلعت ريقها بتوتر .. نسيت قلقها من الناس حولها واندفعت تلحق به
"سالم .. ماذا حدث؟"
"سأخبركِ كل شيء رواء، فقط دعينا نتبعد من هنا"
لحقت به تكاد تلهث لتلاحق خطواته
"أنت تخيفني يا سالم .. هل حدث شيء؟"
"تعالي رواء .. لن نستطيع الحديث هنا"
لمحت سيارته المتوقفة على بعد فتوقفت هاتفة
"سالم .. أخبرتك أنني لن أستقل سيارتك مرة .."
قاطعها متنهدًا بقوة
"رواء .. ستكون هذه آخر مرة أعدكِ .. فقط تعالي معي"
ظلت مكانها بعناد فزفر عائدًا إليها .. توقف أمامها ناظرًا لها تلك النظرات الحزينة التي ألانت قلبها وآلمته في نفس الوقت
"حبيبتي"
ارتفع حاجباها مع نبرته وخفق قلبها وهي تسمعه يردد بتعب
"أنا متعبٌ للغاية رواء .. تحمليني قليلًا .. أنا لم أنم منذ أيام"
علامات الإجهاد والسهر كانت واضحة على وجهه .. لامها قلبها لأنّها لم تستسلم لقلقها وتتصل به .. بررت لنفسها أنّهما اتفقا مسبقًا وأقنعت نفسها أنّها ستنتظر اتصاله إما ليخبرها بنهاية كل شيء أو ليؤكد موعدًا للقاء والدها .. الفكرة الأولى كانت كفيلة بتعكير مزاجها واختناقها بالخوف والحزن منذ اتصاله الأخير وحتى رؤيته الآن .. نظرت لوجهه وعينيه هامسة
"أنا أيضًا يا سالم .. لكن .. يبدو كل شيء من وجهك .. ربما لا داعي للحديث"
"ماذا يعني لا داعي للحديث؟ .. رواء"
صمت لحظة رافعًا كفه إلى قلبه وأردف
"قلبي يؤلمني يا رواء .. أرجوكِ لا تزيدي من ألمي"
رمقته بجزع ولم يمنحها فرصة لتتحدث، التقط كفها وشدها معه لتعترض
"سالم .. توقف .. لا يمكنني الذهاب معك .. دعنا نجلس في .."
شدد قبضته عليها هاتفًا بإصرار
"سنجلس ونتحدث لكن أولًا سنتبعد عن هنا"
حاولت شد يدها لكنّه واصل
"ثقي بي مرة أخيرة رواء .. أنا لن أؤذيكِ .. لا نية لدي سوى الحديث معكِ"
زاد توترها وترددها وهي تنظر لظهره .. هي تثق به لكن .. لقد أخذت قرارًا ووعدت سمراء ونفسها ألا تتهور أكثر .. فتح الباب لتنظر له بتردد فتنهد هامسًا بتهالك
"اركبي رواء .. أقسم لكِ لن أفعل شيئًا مما تخشينه"
نظرت في عينيه هامسة
"أنا لا أخشاك يا سالم ولا أخشى شيئًا من ناحيتك .. الأمر فقط .."
سكتت فرد هو مكملًا
"الأمر أنّكِ لا تريدين فعل شيء دون علم أهلكِ .. أعرف .. أنا أيضًا لا أريد هذا لكن .. هذه آخر مرة رواء"
كلمته زادت ثقلًا على قلبها .. آخر مرة .. ربما ليست آخر مرة تفعل شيئًا دون علم أهلها .. ربما آخر مرة تكون معه على الإطلاق
"رواء"
ناداها عندما لمح الدموع تترقرق في عينيها
"حبيبتي .. هل تبكين؟"
أسرعت تمسح عينيها وهو يردد
"آسف يا عمري .. لم أقصد أن أضغط عليكِ .. لا بأس .. لو أردتِ .."
لم تستطع رفض نظرة الرجاء في عينيه ولا التفكير في رغبتها الأنانية أن تحتفظ بذكرى أخيرة لهما معًا بعدما تأكد قلبها أنّهما يخطوان نحو النهاية .. منحته ابتسامة مرتجفة وغمغمت
"لا بأس .. دعنا نذهب"
وأردفت هامسة حين تحرك جانبًا لتدخل السيارة
"للمرة الأخيرة"
أغلق الباب خلفها برفق ودار بسرعة ليركب وانطلق بالسيارة في صمت ران عليهما لدقائق .. تابعت هي الطريق بعينين غائمتين وقلب مثقل .. يبدو أنّها النهاية يا رواء .. همست داخلها وهي تقاوم دموعها
"روايا"
التفتت على صوته وابتسم لها بصعوبة
"آسف حبيبتي"
ارتجف قلبها لكلمته وسألته
"على أي شيء؟"
"آسف لأني أجبرتكِ على القدوم معي و .."
قاطعته وهي تشيح بناظريها للخارج
"لا داعي للاعتذار سالم .. أنا أتفهم الأمر .. يبدو أنّ هناك الكثير تريد الحديث عنه"
عاد لصمته وزاد من سرعته لتصمت هي بدورها وعقلها يفكر في كل الاحتمالات حتى أنّها بدأت تفكر كيف ستكون حياتها القادمة من دونه وكم من الوقت سيمر حتى تستطيع تجاوز حبه
"رواء .. ما الأمر؟"
انتبهت على سؤاله الجزع بينما يضغط الفرامل بسرعة والتفت لها لتهمس
"ماذا؟"
خفضت رأسها تتبع نظراته الموجهة لصدرها لتجد قبضتها تضغط على قلبها .. لم تنتبه أنّها كانت تمسك قلبها .. مجرد تخيلها لابتعاده وفراقهما مزق قلبها بعنف .. رفعت عينيها الدامعتين له فهتف بجزع وهو يخلع حزام أمانه
"رواء ما بكِ؟ .. هل تتألمين؟ .. هل تشعرين بأ .."
"أنا بخير"
هتفت وهي توقفه قبل أن يقترب أكثر وتوقفت يدها على صدره .. وقعت على قلبه النابض بجنون، لتزداد غصتها ودموعها
"أنا بخير يا سالم .. لا تقلق"
نظر لدموعها بوجع قبل أن يخفض يده إلى كفها الملامسة لقلبه والتي سحبتها سريعًا .. أسرع هو يأخذ يدها من فوق قلبها بينما يقاوم رغبته في شدها بين ذراعيه لتحرر دموعها في صدره .. يريد أن يأخذ كل هذا الألم منها إلى داخله هو .. سيحتمل عنها كل شيء .. حاولت سحب كفها فهمس بحرارة وهو يميل رأسه
"لا تبعديني رواء .. أرجوكِ .. أنا بالكاد أحتمل"
نظرت له بجزع فأحنى رأسه ليقبل راحتها … انتفض قلبها وأنفاسه الحارة قبل شفتيه تلامسان بشرتها وهمست اسمه بضعف بينما رفع رأسه ينظر لها متوسلًا
"لا تبعديني ولا تبتعدي روايا .. سأموت من دونكِ"
شهقت وهي تضع كفها على فمه
"بعد الشر عنك"
شعرت بابتسامته الحزينة أسفل كفها وكادت تسحبه لولا أن تمسك به وقبّل راحتها مرة أخرى لتشدها ناظرة له بلوم فتنهد مسندًا ظهره للمقعد وقال بمشاكسة
"لنرى عندما نتزوج كيف ستمنعينني؟"
لم تبتسم هذه المرة لدعابته وقد رأت ما خلفها من كلام مقلق فسألته بعد لحظات
"ماذا فعلت مع جدك يا سالم؟ .. لم تتصل لتخبرني نتيجة حديثكما"
صمته جمد قلبها وأكد ظنونها قبل أن يرد هو بابتسامة مفتعلة
"ألم تأمريني ألا أتصل؟"
ردت مقطبة
"سالم أنا أتحدث بجدية .. تعرف أنني لم أقصد هذا .. كنت في انتظار اتصالك"
أطرق زافرًا بحرارة فغمغمت بارتجاف
"كان يمكنك على الأقل طمأنتي برسالة .. لم أكن لأجبرك على أي تبرير و .."
التفت لها قائلًا بضيق
"تبرير لأي شيء؟"
ردت باختناق وهي تنظر خارج النافذة
"لما تخشى أن تخبرني إياه صراحةً يا سالم، وتراوغ حتى الآن خوفًا من مصارحتي"
وعادت تلتفت بابتسامة مصطنعة
"لا تقلق عليّ .. أنا قوية ويمكنني احتمال أي خبر سيء و .."
تهدج صوتها فضرب المقود بحنق ولم يحتمل أكثر فاندفع مغادرًا السيارة .. بقيت مجمدة لثوان ورأته من مكانها يضرب سور الكورنيش بركلات حانقة بينما يهتف قهرًا بكلمات لم تصلها .. مسحت دموعها الخائنة بقوة وتشجعت
"هيا رواء .. كنتِ تشعرين بهذا مسبقًا .. توقعتِ الأمر .. هيا .. مما تخافين .. اسمعي بشجاعة ولا تبكي مهما كانت النتيجة"
هي رمت نفسها بتهور في هذا الطريق وعليها احتمال النتائج مهما كانت قاسية .. تنفست بعمق وخلعت حقيبتها لتتركها على المقعد وتغادر .. اتجهت نحوه بخطى بطيئة كأنما تؤجل المحتوم وتوقف هو عن ضرباته الغاضبة عندما شعر بخطواتها ليلتفت لها .. جاهدت لتبتسم له بمرح
"هل الأمر سيء لهذه الدرجة؟ .. أول مرة أراك عنيفًا هكذا"
رمقها في صمت وترها أكثر وكاد يضعفها قبل أن يعطيها ظهره وينظر للنيل في صمت .. تحركت لتقف جواره تتأمل المياه الجارية بهدوء تشعر أنّه سيختفي من حياتها قريبًا تاركًا مكانه لإعصار ربما يطيح بحياتها كلها
"سالم"
نادته بخفوت ولمحت قبضتيه تشتدان على السور الحديدي
"حبيبي"
عادت تهمس برجاء فارتخت وقفته المتشددة والتفت لها بنظراته الحزينة الحانية
"رجاءً .. أنت هكذا تزيد من قلقي وعذابي .. هيا .. أخبرني ما عندك ..أنا أقوى مما تتصور"
اقترب منها خطوة مقاومًا وتوقف مقاومًا مشاعره ليهمس
"أعرف رواء .. أنتِ أجمل وأقوى فتاة عرفتها"
لوت شفتيها مرددة بغيرة
"واضح أنّك عرفت الكثير"
انتزعت منه ضحكة صادقة استكان لها قلبها ثوان
"حبيبتي تغار"
هزت كتفيها مقاومة بسمتها بينما أردف وعيناه تحتويان ملامحها وتتابعان خصلاتها التي داعبها نسيم النيل لتنتقل غيرتها إليه هو
"أخبرتكِ من قبل روايا .. أنتِ أول فتاة تسرقني من نفسي ومن أول نظرة ... أنتِ قدري الذي لا مهرب منه روايا"
تسارعت نبضاتها وأشاحت وجهها بخجل
"ماذا أفهم من هذا الكلام؟"
تنفس بقوة قبل أن يرد
"يعني أنني لن أتنازل عنكِ مهما حدث .. لو وقف العالم بيني وبينكِ لن أسمح لهم بانتزاعكِ مني"
التفتت له ترمقه بحب ممتزج بالخوف وابتسمت هامسة
"هذا يعني أنّ جدك قد رفض كما توقعت"
أطرق مقطبًا يتذكر مواجهتهما الثانية أمس والتي لم تستغرق بضع دقائق على عكس الأولى .. مواجهة لم يظفر منها سوى بتعنيف أسوأ من السابق وطرده خارج غرفة جده الذي أعاد قسمه بقسوة أشد .. ارتجف قلبه وهو يتذكر كلماته الأخيرة قبل أن يطرده من غرفته حين أخبره أنّه لم يعد في حاجة لموافقته وأنّه لن يسمح له أو لغيره أن يفرقه عن الفتاة التي يحبها
"إذن أنت اخترت يا سالم .. لا تقل أنني لم أحذرك"
تلك الكلمات التي أبقته ساهرًا حتى الصباح يفكر بخوف .. هل سيكون أنانيًا أن يتمسك بها وهو يعلم ما يمكن لجده أن يفعله؟ .. هل سيتحمل إن أصابها مكروه بسببه؟
"سالم .. أين ذهبت؟"
توقفت أفكاره مع سؤالها القلق فزفر ملتفتًا لها
"سألتك .. ماذا فعل جدك عندما تحدثت معه؟"
وتأملته بتدقيق لتردف بتوتر
"أم أنّك لم تستطع مفاتحته من الأساس؟"
هز رأسه بسرعة
"تحدثت معه رواء .. أخبرته بكل شيء"
"حسنًا .. وماذا قال؟"
سألته بتوتر أكبر ليبتسم بمرارة
"تحمس لفكرة زواجي"
رمقته بصدمه
"لا أفهم .. هل وافق على"
قاطعها بألم
"تحمس لزواجي بشدة حتى إنّه اختار لي العروس وأراني صورها وتحدث مع والدها أيضَا"
اتسعت عيناها وتخبط قلبها مذبوحًا قبل أن تحرقها الغيرة
"إذن مبارك لك خطبتك سيد سالم .. كان يمكنك أن تخبرني هذا على الهاتف بدل كل هذا اللف والدوران"
تحركت مبتعدة خطوة واحدة ليشدها من كفها يعيدها إليه وهتف بحدة
"هل هذا ما تكرم به عقلكِ العبقري لتردي به؟"
نظرت في عينيه بألم وضربت صدره وتراجعت خطوة تفصل بينها وبينه
"وماذا تريدني أن أقول؟ .. تأتي لتخبرني أنّ جدك خطب لك فتاة أخرى .. ماذا تنتظر مني؟"
وضحكت بسخرية مؤلمة
"هل أعجبتك العروس بالمناسبة؟ .. لا بد أنّها فاتنة ومن عائلة ثرية .. تليق بك حتمًا"
لولا الموقف لضحك من غيرتها ولتمادى في إثارتها لكنّه كان يشعر بما خلف كلماتها من وجع ينبض داخله هو
"هنيئًا لكما إذن .. زيجة العمر إن شاء الله"
هتفت بحقد طفولي وهي تتحرك لتبتعد فشدها من جديد .. كادت تلتصق بصدره لولا قبضتيه الممسكتين بذراعيها أبقتاها على بعد خطوة صغيرة منه
"هل هذا ردكِ حقًا؟ .. تباركين لي وتبتعدين؟ .. تتخلين عن حبكِ بهذه البساطة؟"
نسيت مكانهما ومن يمكنه أن يراهما بينما تنظر في عينيه بتحد هاتفة بشراسة
"لا .. لن أبارك وأبتعد .. بل سأبتعد وأبقى أصب لعناتي عليكما حتى لا تسعدا بزواجكما يومًا"
ارتفع حاجباه بصدمة قبل أن يهز رأسه ضاحكًا
"يبدو أنني انخدعت في قلبكِ .. ظننته أبيض"
ضاقت عيناها وهي ترفع يدها لتضرب على قلبه بقوة
"وأنا أيضًا انخدعت في قلبك .. ظننتك رجل امرأة واحدة .. ظننتك لي وحدي"
رقت نظراته وهو يمسك كفها فوق قلبه الذي عاد ينبض بصخب يخبرها كل شيء
"وأنا لكِ وحدكِ روايا"
انتبهت لما تفعله ونظرت حولها بارتباك وهي تسحب كفها بينما يواصل
"أنا رجل امراة واحدة هي أنتِ فقط رواء .. لم آت لأخبركِ بهذه الخطبة التي في عقل جدي وحده"
بللت شفتيها وتحكمت في غصتها بقوة
"أتيت لأخبركِ أنني لن أسمح لأحد ولو جدي نفسه أن يحرمني منكِ .. أتيت أخبركِ أنني لا زلت عند وعدي روايا"
اقترب الخطوة التي تفصلهما وانخفض صوته مضيفًا
"أنني أحبكِ وأريدكِ كما لم أرد شيئًا من قبل .. أنّكِ شمسي وقمري وروايا وامرأتي لعمري القادم كله"
تعلقت نظراتها بعينيه بانبهار وقاوم هو حتى لا يستسلم لرغبته فيعانقها هنا ليكون النيل شاهدًا عليهما
"أنني لا أستطيع الحياة بدونكِ رواء .. سالم لا يكون أبدًا من دونكِ حبيبتي"
همست اسمه وعيناها تدمعان فأكمل وهو يستسلم أخيرًا رافعًا كفه يزيح خصلاتها الناعمة للخلف
"سالم يريد موعدًا مع والدكِ في أقرب موعد روايا"
اتسعت عيناها وتراقص قلبها بحنون وهي تحدق فيه بغير تصديق
"سالم ماذا تقول؟"
ابتسم لها بعشق وهو يمنع نفسه من تقبيل جبينها
"أقول أنني لن أنتظر موافقة جدي ... سآتي لخطبتكِ وحدي ولا أظن والدكِ الذي ضحى بكل شيء من أجل حبه سيرفضني إن أتيت أطلب حبي مضحيًا بكل ما أملكه"
عضت شفتها لكنّ دموعها هزمتها
"هل تعني … هل تنوي حقًا .."
تهدج صوتها بينما مسح دموعها بحنان
"سأنتظر اتصالًا تخبريني به بالموعد .. ولن أتراجع حتى يوافق والدكِ على زواجنا"
ابتسمت من بين دموعها وغمغمت بمشاكسة
"ماذا إن رفض مهما كان عدد المرات التي تأتي فيها لتطلبني منه؟"
صمت لحظة مدعيًا التفكير قبل أن يجيبها غامزًا
"عندها سأختطفكِ وأهرب بكِ لآخر الدنيا"
اهتز قلبها وضحكت بينما نظراته كانت تخبرها أنّه لا يمزح حقًا ولم تعرف إلى أي حد كان صادقًا في كلماته تلك.
"هل تأتين؟"
نظرت بتساؤل فأكمل مبتسمًا
"هل تأتين معي لآخر الدنيا؟"
همست بحب
"وإلى أبعد من هذا حبيبي .. مكاني من الآن فصاعدًا معك أنت"
منحها أجمل ابتساماته قبل أن يشدها من يدها رغم اعتراضها الواهن وعاد بها إلى سيارته لينطلق بها إلى موقف السيارات وقال والسعادة تكاد تغمره
"سألزمكِ بوعدكِ إذن"
ابتسمت باستسلام وهي تختلس النظر إليه .. هل حقًا سيترك كل شيء لأجلها؟ .. سيأتي لخطبتها؟ .. أسرعت تقطع الطريق على مخاوفها .. لن تفكر في شيء يحزنها الآن .. يكفي أنّه لن يخلف وعده لها .. لو كان سيحارب من أجل حبهما فهي ستحارب معه وحتى النهاية. حين أوصلها أخيرًا قاومت لتدفع قلبها لتوديعه وهي تغادر السيارة بتثاقل .. لا تريد تركه أبدًا .. همست لنفسها مشجعة .. قريبًا سيكونان معًا .. قريبًا ستكون حرة لتجهر بحبها أمام العالم كله .. ودعته بابتسامة ووعدٍ منه لزيارة قريبة جدًا .. استقلت السيارة المتجهة إلى منطقتها السكنية ورافقتها ابتسامتها طيلة الطريق ولم تحتمل السعادة التي تغمرها فأسرعت تخرج هاتفها .. لن تنتظر حتى تصل وتخبر سمراء .. لن تحتمل الانتظار .. ابتسامتها السعيدة تبخرت وهي تفتح الهاتف لتتسع عيناها بجزع بينما ترى عشرات المكالمات من والدها ومن سمراء .. ومن البيت .. سقط قلبها بين قدميها .. ماذا حدث؟ .. كل هذه المكالمات؟ .. لم ترد عليها .. ما الذي سيفكر فيه أهلها؟ .. لا بد أنّهم سيقلقون عليها .. ماذا ستخبرهم؟ .. عادت قلبها من صدمته ليخفق بخوف وهو يهمس لها أنّ هناك مصيبة حدثت حتمًا وأنّ القادم ليس خيرًا على ما يبدو.
********************

اقتربت جميلة بخطوات هادئة بينما تحمل صينية عليها فنجانين من الشاي وتنهدت وهي تنظر لرواء الجالسة في الشرفة بشرود تام وعرفت أنّها غرقت في إحدى نوباتها التي صارت تعتريها مؤخرًا وبكثرة .. وضعت الصينية وجلست على المقعد المقابل ولم تنتبه رواء حتى مدت يدها تهزها برفق
"رواء .. ابنتي"
انتفضت ملتفتة لها
"أمي .. ماذا هناك؟ .. هل حدث شيء؟"
تأملتها بأسى وهزت رأسها
"لا حبيبتي .. سمعتكِ تقولين لطيف أنّكِ تعانين من الصداع فصنعت فنجانين من الشاي وأتيت لنشربهما سويًا"
أطرقت تنظر للصينية بصمت ثم رفعت عينيها لها
"لماذا أتعبتِ نفسكِ أمي؟ .. كنتِ ناديني لأصنعه أنا"
ربتت على ساقها بحنان
"وما الفرق حبيبتي؟ .. لقد تعبتِ في تحضير الغداء"
ابتسمت بخفوت بينما ناولتها أمها الفنجان وهي تواصل نظراتها الحذرة إليها
"هل أخبرتكِ طيف بأي شيء؟"
اختفت ابتسامتها فتأكدت جميلة من شكوكها .. لا بد أنّ ابنتها طويلة اللسان أخبرتها أنّ سالم أتى لزيارة سمراء بعد أن رأتها تودعه .. هل سمعته وهو يؤكد عليها طلبه أن يقابل والدها؟
"ماذا ستخبرني يا أمي؟ .. تعرفين ابنتكِ ثرثارة وأنا رأسي كان يؤلمني أساسًا ولم أكن في حال تسمح بالاستماع لكل ثرثرتها"
وضحكت بافتعال كان واضحًا لجميلة التي تنهدت بأسى
"تعرفينها عندما تبدأ في الحكايات .. لا تتوقف حتى تنفجر رأسي"
ارتشفت جميلة الشاي بصمت وهي تومئ .. كانت مترددة تبحث عن طريقة تفتح معها الحديث .. تعرف أنّها لا تطيق سماع اسمه ولا تريد أن تضايقها لكن .. لقد وعدته وقلبها رغم كل ما حدث يتعاطف معه وكما قالت سمراء تأمل أن يكون هو الدواء الذي سيعيد ابنتها القديمة .. ابنتها التي تفتقدها بشدة
"رواء"
نادتها وهي تضع الفنجان فنظرت لها رواء بحذر
"أريد أن أتحدث معكِ في شيء ولا أريدكِ أن تغضبي أو تنفعلي .. استمعي لي بهدوء حتى أنتهي"
توترت في جلستها وأعادت الفنجان بدورها
"أمي .. رجاءً .. لو كان ما أفكر فيه رجاءً لا تقولي شيئًا"
"رواء .. قلت لا تنفعلي واسمعيني للآخر"
قبضت يدها وأعصابها توترت أكثر وقد تأكدت من شكها
"أمي أنا لا أنفعل .. أطلب منكِ فقط أن تتفهمي رغبتي .. إن كنتِ ستتحدثين عن سـ .. عن ذلك الرجل"
مطت جميلة شفتها بيأس بينما تتابع هي بصوت مرتجف
"رجاءً لا تذكريه أمامي .. لو كنتِ تحبينني أمي رجاءً لا تأتي بسيرته أبدًا"
زفرت بقوة وقالت معترضة
"حتى متى يا رواء؟"
"حتى متى ماذا أمي؟"
سألت بانفعال
"حتى متى تستمرين في الهرب؟"
"أنا لا أهرب أمي .. أنا أريد أن أعيش حياتي في هدوء"
هتفت وهي تنهض فقالت أمها آمرة بهدوء
"اجلسي رواء .. قلت لا تنفعلي ولا تتهربي"
التفتت لها مقاومة دموعها
"قلت أنا لا أهرب ولا أريد الحديث عن هذا الأمر ولا سماع أي شيء يخص ذلك الرجل أبدًا أمي .. هل تسمعين؟ .. أبدًا"
تنهدت جميلة وقالت بعد ثوان وهي تنهض لتقترب منها
"هل تعتقدين أنّ هذا هو الحل يا رواء؟"
أغمضت بتعب ثم همست
"أمي .. أرجوكِ .. أنا لا أبحث عن حلٍ لشيء .. أنا فقط .. لا أريد فتح جروحي القديمة التي انغلقت بصعوبة .. إن عادت لتنزف سأموت حقًا هذه المرة أمي"
اهتز قلبها برعب وهتفت
"بعد الشر عنكِ يا ابنتي"
"إذن توقفي إن كنتِ تخافين حقًا عليّ"
أخبرتها بوجع فاقتربت منها جميلة .. شدتها إلى حضنها ليرتجف قلب رواء .. كادت تبتعد لتحرم نفسها من ذلك الدفء والحنان الذي لا تستحقه، ولا تريده أن يضعفها ويعيدها لرواء التي تمقتها
"أنا أخاف عليكِ رواء .. أخاف عليكِ وقلبي يأكلني عليكِ يا ابنتي .. أريد أن أطمئن عليكِ"
حاولت الابتعاد لكنّ جميلة ضمتها أكثر فغمغمت في حضنها بوجع
"اطمئني عليّ أمي .. أنا بخير"
"لستِ بخير يا رواء .. أتعتقدين أنني لا أشعر بكِ"
"أرجوكِ أمي .. لا تضغطي جروحي أكثر .. أنا أصلًا أقاوم حتى لا تفتح من جديد .. كنت قد نسيت كل شيء"
كانت تعرف أنّها كاذبة وجميلة أيضًا كانت تعرف لكنّها ضمتها في صمت ومواساة وسمعتها تردد باختناق
"لن أسمح له بإعادتي للوراء ولن أجعله يحطم كل ما بنيته"
أرادت أن تخبرها أنّها تريده أن يعيدها للوراء .. تريد نسختها القديمة .. أن يحطم الجدار الذي بنته .. تريد أن تطمئن عليها قبل أن ترحل هي ووالدها وتتركها تعيش في مرارتها هذه .. تعرف أنّها قطعت عهدًا على نفسها ألا تتزوج ورفضت كل من تقدم لخطبتها طيلة السنين الماضية .. تعرف أنّها ستظل مغلقة على قلبها وجروحها حتى النهاية وهي لا تريد هذا .. همست داخلها برفض .. لا .. هي لن تسمح لها بهذا .. ستفعل كل شيء لتخرجها من تلك الدوامة .. قلبها يخبرها أنّ سالم هذه المرة سيفعل المستحيل من أجلها وما حدث في الماضي لن يتكرر .. لكن كيف تفعل هذا؟ .. كيف تقنع ابنتها وزوجها بمنحه الفرصة؟ .. استمعت لكلمات ابنتها المريرة لتزداد اقتناعًا بقرارها .. سمراء أيضًا في صف سالم، وربما تستطيعان معًا في إعادة بعض المياه إلى مجاريها.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 27-09-20, 10:50 PM   #140

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التقطت سمية فنجان قهوتها بينما تتابع حفيدتها تلعب وسط الزهور وتنهدت بحرارة .. كم هي مشفقة عليها وتخشى المستقبل بشدة .. يومًا كان أولادها مثلها، يكبرون غافلين ولم تلبث الأحزان أن سرقتهم، وغرق كل واحدٌ منهم في تعاسته وألمه .. كل واحد انغلق أكثر على قلبه حتى عنها هي .. سالم الذي عاد بعد غياب عشر سنوات، ظل منطويًا على نفسه متباعدًا كأنّه لم يعد، حتى وقت خطبته لوتين كانت تشعر كأنّه لا زال مهاجرًا، ولولا عودة رواء إلى حياته ما كان فتح لها قلبه .. إيهاب هو الآخر لا يمكنها إجباره على اعتبارها أمه، خاصًة بعد الطريقة التي فقدها بها .. قلبه مغلقٌ منذ الحادث .. ويوسف غارق في عالمه الخاص كعادته .. ونيروز .. تنهدت وهي تفكر في صغيرتها .. كبرت قبل الأوان ورحيل سالم كسرها .. لا زالت تتذكر الليالي الطويلة التي بكتها معتصمة في غرفته تصر أنّه سيعود من أجلها ولن يتركها مثلما فعل أبوها، ومع مرور الوقت فقدت الأمل ولم تعد تتحدث عنه .. سنة بعد أخرى كانت تنطوي على نفسها عن الجميع حتى عن إيهاب .. عادت تتأمل لي لي بحنان حزين وعقلها يشرد إلى أبيها .. ربما أسامة أكثرهم انغلاقًا وتشعر أنّه يخفي في قلبه جرحًا كبيرًا .. قلبها يؤلمها بشدة من أجله .. تعرف أنّه تعيسٌ مع زوجته .. كلاهما تعيس .. منذ أول يوم في زواجهما، لا، بل منذ أجبره جده على خطبتها .. تحسست قلبها بألم .. ليتها لم تكن بهذا الضعف أمام عمها .. ليتها كانت تحمل ولو بعضًا من قوة حماتها، لكنّها نشأت في حماه منذ صغرها .. تربت على طاعته والخوف منه ومن قبله جدها .. وماذا فعلت حماتها بكل تمردها وقوتها وكبريائها؟ .. انكسرت وانعزلت عن الكل .. لا أحد يستطيع الوقوف في وجه كبير المنصوري .. من يتسلم الراية يملك قياد الجميع ويحكمهم بالخوف وكم تخشى على سالم من ذلك اليوم الذي سيجبره جده على حمل الراية بعده؟ .. لقد حمدت الله رغم ألمها الشديد يوم قرر الرحيل ... احتملت على أمل أن ينجو من هذا المصير، على رجاء ألا تراه يومًا بقسوة جده .. احتملت من أجل أن يرتاح قلبه الذي تحطم بخسارته لحبه، وعاد حماها ليؤجج مخاوفها حين نقل وجهة هدفه إلى أسامة المسكين.
توقفت أفكارها عندما غادرها أسامة متمثلًا أمامها وسمعت لي لي تهتف بسعادة
"بابا"
راقبتهما بحنان ولم تغفل مسحة الحزن المعتادة على وجهه وفي عمق عينيه
"زنبقتي الحلوة"
قال أسامة وهو يحتضنها مقبلًا
"آه .. اشتقت لكِ حلوتي"
لفت ذراعيها حول عنقه تقبل خده
"وأنا أيضًا بابا .. هل أحضرت لي هديتي؟"
ضحك وهو ينزلها أرضًا
"طبعًا أميرتي"
ومال يلتقط حقيبة ورقية كبيرة قدمها لها
"ها هي زنبقتي لكن كما اتفقنا .. لن تأكليها كلها"
لمعت عيناها وهي تفتح الحقيبة وأسرعت إلى جوار سمية تخرج محتوياتها بانبهار وتضعها على الطاولة
"انظري تيتا .. ماذا أحضر لي بابا؟"
ضحكت سمية وقالت محدثة أسامة
"ستصيب تارا بأزمة قلبية حين ترى كل هذه الحلويات"
ابتسم متأملًا صغيرته التي صفقت فجأة بسعادة ولمعت عيناها وهي تخرج كيسًا كبيرًا يحوي غيمة كبيرة وردية
"غزل بنات"
ابتسم بشحوب بينما تقافزت صارخة
"شكرًا بابا كم أحبك .. سأذهب لأغيظ نيرو"
ضحكت سمية وهي تتابعها تقفز مبتعدة ناسية خلفها باقي أكياس الشوكولا والسكاكر، بينما عينا أسامة لم تفارقا غيمة السكر الوردية بأسى انتبهت له سمية فصمتت قليلًا
"أسامة بني"
التفت لها منتبهًا
"نعم يا أمي"
تنهدت بخفوت ثم قالت
"ألا زلت غاضبًا من سالم؟ .. ألا تنوي الحديث معه؟"
غامت عيناه ولم يرد فعادت تقول
"إنّه أخوك الكبير بني"
ردد بمرارة
"وماذا يفترض بي أن أفعل حيال هذا أمي؟"
أخبرته بألم
"حتى الكبار يخطئون بني .. تحدث معه .. إنّه يحاول منذ فترة لكنّك لا تمنحه فرصة"
تنهد بقوة ثم همس مطأطئًا
"لا تقلقي بشأننا أمي .. كما قلتِ هو أخي الكبير .. الوقت سيحل كل شيء"
وقاطعها قبل أن تواصل
"سأذهب لأرتاح قليلًا أمي فأنا متعب"
مطت شفتيها بأسى قبل أن تومئ فابتسم لها بخفوت وتحرك متجهًا للداخل تتبعه عيناها بحزن وهي تهمس
"خفف الله عن قلبك يا بني"
اتجه هو مباشرة إلى جناحه بشرود وعيناه تستعيدان حزنهما الذي فاض بقلبه .. لم يستطع اليوم أيضًا رؤيتها ولا الاطمئنان عليها ولو من بعيد .. يؤلمه أن يراها أخواه بينما هو عاجزٌ عن الاقتراب منها، وبأي صفة سيقترب .. تنهد بحرارة وهو يدخل غرفته وارتمى على الأريكة
"حتى متى هذا العذاب يا ربي؟"
أغمض عينيه وقلبه يخبره لائمًا .. حتى لو استطاع رؤيتها ماذا كان سيخبرها؟ .. ما منعه عنها لسنوات وحتى حين عاد ورآها قبل أشهر، ما منعه من الحديث معها والاقتراب أكثر لا زال موجودًا .. ماذا يملك ليقدمه لها؟ .. هو الآن متزوجٌ حتى لو كان زواجًا مع وقف التنفيذ .. حتى لو كان حرًا، كيف يدخلها هذا الجحيم بنفسه؟ .. ألم يحتمل كل هذه السنوات لأجلها؟ .. كان راضيًا أن تكون بخير، رغم اشتياقه لرؤيتها حين رحلت أسرتها بعيدًا، وحين وجدها بعد ثلاث سنوات من رحيلهم لم يستطع .. لم يقاوم رغبته وانساق وراء شوقه إليها .. ظل يراقبها من بعيد مكتفيًا بها حبًا مستحيلًا وكان راضيًا .. لم يكن ينوي الاقتراب أكثر يكفيها ما عانته هي وأسرتها بسبب جده .. لن يكون أنانيًا ويدخلها تلك الدوامة التي نجوا منها .. لن يؤذيها .. هكذا أقنع نفسه وظل مكتفيًا برؤيتها في طريقها للجامعة .. تلك اللحظات المسروقة كانت جنته .. كان يشعر بروحه ترد إليه وكان عليه أن يعرف أنّ جنته لن تبقى حصينة من الشر للأبد .. كان عليه أن يتوقع أنّ جده سيعرف وسيتدخل .. لا بد أنّه خشى أن يفعل مثل سالم ويتحداه بالزواج منها وينتهي به الحال متمردًا عليه بعد أن رمى على كاهله كل شيء بعد رحيل سالم.
فتح عينيه ناظرًا حوله باختناق .. لم يكتف بوعده له أنّه لن يتزوجها لكنّه قرر فجأة تزويجه ربما ليطمئن أنّه لن يفكر فيها مطلقًا .. ربما ليجعله يفقد الأمل في دخولها حياته يومًا .. رفض وقاوم لكنّ جده لف الحبل حول عنقه حين مد يده إليها بالأذى .. حين تعرضت لذلك الحادث شعر كأنّه هو من أُصيب .. هو من كاد يموت .. بل إنه مات يومها وجده يبلغه الخبر قائلًا أنّها كانت قرصة أذن خفيفة ليصدقه .. وكان عليه أن يركع مستسلمًا ومنهزمًا .. حياتها كانت مقابل حريته .. وكان الخيار عندها سهلًا.
ضعط بين عينيه بألم .. لم يكن سهلًا .. لم يعرف أنّه سيتعذب هكذا .. جده كان محقًا في ظنونه .. ربما عرف أنّ حبه سيهزمه وسيأخذه إليها معترفًا ومطالبًا بحقه فيها .. هو الآن يعرف .. يشعر .. رغم أنّه مقيدٌ لكنّه يشعر أنّ قلبه سيحطم تلك القيود في أي لحظة مطالبًا بها .. حبيبته .. غيمته السكرية .. ابتسم وهو يغمض عينيه مجددًا ملتمسًا بعض الراحة في ذكرياته معها وترك عقله يسافر بعيدًا إلى اليوم الذي رآها فيه لأول مرة.
كان ذلك اليوم الذي جره فيه سالم جرًا وأصر على أن يصحبه ليرى حبيبته التي صدع رأسه بالحديث عنها .. يومها هتف بحنق بينما يتناول حقيبته الرياضية من المقعد الخلفي لسيارة أخيه
"لا أفهم ماذا سأفعل معك يا سالم"
لم يرد سالم وهو يسرع بخطواته داخلًا المركز التجاري الذي افتتِح قريبًا وتبعه هو متنهدًا بنزق
"لقد فقد عقله كُليًا"
وناداه بصوتٍ مرتفع بينما يراه يحرك بصره بين الناس باحثًا عن حبيبته
"أنت يا "بني آدم" .. لماذا جررتني معك إلى هنا؟ .. أخبرتك أنّ لدي تمرين مهم"
التفت له بنزق
"ألم تقل أنّك تريد رؤية الفتاة التي سرقت عقلي مني؟"
تأفف مرددًا
"كنت أستعجب فقط من حالك .. لم أعرف أنّك ستنفذ الأمر، ومؤكد كنت سأراها يومًا حين تتزوجها"
لوح بيده مغمغمًا بشرود
"أعرف هذا .. لم آت بك لهذا السبب .. أحتاج مساعدتك"
رمقه بحذر وقال متوجسًا
"فيما؟"
واصل البحث بعينيه وهما يسيران عبر المركز التجاري
"أريد تشتيتًا جيدًا لأصل إليها وأنفرد بها بعيدًا"
"نعم؟ .. ماذا يعني هذا؟ .. وما شأني أنا؟"
وضع كفه على كتفه بقوة فرمقها بحذر رافعًا أحد حاجبيه بينما سالم يقول
"أنت هو التشتيت"
"أنا؟"
لم يهتم بالتوضيح بينما يدير عينيه
"أين اختفين؟"
زفر بحنق وتراجع ليجلس على حاجز رخامي قريب ملقيًا حقيبته جانبًا
"حسنًا فلنجلس كالشحاذين حتى يرتاح سالم باشا"
تراجع مستندًا لكفيه يتابع تحركات سالم بملل
"العشق أفقده عقله تمامًا"
ولم يدر أنّه سيدفع ثمن كلماته بعد قليل .. ظل مكانه متململًا حتى عاد سالم ليجلس جواره مقطبًا
"ماذا؟ .. هل فقدت أثرها؟"
رمقه بحدة وهو ينظر للجهة الأخرى
"ستظهر حتمًا"
تنهد وهو يحرك عينيه بسأم في المكان الواسع يراقب بدوره الناس شاعرًا بتململ سالم جواره .. كاد يلتفت إليه ويقول شيئًا حين التقطت أذناه ضحكة رقيقة انقطعت فجأة والتفت هو بحثًا عنها لتقع عيناه على صاحبتها الواقفة قرب كشك صغير على مقربة، والتي قطعت ضحكتها بكفها في حرج .. اعتدل منتبهًا وقلبه اضطرب بطريقة عجيبة .. رآها تضع سبابتها على شفتيها بحركة محذرة للفتاة الصغيرة جوارها .. ابتلع لعابه بتوتر وعيناه تتعلقان بابتسامتها التي حاولت التحكم فيها بخجل واضح .. قلبه بدأ ينبض بصخب ازداد وهو يتطلع فيها مسحورًا بينما تتناول من البائع - بسعادة لمعت في ابتسامتها وعينيها - عصا تحمل غيمة كبيرة وردية من حلوى غزل البنات .. نسى كل شيء مما حوله ونسى سالم وغرق بكل كيانه في تأملها .. بشرتها السمراء وملامحها الرقيقة التي بدت أوضح وهي تتحرك نحوه .. توتر في جلسته وشعر بأنفاسه تتوقف
سمراء كليلِ السهرانِ
وكطلةِ بنتِ السلطانِ

من مكانٍ ما قربه أو ربما من داخله ترددت الكلمات .. لا .. كان يسمعها داخله بينما السمراء تقترب أكثر من مجلسه .. رجفة كهربية سرت بقلبه حين خانتها ضحكة أخرى
ضحكتها كالفرحِ المنصوب
شراعًا فوق الخلجانِ
كصباحٍ تمرحُ فيه الشمس
كرقصِ الريح بفستانِ
…..
بل كرقص قلبه الذي اهتز مع ضحكة شفتيها اللتين قضمتا برقة قطعة من الغيمة الوردية، والأغنية تواصل داخله مع كل خطوة لها يشعرها تسيرها على قلبه
…..
من فرحةِ أرضٍ أزلية
من رنةِ عودٍ شرقية
لفتتُها الخفة
خطوتُها الرقصة
……
خطواتها المقتربة المتراقصة فوق قلبه الذي نال الضربة القاضية حين التقت عيناها بعينيه للحظة واحدة، لتصعقه سحبها الرمادية التي تعصف بسعادتها، والتي أشاحتها سريعًا بخجل ووجد شفتاه تتمتان بانبهار
"سمراء"

كان يكمل كلمات الأغنية الدائرة داخله ولم يعرف لحظتها أنّه همس اسمها دون أن يدري

"ها هي .. وجدتها"
انتفض قلبه بجزع مع هتاف سالم والتفت ليجده ينظر إلى حيث تبتعد .. هتف بفزع لم يتحكم به
"من؟ .. تلك السمراء؟"
نهض سالم وسحبه من يده بسرعة
"لا .. هذه شقيقتها .. هيا بنا"
استكان قلبه بين ضلوعه وعاد ينظر خلفه وسالم يجره خلفه ليتواريا عن الأنظار ورآها تقترب مع شقيقتها الصغيرة من إحدى السيدات وفتاة جميلة بيضاء .. هل هذه رواء شقيقه؟ .. لا بد أنّها هي .. مال يهمس وعيناه لا تفارقان ساحرته السمراء
"ماذا ستفعل الآن؟"
همس سالم بالمثل
"سأنتظر لأجد فرصة وبعدها حاول أنت تشتيت انتباه والدتها وشقيقتيها حتى اختطفها"
التفت له مصدومًا
"تختطفها؟"
ضرب كتفه
"لن أختطفها طبعًا يا أحمق .. هل أنا مجنون؟"
رد ساخرًا
"يبدو لي أنّك أصبحت واحدًا"
أشار له دون أن يرد على سخريته
"هل تعرف ما عليك فعله؟"
ابتسم بحماس هذه المرة .. بالطبع يعرف والمهم أنّه سيقترب منها .. هذا يكفي ليشجع سالم على حماقته التي لم تعد حماقة في عينيه .. ليس بعد الآن.
تبع سالم وأعينهما على الأسرة الصغيرة التي تابعت تسوقها وسالم يبحث عن فرصة ليقتنص حبيبته .. أما هو فقد عاد ليضيع مرة أخرى مع سمرائه الساحرة .. مضت دقائق وهما يتابعان تصرفهما الأحمق حتى رأيا رواء تجلس قليلًا في انتظار البقية.. تعلقت عيناه بسمرائه وهي تتفحص واجهة تعرض بعض الأحذية بينما تتناول مع شقيقتها الصغرى غزل البنات وتواصلان حديثهما .. تمنى لو كان قريبًا ليسمع صوتها .. هل هو ساحرٌ مثلها يا تُرى؟ .. قاطع أفكاره صوت سالم الذي هتف فجأة عندما وجد أمها تشير إليها أن تنهض
"هيا بنا .. تعرف ما عليك فعله"
رفع له إبهامه مبتسمًا وأسرع يخرج نظارته الشمسية وارتداها، وحمل حقيبته .. تحرك مسرعًا في الوقت الذي اتجه سالم نحو حبيبته بخطى واسعة .. قاطع هو طريقهن لتشهق سمراء حين كاد يصطدم بها وتراجعت في اللحظة المناسبة وسمع الصغيرة تهتف
"انتبه يا هذا، ألا ترى؟ .. ما هذه الوقاحة على بكرة الصبح؟"
رائع .. سليطة لسان كشقيقته العفريتة .. أسرع يردد بارتباك مفتعل
"آسف حقًا آنستي .. أنا لا أرى بالفعل"
لمح من طرف عينه خلف النظارة شقيقه يختطف رواء ويبتعد بها، وكاد يتنهد لولا أنّه سمع سمراء تردد بلوم
"عيب يا طيف"
تراقص قلبه مع صوتها الذي داعبه بنبرته المميزة وتلك البحة الرقيقة فيه بينما تلتفت له قائلة باحترام
"أعتذر منك يا أستاذ .. لم ننتبه لك"
كانت غافلة عن نظراته لها من خلف النظارة بينما أخذ كل وقتها في استيعاب ملامحها وسحر عينيها .. ردد بابتسامة
"لا بأس آنستي .. الخطأ خطأي .. للأسف فقدت عصاي في مكانٍ ما هنا، وفقدت الاتجاه أيضًا"
مطت شفتيها بأسف ولامه قلبه على كذبته لكنّه سرعان ما برر لنفسه .. كله في سبيل اقترابه قليلًا منها .. وبالطبع من أجل شقيقه .. واصل كذبه على نفسه .. عليه أن يعطلهن لأطول وقت حتى ينتهي سالم
"هل تحتاج أي مساعدة يا بني؟"
سماع صوت أمها الحاني جعل ندمه يزداد لكنّه ردد مستغلًا الفرصة التي أتت حتى قدميه
"إن لم يكن هناك أي إزعاج سيدتي"
ونظر تجاه سمراء مكملًا
"هناك محل في هذا الطابق أو التالي .. لا أذكر .. إنّه خاص بالملابس والأدوات الرياضية"
تلفتت حولها تنظر لعناوين المحلات ثم قالت
"لا أذكر أنّه قابلني هنا .. ربما في الطابق العلوي"
أسرع يقول
"شكرًا لكِ آنستي .. سأرى إن كان بإمكاني رؤيـ .. أعني العثور عليه"
تحرك مبتعدًا بعد اعتذار خافت واتجه عامدًا تجاه السلالم المؤدية للأسفل .. سمعها تهتف خلفه محذرة
"توقف يا أستاذ .. هذه السلالم، سـ .."
انقطعت كلماتها بشهقة حين وضع قدمه على أول درجة مدعيًا التعثر بينما يتمسك بحاجز السُلم .. سمع خطوات سريعة خلفه وأتاه صوتها بعد ثوان
"أنت بخير؟"
اصطنع أنفاسًا متسارعة وأمسك بقلبه بينما أسرعت هي تجذبه من كُمه بعيدًا عن السُلم
"كنت ستسقط .. كيف تندفع هكذا دون أن ترى أمامك؟ .. أقصد لم يكن عليك .."
قاطع كلماتها المرتبكة بهدوء مخالف للطبول التي تقرع في صدره
"خشيت أن أسبب لكُن الإزعاج بوقوفي أكثر"
خفضت يدها بسرعة عن كمه وقالت
"ألا يوجد معك أحد؟"
خفض رأسه بأسف مصطنع
"ظننت أنني سأستطيع الاعتماد على نفسي .. لكن .. كما ترين"
رفع رأسه ليراها تنظر له بأسى وقطبت في تفكير قبل أن تردد
"لحظة"
اقتربت من أمها الواقفة بالقرب تهمس لها بشيء فأومأت أمها موافقة لتعود هي إليه بسرعة
"إن لم يكن لديك مانع .. سأوصلك للمحل"
رفع رأسه هاتفًا بلهفة لم يتحكم بها
"حقًا؟"
وأسرع يتحكم في تعابيره المتلهفة ليقول بصوت متوازن
"أشكركِ جدًا يا آنسة لكن .. حقًا لا أريد أن أتعبكِ"
"لا تعب إطلاقًا"
همست برقة وظل هو ينظر لها هائمًا .. رفعت حاجبيها بدهشة فانتبه لنفسه قائلًا وهو يمد يده
"إن لم يكن هناك أي مشكلة حقًا .. بالطبع سأكون ممتنًا لمساعدتكِ"
نظرت ليده بتردد قبل أن تحسم الأمر وبدل أن تمسك كفه، عادت تقبض على كُمه فكتم ابتسامة رغم أسف قلبه لأنّها حرمته من لمسة كفها .. رباه .. لقد فقد عقله مثل سالم بالضبط .. ومن نظرة واحدة .. هذا جنون .. لكنّه لا يمانع إطلاقًا .. جذبته نحو السلالم المتجهة لأعلى وقالت
"تفضل من هنا"
تحرك معها، ولم تحاول الحديث وواصل هو اختلاس النظر إليها .. كان يشعر بحرجها من مرافقتها له وهام قلبه لرؤيتها تكاد تذوب خجلًا بينما تشيح بعينيها لأعلى .. كان يبحث عن طريقة ليفتح معها حوارًا حين رن هاتفه كما اتفق مع سالم .. توقف شاتمًا حظه بينما يهمس بحنق .. لماذا يا سالم؟ .. لماذا لم تنتظر بضع دقائق أخرى؟
"ما الأمر؟"
ارتجف قلبه مع سؤالها القلق والتفت ليرد عندما لمح أحد الشباب ينزل مقتربًا منهما بينما يرن هاتفه مرة أخرى
"هاتفك يرن"
عض شفته مع كلماتها .. يعرف أنّه يرن .. حسنًا يا سالم .. طبعًا وجدت حبيبتك وانتهيت مما تريده .. تبًا
"هل أنت بخير؟"
قاوم ذوبان قلبه الأحمق مع نبرتها وأسرع يقول
"هناك شخص قادم نحونا، أليس كذلك؟"
التفتت للشاب وقالت
"نعم .. هل تعرفه؟"
أسرع يشير له قائلًا باعتذار بينما قلبه يركل حانقًا يرفض تركها
"أعتذر منك سيدي"
توقف الشاب ناظرًا لهما بتساؤل فقال
"عذراً منك لكن .. هل يمكن أن تساعدني لأصل للدور العلوي .. الآنسة ليست معي وقد عطلتها بما يكفي"
"بالتأكيد"
رد الشاب بينا احمر وجهها وهي تقول
"لم يحدث شيء يا أستاذ"
التفت لها مبتسمًا ينظر في عينيها الرماديتين مرة أخيرة
"والدتكِ تنتظركِ .. اذهبي إليها والأستاذ سيساعدني .. شكرًا لكِ كثيرًا آنستي"
خفق قلبه مع نظرتها وابتسامتها الرقيقة التي أذهبت أنفاسه أكثر
"لا شكر على واجب .. سلام"
راقبها قلبه بحسرة وهي تبتعد قبل أن ينتبه على الشاب يمد كفه له .. شتم نفسه بحنق وعاد لتمثيله وصعد السلالم مواصلًا شتم نفسه وسالم الذي توعده أن يركله فور رؤيته .. تراجع غضبه سامحًا لخيالها باحتلال عقله ليبتسم قلبه واعدًا إياه أنّها لن تكون المرة الأخيرة التي يراها فيها .. لن ينتظر حتى أن يأخذه سالم معه مرة قادمة ولا حتى أن يتقدم لخطبة شقيقتها .. هو سيراها وسيشق طريقه إليها بنفسه .. لقد وجد فتاة أحلامه ولن ينتظر أكثر حتى يحصل على قلبها وعليها.

ارتفع رنين الهاتف لينتزعه بعنف من ذكرياته السعيدة واختفت ابتسامته وهو يفتح عينيه متطلعًا للسقف وقد عاد للواقع القاسي .. تبًا .. ترك الهاتف حتى توقف وكاد يستسلم للنوم حين رن مجددًا فشتم وهو ينهض ليلتقطه بحنق
"مرحبًا"
أجاب بخشونة دون أن ينظر لاسم المتصل وقطب معتدلًا بانتباه
"آنسة كارمن؟ .. هل هذه أنتِ؟ .. ما الأمر؟ .. هل اتصلتِ لتسألي عن إيهاب؟ .. أعرف أنّكما على .."
قاطعته قائلة بنبرة لم ترحه
"لا .. إيهاب رحل قبل قليل مع اتارا"
قطب مرددًا بتوجس
"ماذا تعنين رحل مع تارا؟"
تنحنحت قائلة باعتذار
"قصدت أنّه كان معي .. السيدة تارا كانت مع صديقتها في نفس النادي وأتاها اتصال مهم و .."
هتف بنفاذ صبر وهو ينهض واقفًا
"وماذا؟ .. ماذا حدث؟"
"في الحقيقة .. اتصلوا بها من البيت وقالوا أنّ والدها مريض وانتقل للمشفى"
"ماذا؟"
هتف بتوتر وأسرع يلتقط سترته بينما تردد
"كانت حالتها سيئة حين غادرت وإيهاب لحق بها ليأخذها إلى هناك"
قاطعها وهو يندفع خارج الغرفة
"تمام .. شكرًا لكِ آنسة كارمن .. سأذهب إليها .. شكرًا مرة أخرى"
أغلق بسرعة دون أن يركز مع كلماتها الأخيرة وأسرع ينزل السلالم .. لم يسمع نداء أمه بينما ينطلق بسيارته بقلق ويده تضرب على شاشة هاتفه بسرعة .. استمع للرنين المقابل ليهتف
"أجب يا إيهاب .. أجب"
عاود الاتصال ليقابله الرنين دون رد فأسرع يتصل بتارا .. قطب عندما لم ترد هي الأخرى وأسرع بعدها يتصل برقم البيت مستعلمًا من إحدى العاملات عن المشفى .. ضغط أكثر على الوقود قاطعًا الطريق بسرعة خطيرة وخلال دقائق كان قد وصل إلى هناك واستعمل عن غرفة حماه .. رغم كل شيء بينهما كان يعرف مدى حساسية تارا تجاه والدها وتعلقها به رغم جفوته معها .. كان يشفق عليها ويتألم من أجلها .. يعرف كيف حالتها الآن .. قطع المسافة بسرعة نحو الغرفة وعقله يطمئنه أنّ إيهاب معها، ولا داعي لقلقه عليها .. لم يكد يدور في الممر حتى توقف مكانه مصدومًا وهو يرى إيهاب الواقف على مقربة يضم تارا إلى صدره .. انقبض قلبه بعنف وهو ينظر لوجه إيهاب المصدوم بعجز وملامحه وعينيه .. تسارعت نبضاته وتتنفس بصعوبة قبل أن يتمالك نفسه عندما التقت عيناه بعينيّ إيهاب الذي صُدم بدوره قبل أن يسمعه يهتف مستنجدًا به
"ساعدني يا أسامة .. لقد فقدت وعيها"
قاوم أفكاره واندفع نحوهما وإيهاب يواصل بصوت مرتجف
"دخلت لرؤية والدها ولا أعرف ماذا حدث بالداخل .. ما أن خرجت حتى فقدت وعيها هكذا"
قاوم حتى لا ينظر لوجه إيهاب الذي دفعها إليه .. هاله شحوب وجهها الغارق بالدموع وأسرع يحملها بين ذراعيه واندفع باحثًا عن غرفة
"نادي أي طبيب يا إيهاب"
هتف وهو يندفع بها إلى أول غرفة قابلته ووضعها على الفراش برفق وتراجع ينظر لوجهها .. توقع هذا
"اللعنة .. تبً لكما"
شتم والديها بقهر بينما يمسح على شعرها برفق .. تحركت شفتاها بهمس خافت فمال عليها
"تارا .. هل تسمعينني؟ .. تارا افتحي عينيكِ عزيزتي .. أنا هنا"
لم تستجب له وتحركت شفتاها مرة أخرى وسمع همستها الضعيفة الباكية
"دعوني أموت"
ارتجف قلبه وهو ينظر لها بألم وشفقة قبل أن يقبل جبينها بحنان وتراجع فور أن سمع خطوات .. التفت ليجد الطبيب يندفع للغرفة وقبل أن يتحدث إليه لمح إيهاب الواقف متجمدًا وعيناه على تارا تحملان عذابًا رهيبًا لم يغفل عن رؤيته هذه المرة .. انتبه إيهاب فأشاح بوجهه وأسرع يغادر .. كاد يلحق به عندما سمع الطبيب يتحدث إليه فتوقف ليجيبه، ولم يلبث أن التفت إلى الباب محدقًا في الفراغ الذي كان يحتله إيهاب وهمس وهو يكز على أسنانه
"لنرى حتى متى ستستمر في الكذب يا إيهاب"
وتراجع يستند للحائط بتهالك والطبيب يتابع فحصه لتارا الساكنة كالموتى تزيد من وجع قلبه وأغمض عينيه هامسًا بمرارة
"إيهاب .. أيها الأحمق الجبان"
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.