آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          صعبة المراس(36)للكاتبة:Sandra Marton(الجزء الثالث من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خليج القمر - ان ميثر - روايات غادة (كتابة/كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          341 - قمر الأحلام الضائعة - ليز فيلدينغ (الكاتـب : سيرينا - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          340- الوردة الحمراء - ريبيكا ونترز ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          342 - دقات على باب القدر - دافني كلير (الكاتـب : عنووود - )           »          343 - غرقت في بحر الشوق - جيسيكا ستيل (الكاتـب : سيرينا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree566Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-20, 08:21 PM   #271

متذوقة بالفطرة
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية متذوقة بالفطرة

? العضوٌ??? » 436084
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,690
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » متذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond reputeمتذوقة بالفطرة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
أنا كنخلة تعلو بهمة ... ان سابني او قذفني ذو رمة لا أكافيه ولا احاذيه بل اعطيه من ثمري وانا بالقمة متذوقة....🌟
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مبروك التميز حبيبتي

تستاهلي والله


إن شاء الله من حسن لأحسن يارب




متذوقة بالفطرة غير متواجد حالياً  
قديم 10-12-20, 05:02 PM   #272

انجى م

? العضوٌ??? » 343399
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » انجى م is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل مهلك للغاية واعصابي انهرت بجد مش متخيله انه ممكن يحصل الفصل الجاية منتظرة مفاجاتك الرائعه ومثيرة للاعصاب


انجى م غير متواجد حالياً  
قديم 10-12-20, 10:30 PM   #273

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

يا لهوي أتاري الموضوع كبير

ماما حسوني غير متواجد حالياً  
قديم 11-12-20, 12:04 AM   #274

الياسمين

? العضوٌ??? » 11877
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » الياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond reputeالياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك الف عافية
مو عارف اعبر عن كم المشاعر اللي تتشحن بداخليي واني اقرأ الاجزاء الجد سالم دا يبغى له مصيبه ضربة تكسحه ومايعرف يتحرك ولا يتكلم مو بيني آدام طبيعي الصخر يتفتت ودا ماعنده قلب خالص ربينا ياخده

بس رواء عجبتني بردها عليه الله يقويها وينتقم ربنا ليها منه

لك اجمل تحيه


الياسمين غير متواجد حالياً  
قديم 11-12-20, 07:30 PM   #275

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,646
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.الفصل الرابع والمشهد الإضافي ما زال الجد العزايزى يضغط علي ابنه ليزوج بناته لاحفاده وكأنه الحاكم بأمره يتحكم في مصائر البشر دون رأفة أو رحمة بمرض ابنه وهو يعلم تمام العلم بنفور حفيدتيه ورفضهم ورفض زوجة ابنه لهما وكل هذه الاعتبارات لا تفرق معه قلبه قد من حجر . لا أدرى كيف يحيا هؤلاء البشر ويضعون رؤوسهم علي وسائدهم هانئي البال وهم يحطمون ويتحكمون في حيوات غيرهم وللاسف يحدث هذا كثيرا ممن يطلق عليهم عيون المجتمع فبنفس المنطق الاناني تقف يسرا والدة تارا ذلك الموقف الاناني من ابنتها تارا والتي تحيا في سجن لاسبيل للخلاص منه مع زوج لا يراها أيضا وكله بسبب إجبار المنصورى الكبير له علي هذه الزيجة فبئست الأم التي لا تشعر بالام ابنتها أو تسعي لخلاصها.وهذا الجد القاسي يحرض حفيده يوسف للتجسس علي أخيه ملوحا له بتغاضيه عن أخطائه في المقابل حتي لا يستعيد علاقته مع رواء والتي يبدو أنها عانت كثيرا بعد حلما كانت تحياه هي وسالم بكل البراءة والامل حتي ان الجد لم يرمش له جفن وهو يعلم أن سمراء فقدت بصرها بسبب حفيده وكأن مصائر الناس سرابا لا يعنيه فلا يهم سوي ما يتفق ومصالحه.ومن توابع تجبره رويدا تلك التي تعاني من شاهين بعد افتراق سالم عنها فتجد نفسها علي جزيرة معزولة ولا تعرف لم وأن كانت بوادر انجذاب شاهين لها قد بدأت في الظهور.ومع الجدين الجبابرة كل المعادلات خاطئة ولا يراها صائبة سواهم لا يرون أن مصائر البشر لا تخضع لحساب المصلحة والمنفعة فقط.يبقي المشهد الإضافي والذى ما زلت أذكره لأني قرأت الجزأين السابقين حديثا إلا تتمته بعد عراك طيف وشاهد العزايزى ومفاجأتها بما ينتويه جدها لولا طمأنة رواء لها وسمراء بأن هذا لن يحدث ولن يسمح به والدها والذى حاول فيما بعد أن يستخرج نخوة شهاب لرعاية بناته دون إجبارهم علي الزواج وقد كنت اتعشم به خيرا لولا انه أظهر لعمه بكل بساطة انهم لا يتزوجون بناته عن حب بل ينظر للحب نفسه علي انه ضعف لن يسمح له بأن يتحكم فيه يوما فعمه بالنسبة له رجل ضعيف تحكم به قلبه.صراع مستمر بين الارادات وأصحاب القوة فلمن ستكون الغلبة ؟هذا ما نتابعه بكل شوق معك في الفصول القادمة .فلك كل التقدير علي هذا الابداع والأحداث التي لا يشوبها أي شائبة ملل كل فصل وكل مشهد به جديد بشكل ساحر ومشوق وجذاب بأسلوب مبدع ومتميز.

shezo متواجد حالياً  
قديم 12-12-20, 01:45 AM   #276

همس القوافي

نجم روايتي وراوي القلوب .. أيقونة كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية همس القوافي

? العضوٌ??? » 439514
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,318
?  نُقآطِيْ » همس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والسعادة للجميع
اولا مبروك تميز الروايه تستاهلي عزيزتي
قلمك سلس ومبدع ماشاء الله وبتمنى لك التوفيق الدائم

وثانيا سلمت اناملك على ماخطت من حروف
فصل حابس للانفاس والقفلة قاتلة تخلينا نعيش على اعصابنا وننتظر بفارغ الصبر ماسيحدث
واضح انه مامر على رواء ليس بالامر السهل.وبتمنى هي وسالم مايرتكبوا هذا الخطأ الفادح.فحتى لو كانا يحبان بعضهما .لا يجوز لهما الخيانه
ورواء الان متزوجه وماتفعله خيانه لايبررها اي شيء حتى ولو كان الدافع هو مشاعرها تجاه سالم.
اتمنى ان يلحقا نفسيهما قبل فوات الاوان .واظن ان القادم اصعب وامر
لن تتضح الامور حتى تكشف الغاز الماضي وماحدث قبل عشر سنوات

والله من كل قلبي اهنئك على الحبكة في الاحداث.يصعب كثيرا التكهمن بما سيحدث.بجد لديك ملكة فكريه وادبيه ماشاء الله

مرة اخرى مبروك التميز وبانتظار القادم من الاحداث باذن الله بشوق كبير
تحياتي لك ومتمنياتي بالتوفيق الدائم


همس القوافي غير متواجد حالياً  
قديم 13-12-20, 10:37 PM   #277

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرون

هي تلك النقطة الفاصلة .. ذلك الحاجز الذي ما أن تعبره حتى يتغير كل شيء .. لا تعود أنت.
وهي عبرت تلك النقطة وقفزت عبر الحاجز وهوت.
سقطت .. سقوطًا حرًا مباشرًا إلى أعماق الهوة التي ستبتلعها إلى غير رجعة .. استسلمت ..
تراجع العقل منزويًا في الظلام واستيقظ الجسد.
عيناها مفتوحتان تحدقان فيه لتزيدها نظراته ضياعًا .. تزداد دكنتهما بينما يفرد خصلاتها حولها بافتتان هامسًا
"هل تعلمين كم حلمت بشعرك يفترش وسادتي هكذا؟"
يتراجع العقل أكثر ويستسلم جسدها وقلبها ايعصف بجنون وسالم يواصل محرقًا إياها بهمساته يصر على انتزاع اعترافها بصك ملكية منحته إياه من أول لحظة التقيا.
"قوليها روايا .. قوليها"
يدها تنغرس في شعره تقربه إليها بينما تهمس ودموعها تنحدر بضعف
"أنا لك يا سالم .. أنا ملكـ …"
صمتت وتجمدت عيناها فجأة حين دوى صوتٌ آخر في أعماق الظلام الذي تهوي فيه .. صوتٌ تعرفه جيدًا.
"زوّجتُك ابنتي على سنة الله ورسوله"
توقف جسدها وشعرت به معلقًا في منتصف الهوة .. توقف قلبها وعقلها يستيقظ فجأة والصوت يتردد ممتزجًا بهمسات سالم المحرقة
"زوّجتُك ابنتي على سنة الله ورسوله"
جسدها المعلق في الهواء بدأ يرتجف بقوة والصوت يتكرر ناسجًا حولها حبالًا وسط الظلام
"على سنة الله ورسوله ..
على سنة الله ورسوله ..
على سنة الله و .."
"لا"
صرخة رافضة انطلقت من أعماق روحها .. صرخة حررتها وشرخت حاجز الظلام حولها فتلاشى واندفع النور بكل طاقته لتشهق بعنف
"لا"
صرخت وهي تدفعه بكل قوتها لتتحرر .. كان هو مغيبًا فيها مطمئنًا لاستسلامها بعد أن توقفت مقاومتها واستكانت أسفله معترفة بملكيته لها .. تنتظر أن يختمها للأبد به .. رفع وجهه ينظر لها تزحف للخلف وأعتى علامات الرعب على وجهها تضم طرفي الروب لتخفي عريها عنه .. لوهلة اختلط كل شيء في عقله وهو يجاهد ليستوعب ما يحدث .. قبل ثوان كانت خاضعة .. راغبة .. استشعر تجاوبها في كل خلية منها.
"رواء"
ناداها بصوتٍ متحشرج لا زالت العاطفة والرغبة تحكمان نبرته .. تراجعت أكثر صارخة
"لا .. ابتعد"
ونهضت بسرعة واندفعت لتفتح باب الغرفة وتنطلق للخارج .. انتفض لاحقًا بها إلى الصالة ولحقها قبل أن تصل لباب الشقة
"رواء توقفي"
حاولت فتح الباب الذي سبق وأغلقه بالمفتاح وحين فشلت التفتت له برعب .. نظراتها انغرست كإبر ملتهبة في روحه وعقله بدأ يتحرر من غيام الرغبة والمخدر.
"رواء .. اهدأي"
همس متوسلًا بينما تلفتت حولها بحثًا عن شيء .. أي شيء تدافع به عن نفسها أو ربما مخرج تهرب خلاله .. قبل أن يقترب خطوة كانت عيناها تتوقفان على شيء ما خلفه وقبل أن يفهم اندفعت نحو مائدة الطعام القريبة منه .. التفت بسرعة ليجدها تلتقط سكينًا من وسط أطباق الطعام الخاص بعشاء العروس … انقبض قلبه بجزع حين رفعته
"رواء .. ماذا تفعلين؟ .. ضعي السكين من يدكِ"
كانت يدها ترتجف بعنف
"ابتعد عني .. لن أسمح لك بلمسي .. ابتعد"
اقترب بحذر وقلبه يرتجف صارخًا بخوف
"رواء .. أرجوكِ .. ضعي السكين .. ستتأذين يا رواء"
توقفت ناظرة له عبر دموعها وتمتمت بذهول
"سأتأذى؟"
شعرها مغيبة عن الواقع .. نظر لهيئتها المشعثة لتصفعه من جديد اللحظات الماضية بينهما .. ماذا فعل؟ .. رباه ماذا فعل؟
"سأتأذى؟"
كررت بارتجاف ومرارة ثم صاحت
"هل سأتأذى أكثر مما فعلت بي؟"
"رواء أرجوكِ"
صرخت وهي ترفع السكين نحوه
"توقف .. لا تقترب أكثر"
رفع يده متوسلًا
"تمام يا رواء .. لن أقترب .. لكن اتركي السكين حبيبتي قبل"
قاطعته صارخة
"لا تقل حبيبتي .. أنا لست حبيبتك .. لا تقلها"
"رواء"
"لا تنطق اسمي مرة أخرى ولا تقل حبيبتي"
صرخت فيه وهي تتراجع أكثر فعاد يقترب بحذر شديد
"أنت لم تحبني يومًا .. من يحب لا يفعل هذا بمن يحبه .. لو كنت أحببتني ما كنت ستؤذيني هكذا"
"رواء اسمعيني أرجوكِ"
ارتجفت يدها بالسكين وتمتمت بشهقات باكية
"ما كنت ستفعل هذا بي .. أنت دمرتني"
توقف بقلبٍ مصعوق محدقًا فيها
"أنت دمرتني .. أنت لم تحبني .. ليتني ما عرفتك يا سالم .. ليتني مت قبل أن أراك"
"لا تقولي هذا يا رواء .. أرجوكِ"
غمغم والدموع تحرق عينيه فصاحت بحرقة
"أنا أكرهك يا سالم .. أكرهك كما لم أكره أحدًا في حياتي .. أكرهك وألعن اليوم الذي رأيتك فيه .. ليتني مت ولم أدخلك حياتي .. ليتني مت"
كلماتها كانت تسحق روحه وكل أثر للمخدر ما عاد قادرًا على منعه من الألم وكشف بشاعة ما فعله أمام عينيه.
"أنا أستحق كل كلمة تقولينها يا رواء لكن ... أرجوكِ لا"
قاطعته بقهر شديد ودموعها تحفر بشراسة في روحه
"لن أسامحك أبدًا .. لن أسامحك .. أنا أكرهك وسأظل ألعنك حتى أموت"
خانته دموعه مع كلماتها
"هل تسمع؟ سأظل ألعنك لآخر يوم في عمري"
"تمام يا رواء .. اكرهيني والعنيني كما تريدين حبيبتي لكن أرجوكِ .. لا تقضي على كل شيء"
ضحكت بهستيرية
"أنا؟ .. أنت قضيت على كل شيء يا سالم .. قضيت عليّ وعلى حياتي .. دمرتني"
لم تنتبه لاقترابه الحذر منها حتى صار على بعد خطوة، لكنّها انتبهت حين مد يده لينتزع السكين فانتفضت للخلف صارخة
"لا تلمسني .. سأقتلك"
"اقتليني يا رواء"
هتف فيها وهو يفرد ذراعيه
"افعليها .. اقتليني .. انتهى كل شيء أساسًا .. اقتليني لأرتاح من هذا العذاب .. اقتليني أنا مت أساسًا"
حدقت فيه عبر دموعها ثم همست
"اخرج .. اخرج من بيتي ومن حياتي .. لا أريد أن أراك مرة أخرى"
همس اسمها متوسلًا لتصرخ وهي ترفع السكين نحو رقبتها هذه المرة
"لن تخرج؟ .. هه، لن تخرج الآن؟"
"رواء .. إياكِ"
صرخ بفزع وهو يمد ذراعه نحوها، فابتعدت للخلف أكثر
"إن لم تذهب من هنا سأقتل نفسي أمامك .. أقسم أنني سأفعلها يا سالم"
"ضعي السكين يا رواء .. لا تفعلي هذا حبيبتي"
"قلت لا تقل حبيبتي"
صرخت بجنون وهي تغرس السكين في رقبتها لتتسع عيناه برعب أشد وهو يرى الدم يسيل فوق رقبتها
"إياكِ يا رواء .. إياكِ"
هتف متوسلًا .. عمره كله لم يمر بلحظة رعب كما لحظتها .. كان يشعر بحد السكين على رقبته هو تشق شريان حياته نصفين وتنتزع منه الحياة .. في تلك اللحظة مات بالفعل.
"غادر بيتي .. اخرج من حياتي وإلا سأقتل نفسي .. اخرج .. أنا أكرهك .. لا أريدك أمامي .. اذهب"
سقطت ذراعه إلى جانبه بضياع، ودمها المتساقط فوقه جمرًا فتح له أبواب الجحيم على مصراعيها ليستضيفه هناك إلى الأبد.
تراجع للخلف وعيناه تتوسلانها
"تمام .. اهدأي .. أنا سأذهب .. لكن أرجوكِ اتركي السكين .. جرحكِ سـ .."
شهق حين غرسته أكثر ورفع يده
"لا يا رواء .. توقفي .. والله سأذهب .. سأذهب ولن تري وجهي مرة أخرى .. أعدكِ .. لكن بحق الله لا تؤذي نفسكِ أتوسل إليكِ"
ظلت يدها تضغط بالسكين وعيناها جامدتان بنظراتها الميتة .. تراجع نحو الباب هامسًا باختناق
"وداعًا يا رواء ... أعدكِ لن تري وجهي مرة أخرى"
كان مرتعبًا من تركها هكذا والرحيل دون أن يطمئن على أنّها لم تؤذ نفسها لكنّه أدرك أنّ بقاءه يؤذيها أكثر .. اندفع ليفتح الباب بالمفتاح الذي سرقه من كامل والتفت يرمقها بنظرة أخيرة محملة باللوعة وهمس مودعًا إياها
"وداعًا يا أجمل حلم عشته في حياتي"
انطلق بعدها كأنّما تطارده الشياطين، وتركها خلفه مجمدة تحدق في إثره بعينين لا تريان وجسدها ساكنٌ تمامًا .. رجفة من البرد تسربت إليها صافعة إياها من جمودها .. نظرت للسكين في يدها برعب وألقته أرضًا وهي تشهق .. رفعت يدها تلامس السائل الدافئ على رقبتها، وعاد كل شيء يضرب عقلها بقسوة .. سقطت أرضًا بشهقات عنيفة متلاحقة .. تشعر أنّها ستموت .. ليتها تموت ليتها .. انفجرت باكية تضرب الأرض بقبضتيها
"أنا أكرهك .. أكرهك يا سالم .. أكرهك .. ماذا فعلت بي؟ .. ماذا فعلت؟"
ظلت تردد وقطرات دمها تتساقط أمام عينيها .. بكت حتى أنهكها البكاء وعقلها لا زال يحاول استيعاب أنّ كل هذا لم يكن كابوسًا .. أنّها ستستيقظ بعد قليل لتجد نفسها في فراشها وقد غلبها النوم في انتظار عودة زوجها .. رفعت رأسها شاهقة .. زوجها .. كامل .. كامل سيعود في أي لحظة .. ماذا ستفعل .. ما .. أسرعت تنهض مترنحة وتندفع لغرفة النوم .. يجب أن ..
توقفت أفكارها ما أن خطت للداخل وقبضة قاسية اعتصرت قلبها وعيناها تسقطان على السجادة واندفع المشهد إلى رأسها حيًا .. هزت رأسها رفضًا
"لا .. لا .. لم يحدث"
صرخت في نفسها وهي تحتضن جسدها المرتجف
"لم يحدث .. أنا لم أفعل هذا .. لم أفعل"
رددت بهذيان بينما كل خلية من جسدها تصرخ مستعيدة إحساسها به .. عادت تشعر بكل قبلة ولمسة .. عادت همساته تتردد كصدى من الجحيم .. اندفعت بهول تجاه الحمام .. ستغتسل .. يجب أن تزيل آثاره من عليها .. تمحو انتهاكه ونفسه وبصماته من على جسدها ..
اصطدمت قدماها بسجادتي الصلاة فتوقفت جامدة .. وتدفقت لعقلها صورٌ أخرى متلاحقة .. كامل يصلي بها .. كامل يضع يده على رأسها يدعو لهما .. ينظر لها .. يقبل جبينها بقدسية .. وهي انتفضت رفضًا للمساته .. لم تحتمل قربه لكنّها ذابت للمسات سالم المحرمة .. فتحت ذراعيها وقلبها وأرادت المزيد .. لم تتقبل الرجل الذي يربطها به رباط مقدس واستسلمت للأجنبي المحرم عليها .. التوت معدتها بشعور قاتل من الغثيان فاندفعت إلى الحمام .. أفرغت عصارة معدتها التي ظلت تنقبض بعنف .. توالي الصور والأفكار زاد معدتها انقباضًا حتى شعرت بروحها تكاد تخرج مع شهقاتها .. فتحت الصنبور تصفع وجهها بالماء تحاول محو الصور من خيالها لكنّها زادت شراسة .. حين رفعت عينيها وقابلها وجهها في المرآة تراجعت شاهقة .. لم تعرف نفسها .. من هذه؟ .. هي لا تعرفها .. تحركت عيناها على شعرها المشعث بجنون وأحست بأصابع سالم لا زالت تتغلغل بين خصلاته بافتتان .. نزلت عيناها على شفتيها المتورمتين .. ارتجفت بعنف وعيناها تلتمسان طريقهما على رقبتها وصدرها وتسارعت أنفاسها .. لقد لمسها .. قبلها .. انتهك جسدها وهي لا تحل له .. وهي ماذا فعلت .. استسلمت وأرادته .. عادت تنظر في عينيها الغريبتين ورأتها .. تلك الغريبة التي استيقظت داخلها .. تلك التي دفعتها لتسقط وأرادتها أن تواصل .. تلك التي لا زالت ترغب وتريد المزيد .. شعرت بجلدها يحترق مكان لمساته فاندفعت نحو الدش .. فتحت الماء لينهمر فوقها ورددت بهستيرية وهي تفرك شفتيها
"لم يحدث .. لم يلمسني"
لا .. لقد لمسها .. انحدرت دموعها ممتزجة بالماء وهي تدعك شفتيها بقوة كأن ذلك سيمحو أثره .. فركت وجهها ورقبتها وكل جزء من جسدها لمسه .. ازدادت حركتها تخبطًا وشراسة وانغرست أظافرها في جلدها كأنّها تريد خلعه .. كأن ذلك سيمحو خطيئتها .. لم تنمح ولم تتطهر .. لا زالت تشعر به على جسدها .. صرخت وهي تخلع الروب وتمزقه بعنف
"سيزول .. سيزول"
هتفت وهي تواصل فرك بشرتها بأظافرها حتى أدمتها وامتزج دمها بالماء ليسقط أسفل قدميها
"سيزول .. لن يبقى .. لن يبقى"
حين لم تحتمل أعصابها اندفعت خارجًا إلى غرفة النوم والماء يقطر منها .. توقفت وهي تلهث حين قابلتها صورتها في المرآة .. كانت في حالة أبشع .. لا زالت لا ترى نفسها بعد كل ما فعلته .. لا زالت لم تتطهر .. آثار أظافرها الدامية ظلت دليلًا دامغًا على ما حدث.
"خاطئة .. خاطئة .. هذه أنتِ يا رواء العزايزي"
سمعت صوتًا يشبه صوتها لكنّه ليس لها .. نظرت لشبح الأخرى التي تقابلها في المرآة تحدجها بسخرية وشماتة
"مهما فعلتِ لن تمسحي ما حدث .. لن تمحي حقيقتكِ"
صرخت وهي تغطي أذنيها تحاول صمهما عن تلك الأصوات ... همسات سالم وصوت أنفاسه وساوسها وصوت الأخرى التي تنظر لها ساخرة
"أنا هي أنتِ يا رواء .. أنا حقيقتكِ التي لم يعد بإمكانكِ التهرب منها .. هذه أنتِ"
هزت رأسها بقوة
"لا .. توقفي"
"لا تنكري يا رواء .. أنتِ استسلمتِ له بإرادتكِ .. جسدكِ لا زال يريده .. تلك الرغبة التي أيقظها فيكِ هي حقيقتك الوحيدة"
"لا .. لا .. هذه ليست أنا"
"مهما حاولتِ لن تنكريني رواء .. لستِ تلك الطاهرة التي تظنين .. أنتِ خاطئة كانت تتخفى وراء أكذوبة الطهر والأخلاق"
ضغطت على أذنيها أكثر بينما الأخرى تضحك منها .. كلما ضغطت كلما ازدادت ضحكاتها
"لا تهربي مني رواء .. أنا داخلكِ .. كنتُ في حاجة لفرصة فقط .. كنتِ تتبجحين بأخلاقكِ واستحالة وقوعكِ في الخطيئة .. انظري لنفسكِ .. لمسة واحدة منه كانت كافية لتسقطي قناعكِ الكاذب"
"لا .. لا .. اخرسي"
صرخت وهي تنظر لانعكاسها الذي ما عاد لها .. كأنما صارت له إرادته .. مدت الأخرى يديها نحوها
"اعتنقي حقيقتكِ يا رواء .. أنتِ لم ولن تكوني سوى أنا .. فشلتِ في اختبار الفضيلة رواء عزايزي .. أنتِ هذه في حقيقتك .. عاهرة مختبئة أسفل قناع الفضيلة .. خاطئة ماجنة كانت تنتظر الفرصة الأولى لتتحرر"
لم تحتمل أكثر واندفعت لتزيح بذراعيها كل ما على طاولة المرآة .. صرخت بجنون وهي تدفع زجاجات العطر لتتهشم
"لا .. لا .. لست أنا .. هذه ليست أنا"
دوت ضحكات الأخرى من حولها بينما تواصل تحطيم ما يقع أمامها
"اخرسي .. اخرسي .. أنا لست هذه .. لست أنا"
لم تتوقف ضحكات الأخرى وكلماتها فصرخت رواء وهي تحمل الكرسي وتنهال بكل قوتها على انعكاسها
"اخرسي .. موتي .. اخرسي واذهبي من هنا"
تحطمت المرآة ولم تتوقف رواء عن صراخها الجنوني وهي تنظر لانعكاسها المحطم .. انهارت وسط الحطام والزجاج صارخة بانهيار تملكها وما عادت تستطيع التحكم فيه ليتردد الصوت من جديد لكن همسًا ومر الشريط أمام عينيها عارضًا خطيئتها التي لا مهرب منها.
"لن تصمتي .. لن تخرسي وتموتي .. لن تتركيني"
"لن أترككِ حتى الموت يا رواء .. اعتنقي حقيقتكِ"
الموت .. هي تستحق الموت .. هي توسلته لكنّه لم يأت رغم كل أدعيتها .. لم ينقذها .. لماذا تنتظره؟ .. لماذا لا تذهب إليه ما دام لا يريد هو القدوم إليها؟ .. كانت قد توقفت عن الصراخ وهمدت حركتها وشفتاها تهمسان بنبرة ميتة
"يجب أن تموتي .. لن تخرسي حتى تموتي .. لن ترحلي حتى تموتي"
رددت وهي تتحرك بآلية وضياع وتمد يديها إلى زجاج المرآة المحطم .. لم تشعر بأي ألم وهي تذبح معصميها فوق حافته الحادة .. لم تشعر بشيء وهي ترى دمها ينهمر غزيرًا .. ابتسمت وهي تنظر لسائل الحياة يسيل منها .. هكذا ستتطهرين .. هذه سبيلكِ الوحيدة لتتطهري يا بنت العزايزي .. سبيلكِ لتقتلي تلك المرأة وتتطهري.
بدأ الدوار ينتابها مع كل قطرة تفقدها وحين هوت أرضًا وأظلم العالم كان صوت الأخرى يخفت حتى صار مجرد همس بعيد لروح ما عادت حية.
***************

Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-12-20, 10:41 PM   #278

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أما سالم فقد قفز السلالم لاهثًا .. يريد الموت .. ما الذي فعله؟ .. أين كان عقله؟ .. كيف آذاها هكذا؟ .. كان على وشك الخروج من الباب حين سمع صوت يهتف اسمه .. التفت بضياع ليجد منير الذي كان ينتظره أسفل السلالم في المدخل بوجه شاحب مخطوف
"سالم .. ماذا حدث؟ .. لماذا لم .."
حانت منه نظرة خلفه حيث كان كامل على الأرض مستندًا للحائط فاقدًا وعيه .. تراجع بشحوب أشد
"سالم تحدث"
أخرج المفاتيح وألقاها نحو منير
"لنذهب من هنا"
اتسعت عينا منير بجزع
"هل .. ماذا حدث؟"
"هيا يا منير"
هتف وهو يندفع خارج المبنى وأسرع منير يضع المفاتيح في جيب كامل وهو يتمتم
"أنا آسف .. لم أقصد أن يحدث كل هذا"
واندفع لاحقًا بسالم الذي انطلق بسيارته بسرعة رهيبة
"سالم .. ألم تكن خطتك اختطافها وإجباره على طلاقها؟ .. ماذا حدث؟"
انقبضت يداه وصرت أسنانه من شدة ضغطه
"سالم اخفض السرعة .. ستقتلنا"
لم يرد عليه وراقبه منير بشحوب .. لا يصدق حتى اللحظة ما أقدما عليه .. كل ما فعله أنّه رافقه ليطمئن أنّه لن يفعل شيئًا في نفسه وظل معه وهو يقود عبر الشوارع بجنون قبل أن يتفاجئ به يعود إلى قاعة الزفاف ونزل منها ليراقب الزفاف بجمود مخيف .. حاول أن يقنعه بالذهاب، لكنّه أصر على البقاء حتى انتهى الزفاف وصدمه بتعقبه للسيارات التي رافقت العروسين حتى وصلوا إلى مسكنهم وبقى يراقب في صمت أخافه أكثر .. عبثًا كان يحاول إقناعه بالعودة لكنّ سالم كان في عالم آخر واستمر في المراقبة حتى رحل الجميع وانتظر حتى رأى والديّ العريس يستقلان السيارة الأخيرة ويرحلان .. اندفع خلفهما وفي اللحظة المناسبة قطع عليهما الطريق .. تجمد مكانه وهو يراه ينتزع الوشاح الصوفي ويتلثم به ثم يلحق بالرجل وزوجته مهددًا بمسدس لم يعرف أنّه كان يحمله معه .. ظن المسكينان أنّه لص وأعطياه مالهما وهاتفيّهما ليسمح لهما بالانصراف بعد أن رمى لهما المال .. أخبره أنّه ليس بوعيه وحاول إيقافه لكنّ سالم عاد بالسيارة إلى بيت حبيبته وتفاجئ به يتصل بزوجها من هاتف أبيه يخبره أنّ والديه تعرضا لحادث وغادر بعدها ليتربص به في مدخل المبنى وما أن نزل للطابق الأرضي حتى عاجله بضربة على رأسه أفقدته وعيه أسفل أقدامهما .. حدق هو في ارتعاب في رفيقه الذي شعر أنّه يعرفه لأول مرة بينما سالم انحنى يبحث عن المفاتيح في ملابس كامل وأخبره بجمود أن يحرسه حتى ينتهي من اختطاف رواء ويعود بها ليرحلا بعيدًا.
تحسس قلبه النابض بعنف وهو ينظر لوجه سالم المعتم .. ما الذي فعله بالأعلى وجعله بهذه الحالة؟
"سالم .. تحدث أرجوك .. هل آذيتها؟"
سأله بوجل وندم .. هل كان يجب أن يبلغ أحدًا ليوقفه؟ .. لكن من .. فات الأوان.
انحرفت السيارة قليلًا ليمسك ذراعه
"سالم .. توقف .. ستقتلنا .. أفق يا سالم"
أخبره بصوتٍ ليس كصوته
"انتهى كل شيء .. أنا انتهيت يا منير .. ضاع كل شيء"
ارتعد قلبه وهو يتخيل أبشع السيناريوهات .. هل آذاها فعلًا؟ .. اغتصبها في لحظة غضب وجنون غيرة؟ … هل شاركه في جريمته دون أن يشعر؟
"سالم .. توقف في أي مكان ودعنا نتحدث .. لا تقد وأنت منفعل هكذا"
هز رأسه رافضًا وواصل قيادته لبعض الوقت
"سالم .. ربما لم يفت الأوان لتصلح ما .."
صرخ ضاربًا المقود بقبضته
"ألم تسمع؟ .. كل شيء انتهى .. أنا دمرت كل شيء يا منير .. دمرتها ودمرت نفسي"
حدق فيه بعينين متسعتين وهمس
"أنت لم .."
قطع سؤاله بخوف
"كدت أفعلها"
تنهد بارتياح تبخر وسالم يردف بألم
"لكن ما الفائدة؟ .. لقد وقع الأذى .. أذيتها وجعلتها تكرهني وتلعنني .. خسرت كل فرصي معها"
ربت على كتفه بشفقة
"إنّه النصيب يا سالم .. ليس .."
قاطعه هاتفًا بعنف
"ليس النصيب .. ليس القدر .. أنا السبب في كل ما حدث .. أنا دمرت كل شيء .. لا .. لست وحدي السبب .. لست وحدي"
وأسرع يوقف السيارة جانبًا وغادرها .. لحق به منير ليهتف فيه
"لا تلحقني .. عد إلى بيتك"
تركه يناديه واندفع هو جريًا عبر الطرقات الخالية .. ركض حتى كادت أنفاسه تتوقف وساقاه أنهكهما الجري لكنّه استمر دون شعور .. عقله يعيد الصور مرارًا وتكرارًا يزيد عذابه وندمه .. ما الذي فعله؟ .. كيف سمح لنفسه أن يقترب منها ويؤذيها هكذا؟ .. هي حقه ولا زال في أعماقه يراها حقه لكن هي تركته وربطت نفسها بآخر في رباط مقدس .. رباط انتهكه هو بكل نذالة .. مهما كان يؤمن أنّها له ما كان يحق له أن ينتهك ذلك الرباط .. ما كان له أن يدنسها هكذا .. لن تسامحه أبدًا.
"أنا أكرهك وسأظل ألعنك حتى أموت"
دفع بساقيه أسرع متجاهلًا صرخات ألمهما .. صرخات رواء المتوسلة والكارهة والمحملة بلعناتها كانت أقسى عليه ... ضرب قلبه بعنف .. لن يسامح نفسه ... لقد خسر كل شيء.
لم يعرف متى ولا كيف استطاع العودة للسراي .. حين وصل انهار قرب السور الحجري وسقط أرضًا .. تطلع من مكانه للسجن الكبير الذي يحكمه جده .. لعنته الأبدية .. هو السبب في كل هذا .. هو حرمه منها ودفعه لهذا .. هو جعله جبانًا عاجزًا عن انتزاع حقه والتمسك به بأظافره وأسنانه .. ظل مكانه يلهث بعنف لينهض بعد قليل وتحرك مترنحًا .. دخل عبر البوابة والغضب والخزي الذي يشعره يدفع بمزيد من الحمم في عروقه .. الليلة سينتهي كل شيء .. الليلة سيسدل الستار على سالم المنصوري .. الأحمق الذي لم يستطع الدفاع عن حبه .. الجبان الذي خسر ولم يكتف بهذا بل انحدر ليتسلل ويسرق وينتهك حبيبته.
ترنح وكاد يسقط ليمسكه أحد حراس جده فدفعه جانبًا وواصل طريقه للداخل .. طرق باب السراي بعنف وهو يصرخ
"سالم باشا .. افتح الباب يا سالم باشا .. حفيدك أتى .. افتح لترى انتصارك"
مضت لحظات وهو يواصل هتافه .. كان يترنح مذبوحًا من الوجع .. من يره يحسبه سكرانًا .. انفتح الباب ورأى وجه السيدة إحسان تنظر له بفزع .. دفع الباب ودخل بينما تشهق
"بني .. ماذا حدث لك؟"
تجاهل سؤالها واندفع هاتفًا
"أين هو؟ .. أين هو سالم باشا ليرحب بحفيده الغالي؟"
وضعت يدها على خدها بجزع بينما تلاحقت خطوات على السلالم .. التفت ليجد أمه تلف روب نومها هاتفة باضطراب
"ماذا حدث يا سالم؟ .. ماذا أصابك يا بني؟ .. لماذا تصرخ هكذا؟"
صفق بيديه بينما يرى أسامة ينزل هو الآخر وخلفه إيهاب يحدقان فيه بشحوب .. قاوم تعبه محاولًا التماسك في مكانه
"أين هو جلادنا العظيم؟ .. أيقظوه من نومه .. أريده أن يرى انتصاره الكبير .. أين هو؟"
اندفع أسامة ليمسك بذراعه
"سالم .. أنت لست بوعيك .. تعال إلى غرفتك وغدًا سـ .."
انتزع ذراعه ودفعه هاتفًا
"ليس هناك غدًا .. انتهى .. سالم انتهى .. ليس هناك غدًا لسالم"
"سالم .. ماذا أصابك يا بني؟"
رددت أمه باكية وهي تقترب منه
"ماذا أصابني؟ .. الذي أصابني أنني انتهيت يا أمي .. خلاص .. سالم انتهى"
وعاد ينظر لأعلى وصرخ بقوة
"سالم باشا .. ألن تنزل وتواجهني؟ .. لدي بضع كلمات أريد قولها لك .. أين أنت؟"
من بين شهقات أمه الباكية سمع صوت جده الصارم يتردد
"ماذا يحدث هنا؟"
رفع وجهه إليه وضحك مصفقًا
"ها قد أتى سالم باشا العظيم .. ها قد أتى الحاكم بأمره"
"سالم .. هل جُننت؟ .. ماذا بك؟"
هتف جده وهو ينزل السلالم
"نعم جُننت .. هل كان يجب أن آخذ الإذن منك أولًا قبل أن أُجن؟"
وضحك وهو ينقل بصره بين الجميع ثم عاد به إلى جده
"آسف يا سالم باشا .. لم آخذ إذنك لكن عليك أن تعذرني .. لقد حدث كل شيء بسرعة وفجأة فلم أستطع أخذ إذنك"
تجاهل جده ما يفعله والتفت للبقية قائلًا بصرامة
"اذهبوا إلى غرفكم .. لا أريد أحد منكم هنا"
"لماذا؟ .. ألا تريد أن يشاركونا؟ .. ألا تريد أن تحتفل بانتصارك معهم؟"
همست أمه
"سالم .. اهدأ يا بني أرجوك"
قاطعها صوت جده بصرامة أشد
"سمعتم ما قلت .. عودوا إلى غرفكم واتركونا وحدنا"
قالها ولم ينتظر ليراهم ينفذون الأمر ولم يكن في حاجة لتكراره .. ذهب إلى مكتبه ولحق به سالم بخطوات عنيفة .. دخل صافعًا الباب بقوة رجت الجدران
"كيف حالك يا سالم باشا؟ .. إن شاء الله تكون مسرور بانتصارك الليلة"
رمقه جده في صمت زاد غضبه
"ألن تقول شيئًا؟ .. لن تبارك لي خسارتي للفتاة التي أحبها؟ .. لن تبارك لحفيدك تدميرك لحياته ومستقبله؟"
قبض جده على عصاه بقوة وقال
"ألم تنته من هذا الأمر؟"
"انتهينا فعلًا .. انتهينا من كل شيء"
صرخ فيه ثم أتبع
"كنت تعرف أنّها ستتزوج .. كنت تتأكد من إزاحتها عن طريقي .. لم تحاول إيقافي عما كنت أفعله لأنّك أردتني بعيدًا حتى تتزوج هي، صحيح؟"
رمقه دون رد فاقترب سالم يضرب بكفيه سطح المكتب
"ماذا تريد مني؟ .. أريد أن أعرف ماذا فعلت لك لتدمر حياتي هكذا؟"
لم يرد جده فضرب بقوة أكبر صارخًا
"طيلة حياتي حاولت أن أكون الحفيد الذي تريده .. طيلة عمري سمعت كلامك .. نفذت أوامرك .. لم أعص لك أمرًا .. ومع هذا بخلت عليّ بالشيء الوحيد الذي طلبته منك .. انتزعت مني حبيبتي وحياتي وحكمت عليّ بالمرار طيلة عمري .. لماذا؟ .. انطق لماذا فعلت هذا بي؟"
رفع جده رأسه قائلًا بحزم
"أنا فعلت هذا لأجلك .. لمصلحتك وحدها .. يومًا ما ستدرك هذا وتقدره"
ركل الكرسي بقربه وأسقطه بعنف
"أين مصلحتي فيما حدث؟ .. أين مصلحتي في تدمير حياتي وحرماني ممن أحب؟ .. سأقدر لك ما فعلت؟ .. لماذا؟ .. لماذا أقدر لك دماري والضياع الذي حكمت عليّ به؟"
ومال يستند للمكتب مواصلًا بعذاب
"هل تشعر بي؟ .. هل تعرف كيف أحترق الآن؟ .. هل تتخيل عذابي وأنا أرى الفتاة التي أعشقها أصبحت لرجل غيري؟"
وضرب على قلبه بقهر
"قلبي يحترق .. هل تشعر به؟ .. لا .. أنت لا تفعل .. لأنّك لا تملك قلبًا .. لن تشعر بالنار التي تحرقني الآن ولن تشفق عليّ أبدًا"
اكتسى وجه جده بتعبير غامض للحظة قبل أن يردد بجمود
"أنت لست في وعيك ولا تعي ما تقوله .. كل ما تشعر به الآن سيزول .. غدًا تنسى وتدرك أنّني أنقذتك من مصير كان سيدمرك ويدمر عائلة المنصوري كلها"
حدق فيه ذاهلًا ثم غرس كفيه في شعره ضاحكًا بهستيرية
"عائلة المنصوري؟ .. لا زال يقول عائلة المنصوري"
وعاد يركل الكرسي صائحًا
"اللعنة على عائلة المنصوري .. اسمك ودمك لعنة عليّ .. عائلتك كلها ملعونة"
"سالم … تأدب وإياك أن تتمادى"
صرخ فيه بقهر
"وهل عاد فيّ عقل لأتأدب يا سالم باشا؟ .. أنت حطمتني .. تقول أنّك فعلت كل هذا لمصلحتي .. لا يا سالم باشا أنت فعلته لنفسك"
واقترب محدقًا فيه بغضب فاق حدوده
"فعلته لترضي ذلك الجلاد داخلك .. أنت ترتاح عندما ترانا تعساء وتتسلى بعذابنا .. أنت ظالم .. ظالم سلطه الله علينا لماذا لا أعرف لكننا حتمًا نستحق"
صمت لحظات مستعيدًا ما فعله برواء ثم غمغم بمرارة
"بالتأكيد نستحق .. نستحق لعنة اسم المنصوري ودمك الذي يجري في عروقنا"
"سالم .. لآخر مرة أقول لك .. لا تتمادى معي"
رد جده بهدوء أشعل غضبه أكثر وأردف
"أنا أتفهم حالتك الآن لكنني لن أتفهمها أكثر وإن تماديت .."
قاطعه بعنف
"ماذا؟ .. وإن تماديت ماذا؟ .. ماذا ستفعل بي أكثر مما فعلت؟ .. هل بقى فيّ جزء قائم لتحطمه؟ .. هل بقى من سالم شيء؟ .. لا يا سالم باشا .. انتهينا"
وتراجع خطوة فاردًا ذراعيه
"انظر إليّ .. انظر وملي عينيك من انتصارك .. أنت لم تكن تريد حفيدًا مثاليًا يحمل اسمك .. أنت أردت دمية تتحكم فيها .. دمية تصبح نسخة مشوهة منك وتحكم من بعدك .. لكن هل تعرف شيئًا؟"
اقترب منه مرددًا بقسوة
"لن أجعلك تهنأ بانتصارك .. لن أسمح لك بتحويلي نسخة منك .. خلاص انتهى .. سالم المطيع مات .. أنت قتلته .. الواقف أمامك الآن هو جثته .. متع ناظريك لأن هذا آخر ما ستراه مني .. أنا .. لن أبقى لحظة في هذا البيت"
عصب واحد اهتز في وجه جده فانفجر قهرًا من رد فعله .. أمسك الكرسي وطوح به نحو المكتبة ليهشم زجاجها بينما وقف جده بملامح غامضة يراقب الحطام ووقف سالم يلهث بعنف
"أنا سأرحل من هنا .. لن أعود"
"لن تذهب لأي مكان يا سالم"
التفت له هاتفًا
"لن تمنعني"
ضرب بعصاه الأرض هاتفًا بقوة
"أنا جدك .. لا أسمح لك بعصياني"
"وأنا من هذه اللحظة أتبرأ من اسمك ومن دمك .. سالم يحيى المنصوري انتهى .. أنا أتنازل عن لقبك وعن مالك .. أتنازل عن أي علاقة تربطني بك وسأترك هذا السجن شئت أم أبيت ولا يمكنك منعي"
أخيرًا منحه جده رد فعل طبيعي حين اشتعلت عيناه بغضب
"لن تغادر السراي يا سالم .. هذه كلمتي الأخيرة"
ركل الحطام صائحًا بتحد
"حاول منعي .. لم أعد عبدًا لك يا سالم باشا .. من هذه اللحظة حياتي ملك يدي أنا وحدي .. أنا أقطع كل صلة بك وبحكمك وسأرحل من هنا دون رجعة"
قالها وأعطاه ظهره ليرحل فهتف جده وهو يضرب بعصاه الأرض
"سالم .. توقف عندك"
توقف لا إراديًا ليكمل جده
"إن غادرت السراي اعلم أنّك لن تخطو أعتابه مرة أخرى"
التفت له مرددًا بتهكم مرير
"لا تقلق لا أنوي العودة .. أنا راحل للأبد"
"لن تفتح لك أبواب السراي إن عدت تتوسل يا سالم وأنا متأكدٌ أنّك ستفعل قريبًا"
صمت للحظات يرمقه بمرارة وألم ثم ابتسم متمتمًا
"لو كان بيتك هذا هو الجنة فأنا أرفضها … لن أعود يا سالم باشا ولن أتوسل .. أقسم أنني لن أفعلها مهما حييت"
وعاد يقترب منه بتحد أكبر
"لن أعود كما فعل أبي .. هو كان مرغمًا لكنني لن أضع رقبتي تحت سيفك مثله ..عهدٌ عليّ لن أكون أنا من يعود ذليلًا يتوسل عفوك .. أنا أفضل الموت مثل عمي وعمتي على العودة إلى جحيمك مرة أخرى"
ودار على عقبيه ليوقفه جده عند الباب
"ما دمت تصر على الرحيل اعلم أنّه من هذه اللحظة أحرم عليك أي اتصال بالعائلة"
توقف قلبه بين ضلوعه والتفت له بذهول فرفع جده رأسه متابعًا بنبرة قاطعة
"لن تتصل بهم .. لا بأمك ولا بإخوتك .. إن عرفت أنّك خالفت أمري يا سالم سيكون حسابك وحسابهم عسيرًا"
"ليس من حقك"
أخبره بنقمة مدركًا أنّه يحاول لي ذراعه ليجبره عن البقاء .. يعرف أنّه لن يحتمل الانفصال عن عائلته .. يتحداه إذن .. صمت مفكرًا ثم رفع رأسه إليه قائلًا ببرود
"كما تريد .. لن أعود ولن أتصل بهم .. ما دمت قررت الانفصال عن عائلتك فسيكون هذا نهائيًا"
نظرة جده المصدومة منحته بعض التشفي .. لم يتوقع هذا منه .. لا بأس .. ليدفع الثمن وليخسر لأول مرة في حياته .. ليشعر قليلًا بمرارة الهزيمة أما هو فسيكون عقاب ذنبه فراقه عنهم.
هكذا اتخذ قراره الأخير.
"سأذهب يا سالم باشا ولتهنأ أنت بحكمك .. لم أعد واحدًا من رعايا جلالتك"
ردد ساخرًا وهو يفتح الباب وأسرع إلى غرفته واقتحمها لينتزع حقيبة سفره وألقى فيه بعض ملابسه .. كان يتناول جواز سفره حين دخلت أمه الغرفة واتسعت عيناها بصدمة
"سالم .. ماذا تفعل؟"
قاوم قلبه المتوجع وأخبرها وهو يحمل حقيبته
"أنا راحل يا أمي"
"لا .. أين سترحل؟ .. لا يمكنك"
صرخت بجزع وهي تمسك بذراعه .. التفت ينظر لدموعها الحارة التي هزته .. إن بقى قليلًا سيضعف ولن يستطيع الرحيل .. أمسك كفها وأبعدها برفق هامسًا باختناق
"يجب أن أذهب يا أمي .. لن أحتمل البقاء هنا .. أنا أختنق"
تشبثت به تبكي بحرقة
"أين ستذهب وتتركني يا سالم؟ .. لا تفعل .. أرجوك يا بني"
أغمض عينيه بألم وعجز ثم ترك حقيبته ليحتضنها بقوة
"آسف يا أمي .. آسف .. يجب أن أرحل .. سأموت إن بقيت في هذا السجن"
تعالت شهقاتها في صدره وتمسكت به أكثر
"لا ترحل .. ابق وسنحل كل شيء .. لا يمكنك أن تتركنا"
"لا أستطيع يا أمي"
وأبعدها بصعوبة ليحتضن وجهها
"إن كنتِ لا تريدين أن أموت من القهر كما مات أبي دعيني أذهب .. أعدكِ أنني سأكون بخير"
"لا تفعل يا سالم .. لن أحتمل رحيلك يا بني"
مسح دمعة خائنة واحتضنها مرة أخيرة
"إنّه قدرنا يا أمي .. عليّ الذهاب لأنجو بنفسي .. سامحيني وادعي لي .. ادعي حتى يغفر الله لي وسامحيني لأنني مجبر على وداعكِ"
بكت بحرقة في حضنه ليبعدها بعد ثوان والتقط حقيبته وأسرع يغادر .. لحقت به وهو ينزل السلالم تناديه باكية تطلب منه التوقف .. قبل أن يصل للباب سمع صوت أسامة يناديه وهو يقفز الدرجات واندفع ليشده من ذراعه
"أين تذهب يا سالم؟ .. هل جُننت؟"
ربت على كفه وابتسم بألم
"أسف يا أسامة"
"لا يمكنك أن تذهب هكذا"
هتف فيه رفضًا فاقترب يحتضنه بقوة
"يومًا ما ستفهمني يا أسامة .. ستفهم ما أشعر به وستسامحني"
وابتعد يمسح على خده بأسى ونظر خلفه إلى أمه التي احتضنتها إحسان تبكيان بحرقة وإيهاب الواقف في منتصف السلم يرمقه بصدمة وشحوب ونظرة أخرى لم يفهمها .. زفر بقوة وعاد ينظر لأسامة الذي دمعت عيناه بتوسل.
"الجميع أمانة لديك يا أسامة .. اعتني بهم .. وحاول أن .. تسامحني"
تحشرج صوته وكادت تهزمه مشاعره فأجبر نفسه على الحركة .. حاول أسامة إيقافه حين دوى صوت جدهما عاليًا
"أسامة .. دعه يذهب"
التفت له بذهول هامسًا
"جدي .. ماذا تقول؟"
أخبره بصرامة وهو ينظر لحفيده الأثير
"لقد اختار .. دعه يذهب .. من اليوم وصاعدًا أبواب السراي مغلقة في وجهه"
صاحت سمية بحرقة
"لا يمكنك أن تفعل هذا يا عمي .. لا تفعل أتوسل إليك"
"سالم اختار .. قطع كل صلته بعائلة المنصوري ولم يعد له مكان هنا"
رمقه سالم بابتسامة ساخرة قبل أن يلقي نظرة مودعة على أفراد أسرته وهمس
"أستودعكم الله"
وأسرع يغادر قبل أن تهزمه دموعه ومشاعره ويضعفه قلبه فيبقى حاكمًا على نفسه بالموت .. وحين تخطى أسوار السراي وابتعد توقف ليلقي نظرة أخيرة على البيت الذي أغلق أبوابه دونه .. رفع رأسه للسماء وهمس
"ليكن هذا عقابك يا ابن المنصوري .. ستعيش عمرك وحيدًا منبوذًا دون أهل وبيت"
وتحرك بعدها بخطوات حاسمة معتنقًا الثمن الذي سيدفعه تكفيرًا عن خطيئته.
******************

Gogo 2002 likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-12-20, 10:42 PM   #279

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دقات متواصلة ارتفعت على باب غرفة سالم في السراي لم تجد جوابًا، فتكررت بوتيرة أكثر توترًا وارتفع بعدها صوت سمية القلق حين لم يأتها رده
"سالم يا بني .. سالم .. هل أنت نائم يا بني؟"
لم يصلها رد فازداد قلقها
"سالم .. أنت بخير؟ .. لماذا لم تنزل من غرفتك حتى الآن؟ .. رد عليّ يا بني ولا تقلقني عليك هكذا"
حسمت ترددها حين غلبها قلقها عليه وفتحت الباب .. وجدت فراشه مرتبًا ولا أثر له، وكادت تغادر ظنًا منها أنّه خرج دون أن تنتبه لتتوقف فجأة بصدمة، والتفتت هاتفة بجزع
"سالم .. ماذا تفعل عندك؟"
لم يرفع رأسه ولم يحرك ساكنًا .. كان يجلس في ركن منزو ثانيًا ركبتيه، وكفاه يحيطان رأسه المدفون في ركبتيه في صورة مجسدة للهزيمة والضياع .. انقبض قلبها وهي تحدق فيه .. كان يفعل هكذا في صغره حين يحزن أو يشعر بالذنب .. كان منزويًا كطفلٍ ضائع
"سالم .. ما بك يا بني؟"
هتفت وهي تسرع إليه بينما كان هو غارقًا في يأسه وتعاسته … يستعيد دون توقف لقاءه ببدر العزايزي .. حديثهما الذي قلب كل شيء ونسف أمله الوحيد .. وضعه أمام مرآته وكشف بشاعة نفسه ثم انتزع منه فرصته التي ظنّها منحة من القدر .. كلماته لا تتوقف عن الدوي في رأسه يخبره بضيق

"لا أعرف بأي وجه عدت تطلب لقائي ولا بأي حق تحاول العودة لحياة ابنتي"
لم يكن ينتظر منه استقبالًا حارًا ورغم هذا كلماته انتزعت جزءًا من أمله وتفاؤله .. لم يعرف أنه على وشك أن ينسف أمله كله.
"أنا وافقت فقط على رؤيتك إكرامًا للسيد رفعت لأنه أتى بنفسه وتوسط لأجلك .. غير هذا لم أكن لأفتح لك بابي ولا أسمع منك كلمة"
كانت المرة الأولى التي يلتقيان فيها وجهًا لوجه .. لم يمنحه القدر الفرصة سابقًا ليفي بوعده بالزيارة لخطبة رواء .. كان يكن له احترامًا شديدًا لأنه والدها ولأنه عرفه من حكاياتها وعرف أي رجل هو لهذا كان يؤلمه أن يكرهه هذا الرجل ويراه وضيعًا .. يعلم أنه يستحق كراهيته وعدم مسامحته لكنه أمل قليلًا أن يتفهمه .. أتى ليعتذر ويطلب فرصة لكنّ بدر العزايزي لم يكن ليسامح في حق ابنته
"أنا آسف"
هكذا أخبره برجاء
"مهما قلت أو فعلت لن يغير هذا من جريمتي في حق رواء ولا في حقكم .. لم أستطع تحمل الصدمة وكنت .. كنت مغيبًا عن وعيي"
أخبره بخزي من نفسه وصمت بدر وهو يتأمله مليًا ثم قال
"لا مبرر أبدًا لجريمتك يا ابن المنصوري"
قاوم غصته ليومئ قائلًا
"أنت محق .. أنا لا أبرر لنفسي .. لقد أجرمت في حقها وآذيتها لكنني عوقبت .. عوقبت بخسارتها وكراهيتها .. طيلة السنين الماضية كنت أعاقب نفسي على ذنبي في حقها"
هز رأسه مرددًا بمرارة
"لا شيء أبدًا سيعوضها ما خسرته .. أنت لا تعرف أي شيء عما أصابها .. لو عرفت ستدرك أنك مهما فعلت لن تجبر الكسر الذي سببته ولن تعوضها السنين التي خسرتها .. لن تعوضها سمعتها التي أصبحت على ألسنة الناس بسببك"
رفع إليه وجهه بشحوب وهمس
"سمعتها؟ .. أنا لم .. لم يحدث أن .. أعني"
أغمض والدها بألم كأنما تجدد شعوره بتلك الأيام .. شعر سالم أنه يقاوم نفسه حتى لا ينقض عليه ويقتله كما يستحق بينما يخبره بجمود
"أعلم أنك لم تكمل ما بدأته لكن هذا لا يعني أن جريمتك مرت دون أثر"
ارتعد قلبه بخوف متوقعًا الآتي .. هل عاد زوجها وواجهته؟ هل شك فيها؟ .. تذكر حالتها المزرية حين تركها .. هل وقع الشك بقلبه؟ .. ربما انهارت وأخبرته و .. حسم بدر أفكاره المخيفة
"رواء حاولت الانتحار بعد ذهابك مباشرة"
انقبض قلبه بعنف .. انتحرت ليلتها .. ظن أنها ربما .. نظر له بهول ولوعة ووالدها يكمل
"زوجها عاد في الوقت المناسب وأنقذها .. نجت بمعجزة"
وتحشرج صوته وهو يكمل
"نجت صحيح لكن الضرر كان قد وقع .. يمكنك أن تفهم وحدك أن زوجها السابق جمع واحدًا زائد واحد وفهم كل شيء .. أو أنه شك"
صمت ليتمالك مشاعره ثم أخبره بنظرة قاسية
"لقد طلقها بعد يومين فقط"
تراجع مصدومًا وكل أمل لديه نسفه بدر العزايزي بكلماته
"طلقها في المشفى وهي لا زالت راقدة بالفراش أقرب ما تكون للموت .. هل يمكنك فهم الآن كيف تحطمت سمعتها؟ .. عروس تحاول الانتحار ليلة زفافها ثم يطلقها زوجها بعد يومين .. ماذا يقول الناس عنها في هذه الحالة؟"
قبض يديه وأحرقت الدموع عينيه وبدر يردف بجمود
"أنت دمرت حياة ابنتي ورحلت ولم تنظر خلفك"
رد مدافعًا بصوت متحشرج
"سافرت ليلتها .. تركت عائلتي ورحلت إلى الخارج .. رواء هددتني بقتل نفسها إن لم أبتعد .. رحلت لأجلها .. عاقبت نفسي برحيلي .. ظننتها كل هذه السنين مع زوجها وقد نسيتني .. أنا .. لم أعرف قط أنها .."
تحشرج صوته أكثر فصمت وأطرق متخاذلًا لا يجد القدرة لرفع عينيه ليواجهه .. كان مذنبًا وقاتلًا

"لا تظن أن هذا كل ما دفعته رواء بسبب حبها لك وعجزك عن الدفاع عنها .. ابنتي دفعت ثمنًا غاليًا مهما فعلت لن تعوضها إياه .. لن أخبرك بالباقي فهو من حق رواء وحدها، ولن أهين ابنتي أمامك أكثر .. أنا أخبرتك بهذا لتعرف أنها لن تسامحك .. أنت كسرتها ببشاعة وحطمت روحها ولن يمكنها أن تغفر لك ولا أنا يمكنني مسامحتك"
رفع رأسه عندما شعر به يوشك على الرحيل وهتف متوسلًا
"أريد فرصة واحدة .. سأفعل المستحيل لأعوضها ... سأفعل أي شيء وسأحتمل أي جزاء حتى تسامحني"
رمقه بجمود وقال
"جميلة وسمراء لا تعرفان كل شيء عن جريمتك .. تعتقدان أنها انهارت لأنها لم تحتمل الزواج من غيرك ولهذا تظنان أنك تستطيع شفاءها وتعويضها لكن .. خذها كلمة مني .. رواء لم تعد تلك البنت البريئة التي عرفتها .. ابنتي تغيرت حتى أنا ما عدت أعرفها .. أنت لا تملك أي فرصة معها"
نهض واقفًا وأمسك ذراعه يوقفه
"أرجوك .. لا تنتزع الأمل الوحيد مني .. امنحني الإذن لأداويها .. سأفعل المستحيل لأشفي جرحها .. سأعيش عمري كله أعوضها .. لا تقل أنني لا أملك أملًا معها .. أنا أحبها ولن أخسرها مرة أخرى ولو كان الثمن حياتي"
انتزع بدر يده عن ذراعه وواجهه بحزم
"إن استطعت أن تعيد روحها كما كانت .. إن استطاعت إعادة ابنتي البريئة للحياة فيومها ربما أسامحك على جرمك في حقها وحقي .. ربما"
قالها واندفع مغادرًا وتركه لينهار على مقعده محدقًا أمامه بضياع يستعيد كل التفاصيل القاتلة مرة بعد أخرى.

هزة قوية انتزعته من غرقه في ذكرياته وسمع أمه تهتف فيه
"سالم رد عليّ .. ما بك؟"
رفع وجهه إليها ليسقط قلبها أرضًا وهي ترى الألم المطل من عينيه .. كانتا محمرتين كأنّه بكى لساعات .. كان صورة لليأس والتحطم .. أعادها لذكرى رحيله عن السراي وعاد قلبها ليختنق خوفًا من خسارته مرة أخرى.
ركعت إلى جانبه تسأله بخوف
"لا ترعبني هكذا يا سالم .. ماذا حدث؟ .. منذ عدت من الخارج وأنت لست طبيعيًا"
مدت يدها المرتجفة حين لم يرد ولامست خده
"ما بك يا حبيبي؟ .. أخبرني"
خانته شهقة مزقت قلبه قبل أن تسيل دموعه بعجز ومال يسند رأسه لصدرها هامسًا باختناق
"سالم ضاع يا أمي .. أنا خسرت مرة أخرى"
ضمته لصدرها بلوعة وسالت دموعها حين لف ذراعيه يتشبث بها واهتز جسده ببكاء مكتوم
"ظننت أن لديّ فرصة يا أمي .. ظننت أنني عوقبت بما فيه الكفاية على ذنوبي لكنني لم أعاقب بعد .. لم أُعاقب .. لم يغفر الله لي يا أمي"
بكت وهي تحتويه
"لا تقل هذا يا حبيبي .. الله غفور رحيم وأنت لم"
قاطعها مرتجفًا
"لكنّ ذنبي كبير يا أمي .. خطيئتي كبيرة .. أنا دمرت حياة الفتاة الوحيدة التي أحببتها .. دمرت عائلتها .. دمرت كل شيء بجبني وطيشي"
وضرب على رأسه مردفًا بقهر وكراهية لذاته
"كنت غبيًا ومغرورًا يا أمي .. ظننتها عادت لحياتي لأعوضها، لأصلح أخطائي لكنّها عادت لحياتي لسبب واحد .. لأنال العقاب الذي أستحقه"
"لا تقل هذا يا سالم .. ألم تقل أنّك لن تضعف وستفعل كل شيء لكي"
قاطعها باكيًا بحرارة
"لا أستحقها يا أمي .. من البداية لم أستحقها .. رواء كانت أطهر وأسمى من أي شيء وأنا لوثتها .. ظننت أنني دفعت ثمن ما فعلته .. أنني عوقبت بحرماني منها"
تململ ليرفع وجهه لها وأردف
"عاقبت نفسي بحرماني منكم كل هذه السنين .. عشت حياة أقرب للموت يا أمي أعاقب نفسي على ذنبي البشع .. اتضح في النهاية أنني لم أعاقب .. لا شيء مما عانيته كان يساوي لحظة ألم مما عاشتها بسببي .. لا شيء يساوي دمارها وخسارتها .. أنا أستحق يا أمي .. أستحق الجحيم الذي أعيش فيه"
احتضنت وجهه هاتفة بتوسل
"لا يا سالم .. أنت لا تستحق هذا .. لم يكن ذنبك يا ولدي"
أمسك كفيها هاتفًا بحرقة
"أنتِ لا تعرفين شيئًا يا أمي .. لا تعرفين بشاعة ما فعلته .. لا تعرفين ما عاشته هي بسببي .. أنا دمرتها .. رحلت وأنا أظنني تركتها لتعيش في سلام وظللت أعاقب نفسي لأجلها لكنني اكتشفت أن رحيلي كان أسوأ شيء فعلته"
وهز رأسه مواصلًا بضياع
"اعتقدتها نسيتني وعاشت حياتها .. اعتقدتها تجاوزت جرحي لها لكنني كنت واهمًا .. لن تسامحني أبدًا .. مهما فعلت لن تسامحني ولن تعود لي .. انتهى كل شيء يا أمي .. أنا لا أستحقها .. هذا جزائي الوحيد يا أمي .. سأظل محرومًا منها .. ستظل تكرهني وتلعنني لآخر العمر"
اشتد بكاؤها حين لجأ لحضنها مرة أخرى وبكى بحرقة
"انتهى كل شيء يا أمي .. لقد خسرت"
صمتت عاجزة عن الرد واكتفت باحتضانه تحتويه ألمه .. لم تره هكذا حتى يوم شجاره مع جده ورحيله .. لم يكن منهارًا ضعيفًا هكذا
"ماذا أفعل يا أمي؟ اشيري عليّ .. أشعر بالعجز .. أريد الموت"
شهقت مع كلماته بينما يواصل
"ليتني مت قبل أن أفعل ما فعلته .. ليتني ما دخلت حياتها ودمرتها"
"يكفي يا بني .. لا تفعل هذا بنفسك"
رددت باكية وأبعدته قليلًا تنظر إليه
"أنت قوي يا سالم .. أنت ابني وأنا أعرفك .. كنت قويًا حين رفضت البقاء وحين تمردت على جدك .. كنت قويًا وأنت تعترف بخطأك وستكون قويًا وأنت تصلح ما فعلته .. لن تضعف وستعوضها كما وعدت"
"لا تعرفين شيئا يا أمي"
ردت بإصرار ويداها تشتدان على خديه
"لا يهم أن أعرف .. لا يهم إن كانت رواء لن تسامحك المهم أن تفعل كل ما بوسعك ولا تيأس .. أنت تحبها بني؟"
هتف من أعماق قلبه
"أحبها يا أمي .. لم أعشق سواها لكنني لا أستحقها .. لم أستحقها يومًا"
"لا تقل هذا ... كان قدركما أن يحدث كل هذا لحكمة لا يعلمها إلا الله .. أنت ستشفي جروحها يا سالم .. ستحتمل وستصبر مهما طال الوقت حتى تستطيع أن تنسى وتغفر"
"وإن لم تفعل؟"
سألها بيأس فردت بابتسامة دامعة
"لا خيار أمامك سوى المحاولة للنهاية .. أنت مدين لها بهذا .. مدين لكما بعمر وحياة .. عدني يا سالم أنك لن تيأس .. قف على قدميك بني واذهب إليها .. احتمل جرحها وغضبها وكراهيتها وإن كنت متمسكًا بها فستظل واقفًا على بابها حتى تغفر لك"
أغمض عينيه وعاد يسند رأسه لصدرها مرددًا
"سامحيني أنتِ أيضًا يا أمي .. أنا مدين لكم جميعًا .. أنا تخليت عنكم وهربت .. أنا مذنب في حقكم"
"ليس هناك ما أسامحك عليه بني .. كان يمكنني منعك ليلتها لكنني تركتك لتعيش .. تركتك لتنسى وتقف على قدميك .. صبرت على فراقك على أمل أن تجد طريقك وتتحرر من جدك .. كان ثمن بقائك أن أراك تزوي كوالدك حتى تموت ولم أكن لأتحمل هذا بني .. فراقك كان أرحم"
همست بتحشرج وهي تمسح على ظهره ثم أردفت
"لم أتوقف عن الدعاء لك ولا عن انتظارك والحمد لله استجاب لدعواتي .. ها أنت عدت إليّ وإلى عائلتك .. سيسامحونك يا حبيبي ورواء أيضًا ستسامحك عندما ترى صدقك وتمسكك بها وندمك .. ثق بالله وبنفسك بني"
أومأ وهو يتشبث بأحضانها ثم همس وهو يفرد جسده تاركًا رأسه في صدرها
"ضميني قليلًا يا أمي .. اشتقت لحضنكِ كثيرًا .. السنين الماضية كانت باردة من دونكِ"
همسته أرعدت قلبها لتضمه باحتواء ودموعها تسيل على رأسه.
"ارتح يا حبيبي .. أنت معي الآن .. ستكون بخير .. كل شيء سيكون بخير"
هز رأسه دون رد وواصلت هي المسح على شعره حتى بدأت رأسه تثقل وانتظمت أنفاسه .. تأملته بأسى وتنهدت بحرارة
"لم يعد لكِ خيار يا سمية .. يجب أن تفعليها لأجله ولأجلهم جميعًا .. ليس أمامكِ سوى المحاولة والباقي على الله"
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-12-20, 10:45 PM   #280

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت رواء عينيها وهي تأن بضعف .. حدقت حولها بتعب .. كانت في غرفتها .. مر ذلك الكابوس ... رفعت معصميها تشعر بحرقة شديدة فيهما .. نظرت إلى آثار خطيئتها الثانية وخيل إليها أنهما عادا ينزفان .. كانا يؤلمانها كأنها قطعتهما البارحة .. غطت وجهها بكفيها وخانتها شهقة باكية .. في ليلة واحدة كادت ترتكب اثنتين من الكبائر .. ولأي شيء كان كل هذا ... أهلكت نفسها بسبب رجل لم يستحق .. جيد أنها فتحت الباب لذكرياتها فهي كانت في حاجة إليها .. كانت تحتاج للقوة كي تتذكر جيدًا أنه لم يعد له وجود .. ما عاد يحق له أن يعود طالبًا الغفران .. إن كانت هي لم تغفر لنفسها يظن أنها ستغفر له بهذه البساطة؟ .. لا ولا حتى بعد مئة سنة .. ولا حتى إن ركع إمامها متوسلًا غفرانها.
نهضت بتثاقل وترنحت ما أن لامست الأرض ..أسرعت تستند للسرير وهي تتنفس بصعوبة .. لم تأكل منذ عودتها أمس لهذا بالتأكيد تشعر بالدوار .. الجوع والبكاء والذكريات .. أنها أنهكت نفسها كثيرًا
"اللعنة عليك يا سالم المنصوري .. جدًا وحفيدًا .. كنتما لعنة وحلت علي .. لا أدري متى أتخلص منكم"
همست وهي تتحرك ببطء لتغادر غرفتها .. رأت أمها تضع الفطور على المائدة وما أن رأتها حتى هتفت
"هل استيقظت يا رواء؟ .. أقلقتنا عليكِ"
نظرت لها بحيرة واقتربت جميلة تتحسس جبينها
"منذ أمس ونحن نحاول ايقاظكِ دون فائدة .. ظللتِ تطلبين منا أن نترككِ لتنامي .. حتى لم أستطع إيقاظكِ لصلاة الفجر"
ضغطت جبينها بتعب .. لا تتذكر شيئًا .. هل كانت مرهقة لهذه الدرجة؟ .. نبهتها نظرات أمها فأسرعت تربت على كتفها تطمئنها
"لا تقلقي حبيبتي أنا بخير .. أرهقت نفسي مؤخرًا ولهذا تعبت أمس .. أنا بخير الآن"
وتحركت قاطعة المزيد من أسئلتها القلقة
"سأذهب لأصلي وأستعد للعمل .. آه .. هل أبي مستيقظ؟"
أومأت تخبرها
"إنه في الغرفة يقرأ ورده"
ترددت لحظة ثم سألتها بتوتر
"هل هو بخير؟"
قطبت جميلة بتساؤل قلق لتعدل سؤالها بسرعة
"أعني .. ألم يخرج أمس؟ .. هل ذهب للمشفى أم .."
"لا .. كان في مشوار خاص وعاد سريعا"
نظرت لأمها بتوجس .. هل تعرف أمها وتحاول إخفاء أمر لقائه بسالم؟ .. تنهدت مقررة التغاضي وقالت
"تمام .. أنا قلقت فقط"
أسرعت إلى الحمام بينما راقبتها جميلة متنهدة بأسف
"خفف الله عنكِ يا بنتي"
تحركت عائدة إلى المطبخ لكنّها توقفت شاهقة حين أحاطت كتفيها ذراعان
"جوجو يا قمر .. لماذا تركتني نائمة حتى الآن؟"
قرصت ذراع طيف فتأوهت هاتفة
"لماذا تقرصينني يا حميلة؟"
أمسكت أذنها وقرصتها
"أنتِ يا بنت كم مرة ناديت عليك لتستيقظي، هه؟ .. وذلك المنبه الذي ظل يرن حتى أيقظ الجيران، ما فائدته بالضبط؟"
زمت شفتيها ودلكت أذنها ما أن حررتها جميلة
"كنت سهرانة أذاكر .. لم أكتف من النوم"
"نعم صدقتكِ"
أخبرتها ساخرة ثم قالت
"هيا تحركي وهاتي بقية الأطباق من المطبخ"
هتفت بحنق طفولي
"لم أغسل وجهي حتى وسأبدأ العمل .. ما هذا يا ربي؟"
دفعتها جميلة نحو المطبخ
"هيا بدون تلكع .. تعلمي شيئًا ينفعكِ قبل أن تذهبي للمسكين الذي سيبتلى بكِ"
"الله يا جميلة هانم ألم نخلص من هذه السيرة؟"
قالت جميلة وهي ترتب المائدة
"لم نخلص يا طيف هانم .. أنا قررت تسليمكِ لأول عابر سبيل"
أتت طيف حاملة طبقين وهتفت
"هذا ظلم … لديكِ بنتين غيري لماذا تسلمينني أنا؟"
"هكذا … سأتخلص منكِ لأحافظ على آخر برج في عقلي"
سمعت ضحكة والدها وهو يغادر غرفته فالتفتت هاتفة
"يرضيك هذا يا حاج؟ .. هل ترى كيف تعاملني زوجتك؟"
ضربتها جميلة على مؤخرتها
"تهذبي يا بنت"
اندفعت تتعلق برقبة والدها هاتفة بدلال
"رأيت بعينيك يا حاج كيف تضطهدني؟ .. يرضيك هذا؟"
"طبعا لا يرضيني"
أخبرها صاحكًا وهو يحتضنها فالتفتت لأمها بنظرة مغيظة بينما تابع بدر
"لن أعطيكِ إلا لمن يستحقكِ"
قالت جميلة لاوية شفتيها
"بل قل ستبتلي بها المسكين الذي دعت عليه أمه"
"هل سمعت يا بدورة؟"
التفت ليقرص خدها
"بدورة؟ .. يبدو أن أمكِ محقة في النهاية"
"سماح يا حاج .. آخر مرة"
هتفت وهي تبعد كفه متأوهة وقاطعهما خروج رواء وقد توضأت لتقول جميلة
"هيا يا مشاغبة أختكِ خرجت من الحمام اذهبي قبل أن تتأخري على كليتكِ"
"تمام يا جوجو"
قالت مشاكسة ليبتسم والداها بقلة حيلة والتفت بدر بعدها ناظرًا لابنته الكبيرة مشفقًا حين رأى ملامحها المرهقة
"صباح الخير يا رواء .. كيف حالكِ بنيتي"
"صباح الخير .. أنا بخير يا حبيبي"
رددت بخفوت ثم قالت
"أبي هل يمكن أن أتحدث معك قليلًا بعد أن أصلي"
لمحت القلق في نظراته قبل أن يومئ لها واتجهت هي لغرفتها .. أنهت صلاتها وارتدت ثياب خروجها بسرعة وغادرت بعد دقائق .. كان والدها قد أنهى فطوره .. أشارت لها أمها أنه بشرفة غرفتهما فاتجهت لهناك .. طرقت وانتظرت إذنه لتدخل .. رأته جالسًا وعيناه تحدقان في الأفق بشرود فاقتربت لتجلس مقابله وران الصمت قليلًا لتهمس حاسمة ترددها
"هل قابلت سالم المنصوري أمس يا أبي؟"
التفت لها بعد ثوان يتأملها بهدوء
"هل يضايقكِ هذا؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست
"لماذا لم تخبرني؟"
"كان الأمر حديثًا بين رجلين .. ماذا كنتِ ستفعلين لو أخبرتكِ؟ .. كنت ستمنعينني من لقائه؟"
ضغطت على شفتيها ثم قالت
"لم يكن هناك داع للقائك به .. لقد انتهينا منه ومن"
قاطعها بهدوء
"من الواضح أننا لم ننته بعد يا رواء .. انظري .. عاد القدر وجمعكما بعد كل هذه السنين"
قاومت غصتها لتقول
"لم يجمعنا شيء يا أبي .. كانت مصادفة .. هو الآن مجرد غريب .. رجل دخل حياتي وترك بقعة سوداء ثم رحل .. لا شيء أكثر من هذا .. لا علاقة لنا به أو بأحد من عائلته"
"جيد وهذا ما قلته له"
نظرت له باضطراب وهمست
"ماذا قلت له؟"
تأملها بتدقيق وهو يجيبها
"قابلته لأنه لم يتوقف عن الإلحاح وتوسط السيد رفعت هاشمي وأنت تعرفين غلاوته عندي .. لم أجد بُدًا من لقائه لأخبره بنفسي أن يتوقف عن إزعاجكِ وأنه لم يعد له مكان في حياتكِ وأنكِ لن تسامحيه مهما فعل"
رددت بصعوبة
"هل قلت له هذا؟"
قطب مجيبًا بصرامة مفتعلة
"طبعا لا .. قلت له أيضًا أنني أرفض أي محاولة منه للاقتراب منكِ وأمنعه منعًا باتًا من التعرض لكِ بعد الآن في أي مكان"
رمشت بعينيها لثوان بينما واصل
"الطريق الذي تسيرين فيه ما أن يراكِ سيسير في طريق غيره .. إن اقترب منكِ فقط عشرة أمتار سأصدر له أمر قضائي يمنعه من التعرض"
رددت غير مصدقة وقلبها ضاق بطريقة لم تعجبها
"قلت له كل هذا؟"
"ماذا؟ .. هل أخطأت؟ .. أليست هذه رغبتكِ؟"
تراجعت بتوتر وتحاشت النظر له
"طبعًا … هذا ما قلته لكن .. أعني هو لم يقتنع صحيح؟ .. هل تقبل بهذه البساطة؟"
لعنت نفسها على سؤالها بينما رمقها بدر متفحصًا
"وهل يجرؤ على الاعتراض بعد كل ما فعله؟ .. ليحمد الله أنني تمالكت نفسي ولم أقتله"
ارتعدت شفتاها وشحبت مع كلماته
"ما الأمر يا رواء؟ .. يبدو أن كلامي لم يعجبكِ"
هزت رأسها قائلة باختناق
"لا طبعًا يا أبي .. أنا فقط تفاجأت برد فعلك .. ظننتك .."
صمتت عاجزة عن الإكمال فردد هو
"ماذا ظننتِ؟ .. أنني نسيت ما فعله وسأسمح له بالاقتراب منكِ بهذه البساطة"
همست بخفوت
"لا يهم يا أبي أنا فقط لم أردك أن تواجهه وتفقد أعصابك .. لا يستحق أن تلوث يديك بدمه"
مد يده يربت على ساقها
"المهم هو أنتِ رواء .. المهم ما ترينه أنتِ .. أعرف أن القلب عندما يتحكم ولن ألومكِ"
قاطعته هاتفة برفض
"لا يا أبي .. قلبي لن يتحكم بي مرة أخرى .. ذلك الشخص لم يعد له مكان في قلبي .. أصلًا .. قلبي مات ولم يعد ينبض يا أبي"
رمقها بألم لترفع رأسها متمالكة نفسها
"لذا لا تقلق .. ليس لدي قلب ليتحكم بي .. لقد أهلكني مرة ولن تتكرر"
نهض ليضم رأسها إليه ولم تحاول الابتعاد .. كانت في حاجة لحضنه ودعمه .. هو حصنها الذي رغم كل ما فعلته احتواها وجبر انكسارها البشع .. هي لن تخذله مرة أخرى .. لقد قتلت تلك الفتاة التي كانت تسكنها وما عاد هناك ما تخشاه.
ربت على رأسها بحنان
"أعرف أنكِ لن تفعلي رواء .. صحيح كلنا بشر ونضعف لكن اعلمي أنني سأكون في ظهركِ .. لن تسقطي ولن تنكسري وأنا موجود"
رفعت يدها تحتضن ذراعه وهمست ودمعة تتسلل من عينها
"أدامك الله فوق رأسي يا أبي .. إن كنت لا زالت واقفة على قدمي بعد كل ما حدث فهذا بفضل الله ثم بوجودك معي .. حفظك الله لي"
وتشبثت به أكثر وهي تغمض مستمدة بعض القوة لترمم ما تهدم من جدرانها لتعود أقوى .. هذه المرة لا سالم الجد ولا حفيده سيهزان إنشًا من حصونها.
*********************


يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t471608-29.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 14-12-20 الساعة 12:12 AM
may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.