آخر 10 مشاركات
لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          قبلة آخر الليل(15) للكاتبة: Gena Showalter *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-20, 02:43 PM   #31

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي


فصلين رائعين الحقيقة لامسا بداخلي مشاعر مختلطة متضاربة



fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:44 PM   #32

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

المديرة المتعفنة النفس التي تعذب يتامى لا حول لهن و لا قوة
اللهم أنقذ الاطفال في دور الرعاية من أمثالها و مثيلاتها


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:45 PM   #33

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

زهراء و شهلاء صديقتا الأمل و رفيقتا الكفاح للذود عن نفسهما و صون ما حباهما الله كم عشقت افكارهما البريئة التي ميزت الخبث و استهدت فطريا للدفاع

fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:46 PM   #34

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

رائحة الثوم و البصل في حالتهما أجود من أجود العطور والله طالما تمنع عنهما أيادي الغدر و القذارة

fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:48 PM   #35

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

إنهاء التواصل بين شهلاء و زهراء من قبل عمتها ادمى قلبي
لم تمنع عن طفلة مجرد زيارة تفرح قلبها
لم ينظر المجتمع لضحايا أبرياء نظرة مريضة غبية ظالمة


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:50 PM   #36

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

تعلق شهلاء بحبال ذائبة حين أصرت على صحبة العم محروس
قلبي يؤيدها لانها تبحث عن حصن لها تحتمي خلفه من وحوش هذا العالم
لكن عقلي يعتبرها مقامرة و. يرفضها لأنها شرعا لا تصح و كذلك خفت عليها حتى من العم محروس فقصتها تعطي عبرة بعدم منح الثقة لأي غريب


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:54 PM   #37

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

شهلاء المناضلة التي صبرت و كابدت حتى وجدت عمل يعيلها
شهلاء التي تبث وسادتهت دموع الوحده الوشيكة و الألم
يا إلهي كم كانت كلماتك مؤلمة


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:56 PM   #38

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

نهاية الفصل الثالث هي ذروة الألم بالنسبة لي
ترقبها لمعرفة حقيقة اصابتها بالسرطان أم لا وحيدة عزلاء مجردة من سلاح دعم الأب أو حضن الأم
ربما رسالة رحيم كانت بمثابة يد تربت على روحها تساندها مهما كانت النتيجة


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 02:57 PM   #39

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يمناك ، فصلان لخصا رحلة ألم و عذاب
و اوصلا رسالة قوية عسى أن يكون هناك من يتولى هؤلاء و يرد لهم حقوقهم بعون الله


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 06:51 PM   #40

الكاتبة ايمان جمال

? العضوٌ??? » 476288
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » الكاتبة ايمان جمال is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع..
وجدت من تجلس بجوارها فجأة و تربت على ظهرها بحنو
" اهدئى يا ابنتي.
البكاء لن ينفع في أي شيء..
ادعي ربك بنيتي أن يرفع عنا وعنك المرض و الهم.."
كانت واحدة من العاملات في المكان رأفت بحالها وقررت أن تواسيها في مصابها.
استجابت إلى احتضان العاملة فهدأت قليلا و ركضت نظراتها تجاه رحيم رغما عنها لتجده يتطلع نحوها بطريقة لم تفهم منها الكثير سوى أنه يلومها على بكاءها و أشياء أخرى لم تفهمها..
لم يهمها أنها لم تفهم ما يقصده، يكفيها أنه هنا بجانبها ..
هنا من أجلها..
يشعر بها و يخبرها أن لا تخاف .
يتحدث معها بنظراته وهو الذي لم تراه يفعلها أبدا مع أي فتاة..
.............

جاء دورها للفحص فتطلعت نحوه تلقائيا مرة أخرى و كأنها تطلب دعمه ..
وجدته ينظر إلى الأرض، يحرك شفتيه بالاستغفار كعادته كما تراه منذ عام كامل..
أخذت نفسا عميقا و توكلت على خالقها و دلفت إلى الغرفة..
......
بعد أن انهت الطبيبة الفحص تحدثت بنبرة عملية بها كثير من الرفق والمزاح
" كل ذلك البكاء و الخوف من أجل زائدة جلدية يا شهلاء؟!! "
تطلعت إليها شهلاء باستجداء و عدم فهم ، فشرحت الطبيبة باستفاضة
" ذلك الشيء لم يكن سوى زائدة جلدية ، شكلها غريب بعض الشيء لذلك شككت أنت بها و سببت لك كل ذلك الرعب.."
سألتها شهلاء بصوت مبحوح من أثر البكاء
" هل تقصدين أنني سليمة ولا أعاني من الورم الخبيث؟؟!! "
جلست الطبيبة على مقعدها قبل أن تخبرها بهدوء
" كما أخبرتك يا شهلاء، مجرد زائدة جلدية ولا تحتاج إلى العلاج من الأساس "
...........
غادرت شهلاء غرفة الطبيبة بحال مختلفة تماما عن تلك التي دخلت بها..
خرجت مبتسمة تتمتم بالحمد لله و تبحث بعينيها عن رحيم .
وجدته يقف بجوار الباب الخارجي للمركز الطبي ، عندما أسرعت الخطى تجاهه تفاجأت به يغادر مسرعا ..
فور أن خرجت من المركز سمعت صوت تنبيه بوصول رسالة إلى هاتفها فأسرعت تخرجه وتقرأ رسالته
***
هل الأمور بخير آنسة شهلاء ؟
هل تحتاجين إلى أي شيء ؟
هل أنت بخير الآن؟
ابتسمت باتساع و أسرعت تجيبه برسالة
-انا بخير، الطبيبة قالت (توقفت تفكر ماذا تخبره ) قالت أنني كنت اتوهم و أنني بخير تماما.
لا أعلم كيف أشكرك ( توقفت مرة أخرى، تريد أن تقول الكثير جدا لكن لسانها معقود ) ، جزاك الله كل الخير .
أرسلتها له و وقفت تنتظر الرد الذي تأخر بعض الشيء
-حمدا لله على سلامتك.
عودي إلى منزلك فقد تأخر الوقت .
قرأت كلماته و ظلت تحدق بقوة في شاشة هاتفها ..
لأول مرة يخاف أحدهم عليها و يخبرها أن تسرع إلى المنزل ..
من الممكن أن يعتبرها الكثيرون شيء عادى ، بل و يفكرون أنه تحكم و تسلط، لكنها هي تعتبره نعمة من الله وجود من يسأل عنك و يهتم لأمرك.
............
عادت إلى الشقة ، وبعد أن توضأت وصلت شكرا لله على نعمة الصحة، أسرعت تكتب و تكتب، و ظلت تكتب حتى الصباح ..
موقف رحيم دفع في داخلها طاقة هائلة من المشاعر و الأفكار جعلتها تكتب بلا ملل او تعب ..
.................................................. ..............................
الوقت الحالي
غرفة السجن....
كادت القلوب أن تقفز من عيني وداد بسبب تصرفات رحيم التي نالت إعجابها بشدة لكنها أخفت ذلك ونطقت بطريقة متعمدة
" أخلاقه عالية بالفعل ..
رحيم شخص مميز حقا.."
لم يصلها أي رد من شهلاء التي حافظت على ثبات ملامحها ، فاستطردت وداد بهدوء
" أعتقد أنه كان يكن لك بعض المشاعر وقتها، وأن الأمر لم يقتصر على شهامته فقط "
التفتت شهلاء تتطلع إليها ببعض التعجب فسألتها وداد مبتسمة
" لماذا تتطلعين نحوي بهذه الطريقة؟!! "
أجابتها شهلاء بهدوء
" لأنك توقعت ما لم أتوقعه انا وقتها أو أفكر فيه من الأساس..."
اشاحت بنظراتها مرة أخرى وهمست بشجن
" وقتها، لم أتخيل بالطبع أن يكن لي أي شاب أي نوع من الإعجاب، فكيف بشخص مثل ....رحيم؟؟!!!
كل ما خطر ببالي وقتها أنه أشفق عليّ و أراد مساعدتي.."
شردت تتذكر ذلك الوقت..
.................................................. ...........................
منذ عدة سنوات..
صباح اليوم التالي كادت أن تركض في طريقها إلى السوق ..
تريد أن تراه ، هكذا بدون أي سبب واضح بداخلها، كل ما تعرفه أنها تريد أن تراه ..
تريد لروحها أن تتشبع من عبق رجولته بعد أن ظلت لسنوات تهتف بأن الرجال قد تلاشت و تبخرت مع ذرات الهواء..
.....
تعمل في المتجر بجوار السيدة نبيلة و نظراتها بين الحين والآخر على متجر رحيم المتجر لا يخلو من الزبائن كعادته كل يوم و رحيم منشغل معهم ..
ومرت الأيام على نفس الحال ، وحان وقت زفاف سوسن..
فعلتها لأول مرة منذ أن بدأت العمل واقترضت من السيدة نبيلة مبلغ مالي صغير حتى تشترى قماش تصنع منه فستاناً بسيطاً تحضر به حفل الزفاف، أنهته في وقت قياسي و حضرت به حفل الزفاف الصغير..
......
بعد الحفل مساءا.
علقت الفستان على الحائط و استلقت على ظهرها على فراشها الأرضي تتطلع إليه بشرود و ابتسامة واسعة تزين وجهها ..
سعادة سوسن و فرحتها الغامرة جلبتا بعض البهجة إلى قلب شهلاء ..
سعيدة من أجلها لكن سعادتها الأكبر سببها نظرته هو.....رحيم.
التفتت تستلقى على جانبها ،ابتسامتها تتسع وهي تتذكر نظرته الخاطفة تجاهها.
لم يكررها كعادته ، هي فقط نظرة واحدة، لكنها كانت كافية لها ، فقد تهيأ لها أنها ترى إعجاب منه بهيئتها.
رغم أنه قد يكون مجرد تخيل، لكنه يرضيها..
يرضيها و يجعلها تشعر بسعادة غريبة للغاية لم تتخيل يوما أن تشعر بها من الأساس..
......................
مرت الأيام بدون أي جديد و بدون أي حوار أو اتصال بينها وبين رحيم ،حتى جاء ذلك اليوم ..
قبل أن تتجه إلى متجر نبيلة وجدت عبد الغفور أمام متجره يهتف باسمها بطريقته المازحة
" يا بنت يا شهلاء تعالى إلى هنا على الفور "
ابتسمت لطريقته و التفتت تتجه نحوه ليشرق وجهها فجأة برؤية رحيم أمام متجره هو الآخر..
تعجبت من ملامحه المتجهمة فهي لم تره يوما إلا بشوش الوجه..
لم يطل النظر إليها كعادته فدلفت خلف عبد الغفور إلى متجره تلقى السلام على الفتاة التي تسلمت العمل بعد سوسن .
أخذها عبد الغفور إلى زاوية المتجر يهمس لها بصوت خفيض حتى لا يسمعهما أحد.
يهمس لها بما حلمت به وطلبته ليالي طويلة و لم تتوقع حدوثه أبدا.
أخبرها عن شاب يريد الزواج منها !!!!!!!!!
إبراهيم، ذلك الشاب الذي يعمل في أحد المتاجر بالسوق..
تعرفه و رأته أكثر من مرة ..
.....
سكنت فور أن أخبرها و التزمت الصمت ..
ها هي تجرب شعور سوسن عندما أخبرها العم عبده عن إبراهيم ، سعيدة لأنها أخيرا ستتزوج و يكون لديها بيت و عائلة، لكنها تشعر بغصة مريرة تتحكم في حلقها بسبب صورة رحيم التي سطعت في عقلها الآن...
طال صمتها الشارد فتعجب الرجل قليلا لكنه لم يضغط عليها وتركها تأخذ وقتها ، بينما هي تعمل بكل قوتها على أن تدفع كل شيء جانبا وتحكم العقل فقط ، والعقل يقول أن تقبل بإبراهيم إن كانت أخلاقه جيدة..
شعرت برجفة شديدة تجتاح جسدها فور أن تخيلته زوجا لها يقترب منها بأي طريقة.
أغمضت عينيها بقوة تحاول أن تتحكم في هذه الرجفة، يجب أن تتخلص من هذه العقدة حتى لا يشك زوجها بها وحتى تستطيع أن تحيا بصورة طبيعية..
مرة أخرى يجتاح رحيم عقلها بوجهه البشوش فهي قد فكرت ذات ليلة أنه يبدو صبورا و حنونا وسيتحملها ويستوعب حالتها بعد الزواج بدون حتى أن تحكي، لكنه كان مجرد حلم جميل عليها أن تستفيق منه .
أجلت صوتها و تطلعت إلى عبد الغفور تخبره بشجاعة بما كانت تؤجله للحظة كهذه
" سأثقل عليك يا عم عبده في أن تسأل عنه و تعتبرني كابنتك و ترى ما هو الصالح لي في شأن الزواج هذا . إن رفضت لن ألوم عليك بالطبع فأنا أعلم أنه أمر ثقيل "
أجابها بحمية صادقة
" ماذا تقولين يا فتاة ؟ !! سأتولى الأمر كله رغما عنك فأنت كحفيدتي تماما "
ابتسمت بامتنان قبل أن تفصح عن الأهم
" لا حرمني الله منك يا .. جدي. أريد منك أن تخبره عن أمر مهم ، إن وافق عليه فإفعل ما تراه صالحا لي .."
أخبرته أن محروس أخذها صغيرة من أحد دور الأيتام ليكفلها ويربيها كابنة له .
تأثر عبد الغفور بحديثها ووعدها أن يتولى الأمر.
.....................
بعد يومين.
ناداها عبد الغفور إلى متجره و أخبرها بنبرة هادئة
" أنت وليتني أمرك يا شهلاء ، وأنا فكرت في الأمر كثيرا ووجدت أن إبراهيم هذا لا يناسبك فرفضته"
بقية حديثه لم يهمها فهي قد فهمت ما حدث حتى وإن لم ينطق به .
ابراهيم رفضها بالطبع و تراجع عن طلبه عندما علم .
غادرت متجره بعد أن شكرته بجمود و ظلت هائمة على وجهها في طرقات السوق حتى انتصف النهار فعادت إلى البيت وإلى فرشتها الصغيرة ..
ظلت تتطلع إلى السقف طويلا قبل أن تتناول قلمها و دفترها من على الأرض و اعتدلت قليلا تخط أول خاطرة تكتبها في حياتها فهي لم تكتب في حياتها سوى القصص والروايات.
فتحت الدفتر و كتبت في منتصف السطر 《القهر》
.................................................. ..........................
غرفة السجن
الوقت الحالي
همست شهلاء بجمود
" رغم كل ما مررت به في حياتي، لا أعلم لماذا شعرت وقتها تحديدا بالقهر .
قهر شديد اوجعني و أحنى هامتي.
نقمت على ظروفي و على عائلتي التي لم تبحث عني وشككت أنهم أرادوا التخلص مني فتركوني أتوه في الشوارع ولم يهتموا..
كتبت الخاطرة و نشرتها لأتفاجأ بالكثير من الفتيات تعلق كل واحدة منهن بحكاية مختلفة من حكايات القهر التي تعرضن لها ' وكأن القهر هذا ضيف ثقيل لم يترك بيت إلا و دق بابه وهبط على رؤوس أصحابه.
لم أبكِ ليلتها.
الدموع كانت جامدة في عيني .
ظللت أقرأ قصص الفتيات حتى طل نهار اليوم الجديد لتأتيني رسالة من حروف من ذهب.
رسالة غيرت حياتي و بددت قهري في لحظة واحدة حتى أنها كادت تسوقني إلى الجنون وأنا غير مستوعبة لما تعنيه كلماتها.
.................................................. ...........................

قبل عدة سنوات.
تطلعت شهلاء إلى الشباك الصغير لتجد النهار قد طرد ظلمة الليلة السابقة و سطع مكانه معلنا بدء يوم جديد ..
بينما تتابع قراءة تعليقات الفتيات و حكايتهن عن القهر وجدت إشعار بوصول رسالة إلى هاتفها، فتحتها لتجدها من رحيم.
اعتدلت تقرأها باهتمام فهو لم يرسل لها منذ ليلة المركز الطبي.
-آنسة شهلاء، أعتذر منك لكني أردت أن أخبرك أنني أريد التقدم لخطبتك.
سأخبرك أي شيء تريدين أن تعلميه عني و عن حياتي حتى تستطيعي التفكير جيدا
انا فقط أطلب منك مهلة زمنية ، فأنا أمر بظروف صعبة تمنعني من إتمام هذه الخطوة في الوقت الحالي ، فأردت أن أخبرك بما في نفسي و أسألك إن كان يمكنك انتظاري لفترة قصيرة أنهي خلالها بعض الأمور العالقة.
تقرأ الحروف بعينين متسعتين للغاية حتى كادتا أن تخرجا من مكانهما..
انتفضت لتقف لكن لم تتحملها قدماها فسقطت على فراشها مرة أخرى.
قرأت الرسالة مرة بعد مرة بعد مرة.
الدموع تندفع من عينيها بغزارة دون توقف و كأنها تأتى من شلال..
تهمس لنفسها بأنها تحلم أو أن هناك خطأ ما ..
مؤكد هناك خطأ فمن غير المعقول أن يرسل لها رحيم هذه الرسالة ..
كيف له أن يريد الزواج منها هي ؟؟!!!
دون أن تشعر وجدت نفسها تتصل به.
نعم ، ضغطت على الهاتف و اتصلت به وهي بحالتها هذه ، تجلس على فرشتها الصغيرة ترتجف بقوة و الدموع تغرقها.
أجاب رحيم الاتصال، فور أن استمعت إلى نبرة صوته المهذبة الرخيمة شهقت تبكي بدون أي كلمة.
آتاها صوته مشبعا بالقلق الشديد يسألها عن سبب بكائها و ما قد يكون حدث لها، وشهلاء تزداد حالتها سوءا و غرابة كلما تفوه بكلمة أخرى.
تستمع إلى صوته العذب فينتفض جسدها ،و تذوب دفاعاتها ،و يتلاشى التعقل ، وتلف الدنيا بما فيها..
.........
لحظات طويلة حتى هدأت وبدأ يعود لها تركيزها و شعورها بما حولها عندما علا صوته يرجوها أن تهدأ حتى يفهم وحتى لا يقتله القلق.
سألها رحيم
" لماذا البكاء يا 'ابنة الناس الطيبين' ؟
عبارته صدمتها و ذكرتها بكل شيء ، ألقت بها على صخر الحقيقة المدبب القاتل..
همست تسأله بضعف
خارت قواها فجأة
تريد أن تقف لتلتقط أنفاسها و ترتاح.
" اعتذر منك فقد تذكرت شيئا ما جعلني أبكى..كنت ....كنت اريد ان أسألك عن ..."
خذلتها شجاعتها ولم تكمل لكنه فهم قصدها على ما يبدو فأسرع يسألها
" تقصدين الرسالة؟ "
أسرعت تسأله بلهفة :
"هل حقا تقصد ما فيها؟! "
حبست أنفاسها تنتظر رده ولم يتأخر عليها بصك الرحمة
" أقصد كل كلمة فيها و انتظرت النهار بقلة صبر حتى استطيع أن أرسلها لك.
انا اريد الزواج منك يا ...شهلاء ، أعدك أن أفعل كل ما اقدر عليه حتى أحافظ عليك و أسعدك، و أدعو الله أن يقدرني على ذلك، لكني ...أمر بظروف صعبة لذلك"
صوته وهو ينطقها له وقع مختلف تماما عن قراءتها لبعض كلمات صماء.
رقت ملامحها و ذاب جليد روحها بعد انسياب صوته إليها و تغلغله بداخلها..
وجدته يتحدث عن ظروفه التي تكتفه في الوقت الحالي فقاطعته بنبرة غريبة ألجمته على ما يبدو فقد صمت تماما يستمع إليها
" سأخبرك بشيء من الممكن أن يغير رأيك، العم محروس ليس والدي ،أخذني طفلة صغيرة للغاية من أحد دور الأيتام ليربيني و يكفلني، أخبروه في الدار أنهم وجدوني تائهة من أهلي ، أي أنني بلا أي عائلة "
تفوهت بها مرة واحدة وكأنها تتخلص من هم ثقيل تلقيه بعيدا عنها بكل قوتها لعلها ترتاح قليلا ..
صمتت و.....صمت هو أيضا.
طال صمتها و.......طال صمته هو أيضا..
أرادت أن تغلق الهاتف وتنهي الاتصال لتعفيه من حرج النطق بها لكنها فضلت أن تسمعها بأذنها لعلها تدرك و تصدق و تتقبل أنها ستبقى وحيدة ولن يقبل بها أحد فتكف عن التمني و الانتظار.
.....
جاء صوته بآخر ما كانت تتوقعه
أحاطها الذهول وهي تستمع إليه يتمتم بنبرة مرتجفة
" الحمد لله حمدا كثيرا طيبا "
فتحت فمها لا تستوعب أنه يحمد الله ، على ماذا بالضبط؟؟!!
وما علاقة ذلك بحديثها؟؟!!!!!
استطرد رحيم مباشرة
" هكذا ستكون الأمانة أكبر و أدعو الله من الآن أن يوفقني على حملها كما يرضى."
نبرته الصادقة هزتها بشدة حتى أعادت لها دموعها من جديد وهي تتطلع أمامها بذهول فاق كل الدرجات، تخبر نفسها بأن ما يحدث فاق حتى حدود الحلم ، حلم يتخلله صوته يسألها بجدية وشيء كالرجاء لكنها كذبت نفسها سريعا ، فلماذا قد يرجوها شخص كرحيم ؟؟؟!!!
"هل توافقين على الزواج مني يا شهلاء ؟
وهل ستتحملينني وتنتظري حتى اتخطى ظروفي الحالية؟
أعدك لن يطول الأمر و أقسم لك أنني لا اتلاعب بك وأنني جاد في كل ما قلته "
شهقت تبكي بينما الابتسامة الذاهلة تملأ وجهها مختلطة بدموعها ،فيكمل هو عليها بصوته ونبرته الرقيقة
" لماذا البكاء يا شهلاء بالله عليك؟ "
أخبرته ببكاء
" فقط اتقى الله في شهلاء، و شهلاء لن تطلب أي شيء آخر و ستنتظر ولن تشتكِ مهما طالت بها الأيام "
سمعت زفرته قبل أن يخبرها بقوة
" لك ما أردت و بيني وبينك حد الله فقط توقفي عن البكاء فحديثنا طال وهذا لا يجوز يا شهلاء و أنت لم تصبحي حليلتي بعد .
و أريد أن أخبرك أنني لن أستطيع الحديث معك طيلة الفترة القادمة حتى وقت عقد قراننا حتى يبارك الله لنا في حياتنا، لكن أريدك أن تعلمي أنني هنا وقتما تحتاجينني في أي شيء ، فقط رسالة صغيرة و ستكون حاجتك مقضية بإذن الله."
.................................................. .............................
الوقت الحالي
السجن ..
تعمدت وداد أن تهمس بإعجابها برحيم و شيء بداخلها يدفعها لأن ترى ردة فعل شهلاء
" كم هو جميل حديثه و طريقته المهذبة المستقيمة ، فتاة في مثل عمرك وقتها مؤكد قد أغرمت به وأحبته بسبب مواقفه و كلماته "
لم تحصل على أي رد.
بذكاء الصحفية المتمرسة غيرت السؤال إلى آخر
" هل وثقت به و انتظرته بالفعل؟؟!! "
أخلفت شهلاء كل توقعاتها و بدأت بإجابة سؤالها الأول
" نعم ، أعتقد أنني بدأت أحبه في هذه الفترة.
نبرة صوته لم تكن تفارقني أبدا، أسترجعها كثيرا بيني وبين نفسي لتؤنس وحدتي و تصبرني..
رسائله القليلة للغاية كنت أداوم على قراءتها كل ليلة لأغفو مطمئنة و مستبشرة خيرا..
أجلس في مكان عملي أنتظر أن يخرج من متجره فتشرق شمسي برؤية وجهه البشوش..
انتظر نظرته لي كل يوم عندما أدلف إلى الشارع في بداية العمل .
نظرة واحدة يغض بصره بعدها ،لكنها كانت زادي وقوتي لأيام طويلة امتدت حتى مر عام كامل من الانتظار "
تفاجأت وداد .
تخيلت أن الأمر سيقتصر على بضعة أشهر ولن تصل المدة إلى عام كامل..!!!
انتبهت على صوت شهلاء تستطرد بشرود
" عندما أخبرني عن ظروفه التي ستؤجل زواجنا ظننته يقصد ضائقة مالية ، لذلك كنت أتعجب وأنا أرى البضائع تدخل إلى متجره بكميات كبيرة و تتسع تجارته يوما بعد يوم. رغم ذلك لم أشك به يوما..
لم أفقد ثقتي فيه التي أذهلتني عندما أدركت وجودها ، فمنذ متى وأنا أعطى ثقتي لأي شخص؟!!!! ومن جهة اخرى، فأنا لم يكن يتقدم أحد لخطبتي من الأساس، لذلك كان الانتظار أمر واقع .."
صمتت فلم تنطق وداد احتراما لذكرياتها حتى استطردت شهلاء بملامح متغضنة من الألم
" مع انتهاء ذلك العام كان موت العم محروس . تركني و ذهب "

يتبع مع الفصل الخامس بالمشاركة التالية


الكاتبة ايمان جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.