آخر 10 مشاركات
245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree260Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-20, 06:10 PM   #401

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي


ان بسجيل دخول مستنين الفصل الجديد

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:12 PM   #402

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 11 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏سلافه الشرقاوي, ‏ديناعواد, ‏Soy yo, ‏هيفااا, ‏Rofane3, ‏jadbalilo, ‏رانيا بدر, ‏Asmaa mossad, ‏اني عسوله, ‏taratata


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:13 PM   #403

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
قفلة صعبة الصارحة و اتمنى ان الخواجة لا يتأذى........فصل رائع فيه احداث كثير زوجات و خصمات و رومانسيات ....اسعد حبيبي حبه كبير لجنى خالاه يتقابلها بكل ظغوطها و حقا لي بتمر بيه جنى في نساء كتير بتمر منه فقط يلزم الصبر و معالاجة و عل الزوج احترام ما تعانيه زوجته ...عمر فقد عقله خالص.كل الرزانة طارت مع حبيبة ...واما زيد فهاد شخص مريض و بيطلع مرضه على زوجته نسيت اسماها لكن اتمنى انك تعتاقيها من الحيوان السادي ... نورهان و عصام و عقدة الماضي و اول مواجهة ببنه لتمتحن حبهم ...اما مازن و خديجة فهي تميل لمحمود ابن خالها لان الشرارة بينهم باينة و ان كان فب مشحانات و غيرة .... ننتظر فصول المتبقية ...والجزء الرابع عل على خير ان شاء الله 🌷


يا هلا يا جميل
منوراني
مبسوطة ان الفصل عجبك
ومتقلقيش على خالد
وايوة فعلا مش كل الناس بتبقى في حالة جنى
لكن الحالة موجودة
اسعد اصلا طبعه متفهم
عمر ده عسل
اسمها اسيل
زيد معانا في الجزء الرابع باذن الله
نوران وعاصم لازم مواجهة حقيقية عشان يعرفوا يكملوا حياتهم سوا
مستنياكي دائما يا جميلتي ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:14 PM   #404

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديناعواد مشاهدة المشاركة
شكرا جدا على الرواية ان متبعكى من اول السلسة امير ليلى تحفة بجد واة مشكلة عادل ياريت يتزوج من ملك
يا هلا يا دينا
منوراني يا حبيبتي
واسعدتني متابعتك
مبسوطة جدا جدا برايك
وهنتظر في الجزء الرابع
ان شاء الله نعرف حكاية عادل
وكتير معاه
منوراني يا جميل ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:15 PM   #405

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديناعواد مشاهدة المشاركة
ان بسجيل دخول مستنين الفصل الجديد


احلى دخول وحضور يا دينا
وهنتظر رايك في الفصل ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:16 PM   #406

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 11 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏سلافه الشرقاوي, ‏ديناعواد, ‏soy yo, ‏هيفااا, ‏rofane3, ‏jadbalilo, ‏رانيا بدر, ‏asmaa mossad, ‏اني عسوله, ‏taratata


احلى حضوووور
منورني ❤❤


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:17 PM   #407

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء السعادة على متابعين رواية حبيبتي
السكر زيادة
موعدنا اليومي مع فصل جديد
من الرواية
الفصل النهاردة مش كبير
لكنه مهم عشان الخواجة
اتمنى يحوز على اعجابكم
هستنى رايكم مشاركتكم وتعليقاتكم


الفصل الواحد وأربعون

ترقد في الفراش تشعر بجسدها يئن وجعا ترف بعينيها وتحرك رأسها الذي يضج بصداع ينهكها وطنين يزأر من أذنيها ، تحاول مقاومة انغلاق عيناها لتتعرف أين هي ؟ هل لاقت حتفها أم عادت إلى سجنها ؟!
تأوهت بخفوت وهي تحاول الاعتدال ليتشنج جسدها حينما تعرفت على رائحته المميزة والتي تغلغلت داخل رئتيها فاشبعتهما .. ودفء جسده العريض الذي أثقل الفراش بجوارها .. وملامسة أصابعه الطويلة لكفها واحتضانه المتملك لها.
قبلته التي زينت طرف جبهتها ثم صوته الذي اخترق إدراكها فأعاده لها على الفور وهو يهمس بلهفة صادقة ذكرتها بما مضى بينهما حينما كان زيد حبيبها قبل أن يتبدل على النقيض ويصبح جلادها : أسيل حبيبتي ، حمد لله على سلامتك يا حبيبتي ، أخبريني كيف حالك الآن ؟
تمتمت وهي تحاول أن تنتزع نفسها من هجومه العاطفي .. رقته .. اهتمامه : ماذا حدث ؟!
ابتسم فعبست وهي تتساءل أَفعَل حقا لتومض عيناه بسعادة أعادت لملامحه بعضا من وسامة افتقدها بقسوته عليها أو هكذا تخيلت ليهمس إليها : لا شيء فقط غشي عليك وأنا تلقفتك قبل أن تقعي وأتيت بك إلى المشفى ، أخبروني أنه هبوط في الدورة الدموية نتيجة لقلة أكلك ول ..
صمت فتوجست خيفة ليكمل بغبطة تملكته وهو يفرد كفه على بطنها - ولأنك تحملين طفلي .
انتفضت بجزع سكن عيناها ولكنه لم ينتبه له من فرط سعادته ليكمل وهو يضم جسدها المتخشب إلى صدره يربت على ظهرها بلطف : ستأتين لي بولي العهد يا حبيبتي ، ستأتين بإسماعيل كما سميناه قديمًا ، أبعدها عن صدره ليحتضن وجهًا بين كفيه ليهمس بخفوت – أتذكرين ؟
ارتعشت شفتيها فيم يشبه ابتسامة وهي تمأ برأسها إيجابا ليتابع بثرثرة عفوية : الطبيبة أخبرتني أن عليك عدم الصيام فبينتك ضعيفة وصحتك أيضا لذا عليك الاهتمام بغذاءك ولأننا لن نقوى على العودة قريبا إلا حينما يستقر الحمل أرسلت لعمي وماما درية ليأتيا ويمكثان معنا وخاصة ماما درية سيصلون غدًا وعليه أنا سأقيم وليمة احتفالًا بالخبر وبقدومهم وأمرت بذبح العجول احتفالا أيضا هنا وبمصر ، ومنحت موظفيني شهرين إضافيين فرحًا بحملك لابني .
تمتمت بدهشة : ألا ترى أن هذا كثير للغاية يا زيد ؟! أننا لازلنا
قاطعها وهو يواجها ينظر إليها كمن بشر بالعيد قبل موعده : لا سيأتي سالما معاف بإذن الله وسننجب الكثيرون غيره أيضا .
تمتمت بعدم ارتياح : بإذن الله .
ردد بفرحة : بإذن الله .
دق الباب لتدلف إليها الممرضة تبتسم برقة وتهمس بعدما فعلت بعض الأشياء : تستطيعون الانصراف فالسيدة أصبحت بخير .
أومأ برأسه متفهما لينحني نحوها يحملها بين ذراعيه فتعترض بخفوت : زيد .. الناس .. رجالك .
همس بجانب رأسها بعدما وشمها بقبلة خفيفة : لا يهم لي شيء سواك أنت وإسماعيل يا أم إسماعيل.
نظرت إليه برهبة فتتسع ابتسامته في وجهها ليشاكسها بابتسامته متابعًا بهمس خافت - سنأتي بإسماعيل والنصف دزينة التي كنت تحلمين بها يا لولي ،
نظرت له بعدم تصديق فيكمل بعقلانية : فقط استريحي الآن وكله بوقته حلو .
وضعت رأسها على طرف كتفه بتردد بين رفض وخنوع له ولكنها استسلمت في الأخير وهي تتمسك بقشة تبدله الذي كان سببها جنينها الذي أتى بغير وقته .. دون رضاها .. وبعدم قبولها .
أغمضت عيناها حينما شعرت به يجلسها في سيارته ليجلس إلى جوارها يضمها إلى صدره بحنان أروى تشقُقات روحها المهترئة والتي انتهكها على مدار الأشهر الماضية فتنتفض بسلام لحظي امتلكها
***
رنين هاتفه المتواصل أزعجه وهو الدي عاد مبكرا ليغفو قليلا قبل موعد السحور المبكر الذي تصر عليه والدته لأن معدتها لا تتحمل الطعام بأخر الليل ، فيذعن الجميع لرغبتها حتى هو الذي يعاني فيما بعد حتى يخلد ثانيا إلى النوم فيستيقظ نهارا بمزاج منقلب ومتذبذب إلى جانب الصيام الذي يثير عصبيته ويصيبه بصداع حاد أول يومان في الشهر الكريم إلى أن يعتاد نظام يومه الجديد وقلة الطعام والقهوة .
رف بعينيه لينظر بنصف عين في ضيق إلى شاشة الهاتف يتطلع إلى صورتها البهية تضيء أمام عيناه فيزم شفتيه قليلا وحديث والده يعاد على مسامعه فيطبق فكيه قبل أن يبتسم من بينهما ويجيبها برزانة تمسك بها : مرحبا يا عزيزتي، كيف حالك ؟
أتاه صوتها المغناج : مرحبا يا بك كيف حالك ؟ حاولت أتواصل معك الفترة الماضية ولكنك لم تجب أي من اتصالاتي ومررت عليك مرتان فأخبرتني مساعدتك بأنك غير متواجد حتى تخيلت أنك تتجنبني لاجل ما حدث المرة الماضية ، ضيق عينيه حينما صمتت لتكمل بتساؤل سمج - أم أنها أوامر سيادة الوزير ؟
احتدت نظراته ليعم الصمت عليهما قليلا إلى أن همست باسمه منادية فأجاب بصوت خشن : نعم أنا معك ، ماذا تريدين ؟
عبست بتعجب لتغمغم بحرج اصابها : لماذا تتحدث معي هكذا ؟!
تمتم بغموض امتزج بحدة نظراته : لماذا برأيك ؟!
صمتت قليلا فشعر بها وهي تزدرد لعابها بتوتر انتابها للحظة قبل أن تجيب بلا مبالاة : لا أعلم، أنا لم أفعل لك شيئا لتجيبني هكذا .
مط شفتيه ليغمغم ببرود : حسنا حينما تعلمين ماذا فعلت هاتفيني ثانية !!
هم باغلاق الاتصال لتصيح بدهشة وحدتها تسيطر عليها : أدهم انتظر ، ماذا ستفعل ؟! هل ستغلق الاتصال بوجهي ؟!
أجاب بلا مبالاة وهو يعتدل بفراشه يسند رأسه لمسند مخملي ضخم يفضله : اها تخيلي ، وضعيها ضمن أوامر البابا .
اشتعل الرمادي بعينيها لتجيب سريعا : اها ، هذا ما أغضبك ؟!! أتبعت بسرعة – ظننت هكذا فأنت توقفت عن الحديث أو التواصل معي منذ زيارتي الأخيرة والتي كان متواجد بها والدك .
تمتم بجدية نضح بها صوته : لا يا بسمة هانم ، بابا ليس له دخل بعلاقاتي ولا بتواصلي مع الآخرين ، ولتعلمي أن لو كانت أوامره أن أقطع صلتي بك كنت سأنفذ على الفور وحينها لم كنتِ ستقدرين على زيارة المؤسسة أو الاتصال بي ، فأنا كنت سأحذفك من قائمة اتصالاتي واريح ذهني من اتصالاتك المتكررة .
سحب نفسا عميقا ليتبع بضيق : ولكن السبب في تجاهلي لك الفترة الماضية هو ما تفعلينه أنت دون ترتيب ، فاسلوبك وتصرفاتك غير المحسوبة الفترة الماضية ضقت بها ذراعا .
بهتت من هجموه غير المتوقع لتهمهم باختناق : أنت غاضب بالفعل .
__ نعم ، ألقاها باقتضاب ليتبع أمرا – ومن فضلك لا تمري على المؤسسة ثانية دون أن تخبريني قبلها .
زمت شفتيها بضيق لتتمالك شعورها قبل أن تهمس بنبرة خفيضة : حسنا آسفة لا تغضب كنت فقط ..
قاطعها بصرامة : كنت تريدين شيئا فتسعين لأجله يا بسمة ، وها أنا أسألك عم تريدين ؟
تلجلجت لتجيب : لا شيء ، بالطبع لا أريد شيئا ، فقط أردت أن أبارك لك قدوم الشهر الفضيل وأدعوك لتناول السحور معي اليوم .
ارتفعا حاجباه لتضيق عيناه بمكر صدح بصوته الذي لان تدريجيا : حقا ؟!
ارتخت أعصابها قليلا لتغمغم بصوت مغوي : بالطبع ، أنها فرصة أيضا أن أصالحك ، فكما تعلم أنا لا أريد أن اصوم الشهر وانت غاضب مني .
تمتم بتهكم : لا والله .
ضحكة قصيرة مغناج انفلتت من بين شفتيها لتهمس برقة : إذًا ، ستأتي ؟!
ابتسم بخفة ليجيب : كم أتمنى ولكن لا أقوى على التخلف عن السحور الأول ، من الممكن ليلة أخرى من ليالي رمضان الكثيرة .
تمتمت باحباط : لن تأتي الليلة .
اسبل جفنيه وابتسامة ماكرة تشكل ثغره : على عيني أن أرد دعوتك يا بُسبُس ولكن لن أقوى بالفعل على المجيء .
همست بمراوغة : اشتقت إليك .
اتسعت ابتسامته بغرور ذكوري تجيد العزف عليه ليضحك بخفة وهو يقفز من الفراش واقفا : حتى إن كنت سآتي فبعد هذه ال اشتقت سأفر هاربا ، وإلا ساخسر الشهر الفضيل قبل أن يبدأ .
تمتمت بعدم تصديق : إذًا أنت تصوم بالفعل .
عبس بتعجب : بالطبع أفعل ، نعم أنا لست ملتزما ولكن صيام رمضان أمر لا نقاش فيه ولا تفكير ، فسيادة الوزير غير متفاهما كما تتوقعين حتى مامي ليست بذاك التحرر الذي تتخيلنه ، ثرثر بعفوية وهو يدلف إلى غرفة ملابسه – أتذكر مرة كان عمري سبع سنوات وكان يوم حر كثيرا وأنا لعبت كثيرا فشعرت بالعطش وكنت صائما ، ورغم أني كنت أفطر على موعد آذان العصر إلا أني فكرت وماذا سيحدث إذا شربت المياه فأنا أشعر بالعطش بل أكاد أموت عطشا ، حينها لم أفكر كثيرا بل رغبتي الجلية في الشرب سيطرت علي ففعلتها ، كسرت صيامي قبل الأذان بوقت قليل للغاية ولم أتوارى أو أكذب بل بكل عنجهية شربت الماء في المطبخ أمام الجميع ولحظي السيء للغاية وقبل أن تعاتبني مربيتي وجدت مامي أمامي تنظر لي بعينين جاحظتين من الصدمة والحزن .
صمت ملتقطا أنفاسه وهو يحضر ملابسه لتبديلها ليسألها بجدية : برأيك ماذا فعلت مامي ؟
همهمت وهي مسحورة بحكايته التي يقصها عليها : لا أعلم ، ضربتك ؟!
ضحك بخفة ليجيب بعفوية : لا فاطمة هانم لا تضرب أبدا ، بعمري كله لم تضربني ولا مرة بل هي ليست مؤمنة بأمر الضرب هذا .
سألت باهتمام : إذًا ماذا فعلت ؟!
زفر أنفاس صدره كاملة ليجيب بضيق انتابه وهو يتذكر عقاب والدته : في نفس اليوم بعدما كسرت صيامي منعتني من الطعام والشرب لآذان المغرب ، بل وخاصمتني لمدة ثلاث أيام كاملة أصدرت فيها فرمان بأني سأصوم للمغرب لأتعلم فيما بعد أن أتحمل قلة الاكل والشرب واستطيع أن اتحكم في رغباتي وبعد الثلاث أيام التي كنت أموت بها ليس لقلة الأكل ولا من العطش بل من خصامها لي وقسوتها غير المعتادة معي ، عاتبتني بجدية عم فعلت واشعرتني بالخزي من نفسي ، وحقا لم أكن احتاج حينها لعتابها فأنا حينها غضبت من نفسي كثيرا لأني جعلتها غاضبة وهي التي لا تغضب أبدا .
همهمت بعفوية : أنت تحب والدتك كثيرا .
ابتسم وعيناه تشرق بسعادة : تامي هي روحي وقلبي وعقلي وكياني ، عبست بعدم فهم ليتبع ضاحكا وكأنه انتبه لعدم ادراكها – مامي دلالها تامي ، هكذا بابي يدعوها .
تمتمت ساخرة : سيادة الوزير مؤمن بالدلال .
ضحك بانطلاق : اه سيادة الوزير يفعل أكثر بكثير من الدلال ، بابي ليس كما يبدو عليه ، وخاصة مع مامي .
تساءلت وعيناها تومض بتفكير : هل يحبها كثيرا لهذه الدرجة ؟!
تمتم بتلقائية : بل هو عاشق إلى النخاع .
همست بغموض : وأنت ؟
مط شفتيه ليهمهم بمكر : أنا محصن يا عزيزتي وقلبي ليس داخل المعادلة .
تمتمت بسرعة : إذًا هو مملوك لاحدهن ،
أجاب بهدوء : لا ، كسى الذهول وجهها فاتبع بلا مبالاة – ولكن حينما أريد الاستقرار هناك إحداهن ستكون زوجتي التي أحبها والتي ستنجب لي أطفالا رائعين مثلها .
تمتمت دون تصديق : ستتزوج منها فقط لأنها مناسبة .
أومأ برأسه وكأنها ستراه ليجيب سريعا : نعم ، لأنها اكثر من مناسبة ، أنها تحمل مواصفات زوجتي التي أستأمنها على اسمي وبيتي وكل ما يخصني ، والأهم من كل شيء انها تحبني كثيرا .
تمتمت باعتراض : ولكن أنت لا تحبها .
ضحك بخفة ليجيب بشقاوة : بالطبع أفعل يا بسمة ، وإلا كيف سأتزوجها .. كيف سأغرقها في بحر عشقي الذي لا ينضب .
هزت رأسها دون اقتناع : هذا ليس حبا بل انجذاب يا أدهم .
تمتم بيسر : الانجذاب نوع من أنواع الحب يا عزيزتي ولكن هناك فرق بين أكون مدلها وأن أكون محصنا ، أتبع بتلقائية – وأنا محصنا .
تمتمت بتفكير : أو لعلك لم تقابل من تختطفك للان .
أغمض عينيه نافيا .. ناسفا ذاك الهاجس الذي يراوده منذ مدة قليلة .. ومذكرا نفسه باستحالة حدوثه ليجيب بثقة : لا أعتقد أن هناك من ستقدر على ذلك .
ابتسمت برقة لتهمس : لا تراهن يا أدهم بك ، النساء يستطيعن فعل أي شيء حتى إن لم يخطر ببالك .
مط شفتيه ليغمغم بمكر مزج بتحدي سكن حدقتيه : حقا ، تمتمت بالإيجاب فأتبع - إذًا لنرى هل ستقدرين على اختطافي ، أم أنا من سيفعل ؟
ران الصمت عليهما قليلا وعيناها تتسع بعدم استيعاب ليسأل وهو يمرر طرف لسانه على شفته السفليه من الداخل : ما رأيك يا بسبس ؟
تمتمت سريعا : أنت تتحداني ؟
هز رأسه بلا مبالاة : بل أراهنك .
أجابت بهدوء : ولكن علام سنتراهن ؟
ابتسم ابتسامة ماكرة شكلت ملامحه ليجيب : إذا ربحت أنت الرهان سأفعل لك ما تريدينه دون سؤال أو تراجع ، وإذا فزت أنا ستفعلين ما ساطلبه منك دون رفض .
اهتزت حدقتيها برهبة سكنتها لثواني قبل أن تجيب باعتداد : موافقة .
اسبل جفنيه وملامحه تسترخي كضاري أطبق على صيد ثمين ولكنه ليس جائعا فقرر أن يلهو به قليلا قبل أن يلتهمه : سعدت بالحديث معك يا بسمة ، أراك بعد رمضان على خير .
·لم يمنحها حرية الرد ليغلق الهاتف وعيناه تومض بتفكير سكن حدقتيه ليهمهم إلى نفسه في المراة قبل أن يبدل ملابسه : ستفوز يا ابن الوزير رغما عن أنفك وإلا سيفصل الكبير عنقك عن سائر جسدك .
شد جسده باعتداد بثه إلى أوردته : ستفوز يا معالي النائب .
***
تجلس بفراشها تزم شفتيها بضيق تملك منها .. بل هو غضب عنيف يسري باوردتها وهي تستعيد جملته التي ألقاها دون تفكير فجرحتها .. آلمت قلبها .. وصفعت إحساسها ، ومضت عيناها بشرارات غاضبة وعقلها يلومها .. يعاتبها .. بل وينهرها ويردد عليها بأنه أخبرها أن ذاك ما سيحدث .. أنه لا يحبها .. وأنها بالنسبة إليه فرصة مناسبة .. وعرض رائع .. وتسوية ممتازة ولأنه رجل أعمال بارع وعقليه اقتصاديه لايستهان بها قَبِل بها ورضى بم قدمته إليه ..وتلهف لها ليمتلكها كلها .
عبوس طفيف داعب جبينها وذاك الصوت الصادح من داخلها يهتف بها أنه لم يفعل لولا ضغطها المستمر عليه ليقبل .. يوافق .. ويوقع على عقد الامتلاك الذي طرحته عليه كثيرا ولكنه كان يراوغ للقبول به ، فلو كان هو رجل أعمال بارع هي الأخرى سيدة سوق محنكة تعلم متى تبيع ومتى تشتري ومتى تفسد الصفقة لأنها ليست ذات قيمة .
تنفست بعمق والتفكير يشكل ملامحها الجميلة لترتعش حدقتيها باهتزاز طفيف وخوف ضئيل يسري بعروقها عندما شعرت بحركة ما خارجًا فتميل جانبًا بخشية سكنت عيناها ووجلها يعلو ملامحها قبل أن تتسع عيناها بذهول وهو يدلف إلى الغرفة ذات الباب المفتوح يضع سترته فوق ساعده هاتفًا بتعجب وهو ينظر إلى وجهها الشاحب : أنت مستيقظة ؟! ظننت أني سآتي لاجدك مستغرقة في النوم !!
رفعت حاجبها بدهشة لتؤثر الصمت قبل أن تغلق النور الخافت المنبثق من المصباح المجاور لفراشها وتستلقي في وضعية النوم وهي تدير إليه ظهرها ، تسحب الغطاء فوق رأسها في إعلان صريح لمخاصمتها له !!
كتم ضحكة كادت أن تنفلت من بين شفتيه وهو يسير بهدوء للاتجاه الآخر إلى الفراش فيجلس على طرفه بعد أن ألقى سترته على المقعد القريب ليخلع حذاءه وجوربيه قبل أن يتحرك بهدوء يخلع ملابسه بهدوء ثم يستلقي بجوارها بعدما أبعد الغطاء فينضم إليها تحته ينظر إلى جسدها المنكمش على نفسه .. يتأمل ظهرها المتشنج في غضب والظاهر في سترة منامتها الثقيلة والتي لأول مرة يراها منذ أن تزوج بها فهذا الجانب المتزمت منها لم يره من قبل ، فهي كانت دوما تظهر أمامه بارديتها المختلفة .. الجذابة .. الرائعة عليها ، لوى شفتيه بإحباط قبل أن يتحرك نحوها بتؤدة و يجذبها في حركة سريعة ليديرها إليه ويجبرها أن تتوسد صدره وهو يهمس إليها بجدية حينما حاولت التملص من بين كفيه : اشش لا تتشنجي ولا تنفعلي ، اهدأي
هدرت بصرامة لم يراها من قبل : اتركني يا سليم .
عبس في وجهها بغضب ليسيطر على جسدها سيطرة تامة وهو يلصقها بصدره العاري هادرا بخشونة : لن أفعل .
هزت رأسها بعنف لتزيح خصلاتها التي تبعثرت حول وجهها وتتذمر بغضب : أنا غاضبة منك وأخبرتك أني لا أريد رؤيتك .
اسبل جفنيه ليهمس بتساؤل ماكر : أنا أعلم أنك غاضبة وأتيت لاصالحك حتى لا تنامين غاضبة، صمت قليلا وهو موقن من تطلعها إليه ليرفع عيناه إليها سائلا بهدوء - حقا لا تريدين رؤيتي ؟
زمت شفتيها وأشاحت بعينيها بعيدا فزم شفتيه بتفكير : حسنا لن أفرض وجودي عليك ، سأنصرف .
اقترب برأسه منها ليقبل جبينها برقة هامسا : اعتذر منك يا جيجي كنت غاضبا فلم أفقه لمعنى حديثي ولا إلى مدى سخافته ، افلتها بهدوء وأكمل وهو يهم بالنهوض - تصبحين على خير .
رجفت روحها لأجله فهمست بصوت ابح خافت حينما جلس على طرف الفراش ليبدأ بارتداء ملابسه : سليم .
ابتسامة ماكرة انسلت من بين شفتيه ليهمس بشقاوة وهو يستدير إليها براسه نصف استدارة ينظر إليها من فوق كتفه : عيون سليم .
ابتسمت برقة لتهمس بجدية : لا ترحل الآن فالفجر أوشك على أن يؤذن إذا غادرت لن تحصل على قسط كافي من النوم .
ترك بنطلونه الذي كان سيرتديه ليعود إليها هامسا وهو يضطجع بجوارها على جانبه : لا أريد أن أثقل عليك .
سحبت نفسا عميقا لتهمهم وهي تتحاشى النظر إليه : لن تثقل علي .
تمتم وهو يقترب منها ببطء : أنت غاضبة مني .
ابتسامة مرتعشة شكلت ثغرها لتهمس بخفوت : لا لقد تقبلت اعتذارك .
ابتسامة واسعة رسمت ملامحه ليهمس وهو يجذبها إليه يلصقها لصدره : ولا تريدين رؤيتي وتتمنعين على احتضاني إليك وترتدين منامة شتوية ثقيلة مريبة بلون أصفر باهت لم أرى أبشع منه .
ضحكت رغمًا عنها لتجيب بخفوت وهي تفرد كفيها على صدره العاري : ممكن أتخلص منها بسهولة إذا يضايقك لونها .
همس بصوت اجش وهو يمرر ظهر أصابعه على ذراعيها من فوق قماش المنامة : أنا أكره اللون الأصفر بكل درجاته ولكن بم أن الآذان سيؤذن بعد عشر دقائق على الأكثر فالأفضل أن تظلي محتفظة بها .
تعالت ضحكاتها ليتنهد بقوة قبل أن يعيد تقبيل جبينها : انا أكرر اعتذاري يا أنجي ، لا تغضبي .
ابتسمت برقة وعيناها تشي إليه بمدى عشقها الجارف له فتجيبه بهدوء : يكفي أنك أتيت حتى لا أنام غاضبة .
زفر بقوة ليبوح ببساطة : لم استطع النوم بمفردي على ما يبدو أني اعتدت على الفراش هنا وعليك وأنت تتوسدين ذراعي وتتمسكين به كما تفعلين دوما .
أشرقت عيناها ببهجة خالصة لتلهج أنفاسها بمشاعر كثيرة تماوجت بداخلها قبل أن تتعلق برقبته تضم نفسها إليه بقوة فيحتضنها مستجيبا وهو يشعر بأنها تستحق أن يهديها أمان واطمئنان يحتاجه معها كما تحتاجه هي أيضا بجواره لتبعد رأسها قليلا تنظر إليه فتغيم عيناه بتوق إليها وقبل أن يقرر تقبيلها كانت هي تقبل شفتيه بقبلة شغوفة متلهفة فتمنحه عن طريقها مشاعرها المهتاجه نحوه .
رف بعينيه وهو يستوعب قبلتها العميقة إليه فيبادلها تقبيلها بتوق وهو يضمها أكثر إليه ويأخذ منها زمام المبادرة فيميل بها لتصبح أسفله وكفاه تنتزع عنها سترته منامتها التي لا تعجبه وقبل أن يفقد نفسه بها كان صوت المؤذن يصدح عاليا فيرتد للخلف عنها لاهثا .. ضائقا .. ومستغفرا استغفارات كثيرة متتالية وهو مغمض العينين مطبق الفكين قبل أن يقفز واقفا يهمس من بين أسنانه سأذهب للصلاة في الجامع القريب ، نامي ولا تنتظريني .
أومأت برأسها وهي تدرك أنه لا يراها لتبتسم برقة ابتسامة ظافرة ومضت بعينيها لتتسع تدريجيا فتشمل ملامحها كلها وهي تعاود ارتداء سترة منامتها قبل أن تستلقي ضاحكة في فراشها وهي تهمهم لروحها أنه عاد إليها لم يستطع أن ينام بفراشه دونها .. سليم أتى لأجلها وهذا يكفيها .
***
يجلس بسيارته المتخفية بجوار الفيلا الصغيرة الخاصة بعائلة الصغيرة التي يحاولون حمايتها بعدما اكتشفوا تربص الآخر بها ورغم أن حسن شبه متأكد بأن ذاك الحقير يتقرب منها ليشتت تركيزهم إلا أن شعور الخوف والحمية لألأجلهأجبروهما على مراقبة البيت بل ومراقبة تحركاتها باستمرار ليتأكدوا من سلامتها .
أزيز خافت انتبه له ليتحدث عبر السماعة الصغيرة المستقرة داخل أذنه هاتفًا بجدية : الوضع مستقر هنا .
تمتم حسن بهدوء وهو يجلس متحفزًا أمام الفيلا الذي يقطنها الآخر : وهنا أيضا ، ولكن بم أنه لم يغادر المنزل إذًا خطته ستكون كما استنتج سعادة المستشار .
ران الصمت عليهما ليعد علاء بجدية : عليك أن تخبره يا حسن ، لا تتركه إلى فجيعته حتى وان كانت مؤقتة
تمتم حسن باقتضاب معاندا : أن يفجع لوقت قصير خير من أن يهرب الآخر لو انتبه لأن الأمر تمثيلية يا علاء .
تمتم علاء غير راضيًا : الأوامر نصت على إخباره ، بل إن أمير باشا أكد عليك أن تشركه في الخطة .
مط حسن شفتيه : أنا أحافظ على الخطة يا علاء لو أدرك ذاك الحقير أنها مجرد لعبة سيهرب أو سيقتل نفسه لذا علينا أن نحافظ على سير الخطة طبيعية ولن يموت أحمد بك في النصف ساعة التي سيظن أن دادي أصيب.
كتم علاء ضحكته رغمًا عنه ليهمس إليه بخفة : أنت حقود يا حسن .
زفر حسن بقوة : أبدا أنا أحافظ عليهم جميعًا حتى لو رغمًا عن أنوفهم، أعلم أن أمير باشا سيجازيني ولكن أن يغضب ويمنحني جزاء لمخالفتي الأوامر أفضل أن يهرب الحقير أو الاسوء أن يحظى بانتقامه ويقتل الخواجة بالفعل .
صمت علاء قليلا ليهمس : على بركة الله ولكن لتعلم أن سألني سعادة المستشار سأخبره أنه رأيك وقرارك.
لوى حسن شفتيه متاففا : سأخبره قبل أن تشي بي يا بك .
هز علاء رأسه بيأس قبل أن يغلق الاتصال مضيقا عيناه مستكملا مراقبته ليتحفز جسد حسن على الاتجاه الآخر وهو يلتقط اقتراب خالد وأحمد اللذان يتسامرا وهما يسيران ببطء فيدير عيناه ببطء على خالد يتأكد من سلامته المتمثلة في غطاء رأسه بمظهره الصوفي المخادع والسترة التي لا تشي بكونها مضادة للرصاص والمنتفخة قليلا من عند صدره الأيسر فيتأهب وهو يترجل من سيارته بخفة يحصي الخطوات التي يخطوها خالد وهو يتجه نحو السلم الخلفي الفيلا الذي يمكث بها الحقير الذي تاق للقبض عليه.
***
يقف بشرفة بيته العلوية يترقب من خلف منظاره الدقيق الملحق بسلاح متطور يمنحه رؤية مجسده قريبه وكأنه يواجه ممن ينظر لهم ، تلمع ابتسامة ظافرة .. منتشية .. متشفية على شفتيه وهو يهمهم لنفسه بأنها اللحظة المنتظرة .. بأنها لحظته الأثيرة التي حيا عمره كله ينتظرها ، نظر جيدا وهو ينتفخ بانتقامه الوشيك الذي أصبح على مقربه من ضغطة زناد ، فيعالج سلاحه وهو يقرب الرؤية أكثر يحدد المنطقة التي سيصيبها فيكاد أن يرى قلب الآخر يخفق في حركته المنتظمة .. فتلمع عيناه وكأنه يرى انتفاضة القلب الذي سيتوقف للأبد على يديه لينطق بلغته الأم وبنبرة ازدراء واضحة : سلام يا خواجة ، أرسل تحياتي للبابا.
ضغط الزناد بثقة .. بفخر .. بكبر ، وعيناه تلمع بوميض منتصر ورصاصته الموجهه نحو مرماها تنطلق نحو هدفها في صمت يعم الأجواء سوى من زنة خفيفة تحيط رصاصته التي استقرت في جسد من صوبها نحوه كما رغب دوما.
***
صوت خفيض يشي بارتطام شيء بجانبه داعب أذنيه ليعبس بتعجب وخاصة حينما حس بكف خالد التي تمسكت بساعده قويا ليلتفت إليه بعينين جاحظتين بعدم إدراك أَلّم بعقله وهو يشعر بجسد أبيه يترنح بجواره فيتمسك به أكثر ليتلقفه أحمد بذهول كسى ملامحه ليهمهم بعدم اتزان : دادي ، ما بالك يا دادي ؟!
شعر برطوبة ما تلامس كفه الملامس لصدر أبيه ليرفع كفه أمام عيناه ليهاله اللون الاحمر الذي صبغ باطن كفه ليبدا الفزع يحتل كل حواسه مع انهيار جسد خالد الذي يقع أرضًا فيميل أحمد معه إلى أن جلس فوق ركبتيه ينظر له بهلع وهو يصيح : دادي .. دادي ، لا تتركني ، لا تفعل ، أرجوك أتوسل إليك ، لا تفعل بي هكذا .. ابقى معي .. لا أتحمل فقدانك .. لا تفعل بي هكذا أنا لا أتحمل ثانية .
ابتسامة حانية من خالد وجسده ينتفض بخفة بين ذراعي أحمد الذي صرخ كاسد جريح بصوت يصم الآذان : أبي .
***
استدار بانتشاء تمتع به وهو يراقب المشهد المؤثر الذي أمتعه .. أسعده .. شفى غليله وهو يراقب فراق الاخر لاب حظى به طوال عمره ، وكانه لم يرتضي بسرقة أبيه منه ليعوض باب بديل رباه وكبره في كنفه بينما كان هو وحيدًا .. شريدا .. طريدًا سنوات عمره الأولى لأنه ابن أتى دون هوية أو أب أو سند بل إن كنايته باسم جده كان البعض يعايره بها لأنه دون أب يحمل كنيته ، وحتى أن كان حمل كنيته لم يكن ليقل عارا عما نشأ عليه فهو أب ذو كنية مرفوضه .. مكروهه .. دخيلة . حمل سلاحه معه بعدما فككه ليخطو بسرعة نوايا المغادرة ليقف أمام الباب الذي فتحه ليقابل تلك العينان الصارمتان تنظران له بخبث ابتسامة ظافرة لمعت بعينين الآخر الذي لا يعرفه وصوت أبح صدح بعربية متهكمة : شالوم يا حبيبي .
هم بالتراجع للخلف ولكن حسن لم يمهله الفرصة حينما ضربة بكعب سلاحه في جانب جبينه فأوقعه أرضا مغشيا عليه.
***
يركض دون وعي بجوار الفراش الراقد فوقه ابيه ببهو الطوارئ بعدما نقلته سيارة الإسعاف التي لا يدري من اين اتت فهو لم يتخلص من صدمته ، دموعه تغرق وجهه .. رقبته .. وتمتزج بلون الدماء الذي أغرق صدره نتيجة احتضانه لجسد أبيه الذي كان مسجي في دماءه
توقف على دفعة المسعفين إليه ليختفي أبيه من أمام عيناه خلف الباب الذي أغلق خلفه ليرتعد جسده بوحشة خواء تملكت روحه .. يختنق حلقه اكثر وأكثر بدموعه التي يريد أن يزرفها مرارا لعلها تعيد أبيه إليه .. يبكيه أبدا فقط ليعود .. يتواجد معه .. جانبه .. بجواره فيصلب ظهره من جديد بدعم هو الوحيد القادر على منحه له .. يفرد أكتافه بكبرياء أبيه السبب في وجوده .. يرفع رأسه بشموخ اندثر بموت أبيه .
انتحب ودموعه تتساقط من جديد ليختنق صوته بدفعات دموعه المتتابعة ليشعر بأن جسده يهوي أرضا فيترك نفسه للوقوع فهو لا يستحق الوقوف شامخا من جديد دون أن يأخذ بثأره .. ثأر اخوه ثأر أبيه وجده .. بل ثأر عائلته بأكملها .
لينتبه على ذراعين قويتين ترفعانه من الأرض وصوت رخيم بطلة الآخر المهيبة : اصلب طولك يا ولد .
تمسك به أحمد وكأنه غريق يتعلق بأي شيء لعله ينقذه ليهمس بعدم تصديق : دادي .. دادي .
ربت أمير على كتفه مهدئا : تصلب يا أحمد .
تمتم أحمد باهتزاز : أخبرني أنه سيكون بخير يا عماه .
عبس أمير بعد فهم ليهمس وهو يبعده عنه قليلا : بالطبع هو بخير ، سيستيقظ بعد قليل كما المفترض .
اهتزت عينا أحمد بتشوش وعدم فهم نضح في صوته : لقد أصيب في قلبه .. لقد وقع بين ذراعي .
ضيق أمير عيناه ليطبق فكيه قبل أن يهمس حينما التقط إشارة أحد رجاله : تعالى معى سافهمك كل شيء ولكن أولا علي الاطمئنان على خالد فأنا أتيت خصيصا لاجل هذا .
سار أحمد بجواره دون فهم ليدلفا من نفس الباب الذي اختفى من خلفه أبيه ليسأل أحمد بعدم تصديق : إذًا دادي بخير ؟!
تنفس أمير بعمق ليهمس إليه : نعم حسب الخطة الموضوعة نعم ،
تمتم أحمد باختناق : ولكنه وقع مغشيا عليه والدماء ..
اطلقها أحمد بهلع فابتسم أمير مهدئًا : الدماء أنها لحيلة سهلة يا أحمد ، كيس لون أو دماء حقيقية مثبت بالقميص الواقي الذي يرتديه أبوك وأنت الأخر أم لم تفعل ؟
اتسعت عينا أحمد بعدم تصديق وخطواته تتباطئ ليهمهم سريعًا : بل أفعل ، كلنا نفعل منذ أن صدرت الأوامر بأن نعتني بنفسنا ، أومأ أمير برأسه متفهما ليكمل أحمد بتساؤل : والاغماء ؟!
تنفس أمير بقوة : دواء تناوله خالد يتسبب في خفض الضغط بنسبة بسيطة ورغم أنه سيء على عمره الآن إلا أن خالد تشبث بالفكرة وتمسك بها في سبيل القبض على مصدر تهديدكم والذي حدث بالفعل والحمد لله .
ابتلع أحمد ضيقه ليسأل بجدية : إذا كانت خطة معدة من قبل ؟ أومأ أمير إيجابا ليتابع أحمد باختناق – لماذا لم تخبرني بها يا عماه ؟
مط أمير شفتيه بضيق استقر بعينيه ليهمس بجدية : دعنا نطمئن على والدك أولا ثم نتحدث ، أتبع أمير بابتسامة هادئة قبل أن يدلفا للغرفة التي على ما يبدو يستقر بها خالد – والأهم نطمئنه أن من يهدد ابناءه القي القبض عليه .
ابتسم أحمد وزفر براحة ندت عنه حينما أتبع أمير لتشرق عيناه بسعادة وهو ينظر لأبيه بملامحه الشاحبة يجلس نصف جلسة فوق الفراش فيهرع إليه ليجلس بجوار الفراش على ركبتيه ينحني ليقبل كفه بامتنان : حمد لله على سلامتك يا دادي ، ظننت أني فقدتك .
ربت خالد على رأسه وهو يجذبه ليجبره على الوقوف وصوت أمير يصدح : حمد لله على سلامتك يا خالد ، اطمئن لقد وقع في الفخ .
تنهد خالد بقوة وهمس بخفوت : الحمد لله الحمد لله .
***
رنين جرس الباب المتتالي في منتصف ظهيرة أول أيام الصيام اثار تعجبها وقلقها أن يكون أحد ابناء عمومتها من يريد زيارتها دون موعد مسبق كما اعتادوا الفترة الماضية قبل أن يوقفهم عادل بطريقته الغريبة والتي لم تتوقعها منه أبدا ، فهي لا تنكر أنه أثار تعجبها وخوفها أيضا ، فلوهلة وهي تجلس أمامه شعرت بأنه ليس هذا عادل الذي كانت تعرفه قديما بل إن الأيام بدلته والسنوات غيرته وجعلته أكثر غموضا واصقلت شخصية بقسوة أثارت رعبها.
تحركت برقة نحو الباب تقف من خلفه لتزعق بنبرة مرتعشة تسأل عمن بالخارج وهي تسب بداخلها خادمتها التي لم تعد للان من السوق لشراء حاجيات رمضان كالعادة ليقابلها صمت خارجي أثار قلقها ، هتفت ثانيا مرددة سؤالها ليأتيها هذه المرة صوته الرخيم : أنه أنا .
اهتزت حدقتيها بصدمة وهي تنظر لردائها البيتي الصوفي القصير الذي يصل لمتتصف ركبتيها .. حذائها الفرو المبطن الذي يغطي كاحليها وخصلاتها المعقوصة خلف رأسها في عقدة عاليه لتهمس بخفوت : أنه أنت عادل.
تمتم بنزق وصلها جيدا : افتحي يا لارا نعم أنا عادل.
فتحت الباب على استحياء لتطل بعينيها الواسعة ونظراتها المترقبة وهي تمد رأسها من خلف الباب فتنظر اليه بصدمة وهو يقف أمامها يحمل صندق متوسط الحجم مزين بقماش من التل الاخضر بنقوش إسلامية أحببتها وكثير من الأكياس يحملها بكفه الآخر ليبتسم إليها هاتفا بتهكم : هل أجلت تمعنك بي حتى أدخل فالصندوق ثقيلا بالفعل ؟!
همست بحرج وهي تفتح الباب فتختفي من خلفه : بالطبع ، تفضل.
دلف بخطواته الواسعة لردهة البيت الواسعة ليضع ما بيده على طاولة طاقم الاستقبال الصغيرة قبل أن ينزل الصندوق بجوار الأكياس فتقترب منه بعدما أغلقت الباب بتلقائية هامسة : ما كل هذا يا عادل ؟!
استدار على عقبيه ليرف بعينيه كثيرا لثواني قليلة قبل أن يرفع راسه عاليا هامسا بصوت اجش : كيف تفتحين الباب هكذا ؟! أين الخادمة ؟!
همهمت بسرعة : لقد ذهبت للتسوق فبعض الاشياء الرمضانية كانت تنقصنا.
أطبق فكيه ليشير بسبابته أمرا : اذهبي لتبدلي ملابسك ،
راقبته وهو يتحرك من جوارها إلى الباب ثانية فهتفت تسأل بتعجب : أين تذهب ؟!
مط شفتيه ليجيب دون النظر إليها : سافتح الباب ثانية وأنت اذهبي لتبديل ملابسك من فضلك وأنا سانتظرك لن اخذ من وقتك إلا قليلا .
تمتمت سريعًا : بلى اجلس على راحتك ، سأبدل ملابسي وآتي سريعًا .
هتف وهو الذي لم يرفع نظره إليها ثانية : ولا تفتحي الباب هكذا ثانية ، تباطأت خطواتها لتلتفت إليه ليكمل وهو ينظر أرضا - فانا لا أرضى أن تفتح زوجتي الباب بملابس النوم .
ارتعد جسدها بخفة لترمش كثيرا وتسرع بخطواتها إلى الداخل دون رد وقلبها ينتفض برهبة ألمت بها وهي تشعر بأنها فجاة تورطت في أمر أكبر منها !!
جلس بظهر مستقيم على كرسي طاقم الاستقبال القريب من الباب الذي تركه مفتوحا ينتظرها بصبر إلى أن عادت بخطوات مسرعة ترتدي بنطلون من الجينيز الضيق وفوقه كنزة صوفية واسعة .. طويلة .. ومحتشمة ما عدا كتفها الساقط عن أحد كتفيها فأتى لونها الأزرق الباهت ملائما بشكل ما مع بشرتها البيضاء تأفف بضيق وهو يستغفر كثيرًا قبل ان يرفع راسه ناظرا إليها عندما همست باسمه وأتبعت متسائلة : أنت بخير ؟
أومأ برأسه إيجابا ليكح بخفة هامسا : فقط أتيت لأبارك لك قدوم الشهر الفضيل ، ابتسمت برقة وهو يتبع – رمضان كريم .
أجابته بابتسامة واسعة فرحة : الله أكرم ، أتبعت بتساؤل طفولي وهي تنظر للأشياء التي أتى بها – هل ابتعت لي فانوس أيضا ؟
ارتفعا حاجباه بدهشة تملكته قليلا ليجيب بتفكير : لا للأسف لم أفعل ، لقد نسيت ولكن لا بأس سافعل.
احتقن وجهها بحرج : لا لم أقصد فقط ظننت .. صمتت وهي تشير للأشياء من أمامه – كنت أظنه بهم .
عبس ليجيبها : لا هذه أشياء رمضان ، فنحن من عادتنا أن نبتاع بعض الأشياء للعرائس حين قدوم رمضان .
همهمت بعدم تصديق : تقصد ياميش رمضان ؟! ابتسم ليهز رأسه إيجابا لتتمتم بذهول – ولكن !!
أشار بكفه مقاطعا : لا يوجد لكن ، أنا قررت الزواج منك يا لارا لذا أنت عروسي المنتظرة وعليه أنا سأفعل كل شيء يخصك من هذا المنطلق .
توترت لتهمهم وهي تبتعد للخلف تجلس بعيدة عنه : ولكن اسمح لي يا عادل أنت تتصرف وكأني موافقة .
رفع حاجبه باعتداد : أو لم تفعلي ؟! أتبع بتهكم – ظننتك موافقة حينما تعلقت تلك المرة برقبتي وتوسلت لي أن أساعدك .
توترت واهتزت حدقتيها وتلعثمت عندما سالها : أليس هذا نوع المساعدة الذي تريدينه يا لارا؟!
اختنق حلقها وهمت بالرفض فهناك شيئا ما يخيفها وحدسها يحذرها من التمادي معه .. بل وعقلها ينبئها أن ارتباطها به خطر ولكن رغبتها في الحصول على منافعه الكثيرة ووجودها في حمايته كانت أكبر من رفضه لهذه السهولة لتهمس بخفوت : أعتقد أن تمنحني وقتًا لأفكر .
ابتسامة جانبية ماكرة رسمت ثغره ليجيبها بتهكم : أنا لا أسألك الزواج يا عزيزتي حتى امنحك الوقت لتفكري في الأمر ، رفعت عيناها بعدم تصديق ليكمل ببساطة – أنا ألبي سؤالك فأنت من أتيت ركضا لي تحتمين بس ونوع الحماية الوحيد الذي أستطيع أن أقدمه إليه أن اجعلك زوجتي غير هذا ..
نهض واقفًا يستطرد : لا أقوى على فعل أي شيء لك .
شحبت ملامحها وهي تنظر إليه فتسأله وهي تنتفض واقفة : أين تذهب ؟! لا أفهم !!
استدار إليها يشرف عليها بطوله الفارق : بل تفهمين ، إذا أردت مساعدتي عليك القبول بم أعطيه لك وهو شيء عظيم لو تدركين غير ذلك لا أملك شيئا أقدمه إليك وعليه فرصة سعيدة أننا التقينا بعد هذه المدة الطويلة يا عزيزتي .
تمتمت برقة : ولكن أنت والدتك ..
قاطعها بعبوس طفيف : والدتي وأموري هذه أشياء تخصني لا شأن لك بها فأنا أقوى على إدارتي أموري بنفسي ، ما يخصك هو قرارك فقط والذي أعتقد أنك أبلغتني به الآن .
هم بالانصراف لتستوقفه بهمسه خافتة باسمه فاستدار ينظر إليها بثقة تومض بعينيه لتكمل بصوت مختنق : أنا موافقة بالطبع موافقة .
ابتسامة ماكرة احتلت ملامحه ولكنها لم تضوي بعينيه اللتين أسبلهما قبل أن يهتف : حسنا ألقاك بعدما أعود باذن الله فانا مسافر الليلة وسأعود قبيل العيد بقليل ، ولكن في هذه المدة لا تقلقي حين غيابي فأنا سأتواصل معك دوما ، أي شيء ستحتاجينه أبلغتني به وأنا قادر على حله باذن الله .
أومأت برأسها ليتبع أمراً : فقط كل ما أريده ان لا تذهبي لأي مكان سوى عملك ، عبست بتعجب ليكمل بابتسامة خفيفة – إلى أن أعُد باذن الله .
توترت حدقتيها متماوجة بين الرفض والقبول أمامه وهو يقف ينتظرها بصبر لتهمس أخيرا : حسنا .
ابتسامه راضية شكلت ملامحه ليهمس وهو يغادر بالفعل : أراك على خير ، سلام اعتني بنفسك جيدا .
أغلق الباب من خلفه وهي تقف مكانها تطلع إلى مكان اختفاؤه برهبة قبل أن تزدرد لعابها بهلع انتابها لترمش بعينيها كثيرا وتهمس لنفسها : اهدأي أنه لن يؤذيك مهما حدث لن يفعل .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:20 PM   #408

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تبادلا النظرات أمام باب المكتب الذي استدعيا إليه ليهمس علاء بخفوت شديد : مهيب باشا أخبرني حينما سألته عن كونه غاضب بأنه لا يظهر عليه الغضب ، صمت وهو ينظر لعمق عيني حسن متبعا - وبالطبع أنت تعلم ما معنى هذا .
ازدرد حسن لعابه ليهمس بصوت مختنق : معناه أنه غاضب جدا .
أومأ علاء راسه ليهمس إليه هازئا : ادلف اولا يا قائد المهمة وارني قوة حجتك ورأيك يا سيادة الرائد .
سحب حسن نفسا عميقا ليشد جسده ويتحرك بخطوات جادة حازمة يدق الباب دقتين قبل أن يسمع منحه الإذن بالدخول فيفتح الباب على مهله يخطو للداخل وهو يهتف بالتحية يتبعه علاء الذي فعل بالمثل ليؤديا التحية العسكرية ثم يخيم الصمت عليهما فأمير لم يجبهما أو ينظر إليهما فوقفا بجسد مشدود ينتظران بصبر إلى أن رفع أمير رأسه اليهما ينظر نحوهما بجدية رُسِمت على ملامحه قبل أن ينطق بصوته الرخيم وهدوء شديد : هلا أخبرني أحدكم عن الخطة التي كانت موضوعة لحماية الخواجة .
أجاب حسن بجدية وطريقة عسكرية : الخطة كانت لأجل حماية الخواجة يا افندم ، منعه من التعرض لأي سوء والترقب للإيقاع بمن يريد اغتياله ، رمقه أمير بصبر منتظر ليكمل حسن - وهذا بالفعل ما حدث ، لقد تم القبض على الجاسوس المدعو بموشيه ولكن لم نبدأ بالتحقيق معه فنحن ننتظر الأوامر .
صر أمير على أسنانه فازدرد علاء لعابه وهو يشعر بالترقب يتملكه ليهمس أمير بتهكم جلي أخيرا : تنتظر الأوامر يا حسن ، لماذا حتى تتخطاها أو تتجاهلها ؟! أتبع وهو يرمق علاء من بين رموشه - وأنت يا علاء اسمعني هكذا الأوامر التي أخبرتك بها في وضوح وللأسف لم تنفذها .
نهض أمير واقفًا فارتبكت ملامحها رغمًا عنهما ليكمل بهدوء شديد وصوت خافت : هل جرؤتما على عدم إطاعة أوامري ؟!
هتف حسن بسرعة : علاء لا دخل له أنا من فعل .
هدر أمير وهو يستدير إليه : هل تتحداني يا حضرة الرائد ؟
أجاب حسن سريعًا : أبدـا يا فندم ، أوامرك سيف على رقبتي .
أجاب أمير ببساطة : إذًا لنذبحك يا حسن بك فأنت خالفت سير السيف .
ران الصمت عليهم قليلا قبل أن يهتف حسن بجدية : هلا سمحت لي بالحديث يا سيدي ؟ وبعدها أفعل ما تريد لن أعترض .
رمقه أمير من بين رموشه قبل أن يشير إليه برأسه أن يتحدث فيسحب حسن نفسا عميقا قبل أن ينطق بحديث هادئ مرتب وكأنه نظمه على مدار الساعات الماضية : أعلم جيدا عقوبة خطأي وانتظرها بثبات ولكن أريد من سيادتك أن تستمع إلي لعل وجهة نظري تشفع لديكم سوء تصرفي من وجهة نظركم ، لمعت شبه ابتسامة على ثغر أمير الذي لم يتحدث بل ظل صامتا .. هادئا فاتبع حسن بجدية - أعلم ا أن الأوامر نصت على اخبار أحمد سليمان بالخطة وأبعادها ولكني آثرت إلا أفعل .

رفع أمير حاجبه باستهجان فأكمل حسن بسرعة : ليس لشيء سوى لحمايته يا سيدي ، فأنا آثرت أن يظهر الأمر بمظهر طبيعي حتى لا نفقد أثر الآخر إذا أحس بأنها تمثيلية أو لعبة وراوغه بها فلا تنطلي عليه خدعتنا ليأخذ حذره فيستطيع الهرب او ان ينتحر حتى لا نقبض عليه أو الاسوء أن يقتل أحمد دون أن يرف بجفنيه وهذا كان الأقرب له فتحمد كان هدف سهل في مرماه سيطلق على رأسه رصاصة ويتخلص منه للأبد ،
تطلع إليه أمير مليا فزفر انفاسه كامله وتابع - ولكن انتشاءه اللحظي بانتقامه ونصره هو ما جعله هدف سهل لي لأقبض عليه ، والذي لم يكن ليحدث إذا شعر بأن أحمد يمثل أو أنه مرتاح وكأنه لم يفقد والده ،
صمت حسن قائلا لينظر إلى أمير ويكمل : لو كان أحمد يعلم لما صرخ وبكى ولا هلع على أبيه كما فعل يا سيدي ، وأنا لم أقصد أن أتجاهل الأوامر عمدًا فأنا لست بضابط مبتدِأ أو غر صغير لا يفهم عمله ولكني آثرت أن ننجز المهمة على أكمل وجه من وجهة نظري .
ران الصمت عليهم قليلا قبل أن يكمل حسن بهدوء : وبالطبع لم أقصد أن أشاهد أحمد بك وهو ينتحب بهذه الطريقة فأنا لست ساديا لهذا الحد وخاصة وأنا أعلم مدى الألم حينما تفقد شخص عزيز عليك .
انتفض فكه بحدة وصوته يحشرج مختنقًا ليهمس أمير بجدية : اذهبا الآن ولتكملا التحقيق في الغد فاليوم هو غرة رمضان لا تتركا أسركم بمفردها .
ومن الغد لدي حديث أخر وطريقة عمل جديدة ورغم تفهمي لوجهة نظرك يا حسن إلا أن مخالفتك لأوامري أمر جلل عليك أن تواجه توابعه
أدى حسن وعلاء التحية العسكرية قبل أن ينصرفا من الغرفة فيتبعهما أمير بعينيه ليزفر بقوة ويجلس من جديد يشعر بالإرهاق يخيم عليه بشده فيتصل بمدير مكتبه هاتفًا : أعد السيارة فأنا أريد المغادرة .
أغلق الخط ليشغل هاتفه الشخصي فتنهال عليه الرسائل من كل حدب وصوب ليمط شفتيه بضيق انتابه وهو ينظر لرسائل ليلى التي انهمرت بهيستريه فيطبق فكيه بغضب لحظي متمتما : عادل .
***
دلف بهدوء إلى غرفة مكتب أبيه أو كما يطلق عليها غرفة العمليات السرية الخاصة بآل الخيّال، يبتسم بهدوء وهو يعلم جيدا فيما يريده ابوه الذي هاتفه وطلب منه الحضور على الفور ليستقر أخيرا واقفًا بجوار والده الذي ينظر من الشرفة للخارج بشرود أو هكذا ما يبدو عليه وقفته الظاهرة للعيان ، وقف صامتا بدوره ينتظر حديث أباه فأصبح نسخة مصغرة مما كان عليه أمير فهو الأكثر شبهًا بابيه ، يمتلك نفس الطول ونفس عرض الكتفين ونفس الهيكل الجسماني على عكس تؤامه الذي أتى قصيرا عنهما فلم يرث الطول الفارع لأبيه ولا هيكل جسده رغم بنية جسد أسعد العضلية إلا أنهما حينما يدلفان لأي مكان سويا يشار إليه على الفور بابنه ابن أمير الخيّال وخاصة مع اسمرار بشرته التي ورثها عن أبيه وبعضا من ملامحه على غير أسعد الذي أتى اكثر شبها لأمهما عنه وعن شقيقته ببشرته البيضاء وملامحه الوسيمة وشعره البني الفاتح وحنانه المتدفق الموروث من أمه رغم صلابته وجديته العائدة لوالدهما وطبيعة عمله التي فرضت عليه رزانته ، أما هو فقد ورث أبيه غموض أبيه ومكره كما تخبره إيناس دوما ، ابتسم بمكر ليقر بداخله أن إيناس محقة فهو يمتلك عقل داهيه مخيف بشهادة الجميع حتى أبيه .
انتبه حينما استدار أمير يرمقه بطرف عينه هامسا : متى ستغادر ؟
أجاب بهدوء : بعد قليل يا بابا .
مط أمير شفتيه قليلا ليهمس بجدية آمرة : راضي والدتك قبل سفرك يا عادل .
أومأ عادل رأسه بطاعة : سأفعل يا بابا ولكن مراضاة ماما أمر وعدولي عن قراري أمر آخر .
تأمله أمير مليا ليسأله بجدية : لم أطلب منك العدول عن قرارك من قبل ولن أفعل الآن ، ولكني كنت دوما اسألكم عن اسبابكم واتقبلها حتى إن لم أكن مقتنع بها .
أشاح عادل برأسه بعيدا ليتابع أمير ولكني اليوم سأسألك يا عادل ، هل أنت مقتنع بقرارك .. برأيك .. وبتصرفك حيال ما تريد ؟
زم عادل شفتيه : نعم .
ضيق أمير عينيه ليسأله بجدية : إذًا لن تتراجع يوما ما ؟
هز عادل رأسه نافيا : لا لن افعل إلا .. صمت ليتقرب أمير حديثه فأكمل بجدية – إلا إذا استحالت العشرة بيننا .
ضيق أمير عينيه ليهمس بجدية : تعلم بالطبع أن كل فعل ستقدم عليه سيحاسبك الله عليه يا عادل ، وبالطبع أنا لم اربيك لتلهو بالفتيات ثم تتركهن مكسورات القلب والنفس من بعدك .
اختنق حلقه ليرف بجفنيه مجيبا : أعلم يا بابا .
صمت أمير قليلا ليسأله : إذًا ستتزوج من لارا هانم ؟
تمتم بجدية : ساخطبها بعدما تمر سنوية أبوها يا بابا فليس من اللائق الارتباط بها الآن .
ارتفعا حاجبي أمير بدهشة : سنوية أبوها ، أنه لموعد بعيد للغاية يا عادل ، ومن الآن لموعد سنوية أبوها ماذا ستفعل .. بأي صفة ستتردد عليها .. وكيف ستكون علاقتكما ؟!
هز عادل كتفيه : لن يكون بيننا أي علاقة أكثر من الزمالة والصداقة يا بابا ، سارعاها من بعيد إلى أن أقوى على خطبتها كما ينبغي .
تطلع إليه امير بصدمة : ولكن ظروفها يا ولدي تحتم أن تكون بجوارها ومعها وأعتقد أننا نستطيع أن نتوصل لموعد قريب عن سنوية أبوها ، أكمل أمير بمنطقية – من الممكن أن تخطبها الآن وتعقد القران بعد سنوية ابوها .
تمتم عادل بنبرة قاطعة : لا ، لن أعقد القران إلا يوم الزفاف .
عبس أمير قليلا ليهتف به : لماذا ؟!
صمت عادل قليلا ليجيب بوضوح : لأني لا أريد أن اتجاوز معها بأي شكل يا بابا ، فلن أمنح نفسي أي فرصة أن أفعل ،
اتسعت عينا أمير بدهشة سرعان ما تخلص منه ليهتف : حسنا اخطبها الآن وتزوج منها بعد سنوية أبوها يا عادل .
ابتسم عادل ابتسامة جافة ليهمس : بل سأنتظر إلى ما بعد ذكرى وفاة والدها يا بابا .
رمقه أمير مليا ليزجره بخشونة : ولد يا عادل ، هناك ما تخطط له .
ابتسم ببراءة تجسدت على ملامحه : أبدا يا سعادة المستشار ، أنا فقط أريد بعضًا من الوقت لأنهي عملي ورسالتي فكما تعلم حينما أخطب سأنشغل بها وبترتيبات الزواج والبيت وأشياء كثيرة لست متفرغا لها الآن ، أكمل بمرح تمسك به أمام نظرات أمير الثاقبة - فقط اجدد أولوياتي وارتب جدول مواعيدي كما يروق لي ويريحني يا بابا .
هتف أمير باستنكار : جدول مواعيدك ؟! هل هي عملية جراحية يا عادل ؟! أنها زيجة .. وامرأة ستكون مسئولة منك .
ابتسم عادل ليجيب ببساطة : لذا أحدد الوقت المناسب لي لأتحمل مسئوليتها يا بابا ، تطلع إليه أمير بعدم رضا ليهمس عادل متبعا بجدية : لا تقلق يا أبا عادل ، ستمر السنة سريعًا فما أسرع الأيام التي تمر علينا .
رمقه أمير بضيق ليزفر بقوة هاتفًا : حسنا يا عادل افعل ما بدى لك يا ولدي ولكن لتعلم أني لن ارحمك إذا أخطأت ، ابتسم عادل وأومأ موافقًا ليهتف أمير بهدوء – ما قصتك مع ابنة مالك عابد يا عادل ؟
اهتزت حدقتيه برهبة ليهمس بصوت أجش : ملك ؟ لا تربطني بها أي قصة .
تحرك أمير ليجلس فوق كرسي وثير موضوع بجوار أريكة مكتبه يضع ساقا فوق الأخرى ليسأله باندهاش مفتعل : حقا ؟! ومن لا تربطك بها أي قصة تنتظرها بجوار دورة مياه السيدات في حفل زفاف ابنة خالك ؟!
اضطرب عادل مرغما ليهمس بثرثرة أضفى عليها صفة الطبيعية : كانت مصادفة ، وتبادلت معها الحديث قليلا وانصرفت ، رمقه أمير مليا ليبتسم بتوتر هاتفًا - لا تخيفني يا بابا فأنا كبرت على هذه الطريقة .
هدر أمير بحزم : بل سأكسر رأسك إلى نصفين إذا رأيتك بجوارها ثانية ، سواء مصادفة أو بتعمد يا عبقري زمانك ، أشاح عادل بعينيه في عدم رضا ليصمت أمير قليلا قبل أن يسأله بعدما أشار إليه بالجلوس أمامه على إحدى كرسي المكتب الجانبين - هل تعجبك ؟
تحكم عادل في ابتسامته ليسأل ببراءة مفتعله : من .. صمت ليتبع بمكر - لارا ؟!
أطبق امير فكيه ليهمس بخفوت من بين أسنانه : بل من تصادفت معها عند دورة المياة يا ابن الخيّال .
ضحكة خافتة انفلتت من بين شفتي عادل ليهمس : وهل أنا أعمى يا بابا حتى لا تعجبني من مثل ملك ؟
__إذًا ؟! سأله أمير باهتمام ليجيبه عادل بهدوء – أنها أرنبة صغيرة يا بابا وأنا التهم الأرانب لا ارتبط بهم .
رمقه أمير مليا ليسأله بجدية :والسيدة لارا ليست أرنبة ،
ابتسم عادل بمكر شكل ملامحه ليهمس إلى أبيه : لا ليست أرنبة ، أنها من الجوارح نحن الاثنان نشبه بعضنا كثيرا لذا هي تستحقني .
هز أمير راسه بعدم رضا : أنا لست موافقا يا عادل .
تنفس عادل بعمق : إذًا أنت اتخذت جانب ماما .
هز أمير رأسه نافيا : لا فأنا لن امنعك كوالدتك بل سأتركك تسير في الطريق الذي اخترته ولكن إذا أخفقت حينها سأحاسبك .
نهض عادل واقفًا ليهتف بثقة : لن أخفق يا بابا فلا تقلق .
نهض أمير بدوره : ستغادر الآن .
أومأ عادل برأسه إيجابا ليضمه أمير إلى صدره هاتفًا : فكر ثانية يا عادل وسنتحدث مرة أخرى حينما تعود فأنا لن أقبل بقرارك الآن .
أومأ عادل رأسه بطاعة : حاضر يا بابا ،
ربت أمير على كتفه : سلمك الله راضي والدتك قبل سفرك .
أومأ عادل برأسه إيجابا ليغادر الغرفة تحت نظرات أمير المراقبة والتي اهتزت بقلق لأول مرة في حياته يسكن عينيه وهو ينظر في أثر ولده الغامض والذي أصبح مريبا على غير العادة .
زفر بقوة وهو يفكر في حديثه مع ليلى الحانقة .. الغاضبة .. بل هي قابلته منهارة باكية فحاول تهدأتها على قدر استطاعته وهو يخبرها أنه سيتحدث مع عادل لعله يقوى على إقناعه أو فهم أسبابه ولكنه لم يقوى على فعل أي من الأمرين .
تحرك مغادرا غرفة مكتبه ليخطو نحو غرفته ليزم شفتيه بضيق وهو ينظر إليها تجلس على طرف الفراش تبكي ليهتف بعتاب : ما الأمر يا ليلى ؟! ما الذي يبكيك من جديد ؟!
هتفت بانهيار : عادل غادر غاضبا يا أمير ، أقسمت عليه ألا يرتبط بتلك المراة والا سأغضب عليه فتركني وغادر غاضبا .
اعتلى الغضب ملامحه ليزفر بقوة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولماذا فعلت هذا يا ليلى؟! لقد اتفقت معه أن يعيد التفكير في الامر .
هتفت وهي تشنج في بكائها : لا أعلم ، هذا ما حدث .
زفر بقوة ليتجه نحوها يجلس بجوارها ليضمها إلى صدره يحتويها كعادته : حسنا اهدئي واتركي الأمر ولا تفكري فيه ، لعل الله يحدث فيه أمراً .
تمسكت بصدره لتسكب دموعها ليهدهدها بحنو قبل أن يهمس إليها مشاكسا حينما دفنت وجهها في منتصف صدره كما يروق لها : ليلى إذا تتذكري نحن بنهار رمضان وأنا صائم .
شهقت بقوة لتنتفض مبتعدة عنه هاتفه بجزع : صينية المكرونة احترقت .
انفجر أمير ضاحكا ليهتف بها حينما تسرعت خطواتها كما تستطيع : حسنا حذار واهدئي ولا تحزنني لأجلها اذا أردت سآتي بالطعام من الخارج فقط لا تجزعي هكذا .
هتفت باعتراض وهي تغادر الغرفة : طعام من الخارج ، وهل هذا يسمى بطعام ، أتبعت وهي تتحرك بسرعة قليلة – بإذن الله سألحق بها وأنقذها من الاحتراق فأنا أعددتها من اجل أسعد .
تمتم وهو يستلقي على الفراش يهيأ نفسه للنوم : طبعا من أجل أسعد كل ما تفعلينه من أجل اس أسعد وليحترق العالم لأجل أسعد ، سأعلقه من قفاه حينما أراه من تحت رأسك بإذن الله .
***
أنهى بعض من التقارير المطلوبة منه ليرفع نظره إلى الجالس بوجوم أمامه ينهي بدوره بعض الأشياء الخاصة بالقضية التي يعملون عليها ليهتف بجدية وهو ينهض واقفًا : حسن ، الن تنصرف ؟ لقد قاربنا على المغرب .
تمتم وهو يقرأ شيء ما استنتج علاء أنه هام من عبوسه : لدي بعض من العمل سانهيه .
أجابه علاء بعفوية : هكذا ستتأخر
رفع نظره إليه ليسأله بتهكم : علام ؟!
زفر علاء بقوة : على العودة إلى منزلك يا حسن .
رف بعينه ليهمس بضيق : لن أعود ، هناك سأكون بمفردي ، أما هنا على الاقل سافطر مع العساكر والزملاء المتواجدين بدورهم .
تطلع إليه علاء بحزن قبل أن يغمغم بجدية : حسنا انهض وتعال معي ، ستسعد الفتيات بوجودك ، و دارين أيضا كانت تسألني عنك منذ يومان .
ابتسامة طفيفة داعبت ثغر حسن لينطق سريعًا : مرة أخرى ، فأنا أعلم أنك اليوم ستكون لدى عائلتك .
هز علاء رأسه نافيا : لا ، ليس اليوم ، فدارين أعلنت التمرد هذه المرة وبدلا من شجار كل رمضان بين ماما وحماتي عن قضاء أول يوم رمضان عند إحداهن ، أخبرتهما سويا أنه سيكون بمنزلنا المتواضع كأسرة كبيرة مكونة من خمس أفراد واحتفالًا بانضمام سلمى إلينا .
ضحك حسن بخفة ليهتف بصدق : بارك الله لك فيهن يا علاء وأسعد قلبك ورزقك بالولد إن شاء الله .
عبس علاء ليهتف بهلع : لا ولد ولا بنت ، أنا راضي هكذا بالثلاث فتيات أنهن نعمة وفضل من الله رب العالمين سأحسن تربيتهم لادخل الجنة بقلب مرتاح ، رمقه بطرف عينه وهو يتبع - العقبى لك حينما أفرح فيك وبك وازوجك بإذن الله .
اهتزت حدقتيه برفض ليهتف : عد إلى عائلتك يا علاء ، وأبلغ دارين تحياتي وتهئنتي .
زفر علاء بقوة : أنت عنيد للغاية ، لن تأتي معي ؟! هز حسن رأسه نافيا فأتبع علاء - اهاتف دارين لتقنعك ككل مرة ، أم اتركك لزينة أو ايتن تعبث بعقلك إلى أن تستجيب .
هدر حسن بحزم : إياك أن تفعل ، أعلم فتياتك حينما يثرثرن لا أقوى إلا على الموافقة .
ضحك علاء بيأس : نعم أنا أكثر من يعلم فدارين تهدر في دوما أن لا اطيعهن ولكني لا أستطيع
هز حسن رأسه بيأس ليهتف به : كن حازمًا معهن يا علاء فبعض الأحيان يحتاجن الشدة .
أشار علاء بكفيه معترضا بتفكه : تركت الحزم والشدة لامهن أنا سادلل واتدلل معهن وهذا يكفي .
زفر حسن بقوة : كان الله في عون دارين وأعانها عليك .
هتف علاء بصدق : اللهم أمين ، ستغضب حينما أخبرها أنك رفضت دعوتي ، وخاصة وأنها تعد اليوم البط والرقاق كما العادة .
ابتسم حسن بامتنان ليجيبه : يوم آخر بإذن الله ساتي لكم وأمرح مع فتياتك يا أبو البنات .
تنهد علاء بقوة : حسنا على راحتك ولكن لعلمك سأخبر دارين وهي تتصرف معك .
أومأ حسن برأسه : هيا اذهب لفتياتك وقبلهن بالنيابة عني إلى أن أراهن بارك الله لك فيهن وحفظك لهن .
تمتم علاء مؤمنا وهو ينصرف بالفعل لينهض حسن واقفًا يهدر بأحد الضباط خلال جهاز استدعاء صغير : استعد يا بني سنباشر التحقيقات بعد قليل .
تلقى الضابط الأوامر بجدية لينظر إلى زميله الذي هتف به بعدم تصديق : لا تخبرني أنه سيبدأ العمل الآن ، اليوم غرة رمضان لماذا لا يعود إلى بيته ويرحمنا قليلا ؟!
هز الآخر رأسه بيأس : هذا هو حسن الوكيل لا يتعب ولا يهدأ إلا حينما ينهي ما يعمل عليه ، ونحن لنا الله ، هيا بنا حتى لا نتأخر فيجازينا سويا أو على الأقل يسمعنا ما نكره بسبب تقاعسنا
زم الضابط الآخر شفتيه : ألن يعود لأسرته ؟!
عبس الآخر ليهمهم بتعجب : أسرته ؟!! حسن بك وحيد فوالدته ماتت السنة الماضية ومن حينها وهو بمفرده وأعتقد أنه لا يعود لبيته إلا كل شهر مرة أو اثنان ولكن الشهادة لله أنه ضابط من اكفأ الضباط ويشهد إليه بالخبرة والانضباط وستتعلم معه الكثير من الأشياء فهو لا يبخل علينا بعلمه ومهارته ، ارتفعا حاجبي الآخر بدهشة ليربت الاول على كتفه - أنت جديد معنا لذا لا تعلم كل شيء ولكن مع الوقت ستدرك مع من تعمل ، فمرحبا بك في عالم حسن الوكيل .
***
يجلس على رأس الطاولة الكبيرة التي تضم العائلة بأكملها ما عدا عدد من المقاعد فارغه بسبب تغيبهم لارتباطاتهم الأخرى ، زم شفتيه بضيق وهو يتطلع إلى كرسي ابنته البكرية والتي ذهبت مع زوجها لتناول الفطور مع عائلته وللاطمئنان على خالد الذي أصابته وعكة ضغط ألمت به صباحا ورغم أنه اطمئن عليه بنفسه إلا أنه سيذهب لزيارته في الغد ليطمئن أكثر هو وفاطمة ، ضيقه يزداد وهو ينقل بصره لكرسي جنى الفارغ على غير العادة ولكنها سُنة الحياة فهي اليوم تتبع زوجها الذي ذهب لتناول الفطور ببيت عائلته وأبلغ حميه اعتذاره مسبقا ، لينتفض فكه باختناق جم ألم به وهو ينظر إلى كرسي عاصم الفارغ لأول مرة منذ أن كبر وأصبح لديه مكانًا على الطاولة .
انتبه على ترتيبة حانية على كتفه ليرفع نظره إليها فتبتسم بوجهه في رقة قبل أن تميل ناحيته تقبل وجنته هامسة : كل عام وأنت بخير .
هتاف مرح من ولده صدح مدويًا ليهتف مازن بشقاوة : هل أذن المغرب ولم نستمع ؟!
ضج المكان بضحكات الجميع ليهتف علي الدين بخفة : القبلات لا تفطر يا مازن بك .
اتسعت ابتسامتها ليهتف أدهم بمرح : هذه معلومة جديدة لم استمع إليها من قبل .
قهقه مازن ضاحكًا ليهتف علي : بين الأزواج يا أدهم باشا حتى لا أحمل وزرك حينما تقبل أي كائن حي وتحملني ذنبك .
شحب وجه أدهم ليهتف ببراءة : أنا .. أنا أقبل أي كائن حي ، حاشا لله .
تعالت ضحكاتهما ليهتف مازن : يا ولد يا مؤمن ، انظر إليه يا علي لم أعرفه حقا .
هز علي رأسه بخفة : أنا مصدوم من الورع والإيمان .
أجابه ادهم بخفة : إيمان هذه الست والدتك .
تعالت الضحكات لتهتف فاطمة بحدة : احترم نفسك يا أدهم .
أشار ادهم بكفيه وهو يتحكم في ضحكاته هاتفًا : المعذرة يا عمتو أنا أمزح مع لولو .
تمتمت إيمان بسماحة نفس : لم يحدث شيئًا ، بينما هدر علي من بين أسنانه - لولو في عينك .
شاكسه أدهم بخفة : بل في قلبي يا قلبي .
انطلقت ضحكة مازن بقوة ليرمقهم وائل بجدية وخاصة مع احمرار وجه علي ونظرته المتوعدة التي رمق بها أدهم الذي لكزه مازن ليجبره على الصمت كما يبدو فيهتف وائل بجدية : أين عمار يا وليد ؟ هل سيتخلف هو الآخر عن الحضور ؟
أجابه وليد المراقب للصغار : لا سيأتي ولكن لديه مناوبة عمل انتهت منذ قليل .
تمتمت فاطمة وهي تباشر إعداد المائدة مع الخدم : نوران - أيضا - ستاتي قبيل الأذان مباشرة
تعالى هتافها الجاد : وها قد وصلت نوران ، لم أتأخر كما أخبرتك يا مامي .
نهض البعض ليصافحونها يرحبون بها فتحتفي بالجميع وتبارك لهم الشهر الفضيل إلى أن وصلت لوليد الذي جذبها ليجلسها فوق ساقيه يضمها بقوة ويقبل وجنتها بمرح هاتفًا : اشتقت إليك يا مدللة ، أصبحت تتغيبين علي في الزيارة منذ تزوجت بولدي ، فأشعر أنك أوقعت بي لازوجك منه فقط .
ضحكت برقة لتقبل وجنته وهي تلف ذراعيها من حول رقبته لتهمس إليه بمكر : ولكني لم أتزوج منه بعد يا عماه ، أتبعت وهي تغمز بعينها - لذا ادعاءك ليس له أساس يا ديدو .
ضحك وليد ليضمها بقوة هاتفًا : فقط يعود وأنا ساعلقه من أذنيه لتغيبه اليوم ، فأنا اشتقت اليه
تمتمت برقة : ومن سمعك يا عماه ، غياب الكبير فارق في كل شيء .
احتضن وليد وجهها لينظر إليها بجدية : أنت بخير .. أنت وهو بخير ، هل هناك ما تخفينه عني؟
تلألأ المكر بعينيها : هناك الكثير أخفيه عنك نظر إليها وليد بترقب فأتبعت بخفة وهي تقفز واقفة - فأنت لا يرضيك أن أفشي أسرار زوجي لأحد حتى وإن كان أبوه .
ابتسامة ماكرة شكلت ثغر وليد لتتجه نحو أبيها تضمه وتقبل وجنته لتهتف بسرعة قبل ان يوقعا بها وخاصة مع تبادلهما للنظرات : ساغسل يدي فالمدفع سيضرب .
تحركت مبتعده ليهم وائل بالحديث ولكن وصول عمار الذي هتف بالتحية في صوت جهوري قبل أن يهتف : الحمد لله وصلت قبل الأذان ، كنت متخوفا ألا أن أصل قبله .
عبس وائل وهو يرمقه مليا ليسأله بصوت خشن فيقاطع مصافحته للجميع : أنت بمفردك ؟!
تطلع إليه عمار بريبة لينظر من حوله هاتفًا بمرح : نعم يا عماه ، هل كان من المفترض أن يصحبني أحد ؟!
أجابه وائل بزمجرة غاضبة : نعم يا طبيب المجانين ، كان لابد أن يصحبك أحدهم .
رمقه عمار بعدم فهم فأتبع وائل بعصبية - أين زوجتك ؟! أم أنت لست كمن صحبا ابنتينا معهما ؟!
تجمدت ملامح عمار ليبتسم بهدوء ويجيبه بجدية بعدما أشار برأسه إلى نوران التي عادت ثانية حينما استمعت إلى صوت أباها الغاضب : لا يا عماه .
قاطعه وائل وهو يطحن ضروسه : إذًا ، ألم يصحب أسعد ابنة عمك لبيت الخيّال لتكون برفقته ، لماذا أنت حضرت دون ابنتهم ؟
تنفس عمار بقوة لتهمهم فاطمة بجدية : أهدأ يا وائل ، رمقها بغضب فرمقته بعينها لائمة قبل أن يجيب عمار : نعم أعلم أن جنى ترافق أسعد على الفطور كما أميرة تفعل ، لأنهما ببساطة زوجتيهما يا عماه ، أتبع وهو يقترب منه - أعدك حينما يتم الزفاف سآتي بها في كل المناسبات أما للان هي تتبع عائلة الخيال قولًا وفعلًا يا عمي .
زم وائل شفتيه بغضب ليكتم عمار ضحكته هامسا وهو ينحني ليقبل طرف كتف مستسمحا : لا تغضب يا عماه من فضلك .
هدر وائل بضيق : أنت مائع يا ولد وأنا لا تعجبني طريقتك .
ضحك عمار بخفة ليهمس بتفكه : الهام في الأمر أن أفوز في الأخير يا عماه وأنا أفعل لا تقلق ، رمقه وائل بعدم رضا فاكمل عمار - هانت يا عمي ، فات الكثير لم يتبق إلا القليل .
أتبع بهمس مرح : ووعد مني حينما نتزوج سآتي و أقيم بالقصر أنا وابنة الخيال .
ابتسامة طفيفة شكلت ثغر وائل ليهمهم بضيق : يا ليتك تستطيع أن تفعلها ، لنعوض النقص الذي يحدث بسبب زواج الفتيات ، جيد أن نوران تزوجت من العائلة وإلا كنت سأفقد عقلي حينما تتغيب هي الأخرى إلى جانب أميرة وجنى .
هدأه عمار بالقول وهو يجلس بمكانه بعدما قبل رأس ياسمين التي ربتت على ساعده بمساندة : لا تقلق يا عماه سيمتلئ القصر عن آخره فانظر إلى أولاد الجمال ستجدهم كثر بارك الله فيهم سيعوضنك بفتيات بدلن ممن يسرقهن الأغراب من بين كفيك .
ضحك الجميع ليهتف مازن : ونحن مستعدون يا عماه .
ضحك عمار بخفة : أرأيت ؟! فقط امنحهم الفرصة وحينها سيأتي كل منهم بفتاته ما عدا أدهم سيأتي لك بأربعة فتيات مرة واحدة .
ضجت الضحكات ليشير أدهم بكفيه : لا تنس يا دكتور وما ملكت إيماني من فضلك .
تعالت ضحكاتهم ليهتف وليد بخفة : لا تنتفخ يا ابن أبيك حتى لا تقع في إحداهن تكفر عنك ذنوبك كلها وتعلمك أن الله حق والأصل هو الإخلاص والتفرد.
ضجت الضحكات ليرتفع صوت الآذان يصدح بقوة ليهدؤا قليلا قبل أن يهتف وليد في منتصفه : هاك أنا أدعو عليك ساعة الآذان يا ابن فاطمة ، أن يرزقك الله بواحدة تعيد إليك صوابك .
ضحك أدهم ليرفع كفيه : يارب يا عماه وهل أنا اكره ؟!!
هتفت فاطمة بمرح وهي تشير إليهم بعدما جلست بكرسيها : هيا تناولوا فطوركم ، مبارك علينا جميعًا الشهر الفضيل وأدامه الله علينا بالخير واليمن والبركات .
***
نهض سليم ليصيح بحبور : أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ، أمن الجميع على دعاءه ليتبع وهو يتحرك مبتعدا عن الطاولة - تسلم يدي كل من شارك في إعداد الطعام ، سفرة دائمة يا سعادة المستشار .
هتف امير الذي أنهى طعامه بدوره : بوجودكم يا سليم ، أتبع وهو ينظر لانجي التي أصر سليم على حضورها - أنرت سفرتنا بوجودك يا ابنتي .
تمتمت انجي ووجهها يتورد : البيت منير بأصحابه يا سعادة المستشار .
تمتم أمير بترحاب : عماه فقط ستفي بالغرض .
هتف سليم الذي عاد بعد أن غسل كفيه : عمو أمير ليس زوج عمتي فقط ولا يعد كبير العائلة فقط بل هو الي الروحي وأنا أعشقه وأدين إليه بالكثير .
ابتسمت برقة وهي تهز رأسها بتفهم ليهتف بلال بجدية صادقة : كلنا ندين إليه بالكثير .
عبس أمير بعدم رضا : توقف يا بلال من فضلك ، إذ لا تدرك أنت وولدك أنا من يدين إليكم وإلى ليلى خصيصا فلولا أنها قبلت وارتبطت بي وتزوجت مني لم أكن لأحظى يوما بعائلة كبيرة كهذه تملأ علي أيامي .
هتف سليم بمرح : يا سيدي ، أسمعت يا عمتي سعادة المستشار وهو يتغزل بك على مرأى ومسمع منا .
ضحكت ليلى برقة ووجهها يتورد لتهمس وهي تتحرك ببطء تعود للمائدة بعدما نهضت لتأتي بشيء من الداخل فيحمل سليم من بين كفيها : لا حرمني الله منه أبداً .
قهقه سليم وهو يضع ما أتت به عمته على الطاولة : أنها بركات الشهر الفضيل .
ضحك الجميع لتهتف ليلى بعدما جلست : لماذا نهضت يا ولد ؟
أشار سليم إليها : لقد امتلئت يا لولا ، الطعام رائع ، أتبع وهو يلثم كفها - سلمت يداك .
رتبت ليلى على وجنته بأمومة لتهتف بحفاوة : إذًا اجلس وأطعم خطيبتك فمن الواضح أنها محرجة من وجودها معنا .
عاد سليم للجلوس بجوارها بالفعل بينما تمتمت أنجي برقة : أبدا لقد أكلت الحمد لله .
عبست ليلى بعدم رضا : لم تأكلي شيئا يا ابنتي .
تمتمت أنجي وهي تنهض بالفعل : بل أكلت كثيرا والحمد لله ، سلمت يداك يا عمتو .
نظرت ليلى إلى طبقها الذي لم تمس منه إلا القليل : سلمت يا ابنتي ، أتبعت - أرشدها يا سليم لدورة المياه.
تحرك سليم بالفعل وهو يرشدها لدورة المياه لتهتف ليلى بتعجب : ما أكل العصافير هذا ؟!
هتفت سوزان بحنق خافت : اتركيها على راحتها يا ليلى
كتمت إيناس ضحكتها بينما هتفت يمنى بتهكم : ماذا تنتظرين منها يا ماما ؟! أنها تحافظ على رشاقتها يا حبيبتي .
كست الدهشة ملامح ليلى لتهتف بجدية عندما تطلعت إلى جنى التي لا تأكل بدورها : لا تخبرينني يا جنى أنك الأخرى شبعت .
توردت جنى ليهتف أسعد بجدية : لا يا ماما جنى تأكل ولكن ببطء وأنت تعلمين .
لتتمتم آسيا برقة : وتنتظرك لتقطع لها قطع اللحم أيضا أليس كذلك ؟!
عبست ليلى بعدم فهم بينما نظر إليها أسعد من بين رموشه زاجرًا وهم بالحديث لتجيبها جنى بهدوء وهي تعي مشاكسة آسيا لها : بلى يفعل ولكن ليس اللحم بل قطع الدجاج فأنا لا أقوى على أكله جيدا يا خالتي ، أتبعت برقة وهي تنظر لآسيا – هل لديك اعتراض يا آسيا هانم ؟
أشرقت عيناه بضحكة كتمها بينما ضحكت آسيا بمرح لتجيبها بشقاوة : أبدا وهل أجرؤ أنا فقط أتعرف على كبيرنا من جديد وهو يجلس بجوارك يهتم بإطعامك هكذا
رمقتهما ليلى قليلا قبل أن تهمس إيناس بجدية بعدما رمقت ابنتها محذرة من التمادي في مزاحها فهزت آسيا كتفيها بلا مبالاة : بالطبع لابد أن يغير عاداته وطريقته فهو الآن مسئول عن زوجته ، ثم من حقه أن يذللها أليست عروسه ؟
احتقنت أذني أسعد لتتبع إيناس بضحكة رائقة : جميعا ندلل على أيدي أزواجنا ، هاك عمك أمير إلى الآن يدلل بخالتك لعلها ترضى وتأكل .
ضحك أمير وهز رأسه بالإيجاب ليهمس بمرح : فقط هي ترضى يا إيناس .
توردت ليلى بخجل عمرها لتهمس : راضية والحمد لله ولكن ما يرضيني أكثر ان لا ينهض أحد من هنا جائعا .
أجابتها سوزان بجدية : لن يحدث يا ليلى أنت فقط اهتمي بطعامك لأنك لم تأكلي جيدا .
تمتمت ليلى بحنان : لا يهم ، الهام أن تشبعون جميعا وحينها كأني شبعت بالضبط .
ابتسم أمير وهو يقرب منها بعض الطعام : بل عليك الأكل يا ليلى حتى لا ينخفض سكرك .
نظرت إليه بعينين حزينتين لتهمس : لا أقوى يا أمير ، غيابه يحزنني بالفعل .
تنهد أمير بقوة : سافر لأجل عمله يا ليلى ، وسيعود سالما بإذن الله لا تقلقي يا حبيبتي .
اخفضت رأسها لتهمس بصوت باكي : سافر غاضبًا يا أمير ،
ربت أمير على كفها القريب ليهمس إليها : لا تقلقي هو بخير أنا تحدثت معه .
اختنق حلقها لتهمس بضيق فعلي : وافتقد حبيبة أيضا ، أتبعت وهي تنظر لسوزان - ألن تأتي الليلة يا سوزي ؟
تمتمت سوزان : لا أعلم حقا فوعكة خالد بك التي علمتها مصادفة جعلتني التهيت فلم اسألها ، أتبعت سوزان بمنطقية - ولكنها ستمر علينا في الغد بإذن الله حتى إن لم تتناول فطورها معنا .
هدر بلال بضيق : ولماذا لن تأتي في الغد باذن الله .
ضحكت إيناس لتهتف : زوجتك تفترض يا بيلي ، ليس أكثر .
صدح صوت سليم الذي عاد : حبيبة ستأتي في الغد بإذن الله لتتناول الفطور معنا ، لقد أكدت على عمر .
نهض بلال ليهتف بجدية : إذ ًا الفطور عندنا في الغد بإذن الله .
تمتم الجميع بالموافقة ليهتف أسعد الذي نهض بدوره : أعذرني يا خالو أنا سأتغيب غدا فأنا سأسافر فجرًا بإذن الله ، وجنى ستذهب لعمو أحمد كما وعدته .
أومأ بلال برأسه متفهما قبل أن يهتف : حينما تعود سنعيد كرة الإفطار من أجلك أنت وعادل وآدم أيضا فهو تغيب اليوم بعمله وتكون حبيبة متواجدة هي وعمر ، صمت لوهلة قبل أن يكمل بهدوء – وعمار فهو لم يحضر اليوم .
ابتسمت يمنى لتجيب خالها : اليوم مجتمعون بقصر آل الجمال يا خالو فلم يقوى على تفويت جمعتهم .
تنفس بعمق ليهمس بصوت أجش : أخبريه عن الغد أو أرسلي رقم هاتفه لادعوه بنفسي .
ابتسم أمير واسبل جفنيه قبل أن يهتف به : لا داع لدعوتك إليه بنفسك يمنى ستوصل إليه الدعوة بإذن الله .
تمتمت يمنى سريعًا : سأفعل بإذن الله .
تمتمت بلال وهو يبتعد : سننتظركم .
نهضت جنى بدورها لتهتف ليلى بجدية : إلى أين يا ابنتي ؟
تمتمت جنى برقة : شبعت الحمد لله يا خالتي ،
تمتمت ليلى بضيق : أكلتك ضعيفة كما كنت دوما ، أكملت بعفوية - ولكن هذا ليس جيدا عليك الاهتمام بصحتك .
تمتمت جنى بطاعة : سأفعل يا خالتي .
نظرت إليها ليلى بأمل لتهمس بخفوت : ألن نفرح قريبا ؟
نظرت إليها جنى بوجه متورد وعينان متسعة بصدمة : نفرح بماذا ؟
رمق أمير ليلى بلوم واضح لتكتم يمنى ضحكتها هاتفة بنبرة مرحة : يا ماما لم يتم الشهر على زيجتهما .
تمتمت ليلى بسرعة وسط الضحكات المكتومة : كنت اطمئن فقط .
نظرت إليهما جنى بعدم فهم : علام يا خالتي ؟! أنا لا أفهم ، صوت أسعد الذي صدح مناديا لها لم يمنح أحدهم حرية الإجابة فتمتمت برقة وهي تبتعد بالفعل - بعد إذنكم .
هتفت إيناس التي نهضت بجدية : سلمت يداك يا أم أسعد ، لتتبع وهي تربت على كتف أختها - ارتاحي واريحي حالك يا لولا حينما يحدث سيخبرونك .
تنهدت ليلى بقوة لتهتف بجدية : تغيب حاتم يصنع فارقًا على الطاولة .
هتف بلال بجدية : سيتواجدون في الغد بإذن الله ، ولكنه اليوم ومع وجود يحيى لم يقوى على التغيب عنه .
تمتم أمير الذي نهض بدوره : أدام الله عليهما جمعتهما .
رن هاتف آسيا لتهتف بمرح : أنه عز الدين ، استقبلت الاتصال المرئي ليهتف صوته المرح - خيانة مجتمعون عند لولا دوني ابلغيها سلامي وأخبريها اني قادم أخر أسبوع برمضان وأريد ان تطعمني من يديها .
ضحكت آسيا لتهتف ليلى بحنان : من عيناي يا بني .
هتف عز الدين : سلمت عيناك يا خالتي ، لقد اتصلت لأبارك لكم قدوم الشهر أين الفنانة .
اقتربت ايناس من جديد لتتبادل معه الحديث المرح في ود شع فيم بينهما
....
اقتربت من أسعد تمنحه فنجان قهوته الذي طلب منها إعداده لتهمس بخفوت : أسعد هل نستطيع المرور على عائلتي ؟
رمقها بدهشة ليهتف باريحية : بالطبع يا حبيبتي ، نجلس قليلا مع العائلة ونمر عليهم قبل عودتنا للبيت .
ابتسمت وعيناها تشرق بفرحتها فهتف بتعجب : لماذا لم تخبريني أنك تريدين الذهاب ؟
هزت كتفيها بعدم معرفة ليقترب منها بعدما ترك فنجان قهوته جانبًا فيجذبها إلى صدره يضمها برفق يقبل جبينها مهمهما : لا تكبتي أي رغبة لديك بداخلك يا جنى ،
أومأت برأسها لتهمهم اليه : لم أكن اعلم إمكانية ذهابنا ولكني شعرت بالضيق وخاصة إنها المرة الأولى التي أتغيب فيها عن جمعتهم .
أومأ برأسه متفهما قبل أن يهمس بشقاوة : سنذهب إليهم ، فقط لن نبقى للسحور فأنا أريد أن اتسحر بالبيت .
أومأت برأسها ووجهها يتورد : لن نفعل لا تقلق .
ضمها إلى صدره ثانية ليبتعد عنها حينما استمع إلى جلبة شقيقته التي اقتربت لتدلف إلى المطبخ وهي تحمل بعض من الأطباق فتهتف جنى بعفوية : سأذهب لأساعدهن في لملمة الطاولة .
أومأ برأسه متفهما ليتبعها بدوره إلى الخارج مقررًا أن يتحدث مع أبيه في أمر عادل الذي غادر غاضبا .
***
على جانب العالم الاخر – أمريكا -
ترجل من سيارته بجوار البيت الأنيق الذي يعود لعائلة صديقه الجديد والذي قابله مصادفة ثانية بعد مصادفة الطائرة ، فأصبحا أصدقاء سريعًا فيلح الأخير عليه أن يقضي أول يوم رمضان مع عائلته ليستجيب محمد حتى لا يفطر أول يوم بمفرده .
حمل علبة كرتونية ابتاعها من محل حلويات سوري مشهور للغاية قريبا من سكنه يعد حلويات رمضانية ممتازة فابتاع بعضها ليرن جرس البوابة الخارجية فتفتح أتوماتيكيا فيخطو إلى الداخل ليجد زياد يقف بجوار باب البيت الرئيسي يهتف به بترحاب ولغة عربية ركيكة : أنرت بيتنا يا دكتور محمد ، تفضل ماما وبابًا سيسعدان كثيرا بوجودك .
صافحه محمد ليناوله العلبة هاتفًا : أنا سعيد بتواجدي معكم ، عز ليس هنا .
هز زياد رأسه نافيا : بل سافر تركيا منذ يومان حتى يقضي أول رمضان مع عائلته .
ابتسم محمد بتفهم ليغمغم بتمني : كم كنت اشتاق للعودة إلى عائلتي وقضاء هذه الأيام ولكن لم أكن أقوى على ترك العمل والدراسة الآن .
أشار إليه زياد بالجلوس ليهتف به : ألن تعود على العيد ؟!
تمتم محمد سريعًا : بل سأفعل بإذن الله ، هذا ما صبر ماما قليلا على غيابي اليوم عنهم .
تمتم زياد : تعد سالما ، نحن أيضا سنعود قبل العيد بقليل لنقضي العيد بمصر .
ابتسم محمد باتساع عندما أكمل زياد - هذه المرة لا نحتاج لمصادفة سنحجز للعودة سويا .
تمتم محمد : بإذن الله .
نهض زياد واقفًا حينما اقتربت منهم شقيقته الصغيرة والتي ابتسمت بترحاب لتتعلق عينا محمد بها رغم عنه قبل أن يخفضها سريعًا وهو يحيها برأسه وزياد يهتف : أنت تعرف كارما .
أومأ محمد لتهتف كارما بلغة انجليزية سريعة : مرحبا بك يا دكتور .
تمتم محمد بسرعة : مرحبا بك ، سعيد بلقياك من جديد .
ابتسامة واسعة زينت ملامحها لتجيبه : أنا الأسعد .
أشار إليها زياد بالجلوس وهم محمد بالجلوس ثانية ولكنه توقف وهو ينظر إلى والد زياد كما استنتج والذي هتف بترحاب وبلغة عربية ولهجة مصرية محببة : يا الف أهلًا وسهلا بك يا بني ، أنرت بيتنا بوجودك .
اتسعت ابتسامة محمد ليصافح الرجل الأكبر سنًا وزياد يهتف : بابا محمد بك رحيم ليتبع مشاكسا - محمد آخر .
صافحه رحيم بترحاب : فقط رحيم الجميع يدعوني به .
هتف محمد بجدية : تشرفت بمعرفتك يا سيدي .
ليصدح صوت زياد وهو يهتف بانفعال : وها هي جميلتي الغالية ماما .
اتسعت عينا محمد بانبهار وهو ينظر إلى المرأة الصهباء التي أمامه وعقله يدرك الآن سر ضياء ابنتها بهذه الطريقة ليتبع زياد بجدية : الدكتورة منار الرفاعي .
أومأ محمد برأسه دون أن يمد كفه للمصافحة فتعبس منار ليكمل زياد بمرح : محمد لا يصافح السيدات يا ماما .
أومأت بتفهم وهي تبتسم بترحاب فيهمس محمد بحرج : المعذرة يا سيدتي .
همست منار بضحكة رائقة : لا عليك تشرفنا بك وبوجودك
تمتم محمد : بل الشرف لي يا سيدتي .
ارتفعا حاجبيها بدهشة من تهذيب الشاب أمامها ليضحك زياد بمرح : ستعتادين عليه يا ماما فهو مهذب أكثر من اللازم ، هذا هو محمد المنصوري كما عرفته .
بهتت ملامحها فجأة ليتحشرج صوتها وهي تسأل ببطء : محمد المنصوري ؟!
تأمل محمد تساؤلها ليجيب بهدوء : نعم جراح قلب أدرس هنا واعمل أيضا .
زفت بعينيها كثيرا لتسأل بوضوح : هل تقرب لدكتور محمود المنصوري جراح العيون .
ابتسم محمد ونطق بفخر : أنه أبي .
شحبت ملامحها لتهتز حدقتيها بتوتر لحظي أصابها لتهمس بلباقة وبعربية صريحة هذه المرة : تشرفنا بك ، تفضل يا بني .
عاود الجلوس بجوار ابنها الذي تبادل معه حديث أريحي ما بين العربية والإنجليزية شملت حديثهما سويا لتشاركهما كارما الحديث فيحنى محمد رأسه قليلا متعمدا عدم التحديق بابنتها لترتجف روحها فتجد نفسها مرغمة أن تراقبه بعينين متسعتين بصدمة هزت أركان روحها وهي بمن انجبه ورغم أنه شكلا ليس شبه والده فهو أوسم كثيرا عن أبيه .. مرح وعيناه شقيتان كما لم يكن محمود يوما إلا أن طريقته في الحديث .. تهذيبه الواضح .. وأخلاقه الواضحة عليه جعلته شبه أبيه جبرًا .
انتبهت على صوت زوجها الذي هتف : الأذان يا أولاد ، هيا تفضلوا فالمغرب سيعلو حالًا .
نهض الجميع لتشير إليهم بالحركة فتمر ابنتها سريعًا ليتبعها الولدين ليخفض محمد نظره أرضا ليختنق حلقها وذكريات كثيرة تندفع في رأسها سببها وجود هذا الولد الذي يعد ابن طليقها السابق !!
***
مصر -فجرًا ...
يقف مجاورًا لعبد الرحمن بعدما أنهيا تناول الطعام ليهتف به : هل أصلحت ما أفسدته من قبل؟
أومأ عبد الرحمن برأسه وهو يداعب شاشة إلكترونية أمامه ليهتف بعادل : فقط تبقى بعض الأشياء ولكن أريدك أن تختبر التقنية ، غدا .
همهم عادل بجدية وهو ينظر لشاشة الحاسوب المحمول بين كفيه : سأفعل بإذن الله ، ليتبع وهو ينظر من حوله – هذا المعمل مهيب ، لقد حلمت طوال عمري أن اعمل به .
ابتسم عبد الرحمن ليهتف بجدية : وأنا الآخر ، تخيل كان على قائمة أحلامي أن اعمل به ، بل كنت أريد أن أشارك في صنع المفاعل ولكني لم أقوى على اللحاق بهم .
ربت عادل على كتفه بفخر : وهاك أنت تصنع تقنية لن يمتلكها أخرون غيرنا .
تنفس عبد الرحمن بقوة وهو ينهي ما بيده ليهمس بسعادة : نعم والحمد لله ، ولكن الفصل لك يا عبقري .
هز عادل رأسه نافيا : لا أنكر أن الفكرة هي موضوع رسالتي ولكن لولاك يا عبد الرحمن لما كانت نفذت أبدا ،
ضرب عبد الرحمن قبضته المضمومة بقبضة عادل : نحن فريق رائع ،
ابتسم عادل ليهتف بجدية : لنجرب .
أومأ عبد الرحمن برأسه موافقا ليقفا الاثنان كلا منهما يتابع ما يخصه ليزفر عبد الرحمن بضيق : هناك شيئا ناقصا .
مط عادل شفتيه ليهتف به : حسنا استرخي الآن وتعال لنخلد للنوم وفي الغد نستكمل العمل .
ترك عبد الرحمن ما بيديه والتفكير يعتلي ملامحه ليسأله عادل : هل حدثت عائلتك واطمأننت على عمو خالد ؟!
أومأ عبد الرحمن برأسه إيجابا : نعم الحمد لله ، وكانوا مجتمعين كلهم هناك واغاظني عمر لسنوات قادمة ، ضحك عادل ليسأله عبد الرحمن – وأنت الن تخبرني عما يضايقك ؟
تمتم عادل وهما يغلقان الباب من خلفهما بهويتهما السرية : أنا بخير والحمد لله
سارا سويا ليهمس عبد الرحمن : لا اصدقك ولكن لا يهم يا ابن الخيال حينما تشعر بأنك تريد الحديث ستجدني بجوارك .
ابتسم عادل وهمس : أعلم يا عبده .
ضرب عبد الرحمن مقدمة جبينه ليهتف باستياء : رقية نسيت أن أحدثها اليوم .
كتم عادل ضحكته ليهمهم بمرح : حسنا تحدث معها وانا سأذهب لأخلد إلى النوم ، أراك في الغد
أومأ عبد الرحمن برأسه موافقا ليتحرك مبتعدا لخارج المبنى بينما استدار عادل ذاهبا لغرف السكن الملحقة بهذه الوكالة التي أنشأت على غرار دول كثيرة تمتلك وكالات عالمية لتصنيع الطاقة بكل أنواعها ، أما هنا فالوكالة تشمل معامل لصناعة التقنيات الحديثة فتحتوي على العديد من العلماء يبذلون جهدهم لاختراع كل ما هو جديد .
استلقى على فراشه في الغرفة السكنية التي تضمه هو وعبد الرحمن وأغمض عينيه منتظرا الأذان حتى يصلي الفجر حاضرا ولكن أزيز هاتفه الذي أعاد تشغيله حينما دلف إلى الغرفة أجبره على النهوض ليستقبل اتصال والدته التي نهنهت بأذنه باكية فيهمس إليها بضيق : أرجوك يا ماما توقفي عنك البكاء .
أتاه صوتها المحشرج : طمأني عليك ، هل أنت بخير ؟ هل تناولت طعامك ؟ هل فراشك مريح ؟ هل لازلت غاضبا ؟
ابتسامة ناوشت ثغره ليهمس : وهل أقوى على الغضب ولولا الجميلة تحدثني بنفسها ، أنا بخير يا حبيبتي ، لا تقلقي .
زمت شفتيها قليلا لتسأل بخفوت وارتباك : هل لازلت على عنادك ؟!
أغمض عيناه ليهمس بيأس : يا الله يا ماما ،
هتفت سريعًا : حسنا لن نتحدث ثانية في الأمر فقط أردت ان أطمئن عليك .
تنهد عادل بقوة : اطمئني يا حبيبتي .
تمتمت بجدية آمرة : حسنا لا تنم قبل أن تصلي الفجر .
اتسعت ابتسامته : أنا انتظره بالفعل .
همست بحنان أمومي : وفقك الله يا حبيبي .
سألها باهتمام : هل غادر أسعد ؟!
تمتمت سريعًا : مر علينا منذ قليل بعد ان أوصل زوجته بيت والدها .
عبس باهتمام ليهمس بتفكه : أشعر بأنك لست راضية عن إيصاله لجنى بيت والدها يا ماما .
أجابت بعفوية : نعم كنت أريدها أن تمكث لدينا ولكن تركتها على راحتها .
أغمض عادل عينيه وهز رأسه بيأس ليجيبها : يا ماما جنى ستعود للعمل وحينها ستقضي وقتها في المشفى .
لوت ليلى شفتيها بضيق : وماذا ستفعل حينما يعود أخيك بإذن الله .
كتم عادل ضحكته ليهمس بجدية ذكرتها بجدية أمير : اتركيهما على راحتهما يا ماما هما قادران على تصريف حياتهما سويا .
تمتمت بعدم رضا : حسنا أنت وأبوك متفقان علي دوما ، ضحك ليهم بالحديث ليصمت حينما ارتفع صوت الأذان فهمست إليه - هيا اذهب لتصلي وأنا الأخرى سأفعل .
تمتم بجدية : ادعي لي يا ماما .
تمتمت ليلى بحنان : لك ولأخوتك بإذن الله ، طمئني عليك دوما يا عادل .
أومأ برأسه وهو بجيبها : حاضر يا ماما ، لا تقلقي أنا بخير .
همست بدعاء : يارب دائما يا حبيبي .
أغلق الاتصال لينهض واقفًا يستعد للصلاة قبل أن يدلف عبد الرحمن إليه هاتفًا : جيد أني لحقت بك ، تعال لنصلي بالجامع .
أومأ عادل برأسه ليغادرا الغرف ثانية متجهان نحو الجامع الذي ضم الكثير من الشباب يماثلونهم سنًا يتجهون لنفس قبلتهم لتأدية صلاة الفجر .
***
يعلو أذان الفجر من جديد معلنا بداية صيام يوم جديد ليستغفر الله كثيرا ويهم بالنهوض ليتوضأ ويصلي قبل أن يكمل عمله ليدق باب غرفته هتف بحزم : أدخل .
دلف أحد الضباط العاملين تحت امرته ليهتف بجدية : تقرير المعمل يا سيدي أرسلوه منذ قليل أحببت أن انبه حضرتك حتى تنظر إليه .
سحب نفسا عميقا ليهز رأسه بتفهم فينصرف الضابط من جديد مغلقا خلفه الباب فيتحرك لينظر إلى جهازه اللوحي متفقدا البريد الإلكتروني الذي أتى حديثًا ليقرأ تقرير المعمل سريعًا بعدما أرسل هو عينه من شعر الآخر الذي لم يقترب منه للان ولكنه أول ما فعله حينما قبض عليه أنه أرسل خصلة قصها من شعره ليصل إلى هذه النتيجة التي أتت غير متوقعة على الإطلاق ، بل أتت كصفعة قوية لتفكيره .. ذهنه .. واستنتاجه ، فهو كان يتمنى أن ينفي صلة القرابة بين هذا العدو .. الجاسوس .. الدخيل وعائلة سليمان ولكن مع كامل الأسف تأتي الرياح بم لا تشتهي السفن ، فجينات موشيه اثبتت انتماءه لآل سليمان وأنه لم يكن يدعي ذلك !!
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 06:27 PM   #409

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

قبل انتهاء رمضان بأربعة أيام ...
جلست أمام الاستشارية في موعد متفق عليه مسبقًا لتحصل على جلستها الرابعة منذ أن اتخذت قرارها بأن تحصل على الجلسات في فترة تغيبه ، ولكنها المرة الأولى تشعر فيها بالنزق وخاصة مع اقتراب موعد عودته التي تريد أن تستعد لها وإلى الآن لا تدرك إذ كانت ستكون مستعدة لها بالفعل أم لا ؟ هل ستقوى على تخطي حاجز خوفها أم لا ؟ هل ستقدر على منحه نفسها ام لا ؟!
زمت شفتيها وهي تفكر بأن هذه الإستشارية لا تمنحها ما تريد فهي دوما تسألها عن أشياء غريبة لا تفهم ما دخلها في علاج حالتها الغريبة التي لازالت مصدومة منها و لا تعلم أسبابها.
جلست السيدة الأكبر سنًا بابتسامتها الهادئة اللبقة الرزينة لتتبادل معها حديث عفوي وعيناها المتزنتان تراقب جنى بحرفية .. فتلتقط توترها المكتوم .. فركها لكفيها .. وثغرها المزموم بنزق ومض بعينيها فسألتها بهدوء : ما بالك يا جنى ؟
ردت جنى سريعًا : لا شيء فقط أشعر بعدم رضا فأنا لا أقوى على معرفة هل حالتي تتقدم أم لا .. هل اتهادى نحو الشفاء أم لا .. وهل أقوى على ..
صمتت وهي تعض شفتها بحرج ووجنتاها تتقدان بخجل قدرته السيدة في ابتسامة أمومية ولكنها أكملت بصراحة : تسألين عن كونك ستسمحين لزوجك بإتمامه علاقته الحميمية معك ؟
احتقن وجهها بقوة لتتلعثم : لم أقصد .. لم أعني .. راقبتها الاستشارية باهتمام لتثرثر جنى أخيرا - أريد سعادته .
تمتمت السيدة : إذًا سعادته معك تتوقف على إتمام علاقته الحميمية معك ؟
أجابت سريعًا وهي تفرك كفيها : بالطبع لا هو سعيد معي ولكن زواجنا هكذا يعد ناقصًا .
ضيقت السيدة عيناها لتسأل بهدوء : وأنت تحبين الأشياء تكون كاملة أليس كذلك ؟
تنهدت جنى بقوة لتهمس بإحباط : أنا أريد سعادته .
مطت السيدة شفتيها لتسالها بهدوء : أو ليس سعيد الآن ؟!
تبرمت جنى : الآن هو في عمله ، لا أعلم حقا إن كان سعيد أم لا ؟!
ابتسامة طفيفة رسمت ثغر السيدة : أقصد قبل أن يذهب للعمل ، هل كان سعيد ؟
هزت جنى كتفيها بعدم يقين : كان يبدو لي سعيدا ولكني أريد أن أسعده أكثر .. أريد أن أمنحه الكثير كما يفعل معي .. أريد أن ..
بترت كلامها لتضيق السيدة عيناها فتسأل جنى بعدما اعادت خصلاتها للخلف : فقط أريد أن أفهم لماذا .. ماذا يحدث معي .. لماذا اتشنج هكذا ؟!
أجابت السيدة ببساطة : لأنك خائفة .
أجابت بثبات : أنا لست خائفة من الزواج .. وبالطبع لست خائفة أسعد .. بل أنا آمنة بجواره .. معه وبجانبه .
تمتمت السيدة : إذًا هناك سبب آخرا غير الخوف من زوجك الذي يحبك وأنت تعشقينه .
هتفت جنى سريعًا : وما هو ؟
نظرت إليها الاستشارية مطولًا : أنت الوحيدة من تدركين سبب خوفك يا جنى .
هزت جنى رأسها بانفعال : أنا لا أعلم .. لا أعرف ، أنا لست خائفة .
ران الصمت عليهما قليلا لتزفر السيدة بهدوء : لن أقوى على مساعدتك اذ لم تواجهي مخاوفك كاملة يا جنى ، رفعت جنى عيناها اليها فأكملت السيدة بشرح - أنت لست خائفة من أسعد ولكن هل تخافين أن يتركك مثلا ؟
ردت سريعًا : لن يفعلها أبدا .. لتصمت لوهلة قبل أن تتابع - على الأقل بإرادته .
أومأت السيدة برأسها موافقة : نعم بإرادته لن يفعل ؟
زفرة راحة ندا عن جنى لتهمس السيدة بهدوء : إذًا خائفة من أن تتركيه أنت ؟
اتسعت عيناها بذهول لترد سريعًا : بالطبع لن أفعل .
أكملت السيدة بهدوء : على الأقل بإرادتك !! شحبت ملامحها لتكمل السيدة سائلة - هل تخافين من الإنجاب ؟
سؤال واضح صريح اجفلها لتتحاشى النظر إلى نظرات السيدة الأكبر سنا قبل أن تجيب بعد صمت طويل : لا ، لم تعلق السيدة لتتابع بعد صمت ثاني كان أشد وطأة عليها فخرج صوتها متهدجا - بل خائفة أن أترك أطفالي بمفردهم في هذا العالم لطماء .. وحيدون .. ضائعون .. يشفق عليهم الجميع وأثقل كاهل والدهم بهم ،
نهضت واقفة وجسدها يتشنج لتتحرك بالغرفة في حلقات وهي تتبع بصوت باكي : أنا أحب الأطفال .. أتعلق بهم وروحي تهفو لهم ولكن .. رمشت بعينيها كثيرا لتنطق بأنفاس متلاحقة - أسعد لا يستحق مني هذا ، لا يستحق أن أتركه وحيدا .. حزينا .. ضائعًا من بعدي .. لا يستحق أن أتركه وأضحي بنفسي لأجل طفل سيأتي إلى الدنيا فلا يجدني بجانبه .. لا يستحق أن أثقل كاهله بطفل صغير لا يفقه شيئا في أموره فيهتم به الجميع .. لا يستحق أن أبدي عليه رغباتي .. أحلامي حتى وإن كان حلم صبي صغير يربطني به ..
توقفت عن الحركة وكأن طاقتها استُنفِذت لتضم جسدها بين ذراعيها هامسة بخفوت وهي تنطوي على نفسها : لا شيء يستحق أن أترك طفلتي في عز احتياجها لي وارحل عنها فاتركها وحيدة في هذا العالم الفسيح.
رمقتها السيدة كثيرا لتسألها بهدوء : هل تظنين أن والدتك تركتك ؟
ابتسمت بألم وهمست : أو لم تفعل ؟
تمتمت السيدة : لا لم أقصد ، بل أقصد هل تظنين أنها تركتك قاصدة ؟
عبست جنى لتجيب سريعًا وهي تستدير إليها برفض : بالطبع لا ، لم تكن قاصدة أن تتركني بل لا أعتقد أنها كانت تدرك أنها ستتركنا وبالتأكيد لن تترك الولد الذي حلمت به كثيرا وتعبت كثيرا لتنجبه .
عبست السيدة مفكرة لتسألها بهدوء : ولكنك ضمنيًا تحميلها ذنب تركها لك
هزت جنى رأسها نافية : لا أبدا فهذا شيء لا دخل لمخلوق فيه ، تنهدت بحزن خيم عليها لتكمل - بالطبع لم يكن بيدها أن تتركني أو تترك مازن وقطعيا لم تكن تريد ترك بابا بمفرده ، أنه قدرنا أن يختبرنا الله بفقدانها .
زفرت السيدة لتسألها : إذًا علام تلومينها يا جنى ؟ همت بالرد فأكملت السيدة بصلابة - ولا تخبريني أنك لا تلومينها فأنت تفعلين .
شحبت ملامح جنى تدريجيا لتتابع السيدة بهدوء : لا تدورين حول الأمر يا جنى .. لا تتحاشينه ، بل واجهي نفسك به فهو أساس مشكلتك ، هو أساس أزمتك مع أسعد الذي يحبك .. واجهي نفسك يا جنى ما سبب خوفك .. ابتعادك .. وتشنجك الذي تعانين منه ، فهو نفس السبب الذي ضمرته في نفسك وأغضبك من والدتك رغم حبك الكبير لها .
تعالت أنفاسها لتصيح السيدة بجدية متعمدة أن تضغط عليها : هيا يا جنى ما هو ؟! أخبريني فأنا انتظر .
تشنج جسدها لتهتف بصياح باكي من بين لهاثها : أني لم أكن كافية لها .
انهمرت دموعها بغزارة والسيدة تنظر اليها بثبات وهي تكمل من بين شهقاتها : لم أكن كافية ، لأني فتاة لم اكن كافية .. لأني لن استطع أن أحمل اسم والدي لم اكن كافية .. لأني مهما فعلت لم تنفك ان تبحث عن الإنجاب .. انجاب الذكر الذي سياتي ويكون طبيبًا يحمل اسم والده ويرث المشفى من بعده .
صاحت بانهيار وهي تفتح ذراعيها على وسعهما : هاك أنا طبيبة .. أنا من يحمل اسم أبي عاليا .. أنا من سترث المشفى من بعد أبيها فالولد الذي انجبته اختار طريقًا آخرًا ومسلكًا غير ما كانت تحلم ، هاك أنا كبيرة ناضجة ولكني لست كاملة فأنا دونها ناقصة .. أنا دونها لست كافية .. أنها دونها ضائعة .
سقطت على ركبتيها لتقفز السيدة مهرولة إليها تحقنها بمهدأ كانت أعدته من قبل لتضمها إلى صدرها وهي تدفعها للجلوس على الأريكة من خلفهما تربت على رأسها بحنان أمومي متمتمة : بل أنتِ كافية يا ابنتي .. أنتِ أكثر من كافية .
***
ينظر إليها من فوق حافة حاسوبه المحمول الذي يضعه على ساقيه تتحدث باضطراب إلى والدتها وجهها منتفخ باحمرار طفيف يزين ملامحها ليبتسم بمكر وهو يعلم الأمر الذي تتلكأ لأخبار والدتها به ، بل هي منذ الصباح وهي تشعر بالرهبة تغلفها وخاصة وهي لم تنتبه للأمر بل هو من انبهها إليه حينما أخبرها صباحًا بعدما ايقظها أن مر على زواجهما شهر بالتمام والكمال فابتسمت بسعادة أولا ليشحب وجهها ببطء حينما غمزها بشقاوة وهو يذكرها بأنه مر شهر كامل لم يمنعه عنها شيئا ولم تعاني فيه من أيامها العصيبة كما أطلق عليها لتتسع عيناها بذهول وهو يتمتم بفرحة غمرته بالفعل : أعتقد أننا ننتظر ضيف هام سيحل على آل سليمان يا بيبة .
لتفزع .. تضطرب .. قبل أن تهدأ وهي تهمهم بأنه أمر ليس مؤكد وأن عليهم إجراء الاختبار فصحبها بعد الإفطار لمعمل التحاليل لتأتي النتيجة إيجابية ، ورغم سعادتها التي ومضت بعينيها إلا أن خجلها حضر قويا حينما هتف بها أنه سيخبر الجميع بأنه ينتظر طفلا من حبيبته .. بطته فتتمسك بساعده هاتفه بوجل : انتظر يا عمر ولا تفعل أرجوك ، أنا محرجة وأشعر بالخجل أن نخبر أسرتنا بهذا الأمر .
حينها ضحك بشقاوة ليهتف بها : أن الجميع سيسعدون لأجلهم وأن ليس عليها اخبار أبيها أو أخيها بل كل ما عليها أن تمرر الخبر لوالدتها والتي ستتكفل بالبقية ، مثلما سيفعل هو مع والدته .
والتي بالفعل أخبرها منذ قليل في شكل عابر عفوي وهو يسألها عن طبيبة نسائية موثوق بها ذاكرا زوجة أخيه التي قاربت على وضع حملها ، لتستنتج والدته الأمر بنفسها وتهتف بفرحة عارمة تبارك له ولزوجته وتخبر أبيه وتوأمه الذي عاد اليوم من سفرته الطويلة والذي حدثه منذ قليل يبارك له ويخبره أنه سيمر عليهم في الغد
كتم ضحكته وهو يتذكر قول عبد الرحمن الذي هتف له بشقاوة : أرأيت التفكير الاقتصادي هكذا يكون ، بدلا من المباركة إليك مرتين مرة بزواجك والأخرى لقدوم طفلك سآتي مرة واحدة ولنختصر الأمر يا أبا عتريس .
حينها قهقه ضاحكًا ليهتف به : هيا تشجع وتزوج لتأتي بزوجة لعتريس .
انتبه على صوتها المختنق وهي تقف أمامه تهتف بضيق : لم استطع إخبارها يا عمر .
تنهد بقوة ليبتسم برقة وهو يزيح حاسوبه من فوق ساقيه ليجذبها ويجلسها بجواره يضمها إلى صدره يقبل جانب رأسها ليهمس إليها : حسنا اتصلي بها وأنا سأخبرها ، هزت رأسها نافية ليتبع بجدية - ستغضب والدتك إذ لم تعلم يا حبيبة فهي من المفترض أول شخص تركضين له لتخبريه .
تمتمت بصوت باك : أعلم ولكن لا أستطيع أن افعل .
هم بالحديث ليرن هاتفها فتنظر إليها وتهمس : أنها ماما .
تمتم بجدية : حسنا أجيبها .
امتثلت لأمره ليأتيه صوت سوزان الصادح بفرحة : حبيبة هل أنت حامل ؟! هل هذا ما أردت أن تبلغيني به ؟!
احتقن وجهها بقوة لتنفجر باكية فيلتقط منها الهاتف يشغل سماعة الهاتف الخارجية وهو يضمها إلى صدره هاتفًا بضحكة مكتومة : نعم يا خالتي هي فقط عاطفية منذ الصباح وتبكي بسبب ودون سبب وأعتقد أنها أجفلت من الأمر فهو كان غير متوقعًا .
هتفت سوزان بسعادة : مبارك عليكما يا بني ، ستجدها حساسة للغاية هذه الأيام فقط اعتني وترفق بها ، بلال سيطير من السعادة حينما أخبره .
نهنهت حبيبة في البكاء ليهتف عمر بمرح : ابلغيه سلامنا يا خالتي نراكم في الغد بإذن الله سنمر عليكم لأجل تجهيزات زفاف سليم .
تمتمت سوزان بفرحة : سننتظركم وإذا أردت يا عمر اتركها لدينا يومان حتى أعتني بها .
صمت قليلا ليجيب بلباقة : أعذريني يا خالتي ولكنه أول عيد علينا متزوجان سأتي يوميا ولكن لا أقوى هذه الأيام أن أتركها تقضي ليلتها خارج البيت .
تمتمت سوزان برقة : إذًا لتبقى معها عندنا يا عمر ، بيتنا سيضوي بوجودك .
تمتم عمر : أشكرك يا خالتي ، حسنا سأتفق مع حبيبة وسأفعل ما تريده هي .
تبادلت مع سوزان بعض من الحديث الودود ليغلق الهاتف ينظر الى حبيبة المنكمشة بداخل صدره ليهمس اليها في عتاب : لولا أني أقدر حالتك العاطفية لكنت غضبت منك يا حبيبة .
رفعت رأسها سريعًا لتهتف بجزع : لماذا ؟!
تمتم بإحباط : لأنك لست سعيدة . هتفت على الفور وهي تجلس بركبتيها أمامه : لا أبدا أنا سعيدة ولكن ..
تورد وجهها ليبتسم بخفة قبل ان يضمها إلى صدره يحتضن وجهها بين كفيه ليقبلها بلطف ويقبل رأسها هامسا : أنا أتفهم ، هيا بدلي ملابسك سنذهب لنتسحر خارجا .
تمتمت برقة : لماذا اليوم ؟
همس بمشاكسة متعمدة : لأني أريد الاحتفال وإذا بقينا في البيت سأحتفل بطريقة قد تضر بك لذا سأنتظر إلى أن نطمئن عليك من الطبيبة وحينها سأحتفل كما أحب .
توردت لتدفعه بخفة بعيدا عنه ليبتسم بلطف ويحثها بحماس : هيا يا بطتي انهضي وارتدي ملابسك لنخرج للاحتفال سويا .
***
مسلتقى فوق أريكة مكتبه يشعر بالوهن يدب في أطرافه درجة حرارته مرتفعة وعظامه تئن وجعا .. منهكا هو ويعلم أن السبب ليس جسديا .. فهو ليس واهنا من دور الانفلونزا الشديد الذي أصابه .. ولا من عودته المباشرة للعمل دون أن يستريح من رحلة طائرة فهو بالكاد تناول الفطور مع عائلته ليهرع إلى هنا ليرى ما فاته متحملا غضب الياسمينة عليه وضيقها منه ، متقبلا نظرات والده غير الراضية وابتسامة عمار الماكرة والذي تفكه فيما بينهما هامسا " أعتقد أنه ليس العمل يا أخي ولكنك اشتقت للمؤسسة "
ضرب جبينه في الوسادة القاسية أسفل رأسه وهو ينام على بطنه متدثرا بمعطفه الطويل بعدما أغلق مكيف الهواء شاعرًا بالبرودة تضج مضجعه وكلام اخاه يرن بأذنيه عن اشتياقه لها ، اشتياقه الذي لم ينكره بل يقره فيما بينهما ولكن هناك شيء لازال يحول بينه وبين السكينة التي يريدها وهو إلى جوارها .. هناك قطعة في الاحجية ناقصة وعليه هو يفكر فيها لعله يتوصل لها !!
أغمض عينيه مسيطرا على رعدة جسده وهو يشعر بحرارته تزداد ورأسه يطن ورغم أنه تناول بضعة أقراص مسكنة إلا أن ألمه لم يقل قيد أنملة . النعاس يجافيه ورأسه يتثاقل متزامنًا مع هون جسده الذي ازداد ليسقط ذراعه مدلدل من جانب الأريكة المفتوح ويضم بالآخر الوسادة التي تؤلم عنقه ولكنها المتاحة لديه الآن .
صوت ناعم يداعب أحلامه ويرسم خيالاته فيبتسم ببلاهة مدلها بملامح صاحبته التي تسكن جميع احلامه المبتورة لكونها ليست معه .. لم تممه .. ولم يكتمل بها للان ...
عقله ينتفض وقلبه يخفق بقوة فيركض بعينيه وهو بين الغفوة والاستيقاظ والصوت يعلو وكانه حقيقي فيجبر إدراكه على العودة تدريجيا . رمش بعينيه كثيرا وصوت حديثها الذي لا يفقه يصم أذنيه بصوتها العالي وكأنها تتضاحك مع أحدهم ، عبس وهو ينظر جيدا فيجدها بمفردها ليستوعب عقله انها تتحدث بالهاتف حينما تبرمت .. تحركت بنزق وهي تقف أمام مكتبه توليه ظهرها دون أن تدري بوجوده وصوتها يصدح من جديد متأففة : يا الله من يا ملك ، توقفي عن الثرثرة ، نعم أعلم وسأذهب في الغد للاطمئنان عليه .
صمت قصير وهي تنفخ من جديد قبل أن تنحني بجسدها جانبًا وترفع ساقها اليمني بوضع عمودي على ساقها الآخرى وهي تتمسك بطرف مكتبه لتخلع حذائها العالي
رفع راسه قليلا وفتح عينيه على وسعهما وهي تكرر الحركة لساقها اليسرى ثم ترمي الحذاء بنزق وهي تجيب ابنة عمتهما : لا شأن لك يا ملك ثم أنا لا أحتاج لأحد لأختبئ به فعاصم لن يأكلني .
أجاب عقله وهو ينظر إليها من أخمص قدميها الحافيتين .. ساقيها العارية إلى حد تنورة فستانها الشتوي الثقيل الذي يغطي ركبتيها على ما يبدو .. يلف جسدها بضيق محمود وخصر دقيق وظهر اختفى تحت سترتها الرسمية بلونها الكحلي والذي أتى متماثلًا للون حذائها ومتناغما مع لون فستانها السكري الباهت فاظهر برونزية ساقيها اللامعتين : بلى سأفعل .
ابتسم مرغما على ضحكتها المدللة قبل أن تهتف بضيق مفتعل : أصبحت وقحة يا ابنة العمة .
لتصمت ضاحكة لتكرر كما استنتج حديث ملك : نعم إنه الجانب الجمالي من شخصيتك ، حسنا اتركيني الان احصل على ما أتيت لأجله لأعود للبيت .
صمت لثواني قليلا قبل أن تهمس بجدية : لن أذهب إليه الليلة فهو بالفعل متعب لقد سألت عليه عمو وليد وهاتفته ولم يجب لذا أتوقع أنه نائما .
انتفض لينظر إلى هاتفه فوجدها انها اتصلت عدة مرات بالفعل وهو نائم ليفاجئ من مرور الوقت وهو ساقطًا في غيبوبته لينتبه أنها انهت الحديث مع ملك لتضع هاتفها جانبا وهي تبحث عن شيء ما على مكتبه لتنحني فجأة أمامه تمد جسدها عبر المكتب العريض لتلتقط شيئا ما في الاتجاه الأخر فيلوي عنقه برد فعل عفوي لينظر إليها مليا فيشعر بحلقه يجف فجأة وهو يتمعن في تفاصيلها البارزة أمامه ليقبض كفيه مرغما وهو يشعر بأنفاسه تتعالى وجسده يرتعد ثانية ولكن بحمى رؤيتها غير المتوقعة والرائعة ككل شيء فيها ، كح بخفوت يحاول أن يجلى حلقه ليتصلب جسدها أمامه وقبل أن تستدير إليه كان يقفز واقفا أمامها .. قاطعًا المسافة بينهما قبل أن يقف على مقربة منها فتسند جسدها للمكتب من خلفها بكفيها وهي تنظر إليه بهلع وصدرها يعلو ويهبط أمام نظره في لهاث تعالى حينما أخافها ولكنها تماسكت وهمست بخفوت : أنت هنا ؟! كيف أتيت وأنت متعب ؟!
همس بدوره وصوته يبح من موجة انفعالاته المتداخلة : أنا بخير الحمد لله .
صمت وعيناه تلمع بوميض متلهف تدركه ليتابع بعد دقيقة كاملة - أنا -فقط -مشتاق .
ضغطت بكفيها على حرف المكتب بقوة تمنع نفسها من احتضان كادت أن تمنحه له ولكنها تراجعت ليبتسم بوجهها وكأنه قرأ أفكارها فيقترب منها بتؤدة هامسا بأنفاسه الساخنة التي ارتطمت بوجنتيها وهي تطلع اليه بلهفه لم تستطع أن تتحكم بها ولا أن تقصي عيناها الساقطتان في لهيب نظراته التائقة وخاصة حينما احتضن وجنتاها ليجبرها أن ترفع رأسها إليه وتظل معلقه به : اشتقت إليك يا برتقالتي .
همسها بخفة جوار ثغرها الذي لامسه بقبلة خفيفة ذكرتها بأولى قبلاتهما سويا وحينما شعر بعدم ممانعتها توالت قبلاته الرقيقة التي دلل بها ثغرها قبل أن يلتهمه في قبلة عميقة حملت إليها شوقه العنيف وهو يهمس إليها بأمواج معاناته في بعادها ليضمها إلى صدره بلهفة فتنازلت أخيرا ورفعت كفيها تتمسك بذراعيه تحاول أن تقاوم مده القوى والذي كاد أن يجرفهما سويا لولا همستها الذائبة : توقف يا عاصم .
قبلات كثيرة نثرها فوق جانبي فكيها عنقها وأول نحرها وهو يحملها كما يفضلها يلصقها بجسده وهو يهمهم فوق مسامها : لا أستطيع .. أتبع برجاء - ادفعيني بعيدًا عنك .
ضحكت بخفة وهي تشعر بالهلاك في اطرافها لتهمس بدلال لم تتعمده : يا ليتني اقدر .
زمجرة خشنة انطلقت من حنايا روحه وهو يقبض عليها من الخلف ليضعها فوق مكتبه وهو يعاود ليلتهم ثغرها في قبلة طويلة هدجت أنفاسهما ليتوقف اخيرا غير راضيا وهو يلهث بقوة وكأنه كان بسباق عدو أنهاه دون الوصول لآخره ولكنه شعر بالدوار في منتصفه فسقط جسده دون إرادة حقيقية منه ، هتفت برعب وهي تشعر بثقل جسده فوقها بالفعل : عاصم ، أنت بخير
رأسه يطن بقوة فأسنده لكتفها مرغما وهو. يتفادى ترنحه فيتماسك وهو يتمسك بالمكتب من خلفها ويحاول أن يحملها ثقل جسده الذي كاد أن يقع من فوقها فأسندته بكلتا ذراعيها وهي تحاول أن تدفعه بعيدا فتزحزح قليلا لتقفز واقفه وتحاول أن تسنده بجسدها الصغير الى جواره بعدما حاوطت خصره بذراعها واستند هو بذراعه من حول كتفيها وهي تهمس إليه : فقط سر معي وإلا سنقع سويا .
همهم بصوت اجش : لو سقطت فوقك سيكون يوم سعدي .
ضحكت بيأس لتهتف : حينها ستهشم عظامي يا عاصم فانت لا تقوى على ان تقف معتدلا بالله عليك ماذا ستفعل وانت متعب هكذا .
جذب رأسها إليه ليدفن أنفه بجانب أذنها هامسا بأنفاسه الساخنة : الكثير لا تراهني .
ضحكت وهي تدفعه للأريكة : فقط استلقي هنا الآن وحينما تستعيد عافيتك نفكر في هذا الكثير.
ضحكة خافتة انفلتت من بين شفتيه وهو يرمي بجسده المتهالك على الأريكة دون أن يتركها فيجذبها معه بثقل جسده فشهقت وهي تجد نفسها محشورة بجواره لتهتف بنزق : اتركني يا عاصم .
همس بصوت ثقيل وهو يضمها إلى صدره مسكنا روحه المهتاجة : فقط ظلي هنا .. بجواري .. تتوسدين صدري كما حلمت دومًا
لانت ملامحها بابتسامة سعيدة انقلبت لضحكة خافتة حينما شعرت بانتظام أنفاسه لتحرر جسدها قليلا ولكنها لم تبتعد بل نهضت بجذعها تنظر إليه بلهفه .. بتوق .. بشوق .. وشغف لتميل برأسها تسند وجنتها إلى صدره وهي تلامس وجهه بكفها في تأني وكأنها ترسم ملامحه النائمة لتهمس بخفوت شديد تدرك جيدا أنه لن يسمعه : أنا احبك يا عاصم .. أحبك بطريقة لا تستطيع تخيلها .. ولا تقوى على إدراكها .. أحبك منذ كنت طفلة صغيرة تحملها فوق كتفيك وتركض بها فتتعالى ضحكاتي وأنا اتمسك بخصلاتك الناعمة دون خوف أن تقع رغمًا انها كانت تنسل دوما من بين أصابعي .. أحببتك وانا صبية تطلع اليك بانبهار لم تراه يوما أو لعلني أنا كنت أستطيع إخفاؤه عنك بدلالة المتزايد .. تمردي .. ونزقي ، أحببتك وأنا شابة فانظر إليك كنجم في السماء بعيدا لا أقوى على الوصول إليه لقد حاولت مرارًا أن أنبهك أني أحبك ولكنك دوما كنت تبتعد ،
اختنق حلقها بحشرجة ندم .. ألم .. عذاب سنوات كانت تجلد نفسها وهي تستعيد هذه الليلة التي مزقتهما سويا .. لم تنسى يوما نظرته النافرة ولن تنسى أبدا تصريحها بكراهيتها له التي شطرت قلبها إلى نصفين .. تلك الليلة التي باعدت بينهما وأبعدتهما إلى أن يأست من ملاقتهما بل إنها كادت أن تيأس من أنه يبادلها مشاعرها أو ينتبه إليها ، لتجد أنه يحبها مثلما تحبه .. يعشقها مثلما تعشقه .. ومدله بها كما هي مدلهه به .
ولكن هناك الكثير من الحواجز تبعد بينهما .. حواجز بنياها سويا على مدار سنوات فراق .. هجر .. غضب .. وكرامة كان منهما تزأر به ليحميها فتحيل بينهما للالتقاء والاكتمال والوصول إلى الكمال
دمعه حزينة تدحرجت ببطء على وجنتها لتنهض بعزيمة تشرف عليه تنظر إلى ملامحه الهادئة لتحتضن وجهه بكلتا كفيها لتقبل جانب ثغره بقبلة رقيقة مسته بها وهي تسيطر على بكائها الذي أغلق حلقها لتهمس وهي تضع جبينها موضع شفتيها : أنا أحبك ولكنك لا تصدق ولا أعلم كيف السبيل لإقناعك .
ارتعش ثغره بجانب جبينها فيما يشبه الابتسامة لترفع رأسها سريعًا تنظر إليه بعدم تصديق ليفتح احدى عينيه بنصف فتحه ليهمس بخفوت : أخبريني هل خصلاتي كانت ناعمة لهذه الدرجة التي كانت تنسل من بين أصابعك .
زمجرت بخفوت وكادت أن تقفز واقفة ولكنه منعها بذراعه القوي ليجذبها فوقه يضمها من جذعها اليه هامسا : اهدأي .. اهدأي ،
تمتمت دون رضا : كنت مستيقظا .
ابتسم بخفة وهو ينظر إليها بتوق : لحسن حظي أني كنت بين نومي وصحوي كنت سأعترض حينما تحركت من جواري وظننتك ستذهبين كنت سأتمسك بك ولكني لم أشأ ارغامك لتفاجئيني باعتراف لم أكن أحلم يوما بالاستماع إليه ، أتبع بحيرة - كنت أظن أنه تأثير الحمى ولكن حينما قبلتني انتفض قلبي بصحوة مريض أعادوه من الموت .
تمتمت سريعًا : الف بعد الشر عليك .
همس بخفوت : هلا احتضنتني ؟!
انهمرت دموعها رغمًا عنها لينهض جالسًا ويجلسها فوق ساقيه لتضمه إلى صدرها بقوة وهي تنهنه في البكاء ليهمس اليها بصوت امر : لا تبكي يا نوران ، أنا آسف يا حبيبتي .. آسف وإذ ظللت طوال عمري أعتذر منك لن أقوى .
تمسكت بكتفيه لتضمه اكثر هامسة : أنا الأخرى اسفة ، لم اقصد أيًا مما حدث ، كنت متهورة وطائشة ومتهورة وظننتك ستهتم
زفر بقوة لينطق بصوت خشن ضائق : كنت أموت من الاهتمام يا نوران .. كانت الغيرة تحرقني حيًا .. كنت اتمزق وأنت بعيدة وكنت العن صمتي وصلابته وكبريائه ولكن .. أتبع باختناق - لم يكن بيدي شيء ابتعدت عنه قليلا لتحتضن وجهه بكفيها تهمس بثبات وهي تنظر إليه : قلبي كان ملكًا لك منذ الأزل يا عاصم .
همس وهو يحتضن كفيها براحتيه فوق وجهه : وعاصم بأكمله ملك لك يا برتقالتي .
ابتسمت برقة لتهتز حدقتيها بسؤال أدركه ليقبل باطني كفيها بالتتابع هامسا : هلا أعدتني للبيت وفي الطريق سأخبرك بأشياء كثيرة توصلت إليها وأنا وحيد وبعيد عنك ، ولكني أعدك سآتي بحقك كاملا حتى من نفسي .
ابتسمت برقة لتحتضن عنقه فيضمها بقوة هامسا بخفوت ماكر : إن لم تنهضي الآن سيحدث ما لا يحمد عقباه يا نوران .
قفزت واقفة بسرعة كادت أن توقعها وسط ضحكاته التي انطلقت فاسندها وهو يوازن جسده ليقف فتهتف بعدم رضا وهي تسانده : لم يكن عليك المجيء .
شاكسها وهو يستند إليها : قلبي من أتى بي وإلا ما كنت سأحصل على كل هذا وفي ليلة واحدة
ابتسمت واخفضت رأسها فهمست : حسنا هيا بنا ، اجلس فقط قليلا إلى أن آتي بحقيبتي وارتدي حذائي .
همس وهو يلامسها بخفه لا يسمح لها بالابتعاد : أنا أحبك حافية .
ضربت كفه لتبعده عنها وهي تهمس : انتظر هنا ولا تقع أرجوك فأنا لن أقوى على حملك .
اسند رأسه للخلف وأغمض عينيه وهو يشعر بحركتها التي توقفت بقريب من مكتبه فيسألها بجدية : عم كنت تبحثين في المكتب ؟!
تمتمت دون رضا : جهازك اللوحي اختفى فجأة لا أعلم أين هو ؟
عبس بتعجب ليهتف بها : انظري إليه في الجارور الأول يا نوران ، كيف جهازي اللوحي الخاص بالعمل يختفي لقد تركته لأحمد ليتابع الأعمال بتفويضه مكاني
أجابت وهي تتجه كما أخبرها لتجلس على كرسي مكتبه : نعم وهو بالفعل كان يعمل به ويتركه كل مرة على المكتب ولكن من البارحة لا نجده .
هتفت بنزق - الجارور مغلق والقفل الإلكتروني يا عاصم هل معك المفتاح أم أدخل كلمة السر .
همهم بخفوت : بل أدخلي كلمة السر .
سألته باهتمام : وهي ؟
فتح عينيه ونظر إليها قليلا لتتسع عيناها بعدم تصديق لتطبع سريعًا حروف اسمها لينتفض قلبها بمشاعر جياشة تملكتها فبكت من جديد ليهمهم بانزعاج : توقفي عن البكاء
أومأت برأسها لتنظر إلى الجارور بعدما مسحت دموعها لتعبس بضيق هاتفة : أنه ليس هنا .
ومضت عيناه بتفكير ليهتف بجدية : حسنا دعي الأمر وتعالي فأنا متعب وأريد العودة للمنزل لأتناول الدواء .
تمتمت برقة لابد أن تتسحر أولا .
نهض واقفًا يحافظ على تماسكه : هذا عائد إلى مهارتك في الإقناع يا ابنة عمي .
ابتسمت وهي تسانده بجسدها وتضم جسدها إليه : أنا ماهرة للغاية .
قبل جبينها ليهمس وهو ينصرف معها : أعلم يا حبيبتي
***
تستلقي فوق فراشها بعدما عادت من جلسة الاستشارية تشعر بالإنهاك فلم تقوى على الذهاب لبيت والدها ولا لبيت عائلة زوجها رغم اتصال ليلى بها ودعوتها ولكنها تحججت بالعمل الذي تركته وغادرت حينما شعرت بالتعب ، أغلقت هاتفها وتناولت كوب حليب بتمر ولم تشعر بأية شهية لتتناول فطورها فخلدت إلى النوم بعدما أرسلت إليه حينما وجدت هاتفه مغلق أنها في البيت .انقلبت على ظهرها وهي تفكر في حديثها الليلة مع الطبيبة وتشعر بحزنها يتجدد ثانية وهي تفكر بأنها لن تقوى أبدا على عبور حاجزها النفسي ولن تقوى على إسعاده كما ينبغي ، تماسكت حتى لا تبكي من جديد لتغلق عيناها وتستسلم للنوم داعب أجفانها فتسقط في غفوة لم تعلم مدتها حينما استيقظت على سخونة غريبة تكتنف جسدها وأنفاس متلاحقة ترتطم بوجهها وقبلات كثيرة متتالية تدفقت وأغرقت ملامحها.
رفت بعينيها كثيرا وهي لا تدرك ماذا يحدث معها لتستعيد إدراكها حينما دوى صوته بأذنيها وهو يهمهم بأنفاسه المشتعلة قريب من أذنها : اشتقت إليك يا جنتي .
انتفضت بعدم تصديق لتتسع عيناها بصدمة قبل أن يستفيق عقلها تماما وهي تنظر إلى ملامحه لتتنفس بسرعة هامسة بدهشة تملكتها : حقا أنت هنا ؟!
ابتسامته السعيدة ونظراته المتلهفة إليها إجابتها قبل أن يغمغم وهو يحتضنها بقوة : نعم أنا هنا ، لقد عدت .
قفزت جالسة لتحتضنه بقوة تبادله قبلاته ليهيم بها اكثر لتتراجع حينما شعرت به يكاد يفقد نفسه بها هاتفه : هل تناولت الفطور ؟
ضحكة رائقة انفلتت من بين شفتيه ليجيبها وهو يعيدها للاستلقاء بجواره : نعم ، ولكن لم أحصل على تحليتي ، هلا سمحت لي بالحصول على تحليتي ؟
توردت لتتعلق برقبته وتومئ برأسها إيجابا مهمهمه برقة : اشتقت إليك كثيرا .
تنهد بقوة ليضمها إليه بقوة : وأنا مت شوقًا يا حبيبتي .
...
تتحرك بخفة في أرجاء غرفتها ترتب ملابسه بعدما حصلت على حمامها واعدت بعضا من الطعام تنوي إيقاظه حتى يؤكل فهو خلد للنوم بعدما حصل على بعض من السعادة إلى جوارها كما أخبرها ولكنها لم تفعل ، بل نهضت من جواره بعدما تملصت من احتضانه القوي لها لتراسل والدها تخبره بعودة أسعد وأنها في بيتها بعدما انتهت ما أرادت .
وها هي تعود إليه تجلس بجواره وتتأمله بشوق وقلبها يخفق بقوة لأجل وجوده ، تشعر بأمان يحيطها وبسكينة تخيم عليها .
تنفست بعمق وهي تتيح لنظراتها تمشيط ملامحه تدير بصرها عليه ووجنتيها تتوردان بسبب هيامها به.
تعض شفتها السفلية من الداخل وكفها ترتفع رغمًا عنها لتلامس ذقنه الحليقة الناعمة ورغما أنها تفضل مظهره بلحيته إلا أنها تحبها هكذا فهي تظهر بياض بشرته .. شفتيه المضمومتان بطبيعية فيرتعد جسدها وهي تعي الآن مدى تأثير فمه عليها فإذا تغاضت عن قبلاته المحمومة التي ينثرها فوق كل خلية بجسدها فلا تقوى على نسيان كلمات غزله الجريء الذي يمطرها بها ، أنفه الجميل والملائم لملامحه الرجولية الجذابة وعيناه المغلقتان والتي تشعان دوما بحبه لها ، بل تهيم بها وتشعرها في كثير من الأحيان بأنه يقبلها بنظراته المتعطشة لها ، تمتمت لنفسها بعفوية : أنه وسيم .. بل جميل ، فهي تعشق ملامحه .. نظراته .. ابتسامته التي يخصها به .. عيناه المعلقتان دوما بها .. وعشقه المتدفق لها .
لم تعي بانها تلامس ملامحه بظهر سبابتها الا حينما شعرت بقبلته الخفيفة التي لامست ظهر سبابتها هامسا بخفوت : هل اشتقت لي لهذا الحد ؟!
رفت بعينيها ووجهها يحتقن بقوة فابتسم بمكر متبعا يهمس مشتعل - أنها المرة الأولى التي تلامسينني بها .
تمتمت بحرج : أبدا فقط إنها المرة التي أتأملك وأنت نائما .
تحرك بخفة ليرفع جسدها فوق مرفقه : وما رأيك ؟
تمتمت بحرج : فيم ؟
ابتسم بشقاوة : في وأنا نائما ؟!!
تحاشت النظر إليه وهمت بالنهوض وهي تبدل مجرى الحديث : هيا انهض لتستحم وتتناول الطعام قبل الفجر .
عبس بتعجب ليتمسك بها فلا يمنحها الفرصة أن تبتعد عنه ليغمغم بثقة : أعتقد أننا تعدينا منتصف الليل بوقت قليل ، أليس كذلك ؟
أومأت برأسها فاتبع هامسا : إذًا أمامنا بعضا من الوقت قبل الفجر .
توترت ابتسامتها ليهمس بخفوت وهو ينظر إليها : هل تشعرين بالخجل أن تخبرينني عن مشاعرك اتجاهي يا جنى ؟
هزت راسها نافية لتهمس : لا الأمر ليس كذلك ، فقط أنا لا أعلم كيف علي الحديث .
هز رأسه بحركة خفيفة ليهمس : تخبريني عن شعورك حينما تنظرين لي .. عن إحساسك حينما تطلعين لي .. عما يجول بداخلك نحوي .
تمتمت سريعًا : أنت تعلم ما يجول بداخلي اتجاهك يا أسعد .
تمتم بهدوء وهو يشبك كفيه في كفيها : أريد أن استمع إليك ألا يحق لي ؟
تأملته مليا لتهمس بصوت ابح : بلى يحق لك .
جذبها اليه ليضمها إلى صدره أمراً يهمس : حسنا أخبريني .
بللت شفتيها لتهمس : اليوم كنت أتأملك وأشعر بمدى وسامتك ، أنت جميل يا أسعد .
عبس بتعجب ليردد باستنكار : جميل
ضحكت بخفة لتهمس إليه بمشاكسه وهي تتحرك لتنظر إليه : نعم ملامحك جميلة تشبه خالتي ليلى.
ردد باستنكار : خالتك ليلى .
تعالت ضحكاتها لتكسي الشقاوة ملامحها وهي تهمس بمشاكسة تعمدتها : ألم تطلب أن أخبرك بما يجول بداخلي تجاهك ؟
رمقها بصدمة ليسألها : ما يجول بداخلك اتجاهي أني أشبه خالتك ليلى.
ضحكت من جديد لتصمت وهي تنظر لعبوس ملامحه فتبتسم برقة وهي تضم نفسها إلى صدره تربت عليه بلطف : حسنا لا تغضب ، ظننت أني حينما أخبرك بمدى وسامتك ستسعد .
تنفس بقوة ليغمغم : بالطبع أنا سعيد لأنك ترينني وسيم ولكن لست سعيدا أبدا أني أشبه خالتك ليلى .
انطلقت ضحكاتها مجلجلة من حولهما لتقفز جالسه لتضم وجهه بين كفيه تقبله قبلة سريعة خاطفة وهي تهتف به : حسنا لا تغضب أنت جميل ولكنك لا تشبه خالتي ليلى .
ضحك مرغما ليهتف إليها : لا لست جميل ولا أشبه خالتك ليلى .
جلست تنظر إليه بتعجب ليرمقها باستفهام هامسا : ما بالك يا جنتي ؟!
تمتمت بعفوية : تعجبت أنك لست سعيدا بكوني أخبرك أنك جميل .
همهم بعبوس طفيف داعب حاجبيه : الجمال ليس صفة رجولية لأسعد بها كما أنت متوقعة ، انت حينما اخبرك أنك جميلة من حقك أن تفرحي ولكن أنا هناك أشياء كثيرة تجعلني أفرح الجمال ليس احدهم .
ارتفعا حاجبيها باندهاش طفيف لتهمس بخفة : حقا ؟!
ابتسم مرغما ليومئ برأسه إيجابا لتثرثر بعفوية : سمعت جدتي تقول لأمي أن المرأة عليها ألا تخبر زوجها بمدى جماله أو وسامته ، وأن لا تتغزل به حتى لا ينتفخ عليها كالطاووس ويتيه غرورا ، لذا ..
صمتت لتتبع - ظننتك ستفرح حينما أخبرك بكونك جميل .
جمدت ملامحه بصدمة رغم المرح المتراقص بعينيه لتنظر إليه بتساؤل لم يجيبه فهتفت بتعجب : أنت صامت لا تتحدث
تسلل إلى ثغره ابتسامة ساخرة ليهمس بخفوت : صامتً احتراما لجدتك ووالدتك ، فردي لن يروق لك .
ابتسمت وخفضت رأسها بحرج ليهمس : دعينا من جدتك ووالدتك وأخبريني هل أنا مغرور ؟!
أجابت سريعا : لا حاشا لله .
تمتم بمكر : إذًا لا داعي للخوف فأنا لن انتفخ عليك كالطاووس ولن اتيه غرورا رغم أن إضفاء صفة الجمال علي ليست محببة لي ، ولكن هناك الكثير من الأشياء تجعلني انتشي فرحًا لأنك رأيتها بي .
همهمت بعناد وتمسكت بحديثها : ولكني أراك جميلا يا أسعد .. أراك وسيما .. متفردا .. لا أحد يشبهك ولا أحد يصل لمكانتك .
ومضت عيناه ببريق سعيد فيجذبها إليه لتكمل بابتسامة رقيقة شكلت ثغرها واشاحت بعينيها بعيدا لتتجنب السقوط في أسر نظراته الوامضة بعشقه لها ثم تسرد بوجع : أتعلم كم مرة أخفضت رأسي حتى لا أنظر إليك .. كم مرة نهرت نفسي حينما ينجذب نظري رغم عني لك .. كم مرة عاتبت قلبي حينما يدق لك .. كم مرة منعت نفسي من التفوه بداخلي أني ..
صمتت ليحثها بعينيه فتعض شفتها بقوة ليهدر بخشونة : انطقيها
أخفضت بصرها ليحتضن كتفيها براحتيه ويهزها بلطف : أنطقي .. صيحي .. أصرخي .. أو اهمسي بها افعلي أي شيء فأنا أريد سماعها .
رفعت رأسها وتشبثت بعينيه اللتين احتضنتاها لتهمس بخفوت : أحبك .
ومضت عيناه لتردد : أحبك ..
بللت شفتيها لتزيد وكأن سيل اعترافاتها فاض من سدها المنيع فانهمرت على مسامعه : منذ صغرنا وأنا احبك .. منذ أن كنت تنتظرني فلا تتناول فطورك إلا بجواري .. منذ أن كنت تقتسم قطعة حلواك معي .. منذ أن كنت تساعدني لأتغلب على قصر قامتي .. منذ أن كنت تنتظرني بعد كل اختبار لتطمئن علي .. منذ أن كنت تهاتفني في مرضي .. ومنذ أن راعيتني في وحدتي .
لقد ولد حبك بداخلي كطفل صغير كبر وترعرع على مر سنوات طويلة وحينما كبر وأراد التحرر اكتشفت أن الحياة من حولنا لن تتقبله فكتمته وخبئته بداخلي خوفا أن أصرح به فينبذ على أيدي تقاليد وعادات لا تعترف به ، فيصبح مقهورا .. طريدا .. شريدا
، أنا أحبك يا أسعد أحبك .
جذبها إلى صدره ليضمها بقوة يخفيها بين ضلوعه لتهمهم بصدره : أتعلم متى شعرت بك مختلفا عن عاصم وعمار ؟
أبعدها عن صدره لينظر إليها بتساؤل فتهمهم : لا أعلم هل ستتذكر أم صغر سنك ..
جمدت ملامحه فصمتت وهي تفرك كفيها بتوتر لتهمهم: تتذكر تلك المرة التي كنت أريد أن أتأرجح بها وقامتي لم تسعفني لأجلس فوق الأرجوحة وأنت ساعدتني .
اسبل جفنيه وابتسامة ماكرة تتسلل من ثغره ليهمس : حينما حملتك هكذا واجلستك هكذا
قرن قوله بأن يحملها من أسفلها ليضعها فوق فخذيه فتجلس مواجهه له فيحتقن وجهها بخجل ليتابع بخفوت وهو يأسر عينيها بمقلتيه : أتذكر هذه المرة جيدا لأني حينها لامستك كما لم أفعل قط .
تنهد بقوة : أتعلمين كم نهرت نفسي على حملي لك .. كم عاتبت روحي أني لامستك بطريقة لا تصح وقربتك مني بطريقة غير لائقة .
كم مرة عبست وأنا انتظر شكواك لأمي لأني حملتك بهذه الطريقة وهي التي حذرتنا مرارا وتكرارا أن لا نلامس أي فتاة حتى شقيقتنا .
كم مرة استرجعت صوت أمي وهي تهدر بحدة كفك لا يرفع قط نحو أي من الفتيات لا بالمرح ولا بالضرب حتى شقيقتك لا تلمسها .
أتبع وأنفاسه تثقل : فأتيت أنت بوقفتك الحائرة وملامحك الحزينة وأنت تنظرين للأرجوحة التي لا تقوي على الوصول لها أو الجلوس فيها بقامتك القصيرة لتهدمي كل تعليمات امي وتدفعيني دفعا لملامستك وحملك ووضعك في الأرجوحة .
أتبعت بشقاوة : وراجحتني ايضا .
ضحك بخفة ليناغشها : ما رأيك أريد أن اؤرجحك الآن .
عبست بعدم فهم ليتابع : سأركبك أرجوحة ولكنها مختلفة كليا عن أي أرجوحة أخرى .
انتفضت وهي تتورد بخجل لتحاول التملص من ذراعيه فيبقيها جالسه فوق حجره لتهمهم : لا تكن وقحا .
أجاب بعبث جديد عليه : معك سأكون وقحا ..فاسقا ..ماجنا .
معك سأكون الوجه الأخر الذي لن يراه أحدا غيرك .
رفعت كفيها لتلامس ملامحه بأناملها وتهمهم بغيرة : لا أريد لأحد غيري أي يرى أيًا من وجهيك ،أنت ملكي أنا .
تعالت أنفاسه ليلتقط شفتيها في قبل كثيرة استولت على إدراكها وهو يردد على مسامعها : كلي ملك لك يا جنتي .
...
استلقى على الفراش بجوارها يلهث بقوة لتسحب الغطاء تغطي به جسدها التي بدأت تتحسسه بحركات خرقاء تتفقده وكأنه انتقص منه شيء فيكتم ضحكته قبل أن يجذبها إليه ينيمها فوق صدره ، ارتجفت بخجل يعرفه فيقبل جبينها مطمئنا لتهمهم بصوت أبح باسمه قبل أن تتبع بخفوت : هل حدث ؟
تعالت ضحكاته رغم عنه وهو يحتضنها إليه بقوة فتتملص منه ليجبرها أن تظل ساكنة إليه قبل أن يقبل جبينها برقة مهمهما بمرح : أصبحت أصدق عاصم حينما يمازحك بأنهم اعطوك شهادة الطب بالواسطة يا جنى
تغضن جبينها بانزعاج لتشيح برأسها في غضب طفولي تجيب باختناق : أنا لا أعرف اي شيء وأنت تدرك هذا ، والشرح النظري لدرس التزاوج لا استطيع تخيله فعليا ، أتبعت بنزق - ثم أنت تجبرني على السقوط في لا وعيي ثم استفيق وأنا لا أدرك حقا ما حدث
ابتسم بجزل ليغمز لها بشقاوة وهو يجبرها على النظر إليه : حينما يحدث سأتأكد أنك لست غائبة في لا وعيك وأنك تدركين حقا ما سيحدث بل وتستوعبينه رشفه رشفه يا جنتي
تهدلا كتفيها في خيبة ألمت بملامحها ليتنهد بقوة ويجذبها إلى صدره ثانية يلاعب خصلاتها ويسألها بصوت حان : أخبريني ما أهمية حدوث الأمر لك ؟ رفعت نظرها إليه دون فهم فيتمتم متابعا - أنت تريدين حدوثه لأجلي أم لأجلك يا جنى ؟!
هزت كتفها في عدم معرفة ليلامس خدها بطرف إبهامه : أخبريني عم يجول بداخلك .
تنهدت بقوة لتهمس بصوت أبح : أريد أن امنحك كل شيء كما فعلت معي ، أريد أن أسعد قلبك كما تسعدني .
سال بهدوء : وأنت ماذا تريدين لأجل نفسك ؟
تمتمت سريعا : لا أريد شيئا .
ضحك رغم عنه ليهمهم وهو يقترب بشفتيه من ثغرها يلتقطه في قبلة هادئة هامسا بأنفاس ثقيلة : أتعلمين كنت اليوم قاب قوسين وأدنى من أن انالك كاملة ولكني توقفت لأني لم أشعر برغبتك الكاملة ، حينما تأتين راغبة بي كما أرغب بك يا جنتي سأنالك دون أن ارف بجفني وسأحرص على تذكرك الكامل لكل لمسة .. همسة .. قبلة .. والتحام ، سأمنحك ذكرى أبدية لن تنسيها أبدا مهما حييت .
انتهى الفصل ال41
قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة سلافه الشرقاوي ; 22-09-20 الساعة 06:44 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 09:53 PM   #410

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 15 والزوار 20)



‏موضى و راكان, ‏شموسه3, ‏شموخ القوافي, ‏كرومه, ‏Asmaa mossad, ‏الذيذ ميمو, ‏Lazy4x, ‏Ghadoosha, ‏رورو 11, ‏ياسمينا$, ‏مها فيصل, ‏مسو عوض, ‏k_meri, ‏أنثى المجدولين, Rana Saleh:





فصل جميل يا مبدعة 🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.