آخر 10 مشاركات
الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          لعبة العاطفة (147) للكاتبة:Lynn Raye Harris (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ذاكرة خائنة (الكاتـب : غارقة في بحر اليأس - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-21, 05:45 PM   #1051

misshell

? العضوٌ??? » 5317
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 252
?  نُقآطِيْ » misshell is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم رائعة جدا

misshell غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 07:46 PM   #1052

سهير مراد

? العضوٌ??? » 479773
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » سهير مراد is on a distinguished road
افتراضي

قصة رائعة ومميزة وصادقة وإحساس مميز جدا وأفكارها مرتبة حسب الشخصيات وكتابة السيناريو والحوار الجاد شيق وجميل ومثير جدا

سهير مراد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 08:41 PM   #1053

ضى القمر
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ضى القمر

? العضوٌ??? » 471279
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 731
?  نُقآطِيْ » ضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond repute
افتراضي

ايه ده
ايه القفلة الدمار دى
روعه الكتابه مع روعه توصيل احساسك يا سمر رهيبه
ضحكت وبكيت واتصدمت
انتى جبارة
تسلم ايدك بجد


ضى القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارب
رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 08:54 PM   #1054

ضى القمر
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ضى القمر

? العضوٌ??? » 471279
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 731
?  نُقآطِيْ » ضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond reputeضى القمر has a reputation beyond repute
افتراضي

بقولك ايه يا سمر
عاوزين جزاين ولا حاجه كده من الروايه دى وخليكى جدعه
منبخليش علينا يا قمر😊😊


ضى القمر غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارب
رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 09:58 PM   #1055

ابتهال نور اليقين

? العضوٌ??? » 404751
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت اناملك على الفصل الرائع
مبدعة في وصف كل شيء
قفلة رهيبة بيسان حامل اكيد هربت من معتصم بسبب كذبه عليها توقعت ذلك وبانتظارك
لك كل الود والمحبة


ابتهال نور اليقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 11:29 PM   #1056

سماح7

? العضوٌ??? » 439920
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » سماح7 is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك على الرواية جميلة جدا شكراً ليكي

سماح7 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:03 AM   #1057

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
دلوقت هضيف الجزء الأول من الفصل السابع والأربعون ب‘ذن الله


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:04 AM   #1058

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:05 AM   #1059

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والأربعون
( الجزء الأول)
***
صابته لوثة جنون لا ينتهي، قذائف استهدفت كبرياءه وطرحت عظمته أرضًا، وما زاده غضبًا كان صوت جده الزاعق:
ـ أين احترامك لها ولذاتك..
الصوت الذي ازداد حدة:
ـ أين وعدك لي يا معتصم..
رد الحفيد عليه في هذا الحال سيشعل النيران أكثر، سيتبجح ويخبره أن ما فعله من حقه كي يطمئن قلبه ورد الجد سيكون أكثر لذوعة، صمت معتصم يشيح بوجهه، توعدها في خاطره، يجدها فقط ولكل حادث حديث، لم يتوقف الجد المنزعج عن صب جام غضبه:
ـ كانت لك فرصة واحدة، ستطلقها للمرة الثانية..
انفعل معتصم فزعق في حدة دون سيطرة على صوته:
ـ ومن سيجبرني على ذلك..
شعر الحضور أن الحرب بدأت وقد سمعوا بُوقها فتقدم أمجد مستعدًا ليحول بينهما تحسبًا لوقوع كارثة، صوّب السيد سليمان نظرة ثاقبة اجتمع فيها كل بأسه وجبروته:
ـ أقسم لكَ يا معتصم لن أكتفي بصفعك، سأستخدم حذائي تلك المرة..
تجهم الجمع يفرقون النظرات بينهما، أشار معتصم لصدره لاهثًا:
ـ ستضربني بالحذاء!
أشاح الجد بوجهه متعاليًا:
ـ لم أربيكَ جيدًا على مايبدو، الوقت لم يفت بعد سأفعلها وأنتَ رجل ناضج ليس لدي مشكلة.
لم يتراجع معتصم عن نقمته فزاد جده من احتدام المعركة:
ـ وضعتك في مكانة عالية فوق الجميع، فوق منزلة أبيك وأعمامك.
صمت لحظة جمود قبل أن يبصقها في وجهه:
ـ لكنني كنت مخطئًا؛ فما زلتَ تتصرف كالصبية..
أشار إليه متغطرسًا:
ـ من الليلة ليس لكَ صلاحيات في مجموعتي..
أشاح بوجهه صوب ابنه أحمد الصامت منذ البداية:
ـ قدرلي قيمة أسهمه ليأخذها نقودًا ويتصرف بها بعيدًا عنا.
شهقت رحيمة التي تقدمت تتمسك بابنها تستنكر ما سمعته:
ـ ماذا تقول يا عمي!
صاح فيها في غضب عارم:
ـ إياكِ ونطق كلمة واحدة يارحيمة، ابنك مازال طفلًا على ما يبدو، ربيه أولًا وبعد ذلك أعيديه إليّ.
لم يعارضه أحد فالكل قد لمس مبلغ غضبه، حتى معتصم صمت فلا طائل من أي كلمة قد يتفوه بها الآن، سمعوا السيد سليمان يسأل في غضب مكتوم فيما أدار رأسه:
ـ أين ابنة أخيك يا أمجد؟
أطرق أمجد بلا جواب فلا يمتلك واحدًا فجنّ جنون الجد يزعق فيهم أجمعين:
ـ انصرفوا الآن أنا منتظر منها مكالمة أبلغوها أنني سأجذ عنقها بعد أن أطلقها منه.
انصرف الكل إلا أحمد الذي تقدم من أبيه آسفًا، ليس لديه ما يبرر به ما فعل معتصم، معتصم الذي خذل أباه قبل الجميع، مد كفه يربت على كف العجوز القابض بها فوق عكازه:
ـ أعرف مكانها يا أبي لا تقلق، سأخبرك بكل شيء..
***
كما اندلعت الحرب خفتت فجأة، بل أثاروا ريبته وشكوكه حين أغلق الجميع فمه فيما يخصها، الجد اعتكف في محرابه لا يكلم منهم أحدًا، بل حتى رحيمة ذات القلب الرحيم أعرضت عن ابنها خائبة الأمل، قد فاض كيلهم كلهم فلم ينصفهم الحفدة حتى الكبير المتابهين به، مر يومين من البحث عنها لم يترك معتصم طريقة تمكنه منها إلا وجربها ولم يساعده أحد بأمر من السيد سليمان، ليست بفرنسا فقد غادرتها منذ أسبوع أي قبل إرسالها تلك الرسالة اللعينة، خططت جيدًا لصدمته وصدمة الجميع، كان في شقته العائمة وحيدًا يبحث عن استراتيجية جديدة للوصول إليها فوصله رنين مصعب الذي استقر في ألمانيا منذ شهور، رد عليه معتصم يعتصر أجفانه ويتمطى فوق أريكته بإرهاق واضح على محياه، بعد ترحيب فاتر من معتصم الذي انشغل كل تفكيره بزوجته الهاربة أخبره ابن عمه في هدوء حذر:
ـ أظن أنني عرفت مكانها.
اختراق واضح لأوامر الحاكم ومصعب لا يكترث فمنذ متى يحترم الأوامر ولا يخترقها!
نهض بعد المكالمة ارتدي ملابسه في عجاله واستقل سيارته التي جنح بها مباشرة عبر الطريق العام مغادرًا مملكة زايد إلى محطته التالية..
عدة ساعات من القيادة أرهقته فوق إرهاقه حتى وصل إلى التجمع السكني الراقي الذي صف سيارته أمام إحدى وحداته، هبط متعديًا السيارة إلى باب المنزل، قرأ بعينيه اللافتة الصغير المثبتة على الحائط جوار البوابة الخارجية:
منزل مصعب زايد
رفع عينيه إلى الجرس يضغط عليه بسبابته متحاملًا على نفسه كي يصل إلى أقصى ثبات ممكن، فُتح الباب له فرفع بصره للباب الخشبي الداخلي يخبر الحارس:
ـ بلغ السيدة بيسان زايد أن زوجها بالخارج.
أزعن الرجل سريعًا وهرول إلى الداخل وأخبر الخادمة هاتفيًا، بعد عدة دقائق فتح له الباب على مصراعيه فدلف يرتقي الدرج ليجد ابنة عم عزة الصغيرة التي رآها قبلًا عندما أوصل الأولى إلى بيتها تقف أمامه متوترة تقبض على حافة الباب ترحب به:
ـ مرحبًا سيد معتصم.
حياها في هدوء واحترام قبل أن يسألها مباشرة:
ـ أين بيسان.
زاغت عيناها دون رد، بالطبع بيسان بالداخل وتتمنع والفتاة لاتجد كلمات مناسبة لوصف الوضع، كاد يضحك رُغم كل ما يحدث، أخفض بصره قليلًا:
ـ أريدها من فضلك.
أفسحت له المجال ببطء قبل أن تختفي عن نظره تمامًا..
كانت بيسان جالسة على أريكة بالداخل بملابسها المنزلية المريحة، قد أتت إلى بيت عزة باتفاق مع عميها أحمد وأمين، أمين الذي لجأت إليه أولًا قبل أمجد حتى، سهل لها العم العودة إلى الوطن وأحبت أنه اختار لها زيارة عزة عدة أيام قبل تفجير المفاجأة، استقبلتها عزة بمحبة وأسعدتها الزيارة بشدة، عرفتها على صديقاتها كلهن وقضت برفقتهن أوقات لاتُنسى، علقت عزة على ما حكته لها بيسان فيما يخص زواجها وحملها ضاحكة:
ـ أنتم عائلة لا تُطاق.
عقبت بيسان التي لم تكن مصدومة من الأساس ببسمة رائقة:
ـ أصبحتِ من أفراد تلك العائلة.
مرت عدة أيام حضرت فيها نفسها له جيدًا كي تواجهه وحان الوقت أخيرًا..
دلف معتصم بتؤدة دون أن يمرر بصره خلال المنزل، كان له هدفًا واضحًا، امرأته التي ارتكبت حماقة مدوية، رآها تنهض ببطء مسرحي تثبت قدميها الحافيتين أرضًا، رفع بصره عليها في تباطؤ، رشاقتها مبهرة سيعكر صوفها بروز البطن مستقبلًا، البطن التي تركزت نظرته عليها لبعض الوقت حتى تجعدت جوانب عينيه ببسمة لم يسمح لها بالوصول إلى ثغره، تعمد ألا يصارحها بكذبته بعد زواجه منها مباشرة، كانت لتثور ثورتها دون نهاية ودون عوامل تخفف من وطأتها، والآن يعرف أن نصف ثورتها قد خمد، فرحتها بالحمل الذي ظنته مستحيلًا كفيلة بذلك، رفع عينيه إلى وجهها وكانت هادئة، هادئة أكثر من اللازم ورغم كل شيء قد طاب له الكون عند جسر عينيها.
تقدم منها حد الالتصاق بها فلم تمانع وهمست متهكمة حين مس كفها:
ـ مولاي!
حادت عيناه صوب اتجاه بعينه وعاد إليها ببسمة بطيئة:
ـ هناك بعض الرفقة يتلصصن علينا من مكان قريب، هل سيكون مشين إن قبلتك أمامهن الآن!
ومن جانب الحائط كانت رفقة وليلى وعزة التي تحمل مُعز تتدافعن في منافسة لاستراق النظر إلى بيسان وزوجها، سمعن صوت بيسان تهتف مغتاظة:
ـ يراكن بالمناسبة.
زاد تدافعهن حد السقوط أرضًا الذي سبق نوبة من الضحك المكتوم أخذت دقيقة واحدة واختفت تمامًا مع أثرهن..
أدار وجهه إليها يهدهد ملامحها بعينيه ويقسو عليها بصوت مكتوم:
ـ هيا يا بيسان لدينا معركة مهمة.
ابتعدت في شموخ تسأله:
ـ ولماذا أطاوعك!
تقدم ما ابتعدت ومسد جانب رأسها ببطء مستفز:
ـ حتى لا تحدث فضيحة هنا.
زجرته بنظرة حاولت أن تكثف فيها غضبها كله:
ـ معتصم!
هادنها بصوت خافت:
ـ لا يصح أن نتشاجر أمام أحد يا بيسان، من فضلك هيا معي الآن.
وجدته محقًا فليس بحسن أن يسمعهما أحد في ظل تلك الأزمة، انصرفت عنه في هدوء لتحضر ملابسها فيما قدمت له الخادمة مشروب منعش، طلب منها إحضار مُعز كي يراه، بعد عشر دقائق حضرت عزة ترحب به بحفاوة وتمنحه معز الذي تلقفه منها وانشغل به، عادت له بيسان بملابس عصرية محتشمة فوجدته يقبل الصغير ويدغدغه، شعر بوجودها حين وصلته زفرتها الغاضبة، حادت عيناه صوبها ببسمة بسيطة، منح الطفل قبلة عميقة فوق وجنته وأعطاه لأمه التي تراقب كل شيء عن كثب ونهض، أمسك بكف بيسان التي تهربت منه وسبقته فتبعها بعد وداع لبق لزوجة مصعب وابنها..
كان الحارس قد أخرج حقيبتها ووقف بجانبها قرب السيارة فأخذها منه وشكره..
في السيارة جلست في مقعدها تكتف ذراعيها أمام صدرها وقد حضرت كل أسلحتها متأهبة لحرب ضروس، لعجبها لم يتفوه بحرف في السيارة وقاد بها بسلاسة خلال طرق العاصمة وصولًا إلى منزل من طابق واحد في حي سكني راقٍ، هبط وتوجه صوب حقيبة السيارة الخلفية أخرج منها حقيبتها ودلف للداخل تاركًا إياها خلفه ترغي وتزبد، هبطت بدورها وتبعته تكاد تدك الأرض لولا حملها الجديد الذي رفعها محلقة عند السُحب، اجتازت الباب الذي فتحه توًا وعبره، أول مرة لها بهذا المنزل، تعرف أن لعمها أحمد واحد بالعاصمة ينزلون به في الطوارئ لكن له طراز معماري أكثر من رائع، تقدم صوبها فيما تسمرت محلها عند مقدمة المنزل تخطاها وتركزت عيناه عليها يغلق الباب في حدة، أجفلت وتسربل الذعر إليها حد استنكارها من عليه الذعر ها هنا، هي التي اختارت الحب رغم كل شيء أم المخادع الذي لا يأمن مكرها!
قبض على كفها وأجبرها على السير خلفه للداخل، الصالة فسيحة والنوافذ من كل جانب تبيح الضي للاختراق لكنه يشعرها بأنها مقبوض عليها وستتسكن مغارة كسجن أبدي، نفضت يدها منه وتوقفت:
ـ لا تتصرف كأصحاب الحقوق يا معتصم.
استقر محله يناظرها من علو، بحث عن الصدمة والدراما عندها ولم يجد، مد يده إليها فتلكأت أنامله على بطنها:
ـ مبارك حبيبتي..
صوته خاليًا من شعور بعينه، لم تكترث وراوغته:
ـ مبارك على ماذا!.. أنتَ لا تنجب حبيبي.
اتشح وجهها بتعبير ملكة على صهوة جواد في مقدمة الجيش:
ـ كيف سيكون طفلك!
حال قماش ثوبها دون جرحها وتدفق الدم بسبب قبضته الدامية لعضدها، تأوهت في ألم حقيقي فحررها، جسدها رقيق وحملها جعلاه يبتعد عنها تمامًا عنها، مسدت ذراعها بكف يدها الأخرى وراحت تتنفس بصعوبة حتى هدأت، لن تتراجع فالهزيمة لن تكون من نصيبها ثانية، تقدمت منه تقف أمامه مباشرة دون أن تتفوه بحرف واحد، أخبرها في هدوء كشيء عابر لا اعتراف مصيري:
ـ كانت كذبة.
لم يتحرك بها ساكن، لا صدمة كونه كان يختبرها ولا حتى استنكار ذلك، انتابه هاجس مختلف أكدته له في بساطة مُغيظة:
ـ كنت أعرف أنك كاذب منذ البداية.
ارتفع حاجباه في دهشة فأردفت:
ـ ليس من أول لحظة، أخذتني الصدمة قليلًا ومع بعض التفكير العميق توصلت إلى تلك النتيجة..
مدت يدها تمررها على صدره في بطء:
ـ كيف لشخص لم يتزوج قبلًا أن يعرف بأنه عقيم!
قبض على رسغها في غلظة:
ـ كيف عرفتِ أنني لم أتزوج قلبك وأنني لستُ متزوجًا امرأة أخرى الآن!
تباطأت البسمة الخبيثة على ثغرها الوردي الذي ضمته في إغواء قبل تسأله:
ـ تزوجت عشرة، هل حاولت الإنجاب؟... أظن أنك حتى لو تزوجت أخريات عددهن لا نهائي لن تنجب من أي كانت لمجرد أنها أعجبتك.
اتسعت ابتسامتها المختالة أكثر:
ـ ثم أنك تحبني بشدة.
أعجبه منطقها ولن يخبرها، ظل على جموده فارتخت ملامح بيسان قبل أن تخبره في لحظة خاصة بها وحبيبها:
ـ كما أن هناك سبب آخر أهم.
رفعت كفها تلامس لحيته تزيد جرعة الإغواء الذي تعمدت تمريره منذ البداية:
ـ الأمر الآخر خاص بك أنت يا معتصم، لست الرجل الذي يحرم من يحب من شيء مهم كالإنجاب.
أشرق مُحياها سعادة بالطفل وبأنه منه وبأشياء أخرى لا تُحصى:
ـ أنت تعرف كم كنت أتوق لطفل منك قبل الزواج حتى.
تخلى عن حذره كله وطوقها بذراعيه يقربها من قلبه احتفاء بها وبعشقهما الذي تُوج أخير بطفلهما، لم تستسلم ولو لحظة واحدة ونفضت نفسها منه تبتعد بشموخ، رفعت رأسها مترفعة تخبره:
ـ لم ينتهِ ما لدي يا معتصم العظيم.
ضحك بإعجاب ينصت لها دون مقاطعة فأردفت ترمقه بطرف عينيها:
ـ أنت مصاب بجنون العظمة، ترى نفسك مركز الكون وحدك.
علق متهكمًا:
ـ قلتِ لي..
قاطعتها ساخرة:
ـ أخبرتك أنني أنا المركز وأنتَ المدار، أتذكر ما قلته جيدًا.
كتف ذراعيه أمام صدره يسألها:
ـ هل هناك فارق.
ابتعدت عنه تبحث عن مقعد فقد أتعبها طول الجدال والوقوف:
ـ بالطبع، أنا المركز جملة تعني محور الاهتمام وأنتَ المدار تعني أنك ستفعل كل شيء كي ترضيني..
ضحك مصدومًا:
ـ حقًا!
نقرت بأناملها فوق ركبة الساق التي وضعتها فوق الأخر تجيبه في ثقة بالغة:
ـ بالطبع، هل ظننتني سأدور حولك مثلا!
تقدم منها ووقف أمامها مباشرة يسألها في جدية:
ـ لماذا وافقتِ على العودة لي وأنتَ تعرفين الحقيقة.
أخفضت قدمها وارتخت تسند ظهرها للمقعد في جلسة مريحة:
ـ لأنني أحبك.
ابتسم في هدوء يركز بصره عليها، أصبحت صريحة وواثقة تعرف ماذا تريد بالضبط، استكملت في وضوح:
ـ قارنت بين كل الاحتمالات والنتيجة أنني أحبك وأريد العودة إليك لكنني لن أقبل بطريقتك الغير سوية تلك.
استنكر هاتفًا:
ـ غير سوية.
نهضت تتحداه:
ـ بالطبع غير سوية، كيف تسمح لنفسك بالضغط على مشاعري هكذا.
تعرف الإجابة مسبقًا وفضلت أن تسمعها منه، تعرف بأنه يريد تسوية ترضيه، كتعويض عن البداية الخطأ التي حطت من قدره، أجابه بزفرة هادئة:
ـ أردتك اختيار معتصم فقط، الرجل الذي يحبك دون اعتبارات أخرى.
طيف من حزن مر على وجهها تزامن مع تعليق منها يفيض مرارة:
ـ اخترتك بالفعل ذات مرة، حين طرقت بابك باكية كنت أختارك وحدك لكنك لم تفهم.
ضمها إليه ولم تمانعه، كانت قد تعبت حقًا وتريد بعض السكون، ربت على ظهرها وقبل رأسها ووجنتها تباعًا ولثم ثغرها قبل أن يعود إلى جبينها، استقرت رأسها على تخبره في هدوء:
ـ أريد الذهاب إلى جدي لابد أنه غاضب منا بشدة..
قبل رأسها في عمق يسألها:
ـ لم أخبرك!
رفعت عينيها إليه تسأله في وداعة:
ـ لا..
ابتسم لها بتوحش:
ـ أنتِ مختطفة هنا.
توسعت حدقتاها تستفهم في صدمة:
ـ فعلًا!
أومأ لها متنهدًا:
ـ جدك مُصر على طلاقنا وإن ذهبنا إليه الآن سيحطم المنزل كله فوق رأسينا.
انفعلت تبتعد عنه:
ـ من قال له أن أريد الطلاق.
لكزها في كتفها يزيد من اشتعالها:
ـ دومًا يعاملك كطفلة فاقدة للأهلية.
سألته في استنكار:
ـ ماذا!
قبل أن يجيبها سألته فيما تدور بعينيها حولها:
ـ أين غرفتي؟
أشار إلى يمينه:
ـ هذه غرفتنا.
تركته خلفها وتوجهت صوب الغرفة تخبره بما لا يقبل النقاش:
ـ بل غرفتي وحدي، احضر لي الحقيبة واتخذ أخرى لنفسك.
استنكر خلفها:
ـ غرفة أخرى!
أدرات رأسها له تعلق متعالية:
ـ ولا تفكر حتى في الاقتراب من بابي.
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 12:08 AM   #1060

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


رضاها بالأمومة لا يكافئه رضى، ذلك الشعور بامتلاء القلب والجوارح الذي بات يغمرها كل لحظة مذ أصبح مُعز كل عالمها تقريبًا، رحل عمه معتصم وعمته الرقيقة بيسان، وجلست به عزة على الأريكة تداعبه فيضحك فيما ينظر إلى عينيها مباشرة، عيناه لامعتان سوداوان مثل خاصتها، ربما ذلك هو الشيء الوحيد الذي أخذه منها، إضافة إلى شطر من اسمه، اسمه الذي أعجبها في البداية قبل أن تستوعب الأمر، فقبل أن تصل إلى العِزة فيه عليها المرور أولًا على وادٍ صعب، ميم شغوفة بالضم تجعلها تتوقف لحظة عندها لحظة شرود قبل أن تتخطاها راضية بنصيبها من الاسم..
مررت أناملها عبر خصلات الصغير، لا مهرب من ذلك القدر المرسوم فوق ملامحه، لقد تغيرت، عزة تغيرت إلى حد القبول والرضى التام، لا تريد التراجع للخلف حتى، فالذي تعيشه اليوم ليس كابوسًا ولا حلمًا بل واقع رائع، أخذت فيه أروع الهدايا فعزة لا يناسبها دور العاشقة كما أن الأمومة أكثر ما يليق بها..
استغربت في نفسها التغيير حد تقبل تصرفات الجميع دون أن تجد النقد اللاذع الذي كانت تقذفه في وجه كل من تقابله، اليوم تفهمت بيسان التي هربت من زوجها متدللة عليه وبالأمس راعت مشاعر ليلى، ليلى التي أخبرها طبيبها النسائي بوجود عدة مشاكل تعرقل حملها، وقتها جاءت باكية دون اعتراض، فسألتها عزة عن موقف حذيفة لتجيبها ليلى بأنه قال لا أريد أطفالًا يأخذونها منه، سألتها باسمة:
ـ وصدقته؟
توقفت الباكية تجيبها في حرج:
ـ ليس لدي خيارات أخرى.
فكرت عزة لبعض الوقت قبل التعليق وجدت نفسها تراعي شعور الصديقة المقربة تعطيها مُعز بنفس راضية وتربت على كتفها في رقة بعيدة عن طباعها التي اعتادوها منها، ترسم بسمة بسيطة مؤازرة:
ـ أظنه يكذب لأنه يحبك، حين يكون لديكما أطفال قريبًا بمشيئة الله سيعشقهم كما يعشقك يا ليلى.
رفرفت أهداب ليلى المبتلة فابتسمت لها عزة في مودة:
ـ لنبدأ رحلة العلاج ونلتزم بأوامر الطبيب كليًا، اتفقنا!
أزاحت ليلى عبراتها وأشرق مُحياها بالأمل تؤمئ برأسها متحمسة:
ـ اتفقنا.
صوت مُعز غير المفهوم أعادها إليه، ابتسمت له بحب فابتسم بدوره، تلك البسمة التي تمنح قلبها فوق نبضه الرتيب نبضة صاخبة، دغدغت رقبته بأنفها فقهقه يغلق عينيه ويتجعد ما بين حاجبيه، أتم الستة أشهر وطوال الوقت تترقب حضور مفاجئ لأبيه، أبوه الذي فاجأها مرتين بحضور مسائي مرة عندما أتم معز الشهرين ومرة بعدما أتم الأربعة، وفي المرتين عانقها برتابة وقبل جبينها بفتور قبل أن يأخذ منها مُعز وينفرد به في الغرفة الأخرى تاركين إياها وحيدة ساهدة طيلة الليلة وفي الصباح يغادر كما أتى، لكن اتصالاته لا تنقطع بل يلح عليه وتتمنع في ردودها بل وتبخل في أحيان كثيرة، وإن ردت يسألها عن حالها بجملة واحدة:
ـ كيف حالك ماما..
حين سمعتها أول مرة اجتاحها شعور من أطراف أناملها صعودًا إلى رأسها لم تستطع تفسيره، أجابته بعد تفكير نصف دقيقة:
ـ بخير.
من وقتها تلك افتتاحية كل محادثة تجود بها والبقية كلها تخص مُعز، وينتهي الأمر بصورة للصغير..
التقطت هاتفها وضبطته على وضع التصوير، رفعت مُعز تريح رأسها إلى جيدها والتقطت صورة يظهر فيها الطفل المستكين قرب رقبتها وجزء من ذقنها ووجنتها وغيمة من شعرها المميز، أرسلته له وعزمت على عدم الرد عليه طيلة الأسبوع..
***

لم تشعره للحظة بأنه غريب عنها وأنها صديقة مصعب فقط، جود قادرة على صنع الألفة بسلاسة عجيبة، تقابلا في العمل وهنا اندهش منها، تخطت العلاقات الشخصية حتى مع صديقها المقرب نفسه وتعاملت كسيدة أعمال صغيرة تستغل ثغرات البنود لصالح شركة والدها، مثيرة للإعجاب بشدة، بعد انتهاء اجتماع العمل خلعت رداء العملية وطرحته أرضًا، طرقت باب مكتبه الجديد فيما كان يراجع بعض تفاصيل العمل برفقة مصعب، سمح لها بالدلوف فخاطبت صديقها ممازحة:
ـ لقد أتيت من أجل مدين فقط..
شاركها صديقها مزاحها مشيرًا إلى ابن عمه في أسف مصطنع:
ـ له الله مدين هذا..
قالها والتقط سترته تاركة المجال لهما، يعرف أن جود أكثر من يمكن استئمانه على قلب مجروح، لن تتسلل إليه إن كان يرفض ذلك، لديها من الكرامة ما يجعلها تنأى بنفسها تمامًا عن كل هوان ممكن ولديها من الرفق والعطاء ما يجعلها تهدهد ذلك القلب بين راحتيها عله يجد في قربها الشفاء..
بعد رحيل مصعب تقدمت صوب المكتب الذي يحتله مدين ووقفت مباشرة أمامه فنهض يواجهها ببسمة مرتبكة، ليس ارتباكًا ذكوريًا بل إنه يخاف أن يمرر لها أملًا في شيء ليس بيده لاسيما وأنها لطيفة تهتم به مذ خطت أقدامه برلين، أشار للمقعد بجانبها في لباقة:
ـ تفضلي جود.
هزت رأسها نفيًا في دلال مقنن:
ـ لا لن أجلس هنا، هيا نتناول الغداء في الخارج.
دلالها لا ينحدر في فجاجة، وعيناها تتوهجان بخبث أنثوي محمود، لا هو رخيص مبتذل ولا هو كريه منفر له، وافقها ببسمة هادئة وأغلق ملفات حاسوبه قبل أن يغادر العمل برفقتها، قصدا مطعمًا راقيًا تناولا الطعام وأثناء احتساء القهوة أخبرته بعدما ارتشفت من قدحها متلذذة:
ـ كيف هي؟
سألها فيما يضع قدحه فوق طبقه الصغير على الطاولة:
ـ من!
ابتسمت في بساطة:
ــ التي تملأ قلبك إلى آخر قطرة منه.
تجمد مدين كليًا تجيش عيناه بالكثير فأردفت:
ـ تلك الساحرة الشريرة التي تحتل حيز عينيك كغيمة داكنة تحجب عنك ضي الشمس الساطع.
لأول مرة ترى الوجع يغرق مقلتيه، يقتل الابتسامات المحتملة ويكبل بماضيه فيعجز عن تخطيها، غمغمت تطرق برأسها في ندم:
ـ أنا آسفة، لم أقصد...
تلعثمت في نطق حروفها فصمتت تمامًا، ما كان عليها ذلك، بحثت عن طريقة لتحسين صفو الجلسة التي عكرتها، حاولت التبرير صادقة:
ـ فضولي اللعين جعلني أود رؤيتها.
علقت بصوت أجش:
ـ أنا أيضًا أريد رؤيتها.
تساءلت دون فهم:
ـ منذ متى لم ترها.
جاوبها يائسًا:
ـ منذ سنوات طويلة.
شعرت بوخز حارق في مقلتيها غير مبرر، ألمه مس قلبها وذكرها بحال حذيفة، ربما حذيفة كان يمزح كثيرًا مثلها ويخفف ذلك من وطأة ألمه لكن مدين يكبت وجعه بداخله، تكاد تشعر به يكبح أنين جراحه، مدت أطراف أصابها في بطء إليه ولم يشعر بها فقد سحب هاتفه فجأة، أعادت يدها إليها في ذات البطء وأولته تركيزها، وجدته يفتح الهاتف على صورة بعنيها ويضعها نصب عينيها، وقع بصرها على الفتاة في الصورة فغرت فاهها تسأله مصدومة:
ـ هل أنتَ بيدوفيلي!
ألجمته الصدمة فأردفت:
ـ هل كنت متزوج من فتاة عمرها ستة عشر عامًا.
صحح لها ممتعضًا:
ـ سبعة عشر!
استنكرت بذات الصدمة:
ـ هل أنتَ فخور بذلك، الفتاة قاصر وأنتَ جذاب بشدة.
انقلب اللحظة إلى الهزل فانفجر ضاحكًا دون سيطرة فشاركته ضحكه، أوقف نوبة الضحك العارمة بأعجوبة وأخبرها:
ـ تلك صورة قديمة لها، هي أصغر مني بعامين فقط.
مسدت جود جانب رقبتها ومالت برأسها مبتسمة:
ـ أوقعتك في حبها في مراهقتها!
أومأ لها باسمًا:
ـ مع الأسف.
أشارت للصورة في فضول:
ـ هل تغيرت كثيرًا الآن.
أعاد الصورة أمام عينيه وشرد فيها فتركت له وقته ومساحة خاصة مع صورة حبيته التي فهمت كم يتدله في حبها حتى اللحظة التي يجلس فيها أمامها، قال في مرارة:
ـ جمالها تضاعف وهي نفسها تغيرت جذريًا وأصبحت أكثر إرهاقًا لقلبي.
أخبرته في أمل:
ـ ربما يومًا ما تعودان لبعضكما بعضًا.
ارتشفت من قدح قهوتها التي بردت:
ـ لا أريد معرفة تفاصيل عن حياتك لكنني أود نصيحتك بألا تفقد الأمل معها، حاول العودة إليها ما دمت تحبها.
مرر إبهامه على صورة صبر فارتجف قبل أن يضغط به على شاشة الهاتف، معلقًا في يأس:
ـ لا أظنها ستقبل.
وجدته فرصة لتمازحه أكثر علها تخفف من وطأة الحديث الدائر بينهما:
ـ هيا نرتبط وسأنسيكَ وطنك وعائلتك وحبيبتك قبلهما.
كان ارتطامًا دون اكتمال فالاندماج مُحال، مدينة خربة وأخرى حافلة بالعمار، جرأتها تجبره على التوقف عن ركضه داخل صراعه السرمدي، فيستنكر:
ـ نرتبط!
في بسمتها بداية وإغواء عينيها كل الحكايات، قصة جديدة مشبعة بالألوان:
ـ وماذا في ذلك!
سألها مباشرة:
ـ هل أنتِ مستعدة تكونين وسادة قطنية أفرغ فيها غضبي ويأسي من حبي لها؟
سارعت بهز رأسها نافية، نفت حقيقة لا مجازًا وضحكت بقوة:
ـ أنا أمزح يا رجل، بالطبع لا أقبل بذلك.
تنهد وبدا لها قد ارتاح من عبء كبير، أخبرته بصدق كبير تقدر فيه نفسها:
ـ أستحق رجلًا مثلك يحبني يا مدين.
ابتسم لها:
ـ تستحقين الأفضل.
وافقته ضاحكة:
ـ بالفعل أستحق الأفضل.
ارتشفت ما تبقى من قهوتها تتساءل في نزق مصطنع:
ـ بالتأكيد هناك أحمق ما في هذا العالم الواسع ينتظرني كي يقع في حبي من النظرة الأولى.
وضعت القدح على الطاولة واعتدلت في جلستها تعيد خصلاتها للخلف، ليست بتلك الحماقة التي توقعها في فخ واحد مرتين، حال حذيفة يشبه مدين بشكل كبير، ورغم أن الأول كان زوجًا رائعًا إلا أنها لم تعد تريد روعة تتلخص في معاملة جيدة واهتمام فقط، تريد روعة الحب ولسعات العشق غير منقوصة..
انتهى النصف فصل دمتم بخير


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.