آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree524Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-20, 09:59 PM   #321

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثلاثون
***
ـ أنتِ طالق.
السبب ضعف أو استسلام
الحالة جنون أو خبال
والنتيجة نحر أو ذبح
إذا انفتح قوس المترادفات لوصف ما حدث لن يكفي المعجم بأكمله وسيظل السرد ناقصًا، لا توجد معاني مناسبة تفي الحال حقه
تمتمت خلفه بصوت ضائع من فرط الصاعقة يرتجف:
ـ طالق!
غلف الذهول ملامحه ومشطت عيناه وجودها أمامه حيث من المفترض لها ألا تكون، بادلته نظرته بتيه بعدما ازدردت لعابها سألته متشككة:
ـ هل قلت ذلك يا معتصم؟
وحروف اسمه كانت أكثر خفوتًا مغلفة ببحة اختناق جعلته يتراجع للخلف بانشداه، قوى مغناطيسية لا إرادية تبعده، جاءته بلا جناحات وحملها على خاصته وحلق بها في فضاء خاص بكر لم تطأه أقدام، وبغتة تركها لتسقط فوق صخر الخذلان، سقوط متكرر لا ينتهي أبدًا حد غرقها بالدماء، كانت عزلاء دون دروع تعتمد عليه كمصدرها الأول للأمان فتحطمت كليًا والحب هش فتهشم معها، همست اسمه بنبرة كالموت:
ـ معتصم..
صمته القاتل أجابها، فحاوطت ساقيها بذراعيها وضمتهما إلى صدرها، استسلمت للوهن فلا جدوى من سماع شيء..
ومعتصم كان داخل زنزانة لجلد ذاته، أصلًا طلاقه لها كان جلدًا لذاته، جف حلقه وشفتيه وجف قلبه وانسحبت منه روحه، اتبعد أكثر وأكثر كأنما يدور في متاهة مغلقة كل جدرانها ولا سبيل للنجاة، توجه صوب الحمام واستسلم للماء، الماء الذي يغسل الأجساد ولا يقوى على محو الآثام، لم يعطي عقله فسحة للتفكير كيلا ينفجر وغادر الحمام محتد الخطى صوب خزانة ملابسه، ارتدى أخرى جديدة وعاد إلى سوءته المحتلة فراشه، امرأة منحورة مستسلمة لنزف الروح والقلب معًا، اقترب من الفراش ببطء يمشطها بعينيه المتقاطر منهما الذنب، أذنب ولا شواهد تبرئه، لقد كانت صادقة في رثائها عزة وصادقة حين سلمته نفسها، نخر العذاب قلبه فازدرد لعابه بعسر وهمس ببحة لم يستطع إخفائها:
ـ بيسان..
لن تكون رحيمة معه وتخفي وجعها عنه، عليه أن يعي حجم ما فعل بها بكلمة واحدة، مرغت وجهها في الشرشف فوق ركبتيها ورفعت رأسها قليلًا تنظر إليه بعين واحدة، عين جسدت كل معاني الوجع في نظرة مكثفة، انقبض كفيه إلى جانبه، اقترب قليلًا يستند بإحدى ركبتيه إلى الفراش ويميل إليها، والوجع في عينيها استحال كل شيء عدا الوداعة، نظرتها الوديعة رحلت بغير رجعة، همست بصوت أجش فاقد للحياة:
ـ اذهب بعيدًا..
زفر بقوة ورفع رأسه للسقف ليت الأرض تنشق ويعود الزمان للخلف، ليت الحب ما كان ولا تقاطعت الطرق، ليته ما عشقها ولا تمناها، ليتها ما أتت ولا نحرها، رفع يده يمدها إليها وتردد، ارتجفت في الهواء قبل أن تصلها، فأخفضها يستند إلى الفراش وزفر بقوة:
ـ س....
قاطعته بحرقة غلفت صوتها:
ـ س.. ماذا أيها العظيم..
رفعت رأسها تستند بذقنها إلى ركبتها وتتجمد عيناها،لحظة واحدة قبل أن ترفع ذقنها تلك وتتهكم بإباء:
ـ ستعيديني بكلمة مثلما قهرتني بكلمة..
لن تسمح له بأن يرى الهوان الذي غمسها به،
أدارت عينيها إليه ورُغمًا عنها تحشرج صوتها وارتجفت أحداقها:
ـ لم أعد أريدك..
قدم الغدر بعدما تلمست أمانه، وليتها تدرك أن اللحظة لم تكن إلا رد فعل على ضعفه واستسلامه لها، فالملك الذي يهبط من عليائه يهبط تمامًا حد التدنس في وحل القاع..
رحل وترك الباب مفتوحًا، شيعته بأعين نازفة ألمًا وقلبًا اعتل من فرط وجعه، لا تدرى من أين واتتها القوة لمواجهته، وعلى أي حال فقد خارت كلها واضمحلت، ما إن اختفى حتى مالت إلى الفراش تضم الشرشف إليها وتدفن رأسها في الفراش متأوهة بألم، كانت صراختها المكتومة تشج قلبه بلا رحمة، تصدعت أوتاد قلبها نفسه فتحطم عن آخره، رأى انهيارها وصم آذنيه أنينها، ودّ لو يعود يخفيها خلف ضلوعه ويعيدها مسكنها، ويعلم أن الخيوط التي مزقها لن تُرتق بتلك البساطة، استند إلى الحائط من خلفه يريح رأسه إليها وينظر للسقف، العجز مُر بطعم العلقم وعليه أن يتذوقه إلى أجل غير مسمى، يقولون إن قتلت نفسك تتعذب إلى أبد الأبدين سيُعاد ما فعلته، يتكرر ذات الألم وتزهق روحك بغير توقف وستظل إلى الجحيم وإلى جسدك تتأرجح فالموت الأخير سيبخل عليك ولن يتحقق..
غادر الجناح كليًا ورفع هاتفه محدثًا أمه، أمه التي نهضت ووقع قلبها عند أقدامها من نبرة صوته، كان صوته مبحوحًا بكآبة وكأنه يلفظ آخر أنفاسه:
ـ اصعدي إلى غرفتي يا أمي بيسان بحاجة إليكِ..
***
يتبع...


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 10:02 PM   #322

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت السيدة رحيمة قد اعتكفت بغرفتها بعد رحيل عزة ومن خلفها زاد وصبر، لم يخرجها من عزلتها سوى نبرة صوت معتصم الذي دعاها بها لتصعد إلى زوجته، اضطربت خطاها في صعودها والممر الموحش قبض قلبها، وصلت إلى باب الجناح وأدارت المقبض ببطء، شعرت بهول ما هي مقبلة عليه فالأم دومًا تشعر دون مبررات، غير أن الحال يدعو للتوجس، بحثت عيناها عن معتصم في مقدمة الجناح وحين لم تجده تقدمت بحذر، هواجس لعينة اقتاتت على مشاعر أمومتها، سمعت نحيب بيسان فتسارعت خطاها تزامنًا مع سيل الدقات الذي انهمر بدوره، ابتهلت لئلا يكون قد صابها مكروه وحين وصلتها أظلمت رؤية رحيمة، ومضات النور لاحقت الظلام أمام عينيها ومرت دقيقة كاملة من الصدمة عجزت فيها عن الإتيان بأي رد فعل،احتاجتها كي تستعب ما تراه، وكأن تفاصيل واقعة احتراق عزة تتكرر بمفردات جديدة، ركضت صوب بيسان المتكومة تحت شرشف أبيض تكتم نشيجها، اقتربت منها تمد يديها المرتجفتين تزيح الغطاء عن رأسها، اعتدلت بيسان تجلس، وتحتضن نفسها، لاحظت السيدة رحيمة أن الدثار يخفي عُري الفتاة، كانت خصلاتها الشقراء ملتصقة بجبهتها وجوانب وجهها حتى رقبتها، غارقة في العرق وكأن شمسًا حارقة قد سطعت فوق رأسها، وعيناها آاه منهما وما تصرخان به من بين احمرارهما والعبرات، خافت رحيمة أن تمد أناملها إليها فتتأكد من حقيقة ما تراه، تطلعت إليها بيسان فتمزق نياط قلبها واشتعد شعورها بالألم حين سمعتها تهمس بقهر لم تفلح في السيطرة عليه:
ـ ابنك طلقني يا رحيمة..
من بين الصواعق التي سقطت على رأس رحيمة كانت تلك الأشد وطأة، والهيئة لا تحتاج تأويلًا ما تراه عيناها تفعيل كامل للزواج وبضع قطرات عذرية تلطخ بقعة من الفراش، بداخلها صراخ وبكاء عويل و...صمت
صمتت رحيمة و ابتعدت باستسلام تجلس على الأرض، أسندت كفيها إلى فخذيها وشخص بصرها أمامها، كان قلبها يعتل رويدًا، تغمض عينيها بقوة وتفتحهما على خيالات سوداء وبيضاء، الأرض تميد بها وتأبى أن تصدق، الكون انكمش حولها وكل شيء قد تم اختزاله فصار العمر لحظة والحياة نبضة وكل الوجع قد تلخص في غصة، رباه قد ربيت رجلًا، ملِكًا أخلاقه النُبل لا ينتهج الخسة، دمدمت ذاهلة:
ـ ابني أنا فعل ذلك، معتصم!
عمَّ صمت طويل جدًا، أفرغت بيسان كل ما جادت به مآقيها والسيدة رحيمة أعطت الصدمة حقها وزادت بعد حين التفتت صوب بيسان المنكمشة على نفسها، ناظرتها بشرود حتى تبللت أهدابها وأُغشيت رؤيتها، نهضت متكئة على كفيها، قاومت الترنح والتقطت أنفاسها، لن تنهار أكثر وبيسان بحاجتها، جلست على طرف الفراش مواجهة لها، ومدت كفها ربت على رأسها، قابلتها الأخرى بنظراتها المذبوحة، تورم أجفانها تضاعف وازدادت وهنًا، همست رحيمة بضعف:
ـ انهضي كي أساعدك يا بيسان..
أشاحت بيسان بوجهها بعيدًا قبل أن تسند جانب وجهها لركبتيها المضمومتين لصدرها بفعل وثاق ذراعيها حولهما، كانت في عالم آخر تُولي السيدة رحيم مؤخرة رأسها، تحجب نفسها عنها وتعيش دمارها بمفردها، مدت رحيمة رأسها تربت على كتفها تحثها على الامتثال لطلبها:
ـ هيا يا ابنتي أرجوكِ..
تناءت بيسان بنفسها بعيدًا رافضة أن تتحرك قيد أنملة فتقدمت منها رحيمة تمسد خصلاتها بحنو وتغمغم:
ـ اطعيني الآن فقط وبعد ذلك افعلي ما يحلو لكِ..
أطاعتها بالفعل وزحفت إلى حافة الفراش وهبطت، لم تحملها أقدامها فجلست مرغمة، دفنت وجهها بين راحتي يديها ومرغته ببطء، كل خلية بجسدها تصرخ ألمًا وحزنًا، تمالكت نفسها ونهضت مجددًا تحاول دعم نفسها، سارت برفقتها إلى الحمام ورفضت نزع شرشفها، جلست على حافة المغطس وساعدتها رحيمة في غسل خصلاتها، انساب الماء الدافئ وبلل ما تلفه حول جسدها، استحت منها فغمغمت برجاء:
ـ كفى عمتي سأساعد نفسي بنفسي..
أومأت الأخرى متفهمة وغادرت تحضر لها ملابسًا، تركتها خلفها وتذكرت ما حدث في اليوم السابق وبعد رحيل عزة، غفت بيسان في غرفة جدها وفي المساء استيقظت وأتت إلى غرفتها، وقتها فتحت لها الباب واستقبلتها بهدوء، كانت منهكة فجلست بجانبها بصمت، أجفلتها بيسان حين مالت تستند برأسها إلى فخذها كصغيرة تائهة تتلمس أمان أمها، مدت رحيمة كفها تمسد عضدها بأمومة، فتسربل إليها صوت بيسان الحزين:
ـ أنا أحبه عمتي..
تنهدت رحيمة وفضلت أن تترك لها مساحتها الكافية لتفرغ ما بخاطرها، وبالفعل تحدثت بلا توقف:
ـ معتصم لم يكن يستحق ما فعلته به..
ـ لقد ظلمته..
تنهدت بغصة:
ـ ولم يكن نذلًا مثل مصعب..
اعتدلت تجلس متربعة تميل برأسها تسندها إلى كتف السيدة رحيمة:
ـ سأتحدث معه حين يعود وأحاول أن أوضح له أنني قد تغيرت..
رفعت رأسها تبادلها النظر وتعدها:
ـ سأجعله يثق بحبي له..
ابتسمت بحزن وحنين:
ـ أنا أحتاج إليه وأشعر أنه بحاجتي أيضًا..
شجعتها رحيمة ورحبت بذلك:
ـ أتمنى لكما السعادة حبيبتي، تحدثي معه وأنا سأساعدك..
عادت رحيمة من غمرة ذكرياتها إلى موضعها البائس بين ركام العلاقة التي حاولت بيسان إصلاحها، أحضرت لها الثياب بآلية وجلست على مقعد بغرفة الملابس تمسد جبهتها وتزفر بتعب، بعد حين انضمت إليها بيسان التي ارتدت مئزر الحمام، كانت بطيئة تغمرها كآبة عظيمة، نهضت رحيمة التي تلكأت عيناها عليها صعودًا وهبوطًا بعجز، غادرت بصمت تترك لها بعض الخصوصية، انتهت بيسان من ارتداء ملابسها وخرجت إليها بخصلات ندية معقوصة بإهمال، ازدردت لعابها عبر حلقها المتألم:
ـ سأذهب إلى غرفتي يا عمتي..
تهدجت أنفاس رحيمة وآلمها رأسها، لم يكن بوسعها شيء سوى إيماءة بسيطة وجاورتها في الخطوات تغادران الجناح، في الطابق الأسفل توجهت بيسان إلى غرفتها:
ـ سأحاول النوم..
وتعلم رحيمة أنها تريد الإختلاء بنفسها حتى تبكي بلا نهاية، كفكفت رحيمة عبراتها وهمست:
ـ اذهبي يابيسان وحاولي النوم فعلا..
..
واصلت هبوطها بعدما شيعت رحيل بيسان، تشبثت بحاجز الدرج، الأرض لم تثبت تحت أقدامها وكانت تقبض بكفها قدر استطاعتها كيلا تسقط أرضًا، قالت لها بيسان في اليوم السابق أنه ليس بنذلٍ مثل مصعب وتشعر بالخزي الآن لأنه فعل نفس ما أتى على فعله مصعب، بل إن مصعب لم يُطلق زوجته رُغم خسته معها، هطلت سيول من عبراتها فأغرقت وجنتيها، رفعت رأسها للسقف بغصة تناجيه بحرقة
( لماذا فعلت بنفسك وبها ذلك يا معتصم)
وصلت نهاية الدرج بأعجوبة فشعرت بكف مدين تحتوي كفها ويده الأخرى تتمسك بعضدها ويسألها بقلق:
ـ ما بكِ عمتي، هل أنتِ مريضة؟
كانت بعالم آخر مُجبرة على الشرود فيه وأخرجها منه وجوده أمامها وسؤاله الذي ظل مُعلقًا دون إجابة، كان على باب الصالة الفسيحة وهالته هيئتها فركض إليها لينتشلها مما سقطت به، رفعت كفها تزيح العبرات عن وجنتيها ليزداد قلقًا كلما أمعن في وجهها النظر، سألها بحيرة كبيرة:
ـ هل حدث مكروه لزاد..
هزة نفي طفيفة ندت عنها جعلته يستفسر:
ـ زوجة مصعب؟..
ازدرد لعابه بعدما نفت ثانية وسألها ببطء:
ـ صبر!
نظرت أمامها وتنهدت باختناق:
ـ خذني إلى جدك..
دعم كتفيها بذراعه ومضى بها إلى غرفة جده التي، اضطربت دواخله مما يجهله لكنه آثر أن يريحها في هاته اللحظة، طرق باب السيد سليمان الذي فتحه لهما وانتقلت إلى ملامحه عدوى القلق والاضطراب الذي صاب مدين، تفحص هيئة رحيمة المزرية، مد يده إلى عضدها يسأل مدين باهتمام:
ـ ماذا حدث لعمتك؟
حرك مدين كتفيه علامة الجهل فعاد السيد سليمان إلى رحيمة نفسها يسألها بقلة صبر:
ـ ما الأمر؟
شهقت بحرقة فشدد مدين على كتفها يمنحها مزيدًا من الدعم، ألقت ما بجعبها بقهر واتهام:
ـ لقد تسببنا لهما في الألم..
شهقت مجددًا وذرفت مزيد من الدموع:
ـ كسرها مثلما كُسر كبرياؤه..
ما تفوهت به نذير شؤم جعل حلق السيد سليمان يجف، كَسارى الكبرياء كُثر عنده، تُرى من منهم باستطاعته الإطاحة بثبات رحيمة هكذا، ملامح العجوز الخشنة شابها الوهن ومهابته الأثيرة انتابها العطب، غمغمت المنهارة أمامه بما خلخل أوتاده الراسخة في الأرض فهدمت عرشه:
ـ معتصم طلقها بعد تفعيل زواجهما بلحظة..
اشتد نشجيعها مع تفنيد النتيجة:
ـ حفيدتك ستعاني باقى عمرها مرارة تلك اللحظة وابني سيعاني جلد ذاته إلى الأبد..
صدمة مدين التي ارتسمت على وجهه بارتفاع حاجبين وانشداه أعين لم تضاهي الانهيار الكامل الذي حدث لجده، جده الذي استوطن الألم صدره وعجز عن التقاط شهيقه، ترنح العجوز واشتد الألم حتى طال ذراعه، قلبه لم يتحمل، كارثة خلف أخرى وتجلد حتى جاءه ما قصم ظهره، والجبال التي تصدعت من قبل آن لها أن تعتل، شحب وجهه ولم يدرِ بيدي حفيده التي تمسكت به ولا ابنة أخية التي صرخت وشجت سكون القصر، الأساطير تسقط
الجبال تسقط
كل مهابة من الممكن لها أن تُطرح أرضًا
وعليه
فقد سقط الحاكم
أخذ مدين بعض الوقت حتى تمالك نفسه وسيطر على ذعره باحثًا عن وسيلة للتصرف، لن يسامحه أحد ولن يسامح نفسه إن تأخر في مهمته تلك، ترك جده الساقط أرضًا بين يدي رحيمة ووثب للخلف صوب خزانة أدوية الطوارئ، وأحضر xxxx يستخدم في حالات الجلطة، أول خادمة قابلته صرخ فيها بقوة:
ـ اطلبي الإسعاف فورًا..
كان القصر قد انقلب رأسًا على عقب، حالة من الهياج الانفعالي سيطرت على الجميع، رحيمة لا تتوقف عن الصراخ والجميع يتواثب صوب مصدر الصوت، عاد مدين وأمر الكل بالابتعاد، صاح فيهم فامتثلوا لأمرة، مد يده إلى رحيمة ينظر إلى عينيها مباشرة وحدثها من بين لهاثه:
ـ اهدأي عمتي، بإذن الله سيكون بخير، فقط توقفي الآن..
لهجته الآمرة وربتته على وجنتها جعلتها لا إراديًا تكتم انفعالها وتتوقف عن الصراخ مكتفية ببكاء حار، تركها والتفت إلى جده، سحق أقراص الxxxx وأجبره على ابتلاعها، كان أبوه قد حضر وعمه أحمد وصابتهم حمى الذعر والقلق على صحة السيد سليمان، تعاونوا وحملوه معه يدًا بيد إلى السيارة، جنح بها مدين مغادرًا المنزل وتوجه صوب المشفى، قابلته سيارة الإسعاف في منتصف الطريق وتولوا مهمتهم، استقبلهم فريق طبي كامل وشرع في إسعافه، انتظر الجميع في استراحة منفصلة، توافد أفراد العائلة إلى المشفى وبيسان أتت بدورها برفقة السيدة رحيمة والسيدة لبيبة، كانت مُحطمة مثل الجميع بل وأكثر، انزوت وحدها في ركن منعزل، كان معتصم قد وصله الخبر فسارع باللحاق بهم، وقف أمام باب الاستراحة لحظة واحدة فوقعت عيناه عليها، جالسة وحيدة تحتضن نفسها وتطرق برأسها أرضًا، تمنى أن يفعل كل شيء، يخترق كل المحاذير ويخفيها بداخل قلبه، يحميها من نفسه ومن آثار ما تسبب فيه كله، تبًا فقد قتل الأمل النابت بروحها وتسبب لجده في تلك الوعكة، هيئة أمه المسكينة مزقت قلبه، خلّف دمارًا كارثيًا لن يُمحى أبدًا، رماها بنظرة أخيرة وانصرف إلى طبيب يخبره تطورات حالة جده..
..
يتبع...


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 10:03 PM   #323

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت عبرات بيسان قد سقطت إلى الأرض الرخامية تحت أقدامها، أبوها يموت للمرة الثانية، كانت طفلة وقت رحيل أبيها، افتقدته بشدة وبكته في خلوتها مرارًا، عوضها جدها جزئيًا ذي قبل ومؤخرًا بات يمارس أبوته عليه بكل تفصيلة ممكنة، من ذا الذي سيعوضها إن فقدته، إلى من تلجأ الآن وتشكوه قلة حيلتها، كانت ترتجف في جلستها بغير سيطرة، تنشج دون استراحة، قلبها العليل ينزف بلا نهاية، لاحظها مدين أثناء مروره وأشفق عليها، أطبق شفتيه وانصرف، بعد برهة دلف إليها عمها أمجد الذي علم بأمر طلاقها من مدين وما تلا ذلك من أحداث متسارعة، جذبها لتقف وسحب كفها صوب أريكة وثيرة جانبية، خلع معطفه وألبسها إياه عنوة، كانت ترفض وتلوح بيديها بعجز عن التلفظ بشيء، ضمها إلى صدره وجلس بها إلى الأريكة، انهارت مقاومتها أمام إصراره، رفعت عينيها إليه فرأى اليُتم متجسدًا فيهما، لعن معتصم وثوراته وضمها إليه بأبوة، أراحت رأسها على صدره وتشبثت به بذراعيه وانتحبت، راح يهدهدها برفق، مسد خصلاتها ببطء وهمس قرب أذنها بكلمات يطمئنها بها على جدها ويعدها بأنه لن يتركها أبدًا، أخبرها أن مدين أسرع في التصرف وذلك سيساعد في إنقاذه، ستمر تلك الليلة كما قال الطبيب وبإمكانها رؤيته، كان قلقًا وبشدة لكنه نجح في حجب قلقه عنها كي تطمئن، أفرغت سيول مآقيها فساعدها لتذهب إلى إحدى غرف المشفى، طلب من إحدى الممرضات مرافقتها وإعطائها قرص يساعدها على النوم ففعلت، أصلًا سقطت في النوم فور سقوطها على الفراش من فرط الإعياء..
مر وقت طويل من التوتر والذعر، أُودع السيد سليمان غرفة العناية الفائقة متنظرين استقرار حالته، أوشك الفجر على البزوغ وتفاجئوا بحضور صبر، صبر التي توجهت مباشرة صوب السيدة رحيمة تعانقها وتجلس جوارها، راحت تتهامس معها وتبث في قلبها السلوى، علمت منها سبب كل ذلك، رحيمة كانت لتموت كمدًا إن لم تفرغ ما فاض به قلبها، صُدمت صبر من تهور معتصم، تعرفه جبارًا لكن ليس على من يحب، حاولت التسرية على قلب رحيمة ووجدت أن ذلك هباء فصمتت، تقدم مدين وجذبها من كفها فجأة لتنهض بزفرة حارة، سحبها خلفه إلى الخارج تحت وقع نظرات أمه الساخطة، بالخارج توقف بها في ممر منعزل، شدد من انقباض كفه على يدها وناظرها بغضب، أشاحت بوجهها عنه فأعادها مُجبرة على النظر إليه بغلظة:
ـ كيف أتيت إلى هنا وحدك في هذا الوقت؟
نفضت يدها منه بقوة وكتفت ذراعيها مغمغمة بتمرد:
ـ أتيت مع أبي ويمكث بالخارج الآن..
أراح يده إلى الحائط خلفها وهدأت تقاسيم وجهه المتجهمة قليلًا:
ـ لماذا لم تخبريني مسبقًا؟..
رفعت أحد حاجبيها وتهكمت:
ـ هل تريد لعب دور الزوج وتبغى أن أكون زوجتك المطيعة التي لا تتحرك خطوة بدون علمك...حبي؟!
حكَّ جيهته بنزق فالظرف لا يحتمل ذلك:
ـ ليس وقت هذا الحديث.
أومأت توافقه، وأثناء ذلك منحت نفسها فرصة لتفحصه، أوشكت على مد كفها لفك عقدة جبينه، وهدهدة ملامحه المتعبة، هزت رأسها وتهربت بعينيها قبل أن يقبض عليها متلبسة، تخطه وشرعت في المغادرة مغمغمة:
ـ سأهب إلى خالتي رحيمة..
***





يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 10:05 PM   #324

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

من اليوم الأول لها معه في ذلك المنزل قررت أن تؤسس بيتها على تقوى الله، طلبت منه تلاوة القرآن وبعض الأذكار قبل مشاهدة باقي الأجزاء، فوافقها بزفرة ارتياح، جلس أمامها بعد الصلاة على سجادته وكانت بدورها متربعة على سجادتها وقد ارتدت مئزرًا ورديًا، قرأ ما تيسر له وطلب منها أن تقرأ هي الأخرى، أطرقت برأسها وراحت تتلو بصوت خفيض، ناعمة الحضور بريئة إلى حد لا يوصف، ابتسم براحة كبيرة وصوتها الشجي يطرب قلبه، هذه هي المرأة التي يريد وتلك الحياة التي تناسبه، السكينة التي تغمره في وجودها تستحق الانعزال عن العالم بأكمله، انتهت وأغلقت المصحف ووضعته على أريكة قريبة منها، تنهد بابتسامة مرتاحة قبل أن يهمس:
ـ لم أشعر بتلك الراحة مسبقًا يا زاد..
مدت يدها البضتين إلى كفيه تتمسك بهما برقة وأخبرته بابتسامة واسعة:
ـ سأبتهل كي تظل مرتاحًا دومًا يا منصور..
رفع رأسه يدير عينيه في أرجاء الصالة ذات الألوان الهادئة وعاد إلى وجهها الوضاء يتشرب ملامحه:
ـ من الجيد أننا هربنا من منزل مصاصين الدماء..
أنهى جملته بضحكة خافتة، مرت مسحة حزن على وجهها قبل أن تهدل أكتافها وتعقب آسفة:
ـ تحزنني أحوالهم..
مد يده يربت على جانب رأسها:
ـ لا نعرف ظروفهم كليًا، ربما كان ما رأيناه القشور فقط..
هزت رأسها بغتة وكأن شيء مهم قد طرأ لها:
ـ مدين وصبر يصدمونني.
حكَّ لحيته وأطبق شفتيه ببسمة متسلية قبل أن يعلق:
ـ أخي طلب مني ألا أعتذر منها وألا أقترب خطوة واحدة..
كتفت ذراعيها وتصنعت الحنق:
ـ أظنه مُحق فلا أحد يطلب الزواج من المرأة التي يريدها أخوه..
ضرب جبينه بأسف مصطنع:
ـ لا أحد يطلب الزواج من امرأة أخرى وهو متزوج من زاد بنفسها..
أطرقت بخجل وحمحمت قبل أن تعيده إلى سيرة مدين:
ـ أتساءل كيف بدأت حكايتهما ومتى..
حرك كتفيه بجهل فأردفت:
ـ لم يخطر ببالي قط أن بينهما قصة وحين طلبها للزواج شعرت بأنهما قد خُلقا لبعضهما بعضًا..
تشاغلت أناملها بطرف حجابها:
ـ صبر امرأة جميلة جدًا، قديمًا كنت أغبطها على جمالها وكمال أنوثتها..
مد يده يلامس أطراف أناملها مبتسمًا:
ـ على الجميع أن يغبطوكِ على كل شيء، حُسنك ونقاء روحك..
استحت مما يتفوه به وأشاحت بوجهها تهربًا فغمغم بصوت أجش:
ـ تشبهين شيئًا مقدسًا لا يجب أن يُمس..
غزله يخجلها ويغمرها بسعادة، ابتهلت من صميم قلبها أن تكون حقيقية لا مجرد صورة مزيفة للطُهر، مر الشجن سريعًا على مُحياها، لا تعرف لمَ تذكرت عزة فسارعت بسؤاله:
ـ هل تعرف عنوان منزل زوجة مصعب؟
قطب جبينه وسألها بتشكك:
ـ هل تريدين زيارتها؟
أومأت بزفرة مكتومة، ما حدث لعزة ليس بهين ومسها بشكل خاص:
ـ أجل أريد ذلك..
لا يحبذ ذهابها في الوقت الحالي خصوصًا أنهم لا يعرفون عائلتها والوضع بالتأكيد لن يكون مريحًا بعد عودة ابنتهم إليهم بتلك الطريقة، شعر مثل الجميع بالشفقة حيالها ولن يمنع زاد أيضًا اتشح وجهه بالجدية قائلًا:
ـ انتظري قليلًا حتى تهدأ الأوضاع وبعد ذلك سأوصلك إليها بنفسي..
أومأت متفهمة ونهضت بهدوء متصنعة ابتسامة:
ـ هيا نرى المنزل..
رفع يده إليها طالبًا منها مساعدته فضحكت تلك المرة فعليًا وتندرت:
ـ هل تريديني أنا أن أجذبك لتنهض!.
رفع حاجبه وحكّ جانب جبهته مشاكسًا إياها:
ـ جربي..
ضحكت بانطلاق ونفضت رأسها:
ـ سنسقط معًا..
مدت يدها إليه لتلتقط كفه فدعم نفسه أكثر مستندًا بيده الأخرى للأرض ونهض يحملها بخطوة واحدة، صرخت من صدمتها، ونظرت للأسفل بذهول، كان يدعم خصرها بكفيه ويرفعها لأعلى فتترنح ساقاها في الهواء، صاحت بخوف من السقوط:
ـ أنزلني يامنصور.
أخفضها قليلًا لتستقر فوق صدره ويحاوط ظهرها بذراعيه، كانت مرتفعة عن الأرض متشبثة به تلف ذراعيه حول رقبته وتسند جبهتها لكتفه فهمس قرب أذنها:
ـ اختبئي هنا..
حركت ساقيها بحدة وتوسلته:
ـ دعني أقف على الأرض أرجوك..
قبّل جانب رأسها المقابل له وأنزلها يتمسك بكفيها ويبتسم:
ـ هيا لتري المنزل..
أخذها إلى الغرف الأرضية، عدة غرف فسيحة ومطبخ أعجبها بشدة فأخبرته باسمة:
ـ ما رأيك أن أحضر دروسًا للطبخ..
شدد على يدها المأسورة بين قبضته وأجابها موافقًا:
ـ افعلي ما يحلو لكِ..
جذبها إلى الأعلى، صاله عصرية نوافذها الزجاجية العملاقة تظهر الأضواء البعيدة كالآلئ، ظلت مشدوهة لحظة قبل أن يجذبها إلى الغرف يريها إياها، غرفة نوم عصرية راقية جدًا ألقى معها عليها نظرة قبل أن يتخطاها مغمغمًا:
ـ لن نسكن تلك الغرفة إلا حين تكونين بخير تمامًا..
فهمت مقصده وسارت معه مطرقة الرأس يظللها الحزن، عند غرفة تالية توقف، جذبها للداخل ففعلت، كانت مطلية بالأبيض بها فراشان منفصلان، أشار إلى أحدهما ضاحكًا:
ـ سآخذ هذا..
دلفت تتلامس أغطية الفراش بنعومة وتهز أكتافها:
ـ لا فارق بين الاثنين..
لن تسأله لماذا لم يتخذ كل منهما غرفة منفصلة يكفيها تفهمه إلى الآن، تقدم ووقف بجوارها يضع كفيه في جيبي سرواله الجينز:
ـ لا فارق فعلًا لكن فراشك قريب من الباب حتى أستطيع الهرب سريعًا بعد سرقة القبلات وأنتِ غافية..
لكزته في خاصرته ضاحكة:
ـ أتم معروفك والتزم مساحتك فقط..
قالتها تزامنًا مع إشارة طولية بين الفراشين كحد فاصل..
..
مرت الليلة بسلام وفي الصباح أتت إليهما خادمة وطاهية نظمتا الأمور المنزلية وبقى منصور برفقة زاد طيلة النهار وفي الليل غفت مبكرة، دلف إلى الغرفة ومسد خصلاتها مقبلًا جبهتها قبل أن يذهب إلى فراشه ويغفى بدوره، بعد وقت طويل استيقظ على صرختها المدوية، نهض مسرعًا بذعر يتفقدها، كانت قد جلست على الفراش نافضة دثارها تلهث، سألها بخوف:
ـ ما الأمر يا زاد..
كانت متلاحقة الأنفاس غارقة في العرق، أحضر لها كوب ماء وساعدها لتتجرعه، همست ببكاء:
ـ معتصم..
أزاح قطرات العرق التي تفصد بها جبينها واستغفر عدة مرات، أدرك أنها عايشت كابوسًا يخص معتصم فضمها لصدره دون أن يسألها عن ماهية كابوسها، لم تحكِ له بدورها واستسلمت لعناقه هامسة:
ـ أخي ليس بخير..
مسد ظهرها بحنو وزفر بقوة:
ـ في الصباح الباكر سنتصل بهم ستجدينه بخير بإذن الله..
أومأت موافقة وتولت التسبيح حتى غفت بين أحضانه فأراح جسدها على الفراش ودثرها جيدًا، ترك الغرفة وذهب إلى الصالة يهاتف مدين، والأخير أخبره بكل شيء فصدمه ما سمع وقلق بشدة على جده قاطعًا وعدًا بأن يعود مع زاد في اليوم التالي، عاد إليها مشفقًا، معتصم ليس بخير بالفعل كما شعرت زاد، بل والمنزل كله ليس بخير كذلك..

***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 10:06 PM   #325

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اندلعت بجسدها ثورة لم تفلح في قمعها الخوافض، مر يوم عصيب فشلوا جميعًا في نزع السلسال عن رقبتها، كانت تتشبث به بأناملها وتقسو ملامحها برفض تام، حرارة جسدها ازدادت حدة مما زاد قلق الجميع، ساعدتها رفقة لتغفو في المساء، ظلت مستيقظة جوارها بعد رحيل دميانة وأمل والسيدة ليلى والدة صديقتها الذين رافقوها طيلة النهار، كانت عزة تائهة في ذلك النفق المظلم، ليست وحدها فمصعب قد رحل بجسده فقط، مر وقت طويل وعزة على حالها بل إن الحرارة اشتدت مما أقلق رفقة عليها، حاولت استخدام الماء البارد ولم يصنع فرقًا فتركتها وهبط إلى سُهيل ليأتي ويساعدها، أيقظته وازداد قلقه ونهض معها إلى عزة، وفي الأعلى كانت عزة تختض بعنف، تعيش معاناتها كاملة، شعرت بيد خشنه تمسك بيدها، تجلت الذكرى القريبة أمام عينيها وكأنها حقيقية، عقلها صدق الكذبة، الزمن عاد للخلف وستحمي نفسها منه، لن تسلم له نفسها نهضت بطيف الجنون الساكن عيناها تصرخ وتنشب أظافرها في لحم رقبته ووجهه، ابتعد سُهيل كالملسوع يصيح بقوة:
ـ هذا أنا يا عزة..
صرخت رفقة باكية وركضت إليها توقظها من غيها، كانت عزة قد قفزت خلفه من الفراش فابتعد مسافة عدة أمتار ذاهلًا، صراخهم جعل كريمة التي لحقت بأولادها بفضول تسارع الخطوات وتصلهم، رفقة تتمسك بذراعي عزة، عزة المشعثة الخصلات المجنونة التعابير، سمعت صراخ عزة المبحوح قبل جملتها التي صعقت الجميع:
ـ لن أسمح لك بالاقتراب مني، لن أترك نفسي لك..
شهقت زوجة عمها وضربت صدرها قبل أن تندفع صوب عزة وتجذبها من خصلاتها تطرحها أرضًا، شرعت في ركلها بأقدامها هاتفة بغل:
ـ ابني أشرف منك أيتها العاهرة..
صرخت رفقة بجنون واحتضنت عزة بانتحاب وتلقت الركلات بدلًا عنها، فيما تجاوز سُهيل صدمته وجذب أمه للخلف بعيدًا عنهما، شددت رفقة من احتضان عزة التي فقدت الوعي ليبح صوتها أثناء صراخها، رمتهم كريمة جميعًا بنظرة حانقة قبل أن ترحل متخطية زوجها ومصطفى اللذان صعدا توًا صدموا جميعًا، وغمغمت بغطرسة تفرض رأيها على الجميع:
ـ لن أسمح بمكوث تلك العاهرة بين أولادي ثانية..





انتهى الفصل قراءة ممتعة💙🌸


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-20, 11:45 PM   #326

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك ألف عافية وتسلم اناملك ابدعتي 💕💕💕

لبنى البلسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 01:41 AM   #327

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

حرام بيسان كتير زعلت عليها تسلم ايديكي

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:31 PM   #328

Qhoa
 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,308
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

هل جئت متأخرة..؟!! نعم وأعتذر..😳
رواية مبدعة حد الادهاش...موجعه كنصل مثلوم...يتقاطر الالم من فصولها وتنحدر العبرات مع كلماتها...لغة معبرة تأخذنا بهمس مغوي لندخل قصر السلطان...نقف على بوابات الحزن ..نستمع الى انين الجواري تحت قسوة الذل الناتج عن عمق الحب...!! تتمزق قلوبنا ويتوحش الالم داخلنا ونتسأل بأمل ..هل ستنتفض حواء..وتخلصنا من عذاب التخيل..؟!!
مصعب وعزة
المحتل والارض...كيف ستكون الانتفاضة وهل سيكون هناك خلاص... اتمنى...لاشئ يشفع ولا ذكرى تخفف الم عزة واتمنى ان تاخذ من اسمها نصيب..لاتغفر ولا تسامح ولاتتجاوز..
بيسان ومعتصم
بدأت والبادي اظلم...ابتعد بكل قوته ..وطاردته بكل قوتها...لم تمنحه الوقت ليغفر ويتجاوز..ويقتنع بالتغير..فالخديعه مره... وقهر الرجال قاسي
خاصة ان كان ممن يحب..وهو اجتمع كل احبابه على خداعه جده وامه وبيسان..!
مدين وصبر
هل الحب مؤذي لهذه الدرجة...؟!! تمنيت فعلا لو اخذت بنصيحة معتصم وتزوجا...فالحب لايصنع المعجزات..ولكن العقل يوجدها من العدم.. والاحترام اساس كل علاقة...فاي علاقة تخلو من الاحترام لا يمكن لاي مشاعر اخرى تساعد على استمرارها.
زاد ومنصور..
اثبت ان الزواج مشاركة وليس امتلاك... فالزوجة شريكة حياة وليست جارية فراش...!!
بانتظار باقي الحكاوي...لنرى ماذا يخبئ الراوي..فمازالت الاسرار تتنتظر لحظة الانكشاف.
عباراتك تأسرني...وجمال اسلوبك يدهشني...تقبلي مروري ..وكوني بخير♡♡♡


Qhoa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:45 PM   #329

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهام زيد مشاهدة المشاركة
مين معتز 😅😅😅😅😅اقصد مصعب 🤣
هنتوه كلنا منك كدة🤣🤣


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:47 PM   #330

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 969
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sma0 مشاهدة المشاركة
ابدااااااع وجماااااال لا منتهي
حبيت أغير شوي في تعليقي لاقتباسات ملهمه

؛؛؛؛؛
🌿🌿🌿
؛؛؛؛؛
المشهد ::
(هي امرأة كالنبوءة المستحيلة لا تجسر على سردها عرّافة،)
مدين :
(ألم أكن هنا؟)
صبر ;
(لطالما كنت هنا، لم أسمح لك بأن ترحل..) 💔💔💔

&&&&&&&

المشهد ::
((هو كان ملكًا دُكّ عرشه وواتته فرصة ليجهز على حشودًا من أعدائه))
بيسان ؛
(لم أقدرك حق قدرك معتصم، أعتذر على حماقتي معك..)
معتصم :
(أنتِ طالق..)!!!! 💔💔💔


&&&&&&
ثانكيوووووو للكاتبة المبدعة والمميزة سمر
🌿🌿🌿
تسلمي لي حبيبتي حبيت جدا اختياراتك ومبسوطة جدا جدا بتفاعلك مع الأحداث ديما هنتظر تعليقاتك

على أحر من الجمر💙


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.