آخر 10 مشاركات
عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          وانفرطت حبات العُقد ( 1 ) سلسلة حبات العقد * مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-21, 01:44 AM   #2321

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




مساء الخير
سيتم تنزيل الفصل الخمسون من قيود العشق الآن
قراءة ممتعة مقدمًا
وجب التنويه
أحداث قصة ليان حقيقية مع اختلاف بعض التفاصيل, وعذرًا على الفصل
لأنه منهك وموجع

سبنا 33 and Nana.k like this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:46 AM   #2322

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخمسون

_ثلاثة ملايين جنيه..
ذلك كان الرقم الذي طلبه المُختطف, بكل سهولة, وكأن الرقم بسيط,
لكن من وجهة نظره أن ما يملكه جواد ليس بالقليل, وهذا المبلغ لن يؤثر به مثقال ذرة,
والأخير لم يرفض, بل وافق دون تفكير, دون أن يهتم لاعتراض جسور,
أو محاولاته للنقاش معه؛ كي يتريث لربما كانت خُدعة لكسب المال فقط..
كل ما يهمه هو عودة ليان, وإن قام بدفع كل ما يملك, حتى عمره كله,
ليستبدلوه بها, هو راضٍ, وإن أجهزوا عليه..
مجرد غياب ليان بالنسبة إليه موت وهو على قيد الحياة,
نيران تتفجر بداخله تُصهره, مفجرة بكل خلية وجع لا يُحتمل,
ومع المكالمة التالية, طلب منه المُختطف جزءً من المال؛
كبادرة لمعرفة إن كان سيتلاعب به, فقط طلب منه مائة ألف جنيه, وسيعلمه بالمكان بالوقت المُحدد..
وكلما كان يتصل به, ولا يريحه بموعد مقرر لإرجاع ليان,
كان ينتابه الجنون, يصرخ محطمًا ما حوله كداخله المُحطم, يقف لاهثًا بوجع شديد بصدره,
ونظرات ليليان المفجوعة, بعينيها الحمراوين اللتين لا تكفان عن البكاء ليل نهار, تُصليه ضعف عذابه..
ليست ليليان فقط, جميع نساء المنزل يعلو نحيبهن, لدرجة تجعله يخرج من النزل هائمًا,
بلا رؤية, وكرجل عليه أن يصمد دون بكاء.. يرافقه معاذ, وجسور دومًا, وكأنهما يراقبانه بتوجس من أن يفعل شيء ما..
وهو عاجز..
مكبل..
قلة حيلته تزيده جنونًا,
فقط لو يعرف من تجرأ واختطفها من أمام منزله..
يقسم أنه سيقتله؛ بل سيذيق كل عائلته العذاب..
يده تمسك بهاتفه طوال الوقت, ينتظر وكأنه على آتون مشتعل أن يرن هاتفه,
وحين اتصل به كانت مكالمة مختصرة, يُخبروه بها أن يذهب بمبلغ المال لمحافظة أخرى,
محافظة تبعد ساعات عن البلدة, يحذرونه من أن يُبلغ الشرطة, أو يتلاعب بهم,
وهو لم يكترث, فقط استمع بدقة, وحين يصل للمحافظة سيخبرونه بالمكان..
قام بتحضير النقود منذ أيام، وينتظره بفارغ الصبر،
وحين علم بالموعد أخيرًا،
ها هو يقود سيارته على أقصى سرعة يكاد يطير بها لا تلامس إطاراتها الطريق، عيناه حمراوان لا يرى أمامه،
كل ما يريده الوصول وإحضار ليان بأسرع ما يمكن،
فقد أنهك قلبه وأعصابه، وبجواره يجلس معاذ الذي يضع حزام الأمان متمسكًا بإطار الباب جواره،
وبالخلف جسور مثله كل دقيقة يكاد ينكفأ على وجهه من سرعة جواد،
فيهتف به:" اهدأ قليلاً ستنقلب السيارة.."
لا يعيره جواد اهتمامًا بل يزيد من ضغط قدمه على دواسة البنزين،
وكأن بالسيارة سرعة قد تزداد عما بها،
ومعاذ يقول بدوره رغم حذره:" ستوقفك الشرطة جواد.. هدأ السرعة كي لا نجد مصاعب.."
لا ينظر إليهما يقبض بكفيه على المقود بعنف أبيضت له مفاصل أصابعه،
يزفر بلهاث من يركض مع السيارة لا يقودها،
يهس إليهما بقتامة مجنونة:" لا أريد لأحد أن يُسمعني صوته.. والله سأركلكما من السيارة لم أطلب من أحد أن يأتي معي.."
_جواد..
ونطق جسور باسمه,
قاطعه صراخه المهتاج:" اللعنة على جواد ومن يعرفه.. اخرس جسور.."
يلهث بعنف مع عينيه الجاحظتين بوحشية، مكملاً بتحذير متشنج كباقي جسده:" لا يكلمني أحد حتى أصل لليان.."
أوقفتهم الشرطة كثيرًا بعد رصد الرادار لسرعته, فيدفع الغرامات،
لكن هذه المرة أصر الضابط أن يوقف السيارة, ويترجلون منها لبعض الوقت على جانب الطريق,
وجواد يهدر بجنون, كاد أن يكبله الضابط بسببه, ويأخذه معه لولا تدخل جسور،
ومعاذ الذي سحبه بعيدًا، فوقف يركل السيارة باهتياج مجنون هادرًا بشتائم وكلمات تكاد تُفهم،
دقائق كان اتصل جسور ببعض معارفه مع تعنت الضابط،
حتى حدثه من هو أعلى رتبة منه، فأخلى سبيلهم على مضض مُرغمًا,
ليعودوا ويقود جسور السيارة رُغمًا عن أنف جواد الثائر, والذي جلس على الكرسي بجوار السائق, يهز ساقه بعصبية,
وكل دقيقة يصرخ بجسور أن يزيد السرعة, أو يهبط ليقود هو..
وحين وصل للمكان المُحدد, والذي كان مكان تقف به السيارات, والحافلات التي يسافر بها الأفراد,
وحين وصل ثلاثتهم للمكان, وركن جسور السيارة خارجًا نظرًا لازدحام المكان, وصعوبة التحرك, والخروج بسهولة,
وقفوا ينتظرون المكالمة التي سيُخبره المختطف فيها بطريقة التسليم..
فيقف جواد مترقبًا بتحفز شديد, لمعرفة من سيأخذها,
لكنه لم يتصل,
لكن بدقيقتين, نشب شجار بين سائقين للحافلات, كل منهما يرغب في التحرك أولاً, يتعنت كل منهما, بل ويصر أنه دوره, فيغضب الآخر, بل ويقوم بالصراخ والسب, ثم يأمر الركاب بالنزول,
فتجمهر البعض يحاولون فض الشجار, ومع التجمع تحرك جواد قليلاً كي يتجنب التجمع..
فقط لحظة.. لحظة وكانت دراجة نارية عليها فرديّن, تركض مسرعة,
تختطف الحقيبة من يده, وتكمل مسيرتها السريعة,
بلا اكتراث لاحتمالية اصابة أحدهم, بل مع سرعتها تفرق البعض عن طريقها خوفًا من الاصابة,
يطلقون السِبّاب على السائق, والراكب خلفه..
لم تدم صدمة جواد إلا لثوانٍ, ثم ركض سريعًا وخلفه جسور ومعاذ, يدفعون الواقفين بالمكان, كي يلحقوا بالدراجة النارية؛ لكنها كانت اختفت..
اتسعت أعينهم بانشداه, يتحركون بكل اتجاه بحثًا عنها, يريدون الوصول للسيارة, فلا يمكن أن يكون قد ابتعد عن المكان بتلك الدقيقة..
لكن التجمع بالمكان للمسافرين لكل مكان عرقل تحركهم, رغم دفع جواد لكل من يقف بطريقه,
يركض كل منهم باتجاه, لكن لا شيء, دقائق, ولا شيء,
فيقف جواد, صارخًا بجنون, مُجفلاً الجميع,
وهو يسأل عن إن كان أحد قد رأى وجه صاحب الدراجة النارية, أو إن كان هناك كاميرات بالمكان,
لكن لا أحد يعرف, البعض يسأل, ويستفهم, والبعض يقف بعيدًا ليراقب بفضول, والبعض يتحرك بلا مبالاة,
ظانًا أنه أحد المسافرين, وقد سُرقت حقيبته كما يحدث كثيرًا..
ومع عدم وصولهم لشيء, عادوا للسيارة يجرون أذيال الخيبة,
فلا هم عرفوا من أخذ الحقيبة, ولا اتصل بهم المختطف كي يخبرهم بشيء..
وقد خمن جسور أن قائد الدراجة النارية مع المُختطف, وتلك هي الخطة لخداعهم..
جلس جواد بالمقعد الخلفي بجسد متهالك,
يستند بجبهته لظهر كرسي السائق, مطرق الرأس,
ومعاذ يجلس بجوار جسور الذي يقود السيارة غاضبًا,
يشتم وهو يتحدث بعصبية:" الحقراء.. لقد خدعونا.."
يعض شفته السفلى بقوة, يضرب مقود السيارة بقبضته, وهو يوجه حديثه بتوبيخٍ حاد لجواد:" اخبرتك جواد.. اخبرتك أنها خُدعة, وألا تستمع لحديثهم, ونخطر الشرطة؛ لكنك عاندت.. ها هم سرقوا المال, ولم نعرف شيئًا عن ليان.."
التفت معاذ ينظر لجواد من فوق كتفه, فيرى هيئته الشبه منهارة, لا يتحدث, ولا يحرك ساكنًا, فقط مطرق الرأس بتخاذل, فتنحني زاويتا عينيه بإشفاق حزين..
وجسور يزيد بجنون تلبسه:" كنت أعرف.. كنت أعرف.."
فيعود إليه معاذ, يخبره باقتضاب
محذر:" يكفي جسور ما حدث قد حدث.."
فيرمقه جسور بنظرة غاضبة باستنكار, فيشير إليه معاذ بطرف عينه لهيئة جواد,
نظر جسور لهيئة أخيه بمرآة السيارة الأمامية, فيصمت شاعرًا بالألم..
يرتفع رنين هاتف جواد الساكن بيده, فيرمقه بشبه نظرة, يجدها ليليان, تتصل به كي تعرف ما حدث,
كانت تتصل به كل دقيقتين, لكنه لا يرد, وحين يئست, اتصلت على جسور,
تسأله بلهفة صارخة وصلت لجواد:" ماذا حدث؟..
لماذا لا يرد جواد جسور؟.."
فيجيبها جسور بغضب مكتوم
مقتضبًا:" حين نعود ليليان.."
لكنها تصرخ بجنون وهي تشد شعرها بيدها الحرة:" اخبرني.. هل وجدتم ابنتي؟.. هل أخبروكم بمكان ليان؟.."
لا يعرف بماذا يرد عليها,
فيخبرها بإيجاز:" حين نعود ليليان.."
لكن من كلماته كانت قد فهمت,
فانفجرت صارخة باكية, تُلقي الهاتف, مُحدثة من حولها:" لم يجدوها.. أنا أريد ابنتي.."
تبكي بصوت يمزق نياط القلب,
قاضيًا على ذلك الملكوم الجالس بالخلف, يود الصراخ والبكاء مثلها لكنه لا يستطيع..
هناك قيود من نار تكبل عنقه, تُصهر أحباله الصوتية, تتركه عاجزًا حتى عن الأنين..
عيناه مفتوحتان بشدة مؤلمة, ناظرًا للفراغ,
فراغ يتمنى أن يبتلعه؛ كي يريحه من ذلك العذاب الذي يتلظى به..
************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:50 AM   #2323

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



منذ أن عادوا دون أن يجدوا أثرًا لليان, ولم يتصل المختطف,
وحالة ليليان تسوء, لقد ذبلت ملامحها بشدة, لا تقترب من الطعام, وكلما حاولت ليلى معها ترفض,
عيناها تبكيان, ولا تزال تحتضن ملابس ليان, تتشممها مطبقة على جفنيها بقوة, وكأنها تستحضر صورتها خلف جفنيها المطبقين,
تفتح هاتفها على صور الصغيرة, تحدثها باختناق..
تعتزل بغرفتها جالسة أرضًا بجوار الفراش الصغير, تحتضن قطعة من الملابس لحضنها,
وتمسك الهاتف بيدها الأخرى, ناظرة لشاشته بعينين غائمتين بتشوش الدموع,
تسأل صورتها باختناق:" كيف حالكِ حبيبتي؟.. هل تبكين؟.. أعلم أنكِ تشتاقين إليَّ.."
تتساقط دموعها على الشاشة, شاهقة بألم, مكملة بوجع محترق:" وأنا أموووت بدونكِ.. اشتاق لضمكِ لصدري.. فقط.. فقط ضمة ليان.."
تبكي بقهر شهقاتها الخافتة تخرج بآهات تخترق صدرها قبل أن تشق حلقها,
تذبحها دون رحمة, صوتها صار مبحوحًا بألم حنجرتها,
ستجن بالتأكيد, فهي تستمع لبكاء ليان دومًا, وكأنها تناديها, فتبكي معها وهي تبحث عنها بضياع,
تبكي عالمة أن صغيرتها تحتاجها..
لا بل هي من تحتاج إليها..
حين يولد الطفل, يشق رحم أمه كي يخرج للحياة, يصرخ مُعلنًا عن حضوره,
لكن تلك الصرخة ليست صرخة حياة له فقط..
بل نبض حياة, مُفجرًا شريان موصول بينه وبين أمه, شريان يتغذى بكل ضمة, ضحكة, بكاء, وحتى ألم..
شريان لا ينقطع, فهو يستشعر كل حركة وسكنة..
شريان يتأجج بمشاعره كلما نظرت الأم لوليدها, هي تهديه حياة, وهو يهديها حياتيّن..
حياته التي تبدأ منذ حملها به, يشاركها أنفاسها, حتى يأتي للدنيا,
حياتها التي تبدأ معه, به, وله..
وكأن حياتها السابقة لم تكن سوى سويعات قليلة, مجرد وقت يمضي, حتى يأتي من يجعل لحياتها معنى..
معه تتضاءل قيمة كل ما قبله, وكأنها ما شاهدت فرحٍ قط قبله, ومعه ترى كل سعادة, يرسم ويلون حياتها بكل حركة, صوت, وسكون..
معه هي كل شيء..
وبدونه هي لا شيء..
معه مفعمة بالحياة..
بدونه خاوية,
تتخبط بلا هدى, ضائعة..
وهي الآن ضائعة, لا تشعر سوى بالوجع, حياتها سُلبت منها, وتناجيها العودة..
تبكي, وقد تعبت من الصراخ, تناجي ربها أن يعيد إليها الصغيرة,
ولا تريد شيئًا آخر,
كل ما حولها غائم, تعيش بعالم آخر, عالم يلفه الضباب, فبدون ليان هي سراب..


طرقات على باب الغرفة,
لم تنتبه لها, أو تكترث,
فُتح الباب, ودلفت أنيسة, والتي تبدو بحالٍ سيء مثلها,
عيناها متورمتان, بلونهما الأحمر,
تشاطرها بؤسها, ضعفين,
الألم حفر ملامحها, ليزيدها همًا, وجع على ليان, ووجع على ليليان..
بخطوات هادئة, اقتربت منها, حتى وقفت أمامها تنظر إليها من علو,
تناديها:" ليليان.."
لم ترد أو ترفع وجهها, فقط تنظر لشاشة هاتفها, وتضم قطعة الملابس,
فتعود أنيسة لتبكي بصمت, تبتلع غصتها, تأخذ نفسًا عميقًا,
وتزفره بقوة, قبل أن تهبط ببطء, جالسة القرفصاء أمامها,
مُكررة,
وإن كانت نبرتها تشوبها الإنهاك:" ليليان.. حبيبتي.. أنتِ لم تأكلي شيئًا.."
لم تجد منها رد فعل, فتنهدت, تمد يدها لتُمسك بقطعة الملابس, لتأخذها, لكنها أجفلت,
حين رفعت ليليان وجهها, ناظرة إليها بعينين شرستين بتحفز,
رُغم تورم جفنيها واحمرار عينيها بشدة,
فتخرج تنهيدة أخرى من أنيسة, تاركة قطعة الملابس, تجلس بجوارها أرضًا, صامتة للحظات,
قبل أن تخبرها بخفوت حزين:" أنا أشعر بكِ ليليان.."
فتسمع نبرة ليليان الخاوية:" لا أحد يشعر بي.. لا أحد يمر بما أمر به.."
ابتسامة حزينة ارتسمت على ثغر أنيسة, مع قولها المؤكد:" بل أفعل.. أنا أعرف مرارة فقدان الابن جيدًا.."
حينها انتبهت إليها ليليان تنظر لجانب وجهها وأنيسة تنظر أمامها بشرود حزين,
مكملة بثقل:" كان لدي طفل صغير.. اسمه عبد الرحمن.."
استحوذت على انتباه ليليان, فهي لم تكن تعرف أن أنيسة كان لديها ابن, لم تنطق,
وأنيسة تردف:" كان ليكون بعمر أسماء الآن.. لقد وُلد معها بنفس الشهر, حتى أن زوجة أخي أرضعتهما سويًا.."
ضحكة محملة بالوجع, مع دمعة ثقيلة كثقل ما تشعر به, وهي تقول بحنين:" كنت أغضب منها بشدة حين تُرضعه..
أخبرها ألا تفعل لأنه ابني أنا.. ولا أحد غيري سيرضعه, وهي تغافلني وتفعل دومًا.. حتى صار هو وأسماء أخوة بالرضاعة.. عام ونصف.. عام ونصف من البهجة والسرور, الركض والضحكات.."
صمتت تبتلع ريقها بصعوبة,
مكملة بغصة مختنقة:" حتى مرض.. كغيره من الأطفال بعمره يمرضون, إلا أنه أصيب بالتهاب رئوي.. مجرد التهاب رئوي اعتنيت به, وسهرت عليه, لكنه لم يتحسن,
بل كان يزداد سوءً, يوم والآخر يمر, اتنقل بين الأطباء والمشافي, الكثير من الأدوية, يبكي, فأضمه لصدري.."
أغمضت عينيها كاتمة أنفاسها, وهي تتذكر تلك الأيام المُهلكة,
وكأنها البارحة, ألمه الذي كان يظهر على ملامحه فيبكي, ويدفن نفسه بها بضعف, وهي بلا حيلة, تحتضنه,
حتى هده التعب, وخفتت أنفاسه وارتخى تمسكه بها, يومها تتذكر أنها هرولت صارخة,
تركب السيارة مع زوجها, كي يذهبا للمشفى, إلا أنهما لم يقطعا سوى نصف المسافة, وتجمدت بجلستها, فاقدة أنفاسها, وهي تشعر به لا يتحر, ولا يتنفس,
فتهمس باسمه تهزه بوهن أصابها, ثم ترفع نظراتها المصدومة لزوجها, تُخبره بلا وعي بأنه قد مات..
عبد الرحمن قد مات بين ذراعيها, نظر لها زوجها بذهول, وهمّ بالتحرك مُجددًا للمشفى, لكنها عادت تهذي بأنه قد مات..
تضمه لصدرها, وتأمر زوجها بأن يعود للمنزل, فيرفض ويكمل طريقه, وبالمشفى أخبروهما بوفاته..
لتعود به للمنزل, لم تبكي للغرابة, بل ظلت تحتضنه,
وجميع من حولها يبكي ناظرًا إليها بشفقة, وحين أخذه زوجها كي يدفنه, كانت متجمدة, حتى أحست بفراغ غريب..
وكأن روحها سُلبت منها, تصعد لغرفتها تتمسك بملابسه تتشممها كما تفعل ليليان, وتبكي.. تبكي.. وتنطلق صرختها وتشق صدرها..
أطلقت أنفاسها بقوة, تهز رأسها ودموعها تنهمر بحرارة موجعة,
تبلل شفتيها بطرف لسانها, وهي تكمل بهمس لليليان:" رحل عبد الرحمن وتركني.. كنت أزوره كل يوم, أبقى معه,
كي لا أتركه وحيدًا..
وبعدها بشهور توفت زوجة أخي,
والدة أمنية وأسماء, ودُفنت بجواره.."
ضحكت باكية, قائلة بتعجب:" أتدرين حينها شعرت أن الله أرسلها إليه كي تؤنسه وتبقى معه,
وتركت لي أسماء وأمنية كي تؤنساني, وتعوضاني فقدان عبد الرحمن.."
رفعت يدها تحتضن وجنة ليليان مربتة عليها بحنان, هامسة إليها:" لكن ليان ستعود بإذن الله.."
تهز أنيسة رأسها مؤكدة, وليليان تنظر إليها, قبل أن تنكمش ملامح وجهها,
وتنفجر باكية, تُلقي بنفسها على صدر أنيسة, تحتضنها باحتياج, وشهقاتها تعلو بالمكان..
تطوقها أنيسة بذراعيها, وتشاركها البكاء.. كلاهما يبكي..

غافلتان عن ذلك الواقف يستند لباب الغرفة, يستمع لأنيسة,
وقد عاش معها تلك الأيام, فيُغمض عينيه بقوة, كابحًا دموعه,
يتحرك من المكان, يتوضأ, ثم يدلف لإحدى الغرف, يصلي ملتجئًا لله, فلا ملجأ إلا إليه, يصلي ويبتهل,
ولسانه يلهج بدعاء:" اللهم لا تؤاخذها بذنوبي.."
يسجد فيطيل السجود, متضرعًا:" اللهم إني استغفرك من كل ذنب يعقّب الحسرة, ويُورث الندامة, ويرد الدعاء ويحبس الرزق، ربي إن كان هناك ذنب يحول بيني وبين تيسير أموري فاغفره لي.."
ترتجف شفتاه, مع عينيه اللتين اغرورقتا بالدموع,
هامسًا بتوسل راجيًا:" اللهم لا تعاقبني فيها.. اللهم ردها إليَّ ولا تُفجعني فيها.. اللهم لا تُحملني ما لا طاقة لي به, وارحمني برحمتك.."
يُنهي صلاته, ولا ينهض من مكانه, رافعًا يديه للأعلى وهو يردد دعائه,
ويختتمه بقوله:" يا رب ليس لي سواك.. أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ.. اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي.. وهواني على الناس.. يا رب رد ابنتي إليَّ سالمة.."
************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:52 AM   #2324

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عادت للمنزل مع والدها, وشهاب, مأمون, وجسور لقد قضوا الكثير من الوقت مع ليليان منتظرين عودة ليان, لكن لا جديد,
منذ ذلك اليوم والذي سُرق به المال, وقُطع الاتصال بينهم وبين خاطفي ليان, والجميع بحالة من الوجع, وانعدام الحيلة..
لا شيء سوى الدعاء, والبكاء..
لقد بكت ولا تزال تبكي, حاولت التماسك لأجل ليليان؛ لكنها لا تستطيع..
ليان اختفت وهذا صعب للغاية, كلما فكرت بهذا الأمر تشعر بالعذاب,
كيف لصغيرة مثلها, أن تتحمل الابتعاد عن والدتها؟..
إن كان شهاب يبكي إن ابتعدت عنه قليلاً, وهي بنفس المكان, ويزداد تشبثًا بها, ماذا عن ليان؟..
رفعت وجهها لأعلى مغمضة العينين, وكفها يمسح دموعها, ها قد حل منتصف الليل, ولا تزال مستيقظة بغرفتها, تحتضن شهاب لصدرها, وكأنه أمانها, وهو يتمسك بها بدوره, وجنته الحمراء من أثر النوم, تستريح على ذراعها..
ربما يشعر بوجعها على ليان, فهو ينظر إليها بعينيه البنيتين الطفوليتين بأسى حين يرى دموعها,
يهمس إليها بـ ماما, وكأنه يستفسر عن سر بكائها..
لقد قبلت بالرحيل أيضًا بسببه, فليليان كلما رأته تزداد بكاءً..
تذكر تلك الليلة, التي وجدت فيها ليليان تدلف إلى غرفتها,
هامسة:" ليلى.. هل......"
اعتدلت ليلى بجلستها على الفراش, تدعوها للاقتراب, ففعلت, وعيناها المتورمتين على شهاب..
تجلس بجوارها على طرف الفراش,
هامسة برجاء:" هل يمكنني حمل شهاب قليلاً؟.."
حينها لم تعرف ليلى ماذا تقول؟..
فقط هبطت دموعها, هزت رأسها دون كلمة, وسلمتها شهاب الغافي..
وحين حملته ليليان, استيقظ حين شعر باختلاف من يحمله,
ناظرًا لوجه ليليان بنعاس مقتضب, وكأنه على وشك البكاء,
حينها مدت ليلى يدها, تمسد شعره تهدئه, فاستكان, مرتخيًا برأسه على صدر ليليان, والتي كان وجهها يحمل من العذاب ما يفوق الاحتمال,
وهي تهمس ببؤس:" صدري يؤلمني كثيرًا.. ولا أستطيع النوم.. كنت بهذا الوقت أُرضع ليان, وننام سويًا.."
عضت ليلى شفتها السفلى بقوة تكاد تدميها, ودموعها تزداد على معاناة شقيقتها, ترفع يدها تمسح على رأس ليليان,
هامسة إليها بصعوبة:" ستعود إليكِ قريبًا, وتحتضنيها ان شاء الله.."
لم ترفع ليليان وجهها عن رأس شهاب, والذي رفع وجهه, ينظر إليها بهدوء,
ثم ينظر لليلى, التي لا تزال مستمرة في تمسيد شعر ليليان وجانب وجهها, يراقبهما,
ثم يرفع يده الصغيرة, مُقلدًا ليلى يمسد بكفه وجنة ليليان برقة؛
جعلتها تنفجر باكية وجسدها يختض بعنف, فيجفل الصغير,
وهي تسلمه لليلى سريعًا,
مع قولها الساخط:" أريد ابنتي.. هذا ليس عدلاً.. لماذا أنا؟.."
لا ترد عليها ليلى فاهمة حالتها, ونوبات الجنون الغاضب,
خاصةً وهي تنهض خارجة من الغرفة,
تستمع لصراخها بجواد:" أريد ابنتي جواد.. تصرف.."
عادت لضم شهاب أقرب إليها, لكنها لا تعرف ماذا يحدث معها!..
تريد الشعور بالأمان أكثر,
اعتدلت قليلاً بحذر, تمد يدها ملتقطة هاتفها, تطلب رقمًا ما,
ومع الرنين الثاني, كان الصوت يصلها بلهفة:" ليلى.. هل أنتِ بخير؟.. هل حدث شيء ما!.."
وصوت جسور المتوتر, جعلها تعود للبكاء وإن كان بخفوت,
هامسة باختناق:" جسور.."
ونطقها باسمه,
جعل وجهه ينكمش بألم, وقد فهم من صوتها حاجتها,
فهمس إليها:" هل تريدين مني القدوم؟.."
وصلته شهقتها, فلم ينتظر الرد, بل نهض من فراشه, يرتدي خفه المنزلي, ويخرج من الغرفة, والشقة بأكملها,
وبمفتاحه فتح باب الشقة الأخرى, يغلقها خلفه بهدوء, متجهًا لغرفة ليلى..
وهناك وجدها متسطحة على الفراش, ناظرة للباب حيث يقف, بوجه مُغرق بالدموع..
غامت نظراته بألم, يغلق باب الغرفة, ويتحرك اتجاهها,
وهي تركت شهاب بحذر,
واعتدلت لتجلس على طرف الفراش, وقد أنزلت قدميها, مطرقة الرأس تبكي بمرارة,
وهو جلس أمامها القرفصاء,
يهمس إليها:" ليلى.."
تغطي وجهها بكفيها, وشعرها مسترسل متشعث قليلاً,
تهمس مختنقة:" أنا أتألم كثيرًا جسور.. هذا....."
لا تستطيع التكملة, وجسور يتأوه, يجثو على ركبتيه, منتصبًا بجذعه, حتى يوازي جلستها, يسحبها إليه, يحتضنها بقوة,
وهي تختبئ بصدره منهارة, مع قولها:" قلبي يؤلمني بشدة.. إن كنت أنا هكذا.. ماذا تفعل ليليان!.."
فغر شفتيه قليلاً يزفر نفسًا مؤلمًا, وعيناه تنظران لشهاب النائم خلفها,
هو يفهم ما تعانيه, ويفهم مشاعر جواد,
فمنذ اختطاف ليان, وقد ارتبط أكثر بشهاب, لا يتخيل أنه قد يختفي من أمامه, مجرد الفكرة تُصيبه بالجنون,
يتذكر جملة جواد حين أمره بالتعقل, وعدم الاندفاع,
وتنفيذ طلبات المختطفين,
يتذكر جملة جواد التي حملت وجعًا ومرارة سدت حلقه:" إن كان شهاب مكان ليان, هل كنت لتفكر بتعقل!.. سأفعل أي شيء لعودة ليان.."
حينها لم يعقب على شيء يفعله, بل يؤازره, ويقف بجوار أخيه بكل ما يريد فعله..
يشعر بليلى تنكمش أكثر, هامسة:" أشعر ببرد شديد.. برد يجمد عظامي جسور.."
يضمها إليه أكثر, وكفاه يمسدان ظهرها وذراعها بحركة تبثها الدفء,
مع قوله الرقيق:" أنا هنا الآن.."
تبكي بعنف, لكنها تتشبث به أكثر, مع قولها المتقطع من فرط لهاثها:" ابق معي.. لا أريد البقاء بمفردي.."
أصابعها تتشبث بسترته بقوة أكبر, مع قولها اللاهث بضعف:" لم أعد قوية للمقاومة.. أنا أريدك معي.. قلبي لم يعد يقوى على الفراق.."
يهتز جسدها ببكائها, وهي تهذي دون أن تُتيح له فرصة الحديث:" هذا مؤلم.. أنا غاضبة منك.. لكنني أريدك.. أريدك أن تحتضنني.."
يطوقها وكأنه يزرعها بداخله, يحتاج احتضانها أكثر من احتياجها له,
يشعر بقبضتها تتكور, وتضرب صدره, مع هدير صوتها المكتوم:" كيف؟.. كيف استطعت خيانتي؟.. كيف استطعت الكذب عليَّ؟.. كيف أخفيت عني كل ما حدث؟.. كيف استطعت؟.."
وكأن كل ما حدث حولها, كان كفيل بانفجارها, رغبتها في الصراخ, عتابه, محاكمته..
فيشدد من تطويقها, وكفه يستريح على رأسها, يضمه أكثر لصدره, هامسًا:" لم أخنكِ ليلى.."
لكنها لا تستمع إليه, مكملة بجنون مقهور:" كيف استطعت أنا أن أُحب نتاج خيانتك؟.. كيف تقبلته؟.. كيف يكون لدي أغلى من حياتي.. إن ابتعد عني أشعر بالموت.. كيف حدث هذا؟.."
تهذي بكبت يتفجر من الضغط الذي تعانيه, وانهيارها يزداد,
ضرباتها تتحول لأظافر تنهش سترته تكاد تمزقها, تخدش جلده,
وكأنها تريد أن تصل لقلبه كي تقتص منه,
تبكي بقهر, مع سؤالها:" كيف فعلت ذلك؟.. كيف هُنت عليك؟.. كيف استطعت لمس غيري؟.."
تأوه أكثر, يهمس بقوة صادقًا:" أقسم لكِ لم أخنكِ..
سأقولها ألف مرة.. لم أخنكِ.. لقد خُدعت.. كنت مُغيب.. مُخدر.. كل ما كنت أراه أنتِ.. أنا لا أرى سواكِ ليلى.. أنتِ حياتي.. كيف يمكنني الغدر بحياتي؟.."
تزداد أظافرها عنفًا, حد ظهور بعض الدماء ملوثة سترته,
وهي تقول من بين أسنانها بغضب:" لقد كذبت عليَّ.. أخفيت الحقيقة.. خدعتني.."
شهق يأخذ أنفاسه, عيناه ترسم عذابه, دون أن يخفف من قيود ذراعيه حولها,
يهمس إليها بحبه:" كنت خائف.. كنت مرتعب من فقدانكِ.. كنت كالطفل المُذنب, يخشى من معرفة والدته بذنبه, فتعاقبه.."
يصمت مبتلعًا غصته,
ثم يضيف بألم:" عقاب ابتعادكِ عني كالموت ليلى.. بدونكِ أنا ضائع.. لقد نفرت من شهاب وكرهته؛ لأنه سبب ابتعادكِ عني.."
وكلماته عن كرهه لشهاب, جعلها تعقد حاجبيها باستنكار غاضب, تهم بالحديث,
مدافعة عن شهاب كأم تهب بوجه من يمس صغيرها بكلمة,
لكن جسور يُكمل بأسى نادم:" كنت أهرب من القرب منه, ساخط,, أعاقبه لابتعادكِ عني, هو ذنب أُلقيَّ على كاهلي دون إرادة.. وددت لو ألقيته بعيدًا.."
عيناه رقتا حين نظر إلى شهاب النائم, غافلاً عما يدور حوله,
يهمس بقلة حيلة:" لكن.. حين وجدت أمي تعنفه, تصرخ به, لم أجده سوى أنا.. صغير هرب والده كي يبقى مع حب حياته, وأمه تحمله مسئولية ذلك.. تعنفه, ساخطة عليه, تدفعه بعيدًا.."
ارتعشت نظراته بألم, وهو يرى مواقف بعمره الصغير أمامه, مهما حاول تناسيها لا يستطيع,
يطوق ليلى بقوة مزعجة, مع قوله المتهدج بأنفاسه:" أنتِ كنتِ سعادتي ليلى, ولا زلتِ.. كنتِ دومًا صدفتي الآمنة, لؤلؤة تضيء بانعكاسها حياتي.. وبدونكِ غرقت بالظلام.. ظلام كاد يبتلع شهاب, لكنكِ أيضًا أنقذتِه من مصير مُشابه لي.."
ارتعشت شفته السفلى, يبتلع ريقه بصعوبة,
مع همسه المختنق:" أنا لا أزال ذلك الصغير المختبئ أسفل فراشه خوفًا من السقوط من أعلى الجرف ليلى..
أنتِ معكِ حبل نجاتي, مرساتي.. احتياجي لكِ يزداد كلما مر الوقت.. أرجوكِ سامحيني.."
كلماته جعلت جسدها يستكين, وأظافرها تكف عن خدشه, يتهدل جسدها بين ذراعيه, وتبكي بمرارة,
فيهمس إليها بوعدٍ حار:" أعدكِ ألا أكذب مُجددًا.. ألا أخفي شيء عنكِ مهما حدث.. لقد تعلمت ليلى.. تعلمت بأقسى الطُرق.."
لم ترد, فقط تبكي, تبكي بطريقة مزقت قلبه,
فهمس بألم:" ليلى.."
تنشج مرتجفة بشهقاتها, قائلة:" فقط احتضني.."
فعل كما تريد, بل كما يتمنى أن يفعل وقت طال ابتعادها عنه,
اعتدل, ينهض من جلسته, ويُنهضها معه, يبعدها عنه قليلاً, دون أن يتركها, يرفع وجهها المتورم إليه, ناظرًا لعينيها الحمراوين,
هامسًا بعشق:" سأكون معكِ دومًا لؤلؤتي.. لن أترككِ أبدًا, حتى وإن دفعتني بعيدًا, سأظل أمام صدفتكِ أطرق بابكِ حتى تفتحي.."
عيناها المرهقتين نظرتا إليه بضعف, قبل أن تغمضهما متنهدة, تلتمس قربه بإنهاك,
فتحرك معها بروية, يُسطحها على الفراش, ويتمدد بجوارها, يحتضنها بقوة,
وقد عاد لموطنه, بسكون واستكانة,
دقائق, ساعة, أو ساعات, لا يعرفان,
كانا ينظران لبعضهما البعض دون حديث, فقط كل منهما يروي نظره برؤية الآخر..
حتى تململ ذلك الصغير, الذي شعر بافتقاد ذراعيَّ ليلى حوله, فاستيقظ بانزعاج مرتسم على وجهه المكتنز بوجنتيه الحمراوين,
ينظر حوله, فيجد ليلى تواليه ظهرها, وجسور يحتضنها,
فيزداد عبوسه بطريقة مُضحكة, وكأن جسور قد أغار على أمه, وانتزعها منه..
فنهض مغمغمًا بكلمات طفولية غير مفهومة,
لفتت انتباه ليلى, لكن قبل أن تهّم بالالتفات,
وجدت الجسد الصغير يلقي بنفسه عليها, مٌجفلاً إياها, وجسور, الذي نظر إلى شهاب, وهو يحاول حشر نفسه بينهما بالقوة,
بل أجبر جسور على ترك ليلى قليلاً, ويجلس بينهما بالمنتصف,
ناظرًا ليلى بغضب طفولي بغيرة, مغمغمًا بكلماته الشبه مفهومة, يتخللها كلمة ماما, ثم يتسطح, داسًا نفسه بحضن ليلى,
التي احتضنته بابتسامة تلقائية يفرضها دومًا بحركاته,
ابتسم جسور بحنان بدوره, ورفع ذراعه يطوق كلاهما,
لكنه أجفل حين التفت إليه شهاب بوجهه العابس بحنق,
ثم يرفع كفه الصغير, مُحاولاً إبعاد ذراع جسور الذي نظر إليه بدهشة,
مستفهمًا:" ما الذي تفعله شهاب؟.."
لكن شهاب النزق, ظل يدفع ذراعه, وحين لم يفعل جسور,
وجد شهاب يعتدل جالسًا ملتفتًا إليه, وبكفه الصغير هبط على وجنته بصفعة قوية,
اتسعت عينا جسور بصدمة له, يُبعد ذراعه, واضعًا كفه على وجنته, وشهاب لا يزال يغمغم بكلمات ساخطة غير مفهومة,
فيرمقه جسور بغضب, يعنفه:" شهاب.. هذا ليس لطيفًا.."
لكن شهاب كان غاضبًا بشدة, فمال بوجهه إلى وجه جسور,
وكعادته,
تشبث بأسنانه الصغيرة الحادة بذقن جسور يعضّه بقوة,
وأظافر كفه الصغير تخدش وجنته,
منتزعًا صيحة متألمة من جسور,
مع شهقة من ليلى, التي اعتدلت سريعًا تُبعد شهاب تحمله,
قائلة بعتاب:" شهاب.."
رفع شهاب وجهه بعبوس دفعها للدهشة من أفعاله, ثم يحتضنها بتملك طفولي غيور, دفعها للضحك مُدركة,
وجسور يهتف باستياء:" ما هذا؟.."
ضمت ليلى شهاب لصدرها, وعيناها تنظران لذقن جسور الظاهر عليه أسنان شهاب بوضوح, بل وخدوش وجهه الدامية,
فتخبره بشبه ضحكة:" إنه يغار منك.."
وشهاب يغمغم ولم يفك عبوس
وجهه:" ماما.."
وجسور ينظر إليهما بوجه مقلوب, وذلك الصغير يريد الاستحواذ على ليلى لنفسه,
فيشعر بالغيظ,
رافعًا كفه يلمس ذقنه بلا شعور, فيتأوه بألم,
قائلاً بامتعاض:" ليلى إنه يفعل ذلك دومًا.. لقد بات وجهي مشوهًا بسبب عضّاته لي.. يُشعرني أنني عدوه ولست أبيه.."
فتضحك برقة نظراتها لوجه شهاب الناظر إليها, يرفع كفه يداعب به وجنة ليلى,
وهو يقول بدلال طفولي مُحبب:" ماما.."
يجذبها بكلماته, وحركاته, يأسر عينيها اللتين تتطلعان إليه بحبٍ جارف,
مُثيرة سخط جسور, الذي يرى ما يفعله ابنه الماكر,
فيهمس بحنق:" ذلك الخبيث الصغير.. من أين تعلمت ذلك؟.. ممن اكتسبت هذه الصفات المتلاعبة!.."
فترمقه ليلى بطرف عينها, قائلة بتهكم:" من والده.."
يمسح جسور ذقنه بعبوس مشابه لعبوس شهاب السابق,
وليلى تقول بشماتة غريبة عليها:" ربما هو من سيأتي لي بحقي منك.."
وشهاب يؤكد حديثها بقوله الطفولي الشبه مفهوم:" ماما.. سـ ـور سيء.."
فيهتف جسور بغيظ:" والآن أصبحت سور, وسيء أيضًا!.. بل أنت السيء شهاب.."
فتعلو ضحكات ليلى لأول مرة منذ فترة كبيرة..
************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:53 AM   #2325

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



شهور قد مرت دون أن يستطيعون إيجادها,
بل كان جواد يتلقى العديد من المكالمات المزيفة, والتي كان ينتهزها كل ذي نفس طامعة, كي يكسب بعض المال,
فهذا يخبره أن ابنته لديه,
وهذا يتصل به ليخبره أنه قد رأى ابنته ببلدة بمحافظة ما مع أحدهم, بعد أن رأى صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي, وهو يسافر بلا اكتراث أنه قد يكون مجرد لهو به, يتمسك بأي كلمة عله يصل لليان,
والشرطة تطلبه كلما عثروا على صغيرة, فيهرول بلهفة علها تكون هي,
لكنه يعود بخفي حُنَيِن حين لا يجدها, بل تكون طفلة أخرى,
حين يراها يربت على رأسها بلطف, وبعينيه نظرة أب بائس يرفض أن يفقد الأمل..
وذلك المُختطف يتسلى به, يتركه قرابة الشهر,
ثم يتصل به يريد المال, ويحدد الموعد, ولكنه قد تعلم مما سبق, فأخبره أنه لن يذهب إلا حين يتسلم ليان, لن يخدعه مُجددًا,
فيعاقبه بغلق الهاتف, وعدم التواصل معه,
شهور وشهور, وليان مختفية, لا أحد يعرف طريقها, وليليان تزداد انطواءً,
بعيدًا عن الجميع, تنأى بعيدًا عنه, يشعر وكأنها تُحمله ذنب اختفاء ليان..
جسور وليلى يقضيان الوقت بين البلدة والعاصمة, كلما سمعا بعض الأخبار أنه ربما يصلا لليان, مأمون وزاهر كذلك, وحتى رضوان..
ومعاذ لا يتركه..
لكن تستمر الحياة, وعلى الجميع متابعة الحياة رًغم التعاطف, فلا يبقى سواه وليليان,
يتجرعان مرارة اختفاء ليان,
وأنيسة تحاول التخفيف عنهما..
والليلة لم تكن مختلفة, سبعة أشهر قد مرت على اختفاء ليان, ومعها اختفت البهجة من المنزل,
وكأنها كانت أضواء العيد تزين المنزل بنورها, وحين رحلت عم الظلام..
يراقبها منذ هبطت من الغرفة للمطبخ, تجلس على الكرسي
بعد أن أخرجت طبق حلوى من البراد،
تتناول منه بفتور, تتلاعب بالحلوى بشرود حزين مس قلبه،
وكأنها لا تريد الأكل, لكنها تُجبر نفسها على ذلك،
تحرك اتجاهها حتى وقف يحاصرها بينه, وبين المقعد الجالسة عليه،
يميل مُلتقطًا طبق التحلية من أمامها، قبل أن يبتعد ليجلس على الكرسي المجاور,
يتناول ملعقتها يأكل من الطبق،
فتتنهد بوهن, هامسة إليه:" اتركه جواد.."
فيرد عليها بلا مبالاة, دون أن ينظر
إليها:" احضري غيره.."
زفرت بتثاقل, وهي تقول بخفوت:" لن أستطيع إكمال طبق آخر.."
_سأتناول بقيته لأجلك..
ونبرته المشتاقة, تُذكرها بلياليهما السابقة،
جعلتها دون شعور، تلتجأ إليه, فتتحرك اتجاهه لتجلس على ساقيه, متكورة بين ذراعيه, مستندة برأسها على صدره, بحاجة للشعور بالدفء..
وهو لم يبخل عليها, فالتف ذراعه حولها يقربها إليه,
وذقنه يرتاح على رأسها المتراخي..
صمت لفهما، دون حاجة لحديث، حتى شعرت بملمس بارد على شفتيها لتجده يُطعمها،
فتتقبل فاغرة فاها تأكل ما يعطيها، وكعادته يعطيها ملعقة, ويتناول الأخرى حتى انتهى الطبق،
فتميل برأسها مغمضة العينين، تهمس بوهن:" اشتاق لهذا.."
ضمها بذراعيه بقوة، يهمس إليها بصوت أجش موجوع:" ليس بقدر اشتياقي.."
ارتجفت شفتها السفلى، مع احمرار أنفها،
ونبرتها تتكسر بغصتها:" أنا أتألم.."
جز على أسنانه بقوة، ودون حديث حملها يقربها لصدره أكثر،
صاعدًا بها لغرفتهما، يضعها على الفراش ثم يتمدد بجوارها، فتريح رأسها على صدره، تتشبث به,
وهو يحتضنها بعنف تحتاجه هي, لتشعر بالدفء الذي تفتقده روحها..
صامتان, يرتفع صدره وينخفض بتنهداته المنهكة,
يشعر بدموعها تبلل ملابسه, قبل أن تهمس إليه:" أبي يريدني أن أسافر إليه.."
يزيد من ضمها إليه بخوف الفقدان, لكنه يسألها مُتحاملاً على نفسه:" هل تريدين السفر؟.."
هزت رأسها نافية, ترد عليه بنبرتها الباهتة:" لا أريد.. لا أستطيع ترك هنا.. هذا ما تبقى لي منها.."
عض شفته السفلى بقوة, ليليان لم تعد تتحدث معه عن ليان,
وكأنها تحاول أن تتعايش مع فكرة رحيلها,
بل أخبرته بجدية لا تحتمل الجدال, أنها لا تريد أطفال مُجددًا,
لقد فشلا في حماية ليان, وعليهما ألا ينجبا أطفالاً يعرضاهما لنفس المصير..
هما لا يستحقان الأطفال..
فيخبرها بهمس:" تحدثي معي عنها.."
ابتلعت ريقها بصعوبة, تهز رأسها نفيًا, مع عينيها الباكيتين بلا إرادة, قائلة:" لا.. مجرد الحديث يُهلكني.. سيزيد جرحي الذي لا يلتئم.."
يرتفع رأسها مع تنهيدته العميقة, قائلاً بإنهاك:" مُتعب أنا.."
يسمع ردها متهكمة بمرارة:" يبدو أنك كبِرت.."
تنحني زاويتا عينيه بألم, مُصححًا
بوجع:" بل هرمت.. هل تلومينني؟.."
عيناها تشردان بلا رؤية, هامسة
بخواء:" وهل لومي لك سيُرجع ما ذهب!.."
يضمها إليه أكثر, قائلاً بحنين:" أتعبني الشوق.."
فترد كلماته بسؤالها المتحير ببهوت
روحها:" أي شوق هذا, وأنا بجوارك؟.."
شبح ابتسامة ارتسمت على ثغره, مع قوله بحرارة متعبًا:" أشتاق إليكِ حبيبتي.. أشتاق إلى روحك القديمة,
إلى ليليان التي أعرفها,
وليس تلك التي بين ذراعيَّ الآن.."
انعقد حاجبيها قليلاً, عيناها الباهتتين
لا ترمشان,
قائلة بقهر مرير:" ليليان تلك لم تعرف معنى الفقد..
ولكن هذه التي بين ذراعيك الآن بجوارك قد اقتُطف قلبها, وتتجرع مرارة فقدان, وحرمان من طفلة لم تهنأ بها.."
تتحرك حدقتاها بزيغ, مكملة بحنين مُوجع:" لا تزال رائحتها في أنفي.. أسمع بكائها؛ وكأنها تناديني.. أتلفت حولي أبحث عنها؛ فلا أجد إلا ملابس.."
شبه ضحكة مبتورة هازئة خرجت من بين شفتيها, مكملة بتعجب:" يالـ هذه الحياة.. يرحل الفرد وتظل ملابسه.. ملابس كان يظن أنه سيبليها من كثرة الاستخدام, ركض كثيرًا لشرائها,
واختارها بعناية؛ ولكن انظر ها قد بلى هو, وبقيت هي.."
_هل تظنين أنها ميتة؟..
انكمشت ملامح وجهها مع ارتجاف شفتيها، تبتلع غصتها،
وقد طُعن قلبها من الكلمة،
صمتت للحظات، ثم رفعت وجهها ناظرة لوجهه المُطرق لها,
تُجيبه هامسة برهبة:" لا أعرف.. قلبي يرفض التصديق.. أظن أنني إن فقدت الأمل سأموت.. لا أستطيع التخيل أنها قد تكون فارقتني للأبد.."
رفع وجهه للأعلى يستنشق بعض الهواء الذي بات شحيحًا، ثم عاد بنظراته إليها، ترى احمرار عينيه،
مؤكدًا:" وأنا سأفقد عقلي إن حدث ذلك.. لا أريد أن أفقد الأمل.. ستعود.."
هبطت دموع القهر من عينيها، تهز رأسها موافقة،
هامسة باختناق موجوع:" أجل ستعود.."
مندسة داخل صدره، دافنة وجهها بعنقه تبكي بحرقة،
هذا يفوق الاحتمال،
لولا أنها لا تزال تنتظر عودة ليان؛ لماتت بكل تأكيد..
وهو شدد من احتضانها بقوة كادت تحطم عظامها، ولسانه يلهج بدعاء التضرع بتوسل من روحه معلقة برحمة ربه,
إما أن يرحمه، أو يبقى بسكرات الموت الموجعة المُهلكة:" ستعود.. ستعود بإذن الله.."
************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:55 AM   #2326

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



ذهب جواد بعائلته للمزرعة لضرورة القيام ببعض الأعمال, والإشراف على وصول معدات جديدة لمصنع اللحوم,
وبالمزرعة بعد أن نام الجميع وهرب النوم من عينيه كالعادة, منذ اختفاء ليان،
هبط يرتدي جلبابه الواسع, يضع على كتفيه شال أبيض خفيف,
تحرك اتجاه مبنى اللحوم، ذلك المبنى المخصص بذبح الماشية،
يتجول بداخله، كهائم بلا هدى بعينين غائمتين وصل لطاولة حديدية، موضوع عليها بعض الأوراق،
والمعدات الحادة بفوضى مزعجة،
تنهد بثقل، بدأ بترتيبها، يتفحص الأوراق ليرى ما بها، وبعد أن انتهى خرج من المكان,
اتجهللإسطبل, يقترب متفقدًا الخيل, مُطعمًا إياهم بعض التفاح الموجود بالمكان، مربتًا على عنق الفرس بوجه ملكوم،
ثم أخرجه، يضع السرج عليه, ويُحكم إغلاقه،
يركب الحصان وينطلق به،
انطلق به بكل قوة في سكون الليل الذي
لا يقطعه سوى صهيل الفرس الذي يعدو مشاركًا صاحبه همه،
يندفع بكل قوته، فيصفع هواء الليل وجه جواد؛ لكنه لا يهدأ من تلك النيران المشتعلة داخل صدره،
يجز على أسنانه وقد انطبق فكيه بعنف حد ارتجاف عضلته، يلكز الفرس حتى ينطلق بقوة أكبر،
فيلهثان سويًا، لقد قطع المزرعة يدور حولها دورتين كاملتين، وفرسه يُرحب بهذه الانطلاقة،
غافلاً عن ذلك الذي كان يراقب المزرعة, بعينين ضيقتين بغل حاقد، يلمحه منذ أن انطلق بجولته بحصانه، يراه لا يزال شامخًا بهيبة،
وكأن فقدان ابنته لم يؤثر به، بل زاده صلابه،
مُثيرًا بنفسه حقد عظيم اتجاهه، خاصةً مع جوده وكرمه عليه,
وعلى الجميع والذي لم يزده إلا سخطًا وحسدًا،
وقف بعيدًا عن المزرعة بأمتار, ثم استل هاتفه ليتصل بجواد, والذي حين رن هاتفه,
لم ينتبه أول مرة, لكن مع الرنين المتواصل, أوقف حصانه سريعًا, وأخرج الهاتف, ينظر للشاشة بدهشة, لمن يتصل به بعد منتصف الليل,
ليجد المُتصل حسن, فرد مستغربًا؛ لربما حدث شيء ما:" ماذا هناك يا حسن؟.."
جز حسن على أسنانه بقوة, ثم قال بخفوت كعادته:" أنا خارج المزرعة سيد جواد.. أريدك بشيء ما.."
عقد جواد حاجبيه بدهشة أكبر,
يخبره:" تعال إلى الداخل.."
لكن حسن رفض متعللاً:" لقد رأيتك منذ قليل بالفرس.. أنا بالجهة الغربية أقف.."
بلا اهتمام همهم جواد, ثم انطلق مجددًا حيث يقف حسن,
هبط من على ظهر الحصان بعيدًا بمسافة عن المزرعة, يتجه إلى حسن,
يسأله بحيرة:" ماذا هناك؟.."
تنحنح حسن, مُطرقًا برأسه,
قائلاً بتذلل:" كنت أريد بعض المال سيد جواد.."
عقد حاجبيه ينظر إليه بدهشة,
مُرددًا:" بعض المال!.. تتصل بي بهذا الوقت كي تطلب بعض المال؟.. ألم يكن ينتظر للصباح؟.."
زاد من هيئته الخانعة, قائلاً:" لدي بعض الديون وكنت....."
حينها رمقه جواد بغضب,
مع توبيخه:" مُجددًا يا حسن؟.. ألن تتوقف عن اقتراضك المال وتبديده؟.. والله لولا أولادك ومسئوليتك لكنت طردتك.."
زاد حقد حسن عليه, فهو يستدين المال من الكثير, ويصرفه, يدخل مع هذا في مشروع,
أو أي مصلحة, ثم يخسر المال, فتزداد ديونه أكثر,
وجواد يساعده, فيزيده سخطًا, فبنظره جواد محظوظ بكل ذلك المال الذي يكسبه,
فقال ببؤس حزين:" سيد جواد أنا....."
لكن جواد قاطعه بغضب, وقد مل من أفعاله, بل وشكوى زوجته:" يكفي حسن.. لن أعطيك المال.. ما سأفعله سأعطي زوجتك ما تُطعم به أولادك.. ارحل.."
أدار له جواد ظهره ينوي الرحيل,
مُثيرًا جنون حسن الذي أتى إليه كي يقترض بعض المال ليُسكت به من معه, ولو قليلاً,
وظن أن جواد سيُعطيه ككل مرة, لكن مع رفضه اشتعلت نظراته بغل,
خاصةً بعد شجاره مع زوجته والتي تركت له المنزل..
مدفوعًا بغضبه, رفع حسن عصاه الغليظة التي لا يتخلى عنها, وهوى بها على رأس جواد
فأجفل جواد بشبه انتفاضة متأوهًا بألم حين شعر بضربة قوية على رأسه من الخلف،
لم يمهله حسن فرصة للاستيعاب أو الالتفاف، ليعاجله بأخرى أفقدته توازنه، فينهار شبه ساقطًا,
جاثيًا بركبته على الأرض، وتشوش بنظراته تمنع عنه الرؤية، وخيط من الدماء الدافئة تسير على عنقه لداخل جلبابه، دون قدرة على المقاومة..
وحسن يقول من بين أسنانه بغل:" كان عليك إعطائي المال سيد جواد.. فكل ما أنا به بسببك الآن.."
رمش جواد بعينيه بتشوش, يرى حسن يدور حوله, وهو يحمل عصاه,
يرمق جواد بحقد,
لقد تشاجر مع زوجته منذ ساعات حين سمعته يتحدث بالهاتف مع أحدهم,
يعده بإعطائه المال حين يتحصل عليه من شريكه
الذي أعطاه المال منذ شهرين, ولم يحصل على أرباحه,
لكن المتصل هدر بوجهه بغضب, يتوعده, يهدده إن لم يعطيه المال سيشي به,
فيهتف حسن بحدة:" لقد أعطيك المال.. ووعدتك حين أتحصل على البقية سأعطيك.."
لكن الطرف الثاني هدر بقوة:" لم يكن ما اتفقنا عليه.. لقد كذبت واعطيتني الفتات.."
تتسع نظرات حسن بجنون, هادرًا:" لولا حماقتك, وإهمال زوجتك لكنا تحصلنا على كل المبلغ, لكن....."
فيقاطعه الطرف الآخر:" ليست مشكلتي.. لقد اتفقنا وبناء عليه ساعدتك.. والله إن لم تُحضر المال سأخبر السيد جواد عن الفتاة الصغيرة.."
أظلمت ملامح حسن, وهو يصيح, غير منتبهًا لزوجته التي أتت خلفه:" ماذا ستقول له ها؟.. لقد اختطفنا ابنتك ومـ....."
لكنه أجفل حين سمع صوت زوجته المصدوم:" يا مصيبتي.. أنت من خطفت الفتاة.."
التفت ينظر لزوجته التي تطالعه بوجه شاحب متسعة العينين,
فأغلق الهاتف سريعًا, والتفت إليها هادرًا بارتباك:" ما الذي تفعلينه يا امرأة؟.. هل تُلقين أذنكِ مُجددًا؟.."
لكن زوجته لم تكترث بحديثه, والذي يقصد به أن يصرف النظر عن كلامه, فتهتف مصعوقة:" أنت.. أنت من خطفت ابنة السيد جواد.. لقد سمعتك بنفسي.."
فيدفعها للخلف, مُكممًا فاها بكفه الغليظ,
يزجرها:" اخفضي صوتكِ هذا يا امرأة.. هل جننتِ!.."
أبعدت كفه عنها,
متراجعة للخلف, ونظراتها الغير مصدقة تحتل ملامحها, عقلها يُحلل بعض الأمور,
قائلة:" ذلك المال الذي أحضرته منذ فترة.. وتسديدك ديونك لابن عمك.. ومشاريعك التي تتغنى بها.. كل ذلك من مال السيد جواد الذي أخذته, وبعدها تختطف ابنته!.."
فيهدر فيها بغضب:" اخرسي.."
لا ينفي ما تقوله, بل يأمرها بالسكوت,
فتلطم وجنتيها بعنف وقد شحبت ملامحها,
مع صياحها:" يا مصيبتي.. يا مصيبتي.. أنت من فعلت ذلك.. أنت من خطفت الفتاة وهم يبحثون عنها.."
تزيد من لطف وجهها, وهي تبكي والرعب يحتلها:" ابنة السيد جواد يا خسيس.. بعد كل ما يفعله معك ومعنا!.."
تنطلق إليه, تضربه بلا وعي صارخة:" كيف استطعت فعل ذلك؟.. كيف استطعت خطف الفتاة؟.. كيف طاوعك قلبك؟..
إنه يدفع ثمن دواء أولادك حين يمرضون.. وأنت تخطف ابنته!.. منك لله.. منك لله يا حسن.."
أمسك بقبضتيها, يهدر بصوت
يُخرسها:" اخرسي وإلا قتلتكِ.. ستفضحينا.."
تلهث بقوة, ودموعها تنسكب, مولولة برعب:" سيقتلك يا حسن.. والله إن علم سيقتلك.. وسينتقم من أولادي.. منك لله.."
تعود للطم على وجهها وهي تولول خوفًا من جواد,
وحسن يناظرها بغضب, مزموم الشفتين, لقد أخذ ليان حين خرجت من المنزل,
تحبو للساحة الخلفية, حين رآها ابتسم لها, وحملها يداعبها فتضحك بطفولية,
وحين همّ بإعادتها, لمعت بعينيه تلك الأساور التي تزين معصمها الصغير, والخاتم بإصبعها, مع السلسال بعنقها,
لمعت عيناه بجشع أن يأخذهم, ويتركها تذهب, وسيظن الجميع أنها فقدتهم وهي تحبو, لن يكترثوا للأمر فلديهم من المال ما يُعوض,
لكن ذلك لم يكن يكفي, فبدلاً من أن يُعيدها وجد نفسه يتحرك بها باتجاه مختلف,
يذهب لأحد بيوت معارفه, والذي استدان منه بعض المال, وطالبه بهم, مع زيادة بالربا, يأمره أن يُبقي ليان لديه حتى يعود إليه ولا يُخبر أحدًا,
سيُطالب أبيها بالمال, ثم يردها إليه, ولن يعرف أحد..
تلطم زوجته بعد أن جلست أرضًا, تسأله من بين شهقاتها:" أين الفتاة يا حسن؟.. لقد مرت شهور.. لماذا لم تُعيدها؟.. أين هي؟.."
جز على أسنانه بقوة مُشيحًا بوجهه للجانب,
يرد عليها بقتامة من بين شفتيه المطبقتين:" ماتت.."
جحظت عينا زوجته أكثر,
مرددة:" ماتت؟.."
ثم تصرخ, وهي تكاد تُهيل التراب فوق رأسها:" يا مُصيبتي ماتت.. قتلتها.. قتلت الصغيرة يا خسيس.."
لكن حسن أسرع ينقض عليها, يكمم فاها مُجددًا,
هاسًا بحدة:" لم أفعل.. لقد ماتت بمفردها.. مرضت وماتت.."
يستمع ولولة زوجته المكتومة, وهي تندب حظها, وتصرخ دون أن يغادر الصراخ شفتيها المكممتين,
وحسن يقول:" اخرسي.. لا تتحدثي بالأمر.. ماتت, وانتهى الموضوع, ولن يعرف أحد بذلك.."
يبتعد عنها, وهي لا تزال تلطم باكية, تضرب كفيها على فخذيها,
قائلة:" لن يعرف أحد!.. إنهم يبحثون عنها, وسيعرفون.. وسيقتلك السيد جواد, وسيقتل أولادي انتقامًا منك.. منك لله.. منك لله.. أنا سأترك المنزل لك.."
فيصيح بحدة بفجور, وقد فاض به الكيل:" ارحلي.. ارحلي لا أكترث, ولكن إياكِ أن تفتحي فمكِ بكلمة, والله سأقتلكِ.. وفكري بأولادكِ كما قلتِ سيقتلهم السيد جواد إن عرف بالأمر.."
فتعود لتبكي مولولة, تلطم وتضرب فخذيها:" منك لله يا حسن.. منك لله.."
عاد حسن ينظر لجواد الذي يحاول النهوض بتهالك,
يرمقه بغضب شديد, وكأنه السبب بموت ليان, وعدم انتهاء الأمر, وأخذه لجميع المال..
لقد خطف الصغيرة, واتفق مع شريكه, وزوجته التي عليها أن تعتني بالفتاة لحين استلام المال, وإعادتها,
لكن ليان مرضت, لم تتحمل الابتعاد عن أمها, كانت تبكي دومًا, وأصيبت بالحمى, فأعطتها المرأة مجرد دواء كما تُعطي لأولادها,
غير قادرين على الذهاب بها لأي مكان سواء مشفى, أو طبيب, فقد يتعرف عليها أحدهم,
بعد أن اتفقوا على أخذ المال ووافق جواد,
مرضت ليان بشدة, ولم يفلح معها أي دواء,
أو حتى تلك الكمادات الباردة التي تقوم بها المرأة, والتي حثتهم على الذهاب بها للطبيب, لكنهم لم يفعلوا..
ومع عدم الاهتمام, ومرضها, ورفضها للطعام, رغبة في أن ترضع من أمها,
ساءت حالتها, لتجدها المرأة بالليل ساكنة دون حراك أو تنفس..
فتُسرع لزوجها تُخبره, ويُخبر بدوره حسن, والذي ذهب إليهم, ليجد ليان فارقت الحياة, ومع شجاره معهما, وتطاوله على شريكه,
أجبره الرجل أن يتخلص من ليان, هذه ليست مشكلته, ويريد المال,
فحمل جسدها البارد, وخرج, لا يعرف ماذا يفعل؟..
حتى هداه عقله, أن يتركها بمنطقة صحراوية قريبة من المقابر, فلف جسد الصغيرة بقماشة, ورحل بها, يدفنها بعدم اهتمام أسفل الرمال,
بحفرة حفرها بيديه, غير مكترثًا بعوامل التعرية, والهواء الذي يُمكن أن يُظهر الجثة..
وباليوم التالي أخبر جواد بالمكان, وانتظر هو وشريكه, حتى وصل جواد, ومعه الحقيبة,
يتحينان الفرصة, كي يسرقاها بأي طريقة, وخدمهما الشجار الذي نشب بين السائقين,
فينطلقا بالدراجة النارية, منزوعة الأرقام المرورية, يسرقان الحقيبة, ويهربان..
وقد ربحا مائة ألف جنيهًا, قسموهما لكن حسن أخذ النسبة الأكبر مُخادعًا شريكه, يعده أن يُعطيه أكثر فيما بعد,
على أمل أن يخدعا جواد,
ويأخذان منه أموال أكثر, في سبيل عودة ابنته,
وحسن أعطى المتبقي من المال لرجل يُشاركه ببعض الأعمال لربما يدر عليه الربح,
لكن مرت الشهور ولا ربح أتى,
ورفض جواد, وإصراره على رؤية ابنته, قطع السبيل عليهما, فعاد يلح عليه بالمال الذي يدين به,
وأتى حسن لجواد لربما يقرضه بعض المال ليُسكته به,
وها هو يرفض, فيضيق الخناق عليه..
لا بأس بما أن لا مفر من الأمر, ليُجهز عليه ويرتاح,
أغمض جواد عينيه يحاول التركيز, ثم فتحهما يهز رأسه,
وهو يسمع حسن يقول من بين أسنانه بغل:" إن كنت أعطيتني المال ما كان حدث ذلك.. وإن كنت رضخت وأعطيتني المال مُسبقًا كنا انتهينا.."
لا يفهم ما يعنيه,
لكن حسن عاد يقول بحقد دفين:" دومًا السيد جواد الكريم.. السيد جواد لا يبخل على أحد بالمال.. لكنك بخلت أن تُعطي المال في مقابل ابنتك.."
وكلمة ابنته جعلت انتباه جواد يتيقظ,
ناظرًا لحسن يسأله:" ابنتي!.."
فيهز حسن رأسه مؤكدًا, وابتسامة شامتة تعلو ثغره, مع قوله ببطء مستفز:" أجل ابنتك.. أنا من أخذتها.."
ومع نهاية جملته رفع عصاه الغليظة, كي يهوي بها على رأس جواد كي يُجهز عليه,
لكن جواد أسرع يرفع ذراعه, يحمي به رأسه,
مع صيحته المتألمة, ثم يدفع العصى مع حسن للخلف, وينهض متحاملاً على ألمه,
يلهث وهو ينظر إلى حسن المتحفز,
يسأله بلهفة وإن كان لا يزال غير مُصدقًا لما يحدث:" ليان.. أنت من أخذتها؟.. أين هي؟.."
يتحفز جسد حسن أكثر, قابضًا على عصاه بقوة,
وجواد يهدر بجنون:" أين ليان؟.."
فيرى ابتسامة حسن المُقيتة, وكأنه قد مُس,
فبات كشيطان مجنون:" لقد ماتت.."
وتلك الكلمة كانت كفيلة, بتجمد جواد بعينين متسعتين بذهول, مفغور الفاه,
لا يستطيع النطق,
وحسن يؤكد:" ماتت.. ماتت منذ شهور.. بعد أن أخذتها بعشرة أيام.. غريب أنت بكل ما لديك ابنتك جسدها كان ضعيف, ولا يتحمل.."
يزيد ليصدمه أكثر:" ماتت ودفنتها بالصحراء قرب المقابر.. أتعلم تلك الأماكن التي كنا نُلقي فيها بعض الماشية النافقة.."
كلماته كالصواعق تهبط على رأس جواد الشاحب,
والذي ما إن رأى حسن صدمته, حتى هم ليهاجمه,
لكنه لم يحسب حساب ذلك الذي اندفعت الدماء لرأسه, وقد جن جنونه, بمجرد التخيل لما يقوله, فاندفع اتجاهه بجنون, يصد عصى حسن, بل يجذبها من يده, يُلقيها بعيدًا,
ثم يجذب حسن من جلبابه, يهزه بعنف,
صارخًا بسؤاله:" أنت تكذب.. ليان لم تمت.. أنت لم تأخذها.."
ومع كل كلمة كان جواد يلكمه بوجهه, بعنف,
مسببًا نزيف أنف حسن, الذي ابتسم بتشفٍ مريض,
يؤكد باستفزاز:" بل فعلت.. ماتت, ودفنتها.. قرب أحد الصخور.."
فيزيد من اهتياج جواد, الذي يضربه بعنف, وجنون, يهدر مكذبًا, لا يريد أن يصدق,
ثم يدفع بجسد حسن, الذي تهالك على الأرض, يرى جواد يدور حول نفسه بهياج,
فينتهز الفرصة, مُخرجًا مدية من جيب جلبابه المهترئ,
ينهض من مكانه بصعوبة, متجهًا, صوب جواد يود قتله,
وهو يقول بحقد:" ماتت وأنت ستذهب إليها الآن.."
لكن جواد التفت إليه على حين غرة,
ويده تُمسك بمعصم حسن, يوقف هجومه,
وبلا وعي سحب منه مديته, ثم غرسها بجانب عنقه بعينين لا تُبصران,
فيتقهقر حسن للخلف بعينين جاحظتين, يحاول التمسك بأي شيء,
وجواد لا يعيره اهتمامًا, بل أسرع إلى حصانه, يركبه سريعًا, يعدو به؛ كي يذهب لذلك المكان الذي قال عليه حسن..
***********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:56 AM   #2327

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وصل جواد لذلك المكان الذي أخبره عنه حسن, وهبط من على ظهر حصانه, مُخرجًا هاتفه, يضيء كشافه,
يتطلع حوله بتشتت ملهوف يبحث قرب الصخور,
حتى وجدها، قماش ظاهر شبه مدفون أسفل الرمال,
تحرك بخطوات متثاقلة؛ وكأنه يؤخر نفسه لا يريد الذهاب،
هناك رعب شديد يزحف, مع تلك البرودة التي اكتسحت جسده حد ارتعاش كل خلية به، لكنه وصل إليها،
جثى على ركبتيه أمامها، اتساع عينيه بقوة يشي بفظاعة الأمر أمامه ذلك الحقير لم يقم بدفنها حتى كما تستحق،
ودون شعور منه نبشت أصابعه كومة التراب, حول ذلك الرداء البالي المشبع بالأتربة، وحملها بين يديه،
شهقة مصعوقة ندت من بين شفتيه,
وهو يجد نفسه حاملاً عظام صغيرة بين كومة الملابس،
مُكذبًا نفسه, وعينيه أنها ليست هي،
لكن تصعقه الحقيقة، وتصفعه بل هي،
هي ليان الصغيرة ملابسها، رائحتها التي لم ينساها, ولم يؤثر عليها الموت,
بل والتحلل..
هل جربت ذلك الشعور القاتل من قبل؟..
هناك سهم مسنن انغرس بقلبه فعليًا،
شهقة مختنقة متألمة خرجت منه، رافعًا إحدى يديه ضاغطًا بها على صدره موضع قلبه، لا يستطيع التنفس،
شاحب الوجه يكاد يفقد الوعي، والاكسجين لا يصل لعقله، توقفت كل عمليات جسده الحيوية،
فما أمامه ليس هينًا..
بين النقيضين حين حملها أول مرة بعد ولادتها, يستمع صرخاتها التي تنبض بالحياة, ارتدت بصدره فأنعشته؛ وجعلته يضحك بسعادة..
وحيث يحملها الآن كومة عظام بملابس رثة,
كان قد البسها إياها مع ليليان, قبل اختطافها..
يُميته ذلك الشعور مع ضمه إليها لصدره, مُوازيًا صرخة أسد ذبيح بسكون الليل,
جعل كل الضواري بذلك المكان المقفر تفر هاربة..
صرخته تحولت لصرخات مع دموعه المنهمرة،
وهو الذي لم يبكي إلا حين ماتت أمه..
ولكن ذلك الشعور الذي يمزقه, يجعله كصغير عاجز أمام هول المنظر..
يبكي يصرخ متأسفًا متوسلاً السماح..
لم يحميها..
لم يكن أبًا يستطيع الحفاظ عليها..
محقة ليليان بقولها وطلبها أنها لا تريد أطفالاً من جديد؛
فهو لا يستحق أن يكون له أبناء؛ ليقتلهم مرة أخرى..
لا يدري كم مر عليه قابعًا بذلك المكان, حتى نهض بانكسار، ولا زال يحتضنها..
تحرك بتثاقل وخلفه فرسه يتحرك خلفه بتلقائية, وكأنه يشعر بتيه صاحبه, فيؤازره,
حتى وصل لمقابر عائلته، بعينين باكيتين لا تبصران بصدمته,
طرق الباب وكأن أحد الأموات سيفتحه, لكن لا مُجيب, فيبحث حوله عن حجر, حتى وجده, يضم عظام ليان لصدره,
ويده الأخرى تقبض على الحجر, يوجهه للقفل,
يضربه بعنف, غير مُبالي ليده التي جُرحت حتى كُسر القفل, ودلف,
دلف يتطلع حوله بالمكان, يرى تلك القبة التي يسكن أسفلها من مات من عائلته, وأمه, بخطوات بطيئة متهالكة جثى أمام موضع قبر والدته, والذي يعرفه,
يحدثها بصوت مختنق متألم يلهث من فرط معاناته:" أريد دفن الصغيرة بجواركِ أمي.."
يردد بلا شعور ويزيد من ضمها:" ابنتي.. أريد دفن ابنتي.."
يميل برأسه للجانب بتيه,
هامسًا بذهول:" لقد وجدتها.."
تنساب دموعه من جديد, مُرددًا بعذاب بعذاب:" ليتني لم أجدها.."
ما أقسى أن يفقد الرجل طفله، وليس أي فقد.. فقد فقدها بأقسى طريقة..
يتلفت حوله بعدم استيعاب, كيف سيضعها بجوار أمه؟..
كيف سيفتح القبر الآن؟..
عيناه تنظران لأحد القبور المفتوحة بالمكان, حيث لم يُدفن به أحد..
مُجرد قبو مجوف, نهض جواد بلا وعي, وذهب إليه, وهو لا يزال يضم الصغيرة إليه,
دلف به, يهبط درجاته, ثم تهالك بجسده داخله, يود وضعها هنا, إلا أن قلبه لا يطاوعه فيعود لضمها يود لو دفنها بصدره بدلاً من ذلك القبر،
زم شفتيه بقوة ضاغطًا على فكيه حتى كاد يحطمهما..
ينزع ذلك الشال الذي يحاوط عنقه, وقد تلطخ بدماء رأسه, وفرشه أرضًا,
قبل أن يضع عليه عظام الصغيرة, ثم يلفها بطرفيه بارتعاش،
يتمدد بجوارها, في ذلك الظلام المُرعب,
عيناه الغائمتيّن, تنظران بلا رؤية للحائط, حيث يفصل عنه القبر الذي يضم أمه, ونساء العائلة,
يهمس إليها بدموع الحسرة
المعذبة:" احتضنيها أمي.. ابعثي بجسدها الدفء الذي تفتقده.. احتضنيها أمي واشعريها بالأمان.. إنها خائفة.."
شهقاته تعلو ودموعه تنهمر،
يردد:" لا تتركيها أمي أتوسل إليكِ.. ااااه لو تضميني مرة أخرى بين ذراعيكِ.. أنا.. أنا......."
لم يستطع ان يُكمل مختنقًا بكلماته..
يعتدل ضاربًا الأرض بقبضته, ثم يرفع وجهه, صارخًا بهلاك:" يارب.. اللهم الهمني الصبر.."
يعود ليتهالك بتخاذل مطأطأ الرأس وقد تهدل كتفاه, يهمس للصغيرة بلهاث متقطع:" سأعود.. سأعود كي أضعكِ بجوار أمي.. لا تخافي.."
بعد معاناة خرج من القبر, ثم انهار جسده على الأرض بجوار القبر،
وبقي هو ينظر إلى داخله على صغيرته أو ما بقي منها، يشعر بقلبه قد دُفن معها..
ثم نهض يخرج من المكان, يُغلق الباب كيفما اتفق, يركب حصانه,
عاد لذلك المكان مرة أخرى, ينظر للجسد المُلقى يسبح بدمائه التي بدأت بالتجلط حوله،
يرمقه بعينين حمراوين بحقد شديد، يدنو منه، طابقًا على عنقه المذبوح بيده يكاد يحطم عظامه،
قائلا بقتامة:" أقسم بالله أنني أتمنى لو أنك حي لأذقتك العذاب.. أود لو قتلتك ألف مرة ولن أكتفي.."
جز على أسنانه بقوة يسمع احتكاكم يكاد يحطمهم..
ثم نفض يده بازدراء ناهضًا، يجر الحصان خلفه, يسير معه
حتى وقف قرب الباب يفتحه, فلمحه الحارس الذي استيقظ للتو, ليرى من قرب البوابة,
مع صوت أذان الفجر الذي علا بالمكان,
هال الحارس منظر جواد, الذي نظر لهيئته بعينين متسعتين بذهول، وهم بالحديث,
فعاجله جواد بقوله الجامد:" اتصل بالشرطة, وأخبرهم أن هناك قتيل بالقرب من المزرعة.."
ثم عاد لتحركه, يجر الحصان مُجددًا بلا وعي, ثم تركه,
قاصدًا منزله تاركًا الرجل خلفه مصعوق من الحديث،
يخرج من المزرعة, يتحرك بالمكان, على مسافة عشرات الأمتار, حتى وجد الجثة ملقاة,
فشهق مهرولاً عائدًا للمزرعة، يصرخ بارتياع:" قتيل.. هناك قتيل بالقرب من المزرعة.."
تجمع المتواجدين حوله يتساءلون بذعر..
*********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 01:57 AM   #2328

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



لكن كل تلك الأصوات اختفت حين وصل جواد لغرفته، يتهالك على طرف الفراش، ينظر لليليان الشبه غافية،
والتي ما إن شعرت به حتى نهضت بتكاسل,
هامسة بصوت ناعس:" جواد.."
_لقد قتلته..
رمشت بعينيها تحاول نفض نعاسها, مرددة بعدم فهم:" ماذا؟.."
لكنه عاد يقول بعينين لا تبصران:" لقد قتلته.. ووجدتها.."
مدت يدها تضيء المصباح بجوارها كي تراه، فهالها منظره طاردًا النعاس من عينيها،
تنتفض متسائلة برعب:" ماذا هناك؟.. ما الذي حدث؟.."
عيناها تجريان على هيئته ترتجف بهلع، وتلك الدماء المتناثرة على ملابسه, وجانب وجهه ورأسه,
فيجيبها بخواء:" قتلته.. ووجدت الصغيرة.."
مع ذكره للصغيرة قفزت من الفراش تقف أمامه،
تهتف بلهفة:" هل وجدت ابنتي؟.. أين هي؟.. أين ليان جواد؟.. أين!.."
وصوتها يرتفع بسؤالها يكاد يتحول لصراخ..
يرد عليه بصوت خافت:" وضعتها بالقرب من أمي.."
عقدت حاجبيها تهز رأسها
باستفهام:" ماذا!.."
_لقد قتلها وقتلته..
رفع يده الملطخة بالدماء أمام, وجهها فتتسع عيناها بفزع،
تعود لتنظر لهيئته المزرية، وملابسه ثم تعود ليده,
فتتسعان أكثر حتى كادتا تبتلعان وجهها،
فتراجعت للخلف بخطوات متعثرة,
تهز رأسها نفيا بهيستريا،
نهض من مكانه ببطء يقترب منها،
مُرددا:" قتلته كما قتل صغيرتنا.. انظري.."
ومع اقترابه منها صرخت بقوة، تلتصق بالحائط خلفها،
وهو يقترب منها قائلاً:" قتلته.."
وضعت يديها على أذنيها, تهز رأسها مطبقة على عينيها،
وصوته يصلها:" قتلته.."
فتصرخ بقوة:" لااااا.."
وحين شعرت بجسده قريب منها, انكمشت على نفسها أكثر,
صارخة برعب:" ابتعد عني.."
وقف يراقب جسدها المرتجف, ووجهها الشاحب بخوف،
مبتسمًا بفتور، يتراجع للخلف دون أن يبعد عينيه عنها،
ثم جلس على طرف الفراش مرة أخرى وهي ترتجف صارخة بهيستريا، جعلت من بالمنزل يهرع إلى الغرفة فيتجمد أمام المنظر..
***************



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 02:01 AM   #2329

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

ننوه مرة أخرى أحداث قصة ليان حقيقية وتمت بالفعل مع اختلاف بعض التفاصيل




Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 11-12-21, 02:02 AM   #2330

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل الخمسون
قراءة ممتعة

Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.