آخر 10 مشاركات
امرأة متهورة - شارلوت لامب - روايات غادة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          87 - ومرت الغيوم -آن هامبسون -عبير جديدة (كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-21, 02:41 AM   #2411

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




مساء الخيرات
سيتم تنزيل الفصل الثاني والخمسون من رواية قيود العشق الآن
قراءة ممتعة مقدمًا

Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 02:50 AM   #2412

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني والخمسون

طرقات قوية سريعة على الباب أجفلتها، جعلتها تُسرع لفتحه لترى من ذلك اللحوح،
لكنها حين فتحت الباب, انتفضت بعينين متسعتين,
وهي ترى ليليان أمامها،
ترتدي السواد من حجاب رأسها حتى حذائها،
فقد قررت الحداد بالأسود, حتى يخرج جواد,
غير مكترثة باعتراض من حولها..
تقف بوجه جامد، ترمقها بنظرات مفترسة،
رُغم عيناها الحمراوين بجفنيها المتورمين،
إلا أنهما كفيلتان ببث الذعر بداخلها،
خاصةً حين ارتفع وجه ليليان أكثر,
لتنظر من فوق كتفها للداخل حيث أولادها بنظرة ازدادت قتامة،
وكأنها مقبلة على فعل شيء مُخيف..
زوجة حسن وأولاده..
هل يمكنها أن تتركهم هكذا, بعد أن كان السبب بدمار عائلتها!..
لن يحدث..
ابتلعت سماح ريقها وهي تتبع نظرات ليليان بقلبٍ واجف,
ترتجف بكل خلية بداخلها, متسائلة عما تريده, بل ما ستفعله بها وبأولادها!..
هي بلا حول ولا قوة أمام ما يحدث حولها,
وكل ذلك بسبب ما أوقعها به حسن, بطمعه وجشعه, وقلة أصله..
لقد علمت البلدة كلها بما فعله, ونظراتهم تحولت إليها ولأولادها بإدانة مزدرية,
وكأنها كانت شريكته بالأمر, تتهرب من النظرات والكلمات المُهينة ببقائها بالمنزل,
بل تنتفض بذعر, كلما مر أحدهم أمام الباب,
وهي تسمع شتائمهم, وكلماتهم الساخطة,
تحتضن أولادها بهلع, كلما جنّ عليها الليل, مترقبة ما قد تفعله عائلة السيد جواد بها انتقامًا من حسن,
فهي تعرف أنه لن يكفيهم قتل جواد له, بل لم يُشفي غليلهم,
خاصةً بعد حبسه ثلاث سنوات..
تعلم تمام المعرفة أنهم سينتقمون من أحد أبنائها, إن لم يكن جميعهم,
فتنهمر دموعها بقلة حيلة عاجزة برعب, متمتمة:" منك لله يا حسن.."
فهذا ما أخبرته به حين علمت, لن يمر الأمر على خير أبدًا..
وها هي ليليان تقف أمامها, تنظر لأطفالها ببغض,
ثم تعود إليها لتتفحصها بدورها, دون أن تتغير ملامحها الجامدة,
ترى وجهها الباهت بشحوب, يبدو عليه علامات الإرهاق, بجلباب أسود باهت حداد على زوجها المتوفي,
ملامحها وكأنها ازدادت عمرًا على سنوات عمرها التي ربما تُقدر بأواخر العشرينيات,
لكنها لا تجد بداخلها شفقة كي تشعر بها اتجاهها,
فحرقة قلبها على ابنتها,
وما فعله زوجها الحقير أكبر من أي تعاطف,
ومع سجن جواد, بات ذلك مستحيلاً..
بأطراف أصابعها, أزاحتها ليليان من طريقها, تدلف للمكان بخطوات بطيئة, وبداخلها الغضب,
مع ضيق شديد يموج بصدرها..
مُجرد فكرة أن من حرمها من ابنتها كان يسكن بهذا المكان,
يقبض على صدرها, بنفور, لكنها لا تستطيع ألا تأتي إلى هنا..
عيناها تنظران للأربعة أطفال الذين يبادلونها النظر بفضول مترقب,
بوقتٍ آخر كانت لتبتسم بوجوههم بنعومة, وربما أهدتهم بعض الحلوى,
لكن الآن كل ما تراه هو نسل ذلك الخسيس,
أولاده وهم يتمتعون بالحياة ينبضون بطاقة الأطفال, وابنتها التي واراها التراب, محرومة منها قبل أن تشبع منها..
زفرت بقوة تكبح غضبها المُتصاعد,
وهي تستمع إلى صوت سماح المُرتجف, تحدثها:" سيدة ليليان.."
ببطء التفتت إليها ليليان, ترمقها بجمود, ترى ارتجاف شفتيها بخوفٍ واضح,
وكأنها ترى بها قابض الأرواح, الذي سيقبض أرواح أولادها..
ترى بعينيها نظرة أم مترقبة بتحفز, وإن كان واهن,
عينا سماح تنتقلان منها إلى أولادها بتكرار مضطرب,
وكأنها تريد الصراخ بالصغار أن يهربوا من المكان,
أو تجذبهم لتضعهم خلفها بحماية, تريد احتضانهم, إخفائهم عنها..
وذلك يكاد يدفع ضحكة ساخرة من ليليان,
وهي تود الصراخ بها, لقد حرمني زوجكِ من ابنتي, اقتطفها من روحي, وقتلها..
لكن سماح عادت تُخبرها بخفوت خائف, ترجوها:" سيدة ليليان.. أنا ليس لي ذنب.."
تدمع عيناها بشدة, ثم تتساقط دموعها, مكملة بتهدج مثير للشفقة مُدافعة:" والله لم أكن أعلم بما فعله حسن..
لم أعلم إلا قبل أن يُقتل.. لا ذنب لي أنا وأولادي.."
ومع دموع سماح وارتجاف جسدها, وجدت الصغار يندفعون اتجاه أمهم, يتشبثون بجلبابها البيتي الأسود, ينظرون لليليان بأعين متوترة, بوجوه عابسة, وإن كانوا لا يعون الكثير..
وسماح تُردد:" لم أعلم.. والله لم أعرف بفعلته السوداء؛ إلا قبل وفاته بساعات.."
بعينين لا تلينان رمقتها ليليان, بصمت دام للحظات,
قبل أن تسألها بجمود:" وبعد أن علمتِ بما فعله, هل كنتِ ستأتين إلينا وتُخبرينا الحقيقة؟.."
انتفضت سماح بوقفتها, تنظر لليليان بوجل, تبتلع ريقها بصعوبة واضحة, بإجابة صامتة أبلغ من الكلمات,
دفعت ابتسامة ساخرة لليليان, والتي تابعت بفتور:" بالطبع لم تكوني لتُخبرينا بالأمر.. لم تكوني لتشي بزوجكِ الحقير.."
أطرقت سماح برأسها بخزي, فليليان مُحقة, هي علمت بالأمر,
وهددته مولولة بأنها ستترك له المنزل, لكنها لم تكن لتذهب إليهم وتخبرهم بما فعله حسن, وإن مضى سنوات,
فكيف تذهب وتخبرهم أن زوجها اختطف ابنتهم, وقد ماتت بسببه!..
فغمغمت بهمس شبه مسموع:" سيدتي أنا.. أنا لم....."
لم تستطع تكوين جملة ترد بها, أو تُبرر قلة حيلتها..
وليليان تقول بحُرقة رُغم جمود
ملامحها:" أنتِ كنتِ ستصمتين.. وتتركينا نموت حسرة على اختفاء طفلتنا.. كنتِ ستكونين شريكة لزوجكِ.. إن لم تكوني شريكته من الأساس, وتفتعلين هذه المسرحية كي تنجين من العقاب.."
حينها رفعت سماح رأسها تهتف بلهفة نافية باكية بلوعة:" والله لم أكن أعرف.. يشهد الله عليَّ.. أقسم بحياة أولادي لست شريكته.."
رمشت ليليان بعينيها, تزم شفتيها بقوة, تسألها بغضب من بين أسنانها:" كيف استطاع فعلها؟.. كيف استطاع أخذ ابنتي الصغيرة؟.. كيف سولت له نفسه بحرماني منها؟.."
وكلماتها الأخيرة خرجت صارخة بقهر موجوع, بحرقة قلبها الذي لن يبرأ,
متسببة في انتفاضة الصغار مع أمهم, وصرخة بكاء صغيرة انطلقت من أحد الأركان,
جعلت رأس ليليان يلتفت بحدة, بعينين متسعتين,
لترى صغير متسطح على أريكة عريضة, يبكي وهو يصارع بقدميه, وكأن صراخها أزعج نومه..
فتجفل ليليان, وهي ترى سماح تمر من أمامها راكضة,
متجهة نحو الجسد الصغير, تنتزعه من مكانه,
تحتضنه بقوة, وهي تهزه بين ذراعيها, ناظرة لليليان بخوف لاهثة,
قائلة بهلع:" والله لم أكن أعلم.. لم يخطر ببالي أن يفعل ذلك أبدًا.. فالسيد جواد خيره يُغرقنا.."
عينا ليليان كانتا مُعلقتيّن بذلك الصغير الباكي وإن كان هدأ بين أحضان أمه.. صغير ربما بعمر العام,
صغير جعل عيناها تتشوشان بالدموع, ترفع يدها تضعها على صدرها موضع قلبها, شاعرة بألم شديد,
تستشعر ضربات قلبها المدوية بوجع ملموس,
لديه طفل صغير, ربما كان مولودًا حين اختطف ليان..
طفل صغير كان يعود إليه ليلاً ليحمله, يحتضنه, يقبله, ويحميه,
وهو قد اختطف ابنتها, انتزعها من حضنها, لم يهزه بكائها, ودموعها وطلبها لحضن أمها..
آهة كتمتها بقوة, وقد تساقطت دموعها بحرقة, فسارعت بمسحها بعنف, ترمق سماح وطفلها بغل شديد, متنفسة بلهاث مسموع,
تعض باطن شفتها السفلى بقوة, حتى شعرت بطعم الصدأ من الدماء..
زفرت بقوة, عيناها تشعان بُغضًا, وقد ارتفع ذقنها بترفع,
قائلة بصرامة:" أنا لا أريدكم هنا.."
اتسعت عينا سماح بعدم فهم, تسألها بغباء:" ماذا؟.."
وليليان لا تلين, بل تزداد ملامحها صلابة, قائلة بقوة جادة:" لا أريدكم هنا.. بهذا البيت.. بهذه البلدة.. لا أريد أن أراكم بأي مكان حولي.."
انكمشت ملامح سماح بارتياع, تتلفت حولها بتشتت, قبل أن تنظر لليليان,
قائلة بجزع:" إلى أين سأذهب سيدتي؟.. أنا ليس لي مكان غير هنا.. إلى أين سآخذ أطفالي وأرحل؟.. أنا...."
فتقاطعها ليليان بغضب مستعر هاتفة وقد ارتفع صوتها:" لا أهتم.. لا أريد بقائكم بالبلدة.. هذا بيتي.. أليس هذا بيت جواد؟.. ألستم مستأجرين به؟.."
ازدادت ملامح سماح انكماشًا, بالطبع هو بيت جواد,
لقد استأجره لحسن بعد أن باع الأخير بيت والده؛ حتى يُوزع ماله عليه وعلى إخوته,
وقد أضاع حسن نصيبه بديونه التي لا تنتهي,
والسيد جواد بكرم أخلاقه, آواهم فيه, بل لم يأخذ منهم إيجارًا, وتركهم يسكنونه بالمجان..
فهمست بقلة حيلة:" إلى أين أذهب؟.. إلى أين أذهب بأولادي؟.."
فترد عليها ليليان المتشنجة من بين أسنانها بغضب:" لا أهتم.. ليست مشكلتي.. لقد أسكنكم جواد بيتًا.. أعطاكم سقفًا يحميكم وأولادكم من البرد..
أمن لكم مكانًا كي تحتضنوا أولادكم فيه.. وزوجكِ انتزع ابنتنا من حضننا.. لا تنتظري مني شفقة أو رأفة بعد فعلة زوجكِ.."
تهدل كتفا سماح بتهالك, هامسة
بأسى:" وما ذنبي؟.. وأولادي....."
فتجفل منتفضة بشبه قفزة, مُشددة ذراعيها على ابنها الصغير,
وليليان تصرخ بجنون:" ذنبكِ أنكِ زوجته, وهم أولاده.. يسري بداخلهم دماؤه القذرة.. ولا استبعد أن يكونوا مثله.. سترحلون من هنا.. ستتركون بيتي..
هل سمعتِ؟.. سترحلون على الفور.."
_سيدة ليليان..
_ليليان..
واسمها انطلق بصوتيّن مختلفيّن..
*******
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 02:59 AM   #2413

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي





_سيدة ليليان..
_ليليان..
واسمها انطلق بصوتيّن مختلفيّن,
كان أحدهما لسماح بتوسل,
والآخر كان لأنيسة التي وقفت على باب البيت,
تنظر إلى ما يحدث بعدم رضا..
لقد علمت أن ليليان ستأتي إلى هنا, علمت أن جنونها سيدفعها للقدوم إلى سماح,
كي تصب جام غضبها عليها,
خاصةً بعد الحكم على جواد بثلاث سنوات,
وما حدث بالمنزل بالأيام السابقة,
وحين لم تجدها اليوم بالمنزل, علمت بقدومها, فأسرعت خلفها..
لقد استمعت لمعظم الحديث, وحان وقت التدخل منها,,
رُغم شعورها بانقباض صدرها لتواجدها بهذا البيت,
إلا أنها تحاملت على نفسها, وهي تقول دون أن تدلف إليه:" يكفي ليليان.."
نظرت إليها ليليان بعينين متسعتين دامعتين بغضب مستاءة,
هاتفة:" لا أريدهم هنا.."
وسماح ما إن رأت أنيسة حتى استنجدت بها, وكأنها طوق نجاة لها,
هاتفة بهلع:" سيدة أنيسة.. والله لم أكن أعرف.. ليس لي ولا لأولادي ذنب بما فعله حـ....."
وأنيسة قاطعتها قبل أن تُكمل اسم من أصبح أبغض الناس إليها,
قائلة بقوة:" أعرف.."
وبيدها أشارت لليليان أن تتقدم منها, قائلة بصرامة:" تعاليَّ ليليان.."
ونظرة الرفض بعينيَّ ليليان, جعلتها تُعيد كلماتها بحزمٍ أكبر
كأمٍ مُحذرة:" هيا.. تعاليَّ ويكفي ما حدث.."
جزت ليليان على أسنانها بغضب متصاعد, لكنها أطاعتها, واتجهت إليها, لتقف بجوارها,
فتستشعر أنيسة انتفاض جسدها الغاضب, ووجهها المشتد, كابحة دموع الألم,
فترفع ذراعها, تطوق به جسد ليليان, تقربها إليها, بمواساة صامتة,
تقبلتها الأخيرة, تنكمش, مُخفية وجهها بكتف أنيسة, مبللة ملابسها بدموعها,
وسماح تقول بارتباك شاعرة
بالخزي:" سيدة أنيسة.. أعلم أن ما فعله حسن لا يغفره اعتذار, أو أي كلمات.. لكن لا ذنب لي وللصغار.."
وكلماتها أرادت بها أن تُرقق قلب أنيسة, كي تدعها وأولادها,
فتراها تصمت للحظات, قبل أن تقول برزانة:" أعلم أن لا ذنب لكم سماح.."
وكلماتها زرعت بها الأمل,
لكنها لم تلبس أن أكملت بجدية وهي تُقرب ليليان إليها أكثر, تدعمها:" لكن أنا أيضًا لا أريدكِ هنا.. لن نستطيع أن ندعكم بهذا البيت بعد ما حدث..
ما فعله زوجكِ كان قاسيًا علينا لدرجة فاقت قدرتنا على التسامح.. سترحلون من هنا, بل من البلدة كلها.."
اتسعت عينا سماح بهلع, شاهقة,
تتوسلها بارتياع:" وإلى أين سأذهب بأولادي؟.. ليس لدينا مكان آخر.. أنا....."
فتقاطعها أنيسة بصرامة:" كان أحرى بزوجكِ أن يفكر بأولاده,
قبل أن يفعل ما فعله, ويحرق قلوبنا على صغيرتنا.."
زفرت أنيسة بقوة, مبللة شفتيها بطرف لسانها,
تأخذ نفسًا وتزفره سريعًا,
مُكملة بجمود:" ربما ما أفعله الآن معروف لكم.. فقد علم أهل البلدة كلها بما حدث, وعائلتنا غاضبة بشدة, ولن تهدأ إلا بالثأر كما تعلمين.."
عائلة أبيها ثائرة بغضبها لأجل جواد, وما حدث لابنته,
فما فعله حسن يُعتبر كبيرة بحقهم, واستهانة بهم, لا يغفرها سوى الثأر من عائلته, العين بالعين, والبادئ أظلم, مشيرين إلى أولاده,
وأنيسة تحاول تهدئتهم, قدر ما تستطيع..
فتبكي سماح برعب, وقد التف أولادها حولها مُجددًا,
وأنيسة تُضيف:" ستتركون البلدة جميعًا, وذلك لتهدئة الوضع.. هذا أقل ما يمكنكِ فعله كي تحافظي على سلامة أولادكِ.."
تهدل كتفا سماح بقلة حيلة منكسرة, تبكي بحسرة, غير قادرة على الحديث,
متمتمة بكلماتها:" منك لله يا حسن.."
إلا أنها لم تُصدق كلمات أنيسة التي ختمت بها حديثها
وكأنها تحكم عليها بالنفي من
موطنها:" سأرسلكِ لبلدة أخرى.. وعليكِ التصرف..
هذا أقصى ما يمكنني فعله لأجلكِ ولإنقاذ أولادكِ وسلامة عائلتي أيضًا.."
وهذا حقًا أقصى ما تستطيع تقديمه, متحاملة على نفسها لمساعدة سماح,
رُغم ذلك الوسواس بداخلها أن تدعها هي وأولادها يتسولون, ويلاقون وبال العذاب والحاجة بعد ما فعله ذلك الخسيس,
لكنها استغفرت ربها, مستعينة بالله على شيطانها,
تُجاهد نفسها, كي ينجيهم الله ويفك كربتهم,
فاتفقت مع السيدة فاتن أن تجد لها ببلدتها بيت صغير يأوي سماح وأولادها, وعمل تستطيع منه الإنفاق عليهم..
فهي ليست بتلك المثالية والتسامح؛ كي تتعامل مع زوجة حسن وأولاده كأن شيئًا لم يكن,
بل وتدعهم أمامها لتراهم دومًا..
همت بالتحرك, جاذبة ليليان معها,
قائلة بجدية لا تحتمل النقاش:" معكِ عشرة أيام كي تحزمي متاعكِ, وتُصرفي أموركِ وترحلي من هنا.."
تاركة إياها تبكي بحسرة, غير قادرة على المجابهة, فمن هي كي تستطيع الوقوف بوجههم, بل وبأي حق بعد ما فعله زوجها؟..
ربما هذا أفضل لها ولأولادها, الذين سيحملون وصمة عار ما فعله أبيهم, وسيظل جميع من بالبلدة يُشيرون إليهم بأصابع الإدانة,
ناعتون إياهم بأولاد الخسيس الذي عض يد من أحسن إليه دومًا..
وأنيسة تتحرك مع ليليان التي تحررت دموعها بغزارة, تشهق ببكائها,
قائلة بتعثر:" كنت لأموت كمدًا إن قمتِ بتركهم بالبلدة, والبيت.."
فتتنهد أنيسة بثقل, تلصقها بها, قائلة بخفوت,
وهي لا تزال تتحرك معها:" لست بهذه المثالية ليليان.. ما فعله ذلك الحقير, أوغر قلبي اتجاه زوجته وأولاده, وإن رأيتهم أمامي كثيرًا سيزداد بُغضي وكرهي لهم.."
تنشج مستنشقة دموعها, تميل برأسها إليها, هامسة:" شكرًا لكِ خالتي.. لا أعلم ماذا كنت لأفعل بدونكِ؟.."
فتتنهد أنيسة دون أن ترد عليها, بل تحدث نفسها بألم:" بل أنا لا أعرف ماذا سأفعل بدون جواد هذه المدة.."
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:03 AM   #2414

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي





منذ أن حُكم على جواد بالسجن ثلاث سنوات, ومأمون مهموم,
مُثقل الكتفيّن, وقد هرم عمره أضعافًا, حاول كثيرًا أن يقوم بالاستئناف كي يُخفف الحُكم,
لكن جواد رفض, ولا يدري سبب ذلك, مُسببًا غضبًا,
كاد يُفقده صوابه, يهدر به أن يستفيق من حالته الغريبة,
لكنه لم يعلق, أو يهتم, بل يرى أن ابنه يظن أنه يستحق تلك المُدة على ما اقترفته يداه..
ومنذ ذلك الحين يقضي مأمون وقته بين البلدة والعاصمة
لمُساعدة ليليان وخالة جواد, في إدارة الأعمال, وزاهر لا يترك جانب ابنته, بل يكاد يُقيم هناك,
وهو عاد البارحة للعاصمة, حيث طلب منه جسور أن يحضر اجتماع هام,
على أحدهما أن يحضره معه, وحين رفض زاهر, عاد هو..
والآن هو بمنزل العائلة ليرى والده رضوان, الذي اشتد عليه المرض هذه المرة جديًا, طريح الفراش,
وكأن بمصاب جواد, وموت الصغيرة ليان كان قاصمًا للجميع,
قضى مأمون مع والده بعض الوقت, حتى سقط رضوان نائمًا بلا وعي,
وهو جلس قليلاً بعينين غائمتيّن, ثم نهض من مكانه,
وخرج من الغرفة كي يُغادر المنزل, هابطًا الدرج, حتى وصل إلى البهو الكبير, وقبل أن يخرج وصله..
_مأمون..
وصله صوت مُهيرة البغيض على أذنيه,
والآن تحديدًا لا يُمكنه التعامل معها,
فلم يلتف لها, وهمّ لمتابعة خطواته للخارج,
لكنها عادت تسأله برقة خبيثة:" ألا تسمعني؟.. أم ما حدث معك جعل سمعك ثقيلاً!.."
زفر بقوة محوقلاً, وهو يسمع صوتها يقترب منه,
وهي تسأله بشماتة لا تُخفيها, بل تُزيد في إظهارها:" ما هو شعورك بعد ما حدث مع ابنك؟.."
جز على أسنانه مكورًا قبضتيه بقوة, حتى خدشت أظافره باطن كفه,
مجرد سماعه لصوتها كأن هناك حبل غليظ يلتف حول عنقه يخنقه,
وهي تزيد مع اقترابها أكثر, قائلة:" انظر لما حدث مع ابنك.. وما آل إليه حاله..
هذا كله ذنبي, تُعاقبون عليه بسبب ما فعلتموه بي.."
ومع نهاية كلماتها ارتفع حاجبا مأمون بانشداه, يلتفت إليها هذه المرة بتلقائية, مُرددًا:" ذنبك!.. أنتِ!.."
حينها رأى وجهها الكريه, مبتسمة بشماتة, مزينة وجهها بإتقان, لكن بالنسبة إليه قبيح للغاية,
ومُهيرة ترد عليه بقوة:" بالطبع ذنبي.. ألا تتذكر ما فعلتماه بي؟.."
ووجهها انقلب بحقد عظيم,
وهي تتذكر ما فعله بها مأمون وزاهر, حين اختُطفت الصغيرة..
كانت تجلس بغرفتها بعد الظهيرة,
لكنها أجفلت حين وجدت باب الغرفة يُفتح بعنف جعله يرتطم بالحائط, مُفزعًا إياها,
ويدلف منه مأمون وزاهر, بهيئة مُخيفة, جسدهما متحفزان,
يلهثان بطريقة غريبة, وينظران إليها بطريقة إجرامية مُريبة,
يقترب منها زاهر بطريقة سريعة,
أطلقت صيحة مرتبكة, حين انتزعها من مكانها, يدفعها للحائط بقوة مؤلمة,
وهو يهدر بوجهها بشراسة:" هل وصل بكِ الأمر لهذا الحد مُهيرة؟..
لكن والله هذه المرة سأقتلكِ.. سأقضي عليكِ.."
انتفضت متسعة العينين ناظرة إليه برهبة,
تسأله بارتجاف غير مستوعبة:" ما الذي؟.. ما الذي تعنيه؟.. أنا لا أفـ....."
لكنها تصرخ متألمة حين ضرب جسدها بالحائط بقوة أكبر, مع مقاطعته المشتعلة:" كفى خداعًا.. أين الصغيرة؟.. أين أخذتها؟.."
عقدت حاجبيها بعدم فهم, تحاول التملص منه, متأوهة,
مُرددة بحنق:"دعني.. عن أي صغيرة تتحدث؟.."
فتنال منه ضربة أخرى, مع قوله من بين أسنانه بتشنج مريع من فرط
عصبيته:" لا تتحامقي معي مُهيرة.. أين الصغيرة ليان؟.. أين حفيدتي؟.."
وهي لا تعي ما يقوله, فتسأله بغيظ حاقد:" ما شأني بابنة ذلك اللقيط؟.. هل سـ....."
لم تستطع إكمال جملتها, حين هوت صفعة زاهر على وجهها, أمالته للجانب,
وعيناه الحمراوين ترمقاها بافتراس, يرتجف جسده من غضبه,
هادرًا:" من تتحدثين عنه هو زوج ابنتي.. والد حفيدتي.. حفيدتي التي أخذتها, وستُرجعينها في الحال, وإلا سأقتلكِ.."
فغرت شفتيها محاولة الحديث, وعقلها يبدأ باستيعاب الكلمات,
مضيقة عينيها بتركيز, ناظرة من فوق كتف زاهر لمأمون الواقف بمنتصف الغرفة يرميها بنظراته الحادة,
فيهزها زاهر بقوة أكبر, هادرًا:" أين ليان مُهيرة؟.. أقسم إن لم تُخبريني أين هي, وأنها بخير سأقتلكِ.."
فتتجمد ملامحها, مع نظراتها التي لمعت بشماتة غريبة,
قائلة ببرود مستفز بترفع:" لا أعرف.. لا أعرف شيء عن حفيدتك تلك.. ابحث عنها بمكان آخر.."
لا تهتم بجنون زاهر, وهيئته المُرعبة,
عيناها بعينيَّ مأمون, وهي تُكمل بنبرة ساخرة بازدراء:" لا أستغرب من خطفها, فمن كزوج ابنتك وبلدته المُريعة
يعج بها المُجرمين, بمستواهم المتدني.. همجيون.."
حينها تحرك مأمون من مكانه مُتجهًا إليها, دون أن تفارقها نظراته,
قائلاً بهدوء غريب:" أين ليان؟.."
فتهز كتفها بلا مبالاة, مُجيبة:" لا أعرف.. ابحث عنها عند أعداء ابنك الهمجي.."
يقترب أكثر, مُكررًا كلماته:" أين الصغيرة؟.. ليس لأحد ضغينة لدى جواد سواكِ.."
فتضحك بهزء, رافعة ذقنها بتكبر,
قائلة:" ضغينة؟.. أنت تضع ابنك بمكانة تعلوه كثيرًا.. من يكون كي اختطف ابنته؟.."
حينها رد عليها زاهر صادحًا, وهو يهزها بعنف:" ليس جديدًا عليكِ.. ألم تُرسلي إليه ذلك الشاب كي تُدمري حياته, وحياة ابنتي!.."
تحاول التخلص من قبضتيه بحنق, قائلة بحدة نافذة الصبر:" ليس لي علاقة بما يحدث الآن.. دعني زاهر.."
لكنه لا يتركها, وهو يصرخ بها أن تُخبره بمكان ليان, وهي تُصر على الإنكار..
حتى وصل إليهما مأمون, يحرقها بعينيه, قائلاً:" اخبرينا بمكانها.. ولا تجعلي الوضع يتفاقم.. لن نرحمكِ مُهيرة.."
تأففت بنفاذ صبر, هاتفة:" قلت لكما
لا أعرف.. ولا شأن لي بما يحدث.."
حينها هز مأمون رأسه بشبه ايماءة متوعدة,
ودون إنذار, جذبها من قبضة زاهر, يجرها حتى وصل بها لنافذة غرفتها المفتوحة, يدفعها دفعًا منها, فتكاد تسقط,
فتصرخ مرتجفة,
وصوت مأمون يعلو على صراخها:" أقسم بالله إن لم تنطقي لأقينكِ من هنا.."
يقول كلماته, ويدفعها أكثر,
تحاول مقاومته, والابتعاد للداخل, لكنه لا يدعها,
هادرًا:" انطقي.."
تصرخ بهلع, مع قولها:" دعني.. لا أعرف.."
ومع كلماتها الصارخة, يزداد جنون مأمون, يميل برأسها للأسفل أكثر,
فتكاد تسقط بعدم اتزان من النافذة بسبب ثقل رأسها ونصف جسدها,
فترتجف أكثر, صارخة باستنجاد,
إلا أن لا أحد يسمعها,
وزاهر يساند مأمون, مُمسكًا بعنقها, يرفعها لتواجهه,
يسألها مُجددًا:" أين الصغيرة؟.."
عيناها متسعتان بجحوظ مرتعب, كمن يواجه الموت,
ترد عليه صارخة بذعر:" لا أعرف.."
فترى زاهر يجز على أسنانه, يضغط على عنقها بطريقة مؤلمة,
ثم يدفعها اتجاه مأمون, والذي كاد يُلقيها حرفيًا,
مع قوله الساخط:" زاد جنونكِ مُهيرة, لكن هذه المرة لن أدعكِ تفلتين.. سألقيكِ من هنا..
انظري.. انظري لذنبكِ.. يبدو أن نهايتكِ ستكون جزاء ما فعلتِه سابقًا.."
عيناها تنظران للأرضية الصلبة أسفل والتي إن سقطت عليها برأسها
ربما لن تقتلها, ولكنها ستُسبب لها ضررٍ بالغ..
فتتقافز دقات قلبها كأرنب مذعور, تحاول الوصول بيديها لأي شيء تتمسك به, صارخة,
ومأمون يزيد:" هل عرفتِ الآن مقدار الرُعب الذي سببته لجسور؟..
هل تشعرين الآن بشعور الذي رافقه لسنوات؟..
ها هي نهايتكِ كما خططتِ سابقًا لإرعابي مُفزعة ابنكِ الوحيد,
مُفسدة طفولته وحياته, والآن تخطفين حفيدتي وتُرهبيننا جميعًا عليها!..
لا والله لن أسمح لكِ.."
قلبها يكاد يتوقف من فرط انتفاضته, ورعبها, تلهث بتقطع,
وقد اندفعت الدماء بقوة لرأسها المتدلي من النافذة, مشوشًا رؤيتها,
إلا أنها لا تزال تصرخ بأنها ليس لها شأن باختطاف ليان..
دموع الرعب كمن اقترب أجله تغمر وجهها,
تشهق لالتقاط أنفاسها المتقطعة, ستُصاب بأزمة قلبية حتمًا, وقد تراخى جسدها ببوادر فقدان للوعي,
لاحظ ذلك زاهر, فاندفع يُبعدها عن النافذة, يجذبها ليوقفها أمامه,
مغمغمًا من بين أسنانه بغضب:" لا.. لن أدعكِ تهربين بهذه الطريقة.. اخبريني أين حفيدتي؟.."
تهز رأسها الذي يدور كما تدور الغرفة, تخبره بلسان ثقيل:" لا أعـ..ـرف.. أنـ..ـا..."
فيهزها زاهر, وهو يهدر بحرقة:" لا أصدقكِ.. أين حفيدتي؟.. أين الصغيرة؟.."
إلا من أنقذها هذه المرة كان رضوان, الذي وصل على صراخهم, يدلف للغرفة, هادرًا:" يكفي.."
ومأمون ينظر إليه بنظرات غاضبة, هاتفًا:" لن يحدث.. لقد اختطفت حفيدتي.. لن أدعها إلا بعد أن تُخبرني.."
تقاوم ذلك الظلام الذي يلتف حولها, تستنجد بعمها,
قائلة بتعثر:" لـ..ـم أفـ..ـعـ....ـل.."
اقترب رضوان بخطوات متثاقلة يستند لعصاه كي يتوازن في المشي, حتى وصل إليها,
ناظرًا لعينيها بحدقتيهما اللتين تنقلبان بطريقة مثيرة للشفقة,
يسألها بجدية:" مُهيرة.. هل لكِ دخل بما حدث؟.."
هزت رأسها الثقيل, قائلة ببطء يكاد يكون مفهوم:" لـا.. أنـ...ـا.."
لكن كلماتها لم تكتمل, وهي تسقط أرضًا فاقدة الوعي, بصوتٍ مكتوم,
وقد شحب وجهها الذي كان أحمر من اندفاع الدماء لرأسها, ساكنة كمن فارق الحياة..
ومأمون يصرخ بجنون:" مُهيرة.. لن...."
لكن رضوان أوقفه, قائلاً:" ليست هي من اختطفتها.. دعها.."
فيهدر مأمون بعصبية:" وكيف تعرف ذلك؟..
ليس هناك غيرها تجرؤ على ذلك.. لقد...."
لكن رضوان قاطعه, مؤكدًا:" ليست هي مأمون.. فكرا قليلاً..
إن كانت هي من فعلتها لكانت تبجحت بالأمر كي ترى احتراقك لوعة على الصغيرة..
كانت لتقف بوجهكما لتقول ذلك.. إنها مجنونة متهورة, لكنها لم تفعلها هذه المرة.."
ضغط مأمون على جانب رأسه بعنف, شاعرًا بالعجز,
هادرًا:" لا.. هي من فعلتها, من له مصلحة باختطاف الصغيرة؟.."
فتلين ملامح رضوان بأسى على الصغيرة,
قائلاً بحزن:" من يريد الفدية مأمون.. مُهيرة لم تكن لتطلب المال مقابل رجوع الصغيرة..
كنت أتمنى أن تكون هي, لكنا استطعنا معرفة مكانها بسهولة,
وكنت لأدعكما تفعلان بها ما تريدان, لكنها ليست الفاعلة.."
فيتلفت زاهر حوله بجنون, راكلاً قطعة أثاث بالقرب منه بقدمه, هادرًا:" من؟.. من اختطفها إذًا؟.. سأجن.."
يعود لينظر لمأمون بعينين حمراوين ببؤس, بادله إياه مأمون,
قبل أن يقول باختناق:" لنعد للبلدة.."
يتحركان ببطء قليل الحيلة بيأس, وقد فقدا الأمل الذي ظنا أن مُهيرة ستُخبرهما بمكان ليان,
تاركين إياها خلفهما مُلقاةً أرضًا, ورضوان يُنادي على إحدى الخادمات,
التي أتت مهرولة, بعد أن سمعت اسمها, لتساعد مُهيرة,
فتطلب العون من أخرى, ينقلاها للفراش, حتى أتى الطبيب,
ليطلب نقلها للمشفى, وقد كادت تُصاب بجلطة, نفدت منها بأعجوبة..
********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:09 AM   #2415

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



وها هي الآن تنظر لمأمون بشماتة مغلولة بعد ما فعلاه بها,
بل كانت تتمنى لو أن شقيقها زاهر هنا, كي تُذيقه الكثير من الكلمات السامة..
فتسأله بابتسامة مُقيتة:" أين زاهر؟.. هذه الفترة تبدوان مقربيّن بشدة.."
ترفع يدها دافعة خصلات شعرها المُصففة بطريقة أرستقراطية عن جبهتها قليلاً, مع ذقنها المُرتفع بتكبر,
ثم تعود لمأمون قائلة بابتسامتها
اللئيمة:" تبدو منهك كثيرًا مأمون, لم أكن أظن أن يفعل بك سجن ابنك كل هذا!.."
مُذيلة كلماتها بضحكة ساخرة قصيرة,
ومأمون يرمقها باشمئزاز,
لا تكترث له, وهي تزيد بتنهيدة مرتاحة:" إن كنت أعرف أن ذلك سيحدث لك, ويكسرك؛
لكنت لفقت له تُهمة من سنوات, واستمتعت برؤية القهر بعينيك.."
اضطرب فكه من فرط غضبه منها,
يسألها بقرف:" كيف تتحملين نفسكِ؟.. كيف تستطيعين التعايش مع كل هذا الحقد والسواد بداخلكِ!.."
ارتفع حاجبها مع ابتسامتها المستخفة, ترد عليه بنعومة:" أنا أتعايش وازدهر على وجعك..
كلما رأيت ذلك الألم, القهر العاجز بعينيك أشعر بالانتعاش.."
تهز رأسها لكلا الجانبين, وتنهيدة منتعشة تخرج من أعماقها, مغمضة العينين,
وكأنها تستنشق عبير وجعه والذي يصلها كأجمل العطور,
ثم تفتحهما مكملة:" كنت أحاول وأحاول الانتقام منك, قهرك, وإشعارك بما يموج بداخلي من قهرٍ غاضب؛
حين فضلت عليَّ ابنة القصاب, وتركتني لأجلها,
لكنني لم أكن أتخيل أن يأتي اليوم, وأجد كل ذلك القدر من رد حقي منك,
ودون تدخل مني.."
رمقها دون تعبير, يسألها بفتور:" هل تظنين نفسكِ حقًا ضحية؟.. هل لا زلتِ على ضلالكِ!.."
تعود لترتب خصلات شعرها بأناقة, وابتسامتها لا تفارقها,
قائلة ببساطة:" انظر للقدر مأمون.. لقد رد إليَّ حقي منك.. ها هو ابنك المُفضل مُلقى بالسجن.."
تقترب منه أكثر, حتى كادت تلامسه, ترفع وجهها لأعلى, حتى تنظر لعينيه,
هامسة بنبرة أفعى:" قاتل.. يداه ملوثتان بالدماء.. وهذا المصير الطبيعي لمن هم مثله.."
كاد يتقيأ من فرط بشاعة روحها, وكلماتها القبيحة مثلها,
فيسألها بدهشة:" إن كان هذا مصير من مثل جواد, فما مصير أمثالكِ مُهيرة؟..
بعد كل أفعالكِ, شركِ, وحقدكِ.. ذلك الكم من البشاعة بداخلكِ اتجاه جميع من حولكِ, ما هو مصيركِ؟.."
تألقت ابتسامتها أكثر, ترد عليه
بزهو:" أعيش أفضل أيامي الآن بعد رؤيتي لك..
وسأكون أفضل حين أرى أخي العزيز زاهر.. بالمناسبة ابلغه سلامي لحين أراه.. تُرى ما الذي يفعله الآن!.."
رمقها بجمود, قبل أن يقول ببساطة:" في الواقع هو يحاول استمالة أنيسة كي توافق على الزواج منه.."
لم تعي كلماته, ترمش بعينيها وابتسامتها لا تزال مرتسمة,
تسأله باستفهام:" عفوًا.. يفعل ماذا؟.."
حينها ولأول مرة منذ فترة تعتلي ابتسامة خفيفة ثغره,
مُكررًا بروية:" يحاول استمالة أنيسة خالة جواد,
وشقيقة سُمية كي توافق على الزواج منه, كان قد طلبها من قبل.."
بلحظة تلاشت ابتسامتها, وجحظت عيناها بشدة,
هادرة بخشونة ماحية كل أناقتها:" ماذا؟.."
تعلو الشماتة ملامح مأمون,
وهو يؤكد:" أنيسة تعرفيها.. لقد أُعجب بها زاهر كثيرًا.. لِمَ تظنين أنه كان يتردد على البلدة من قبل,
والآن يلازمها, كل ذلك لأجل أنيسة.."
امتقع وجهها بسواد غاضب, كسواد روحها, أسنانها تصطك غيظًا,
هادرة:" لا يُمكن.."
فيعود مأمون ليقول مُشددًا على
حروفه:" بل يفعل.. وله كل الحق.. فأنيسة كشقيقتها..
من يظفر بإحداهما يفوز بكنزٍ لا يُقدر بثمن..
قد تسمعين خبرًا مُفرحًا بشأنهما قريبًا.."
يتحرك يواليها ظهره, لكنه يلتفت لينظر إليها من فوق كتفه,
قائلاً باستفزاز:" وقد يأتيان للعيش هنا معكِ..
وبالتأكيد زاهر سيجعل أنيسة سيدة المنزل, فلا يليق لسواها إلا هذا.."
تاركًا إياها متسمرة تغلي بجنون, وقد طارت سعادتها,
وشماتتها التي كانت تتغنى بها..
عيناها تدوران بالمكان, لا يمكن أن يحدث ذلك.. شقيقها هي يريد الزواج من تلك المرأة!..
سيُعيد الكرة, بعد أن كانت شقيقتها ضرتها,
تأتي هي لتكون زوجة شقيقها!..
مستحيل.. هذا لن يحدث, بل أن حدث ستموت قهرًا هذه المرة..
صرخة مجنونة ندت منها, باسم زاهر, ترددت بفضاء البهو الفارغ إلا منها,
تلهث بعنف, وعقلها يشتعل بما قاله مأمون حارقًا دمها..
*********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:19 AM   #2416

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

هدوء نسبي بمنزل جواد بعد ليلة صاخبة, وازدحام شديد به, سواء كان من أقارب أنيسة,
وبعض التجار الذين يتعامل معهم جواد,
والذين احتلوا المضيفة بالأمس,
جميعهم يجلس مترقبًا, يود معرفة كيف ستسير الأمور أثناء فترة سجن جواد,
الكثير منهم قلق أن يتأثر عمله, وأتى ليطمئن, والبعض أتى لتفقد الحال, والبعض أتى ربما أملاً في أنه مع تأزم الوضع قد تسقط ديونه, أو يتناسوها..
فالكثير من البشر يستغل الأزمات لصالحه, غير مكترث لمصائب غيره..
فكما يُقال (مصائب قوم, عن قومٍ فوائد)
تتداخل الأصوات بفوضى مزعجة, الجميع يتحدث بوقتٍ واحد, يتناقشون,
البعض بحاله, والبعض بحال غيره, والبعض الآخر يلتزم الصمت مترقبًا..
وزاهر يجلس أمامهم مع معاذ يزفر بيأس, يحاول التفاهم معهم, مستغلاً وضعه كرجل أعمال بالسوق,
والذي ظن أنه لا يختلف كثيرًا عما يحدث هنا, لكنه مُختلف كثيرًا,
إلا أنه يتشابه في تكالب الجميع ضد الجهة المُتضررة,
رغبةً في نهب ما يستطيع الحصول عليه..
وبالخارج تقف أنيسة بقرب باب المضيفة تستمع لما يدور بوجه ممتقع غاضبة, تزفر محوقلة,
وبجوارها ليليان الساخطة تهز ساقها بعصبية, تود الدخول والصراخ طاردة الجميع, لكن أنيسة تمنعها..
ترفع هاتفها, تدق رقم مُعاذ, فيُسرع للخروج إليها, مستفهمًا,
لتخبره بجدية:" افسح لي المجال للدخول معاذ.."
نظر إليها بضيق, قائلاً:" سنتفاهم معهم لا تقلقي.."
لكنها هزت رأسها متفهمة,
قائلة بتريث:" أعلم بني.. لكنني أدرى الناس بما يحدث.. فقط دعني أحدثهم أنا.."
زفر بقوة, يهز رأسه موافقًا, يدلف للمضيفة, يُخبرهم باقتضاب أن السيدة أنيسة ستدلف للحديث..
صمت الجميع مترقبًا دخولها, ينظرون إليها
وهي تدلف بملابسها المُحتشمة, حجابها الطويل نسبيًا, وهيبتها المترفعة, مُلقية السلام,
فيردوه جميعهم بنفس الوقت,
تقف قرب الباب دون أن تتوغل أكثر بينهم, تاركة مساحة,
قائلة بهدوء:" لقد سمعت كل ما قيل.."
فيرد عليها أحدهم, قائلاً ببساطة:" الجميع قلق على مصالحه يا ست أنيسة.. وهذا حقنا.."
هزت رأسها موافقة, ناظرة إليه بقوة, قائلة:" بالطبع.. كل فرد عليه أن يُقلق بشأن مصالحه..
ولكن.. هل رأيتمونا قد أكلنا حقوقكم!.. هل قصرنا بشيء ما!.."
عقد أحد الرجال حاجبيه بضيق, يُخبرها باقتضاب:" يا ست أنيسة كان السيد جواد قد اتفق معنا, وكل منا قد رتب ظروفه على حسب اتفاقاتنا.. لكن ما حدث......"
فتقاطعه بنبرة ذات بأس:" ما حدث لن يُغير شيء مما اتفق عليه جواد..
سيكون كل شيء كما لو كان موجودًا؛ حتى يرده الله لنا سالمًا.."
تجهمت الوجوه أكثر, وينطلق صوت آخر قائلاً:" البعض منا لم يمضي عقودًا مع السيد جواد, وكانت اتفاقاتنا شفهية.."
يوافقه الكثير,
بل يزيد آخر بقوله:" هناك دفعات من المال قد تم دفعها, و البعـ...."
هذه المرة قاطعته أنيسة بقوة, تنظر إليهم بثبات كثبات كلماتها:" كل هذا نعرفه جيدًا..
جواد لا يترك شيء إلا وقام بكتابته, سواء كانت أموال قد تسلم منها دفعات, أو ديون له عند البعض.."
ومع كلمة ديون كانت عيناها تمران على البعض دون غيره,
فيسارعون بإطراق وجوههم بارتباك, وقد ظنوا أنهم قد يفلتون,
فيغمغم أحدهم:" لكن الديون, والأموال, كيف يمكننا ضمان حقوقنا؟.."
فترد عليهم أنيسة بجدية:" كل ذلك مكتوب, ومدون يا سيد جلال..
وحقوقنا أيضًا نعرفها جيدًا, بالإضافة أن جواد لا يزال موجودًا,
فك الله كربه, إن تعثرنا بشيء سنسأله.."
وحججهم التي أتوا بها بثورة قلقة, أبطلتها أنيسة,
إلا أن أحدهم هتف:" وكيف سنتعامل؟.. يبدو أن السيد زاهر, والدكتور معاذ, لا يعرفان الكثير من الأمور,
هل سنستشير النساء بكل أمر!.."
شبح ابتسامة ساخرة كبتتها أنيسة, وهي ترد عليه بمغزى مُبطن:" وهل رجال العائلة قليلين!..
لا تقلقوا, فقد اتصلت بمن سيعرف التعامل بطريقكم.. دقائق ويصل.."
عبست الوجوه بعدم فهم, مترقبون, وبالفعل بعد دقائق معدودة, دلف رجل بعقده السابع من عمره,
ذو هيبة بجلبابه الفخم, وعباءته التي تعلو الجلباب, يتبعه أربعة شباب يرتدون ملابس عصرية,
يلقون السلام على الحضور,
وأنيسة تُرحب بهدوء:" مرحبًا بك يا عمي.."
ابتسم الرجل إليها بمودة, قائلاً:" مرحبًا يا ابنة الغالي.. كيف حالكِ يا أنيسة؟.."
فترد عليه:" بفضل ونعمة.."
ثم توجه كلماتها للمتواجدين تعرفهم به, رغم معرفتهم لشخصه
بالطبع:" الكثير منكم يعرف الحاج عثمان.. ابن عم أبي.."
فيبتسم أكثر, قائلاً بلطف مُناقض لملامحه الصارمة:" اذهبي أنتِ, ولا تُشغلي بالكِ.."
هزت رأسها بابتسامتها الرزينة, والجميع يراقبون دخول الحاج عثمان, حتى جلس بهيبته بجوار معاذ,
يربت على ساقه بمحبة مُرحبًا:" أهلا أهلاً بطبيبنا الغالي.. كيف حالك, وحال أهل بيتك؟.."
ابتسم معاذ له,
قائلاً بتقدير للرجل:" الحمد الله.. كيف حالك أنت يا حاج عثمان؟.."
فيرد عليه بهدوء:" بنعمة من رب العالمين.."
عاد يربت على ساق معاذ, قبل أن يلتفت للحضور,
يتفحص كل وجه منهم بعينين مغضنتيّن دون أن يفقد ابتسامته,
وأولاده الأربعة يجلس كل منهم بجوار مجموعة من الرجال,
والحاج عثمان يقول بصوته الجاد بصرامة رزينة:" منذ الليلة وحتى أن يفك الله كرب جواد..
سأتعامل أنا وأولادي معكم,
كل من له حق أو مصلحة سنكون نحن المعنيون بها..
لا أن تأتوا لنساء البيت وتزعجوهم..
مع العلم أن كل كبيرة وصغيرة ستطلع عليها الست أنيسة, وجواد بالطبع.."
وكلماته كانت حازمة, لم يستطع أحد التفوه بعدها, أو الاعتراض..
ومع هتاف الحاج عثمان:" اتفقنا على بركة الله.."
فغمغم الجميع بموافقة, هز لها الحاج عثمان رأسه باستحسان,
ثم نهض من مجلسه, قائلاً بقوة:" والآن ليرحل الجميع لا نُريد إزعاج أهل البيت أكثر.."
نهض الجميع يتحركون للرحيل, يلقون السلام, مطرقي الرؤوس غضًا للبصر, احترامًا لنساء المنزل,
خاصةً مع تواجد الحاج عثمان,
وحين رحل الجميع, واستأذن معاذ منصرفًا,
وقف زاهر ومعه الحاج عثمان وأولاده عند الباب,
والحاج عثمان يقول لأنيسة بمودة واضعًا, كفه مبسوطة على صدره:" سنذهب الآن.. ولا تقلقي أبدًا, نحن معكِ حتى يخرج جواد..
وأي شيء تريدينه اطلبيه مني, سألبيه أنا قبل أولادي يا ابنة الغالي.."
ابتسمت أنيسة بتأثر, ترد عليه
بخفوت:" أدامك الله لنا يا عمي.."
فيبتسم لها برقة غريبة, قائلاً:" كان والدكِ أخي.. وجواد ابن لي.. فك الله كربه.."
ثم ينظر إلى ليليان الواقفة بجوارها, مُحدثًا إياها:" وأنتِ يا فتاة إن أردتِ شيئًا اطلبيه مني.."
هزت ليليان رأسها موافقة بابتسامة بسيطة مجاملة,
والحاج عثمان يخبرها بحنان
مواسيًا:" سيُجبركِ الله يا فتاة.. ثقي بكرمه.."
دمعت عينا ليليان, مع ارتجاف شفتها, تبتلع غصتها,
تهز رأسها دون قدرة على الرد,
والحاج عثمان يرحل مع أولاده,
وزاهر يودع ابنته راحلاً حتى الصباح, دون أن يُلقي على أنيسة نظرة,
يسألها إن كانت تريد شيئًا, فتشكره برزانة, ويرحل هو للمنزل الآخر..
***********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:23 AM   #2417

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



بمنزله عاد متجهم الملامح, ضائق الصدر, كل ما يحدث هذه الفترة يصيبه بالضيق, منذ سجن جواد وقبله,
وهو يشعر بالحزن, والوحدة الشديدة, وحدة لرفيق دربه, صديقه,
أخوه الذي لم يبتعد عنه أبدًا منذ الصِغر..
كانا دومًا كتوأم ملتصق لا ينفصلان؛ إلا عند النوم,
لم يعرف كلاهما فرق بين بيته وبيت الآخر, كان كلا البيتين مفتوح لهما,
تربيا سويًا, وخاضا الكثير..
كان جواد بالنسبة إليه السند, من يعرف أنه لن يتركه, لن يخذله أبدًا..
يعلم أنه إن احتاجه سيجده دومًا, فقط يمكنه أن يتصل به,
أو يعرج لبابه, فسيجده باستقباله,
أكثر من يعرفه, ويفهمه, رُغم طريقته الفظة في التعامل,
لكن ذلك لا يُقلل من مقدار حبه, ومؤازرته له..
يشعر بجبل ثقيل يجثم على صدره, وزاد الليلة حين عجز أن يحل محله, ولو ببعض المُساعدة,
أجل هو يشعر أنه عاجز بدونه, يفتقد وجوده,
مجرد وجود جواد بالقرب منه يُشعره بالقوة, بالسند, بالأمان..
يشعر أنه عاد ذلك الكفيف يتخبط دون كف جواد الممدودة إليه لتساعده,
فاقدًا بهجته التي يشعرها معه,
مشاكستهما, شجارهما, بل وشتائمه التي يُتحفه بها..
وجود جواد بالسجن يجعله مُقيد بقيود خفية, تخنقه,
وكأن روحه هناك معه..
من يظن أن جواد مُجرد صديق؛ فهو مخطئ؛
فبعض الرفاق هم توأم للروح, يندمجان دون قدرة على الانفصال,
وإن ابتعد أحدهما, شعر الآخر بالنقص, والعجز, والخوف..
زفر بقوة مستغفرًا, يصعد الدرجات حتى وصل لشقة كمالة,
والتي تشاركها فيها نيجار هذا الفترة, بل منذ اختطاف ليان,
وهي تركت شقتها ولازمت كمالة, برعب شديد على معتز,
بل كان يراها تبكي وهي تحتضن الصغير, يسمع كلماتها المرتعبة لفاتن,
إن كانت ليليان ترى وقد فقدت ليان بطرفة عين,
ماذا تفعل هي الكفيفة, وهي عاجزة عن رؤية أي خطر قد يكون يُحيط بصغيرها؟..
رعبها الذي يزداد كلما تقدم معتز بمراحل نموه, وقد بدأ يحبو بالمكان,
فتتلفت حولها بهلع كي تستمع لزحفه, تخشى عليه أن يخرج من باب الشقة, أن يرتطم بشيء وهي لا تراه,
وكأن بما حدث لليان, زاد ذلك من هلعها, رُغم محاولاته,
ومحاولات فاتن لتهدئتها, وذلك يُثقل كاهله أكثر..
فيُحضر للصغير سوار صغير يضعه بمعصمه, يُصدر صوتًا لطيفًا عندما يتحرك أثناء زحفه بأرجاء المنزل,
تتسمع إليه نيجار, مُقدرة المسافة بينها وبينه..
بخطوات مثقلة دلف لغرفته, بإضاءتها الخافتة,
فقد استغنى عن الضوء الساطع لضوء أقل حدة كي لا يُزعج السيد مُعتز,
لكنه كافي لإضاءة الغرفة..
فيسمع صوت نيجار الهامس:" مُعاذ.."
ابتسم بلطف, يرد عليها:" لقد أتيت.."
ابتسمت ناظرة اتجاه الصوت, تخبره:" لقد سمعتك منذ أن فتحت الباب السفلي.."
تحرك اتجاه الفراش, ينظر لمعتز النائم بمنتصفه, بجوار نيجار,
فجلس بهدوء, يمد يده متلمسًا وجنته الدافئة بحنان,
عيناه غائمتان بملامحه, وشعره الخفيف الذي ينمو ببطء, مُثيرًا سخرية وتنمر فاضل عليه,
ونيجار تميل برأسها للجانب قليلاً,
تسأله بقلق:" هل أنت بخير معاذ؟.."
تنهيدة مثقلة خرجت منه, قبل أن يرد عليها بخفوت:" بخير لا تقلقي.."
لكنها لم تًصدق كلماته, مدت يدها اتجاهه,
فنهض من مكانه, يلتف ليجلس بالقرب منها, مُلتقطًا يدها سريعًا,
وهي تقول برقة:" لست كذلك.. أنا أشعر بك.."
انحنت زاويتا عينيه بأسى, ونيجار تُضيف:" أشعر بضيقك, وتشتتك معاذ.."
ابتلع ريقه بصعوبة دون تعقيب, وهي تقول:" أعلم مدى تعلقك بجواد.."
حركت جسدها تقترب منه أكثر, تضع يدها الحرة على صدره,
مُربتة على موضع قلبه, يتحرك كفها مع صعود وهبوط صدره بأنفاسه,
قائلة بإشفاق:" أعلم كم هو صعب عليك ما يحدث معك.. لكنها إرادة الله.."
تهدل كتفاه, مُرخيًا جفنيه قليلاً, مهمهمًا بموافقة واهية,
وملامح نيجار تزداد رقة, قائلة:" عليك أن تكون قويًا كي تؤازره, فهذا دورك الآن.."
حينها نظر إليها بأسى, يُخبرها بتخاذل:" لم أستطع أن أحل محله, لم أعرف..
أنا أشعر أنني أفقد نفسي بدونه.."
ابتسامة ناعمة اعتلت ثغرها, يدها ترتفع متلمسة طريقها لوجهه, مكوبة جانب وجنته برقة,
مع قولها:" أتفهم ذلك.. كنتما سويًا طوال عمركما.. لكنها أزمة وستمر, وسيعود.."
ذلك التعبير الحزين على ملامحه
استشعرته أناملها, وهو يقول بخفوت متألم:" ما حدث مع جواد غيره, وسيلازمه طوال العمر..
ما رآه كان يفوق الاحتمال.."
رفع وجهه للأعلى شاهقًا بقوة, وهو يتذكر منظر عظام الصغيرة ليان حين ذهب لدفنها كما أوصى جواد..
حين حملها بشال جواد المُلطخ بدمائه, كومة عظام صغيرة, أرسلت رجفة بجسده, ورغبة في الصراخ,
وهو يتذكر ملامحها الصغيرة المنمنمة الضاحكة, وهو يحمل عظامها الآن..
إن كان هو شعر بذلك الألم,
ما بال جواد!..
لقد تساقطت دموعه حين وضعها بالقبر بجوار والدة جواد,
متمتمًا بحرقة:" لك الله يا صديقي.. لك الله.. وربط على قلبك.."
ليلتها عاد بوجه ممتقع, يحتضن معتز بقوة,
وكأنه يحاول أن يُمحي باحتضانه شعوره الموجع بحمل عظام ليان..
عاد ينظر لنيجار, التي تأوهت بتعاطف, هامسة:" معاذ.."
تنهد تنهيدة موجعة, قائلاً:" اليوم كان شاقًا..
شعرت أنني أواجه طوفانًا يُغرقني, وأنا أحاول الحديث مع هؤلاء الرجال, والتفاهم معهم, أشعروني أن جواد ذهب بلا عودة.."
زفر بقوة ساخطًا, وذلك الشعور بالغضب يعاوده,
كان يريد الصراخ فيهم أن ينقلعوا من المكان, وأن يقطع التعامل معهم بعد ما أظهروه من قلة أصل,
ورغبة في أكل حق جواد وأسرته..
لا زالت تمسد وجنته برقة,
قائلة بحنان:" الأزمات تُظهر معادن الناس حبيبي.."
انقلبت ملامحه بقرف, يرد عليها
بحنق:" ومعادنهم صدئة.. تبًا لهم.."
وصوته الذي بدأ يعلو, أسرعت تضع أصابعها على شفتيه,
هامسة بتنبيه:" ششش.. معتز نائم.. لا أريدك أن توقظه فيبدأ وصلة بكاءه.."
رمق معتز الذي تململ بنومه بانزعاج طفيف, ثم سكن بهدوء,
فقبل أصابعها كعادته بتلقائية,
هامسًا:" بالطبع لا نريد إيقاظه ليُتحفنا بحفلة نكد تدوم للصباح.."
حاولت العبس بوجهه؛ لكنها ابتسمت, تُعاتبه:" لا تقل هذا عنه.. هو فقط ينزعج حين يستيقظ بغتة.."
انقلبت ملامحه بنزق,
قائلاً بتبرم:" يستيقظ مُزعجًا الجميع, ولا يهدأ إلا حين يمل.. مهما فعلنا.. يُذكرني بسماجة فاضل سبحان الله.."
ضحكت وهي توبخه:" معاذ.."
فيؤكد معاذ بصدق قليل الحيلة:" والله أصدقكِ القول.. إنه مزعج كخاله.. وكأنه متآمر معه كي يقلق راحتي.."
يهز رأسه بأسى, مكملاً:" أين ذلك الزمان الذي كنا نفعل به ما نشاء, ونتحدث بأريحية!..
الآن نتهامس خوفًا من إزعاج ذلك البرص الصغير.."
عبست بوجهه, يدها انخفضت لتصفع ظاهر كفه بخفة,
هاتفة بخفوت حانق:" ما بالكم تنعتون ابني بأسماء الزواحف!..
توقف عن نعته بالبرص, ألا يكفي فاضل الذي ينعته بالسحلية الصلعاء!.."
عبس بدوره, قائلاً كأبٍ أصيل:" ذلك الأحمق فاضل أنا أخبره ألا ينعته بالسحلية الصلعاء,
لكن صدقيني, إنه يزحف بنفس طريقة البرص خاصةً حين يُسرع قليلاً,
وينام على ظهره باسطًا كفيه بجواره, كبرصٍ منقلب على ظهره.."
زمت شفتيها بغضب, تنزع كفها من كفه, قائلة بحدة وإن كانت خافتة:" والله ليس هناك زواحف بحراشف سميكة إلا أنتما.. أنتما تغاران منه.."
ارتفع حاجبه, موازيًا لارتفاع شفته العليا, مُرددًا بتهكم:" أنا أغار منه؟.. والله أنتِ مسكينة يا نيجار.."
جزت على أسنانها, تهز ساقها بعصبية, موبخة:" هل هناك أبٍ يُطلق هذه الأسماء على ابنه؟.. ستجعلهم يتنمرون عليه.."
ضحك ببساطة, مُشيحًا بيده بخفة, يُخبرها:" ماذا تعرفين أنتِ عن الأسماء التي يُطلقها الرجال على بعضهم البعض!..
هذا أبسط اسم تستطيعين اعتباره اسم تدليل له.."
تأففت من حديثه, فعاد يُمسك بكفها, وهي تحاول التملص منه,
فيتمسك بها, لترضخ له دون أن ينفك عبوس ملامحها,
وهو يناظرها بحب, قائلاً بخفوت:" لا تنزعجي يا قرة العين.. أنا أمزح.."
وكلمة قرة العين التي يقولها بنبرته تجعلها تبتسم بلا إرادة,
هامسة بدورها:" أنت تعرف كيف تُبخر غضبي.."
كلما نطق هذه الكلمة تشعر بقلبها يتضخم حبًا له, خاصةً وهو يُخبرها أنه معنى اسمها,
فهي بكل ما فيها تقر عينه وتُضيف لحياته البهجة..
فيهمس إليها ببحة عاشقة:" قرة عين معاذ.. ما عاش ولا كان من يُغضبكِ.."
تتألق ابتسامتها بجمال, تقترب منه أكثر, واضعة رأسها على صدره, ويدها تربت على موضع قلبه,
هامسة إليه بحب:" وأنت حبيب قلبي.. مُهجته.."
فتشع نظراته بألق, يضمها إليه, متنهدًا بقوة,
فهي بمجرد وجودها, وكلماتها البسيطة, تُضيع ثقل يومه..
**********
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:24 AM   #2418

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



يوم الزيارة الدورية كل ثلاثة أسابيع, والتي تقوم أنيسة بإعداد كل شيء بها,
ومعها ليليان, يتفننان بكل ما تستطيعان إعداده, ومسموح به,
ويُسهل لهم الزيارة علاقات عائلة مكادي, فيلتقون بجواد بمكتب مأمور السجن,
وهناك تبدأ أنيسة بالبكاء, وهي تحتضنه, تتفقد حالته, يداها تتلمسان وجهه, وتزداد بكاءً,
يتأفف هو منه, قائلاً بنزق:" ليس كل مرة يا أنيسة.. أنا بخير.."
تنشج بدموعها, مع قولها المتألم:" يعز عليَّ رؤيتك بهذا الشكل يا حبيبي.."
فيبتسم بوجهها بلطف, مُربتًا على وجنتها دون رد..
عينا ليليان تتعلقان بملامحه, تتشربها كل زيارة,
تقترب منه تحتضنه, فيحتضنها بطريقة سريعة,
تلمح ابتسامته المصطنعة, وهو يسألها عن حالها,
ثم ينشغل عنها بالحديث مع والده وزاهر,
وأنيسة, التي تُطلعه على الكثير من أمور العمل,
كي يبقى على معرفة بكل ما يدور حوله,
أما جسور ومعاذ فيزورانه بمفردهما,
تلك الزيارات لا تروي ظمأها إليه, خاصةً وهي تريد الحديث معه, الانفراد به,
لكن يكبلها الحضور معها, فتجلس بوجه متجهم, مزمومة الشفتين,
وترحل بوداع مقتضب, شاعرة بجفافه اتجاهها..
حتى أنها لعقابه على ما يفعله لم تذهب إليه لمرتين متتاليتين,
منتظرة منه أن يسأل عنها, أو يخبرهم أنه يطلبها,
لكن ذلك البارد لم يفعل, بل طلب من أنيسة أن تُخفف من زيارتها له,
شاعرًا بالضيق من أنها قد تتعرض لبعض المُضايقات, التي يتعرض لها أهالي المساجين,
لكنها ترفض متشبثة بفرصة رؤيتها له بهذه الزيارة القصيرة..
وهي عادت لتزوره بلهفة فاضحة, تكاد تموت شوقًا له,
وهو يتشاغل عنها, يتجنب النظر إليها, واليوم لم يكن استثناءً,
فترميه بنظراتها المُغتاظة, تود لو استطاعت طرق رأسه,
فاقتربت منه, تسأله بابتسامة
متكلفة:" جواد.. كيف حالك؟.. هل أنت بخير؟.."
هز رأسه موافقًا, دون أن ينظر إليها, وكأنه يخشى ما قد يراه بعينيها,
فتجز على أسنانها, يكاد ينفذ صبرها النافذ,
مع قولها بلطف كفتح أي باب
للحديث:" لقد أعددت لك بعض الأطباق بيديَّ بمفردي.. تعلمتها وأتقنتها.."
فيهز رأسه باستحسان,
قائلاً بإيجاز:" حسنًا.. سلمت يداكِ.."
وكلماته المُقتضبة, زادت غضبها, تشعر أنها ستنفجر به,
خاصةً حين تركها واتجه لمعاذ, يثرثر معه بأريحية,
تاركًا إياها خلفه كظلٍ لا يُرى..
فترشق ظهره بنظراتها الحارقة, تود الانقضاض عليه..
هو وصديقه البارد مثله..
أما هو فشعر بحرقة موجعة بصدره, يحاول التغاضي عنها بحديثه مع معاذ, يوصيه ببعض الأشياء,
بل ويكلفه بأمر ما, قائلاً:" مُعاذ أريدك أن توصل بعض الأموال كل أول شهر لعائلة ما.."
ارتفع حاجب معاذ يستمع إليه باهتمام, مستفهمًا,
وجواد يوضح:" عائلة كان زوجها مُحتجز هنا وتوفى منذ أسبوع, علمت أنهم مُعدمون.."
بأسى نظر معاذ لرفيقه, والذي رُغم سجنه لا يزال يسعى لمساعدة الغير,
فيخبره مُطمئنًا:" حسنًا لا تقلق.. سأفعل.."
يبتسم بوجهه, يشاكسه:" لكنك يا ولد تبدو وسيمًا ببذلة السجن, بل تبدو وكأنك ازددت وزنًا!.."
فيرمقه جواد بامتعاض, يرد عليه بسخط:" نتمنى استضافتك ربما أعجبك الوضع.."
فتتسع ابتسامة معاذ أكثر, يقترب منه, قائلاً:" يا رجل.. لتخرج أنت وتأتي إلينا.. اشتقنا لجلافتك, وثُقل دمك.."
يرمقه بقرف, مع رده الحانق:" يكفي ثُقل دمك يفيض ويكفينا جميعًا.."
فيضحك بخفة, يشاكسه أكثر:" ألم تشتاق إليَّ؟.. أعلم أنك تُداري اشتياقك لي.."
_وهل أنت زوجتي لأشتاقك هكذا!..
وكلماته رد عليها معاذ بخبث,
وهو ينظر لليليان المشتعلة بصمت بطرف عينه:" زوجتك التي تتجاهلها.."
يقترب منه أكثر, يغمزه, سائلاً
بوقاحة:" اصدقني القول.. ماذا تفعل بالسجن هذه الفترة؟.."
زفر بقوة, يرد عليه بحنق:" أنام.. أقضي وقتي بهدوء بعيدًا عن سخافتك.."
فيبتسم معاذ أكثر بشفقة متسلية,
داعيًا:" خفف الله عنك يا أخي.."
وقبل أن يشاكسه مُجددًا, كانت الزيارة قد انتهت,
ودلف المأمور, فقام يودعهم, وليليان تكاد تبكي قهرًا منه,
وحين همَّ بالخروج مع السجّان,
هتف معاذ بأثره سريعًا:" جواد.."
التفت إليه قبل أن يخرج من الباب، مستفهمًا،
فاقترب منه معاذ على وجهه ابتسامة لطيفة يعرفها جيدًا،
فتنهد بثقل، يسأله:" ماذا تريد معاذ؟.."
اتسعت ابتسامة معاذ، يرد عليه
برقة:" كنت أريد بعضًا من ملابسك، الجلباب الكحلي، والرمادي، والعباءة السوداء.. لن يلزمونك هذه الفترة وأنت بالسجن.."
تجهمت ملامح جواد بنظرة باردة، دون رد،
فيما معاذ يلح عليه برجاء:" أرجوك أريدهم، وليليان رفضت أن تُعطيني إياهم.."
_هل سترثني وأنا على قيد الحياة معاذ!..
ونبرته الساخطة،
تجهم لها وجه معاذ يقارعه بحنق:" لا تكن بخيلاً.. ماذا إن أخذتهم الآن,
وحين تخرج سأرجعهم إليك.."
رف جواد بعينيه يكظم غيظه منه، يحاول جاهدًا عدم ضربه بشق الأنفس،
ثم أولاه ظهره قائلاً بتشنج:" تيسر معاذ.. الزيارة انتهت.. اغرب عن وجهي لا أريد رؤيتك.."
زم معاذ شفتيه بنزق، متمتمًا وهو يرمق ظهرهبامتعاض:" بخيل.. لا يعرف في الجود سوى اسمه.. وزوجته مثله.."
وليليان ترمقه شزرًا, وكأنه السبب في جفاء جواد اتجاهها..
*********



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:25 AM   #2419

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي





انتهى الفصل الثاني والخمسون
قراءة ممتعة


Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-21, 03:26 AM   #2420

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

أدوات الموضوعالذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 9 والزوار 29) ‏pretty dede, ‏م ممم ممم, ‏غمزة نظر, ‏نيمو عجمي, ‏mooogah, ‏أم الحور, ‏Kemojad, ‏Batol210, ‏شاكره لله
Nana.k likes this.

pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.