آخر 10 مشاركات
علمني الحب (21) للكاتبة: Susan Stephens *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          المعجبة المجهولة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وجع الكلمات - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عــــلاقـــــاتٌ مُــــتـغيـرة * مكتمله * (الكاتـب : Hya ssin - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي الثنائيات تُفضل
ليليان وجواد 146 77.25%
جسور وليلى 23 12.17%
معاذ ونيجار 32 16.93%
صهيب وأوليفيا 31 16.40%
صهيب وميتشا 9 4.76%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 189. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2458Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-22, 12:22 AM   #2511

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخيرات

سيتم تنزيل الخاتمة من قيود العشق الان
قراءة ممتعة مقدما


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:26 AM   #2512

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمة




هل شعرت يوما بغزو المشاعر؟..


هذا ما كان يفعله, يغزو مشاعرها بأفعاله, يضرب على أوتارها بقوة,


تكاد تجعلها تتمزق من هول ما تشعر به..


بعد مرور ثلاث سنوات..




من كان يظن أن هذه الفراشة ستتحمل تلك المعيشة؟..


بعد كل ما فعلاه ببعضهما البعض, وما فعلته به..


ها هي غاليته ساكنة بين ذراعيه, حبيبته التي لا يستطيع الاستغناء عنها..


لا يستطيع النوم إلا وهي بحضنه, عادة لم ولن تتغير أبدًا,


عندما ينام يحتضنها, ظهرها يلتصق بصدره الضخم, دافنًا أنفه بعنقها, مستنشقا عبيرها الذي أصبح هواءه..


وهي رُغم رضاها وشعورها بالبهجة, لا تزال تتذمر وتأمره أن يكف عن تلك الحركة, ويُبعد أنفه عن عنقها,


فلا تجد منه سوى اقترابه أكثر, مع ابتسامة عاشقة, يزجرها بهدوء نبرته الناعسة أن تكف عن التذمر, وتعود للنوم,


تتململ بين ذراعيه, فيشدد من ذراعيه حولها, حتى تسكن باسترخاء..


من يراهما يظنه طفل عملاق, يحتضن دميته المفضلة..


ذراعاه ملتفان حول خصرها بقوة, وتملك وكلما غط بالنوم اشتدت قبضته, والتصاقه بها وكأنه يريد إدخالها بين ضلوعه..


وهي اعتادت ذلك؛ إلا أن حصاره أصبح مؤلمًا يعتصر خصرها بعنف, حد استيقاظها منزعجة,


تحاول تخفيف قبضته, وهي ترمش بعينيها بنعاس, هامسة بتحشرج:" يا إلهي.. ماذا دهاه؟.."


تحاول مجددًا إزاحة قبضتيه, ولكنهما تشتدان حولها أكثر, فتكاد تختنق, شاهقة, توقظه بصيحة:" استيقظ جواد.. ماذا بك؟.."


تشعر بتعرقه الشديد, والذي انتقل إلى ملابسها التي التصقت بظهرها,


ترفع ذراعها لتمد يدها لتهز كتفه, بشبه قوة,


لتجده يستيقظ منتفضًا بعينين متسعتين بتحفز,


وليليان تقول:" دعني جواد.. كدت تقتلني.."


لم يرد عليها, بل أدارها لتواجهه, ينظر إليها بنظرات زائغة,


مبتلعُا ريقه بصعوبة, وتوتره يتصاعد, مع أنفاسه المتسارعة بارتباك,


لا يبدو أنه بحالة من الاستيعاب, بل وكأن بقايا كابوسه ما زال مُتعلق به..


يلهث باضطراب, جعل ليليان تعقد حاجبيها, تسأله بقلق:" هل أنت بخير؟.. ماذا حدث؟.."


_كابوس..


وكلمته كانت خشنة بنبرته وقد جف حلقه,


عيناه تنظران لعينيَّ ليليان باهتزاز,


وهو يسألها بهمس متوسل:" أنتِ لن تتركيني أليس كذلك؟.."


ومع سؤاله رقت عيناها لأجله,


كان عليها أن تعرف, كابوس آخر,


والذي لا يهاجمه إلا حين يذهبا لزيارة ليان بقبرها, هي تبكي دون إرادة, وتحدثها,


أما جواد فيجلس بجوار القبر يقرأ بعض القرآن لوالدته وجده, وباقي العائلة,


ثم يبقى صامتًا وعيناه على مكان ليان,


وحين يعودا للمنزل يتصرف بطريقة طبيعية, إلا أن ذلك الكابوس يهاجمه دون قدرة على إبعاده..


ابتسمت ليليان لعينيه, ترفع يدها, تتلمس وجهه برقة,


مع همسها الناعم:" لن أتركك أبدًا حبيبي.."


أغمض عينيه ممرغًا وجنته بكفها الدافئ, وهو يخبرها بخفوت متنهدًا:" أحبكِ, وأخاف من فكرة فقدانكِ.."


يقول كلماته, ثم يضع رأسه على صدرها,


لتمسد ليليان رأسه بخصلاته القصيرة جدًا,


وهي تطمئنه بحنان يطغي على حروف كلماتها, بل بعشق:" لن تفقدني أبدًا..


لا تقلق هيا اغمض عينيك, وأكمل نومك.."


لكنه يحاول النهوض من الفراش, وهي تعرف وجهته,


فتزفر بقوة, ذراعها يلتف حول عنقه بطريقة تحاول تثبيته بمكانه على صدرها,


قائلة بنزق:" دعهما جواد نائمان, سيستيقظ أحدهما وسيوقظ الآخر بعد قليل.. دعنا ننعم بنوم قليل.."


يرفع عيناه لينظر إليها بضيق رافضًا, فتشدد من ذراعها بطريقة شبه فظة,


مكملة بحنق:" كلاهما بخير, إن استيقظا سيصلنا صوتهما من جهاز الإنذار.."


_ليليان.. سألقي عليهما فقط نظرة..


ونبرته المتبرمة مع محاولته النهوض مجددًا,


جعلها تكاد تخنقه بذراعها, ترمقه بنظرة إجرامية,


هامسة بتحذير:" لن تذهب.. إن ذهبت سيستيقظ عبد الله, ويبكي, ويوقظ عبد الرحمن.. دعني أنام لساعة أخرى.."


وهي محقة, فـ عبد الله البالغ من العمر عام,


ما إن يتحرك أحدهم بالقرب منه,


بل بالقرب من باب الغرفة النائم بها, يستيقظ باكيًا,


ليوقظ أخيه عبد الرحمن البالغ من العمر عامين إلا الشهر,


ويبدئان بالبكاء سويًا دون توقف..


زم شفتيه بحنق ساخطًا,


وهي ترفع حاجبًا بترقب متوعدة أن يذهب,


فيزفر بقوة, يسترخي رأسه على صدرها, مطوقًا خصرها,


ويدها تعود لتمسد رأسه برقة,


هامسة:" سيكونان بخير.. لن يمسهما سوء جواد إن شاء الله.."


هز رأسه بخفة دون حديث وعيناه تشردان, هو لن يستطيع أن يتخطى أبدًا ما حدث مع ليان,


لديه رعب شديد أصابه, رُهاب من اقتراب أحد من أولاده,


لقد وضع كاميرات بكل مكان بالمنزل,


ولا يجعل ليليان وأنيسة يغفلان عن الصغيريّن,


فهو لن يكرر تساهله من قبل كما فعل مع ليان, ويعرضهم للخطر,


يستغفر ربه, يعلم أنها أقدار من الله, ولكنه بالنهاية أب..


أصابع ليليان ساعدته على الاسترخاء أكثر, فيعود النوم مداعبًا أجفانه,


وهو يستغفر, وبداخله يبتهل بالدعاء أن يحفظ الله أولاده ولا يريه فيهما مكروه..


ومع شعورها بانتظام أنفاسه, تنهدت بدورها, مغمضة عينيها لتنام لبعض الوقت..


****************


يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:29 AM   #2513

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

[overline]
عاد للمنزل بعد يوم عمل شاق, وسفر لم يبقى هناك, بل عاد بنفس اليوم,


دون رغبة في البقاء بعيد عنها, نزع ملابسه, ودلف للحمام, كي ينفض عنه غبار الطريق,


قبل أن يخرج لينضم إليها وشهاب البالغ ثمان سنوات, يتناولون العشاء,


وشهاب يقص عليها ما حدث بيومه, وكأنه ليس معها بنفس المدرسة,


والتي طورتها من روضة, لتضم المرحلة الابتدائية,


بل وقريبًا ستضم المرحلة الإعدادية..


وجسور يأكل بصمت, منتظرًا انتهاء السيد شهاب,


والذي لا يزال يستحوذ على ليلى, بل ويغار منه,


وليلى تضحك له برقة, مع عينيها اللامعتين بحب شديد, حتى انتهى ثلاثتهم,


وليلى تقول:" هيا شهاب.. إلى النوم.."


تذمر شهاب, وهو يتدلل عليها:" أمييي.. ليس الآن.."


هزت ليلى رأسها نفيًا, وهي تحاول أن تكون أم حازمة, فتقول بنبرتها الناعمة بتلقائية:" لقد تأخر الوقت شهاب.. إلى النوم.. لديك مدرسة صباحًا.."


تأفف شهاب, وهو يتحرك من أمامها, قائلاً:" تصبحين على خير أمي.."


يمر من جوار جسور دون أن ينظر إليه متجاهلاً إياه,


والذي ما أن مر به, أمسك بذراعه, يجذبه إليه بغيظ, قائلاً:" ألست والدك؟..


لا صباح الخير, ولا مساء الخير حتى!.."


وليلى تعض شفتها السفلى تكتم ضحكتها, خاصةً مع وجه شهاب المقلوب وهو ينظر لجسور دون رد,


فيقول جسور بحنق:" ماذا؟.."


_لا شيء..


وكلمت شهاب المقتضبة,


جعلت جسور يرمقه بعينين ضيقتين, يسأله:" ماذا بك؟.."


زم شهاب شفتيه وهو ينظر بطرف عينه, مُشيحًا بوجهه بعيدًا عن والده,


الذي ارتفع حاجبه بترقب, هامسًا:" لا تفعل هذه الحركة إلا حين أنسى شيء ما.. ماذا حدث؟.."


وتساؤله


زاد امتعاض شهاب, وهو ينظر إلى ليلى,


هاتفًا بطفولية نزقة:" أخبرتكِ أنه سينسى أمي.."


ثم يعود بنظره إلى جسور, رافعًا ذقنه بأنفة,


قائلاً بترفع متكبر:" لا شيء.. حين تتذكر ستفهم.."


ارتفع حاجبا جسور بانشداه, وابنه يطبق مبدأ الاهتمام لا يُطلب..



لا يُطلب إلا من أمه ليلى طوال الوقت..



فينظر جسور لليلى باستفهام مستنجد, خاصةً


وهو يعرف أن شهاب سينقلب عليه,


وليلى تهز كتفها بخفة, تُخبره أنها لن تتدخل,


فيعود جسور لشهاب, يسأله بيأس شبه باكٍ:" اخبرني من فضلك.. ماذا نسيت؟.. كان يومي شاقًا شهاب.."


وشهاب الساخط يعقد ذراعيه أمام صدره دون رد,


مترفعًا عن إعادة طلبه لوالده,


وجسور يهتف بنفاذ صبر, مع هزه له برفق:" اخبرني.."


فلا يجد من شهاب إلا أن نزع ذراعه من كف جسور,


وتحرك برأس مرفوع, مزموم الشفتين,


قائلاً بإيباء:" تُصبحين على خير أمي..


وأنت أبي لا تحية لك حتى تتذكر.."


فتنطلق ضحكات ليلى التي لم تستطع السيطرة عليها,


رُغم توبيخها اللطيف:" شهاب.."


وشهاب تابع طريقه لغرفته, تاركًا جسور بحيرته,


وتوجسه مما قد أخبره به ابنه, وقد نسيه..


فيسأل ليلى:" ماذا كان يريد؟.."


اتسعت ابتسامة ليلى حتى أظهرت أسنانها, وهي تهز كتفها بخفة رافضة إخباره,


وكأنها تتحالف مع شهاب كعادتها,


فيزفر بقوة, قائلاً:" اخبريني ليلى.. فالسيد شهاب المُدلل لن يُسامحني إن لم أتذكر.."


نهضت ليلى من مكانها, تجمع الأطباق, متحركة اتجاه المطبخ, وخلفها نهض جسور,


قائلاً بتظلم:" أنتِ تفعلين ذلك دومًا.. تتحالفين معه ضدي.."


وليلى تضع الأطباق بالحوض, قبل أن تلتفت إليه,


قائلة بهدوء:" لم يخبرني شهاب بما طلبه منك..


فقط أخبرني أنه طلب منك شيئًا, وينتظرك أن تقوم به.. هذا فقط.. وها أنت قد نسيته.. كعادتك.."


وكلمتها الأخيرة خرجت معاتبة,


جعلت جسور يتأوه بكتفين متهدلين,


قائلاً بيأس:" ليلى.. أنا لا أفعل متعمدًا, ولكن العمل فوق رأسي.."


تنهدت بقوة, تقترب منه, مربتة على صدره بنعومة,


هامسة بتعاطف:" أعلم حبيبي.. ولكنك تجعل شهاب يشعر أنك تهمله.."


فيقلب عينيه بنظرة ساخطة,


وهو يقول متبرمًا:" يكفيه اهتمامكِ أنتِ به.."


تبتسم بحب يشع من نظراتها, وهي تهمس مؤكدة:" إنه ابن قلبي.. ليفعل ما يريده.."


فيتأفف جسور بشبه غيرة, ثم تضوي نظراته بعبث,


يلف ذراعه حول خصر ليلى, يتحرك بها اتجاه غرفتهما,


هامسًا:" سأحاول التذكر, أو سأسأل أبي, فالسيد شهاب لا يخفي عليه شيئًا..


ولكن الآن أنا منهك بشدة.. وبحاجة لأن تدلليني كما تدللين ابنكِ.."


تتحرك معه مستسلمة, حتى وصلا لغرفتهما,


وهناك أغلق الباب خلفهما, ينحني إليها مقبلاً شفتيها باشتياق لا ينتهي,


هامسًا من بين قبلاته:" لؤلؤتي يزداد اشتياقي لكِ كلما مر الوقت.."


وهي تستقبل شغفه بلهفة, يجدد معها عهده, والذي يقطعه كل ليلة, يعاهدها ألا يكذب عليها, وألا يخفي شيئًا,


هي حياته وقد استردها بعد يأس, ولن يُضيعها أبدًا..


لم تعرف كيف وجدت نفسها على الفراش, وجسور يعلوها, مقبلاً كل جزء من وجهها..


هائمان ببعضهما البعض, حتى سمعا طرقات لحوحة على الباب,


جعلت ليلى تحاول دفع جسور, والذي رفض متشبثًا بها,


فتزداد الطرقات, مع صوت شهاب:" أمي.."


فتدفعه ليلى حتى ابتعد عنها, وجسور يشتم من بين شفتيه دون صوت,


يود لو صرخ بشهاب أن يذهب لينام,


إلا أن شهاب بعد أن سمع صوت ليلى تجيبه مستفهمة, فتح الباب, دالفًا للغرفة, وهو يحمل الصغيرة بين ذراعيه,


قائلاً ببراءة لطيفة:" لقد استيقظت لمى.."


تجهمت ملامح جسور بسخط,


وليلى تُسرع إليه, لتحمل لمى البالغة عامين والنصف,


فتنظر الصغيرة لليلى بنعاس, مع شبه بكاء,


فتربت ليلى عليها برقة, مقبلة وجنتها بحنان,


هامسة:" لا بأس صغيرتي.. ماما هنا.."


فتستكين الصغيرة برأسها على كتف ليلى, والتي عادت لتجلس على الفراش,


وقفز شهاب ليجلس بجوارها, بل تسطح نائمًا على جانبه واضعًا كفه أسفل وجنته, ناظرًا لليلى,


ولمى الصغيرة بابتسامة حلوة,


وجسور يراقبهم بغيظ شديد, يود لو صرخ بهم جميعًا,


ثم يهس لشهاب الذي بواليه ظهره, بعينين حانقتين:" أنت من أيقظتها.. أليس كذلك؟.."


وقبل أن يرد عليه شهاب, أو تجاهله بمعنى أدق,


وجد ليلى تطلب منه:" جسور.. اذهب وألقي نظرة على لمار.."


فيضيف شهاب:" لقد كانت مستيقظة, لكن هادئة.."


نهض جسور من على الفراش بحركة قوية, يتحرك بخطوات ساخطة,


يخرج من غرفته, حتى وصل إلى الغرفة الأخرى,


ليجد لمار تجلس بفراشها المنخفض المُخصص للأطفال, بأسواره الخشبية العالية والمُفرغة,


تلعب مع نفسها ببساطة تصفق بيديها وتغني بكلمات شبه مفهومة,


وحين رأته ابتسمت ابتسامة واسعة تذيب القلب, رافعة ذراعيها لجسور كدعوة ليحملها,


وجسور اتجه إليها بعبوس, ينحني بجذعه, ليحملها, ثم يعتدل, بها,


وهي تغمغم:" بابا.."


ومع كلمتها كانت قبلتها على وجنة جسور مطبوعة, فيبتسم ببهجة,


وقد انقشع حنقه, ولمار تردد:" بابا.."


وجسور يرد إليها قبلتها, بل يقبل وجنتها مرارًا وتكرارًا بنهم,


فتضحك بسعادة, تصفق بكفيها,


مرددة:" بابا.."


وجسور يشاركها الضحك, وهو يتحرك بها اتجاه غرفته,


فيجد ليلى تهدهد لمى التي بدأت بوصلة بكاء معتادة, وشهاب يحاول إسكاتها بحركاته الطفولية اللطيفة,


فيجلس جسور على طرف الفراش, مُجلسًا لمار على ساقه,


والتي لم تهتم ببكاء توأمتها لمى, بل كل تركيزها مع جسور,


تحدثه بطفولية,


ترتفع على قدميها لتقف على ساقيه, تقبله كثيرًا,


وكأنها تعوضه عن انشغال ليلى عنه بشهاب, ولمى النزقة دائمًا,


فيهمس إلى لمار:" والله أنتِ من لي بهذا المنزل يا حبيبة أبيكِ.."


فتضحك لمار, وكأنها تفهم ما يقوله..


وهذه هي لياليهم منذ عامين والنصف, حين كانت ليلى تزور دار للأيتام كعادتها, وأخذت شهاب معها,


وحينها رأت تلكما الصغيرتيّن وقد وصلتا الميتم منذ أيام,


وعمرهما لا يتعدى الثلاث أسابيع..


صغيرتان ما إن رأتهما ليلى حتى خطفتا قلبها,


وشهاب حين رآهما أسرع إليهما ليراقبهما, ومعه ليلى, وحين حان موعد الرحيل,


همس إليها برجاء:" هل يمكننا أن نأخذهما معنا ماما؟.. إنهما صغيرتان.."


وكلماته مست قلب ليلى, والتي كانت تهفو لصغار أكثر,


وكانت تُفكر بالتبني, وترسخت الفكرة بعقلها, وأقنعت جسور, لكن أن تتبنى طفليّن!..


كان هذا صعبًا قليلاً, لكن مع رجاء شهاب, وطلبه بتكرار الزيارة,


وحين ذهبا بقى مع الصغيرتيّن, جعلها تُقرر أن تتبناهما,


مفاجئة جسور, بل صاعقة إياه بالطفلتيّن,


لكنه لم يستطع أن يرفض, رُغم اعتراضه الصامت, وها هما معهم منذ عامين والنصف,


هما يكبران عبد الرحمن ابن شقيقتها ليليان ببضعة أشهر,


ولكن بعد ولادته,


ليلى جعلت ليليان ترضع التوأمتين, أكثر من مرة, حتى صارتا شقيقتان لعبد الرحمن,


ومن بعده عبد الله الذي يصغره بشهور, حيث ليليان لم تنتظر قليلاً,


بل حملت بعبد الله بعد شهرين من ولادة عبد الرحمن..


فصارا ابنتا ليليان و جواد, ليستطيعا البقاء مع ليلى وجسور بالمنزل دون حُرمة تمنعهما من ذلك..


وشهاب الذي تعلق بهما كثيرًا, خاصةً لمى والتي يوليها اهتمام أكبر من لمار..


***************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:32 AM   #2514

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد مرور سبع سنوات


شبه مهرولة دلفت إلى المخفر, لاهثة تجول بنظراتها المرتاعة المكان،

قبل أن تتجه إلى الشرطي تسأله باضطراب عن ابنتها الصغيرة، فيشير الشرطي إلى أحد المكاتب،

فتُسرع إليها لتجد الصغيرة جالسة بهدوء مطرقة رأسها مع بعض الصغار الآخرين،

فتهتف باسمها بلوعة غير

مصدقة:" جانيت.."

رفعت الصغيرة وجهها وهي تتعرف على الصوت،

فتهتف بدورها بلهفة:" أمي.."

راكضة إليها تحتضنها, وأمها تحملها باكية بعنف تقبلها محتضنة إياها بقوة،

ويدها تتحسس جسدها بهلع تتفحصها، يبكيان سويًا،

حالهما كحال البقية ممن كانوا قد اختفوا أطفالهم, وها قد وجدوهم..

وحين هدئوا قليلاً شكروا ضباط المخفر, والشرطيين بحرارة،

إلا أن الضابط ابتسم لهم مصححًا بفخر:" عليكم شكر المحقق بلاك.. إنه من أنقذهم.. وعرف مكانهم.."

اتجهت الأعين للمحقق الجالس خلف مكتبه، فرفع وجهه إليهم بابتسامة هادئة, عيناه العسليتين تظهران من اللطف ما يجعل وجهه بلحيته المُشذبة محبب للنظر،

فيشكرونه بحفاوة، يردها إليهم ببساطة لبقة،

وحين انتهى اليوم ورحلت كل عائلة بطفلها،

تمطى رفيق بلاك, يخبره بإنهاك:" كان يومًا حافلاً.. لكنه جيد.."

اعتدل بلاك بعد أن ملئ كوب المياه من البراد الكهربي المتواجد بأحد الأركان، يرفعه لشفتيه،

يرتشف منه, متمتمًا:" أجل.."

فيربت رفيقه على كتفه باستحسان, هاتفًا:" هذا بفضلك بالطبع.."

ثم يضحك متعجبًا بتساؤله:" ما يحيرني وصولك لهؤلاء الأوغاد بسهولة.. وكأنك تعرف ما يفكرون به؟.."

التوت زاويتا شفتيه بنصف ابتسامة، مسدلاً جفنيه،

وهو يجيبه بهدوء:" ليس سهلاً؛ لكنه ببعض الأحيان متوقع.."

هز الرجل رأسه بلا مبالاة، قبل أن يتأوه بتعب،

قائلاً:" سأذهب للمنزل الآن.. وأنت هل ستبقى قليلاً؟.."

هز بلاك رأسه نفيًا، يخبره:" لا سأعود للمنزل.."

فيضحك رفيقه, قائلاً بغمزة

وقحة:" بالطبع فـ كريستي بانتظارك دومًا.."

لم يعقب بلاك، يحمل معطفه ومتعلقاته، ويرحل تاركًا المكان,

الذي لا يتسم أبدًا بالهدوء, دومًا صاخب ممتلئ سواء بالمجرمين، أو الأبرياء،

فحين خرج لمح سيارة الشرطة بصوتها المزعج،

وأضواء سقفها المميز بإضاءته، وبعض رجال الشرطة يجرون أحد المشتبهين بهم مكبل اليدين خلف ظهره،

فحيونه بهزة رأس ردها لهم، ثم اتجه لسيارته، يركبها، ويقودها متجهًا للمنزل..

**********

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:33 AM   #2515

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



حين وصل فتح الباب بمفاتيحه، يدلف للشقة،
ليجد كريستي جالسة على الأريكة تقرأ بكتاب ما،
حين سمعت صوت المفتاح، والباب، التفت برأسها تنظر من فوق كتفها،
لترى وجهه فتضيء ملامحها بابتسامة سعيدة، مع لمعة عينيها الزرقاوين،
قبل أن تنهض متجهة إليه، تلف ذراعها حول عنقه، مقبلة شفتيه بنعومة، هامسة:" مرحبًا.."
ابتسم لها بدوره، مرددًا:" مرحبًا.."
تراجعت قليلاً دون أن تفقد ابتسامتها، وهو يعلق معطفه، ويبقى بقميصه الأسود وقد ثنى أكمامه،
وهي تقول:" لقد سمعت بما حدث اليوم.."
هز رأسه بلا اهتمام، يتحرك بخفة حتى وصل للحمام، ينزع قميصه، ثم يغسل وجهه،
وهي تراقبه بعينين شغوفتين، عاشقتين، رغم مرور عشر سنوات سويًا,
وهي تزداد عشقًا له، بل ما مرا به قبلاً, يجعله هوسًا..
راقبته يجفف وجهه، يخرج من الحمام، يتجه للخزانة،
فقالت:" سأضع طعام العشاء.. لا تتأخر.."
تركته يبدل ملابسه، وقد تغيرت ملامحه، يستند لباب الخزانة بكفه بذراع مفرود، مطرق الرأس،
يطبق فكيه بغضب، يتنفس بصعوبة محاولاً التحكم بغضبه؛ وهو يتذكر أحداث اليوم, وما مر به..
ذلك الحصار للمنزل المُشتبه به, تسلله مع باقي عناصر الشرطة بحذر شديد, والاقتحام للمكان, يتحرك داخله بترقب,
حاملاً مسدسه بذراعين ممدودين للأمام بوضعية الإطلاق,
فيجد أحد المختطفِين يصوب إليه مسدسه, فيطلق النار عليه سريعًا, ليصيبه بساقه, وخلفه زميله اتجه إليه يكبله بالقيود,
تحرك بلاك هبوطًا للقبو, وفتحه للباب, ليجد مُختطِف آخر يقف بالداخل, مُمسكًا بطفلة صغيرة ترتجف باكية بعنف,
وهو يضعها أمامه كجدار حماية له, بل ويوجه إلى رأسها فوهة سلاحه الناري,
ليجعل عينا بلاك وتظلمان باشتعال مُخيف, يرمقه بغضب,
والمجرم يقول مُهددًا:" دع السلاح.. سأقتلها.."
لكن بلاك لا يفعل, بل يظل موجهًا سلاحه إليه,
وعيناه تتنقلان من المُجرم إلى الصغيرة الباكية بشحوب الرعب,
فيقول بلاك بهدوء:" دعها.. لن تستطيع أن تُفلت الآن.."
إلا أن المًجرم عاند, وقد بدأ يلهث باضطراب, يشدد من قبضته على الصغيرة, يلصقها به أكثر,
هاتفًا بحدة متوترًا:" قلت لك القي سلاحك وتراجع في الحال؛ وإلا سأفجر رأسها.."
ثم يوجه سلاحه لباقي الصغار المنكمشين على أنفسهم بأحد الأركان, يبكون باستنجاد,
صارخًا:" بل سأفجر رؤوسهم جميعًا.."
ومع تحرك أحد الصغار كي يركض, وجه المجرم سلاحه إليه, مُستعدًا لإطلاق النار,
فاستغل بلاك الفرصة, مُطلقًا الرصاص عليه, ثلاث رصاصات بالصدر,
ثم واحدة بمنتصف جبهته, جعلت عينا المُجرم تجحظان, مُرخيًا قبضته عن الصغيرة, وجسده يسقط للخلف مقتولاً,
والصغيرة تصرخ برعب شديد,
تلتف بلاك حوله بالمكان مُجددًا, ثم أرخى يده, يلفها خلف ظهره, ليضع سلاحه بجرابه الخلفي,
ثم يتحرك اتجاه الصغيرة, التي سقطت منكمشة تصرخ وتصرخ,
وبلاك جثى أمامها, يتفحصها بدقة,
قبل أن يقول بهدوء لطيف:" انتهى الأمر
يا صغيرة.."
لكن الصغيرة, وضعت كفيها على أذنيها تصمهما,
وهي تهز رأسها نفيًا بلا وعي مع صراخها..
دلف أحد عناصر الشرطة, ركضًا,
هاتفًا:" بلاك.."
التفت إليه بلاك برأسه, من فوق كتفه, قائلاً بعملية:" سقط أحدهم.."
هز الشرطي رأسه, وهو يُخبره بحاجبين معقودين:" وأصيب هاري.."
زم بلاك شفتيه بغضب مكبوت, يهز رأسه, ثم يقول:" الأطفال بخير.."
فيصطحب الشرطي الأطفال للخارج,
ويوالي بلاك الصغيرة المصدومة اهتمامه, يربت على جسدها المنتفض برقة,
هامسًا إليها بلطف:" انتهى الأمر صغيرتي.. هيا سنذهب إلى والدتكِ الآن.."
مع ذكر والدتها,
رفعت الصغيرة وجهها الشاحب بدموعها, وعيناها المتسعتين بذعر تسألانه بتشكك, شاهقة بارتجاف,
فيبتسم بلاك بوجهها بدفء,
هامسًا:" انتهى.. سنذهب الآن هيا.."
مد يده لها, فتُمسكها بارتعاش, لينهض معها, ثم يحملها على ذراعه, وهي تبكي بصوت مسموع,
وبلاك يربت على ظهرها, حتى خرج من القبو, والمنزل,
وسلمها لسيارة الإسعاف الواقفة بالخارج مع العديد من مثيلاتها كإجراء مُعتاد, ليتفحص أحد المُسعفين الصغيرة,
مُغطيًا جسدها بغطاء شبه سميك, يهدئها بلطف,
ثم يعودوا إلى المخفر, ويعود الصغار لذويهم..
عاد بلاك من شروده القصير, ناظرًا للفراغ, زافرًا بعنف, يحاول تشتيت تفكيره عما حدث اليوم.
ليخرج بعدها وقد ارتدى ملابس بيتية مريحة، يتجه إلى كريستي ليقف بجوارها وهي تقلب السلطة..
يخبرها بلا مقدمات:" لقد قتلت أحدهم اليوم.."
التفتت بوجهها إليه دون أن تتوقف عن التقليب،
تسأله ببساطة:" هل كان يستحق؟.."
ابتلع ريقه بصعوبة زافرًا بقوة،
يرد عليها:" كان يحتجز مجموعة أطفال بقبوه, وحاول قتل أحدهما.."
حينها تركت ما بيدها تلتفت إليه بكامل جسدها،
ترفع يدها مطوقة جانب وجهه، ممسدة لحيته بإصبعها الإبهام,
مع همسها الناعم:" إذًا لا بأس.."
تقترب منه أكثر، مقبلة شفتيه بخفة، مكملة بهمس رقيق:" أنا فخورة بك.. وأحبك.."
نظر لعينيها الزرقاوين للحظات، قبل أن يرفع جسدها
ليُجلسها على الطاولة الرُخامية, كاد أن يتسبب في إسقاط الطبق الموضوع عليها,
لكنه لم يكترث, يدفن وجهه بعنقها,
وهي احتضنته, تلف ذراعيها حول جذعه, صامتان لبعض الوقت, كهدنة يأخذها, وهي تمسد ظهره صعودًا وهبوطًا بيد, والأخرى رفعتها تداعب خصلات شعره بطريقة مُهدئة,
تميل برأسها قليلاً مُقبلة جانب جبهته, وطرف أذنه, وهو يتنفس بروية,
مع همس كريستي:" تبدو منزعجًا للغاية.. هل تريد الحديث؟.."
هز رأسه دون أن يرفعه, فيدغدغ ذقنه عنقها مع قبلة لعرقها النابض,
لتضحك قائلة:" يبدو أن هناك حديث من نوع آخر تريده.."
فيغمغم:" ربما.."
تضحك أكثر, دون أن تحاول إبعاده عنها, للحظات,
حتى تراجع للخلف خطوتين, وهي قفزت عن الطاولة, لتقف بجوارها,
تخبره بابتسامتها:" هل يمكنك وضع الأطباق على طاولة الطعام؟.."
هز رأسه موافقًا، يحمل الأطباق ويضعها كما أخبرته،
وهي تصل خلفه لتضع أطباق أخرى،
فيعود مرة أخرى للمطبخ ليجلب البقية،
وهي رحلت لدقيقتين، ثم عادت،
هاتفة ببهجة:" انظر من استيقظت للتو!.."
التفت إليها بلاك, فتوهجت نظراته بسعادة وقد طار كل ضيقه،
مبتسمًا، بترحيب حار:" مرحبًا.."
عيناه تضويان بحب، مسلطتان على تلك الصغيرة ذات الشعر الأشقر البالغة عام ونصف مستندة برأسها على كتف والدتها،
ناظرة إليه بعينين ناعستين بلون العسل كعينيه،
وهو يقترب يمد يديه إليه ليحملها منها،
يحتضنها بقوة، قائلاً:" مرحبًا باراديس.."
فتميل الصغيرة على صدره، باستكانة مطمئنة،
مهمهمة:" دادي.."
فتتسع ابتسامته مظهرة أسنانه، وقد نبض قلبه بعنف، مقبلاً رأسها،
هامسًا:" جنتي الصغيرة.. سأجعل هذا العالم آمنًا لأجلكِ.. وأتخلص من جميع من يهدد أمانكِ.."
هو أسماها باردايس.. بمعنى الجنة, فهي منذ وُلدت كانت تلك الجنة الغناء بجمال روحها البريئة, تُهدي روحه السلام, والسكينة,
ومعهما خوف عليها من المستقبل, وأن تلاقي ما لاقياه هو وأمها,
لذلك أقسم أن يحارب لأجلها كل الشرور, حتى تكون سالمة, وهو سيحيطها من كل اتجاه..
انضمت إليه كريستي، مستندة برأسها على كتفه، هامسة بدورها:" أنت تبلي بلاءً حسنًا صهيب.."
_وكذلك أنتِ أوليفيا..
ابتسمت بنعومة، ثم ابتعدت لتجلس على مقعدها،
وهو أجلس الصغيرة على مقعدها المرتفع المخصص للأطفال، يطعمها من طبقها الذي أمامها،
ويتركها تأكل بفوضى ملوثة نفسها, لكن ضحكاتها تطربه،
يوجه حديثه لأوليفيا يسألها عن يومها،
فتخبره بما يحدث بالمؤسسة،
فهي قد انضمت منذ سنوات كمتطوعة لمؤسسة تساعد ضحايا الاغتصاب والتحرش،
سواء أطفال، مراهقين، وما دون ذلك، كي يتخطوا ما مروا به،
فهي قد مرت بذلك الأمر, وعانت لسنوات مُحاربة بقوة ضعفها, دون استسلام,
حتى استطاعت تخطي الأمر، وساهمت في مساعدة غيرها, ومد يد العون،
فيما صهيب انضم للشرطة للمساعدة في القبض على هؤلاء المجرمين،
بعد أن تم تغيير هويتهما ضمن برنامج حماية الشهود،
بعد ما حدث منذ عشر سنوات,
حيث بعد مقتل بيير وخافيير, ومعرفة الشرطة للأمر,
انفجر الطابق الذي به شقة صهيب وأوليفيا بأكمله,
في حادث تسرب غاز مُتعمد,
وقتها كانت أوليفيا تعاني من تلك الهلوسة الخاصة بآريس, تصرخ وتصرخ,
تركض بأنحاء الشقة وكأنها تحاول الهرب من طيفه الذي يلاحقها بكل مكان, وكل دقيقة,
حتى يأس منها صهيب, يكاد يتركها ويرحل من الشقة,
فلا قدرة له على احتوائها, أو حتى مواساتها..
إلا أنه شعر بحركة غريبة أمام الشقة, حركة مريبة, ليست كتحركات الشرطة المراقبة لهما,
حينها, أمسك بها, مُكممًا فاها بقبضته, يشير إليها بعينيه المتسعتين بتحذير, فتصمت مجفلة,
تركها بعدها دالفًا المطبخ, ليحمل سكينًا, وهي التصقت به برعب,
يتوارى خلف باب الشقة,
وأحدهم يفتح الباب بهدوء شديد, دلف شخص يحمل بيده المُغطاة بقفاز جلدي أسود, سلاحًا ناريًا,
ثم أغلق الباب خلفه, دار بعينيه المكان, لكنه لم يلحظ أن أحدهم قد يكون قد شعر به,
أجفل والسلاح الناري يسقط من يده, حين ركل صهيب ذراعه بقوة, ثم ودون أن يتيح له أي فرصة,
كان صهيب يدفعه للباب الذي أغلقه للتو, وسكينه يغرسه في منتصف صدره,
ناظرًا لعينيَّ المُقتحم بعينين قاتمتين, يجز على أسنانه بعنف,
مُديرًا السكين داخل صدره,
فتصدر شهقة من الرجل, مع انتزاع صهيب السكين من جسده,
ويتهاوى الجسد على الباب منزلقًا ببطء, ليستوي جالسًا بموته المُحقق,
وأوليفيا ترتجف بشهقات مسموعة,
وصهيب يُخبرها:" سنرحل في الحال.. هيا.."
دون تأخير, كان يسحب ذراع أوليفيا, ليخرجا من الباب الخلفي للشقة,
حيث السلالم الفرعية, يتحركان بهرولة, إلا أنه حين كاد أن يهبط الدرج,
وجد أحد الرجال المُشابهة لملابس الذي قتله منذ دقيقتين,
فعاد بأوليفيا, ليدور بالطابق الذي صعده معها,
متجهًا للسلم الرئيسي, ناظرًا للكاميرا ليفهم أنه قد تم تعطيلها, يهرول هو وأوليفيا, حتى هبطا للطابق السفلي, يختبئ معها قليلاُ, حتى دوى انفجار بالمبنى,
ليفهم أنه تم تفجير الشقة الخاصة بهما كي يطمسوا أي دليل بعد قتلهما,
إلا أن صهيب انتظر, وبعدها ذهب لأحد المُحققين الذي يثق بهم, وساعدهما كثيرًا, ليُخبره بالأمر,
ويُخبره عن بعض أسماء المتورطين بقضيته,
بشرط وضعه وأوليفيا ببرنامج حماية الشهود,
وسفرهما بهويات جديدة, والاتفاق بالقول أنهما قد قُتلا حقًا بالانفجار,
وقد استغل صهيب قتله بيير وخافيير, ليخبر المُحقق أن من حاول قتله هو وأوليفيا,
هو نفسه من قتل بيير وخافيير, خوفًا من إفشائهم بعض الأسرار,
وبالطبع كانت رواية صهيب قابلة للتصديق بقوة..
فتم نشر موتهما المُزيف, ثم سفر صهيب وأوليفيا للولايات المتحدة بهويات جديدة, وبداية جديدة,
ومع بعض التوصيات
استطاع صهيب والذي تم تغيير اسمه
لـ "بلاك"
مشاركة الشرطة في محاربة بعض الجرائم المتعلقة بالخطف وتجارة الرقيق,
ليلتحق بهم مع مرور السنوات,
وتنضم أوليفيا وتغير اسمها لـ "كريستي" لمؤسسة للتأهيل النفسي,
حتى استطاعت الاستمرار ومحاربة أشباح آريس ببداية جديدة..
ليبدئا حياة جديدة مختلفة يكونا فيها منقذيّن لغيرهما،
لا جلاديّن..
يختاران طريق النجاة لهما وللبقية..
************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:35 AM   #2516

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



سبع سنوات مرت على الجميع, كل منهم حياته مرتبطة بالآخر بشكل أو بآخر..
اليوم الأول لعيد الفطر, صباحًا بعد صلاة العيد,
خرج جواد من المسجد مع أولاده عبد الرحمن البالغ تسع سنوات,
وعبد الله الذي يصغره بأقل من عام,
وإبراهيم ذو الخمس سنوات وبضعة أشهر يُمسك بيده قطعة حلوى يأكلها,
يسيرون سويًا, يرتدي جميعهم الجلباب الأبيض كفريق متشابه,
وبجوارهم معاذ وأولاده,
معتز ذو الأربعة عشر عامًا,
وعز الدين يصغره بخمس سنوات ويماثل عمر عبد الرحمن,
ويُمسك بيده الصغير مُعز الذي يقارب عمر إبراهيم ابن جواد خمس سنوات,
ويرتدون الجلباب أيضًا,
وذلك هو التقليد الذي يمارسه كل من جواد ومعاذ,
يرتدي كل منهما وأولادهم الجلباب الأبيض بوقت صلاة العيد..
يتناوشون بالحديث, يمرون على البعض الرجال الذين انتهوا بدورهم من صلاة العيد,
ويلقون السلام على الجميع, تعلو ضحكاتهم,
حتى وصل الجميع إلى منزل جواد, ووقفوا أمام الباب,
ركض عبد الرحمن, وعبد الله, وخلفهما إبراهيم للداخل,
وجواد يتحدث مع معاذ, يسأله:" ستذهب اليوم إلى حماتك؟.."
هز معاذ رأسه موافقًا, يرد عليه:" أجل.. سنذهب بعد الظهر ان شاء الله.. سنقضي يومين هناك ونعود.. سأذهب لأنام قليلاً الآن.."
_حسنًا..
هم معاذ بالرحيل, لكن معز ترك يده, محاولاً الدخول لمنزل جواد,
معاذ يهتف به:" معز.. ليس الآن.."
لكن الصغير تململ معترضًا:" لا.. أريد الدخول.."
ولكن جواد أمسك به من ياقة جلبابه الخلفي, يرفعه رفعًا, وكأنه لا يزن شيئًا,
يسأله بعينين ضيقتين:" إلى أين يا ابن المتشرد؟.. ارحل مع أبيك.."
فيعبس معز وهو يرفع وجهه لجواد, مع محاولته التحرر من قبضته,
قائلاً بشفتين ممطوطتين:" سأدخل.. أريد اللعب مع ليان.."
وجواد يرميه بنظرة حارقة, وهو يعض شفته السفلى بتوعد,
قائلاً بامتعاض, يهزه:" أي ليان التي تلعب معها يا ولد؟.. إنها نائمة الآن.. ارحل.."
تدلت شفة معز السفلى ببوادر بكاء,
قائلاً بتبرم:" لا.. سألعب معها.. دعني.."
ومعز يريد اللعب مع ليان دومًا, وكأنها دميته الخاصة,
يبقى بمنزل جواد أكثر من منزله, لا يرحل إلا قرب النوم,
والذي يكون بمعاناة, يأخذه معاذ حملاً بالإجبار,
وببعض الأيام يبيت عند جواد, دون اكتراث لابتعاده عن أمه أو أبيه..
فيقول جواد بحنق:" قلت نائمة.. هيا ارحل مع أبيك.. لم أنجبك وأنساك.. وأنت.."
موجهًا حديثه إلى معاذ, وهو يرفع معز أكثر, يُلقيه اتجاه والده,
مكملاً بسخط:" خذ ابنك, واذهب من هنا.."
تلقفه معاذ, فبدأ معز بالبكاء رافضًا الرحيل,
ومعاذ يحاول إسكاته,
يهادنه برفق:" ليان نائمة يا مُعز, ونحن سنسافر بعد قليل, ألا تريد الذهاب لـ نانا فاتن؟..
هناك رؤى ابنة خالك فاضل, العب معها.."
فيزداد بكاءه مع هز رأسه رافضًا, هاتفًا بحدة:" لا أريدها.. أريد اللعب مع لياااان.."
وجواد يهتف بصوت يعلو صوت معز, شاعرًا بالغيظ منه, وهو يلتصق بابنته الصغيرة:" كفى ميوعة يا ولد.. ارحل وحين تستيقظ تعال.. هيا.."
دفن معز وجهه بكتف معاذ منفجرًا بالبكاء,
ومعاذ ينظر لجواد بنظرة ساخطة, يسبّ جواد من بين شفتيه دون صوت, يهم بالرحيل,
لكن عز الدين وقف يشد جلباب جواد, قبل أن يدلف للمنزل,
فنظر إليه الأخير, هاتفًا بنفاذ صبر:" ماذا تريد أنت الآخر؟.."
مد عز الدين كفه مبسوطة إلى جواد, قائلاً بابتسامة واسعة بسماجة:" عيد سعيد عماه.. أريد عديتي.. لم تعطني إياها.. هيا.."
تجهمت ملامح جواد بقرف, دون أن يتحرك للحظات,
وما زال عز الدين يمد يده دون تنازل,
ومعاذ يرفع حاجبه بترقب متسلٍ, قائلاً ببرود يشابه برود ابنه الأوسط:" اعطه عديته يا أبا الجود.. هيا.."
غمغم جواد بكلمات غير مفهومة, قبل أن يمد يده إلى جيب جلبابه,
مُخرجًا محفظته, ومنها النقود, والتي حضرها مُسبقًا بالطبع,
يُعطي عز الدين عديته بأوراق نقدية جديدة تمامًا, وكأنها لم تُمس,
فيأخذها عز الدين بفرحة جلية, قافزًا, ثم يركض قبل والده بالطريق,
وجواد ينظر إلى معتز الواقف بهدوء, فيرفع حاجبه,
قائلاً بترقب:" وأنت معتز, ألا تريد عدية, أم كبرت عليها؟.."
ابتسم معتز بحرج, وجواد يبتسم بدوره, ويعطيه العدية,
ثم يتحرك خلف شقيقه, متجهًا للمنزل,
ومعاذ يهز معز الذي ما زال يبكي, يحادثه برفق:" ألا تريد عدية يا معز؟.. هيا.."
يهز ذراعه الذي يحمل معز, الذي ينشج بنهنهات البكاء,
رق قلب جواد لها, رُغم غيظه منه, يمد يده إليه, قائلاً بنزق:" يكفي بكاءً.. تعال.."
رفع معز رأسه عن كتف أبيه, ناظرًا لجواد بوجه مغرق بالدموع,
إلا أنه لم يرفض جواد, بل ود الذهاب إليه,
إلا أن معاذ شدد من إمساكه,
رافضًا:" علينا الذهاب للاستعداد للسفر.. هيا خذ عديتك.."
عاد معز للبكاء, لكنه مد يده, وأخذ عديته, ثم يدفن وجهه بكتف معاذ مُجددًا,
وجواد يُعطي معاذ عدية أخرى, قائلاً بحنان يخصها به:" هذه لملك, لحين أراها.."
أخذها معاذ مبتسمًا, إلا أن ابتسامته تلاشت بامتعاض,
وجواد يضيف مربتًا على كتفه
بخشونة:" قبل الظهر سأرسل لك الأولاد؛ ليأخذوا العدية منك.."
فيقول معاذ بحنق:" هل تعطي أولادي العدية باليمين, وتأخذها مني بالشمال!.."
فيبتسم جواد بسماجة, يرد عليه مستنكرًا باستفزاز:" كيف تقول هذا؟.. ألست عمهم؟.. عيد سعيد يا أبا معتز.."
ثم أشاح بيده يصرفه:" والآن هيا ارحل.. أريد الراحة قليلاً.."
تحرك معاذ مع معز ولا زال يحمله, وهو يغمغم بامتعاض:" وكأنه يعطينا صدقة, ويصرفنا بعدها.."
أكمل معاذ طريقه يهدهد معز, حتى اختفى من أمام جواد,
*********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:36 AM   #2517

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

جواد الذي دلف للمنزل, مُغلقًا الباب خلفه,
فيسمع أنيسة تصيح
بعصبية:" إبراهيـــــــــــم.."
وإبراهيم يركض سريعًا خارجًا من المطبخ, يحمل بيده شيء ما يأكله, ولم ينتبه إلى جواد,
فيرتطم جسده بساق أبيه, الذي رمقه بزفرة يائسة, يركله بخفة,
هاتفًا باستياء:" حسبي الله ونعم الوكيل.."
وإبراهيم لا يهتم, بل يتنحى, ويكمل هرولته اتجاه الدرج, يصعده بسرعة,
وخلفه صوت جواد يهدر:" يا ابن الكلب لا تركض بهذا الشكل.."
ومن المطبخ خرجت أنيسة تزفر بغضب, ناظرة بأثر إبراهيم الراكض,
فتصرخ به:" لا تركض على الدرج, ستسقط وتبتلع لسانك, وأنت تأكل هكذا.."
ومن خلفها كانت ليان الصغيرة البالغة عامين تهرول بساقين تكادا تتداخلان ببعضهما,
هاتفة ببهجة:" آدي.."
وجواد ما إن رآها حتى أضاءت ملامحه, ينحني بجذعه, يتلقفها سريعًا,
ثم يعتدل, وهو يقذف جسدها الصغير المكتنز للأعلى,
فتجلجل ضحكتها الصاخبة بسعادة, مع تطاير شعرها القصير, وينتفش فستانها القصير بلونه الاحمر,
ويتلقفها مُجددًا, ثم يعود ليقذفها مرة والأخرى,
حتى هتفت به أنيسة تزجره:" توقف عن ذلك.. ستتقيأ بهذا الشكل, لقد أكلت للتو.."
وهو لا يكترث, ويقذف ابنته, والصغيرة تضحك, وتضحك بوجه أحمر مُشع,
حتى توقف يضمها لصدره, ضاحكًا,
قائلاً:" صباح الخير يا قلب أبيكِ.."
فتتمايل ليان بجسدها بدلال, وتدلل, بابتسامة متسعة, قائلة بنبرة طفولية مائعة:" آدي.."
وتعني بتلك الكلمة جوادي, والتي تسمع ليليان تقولها له,
فتذيب قلبه مع نظراته يضمها إليه أكثر متأوهًا بقوة,
يلتهم وجنتها بالقبلات, وليان تلتفت لتقبل شفتيه بطبعة شفتيها المزمومتين بقوة,
وأنيسة تهز رأسها بيأس, من جنون المنزل كله,
خاصةً وهي تسمع صراخ ليليان من الأعلى:" جواااااااااااااد.."
وجواد لا يستجيب, فهو يداعب صغيرته المُدللة,
والتي كأن الله أراد أن يعوضه, فكانت نسخة من شقيقتها ليان الراحلة,
وأصر جواد أن يُسميها بنفس الاسم,
يذكر حين وُلدت وحملها بارتجاف شديد, بكى وبكى دون قدرة على تمالك نفسه, يضمها إليه, يستنشق رائحتها بقوة,
كأن الله يطبطب على قلبه بها,
شاعرًا بها
كـ (بشرى ذكريا بـ يحيى, بعد انتظار طال أمدًا)
أما بالأعلى, فكانت ليليان بغرفتها, بمعنى أدق بالحمام, بالمغطس,
حيث أطعمت ليان, وتركتها لأنيسة قليلاً,
لتنعم بحمام ساخن, تسترخي به قبل عودة الصغار,
والذين عادوا سريعًا على ما يبدو..
مقتحمين عليها الحمام دون استئذان, يركض عبد الرحمن خلف عبد الله, هاتفًا:" لن أتركك.."
وعبد الله يستنجد بليليان, الجالسة أسفل فقاعات الصابون المُخفية جسدها, صارخة:" اخرجا من الحمام.."
وعبد الله يقول:" سيضربني يا أمي.."
وعبد الرحمن يهتف بحدة:" لقد ضربتني أولاً.."
وليليان ترفع وجهها الشبه باكٍ للأعلى, ثم تعود ناظرة لهما,
قائلة بتشنج:" ألا يمكنني التنعم بالحمام بمفردي؟.. تقتحمونه دون استئذان.. والله لم أربيكما.. جواااااااااااااد.."
وهي تصرخ منادية جواد كي يأتي ليخرج أولاده,
وهما ينظران لها بعبوس, ويزيد المكان فردًا,
حين دلف إبراهيم يلوك شيئًا بفمه,
ثم يتحرك اتجاه المرحاض,
رافعًا جلبابه, نازعًا سرواله, جالسًا يقضي حاجته بكل بساطة,
وليليان تكاد تنهض من المياه لتركلهم جميعًا,
وهي تعيش بمجتمع ذكوري عديم اللباقة, لا يحترمون خصوصيتها, أو يتيحوا لها فرصة للاسترخاء,
فتصرخ مُجددًا بهم:" اخرجوا من الحماااااااااام.."
فيعود عبد الرحمن وعبد الله للشجار, وكل منهما يتحدث بوقتٍ واحد مع ليليان,
وإبراهيم يكمل ما يفعله وهو يتأرجح بساقيه,
والباب يتأرجح مُجددًا ويُفتح, مع دخول جواد الذي دلف إليها حاملاً ليان,
قائلاً:" ليليان.. الـ....."
لكن كلماته توقفت وهو يرى أولاده الثلاثة بالحمام, وليليان بالمغطس,
فيهتف:" ما هذا؟.."
وليليان تكاد تجن, ناظرة إلى جميعهم بعينين تشعان شررًا بجنون,
هذا الموضوع متوارث بين زوجها عديم اللباقة,
وأولاده مثله, يدخلون الحمام هكذا..
فتصرخ بهم جميعًا:" حسبي الله ونعم الوكيل.. ستصيبونني بالجلطة,
هل هو حمام بالطريق العام؟.. والله الحمام العام به خصوصية أكثر من هنا.."
وجواد يتجهم بغضب, هادرًا بهم بعد أن أنزل ليان أرضًا:" ما الذي تفعلونه بالحمام جميعكم يا حيوان أنت وهو, وهو؟..
اخرجوا, ولا يدخل احد منكم هكذا مرة أخرى.."
والثلاثة انتفضوا, مهرولين للخارج,
قبل أن تصيبهم ركلة من قدم جواد,
ثم يعود جواد بنظره لليليان, التي هتفت بغيظ:" وراثة.. وراثة أقسم بالله.. جميعهم مثلك.. اخرج أنت الآخر هيا.."
وكعادتها ألقت عليه قطعة صابون, فرمقها بعبوس, إلا أن حاجبه قد ارتفع؛
وهو يرى ليان الصغيرة, تحاول نزع ملابسها,
كي تقفز بالمغطس مع أمها للاستحمام,
فصرخت بها:" لا.. لا.. لقد بدلت ملابسكِ منذ قليل.."
ثم توجه حديثها لجواد آمرة بشبه
لهاث:" خذ ابنتك من هنا واخرجا.. أريد الاستحمام..
أريد أن أستحم كالبشر يا عالم.."
مط جواد شفتيه للجانب قالبًا عينيه, يتجه إلى ليان, ينحني ويحملها,
ثم يعدل فستانها, الذي ناله بعض البلل من مياه المغطس, فتتململ تريد اللعب بالماء,
لكن جواد يخبرها بلطف:" فيما بعد
يا لولي.. هيا.. ثم إن أمكِ تسلق نفسها بمياه مغلية الآن.. لن تستطيعي تحملها.."
خارجًا بها, تاركًا ليليان تنكس رأسها زافرة عدة مرات بيأس منهم..
**************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:37 AM   #2518

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

اليوم الرابع للعيد, كان الجميع بمنزل جواد يتحضر كي يسافر إلى العاصمة, كي يزوروا العائلة..
_أنا أعيش بحظيرة ثيران.. ثيران صغيرة ناطحة.. توقفا عن الشجار..
وصراخ أنيسة بعبد الرحمن, وعبد الله,
اللذان لا يكفان الشجار, وضرب بعضهما, إلا بالمناسبات النادرة,
يوازي..
_جواااااااااااااد..
والمذكور بصراخ ليليان من الأعلى,
كان يجلس بالمضيفة, يرتدي ملابس عصرية, ويشرب نارجيلته منتظرًا انتهاء البقية,
إلا أن صراخ ليليان به, جعله ينفث الدخان من فمه, متأففًا بنزق,
مُغمغمًا:" لا أستطيع شرب نارجيلتي بهدوء في هذا البيت.."
يضع مبسم نارجيلته على كتفه,
قبل أن يمد رأسه قليلاً, صارخًا بصوت جهوري:" يا حيوان أنت وهو اذهبا لأمكما.."
وعبد الرحمن وعبد الله, ما إن سمعا صوت جواد,
حتى هرولا الدرج, لليليان, يقفان أمامها بوجهين حانقين, ينتظران ما ستقوله,
وهي تبتسم باتساع, مع قولها:" سلم لي صوتك يا حبيبي, وأدامه مُجلجلاً بالبيت.."
فأولادها لا يستمعون منها كلمة, إلا حين يهدر بهم صوت جواد,
ولمرة واحدة, لينطلقوا منفذين..
ثم وجهت حديثها لابنيها مُشيرة
بيدها:" اذهبا للغرفة, وارتديا الملابس هيا.. بسرعة.."
هرولا لغرفتهما ليرتديا الملابس,
حين صدح صوت ليليان
مُجددًا:" جوااااااد.."
فيزفر بنفاذ صبر حانقًا, وهو يهدر بحدة:" يا أولاد الكلب ألم أقل أن......."
لكن قبل أن يكمل كلماته,
كان صوت عبد الله يصدح من أعلى الدرج:" أمي تريد إبراهيم.."
فيرد عليه جواد بصوته الجهوري, وإن كان به نبرة اعتذار بسيطة:" حسنًا.."
ثم تتحول نبرته للغاضبة, وهو يصرخ بطريقة مُفزعة:" يا إبراهيــــــــم.. اصعد إلى أمك.."
دقائق مرت, وعاد صوت ليليان يصرخ من الأعلى,
فألقى جواد خرطوم نارجيلته, وتحرك بخطوات متوعدة, وهو يشتم بنفاذ صبر,
ليجد أنيسة بوجهه,
فيسألها:" أين هو؟.."
فردت أنيسة كفيها بلا معرفة, مع مطها لشفتها السفلى,
قائلة بقلة حيلة:" لست أدري.. وهل يعلم أحد أين يذهب!.. ولكن ابحث عنه بالمطبخ.."
تحرك جواد اتجاه المطبخ, يبحث عن إبراهيم, وهو يهتف باسمه, يميل برأسه قليلاً, فلا يجده, زفر بحنق,
وهو يتوعده:" والله سأريك.."
بحث مرة أخرى, ولم يجده, ولكن حين كاد يخرج من المطبخ, لمح قشرة موز يظهر طرفها قرب ساق الطاولة الخشبية المُغطاة بمفرش كبير..
فعض شفته السفلى بغيظ, قبل أن يرفع طرف المفرش على حين غرة,
ويميل بجذعه, ناظرًا أسفل الطاولة,
منتزعًا شهقة مختنقة من إبراهيم, الجالس أسفل الطاولة, واضعًا الموز على ساقيه, يأكله بنهم, ويتناثر حوله القشر, بكل مكان..
تسمرت يد إبراهيم المُمسكة بالموزة المحشورة بفمه, بارتياع من رؤية جواد,
وجواد يجز على أسنانه,
قبل أن يأمره:" اخرج.. ألم تسمعني وأنا أنادي عليك.."
حشر إبراهيم باقي الموزة بفمه, يلوكها وقد انتفخ خديه,
مغمغمًا بكلمات غير مفهومة,
جعلت جواد, يميل أكثر, يمد يده, جاذبًا ساق إبراهيم يسحبه حتى أخرجه من أسفل الطاولة, فتنطلق منه صيحة,
وجواد يعتدل, لكنه تعثر يكاد يسقط بسبب قشرة موز بالأرض, فيحدج ابنه بنظرة متوعدة, يهم بإمساكه من ياقة ملابسه الخلفية,
لكن إبراهيم لم يتح له الفرصة, وانزلق يحبو على ركبتيه ويديه, ثم ينهض راكضًا للأعلى,
وصوت جواد يقصف خلفه بعد أن خرج من المطبخ:" سأريك يا مفجوع.."
فتزجره أنيسة:" سم الله بقلبك, وقل ما شاء الله.."
زفر بقوة, وهو يخبرها بحنق:" أنتِ من تفسدينه, تُجلسينه بجواركِ, وتطعمينه, وكأنكِ بمسابقة تسمين الثيران.."
لم ترد عليه, وهو تنظر إليه نظرة ذات مُغزى,
جعلته يقلب عينيه,
وهو يسألها مُجددًا:" ألن تُغيري رأيكِ وتأتين معنا للعاصمة.. لا أحد ترككِ بمفردكِ أنيسة.."
إلا أنها رفضت بقولها المُصر:" لا أريد الذهاب.. سأبقى هنا.."
ثم تنقلب ملامحها, قائلة بنبرة تحمل الارتياح:" وسأريح رأسي منك ومن ثيرانك الصغيرة.."
عقد جواد حاجبيه بطريقة متأثرة, مصدرًا صوتًا ساخرًا,
يرد عليها متهكمًا:" وبعدها تتصلين, لقد اشتقت إليهم.. اشتقت للصغار,
لا تتأخروا.."
فتضربه بخفة على صدره بظهر يدها, قائلة بضحكة:" ليس من شأنك.. ولكني لن أذهب.. أريد البقاء هنا.."
فيعود ليقنعها:" تعالي مع معاذ, سيلحق بنا.."
هزت رأسها نفيًا, قائلة بحزم
قاطع:" لا أريد.. حين تعود سأذهب للمزرعة.."
تنهد بقلة حيلة, رُغم ضيقه, مستسلمًا,
قبل أن يرفع رأسه,
وهو يهدر بحدة:" هل سنقضي النهار كله في ارتداء الملابس.. هيـــــا.."
مجفلاً أنيسة التي حوقلت, ترمقه بغضب, هاتفة:" أفزعتني.. ارحل.. هيا خذهم وارحل لتريحني منكم جميعًا.."
تاركة إياه لتعود لمطبخها, وجواد يصدح صوته بنفاذ صبر يناديهم,
فترد عليه ليليان بصياحها:" قاااااادمة.. توقف عن الصراخ.."
تهبط الدرج ببطء, وليان بيدها, والتي ما إن رآها جواد حتى صفق بكفيه,
هاتفًا بنبرة مُنغمة:" لولي.. لولي.. لولي.. لولـــي.."
والصغيرة تتراقص بجسدها مبتسمة باتساع, تكاد تقفز الدرج, فيصعد إليها, يحملها,
قائلاً:" ما هذا الجمال يا كرزتي.."
فتتغنج الصغيرة, مبتسمة بزهو غريب على عمرها,
مُثيرة غيظ ليليان, منها ومن أبيها, الذي يدللها أكثر منها, بل يصيبها تدليله المُفرط لابنته بالغثيان..
مكملة هبوط الدرج, قائلة بنزق
مترفع:" الحقائب بالأعلى.. احضرها يا أبا الكرزة.."
هبط الدرجات خلفها, يضع ليان أرضًا بجوار أمها, ويصعد الدرج كي يُحضر الحقائب,
واللتان كانتا حقيبتين ضخمتين, وكأنهم سيهاجرون لا سفر بمدة أسبوع..
يهبط بهما, وخلفه يهرول أولاده, ليسبقوه إلى السيارة, يركبون بالخلف,
وكل منهم يتشاجر للجلوس بجوار النافذة, إلا أن من سبق الجلوس لا يتنازل أبدًا..
قاد جواد السيارة, وبعد أن وصل للاستراحة الأولى, وهبطوا لشراء الحلوى, والمقرمشات بوفرة,
عاد ليكمل طريقه, ويتواصل الشجار بين الشقيقين, الجالسين خلف جواد,
الذي يتحدث لأسماء بالهاتف:" لا أفهم.. ألم يسافر زوجكِ, لِمَ لم تأتي للمنزل؟.."
فتخبره على الطرف الآخر:" أجهز حقيبتي وسأذهب.."
فيهز رأسه بملامحه الحانقة, قائلاً:" لقد اتصلت بأحمد زوج أختكِ, ليوصلكِ معهما إلى البيت.."
تأوهت أسماء, وهي تُخبره:" سأذهب بمفردي يا جواد.. ليس هنـ...."
لكنه قاطعها بصرامة:" ستذهبين معهما, كيف ستتصرفين بمفردكِ مع طفليكِ.. حضري نفسكِ سيمران عليكِ بعد نصف ساعة.. إن تركتكِ ستنامين ولن تذهبي.."
غمغمت بكلمات مُبهمة,
وجواد يضيف, وعيناه على الطريق:" لقد تركت لكِ عديتكِ وعدية أولادكِ مع أنيسة.."
لم يرى ابتسامتها, ولكن وصله بهجتها كطفلة صغيرة,
هاتفة بلهفة:" سأجهز نفسي وأذهب.. هل زادت عديتي عن المرة السابقة؟.."
فيزم شفتيه بامتعاض, قائلاً بنزق:" مادية حقيرة كشقيقتكِ أمنية.."
فيسمع ضحكتها بقولها دون حرج:" أدامك الله لنا يا أخي.. وهل لنا غيرك؟.."
ابتسم بحب, ثم ودعها مُغلقًا الهاتف,
فقد تزوجت أمنية من أحمد ابن الحاج عثمان منذ ست سنوات,
وأمنية تزوجت صديقه محمد والذي رآها بزفاف شقيقتها,
لتتزوج بعدها بعام فقط, وتنجب أمنية طفلين, وحامل بالثالث,
وأسماء طفلين, مقررة الاكتفاء بهما, وخاصةً مع سفر زوجها للسفر للعمل بدولة عربية,
فتبقى بمنزلها حين يعود,
وتبقى بمنزل جواد مع عمتها أنيسة حين يسافر, حيث رفض جواد بقاءها بمفردها بالمنزل في غياب زوجها, وهي لم ترفض بل رحبت بالفكرة..
أما جواد فاشتعلت أعصابه من شجار أولاده وأصواتهم العالية،
بل وصل الأمر لضربات لظهر كرسي جواد, أكثر من مرة,
غمغم بنفاذ صبر:" يا أولاد الكلب.."
توقف على جانب الطريق سريعًا يميل قليلاً حتى نزع حذاءه، ملتفتًا إليهم بغضب مع إشهاره للحذاء بوجوههم,
هادرًا:" إن لم تخرسا سأضربكما بالحذاء.. ألا تكفان عن الشجار!.."
وكلمته الأخيرة خرجت صارخة،
لينظرا إليه بصمت عابسين،
قبل أن يتحول لإبراهيم, محذرًا إياه بغيظ:" وأنت إن تقيأت بالسيارة من أكلك الموز كالمفجوع، سأضعك بالحقيبة حتى نصل.."
فيزم شفتيه بوجه شبه باكٍ،
مستنجدًا:" لي لي.."
وليليان التفتت بجسدها المكتنز بحملها,
ناظرة لجواد ببرود مستفز،
موبخة:" توقف عن إرهابهم.."
فيحدجها بنظرة مغتاظة، وهو يرى إبراهيم يتحرك من مكانه ليطوق عنقها من الخلف يفصلهما ظهر الكرسي،
قائلاً برقة طفولية:" مامي.."
فتتحول نظراته لممتعضة بقرف، مع قوله النزق:" ما هذا الولد المائع؟.."
يعتدل بجلسته ملقيًا الحذاء أرضًا، يرتديه على عجل،
مغمغمًا بسخط:" مائع مدلل مثل أمك.."
متحركًا بالسيارة مجددًا،
إلا أن صرخة إبراهيم, جعلته ينظر لما يحدث, فيجد ليان, قد قبضت بأسنانها على ذراعه تعضه بقوة,
فيحاول إبراهيم إبعادها عنه, إلا أنها لا تفعل,
فيبدأ بالبكاء, والغضب يلون ملامحه,
حتى أبعدتها ليليان عنها, موبخة:" كفي عن عضه.."
وإبراهيم يجز على أسنانه, يمد يده, كي يضربها,
إلا أن جواد حدجه بنظرة محذرة, مع قوله الجاد:" والله إن ضربتها لأضربنك
يا إبراهيم.. إياك.."
فيتراجع إبراهيم بصوت متذمر باكٍ بغضب,
وجواد ينظر إلى ليان التي بدأت بالبرطمة بكلمات سريعة, وكأنها توبخ شقيقها لإزعاج أبيها,
فيفتر ثغر جواد عن ابتسامة مبتهجة, يمد يده يداعب شعرها,
قائلاً بعشق:" حبيبة أبيكِ.."
وليان رفعت وجهها ناظرة لجواد بابتسامة مشعة, تاركة ليليان,
لتلقي بجسدها على جواد, فيتلقفها,
وليليان تهتف بارتياع:" جواد.. انتبه للطريق.."
لا يبالي لليليان, يضع ليان بين ساقيه, ويقود السيارة وليان تضرب المقود بيديها الصغيرتين المكتنزتين فينطلق بوق السيارة,
وهو يداعب صغيرته المُدللة ويضحك على حركاتها,
مُثيرًا سخط ليليان, التي نظرت إليهما بحنق,
وغضب إبراهيم, من أبيه الذي ينصر تلك الـ ليان عليه, تضربه وتعضه, ولا يستطيع النيل منها,
فإن ضربها ولم يكن جواد متواجد, تنتظر ليأتي وتشكوه ليعنفه..
يدللها بشكل مُبالغ فيه..
بمعاناة أخذت ليليان ليان من جواد, والذي لم يقبل أن تجلس بالخلف مع أشقائها,
بل يجعل ليليان تحملها على ساقيها طوال الطريق, خوفًا عليها من السقوط,
أو أن تُصاب بضربة غادرة من ضربات إخوتها بالخلف..
والذي لم يمر دقائق على تحذير جواد لهما, حتى عاد الشقيقين للشجار, بل انضم إليهم إبراهيم,
ثم يعود ليتدلل على ليليان بصخب السيارة بأصوات متداخلة،
لا تتوقف سوى لنومهم القليل،
وهاتف جواد يعود للرنين, فينظر لشاشته ليجده معاذ, والذي ما إن رد عليه,
حتى انطلق صوته هادرًا:" لماذا رحلت قبل أن تُخبرني يا متخلف؟.."
فيقلب جواد شفتيه, وهو يجيبه بسخرية:" وهل سآخذ منك الإذن؟.."
مسح معاذ جانب وجهه, وهو يكاد يصاب بالصرع, قائلاً:" إنه يبكي, لقد مررنا بمنزلك, لنعرف أنك سافرت, ومعز لا يكف عن البكاء, لماذا لم تنتظر وتأخذه معك؟.."
فيرد عليه جواد بعصبية:" وهل أخبرتني أنه يريد الذهاب معي؟.. الخطأ خطأك.."
ويعلو صوت صراخ معز الباكِ,
فيخبره معاذ بنفاذ صبر:" والله سنذهب إليهم غدًا.. ارحمني.."
ومعز يصرخ باكيًا
وصوته يصل لمسامع جواد, الذي هتف بحنق:" اعطني إياه.. اعطني إياه يا...... أنت وابنك.."
والسبّة فجة,
جعلت ليليان تهتف حدة, وهي ترميه بنظرة مشتعلة:" جواد.."
ولكنه ينشغل بالحديث مع معز الباكِ, يخبره بابتسامة صفراء من بين
أسنانه:" لا تبكي يا روح عمك.. سأنتظرك في الغد.."
فينشج معز بشهقاته, يخبره بتعثر:" اخـ ـبره أن.. أن يُحضـ ـرني.."
فيهز جواد رأسه بصبر,
قائلاً:" حاااااااضر.. اعطني إياه.."
مسح معز أنفه بظاهر كفه, يعطي الهاتف لمعاذ, والذي ابتسم بوجهه ابتسامة بلاستيكية,
قائلاً برتابة:" حاضر يا جواد.. سنأتي في الغد.. ستنتظروننا حسنًا.. إلى اللقاء.."
وبالطبع كان معاذ يحدث نفسه, فجواد شتمه وأغلق الهاتف بوجهه,
فعاد معاذ ينظر لمعز,
قائلاً بصبر:" أرأيت؟.. سنذهب لهم بالغد.. هيا لنعد للبيت.."
ابتلع الصغير ريقه, يهز رأسه ويمشي مع معاذ بهدوء,
بعد أن كان صراخه يجذب جميع المارة بالشارع, ينظرون إليه بدهشة,
ومعاذ يبتسم إليهم بحرج..
**********
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:39 AM   #2519

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

على شاطئ البحر بتلك القرية السياحية الهادئة,
كان الصخب من نصيب تلك العائلة المتجمعة, حيث ثلاث نساء يجلسن على المقاعد باسترخاء, وبجوارهن العديد من الحقائب,
بعضها للملابس, والبعض الآخر ممتلئ بالطعام, والشراب..
والصيحات من حولهن تتصاعد بجنون, ضحكات, وصرخات, وركض بكل مكان, تراشق بالمياه, وسكب الرمال على بعضهم البعض,
أما النساء, فكن يتبادلن الحديث, حيث ليليان تجلس,
مرتدية فستان خفيف متسع للغاية, يحتوي جسدها المكتنز, واضعة قبعة على حجابها,
تصرخ بإبراهيم:" دع الحقيبة, ولا تعبث بالطعام.."
فيأخذ شطيرة ويهرول ليعود قرب المياه,
وليليان تخبر ليلى ونيجار مكملة حديثها والذي قطعته
وهي تصرخ بابنها:" والبارحة تشاجرنا.. وأنا لن أكلمه ثانية.."
ضحكات مكتومة من ليلى ونيجار, واللتان صارتا صديقتين, مع تكرار اللقاء, في المصيف, والاتصالات,
فتقول نيجار بمرح:" لن تتحدثي معه مُجددًا!.. ليليان أنتِ تقولين هذه الجملة كل ساعتين تقريبًا.."
وليلى توافقها ضاحكة:" ليليان حبيبتي.. إن كنتِ تتشاجرين وتخاصمين جواد كل هذا الوقت,
ما كنتِ أنجبت هذا العدد, بل وحامل مرة أخرى.."
ونيجار تصحح بضحكة:" بل خامس.. وتُفكر بالسادس والسابع.."
وتنفجرا بالضحكات
على ليليان الساخطة, وهي تعدل من قبعتها,
هاتفة بجدية مستاءة:" لا هذه المرة مختلفة, لقد أحرجني حقًا,
وكاد يضرب الرجل لولا أنني خلصته من يده.. لن أتحدث معه.."
متذكرة البارحة حين خرجت بالقرية, كي تشتري ملابس سباحة لليان,
ورأت متجر للملابس النسائية, دلفت إليه, وخلفها جواد يحمل ليان,
فدلف خلفها, يراها تنتقي هذا, وذاك, وتتحدث مع البائع بأريحية,
والبائع يبادلها الابتسامات, ويقترح عليها الكثير من الأشياء, حتى شعر جواد بالماء تفور من أذنيه, فيقبض على تلابيب قميص الرجل الوقح,
يكاد ينطحه, إلا أن ليليان أبعدته, وساعدها خوف ليان وبكائها, فتسحبه من المتجر, وهو يشتم بعنف,
ثم يتحول إليها, هادرًا بوجهها بغضب:" ألا تستحين!.. تتحدثين بتلك الأريحية مع البائع، لِمَ لا تخبرينه بمقاسات ملابسكِ الداخلية؟.."
عبست بوجهه, باستنكار من انفعاله وجنونه الغير مُبرر, تسأله بغباء:" وماذا بالأمر!.. إنه طبيعي.."
فيعدل من حمل ليان, وهو يردد
بحدة:" طبيعي يا عديمة الحياء!.."
فيزداد عبوسها, مع قولها الحانق:" أنت أحمق.. إنه متجر ملابس نسائية.."
فيشتم جواد, يهدهد ليان,
مع قوله دون أن يهدأ:" الأجدر بهم يضعون امرأة وليس رجلاً،
رجل يستحق كسر فكه, وفقع عينيه وهو يتحدث بهذه الوقاحة، بل ويقترح عليكِ الألوان والتصاميم المناسبة لجسدكِ ولون بشرتكِ..
هل ترينني بلا نخوة أمامكِ!.."
فتزم شفتيها مشيحة بوجهها بعيدًا عنه, مغمغمة:" بل ثور.. فظ لا تفهم.."
_اخرسي في الحال..
وأمره النافذ بحدة,
جعلها تصمت, قالبة وجهها, وتخاصمه منذ البارحة..
ومع نهاية حديثها انطلقت ضحكات نيجار وليلى أكثر,
ونيجار تقول من بين ضحكاتها:" معه حق بصراحة.."
فترميها ليليان بنظرة حانقة,
مع قولها:" معه حق!.. ومن الذي أشتري له الغلالات الفاضحة يا شيخة نيجار؟.. وأنال أنا التقريع؟.. وأنتِ يا ليلى.. والله لولاي لكان أزواجكما فرا هربًا, أو تزوجا عليكما.."
فتغض ليلى بضحكاتها, وهي تخبرها موافقة:" في هذه أفضالكِ الفاضحة فوق رأسنا.."
تعاود الضحك مع نيجار,
وليليان ترمقهما بغيظ, مكتفة ذراعيها أمام صدرها..
أما بالجانب الآخر كان شهاب يجلس مع معتز المقارب لعمره,
يرتديان لباس البحر يتحدثان,
وعينا شهاب تراقبان لمى كل دقيقة,
وهي تلعب مع لمار شقيقتها, وملك شقيقة معتز,
وحين انضم إليهما عز الدين,
عبس بضيق, يناديها:" لمى.."
من مكانها نظرت إليه مستفهمة, فيأمرها بالاقتراب..
بتأفف اقتربت, بقميصها بحملاته الرفيعة, وبنطالها الذي يصل لبعد الركبة بقليل,
وعالق به الرمال, تنفضها بكفها دون جدوى,
حين وقفت أمامه متسائلة, أخبرها شهاب باقتضاب:" لا تلعبي مع الأولاد.."
عبست بوجهه بامتعاض, قائلة:" جميعنا نلعب.."
لكنه نظر إليها بصرامة قائلاً:" لا تلعبي معهم.."
تهدل كتفاها, مزمومة الشفتين,
قائلة بتظلم:" لمار تلعب, لماذا لا تُخبرها مثلي؟.."
واعتراضها,
قابله بنظرة متوعدة,
جعلتها تتأفف ضاربة بساقها الرمال, وهي تهرول بعيدًا عنه باكية
باستنجاد:" أمي.."
ومعتز يعاتبه:" شهاب إنها صغيرة.. لا تكن فظًا.."
وشهاب يراقب لمى وهي تندس بليلى باكية,
وليلى تواسيها, ثم تربت على ظهرها,
تنادي على توأمتها, وملك, ليلعبا معها بجانبها,
ويتركان اللعب مع الأولاد, وينضم عز الدين لعبد الله وعبد الرحمن,
وإبراهيم في لعبهم بالمياه وقذفهم بطريقة هوجاء على بعضهم البعض..
أما بالقرب كان جواد بالمياه يسبح ويلعب مع ليان التي ترتدي لباس بحر رودي اللون,
ومتعلق بعضديها عوامتين بنفس اللون,
يُحرك جواد جسدها بالمياه, وكأنها تطير لا تسبح فوق المياه,
تضحك ببهجة, تضرب بيديها المياه فتتناثر, وجواد يضحك معها,
يمسك جسدها بكلتا يديه من الجانبين, فيتقافز جسدها بالمياه,
إلا أنها أجفلت منتفضة, ورشاش مياه يندفع اتجاهها, ليغرق أذنها, وجانب وجهها,
فتُغمض عينيها مع بوادر بكاء,
جعل جواد يضمها لصدره بلهفة, ناظرًا للجانب لمن فعل ذلك,
فيراهم إخوتها, فيرمقهم بنظرة متوعدة, شاتمًا..
يخرج بليان من البحر, حتى تركها على الشاطئ,
يضربها برفق على مؤخرتها, قائلاً:" اذهبي إلى أمكِ هيا.."
ويهدر بصوتٍ عالٍ:" ليليان.. انتبهي لليان.."
أما هو فعاد للمياه بعينين متوعدتين, متجهًا إلى أولاده الثلاث ومعهم عز الدين,
قائلاً بهجوم:" استعدوا يا كلاب.. سأريكم.."
وبلحظة واحدة انقض عليهم, يُمسك بمن تطاله يده منهم,
يرفعه للأعلى, ثم يُلقيه للمياه بقوة, والصراخ الضاحك يتعالى,
لا يترك منهم أحد, هاتفًا بهم:" هيا أروني السباحة الكلابية.."
ومع الصخب والجنون, أشار معتز لشهاب, ليركض كلاهما اتجاه المياه,
ومن خلفهم معاذ
وجسور الذي هتف:" ذلك المجنون سيُغرق الأطفال.."
فيضحك معاذ, وهو يركض اتجاه المياه, ليشارك بالجنون
قائلاً:" هيا.. هيا.. لقد بدأ المرح.."
مُلقيًا بجسده بالمياه, ينضم لجواد,
بل ويفعل مثله, يحمل الصغار على كتفيه, فيقف الصغير عليهما, ثم يُلقيه بقوة, فيغطس لثانيتين, ثم يرتفع بشهقة ضاحكة,
وعبد الرحمن, عبد الله, وإبراهيم يهاجمون والدهم,
يقفزون عليه ضاحكين, يحاول ثلاثتهم إغراقه,
وجواد يضحك, يحمل إبراهيم فوق ظهره, ثم يسبح به قليلاً, فيضحك بصخب,
وعبد الله يتذمر:" أريد أنا أيضًا يا أبي.."
فيترك جواد إبراهيم, وعبد الله ينقض على ظهره,
يسبح معه بدوره, وهكذا مع عبد الرحمن,
ثم يعود الجنون, بإلقاء الأولاد, ومعاذ يقفز على جواد,
يُغرقه للأسفل بثقل جسده, فيضحك الصغار مُشجعين,
والفتيات الصغيرات تراقبن على الشاطئ بضحكات مستمتعة,
أما ليان فكانت تجلس بجوار ليليان أرضًا تلعب بالرمال,
وبجوارها معز لا يفارقها, يلعب معها, هي تجمع الرمال بعشوائية,
وهو يحمل المياه من البحر بدلوه البلاستيكي..
يلعبان سويًا, وليان تقذفه بالرمال, فيضحك لها,
وهي تضحك معه, وتزيد من إلقاء الرمال..
وبعد لعبهما سويًا, تنقلب عليه, منقضة عليه, تعضه بوجنته,
فيبكي بسببها, ومعاذ يقترب منهما مع جواد,
يحمل الأول ابنه الباكِ, وجواد يحمل ليان,
ومعاذ يتفقد وجنة معز, فيرمق ليان بغيط,
هاتفًا:" عقربة.. أقسم بالله عقربة صغيرة لا أمان لكِ.."
وهي لا تعيره اهتمامًا, بل تسترخي بين ذراعيَّ أبيها,
ومعز يقول بشبه بكاء:" ليان.."
فيزجره معاذ بسخط:" على ماذا تُحبها
يا موكوس؟.. إنها عقربة تضربك دومًا.."
إلا أنه لا يكترث, فما تفعله معه ليان
لا يهمه سوى أن تلعب معه..
وجواد يقول بقرف:" إنه لزج مثلك.. ابنتي لا تريده وهو يلتصق بها كالغراء.."
فيستفز معاذ بسماجة:" سأزوجها له.."
ثم يأمر ابنه الصغير وهو يميل به اتجاه جواد:" قبلها يا معز.. قبلها يا ولد أمام أبيها الذي لم يريبها.."
فينال معز صفعة غادرة من ليان, حين همّ بتقبيلها,
جعلت معاذ يشتمها بغيظ:" يا بنت الكلب.. يا غادرة.."
وجواد يضحك بشماتة, هاتفًا:" ابنة أبيها يا لزج أنت وابنك.."
يقبل وجنة ليان بقوة فخورًا بما فعلته,
وليليان تنضم إليهما,
بعد أن رحل معاذ بابنه اتجاه نيجار, يسلمها ابنها الباكِ,
وليليان تقول باقتضاب:" أريد النوم.. سأعود للشاليه.."
هز جواد رأسه موافقًا, قبل أن يطلق صفارته المُميزة العالية,
ليجد أولاده الثلاث يهرولون اتجاهه, فصفارته صفارة استدعاء,
يخبرهم أنهم سيعودون للراحة, رُغم تذمر الصغار,
لكن أمر والدهم نافذ, يتحركون أمام ليليان
وجواد الذي وازى سيرها,
يسألها:" هل لا زلتِ غاضبة؟.."
انقلب وجهها, ترمقه بطرف عينها دون حديث,
فالتوت زاوية شفتيَّ جواد بابتسامة عابثة, وهو يميل اتجاهها,
يُخبرها بوقاحة:" سأترك الصغار بشاليه جسور, وأصالحكِ بطريقتي.."
لم تتغير ملامحها, ترفع وجهها لتنظر لوجهه القريب منها بميله,
فيغمزها بعبث,
جعلها تحاول كبح ابتسامة, لم تستطع, ويده الحرة تدغدغ جانبها بطريقة خفية,
فتضحك, وهي تسأله:" وماذا عن كرزتك الغالية؟.. أين ستتركها!.."
رامية ليان بنظرة مترقبة, يجيبها هو بتلاعب:" إنها مسكينة.. لعبت حتى أهلكت.. ستنام كالملائكة.."
فتعلو ضحكة ليليان الساخرة,
قائلة:" ابنتك ملاك!.."
_كأمها..
ورده جعلها تنظر إليه بغل,
لكن لم تلبث أن ضحكت بقلة حيلة,
وهو يقول:" احضري لي بنتيّن غيرها ونكتفي.."
تتسع ابتسامتها أكثر, تقترب ملتصقة بها في مشيتهما,
هامسة بصفاقة:" هذا الأمر راجع لك.. ركز بالأمر, ربما أحضرنا توأم المرة القادمة.."
فيضحك متلاعبًا بحاجبيه بنظرة أبلغ من الحديث, يضع ذراعه على كتفيها,
يضمها إليه, ليكملا سيرهما للشاليه..
***********
قيود تجمعنا..
أواصر الحب، الألم، والعذاب، مودة، وطغيان..
قيود تحيط بنا بلا سلاسل مرئية، لكنها أقوى من الفولاذ،
ولا تستطيع حلها أو نزعها أبدًا،
قيود عشق كنا نظنه هلاكنا؛ لكن معه كان حياتنا,
وبه أينعت زهور ربيعنا،
قيود ظننا أنها ورود فواحة بأجمل العطور, لكن لم نجد منها سوى أشواكها لتُغرز بقلوبنا،
وقيود بحبال ناعمة من حرير، خفية كأفعى ملساء تبث بك سُم الطغيان،
طغيان ما لم تستطع السير معه بنفس الاتجاه وتصير جانٍ، فيجرفك بعكس تياره لتكون أنت الضحية،
لا خيارات،
فقيود العشق تفرض نفسها بسطوة وتجبر، وأنت إما أن تتقبل مُرحبًا، أو ستنصاع رُغمًا عنك..
************
تمت بحمد الله
20/1/2022


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 12:44 AM   #2520

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

تمت بحمد الله
انتهت رحلتنا مع رواية قيود العشق
اتمنى أنها كانت رحلة خفيفة استمتعتم بها
دمتم بود
تنويه الرواية ليس لها رابط تحميل الكتروني
فقط فصول بالمنتدى


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.