آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12096Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-21, 02:38 AM   #1541

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الفل يا حلوين
اللي مستنين الفصل الجديد من طوق نجاة
ادوني عشر دقايق بالظبط والتنزيل هيبدا
كونوا بالقرب دوما

Ghadoosha likes this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 02:40 AM   #1542

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 253 ( الأعضاء 51 والزوار 202)
‏سلافه الشرقاوي, ‏سلوى محمد محمد, ‏لا تطفىء الشمس, ‏رهف أوس, ‏jadbalilo, ‏محمود أحممد, ‏fatma ahmad, ‏Layan97, ‏نسيم88, ‏eylol, ‏Diego Sando, ‏موضى و راكان, ‏rora remo, ‏Mayaseen, ‏شهد ادالي, ‏rosanet, ‏اني عسوله, ‏noorhelmy, ‏Safa2017, ‏tamy, ‏غاليةياية, ‏princess sara, ‏لولا عصام, ‏randa duidar, ‏عماد فايز, ‏sara osama, ‏ميموو محمود, ‏هوس الماضي, ‏مريم المقدسيه, ‏ابرار محمد, ‏جورجيناااااا, ‏malak 528, ‏esraa darwesh, ‏رقيه6, ‏Emmi hssain, ‏Omsama, ‏magyy allam, ‏لولو73, ‏jewa, ‏nada alaa, ‏أم ريان المصمودي, ‏Elbayaa, ‏مها سلام, ‏ayaaril, ‏آية ماضى, ‏NoOoShy, ‏laila2019, ‏princess of romance, ‏Lolav, ‏mustafa ayman

منوووورين احلى حضور

Ghadoosha likes this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 02:45 AM   #1543

غاليةياية

? العضوٌ??? » 484162
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » غاليةياية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم بالانتظار يا قمر
Ghadoosha likes this.

غاليةياية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:01 AM   #1544

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 263 ( الأعضاء 59 والزوار 204)


‏موضى و راكان, ‏jadbalilo, ‏rora remo, ‏Mayaseen, ‏حبيبيه, ‏tamy, ‏فاطمة قنديل, ‏محمود أحممد, ‏لا تطفىء الشمس, ‏شهد ادالي, ‏Diego Sando, ‏وعد بالخير, ‏rasha shourub, ‏عماد فايز, ‏سلوى محمد محمد, ‏أم ريان المصمودي, ‏مرح جبارين, ‏جورجيناااااا, ‏nonog, ‏نسيم88, ‏laila2019, ‏yasser20, ‏الريحان والبنفسج, ‏la luz de la luna, ‏ذهب, ‏لولا عصام, ‏Esara, ‏سلافه الشرقاوي, ‏Layan97, ‏ام خالد الساعي, ‏eylol, ‏رهف أوس, ‏fatma ahmad, ‏rosanet, ‏اني عسوله, ‏noorhelmy, ‏Safa2017, ‏princess sara, ‏randa duidar, ‏sara osama, ‏ميموو محمود, ‏هوس الماضي, ‏مريم المقدسيه, ‏ابرار محمد, ‏malak 528, ‏esraa darwesh, ‏رقيه6, ‏Emmi hssain, ‏Omsama, ‏magyy allam, ‏لولو73, ‏jewa, ‏nada alaa, ‏Elbayaa, ‏مها سلام, ‏ayaaril, ‏آية ماضى, ‏NoOoShy


أهلا سولى نورتى

Ghadoosha likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:04 AM   #1545

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الفل والورد والياسمين
على عيون متابعين طوق نجاة الحلوين
موعدنا الان مع الجزء الثاني من الفصل ال18
بقعتذر لكم جدا عن التاخير
ويارب الفصل يكون عند حسن ظنكم
اه يمكن ميكونش جامع كل الثنائيات ولكن فيه تكثيف جامد على حكايات معانا وتكملة لقفلات الجزء الاول
مستنية كل ارائكم مشاركتكم وتعليقاتكم ولايكاتكم
انجوي

الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
تجلس بجوار ابنة خالها الصامتة الغارقة في بؤس يخيم عليها ، منطوية على نفسها أكثر من أي مرة فائتة ، تشعر بروحها المختنقة رغم أنها توليها ظهرها وكأنها تولي العالم بأكمله ظهرها ، لا تعي ما يحدث من حولها وهي التي توقفت عن التعاطي مع أي من منهم ، فلا تشير لأي منهم بأي شيء ، ولا تحاول معرفة ما آل إليه الموقف المحتد بين خالها ونادر ، الذي اظهر وجها آخر لم يكن يدرك أحدهم أنه يمتلكه ، فنادر الرافض لأي شيء رغم محايلاتهم له ، فيصر أكثر على موقفه ويتعنت مع الجميع فيغلق أذنيه عن أحاديثهم ، ويتعامل ببرود مع اشتعالهم ، فبأول الأمر عندما أبلغهم عمر بموقفه تباينت ردود أفعالهم ما بين ضيق ولوم لأن سهيلة لم تخبرهم عما تريده وأخطأت بذاك الشكل الذي دفع نادر للجنون ولكن مع إصرار نادر الغريب على موقفه ، تبدلت ردود أفعالهم بين استهجان .. استنكار .. استياء انقلب لغضب سرى بينهم فأعلنوا الحرب على نادر الذي لم يأبه لهم ولم يغير حديثه رغم مهادنات عائلته ومحاولات اقناعهم له بالعدول عن موقفه ولكنه صمم أكثر على رغبته وأخبرهم في مشاجرة حادة نشأت بينه وبين خالها البارحة لم تحضرها ولكن أخبرها عنها ابن خالها الذي كان يثرثر إليها وعلامات الذهول تشكل ملامحه وهو يقص إليها بعدم تصديق أن نادر تحول ، بل أنه واجه جده وأمير باشا بأنه لن يتراجع عن حديثه ورغبته في أن يأخذ زوجته لبيته حينما ينتهي منه ، لتسأله باهتمام عن موقف سهيلة فيخبرها بإحباط أن شقيقته لا تعي ما يدور حولها فهي منذ ذاك اليوم الذي أخبرت نادر أنها تريد الانفصال عنه لم تخرج من غرفتها بل لا تأكل ويعتقد أنها لا تنم بطريقة جيدة ، فتذوي والدته بحزن ويستشيط والده غضبًا وهو لا يعي ماذا عليه أن يفعل لأجلها!!
تنهدت بقوة وهي تتذكر ترحيب هنا بها عندما وصلت رغم نزق خالها من وجودها فتربت هنا على كتفها وتهمس إليها برجاء خاص : أرجوكِ يا مريم ابقي مع سهيلة لعلك يا ابنتي تستطيعين إخراجها من تلك الحالة فقط أريدها أن تتناول القليل من الطعام فهي لم تأكل شيء من البارحة .
ابتسمت لزوجة خالها بدعم وتهمس لها : لا تخافِ يا نون ، سأبقى معها حتى إن لم يرحب بي خالي ، أنا أتيت لأجل سهيلة ولأجل أن أكون بجوارها ،
دمعت عيون هنا تلقائيًا وهمست بحنان : بارك الله فيكِ يا ابنتي وعوضك بزيجة أفضل .
تمتمت برقة مؤمنة على حديث زوجة خالها قبلما تدلف إلى غرفة سهيلة وتجلس بجوارها بعدما وجدتها نائمة وحتى بعدها حينما استيقظت سهيلة فحاولت مريم الحديث معها فأشاحت سهيلة برفض وهي تنطوي على نفسها ثانيةً فبقيت مريم إلى جوارها وهي تنتظرها بصبر حتى تخرج من تلك الشرنقة التي تلحفت ابنة خالها بها .
نفخت بقوة وهي تتحرك لتجلس بجوار ابنة خالها فوق فراشها لتربت على كتف سهيلة برقة مرة .. اثنين .. ثلاثة قبلما تجذب سهيلة لتستدير إليها وتتطلع لعينيها المنتفختين ببكاء لا يتوقف تقريبًا فترمقها بعتاب وتشيح سهيلة برأسها بعيدًا ، جذبتها مريم نحوها لتجبرها أن تنظر إليها وتشير بجدية : أتيت لاعتذر منك ، تنفست بارتياح وهي تلتقط نظرة سهيلة المهتمة فتشير إليها مريم متبعة – على حديثي الفائت يا سهيلة ، أنا آسفة أرجو أن تقبلي اعتذاري وتسامحيني فأنا كنت مجنونة يومها بسبب خلافاتي مع أدهم .
ابتسمت سهيلة بألم لتشير إليها بسماحة نفس : لا عليكِ ، شعرت بأنك لم تكوني على طبيعتك ، وأعدت الأمر لأدهم بالفعل .
زمت مريم شفتيها قليلًا قبيل أن تشير بجدية : لا لم يكن أدهم السبب بمفرده .
عبست سهيلة بتساؤل فأكملت مريم بتروي : كنت أشعر بالغيرة منك .
ارتفعا حاجبي سهيلة بتعجب وأشارت إليها مرددة : مني ؟!!
أومأت مريم برأسها لتشير إليها : بسبب اهتمام أدهم بك .. بل بسبب اهتمام الجميع بك ، وبسببك أيضًا ، توقفت عن الإشارة قبلما تتابع بثرثرة – فأنتِ يومها أثرت جنوني لأقصاه حينما أخبرتني أنك ترفضين الزواج من الرجل الذي يعشقك وأنتِ تحبينه .
دمعت عينا سهيلة بعفوية فأكملت مريم وهي تغتنم فرصة اهتمام ابنة خالها بحديثها : كنت أعاني مع أدهم الذي ظننت أني أحبه ولكنه لم يبادلني أبدًا مشاعره ، لا أنكر أني كنت أدرك هذا الأمر قبيل زواجنا ولكني ظننت .. توقفت عن الإشارة وعيناها تغيم بحزن لتتابع بفضفضة اهتمت بها سهيلة وابنة عمتها تتبع – تخليت عن الرجل الذي أحبني بصدق لأجل وهم كنت أعيش به ، فغضبت منك وأنتِ ترفضين الرجل الذي لن تجدي من يحبك مثله ، فكنت خائفة عليكِ وغاضبة منك ولا أنكر أني كنت ناقمة عليكِ .
بهت وجه سهيلة فزفرت مريم بقوة لتتبع : شعرت بأنكِ تحصلين على كل شيء ولم أعي أن لا أحد يأخذ كل شيء يا سهيلة الا متأخرًا لذا أنا أخبرك الآن ألا تفعلي بنفسك ما تفعليه يا صديقتي ويا أختي ، فالجميع ينقصه شيئًا ما في حياته ، شعورك الذي يدمر لكِ حياتك ليس صحيحًا فجميعنا لسنا كاملين .
ابتسمت سهيلة ساخرة وأشارت لها : حقًا ؟! أخبريني ماذا ينقصك يا مريم؟!
ابتسمت مريم في وجهها لتشير إليها : أخبرك ولا تغضبين مني ، أومأت سهيلة برأسها في الإيجاب فأتبعت- ينقصني أم مثل أمك ، وعائلة داعمة كأخوالك وجدك ، تنقصني طيبة كطيبة قلبك .. وينقصني شخص يحبني كما يحبك نادر فيتحدى الجميع لأجلي بم فيهم أمير باشا الخيال نفسه .
اتسعت عينا سهيلة بعدم تصديق لتردد بإشارة متحمسة : حقًا تحدى جدو أمير ؟!
ضحكت مريم لتومئ بالإيجاب فتشير إليها بثرثرة عفوية : حينما حاول إجباره على التراجع عن موقفه ليستجيب لرغبة جدو خالد ، فرفض وأنهى المقابلة قبلما يغادر راحلًا .
انكسرت عينا سهيلة بحزن لتشير بعفوية : إذًا كان هنا البارحة ؟!
أشارت إليها مريم بالإيجاب لتسألها : لماذا تريدين تركه يا سهيلة ؟!
رفعت سهيلة عيناها لترمق ابنة عمتها مليًا قبيل أن تشير ببوح : لا أريد تركه، أنا فقط .. صمتت قليلًا قبلما تشير ببطء شديد – خائفة .
رمقتها مريم بصبر وهي تشعر ببوح ابنة خالها قادم فأكملت سهيلة بعد وقت تشير ودموعها تغرق وجهها : خائفة أن يستيقظ يومًا ليدرك أني لا أشبهه .. لا أليق به .. أني لست نصفه الآخر ، فأنا أقل كثيرًا من أولئك الفتيات اللائي يتواجدون من حوله ، أولئك الفتيات اللائي يعشقونه .. أولئك الكاملات اللائي يستطعن الحديث معه .. الاستماع إليه .. والصراخ إذا ما حدث له شيء فينقذونه لا يقفن عاجزات مثلي ، خائفة أن يكتشف عجزي بعد فوات الأوان فيتركني يا مريم .
تطلعت إليها مريم بشفقة الانت ملامحها لتبتسم بحزن ومض بعينيها قبلما تجذبها إليها تضمها إلى صدرها تربت على ظهرها ثم تدفعها بلطف لتبعدها عنها قبلما تشير إليها بدعم : لا تخافِ يا سهيلة ، نادر لن يترككِ إذا كان يريد أن يفعل كان ترككِ منذ المرة الأولى التي رفضته بها ، رفت سهيلة بعينيها فأكملت مريم بجدية – نادر يحبك ويريدك ولا يقوى عن الاستغناء عنكِ وإلا كان تركك هذه المرة ، ولكنه هاك يتحدى الجميع بما فيهم أنتِ ليفوز بك ويحظى بوجودك معه .
اهتزت حدقتي سهيلة بتفكير قبلما تنهض تبحث عن شيء ما لم تفقه ماهيته مريم لتكتشف أنها تبحث عن هاتفها عندما التقطته سهيلة وتطلعت إليه باهتمام فتشير إليها سهيلة بأنها ستتحدث إليه فتشير إليها مريم بحماس أن تفعل ، فتراقبها وهي تراقبها تطلع إلى هاتفها باهتمام قبلما تتغضن ملامحها بحزن وتبكي بصمت فتعبس مريم دون فهم وتسألها بتوتر انتابها وهي تشعر بأن بكاء ابنة خالها ليس طبيعيًا : ماذا حدث يا سهيلة ؟! لماذا تبكين يا حبيبتي؟!
فتشير اليها سهيلة بإشارات مهتزة متوالية لم تفقها مريم بأول الأمر ليدركها عقلها وسهيلة تشير إليها على هاتفها فتستنج أنها تتحدث عن نادر قبلما تطلع بصدمة إلى هاتف ابنة خالها والتي نشجت بقوة قبلما يتحشرج صوتها فلم تفقه مريم أنها تفقد وعيها إلا حينما سقطت سهيلة بين ذراعيها مغشي عليها !!
***
تجلس بجوار والدتها في الغرفة بالمشفى التي نُقلت إليها سهيلة على أثر وقوعها مغشية عليها فيطمئنهم طبيب الطوارئ أنه انخفض ضغط دمائها بسبب توقفها عن تناول الطعام ليمنحها غذاء وريدي ويخبرهم أنها ستصبح بخير ولكن وجه سهيلة الشاحب واضطرابهم الذي ألمّ بهم بسبب صراخها عندما صُدمت من وقوع سهيلة بين ذراعيها وذاك الخبر أيضًا الذي رأته في هاتفها وتكتمه فلم تجيب خالها الذي هدر صارخًا عم حدث لابنته فتخبره بصوت مضطرب أنها فقط سقطت مغشي عليها حينما حاولت الحركة فهلع الجميع على سهيلة لتنهار هنا باكية وهي التي لم تتحمل سقوط ابنتها ولكن الآن بعدما اطمئنوا على سهيلة استدارت لها أمها لتسألها بجدية وصوت خفيض: ماذا حدث يا مريم ؟! فأنا استمعت لبكاء سهيلة قبلما تصرخين.
تنفست مريم بعمق لتجيب باختناق : لم يحدث شيئًا يا ماما ، إذ تلمحين أني أغضبتها أو ضايقتها فأنا والله لم أفعل .
عبست والدتها بضيق لتغمغم : لم أقصد يا ابنتي ، بل قصدت ماذا حدث لتنهار ابنة خالك بهذا الشكل فبالتأكيد هناك سببًا يا مريم .
زمت مريم شفتيها وهي تؤثر الصمت وخاصةً مع بكاء زوجة خالها الذي لا يتوقف رغم صمتها والجالسة بجوار فراش ابنتها تحتضن كفها بين راحتيها وتقبله بين الفنية والأخرى ليغمغم إليها خالها الواقف خلف زوجته بأن تهدأ وأن سهيلة ستكون بخير ليهمس خالد الصغير بجدية : ألن نخبر أخوالي وجدو يا بابا ؟!
هز تيم رأسه نافيًا وأجابه باختناق : لا داعي يا خالد فالطبيب أخبرنا أنها ستخرج الليلة معنا ، سأخبرهم في الغد فلا نقلق راحتهم دون داعي الآن.
صمت خالد قليلًا قبلما يهمس باختناق : ونادر ؟!
أطبق تيم فكيه بغضب شكل ملامحه ليجيب بصرامة : لا يستحق أن يعرف فهو السبب فيما وصلت إليه .
اتسعت عيونهم بصدمة حينما انتفضت هنا واقفة لتواجهه هادرة بغضب : ألن تتوقف يا تيم ؟! ألن تتراجع عن هذا التفكير الذي هو السبب الأساسي فيما وصلنا إليه الآن ، زم تيم شفتيه لتكمل هنا بصياح – أخبرني ماذا فعل نادر لتحمل إليه كل هذا الغضب سوى أنه أحب ابنتك وأرادها زوجته ؟!! أتعلم كيف عانى نادر مع سهيلة التي تدفعه بعيدًا عنها بإصرار لأنها تشعر بأنك لست مرحبًا به ولا بوجوده ولا بزواجها منه .. أتعلم ماذا فعل نادر لأجل أن يتقرب من ابنتك التي ترفضه مرارًا لأنها تشعر بأنها ليست تماثله وأنه لا يماثلنا كما لمحت إليها بدل المرة عشرات المرات ، نادر لم يخطئ يا تيم .. لم يذنب حينما أحب ابنتنا وتقدم إليها وتزوج منها ، ولكن رفضك للأمر ونظراتك الكارهة لوجوده وحتى شعورك بأن الزيجة لن تنجح هي السبب في كون سهيلة خافت .. جبنت وتراجعت لتبلغه بأنها تريد الانفصال عنه وحضرتك بدلًا من أن تغضب منها وتنهرها بسبب تصرفها غير المحسوب شجعتها ودعمت قرارها في الانفصال عن الشخص الوحيد الذي يقبل بها ويحبها وسيبذل قصارى جهده للاعتناء بها .
تغضن جبين تيم بحزن ليهمس باختناق : ستعاني معه .
هدرت هنا بجنون تلبسها وهي ترفع رأسها بتحدي : وهي الآن لا تعاني يا تيم؟! ومن قبل وهي مدللة ببيتك لم تكن تعاني ، هي الآن لا تذوى ألمًا في بعدها عنه .. ولا تخبو روحها وتنطفئ منذ أن أخبرته أنها لا تريده فتوقف عن التواصل معها ، الأسبوع الماضي بأكمله ألم تلتقط بؤس ابنتك في بعاده وحزنها الذي يقتات على حواسها بسبب الشجار الدائر بينكما ؟!!
هدر تيم باستنكار : ماذا كان علي أن أفعل بعدما استمعت لحديث عمر يا هنا ، أخبره أن يأتي ليأخذ زوجته عندما يريد ؟!
صاحت بحدة : نعم ، اعتلى الذهول ملامحهم جميعًا لتكمل هنا بجدية – إذا كان هذا ما سيجعل سهيلة تخرج من شرنقتها .. تهزم خوفها .. تنشأ عالمها بدل من تلك الأنقاض التي تحيا بداخلها ، نعم امنحه ابنتك ولتمر بالتجربة وتحاول انجاحها بعيدًا عن حمايتك ودلال دادي ولطف الجميع الذين يحاوطونها برعاية فائقة وكأنها من زجاج ستكسر إذا ما تعرضت لأي شيء ، إذا كان ارتباطها بنادر سيمنحها الحياة التي تتهرب منها امنحها إليه يا تيم .
دمعت عينا تيم وهو يهمس باختناق : وإذا فشلت في إنجاح حياتها معه .. إذا لم تقوى على مجاراة نمط حياته أو لم تستطع التأقلم معه يا هنا ، ماذا سيحدث ؟!
تنفست هنا بعمق لتغمغم بصرامة : ستكون على الأقل مرت بالتجربة ، ستكون حيت كأي فتاة طبيعية في سنها ، حبت وتزوجت ولعلها ترزق بطفل يخرجها مرغمة من قوقعتها ويجبرها أن تكون كالبقية .
أشاح تيم برأسه بعيدًا ليغمغم بانفعال : لن تكون كالبقية أبدًا.
أجابته وهي تلجأ لصدره : دعها تحاول .. أرجوك أطلق سراحها يا تيم .. دعها تخوض التجربة ولندعو الله أن تنجح فيها ، زم شفتيه برفض تجلى بعينيه لتهمس بصلابة بعد وقت قليل – هاتف زوج شقيقتك يا خالد وأخبره أنها بالمشفى .
عضت مريم شفتيها وهي تفكر هل عليها اخبارهم بما رأته أم عليها الصمت ليغمغم خالد بصوت مختنق وهو الذي داعب هاتفه ليتواصل مع نادر : لن أفعل يا ماما ، عبست هنا بتعجب لينظر إليه تيم باستفسار فيكمل خالد بصدمة تملكته – فالصحف تقول أن نادر بك تزوج من مغنية شابة زميلته .
اتسعت عينا هنا بعدم تصديق ليزمجر تيم بغضب بينما شهقة أمها التي صدحت عالية أصمت أذنيها ، ليهدر تيم الذي تحرك بخطوات مندفعة مغادرًا : سأقتله الليلة لا محال .
***
يجلس أمام عمه يستمع إليه بإنصات وهو يدرك أن عمه يريد تأجيل زفافه بسبب حالة تالية المرضية وأنه رغم عودة ابنته لبيته والراحة التي يعمل الجميع على منحها لها ، إلا أن عمه متخوف من إقامة الزفاف فيرهق ابنته ذات الحالة الصحية غير المستقرة ، يبتسم ساخرًا وهو موقن من ذاك الحديث الذي يثرثر به عمه هو من ترتيب خطيبته العزيزة التي تتحداه فلا تريد إتمام الزفاف كما أخبرته من قبل ليتنفس بعمق ويرفع نظراته لعمه مبتسمًا برزانة قبلما يهمس بجدية : حسنًا يا عماه ، أنا مقدر الموقف بالطبع ولن أقوى على رفض طلبك في تأجيل الزفاف ، أو إذا أردت إلغائه تمامًا لنفعل كما تريد .
ارتفع حاجبي يحيى بتعجب ليردد بصدمة : إلغاء الزفاف ؟! زم حسام شفتيه دون رد ليسأل يحيى برزانة – ماذا تقصد يا حسام ؟!!
تنفس حسام بعمق ليلوى شفتيه قبلما يجيب بجدية : أعتقد أن غالية تراجعت عن قرارها في الزواج مني يا عماه وأنا .. صمت ليكمل بجدية – أنا لا أقوى على فرض نفسي عليها أكثر من ذلك .
اكفهر وجه يحيى لينطق بجدية : ما معنى هذا الحديث يا حسام؟! لا أفهم، هل تشاجرت أنت وغالية ؟!
مط حسام شفتيه ليغمغم بعدم فهم أتقنه : أبدًا يا عماه ، بل الأمور عادية بيننا ولكن هي منذ فترة تتجاهل اتصالاتي .. زيارتي .. وحتى دعواتي كأي خطيب يريد قضاء وقت مميز مع خطيبته ، ورغم تصرفاتها فكرت أن أكون أغضبتها بأي شكل فاعتذرت منها بدل المرة ثلاث مرات ، وحاولت ارضائها ولكنها .. تهدلا كتفيه ليتبع بحزن استقر بعينيه – هي ترفضني بشكل غريب وأنا لا أقوى على فرض نفسي أكثر من ذلك .
اتسعت عينا يحيى بصدمة تملكت منه فلم يقوى على الرد ليكمل حسام برزانة : أحببت أن أكون صريحًا معك يا عمي كما كنت من أول الأمر ، فلا أخفي عليك ما أشعره من تغير في تصرفات غالية ، وأحببت أيضًا أن أخبرك إذا أرادت غالية الانفصال أنا سأمنحها إياه رغم أني رافض لهذا الأمر ، فأنا أريد غالية أحبها وأتمنى أن تكون زوجتي ولكن لن أتزوج أبدًا من امرأة لا تريد الزواج مني .
هدر يحيى بغضب : كيف لا تريد الزواج منك ، هل أمر الزواج لعبة الآن نريد الزواج وفي الغد لا ، بالطبع هذا الحديث ليس صحيح .
أشار حسام برأسه وكتفيه بطريقة أنه لا يدري قبل أن يجيب عمه : أنا لازلت عند موقفي ورأيي يا عماه ، لم أبدله أنا فقط ..
انتفض يحيى واقفًا : لا أتحدث عنك يا حسام ، انتظر من فضلك ساحل هذا الأمر الآن .
ارتسم ثغر حسام ببسمة سرعان ما تداركها وهو يستمع إلى صوت عمه الذي يحدث ابنته في الهاتف يخبرها أن توافيه في غرفة المعيشة السفلية فهو يريدها ليتحكم في ضحكته وعمه يعود ليسأله يحيى بجدية : هل أبوك يعلم عما تخبرني به الآن يا حسام ؟!
هز حسام رأسه نافيًا : لا يا عماه لم أشأ اخباره ، صمت ليتبع بعد وهلة – أنا لا أريد أن أتسبب في مشكلة يا عمي ولتعلم أني سأتقبل قرار غالية أيًا كان هو دون أن يحدث قطيعة بين العائلتين وإذا أردت أن أقول أني السبب وأني المخطئ سأفعل فقط يهمني أن تكون راضيًا يا عماه ولكن صدقًا لم أجد حلًا
رمقه يحيى مليًا ليغمغم بجدية : لا تقلق يا ابن حاتم سأبقى راضيًا عنك .
رفع حسام عيناه باهتمام للكنية التي دعاه بها عمه فرددها بتساؤل : ابن حاتم؟! أنها المرة الأولى التي تدعونني هكذا يا عمي .
ابتسم يحيى بوجهه ليغمغم بتهكم صريح : لوهلة شعرت أنه من يجلس أمامي وليس أنت .
تطلع إليه حسام باهتمام فحدثه يحيى بصوت خفيض قاصدا : أتدرك فارق السن بيني وبين حاتم يا حسام ؟! حاتم بمقام ولدي البكري وليس أخي الأصغر فقط ، أنا أعرفه جيدًا .. أدرك متى يريد التلاعب ومتى يرسم البراءة فوق ملامحه ليغتنم ما يريد ، أنا رأيت أبوك في مراحل كثيرة من حياته وعاشرته في المرحلة الأصعب من بينهم ، ورأيته كيف يراوغ ليفز بما تصبو له نفسه ، جمدت ملامح حسام ليكمل يحيى بجدية – لا أنكر أني اندهشت لوهلة عندما شعرت بروح حاتم تفوح منك ، وأنت خصيصًا الولد الابعد الشبه بابيه ولكن كما يقولون دومًا ، هي جينات .
رف حسام بعينيه ليغمغم بضيق : أنا لا أشبه بابا .
ابتسم يحيى ليرفع حاجبه باعتراض باسم فيهم حسام بالحديث ليشير إليه يحيى بان ينتظر فيمتثل وهو يلتقط وصول غالية بدقات كعبي حذائها ، تطرق الباب المفتوح قبلما تهتف بجدية : طلبتني يا بابا ؟!
هدر يحيى بجدية : تعالي يا ابنتي ، فأنا أريد أن أسألك عن أمر ما في حضور حسام .
تطلعت إليه مليًا هو الذي لم يرفع عيناه لها لتهمس بجدية وترقب ومض برماديتيها : بالطبع تفضل يا بابا .
تنفس يحيى بعمق ليسأل برزانة : هل تراجعت عن موافقتك في الزواج من حسام؟!
شحب وجهها تدريجيًا لتهمس بتلعثم : ما هذا الذي تقوله يا بابا ؟! ولماذا تسألني هكذا سؤال ؟!
زم يحيى شفتيه ليجيب بجدية : لا تهم الأسباب أنا أريد جواب عن سؤالي ، هل تراجعت عن الموافقة ؟!
احتقن وجهها بحمرة قانية ليعم الصمت قليلًا قبلما تجيب بثبات : بالطبع لا يا بابا .
ابتسامة ظافرة شكلت ثغر الجالس فلا يرفع عيناه إليها .. بل تظاهر بعدم الاهتمام بوجودها رغم تطلعها إليه بنقمة شعرها جيدا ولكنه لم يأبه لشعورها وخاصة عندما أتى رد يحيى الحاسم : هذا جيد استعدوا الزفاف الشهر القادم ، لقد أجلته قليلًا لأجل تالية يا حسام بعد اذنك يا بني .
أومأ حسام برأسه موافقًا بسرعة : بالطبع موافق يا عماه ، أنا يهمني راحة تالية وصحتها وأيضًا ليكون أمر نادر حُل فهو متمسك بجنونه ويثير غضب آل الخواجة بسبب تعنته معهم.
أجاب يحيى بجدية : أنه محق في موقفه يا حسام ولكن طريقته ليست جيدة ، لييسر له الله أموره ويسعدكما أنت وغالية ، إذًا ستتواصل مع قاعة العرس وترتب الأمور على الموعد الذي استقرينا عليه ، أومأ حسام برأسه فتمتم يحيى بهدوء – على خيرة الله
ابتسم حسام وهو ينهض مع عمه الذي نهض واقفًا ليغمغم بجدية : سأتركك أنت وغالية تتحدثان قليلا لأذهب وأرى عز الدين فهو وصل قبلك بوقت قليل ، خذ راحتك يا بني البيت بيتك ولكن لا تغادر قبلما نتحدث سويًا .
تمتم حسام بجدية : امرك يا عماه .
راقب ابتعاد عمه ليستدير إليها برأسه يبتسم ببرود في وجهها ذو ملامحه الهادئة ونظراتها الوامضة بضيق أثار بسمته التي شكلت ثغره قبلما يهمس إليها : كيف حالك يا ابنة عمي ؟!
كتفت غالية ساعديها أمام صدرها لتسأله ببطء : أتظن أنك تستطيع إجباري يا حسام ؟!
عبس برفض تشكل على الفور بملامحه قبلما يجيبها : أنا لا أريد اجبارك أبدًا يا غالية .
هدرت بحنق : إذًا ما السبب وراء ما فعلته الآن ؟!
ابتسم بخفة ليقترب منها يرمقها من خلف رموشه : أحببت أن أريكِ أنكِ لست بمفردك من تستطيعين استخدام عقلك وتطويع من حولك لأجل تحقيق رغباتك، الإنسان الذكي من يستطيع تقييم مقدار ذكاء من يتعامل معهم يا غالية وأنتِ ينقصك أن تدركي مقدار من تتعاملين معه ومقدار ما يقوى على فعله .
لوت شفتيها لتجيب بتهكم : وأنت علام تقوى يا حسام بك ؟!!
ابتسامة ماكرة ناوشت ثغرة قبل أن يجيبها : فكري إذا استطعت أن أراوغ لأجعل عمي بنفسه من يحدد موعد الزفاف بعدما أخذ موافقتك صراحة ، ماذا أنا بقادر على فعله يا زوجتي المصون ؟!!
هدرت بضيق : أنا لست زوجتك .
فيبتسم باستفزاز تعمده : بعد شهر ستكونين بإذن الله .
أطبقت فكيها وهمت بالصراخ فعليًا ولكن صوت هاتفه الذي دوى أجبرها أن تصمت وخاصة وهو يجيب العاملة التي تهتم بشؤون منزلهم سائلًا عما تريد فيأتيهما صوت صراخ الأخيرة التي هتفت بفزع : حسام بك ، تيم بك هنا وغاضب كثيرًا ويكاد أن يتشاجر مع شقيقك وهو الذي بمفرده فوالديك ليسا بالمنزل ، هلا أتيت ؟!
التقط اشياءه وهو يهرع للخارج : حالًا سأكون عندك ، ليتبع سريعًا – غالية أبلغي عمي بأني غادرت .
أومأت بتفهم : بالطبع سأفعل ، طمئني عليك وعلى نادر حينما يحل الأمر .
راقبته وهو يغادر بتوتر تملكها لتنتبه على صوت أبيها الذي سألها بتعجب : هل غادر حسام دون أن ينتظرني ؟!
التفتت لأبيها واجباته : أعتقد أن هناك شجار قوي اندلع بين تيم بك ونادر وهو لحق بهما .
هدر يحيى بضيق : لماذا لم يخبرني وينتظرني لأذهب معه ، زفر بقوة قبلما يخطو بسرعة كيفما استطاع وهو يتبع – هاتفي زين ليوافيني إلى هناك فنبيل لا يجيب هاتفه دون أن أدرك السبب .
أومأت غالية برأسها في تفهم لتلتقط هاتفها بالفعل وتهاتف شقيقها لتخبره أن يلحق أباها ببيت عمها .
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:14 AM   #1546

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

يجلس داخل سيارته يزم شفتيه بضيق يمتلكه من البارحة هو الذي لأول مرة منذ زواجه يمضي ليلته بعيدا عنها بعد المشاجرة القوية التي اندلعت بينهما عندما عاد سريعًا للبيت يحترق من الغضب الذي تملكه بسبب تلك الصورة التي نشرتها فهاج وماج وزعق بها أنها كيف تقدم على ذلك وأشار لتلك التعليقات الوقحة التي توالت عليها بسبب تصرفها غير المقبول له فتقابله هي بنظرة باردة و تجيبه : لماذا غير مقبول يا علي ؟! لأني أصبحت زوجتك أم لماذا ؟!
عبس بغضب وهدر : نعم لأنكِ أصبحت زوجتي ،
مطت شفتيها لتجيبه وهي تجلس على الكرسي ببرود : ولكني من قبل زواجنا وأنا أعمل كموديل وسأظل بعد زواجنا أعمل كموديل ، ما الذي اختلف ؟!
هدر بجنون : أنك اصبحتِ زوجتي وأنا لا أريدك أن تعملي كموديل وأنك بنفسك أخبرتني أنك ستتركين العالم كله لأجلي .
نهضت ووقفت أمامه لتجيبه بتحدي : أبدًا لم أفعل ، لم أخبرك أني سأترك العالم لأجلك ، اتسعت عيناه بجنون لتكمل ببرود – أخبرتك أني سأترك العالم لأجل طفلي وليس لأجلك يا علي الدين ، فأنت لا تستحق أن أفعل هذا لأجلك .
تصلبت ملامحه ليردد بفحيح : أنا لا أستحق !!
تطلعت له بثبات أومأت برأسها إيجابًا لتجيبه قبل أن يسأل : نعم ، من يخون .. يخدع .. يكذب .. ويدعي لا يستحق يا شيخ علي .
انتفض عرق الغضب بجبينه وهو يتذكر ثورته العارمة وكلماته الكثيرة الذي هذى به وهو يرمى بمزهرية الكريستال التي طالتها يده فترتطم بالحائط لتصرخ مي برعب وتقفز بعيدًا عنه تنظر له بعدم تصديق قبلما تنهمر دموعها مغرقة خديها وهي تهمس بخفوت متتابع : من أنت ؟! حقًا من أنت؟! أنا لا أستطيع التصديق أنك أنت علي الذي أعرفه ، لهذه الدرجة أنا كنت مخدوعة بك !!
نهت بعنف ليرفع رأسه بكبرياء : أنا لم أخدعك قط يا مي ، أردتني من البداية وركضت من خلفي .. لهثت إلى أن علقتني بك ثم سافرت ، وعندما عدت لم تبتعدي بل ظللت بقربي ، رغم أنكِ تدركين جيدًا اختلافنا الجلي ، ولكنكِ تمسكت بي ووافقت على الزواج مني لذا هذه المرة غير مسموح لكِ بالابتعاد .. السفر أو الهرب ، ستبقين وتتنازلين وتخضعين لما أريده ، فأنا زوجك وعليه ستستمعين لي وتطيعين .
أغمض عيناه وهو يتذكر نظرة التحدي الذي جابهته بها قبل أن تدور على عقبيها وتدلف إلى غرفتهما وتغلق بالاهتمام خلفها موصده إياه من ورائها وتركته في الخارج وحيدًا وظلت مختفية اليوم صباحًا ولم تفتح له الغرفة فاضطر أن يدلف إلى غرفة الملابس من دورة المياه التي لديها باب خاص خارج غرفتهما وعندما حاول أن يدلف إلى غرفة نومهما عن طريق غرفة الملابس اكتشف أنها أغلقت الباب عليها أيضًا في خصام جديد أعلنته بينهما فيغادر إلى عمله وهو يفكر بأنه سيتركها حتى تهدأ فهي لابد أن تتفهم أنها أصبحت زوجته وعليه ليس مقبولًا أن تعمل كما تريد أو تنشر صورها كما ترغب .
زفر بقوة وهو يمط شفتيه بعدم رضا لقبوله تلك الدعوة التي أصرت الأخرى على حضوره إليها لترتيب بقية الاتفاق الذي لم يحدث بينهما بسبب انصرافه غاضبًا .
نفخ بقوة ليستغفر ويحوقل قبلما يترجل من سيارته يحمل تلك الباقة التي ابتاعها وعلبة الشكولاتة الفخمة كنوع من المجاملة وهي التي تقيم عشاء عمل ببيتها ودعت إليه طاقم العمل بأكمله وهو على رأس الطاولة .
فيخطو نحو العمارة السكنية الفخمة الحديثة بعدما ارتدى معطفه الشتوي الثقيل ، دلف من باب الشقة الواسعة الراقية ليبتسم بلباقة وهو يمنحها باقة الورود التي يحملها ويهمس بجدية : المعذرة أن كنت تأخرت عليكِ .
تمتمت وهي تشير اليه بالدخول : أبدًا بل أتيت بوقتك تمامًا .
ابتسم برزانه وتقدم للداخل قبلما يقف ينظر للشقة من حوله سائلًا بتعجب : ألم يحضر البقية ؟!
ابتسمت برقة واقتربت منه تهمس إليه بلطف : معطفك ؟! التفت إليها وهي التي لامست كتفيه من الخلف ليبتعد بردة فعل عفوية فتكمل ببسمة لطيفة – كنت أساعدك .
ابتسم بتوتر انتابه فجأة ليخلع المعطف بالفعل ويمنحها إياه قبلما يردد : أين البقية ؟!
عضت شفتها لتغمغم برقة : لم أدعو غيرك ، اتسعت عيناه بمفاجأة لتكمل سريعًا – شعرت بأنك حزين هذه الأيام ففكرت أن أعد لك العشاء وأسري عنك بدلًا من الحديث في العمل الذي سيزيد من ضيقك .
تطلع إليها بصدمة تملكت منه لتهمس متبعة : إذا أردت الانصراف لن أمنعك ولكن .. اقتربت منه لتتابع بصوت أبح – أردت أن أطمئن عليك وخاصة وأنك البارحة كنت غاضبًا بشدة ومن حينها وأنا قلقة عليك .
أخفض عيناه ليهمس برفض وضح بصوته : ما فعلته غير مقبول لدي يا هانم ، وأنا رجل متزوج أحب زوجتي ووجودي هنا لا معنى له ، من فضلك امنحيني معطفي
تطلعت إليه لتهمس بخفوت : فقط اجلس واحتسي القهوة يا علي ولنتحدث في العمل إذا أردت فقط اجلس .
هدر برفض : لا لن أفعل ، من فضلك هاتي المعطف لاني سأغادر ، وإذا أردت الحديث بالعمل نتقابل في مكان العمل .
لوت شفتيها بإحباط لتمنحه معطفه فيرتديه وهو يخطو نحو باب الشقة تحركت لتقطع طريقه فيتوقف قبل أن يرتطم بها لتتمسك هي بطرفي معطفه وتهمس باستجداء : ابقى يا علي .
تصلب ليرفع رأسه بإيباء : من فضلك يا هانم ما تفعلينه غير لائق ابتعدي لو سمحت واتركيني انصرف فأنا للآن لا أريد اهانتك ولكن ابتعدي من فضلك .
تنهدت بقوة لتبتعد عنه بإحباط هامسة : حسنًا يا علي على راحتك .
لم يجبها وهو يندفع مغادرًا بالفعل فيستقل سيارته يستغفر بتوالي قبلما يقرر أنه سيعود إلى منزله ويصالح زوجته الغاضبة .
***
تدور من حول نفسها بطريقة عصبية تشعر بالغضب يندفع بأوردتها ويتزايد وخاصة مع رنين الهاتف الذي ينقطع دون مجيب للمرة التي لا تعلم عددها فتزفر بقوة وتهمهم بحدة : حسنًا يا علي سترى حينما أصل إليك ، سأربيك من جديد على تجاهلك لاتصالاتي .
دارت ثانيةً وهي تستمع إلى الرنين الذي انقطع على أذنها فتنفخ بقوة قبلما تستغفر الله كثيرًا لتنتبه على صوته الهادئ يسأل باهتمام : ما بالك يا أم علي؟!
توقفت عن الحركة لتطبق فكيها قبلما تتمتم باختناق : لا تأتي بسيرته فأنا لا أطيق سماع اسمه .
تطلع إليها مالك بصدمة ليسألها ساخرًا : ماذا فعل حبيب أمه ليجعلك غاضبة بهذه الطريقة منه ؟!
برمت شفتيها لتغمغم باختناق : بدل ملابسك إلى أن أوصيهم يحضرون العشاء لك .
تحركت لتغادر الغرفة فهدر بجدية ومضت بعينيه : إيمان ، توقفت بالفعل ليسأل بهدوء وهو يجلس على طرف الفراش – ماذا فعل علي الدين ؟!
ازدردت لعابها لتستدير عائدة إليه تخفض عيناها وتجيبه بتلعثم : أغضب زوجته فأتت لتمكث عندنا .
ارتفعا حاجبي مالك ليغمغم متهكمًا : هذا أمر مسبوق حدوثه ، أول مرة أعرف أن النساء تغضب من أزواجهن عند عوائلهم .
زفرت بقوة لتغمغم باختناق : للأسف لازالت باقية على ابننا وأخبرتني أنها لو ذهبت لأبيها لن يعيدها إليه
عبس مالك بتعجب ليشير إليها بالاقتراب ويسألها باهتمام حقيقي : لماذا ؟! ماذا فعل علي الدين لها ؟! هل ضربها ؟!
هزت إيمان رأسها نافية لتجيب ببطء شديد : سأخبرك وأمري لله .
تطلع إليها بصدمة وهي تقص عليه ما أخبرتها به مي ليربد وجهه بغضب شديد قبل أن ينهض واقفًا هادرًا : وأين الباشا إن شاء الله الآن ؟!
تمتمت بسرعة : لقد حاولت الوصول إليه ولكنه لا يجيب ، أردت أن آتي به وأسمع وجهة نظره .
هدر مالك غاضبًا : وجهة نظره ؟! وهل هذه الأمور بها وجهة نظر يا إيمان؟!
تمتمت سريعًا : لابد أن نستمع إليه يا مالك ، وبعدها لتفعل به ما تشاء ولكن لابد أن نستمع إليه أولًا .
زم مالك شفتيه ليلتقط هاتفه ويطبع إليه بهدوء فتساله : هل ستتصل به؟
أجابها وهو يلقي الهاتف : بل أمرته بالمجيء .
أومأت برأسها ليغمغم إليها : انظري إلى زوجته إذا وجدتها مستيقظة أخبريها أني أريدها أن تشاركني العشاء .
أومأت برأسها موافقة : سأذهب إليها فهي لم تتناول أي طعام منذ أن وصلت وهذا ضار عليها وعلى طفلها .
أطبق مالك فكيه : الغبي الحمار .
زمت شفتيها دون رضا ولكنها آثرت الصمت لتهمس إليه : بدل ملابسك وحالا سأخبرهم أن يعدوا العشاء .
أومأ برأسه موافقًا وتحرك بالفعل ليبدل ملابسه بينما هي حاولت الاتصال بولدها ثانيةً فيأتيها صوت السيدة المملة تخبرها أن الهاتف مغلقًا ، ألقت الهاتف بعصبية وهي تغادر الغرفة بغضب من ابنها الغبي كما وصفه أباه .
***
تجلس على طرف فراشها ترف بجفنيها في خوف تملكها بعدما غادر الجميع فتسللت إلى غرفتها دون أن تتحدث مع أحد وخاصةً بعد تلك النظرة التي رماها بها قبل مغادرته فاحتقنت خجلًا ووالدته تضمها إلى صدرها بحنو وتخبرها أنها ستدعو الله ليتم لهما على الخير ، تلك النظرة التي ومضت برجاء أن لا تبتعد وتمنحه فرصة ثانية فشعرت بقلبها ينتفض لأجله ولكنها سيطرت على مشاعرها وبكائها الذي كاد يفيض من عينيها فتجمدت دموعها وهي تلتقط نظرة شقيقها المتشككة والتي لمعت بإدراك ما فتوعدها في لحظتها ليسري الخوف بأوصالها ، خوف لم يستمر كثيرًا إذ انقلب إلى رعب وباب غرفتها يفتح دون طرق وصرخة شقيقها الغاضبة باسمها تجبرها أن تنتفض من مكانها بوجل ليزعق محمود بخشونة : من أين تعرفيه ؟!
انتفضت بخوف والحديث يتبخر من ذهنها .. عيناها تتسع بندم وجسدها يرتجف بذنب تحمل ثقله ودموعها تنهمر بفيضان زاد عندما قبض محمود على مرفقها بقوة فانتزعها من مكانها سائلًا بفحيح غاضب : أخبريني من أين تعرفيه ؟! من أين تعرفي سليم هذا وما الذي دفعك في طريقه ليأتي إليكِ خاطبًا ؟!
فتحت فمها لتجيب أكثر من مرة ولكنها لم تقوى لتنتفض أكثر على صوت والدها الذي زعق بقوة : محمود ماذا تفعل ؟! أترك شقيقتك .
هدر محمود بعناد وغضب وهو يهزها بقوة وسلامياته تترك آثارها في مرفقها فتتأوه مرغمة : ليس قبل أن أعرف من أين تعرفه ؟!
تمتمت منة مبررة والتي دلفت سريعًا الغرفة خلف زوجها : أنه أخو حبيبة زوجة عمر تؤام زوج رقية .
صرخ محمود بجنون : هذه القرابة لا تجعله يأتي إليها خاطبًا على زوجته .
توقف ماهر أمامه ليسحبها نحوه هادرًا بحزم : يعرفها لأنها تعمل معه .
صمت ثقيل خيم عليهم ومحمود يتراجع للخلف قليلًا ينظر بعدم فهم لأبيه الذي تحداه بعينيه قبل أن يهمس : تعمل ؟!! تعمل معه أين ؟!
تنفس ماهر بعمق ليجيب بهدوء شديد : تعمل معه في الإذاعة .
اتسعت عينا محمود بصدمة قبل أن يهدر بجنون : دون أن أعرف ، من سمح لها؟!
فيزعق ماهر بدوره : أنا فعلت ، أم علي أن آخذ موافقتك يا محمود بك في عمل ابنتي ؟! اربد وجه محمود بغضب شديد ليكمل ماهر ببطء – وهاك أنت عرفت ، ما الذي يغضبك ، أخبرني ؟!!
صاح محمود بعنفوان : ابنتك أتت بغريب يخطبها وهو متزوج ألا ترى سبب لغضبي يا بابا ؟!
زم ماهر شفتيه ليجيب بجدية : لا .
اهتزت وقفة محمود ليهذر بحدة : أنها تعرفه يا بابا .. تصادقه ، وما بينهما أكثر من العمل وإلا ما كان أتى ليخطبها وهو متزوج .
رمقه ماهر من أسفل رموشه ليجيبه : حتى إن كان هذا صحيحًا ، انا اثق بابنتي ، وأنت لست مخولًا بمحاسبتها .
اعتلت الصدمة ملامح محمود ليغمغم بذهول : لست مخولًا بمحاسبتها؟!
أومأ ماهر برأسه : نعم ، أنا لم أمت لتحاسب شقيقتك .. انا لم أمت لتزعق بها امامي .. أنا لم امت لتعنفها في وجودي .. وأنا لم أمت لتحاسبها بهكذا طريقة ، تراجع محمود بجسده في مفاجأة زلزلت ثباته ليكمل ماهر زاعقًا بانفعال – ثم أخبرني علام تحاسب شقيقتك يا محمود بك .. يا حضرة القبطان العظيم ، تحاسبها لأنها أحبت أحدهم فأتى هذا الشخص لخطبتها .. أتى ليس بمفرده ، قدم ومعه عائلته بأكملها من الصغير للكبير ليطلبوا ودها .. أتى البيت من بابه وبجميع عائلته ليثبت لشقيقتك أنه شاري ودها ويريد رضاها .. اتى خاطبا .. مراعيًا للأصول .. طالبًا الحلال .. واعدًا أن يبذل كل غالي ونفيس لأجلها .. أتى بعائلته بأكملها ليضمنوه أمامنا فيغلي شقيقتك ويمنحها أمانًا ودعما وسندا .
جحظت عيني محمود بينما نهت ماهر ليكمل بانفعال : علام تحاسبها ؟! على أنها أتت برجل لم تكونه أنت يومًا !!
شهقت منة برفض لتنتفض أمينة بصدمة ومحمود يتراجع للخلف أكثر ويهمس بذهول : لم أكن رجلًا ، أنا يا بابا لستُ رجلًا ؟!
أعادها ماهر خلفه ليهدر بغضب : نعم ، لست رجلًا ، أترى نفسك رجلًا يا محمود ، حسنًا أخبرني أي رجلًا أنت الذي يتزوج من ابن عمته دون موافقة أبيها ووليها .. أي رجلًا هذا الذي يدلف البيوت من ظهورها .. أي رجلًا هذا الذي يضرب النساء ويستقوى عليهن .. أي رجلًا هذا الذي يتهم شقيقته بهكذا إتهام باطل ومنفر .. أي رجلًا هذا يا محمود ؟! فإذا كان هذا معنى الرجولة عندك ، فأنت لم تكن رجلًا يومًا يا محمود .
أجفل محمود ووجهه يشحب بصدمة تملكته ليكمل ماهر بازدراء – يا ليتك كنت رجلًا كما تمنيت طوال عمري ، فأنا أنشأتك وربيتك وضعتك فوق رأسي وكللت بك هامتي ، وظننتك ستشد من أزري وتقيم ظهري ، ولكنك كسرت ظهرت وعيني .. وأحنيت هامتي بأفعالك الرعناء الحمقاء ، وبعد كل ما فعلت جرؤت أن تحاسب ابنتي أمامي ، حاسب نفسك أولًا يا محمود وبعدها تعالى لعلك تستطيع أن ترفع عينك وتسأل عم يدور مع أختك التي لا تدرك عن أمورها شيئًا .
اختنق حلق محمود ليومئ برأسه التي أحناها بخزي قبل أن يهمهم : معك حق يا بابا ، معك حق ، أنا أعتذر منك لأني لم أمنحك الولد الذي رغبت به .
ألقاها واندفع مغادرًا فيزفر ماهر باختناق وحزن تملكه وخاصة مع نظرة زوجته المعاتبة فيشيح برفض همت باتباع ولدها ولكنه استوقفها زاعقًا : اتركيه ، لعله يستفيق هذه المرة .
أومأت منة بطاعة ليستديرا سويًا لمن وقفت تبكي بحرقة فيحدثها ماهر بجدية : أمينة .
انتفضت وهمست بوجل : أقسم بالله يا بابا لم أفعل شيئًا .
تنفس ماهر بقوة ليجذبها نحوه يضمها إلى صدره فتجهش في بكاء حاد وهي تهمهم بانهيار : أنا آسفة والله آسفة ولكني لم أفعل شيئًا لم أطلب من سليم شيئًا ولم أخطئ في شيء، ولكني آسفة أقسم بالله آسفة
ضمها ماهر أكثر إلى صدره ليهدهدها بحنان هامسًا : اهدئي يا ابنتي اهدئي أنا لا أتهمك بشيء ولا أحاسبك على شيء .
نهنهت أمينة في صدره ليكمل وهو يدفعها أن تجلس بجواره على طرف فراشها يربت على رأسها ثم يجبرها أن ترفع وجهها إليه ليكفكف دموعها هامسًا : اهدئي فأنا أتيت سائلًا ، لا أكثر ولا أقل .
تطلعت إليه برهبة فابتسم بوجهها ومسح بقايا دموعها من فوق وجنتيها : فقط اهدئي ، لأستطيع الحديث معكِ، أومأت برأسها فأكمل برزانة – هل أنتِ موافقة على سليم ؟!
رفت أمينة بعينيها كثيرًا ووجهها يحتقن بحمرة قانية فتخفض رأسها قبل أن تهمس بتلعثم وصوت متألم مختنق : أنه من خارج العائلة يا بابا .
أجاب سريعًا : دعكِ من هذا الأمر وأخبريني هل أنتِ موافقة على الزواج من سليم ؟!
فركت كفيها وهي لا تقوى على رفع رأسها لتنظر إليه فتطلع إليها منتظرًا بصبر لتكمل ببؤس : أنه رجل متزوج من أخرى يا بابا .
ابتسم ماهر مرغمًا ليهمهم بتهكم : أخبرنا أنه منفصل عنها وسيطلقها يا أمنية ، أم أنه يكذب ؟!
أجابت سريعًا : لا سليم لا يكذب أبدًا .
رفع حاجبه ليغمغم بجدية هذه المرة : إذًا أنتِ واثقة به وبحديثه ؟!!
أخفضت رأسها لتهمس بتساؤل : أعتقد أنه صادق وإلا ما كان أتى بعائلته كلها يا بابا .
زفر ماهر بقوة ليسأل بلطف : هل أنتِ موافقة عليه يا أمينة ، تريدينه يا ابنتي ؟!
ارتعشت بخجل وتمتمت ببؤس : ليس لي رأي إلا رأيك يا بابا .
دمعت عيناه مرغمًا ليحتضن وجهها ويرفعه له هامسًا : أنا كل غايتي مصلحتك يا أمينة ، وسليم رجل لا يُرفض ولكن بظروفه هذه أنا أتحفظ كثيرًا عليه وأرفض أن أمنحك له ، ولكن أقسم بالله العلي العظيم إذا أتى لك خاطبًا وهو خالي الوفاض لكنت وافقت عليه ، ولكن يا ابنتي الحبيبة الوحيدة أنا لا أقوى أن أزج بكِ في صراع بهذه الطريقة وأن اتسبب لك في أذى بهذه الطريقة ولكن هو كشخص لا يوجد عليه غبار ولا أستطيع أن أتحدث عنه بما يعيب .
انهمرت دموعها من جديد وأومأت بالموافقة لتغمغم : أنا أتفهم موقفك يا بابا ومقتنعة به ، لتمسح دموعها بكفيها وتتبع بهمس – ولا تخف لن أخرج عن طوعك ولا أعاندك أو أرفض موقفك ورأيك وكلمتك ، بل قرارك سيف على رقبتي أهون علي الموت ولا أن أخرج عن طوعك يا بابا .
جذبها ماهر لحضنه ليضمها بقوة إليه : بعد الشر عنك يا حبيبة بابا ، استكانت بحضن والدها قبل أن يبعدها عنه قليلًا متبعًا بجدية – لدي رجاء يا أمينة أتمنى أن توافقي عليه .
ابتسمت بألم تجسد بملامحها لتهمس بخفوت شديد : تريدني ألا أذهب للعمل ثانيةً ، أليس كذلك؟!
تنهد ماهر بقوة : إن هذا الأمر لأجلك وليس لأجلي يا أمينة ، الوضع شائك يا ابنتي وأنتِ لا ترتضين أن تطالك أحاديث الناس بالباطل .
أومأت برأسها في طاعة : أمرك يا بابا .
ربت ماهر على رأسها ونهض واقفًا : هداك الله وأصلح حالك يا ابنتي .
اختنق حلق أمينة بألم لتتنهد بقوة وترفع رأسها لأمها التي اقتربت منها بعدما غادر والدها الغرفة فأغلق الباب من خلفه لتتطلع إليه منة قليلًا قبل أن تسألها بهدوء : تحبيه ؟!
اجهشت في بكاء حاد وحديثها يتناثر من بين بكاءها : رغمًا عني يا ماما ، أقسم بالله رغمًا عني ، أنا لم أسعى إليه يومًا بل كنت أهرب منه ومن وجوده ولكن .. أنا آسفة والله أنا آسفة ولكن ليس بيدي .. ليس بيدي .
احتضنها منة على الفور لتربت عليها تحاول السيطرة على نفضات جسدها وهي تهمس اليها : اهدئي يا حبيبتي .. اهدئي ، بسم الله عليكِ فقط اهدئي
أغمض ماهر عيناه الواقف خلف الباب ليغتص حلقه بقوة واختناق حاد يتملكه ليحوقل ويستغفر ويبتعد مغمغما : لله الأمر من قبل ومن بعد .. لله الأمر من قبل ومن بعد .
***
صف عادل سيارته بجوار بيت خاله فيرمق سليم بطرف عينه الذي منشغل بهاتفه منذ أن غادرا فيستنتج أنه يحاول التواصل مع من تسكن قلبه ليهمس إليه بخفة : وصلنا .
انتبه سليم له ليومئ متفهمًا بعبوس ظلل جبينه : شكرًا يا عادل ، أزعجتك معي الليلة وأفسدت عليك أخر يوم قبل عودتك للعمل .
عبس عادل بريبة : هل أبدلوك في الجلسة أم ماذا ؟! بم تهذي بالله عليك؟! هل لي أعز منك أذهب معه لأخطب له ؟!
ابتسم سليم لينطق متهكمًا : تخطب لي ؟! لقد رفضت رفضًا واضحًا .
مط عادل شفتيه : لا يا سليم لم ترفض ، أنها موافقة مبدئية مشروطة ولذا وجب على سؤالك الآن ، ماذا ستفعل لتفك الشرط وتتحرر من القيد يا صديقي ؟!
زم سليم شفتيه ليزفر بقوة هادرا بغضب : أريد أن أكسر القيد يا عادل لا أتحرر منه فقط .
ابتسم عادل بمكر : وكيف ستفعل ؟! وما آليات التنفيذ حتى أساعدك ؟!
رفع سليم عيناه لعادل الذي ابتسم بدعم فيغمغم سليم سريعًا : وعدت والدك أن أمنحها حقوقها كاملة .
رفع عادل كفيه : بالطبع ستفعل يا سليم ، من أتى بسيرة الحقوق وأنك ستتلاعب بها ، ضيق سليم عيناه فأكمل عادل بتروي – بالعكس ستتحسبان بدقة حتى يأخذ كل منكما حقه يا ابن خالي العزيز ، هي زوجتك ستطلقها وتمنحها حقوقها المادية كاملة هذا أمر مفروغ منه .
صمت عادل وسليم يتطلع فيه بترقب ليكمل عادل وملامحه تتصلب لينطق من بين فكيه : وأنت لك حق ستأتي به كاملًا ، حق خداعها وكذبها وتلاعبها معك ، اخفض سليم عيناه ليكمل عادل بجدية – أخبرني إلام وصلت لعلني اقترح عليك أمرًا ما أو التقط هفوه سقطت بها دون وعي ، فبالطبع يا سليم أنت لم تكن ستتركها تفلت بما فعلته بك .
زفر سليم بقوة ليرفع عيناه يجيب بجدية : بالطبع لا ،
اتسعت ابتسامة عادل ليحدثه : أرأيت هيا أخبرني وأنا كل آذان صاغية ، وبعدها تخبرني عن خطواتك للفوز بالغزال .
هدر سليم بغضب : عادل .
قهقه عادل ضاحكًا ليشير إليه بكفيه : حسنًا يا قفل كنت أمازحك فقط ، ليتبع وهو يلكزه بعتاب – زوجة أخي يا أحمق .
لانت ملامح سليم ليسأل بخفوت : هل سيأتي هذا اليوم يا عادل ؟! أن هاتفها لازال مغلقًا ولا أعلم كيف سأقوى على رؤيتها ثانيةً ؟!
هتف عادل بمزاح : يا سيدي على الحنان بصوتك ، ضحك سليم مرغمًا ليكمل عادل – بالتأكيد سيأتي بإذن الله يا سليم ، ستراها وتحدثها وتتزوج منها كما تريد وحينها سأزفك بنفسي للبيت .
تمتم سليم بعفوية : يسمع الله منك يا عادل .
ابتسم عادل ليدعمه بجدية : الله يسمع ويعرف كل شيء يا سليم ، ولا يرضى بالظلم لذا سيمنحك ما تريد وأكثر بمشيئته .
ابتسم سليم براحة غمرته ليكمل عادل : هيا أخبرني أنا أسمعك.
هم سليم بالحديث لينتفضا سويًا على صوت شجار عالي قادم من بيت حاتم ليعبس سليم بتعجب فيهدر عادل : هذا صوت نادر .
أومأ سليم الذي انصت بدوره ليقفزا سويًا من السيارة وسليم يهتف : يتشاجر مع تيم .
اندفعا سويًا نحو البيت ليدلفا إليه من الباب الذي تُرك مفتوحا على نادر الذي يزعق بجنون : أنا لن أطلق سهيلة وهذا أخر حديث عندي يا تيم بك .
فيصيح تيم بدوره : بل ستفعل رغمًا عنك يا نادر .
أشاح نادر بذراعه وهو يصل لحدود تعقله : أرني كيف ستجبرني يا تيم بك .
اشتعلت عيني تيم بغضب فهم أن يقبض على تلابيب نادر ليصيح سليم بجدية وهو يقف بالمنتصف بينهما : تيم بك ، اهدأ من فضلك .
بينما دفع عادل نادر للخلف زاعقًا : تأدب يا نادر .
هدر نادر بقوة : لم أفعل شيئًا .
زعق تيم بحدة : بل فعلت ، انظر لوسائل التواصل وأنت ترى خبر زواجك يزين كل المواقع .
استولى الذهول على سليم وعادل بينما هدر حسام الذي وصله لتوه بعدم تصديق: زواجه ؟!
هدر تيم بجنون : نعم ذاك الخبر الذي بسببه سقطت ابنتي مغشيًا عليها وهي تعرف أن زوجها تزوج عليها .
عمت الصدمة ملامحهم لينتفض نادر بغضب هادرًا : سهيلة أغمى عليها وأنت بدلًا من تخبرني لأجل أن أكون بجوارها عندما تستفيق فاطمئن على زوجتي أتيت تتشاجر معي لأجل إشاعة ليست حقيقية وتخبرني أن علي أن أترك ابنتك لأجلها .
صاح تيم بغضب أعماه : ما الذي يدفعني للتصديق بأنها إشاعة يا نادر وليست حقيقة ؟!
زعق نادر بوجهه : قولي يا تيم بك ألا يكفيك تأكيدي لك أنها مجرد إشاعة أطلقوها بسبب الأغنية الجديدة التي أسجلها مع تلك الزميلة ؟! زم تيم شفتيه برفض لم يعلنه فيكمل نادر بصدمة – لهذه الدرجة لا تثق بي ؟!
رفع تيم رأسه بعنفوان فيكمل نادر بذهول : لماذا ؟! ما الذي فعلته خاطئًا لتشك بي وبتصرفاتي يا تيم بك ؟! ما الذي اقترفته في حقك أو حق ابنتك ليدفعك لعدم تصديقي أو الثقة بي ؟! أخبرني متى خذلتك أو خذلت سهيلة لتنظر لي بهذه الدونية ، هل السبب مهنتي أم شهرتي ؟! ما الناقص بي يا تيم بك لتحكم حضرتك علي بأني كاذب .. خائن .. وغير أهلًا للثقة ؟!
ران الصمت عليهم قبل أن يجيب تيم : أنت لا ينقصك شيئًا يا سيد نادر ، وأنا لست مخولًا لا بالحكم عليك أو محاسبتك ، ولكن أنا يهمني ابنتي التي أخاف عليها .. أفكر في صالحها .. وأخشى عليها من نسيم الهواء ، ولكن أنت ونمط حياتك وشهرتك ستجعلونها عرضة للكثير والكثير من الأذى مهما حاولت أن تحميها .. تبعدها .. ترعاها ، ستتأذى لذا أنا استسمحك أن تبتعد عنها وتتركها لحال سبيلها ، امضي في حياتك .. وانجح كما تريد ولكن بعيدًا عن ابنتي ، ولا تقلق حياتك لن تتوقف على سهيلة فأنت ستجد الفتيات كُثر من حولك ، فتيات كاملات يستطيعن التعاطي مع أسلوب حياتك وشهرتك، ولكن ابنتي لن تقوى على ذلك .
أطبق نادر فكيه بقوة ليتقدم نحوه وعيناه تنطقان بغضب مزج بنبراته : أنت أب ظالم ، تجبر ابنتك أن تتقوقع داخل شرنقتها وتسرق منها أعوامها حتى تظل أنت هادئا هانئًا بوجودها من حولك ، تجردها من فرصتها في حياة طبيعية لأجل أنك خائف عليها ، فبدلًا من أن تدعمها وتساندها لتعيش سعيدة ، تخيفها وترعبها فتتراجع عن كل أحلامها وتجبن لتعود للشرنقة التي تحتمي فيها قبلها ، أشاح تيم بوجهه بعيدًا ليكمل نادر بعد وهلة – أنا لن أترك سهيلة يا تيم بك ، لن أتركها بل سأظل معها وسأدفعها دفعًا لتتحرر من شرنقتك وتغادر عالمك لترفرف محلقة في فضاء الكون الفسيح وتسعد بعيدًا عنك .
تطلع إليه تيم ليجابهه نادر بتحدي ومض بمقلتيه فيغمغم تيم وهو يغادر بالفعل : سهيلة ستغادر المشفى الليلة .
أجابه نادر باختناق : سأمر عليكم في الغد لأطمئن عليها .
لم يجبه تيم الذي غادر بالفعل فيتطلع نادر في أثره قبلما يتحرك للداخل يبحث عن هاتفه ينظر إلى ذاك الخبر الذي يتصدر الميديا فيسأله حسام بجدية : ما الأمر يا نادر ؟!
زفر نادر بقوة ليجيب باختناق : لا شيء يا حسام .
رمقه عادل من بين رموشه ليسأل بتروي : وخبر زواجك ؟!
أجاب باختناق : ليس صحيح .
تمتم سليم بجدية : ولكنك لم تنفيه يا نادر ، فالمقال الذي نشر يشير لذلك.
مط نادر شفتيه ليجيب ببرود : نعم لم أفعل ، تبادل ثلاثتهم النظرات قبلما يتابع نادر بهدوء – عليها أن تدرك ما هي مقبلة عليه وتتعلم أن تتصدى لما سيحدث فيما بعد ، لا أن تصدق كل ما ينشر ولا تنهار مع كل إشاعة .
تنفس بعمق وعيناه تومض بغضب : عليها أن تثق بي حتى إن هُدم العالم تثق أني لن أتركها أو أتخلى عنها .
هدر حسام بحدة : ولكن في هذا التوقيت يا نادر ؟!!
رفع عيناه لأخيه هادرًا : نعم ، لتتخذ قرارها جيدًا ، هل سترفضني من جديد أم ستقبل بي وبعيوب مهنتي ؟!
نفخ حسام بقوة ليهم سليم بالحديث ولكن صوت حاتم الذي تساءل بجدية وهو يدلف من الباب المفتوح : ما الأمر يا أولاد ؟! ما الذي يحدث ؟!
هم حسام بالإجابة ليصدح صوت يحيى الذي حضر برفقة زين : هل أنت بخير يا نادر ؟!
نفخ نادر بقوة ليتحرك حسام يستقبل عمه وولد عمه وهو يهمهم : تفصل يا عمي ، تعالى يا بابا سنخبرك .
نهض عادل واقفًا ليصافح حاتم ويحيى وزين قبلما يستأذن بلطف : حسنًا سأغادر أنا ، ليتبع سليم – وأنا الآخر .
تحركا سويًا بعدما حاول حاتم استبقائهما ولكنهما رفضا ليغمغما بالحديث مع حسام ونادر الذي آزراه بدعم صريح وهما يودعانه ليلتفت حسام إلى نادر يدفعه بلطف للداخل مهمهمًا : تعالى لنتحدث مع عمك وبابا ولتخبرهما بما فعلته يا فنان .
***

fatma ahmad, Minasm and Ghadoosha like this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:19 AM   #1547

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تجلس بجوار حميها على جانبه الأيسر تجبر نفسها على تناول الطعام بعد محايلات حماتها حتى تأكل وهي تذكرها بمصلحة جنينها ولكنها لا تقوى على إكمال طعامها فتترك شوكتها هامسة باختناق لا تقوى على التخلص منه : الحمد لله ، لقد شبعت .
تطلعت إليها إيمان بعدم رضا ليزفر مالك بقوة قبلما يهمس بحنان : تناولي طعامك يا ابنتي قبل أن نتحدث .
همست بخفوت : لا شهية لي يا عماه .
زفر مالك ببطء قبلما يسألها بجدية : حسنًا أخبريني ماذا حدث بينك وبين علي ؟!
زمت مي شفتيها بحزن كلل هامتها قبلما تجيب بحشرجة : أنا لست حزينة لأجل ما فعله علي الدين البارحة يا عماه ، تطلع إليها مالك بتساؤل فأكملت بوضوح – أنا حزينة بما فعله بي علي الدين قبل البارحة .
عبس مالك بعدم فهم ليسألها بغضب مكتوم : هل آذاكِ علي الدين ؟!
رفعت عيناها لتجيب بثبات : أكثر مما تتخيل .
تبادل مالك وإيمان النظرات فيسألها مالك بجدية : هل ضربك علي أو أهانك بأي طريقة يا ابنتي ؟!
دمعت عيناها لتهمس بخنقة : بل خدعني يا عماه ، كذب علي وخان أمانته في .
اتسعت عينا مالك بغضب تملكه ليصر على أسنانه قبلما يهمس آمرًا : أخبريني ماذا فعل .
أنصت إليها بصبر وهي التي تبوح له بما توصلت إليه وتأكدت منه بالفعل فيصر على أسنانه بغضب حقيقي وهي تنهي حديثها بدموع تساقطت من عينيها رغمًا عنها : كل ما فعله شيء وأن يواسيني وأنا منهارة لأجل شيء كان هو السبب فيه فيكذب علي بعين قوية ويخبرني أنه سيتحدث مع مالك الشركة الذي أجبره هو على فسخ التعاقد شيء آخر ، مسحت دموعها لتتابع بصراحة – المعذرة يا عماه ولكن أخبرني كيف علي أن آمن على نفسي مع ولدك الذي يستطيع الكذب والخداع بثبات وصلابة هكذا ؟! كيف علي أن أثق به فيما بعد .. كيف علي ان استأمنه على نفسي ومالي وولدي القادم وأنا أدرك كيف يستطيع أن يكذب علي دون أن يرف بجفنيه .
أخفض مالك عيناه وهو لا يقوى على إجابتها لتقترب منها إيمان تقف بجوارها تضمها إلى صدرها تربت عليها وتهمس إليها : توقفي عن البكاء يا ابنتي ، نحن نعتذر منكِ وما ترتضينه سنفعله ، فما اقترفه علي الدين في حقك لا يغتفر .
تطلعت إليها مي لتهمس بخفوت : أتعلمين أقسى ما في الأمر يا أنطي ، أن ولدك العزيز يدرك جيدًا أني لن أتركه بعدما أصبحت أحمل ولده ، فأنا أبدًا لن أفعل في ابني أو ابنتي ما عانيت منه عمري بأكمله ، لن أكرر مأساتي في طفلي فأجبره أن يحيا مشتتًا بين والديه ، نهنهت في بكاء سكبته في حضن إيمان التي بكت مرغمه معها – علي الدين يدرك معضلتي وعُقدتي ولذلك حرص على أن يعقد وثاقي جيدًا ويربطني به .. يأسرني إليه وهو موقن أني حتى أنا استطعت حل وثاقي لن أتركه .
اكفهر وجه مالك بغضب لتهتف مي بقهر وبكاء نشجت به : وأنا بالفعل لا أستطيع تركه ليس لأجل أنه يستحق بل لأجل ولدي الذي يستحق أن يحيا بطبيعية بين أبويه .
رفع مالك عيناه ليتحدث بجدية : هذا إذا كان أبواه صالحان يا بنيتي ، ولكن يؤسفني أن أخبرك أن ولدي ليس صالحًا ولا يستحق أن تكملي معه بقية حياتك ولا يستحق أن يتنعم بوجودك ولا بوجود ابنه الذي سيرزق به .
رفت بعينيها فيكمل مالك بجدية : أنت وولدك مرحب بكما في بيتي طالما أردت يا ابنتي ، وولدي انا كفيل بإعادة تربيته من جديد .
همت مي بالحديث ليصدح صوته هو الذي أقبل عليهم بعدما استلم رسالة والده الذي أمره فيها بالمجيء : السلام عليكم، تطلع والديه إليه بينما هي أشاحت بوجهها بعيدًا فيتبع بجدية – أنتِ هنا يا هانم ، كيف تغادري البيت دون أن تستأذني مني ؟!
زمت شفتيها وهي تجبر نفسها على عدم الرد فيكمل بجدية وهو يقترب منهم : وهذه زيارة عادية ، أم أتيت تشكوني لوالدي ؟!
اختنق حلقها أكثر فهمهمت بخفوت وهي تنهض واقفة : اعذراني سأصعد لغرفتي .
هدر علي وهي تتحرك بالفعل لتنصرف فيستوقفها حينما وثب أمامها : إلى أين يا هانم ؟! أنا أتحدث معك فأجيبِ .
رفعت رأسها لتنظر إليه مليًا قبلما تهمس بغل ومض بعينيها : لا أريد الحديث معك .
اربد وجهه بغضب وزعق بوجهها : بل ستفعلين حتى لو رغمًا عنكِ .
رفعت وجهها بعنفوان صفع كبرياءه : لم يخلق بعد من يرغمني على شيء لا أريده يا علي الدين بك .
قبض على مرفقها بقوة ليهدر بجنون : بل أنا من حقي أن أجبرك على كل شيء يا مي ، أنتِ زوجتي وأنا حقي عليكِ السمع والطاعة .
تشنجت ملامحها بعدم تصديق لتزعق إيمان التي تحركت نحوه تسحب مي بعيدا عنه : هل جننت يا علي الدين ؟ اتركها يا ولد .
قبلما يهدر مالك الذي انتفض واقفًا : ما هذا الذي تفعله في حضرتي وأمامي يا بك ، هل ترى نفسك كبرت لهذه الدرجة ؟!
تصلب جسد علي بكبر : من فضلكما لا تتدخلا فيما بيننا ، أنا وزوجتي حران.
اتسعت عينا مالك بصدمة ليزعق بانفعال : ولك عين تتبجح أيضًا يا علي .
فيهدر علي بجنون : فيم أخطأت يا بابا لأجل أن تكسر عيني فأصمت حينما تأتي الهانم لتستنجد بكما حتى لا تنفذ رغبتي وتترك عملها ؟!
تطلع إليه مالك بصدمة ليهذر بعدم تصديق : أنت لا تدرك حقًا فيم أخطأت يا علي الدين ، لا تعرف ما الذنب الذي ارتكبته في حق زوجتك ؟!
رفع علي الدين رأسه باعتداد : أنا لم أخطئ يا بابا .
هدر مالك بجنون : بل فعلت ، وليس خطأ واحدًا بل سلسلة من الأخطاء ارتكبتها بالتتابع وأنت تدركها وتفعلها عن قصد وتعمد .
زم علي الدين شفتيه قبلما يرفع وجهه الذي نحت بكبر : رفضي لعمل زوجتي ليس خطأ ولا ذنب يا بابا ، بل رفضها لأمري هو عصيان لي تأثم عليه.
عُقد لسان مالك وهو ينظر إلى ولده بصدمة جلية تملكته لتهمهم إيمان بذهول : عصيانها لأمرك أمر تأثم عليه ؟! استدار ينظر إلى والدته التي أتبعت وهي تجذب مي خلفها فتحجبها بجسدها الفارع عن جسد مي الصغير وتزعق بعنفوان التمع بعينيها : وكذبك عليها .. خداعك لها .. التفافك من حولها .. وقهرك إليها ، كل هذه أفعال لا تأثم عليها يا شيخ علي ؟! أن تعصاك هي ذنب لا يغفره الله ، وكل هذه الذنوب التي ارتكبتها حضرتك لن يحاسبك الله عليها ؟!
شمخ بأنفه في كبر : لا يا ماما لن يحاسبني عليها فأنا أريد بها حق .
هدرت إيمان بغضب تملك منها : الحق لا يأتي من وراء باطل يا علي ، الحق لا يأتي من خلف ذنوب واثم يا بني ، وأنت تقف هكذا أمامي بذاك الكبر لا أرى في وجهك سوى شيطانك الذي يحكمك ويتحكم بك فهيأ إليك أنك الأفضل والأعلم ، وأنك تعلو فوق الجميع وهو يهوى بك لأسفل سافلين .
رمق والدته باستهجان فهتفت به : أغرب عن وجهي ، لا أريد أن أراك ، ولا تأتي إلى البيت ثانيةً وأنت هكذا ، تخلص من شيطانك قبلما تريني وجهك مجددًا ، وزوجتك هذه التي ظلمتها أنا من قبل وقللت من شانها ، ظفرها برقبتك ، أتبعت إيمان وهي تنهار باكية – حسبي الله ونعم الوكيل لقد خذلتني .. خذلتني وقهرتني ، يا خسارة تربيتي بك .. يا خسارة عمري الذي أفنيته عليك .. يا خسارة يا علي الدين ، يا خسارتي بك .
عبس برفض ليهدر بغضب : تطرديني لأجلها يا ماما ؟!
صاحت إيمان بقهر : نعم أفعل ، أفعل لأنها تستحق ، تستحق أن أحافظ عليها وعلى من تحمله بأحشائها ، أما أنت فغادر لن آسف عليك .
استدار ينظر لأبيه بتساؤل فيرمقه مالك من بين رموشه بغضب قبلما ينطق بجدية : غادر يا علي وحاسب نفسك وعندما تشعر بأنك أخطأت في حق زوجتك وحق نفسك وحقنا فيك ، تعالى يا بني ستجد البيت مفتوحًا لك .
أطبق علي الدين فكيه ليستدير على عقبيه مغادرًا دون أن ينطق بحرف لتهمس مي بخفوت وتلعثم : أنا آسفة لم يكن علي ..
هدرت إيمان بها : إياكِ أن تتأسفي .. إياكِ أن تفعلي ، نحن من علينا أن نعتذر ونتأسف ، بل أنا بالأخص علي أن أفعل .
قاطعتها مي سريعًا : أبدًا يا أنطي أنتِ الأخرى ليس عليك أن تفعلي ، فخطأ علي الدين يخصه بمفرده .
زفر مالك بقوة : بل يخصنا جميعا يا ابنتي ، لذا علينا أن نمنحك الاعتذار اللازم .
تنهدت مي بقوة : لم آتي لأنال اعتذار يا عماه .
أومأ مالك بتفهم : أعلم ، لذا هاك أنا أخبرك هذا البيت بيتك أنتِ وولدك ولا يحق لأحدهم المساس بكِ طالما أنتِ هنا .
تنهدت مي بقوة وهمست بامتنان حقيقي : شكرًا لك يا عماه .
ربتت إيمان على كتفها لتهمس إليها : لا هناك شكر بين الآباء وأولادهم يا ابنتي ، هيا تعالي معي لتستريحي فأنتِ عليكِ المحافظة على نفسك وولدك .
أومأت مي برأسها في طاعة لتسير بجوار إيمان التي تشعر بقلبها يئن ألمًا .. روحها تختنق وجعها .. وكتفيها مثقلان بخزي وعقلها يدور مكررًا سؤال واحد لا تملك إجابته " فيما أخطأت معه ليصبح هكذا ؟!! "
***
دلف إلى البيت يهتف بصوت جهوري : السلام عليكم يا أهل الدار ، أنا عدت يا موكا .
عبس بتعجب والصمت كل ما يلقاه رغم صوت التلفاز الذي يصل إليه والبيت المضيء فيتقدم للداخل بعدما خلع حذائه ووضع اشياءه بجوار الباب كعادته ليلتقط وجودها في المطبخ تقف أمام شيء لا يراه ووجهها مكفهر فيقترب بخفة وهو يستغل كونها غير منتبهة لعودته لينحني نحوها هامسًا بخفوت بجوار أذنها : ماذا تفعلين ؟!
شهقت بخوف وهي تقفز بخفة للخلف فيتلقاها بين ذراعيه هاتفا بجدية : اهدئي إنه أنا .
تطلعت إليه بعتاب لتلكزه في صدره بضيق هادرًا : أفزعتني يا عادل .
ضحك بخفة ليجذبها من قبضتها التي لكزته بها إليه هامسًا بشقاوة : لقد هتفت بصوت جهوري عندما وصلت ولكنكِ كنت غارقه فيما كنتِ تفعلين؟! أتبع وهو يستدير لما كانت تفعله – بالمناسبة ماذا كنت تفعلين ؟!
زمت شفتيها بحنق ليتطلع بدهشة لما أمامه ويسأل بجدية : ما هذا ؟!
لوت شفتيها بضيق : من المفترض أنها معكرونة .
تطلع للقرص الأبيض الملتصق بالوعاء أمامه ليسأل بعدم فهم : كيف ؟!
هزت كتفيها بعدم معرفة : لا أعلم وضعتها لتسلق كما المفترض لا أفهم ماذا حدث لها ؟!
تحكم في ضحكته ليسألها بجدية مفتعلة : أخبريني قبل أن تضعيها تسلق هل تركت المياه تغلي ؟!
تطلعت إليه بتعجب وسألت بعفوية : هل كان من المفترض أن تغلي المياه؟! أومأ برأسه إيجابًا فأتبعت بتلقائية- لقد غسلتها ووضعتها بالمياه .
استدار يتطلع إليها بصدمة : ماذا فعلت ؟!
همهمت : وضعتها .. قاطعها ليشير إليها – قبل وضعتها .
أجابت بعفوية : غسلتها .
أومأ برأسه متفهمًا ليهمس إليها وهو يحتضن كتفيها ويدفعها خارج المطبخ : هذا أكثر من جيد ، أخبريني تحبين الأكل الصيني ؟! أم نطلب البيتزا؟!
زمت شفتيها لتهمس بضيق وهي ترفض مغادرة المطبخ : كنت أشتهي المكرونة بصوص الكريمة .
ارتفعا حاجبيه بذهول ليتمتم متهكمًا : صوص الكريمة ، من كان سيعده ؟!!
تطلعت إليه بغضب : أنا طبعًا ، انطلقت ضحكته مجلجلة لتهدر بغضب وهي تضرب قدمها في الأرض – لا تضحك علي .
تعالت ضحكاته أكثر لترمقه بغضب إلى أن أنتهى من الضحك فيهمهم بخفوت : أنتِ تدركين أني محق في الضحك ، لقد أتلفت المكرونة كيف كنتِ ستعدين صوص الكريمة بالله عليكِ؟!
كتفت ساعديها وأشاحت برأسها بعيدًا هامسة : كنت جائعة والطعام الذي بالمبرد لا أحبه .
لانت ملامحه بحنان ليقترب منها هامسًا : أخبريني ما الطعام الذي لدينا في المبرد ؟!
لوت شفتيها لتغمغم بضيق : والدتك أرسلت البط وأشياء كثيرة أنا لا آكلها ، وماما أرسلت العديد من الأطعمة التي تفضلها سيادتك ، أتبعت بحنق – الاثنتان اهتمتا بأن ترسل طعام حضرتك تفضله ، والدتك معها حق وأنا أتفهم كونك ابنها لابد أن تهتم بطعامه ، أما ماما ترسل إليك الطعام الذي تفضله لماذا أخبرني؟
ضحك بخفة ليغمز لها بشقاوة : تدللني حتى أدللك بدوري يا موكا ، رمقته باستنكار فأكمل بخفة وهو يجذبها إليه – لا تنكري أني أدللك .
تمتمت بسماجة : بل تدلل نفسك يا دكتور .
رمقها بذهول مفتعل : هكذا ، إذًا لا ادللك ؟!
لوت شفتيها لتجيب بدلال : بل تفعل ولكن هذا ظلم يا عادل ، لا ترسلا الطعام إلا لأجلك .
ضحك بخفة : من الجيد أنهم يرسلون إلينا الطعام من الأصل ، فوقت إرسال الطعام ولى يا أرنبة .
لوت شفتيها وهمهمت : أعلم ، لذا حاولت الطهو ولكن ..
ضحك بخفة ليغمغم : دعك من أمر الطعام الذي يرسلاه ماما وخالتي إيمان ومن مشروع المعكرونة الفاشل ، وأخبريني بم تشتهي وسأطلبه لك وأشاركك الطعام أيضًا ، أو إذا أردت أصحبك للعشاء خارجًا .
ابتسمت برقة لتهز رأسها رافضة : لا لديك عمل في الغد لذا عليك أن تحصل على قسط من الراحة .
ابتسم بلطف ليغمغم إليها : لا تشغلي رأسك بأمر عملي يا موكا ، أنا أقوى على تسيير أموري .
ابتسمت برقة وهمست : ولكني لا أريد الخروج ، أتبعت وهي تقترب منه لتلتصق بصدره – سنطلب البيتزا ونسهر قليلًا أمام التلفاز .
ضمها إلى صدره ليحملها فتتعلق برقبته في عفوية وهو يسألها مشاكسًا : لنتحدث .
ضحكت بخفة : ونثرثر .
تعالت ضحكاته بقوة وهو يسير بها خارجًا من المطبخ فتسأله بجدية : أخبرني ما الذي أتلف المكرونة حتى أتفاداه المرة القادمة ؟!
أجابها بجدية : لا تغسليها ودعي الماء يغلي جيدًا .
همست باستنكار : ولكنها ...
أجاب بجدية : أعلم ولكن هذه طريقة الطهو الجيدة ولا تبدئي بصوص الكريمة فقط أعدي صلصة الطماطم الطبيعية ستكون بخير .
تمتمت بحماس : غدًا سأطهو الاسباجتي .
أومأ برأسه : أنا كلي شوق لأتذوق ما ستطهينه يا ارنبة .
تمتمت وهي تقلب بالتلفاز وهو يطلب إليهما الطعام بعدما استلقى بها فوق الأريكة الوثيرة بغرفة معيشتهم : إلى أين ذهبت مع سليم ؟!
زم شفتيه بتفكير فتطلعت اليه وسألته : أمر خاص بينكما ، ليس علي معرفته .
أسبل جفنيه ليهمهم بثرثرة طبيعية : لا ولكن .. عبست بتعجب ليتبع بجدية – كان يتقدم لخطبة أحدهم .
اتسعت عيناها بصدمة لتهمهم بعدم فهم جلي وهي تبتعد بجسدها عنه : من يتقدم لمن ؟!
تحكم في ضحكته مغمغمًا بهدوء : سليم يريد الزواج .
قفزا حاجبيها بصدمة لتسأل : على انجي ؟! أومأ برأسه إيجابًا فسألته بجدية – وأنت ماذا كنت تفعل معه ؟!
آثر الصمت قليلًا ليغمغم : رافقناه لنكون معه وهو يتقدم للخطبة يا ملك .
اهتزت حدقتيها بعدم فهم لتسأل بجدية وهي تتصلب في جلستها : أنتم من؟!
تنفس بعمق ليحدثها بلطف : جميعنا ، بابا وماما وخالي وخالتي وخالته ، الجميع ذهب .
تطلعت إليه بصمت دام كثيرا وهي لا ترف بعينيها لتسأله بجدية : والدك كان معكم ؟!
أومأ برأسه إيجابًا فسألت بجدية : ماذا فعلت انجي بسليم ؟!
لانت ملامحه ببسمة فخورة ليجذبها نحوه هامسًا : أنا فخور بك يا أرنبتي الجميلة .
دفعته بعيدًا عنها لتهمس بجدية : أجب عن السؤال يا عادل .
هز رأسه نافيًا : لا أستطيع يا ملك ، فالأمر لا يخصني ولا أقوى على إفشاء شيء لا يخصني .
تنفست بعمق لتسأله : من التي يريد أن يتزوج منها سليم؟!
عبس بتفكير : لا أعلم هل تدركينها أم لا ، أنها من آل المنصوري .
تمتمت سريعًا : أمينة ؟!
تطلع إليها لوهلة :تعرفينها ؟!
ضحكت بخفة : لا ولكن هي المتبقية من فتيات المنصوري لم تتزوج ، فرقية تزوجت من عبد الرحمن وخديجة مخطوبة لابن خالها ، كما أعتقد أن أمينة تعمل معه .
أومأ برأسه إيجابًا لتغمغم بعد برهة : هل هو اختيار عشوائي أم متعمد يا عادل ؟!
رفع حاجبه بتساؤل وهو يرفع عيناه إليها : ماذا تقصدين ؟!
رمقته بنظرة ومضت بأزرق ناري لتغمغم : بمعنى أنه اختارها لأنها فتاة عادية أعجب بها ، أم لأنه أحبها ؟!
سأل عادل برزانة : وما الفارق ؟!
هدرت بحدة : الفارق كبير .
مط شفتيه ليجيبها بجدية : أنا لا أرى فارقًا يا ملك ، سواء أعجب بها أو أحبها الهام النتيجة؟
هدرت وهي تقفز واقفة : لا يا عادل الهام ليس النتيجة ، الهام هو التصرف وهل سليم أحب امرأة أخرى على زوجته وخانها أم لا ؟!
رفع نظره إليها ليسأل بهدوء شديد : وما الذي يهمك في الأمر ؟! أحب وخان أم لم يفعل أنتِ ما الذي يهمك في الأمر ؟!
أطبقت فكيها لتهدر بجدية : يهمني أنت ووجهة نظرك وتفكيرك يا عادل .
أسبل جفنيه ليجيب بجدية : ناهيك أن سليم الذي تعرفينه جيدًا لا يخون.. ولا يغدر ، رفت بعينيها ليتابع بجدية – ولكني سأجيبك وأخبرك بوضوح أن الأمر ليس منوط بي ولا بك ، وأني مختلف وأنتِ تدركين هذا جيدًا .
تسارعت أنفاسها بضيق فأكمل بجدية وهو يرمقها بنظرة ثاقبة : ليس عليكِ الخوف ، ولا تقعي أبدًا في فخ المقارنة ، ثم دعمي لابن خالي وصديق عمري وتوأم روحي ليس بالضرورة يكون يعكس وجهة نظري في الأمر ، من الممكن ألا أكون متفقًا معه في تفكيره أو وجهة نظره ولكنه يحتاجني لذا سأكون بجواره وقتما يريد مني دعم أو مساندة .
تمتمت بعدم اقتناع : معك حق ،
رمقها مليًا قبلما يحدثها بتروي : أنتِ بنفسك توصلت أن انجي فعلت أمرًا ما دفعنا لمساندة سليم في اختياره يا ملك ولعلمك هو منفصل منذ وقت .
تمتمت باقتضاب : أعلم، تطلع إليها بتساؤل فغمغمت بضيق – أنا أعمل مع سليم يا عادل وعندما يعود ليسكن بيت عائلته بالتأكيد سأستنتج أن هناك أمرًا يحدث بينه وبين زوجته .
تمتم بغبطة : ذكائك اصبح يخيفني يا أرنبة .
ابتسمت بسماجة في وجهه : بعض من عندكم يا أبية .
ضحك بخفة ليغمغم بجدية : من الواضح أن الأرانب اختفت من الجوار نهائيًا .
أجابته بغرور وهي ترفع رأسها بعنفوان ، تعاود الجلوس بعيدًا عنه قليلًا : بالطبع فالأسود لا تتزوج من الأرانب يا دكتور .
لوى شفتيه ليغمغم وهو يقترب منها بخفة يحملها ويجلسها بحضنه: معلومة صحيحة تستحق التطبيق العملي .
ضحكت برقة وآثرت الصمت وهي ترمقه من بين رموشها فيضحك بخفة هامسا : ملك أنتِ لن تحاسبينني على أفعاله سليم أليس كذلك ؟! فهذا ليس منطقيًا
تمتمت سريعًا : بالطبع لا يا عادل ولكن .. تطلع إليها مليًا فهمهمت بضيق – رغم أني أدرك جيدًا أن بالتأكيد سليم لديه أسبابه المنطقية الدافعة أن يجاوره عمو أمير في أمر الخطبة هذا إلا أني لا أستطيع أن لا أشعر بالقهر على انجي
لوى شفتيه بتعبير مصري أصيل ليغمغم بتهكم : لا تفعلي فصدقيني الأمر مختلف تمامًا عما تفكرين به ، ضيقت عيناها بتساؤل فهمهم بمرح وهو يهز جسدها المحتضنة برفق – أشعر بك تستدرجينني في الحديث يا ملك وهذا أمر يثير ريبتي .
رمقته ببراءة مفتعلة : أنا؟!
تعالت ضحكاته ليجيبها مشاكسًا : لا أنا .
همت بالحديث فيصدح رنين جرس الباب ليدفعها أن تنهض وينهض بدوره : البيتزا وصلت ، سآتي بها ثم نستكمل حديثنا .
أومأت برأسها متفهمة ليخطو للخارج فتتنفس بعمق تنظر بأثره لتغمض عيناها وتهز رأسها برفض قبلما تتحرك بحماس نحو غرفة نومهما تقرر تبديل ملابسها بشيء اخر يليق بالسهرة التي سيقضياها سويًا قبيل أن يعودا للعمل وهي تنهر نفسها أن لا تفكر في أمور لا تخصهما ، فتبتسم بمكر أنثوي وهي تلتقط تلك الغلالة الحريرية بلونها الأزرق القاني .. عارية .. قصيرة .. ومغرية ، بدون مئزر هي لن تحتاجه الليلة فهي قررت أن تمنحه ليلة ستخلدها ذاكرته الفوتوغرافية لتثقل زينتها بسرعة قبلما تعدل من خصلات شعرها القصير همت بأن تعود للغرفة بينما صوته يهتف بطريقته المرحة الجهورية : هيا يا ملك حتى لا تبرد البيتزا..
صمت وهو يقف بباب غرفة الملابس يتطلع إليها في ذهول ألم به لينطق بصوت أبح متحمس : اللهم صل على النبي .
تعالت ضحكاتها وهو يهرع نحوها بخطوات مرحة فتدفعه بدلال عندما حاول ضمها وتقبيلها هامسة بمشاغبة : البيتزا ستبرد يا دكتور .
فيهمس بخفوت وهو ينثر قبلاته فوق ملامحها : أفضل من أن أبرد أنا .
تعالت ضحكاتها ثانيةً فيحتضنها بتوق قبلما يحملها لتوازيه طولًا ويلتهم شفتيها في قبلات عديدة ابتلعت ضحكاتها .
***

fatma ahmad, Minasm and Ghadoosha like this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:21 AM   #1548

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تصعد درجات السلم القليلة إلى سطح البناية بثقل تشعره يكتنفها وهي التي أتت هاربه لتتخفى في صومعتها كعادتها التي كانت تركتها الفترة الماضية ولكنها هاك عادت إليها ، ترتدي معطف شتوي ثقيل فوق منامتها الثقيلة الساترة وتضع أيضًا شال صوفي فوق رأسها حتى لا تصاب بالأنفلونزا بعدما وعدت والدتها التي كانت ترفض صعودها خوفًا عليها أن تدفء نفسها جيدًا حتى لا تصاب بالبرد ، تنفست بعمق وهي تفكر بأنها أصرت على الصعود لتختلي بنفسها بعيدًا عن الجميع وهي تشعر بغصة قوية تحكم حلقها واختناق مؤلم يعصر روحها ، هي التي تفكر فيم اقترفته في حق عائلتها وما شعرت بفداحته حقًا الليلة ، بعدما انقضى لقاء عائلة من أتى ليتقدم لابنة عمتها ، فتشعر بفخر والدها به وهو يثرثر لأمها بعدما صعدوا لشقتهم عن ثقته بسليم وبأنه لا يخدعهم بل هو صادقًا وحتى إن لم يكن فيكفي مجيئ عائلته بأكملها معه لتمنحهم كل الضمانات اللازمة فلا يشعرون بالخوف على أمينة ، حينها همست أمها بانزعاج : ولكن يا محمود هذا المهيب لن ينصاع لأحد إذا ما أراد شيئًا ، وهم بالأول والأخير عائلته لن يظلموه أو يستطيعوا إجباره على شيء .
فيتنهد والدها ويهمهم باختناق أثار حزنها : بل يستطيعون يا مديحة ، فهو لن يصغرهم بل سيستجيب لهم ، لقد أتى بهم ليكبرونه ويدعمونه أمامنا وهو سيكبرهم مثلما فعلوا معه بل وسيطيعهم وينصاع لهم إذا أرادوا شيئًا ، فمن مثل سليم لن يصغر عائلته أبدًا.
حينها انسحبت من الجلسة بهدوء تلجئ إلى غرفتها ولكن صوت الصياح الذي أتى من الأسفل نبههم جميعًا لشجار قوي اندلع بين خالها وولده فتضطرب والدتها وتتحرك بسرعة ناوية النزول للأسفل فيستوقفها أبيها رافضًا بصرامة : لا يا مديحة ، لن نتدخل فابن أختي يستحق ما يفعله به والده ، فهو ليس من حقه أن يتجبر على شقيقته بهذه الطريقة الفجة
صمتت والدتها وأطاعت أباها وخاصة مع سكوت محمود وانخفاض صوت خالها فيرمقها والدها بنظرة مطولة وهي الشاحبة بوجل قبلما يمنحهما تحية المساء ويدلف إلى غرفته فتستأذن هي والدتها في الصعود للسطح وتعدها أن تهتم بنفسها ، زفرت بقوة وهي تدلف بالفعل للسطح الذي وجدت بابه مفتوح فلا تتعجب فبعض الأحيان تنساه هي او تنساه والدتها لتخطو نحو صومعتها ولكنها توقفت في المنتصف وهي تلتقط تواجده هو الذي يجلس على حافة السور الحجري يوليها ظهره وينظر للخارج ، همت بأن تعود بخطواتها ولكنه استوقفها عندما همس إليها بصوت خافت : إلى أين يا خديجة ؟! ستغادرين لأني هنا ؟!!
توقف خطواتها لتكتف ساعديها أمام صدرها : لا ليس لأني وجدتك هنا على غير العادة ، ولكن لأني لم أخبر بابا أني سأقابلك لذا لا أريد أن أفعل شيئًا من خلفه ثانيةً .
تمتم متهكمًا وهو يدور بنصف جسده لها : مقابلتك لي الآن أصبحت شيء غير مستحب ولا تريدين فعله من خلف والدك ؟!
تنفست بعمق لتجيبه : أو ليس كذلك ؟!
استدار ينظر للأمام ثانيةً قبل أن يجيب : لا يا خديجة ، فلو كانت كذلك فيما قبل ، الآن لا فأنا زوجك إذ كنت نسيت .
تمتمت بعناد : على الورق يا محمود ، أنت زوجي على الورق لذا مقابلتي لك دون علم بابا شيء غير مستحب .
ابتسم ساخرًا : ألأنني رفضت أن آخذ حقي فيك ، والذي عرضته علي أنتِ من قبل ، أصبحت غريبًا يا خديجة ولقاءك بي أمر غير مستحب ؟!
تطلعت إلى ظهره المتصلب بغضب يحاول أن يتحكم به بضراوة لتجيبه أخيرًا : جيد أنك تذكرني بكل اخطائي الذي فعلتها معك لأفكر كيف علي إصلاحها .
استدار سريعًا ليقفز إلى داخل السطح وهو يهدر من بين فكيه بخفوت : أصبحت الآن أنا وكل ما فعلته معي أخطاء عليكِ إصلاحها .
احتضنت جسدها بذراعيها وضمته أكثر وهي تداري رجفة الوجل التي انتابتها وهي تطلع لتلك النظرة المخيفة بعينيه لتجيب بتروي : ألا تشعر بكوننا أخطأنا يا محمود ؟! ألم تدرك حقا أننا اقترفنا بحق انفسنا وحق عائلتينا ذنب كبير يكاد ألا يغتفر ؟!
تطلع إليها من بين رموشه : هل فعلت أنت ؟!
أومأت برأسها : نعم فعلت ، فعلت حينما طردني أبي بعدما زوجني منك فقط ليحفظ ماء وجهه ، فعلت حينما سكنت معك في بيت مؤجر مفروش كالفتيات الوضيعات دون زفاف أو إعلان للزواج ، فعلت حينما لطمت وجهي فشعرت بمدى القهر والذل الذي وشما عظام وجنتي ، وفعلت حينما عدت لبيت أبي الذي لم يتنصل مني بل أواني وآزرني ودعمني أمامك ، فاستصغرت نفسي وأنا أشعر بدنو قيمتي أمام مقداره العالي ، فعلت حينما شعرت اليوم أني أطفأت فرحة ابي وكسرت فخره بي وهو يجلس أمام عائلة أتت بأكملها لتطلب ود شقيقتك بينما تزوجت أنا منك سرًا كالخاطية ، تحشرج حلقها لتتبع بحزن حقيقي – اليوم والليلة فقط يا محمود شعرت بحجم ذنبي الذي اقترفته في حق أبي الذي لم يؤذينني طوال عمره فأذيته أنا وكدت أن أميته بخزيي وعاري الذي الحقته به .
زم شفتيه ليهدر باختناق : أنتِ الأخرى تري أني لست رجلًا لأني لم أمنحك ما منحه السيد سليم لأمينة ؟! أنتِ الأخرى ترين أني نذلًا وجبانًا وخائنًا التففت من خلف خالي وأتيت البيوت من ظهورها فأغويت ابنته وضحكت عليها ، أنتِ الأخرى ترين أني أخطأت في حقك وحق عائلتك وعائلتي فلم أتزوج منك كما ينبغي ؟! أتبع وهو يقترب منها بغضب يتجسد بحركة جسده العنيفة – أنسيت كم مرة أتيت لأطلب ودك وأترجى خالي ليوافق على زواجنا، أنسيت كم مرة أتيت بالعائلة كلها لأجبره أن يوافق على خطبتي لك وهو يرفض ، أنسيت يا خديجة أنه فضل آخر غريب كان سيرغمك على الزواج منه فقط حتى يبعدك عني ، أنسيت كل هذا وكل ما تذكرته كيف أخطأت أنا في حقك وحق والدك ؟!
تطلعت إليه وعيناها مكللة بالدمع لتهمس باختناق : أنا لا ألومك يا محمود، ولا أحاسبك بالمناسبة فأنا كنت أتحدث عن نفسي وعن خطأي أنا، عن ذنبي وعن ندمي على فعلي .
هدر بغضب : ذنبك هذا هو زواجك مني ، أليس كذلك ؟!
زمت شفتيها قبلما تنطق ببطء : زواجي منك سرًا يا محمود ، ضع الأشياء بنصابها الصحيح حتى لا تخلط الأمور ببعضها فتغضب ويتملكك جنونك كالعادة ، زواجي منك سرًا هو الذنب الذي سيظل معلقًا برقابنا مهما أنكرنا أو حاولنا نسيانه لن نقوى على التخلص منه .
تطلع إليها مليًا قبلما ينطق ببطء : هل تريدين الخلاص من الذنب يا خديجة ؟!
اهتزت حدقتيها بريبة لتهمس بتوجس : هل ستخلصني إذا أجبتك بنعم يا محمود ؟!
سحب نفسًا عميقًا ليكتمه داخل صدره قبلما يزفره ببطء : لا لن أستطيع أن أفعل يا خديجة ، فهذه المرة لم أتزوج منك سرًا ، بل ذاك العقد الذي منحني إياه خالي وكان شاهدًا عليه زوج شقيقتك وأبي وأخيك كان فيه وليك، ليس بزواج سري ، بل هذا زواج رسمي تم تحت عباءة أبيك وبموافقته وعليه ليس هذا الذنب الذي تريدين الخلاص منه يا زوجتي العزيزة ، فلا تفكري من جديد في أمر الخلاص هذا وادركي جيدًا أن الأمر بيننا ما هو الا بعض من الوقت أنا أمنحه لكِ ولخالي قبلما استعيدك إلي من جديد .
رمقته بتفكير لتسأل هازئة : واثق من استعادتك لي .
فيقترب منها خطوة أخرى : تمام الثقة يا ديجا .
ابتسمت ساخرة لتهمهم إليه : لنرى مدى ثقتك ستصل بك الى أين يا سعادة القبطان ؟!
ابتسم بثقة أنارت عيناه : لأبعد مما تتخيلين يا خديجة ، لأبعد مما تتخيلين يا حبيبتي .
ازدردت لعابها لتتراجع بخطواتها للخلف هامسة : الحديث معك لا يجدي نفعًا ، عمت مساء يا محمود .
فيهمهم بلطف وهو يوليها ظهره ليعاود الجلوس كما كان : تصبحين على خير يا ديجا .
عبست بعدم فهم انتابها وهي ترمق جلسته تشعر بالريبة تحتل أوردتها وهي تفكر فيم سيفعله وما الذي يمنحه تلك الثقة التي يتحدث بها ، لتزفر بضيق وهي تغادر سطح البناية بغضب تملك منها فتسبه سرًا قبلما ينهرها قلبها الذي يخفق له مهما فعل .
***
تخطو بأروقة المشفى وهي المناوبة لتلك الليلة بالطوارئ ، تسير بخيلاء وهي تشعر بالفخر يندفع بأوردتها تضع سماعتي أذنيها الدقيقتين وتستمع إلى موسيقاها المفضلة وتهز رأسها بسعادة تسللت إليها فاليوم بُلغت بقرار نقابة الأطباء بوقف صهيب وتحويله إلى التحقيق في فضيحة أخلاقية مدوية وخاصة بعد انتشار ذاك المقطع المصور الاباحي له ، والذي رُفق بشكوى قدمتها إحدى المريضات التي اتهمته بالتحرش بها ، تلك الشكوى التي أتت لصالحها وخاصة مع تضامن بعض من الممرضات اللائي اشتكن بدورهن من مضايقاته وكيف كان يجبرهن على الصمت مستغلًا سلطته كطبيب جراح له مكانته العلمية ، كل هذه الفضائح المتتالية أخمدت الثرثرة عنها وخاصةً مع سكوت زوجته التي نُبذت من الجميع وخاصة بعدما بدأ مجلس إدارة المشفى بالتحقيق معها في اتهامها بأنها مصدر الشائعات التي تتناثر من حولها ، فتشعر بأن صدرها أثلج قليلًا هي التي حصلت على بعض من حقها الذي ستشعر به أتى كاملًا حينما تقوى على سجنه .
تنفست بعمق وهي تقترب من غرفة المناوبين فالليلة هادئة على غير العادة فقررت أن تقضي بقية ليلتها بالاستذكار أو لعلها تخلد إلى النوم ، هي التي لا تنام جيدًا مؤخرًا ، فتشعر بالحماس يتملكها فتقرر الاستذكار وتنحي فكرة النوم جانبًا لتمر من جوار باب احدى الغرف المجاورة لغرفة المناوبين فلم تلتقط حركة الباب الهادئة ولا من خرج من خلفه وهي التي تغلق أذنيها بموسيقاها فلم تشعر بمن اقترب منها ليجفلها عندما خطى خلفها لتتسع عيناها بصدمة مزجت برعبها فحاولت الصراخ ولكنها لم تستطع وخاصة حينما وضع كفه الكبير فوق فمها فيجبرها على الصمت ليلتصق بها بجسده يزيح إحدى سماعتيها ويغمغم بفحيح غاضب وعيناه تضوي بانتقام شرس : ستكون تهمة الاغتصاب أفضل من التحرش يا دكتورة ، على الأقل أكون حصلت على شيء يستحق أن أسجن بسببه .

انتهى الجزء الثاني من الفصل ال18
قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 09-08-21 الساعة 01:28 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:34 AM   #1549

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 974
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 255 ( الأعضاء 68 والزوار 187)
‏سلافه الشرقاوي, ‏موضى و راكان, ‏جورجيناااااا, ‏mona shedeed, ‏ماسال غيبي, ‏ايه الشرقاوي, ‏Mayaseen, ‏سلوى محمد محمد, ‏لولو73, ‏وعد بالخير, ‏هبه احمد مودي, ‏laila2019, ‏nonog, ‏عماد فايز, ‏boosyzyad, ‏لا تطفىء الشمس, ‏ندى تدى, ‏غاليةياية, ‏ريما الشريف, ‏Shaymaa607, ‏noorhelmy, ‏سعاد عطار, ‏نسيم88, ‏شهد ادالي, ‏صبا غازي, ‏أم ريان المصمودي, ‏leria255, ‏sara_soso702, ‏eylol, ‏tamy, ‏amana 98, ‏رقيه6, ‏فاطمة قنديل, ‏كارما مدحت, ‏روزا❤, ‏مرح جبارين, ‏Layan97, ‏Lazy4x, ‏rora remo, ‏jadbalilo, ‏taratata, ‏rosanet, ‏mi5mi5, ‏ذهب, ‏دنيا المصريه, ‏حبيبيه, ‏la luz de la luna, ‏Diego Sando, ‏Ghadoosha, ‏محمود أحممد, ‏rasha shourub, ‏yasser20, ‏الريحان والبنفسج, ‏لولا عصام, ‏Esara, ‏رهف أوس, ‏fatma ahmad, ‏اني عسوله, ‏Safa2017, ‏princess sara, ‏sara osama, ‏ميموو محمود, ‏هوس الماضي, ‏مريم المقدسيه, ‏ابرار محمد, ‏malak 528, ‏esraa darwesh

منورني احلى حضور

Ghadoosha likes this.

سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 03:44 AM   #1550

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

حقا علي متال اشخاص يظنون انهم منزهون و عروره و عجرفته ييرتكب اخكاء اكتر لا لعلم لما لكن اظنه انه سيعود لتلك مراة و يتزوج بها ليقهر مي و لن يفيق لنفسه الا بعد خسارته ادخم و جود للاسف غير موجودين اخببت تمسك نادر بسهيلة
Ghadoosha likes this.

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.