03-10-20, 06:02 PM
| #74 | ||||
| نجم روايتي  
|  حياتنا عبارة عن متاهات فيها من الالام والاحزان والحب قد يراها البعض جميلة وقد يراها البعض الاخر تعيسة وحزينة لكن التعاسة ليست من حياتنا بل من اسلوبنا بهذه الحياة نحن نصنع السعادة ونحن من نزرع الحقد والكره الذي يولد الالم والحزن | ||||
|  |
|
05-10-20, 12:33 AM
| #75 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  خلف قضبان الاعراف .... الفصل السابع خلف قضبان الأعراف الفصل السابع ............ (خيبة امل) لم تذق طعم النوم منذ المشاجرة الحادة التي حصلت بينها وبينه وجه الفجر حتى التاسعة صباحا وكانت منهارة الاعصاب تماما عندما طرقت الخادمة الباب واخبرتها بموعد وجبة الإفطار وان عليها الا تتأخر وتلتزم بمواعيد الوجبات حسب النظام المتبع في هذا المنزل الساعة التاسعة والنصف وجبة الإفطار والثالثة والنصف الغداء والتاسعة والنصف العشاء عندما انتهت الخادمة العربية من تلقينها التعليمات ووجوب الالتزام بها اعتذرت واخبرتها ان معدتها ليست على ما يرام ولم تتمكن من تناول شيء وما ان خرجت الخادمة حتى اسرعت الى الحمام وتقيأت بصعوبة لأن معدتها فارغة وشعرت ان قدميها ضعيفتان لا تقويان على حملها وكادت ان تسقط لولا انها تشبثت بحافة حوض المغسلة المستطيلة ووقعت تدريجيا على البلاط وهتفت بصراخ وانفاس متلاحقة: "لا .... لا اريد ان أبقى هنا .... انا اختنق .... اختنق" اقتحمت هديل الردهة عندما سمعت صراخها واستغاثتها واتجهت الى الحمام فورا وحالما رأت حالها اتسعت عينيها واسرعت وساعدتها على النهوض والتماسك قائلة بهمس: "لا بأس .... تعالي" اخرجتها ببطء وادخلتها الغرفة وكانت غارقة بالعرق وبالكاد تشهق أنفاسها .... ساعدتها على الاستلقاء في السرير قائلة: "ماذا جرى لك يا بنت!" ثم سكبت لها كأس ماء بسرعة وقدمته لها بعد ان لاحظت ازرقاق شفتيها الا ان ندى أبعدت الماء قائلة وبدت حالتها مزرية: "عمي .... اين عمي؟ .... اريد ان أكلمه .... ارجوك اريد ان اذهب اليه ارجوك" نادت هديل على الخادمة وأمرتها ان تجلب عصير ليمون وتنظف الفوضى الحاصلة في الردهة والحمام واقبل الطفلان مع الخادمة وبقيا يتطلعان نحو ندى بوجوه خالية من التعابير هزت هديل رأسها وهي تتطلع الى ملابس سامر المبللة على الارائك في الردهة والى الشرشف الملقى ارضا والوسادة واشاحت ببصرها بتفكير ثم عادت الى ندى عندما جلبت الخادمة العصير وأجبرتها على تجرع العصير بالقوة كي تسترد رشدها وبالفعل بدأت تتمالك نفسها وتطلعت بهديل الواقفة قربها تراقبها وقالت بصوت واهن: "شكرا .... كثيرا" اومأت هديل بملامح باردة ثم اخذت ولديها وهمت بالانصراف قائلة: "ارتاحي الان" اغمضت عينيها ووجدت نفسها تغط في النوم كأنها فاقدة. .................................................. ........................... في بيت جابر .... هتفت سنية بحرقة وبعينيها المحاطة بتجاعيد خفيفة صدمة: "ماذا تقول يا رجل؟ انا فعلت الذي فعلته من اجل ابني وعلاجه كيف تتفوه بذلك؟" جابر وبنبرة حادة وعيون عسلية مغتاظة: "هذا المال لي انا بحاجة اليه لتسديد ديوني وشراء سيارة تعيننا على مصروف البيت واعباء الحياة .... لن اعطيك فلسا واحدا عقوبة لك على غباءك ومخالفتك لأوامري" سنية وبشقاء وغصة: "قلت لي ان الفلوس ثمن علاج ناصر وانا وافقتك بكل شيء لكن ان انتزع القلادة من عنق ابنتي واعرضها للحرج امام زوجها واهله ذلك كثير وجدت نفسي لا اجرأ على مفاتحتها بالموضوع وهي مازالت بفستان العرس" جابر وباستخفاف: "اوووه ما هذه الدراما .... غدا سيشتري لها بدل الواحدة عشرة ما قيمتها بالنسبة للرخاء والترف الذي يتمتعون به .... ان القلادة نقطة في بحر أموالهم" ساهرة وهي تضع الاطباق على الطاولة العتيقة: "انا اتفق مع ابي السيارة ستعيننا وديوننا كثيرة .... والقلادة ستحل ازمة ناصر ولا اظن ان ابن عمي سامر متفرغ للنبش والتنقيب عن القلادة .... لم ينتبه وسينسى امرها انه اكبر من يبحث في التفاهات ليس له وقت انه مشغول هكذا هم الأثرياء لا يتطلعون خلفهم" جابر وهو يضرب بقبضة قوية على رأس البصل وبندم: "انا غلطان لأنني تركتها تذهب بالقلادة كان المفروض ان تتركها هنا .... ندى بنت ساذجة للغاية لو كانت تملك نصف دهائي لفكرت من تلقاء نفسها ان تنفعنا بأي وسيلة ومهما اغدقت علينا من خيراتهم فلم ينقص ذلك منهم شيء .... خيرهم وفير ما شاء الله" سنية وبعدم رضا: "عموما فات الأوان على ذلك والمال الذي منحنا سالم ليس بالقليل" ضاقت عيني جابر ولم يعجبه الامر قائلا: "لم يفت الأوان بعد بالعكس بدأ لتوه .... ستذهبين نهاية الأسبوع لزيارتها والاطمئنان عليها انها ابنتنا وهذا واجبنا اتجاهها .... وستجلبين القلادة واكيد ستجدينها تملك مال خاص بها اخبريها ان والدها محتاج اليها وعليها ان توفي ولو جزء بسيط من شقائه وتعبه في تربيتها حتى أصبحت عروسة وهو السبب بما هي فيه الان" لمع بريق قلق بعيون سنية وابتلعت ريقها واومأت ساهرة موافقة وكأن كل شيء من حقهم. .................................................. ..................... في قصر سالم عند حلول وقت الغداء بدأ التجهيز للمائدة وخرجت ندى من جناحها بعد ان اغتسلت وارتدت فستان اخضر غامق وصففت شعرها وبدت بحال أفضل ظاهريا لكن بداخلها حزن عميق مسيطر عليها ورغبة بالخلاص وذلك الإحساس دفعها لاتخاذ الخطوة التالية دخلت الى المطبخ وفوجئت باتساع مساحته وتعدد اقسامه واجهزته ووجدت الخدم يعملون بنشاط وحيوية كخلية نحل وهم يجهزون للغداء الاواني الفضية والكؤوس الفيروزية الغريبة المختلفة عما رأته الليلة السابقة وصحون الفواكه المزينة بأشكال فنية جميلة واطباق مقبلات عديدة كأن السائد هنا ان يتم تغيير الاطباق والكؤوس والمناديل والسفرة بالكامل مع كل وجبة! وجدتهم فجأة يتطلعون جميعهم ناحيتها وكأنهم مستغربين وجودها بينهم وكأن ذلك ممنوع أي حياة غريبة مدججة بالقوانين والقيود يعيشونها هنا؟ عالم غريب لم يعجبها. سألت عن مكان عمها وارشدتها احداهن الى غرفة المكتب الخاصة به طرقت على الباب واستقبلها سالم بابتسامة عريضة: "ندى! اهلا تعالي اجلسي" اقتربت خطوات ثم جلست امامه على كرسي متحرك مزعج وخفضت بصرها تحت تأثير نظراته المتفحصة. قال وهو يغلق كتابه الذهبي الضخم وبلطف: "ما بك؟ .... بحاجة الى شيء؟ الى المال مثلا؟ كل ما تريدينه سيكون بين يديك خلال ثواني يا ابنة اخي" رفعت بصرها وتأملت عينيه الداكنتين وشيبته وتهيبت الكلام معه وكأنها في مقابلة مع شخصية عامة مرموقة! قالت بصوت خافت: "قبل .... قبل ان ات الى هنا .... كنت .... كنت أجهل الكثير من الأمور .... فوجئت بعد الزواج .... انني .... انني تسرعت واندفعت لأتزوج بسرعة شديدة حتى انني لم اقابل سامر على حده واعرف رأيه بي" دفع كرسيه الى الخلف وضحك ضحكة مرتاحة ثم قال بصوته القوي مركزا على مخارج الحروف كعادته: "الا ترين ان كلامك هذا قد فات اوانه وإنك تريدين الرجوع الى الوراء قليلا .... عزيزتي انت الان زوجة ابني شأنك شأن أي فرد من هذه العائلة لك نفي الحقوق وعليك نفس الالتزامات .... أصبحت منا يا ندى .... ما زلت جديدة وصغيرة السن وامامك الكثير لتتعلمي عادات العائلة وتقاليدها وانظمتها واسلوبها المنفرد الخاص بها" قالت بعيون حمراء محتقنه: " سامر غير راض على هذا الزواج .... اعترف لي انه غير راغب بي زوجة وانه مجبور" اجفلت وصمتت عندما احتدت ملامحه فجأة وعقد حاجبيه وبدى صارم للغاية حتى انها خشيت منه وانتابها القلق عندما قال بنبرة وعيد: "هو قال ذلك؟ حسنا .... سأتكلم معه اليوم عند عودته .... كل شيء سيسير وفق ما يجب اطمئني" قالت باضطراب: "لكني غير قادرة على" وصمتت عندما قاطعها بنبرة حازمة وقاطعة: "قلت سأتكلم معه .... تفضلي" وأشار الى الباب! ابتلعت ريقها ونهضت وقد أدركت وجه اخر وجديد لسالم غير الوجه المبتسم الحاني .... أدركت الان موقف سامر مع والده ورضوخه لقراراته المتعسفة التي لا جدال فيها يبدو ان سالم رجل ديكتاتور في بيته حتى انه لم يسمح لها بالشكوى والنقاش .... لا جدال لا معارضة! أوصل لها ذلك من خلال نظراته فقط اتجهت الى الباب وهي مصابة بخيبة امل وعندما خرجت وغلقت الباب خلفها قابلها عادل الذي قال برفق وتفحص: "كيف أصبحت الان؟ اراك أفضل؟ ستعتادين على كل شيء صدقيني " اومأت بملامح محبطة باهتة وابتعدت متجهة الى جناحها ماذا لو وجدت سامر مثل شخصية شقيقه عادل لكانت اليوم اسعد انسانه على وجه الأرض لكن يبدو انها مقدر لها ان تتعذب وتخدش بكرامتها توقفت عندما سمعت صوت عفاف خلفها وبنبرة حزم: "انه موعد الغداء .... من فضلك" وأشارت الى غرفة الطعام قالت ندى بشحوب وتردد: "لكني لا ارغب ب" قاطعتها عفاف وهي تشير الى الغرفة وبلهجة آمرة: "تفضلي" ثم ابتسمت لها مواصلة: "هذه قوانين المنزل لا أحد يتخلف ويعتذر عن الجلوس معنا حول مائدة واحدة بما انك أصبحت واحدة من العائلة عليك اتباع الأنظمة" اومأت موافقة رغما عنها واتجهت الى الغرفة بصمت وبدأ الافراد بالتجمع .... جلست قرب مقعد فارغ مخصص لسامر الذي لم يظهر لحد الان كأنه مازال خارج البيت قالت عفاف وهي تسكب الحساء في اناء سالم: "سامر اتصل قبل قليل واعتذر سيتناول وجبة الغداء بالخارج بسبب عمله وربما سيبقى الى ساعة متأخرة من الليل" داعبت ندى الصحن الفارغ بالملعقة ببطء وبداخلها صدمة جديدة من عمها وضع عادل في صحنها قطع السمك والكافيار والروبيان وابتسمت له بامتنان بينما سالم يتحدث مع الأطفال يسألهم عن اخبارهم ويمازحهم ويداعبهم حتى قالت مريم بلباقتها المعهودة: "صحيح ان العروسة ستنجب لنا طفل قريبا؟" رفعت ندى بصرها بسرعة ورعب من الفكرة وابتسمت عفاف ثم ضحكت قائلة: "يالك من طفلة شقية .... سمعتني اتحدث عن رغبتي برؤية أولاد سامر" وواصلت الضحك برضا. قالت هديل بسرعة حتى انها لم تهمل نفسها ازدراد اللقمة: "طفل! رباه .... الاجدر بنا ان نتولى اعداد وتعليم ورعاية الام بالأول .... اكيد لا احد منا يرغب بطفل ريفي الطباع" قطبت ندى جبينها وتطلعت نحو سالم الذي قال بنبرة حازمة: "ندى انقطعت عن الريف منذ اليوم الذي وطأة قدمها هذا المنزل .... لا شأن لها بعد الان بكل شيء يتعلق بالريف ستتعلم طباعنا بسرعة وتنسى كل شيء عن حياتها السابقة .... كل شيء" تلميح عمها مبطن ويحمل رسالة واضحة انه غير مسموح لها زيارة أهلها! ابتسمت هديل ابتسامتها الساخرة المعهودة واثناء ذلك صلصل الجرس بالأنحاء وفتح الخادم الباب وإذا به رجل غريب يتجه نحو غرفة الطعام ويلقي التحية بتهذيب أشار له سالم ليجلس وبالفعل ربت على ظهر الطفل محمد ليجعله ينهض ويجلس على المقعد الاخر وتوسط هو الطفلين وداعب شعر محمد ثم وقع بصره على ندى التي انتابها الفضول لمعرفة من هذا الشاب وما صلته بالعائلة اذ بدى مرتاحا بينهم وكأنه معتاد على المكان. قال سالم مبادرا: "علي ابن خال سامر وصديق طفولته" اومأت له واحنى رأسه لها قائلا: "تشرفت بك .... حضرت حفل الزفاف واغتبطت لسامر لأنه حظي بزوجة مميزة مثلك" وهم يتبادلون الأحاديث انصرف تفكيرها الى فجر اليوم والمشادة الكلامية بينها وبين سامر والتي اوصلتهما الى طريق مسدود ونظرة الاشمئزاز في عينيه والازدراء بتعابيره لا يفارق مخيلتها وكلامه اللاذع دمعت عينيها رغما عنها ورغبت بترك المكان لكن الاتيكيت يلزمها ان تبقى جالسة على المائدة حتى ينهي سالم وجبته وينهض وقد سئمت تقليدهم كل الوقت بتقطيع الطعام وتناوله تحت رقابة نظرات عفاف وهديل المستهزئة والتي تلوذ بابتسامتها كلما وضعت اللقمة بفمها وهي واثقة انها تتعمد وتفتعل الضحك كي تضعف ثقتها بنفسها ولا تعرف لماذا تفعل معها ذلك؟ تطلع بها علي ثم اشاح ببصره وادخل يده بشعر مريم وبعثره بدعابة وتناولت هي المنديل ومسحت دموعها قبل ان يلاحظها احد لكن يبدو ان الجميع شعروا بها الغريب في الامر انهم يتجاهلون كل ما يحصل بينها وبين سامر وكأنهم لا يعلمون او يسمعون ما يجري مع ان فجر اليوم كان صوت سامر مرتفعا وهي كذلك .... ماذا يقصدون بذلك؟ أي رسالة يريدون ايصالها لها؟ ............................................ دخلت الجناح ببطء وتطلعت حولها وشعرت انها في معتقل وبالفعل انها تقاد كالبهيمة كما أشار سامر .... تعالي اجلسي اذهبي .... سمعا وطاعة فقط. كان املها بعمها كبير الا انها فقدت ذلك الامل فهو من اوجد ذلك الزواج وهذه رغبته مستحيل يقف معها ضد ابنه ويساعدها وردة فعله اليوم خير دليل على انها وقعت في ورطة حقيقية والكل يتطلع الى يدها التي تستغيث من بعيد دون ان يفكروا بنجدتها تذكرت كلام سامر .... اذهبي الى عمك واطلبي الطلاق منه ستجدينه اول المعارضين .... يبدو انه محق .... يبدو ان الطلاق سيصبح حلمها الوحيد الذي لا سبيل لتحقيقه. لو يعرفون أهلها بما يحصل لها هنا لما سكتوا ولماتت أمها بغيظها ولأستنكر والدها بعثرة كرامتها على يد سامر المغرور الذي وصل به الامر الى ضربها انها البداية فقط فكيف حال بقية الأيام او ربما الأشهر .... أشهر! وهل ستبقى هنا أشهر؟ لا مستحيل ستغادر وتعود الى قريتها التي أصبحت تراها أجمل وانقى وابسط من هذا القصر المستبد تطلعت بالباب وفكرت بعودة سامر ودخوله غرفتها ومعاملته الخشنة لن تكلمه ابدا بعد الذي حصل وستعيش معه على انهما اغراب عن بعض مستحيل ان تدعه يقترب منها او يلمسها الموت أفضل لها من إهانة مثل تلك مهما كانت معدمة الا من كرامتها فمازالت تمتلك الكرامة وليست مستعدة للتنازل عنها. .................................................. ....................... في المساء طرق بابها ثم دخلت الخادمة ماجدة وبيدها علب كبيرة وكثيرة وخلفها خادمة أخرى وأيضا تحمل علب واكياس! ندى وبدهشة: "ما كل هذا؟" اجابتها ماجدة وهي تدخل وتضع الأغراض على السرير: "حاجيات لك .... ملابس واغراض" هي وبتأمل: "لكن من بعثها؟" ماجدة وبابتسامة: "السيد سالم أوصى بها لك ووصلت لتوها يقول انها هدية زفافك" ثم واصلت بهمس: "وسمعت انكم مدعوين الى حفلة ضخمة قريبا" اومأت بفتور ثم تأملت الأشياء وبدأت ماجدة تفتح العلب قائلة ببهجة: "سنساعدك بترتيب الأغراض بالخزانة" فتحن جميع العلب واخرجن الأحذية من الاكياس وانضمت إليهم خادمة أخرى وبدأت ماجدة تستعرض امامها الفساتين الواحد تلو الاخر وبينما هم كذلك تغير كل شيء فجأة عندما تطلعت الى باب الغرفة ووجدت سامر واقف وبعينيه بريق غضب مكتوم وقد فوجئت به لأنها توقعت الا تراه حتى ساعة متأخرة من الليل! خفقت اهدابها وارتبكت رغما عنها مهما حاولت الا تعير لوجوده أهمية لكن تجاهله صعب ابتلعت ريقها عندما طرد الخادمات بنبرة جافة باتة وبدأن يتسارعن للخروج ويتركن كل ما بيديهن مكانه حتى ان اخرهن تعثرت من شدة ارتباكها من نظرته الصقرية وبالكاد تماسكت وانصرفت كالهاربة! تطلع بالسرير والاغراض المبعثرة عليه وابتسم بغيظ وبنبرة لاذعة: "كل هذا لأجل ان يشبعوا عينك الفارغة؟ كرامتك التي تتحدثين عنها ما بالها الان تبدو غير مفعلة؟ اين اختفت يا ترى امام زحمة الهدايا والفساتين؟ تنازلت عنها!" تلاحقت أنفاسها وهي تتطلع بوجهه الحاقد وقالت بقهر: "فجر اليوم تفوهت بكلام كبير وجارح جدا وتخطيت كل الحدود عندما صفعتني .... قلت مخمور لست بوعيك .... لكن الان أي مبرر يجعلني اتجاهل اهانتك المتعمدة؟ " بقي محدقا بها بعيون ثاقبة ثم تقدم نحوها بخطوات ثابتة وبطيئة وقال بنبرة خافتة: "أفضل ان أبقى كل الأيام مخمور على ان افيق على واقع مقرف" خفقت اهدابها واكتفت بالصمت رغم انها لم تتقبل كلامه وواصل بصوت مرتفع وغاضب: " تشتكينني لوالدي؟ ماذا تريدين؟ على أي شيء تريدينه ان يجبرني؟ تعتقدين انه قادر على تغيير شيء؟" هزت رأسها وقالت بتردد وحرج: "لم اقصد ان اشتكي .... كنت اود ان .... ان" وضاع التعبير منها عندما خطا نحوها بسرعة ودنا منها جدا قائلا بعيون ضيقة: "وبخني كطفل امامه لكن تمهلي لا تفرحي كثيرا بخطوتك .... بالعكس بذلك التصرف جنيت على نفسك وادخلت نفسك معي بتحدي ومعركة غير متكافئة .... غبية .... لأنك غبية لجأت لذلك الأسلوب .... محاولاتك فاشلة وتدل على ان الذي يوجد هنا ليس عقل بل فرد نعل" قال عبارته الأخيرة وهو يربت على رأسها وبالكاد تطلعت بعينيه لأنه قريب جدا وقالت عبر دموع وبتعاسة: "لست مذنبة كي تفعل معي كل ذلك؟ ليس ذنبي ان يكون والدك دكتاتور" تجهم وهو يتطلع بعينيها ودموعها وقال بخفوت: "بل ذنبك .... ذنبك لأنك اعتقدت انك بالمال تستطيعين شراء السعادة والعيش الكريم وراحة القلب لهثتم خلفنا واعتقدت انك انتصرت عندما دخلت ذلك البيت .... لا المال ولا الرخاء ولا الفساتين والمجوهرات والهدايا ستحلي المرار الذي ينتظرك هنا ولا ثمن مهما بلغ سيكفي لشراء الابتسامة على شفتيك" اسدلت اهدابها وزممت شفتيها عندما همس: "ولا تتوقعي انني أضعف في يوم ما ويحصل بيننا ما يحصل بين الأزواج .... ابدا" رفعت بصرها بسرعة وقالت مقاومة الدموع متظاهرة بالصمود: "ولا انا اتوق لذلك .... لست رخيصة كي اتقبل من يهينني ويحتقرني" تحركت اهدابه ببطء وكأن اصرارها لم يرض غروره ولم يعجبه. التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 05-10-20 الساعة 01:10 AM | ||||||
|
| |
|
05-10-20, 01:11 AM
| #76 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3) هند صابر*, خمسية, pearla, الذيذ ميمو, جزيرة, آلاء الليل, الوفى طبعي الوفى | ||||||
|
| |
|
05-10-20, 01:25 AM
| #77 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
مشاركات قيمه تقديري واعتزازي | |||||||
|
| |
|
05-10-20, 01:30 AM
| #78 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 5 والزوار 16) هند صابر*, ام الحوراء, la luz de la luna, pearla, الوفى طبعي الوفى | ||||||
|
| |
|
05-10-20, 01:50 AM
| #79 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 7 والزوار 23) هند صابر*, Salma_3_, ImaneAlkoush, sara osama, ام الحوراء, Ramroma3, pearla | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
79Likes
العرض العادي
