آخر 10 مشاركات
أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تحميل روايات جديده 2012 txt على جوالك موسوعه متكامله من الروايات (الكاتـب : MRAMY - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          281 - أميرة رغم عنها - صوفي ويستون **تصوير جديد** (الكاتـب : Hebat Allah - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-20, 12:32 AM   #91

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماءالسيد مشاهدة المشاركة
انا بعتذر جدا حقيقي يا جماعة لكل اللي متابع الرواية لاني مضطرة اوقف شهر امتحاناتي ده ومش فاضية اكتب ابدا بس هعوضها ان شاء الله بعد ما اخلص امتحانات وهنزل فصلين في الاسبوع او اكتر ان شاء الله.. اتمنى تدعولي واسفه لو خيبت ظنكم لاني وقفتها بس مؤقتا وهنرجع احسن من الاول ❤️
بحبكم جدا وكانت فرصة جميلة اني عرفتكم وان شاء الله هنكمل مع بعض وهعلن قبلها💙

ليلتك سعيدة.... بما انك راح تتوقفين شهر عن التنزيل ف كما تنص القوانين تغلق الرواية، عند عودتك راسلي الإشراف قبل يومين من الموعد المقرر لتنزيل الفصل ....

موفقة بإذن الله تعالى مع امتحاناتك....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 02:59 PM   #92

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

حبايبي صباح الفل ❤️ النهارده ميعادنا مع الفصل الحادي عشر ان شاء الله واتمنى يعجبكم يارب 💞💞

شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 07:49 PM   #93

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞 💞

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 08:05 PM   #94

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

#الفصل_الحادي_عشر
#قطعة_مفقودة

- تميمة.. استيقظي الفطور جاهز
سمعتها بصوت سلسبيل من خارج الغرفة
ظلت على رقدتها في الفراش.. تتدثر بالغطاء حتى رأسها.. تغرق في الظلام كالذي يحتل عقلها منذ ما حدث قبل امس
بالامس اخذت اجازة من المدرسة.. لم ترغب بمواجهه احد وقد ظلت طوال الليل مستيقظة، عيناها محدقتان بالسقف ولولا نوم سلسبيل جوارها لصرخت
هي تود الصراخ.. لن يطفئ نار قلبها شيء، تتذكر نظرات الجميع، ذاك الاتهام البشع بأنها خاطفة رجال، رحيلها المخزي وكأنما هي المذنبة
لماذا لم تقف امام تلك المرأه، تصفعها على وجهها كي لا تتهم احد بالباطل
لماذا لا يلهمنا عقلنا التصرف الصحيح في تلك المواقف، لماذا نفكر بعدما ينتهي الموقف.. ربما لاننا لم نتخيل الموقف من البداية

طرقات الباب تعلو من الخارج مقترنه بإسمها و يعلو معها رنين هاتفها، تنتفض بغضب وهي تميز اسمه
هل تذكرها الان حقا؟
تفكر في الرد عليه وافراغ غضبها فوق رأسه، أليست اخته من فعلت هذا
ولكنها تعاند نفسها بكبرياء وهي تغلق الاتصال والهاتف كله
نفضت عنها الغطاء بعنف، لملمت شعرها القصير خلف رأسها ومسحت وجهها ببعض القوة فهي لم تنم الا بعد الفجر كعادتها حينما ينشغل عقلها بشيء

خرجت لتجدهم حول المائدة الخشبية ذات الارجل القصيرة، يوم الجمعة هو يوم تجمعهم على الافطار
سلسببل التي تأكل بهدوء، فريال التي اختفى توهجها وشقاوتها من بعد الحادث
والدتها التي يضعف بصرها بسبب عودتها للخياطة مره اخرى ولم تعترض فهم بحاجه المال بعد حادثة فريال
مصطفى الذي يبحث عن عمل اضافي بجانب دراسته
وهي التي لا تعلم ماذا تفعل بعد كل هذا

تناولوا الطعام في هدوء
رفعت هي الاطباق الفارغة ودخلت للمطبخ، وكل واحد منهم تفرق بعد ذلك في احد الغرف وسلسبيل ذهبت لضي بما ان اليوم اجازة بسبب سوء الاحوال الجوية
سمعت تميمة صوت جارتهم التي تحدث والدتها من الشرفة المقابله
ولم تكترث للحديث الا عندما سمعت اسمها لترهف السمع وتلك المرأه تتحدث بشماتة
- لقد رأى ابني الاستاذة تميمة عائدة بالامس مع رجل في الحافلة وقد ضرب الرجل احد الصبيه من اجلها، من يكون هذا الرجل يا ام تميمة؟

ارتبكت اخلاص بشده وهي تستمع لهذا الامر وحاولت استدراك الامر بقولها
- انه بالتأكيد احد اولياء الامور لطالبة ما
اكملت المرأه حديثها بحاجب مرفوع وفم ملوي
- ولكن ابني اخبرني ان....
قطعت المرأه حديثها حينما اطلت تميمة بجوار والدتها وعلى رأسها وشاح يغطي شعرها لتقول بحاجب مرفوع
- ماذا اخبرك ابنك يا خاله
- ‏لا شيء يا استاذة.. عن اذنكما فالطعام على النار
واغلقت المرأه شرفتها دون انتظار رد ودخلت للداخل، نظرت اخلاص لابنتها فقالت تميمة وهي تدخل لتجلس على احد الارائك
- سأخبرك
جلست اخلاص قبالتها على الاريكة.. لتتنهد تميمة بهدوء، هي بالطبع لن تخبر والدتها عن ذاك الموقف المخزي الذي تعرضت له فقط ستخبرها بنصف الحقيقة
- ذاك الرجل، هو خال الفتاة التي اعطيها الدرس، كان عيد ميلادها في ذاك اليوم وقد تأخرت وعرض علىّ توصيلي بسيارته ورفضت ولذلك اتى معي في الحافلة ولم يتشاجر مع احد فالسيد جسار ذو اخلاق عالية ولكنه تحدث مع الصبي ببعض الحزم

نظرت لها اخلاص بشك و قد شعرت ان هناك خطب ما في حديث ابنتها لتتنحنح تميمة مكمله
- وقد عرض علىّ الزواج ولكنني رفضته
تلك اللمعة التي خفتت بإحباط في عينيّ والدتها احزنتها والتي تردد صدى حزنها في حروفها المعتاده
- لماذا يا صغيرتي لم تعودي صغيرة لرفض الخاطبين هكذا دون الجلوس معهم ومعرفتهم، اود ان يطمئن قلبي عليكِ يا تميمة، ان احمل اولادك بيدي هكذا قبل موتي
وفردت اخلاص كفيها امامها وكأنما تهم بحملهم
اعتصر الالم قلب تميمة والدموع قرصت عينيها لتميل على والدتها وتحتضنها بقوة قائلة
- بارك الله في عمرك يا امي، كله نصيب
- ‏كتب الله لكِ النصيب الجميل من كل شيء يا ابنتي
- امين
سمعا بعد ذلك اذان صلاة الجمعة من المسجد القريب ليخرج مصطفى من احد الغرف بجلبابة الابيض قائلا
- سأذهب للصلاة مع عمر، هل تحتاجون شيئا
- ‏سلامتك
ردداها سويا لتتنهد اخلاص قائلة وهي تشدد من احتضان ابنتها
- لقد كبر مصطفى
- ‏نعم يا امي، فليبارك الله فيه.. سأستعد انا الاخرى للصلاة
وخرجت من احضانها لتفرد اخلاص كفيها امام الشرفة، ناظره للسماء، تدعوا الله ان يحفظ اولادها وان تسعد بزواج تميمة عاجلا

_______

- لا اعلم ما الذي حدث يا ضي ولكن تميمة بها شيء ما
قالتها سلسبيل امام ضي التي تقوم بجلي الاطباق في المطبخ والاخرى تهرب بعينيها قائلة
- لماذا، ما الذي حدث
قضمت سلسبيل قضمة كبيرة من الجزرة التي تمسكها قائلة بحيره
- لا اعلم ولكنني اشعر ان بها خطب ما منذ يوم عيد الميلاد ذاك
وضعت ضي اخر الاطباق الذي بيدها وإلتفتت لها قائلة
- ربما تتوهمين لقد كنت معها ذاك اليوم ولم يحدث شيء، كيف حال فريال؟
حاولت ضي تشتيت افكارها لتتنهد قائلة بقلق
- لا اعلم، يقولون ان التوأم يشعرون ببعضهما ولكنني لا اشعر بفريال، ربما لانها لا تعطيني الفرصة كي اشعر بها، منذ يوم الحادث تغيرت، خلال الشهر الاول كانت عصبية، ولكنها الان هادئة.. لا اعلم بماذا تفكر ولكنني اشعر بالقلق نحوها
ربتت ضي على كتفها كي تطمئنها قائلة بحنو
- لا تضغطي على نفسك حبيبتي، ربما هو درس قاسي لها لتتعلم شيء ما وقد تعلمته
- ‏اتمنى هذا

طرق قوي على الباب اجفلهما.. وقفت ضي واضعه وشاحها فوق رأسها سريعا وحينما وجدت اخاها عمر ضربت رأسه بخفه قائله
- لماذا الاستعجال يا سيد عمر
اختلس عمر نظرة لشقة تميمة المقابله قبل ان يدخل قائلا بصوت خفيض امام سلسبيل
- هناك رجل ومعه فتاة قعيدة في منزلكم
وقفت سلسبيل من جلستها قائلة بدهشة
- في منزلنا نحن
اومأ عمر برأسه قائلا
- وقد جاء بسيارة شديدة الفخامة انظروا لها في الاسفل لقد اجتمع اولاد الحي حولها على امل اخذ صورة معها
سقط قلب ضي بين اقدامها وهي تهرع للشرفة وتتأكد من سيارته، انها سيارة جسار ولكن ماذا يريد.. وماذا يفعل عن تميمة، مئات الاسئلة دارت في عقلها لتقول سلسبيل بعدما رأت السيارة
- سأذهب لارى ماذا يحدث
- ‏وانا سأتي معكِ
قالتها ضي، لتتوجه سلسبيل لباب منزلهم المقابل وخلفها ضي التي تدعوا الله ان يمر الامر على خير

________

يجلس على احد المقاعد الخشبية بجوار كرسي ريما المتحرك، منزل بسيط بأثاث ابسط، ولكنه دافئ
- انرتنا يا ولدي
كان هذا صوت اخلاص السعيد والتي كررت جملتها خمس مرات في ثلاث دقائق
ليرد عليها بإبتسامة مهذبة
- شكرا لكِ
فتبتسم اخلاص ابتسامة واسعة وهي تنظر لريما قائلة
- ‏انرتِ المنزل يا صغيرتي
لتكتم ريما ضحكتها قائلة
- شكرا

هنا خرج مصطفى من غرفة اخته بعدما اخبرها بحضور الضيف، يتطلع لجسار بنظرات متحفزة وهو يجلس على المقعد المقابل له
ليبتسم له جسار ابتسامة صغيرة لم يردها له مصطفى بل ظل على تجهمه
صوت الباب يفتح، لتخرج منه برأس مرفوع مرتدية اسدال الصلاة، عينيها تختلس اليه نظرة اخفتها سريعا وهي تتجه نحو ريما قائلة بصوت خافت
- السلام عليكم
رد السلام وعيناه معها، تقترب من ريما، تطبع على جبينها قبلة لتعاجلها ريما بحضن سريع قائلة
- اشتقت إليكِ
- ‏وانا ايضا حبيبتي
اجابتها تميمة مبتسمة وهي تمسح على شعرها، لتومئ لجسار بتحية سريعة من رأسها وهي تجلس بجوار اخيها

فتح باب الشقة لتدخل منه سلسبيل وضي التي ألقت السلام مختلسة النظر لجسار قبل ان تجلس مع صديقتها على احد الارائك الجانبية
تنحنح جسار بإرتباك لم يشعر به مسبقا، يتطلع للجميع بنظرة خاطفة توقفت عيناه عندها، وهي منكسه الرأس تتلاعب اصابعها بالاسدال وكأنما تود تمزيقه حتى رفعت عيناها له.. ليشعر بأنها هي.. هي التي يريدها
نظر إلى والدتها قائلا بلباقة
- اعتذر عن قدومي هكذا دون موعد.. ولكنني فضلت القدوم اليوم دون تأخير كي اطلب يد ابنتك الاستاذة تميمة

اتسعت اعين الموجودين جميعا ماعدا عيناها، تلك التي ترمقه بثبات
تحدثت اخلاص بفرحة طاغية تطل من عينيها ولكنها تمالكت كلماتها قائلة
- يسعدنا ويشرفنا بالطبع يا ولدي.. ولكن رأي تميمة هو الاهم

ولدي! قالتها تميمة في نفسها بإستنكار متطلعه لوالدتها التي بكلمتها تلك اعطته موافقة مبدئية، ولكن ذهب استنكارها بعيدا وهي تتطلع لفرحة والدتها العميقة، ونظرة لسلسبيل وضي التي اتسعت ابتسامتهما بسعادة واخرى لريما التي تحمست وهي تهز رأسها بالموافقة، حتى فريال التي تراقبهم من خلف الباب انفرجت شفتيها بإبتسامة
خرج صوتها ثابتا وهي تقول متكئه بيده على قدم شقيقها
- لابد ان تتحدث مع رجل البيت ايضا
دهش مصطفىالواجم حتى انه اعتدل في جلسته واضعا كفه على كف شقيقته وكأنه يشكرها قائلا بصوت رجولي مستحدث
- بالطبع نود معرفة كل شيء عنك قبل قول رأينا، وان حدث القبول سنتصل ونخبرك
افلتت ضحكة من سلسبيل كتمتها حينما هدجتها تميمة بنظرة غاضبة

ليبتسم جسار قائلا
- بالطبع يا سيد مصطفى فأنا احب الاصول، هذه بطاقتي
واخرج بطاقته من حافظته ليعطيها اياه قائلا
- بها عنوان عملي والاستاذة تعلم عنوان بيتي لانها تدرس لريما، وبها رقم هاتفي.. وسأنتظر اتصالك
اومأ له مصطفى بتثاقل وهو يتفحص البطاقة التي بالطبع غالية، ربما اغلى من ثمن بنطاله
وقف جسار بعدها قائلا وهو يمسك بكرسي ريما
- سأنتظر اتصالك يا مصطفى
وقف الجميع واقتربت منه اخلاص قائلة بنبره لائمه
- لم نضايفك بعد.. اجلس قليلا يا بني
هنا اختلس نظرة لتميمة ليقول بعدها
- اعتذر ولكن لدي بعض الاعمال، وان شاء الله سأجلس اكثر في المرات القادمة
لتردد اخلاص خلفه وهو يحرك كرسي ريما
- ان شاء الله
وقفت تميمة لتقرص وجنه ريما بخفه قائله لها بصوت خفيض
- هل تستذكرين دروسك جيدا
لتتحدث ريما بنبره خفيضة
- نعم، لا تقلقي
لتومئ لها تميمة وهي تعتدل دون توجيه كلمة واحده له
ألقى عليهم السلام ليخرج من باب المنزل حاملا ريما على ذراعه بينما يطوي الكرسي بالذراع الاخر لتهتف اخلاص في ابنها
- احمل معه الكرسي يا مصطفى
نظر لها جسار قائلا بإمتنان
- لا يوجد داعي فأنا معتاد
لتصر اخلاص قائله
- لا، سيحمله معك.. في رعاية الله
ليستسلم لها جسار قائلا قبل رحيله
- في انتظار اتصالك
- ‏ان شاء الله يا حبيبي

حبيبي! ترددها تميمة بغيظ في سرها.. يبدو ان اخلاص ستتمم هذه الزيجة عاجلا، تنهدت بيأس لتراها هي وضي وسلسبيل وحتى فريال التي خرجت من غرفتها متوجهين للشرفة ينظرون للاسفل، ملوحين بكفوفهم له وسط فضول الجارات والتي قالت احداهن
- مَن هذا يا اخلاص؟
اغمضت تميمة عيناها بنفاذ صبر وهي تسمع والدتها قائلة بفخر مبالغ فيه
- انه عريس ابنتي " الاستاذة " تميمة
انطلقت الزغاريد من جميع الشرفات بسعادة، لتشعر تميمة انها على وشك الانهيار، تغمض عيناها بقوة وتخدش باطن يدها بأظافرها وهي تستمع لرد والدتها على الجارات الى ان صرخت قائلة
- امي، ارجوك ادخلي

إلتفتن لها جميعا بإجفال وهم يرونها على هذا الحال حتى فتحت عيناها الحمراوان والتي تكتم بهما دموعا حبيسة
اغلقت سلسبيل الشرفة بعدما دخلن لتقول
- ماذا هناك يا تميمة
لتتمالك تميمة نفسها متذكره وجود والدتها كي لا تنفجر بهم جميعا
- هل وافقنا يا سلسبيل، لماذا تقولين بفخر انه عريس ابنتك يا امي؟
عند كلمتها الاخيرة التي خرجت بشبه صراخ قالت والدتها بهدوء
- على احتمال ما سيكون يا ابنتي
امسكت تميمة برأسها بين كفيها لتقول ضي
- اهدأي.. سيحدث ما تريدينه بالنهاية
لتشير لها تميمة قائلة
- اخبريهم يا ضي عن القصر الذي يسكنه، الحديقة، طلاء الجدران، المطبخ، اخبريهم عن مكانته ومكانتنا، رأيتم بأنفسكم سيارته وحتى رأيتم ملابسه وطريقه حديثه والمكان الذي يعمل به، سأشعر دائما بالانتقاص امام ما لديه، هل ترين الفارق يا امي.. انه شاسع كالفرق بين السماء والارض

كانت تلهث بعنف حين وصلت لاخر كلماتها، تتنفس بإضطراب وتبتلع غصه خانقة تكبل حلقها بقوة لتقول فريال بصوت عالي اشبه بالصراخ ملوحه بيدها
- لماذا تودين العيش في الذل دائما، لماذا لا تنظرين امامك لقد اتى الرجل لك بنفسه اي لم تفرضي نفسك عليه.. لقد اتى بكامل قواة العقلية فبالطبع رأى فيكِ شيء يحبه ، تدفنين نفسك وترفضين فرصة ذهبية كهذه لانكِ تفضلين دور الضحية.. تودين القول دائما بأنكِ صاحبه الافضال علينا، كبرنا يا حبيبتي وبمقدور كل واحده منا العمل.. لا تدفني نفسك من اجلنا، ويكفي عليكِ ما فعلتيه، انظري لحياتك، اجزم انك لا توافقين من اجلنا، لا تقلقي فأنا لن اتزوج، اما سلسبيل فأمامها بضع سنوات.. انظري لنفسك قليلا كي لا تندمي في يوم على ما فاتك من اجلنا
في نهاية كلماتها الصارخه كانت الدموع تتدفق من عينيها كالشلال، تنهار على ركبتيها لتدفن وجهها بين كفيها وهي تنتحب بصوت عالي، المره الاولى التي تنهار فيها امامهم منذ يوم الحادث، المره الاولى التي يشعرون فيها بمعاناتها
اخلاص التي ارتكزت على الحائط خلفها،فسارعت ضي بالامساك بها، اما سلسبيل فتقف بينهما تتدحرج الدموع على وجهها وهي الاخرى تنزل على ركبتيها بجوار توأمتها، تحتضنها وقلبها يؤلمها هي الاخرى من اجلها
تميمة التي تنظر لهم بعجز
فلا تجد القدرة على الوقوف اكثر، تنحني بركبتيها امامهما، تمد ذراعيها حولهما، تغمض عيناها وتحني رأسها معهما
يشكلان مثلث مكتمل
زهرات البيت التي يبكين من اجل اختهما، فريال التي رغم قساوة كلماتها الا انها على حق
ليخرج صوت تميمة متحشرجا من اثر البكاء الا انه قوي
- انا موافقة.. اوافق على الزواج من جسار يا امي

________

عقلها يعمل بسرعة
اذان صلاة الجمعة
صوت اغلاق الباب الذي ينذر بخروج والدها
على الرغم من انه لا يصلي جميع فروضه ولكن يوم الجمعة يظل مقدسا.. كي لا يتحدث احد عنه
يظل كلام الناس هو هَمَّ والدها الاول والاخير..
نظرة سريعة اختلستها للشارع الفارغ في هذا الوقت
ونظرة اخرى اختلستها لخارج غرفتها بالتحديد لغرفة هبة النائمة
سيعقدون القران بعد الصلاة
سيكبلون عنقك يا سراب..
وفكرة واحده تسيطر على عقلها وتجعل جسدها يرتجف.. اهربي، اهربي
ارتدت عباءتها السوداء، حجاب اسود مشابه لها، وحذاء بيتي وردي اللون لم يسعفها عقلها لإيجاد غيره
وبيدها تمسك بعض الاوراق النقدية
الذعر يحتلها وهي تتسلل بخفه لتفتح الباب.. تزفر بهدوء وهي تغلقه خلفها.. تنزل سلالم المنزل بأعين خائفة وكأنما قد ارتكبت جريمة للتو
خطوة.. اثنان.. ثلاثة
تلتفت حولها بقلق الى ان ابتعدت عن محيط منزلها
الارض الطينية من تحتها اثر المطر لا تساعدها على الركض وكذلك حذائها القديم
ولكن ابتعاد الخطر عنها ينعش قلبها

وصلت لمحطة الحافلات
هنا ادركت.. اين ستذهبين؟
انت كالارض البور التي لا يقترب منها احد
البرد يقرص جسدها والالم يقرص قلبها
ترى الاوراق المجعدة في يدها وومضة سريعة وصلت لعقلها لتعطيها بعض الامل وهي تفكر في حل مؤقت وعلى اثره استقلت الحافلة

__________

يبيت ليلته هنا منذ امس
المطعم مغلق اليوم بسبب تحذير الارصاد الجوية من قدوم عاصفة
يمسك بيده قدح قهوة ساخن في كوبه الاحمر .. يتذكر مذاق قهوتها بالامس فيبتسم، يتطلع للحديقة وقد تساقطت بعض قطرات المطر، ربما هذه بداية العاصفة التي تحدثوا عنها ولم تبدأ بعد
يلمح من بعيد ظلا اسود اللون، يفتح بوابة المطعم الخارجية، هل نسى اغلاقها بالامس؟
يدقق النظر في الظل المقترب.. الملثم
تتسع عيناه بدهشة وهو يميز وجهها الشاحب حينما اخفضت عنه وشاحها.. قطرات المطر التي بللت ملابسها، وحذائها الملطخ بالطين والذي لطخ اصابع قدمها ايضا، تدارك دهشته وهو يأخذ الغطاء الذي تدثر به من فوق المقعد متجها إليها

تنظر حولها بتيه، لماذا هي هنا، لماذا المطعم مغلق، كان املها الوحيد في ضي، ماذا ستفعل الان؟
الاسئلة تهاجم عقلها لتجفل بخوف حينما وجدت باب المطعم الداخلي يفتح
ويطل منه أيهم
الرؤية تتشوش في عينيها، الخزي يطوق عنقها بإختناق، الكون يدور، تسمع اسمها بصوته المذعور، وبعد ذلك إبتلعها الظلام

______

جالسه على المقعد المقابل له في مكتبه، بين يديها كوب قهوة ساخن وحولها غطاء سميك، شفتيها ترتجف اثر الذل لا البرد، ومن هذا الموقف المخزي الذي تجلس فيه امامه الان، قدميها ملطخه بالطين وملابسها ملتصقة بها بفعل المطر، لقد استيقظت منذ قليل، حينما اطمئن على استيقاظها خرج لدقائق ودخل بكوب القهوة هذا
فالان بالطبع هو بحاجه لتبرير
قال أيهم بصوت هادئ
- هل انتِ بخير الان، المطر توقف بالخارج.. هل انتِ افضل الان؟

اومأت برأسها دون رد ليكمل
- هل استطيع معرفه ما حدث، ام انه امر شخصي؟
يتفحص ملابسها بعينيه، وجهها، يديها فقط هي المتورمه، تنظر هي للكوب في يدها بصمت، تتمنى ان تصبح بخار كالذي يتصاعد منه لتتلاشى
قطع الصمت صوته القائل بخشونة
- هل تعرضتِ لحادث مثلا؟
رفعت رأسها اليه، لم تنظر لعيناه مباشرة بل نظرت لاحد التحف الثمينة بجواره، تود ان تصبح مثلا، هي تود ان تصبح اي شيء عدا سراب التي هي عليها
ارتشفت رشفة بسيطة من كوب القهوة ليتقلص وجهها بوجع ناتج عن احبالها الصوتية.. لا يوجد لديها الان رفاهية الوجع عليها التحدث
لذا تحدثت بصوت ضعيف قائلة
- سأخبرك بقصتي

كانت تروي بدموعها، ترتجف شفتيها، تتوقف عن الكلام لدقائق، تتحشرج انفاسها، بالطبع لم تتحدث عن هلال، ولم تتعمق في ذكر مساوئ والدها، فقط قالت بعض قشور قصتها التي جعلته ينتفض من فوره واقفا الى ان انتهت ليأمرها بصوت عالي ارتجفت على اثره
- تعالي معي
تقلصت على نفسها في جلستها، ليكمل بنبره مشفقة
- بالطبع لن نذهب له، فقط تعالي معي، ثقي بي
وقفت من فورها، تلملم وشاحها حول رأسها، وعباءتها حول جسدها، تنظر بخزي لخُفّها المنزلي وهي تتحرك خلفه، اثار الطين التي تتركها خلفها تضفي المزيد من الخزي عليها.. تذكرها بما تتركه خلفها كأثر، لينظر لها قائلا بعدما استشعر حرجها
- سراب، لا تقلقي من شيء، كل شيء سيكون بخير
اومأت له برأسها وهي تسير خلفها حتى وصل لسيارته ليفتح لها الباب الامامي لتجلس ولكنها قالت بحرج
- هل يمكنني الجلوس بالخلف
ليجيبها سريعا
- بالطبع.. نعم
وفتح لها سريعا الباب الخلفي لتخلع عنها خُفّها قبل الصعود وقد همت بأخذه ليقول
- اتركيه سنشتري واحدا في الطريق
لم تعترض، لم يكن لديها قوة او قدرة على المجادلة، ما تعرفه فقط الان انها متعبة فلترتكز على المقعد ولترى الدنيا من خلف زجاج سيارة فخمة لمره واحده
سار بالسيارة لبضع دقائق حتى توقف عند احد المولات التجارية
نزل من السيارة دون قول شيء وهي لم ترد على سؤاله

بعد وقت لم تعلمه بسبب غفوتها القصيرة، سمعت صوت مجموعة من الاكياس بجوارها قبل ان يقول
- سنذهب للمطعم مره اخرى كي تبدلي ملابسك

ودون سماع ردها الذي قالته وهو كلمة شكرا خافته ذهب للمطعم مره اخرى
نزلت ليترك لها كيسا واحدا ويأخذ بيده الاكياس ويسرع لفتح المطعم لها، فتحت الكيس لتجد به حذائا جميلا ان كانت في موقف غير هذا لطارت به فرحا، ارتدته دون شعور ونزلت من السيارة لتنظر لخُفّها المنزلي الذي تلطخ بالطين اكثر دون اكتراث

دخلت المطعم ليترك لها الاكياس قائلا
- يمكنكِ تبديل ملابسك بالداخل
اخذت الاكياس بصمت ودخلت لغرف تبديل الملابس، بينما وقف هو بالخارج لعل الهواء البارد يطفئ ناره التي اشتعلت من اجلها، لقد شعر بها، بوحدتها، بحزنها، بقهر روحها الذي جربه من قبل

يريد التدخين، ان يحرق شيء ما، ان يفرغ غضبه وعجزه فيه.. بعدما اقلع عنه منذ فترة يريد الان العودة إليه، ظل بصره معلقا بالسماء فوقه لوقت لا يعلمه ولكنه استدار حينما سمع صوت ما خلفه وكانت هي.. تخرج بخجل منكسه الرأس تمسك بطرف العباءة التي اشتراها لها.. حجاب ابيض يزين وجهها، والحذاء الجديد الذي يجزم انه اكبر من مقاسها
اقتربت منه ببطئ، لا تعلم ماذا تقول ولكن خرجت منها كلمة شكر خافته فأخبرها هو قائلا
- انظري لي يا سراب
رفعت رأسها إليه.. ليكمل هو بخفوت
- ما حدث سيظل بيننا الان، لا تقلقي من شيء.. انا سأخذك لبيت قريبتي لانني لن اتركك بمفردك هكذا
تحدثت بخفوت اثر تعبها الواضح قائلة
- كنت سأذهب مع ضي لمنزلها ان كانت هنا
- ‏نحن لا نعلم عنوانها، سأخذك لمكان مضمون، هيا
لا يعلم لما كذب عليها، وبالداخل ارقام هواتف العاملين وعناوين منازلهم.. وهي لم تجادل، مره واحده فقط تود السير مع التيار دون تفكير

جلست في الكرسي الامامي بجواره هذه المره دون خجل، ربما استمدت بعض الشجاعة منه.. من كلماته، بعد فترة من الصمت قالت بتردد
- سأسدد ثمن ما اشتريته لي، لذلك ارجو ان تأخذه من راتبي هذا ان لم تفصلوني عن العمل بسبب غيابي
ابتسامة جانبية ابتسمها وهو يختلس النظر لها قائلا
- لم نفصلك يا سراب فأنت موظفة قديمة ونحن نقدر العاملين لدينا
اومأت برأسها دون رد كعادتها، تنظر للطريق والذي بدأت بعض قطرات المطر في الهطول، ودون ارادتها تفكر.. هل فعلت الصواب بهروبها، ماذا سيفعل معها والدها، بل ماذا فعل والدها الان، ما رد فعله حينما علم بهروبها، هل يرغب بقتلها الان حقا، اغمضت عيناها لدقائق هاربة من افكارها لتخرج منها على صوته القائل
- وصلنا

فتحت عيناها سريعا لتجده وقد عبر بالسيارة بوابة حديدية إليكترونية لبيت فخم بطابقين، ذو حديقة واسعة وبحمام سباحة كبير، هل ستظل هنا.. في اقصى احلامها لم تتصور انها سترى هذا البيت، قال قبل ان ينزل من السيارة
- هيا انزلي، هذا هو البيت
فتحت باب السيارة واغلقته بخوف، تتنفس بتوتر وهي تسير خلفه حتى فتح باب البيت لتطل منه تلك المدللة ابنه خالته التي تأتي للمطعم، والتي خفتت ابتسامتها تدريجيا حينما لمحتها لتقول بتجهم
- مَن هذه؟
- ‏سأخبركم بالداخل، تعالي يا سراب
ظلت على وقفتها المتحفزة ليدخل مشجعا سراب بعينيه فعبرت من امام غزل التي اوشكت على افتراسها

______

كانت تجلس على احدى الارائك بوجه جامد وهو ينهي حديثه قائلا لخالته ولغزل المتجهمه التي تجلس على المقعد المقابل لها
- كما اخبرتك يا خالتي، انها ستجلس هنا لفترة قصيرة حتى تفكر في حل لهذا المأزق.. ما رأيك
- هل تحتاج لرأي، البيت بيتك يا أيهم انت واصدقائك في اي وقت
ثم توجهت بوجهها لسراب قائلة
- ما اسمك ايتها الجميلة
- ‏سراب
ردت سراب بخفوت لتقول المرأه بإبتسامة
- اسم مميز وجميل، لا تحزني ففي كل شر خير
اومأت لها برأسه وعيناها تحمل امتنانا كبيرا لأيهم الذي اخبرهم بنصف الحقيقة وهي ان والدها يود تزويجها من ابن عمها دون ارادتها لذلك هربت منهم وجاءت لعملها كي تذهب مع صديقتها لمنزلها الذي يعلمه والدها فظل متربصا لها هناك، فعرض عليها المساعدة ووافقت على مضض وجاء بها الى هنا

- حسنا، سأذهب الان يا خالتي
- ‏لا تقلق عليها هي في عيناىّ
قالتها خالته بطيبتها المعهودة ليقبل جبينها ويدها قائلا
- لا حرمني الله منكِ يا غالية، هل تريدين شيئا يا سراب
سألها بنبره عادية لتهز رأسها نفيا ليقول
- سأذهب انا الان الى اللقاء

وغادر دون الالتفات لقلب يبكي الان في زاوية ضيقة ويود الفتك بتلك الفتاة التي اولاها اهتمامه
فلم تستطع الجلوس اكثر قائله لوالدتها بعصبية
- سأذهب لغرفتي يا امي
- ‏حسنا يا صغيرتي
ذهبت غزل لغرفتها لتستأذن منها خالته قائلة
- البيت بيتك، فقط سأشرف على تحضير احدى الغرف لكِ
هزت رأسها دون رد كعادتها اليوم بينما اخذت عيناها تدور في المكان، تشعر انها في حلم غريب لا تعلم فيه مشاعرها.. هل هي سعيدة لان احدا ساعدها، لان احدا يراها كإنسانة تستحق التقدير.. ام تحزن على ما وصلت إليه بسبب والدها.. صداع قوي يفتك برأسها لتميل على الاريكة، تشعر بجسدها المتشنج الان، تطلق تأوه خافت من فمها حينما دخلت خالته قائلة
- هل انتِ بخير؟
اجفلت من جلستها لتقفز على قدميها قائلة بصوت مضطرب
- نعم انا بخير
- حسنا حبيبتي، غرفتك جاهزة.. تعالي
تود البكاء الان.. بل الانفجار فيه كطفل صغير يحاط بحنان مفاجئ
امسكت المرأه بذراعها حتى وصلت لاحدى الغرف وفتحت بابها قائلة
- تفضلي، هذه غرفتك.. الطعام بالداخل وبعض الادوية المسكنة ايضا قد جلبها أيهم، وعلى السرير بيجامة شتوية، عندما تحتاجين لشيء لا تترددي في طلبه حبيبتي
تجمعت الدموع في عينيها بإمتنان قائلة بحشرجة
- شكرا جزيلا
- ‏العفو حبيبتي

قالتها المرأه وهي تترك ذراعها مبتسمة لتبادلها سراب ابتسامة ضعيفة، دخلت بعدها للغرفة.. غرفة احلامها بسرير واسع فخم، دولاب كبير، شرفة تطل على حديقة خلابه.. جلست على السرير تتحسس البيجامة الشتوية الناعمة، لن تبكي.. فالبكاء الان مجهود لا تتحمله، تنام بظهرها على السرير.. كل عظامها تئن، رائحة الطعام المغرية التي وصلت لانفها تحثها على الاكل فهي لم تضع في فمها شيء منذ يومان.. ووسط تفكيرها غرقت في نوم عميق.. ربما الذي تعيشه الان هو مجرد كابوس ستستيقظ منه..

________

كان قد وصل لحديقة منزله بعد قيادة متهورة وسط الامطار الغزيرة ليفرغ بها القليل من غضبه.. نزل من سيارته دون مظله.. المطر يبلل ملابسه فيغلق باب سيارته دون اكتراث ليسمع نداء اخيه بإسمه ليلتفت له فعاجله بسام بسؤاله القلق
- أيهم هل انت بخير، اين كنت بالامس؟
- انا بخير، لا تأتي خلفي مهما حدث
قالها أيهم بصوت جامد متوجها لغرفة وحيدة في الحديقة الخلفية لينقبض قلب بسام بإختناق وهو يود الان حرق هذه الغرفة

يمشي أيهم بتثاقل، يخرج مفتاح الغرفة بيد مرتجفة، يرمق العمود المجاور لها بأعين زائغة، يفتح القفل بعد محاولات عديدة باءت بالفشل.. شعور بالاختناق يكتنفه وهو يميز السلاسل الحديدية المثبتة على الجدران.. الحبل الطويل الملقى في مكانه في ركن الغرفة.. العصا الغليظة المتكئة على الحائط وكأنما تنتظر يده التي لن تلمسها مجددا.. صوت الرعد، الرياح القوية، المطر المنهمر، البرد الذي يكتنفه كالان.. يرتجف بقوة وهو يسقط على ركبتيه بإنهزام، طعم الدماء الذي يشعر به في فمه الان فيغلق شفتيه بقوة، صدى صرخاته التي يسمعها فيغلق اذنيه.. توسلاته بإسمه التي يكررها دون وعي.. فلا يشعر بنفسه بعدما صرخ بقوة
- انقذيني يا امي، امييييي
ليسقط رأسه المرتجف على الارض بجواره دون حراك

______

كان يداعب وجنه جنة النائمة على سريرهم في غرفتهم حينما دخلتها.. من بعد مواجهتهم الاخيره إلتزم كل واحد منهما الصمت وابتعد، لعل ما يحتاجونه حقا هو الابتعاد كي يقتربوا مره ثانية
تستمع لصوت الرعد القوي الذي تخافه وهي تقف امام دولابها الكبير ترتكز على اصابع قدمها الامامية وتحاول جذب احد الاغطية الشتوية الثقيلة.. دون فائدة
لتجد الدفئ محاوطا لها فجأه بفضله، هو الذي مد يديه ليجذبه لها.. ليمسكه واضعا اياه جانبا ومحاصرا اياها بين ذراعيه بعدما إلتفتت له
رائحته المسكره تحاوطها فتحاول عبثا مقاومتها
لامس بإصبعه طوق رقبتها الطبي قائلا بصوت خفيض
- هل تؤلمك رقبتك؟
تهز رأسها نفيا دون النظر إليه ليقرب وجهه منها قائلا
- لماذا تضعين هذا الطوق اذا
- ‏لا شأن لك بي
تقولها بإنفعال وهي تحاول الابتعاد عنه لكنه يكبل حركتها حينما امسك بيديها مداعبا انفها بأنفه
- بل كل الشأن لي، ونس كلها لضياء
- وهل ضياء كله لونس
تسأل بأعين دامعه، معاتبة، عاشقة ليقول بصوته الاجش الذي يختلط بحنانه

" أشهد أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت .."

وإلا أنت الاخيره اقترنت بحضن عميق يودع فيه جميع مشاعره، مخاوفه، انفعالاته، حبه لها.. هي نصفه الذي لا يكتمل بدونه..
- اخبرني انك تحبني دائما، اخبرني دائما
تقولها وهي تتمسك بمنامته الشتوية وكأنه الحياة ليرد بحنان ممسكا بوجهها بين كفيه
- احبك يا ونس وحدتي، اسمك ينطبق على كل ما فيكِ، لقد عدت بفضلك لرجل مقبل على الحياة، ينبض بالحب، يتغنى بالقصائد لمحبوبته
تتسع ابتسامتها وهي تغوص بعيناه اكثر، دموعها تنهمر وهي تتذكر يوم قراءة فاتحتهم حينما اخبرها تلك الجملة التي هي بمفعول السحر
- ان كنت تحبني فلماذا تبتعد عني ؟
عتابها الرقيق يلمس وترا حساسا في قلبه خاصه مع وجهها البائس كطفلة اخذوا لعبتها.. يفهم سر تعلقها به، حبها وغيرتها المرضية التي تحاوطه بها.. ويحبها ويحب كل ما فيها لذلك اقترب منها قائلا بمراوغه وهو يلامس وجنتها التي فقدت اكتنازها اثناء فترة حملها الصعبة
- لن ابتعد، سأقترب دائما
واقرن قوله بإحتضانها مره اخرى ليخلع عنها بعد لحظات طوق رقبتها الطبي مداعبا بإصبعه رقبتها وهو يقول
- هل تعلمين لماذا تؤلمك ؟
لتهز كتفها بدلال نافي ليكمل مداعبته لها قائلا
- لانها لم تنم على ذراعي ليومين.. ولكنني سأعوضها الليلة
تبتسم بخجل وهي تضع رأسها على صدره، تستمع لدقات قلبه التي تزداد سرعتها وتغمض عيناها بسعادة بينما يضمها هو إليه مغمضا عيناه بوجع .

" نهاية الفصل الحادي عشر "

اتمنى يستحق الفصل انتظاركم ومنتظرة رأيكم جدا 🥺❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 12:57 PM   #95

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)

‏موضى و راكان, ‏Mony Daib55, ‏شيماءالسيد, ‏نووره




فصل ممتع يا شيمو
جسار وضع تميمة أمام الأمر الواقع بذهابه لبيتها و طلب يدها من أمها
سراب هربت من القبر الذي كانت ستدفن فيه بزواجها من رجل فى سن جدها
غزل و حزن فى القلب على من تحب ولا يشعر بها
ونس و ضياء و فى القلب غصة
أبدعتى 🌹 كاتبتنا العزيژة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 06:09 PM   #96

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)

‏موضى و راكان, ‏mony daib55, ‏شيماءالسيد, ‏نووره




فصل ممتع يا شيمو
جسار وضع تميمة أمام الأمر الواقع بذهابه لبيتها و طلب يدها من أمها
سراب هربت من القبر الذي كانت ستدفن فيه بزواجها من رجل فى سن جدها
غزل و حزن فى القلب على من تحب ولا يشعر بها
ونس و ضياء و فى القلب غصة
أبدعتى 🌹 كاتبتنا العزيژة


حبيبتي حقيقي ممتنة لكلامك وتشجيعك تسلميلي ❤️❤️ واتمنى باقي الفصول تعجبك يارب😍❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 12:03 AM   #97

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

شيمو يا قمر الحمدلله على عودتك وفصل جميل ومشوق وأحداث فارقة

سلمت يداك


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 07:34 PM   #98

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
شيمو يا قمر الحمدلله على عودتك وفصل جميل ومشوق وأحداث فارقة

سلمت يداك

حبيبتي تسلميلي اتمنى الفصول الجايه تعجبك 😘❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 11:30 PM   #99

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جمييييل كالعادة اشتقنا للرواية 💖💖💖💖💖
باين ادهم متعرض لعنف شديد و هو صغيييير


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 04:18 AM   #100

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
فصل جمييييل كالعادة اشتقنا للرواية 💖💖💖💖💖
باين ادهم متعرض لعنف شديد و هو صغيييير


حبيبتي وحشتوني اكتر ❤️❤️
باين كده 👀


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.