آخر 10 مشاركات
7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي.*مكتملة* (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-21, 04:17 PM   #321

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


هو موعد تنزيل الرواية تغير ؟؟؟؟

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 18-12-21, 10:49 PM   #322

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل التاسع والثلاثون "

" بعد شهر "
عادت الحياة إلى طبيعتها بعض الشيء
كانت تجلس بجوار شهد على احدى مقاعد المشفى بينما عمتها وإياس في الداخل معه
تارة يرتفع صوته بالصراخ واخرى بالنحيب
ابتلعت غصه مريرة مرت بحلقها وهي تهمس لشهد التي تدفن وجهه بين كفيها
- هل يجدر بنا الصفح عنه؟
رفعت شهد وجهها تدريجيا ناظره امامها بملامح جامدة
- صدقيني لا اشعر بشيء سوى الخواء.. هل يستحق حقا الغفران؟
- ‏كل شخص يستحق هذا وخاصه في حالته تلك، ربما خففنا من ذنبه في نهاية الطريق.. لقد اصابه الزهايمر بشكل كامل وبات يتذكر كل شيء بشكل طفيف
- ‏وانا سقطت من ذاكرته للابد
قالتها شهد وانفجرت في بكاء مرير
دموع حارقه غشت مقلتيّ همسة وهي تأخذها في احضانها بينما تشد على كتفها قائلة
- سامحه الله يا حبيبتي.. لا تفكري في شيء رجاءًا
ومع نهاية كلمتها فتح الباب ليخرج اياس مكفهر الوجه مع عمته التي تورم وجهها من البكاء
اغمضت عيناها عندما ابصرته بدعم خفي فربت على كتفها ليأخذ شهد من احضانها إلى رحابه صدره قائلا بصوت خفيض
- سينتقل الاسبوع القادم إلى دار رعاية مخصصه لمثل حالاته، ستذهبين له
رفعت وجهه وهي تهم بالرفض فوضع اصبعه على شفتيها كي يمنعها من الحديث مردفا
- ستذهبين له، تعامليه كأي مريض يحتاج للدعم.. اقول هذا مخاطبا انسانيتك، والدنا بات عاجزًا بشكل كلي تقريبا، اخبرك بهذا كي لا تندمي فيما بعد على ابتعادك، ستتعاملين مع شخص غريب، لا تتذكري له اي شيء اخر يا شهد
وإلتفت إلى همسة قائلا
- وانتِ الاخرى يا همسة، اتمنى ان تتفهمي طلبي
اومأت له دون رد فإبتسم بهدوء في وجه الجميع قائلا
- اذا هيا بنا سنذهب لتناول الغداء معا واوصلكما كي نعود نحن إلى الشركة
ودون اعتراض ساروا معه بينما امسكت همسة بكفه كي تشد عليها.. كي تخبره دائما انها هنا.. بجواره

_________

كانت تفتح عيناها بسعادة طاغية وهي تجد تحسن ريما الملحوظ.. تقف امام طبيبتها التي تسير معها خطوة بخطوة بينما ذراعاها يتشبثان بحواجز خشبية داعمه كي تستند عليهما
تكاد ان تبكي من فرط السعادة وهي ترى التغير الملحوظ في كل شيء حولها، لقد باتت تحب الحياة، وتحب نفسها.. إلا انها مازالت تتجاهل مؤمن لخوفها من المستقبل وترفض الالتقاء بوالدته
ترغب في الهرب بريما من الدنيا بأسرها، وبالطبع ريما لها بعد زواج عامر والذي سيصبح قريبا اب جديد
وتقتصر تربيته لريما على المال الذي يبعثه لها ورؤيتها مرتين شهريا ان لم يتحجج بالسفر الدائم
وهي تغضب كلما لمحت الاحباط على وجه ابنتها فتبتعد عن كل ما يسعدها خشية ابتعادها عنها هي الاخرى
زفرت بعنف وهي تغمض عيناها مدلكه جبهتها
تحتاج إلى التفكير قليلا
- ما الذي يغضبك لهذا الحد؟
ألتفتت سريعا إلى وجهه القريب منها وقد وقف بجوارها ناظرا لريما التي يتصبب العرق من جبينها هامسا بحنين
- محاربه صغيرة كوالدتها
- ‏ماذا تريد يا مؤمن؟
تسأله بتبجح وعيناه ترد عليها مع إلتفات وجهه لها فيقول
- لست انا من اريد، امي التي تجلس الان في مكتبي تريد التحدث معكِ في امر هام؟
اتسعت عيناها بذعر وهي تهتف بصوت عالي
- مااذا؟
حذرها بعيناه عندما إلتفتت لهما الطبيبة بإستغراب فتداركت الموقف وهي تغمغم بإعتذار وتترك الغرفة وتخرج من الباب ليخرج خلفها مغلقا إياه بهدوء
قالت من بين اسنانها
- لماذا تتعمد احراجي ووضعي في موقف كهذا؟
رد ببرود
- لم اخبرها كي تأتي بل هي التي فعلتها وطلبت مني ايصال رسالتها لكِ.. وان لم ترغبي
- ‏كلا.. ارغب
قالتها بتهور مندفعه صوب غرفته كي تضع نفسها امام الامر الواقع
وقفت امام الباب تتنفس بهدوء مؤكده انها مقابلة وستمر.. طرقت الباب بهدوء وفتحته سريعا لتطالعها فاطمة التي كانت في طريقها لتفتحه لها
كانت تعلم انها ستأتي.. قلب جلنار معلق بإبنها وان انكرت وسامح الله والدها
بينما جلنار كانت نظراتها زائغة وهي تبصرها وكأنما عاد الزمن بها لسنوات
فتحت فاطمة ذراعيها وهي تقترب منها هاتفه بترحيب
- مرحبا بكِ يا جلنار كيف حالك
احتضنتها جلنار وهي تهمس بهدوء
- مرحبا يا سيدة فاطمة
نظرت لها فاطمة بعد ان شددت من احتضانها هامسه بتأنيب
- سيدة.. اين ذهبت خالتي
ابتلعت جلنار ريقها بصعوبة ولم تجد ردا سوى
- ذهبت مع الزمن
امسكت فاطمة كفها وسحبتها لاريكة انيقة في زاوية الغرفة فجلست واجلستها امامها قائلة بحزن
- اعلم ان ما اصابكما في الماضي بسببنا كان صعبا للغايه.. كنت اعلم انكِ ابنته ولكنني رحبت بالامر ولم اعلم ان حقد الماضي سيعمي عيناه عن حبكما.. نعم انا ووالدك كنا نحب بعضنا مثلكما واكثر ووالدي هو الذي رفض ولكن هذا الامر مضى عليه الكثير وعوض الله كلانا خيرا، سامحه الله والدك هو الذي حرمكما من بعضكما وبالنهاية لم ينجح قلبيكما في تجاوز هذا الحب رغم التعايش مع الظروف
كانت دموع جلنار تتسابق في الجري على وجهها وقد احمر انفها واحتقن حلقها من الذكريات التي مرت بها
عندما شاهد والدها والده مؤمن عندما اتت لقراءة الفاتحة وكيف تم طردهم بشكل مخزي لها، عندما اضربت عن الطعام، وقرر والدها حبسها.. والدتها الحبيبة التي كانت ترى قهرا متجسدا في عينيها وكيف دعمتها، وفي النهاية خضع الجميع لرغبه والدها وتزوجت بعامر
كانت تخشى عامر، لم تحبه مطلقا ولكنها اجبرت قلبها على تقبله فتعايشت دون رغبتها وفقدت نفسها في النهاية
والان يعوضها الله ويبعث لها الرحمات

افاقت على يد فاطمة التي تمسح دموعها بحنان مردفه
- لا تقلقي يا جلنار، لا تخافي يا ابنتي واتركي العنان لقلبك.. لقد اراد الله اجتماعكما بعد طول غياب، احمدي الله واقبلي هديته.. وابنتك من الان هي حفيدتي، ولن اخبرك عن حنان مؤمن الذي سيضعها في عيناه ولكِ كامل الحرية في الاستقلال بمنزل مختلف، وكل طلباتك اوامر.. وانا كوالدتك هنا ان اغضبك ذاك الولد اشتكي لي فورا
قالتها بمزاح فإبتسمت لها جلنار بهدوء وهي تومئ برأسها في خجل بينما اتسعت ابتسامة فاطمة وهي تقول
- اسعد الله قلبيكما وعوضكما عن كل آلام الماضي
تغمض جلنار عيناها على دمعه انزلقت من بين جفنيها ولكن هذه المره كانت دمعة سعادة خالصه

__________

كان يقترب من مكان تدريبهم خلف المنزل وضحكاتهم ترنو في اذنه كأعذب الالحان وخاصه رنه ضحكتها السعيدة
اختبئ في ركن ما واخذ يراقبهم وهي تلهو معهما بخرطوم المياه كي تسقي الزرع
يعلم ان والدته تركتهما في عهدتها وذهبت لانهاء امر مؤمن، وبدأ يفكر في هذه اللحظة ان تنهي امره هو الاخر والا ستنهيه هذه الساحرة الصغيرة
لقد تعلق بها حقا.. واصبح مولعا بإنتظار موعدها مع ابناء اخيه وكأنما يقف على صفيح ساخن
صار يشتاق لها وكأنه يعرفها منذ زمن
ويخفق قلبه بشدة اثر ابتسامتها التي تزين وجهها كما الان
وعيناها البنيتان اللتان تستوليان على بصره وكأنما اختصرت الفتنة بهما
ولكن ما يصعب عليه حقا هو تجاهلها له

شيء خفي نادى عليها فإلتفتت للوراء حيث يقف
كاد الماء ان يغرقها عندما رفعت الخرطوم للاعلى ولكنها تداركت الامر في النهاية وصدرها يعلو ويهبط في انفعال
منذ رأت تلك الصورة التي تشبهها وهي تكذب كل نظرة من عيناه لها وكأنما تتهمه بالخيانة
ربما يرى في وجهها صورة حبيبته حقا
لا تعلم القصة ولكنها تبدو وكأنما كانت حبيبته
تضخم قلبها بإنفعال وقد ركض الصبيان صوبه في صخب بينما اغلقت هي صنبور المياه ووقفت مكانها تتطلع لهم
نادى عليها الصبيان كي تأتي ولكنها رفضت بأصبعها نفيا واتجهت لاحد المقاعد المتواجده وجلست عليه

لا تعلم ماذا اخبر الصبيان ولكنهما اتجها للمنزل بينما صوب هو نظراته عليها وسار بإتجاهها
كانت ستفر هربا عندما اقترب ولكنه قال بصوته الرخيم
- مرحبا يا فريال، كيف حالك؟
- ‏بخير
تقولها بصوت مختنق وهي تمنع نفسها من البكاء كي لا تظهر في محل شفقة
جلس على المقعد المقابل لها وقد استفزه هروبا فسألها مباشرة
- لماذا تهربين مني؟
ردت بإستنكار
- ‏عفوا؟
- ألا ترين طريقتكِ عندما نلتقي، نعم كنت فظا معكِ في السابق ولكنني اعتذرت وظننت انكِ تقبلتي اعتذاري
هربت بعيناها مره اخرى فزفر بغضب لتلتفت له هاتفه بقوة
- ماذا تريد مني؟
- ‏اريدك
هتفها في وجهها هكذا، دون تفكير وعندما ادرك ما تفوه به اتسعت عيناه كعيناها الان التي اتقدت بهما نار عميقة وقلبها الذي انتفض مفزوعا نابضا في صدرها بصخب.. كرهت شعورها فهتفت من بين اسنانها
- هل تظنني ككل فتاة ....
وقبل ان تكمل حديثها قال هو بصوت عالي
- اصمتي ولا تتفوهي بالجنون.. اظنك ماذا يا حمقاء، ألا ترين عيناي عندما تنظران لكِ، هل انتِ عمياء لهذا الحد.. ألا يشعر قلبك بقلبي الذي ينادي عليه، لا اعلم ماذا فعلتِ بي، ولكنه.. لكن...
اخذ يشد خصلات شعره بينما تفتح هي فمها في بلاهة وعيناها تبرقان بريقا مختلفا وهي تبتلع ريقها في هدوء وقد اردف بذات الانفعال
- انا احبك ايتها الحمقاء، العمياء
ردت وهي تقلب فمها وعيناها بينما قلبها يقيم الافراح
- ‏يا له من اعتراف مؤثر
ضحك ضحكة محرجه وهو يحك مؤخرة رأسه هامسا
- لا اصدق انني بتت رومانسيا هكذا
- ‏هل هذه هي الرومانسية من وجهه نظرك وبالفعل ليست المره الاولى التي تقولها

صمتت مشيحه بوجهها فسألها بهدوء
- اخبريني بكل الفوضى التي تتواجد في عيناكِ؟
زفرت نفسا متوترا ومن ثم إلتفتت إليه قائلة وهي تدقق النظر لملامحه
- سأحدثك بكل صدق.. رأيت بمحض المصادفة صورة تشبهني في ألبوم الصور الخاص بالتوأم عندما كنا نشاهده، لم اسألهما عنها وان شعرت بالدهشة لثوان.. ولكن ألم تتساءل انت ان كانت مشاعرك هذه حقيقة ام انها من صنع صورة حبيبتك في ذهنك
كانت ملامحه على ثباتها، لم يرف له جنف ولم تتحرك به عضلة فقط ابتسم ابتسامة جانبية وهو يرد
- لذا ابتعدتي عني كل هذا الوقت
شعرت بالحرج فردت وهي تعبث بحجابها
- ‏لا تخلط الامور الان، انا اسألك وارجو ان تجيبني بكل صدق
- حسنا.. كان اسمها لجين، وكنت احبها في الماضي كأي شاب اراد الزواج من فتاة فعرفها على عائلته ولم تنجح خطبتنا هذه فسار كل واحد في طريق منفصل
قالت بحيرة
- ‏أهذا الشبه بيننا عادي؟ انها نسخة مني
نفى برأسه هاتفا
- كلا.. انتِ نسخة منفردة، متفردة بروحك وان تشابهت ملامح وجهك مع العشرات ستظلين مختلفة
اقشعر بدنها من المشاعر التي تسمعها بقلبها لا بأذنيها ف كررت اسمه بغير تصديق
- سليم
وقرأ سؤالها ليجيبها مطمئنا وهو يمنع نفسه من احتضانها
- نعم.. احبك
اغمضت عيناها وهي تنحني بوجهاا ورقبتها للامام واخذت في فركها لتصتدم بقشرة خرجت من رقبتها فتملكها الذعر وهي تقف منتفضه
حاول الحديث معها مناديا ايها وهي تلملم حاجياتها قائلة
- احتاج لبعض الوقت رجاءًا اتركني بمفردي
ورحلت من امام عيناه بخيبه تملكته بعد ان شعر بطعم السعادة، ولكنه سيحارب من اجلها حتى وان حاربها هي شخصيا

خرجت هي من البوابة الخارجية وهي تتنفس بصعوبة
هل سكره الحب انستها ما تعانيه
ان جسدها رغم تعافيه تحاوطه اثار الحروق
دمعة ساخنه جرت على خدها وهي تغمض عيناها لثوان قبل ان تفتحهما ناظرة للمنزل خلفها
لقد لمست السماء للتو ولكنها سقطت عندما افاقت على الحقيقة.. هل سيتقبلني مثلما انا يا ترى؟

__________


كانت تعد لهما الشاي في الصيدلية
فعندما تنهي عملها مبكرا في بعض الايام تأتي له ببعض المخبوزات الطازجة ليتحدثا قليلا عن مستقبليهما، يمرران سويا الايام بحكايات من الماضي.. تهون فيها عليه ماضيه الذي تعلم عنه الجزء الخاص به
كان يعطي احد الزبائن الدواء وريثما انتهى من حسابه له ونظر له كي يخبره بالسعر وجد عين الرجل على ضي التي تصب الشاي
تنفس بعمق مذكرا نفسه ان الرجل ينظر نظرة فضول ليس الا.. انه زبونه الدائم ويجب ان يهدأ كي يكسب ثقتها ولا يفتعل المشاكل
- حسابك يا سيد احمد
إلتفت له الرجل ببسمة هادئة وهو ينقده المال قائلا
- شكرا لك يا طبيب
ورحل الرجل بهدوء.. نعم هكذا بمنتهى البساطة يجب ان يتحدث ويمرر كل المواقف
إلتفت لها حيث وضعت الكوبين على المنضدة خلفه فخفق قلبه لبسمتها
كم تشحنه بالطاقة، بل باتت لنظره بعد فقدانها للوزن اشد جاذبية بتلك الثقة التي تتألق في عيناها عندما تخبره بنقصان وزنها في كل مره
جلس امامها على المقعد المقابل لها لتخرج هي طبق مخبوزات وتضعه امامه قائلة
- لقد خبزتها لك اليوم.. اتمنى ان تعجبك
- ‏كل ما يقع تحت لمستكٓ يعجبني
وقضم قطعة ليمضغها مستمتعا امام نظراتها التي تطوقه بحنان
في بعض الاحيان تشعر انه صغيرها المدلل الذي يجب ان تمنحه الدلال كاملا.. انه طيب، رغم عيوبه التي تعلم انه يحاول تفاديها من اجلهما

- لذيذة.. ولكنني احضرتك اليوم لامر هام، يجب علينا الذهاب لكي نرى البيت كي يبدأ المهندس في تعديله، لقد انتقل أيهم وسراب للطابق الارضي وتركوا لنا العلوي.. ان اردتِ اليوم فمازال الوقت مبكرا او غدا
- ‏لنتركها للغد فوالدتي ترغب في التواجد كي تراه بنفسها
- ‏حسنا كما تريدين
قالها وارتشف بعض الشاي فقطبت جبينها وهي تسأله
- هل انزعجت
نفى برأسه مبتسما بهدوء وهو يقول
- انني انزعج لامر واحد.. وهو ابتعادك عني، ارغب ان نتزوج اليوم.. لا، لا بل الامس ان استطعت
تورد وجهها بخجل وهي تعبث بأظافرها هامسه بوجه منحني
- يمكننا تحديد يوم قريب اذا
اتسعت ابتسامته لتشمل جميع وجهه وهو يقول بسعادة
- ما هذا اليوم السعيد.. ان لم توجد كاميرات مراقبة هنا لاحتضنتك
اتسعت عيناها بذهول قائلة وهي تقف
- الله هو الرقيب يا حضرة الطبيب، وقد وافقت من اجل هذا تحديدا كي لا نبقى بمفردنا دون مسمى رسمي
انتعش قلبه في صدره وهو يرد بصوت مبحوح
- لا اعلم ماذا فعلت كي يكافئني الله
غمزته قائلة بإبتسامة حلوة
- كل خير ان شاء الله، الى اللقاء
- ‏والشاي؟
سألها عندما اخذت حقيبتها متأهبه للرحيل فقالت بخجل
- نحتسيه بعد عقد القران
ورحلت من امامه بسرعة ليتنهد بحرارة وهي يمسك بكوبها متأملا ما سيحدث في المره القادمة

_______

- متى ستتوقف عن تدليلي؟
تسأله ويداه تدلكان قدميها المنتفختان فيصلها صوته الحنون وهو يجلس امامها على السرير
- ‏حتى اخر نفس لي
- ‏فليبارك الله في كل نفس يتردد في صدرك
تأوه بعمق وهو يترك قدميها مقبلا لاحتضانها بيد واليد الاخرى يضعها فوق بطنها بينما يتوسد برأسه صدرها قائلا
- لم اعتقد ابدا ان الحياة ستبتسم لي بعد كل ما عانيته.. بعد كل خطأ وذنب اقترفته.. ولكن حمدا لله انكِ هنا، وان الله حفظك لي روحا ونبضا يتردد في صدري
احتضنت رأسه بكفيها وهي تستند برأسها عليه هامسه
- بل الان التي اشكر الله لو استطعت كل دقيقة على وافر عطاءه، لان الله منحني اياك حبيبا وصاحبا وزوجا لاخر العمر

قاطع جلستهم الرائقة رنين هاتفها فخفق قلبها بشعور مخيف
لا يعلم رقم هاتفها سوى جاره جدتها التي تطمئنها عليها بين الحين والاخر
هدرت دقات قلبها في اذنه فربت على كفها كي تطمئن وامسك هو بالهاتف يستمع لمحدثته وتتغير معها معالم وجهه للجديه ليغلق الهاتف ناظرا لها بملامح منغلقه
تشبثت بأناملها في كتفه تديره لها فقال بصوت خافت
- لا تقلقي، جدتك بخير.. فقط والدك تم نقله للمشفى
ودون ارادتها زفرت بإرتياح قائلة
- ماذا حدث له؟
- ‏سنذهب ونعلم كل شيء، هيا ارتدي ملابسك
كانت ترتدي ملابسها بديناميكية دون شعور محدد، كمشاعرها الحيادية معه
هل يمكنها نعت نفسها بذات الضمير الميت؟
كلا.. والدها لم يترك لها اي مجال للتعاطف معه، يمكنها القول انها قلقت عليه كما تقلق على كل زوار المشفى بشعور عابر

استقلت السيارة بجواره لينطلق بها صوب الحي
نظرت له بإستفهام قائلة
- هذا طريق الحي
اوقف السيارة ملتفتا لها بوجه شاحب وهو يرد ممسكا بكفيها
- البقاء لله، اعلم انكِ صابرة كما عاهدتك
رمشت بعيناها عده مرات وقد تقطعت انفاسها وهي تسأله بصوت خافت
- هل مات ابي؟
اومأ برأسه مردفا بعد ان ابتلع ريقه
- وماتت هبة
جحظت عيناها بغير تصديق وقد ضاق صدرها بأنفاسها وتحشرج صوتها وهي تضغط على صدرها هامسه
- كيف؟ كيف
امسك بكتفيها وهو يحثها على اخذ نفس عميق ففعلت كما امرها حتى هدأت انفاسها قليلا ودون ارادتها بكت بنشيج عالي وهي تهمس له
- اريد الذهاب لجدتي
ودون رد اومأ لها متخذا طريقه لبيت جدتها

فتحت تلك الجارة لها باب المنزل فدخلته بأقدام مرتجفه وأيهم يساندها حتى وصلت للغرفة لتجد جدتها على سريرها، تمسك بمصحفها وهي تتلو آيات من كتاب الله
افسحت لها مكانا للجلوس فدثرها أيهم بجوارها وقد اخذت جدتها في المسح على رأسها وهي تتلو بعض الآيات بينما شعرت سراب بالوهن وهي تتساءل بخفوت
- كيف ماتا؟
اشارت جدتها للجاره الواقفه على باب الغرفة قائلة
- اخبريها يا محاسن.. بكل شيء تعرفينه
ابتلعت محاسن ريقها امام الثلاثة وجوه التي تحدق فيها قائلة بوجه منخفض
- والله تحمل والدك مالم يتحمله بشر.. لا اعلم لماذا لم يطلقها سابقا وقد ساءت سمعتها في الفترة الاخيرة
ومن ثم نظرت لهم مردفه بسرعة
- حفظ الله بنات المسلمين ولكننا سمعنا هذا
- اكملي
كان هذا صوت أيهم الذي يتشبث كفه بكف سبيل
فأردفت المرأه بعد ان ابتلعت ريقها
- ما سمعته هو ان الجيران وصلهم صوت والدك وهو يتوعدها بالقتل بعد ان صعد للمنزل بثلاث دقائق تقريبا وبعد ذلك نزل من البيت امرأه منتقبه وهي تهرول جريا من الحي، ارتفع صوت والدك وصوت صراخ هبة كذلك وخاف الجيران من الاقتراب ولكن بعد ازدياد الصراخ قد صعدوا وخفت الصوت بعد ذلك فلجأوا لكسر الباب
وضعت المرأه وشاحها على وجهها لتخفي ملامحها الباكية بينما كانت ترتجف سراب على السرير كالمحمومة فأخذتها جدتها بين احضانها بينما دثرها أيهم بشال ثقيل رغم حر الجو وقد شعرت بوجع في بطنها والمرأة تتلجلج في الحديث قائلة
- لقد قتلته.. ونحرت عنقها بعد ان كسر الجيران الباب.. امام نظراتهم، لم يستطع احد منعها...
- ‏كفى.. كفى
كان هذا صوت أيهم الذي ارتجفت المرأه على اثره وهي تبتعد للباب دون صوت فقالت الجدة
- توقفي يا فاتن
توقفت المرأة منكسه رأسها لتتحدث الجدة بصوت هادئ
- لا تجزعي ولكنه حزين لحالة امرأته
اومأت فاتن دون رد وقد جلست على مقعد قريب لتتحدث الجدة إلى حفيدتها بنبره قوية تخالط الحزن
- ابكي على والدك يا صغيرتي فهذا حقك، ولكن لا تحزني على تلك المرأة فقد حفرت مع تلك الدجالة قبور الكثير
- ‏لما..ذا لم يطل..يطلقها اااا..بي
تسألها سراب بفم مرتجف تخرج منه الحروف بعسر وهي تشعر بتقلصات هائلة في معدتها وتكتم صراخها فترد جدتها ردا واحدا
- العلم عند الله.. اهدأي يا ابنتي، كل شيء سيصبح افضل
دفنت سراب وجهها في حضن جدتها وهي تتمتم بكلمات خافته وجدتها تربت على كتفها هامسه
- نامي يا صغيرتي، سيصبح كل شيء افضل

اتخذ أيهم مقعدا في ركن الغرفة ناظرا إليها بإشفاق.. ماذا بقى ولم تجربه؟
الخذلان وبيده اطعمها الملعقة الاولى
وبالقسوة كانت تبطش بها يد والدها
وبالتهديد كان للسان هبة الفضل الاول
وعندما اخذت الحب من والدتها.. اخذتها منها الحياة

- مسكينة
كان هذا صوت جدتها التي قالتها وهي تنظر له بعد ان سمع صوت اغلاق الباب ورحيل فاتن
رد أيهم بشرود وعيناه تزحفان نحوها
- ارى انها قوية، بداخلها طاقة هائلة من القوة تختزنها للوقت المناسب
ابتسمت الجدة ومازال كفها يربت على كتف سراب
- صدقت.. هذه هي الاجابة التي تمنيت سماعها.. صغيرتي ستكون بخير معك.. انت لن تضيعها، أليس كذلك؟
اغمض عيناه ومن ثم فتحها ببسمة على بطنها صعودا لوجهها
- اقسم بكل نفس يتردد في صدري.. ان احافظ عليها واحميها واسعد قلبها بقدر كل ألم تألمته
- ستكون بخير، هي وحفيدي ان شاء الله.. ان متت الان سأموت مرتاحة
- ‏بارك الله في عمرك
نظرت له الجدة قائلة بجديه
- اوصيك بحفيدتي.. انا الان مطمئنه، لن يعكر صفوكما احد
- في عينايّ

عندما اسدل الليل ستارة
شقته صيحة ألم
ولم يكن أي ألم بل ألم اخراج الروح من الرحم
وقع من على المقعد الذي كان ينام عليه فزعا بعد ان ايقظته صرختها بينما اضاءت جدتها نور الغرفة المجاور لها
وسراب لا تفعل شيئا سوى الصراخ ألما وهي تقول لأيهم الذي وقف بجوارها
- انني ألد.. ألد
وصرخت بقوة فأخذ يدور هو حول نفسه اخذا مفتاح سيارته وتقدم بإتجاهها كي يحملها للسيارة وسط تعليمات جدتها التي تمليها عليه
ولكن هيهات فالطفل يستعجل الخروج للحياة وقد انفجر الماء من بين ساقيها فقالت جدتها بعجل وهي تناوله الهاتف خاصتها
- اتصل بفاتن كي تحضر واخبرها ان سراب تلد.. بسرعة
اخذ منها الهاتف واخبر الاخرى التي حضرت بسرعة البرق ودخلت بالمفتاح خاصتها وقد احضرت خلفها بعض نساء الحي بينما هو يمسك بكفها الذي تضغط عليه ويكتم صرخته وهي تعضه بأسنانها فمنحته احدى النساء قطعة قماش كي يضعها بين اسنانها فأخذها منها شاكرا
وبمنتهى التفاني ترك لها يده لعله يشعر ببعض ألمها وكان يمسح بقطعة القماش العرق البارد على جبهتها
- اضغطييي.. اضغطيي بإتجاهي بقوة يا سراب
صرختان اختلطتا مع بعضهما فجحظت عيناه وهو يبصر قطعة اللحم الوردية التي خرجت للحياة
طفرت الدموع من عينيه وهو يشعر بتغير رائحة الهواء حوله وقد فقد القدرة على الوقوف فسقط بركبتيه بجوار السرير ومازال كفه يحضن كفها
فمنحته نظرة امان كانت كفيلة بتبديد كل ساعات القلق قبل ان تغمض عيناها
بينما سمع هو صافرة سيارة الاسعاف كي تنقلهم للمشفى

_________

- هل يمكنني التطفل على جلستك يا اخي
قالتها جلنار لاخيها الذي يجلس امام حاسوبه في الحديقة فيهلل هو بكفيه مرحبا وهو يقول
- اشرقت الانوار يا اميرة جلنار
قهقهت ضاحكة وهي ترتمي في احضانه على الاريكة قائلة
- لم تدعوني بها منذ زمن
- ‏لانكِ لم تشاركيني جلستِ منذ زمن
اخفضت وجهها بذنب وهي تدرك كثرة تباعدها عن الجميع.. لقد ابتعدت عن اقرب الناس لها، فأردف مربتا على كتفها
- ولكن المهم انكِ عدت في النهاية
نظرت له قائلة بذنب
- اعتذر عن كل ما بدر مني يا اخي، عن كل المتاعب التي تسببت لك فيها، وعن كل ألم عانيته من اجلي، وكل حمل ثقيل حملته عن كاهلي
وكادت عيناها ان تبكيان ولكنه امسك بوجهها بين كفيها ضاغطا بسببابتيه على خديها وهو يقول
- اصمتي يا غبية، انتِ اختي، هل تدركين معنى هذه الكلمة الكبيرة.. نصفي انتِ، وبالمناسبة جلبتي لي افضل شيء في حياتي بسبب متاعبك هذه
ونظرت حيث ينظر إلى شرفته فوجدا تميمة الجالسة مع ريما وهي تذاكر معها دروسها
فتنهدت جلنار براحه وهي تنظر له قائلة
- بارك الله فيها، انها تحمل عني الكثير
- انها تحب ريما
اومأت جلنار وابتسمت بصدق وهي تلوح لهما بعد ان شاهداهما فنظر جسار إلى حاسوبه مره اخرى بينما تنظر له جلنار بتردد حسمه لها وهو يقول
- اخبريني ما لديكِ
تنحنحت تهرب من عيناه وهي تقول
- لا شيء
- ‏ولكن انا لدي شيء
استفهمت بعيناها وقلبها يدق بعنف مستمعه لصوته القائل
- لقد حدثني مؤمن اليوم
وصمت لتحثه بالحديث دون صوت فأردف
- وقررت منحكما فرصة
صرخت بسعادة لم تستطع كبحها وهي تحتضنه فبادلها الاحتضان قائلا
- رزقك الله بكل السعادة يا قلب اخيك
اتاهم صوت تميمة بجوار ريما التي كانت تمشي على عكازين قائلة
- نريد معرفة ما حدث
إلتفت لها جسار وككل مره يراها بها تختطف دقات قلبه بشعرها القصير الذي يتطاير بفعل الهواء وفستانها البيتي الرقيق فيمد يدها لها كي تجلس في الجهه الاخرى ويأخذ ريما على قدميه قائلا
- سيدخل عائلتنا المزيد من الافراد
لم يتحدث هو وترك امر اخبار ريما لجلنار بينما هتفت ريما بفرحة
- هل الاستاذة تميمة حامل
هزت تميمة رأسها نفيا بينما قال جسار
- اننا نحاول يا ريما.. ادعي لنا
لكزته تميمة في كتفه كي يصمت وهي تخفي وجهها الخجول في كتفه بينما يطوقها هو بذراعه متنهدا براحه قائلا
- انا الان املك الدنيا بين يدايّ
__________

- لا تغلقي الباب يا فتاة
كان هذا صوت ضياء المشاكس لابنته التي اخذت خطيبها للغرفة المقابله لهم فأحمر وجهها بخجل وهي تنظر له بطرف عينها بينما لكزته ونس الجالسة بجواره في ذراعه قائلة
- لا تخجل الفتاة
نظر لها هاتفا ببراءة
- ماذا فعلت؟ اخبرها بذات الجملة التي كان والدك يخبرني بها
واخفض صوته هامسا
- وفي الحقيقة كنت ارغب انا في اغلاق الباب
لكزته مره اخرى في كتفه وهي تناوله جنة قائله
- سأذهب لاحضار العصير.. فسني لا يسمح لي بهذا الكلام قليل الحياء
نظر لها نظره ذات مغزى احمر لها وجهها قبل ان ترحل من امامه وهي تزفر بحنق وتبتسم بعد ان دخلت المطبخ
- اذهبي يا بنت لاختك
وترك جنة على الارض كي تزحف إلى اختها بينما يخفي هو نظرة ماكرة وهو يتظاهر بمشاهدة التلفاز
خرجت ونس من المطبخ تمل صينية العصير ناظرة إليه بملامح مقطبه وهي تسأله في الخفاء عن جنة فأشار بعيناه للغرفة لتهز رأسها يأسا
انه يغار على ابنته ولا يستطيع اخفاء ذلك
دخلت هي للغرفة وخرجت وفي يدها ابنتها فوبخته هامسا
- لا يصح هذا يا ضياء، ألا يكفي ان تحرمهم من الخروج
فتح عيناه قائلا بغير تصديق
- يا ظالمة، لقد وافقت بشرط اخذ جنة معهم
- ‏وماذا ستفعل لهما جنة
قبل وجنة ابنته الممتلئة فأصدرت صوتا نزقا وهو يقول
- ستتركنا بمفردنا
وغمزها لتحرك رأسها يأسا ومن ثم تبتسم لوجهه الذي لا يعترف بمرور سنوات وكأنما هو ذاته الذي قابلته منذ طفولتها واغرمت به

" نهاية الفصل التاسع والثلاثون "
اتمنى الفصل يعجبكم ومنتظرة رأيكم
مع موعدنا القريب جدا في الفصل القادم للختام ❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-21, 08:55 PM   #323

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

" الفصل الاربعون والاخير "

" بعد مرور عام "

- سنتأخر بسببك هذه المره
- ‏حسنا.. سأخرج الان
وخرجت من غرفتهما وهي تحاول ربط عقدها الرقيقة حول رقبتها دون جدوى
اقتربت منه حيث كان جالسا على مقعد بجوار الباب منتظرا اياها
سحرها الذي تنثره حولها كفراشة رقيقة لم ينقشع بمرور الايام
بل يكاد يقسم انه يحبها كل يوم اكثر من السابق
بينما تتلألأ عيناها بنظرة تخصه وحده.. هو قطعة كمالها التي تنقصها
يقف من جلستها مديرا ظهرها له دون حديث، يتلقف نهايات العقد بين انامله كي يشبكه بكل سهولة
هكذا هو دائما يمحو عقدتها بكل سلاسة

تتذكر خوفها بعد اعترافه لها بالحب والذي كانت تبادله اياه
كيف خافت من نظرته لها على انها إمرأه مشوهة
تجعد جلدها اثر الحروق كان ينسف غرورها واعتزازها بنفسها
رفضت في كل مره كان يحاول فيها اقناعها
رفضت حينما دخل بيتها وكانت تجيبه كما تجيب الجميع بجملة واحده
" لسنا مناسبان لبعضنا "
هكذا بكل سهولة كانت تريد إنهاء كل شيء
ولكنه لم يرضخ، قلبها الذي كان ينادي قلبه من خلال عيناها رغم كلمات الرفض التي تتفوه بها شفتيها لم تجعلاه يستسلم
بل ذهب لوالدتها
وقلب الام يعرف كبرياء ابنتها
وتمسك الرجل بها جعلها تتحدث عن كل شيء بعفوية وادرك حينها علتها
ان سبب رفضها هو انتقاص في عيناها لنفسها
ولم يهمه اي شيء، بل كان يتقرب منها اكثر في كل مكان تذهب إليه.. يفرض وجوده حتى ضغط عليها واعترفت بكل ما يجيش في صدرها بشفاه مرتجفه واعين دامعه
لم يمهلها المزيد بل اقر بما وقر في قلبه بحبها وتمسك بها اكثر
ووافقت هي بعد ان اخذت وعدا منه بسعادة لا شقاء بعدها وها هو يوفي بوعده في كل وقت
فمنذ زواجهما من شهرين تقريبا يعكف هو كل ليلة في التعرف على ندوبها اكثر
يقبلها بعمق مانحا بروده جلدها الدفء وكأنه شمس مشرقه سطعت على جليدها فأذابته
يسمي ندوبها بإسم شعوره بمكانها
فتلك التي على رقبتها بأماني والتي على ظهرها بسندي وعلى كتفها بطمأنينتي
يمنحها شعورا افتقدته بالثقة والامان

امسك كفها بين اصابعه مديرا اياها حول نفسها فيطير فستانها الهفهاف وتتناثر ضحكاتها قائلة بعد ان استندت على كتفه كي توازن نفسها
- الان سنلهو ونتأخر بسببك
رد بينما يرفع كتفيه ببراءة وهو ينظر لعيناها بينما كفه يضم خصرها إليه اكثر
- حسنا، سأؤجل ما اود فعله لـ الليل
قوست شفتيها وهي تعبث بذقنه قائلة بخبث
- لدي بعد الغد اختبار هام
افلت خصرها بزفره حانقه بينما قهقهت هي بشده وهي ترى تأفأفه بينما يأخذ مفاتيحه من على المنضدة هاتفا وهو يفتح باب شقتهما
- لا اعلم لماذا تزوجتكِ وانتِ تدرسين
غمزته بشقاوة بعد ان خرجت خلفه واغلقت الباب فتمايلت امامه بدلال مقصود هاتفه
- لانك لم تستطع مقاومتي
لم يستطع اخفاء ابتسامته التي شملت وجهه وهو يركز على جسدها هاتفا بحرارة وهو يعتقل خصرها على درجات السلم هامسا
- وربما لم استطع مقاومة شيء اخر
ضربته على كتفه هاتفه
- انت وقح
- ‏وانتِ تحبين وقاحتي
- حسنا، لن انكر
اتسعت ابتسامته وهو يعلم تأثير كلماته جيدا عليها وخاصه حينما يمتدح ذاك الجزء الذي تظنه ناقصا في جسده، وان رأت نفسها بعيناه لرأت امرأه كاملة يحسد نفسه عليها
فك ذراعه عن خصرها وهما يفتحان بوابة منزلهما الخارجي متجهان إلى سيارته كي ينطلقا إلى المطعم

__________

كانت تنظر إلى جسدها في المرآة بإحباط
لقد زاد وزنها بشكل يجعلها اقرب لفيل صغير كما تطلق على نفسها وتضحك حينما يعلق احد على زيادتها
تشعر بخجل رهيب يغزوها حينما تسير بجوار بسام
دمعه طفرت من عينها وهي تنظر إلى بطنها الكبيرة في شهرها الثامن
تشعر بحنان جارف تخبر معه نفسها ان كل شيء يهون من اجل طفلها
دخل هو الغرفة فجأة بعد ان اخذ حماما باردا يزيل عنه ارهاق المناوبة الليلية في الصيدلية
فإرتبكت مع دخوله وحاولت اخفاء عيناها ولكن هيهات فهو يفهم لغة جسدها وحركات اناملها العشوائية على وجهها عندما تبكي
سار إليها بخطوات رشيقة حتى وقف خلفها ملصقا ظهرها إلى صدرها ومطوقا خصرها بذراعيه وقد ارتكز بذقنه على كتفها ناظرا لعيناها عبر المرآه وهو يقول بحنان
- اشتقت لكِ يا ضي
اغمضت عيناها وتنهدت بحرارة وهي تشعر به وهو يحك ذقنه في كتفها بدغدغه لطيفه قائلا
- ما الذي يحزنكِ؟
- ‏هل مازالت جميلة
- ‏افتحي عيناكِ
كان امره صارما لدرجة تفريق جفنيها عن بعضهما بسرعة ومقلتاه تأكلانها قائلا
- ولماذا لا اراكِ جميلة
اختلست نظرة خاطفه إلى جسدها الذي يحيطه وصمتت بقهر
فبدأ هو في مداعبه بطنها بكفه قائلا
- ألا تستحق ثمرة حبنا بعض التضيحة، واعدك ان تعودي مثلما كنتِ ان كنتِ تريدين هذا
وتابع بجدية
- ولكنني احبك مثلما انتِ، ان كنتِ نحيفة او زائدة الوزن، داخلك هو ما يهمني، اعلم شعورك تحديدا بعد معاناة فقدان الوزن التي ربحتها بدهشة تثير اعجابي
ونظر لصورة الحائط المعلقة لهما يوم زفافهما حيث كانت تستند برأسها على صدره وتطوق خصره بذراعيها في فستان انيق يبرز رشاقة جسدها ويخفي بعض مناطق انثوية احتفظت بإكتنازها في طله سلبته عقله
وجهها يحمل ابتسامة مشرقة كتلك التي يحملها هو وهو يطوق كتفها وكأنه فاز بأجمل انتصاراته

اتخذ وضع الصورة ذاتها فقرب وجهها من صدره كي ترتكز عليه ويداها من خصره كي تطوقه بينما وضع هو يده على كتفها مقربا اياها منه
صورة بين الماضي والحاضر ومازالت عيناه تحتفظ بذات النظرة وشفتاه تتسعان بذات الابتسامة وتلقائيا انتقلت إليها عدوى الابتسام فضحكت ببشاشة جعلته يمسك بوجنتها وهو يقرب فمها منها كي يطبع عليها قبلة عميقة تنهد اثرها هامسا
- ستظلين في عينايّ الضي الذي ازال ظلام ايامي.. كيف كان جسدك وكيف اصبح.. اهم ما عندي هو قلبك الذي اختطفني ومنحني الحياة كما سيمنحها لطفلي
- ‏احبك
تقولها بدقات قلب هادرة وهو يمنحها الكمال المطلوب في نقص عيناها
فيطيع هو قبلة على شفتيها مشاكسا اياها بقوله
- هل يجب علينا الذهاب، افكر ف....
- ‏نعم سنذهب، اتركني الان كي استعد
وخلصت نفسها من ذراعيه متجهه الى الخارج فيهتف هو قائلا
- اخذتِ غرضك وتركتني بعد ذلك، حسنا.. سنرى من سيتقرب من الاخر فيما بعد
وصله صوتها الواثق من الخارج
- انت بالطبع
مما جلب الابتسامة على شفتيه وهو لا يصدق مدى السعادة التي يحياها
وهل بعد امتلاك الضي سعادة اخرى؟

___________

- هيا يا امي، عمار ينتظرنا بالاسفل
- اذهبي له ريثما انتهي مما افعل
- ‏حسنا، ولكن لا تتأخري
- ‏حسنا يا ابنتي هيا اذهبي الان وسأنزل مع والده ضي
تركت سلسبيل والدتها الواقفه مع العاملات كي تسدد اجرة كل واحده منهن
كعادتها الدائمة كانت تضغط على خاتمه الذي يحتل بنصرها الايمن
تنزل درجات السلم بسرعة وكأنها تطير كي تقترب منه بخفه عصفور تحرر من عشه
خرجت من بوابة العمارة التي تسكنها فوجدته واقفا مرتكزا على سيارة اخيه التي استعارها كي يقلهما إلى حفل عقيقة ابن اختها
اتسعت ابتسامته مع اقترابها منه وهي تصافحه بخجل ووقفت على بعد مسافه منه وهي ترى نظرات الجيران الفضولية
سألها عمار وبصره معلق بالبوابة
- اين والدتك؟
- ‏ان اليوم هو يوم قبض العاملات، ولا تستطيع امي تأجيله فمعظمهن ينتظرن هذا اليوم، ومن الصباح وهي تجلس كي تنهيه، ولكن لا تقلق لقد اوشكت على الانتهاء
رد مبتسما بحبور
- بارك الله في والدتك وحفظها لكم، احب المرأة المكافحة
- ‏لقد عانت الكثير من اجلنا
- ‏ولكنكم كنتم العوض المناسب لها
شملته عيناها وهي تجيبه بخجل
- آمل ذلك
- ‏ولكنني ارى ذلك
وقعت عيناه على احد الشبان الذين ينظرون بإتجاههم فقطب حاجبيه قائلا وهو يفتح باب السيارة
- هيا ادخلي
- لماذا؟
اجابها بضيق ونظرات الشاب قد ارتكزت على منزلها
- لم احب وقفتنا في الشارع هكذا
اتى مجموعة شباب اخرين للشاب الواقف وتحركوا وقوفا امام باب المنزل فنظرت لهم سلسبيل بدهشة قائلة
- هؤلاء اصدقاء مصطفى، ماذا يفعلون؟
- ‏ألن يأتي مصطفى معنا
هزت رأسها نفيا وهي ترد قائلة
- لا، سيأتي عمر ووالده ضي وامي واخبرنا مصطفى ان السيارة لن تكفينا وسيحضر خلفنا
واثناء حديثهم خرج مصطفى من البيت ملوحا لهما وانضم بعد ذلك لاصدقائه، اوشكت سلسبيل على النداء عليه فمنعها عمار ضاغطا على كفها برفق قائل
- لا يصح الحديث امام اصدقائه
- ‏اردت معرفة ان سيذهب
- ‏بالتأكيد اخبر والدتك حينما تأتي اسأليها
اومأت له دون رد ودخلت السيارة جالسه في المقعد الخلفي فجلس في المقعد الامامي ناظرا لعيناها عبر المرآه وهو يقول
- هل سنتخاصم الان
رفعت كتفيها دون رد فقال بهدوء
- اغار عليكِ فقط، لا اتحمل نظرة احد لكِ
احمر وجهها وابتسمت فبادلها النظر عبر المرآة مبتسما
وكعادتها كانت تضغط على خاتمها بسعادة حتى رأت والدتها التي خرجت من البوابة مع والده ضي واخيها

__________

- توقف يا مالك
كان هذا صوت جلنار التي تجري خلف مالك كي تمشط له شعره بينما يجري هو منها كقرد صغير يقفز فوق الارائك في الصالة
وقفت في المنتصف متنهده بتعب وقد كانت في بداية شهرها الثالث
اتى صوت مؤمن من خلفها هاتفا
- اقترب من والدتك ولا تتعبها يا ولد
نظرت إليه فبادلها النظرة بحنان واقترب منها هامسا بعتاب
- اعتذر بالنيابة عنهما فهما اشقياء لدرجة ....
ولم يكد ينهي كلمته حتى سمعا صوت تحطيم شيء من المطبخ
سار مؤمن سريعا إليه فوجد معتصم الواقف كالمذنب امام الثلاجة وقد حطم الطبق الزجاجي للشوكولاه الذائبة التي تخص ريما

قالت جلنار بهدوء
- ابتعد عن الثلاجة يا عزيزي كي لا تؤذي نفسك
ثار مؤمن وكاد ان يهرول إليه فأمسكت كفه وهي تمنعه من الذهاب هاتفه
- يكفي نظرة الخوف في عيناه، ارجوك لا تنفعل عليه
رد مؤمن بإنفعال وصوته يعلو
- ‏ألا ترين ما يفعله هو واخيه، سأجن منهما والله......
- لماذا يعلو صوتك يا مؤمن؟
كان هذا سؤال والدته التي تقف امام باب المطبخ فإلتفت لها مشيرا لمعتصم الذي يقف برأس منحني قائلا
- لا يكف عن الشقاوة وافتعال المشاكل، لا اعلم ماذا افعل حتى ينضج قليلا هو واخيه
- اهدأ يابني مازالا اطفالا
- ‏حسنا تصرفا معهما سأخرج الان وانتظركم بالخارج

خرج مؤمن مندفعا صافقا الباب خلفه بقوة اندهشت على اثرها والدته فإقتربت من جلنار وهي تسألها بخفوت
- ماذا حدث له
- ‏بعض المشاكل الاخيرة في عمله جعلته عصبيا بعض الشيء
اومأت فاطمة برأسها في اسى لتربت على كتف جلنار هامسه بحنان
- شكرا لك على كل شيء يا ابنتي، ونعم العون والله.. انهم اطفال وهذا سن انطلاقهم كما تعلمين ولكن مؤمن لا يقدر هذا
- ‏نعم، بالطبع اعلم
في تلك الاثناء اقترب معتصم منهم قائلا بذنب
- اعتذر، هل ستتضايق ريما
قالها وهو ينظر إلى الشوكولاه التي اغرقت ارض المطبخ فضحكت جدته قائلة
- هل ما يهمك فقط هو غضب ريما
نظر لها معتصم بضيق ثم خرج من المطبخ فقالت فاطمة هيا اذهبي لاخذ ريما كي نخرج قبل ان يحدث شيء اخر
اومأت لها جلنار وخرجت فبحثت فاطمة عن الخادمة كي تمسح الارض

وحينما اقتربت جلنار من غرفة ريما جذبها صوتهم وكل واحد يغيظ الاخر بقوله
- انها تحبني انا اكثر
- ‏كلا، انا اكثر
- ‏لقد كسرت طبق الشوكولاه خاصتها
- ‏سأبتاع لها واحدا غيره
كان يقولها معتصم وهو ينظر بطرف عيناه لريما الجالسه امامهم في المنتصف وقد هبطت من على سريرها واقفه في المنتصف بينهما
كل مرة تراها واقفه على قدميها يدق قلب الام بداخلها وكأنها تولد من جديد وان رأتها الف مره في اليوم سيظل ذاك الشعور ملازما لها
قالت ريما وهي تنفض شعرها للخلف في هدوء واضعه كفيها على كتفيّ كلاهما
- انا احبكما مهما فعلتما فنحن في النهاية اخوة
يخرج مالك لسانه لمعتصم هاتفا بغيظ بينما زفر معتصم بغضب وهو يحرر كتفه من كفها قائلا
- نحن لسنا اخوة، والدتك هي زوجة والدي فقط
رمشت جلنار بعيناها عده مرات وهي تمنع استرسال افكارها بما رأته لتحسم الامر وهي تدخل الغرفة بإبتسامة واسعه وهي تقول
- لقد سمعت شجاركن ولكن انتم اخوة يا عزيزي وريما هي اختكم الكبرى وتحبكما انتما الاثنان.. ألم ترغبا سابقا بأخت كبرى، ها هي ريما تلبي امنيتكما
رد معتصم بإستخفاف
- بيننا عدة اشهر فقط اي انها ليست الكبرى كما تدعي، نحن في ذات السنة الدراسية
ضحكت جلنار بتصنع وقلبها يغزوه الخوف ولكنهم بالنهاية اطفال وربما يغار عليها معتصم كأخت له حقا ويريدها له فقط او ربما يغار على مالك منها فهو توأمه ومنذ قدوم ريما وقد انقسم اهتمامه بينهما وان كان يختصها بالجانب الاكبر
- نعم، نعم.. جميعكم اخوة كبار، بمثابة توأم ثلاثي
اومأ لها مالك بينما هتف معتصم وهو يخرج
- ليست توأمتنا بل مالك هو توأمي فقط
وخرج من الغرفة ليخرج مالك خلفه بينما دمعت عينا ريما ففتحت والدتها ذراعيها كي ترتمي بينهما وريما تبكي قائلة
- انه يكرهني
- ‏لا يا حبيبتي، بل يحبك كثيرا ولكنه لم يتقبل وجودنا بشكل كامل، لا تحزني
وامسكت بوجهها هاتفه بسعادة
- هيا ابتسمي فسنذهب لحبيبة قلبك الصغيرة

__________

كانت سراب تجلس في غرفة مكتبه كي تقوم بإطعام صغيرتها وحالما انتهت وضعتها في عربة الاطفال خاصتها وخرجت بها للخارج
لن تنكر انبهارها الاول بما شاهدته فقد تحولت حديقة المطعم لقطعة من الجنة بزينتها تلك
نظرت إلى همسة التي تحتل ركنا مع طفليها وزوجها وعمتها واخته شهد
والركن الاخر تحتله تميمة مع زوجها وعائلتها
يتوافد الجميع من اجل التهنئة وكل واحده تجد لديها عائلة
وهي.. بمفردها هكذا بعد موت جدتها
ألم عميق غزا قلبها
فبعد ولاده سبيل ببعض ايام توفت جدتها وكأنها انتظرت ان تطمأن عليها اولا، وتحميها من شر والدها حيا وبعد وفاتها شعرت انها ادت رسالتها فإستسلمت راحلة
وشعرت هي برحيل جزء منها معها
ولكن ما يهون عليها الحياة هو ذاك الرجل الواقف قبالتها مانحا اياها الحياة كما كان يقول لها دوما
منحها عائلة
دمعت عيناها بحب مع اقترابه منهم فقبل وجنة ابنته التي تغفو في عربتها واقبل على تقبيل رأسها هامسا
- مازالتِ تخطفين بصري في كل مكان
- ‏كما تختطف انت قلبي
تقولها بوله وعيناها تحيط بوجهه فيبادلها النظر
لقد كان نعم العون لها، ولولا وجوده لما اجتازت موت جدتها الذي لا ترغب حتى في تذكر

- كيف حالك يا روميو
يقولها بسام الذي اقترب منهم مع ضي فلكزه اخاه في كتفه معقبا
- ستظل طوال عمرك هادما للحظات السعيدة هكذا
تبادل جميعهم التحية بينما مد بسام كيسا من اكياس الهدايا الثلاث التي يحملها لسراب هاتفا
- هدية بسيطة، ان اعجبتكِ فهي ذوقي، وان لم تعجبكِ فهي ذوق ضي
نظرت سراب بإستغراب لأيهم فحك بسام رقبته هاتفا وهو يترك الكيس في قبضة اخيه
- يبدو انني افسدت مفاجأة ما.. هيا بنا يا ضي
ورحل ساحبا ضي التي ابتسمت بحرج خلفه وسرعان ما علت ضحكتهما
هز أيهم رأسه بلا تصديق هاتفا
- لقد افسد هذا الغبي كل شيء، في الحقيقة.. لم نحتفل بقدوم سبيل إلينا في عقيقة او عيد ميلاد ووجدتها فرصة رائعة كي نتشارك الاحتفال جميعنا اليوم، كما تشاركنا شهر العسل المتأخر، يبدو انني افعل كل شيء بشكل متأخر
دمعت عيناها بتأثر فإحتضنته بشدة وودت ان يسمح المكان كي تشبعه تقبيلا
ماذا تريد اكثر من هذا، اكثر من رجل رائع كهذا الذي منحه الله لها
اعطاها هدية بسام التي فتحتها فوجدت بداخلها سلسال انيق صغير لابنه اخيه ينتهي بقلب احمر اللون وخاتما بذات القلب جعلها تبتسم لصغر حجمه الذي سيلائم اصبعها النحيل

وعندما ابعدت نظرها عن العلبة وجدت خالته دعاء مقتربه منهم فتحركت بإتجاهها كي ترحب بها فبادلتها دعاء الاحتضان بحنان وهي تقترب من حفيدتها قائلة بعد ان حملتها ووضعت في العربة هديتين مختلفتيّ الحجم
- هذه هديتي انا وخالتك غزل
ونظرت لسراب قائلة بينما تقبل سبيل
- كانت ترغب في التواجد معنا ولكنكم تعرفون ظروف سفرها
اومأ لها أيهم بتفهم بينما ردت سراب بهدوء
- اسعدهما الله
لقد صارت انضج من ذي قبل يتحكم عقلها اولا في افعالها وقد ادركت مقامها في قلبه الذي لن ينافسها فيه احد

في ركن اخر
كان إياس يحمل وليد بينما تحمل هي ضحى وشهد تلتقط لهما الصور التذكارية بالكاميرا خاصتها، فقد ادركت شغفها الكبير بالتصوير فباتت تحضر الورشات وتتعرف على الكثير من الناس، تخرج خارج الزجاجة التي حبست فيها، تكمل تعليمها وتزور والدها
اليوم صارت تقول والدها بفم واسع
لقد عاشت بين احضانه مرات كثيرة، بات يسمعها عندما تثرثر بالكثير او تبكي ويريحها انه لا يوجد لديه رد فعل سوى الاحتضان
تعيش تحت كنف اخيها وعمتها الحنون التي تتطبب جروحها الماضية وتمنحها سلاما نفسيا عميقا
مذاق العائلة رائع
كذاك الذي تشمه همسة الان من ابنتها التي تحملها.. لا تستطيع تصديق الهدية التي منحها لها الله
ابن وابنه من حبيب عمرها، تكون عائلة صغيرة تحمل معها اسماء والديها وقد وافق إياس برحابة صدر عندما اخبرته برغبتها وكم كبر في نظرها
انها تريد قلبا اخر مع قلبها كي تمنحه فقط مقدارا ضئيلا من السعادة التي يمنحها لها
امان، عائلة، سند، حماية، كل شيء وجدته معه وقد خلع عنها ثوبها المرقع وألبسها اخر تستحقه
تقترب منه في وقفتهم واضعه رأسها على كتفه وهي تنظر له بحب بالغ بادلها اياه وافاقهم صوت بكاء ضحى التي لا تصمت سوى مع والدها فأعطتها له واخذت عمتها وليد
عمتها.. التي تحمل عن عاتقها الكثير وهي تساعدها في الاعتناء بأطفالها منذ اليوم الاول

دخل من بوابة المطعم ضياء مع اسرته وخطيب ابنته وقد دعتهم تميمة من اجل سلسبيل
نظرت فريال إلى ضياء القادم بإتجاههم وقد تأكدت بدرجة اكبر من مشاعرها التي كانت تكنها له في الماضي والتي لم تكن سوى مشاعر طفلة تفتقد حنان والدها
اما الان وهي تمسك بكف سليم فهي إمرأة تحتاج رجلها
كانت تنظر إلى وعد ابنه اختها بحب وهي تحملها بين ذراعها بعد ان ذهبت تميمة وزوجها للترحيب بالضيوف
اختها التي عوضها الله بخير زوج وسند
قرصت فريال وجنه وعد فنهرتها والدتها قائلة
- الفتاة صغيرة يا فريال لا تقرصيها هكذا
- ‏انها تبدو كقطعة مارشميلو شهية اود اكلها
قالتها ومن ثم انقضت تقبيلا عليها فهمس لها سليم الجالس بجوارها
- هذا هو شعوري تحديدا عندما اقبلك
تنحنحت بحرج وهي تنظر إلى والدتها التي تبصرهما وكأنها سمعت ما قال فلكزته فريال في كتفه كي يصمت فقهقه ضاحكا
سمعوا صوت جلبه تأتي من الخارج فإلتفت الجميع ليجدوا مصطفى الواقف في مقدمة فرقة استعراض مكونه من بعض اصدقائه، حيث يرتدون اجساد واقنعة بعض الشخصيات الكارتونية وبعضهم يحملون آلات موسيقية ويعزفون بطريقة عشوائية مثيرة للضحك مما جعل والدتها تضرب فخذيها قائلة
- لن تتعقل مطلقا يا مصطفى
نظرت لها فريال ضاحكه بعد ان دخلت تلك الفرقة ساحة المطعم وتحولت الموسيقى الهادئة إلى اخرى صاخبه جعلت الجميع يتفاعل معها
اعطت فريال وعد لجدتها وذهبت مع سليم للوقوف مع الجميع وإلتقاط بعض الصور التذكارية من كاميرا شهد

- الحمد لله الذي اكرمنا، لقد انتهينا الان من توزيع اللحم على جميع المحتاجين
كان هذا صوت جسار القائل لأيهم فربت الاخر على كتفه قائلا
- تقبل الله منا جميعا
اقترب إياس منهما حاملا وليد بين ذراعه وهو يقول بمشاكسة لجسار
- سلم على حماك يا بني
رفع جسار احد حاجبيه قائلا
- لقد سبقتك يا عزيزي، ابنتي اكبر من ولدك
تصنع إياس الدهشة قائلا
- اكبر منه بثلاثة ايام
وغمزه بمكر قائلا
- وان سبقتني كما تقول بأيام فأنت لم تسبقني بالعدد
قلب جسار فمه بإمتعاض وقد وجه حديثه لأيهم قائلا
- اتت معه ضربة حظ
- ‏بل ضربة جزاء
قالها بسام الذي اقترب منهم مستمعا لحديثهم وقد صمت الجميع دون ضحك فإبتسم لهم بسماجة وقد كان يحمل ابنه اخيه الضاحكه قائلا
- لا تضحكوا انتم يا اوغاد، يكفيني ابتسامة اميرتي
اقترب سليم بوعد من جسار قائلا
- امسك بها قليلا فقد انزعجت من الضوضاء
اخذها منه جسار بينما قال بسام ضاحكا وهو ينظر لثلاثتهم
- هل تتذكرون ايام الخلاء، ماذا فعلنا بأنفسنا يا رجال
كتم جسار انفه بيده وهو يتنفس بصعوبة قائلا
- كنا نود ادخال الونس لحياتنا، وليس رائحة الغازات
قهقه الاخرين ضحكا وهم يفعلون المثل مع انتشار الرائحة

انطلقت الالعاب النارية في الهواء ففزع الاطفال واطلق كل منهم نغمة مختلفة للبكاء
جعلت كل واحد من آبائهم يدور حول نفسه كي يصمت
فإقتربت كل زوجة من زوجها كي تأخذ طفلها وتهدهده بهدوء
وصلت ريما التي كانت تجري بإتجاه جسار حالما دخلت من بوابة المطعم اولا فتلقفها في احضانه مقبلا اياها، ستظل هي اميرته ومدللته الاولى التي افلتت من احضانه واتجهت إلى وعد
بينما صافح هو باقي الوافدين وجلس الجميع حول الموائد العامره بكافه الاطعمه
وبعد الانتهاء من الطعام وقف إياس قائلا
- اتمنى ان يقترب الجميع كي نأخذ صورة تذكارية
واقترب الجميع في سعادة
وتم إلتقاط صورة لاسرة كبيرة يضم كل واحد فيها تحت جناحه كنزه الثمين الذي فاز به
وقطعته المفقودة التي ظل زمنا يبحث عنها

" تمت بحمد الله " ❤️❤️
منتظرة رأيكم وريفيوهاتكم على احر من الجمر 💜

Layla Khalid likes this.

شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-21, 10:39 PM   #324

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الف الف ميروك.ياعسل وبالتوفيق الدائم

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 12:59 AM   #325

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
الف الف ميروك.ياعسل وبالتوفيق الدائم



حبيبتي الله يبارك فيكي ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 04:10 PM   #326

ندى جابر محمود

? العضوٌ??? » 482734
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » ندى جابر محمود is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروووووك وبالتوفيق يارب
اتمنى قراءه ممتعه للجميع


ندى جابر محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 04:21 PM   #327

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى جابر محمود مشاهدة المشاركة
الف مبروووووك وبالتوفيق يارب
اتمنى قراءه ممتعه للجميع



حبيبتي الله يبارك فيكي ❤️❤️ واتمنى تنال اعجابك


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 07:16 PM   #328

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبرووك الختام وعقبال أعمال كثيرة ناجحة
يمكن قصرت معك اخر الرواية بس مبارح كملت الفصول للنهاية وكان واضح نضوجك وتمكنك للنهاية ❤❤
حبيت مرافقتك من الاول واكتشاف كاتبة راقية ومحترمة وتكتب من قلبها
اكثر شخصيات حبيتها وقدمتيها بحرفية ايهم وسراب
تطور شخصيتهم وصراعهم مع نفسهم مشاهدهم من اجمل ما قرات من وصف وسرد شخصيات
موفقة دايما حبيبتي وبانتظارك بأعمال قادمة تحمل من الاخلاق والمشاعر مانحتاجه بعالمنا الأدبي ❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 09:10 PM   #329

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميس ناصر مشاهدة المشاركة
الف مبرووك الختام وعقبال أعمال كثيرة ناجحة
يمكن قصرت معك اخر الرواية بس مبارح كملت الفصول للنهاية وكان واضح نضوجك وتمكنك للنهاية ❤❤
حبيت مرافقتك من الاول واكتشاف كاتبة راقية ومحترمة وتكتب من قلبها
اكثر شخصيات حبيتها وقدمتيها بحرفية ايهم وسراب
تطور شخصيتهم وصراعهم مع نفسهم مشاهدهم من اجمل ما قرات من وصف وسرد شخصيات
موفقة دايما حبيبتي وبانتظارك بأعمال قادمة تحمل من الاخلاق والمشاعر مانحتاجه بعالمنا الأدبي ❤


حبيبة قلبي الله يبارك فيكي وربنا يخليكي ليا وانا فعلا كلي سعادة ان الرواية نالت اعجابك ❤️❤️❤️❤️
يارب مع بعض دايما وفي انتظار رأيك في كل ما هو قادم وان شاء الله اباركلك قريب ع روايتك الجديدة ❤️❤️❤️


شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-21, 11:14 PM   #330

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الف الف مبروك ختام الرواية العقبة لروايات اخرى ان شاء الله

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.