آخر 10 مشاركات
رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-20, 09:58 PM   #71

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث
***********

قضت ساعات السفر الطويلة فى صراع مع أفكارها، أتعترف بخطئها وتتلقى عقابها
مهما كان أم تتدعى تُعرضها للسرقة أو أى حُجة أخرى لتخفيف العقاب ولو قليلاً ..
فهى فى كل الأحوال معاقبة لا محالة... لم تسطع أن تصل لقرار
فالخوف يسيطر على تفكيرها السليم
أخيراً وصل القطار محطة محافظتها وعليها أن تستقل وسيلة نقل أخرى إلى قريتها...
وضعت كفها على خافقها الذى أعلن فزعه منذ الأن
تنهدت بقوة تحاول التحلى بالهدوء فالقادم عسير ثم استعانت بالله
ونهضت بساقين لا تكاد تحملاها من الخوف
ترجلت من القطار بنظرات متوجسة وخطوات مترددة وماهى إلا عدة خطوات قليلة
خطتها للأمام حتى شعرت بقبضة حديدية تقبض على ساعدها بغل
"حساااام" صرخت شمس بهلع حين التفتت بحدة نحو صاحب القبضة الممسكة بها
ووقعت نظراتها على ملامح شقيقها العابسة
ازدرت ريقها بصعوبة وجاهدت لخروج صوتها تحاول تبرير سبب غيابها ولكنه لم يُمهلها النطق
إنما جذبها بعنف لتتحرك معه دون كلمة واحدة حتى سيارته التى فتح بابها بعصبية
ودفع شقيقته للداخل بقسوة وهى لاتكاد ترى من سيل عبراتها المندفعة على وجنتيها
وهى تُساق إلى محاكمتها الحتمية وقد طارت الكلمات والمبررات من عقلها
فعجزت عن الدفاع عن نفسها
دار حسام حول السيارة ليتخذ مقعد السائق... بينما مسحت شمس عبراتها
بباطن كفها لتوضح الرؤية مرة أخرى أمام عينيها
حينها لاح فى المرآة الجانبية للسيارة خيال جسد ضخم فى المقعد الخلفى
فالتفتت برأسها بتوجس قبل أن تشهق بصدمة ظهرت جلية فى مقلتيها
وتمتمت بخفوت :- يوسف
كان يوسف قابعاً فى المقعد الخلفى مكبل الذراعين مبعثر الثياب
يرفع رأسه بصعوبة واضحة ويبدو على وجهه علامات التعب والإجهاد وكأنه خرج من عراك للتو
ما أن اتخذ شقيقها مقعده حتى انطلق لسانها مع زخات دموعها
ترجو شقيقها بصوت منقطع الأنفاس فزعاً
:- حسام ... يوسف مالوش دعوه بحاجة ... ده ساعدنى فـ آآآآ
صفعة قوية محملة ببراكين الغضب والغل والرغبة في الانتقام سقطت على وجهها
وانتزعتها من مكانها ليرتطم وجهها فى تابلوه السيارة وتسقط بعدها في أرضية السيارة
منكمشة على نفسها متألمة باكية
مال يوسف بجذعه للأمام وصاح بقوة فى حسام مدافعاً عنها
:- مفيش داعى للعنف ده .... أنت مش فاهم اللى حصل ....أنا بحاول أشرحلك طول الطريق
وأنت رافض تسمع... أفهم الحكاية الأول وبعدين أحكم عليها وعليا
استدار حسام بجذعه للخلف ودفع يوسف فى صدره بقبضة مكورة جازاً على نواجذه بحقد
:- أخرس يا عويل .... ما أسمعش صوتك النچس
أعتدل حسام فى مقعده وأدار مفتاح السيارة قبل أن يحذر للمرة الأخيرة
:- مش رايد (عاوز) أسمع نفس حد منيكم لغاية ما نوصل للدار
وهناك هتاخدوا چزاكم أنتوا الأتنين
ثم انطلق حيث دارهم ليتلقوا عقاب جريمة لم تُرتكب

*************

بعد ما يقرب ساعة من الزمن وفى ظلام الليل اخترقت السيارة طرقات القرية الغير ممهدة
وواصلت طريقها حتى دلفت إلى فيلا عائلة العزازى محملة بشحنات من المشاعر المتباينة
المنبعثة من راكبى السيارة بين خوف وقلق وحقد وغضب ورغبة فى الانتقام
ظهر الخوف جَلَّى على ملامح شمس التى هربت الدماء من وجهها فتحول للون باهت شاحب
... وزاد معدل تنفسها خوفاً من لقاء والدها المرتقب ... شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة
فلم تستجيب لأمر حسام حين طالبها بالترجل من السيارة
بينما ترجل هو وفتح الباب الخلفى ليجذب يوسف بعنف من ذراعه ودفعه أمامه فى اتجاه الفيلا
حانت منه التفاته نحو شقيقته التى تجمدت بمكانها داخل السيارة فأهتاجت أعصابه
حين لم تستجيب شمس لأمره ففتح باب السيارة وجذبها من شعرها وجرها عنوة خارج السيارة
تابعها يوسف بنظرات متعاطفة وأومأ بخفة برأسه نحوها يؤازرها فى محاولة فاشلة لطمأنتها
رغم قلقه الداخلى فما حدث حتى الأن لا يبشر بخير
تحركوا بخطى بطيئة نحو باب الفيلا المشرع يتبعهم صوت حسام الحانق يحثهم على
إسراع الخطى وبمجرد دلوفهم للمنزل تعالى صوت فرح الشقيقة الصغرى لشمس
تهبط مسرعة على درجات السلم للقاء شقيقتها بلهفة
وخلفها تهبط نسمة زوجه حسام ببطء بسبب حملها
صاحت فرح بلوعة وهى تهم باحتضان شقيقتها
:- شمس ... شمس ياحبيبتى الحمدلله إنك بخير
أوقفها حسام بإشارة من يده ودفع شمس أمامه بقسوة هاتفاً بحزم
:- بَعدى عنها يافرح وأطلعى فوج
بكت شمس شوقاً لشقيقتها وتمنت أن تحتضنها... أن تطمئن بين ذراعيها
ولو للحظات ولكن حسام دفعها أمامه وأحتجزها بغرفة الضيوف ثم أصطحب يوسف
لغرفة أخرى مهملة ببدروم الفيلا
ربما تُستخدم للتخزين حيث أحتجزه هناك بعد أن فك كفيه وتحرك لمغادرة الغرفة ...
بادره يوسف بسؤال يلح على عقله
:- أنت أزاى عرفت مكانى ... أقصد مكان شمس!!
التفت حسام من أمام الباب وألقى نظره استهزاء نحو يوسف موضحاً ببساطة
:- مش محتاچة سؤال يا متعلم ... من موبايل شمس ... أول مافتحته عرفنا مكانها ...
واحد من شركة المحمول بلغنى بالعنوان طوالى (لوى شفته بنصف ابتسامة يتباهى
بعلاقاته الواسعة مردفاً) ألف مين يخدم
(عاد واقترب من يوسف مستطرداً بسخط) ولسوء حظك أنى كنت فى القاهرة بدور عليها ..
وفى نص ساعة كنت جدام دارك ... وشفتكم بعينى نازلين من شجتك ويا (مع)
بعض ومشيت وراكم لمحطة الجطر
حرك يوسف رأسه بتلقائية قائلاً بهدوء
:- وأنا مش هنكر إنها كانت فى شقتى ... بس ادينى فرصة أوضحلك كل شئ
رفع حسام كفه فى وجه يوسف يوقف حديثه قائلاً بتصميم
:- هتجول ... بس مش دلوك .... لما أطلب منك الحديت
التفت حسام مغادراً بكبرياء وغضب بنفس الوقت تاركاً يوسف يقف بمنتصف الغرفة حائراً
يتطلع حوله فى الغرفة المليئة بالأشياء المهملة القديمة
ثم تقدم نحو نافذة مرتفعة نسبياً عن الأرض مغلقة بقضبان حديدية تطل على حديقة المنزل
ومن خلفها عبر السور الحديدى يمتد البصر لحقول خضراء شاسعة تتمايل بنعومة مع
نسمات الخريف الباردة بإيقاع يبعث السكينة فى النفس
تنهد بآسف مُحدثاً والده الراحل (ها قد عدت لبلدتك يا أبى .... البلدة التى هربت منها يوماً
خوفاً من الثأر وعشت بعيداً عن الأهل والأقارب حتى مماتك .... ها قد عدت إليها
محملاً بذنب لم أقترفه)

***************

مرت الساعات ويوسف حبيس غرفة البدروم لايدرى عما يدور بالخارج، يكتنف رأسه صداع ثقيل
من أثر الضربة التى تلقاها على رأسه ومن تسارع الأحداث التى
وجد نفسه طرف بها دون جريرة
يحاول استعادة ذاكرته فى اللحظات التى تلت توديعه لشمس على محطة القطار
فما أن غادر المحطة وتقدم بضع خطوات بين السيارات المركونة متجه للشارع الرئيسى
حتى شعر بآلم رهيب في مؤخرة رأسه أسقطه أرضاً
ليرى بعين مشوشة اثنان من الرجال يسارعان لحمله ووضعه فى سيارة كانت في
الانتظار ويطمئنان الناس بكلمات كاذبة مدعين أن نوبة سكر هاجمته
وأنهم أصدقائه قبل أن يغيب عن الوعى تماماً
وبعد فترة من الزمن استعاد وعيه مرة أخرى ليتفاجأ أنه داخل سيارة متحركة
على طريق الصعيد مكبل اليدين
لم يفتح سائق السيارة فمه بحرف وكأنه يترفع عن الحديث معه رغم إلحاح يوسف
فى طرح الأسئلة ليتبين ما حدث له
اكتنف الألم رأسه طوال الرحلة فالتزم الصمت الذى ساعده عليه تجاهل السائق لوجوده ...
أما يوسف فقد أدرك أن مايحدث نتيجة مساعدته لشمس
وقد تأكد من حدسه بوضوح حين شاهد شمس تُسرع الخطى قهراً مغادرة محطة القطار
خلف سائق السيارة والذى أدرك الأن أنه شقيقها الأكبر
قبل أن يزج بها فى المقعد الأمامى للسيارة
مع شروق الشمس عاد حسام مرة أخرى ليستجوب يوسف بالتفصيل عن علاقته بشمس
فى جلسة طويلة ألقى فيها حسام الاتهامات على يوسف والذى أجابه بمنتهى الهدوء
والصدق والثقة
وهذه الثقة استفزت حمائية حسام فحاول الانقضاض على يوسف أكثر من مرة إلا أن
يوسف دافع عن نفسه ببراعة
فكانا مثل أسدين يتعاركان بقوة متعادلة نظراً لتقاربهم فى التكوين الجسدى
لولا أن تغلب حسام على يوسف حين قام بلكمة بقوة فارتدت رأس يوسف المصابة
مرتطمة بالحائط خلفه
فسقط أرضاً متألماً ... يكتنف رأسه ضباب الرؤية ليسقط مغشياً عليه

**************

مع أشعة الغروب المغادرة أطلق حسام سراح يوسف واصطحبه لبهو المنزل حيث
وجد شمس فى الانتظار أمام غرفة مغلقة ... جرت نظرات يوسف على ملامحها المنهارة
وقد تلون جبينها بلون أزرق ممزوج بالحمرة من أثر ارتطامها بتابلوه السيارة ...
كما يوجد علامات لأصابع حمراء على وجهها من أثر الصفعة
فى غرفة المكتب الفخمة الخاصة بالحاج سليم الذى استقبلهم بملامح صارمة
رغم هدوءه الظاهرى جرت نظراته الثاقبة على ابنته ويوسف ببطء
أما شمس بمجرد أن وقعت مقلتيها على والدها هرعت بالجلوس تحت قدميه تحاول
تقبيل يده ولكنه أبعدها سريعاً باستنكار وأشاح بنظره بعيداً عنها لتستقر نظراته المتفحصة
على وجه يوسف الواقف بثقة وثبات أمامه، يتبعهم حسام
بعد أن أغلق باب الغرفة بإحكام خلفه
جلست شمس على ركبتيها بجانب قدمى والدها وحاولت توضيح ماحدث للمرة الثانية
هذا اليوم ولكن هذه المرة أمام والدها شخصياً بعد أن قصت على شقيقها
ماحدث لها بالنفصيل .... خرج صوتها متحشرجاً مبحوح من كثرة بكائها ونحيبها
:- آ آ أنا آسفة يا أبوى .... أناغلطت فى حق حضرتك وحق نفسى... بس أقسم بالله العظيم
أنا محافظه على نفسى ومفيش مخلوق لمسنى وحضرتك أتأكدت من الدكتورة
(الدكتورة)
قطب يوسف بين حاجبيه وقد أدرك من خلال تلك الكلمة ماحدث لشمس خلال
الساعات السابقة فيبدو أن أهلها قد أخضعوها لكشف العذرية ... للاطمئنان والتأكد من صدق حديثها
لكزه حسام فى كتفه بعنف ليخرج من شروده وقال بغيظ
:- الهانم كانت بايته فى بيت الأفندى ده
أرخى يوسف جفنيه لثانية محاولاً السيطرة على أعصابه فقد سرد ماحدث بالتفصيل
لحسام ولكنه لم يصدق واشتبك معه
التفت يرمق حسام بتحدى قبل أن يتوجه بالحديث للحاج سليم
:- من فضلك ياحاج ممكن نتكلم بهدوء ومن غيرعصبية ....
على الأقل نوضح اللى موقفنا لحضرتك
تفرس الحاج سليم بنظره ثاقبة فى ملامح يوسف الهادئة الواثقة بينما صاح حسام بإهتياج
:- هتجول إيه تانى ... الأتنين كلامهم واحد وكأنهم متفجين عليه
التفت يوسف نحوه بعصبية وهتف بوجهه
:- وليه مايكونش لأننا قلنا الحقيقة بمنتهى الصراحة
زحفت شمس على ركبيتها وتطلعت لوالدها قائلة بصوت مرتجف
:- والله أنا قولت الحقيقة كلها زى ماحصلت .... يوسف وقف جنبى
من غير مايعرفنى وساعدنى عشان أرجع لكم
ارتسم الرضا على ملامح يوسف تأثراً بصدقها ... فأى فتاة أخرى فى وضعها
ربما كانت اتهمته شخصياً بتلك الفعلة المشينة لتتخلص من ورطتها
تابعت شمس حديثها وقد رفعت كفها لتستريح على صدرها لتؤكد على صدق كلامها
:- أنا كنت راجعة بنفسى يا أبويا.... أنا ماليش غيركم سند وحماية بس كنت خايفة .... خايفة أوى
تحشرج صوتها بالنحيب منكمشة تحت قدمى والدها الذى حرك مقلتيه بينهم ببطء مفكراً
بينما اندفع حسام يهتف بإنفعال
:- قضت الليلة فى بيته لحالهم (وحدهم) ... يبجى ده اسمه إيه؟
شهقت شمس مستنكرة وقالت مدافعه
:- والله ما حصل حاجة ... أنت أتأكدت من الدكتورة بنفسك ياحسام ...
ومن غير دكتورة لازم تكون واثق فى أختك ... تربيتك
أعجب يوسف بقوة شمس فى دفاعها عن شرفها حتى أمام شقيقها ...
فأسرع لمؤازرتها موضحاً
:- اللى حصل إنى لقيت الأنسة شمس مغمى عليها .... ماكانش ممكن أسيبها مرمية
على السلم ... عشان كده أخدتها شقتى ولولا أن زميلتها وأسرتها اللى هما جيرانى
مسافرين ماكنتش دخلت شقتى أصلاً ....(حول نظره نحو حسام واستطرد بصدق)
أما حكاية أنها كانت فى شقتى لوحدنا ... فالأنسة شمس إنسانة محترمة وتعرف تحافظ
على نفسها ... وأنا الحمدلله أهلى ربونى كويس وبخاف ربنا فى كل تصرفاتى
ومش ممكن أتعدى على أى إنسان ضعيف ديه مش أخلاقى
تفحصه سليم من أعلى رأسه لأخمص قدميه، هذا الوجه وتلك الملامح الواثقة
تذكره برجل أخر.... رجل من زمن بعيد
حول نظره نحو ابنه وسأله بهدوء :- عِملت اللى جولتلك عليه
أومأ حسام سريعاً بتأكيد :- طبعاً يابوى .... جبل الفچر يكون تحت رچليك
هز سليم رأسه ببطء ثم أشار بنظره نحو مقعد قريب قائلاً بصوت رخيم
:- أجعد .... اسمك يوسف مش إكده
أومأ برأسه بتأدب واتجه حيث أشار الحاج سليم الذى أعجب بثقة يوسف
وصدق حديثه بينما تأجج الغضب بمقلتى حسام وهتف بعصبية
:- يجعد كيف يابوى .... حضرتك هتصدج حديتهم
تأمل سليم ولده برزانه وقال بحكمه رجل تخطى الستين من عمره
:- أهدى ياحسام وخد خايتك (أختك) لأوضتها وهمل يوسف معاى شوى
تجمد حسام للحظات يطالع والده بصمت ثم أومأ بتجهم مردداً بطاعة :- آمرك يا بوى
ولم ينسى أن يُلقى نظره غيظ نحو يوسف قبل أن ينادى بحنق على شقيقته
نهضت شمس بجسد منهك لتقف بخزى بجانب والدها، منكسة الرأس باكية
بندم على تهورها الذى أوشك أن يُلقي بها فى أحضان الموت لولا حكمة
وهدوء والدها فى إدارة الأمور
انحنت فى محاولة منها لتقبل كف أبيها المتكئة على مسند مقعده راجية عفوه
ولكنه أبعد كفه للمرة الثانية بنفور بعيداً عنها مما أعاد العبرات الصامتة إلى مقلتيها
امتدت قبضة حسام إلى ساعدها ليجذبها بخشونة معه للخارج
تحت وطأة نظرات الأب الغاضب ونظرات يوسف المتعاطفة

***************

تفاجأ حسام عند عودته لغرفة المكتب مرة أخرى بأكواب الشاى المقدمة ليوسف
وكأنه ضيف نزل على دارهم وليس بمذنب يجب عقابه
لايعلم بما دار بينهم خلال تلك الدقائق ولكن يبدو الهدوء على والده وكأن يوسف
قد أفضى للحاج بسر ما
أنضم حسام لحديثهم القصير الهادئ ثم أمره والده باصطحاب
يوسف لغرفة الضيوف ففعل على مضض
ما أن هم بترك يوسف بالغرفة الواسعة النظيفة حتى التفت يوسف نحوه قائلاً ببساطة
:- أستاذ حسام ... ممكن أى مُسكن للألم
رفع كفه يمسح على مؤخرة رأسه ببطء مردفاً
:- أنا مش عارف رجالتك خبطونى بإيه ... دماغى هتنفجر من الصداع
لوى حسام شفته بابتسامة متشفية قائلاً
:- خبطوك بضهر الطبنچة (المسدس) اللى كان لازمن تتفرغ فى صدرك
زفر يوسف بضيق قائلاً بصدق
:- أنت ليه مش مقتنع بكلامنا ... أنا وشمس قولنا الحقيقة
صرخ حسام فى وجهه بعصبية
:- ماتچبيش اسمها على لسانك
ثم غادر رافض لأى تبرير وصافعاً الباب خلفه بعنف ثم أدار المفتاح ليحكم إغلاق الغرفة

**************

تجول يوسف بنظراته فى محتويات الغرفة النظيفة المرتبة واقترب نحو نافذة كبيرة تتوسط الغرفة
... أزاح الستائر جانباً وفتح النافذة ليقابله حديد مزخرف بأشكال دائرية يسد النافذة
لكونها بالطابق الأرضى
ابتسم بخفة فهو لم ينوى الهرب على إيه حال ولَمَّا يهرب وهو برئ ...
وقف لدقائق يتطلع للمساحة الخضراء الشاسعة للحقول ... نسمات هواء الخريف المحملة
برائحة الأرض الزكية تداعب وجهه على استحياء
أرخى جفنيه باستمتاع متناسياً كيف وصل لهذه القرية ولماذا؟ ...
وكل مايجول فى خاطرة أحساسه بالدفء والحنين لهذه البقعة من الأرض الذى لم يطأها من قبل.
استدار بعد دقائق يطالع الفراش الواسع المرتب بعيون مجهدة ثم تقدم نحوه
وهو يحل أزرار قميصه بتكاسل ... خلعه ببطء وألقلى به على طرف الفراش
قبل أن يلقى بجسده المنهك ورأسه المتألم على الفراش الوثير متأوهاً
بإجهاد لينال قسطاً من الراحة جسده فى أشد الحاجة إليها ....
فلا يعلم ماذا يخبئ له القدر

************

يتبــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 09:59 PM   #72

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى الصباح الباكر انفتح باب الغرفة ليطل وجه حسام العابس الذى
اقترب من الفراش يتفحص جسد يوسف ببنطاله الجينز وفانلته الداخلية ...
نغزه فى كتفه هاتفاً بحنق دون إلقاء تحية
:- جوم فز على حيلك استر نفسك ... فى حريم هتدخل
رفع يوسف رأسه عن الوسادة بفزع يناظر حسام بتشوش وعلى وجهه أثار النوم العميق
ثم اعتدل على الفراش ببطء وأنزل ساقيه أرضاَ برأس ثقيل مازال النوم يتلاعب به
وسحب قميصه من طرف الفراش يرتديه بتكاسل وهو يتثائب ببطء
حين انتهى يوسف من ارتداء قميصه تعالى صوت حسام يأمر بدخول من برفقته
فدخلت سيدة بجلباب أسود بسيط تخفى رأسها ووجهها بوشاح أسود
وتركت صينية الطعام جانباً ثم خرجت على عجل
أشار حسام نحو الطعام قائلاً بتهكم
:- كل وأشبع .... كانك فى فندج خمس نچوم (صر على أسنانه مردفاً)
لولا أوامر أبوى لسبتك تموت من الچوع
نهض يوسف وتقدم أمام حسام يناطحه رأساً برأس رغم آلم رأسه
:- الحاج سليم راجل عاقل وحكيم .... مش سايب الغضب يتحكم فيه
(رفع أصبعه يشير لرأسه مردفاً) حكم عقلك وبعدين أحكم بالعدل
طالعه حسام وهو يقف شامخاً أمامه بلا ذرة تعاطف ثم رفع ذقنه بمنافسة
واقترب برأسه من يوسف قائلاً بخفوت متحدياً
:- تصدج هكون سعيد وأنا بكسر منخارك (أنفك) ده
حرك يوسف رأسه بثقة نافياً
:- صدقنى ... مش أنا اللى استحق كسر المنخار ياحسام
ابتسم حسام بتهكم ويوسف يستخدم نفس كلمته،
يحاول السيطرة على غيظه ثم هم بمغادرة الغرفة قائلاً مولياً ظهره ليوسف
:- هنشوف

**************

قضى يوسف يومه بين جدران الغرفة يطالع جزء من القرية الهادئة بالخارج من خلال نافذته....
يتفكر فى حاله وفى ماضى والده وكل ما قصه عليه من حكايات قديمة
لم يسعى يوماً للاقتراب من أهل والده ولا من بلدته التى ينتمى إليها اسماً فقط ...
ولكن على ما يبدو أن بلدته هى من سعت إليه
قبيل المغرب كان يوسف ينعم بقيلولة صغيرة حين أنفتح الباب بقوة ليفزع من نومه
ثم هب جالساً بجزع يتلفت نحو باب الغرفة وجد حسام يقف متجهم الملامح ي
يحثه على النهوض ومصاحبته
أمتثل لأمره ليستوضح الأمر، تحرك خلف حسام بصمت وجد حسام يتقدمه نحوغرفة البدروم مرة أخرى
عبست ملامحه وتوجس فى نفسه خاصة حين وجد شمس تقف فى الممر الضيق
بجانب الغرفة بجسد هزيل ووجه متورم من أثر البكاء
شطح عقله سريعاً يحاول فهم الموقف وسبب وجودهم فى هذا البدروم الخانق
ما أن دلفوا للغرفة خلف حسام حتى تفاجئوا بجسد شخص مسجى أرضاً معصوب العينين،
مقيد اليدين يتمتم بكلمات غير واضح ترتسم على وجه علامات الفزع
شهقت شمس حين وقعت نظراتها عليه وأشاحت بوجهها بعيداً باشمئزاز وبغض واضحين
راقب يوسف انفعالاتها بدقة خاصة بعد أن تعرف على شخصية الرجل المقيد
أما حسام فبدل نظراته بين يوسف وشمس يستشف انطباعهم ومدى صدق روايتهم
كان أخر المنضمين لهم هو الحاج سليم الذى وقف فى صدر الغرفة بهيبة
بينما تحرك حسام وجذب جسد هشام الملقى أرضاً ليجلس ثم رفع العصابة
عن عينيه ليبدأ فى الصراخ برعب حين وقع بصره على شمس ويوسف
وتبين مكانه ثم بدأ فى التوسل بنحيب
:- حرام عليكم .... سيبونى .... أنا غلطان ... بنتكم كانت هتقتلنى ....
وأنا مقولتش حاجة عليها وماجبتش سيرتها للبوليس ... وأسألوا الأستاذ ده
أشار نحو يوسف أثناء حديثه ثم أرتكز على ركبتيه ماداً عنقه نحو يوسف متوسلاً
:- أنا قلتلك ماجبتش سيرتها فى المحضر ووعدتك مش هقرب لها تانى .....
عاوزين منى إيه تانى!!
أندفع حسام نحوه بكل ثورة غضبه وغيظه بعد أن وضحت الحقيقة و
ضوح الشمس باعتراف الجانى دون أى ضغط عليه وأنهال ضرباً على هشام
بكل قوته وغله حتى تكوم هشام أرضاً متألماً ... باكياً كالنساء
صوت الحاج سليم هو من أنقذه من قبضة حسام لدقائق قليلة يتنفس فيها الصعداء
حين تكلم بصرامة
:- كنت مفكر شرف البنات لعبة .... ولا ألف كلمة اعتذار كافية على اللى سويته فى بتنا
... ده الموت جليل عليك
اختلس يوسف نظره جانبية نحو شمس المحتمية خلف كتف والدها
يبحث داخل مقلتيها عن أى شعور للتعاطف أو الحب نحو هذا المتكوم أرضاً بذعر
تحت قدمى شقيقها ولكنه لم يجدغير نظرات الشماتة والتشفى
صدح صوت حسام بقوة يؤكد على كلمات والده باستحقاق الموت جزاء
لما أقترف هذا المنتهك للعرض
:- أنت تؤمر يابوى .... والله ليدوج اللى أشد من الموت
زاغت نظرات هشام المرتعبة بين وجوه المحيطين به... يتعلق بأى نظره شفقة أو تعاطف معه
فلم يجد سوى رغبة فى الانتقام فلجأ للتوسل وطلب العفو بدموع عينيه
:- أنا مستعد أعمل كل اللى تؤمروا به ... بس بلاش الموت ....
أرجوكم بلاش أموت أبوس رجلكم ... أنا عاوز أعيش ... عاوز أعيش
خر باكياً يستدر عطفهم ... قلب سليم شفته باشمئزاز وتحرك مغادراً
وتبعته شمس شامخة الرأس بعد أن ألقت نظره احتقار وتشفى على من ظنت يوماً أنه حبيبها
حينها أقترب حسام وجذب جسد هشام ليقف على قدميه وفك وثاق ذراعيه قائلاً بغل
:- ماتعودتش أمد يدى على راچل مربوط
ثم أنهال على هشام يوسعه ضرباً بكل ما أوتى من قوة ...
وما أوتى من غضب وغيرة على شرف عائلته
أنهال ضرباً بقبضتيه وقدميه وهشام يصرخ آلماً عاجزعن الدفاع عن نفسه
يستغيث بيوسف الذى تحرك جانباً يشاهد مايحدث ببرود واضعاً كفيه داخل بنطاله فى وقفه مسترخية ... فهذا أقل عقاب يستحقه هذا الوغد
توقف حسام بعد فترة من الوقت يلهث من المجهود الذى بذله وهشام متكوم ينتحب تحت أقدامه
رمقه حسام بنظره استخفاف ثم انحنى فوقه وقبض على خصلات شعره الشقراء الناعمة
ليرفع رأسه مهدداً
:- اللى أنت عمِلته ده .... تستحج عليه الجتل ومالكش عندينا ديه
دفع رأسه بعيداً ليسقط متكوم أرضاً خائر القوى بينما أقام حسام هامته عالياً ليستطرد
:- تعرف مين اللى چابوك إهنا؟ ... مطاريد الچبل هم اللى خطفوك من المستشفى
وممكن يچبوك من بطن السبع لو حبوا .... ولو سلمتك لهم ماحدش هيعترلك على چته
رفع هشام حدقتيه الباكية بتوسل يزووم بكلمات غير مفهومة ... حدجه حسام بنظره تهديد نارية مردفاً
:- يعنى مالكش مُطرح تهرب فيه منينا
لوح هشام بيد واحدة أمام وجهه ويده الأخرى فوق جرحه الذى انفتح من جديد
وقال بعجز وخنوع بصوت مشروخ يستجدى الرحمة
:- مش ههرب منكم .... ومستعد أعمل أى حاجة (مسح على أنفه المحطم وأردف راجياً بتذلل)
أنا مستعد أتجوز شمس دلوقتِ حالاً لو حبيتوا
قطب يوسف جبينه مستنكراً للفكرة بينما تعالت ضحكة حسام المستهزئة
ثم بصق أرضاً قائلاً بحنق
:- أختى أنا تتچوز عويل كيفك .... نچوم السما أجربلك
ارتاحت ملامح يوسف واستحسن إجابة حسام الذي تحرك نحو باب البدروم
ونادى على يوسف ليلحق به ثم أغلق الباب بإحكام تاركاً هشام للظنون تتلاعب به
اعتلوا الدرجات القليلة سوياً نحو البهو ... تسائل يوسف بجدية
:- أنتوا ناويين تعملوا معاه إيه؟
توقف حسام والتفت نحوه مضيقاً مقلتيه وسأله بحدة
:- لو مكانى تعمل إيه؟
حرك يوسف رأسه بتلقائية مُجيباً :- هأدبه طبعاً عشان يتعظ ومايفكرش يأذى
أى بنت مرة تانية
ظهرت ابتسامة شاحبة على وجه حسام وأومأ موافقاً على حديثه بغموض

***************

عاد يوسف لغرفة الضيوف مرة أخرى وهذا المرة كضيف واجب إكرامه، بعد وقت قصير
دخلت صينية العشاء مع الخادمة وتبعها حسام الذى بدل ملابسه الملوثة بدم هشام
بملابس نظيفة وهذه المرة كانت ملابسه صعيدية تقليدية بجلباب رمادى اللون
وعمامة ناصعة البياض وقد تخلى عن البنطال والقميص
ألقى السلام بهدوء قبل أن يقول بملامحه الجامدة وبنبرة باهتة
:- أنت الليلة ضيفنا يا أستاذ يوسف... ولاتواخذنى على تصرفى معاك ...
أنت لو مكانى كنت هتعمل أكتر من إكده
ابتسم يوسف ببشاشة وقال بصدق
:- حصل خير يا أستاذ حسام والحمدلله الحقيقة ظهرت
أومأ حسام بخفة ثم أستأذن بالانصراف وترك يوسف ليتناول طعامه بشهية مفتوحة
بعد هذه المعاناة التى عايشها
ثم استرخى بارتياح ليستسلم لنوم عميق ملء جفنيه لاستعادة بعض نشاطه
بعد التوتر العصبى الذى عانى منه منذ أكثر من يومين

************

حل الظلام يكتنف المنزل ويلف عباءة السكون فى أركانه... ولجَأ كل فرد إلى غرفته
بينما شبح ضئيل الحجم يتسلل فى الظلام الدامس ببطء ...
يتلفت حوله بتوجس ثم أقتحم حجرة يوسف بدون استئذان
هب يوسف من الفراش فزعاً من اقتحام غرفته والتفت ينظر نحو الباب ومقلتيه تتسع بصدمة
حين وقعت عينيه على الجسد الضئيل فى الضوء الخافت الذى يتسرب للغرفة من الخارج
رأها موليه ظهرها لباب الغرفة المغلق تلتقط أنفاسها المتسارعة بقوة ....
مد يده لمفتاح مصباح الإضاءة بجانب الفراش وهتف بخفوت غير مستوعب لسبب وجودها
:- شمس إيه اللى جابك هنا!!.... هتودينا فى داهية
رفعت أصبعها أمام شفتيها لتسكته وردت بصوت خفيض
وهى تتقدم نحوه على أطراف أصابعها قائلة
:- وطى صوتك ... كان لازم أتكلم معاك
أخفضت عينيها بخفر حين رأته بفانلته الداخلية و ببنطال الجينز فقط
فهو بالطبع لم يحضر أى ملابس حين تم اختطافه من محطة القطار
زفر فى ضيق وأسرع لالتقاط قميصه الملقى على حافة مقعد قريب
وبدأ فى ارتدائه قائلاً بحنق خافت
:- أتكلمى بسرعه .... عاوزه إيه؟
شبكت أصابعها أمامها مطأطأة الرأس قائلة بخفوت
:- كان لازم أشوفك وأشكرك على وقفتك جنبى ....
وكمان أعتذر عن البهدلة اللى اتعرضت لها بسببى
أرخى جفنيه فى تواضع ثم ردد بصدق
:- أنا ماعملتش غير الواجب اللى يحتمه على ضميرى وتربيتى ...
(مسح على مؤخرة رأسه يردف بمرح) أما بقى البهدلة فالحمدلله جت سليمة
ابتسمت برقة وطالعت وجه بامتنان وإعجاب واضحان ثم قالت بخجل :- هتسافر بكره؟
أومأ برأسه (أى نعم) ثم رفع سبابته أمام وجهه محذراً
:- أوعدينى بلاش تهور تانى ... وتحافظى على نفسك كويس ...
أنتِ انسانة جميلة وبنت ناس .... ماتجريش ورا أوهام وكلام الحب والروايات الفارغ ده
هزت رأسها متفهمة ووعدته بصدق بابتسامة رقيقة وحدقتين لامعتين بإعجاب يوشك أن يتحول لحب
كيف لا تصدق كلام الروايات وهو ماثل أمامها بطل كأبطال الروايات ... بطلها هى وحدها
ودت لو تتحدث معه أكثر، ودت ألا يتركها... لو يعيش معها هنا فى بلدتها أو
حتى يصطحبها لبلدته فهى لا تمانع مادامت فى حمايته ... وبقربه
ابتسامة لطيفة علت وجهه وودعها بقليل من الكلمات ثم قال عابثاً
:- دلوقتِ بقى أمشى من هنا .... لو أخوكِ شافنا هيقتلنا بجد المرة دى
ألقى نصف جملته الأخير بتحذير مرح فكتمت ضحكة فارة إلى شفتيها بكفها ....
لا تعلم كيف تحول خوفها لسعادة ... هل كان حبها لهشام وهم أو انجذاب لكلام معسول
اثبت كذبه وتضليله وربما كان رغبة لديها فى تجربة الحب كما تقرأ عنه
أما يوسف فمثال للرجل الحقيقى الذى تتمناه أى فتاة والذى يستحق حبها وعشقها أيضاً...
تنهدت بخفوت وقالت برجاء
:- حاضر همشى .... بس أرجوك ماتزعلش منى وآسفة على اللى حصلك بسببى
(طأطأت رأسها بخجل وأردفت بخفوت) ... وافتكرنى دايماً زى ماهفتكرك
رفع رأسه للسقف بنفاد صبر وأطلق تنهيدة طويلة قبل أن يُخفض نظره نحوها متأملاً
بتمعن ملامحها الجميلة رغم الكدمات ثم قال بابتسامة خفيفة ونبرة هادئة
:- أنا مش زعلان منك صدقينى ... وأكيد مش هنساكِ
تراقصت لمعة سعادة بمقلتيها العسلية الكحيلة وهى تتأمله بقلبها قبل عينيها
رفع حاجبه يحثها على الرحيل فيبدو أنها لا تنوى الانصراف
تركها واقفة بمكانها ثم تحرك نحو باب الغرفة ليفتحه بهدوء ويتأكد من خلو الطريق
تلفت يمين ويسار ومالبث أن تراجع خطوة للخلف حين رأى حسام يدلف من باب الفيلا جامد الملامح
تجهم وجهه حين رأى يوسف يقف عند باب الغرفة فتوجه نحوه هاتفاً بحده
:- على فين يا أستاذ؟
كتمت شمس شهقتها الفزعة وأسرعت لتختبأ خلف الباب المفتوح جزئياً
والذى يمسك يوسف بقبضته مانعاً حسام من الدخول
رفعت كفيها الاثنين تكتم أنفاسها خوفاً من اكتشاف أمرها...
هاهى تتهور مرة أخرى دون عمل حساب للنتائج المترتبة لتهورها
شعر يوسف بها خلف الباب فتنحنح بخفه وتماسك ليجيب حسام ببرود
:- كنت رايح الحمام
رمقه حسام بشك ثم قال بعبوس :- روح .... وما تجعدش تلف فى الدار إكده .... الدار فيها حريم
أقترب يوسف منه بضع خطوات وسحب باب الغرفة خلفه ليغلقه تماماً ثم وقف أمامه
وقال بثقة صادقة
:- أستاذ حسام... أنا مش إنسان وحش لكن الظروف اللى أتقابلنا فيها
يمكن أدتك فكرة مش كويسة عنى
تطلع لمقلتيه بتحدى وأجابه بحزم
:- ويهمك فى إيه كيف بفكر فيك .... خلاص خالتى وخالتك وأتفرجوا الخالات ...
ومشكرين على كل حال على اللى سويته مع خايتى (أختى)
ثم التفت مغادراً فى كبرياء وأعتلى الدرج للطابق العلوى بتمهل،
راقبه يوسف حتى أختفى من أمام ناظريه ثم أسرع لفتح باب الغرفة
وأشار لشمس لتخرج سريعاً
وما أن أشار لها حتى انطلقت كالسهم نحو درجات السلم دون توقف
مد يوسف عنقه وضيق عينيه يراقب قدميها الحافيتين وهى تقفز فوق السلم
كالكنغر الهارب من الصياد
زم شفتيه ليكتم ضحكة كادت تفر من حلقه على جنونها وعفويتها التى لمست قلبه
دون أن ينتبه ... رغم تهورها الذى يثير غيظه
ما أن وصلت لأعلى الدرج حتى ظهر حسام أمامها فجأة بجسده الضخم
فصرخت شمس بجزع وتراجعت للخلف خطوة ولولا قبضة حسام التى أحكمها على شعرها
بغل لسقطت على السلم ... هز رأسها بقسوة يصيح بعلو صوته
:- كنتِ عنديه بتعملى إيه يافاچرة .... أنا هشرب من دمك ونرتاح من جلة عجلك ديه
سحبها على السلم نزولاً بينما أسرع يوسف نحوهم
وصراخ شمس المتألم يوقظ كل من بالبيت
مد يوسف يده وأنتزع شمس من بين يدى حسام يخفيها خلف ظهره صائحاً
:- بالتفاهم مش كده يا حسام
جحظت مقلتى حسام غضباً لمرأى شقيقته تحتمى بظهر رجل غريب من شقيقها ابن والديها،
فمد يده وجذب ذراعها بعنف ليقتلعها من خلف ظهر يوسف ودفعها لتقف خلف ظهره هو
بينما يهتف فى وجه يوسف بهياج
:- مفيش تفاهم بينا .... أنا هغسل عاركم أنتوا الاتنين دلوك
دس يده بجيب جلبابه وأخرج مسدسه الذى لا يفارقه عند الخروج ليلاً
وصوبه لرأس يوسف بإصرار
أطلقت شمس صرخة جزع وأسرعت تتشبث بذراع شقيقها دفاعاً عن يوسف
ولكن حسام دفعها بقسوة فسقطت أرضاً عاجزة عن الدفاع حتى عن نفسها
فهى لاتملك هذه المرة تبرير منطقى سوى رغبتها فى رؤية هذا الغريب الذى تشعر بقربه بالأمان
وقف الرجلان بتحدى متقابلين كأسدين على وشك الانقضاض ثم رفع يوسف ذقنه
بتحدى قائلاً بثقة
:- لو كنت ناوى على شر لأختك.... مش هستنى لما أكون فى بيتكم وأعمله
( أشار نحو شمس القابعة تحت أقدامهم وأستطرد) ولو كانت أختك فاجرة زى مابتقول
كانت قبلت تسلم نفسها من البداية للكلب اللى مرمى فى البدروم...
وما كنتش حاولت تقتله دفاعاً عن شرفها
رغم أن الكلام منطقى لكنه لاينفى خطئها الأن ...
تعاظمت الحمية برأس حسام وتأججت غيرته على شرفه فلم يتمهل كثيراً
ليتفكر ولكنه سحب صمام الأمان بسلاحه وأوشك على إطلاق النار على رأس يوسف
كانت فرح أول المنضمين لهم وانحنت تساعد شقيقتها على الوقوف على قدميها
أما نسمة فكانت تهبط الهوينى على الدرج وقلبها يقرع بخوف على
زوجها الموشك على ارتكاب جريمة قتل
أما الحاج سليم فوقف أعلى الدرج بجلباب صعيدى منزلى وقد تخلى عن عمامته
استعداداً للنوم ولكنه تفاجأ بالأصوات الصادرة من بهو المنزل فأسرع لاستطلاع الأمر
ووقف يتابع ما يحدث من البداية وحين أوشك حسام على ارتكاب جريمة محققة
هدر صوت سليم بحزم :- إيه اللى بيحُصل إهنا؟
صوته جمد المشهد فوقف الجميع فى إطراق فى حضرة كبير العائلة...
هبط الدرج بهيبته وسطوته متخطياً نسمة التى توقفت فى منتصف الدرج تلتقط أنفاسها
ثم اتخذ مكانه بين الشابين و دارت مقلتاه بينهم فى عتاب بينما عُقدت الألسنة
ليسود السكون فكرر سؤاله فى حزم مما دفع حسام ليجيب بغضب مشتعل
وهو يشير ليوسف بسلاحه
:- بنتك كانت فى أوضته لحالهم فى عز الليل .... عاوزه تچيب لنا العار ...
مكفهاش اللى عِملته
حرك الحاج سليم نظره نحو ابنته الباكية فى أحضان شقيقتها
ونسمة التى وصلت أخيراً بجانبهم لتواسيها
نكست شمس رأسها أرضاً بحرج لتقول بتلعثم
:- والله كنت عاوزه أشكره على معروفه معايا قبل ما يسافر
التفت حسام بكل حنقه ليصرخ بوجهها مما تسبب فى التحام الثلاث فتيات
وإنكماشهم خوفاً من صراخه
:- فى أوضة مجفولة لحالكم ...فى نص الليل ده اللى تعلمتيه ... ديه تربيتك يابت الأصول
لم ترفع رأسها المنكس بندم معترفة بذنبها، تعلم أنها أخطأت خطأ فادحاً
وليس لها أي مبرر غير تهورها واندفاعها اللذين يوقعان بها في المشاكل دائماً
تأمل سليم منظر شمس المزرى وشعرها المشعث، يفكر فى وسيلة عقاب لهذه
الفرسة الجامحة التى تؤرق راحته بأفعالها المتهورة
شعر يوسف بمسئوليته فيما يحدث وبحيرة الحاج سليم فتنحنح بخفوت قاطعاً الصمت
الذى خيم عليهم فى انتظار قرار الأب وقال بهدوء صادماً الجميع بكلماته
:- حاج سليم تسمح لى اطلب إيد الأنسة شمس
تحولت كل الوجوه نحوه بصدمة وربما أكثر من أصابته الصدمة هو نفسه، لايدرى
كيف تسرع بهذا الطلب المفاجئ ولكنه شعر أن هذا هو الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق
كما أن بداخله هاجس مُلح يدعوه ألا يبتعد عن تلك المتهورة الجميلة
وإعادة تهذيبها من جديد
حول مقلتيه الحائرة نحو شمس المتطلعة نحوه بعيون ذاهلة وفم مفتوح
وكأنها تحولت لتمثال قُد من شمع فى محاولة فاشلة منه لاستطلاع رد فعلها

*****************

يتبــــــــــــــع




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 10:00 PM   #73

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أن ألقى يوسف بطلبه المفاجئ أنهى الحاج سليم الوضع بصرف الجميع إلى غرفهم
دون أن يُجيب على مطلب يوسف بأى إشارة
التجأ حسام لغرفته وجلس والغضب يكاد يفتك برأسه وبجانبه زوجته تحاول تهدئته...
ربتت على كتفه بحنو
: چرى إيه ياحسام!! .... العصبية ديه مش مليحة عليك ياحبيبى
زفر بضيق أنفاسه الملتهبة بنار الغضب وهتف بعصبية
:- هتچن يانسمة ..... البت چابت راسنا فى الوحل ومش مكفيها اللى عِملته ....
لاه كمان رايحة تدخل أوضة راچل غريب لحالها ويتجفل عليهم باب
اقتربت منه تمسد على ظهره بحنو قائلة بهدوء
:- ديه خايتك وتربيتك .... وكانت هتجتل راچل لأچل مافكر يمسها
خبط على ساقيه بقوة وعلى صوته بحدة وهو يهب واقفاً بانفعال
:- والراچل التانى... يوسف اللى باتت فى داره ... وچريت تودعه فى أوضته ...
بتجول بودعه من غير خشى ولا حيا .... جليلة الربايا
زرع الحجرة ذهاباً وإياباً بحمم غضبه وهى تراقبه بنظرات مشفقة عليه من إحتدام غضبه
الذى يشتعل بجسده
راقبت حركته تحاول استحضار كلمات تُخمد نار غضبه المتأجج بينما وقف
يردد بذهول يخاطب نفسه
:- ديه أخره دلع أبوى فيها ... ياما نصحته البت عجلها طاير ومتهورة ولازم نشد لچامها
بدل مايفلت منينا ... وهو يدافع عنيها ويجول يتيمة واتحرمت من أمها وهى صغيرة
تنهدت نسمة ورمقته بنظره مترددة لا تدرى كيف تواسيه وهى تعلم عصبيته
وعقله المتمسك بالتقاليد ولولا حكمة والده وحُسن تصرفه كان قتل شقيقته
ويوسف من البداية دون نقاش
تقدمت نحوه ببطء وقالت بنبرة منخفضة
:- البت لساها صغار وطايشة ... والراچل حماها ووجف چنبها ورايد يتچوزها
حرك رأسه نحوها بنظره زاجرة فابتسمت بحرج وطأطأت رأسها بوجل للحظات
ثم رفعت رأسها وملست على ساعده قائلة بمرح ليس محله الأن تستعيد ذكرياتهم سوياً
:- فاكر لما كنت راچعة من المعهد وكنت أنت منتظرنى چنب الصفصافة
لاچل ما تتحدد(تتكلم) معايا .... وأول ما شفتنى ووجفنا نتحدد ظهر فوزى ولد عويس ...
شدتنى من دراعى وخبتنى چوه چذع الصفصافة وداريت عليا بضهرك عشان ما يلمحنيش
(غطت فمها تكتم ضحكاتها وهى تستعيد الموقف بمخيلتها)
وجفت تكلمه وأنت متخربط وأنا النمل طلع عليا من الشچرة يجرص (يقرص)
فيا وأنا أجرص فى ضهرك من الوچع ومش عارفة أصرخ ولا أبعد عن الصفصافة
انطلقت ضحكاتها المرحة تملأ الغرف فتأملها بحب وقد ارتاحت ملامحه قليلاً للذكرى
وشقت الابتسامة طريقها لثغره بينما أردفت بشقاوة
:- بجيت عمال تفط فى مكانك كل ما أجرصك فى ضهرك ومش عارف تتحدد مع فوزى ...
وفى الأخر صرخت فى وش فوزى وجلتله امشى دلوك يافوزى ...
أنا مش طايج روحى خاف منك وطلع يچرى طوالى
استمرت فى الضحك بمرح وهى تمسد على بطنها المنتفخة فشاركها ضحكاتها
وقد هدأت ثورته كثيراً وردد بنبرة خافتة رزينة :- كان طيش شباب ...
(رفع سبابته أمام ناظريها) وكنتِ خطيبتى
تحركت لتواجهه فى وقفته ووضعت كفيها على صدره هامسة
:- كانت أحلى أيام .... وبعد اللى حُصل ده روحت طوالى لأبويا تطلب نكتب الكتاب
هز رأسه متذكراً وكفيه تحتضن ساعديها وأكمل حديثها وحدقتيه تعانق وجهها الحبيب
:- ولولا أن أبوكِ أصر تكملى المعهد الأول كنت عملت الفرح والدخلة طوالى كمان
أراحت رأسها على صدره وتنهدت بخفة ثم قالت بنبرة ذات مغذى
:- وهما كمان أتهوروا .... وأهوه طلبها للچواز
أبعدها عن صدره يحملق بوجهها بحدة فاستطردت تقول بتوجس
:- أعطيهم فرصة ... ماحدش عارف الخير فين ياخوى يمكن يكون من نصيبها ...
نمنعه ليه بجى!!
تركها وتحرك يجلس على الفراش عاقد الحاجبين مفكراً ثم تمتم بعد برهة بخفوت
:- هنشوف رأى أبوى إيه!!
اقتربت تجلس بجانبه بدلال وأحنت رأسها تقبل كتفه بحب مردده
:- خير إن شاء الله
أومأ برأسه ببطء شارداً فى الفراغ فكل مايتمناه زوج صالح يحفظ شقيقته ويكرمها
تفاجأ بقرصة أصابعها فى خاصرته فانتفض فى مجلسه ثم التفت نحوها جاحظ العينين
بدهشة فكررتها مرة أخرى ضاحكة بمشاكسة :- النمل سرح علينا إياك
زمجر بغضب مصطنع وهى تطلق ضحكاتها بعفوية وتنهض لتفر من أمامه بخطوات بطيئة
وذراعها الإيمن يدعم ظهرها من الخلف وبطنها ممتدة أمامها
ضحك بخفة على مظهرها المضحك وتصنع الغضب مهدداً إياها وهو ينهض خلفها مراوغاً
:- تعالى بجى وأنا أوريكى جرص النمل على حج
تعالت ضحكاتها وهو يهم بالإمساك بها وقد تناسى أمر شقيقته فى الوقت الحالى

************

انقضت الليلة ليبزغ النهار بترقب فى انتظار حكم الحاج سليم الذى قضى الليل فى التفكر جيداً
فى طلب يوسف خاصة بعد الحوار الذى دار بينه وبين يوسف من قبل عن حقيقة هويته
حتى اتخذ قراره.
تم استدعاء يوسف فى الصباح للانضمام للعائلة إلى مائدة الإفطار، حاول ترتيب مظهره
على قدر المستطاع ... يحتاج بشكل سريع إلى حمام ساخن وملابس نظيفة
بعد أن قضى يومين يرتدى نفس الملابس
خرج من غرفة الضيوف وتقدم بخطوات مرتبكة نحو مائدة الطعام المحتلة ركن قصى من بهو المنزل
مرر نظراته على الجالسين حولها... الحاج سليم على رأس المائدة وعلى يمينه حسام
تجاوره فتاة رقيقة الملامح رأها بالأمس يبدو أنها زوجته وبجانبها فتاة جميلة تشبه شمس
لحد كبير ولكن أصغر سناً على مايتذكر هى شقيقة شمس الصغرى التى أخبرته عنها
أما شمس فكانت تجلس على الجانب الأخر من الطاولة بعد أن تركت كرسى شاغر بجانب والدها
ألقى يوسف تحيه الصباح عليهم بمجرد اقترابه فأشار له الحاج سليم ليجلس على يساره فى المكان الشاغر بجانب شمس
فجلس بهدوء بعد أن ألقى نظره سريعة على شمس التى ارتدت عباءة منزلية واسعة
وصففت شعرها كذيل الحصان... يبدو على وجهها الإجهاد بمظهرعينيها المنتفخة الناتج
عن البكاء المكثف الذى عانت منه بسبب أفعالها إلى جانب كدمة تحولت للون الأزرق
بأعلى جبينها نتيجة ارتطامها بتابلوه السيارة من جراء صفعة حسام
استقر يوسف فى مقعده بجانب شمس والمواجه لحسام مباشرة وما أن رفع نظره
حتى واجهته نظرات حسام الحانقة تتربص به ببغض ظاهر
بدأ الحاج سليم فى تعريف أفراد أسرته الصغيرة بشكل رسمى والتى تتمثل فى حسام
وزوجته الحامل بأول حفيد للعائلة وشقيقة شمس الصغرى فرح الطالبة بالسنة الأولى
بكلية تربية ثم بدأ تعريف يوسف بإيجاز وهو يشدد على كلماته بإقرار
:- الأستاذ يوسف خطيب شمس
تهللت أسارير نسمة وفرح من كلمات سليم وتعالت أصواتهم
بكلمات المباركة والدعوات بالخير للعروسين
تلاقت نظرات يوسف وشمس فى نظره خاطفة حائرة المشاعر
بينما زفر حسام فى استسلام لقرار والده وكف نسمة يلامس مرفقه تبثه الهدوء والسكينة
تنحنح الحاج سليم ثم بدأ فى تناول الطعام وهو يردد التسمية بصوت مسموع
وكأنها أشارة البدء ليبدأ الجميع فى تناول طعامهم فى هدوء لا يخلو من
طرقات الملاعق والشوك بالأطباق
مرت دقائق قليلة قبل أن يتحدث سليم بجدية موجهاً حديثه لابنه
:- بكره تبدأ فى تچهيز لوازم الفرح ياحسام ... كتب الكتاب أخر السبوع (الأسبوع)
رفع حسام وجهه عن طبقه وهو يلوك الطعام بفمه بغيظ ثم أجاب
وهو ينظر شزراً نحو يوسف المقابل له فهو لا يستسيغه أبداً ولكنه مضطر لتقبله
حتى يتستر على فضيحه شقيقته :- آمرك يابوى
أردف سليم فى إلقاء أوامره
:- وتبعت سواج مع البنات ينزلوا المحافظه يشتروا فستان الفرح
ثار حنق حسام فترك ملعقته لترتطم بالطبق مصدره صوت قرقعة عالية قبل أن يهتف بغل
:- فستان فرح إيه!! .... ديه تستاهل فستان من شوك يطبج على جتتها
تركت شمس الطعام ونكست رأسها فى خزى بينما رمقها يوسف بتعاطف قبل أن يردد بضيق
:- لا حول ولا قوة إلا بالله
حدجه حسام بنظره تحدى قائلاً بتحفز
:- إيه!! مش عاچبك كلامى إياك
رمقه يوسف بتحدى وبنبرة مماثلة :- لاء مش عاجبنى .... إحنا مش مذنبين عشان تكلمنا بالطريقة ديه
ارتفع صوت حسام بعصبية :- لاء ملايكة يا خي
خبط سليم بقبضته على المائدة بقوة وهتف بصوت حازم
:- بتعلوا صوتكم فى وچودى
انتبه حسام لخطأه فاعتدل بجلسته وهتف معتذرا بأدب
:- سامحنى يابوى
وتبعه يوسف معتذراً بتأدب
أراح سليم ظهره على مقعده وقال بنبرته الوقورة
:- نفذ كلامى ياحسام من غير چدال ..... خايتك لازم يتعملها فرح ونرفع راسنا بين الناس
مازالت بعينيه نظرة التحدى تتصارع مع مقلتى يوسف، فجز على أسنانه
يحاول السيطرة على أعصابة وهو يستجيب لأوامر والده بطاعة وكلمات مقتضبة
التفت الحاج سليم نحو يوسف قائلاً
:- وأنت يايوسف اشتريلك بدلة للفرح
تنحنح يوسف بحرج ثم قال بحرج
: بعد إذنك ياحاج ممكن أعزم اتنين من صحابى ..... أنا محتاج يجيبولى هدومى
وشوية حاجات من شقتى وكمان يشترولى البدلة وهما جايين
تنفس حسام بتهكم مستنكراً كلام يوسف الذى رمقه بنفاد صبر
بينما أجاب سليم بقبول :- أهلاً وسهلاً بهم يا ولدى
زفر حسام بحنق دس الطعام فى فمه بغل حتى لا ينطق بما يسوء أمام والده
وأنامل زوجته تربت على ساعده لتهدئته

*************

بعد الأفطار اجتمع الثلاث رجال بغرفة المكتب يتحدثون سوياً قبل أن يستأذن يوسف
بالانصراف فسمح له الحاج سليم متفهماً
تحرك يوسف مغادراً وهنا لم يستطع حسام السيطرة على أعصابه أكثر
فهب واقفاً يعاتب والده :- ليه جبلت يابوى بالواد ده!!
ابتسم سليم بهدوء وأشار لابنه بالجلوس... تقدم حسام وجلس بالقرب منه
بوجه مقلوب وغيظ واضح.... تأمله سليم لبضع دقائق حتى يهدأ ثم قال بنبرة هادئة حكيمة
:- الراچل ابن أصول حافظ على خايتك وهى لاحول ليها ولا جوه ومش إكده وبس لاه ...
ده سعى يعرف أصل الحكاية وساعدها بدون ما يطلب مجابل ....
يبجى ليه ماوافجش وهو عارف ذلتها وراضى بها
شبك حسام أصابعه بتوتر وزفر بتخوف نابع من حبه لشقيقته قائلاً بخفوت
:- وده اللى جلجنى يابوى .... يهنها ولا يعايرها بعملتها السودا فى يوم من الأيام
أرخى سليم جفنيه يحمد الله بسره فحب ابنه البكر وخشيته على شقيقته
لم تتأثر بغضبه منها ... هز سليم رأسه بثقة مجيباً
:- لاه .... كان عملها من البداية ومكنش طلب يدها .... أنت شفت كيف دافع عنيها
ووصفها بأنها بت چدعه وحافظت على نفسها حتى لو كانت غلطت
فيكفى إنها ما استمرتش فى الغلط
تأمله حسام مفكراً بصمت ثم قال باستنكار
:- لكنه مش منينا ... مش من چذورنا ولا يعرف عاداتنا ولا تجاليدنا
أراح سليم ظهره على ظهر مقعده بابتسامة غامضة وقال
:- يوسف منينا وأتربى على يد راچل صعيدى صُح
جعد حسام ما بين حاجبيه بتسأل، فضحك سليم ضحكة قصيرة وأردف
:- هجولك كل حاچة ماتجلجش .... المهم إيه حاله الواد اللى فى البدروم ده
نفخ حسام بغل وقد تذكر هشام وفعلته الشنيعة فقال بعصبية
:- أهوه متلجح ... محمد بيدخله الوكل وبيجول حالته صعبة ...
بيبكى كيف الحريم وعملها على نفسه من الرعب
طأطأ سليم رأسه مفكراً للحظات ثم هم بالنهوض قائلاً
:- تعالى معاى .... نشوفه
هب حسام واقفاً ومد ذراعه يمنع والده عن التقدم دون لمسه
:- على فين يابوى ... جول عاوز منيه إيه وأنا أنفذه

نظر سليم لذراع ابنه الذى أخفضه سريعاً بحرج وقال بصرامة
:- تعالى ورايا ياحسام
هبط الاثنان درجات السلم وأسرع حسام بفتح الباب بالمفتاح الخاص به وتقدم والده للداخل
دلف سليم خطوتين للداخل وزكمت أنفه الرائحة الكريهة، وجه نظره فى أحد الأركان
حيث يجلس هشام ... ملابسه اختفت ألوانها من الاتساخ، يلتصق بالحائط منكمشاً
على نفسه يضم ساقيه لصدره وعينيه تكاد تخرج من محجريهما فزعاً وآلماً
أقترب حسام من والده قائلاً بخفوت
:- ماتجربش منه يابوى ده نچس
رمى سليم ابنه بنظره محذرة ألا يتدخل ثم أقترب بضع خطوات للداخل يقاوم الروائح الكرية
وسلط نظره على الشاب الشاحب الهزيل قائلاً بصوت رخيم
:- عچبك حالك دلوك ... لو تشوف منظرك هتعرف أن فعلتك نچسة كيف شكلك وحالك دلوك
خبط سليم بعصاه على الأرض بقوه وقال بصرامة
:- شرف البنتة (البنات) مش لعبة .... شرف البنت أمانة ... أمانة ربها وأهلها
واللى تفرط فيهم تستحج الجتل (ظهر الاشمئزاز على ملامحه ووجه طرف عصاه نحو هشام مستطرداً)
واللى يحاول يسرق شرف البنت يستاهل الموت بدون رحمة
ثم خبط الأرض بقوة أكبر بعصاه مردفاً بنقمة
:- لو دفنتك إهنا حى ... مين يرحمك من يدى
جفت الدماء بأوردة هشام وجحظت مقلتيه رعباً ثم حاول الكلام بتلعثم باكى
:- أنا غلطان ... أنا أسف ... بس سبنى أعيش أبوس رجلك... سبنى أعيش ...
مش عاوز أموت ... مش عاوز أموت
كاد يزحف أرضاً ليقبل قدمى سليم الذى تراجع عدة خطوات للخلف بنفور
وتمتم بالاستغفار ثم قال بتعقل
:- لولا أن بتنا حافظت على حالها وخدت حجها بيدها منيك ...
كنت هتصرف وياك بشكل تانى ... كان زمان أهلك بيلموا جتتك من السكك
التفت نحو حسام المتابع بصمت وقال له
:- رچعه لأهله يربوه من چديد ... يمكن يبجى راچل فى يوم من الأيام
لم يصدق هشام نفسه وحرك رأسه بينهم بأمل الخلاص يراقب نظرات الامتعاض
والرفض على وجه حسام فأسرع هشام يقول راجياً ويقسم
:- كتر خيرك ياحاج أنا حرمت خلاص ... والله أخر مرة أبص لبنت أو أذيها فى حياتى
تحرك سليم مغادراً غيرعابئ بكلمات هشام وخلفه خرج حسام وهمس لوالده بتذمر
:- هنسيبه كيف يابوى!!
زفر سليم بقوة ووضع كفه على كتف ابنه وقال بهدوء
:- كفاية عليه الرعب اللى شافه وخايتك أخدت حجها بيدها وأنت علمته الأدب وشفيت غليلك
سيبه يروح لحال سبيله ... ما حناش جتالين جتلة (تنهد مستغفراً وأردف بهمس)
الحمدلله ربنا سترها علينا
ثم حرك نظراته نحو نافذة جانبية يراقب جزء من القرية وردد بخفوت
:- رچعه لأهله خلينا نجلب الصفحة السودا ديه .... ونبدأ صفحة چديدة

**************

قـــــــراءة ممتــــــــــــــعة 🌹🌹
لا تحرمونا من تعليقاتكم الجميلة



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 10:11 PM   #74

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 9 والزوار 13)
‏سما صافية, ‏Maryam Tamim, ‏رانيا صلاح, ‏sara osama, ‏أميرةالدموع, ‏الذيذ ميمو, ‏asmaaasma, ‏موضى و راكان, ‏asaraaa


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 10:40 PM   #75

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33x( الأعضاء 14 والزوار 19)‏رانيا صلاح, ‏هيفااا, ‏هنا بسام, ‏إيمان الألفى, ‏همس البدر, ‏سما صافية, ‏باااااااارعه, ‏Maryam Tamim, ‏شارلك, ‏sara osama, ‏أميرةالدموع, ‏الذيذ ميمو, ‏asmaaasma, ‏موضى و راكان

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 10:45 PM   #76

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

يوسف اتورط في الجوازة دى البنت متهورة 😂بقي يا مؤمنة اخوك حسام رزعك علقة وكشف عذرية وبهدلة ورايحة تتسحبي ليوسف في اوضته بالليل بتشكريه ياختاااااي هبلة مطيورة 😂😂😂
الغلبان دا ذنبه ايه يالا حظه😂😂😂 و اهو بلديتكم 😍😍
بردتي ناري يا ايمان باللي الواجب اللي اتعمل في هشام👌🏻👌🏻


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 11:16 PM   #77

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 11 والزوار 13) ‏Maryam Tamim, ‏هيفااا, ‏شارلك, ‏سما صافية, ‏رانيا صلاح, ‏sara osama, ‏أميرةالدموع, ‏الذيذ ميمو, ‏asmaaasma, ‏موضى و راكان+, ‏asaraaa

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 11:17 PM   #78

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 9 والزوار 24) ‏Maryam Tamim, ‏ريما حرب, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سما صافية, ‏الذيذ ميمو, ‏هيفااا, ‏هنا بسام, ‏إيمان الألفى, ‏باااااااارعه

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 11:47 PM   #79

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

شمس مخطئة بشدة بتصرفاتها في البداية وبعدين بدخولها غرفة يوسف (الراجل كان خايف أكثر منها وهي ولا همها)

هشام أخذ إلي يستحقه خاصة لما أبوها قله أنه نجاسة فعلته بمثل نجاسته ووضعه.

يوسف رجل بكل معنى الكلمة وشهم جدا طلب يدها وسنرى كيف سيتصرف مع تهورها.

الأقدار هي من أوصلت يوسف لقرية والده منتظرة أن أعرف قصته.

ياترى هل الرواية طويلة أم لأ.

سلمت يداك منتظرة القادم بشوق


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 11:49 PM   #80

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يوجد مثل لبناني او سوري مو متأكدة يقول (الخَير يأكل ثلثين القتلة) دائما المصلح هو من يتحمل اوزار الاخرين .. وهذا ما حصل مع يوسف فهو نال من عنف حسام ومعاملته الخشنة ما ناله لمجرد شهامته ومساعدته لشمس في محنتها ... لكن يوسف في كل مشهد له يثبت انه رجل يعتمد عليه ، بصدقه وثقته واصراره على توضيح برائته وبراءة شمس قبله رغم كل الخوف والترهيب الذي تعرض له .. ثبات يوسف اعجب سليم واعتقد انه سأله عن اصله وعرف انه ابن ذات البلد .. اما يوسف فهو اظهر لمحات اهتمام بشمس طوال الفصل فكان يستقرء ملامحها عند رؤيتها لهشام وعند ضربه .. وايضا دافع عنها وامتدحها رغم انه كان شاهدا على زلتها، لكنه رجل متزن و واثق من نفسه وثقته هذه انعكست على ثقته في الاخرين واستطاع معرفة معدن شمس الاصلي.. اما هي فالظاهر انها لازالت تعيش في غيمتها الوردية وفي عالم الروايات الذي تأمل ان تحصل على فارس في الواقع يشابه فرسان ذلك العالم، وطبعا وقوف يوسف بجانبها في محنتها جعل منه بطلاً لا يقهر في نظرها، فتناست كل ما مرت به من خوف ورعب واهانة وامتهان للكرامة وعادت لتهورها لتذهب له لغرفته فيكون تصرفها هذا سببا في ارتباطها به ... كما هو واضح ان شمس من الشخصيات التي لا تتعلم من اخطائها ولا تتعض بسهولة وهذا ما سوف يضطر يوسف لمواجهته وتقويمه فيها فهو كما يبدو على النقيض منها، هادئ ومتزمن وتصرفاته محسوبة العواقب ... حسام محق في رفضه ليوسف، فشمس رغم تهورها تظل اخته التي يعز عليه ان تكون في موقف ضعف امام زوجها، ولكن لابد ان للحاج سليمة حكمة في قبول يوسف زوجا لابنته .. الاكيد الان ان شمس تشعر بالذنب تجاه يوسف رغم تمنيها له كبطل، فهي اولا واخيرا فرضت عليه وان كان طلب يدها بنفسه .. أما هشام فهو في رأيي يستحق عقابا رادعا اكثر ليفكر مليون مرة قبل ان يتجرء ويغرر بأي بنت اخرى.

الفصل رائع تسلم ايدك حبيبتي ويعطيك العافيه وفي انتظار الفصل القادم ..

اما بخصوص اللهجة الصعيدية فهي مفهومة جدا ولا ارى حاجة لارفاق معنى الكلمة معها، والرأي الاخير لك وللقارئات .


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.