آخر 10 مشاركات
اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-20, 05:45 PM   #71

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية العيسوي مشاهدة المشاركة
يا ولا على القفلة القمر 😂❤️💃💃💃💃💃
طول الفصل كنت حاسة ان يوسف هيطلع عايش الحمدلله
تسلم ايدك
شوفتوا ان مش كل قفلاتي زي ما انتوا متخيلين 🌚😂
تسلم عيونك يا قمر💕


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 05:47 PM   #72

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة naity مشاهدة المشاركة
يوسغ عايش عااااااااا بجد مش قادره من الفرحه قلبي هيقف بجد ❤️❤️❤️
فصل رائع بجد يا فطوم تسلم ايدك

فرحة يوسف نستكوا الطلقة اللي اتضربت تقريبا🌚😂
انتي اللي جميلة تسلمي💕💕


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 05:49 PM   #73

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
لوووووووووولوووووولوووووو ي عرفتها كنت متأكدة انه قلبك الحنين الرهيف ماراحش يقتل يوووووسف😭😭😭😭😭😭😭😭يااااااااااي 🎉🎉🎉🎉🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎊فعلا فرحت بعودة يوووووسف
الفصل روعة كله حماس و اكشن و مفاجآت 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
مريم المسكيييينة😔😔😔😔😔😔😘😔
في اتظار الفصل القادم على ناااااااار 🔥🔥😭🔥🔥🔥🔥
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

انا قلبي رهيف اوي ف قتلت امه بس 😌
ان شاء الله تفرحي في الاحداث القادمة كمان❤️
تسلمي يا قمر 💕💕


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:51 PM   #74

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 2 والزوار 7)

‏موضى و راكان, ‏فاطمة محمد عبدالقادر




كما توقعت فى تعليق سابق أنى عندى أحساس أن يوسف عايش و متحفظ عليه لحمايته و كمان لما رجعتيه مرة أخرى جايبه له نصفه الثانى نور و الله كلك مفاجأت يا كاتبتنا العزيزة تسلمى يا جميلة
فصل ممتع ملىء بالأكشن


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 10:12 PM   #75

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

انها الوتين ..
الفصل السابع ...


فصل جميل جدا جدا ...❣
لن اتحدث عن روعة الاكشن لمربم ومحاولتها باصرار على انقاذ نفسها من براثن رجال الزيدي ..ولا عن نهلة وجرئتها واستماتتعا بالدفةع عن نفسها امام اثتين من غوربلا الزيدي والتعليم عليهم .. ولا عن شعور الست فوزية وروعة الاحساس والتواصل مع الاحباب وقلقها على مريم .. ولا عن الرصاصة اللي خرجت اكد من مسدس خالد في احاه قلب الزيدي انشاء الله ..
لا كل ذلك كوم وان يكون يوسف على قيد الحياة كوووووم ثانِ وايضا معه نصه الحلو نور 🖤🖤🖤🖤🖤

الفصل اكثر من راااائع حبييييت تسلم ايدك ❤❤
بانتظار القادم بشوق ومعرفة الرصاصة اين استقرت ..🤚🌹❤❤
بالتوفيق والتميز ان شاء الله 🤲


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 04:10 AM   #76

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 2 والزوار 7)

‏موضى و راكان, ‏فاطمة محمد عبدالقادر




كما توقعت فى تعليق سابق أنى عندى أحساس أن يوسف عايش و متحفظ عليه لحمايته و كمان لما رجعتيه مرة أخرى جايبه له نصفه الثانى نور و الله كلك مفاجأت يا كاتبتنا العزيزة تسلمى يا جميلة
فصل ممتع ملىء بالأكشن

تسلم عيونك يا قمر اتمنى الاحداث الجاية تعجبك وتكون ممتعة ممتعة بالنسبة لكِ❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 04:13 AM   #77

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

انها الوتين ..
الفصل السابع ...


فصل جميل جدا جدا ...❣
لن اتحدث عن روعة الاكشن لمربم ومحاولتها باصرار على انقاذ نفسها من براثن رجال الزيدي ..ولا عن نهلة وجرئتها واستماتتعا بالدفةع عن نفسها امام اثتين من غوربلا الزيدي والتعليم عليهم .. ولا عن شعور الست فوزية وروعة الاحساس والتواصل مع الاحباب وقلقها على مريم .. ولا عن الرصاصة اللي خرجت اكد من مسدس خالد في احاه قلب الزيدي انشاء الله ..
لا كل ذلك كوم وان يكون يوسف على قيد الحياة كوووووم ثانِ وايضا معه نصه الحلو نور 🖤🖤🖤🖤🖤

الفصل اكثر من راااائع حبييييت تسلم ايدك ❤❤
بانتظار القادم بشوق ومعرفة الرصاصة اين استقرت ..🤚🌹❤❤
بالتوفيق والتميز ان شاء الله 🤲
تسلم عيونك يا جميل هستنى الريفيو الجميل بتاعك كالعادة على الفصل القادم بشوق❤️❤️
سلمتِ ربنا يسعدك💕


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 04:50 AM   #78

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

يأاااااا لااااهوااي
مريم اتضربت بالناااااار 😭😭😭😭😭🙆🙆🙆🙆
حد يلحقنا يا جماعه😭😭
يوسف طلع عايش أيوااا باااه و يالا بااه💃💃💃💃
طب مامتهم عايشه و لا ماتت اكيد😭😭


Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 04:56 AM   #79

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryoma zahra مشاهدة المشاركة
يأاااااا لااااهوااي
مريم اتضربت بالناااااار 😭😭😭😭😭🙆🙆🙆🙆
حد يلحقنا يا جماعه😭😭
يوسف طلع عايش أيوااا باااه و يالا بااه💃💃💃💃
طب مامتهم عايشه و لا ماتت اكيد😭😭
لا ما هي مش شغلانة هنموتهم ونصحيهم كلهم ماكانوش ف دريم بارك هما!
كفاية يوسف هنطمع؟ الطمع يقل ما جمع ،اموتهولك تاني ؟


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:19 PM   #80

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن

التوت شفتيه بابتسامة قاسية وهو يضغط على الزناد ..ليدوي صوت انطلاق رصاصة يشق سكون الليل ..بالتزامن مع رصاصة اخرى انحرفت عن مسارها المراد لتصيب نقطة اخرى بمقدمة فخذها ..بينما سقط "الزيدي" الى الخلف جاحظ العينين بعدما اصابت رصاصة ما منتصف رأسه دافعا الفتاة الى الامام لتسقط من فوق هذا الارتفاع .. وكأنه حتى في آخر لحظات حياته ،يأبى ألا ينتقم من ثلاثتهم.
اغمضت عينيها بقوة صارخة حينما شعرت بانفجار في قدمها مصاحبا لالم حاد لا يحتمل ..اطبقت جفنيها بضعف وهي تشعر بهرج ومرج من حولها ليرتطم جسدها بقوة وهي تسمع صوته صارخا باسمها...

.....
هل مازالت حية ؟
نعم ..انها ما زالت حية!
حركت اصبعا بصعوبة شاعرة بالرمال الناعمة من اسفلها والتي غطت منتصف جسدها السفلي الذي لا تشعر به ،كسائر جسدها..
فتحت عينيها تنظر بنصف عين الى وجهه المذعور وهو يحملها بلهفة ..فاسدلت جفنيها مرة اخرى باستسلام تام .
وأخيرا وبعد أيام مرت على كل منهما كالدهر ..ستفقد وعيها وهي تشعر بالأمان.
انطلق نحوها بذعر يحتضنها بذراعين قويتين اذهبت عنها البرودة التي كانت تنخر عظامها ..بينما التفت "خالد" الى رجلهما بالاعلى صائحا بغضب:
_تأخرت يا غبي.
حاصرت القوات المصنع المهجور ممسكين برجال "الزيدي" الذين يحاولون الهرب بشتى الطرق ..
بينما هو انفصل عن كل ما حوله وهو ينفض عنها الرمال ويتفحصها ،فهاله منظر قدمها المصابة التي تلوثت بالرمال .. وضع يده فوقها ليوقف النزيف فلاحظ حركة جفنيها المتألمة ،فلم تكن تقوى على ان يتغضن جبينها حتى ..
حملها بلهفة وهو يركض تجاه سيارته صائحا في صديقه :
_سآخذها الى المشفى ،انه الامر واحضر نهلة فورا ..
اومأ "خالد" برأسه ايماءة لم يرها صديقه حيث انطلق بزوجته مسرعا ..فوقف خالد يشرف على القوة ..
___
ساعدته على الرقود في الفراش ثم استقامت تخلع معطفها ..سحبت مقعدا تجلس عليه بجانب الفراش قائلة بهدوء وهي تميل بجذعها الرشيق الى الامام :
_بم تشعر الآن يا يوسف؟
نظر اليها بدهشة وقد لاحظ نزعها للالقاب وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد ،فقال بتحفظ :
_الحمدلله ،هل لي ان اعرف ماذا حدث؟
مدت يدها اليه قائلة تعرفه بنفسها :
_نور السويفي ،شقيقة صديقك خالد .
ارتفع حاجباه بدهشة اكبر وهو يمد يده ليصافحها قائلا :
_انت من كنت تعيشين بكندا ؟
اومأت قائلة بابتسامة ودودة يبدو انها تلازمها دائما:
_نعم ،هذه انا .
ثم بدأت تشرح كل شيء ..قصت له ما حدث خلال الاسابيع التي مضت ،حكت كل التفاصيل الخاصة به بداية مما بعد الهجوم الذي تعرض له كما اوضح لها شقيقها ،مرورا بعرضه على الاطباء ونتائج الفحص ومن ثم استعانة "خالد" بها لتعود من الخارج بعد ثلاثة ايام تقريبا من الحادث ،ثم عادت منذ ايام الى كندا لتنهي عدة اوراق لتعود مرة اخرى الى مصر ..الى المنزل الصغير الذي وفره لها شقيقها لتعتني بصديقه فيه بأمان ..
صمت محدقا امامه يستوعب ما حدث خلال رقدته التي لم تطل بشكل كبير لكن الاحداث التي حدثت بها كانت كثيرة وسريعة بشكل لا يصدق ..
التفت اليها بعد لحظات قائلا بتوجس وكأنه يخشى الإجابة:
_و ماذا حدث لأمي ومريم؟
اطرقت برأسها تبحث عن كلمات مناسبة ،ثم رفعتها قائلة بارتباك طفيف حاولت مواراته:
_مريم بخير لا تقلق عليها ..
نظر لها منتظرا ان تستكمل بينما يشعر بكذب كلماتها المطمئنة فاستطردت متابعة لتعبيرات وجهه:
_اما والدتك .. فتغمدها الله بالرحمة والمغفرة .
تجهم وجهه وضاقت عينيه نسبيا بألم ناظرا امامه ..فاستقامت واقفة بهدوء وهي تسحب معطفها قائلة :
_سأتركك لتستريح الان ،سأكون في الغرفة المجاورة اذا ما احتجت شيئا نادني ..
ثم انسحبت بهدوء لتترك له المساحة في التعبير عن شعوره بعد كلماتها دون حرج رغم تصلب ملامحه الغير مطمئن ،لكن من الجيد انه لم ينفعل بشكل يسيء من حالته ..متمسكا بقشرة صلبه تعرف ان بالتأكيد خلفها قلب طفل يبكي لفقدان والدته الآن .. خاصة بعد معرفتها من اخيها بمدى حبه لعائلته الصغيرة.
وصلت الى الباب ليهتف فجأة مستوقفا اياها :
_اين تبقى مريم الان؟
____
قلق ؟
انه اقل تعبير يمكن ان يوصف به حالته الحالية ..
واقفا امام غرفة العمليات منتظرا خروج الطبيب بثبات خارجي متقن بصعوبة مع الدوامات العاتية التي تعصف به بالداخل..
ماذا ان حدث لها شيء ؟ ماذا ان ابقت تلك الاصابة في قدمها اثرا مستديما ؟!
لن يسامح نفسه ابدا ..
كيف لأقل من ثانية تأخرها احد رجالهم ان تفعل ذلك؟
كيف لجسد هامد بلا قوى يبدو الانهاك جليا عليه ان يجعله شاعرا بالذنب بهذا الشكل رغم انه فعل اكثر مما كان في وسعه؟
ويعود لنقطة واحدة يدور حولها منذ ساعات ..ان حدث لها شيء ،لن يسامح نفسه ابدا .
فبجانب ألمه الشديد لها وعدم احتماله لاصابتها بمكروه ،فقد تركها اخيها مؤخرا امانة في رقبته .. يذكر ذلك اليوم الذي استفاق به بعد عدة ساعات من الحادث وطلب رؤية صديقيه قبل ان يدخل في غيبوبة غير معلومة المدى ..

***
دخل الى غرفته بسرعة ومن خلفه صديقه وما ان رآه حيا امامهما حتى اقتربا مبتسمين بسعادة صادقة رغم الالم البادي بأعينهم على حال صديقهما المستلقي على الفراش دون حول ولا قوة ..
جزعه ملفوفا بالكامل بشاش طبي بينما انابيب التنفس الصناعي الرفيعة تتصل بأنفه ..
و تعبير وجهه لم يكن مطمئنا لهما على الاطلاق ..
جلس "ليث" على المقعد بجانب الفراش بينما ظل "خالد" واقفا و صديقهما يلتقط انفاسه بصعوبة قبل ان يستطيع النطق بإسمها هامسا:
_مريم ..
ربت "ليث" على كفه مطمئنا وهو يقول :
_لا تقلق يا اخي انها بأعيننا الى حتى تقوم الينا سالما معافا.
اخذ "يوسف" نفسا عميقا قبل ان يقول بتقطع ضعيف :
_اتذكر طلبك مني ذلك اليوم ..منذ ثلاث سنوات تقريبا .. حين جئت طالبا الزواج منها ..واخبرتك بأنها ما زالت صغيرة ؟
اومأ "ليث" برأسه بعدم فهم فاستطرد "يوسف" متساءلا :
_هل مازلت تريد ذلك؟
قال "ليث" وقد ازداد قلقه :
_بالطبع ،لكن لم تذكرت ذلك الان؟
قال باعياء:
_لن ائتمن عليها احدا سواك يا ليث .. لا تتركها ارجوك واعلم انها لن ترفض ذلك ..لا اعلم اذا كنت سأظل حيا حتى الغد ام لا ...
لم يفهم سبب الثقة التي تحدث بها "يوسف" عن عىم ممانعتها ،بينما قاطعه "خالد" محاولا عدم اظهار تأثره في نبرته:
_لا تقل هذا يا اخي .. ستكون بخير بإذن الله وستظل بجانبها لا داعي لهذا الكلام ..
قال "ليث" صائحا بصديقه الواقف بجانبه محاولا تبديد هذا الجو الكئيب:
_ما قطع الازراق هذا ؟
ثم عاد بنظره الى "يوسف" قائلا بمرح مزيف:
_سأتزوجها واظل بجانبها وستعود لتجدها بأفضل حال معي بالطبع ، لا تقلق يا صهري العزيز .
ضحك "خالد" بخفة فاهما ما يفعله صديقه بينما ابتسم "يوسف" ابتسامة ضعيفة قائلا :
_وهذا ما اريده منك .
قال "خالد" مشاكسا :
_تعافى سريعا يا رفيق حتى اجد من اغلبه في المباراة الاسبوعية خاصتنا ككل مرة .
التفت "يوسف" الى "ليث" بعينين مقلوبتين قائلا ببروده الذي لم يمنعه حالته الصعبة:
_ابعده عن وجهي فأنا لن أقوى على ضربه الآن ..
ليقهقه الاثنين بمرح زائف وثالثهما يبتسم ابتسامة واهنة بين ملامح وجهه المتشنجة وكأنه يقاوم شيئا ما .
***

يذكر بعدها كيف كانت حالتهما حين علما بدخوله في غيبوبة غير مبشرة على الاطلاق ..
استدعى كل منهما الاطباء في سرية تامة حتى لا يعلم احد رجال "الزيدي" بأنه ما زال على قيد الحياة ويحاولون اذيته في المشفى .. ولم يعط اي من الاطباء جوابا مبشرا على سؤالهما عن حالته ..الا هي ..
ابنة عمه والشقيقة الصغرى لصديقه "خالد" التي كانت تدرس في كندا مع ابويها ثم استقرت تعمل هناك ..الطبيبة الشهيرة باجتهادها ومهارتها رغم حداثة سنها حيث حققت نجاحا مبهرا في غضون سنوات قصيرة ..
عادت عند علمها بالامر مباشرة وتكفلت بعنايته بالكامل بمفردها مانحة اليهما الامل يوما بعد يوم ..
عاد من شروده عندما رأى الطبيب يخرج من الغرفة فاقترب منه مسرعا يتساءل عن حالتها ،فاجابه الطبيب بنبرة عملية :
_لقد نزفت كثيرا والاتربة التي التصقت بجرحها زادت الامر سوء .. ستستفيق خلال يومين على الاكثر واتمنى الا تحدث مضاعفات ،ستترك الاصابة اثرا لكن ليس لوقت طويل .
شكر "ليث" الطبيب ثم جلس منتظرا نقلها الى غرفة عادية حتى يستطيع رؤيتها .
____
اغلقت الخط مع شقيقتها التي اخبرتها بكل جديد في الامر ثم تنفست الصعداء ..خرجت من غرفتها ليقابلها زوجها امام الباب قائلا :
_الى اين؟
اجابت ببعض الراحة :
_سأطمئن امي ..لقد كنت اهاتف نهلة للتو واخبرتني بجديد الاوضاع .
جذبها "سيف" من مرفقها برفق ثم دخل معها الى الغرفة مغلقا الباب خلفه قائلا باهتمام :
_وما الجديد؟
تنهدت قائلة بتعاطف:
_اصيبت مريم برصاصة في قدمها ،لكن وضعها الحالي مستقر حمدا لله .
ابتسم قائلا :
_الحمدلله ،وبم ستخبرين امك؟
قالت "مودة" مفكرة :
_سأطمئنها دون تفا...
ثم توقفت رافعة حاجبها قائلة :
_اسمها والدتك وليس امك .
اشاح بوجهه مستغفرا ثم عاد اليها قائلا :
_نترك الموضوع الاساسي ونرى اذا كانت والدتك ام امك!
رفعت سبابتها تهم بالاعتراض قبل ان يصل الى مسامعهما صوت رقيق مناديا :
_امي ؟ اين انت؟
انزلت سبابتها قائلة بكبرياء غاضب:
_سأذهب لارى ابنتي .
ضرب "سيف" كفا بكف موكلا امره الى الله قبل ان يلحق بها الى الخارج ..
خرجت من الغرفة متجهة الى ابنتها ذات الخمس سنوات التي عادت للتو من مدرستها ..لطالما استفزتها تلك الفتاة كلما حدثتها بعد شجار مع زوجها ..لقد ورثت نفس عينيه الفيروزيتين وشعره الناعم ذا الموجة الواحدة الذي يطابق لون شعرها البني الفاتح بفارق انها دائما ما تقصه حتى عنقها بينما ابنتها استطال شعرها حتى خصرها بكثافة تحسد عليها ،وبشرة بيضاء كبشرتها تماما ..
جلست القرفصاء لتناسب طول ابنتها قائلة بينما تنزع عنها حقيبة ظهرها:
_عدت مبكرا اليوم يا عائشة !
قالت الطفلة بصوت طفولي لطيف مستسلمة لحركة والدتها :
_كان لدينا حفل في المدرسة.
قبلت "مودة" وجنتيها ثم قالت مبتسمة :
_اذا اذهبي وبدلي ملابسك ثم اغسلي يديك و انا سأجهز الغذاء .
قالت "عائشة" وهي تركض الى غرفتها :
_حسنا ،انا جائعة جدا .
استقامت "مودة" قائلة :
_لن اتأخر حبيبتي .
استدارت لتجده يقف خلفها واضعا يديه في جيب بنطاله ،فاشاحت بوجهها تزفر متكتفة بكبرياء مصطنع بشدة يحث على الضحك ..
كتم ضحكته ناظرا الى عبوس وجهها وحاجبيها المعقودين فوق عينيها العسليتين ..ثم تنحنح ملصقا كتفه بكتفها مزيحا اياه الى الامام بحركة خفيفة.. فنظرت اليه تزم شفتيها تكتم ابتسامة ملحة ثم اشاحت بعينيها بكبرياء مطقطقة بلسانها ..
لم يستطع التحكم اكثر فانفجر ضاحكا بجانبها ..نظرت له متصنعة الجدية محاولة كبت ابتسامة تلح للظهور ثم ضربته في كتفه وهي تشاركه الضحك ..
____
رمشت بعينيها ببطئ لتعتاد على اضاءة الغرفة ..فتحت جفنيها وقد شعرت بظل فوق رأسها لتجد تجمع دائري حول الفراش جميعهم مبتسمين بشكل مبالغ به مخيف .. اطلقت صرخة فزعة ليعتدلوا ضاحكين قبل ان يتقدم منها "ليث" قائلا :
_كيف حالك الان؟
وضعت يدها على قلبها لتهدئ نبضاته وهي ترمقهم بنظرات نارية قبل ان تقول متساءلة:
_كم مكثت هنا ؟
نظر "ليث" في ساعته جالسا بجانبها قبل ان يقول :
_يوم و اربع عشرة ساعة و ست عشرة دقيقة بالضبط.
ابتسمت وهي تدور بعينيها بينهم ثم عادت اليه قائلة :
_هل مات الرجل؟
اومأ برأسه بينما قال "خالد" ساخرا :
_لا اظن ان رصاصة في الرأس قد تسبب صداعا نصفيا ..
ضحكت باستخفاف قائلة :
_لم اسألك من الاساس .
نظرت له "نهلة" وهي تقترب من الفراش قائلة :
_تستحقها .
جلست على الفراش من الناحية الاخرى قائلة لصديقتها الراقدة:
_بم تشعرين؟
اجابت "مريم" :
_بالنسبة لجزئي العلوي فهو بخير ،اما السفلي فأنا لا اشعر به من الاساس .
اشار "ليث" لقدميها قائلا :
_وكيف ستشعرين به ؟ لقد قضيت على نصف مخزون الجبس بالمشفى!
رفعت "مريم" رأسها تنظر لقدميها المجبرتين قائلة وهي تعقد حاجبيها باستفهام :
_اصابت الطلقة قدما واحدة لم الاثنتان مجبرتان ؟
كتم "خالد" ضحكته التي تلح عليه رغم جدية الموقف بينما حدجه "ليث" بنظرة حادة وهو يجاهد لكتم ضحكته هو الاخر وقال يشير بيديه محاولا الشرح :
_لقد سقطت رأسيا من الاعلى ف ...
قاطعته قائلة:
_حسنا فهمت ،لا داعي للتكملة ..شكرا .
فاومأ برأسه قائلا بجدية مزيفة:
_فجبس الطبيب القدمين والحوض .
انفجرا "خالد" و زوجته ضاحكين لينظر لهما "ليث" شزرا متحكما في ضحكته بصعوبة قبل ان تشتعل اوداج "مريم" صائحة بغضب في صديقتها وزوجها :
_يا عديمي الدم !!
ثم استدارت الى "ليث" قائلة بوجه احمر غاضب :
_وانت فظ .
قال ببراءة مصطنعة مستمتعا بمنظرها الطفولي :
_وماذا فعلت انا ؟ هما من ضحكا .
زفرت بغيظ فاشار الى باب الغرفة صائحا في اخته و صديقه بحزم :
_اخرجا من هنا يا متشردين .
خرجا ضاحكين بعد ان حمدا الله على سلامتها ،فنظر "ليث" الى زوجته مبتسما بسماجة قائلا :
_حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
نظرت له بغيظ رغم قلبها الذي يقفز في صدرها من كلمة "حبيبتي" التي تعلم انه يمزح ولا يقصدها ،ثم تكتفت مشيحة بوجهها وهي تتمتم بحنق :
_لا اعرف ما المضحك في الامر ،لن استطيع المشي لفترة ليست بقصيرة ..
تغضن جبينه في الم ،ثم قال بخفوت بعد صمت قصير :
_انا اسف ..
نظرت اليه بحيرة قائلة :
_على ماذا ؟
اطرق برأسه مصدرا تنهيدة ثم عاد بنظره اليه قائلا :
_لانني غفلت .. لانني لم اؤمنك بشكل كاف ولم استطع الوصول اليك واعادتك سالمة...
قاطعته قائلة بصدق :
_لا تعتذر يا ليث ..اعرف انك بذلت ما في وسعك ولم تتهاون في شيء .. هذا مقدرا لي وكان ليحدث بأي شكل من الاشكال .. لا حاجة لك للاعتذار .
قال :
_لكنني خذلتك ..اخبرتني أنك تشعرين بالأمان معي و أنا لم ...
قاطعته قائلة بحمائية مدافعة عنه:
_وما زلت اشعر بالأمان يا ليث ..انا الآن مستلقية بجانبك لا اقوى على الحركة ولكني لست خائفة.. لأنك معي .
انعقد لسانه فلم يجب مبحرا في عينيها المثبتة في عينيه بثقة قائلة بابتسامة حلوة :
_أتعلم؟ كنت اثق انك ستنقذني .
____
دفعته بعيدا عنها قائلة بحرج :
_تحشم يا خالد .
عاد ليسير ملتصقا بها في ردهة المشفى قائلا بعبث :
_ماذا؟ انتهى الحصار وعرف الجميع بزواجنا لم لا اخذ حريتي كزوج!
قالت موبخة:
_ليس امام الناس !
رفع حاجبا قائلا بمكر :
_خلف الناس اذا؟
قالت بغيظ :
_لا تتلاعب بالكلمات !
قال بنبرة خافتة ذات مغزى :
_وهل رأيت شيئا سواها ولم اتلاعب به !
قطبت حاجبيها في عدم فهم للحظات مفكرة ،قبل ان تجحظ عيناها وتضربه في صدره قائلة بخفوت غاضب :
_يا وقح يا عديم التربية!!!
قهقه "خالد" ثم قال مشددا على الكلمتين الاخيرتين:
_عامة لم يتبق سوى دقائق ونكون خلف الناس .
اتسعت عيناها في هلع قبل ان تقول مستدركة :
_لا لا لا !! لدي شروط قبل ذلك .
صاح مستنكر كنساء المناطق الشعبية :
_نعم يا عيني؟؟
رفعت حاجبا منمقا قائلة بتحد :
_لن اتزوج بدون حفل زفاف وثوب عروس .
فغر فاهه في صدمة لتكمل :
_وسننتظر حتى تأتي امي واختي من الخارج لمساعدتي في اعدادات الزواج ..والى ان يحدث ذلك سنظل في غرفتين منفصلتين لا يجمع بيننا سوى عقد قران فقط.
ثم تركته متبخترة في مشيتها وقد ارتسمت على وجهه علامات الصدمة والاحباط ..
____
دخلت غرفته بابتسامتها المشرقة لتجده مستيقظا يحدق في الفراغ الا انه عندما انتبه اليها نظر اليها مبتسما لتبادر قائلة :
_صباح الخير .
اجاب تحيتها قائلا وهو ينظر الى ساعة الحائط :
_مساء الخير ،انها الثالثة عصرا ..
قالت مبتسمة :
_قل لنفسك ،انت لم تستيقظ سوى الان !
قال مازحا :
_لا اعرف لم انام بهذا الشكل هنا ،هل تضعين مخدرا في المحلول ؟
حركت رأسها بلا فائدة فهو منذ ان تخطى صدمة ما حدث وقد اصبح هكذا !
اقتربت تبدل المحلول بصمت ليقول محاولا اختلاق حديث لسبب لا يعلمه :
_كم عمرك يا نور ؟
اجابت منشغلة بما تفعل :
_ستة وعشرون .
نظر بعيدا وكأنه يتعمق مستعيدا ذكرى ما ثم قال بنبرة مفتخرة :
_كنت في هذا العمر منذ عامين !!
انتهت من تركيب المحلول لتعقد حاجبيها قائلة باستنكار :
_ما المبهر ؟!!
حقا ما المبهر يا يوسف ؟ ما فائدة هذه الجملة الحمقاء !! تنحنح معترفا في نفسه بغباء ما قال فكتمت ضحكتها قبل ان تقول :
_حضرت الطعام ،سآتي لك به الآن .
اومأ برأسه لتخرج لتحضر الطعام من المطبخ .. اتت بالطعام لتضعه بجانبه على الفراش ،فنظر له ثم قال بتذمر طفولي :
_حساء ودجاج مسلوق و بالامس حساء الخضار !! انا مصاب بطلق ناري ولست مصابا بالبرد والرشح !
رفعت حاجبا كثيفا منمقا قائلة بمناكفة :
_انت لا تبذل اي مجهود ،فيجب ان يكون طعامك خفيفا ومغذيا في نفس الوقت ..
هم بالرد قبل ان يستمعا الى صوت رنين جرس الباب ..
عقد حاجبيه بتساؤل بينما قلبت عينيها قائلة بضيق :
_ها قد حانت الفقرة ..
نظر اليها بدهشة قائلا :
_اي فقرة ؟!!!
تركته خارجة من الغرفة دون ان تجيب ،وبعد لحظات ظهرا امامه بجلبتهما المعتادة وخلفهما هي محاولة كبتهما ليركض اليه "خالد" صائحا :
_يا سوفييي!
ضحك "يوسف" بسعادة قائلا :
_افتقدتك يا بغل.
هم "خالد" بعناقه الا عن صرخة من خلفه جعلته ينتفض مسرعا :
_لاااا !
نظر لها "خالد" بفزع صائحا :
_ماذا !!
ابعدتهما من جانبه قائلة بتحذير صارم:
_لا تقتربا منه ،ما زال جرح صدره حساسا .
قال "ليث" مشيرا بيده باستسلام:
_حسنا حسنا لن نقترب لا تقلقي .
نظرت له بشك ،قبل ان تستدير خارجة من الغرفة فانكمشت معالم وجهه مقلدا اياها بسخرية ،لتقول بجمود دون ان تلتفت :
_اراك يا ليث .
تنحنح ملتفتا الى صديقه قبل ان تشق وجهه ابتسامة حقيقية قائلا :
_المكتب بدونك مظلما يا صديقي.
ابتسم "يوسف" بحبور قائلا :
_حقا اشتقت لاجتماع الاوباش هذا ،متى علمتما ؟
ابتسم "خالد" وهو يجلس متربعا امامه على الفراش قائلا :
_نور اخبرتنا بعد افاقتك مباشرة .
رفع حاجبا وهو يهتف باستنكار:
_اي منذ يومين !
نظر "ليث" الى الباب المفتوح ثم التفت مرة اخرى قائلا بهمس :
_كانت تمنعنا من زيارتك يا اخي ،اقسم !
ارتفع حاجباه في دهشة قائلا :
_لماذا ؟؟
قال "ليث" مقلدا بسخرية :
_الزيارة ممنوعة ،مازالت حالته حرجة!
اتاه صوتها من الخارج هاتفة:
_مازلت اراك واسمعك يا ليث .
انتفض "ليث" للخلف وهو يدور بعينيه في المكان بهلع قائلا :
_هل تزرع اجهزة تجسس ؟؟
قال "خالد" بعينين متسعتين:
_انها شمطاء يا اخي!! تسمع وترى على بعد الكيلومترات !
قهقه صديقاه ليقول "يوسف" باهتمام :
_كيف حال مريم؟
ابتسم "ليث" ابتسامة بذل كل جهده كي لا تظهر متوترة ثم قال :
_انها بخير يا صاحب لا تقلق عليها .
اومأ "يوسف" برأسه بهدوء ليتنفس "ليث" الصعداء بداخله قبل ان يشعر بقبضة على ياقة قميصه تسحبه الى الامام ،فرفع عينيه بفزع لصديقه الذي هدر في وجهه :
_ما بها مريم؟؟
قال "ليث" محاولا تهدئته :
_انها بخير فقط اهدأ ،انها بخير اقسم بالله !
اطلق "يوسف" سراحه وهو ينظر له بجمود منتظرا ان يشرح له ،فتنهد "ليث" وقص عليه الاحداث دون تفاصيل كثيرة نظرا لحالته الصحية والنفسية الحالية.. فهو يعلم انه لن يهدأ الا عندما يعلم بما حدث بالكامل خاصة وان المعنية في الامر هي شقيقته ،وهو على دراية تامة بالرابط القوي بينهما ..وقد اخذت معالم صديقه تنكمش بغضب ..بينما دخلت "نور" تأخذ الطعام واعادته بعد ان سخنته مرة اخرى ..
انتهى "ليث" وما زال "يوسف" على حالته الجامدة قبل ان يزفر قائلا بحنق:
_من حظه انه قد مات .
اومأ له "ليث" برأسه بينما كان ثالثهما منشغلا بالنظر الى الطعام ،ثم قال باستنكار:
_هل ستأكل دجاجة كاملة بمفردك!
مد يده الى الطعام ليأتيه صوت شقيقته صائحة:
_لا تلمس الطعام يا خالد !
انتفض "خالد" يدور بعينيه في الارجاء قائلا وهو يرفع يديه باستسلام :
_امرك ،امرك ..لست بجائع اساسا .
ثم وقف قائلا الى "ليث" :
_هيا بنا قبل ان تأتي صائحة موعد الزيارة انتهى!
التفتا ليجداها تقف متكتفة عند الباب ثم قالت بابتسامة سمجة :
_كنت سأفعلها بالفعل .
كتم "يوسف" ضحكته بينما رفعا الآخران كفيهما باستسلام خارجين من الغرفة دون كلمة ،الا ان "خالد" وقف عندما وصلا اليها يبعثر شعرها باستفزاز ثم خرج مسرعا والثلاثة يقهقهون بينما هي تناظرهم بغضب ..
____
مازالت الحرب مقامة بينهما منذ ذلك اليوم الذي جاءتها به مكالمة من شقيقتها .. اتفقت مع شقيقتها ورتبت كل الامور واتت لتخبره بقرارها ..وكأنه متولي شئون المنزل وليس ربه .. هاتفت اختها التي اخبرتها بميعاد زفافها القريب وبمنتهى البساطة اتت لتخبره بأنها ستذهب الى مصر مع والدتها لتجهيز العروس واعدادها للزفاف لمدة لن تقل عن شهر او اثنين ،و ستترك له الطفلين ليعتني بهما الى ان يلحق ثلاثتهما بها ووالدتها يوم الزفاف ..
يذكر وقت ان صاح بها مستنكرا ما تقول :
_ولم لا تأخذين الطفلين معك ؟ كيف لي ان اعتني بهما بمفردي ؟!
ويذكر ان سبب صياحه وغضبه وقتها لم يكن امر تركها للطفلين فقط ،ولكن لطريقة عرضها للموضوع وكأنه امر واجب التنفيذ دون نقاش!
محاولا نفض تفكيره عن غضبه الشديد من فكرة غيابها عنه لذلك الوقت الطويل ،ليس وقت عواطف .. هو غاضب الآن!!
لترد بمنتهى البرود :
_والدراسة ؟
اتسعت عيناه هاتفا بغيظ :
_دراسة ماذا ؟!! عائشة في الروضة و معاذ فطم منذ شهور !!
هزت كتفيها قائلة :
_لن استطيع الاعتناء بهما يا سيف ،اخبرتك انني سأسافر لتجهيزات زفاف اختي ،اي انني لن اتفرغ ابدا وسأظلمهما معي!
زفر قائلا :
_صدقيني لن يكون اسوء من ظلمهما بالوجود معي .
قالت بعناد :
_انا لن آخذهما معي يا سيف .
قال بعناد مماثل وغضب مستعر :
_وانا لن اعتني بهما بمفردي ،انتهى النقاش .
وها هي امامه تحضر حقيبة ملابسها بينما هو يناظرها بنظرات غاضبة تارة ومعاتبة تارة تجعلها تكاد تتراجع عن قرارها لكنها تعود لتذكر نفسها بأنه القرار السليم ..هي لن تستطيع رعايتهما في مصر ،لم تشتتهما عن الوطن الذي نشآ به واعتادا عليه ثم تهملهما !!
اكملت وضع الملابس بحزم وهي تختلس النظر اليه بين الفينة والاخرى وهو مازال على وضعه ..
رق قلبها معلنا قوة سيطرته عليه لتترك الحقيبة ثم تتحرك اليه ..
جلست بجواره على الفراش واضعة يدها فوق كتفه ،ثم قالت بحنان :
_امازلت غاضبا مني؟
نظر لها نظرة حادة من طرف عينه ثم عاد لينظر امامه ،فابتسمت وهي تقترب مقبلة وجنته ثم قالت :
_ارجوك يا سيف ،تعلم انه الحل الاسلم !
زفر مشيحا بوجهه لتمسك بذقنه باصابعها الجميلة معيدة وجهه اليها وهي تنظر الى عينيه قائلة برقة:
_ايغضب احد من ساكن قلبه ؟
لانت نظراته قليلا لكنه مازال يحدق بها بعتاب كولد صغير ستتركه امه ،فبادلته بنظرات مستعطفة ليقول بنبرة اوجعت قلبها :
_الا يكفي انك ستبتعدين عني ،ستغيبين شهرا او اثنين!!
ابتسمت ..وابتسامتها ربتت على قلبه وهي تقول :
_انا دائما معك حتى وان كنت في بلدة اخرى ..كنت وسأظل معك وحولك يا سيف .. وسأحادثك في كل وقت اتفرغ به .
نظر لها نظرة تعني "وعد؟" لتومئ برأسها وابتسامتها تزداد اتساعا تبادله النظرات المحبة الحزينة ..فهي ايضا قضت وقتا طويل قبل ان تقرر ذلك القرار الصعب وتواجهه به ،وتعمدت اصطناع البرود وارتداء قناع اللامبالاه امامه حتى لا تنهار باكية او تتشبث به ليترك اعماله ويسافر معها ..
قالت وهي تستشعر يده التي تحيط بخصرها :
_هل تصالحنا الآن؟
اجاب بنبرة ماكرة :
_ليس بعد .
كتمت ضحكتها قائلة :
_وماذا تريد ؟
دار بعينيه في الغرفة قبل ان تستقر فوقها قائلا وهو يشدد من احتضانها:
_لا أريد سواك .
ابتسمت قائلة :
_رغم انك مازلت وقحا والغرض الدنيء يشع من جملتك ..الا انني احببت ما قلت .
ابتسم بحب قبل ان يقترب ويقترب.. ليميل بها على الفراش خلفهما .. يبثها شوقا لها من قبل ان تتركه ..وتستقبله منه بعاطفة لن ترتوي ..فالروح قد اشتاقت لمكملها من الآن!

نهاية الفصل الثامن💕
نهاية كويسة اهي مش زي كل مرة ،حاسة بتنميل في كتفي الشمال كده ومترددة اعتمد المشاركة ..يلا الجايات اكتر .


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.