آخر 10 مشاركات
*&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: --------------
-------------- 0 0%
------------------ 0 0%
المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-20, 07:40 PM   #11

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفرديا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
حبيييييييت الرواية بزااااااف وماجذبني لها هو عنوانها ومن ثم انعكاس العنوان على اليكس وعلاقته مع اخوته وصديقه متشوقة للفصول الباقية
بانتظارك يوم الخميس
😍🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 بالتوفيق 💗

فرحتيني❤ شكرا حبيبتي 😗


اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 07:43 PM   #12

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفرديا مشاهدة المشاركة
هل يمكنك تحديد ساعة انزال الفصل؟
🥰


ليس لدي وقت محدد لما يكون الفصل جاهز أنزله ماأنتظر
سوف انزل الفصل الرابع بعد قليل 😗


اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 09:58 PM   #13

بوفرديا

? العضوٌ??? » 435866
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » بوفرديا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا مشاهدة المشاركة
ليس لدي وقت محدد لما يكون الفصل جاهز أنزله ماأنتظر
سوف انزل الفصل الرابع بعد قليل 😗
جد رح تحطي الفصل اليوم 😍😍😍😍😍😍😍😍🥰🥰😲


بوفرديا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 01:30 AM   #14

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الرابع


(كما تعرفين .. تاماني ! في حالتك ، الأمور تحل بطريقتين ، طريقتي التقليدية حيث سوف
أقطع مصروفك الشهري وكل بطاقاتك الإنتمائية ، سأسجنك في غرفتك وأنسى كليا بأنكِ حية ، وطريقتي الخاصة .. وهي لن تعجبك البتة ياعزيزتي )

(إختصري الطريق ياوالدتي وقولي بانك سترسلينني إلى مدرسة داخلية )

فتحت عينها الزرقاوين بحدة ( تتمنين ! .. هناك قواعد صارمة في هذه المنزل عليك الإلتزام بها
و تعرفينني حين لا يعجبني شيئ هنا .. أغيره )

(أنا لست شيئ ياوالدتي .. أنا إبنتكِ .. )

رفعت يدها لتخرسني وتقول هي بكل إفتخار لنفسها ( أولا: لست مجرد والدة .. أنا سيدة مجتمع راقية لدي صيت واسع في إنجلترا
ثانيا : واحدة من مهاراتي المميزة هي انني أستطيع أن أشم الكذب)

أخفضت عيني من اللوحة العائلية الكبيرة المعلقة فوق الموقد التي تبدو وكأن بيكاسو
رسمها لأفراد عائلتي ، تحرص والدتي أن تقف بنفس المكان كلما قامت بتوبيخي
لتذكرني بأنني لست مهمة لأكون جزء من عائلتها المثالية ، مثل عدم أهمية
تواجدي معهم في اللوحة العائلية

( مالذي حدث ليلة أمس ياتاماني ؟ )


(أخبرتك ياوالدتي ، لقد خرجت برفقة جينيفر ، لقد أخذت إذنك وأنت وافقتِ)


( لا أتذكر ذلك ..أنت تعرفين أنني لا أتذكر التفاصيل الصغيرة )

ماتقوله والدتي صحيح

هي لا تتذكر التفاصيل الصغيرة وكدليل على ذلك أقراص مانع الحمل والتي نسيت أخذها ستة مرات .. أو عليا القول ثلاث مرات حيث جئنا نحن الثلاثة غلطة

عصبت اكثر وألقت عليا بالجريدة قائلة : ( لو خرجت حقا مع جينيفر لكنت معها في الصورة وهي تغادر المطعم.. فأين بحق السماوات كنتِ ؟ )

(مع جينيفر ! ) قلت بسرعة وأنا أفتح عيوني بتأهب لكي أتجنب ثاني شيئ ستلقيه والدتي نحوي

عرفت ان لورينس يقف خلفي حين أدرات عيونها الحادتان اللتان تخيفانه كثيراً
مع الاسف لورينس شاب يخاف من السيدات القويات

(هل ذلك صحيح ؟ ) سألته والدتي فإلتفت إليه وإنتظرته ليجيب كما أوصيته
لكنه تجمد وأنا إستطعت أن أشم خوفه ، إختارته والدتي ليلازمني مثل ظلي
تحت إسم مساعدي الشخصي ، ليعلمني كيف أكون أنسة راقية ، و ليحرص
أن لا أقوم بأي خطأ يكلفها المساس بسمعتها وصيتها الواسع في المجتمع الراقي
إختارته بفضل ثقافته الواسعة في الحياة الإجتماعية والطبقات النبيلة
إنه مثقف جداً ويملك بحرا من المفردات الذكية ، وشهاداته الجامعية المتنوعة وتحدثه لخمسة لغات مختلفة
وبعد مرور ثلاثة سنوات مازال لم يفدني في أي شيئ بعد

المساعد الشخصي الذي لم يكن سوى الجاسوس الشخصي لوالدتي

(قل لها ما حدث يالورينس )

تحدثت والدتي مباشرة خلفي وصوتها كان دوما مرتفعا بطريقة متسلطة ( تذكر يالورينس ، إن حاولت أن تكذب عليا ..سترى مني أمرا لن يعجبك البتة )

( لن أجرؤ أبدا يا سيدتي )

عرفت أنه لن ينجو فحاولت لمرة أن أكون مخيفة ومتسلطة مثل والدتي

( قل الحقيقة يالورينس .. قل لها بانني كنت مع جينيفر ليلة أمس ،والسبب وراء عدم ظهوري في الصورة بجانبها هو لانني خرجت من الباب الخلفي للمطعم حيث كنت تنتظرني أنتَ )

( سيدتي ..أنا )

بدأ يتلعثم في الكلام ويعرق رغم أنني فعلت الامر الصعب ، يجدر به الان أن يقول بكل بساطة أنني قلتُ الحقيقة

إتخذت أمي وقفة عارضات الازياء المشهورة واضعة يدها على خصرها النحيف ومطت شفتيها المكتنزتين للخارج وهي تحلل سلوك لورينس ( هل هاذا صحيح ، لورينس؟ )

لقد قضت على الشجاعة القليلة التي يملكها كشاب ليقول ( فيه جزء قليل من الحقيقة )

( كـيف تجرؤين أن تكذبي بوقاحة في وجهي ! )

تراجع لورينس للخلف حين صرخت عليا والدتي ليثبت مثل كل مرة كم هو جبان ويخاف المراة القوية الشرسة

( أنت مطروود ..أنا لا أحتاج لواشي لعين في حياتي ) صرخت عليه بعنف

لكنه ظل يقف مكانه هناك بدون أن يأخذني بجدية ، لم يزعج نفسه حتى بالنظر لي وإبتسم حين حذرتني والدتي بدكتاتورية ( أنا من يعطي الاوامر هنا ..أنا التي أقرر من سيخرج ومن سيبقى .. ولورينس سيبقى يعمل كمساعدك الشخصي)

( دعيني أسهل الامر عليكِ ياوالدتي ..علقي عليا كاميرا وستعرفين كل شيئ أفعله ، إصطحاب كاميرا سيكون أفضل من إصطحاب هذا المغفل اللعين )

(سامحك الله ياتاماني) سمعته يردد فإستدرت بكل شراسة وصرخت عاليا

( لا تنطق إسمي على لسانك أيها اللعين )

إلتفت لوالدتي وقد نلت كفايتي من هذه العائلة : (سأوضب حقيبتي .. أرجوا أن تكون المدرسة الداخلية تبعد ألاف الاميال من هنا..ولن أمانع إن كانت في دولة أخرى ..سيكون أفضل )

تقدمت لي وهي تضحك ضحكتها الراقية التي تتألف من هاهاها ثلاثة مرات وكأنها تملك العالم

( أيتها الفتاة الساذجة ، تظنين أنني سأرسلك بعيدا بهذه السهولة ، ولبلاد أخرى أيضا ، أنت تستحقين عقاب على كذبكِ وليس مكافأة )

(أبهريني ياوالدتي )

( سأرسلك إلى منزل زوجكِ ، حالما وجدت لكِ واحدا )

أعلنت العقاب فتنهدت بداخلي بهدوء ، وإكتفيت بإبتسامة صامتة باردة ، أنا بخير لطالما هي ماتزال عالقة في مرحلة البحث فحسب

(بالمناسبة ، أصبحت في التاسعة عشر وهذا هو عامك الأخير في الثانوية ..فلذلك سمحت لنفسي بأن أتحدث مع مدير كلية إدارة الاعمال ووافق ليضع ملفك بان تدرسي هناك .. حالما تتخرجين سيصبح ذلك رسميا )

( لكن )

هذا أسوء من الزواج المدبر

( بدون لكن تاماني .. إنتهى النقاش .. أوه.. إذهبي في الحال و إجعلي حاجبيك
متناسقان ولا أريد رؤيتك على طاولة العشاء حتى يغلق سحاب الفستان الذي طلبته لك من إيطاليا )

وهكذا إنصرفت اللايدي سيليستيا متفاخرة بنفسها وحين إلتفت مجددا نحو لورينس
فوجدته قد إختفى تجنبا لنوبة غضبي

حملت حقيبتي من الطاولة وإتجهت لسيارتي لأجده ينتظرني بداخلها ، صعدت مثل
العادة في الخلف لكي أتجنب إختلاسه النظر لهاتفي وإنتظرت بفارغ الصبر الوصول
للثانوية لكي لا أحضر نهايته الأن

أحيانا أخشى على لورينس من نفسي ، روادتني حتى الان عشرات الأفكار لكيفية
كسر عنقه من خلال لكمة قاتلة من المقعد الخلفي ، أريد أن أكوي لسانه بمكواة
شعري حتى يتفحم ، أريد بشدة الأن أن أستعين بمخالب دب حادة وأقتلع عينيه ببطئ ..


حاولت أن أركض في الوصول للقسم لأنني فعلا تأخرت ، صف الرياضات الممل والصعب جدا ، طرقت الباب ودخلت

مثل كل مرة حملق الأستاذ بتنورتي الزرقاء القصيرة بطريقة جعلتني أشمئز منه
توجهت لمقعدي في وسط القسم ، ومجرد أن جلست حتى إنحنت جينيفر لليمين وسألتني هامسة ( متأخرة كعادتكِ ، ولم تأتي للعشاء أمس! )

بدون أن ألتفت إليها قلت محاولة أن ألتقط أنفاسي ( حصل الكثيرة لي يابنت )

( ماذا حصل ؟ ) سألتني صوفي وهي صديقتي الأخرى

( أه يافتيات .. لقد وبختني والدتي هذا الصباح )

( أخبرينا كل شيئ ياتاماني ) سألتني روز وهي صديقة جديدة إنضمت لنا عدى أنها مختلفة قليلا عنا فنحن تلك الشقراوات الشعبيات المدللات اللاتي نبكي حين يكسر ظفرنا
اما هي سمراء تتحدث بصوت مرتفع جدا وبنبرة متمردة ، وكذلك تضع الكثير من الأقراط حول أذنها و لديها ثقب للزينة في شفتيها ولسانها ، هل ذكرت أن عائلتها فاحشي الثراء ، ربما لهذا نحن الثلاثة صرنا صديقاتها.. أو ربما لانها قوية ونحن شقراوات جداً

(خرجت ليلة أمس مع لوكاَس، ووالدتي إكتشفت أنني لم اتي للعشاء فسألت لورينس
وهو وشى بي طبعا )

( هل قلت لوكاس.. أخبرينا .. أخبرينا كل التفاصيل ) أغلقت جينيفر الكتاب رغم أننا مازلنا ندرس ورددت صوفي من بعدها بتفاجأ ( هل أنت ولوكاس ؟)

قلت بملل ( لقد أخذني للسينيما )

( ياإلهي ! ) كانت صوفي منصدمة ، جينيفر متحمسة ..أما روز فراحت تحرك وجهها بمأساوية

(ياإلهي ) همست فتاة ما تجلس بجانب جينيفر فإلتفتت لها صوفي بسرعة لتردد بشراسة
( الدرس في الامام )

( ماذا قال لك ؟ أخبرينا ) تلهفت صوفي لتعرف بقية القصة

إن صوفي بنت لطيفة لطالما أنها تكون دائما الأجمل والأكثر أناقة وتتلقى الإهتمام كله .. أما جينيفر فهي تنتقد وتهتم كثيرا للمظاهر والطبقات الإجتماعية أعتقد أن كونها إبنة عائلة شالكر الإرستقراطية المعروفين بحبهم العارم للسلطة ومكانتهم الثقيلة في البورصة والتجارة جعلها كذلك ، أما روز فهي مختلفة حتى في هذا الأمر ، مظهرها يوحي للغرباء بأنها إبنة الجيران المتمردة من الحي الشعبي ،، كانت تدرس في أمريكا وإنتقلت العام الماضي هنا وهي تفضل الملابس القديمة من الثمانينات ولم تكن لديها مشكلة في الإنخراط مع الجميعْ

( ياإلهي يافتاة... هل طلب منك أن تواعديه ؟) سألتني جينيفر وهي تجذبني من ربطة عنقي لينقطع عني الأكسيجين

عقلي بدأ يتصارع هذه اللحظة وأنا أبحث عن إجابة مقنعة لهاؤلاء الثلاثة فقلت بنبرتي المتعالية
( طبعا فعل )

إتسعت إبتساماتهم نحوي وجينيفر التي كانت الأقرب مدت يدها لتقوم بمصافحتي بطريقتنا الخاصة

وقبل ان تتركني رن الجرس فتصاعدت الضجة ونهض الجميع ، خرجنا نحنا الأربعة ومشينا ببطئ في الرواق .. يمكنني أن أشعر ببعض البنات يتوقفن ليسترقن النظر إتجاه ملابسنا وأحذيتنا

( أسرعن .. ) في حديقة الثانوية تحت إحدى الأشجار التي تظلننا جلسنا على الطاولة الذي إستحوذنا عليه .. أفضل مكان وأبعدهم عن بقية الطاولات

جلست أنا وصوفي بإسترخاء تام بينما جلست روز على حافة الطاولة، وجينيفر إختارت أن تستلقي على العشب كعادتها ..هي تحب الإستلقاء كأنها على الشاطئ

( أنظرن من أتى ! ) أشارت جينيفر لسيارة لوكاس تدخل بكل فخامتها ..في نفس اللحظة نظرنا جميعا له فكان ينظر في المقابل ، ورفع يده لنا ليحينا ..وربما كانت التحية موجهة خصيصا لي

فإبتسمت لأنه لم تكن لدي أية فكر عما سيحدث الأن

( أوه لا ) إنخفضت وأخفيت جسدي أسفل الطاولة لكي لا يراني لورينس لكن الاوان فات

فهو متجه نحوي ببدلته الرسمية المملة وتسريحة شعره التي تشبه تسريحة ولد مجتهد في السادسة من عمره

هاذا يكفي .. لقد نلت كفايتي من هاذا المساعد الشخصي

(يافتيات .. النجدة ! ) طلبت المساعدة فقالت روز وهي تمضع في العلكة التي ادمنت عليها
( هاهو الواشي قادم ..ظننتك طردته تاماني )

( فعلت ..لكن والدتي رفضت لانه ينقل لها جميع أخباري ، والطريقة الوحيدة ليتركني وشأني هي بأن يستقيل )

(كيف يجرؤ أن يشي بك ثم يأتي ويضع عينيه بعينيك ..عديم شرف) قالت روز

أومأت بقوة ونظرت لصوفي قائلة ( ماأكثر عديمي الشرف حولنا)

هي فقط قلبت عينيها للجانب الأخر وتظاهرت أنها لم تسمع ، صوفي الجاسوسة الثانية لوالدتي وكل ماأريد معرفته ماكان المقابل ؟

( لاأعرف كيف أجعله يتركني وشأني ) تنهدت بحسرة

(الامر سهل .. سنجعله يستقبل ) قالت روز بنبرة متمردة ورددت من خلفها جينفر
( نعم سنفعل ..فقط أجلسي وشاهدي )

بمجرد ان إقترب وصار في مرمى جينيفر حتى وقفت أمسكته من قميصه المخطط وسحبته

( هاي لورينس .. الورود حمراء والبنفسج أزرق ..إقترب إقترب ياصاح ، لدينا مسألة عالقة ..ونحن كنا ننتظركَ )

دفعته ليجلس على المقعد ليجد نفسه محاط بأربعتنا ..وكنا نحجب عليه ضوء الشمس ..فكانا يرانا مثل الظلال الطويلة المخيفة

( أنساتي ..كيف أستطيع مساعدتكن ؟ ) بلع ريقه وظهر عليه القلق الشديد لأن وجوهنا لم تكن تعبر عن أي خير

( في الحقيقة تستطيع ..) بدأت جينيفر تتحدث بغزل ثم تحولت نبرتها لتشبه نبرة روز المتمردة
( سوف تقدم إستقالتك اليوم )

(انت ستتخلى على الوظيفة ) كررت بطريقتي الخاصة فظهرت إبتسامة خبيثة على شفتيه وأخبرني : ( السيدة سيليستيا كانت واضحة جيداً حين قالت أنني سأحتفظ بهذه الوظيفة )

( أنت لم تكن أبدا بصفي ..بالإضافة لأنك لم تفدني بأي شيئ حتى الان ،أنت مجرد حمل ثقيل يراقبني طوال الوقت وينقل أخباري لوالدتي .. أنت مطرود مطرود مطرود)

(ليس لديك الصلاحية لتطرديني) أراد ان ينهض فدفعته روز ليجلس مجدداً ثم شدته من ربطة عنقه

( هل أنت متأكد من أنك لا تريد الإستقالة ؟ لورينس ! )

وهاهو يفتح فمه كالابله حين سألته جينيفير ..فقط حرك رأسه بلا

فتحركت روز قائلة ( سأحضر مقصاتي )

إستدارت إليها جينيفر ( والملاقيط أيضاً)

( مهلا ..هل يليق هذا بأنسات محترمات مثلكن )

بدأ يتحدث كعجوز ممل ، فتوقفت روز ،بينما إقتربت أنا منه مهددة ( ستترك الوظيفة اليوم أو ....... )

لم أجد كلمة مناسبة لكن صوفي كانت سريعة البديهة وقالت : ( أو ستدخل السجن

والدي محامي .. وهو سيصدق إبنته الصغيرة البريئة)

( ماذا تقصدين أنستي ؟ ) لقد بدأ يضعف أمام صوفي

وضعت يدها فوق جبينها وتظاهرت كأنها سيغمى عليها ثم بدأت تتحدث وهي تدعى البكاء

( بابا .. بابا لقد تحرش بي مساعد تاماني الشخصي ..لورينس ..بابا أنا جد خائفة فهو هددني أيضا )

أعرف أن والد صوفي سيقلب الدنيا على رأسه

(بحق القديس ) شحب وجهه فسألته ( هل مازلت مصرا على البقاء ؟)

أومأ بدون أن يشعر وأنا أعرف أن الراتب الكبير التي تعطيه له والدتي حق تجسسه عليا لن يجمعه حتى لوعمل بكل شهاداته

(يمكنني بسهولة إتهامك بالتحرش بي .. واجه هذاَ في المحكمة ،لاأحد سيخرجك من السجن )

(لا أحد) قلت مستمتعة بتهديده

(أجل إستمع إليهما لا أحد سيستطيع ) هزت جينيفر وجهها مؤكدة

(هذا لن يعجب السيدة سيلستيا ياأنساتي .. تاماني ماتفعلينه الان هو تصرف لايليق بك )

نظرنا إليه لمدة دقيقة بصمت ثم تحركت روز مجددا قائلة ( سأحضر مقصاتي وملاقيطي)

( توقفي .. ) صار يتنفس بسرعة

(سأتصل بأبي فحسب ) حملت صوفي هاتفها وفعلا بدأ يرن

( أتعلمين ماذا ، حان الوقت لأجد وظيفة حقيقية ، لا يمكنك طردي فأنا أستقيل ،أتمنى أن يكون مساعدك الشخصي القادم أسوء ) وقف وغادر يسير مسرعا فصرخنا جميعا فقط لأنا نحب الدراما

( أنااااااااا حرة )

نظرت نحو صوفي وهمست لنفسي ( تقريــبا )

(وأنا جائعة ) تذمرت جينيفر واضعة يدها على معدتها

(نفس الشيئ ) أستطيع سماع بطن صوفي تصدر اصواتا

(أليس مطعمكم قريب من هنا ، لنذهب ونأكل ) إقترحت جينيفر فأومأت بضيق

سيارتي التي لم أقدها منذ 3 سنوات ،لأن لورينس كان يقود دائماً و يجعلني أصل متأخرة ، سأقودها اليوم ..صعدت مع الفتيات وتوجهت لمطعم أهلي .. نحن معتادات على الذهاب هناك كل ثلاثاء

(هاي جوزيف ..كيف حالكَ اليوم ؟ ) جوزيف عامل الإستقبال ، وهو كذلك رجل طيب جداً، إنه يجهز لي دوما الطاولة الأفضل موقعا هنا ، لانني حين أكل أحب أن أرى الحديقة وليس الناس

(أممم الاكل الموجود على القائمة شهي جدا.. أنا محتارة لما سأطلب ) قالت صوفي

(لا أحب معظمه ) تمتمت روز فشبكت جينيفر أصابع يدها مبتسمة مع النادل الذي ظل ينتظر وقالت له : فلتحضر كل الأطباق الموجودة على القائمة اليوم

أومأ ولم تخفى عليا الدهشة على وجهه .. تعرف ان الأسعار باهضة لكنها لن تدفع لأنني معها

وبعد عشرة دقائق جاء النادل وهو يجر معه عربة تقديم الاكل ،وراح يضع لنا أطباق مختلفة على الطاولة التي شعرت أنها لن تتسع لكل هذا ..ورأيت لعاب جينيفر وصوفي يسيل

(أنا لا استطيع المقاومة! ) بدأت صوفي تأكل وكذلك جينيفر ..ومازالت الدهشة
مستمرة على ملامح هذا النادل ، ثم جاء نادل أخر ليضع لنا العصير والماء
فشعرت فجأة بجينيفر تلكزني وتهمس بأذني بخبث ( تاماني ..ذلك النادل هناك يحدق
إليك بدون إنقطاع )

وحين نظرت لأراه كان قد ذهب ليضع الماء على طاولة أخرى ..إنه نادل جديد فالقدماء هنا يعرفونني ومعتادون على رؤيتي

( مهلا مهلا..أليس هذا نفسه المغفل الذي لوث حذائك الجديد ؟ ) تكلمت جينيفر بجفاء فنظرت مطولا له وأنا أحرك رأسي موافقة وسمعتها تقول (لاآآ هو يعمل عندكم أيضا ؟ يالها من
جرأة .. شاهدن يابنات)

قبل ان تجذب جينيفر الأضواء له قلت أنا بسرعة ( يابنات ..مارأيكن أن نذهب غدا للتسوق)

( أجل ..يجب أن أشتري أحذية جديدة ! ) وافقتني صوفي

لكن إرتفع صوت روز وهي تقول ( أوه أجل ..كنت أفكر بوضع وشم على خلفية عنقي وربما جعل شعري أقصر .. وربما إضافة بضعة خصلات أرجوانية أنتن تعرفن )

(مـاذا ؟ ) قلنا ثلاثتنا في وقت واحد فإنتبهت أن ذلك النادل الجديد لا يزال يحدق لي

وكأنه يشعر بالإستياء مني ، وفي رواية أخرى هو يعرف أنه عاجز عن فعل شيئ لأنني جعلته يجول لندن بينما منزلي كان خلفه .. فلينضم لطابور الناس الذين هم مستاؤون جدا من تاماني فيفر

(لقد قلت ) أخذت روز نفسا عميقا ( غدا سـ .. )

(سيد داوسن ) فجأة نادت جينيفر لمساعد المدير والذي يكون أخي جون ،

(قبل كل شيئ بصحتكم .. كيف حالكن ؟ ) أنا حقا أستلطف هذا الرجل

(في الواقع ياسيد داوسن .. ذلك النادل الجديد يجعل تاماني تشعر بعدم الراحة جراء تحديقه المستمر لها ..هلا تصرفت معه أرجوكَ )

(أنا أتأسف عن هذا الإزعاج أنسة تاماني .. سأتصرف معه في الحال)

غادر السيد داوسن وأنا شعرت بالحرارة تتصاعد لوجهي حيث إتجه مباشرة له وأخذه للزاوية ..وغالبا بدأ يوبخه بقسوة ، فالسيد داوسن رغم أنه لطيف لكنه صارم جداً

أخفض عينه للأسفل بدون أن ينطق بحرف فشعرت بالشفقة عليه ، وبين لحظة وأخرى وجه لي نظرة خاطفة لي فإلتفت أعيننا .. رغم أنه يقف بعيدا إلا أنني شعرت من نظراته أنه كان ينظر لروحي ، حتى أنني شعرت بالخجل منه، وفوق كل شيئ لم استطع أن أعاتب جينيفر فهي ستفكر بأنني أدافع عن ذلك الشاب الغريب ..فكتمت الامر

في الحقيقة لم أستطع التفكير لبقية اليوم ، فبمجرد أن عدت للمنزل حتى إلتفيت بلورينس مغادر مع حقيبته

( إلى الجحيم ) قلت حين مر بجانبي وأكملت سيري لأجد اللايدي سيليستيا تقف بنفس المكان وتشبك ذراعيها ،ومن زاوية عيني رأيت أختي سيرافينا

تجلس مثل الأميرة على إحدى الأرائك وهي تنظر لحاسوبها ، لماذا لم اكن أنا سيرافينا ..حياتي كانت ستكون أكثر سهولة من كوني تاماني .. أتسائل الان ، هل سيرافينا تحب كونها الأميرة في هذه الفيلا .. البنت التي يفتخر فيها آل فيفر ويضرب بها المثل في الخارج ، وأنا مجرد إبنة ولدت لأن أمي نسيت أن تأخذ أقراص مانع الحمل مجدداً

(هل أنتِ سعيدة الأن ؟ ) كم أكره أن أرى الخيبة في عيون والدتي حين تنظر لي

(لم أفهم )

(تاماني .. لقد إستقال لورينس وحتى لولم يعترف أنا أعرف أنكِ خلف الأمر )

(أنت مقتنعة بذلك بالفعل ياوالدتي لذلك لاشي قد أقوله سيجعلك تصدقينني )

إقتربت مني والدتي فشعرت بالرغبة بالتراجع للخلف حرصا على سلامتي مثلما يفعل لورينس

(تظنين أنكِ حرة الأن ، لكنك تتمنين ! )

أومأت مثل تلميذة مطيعة ومتقبلة لواقع ان هذه المرأة تخيفني ،وجهت سبابة يدها لتلكز صدري بظفرها الأحمر الحاد وصوتها الذي يصبح مرعبا جدا حين تنزعج ( لدي الكثير من الأعين عليكِ
يافتاة )

وغادرت تحت لحن حذائها ذات الكعب العالي ومشيتها المتفاخرة

( تاماني تعالي وإجلسي بجانبي ) طلب مني سيرافينا وقد أغلقت حاسوبها

ففعلت ذلك فإذا بها تمسك يدي وتبتسم ، إنها تملك أجمل إبتسامة على الإطلاق

( لا تنزعجي من والدتك ..هي فقط خائفة عليك لأنك مازلت مراهقة وعلاوة ذلك من آل فيفر ، هي تريد أن تحميك من العالم الخارجي )

( هل تظنين ذلك حقا ؟ كون والدتي إمراة عصرية لماذا لا تفهم أنني أحب أن تبقى خصوصياتي لي فقط ..لاداعي لتعرف كل شيئ أفعله )

( أنا أوافقك الرأي تماما عزيزتي ، لكنها ستتوقف حالما تدخلين للكلية )

(هي لن تتوقف أبدا عن مراقبتي...هي لديها أعين في كل مكان )

ضحكت سيرافينا قائلة بصوت ناعم( إنها مرحلة وستنتهي ..أريدك ان تهتمي بدروسك إتفقنا ، هذه فرصتك الأخيرة فلا تفسديها وتجلبي لنا سمعة سيئة فحينها حتى أنا لن أتساهل معك ، سأنسى أنك فرد من العائلة وأتخذ معك إجراءات صارمة لن تعجبكِ )

(حسنا.. سأذهب لغرفتي الأن عن إذنكِ )

جررت محفظتي للأعلى وأنا ألعن نفسي ، كيف في كل مرة تخدعني سيرافينا بطريقة حديثها معي لأصدق للحظة أنها تحبني وتريد مصلحتي ، ثم تصفعني بحقيقة أنها فقط تفكر بسمعة العائلة .


أجمل شيئ في هذه الفيلا هي غرفتي ، إنها تطل على الساحة الامامية وكذلك لدي نافذة في حمامي تطل على الحديقة الخلفية ..لكن مايجعلها جميلة بنظري لأنها أبعد مايكون عن باقي الغرف ، وفي الليل أستطيع الجلوس فوق السقف والإستمتاع بالنجوم ، إستلقيت فوق السرير وأنا أفكر بالمسرحية التي حدثت في المطعم..هو لم يستحق أن تشتكي عليه جينيفر لانه لاذنب له

أغمضت عيني قليلا لأستمتع بصوتها الجميل حين تغني ، ثم قررت الذهاب إليها ، سرت بخفة ودخلت غرفتها لانها تترك الباب مفتوح ، وجدتها تطل كعادتها من النافذة ، إقتربت ببطئ شديد وبصمت لكي لا تتوقف عن الغناء .. لكنها مثل كل مرة تعرف أنني هنا كأن لديها عين في خلفية رأسها

( تعالي تاماني ..لاتقفي هناك .. اليوم الطقس مشمس وجميل )

وقفت بجانبها لأعانق ذراعها ( إنه حقا كذلك .. كيف حالك اليوم فاني ؟ )

(لم أكن يوما أفضل ، أحاول أن أستوحى روايتي الجديدة ، كيف حالكِ أنتِ ؟)

(جيدة ..جيدة .. جيدة ) رحت أكرر هذه الكلمة بدون وعيي حتى شعرت بها فرقعت أصابعها أمام وجهي لأستيقظ من شرودي ، دخلت لتفرغ لي فنجان شاي ثم أعطته لي
( سيريح اعصابكِ .. وكالعادة ياصديقتي تاماني أنا هنا من اجلك)

( أحببت هاذا المنزل فقط حين جئت لتعيشي معنا يافاني ..حقا لولاك لكنت رميت نفسي من جسر لندن ، أقدس اليوم الذي جاء أخي جون إلى الهند ورأكِ )

(شش تاماني .. إحتسي الشاي ، إنه مفيد للأعصاب ..ستشكرينني لاحقاً )

مذاق الشاي الهندي الذي تصنعه فاني فريد من نوعه .. إن مفعوله يظهر من خلال أول رشفة

(لقد سمعت اللايدي سيليستيا توبخك هذا الصباح .. لورينس مجدداً صحيح ؟ )

إستدرت بوجهي فقط وقلت وأنا أشعر برتابة شديدة ( لقد وضعت له حداً اليوم..لن يزعجني مجدداً)

(أخيرا إتخذت موقفا ..لماذا أنت منزعجة إذن ؟ لقد إنتظرت هذه اللحظة منذ اليوم الاول الذي عينته أمك كمساعدك الشخصي..أو المعذرة كجاسوسها الشخصي )

(أنت الوحيدة التي تفهمينني في هذا المنزل فاني ، عديني بأنك ستظلين معي للأبد )

لقد بدوت حقا مثيرة للشفقة ،وهي راحت تقهقه وتتكلم بنفس الوقت ( حين تزوجت بأخيك جون .جعلني أعده بأن أظل معه للأبد .. وحين وعدته لم أظن أن فرد أخر من آل فيفر سيطلب مني نفس الشيئ )

(أرجوك فاني عديني بأنك لن تتركيني أبدا ، أنا سأضيع بدونك)

مطت شفتيها وقالت ( لاادري تاماني .. هذا وعد صعب .....)

قبل أن تكمل جلست على ركبتاي امامها وشبكت اصابعي لها بمأساوية مبالغة ، نطقت إسمها بإكتئاب شديد ( فـــــا نــــــي أنا احتاجك مثلما تحتاج الارض للشمس )

فضحكت بصوت مرتفع هذه المرة على مثالي الغبي ( حسنا حسنا أنا أعدك أن أحبك وأن أبقى للأبد حتى يفرق بيننا الموت ياحبيبي جون.. أوه مهلا..أنتِ تاماني هههه .. المعذرة لقد إختلطت عليا الأمور قليلا )

( أنا لا أملك غيركِ فاني ..لعلك زوجة أخي لكنك الأقرب لي ، أعني أنت الوحيدة التي أن تعرف جميع اسراري ، أنت الوحيدة التي أثق فيها في حياتي)

(عزيزتي ..أنتِ لا تحتاجين لوعد مني لكي أبقى صديقتك للأبد ، لكن ليطمئن قلبك ..أنا أعدك أن أقف دوما بجانبك وأن لا أتركك أبدا )

( شكرا ..شكرا..شكرا ..شكراً ) ورحت اكرر مجددا هذه الكلمة بدون وعي ففرقعت فاني أصابعها وحين نظرت إليها قالت مبتسمة

( إفتح ياسمسم )

نظرت لشكلي المكتئب ،شعري ظل يحيط بكل وجهي ويتساقط على سترتي الوردية الفاتحة الطويلة وتنورتي

فكررت مجدداً بنبرة مديدة جميلة ( إفتح ياسمسم )

( حسنا .. حرفيا لقد كذبت على الجميع اليوم..لقد أمضت ليلة أمس في مكتبة الحقوق ثم غفوت هناك وحين نهضت وجدتها الثالثة ليلا ..ولا أحد غيرك مستعد ليسمع أنني كنت في المكتبة ويصدقني )

( ياه لقد فعلتها مجدداً تاماني ونسيت نفسك داخل المكتبة، يجب أن تكوني أكثر حذرا المرة القادمة )

صمت لاني قلبي ظل يؤلمني ..كأن أحد أمسكه ووضعه في مكان معتم جداً، كأن حياتي لن تصبح ملكي أبداً

( هناك المزيد إذن .. إفتح ياسمسم )

إلتفت لفاني وقلت مابداخلي ( صحيح أنني تخلصت من لورينس اليوم ،لكن هذا لا يعني أن امي لن تحضر لي جاسوس جديد وأنا لا ادري إلى أي مدى سيكون مملا ومزعجاً ، أنا خائفة جدا يافاني أن يكون أسوء بحيث أندم لأنني جعلت لورينس يستقيل )

( أنت محقة ) حملت فنجان الشاي وشربت قليلا ثم ضاقت عيونها الهنديتان السوداوان العميقتان مرددة بثقة شديدة ( يجب أن نتصرف سريعا ونسبق اللايدي سيليستيا بخطوة )

لهذا أحب فاني ، هي تملك روحا شفافة وبسيطة، وهي تجعل مشاكلي مشاكلها لقد شعرت بالحيرة قبل سنتين حين جمعنا جون ليخبرنا بانه قرر ان يتزوج حبيبته .. والمفاجأة أن حبيبته تكون فتاة هندية ،ففكرت في نفسي أن الامر مستحيل ولن ينجح ، وظننت أن والدتي لن توافق ..لكن الامر كان حقيقي وأمي وافقت على زواجهما بمجرد ان عرفت بأن عائلة فاني من العائلات المحترمة والغنية في الهند

ولم تأبة البتة للفروق الثقافية والجغرافية بيننا ..وجائت فاني لتعيش معنا وبدأت تتقرب مني يوما بعد يوم ..ثم صارت أقرب شخص لي ،أنا ممتنة لان أخي ذهب ذلك اليوم ليحضر ذلك حفل الزفاف الذي أقامه أحد أصدقائه من الهند وتعرف عليها وأحبها ..أعني مالذي لا يحب في فاني ..إنها جميلة وفاتنة ،ذات شعر أسود فاتح طويل ،وضحكة فاتنة ، ومما راقني فيها أنها رغم إنتقالها للعيش في لندن إلا انها لم تترك تقاليد الهند ،فهي ترتدي دوما الساري

وتضع قرطا فوق جبهتها ..وكم تعجبني أساورها

قالت بعد تفكير قصير ( لقد وجدتها ..الامر سهل ولايستحق كل هذا القلق )

(أبهريني )

(اوه سأفعل ، ماسيحدث هو أنك ستبحثين عن شخص تستطعين الثقة به ، شخص يحميك من اللايدي سيليستيا ومن الجميع ، ولن يستطيع كل مال الدنيا على شرائه ..شخص وفي )

تنهدت بقوة وتذمرت ( أووه فاني هل تتحدثين عن نفسكِ ؟ )

تجاهلت سؤالي وأكملت ( وحين تجدين هذا الشخص الذي حتما هو ليس أنا ، ستضعينه في مرمى اللايدي سيليستيا ،حيث سنجعلها تراه الجاسوس المثالي وتقرر ان تعلنه كمساعدك الشخصي الجديد ،لكنها حينها تكون قد وقعت على وثيقة حريتكِ )

( هل أخبرتك اليوم كم أحبك محبوبتي فاني ؟ ) فتحت ذراعي وعانقتها فإذا بها تجيب وهي تقهقه

( أنا أحبك أيضا زوجي العزيز، أوه مهلا إنها أنت مجددا تاماني هاها )

إبتسمت لاإراديا بينما وقفت أمام نافذتها بأمل كبير وقلت لها ( إيجاد شخص مثل الذي وصفته مثل محاولة إيجاد الاحجار الكريمة ..تمني لي الحظ فاني )


اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 03:27 AM   #15

بوفرديا

? العضوٌ??? » 435866
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » بوفرديا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا مشاهدة المشاركة



الفصل الرابع


(كما تعرفين .. تاماني ! في حالتك ، الأمور تحل بطريقتين ، طريقتي التقليدية حيث سوف
أقطع مصروفك الشهري وكل بطاقاتك الإنتمائية ، سأسجنك في غرفتك وأنسى كليا بأنكِ حية ، وطريقتي الخاصة .. وهي لن تعجبك البتة ياعزيزتي )

(إختصري الطريق ياوالدتي وقولي بانك سترسلينني إلى مدرسة داخلية )

فتحت عينها الزرقاوين بحدة ( تتمنين ! .. هناك قواعد صارمة في هذه المنزل عليك الإلتزام بها
و تعرفينني حين لا يعجبني شيئ هنا .. أغيره )

(أنا لست شيئ ياوالدتي .. أنا إبنتكِ .. )

رفعت يدها لتخرسني وتقول هي بكل إفتخار لنفسها ( أولا: لست مجرد والدة .. أنا سيدة مجتمع راقية لدي صيت واسع في إنجلترا
ثانيا : واحدة من مهاراتي المميزة هي انني أستطيع أن أشم الكذب)

أخفضت عيني من اللوحة العائلية الكبيرة المعلقة فوق الموقد التي تبدو وكأن بيكاسو
رسمها لأفراد عائلتي ، تحرص والدتي أن تقف بنفس المكان كلما قامت بتوبيخي
لتذكرني بأنني لست مهمة لأكون جزء من عائلتها المثالية ، مثل عدم أهمية
تواجدي معهم في اللوحة العائلية

( مالذي حدث ليلة أمس ياتاماني ؟ )


(أخبرتك ياوالدتي ، لقد خرجت برفقة جينيفر ، لقد أخذت إذنك وأنت وافقتِ)


( لا أتذكر ذلك ..أنت تعرفين أنني لا أتذكر التفاصيل الصغيرة )

ماتقوله والدتي صحيح

هي لا تتذكر التفاصيل الصغيرة وكدليل على ذلك أقراص مانع الحمل والتي نسيت أخذها ستة مرات .. أو عليا القول ثلاث مرات حيث جئنا نحن الثلاثة غلطة

عصبت اكثر وألقت عليا بالجريدة قائلة : ( لو خرجت حقا مع جينيفر لكنت معها في الصورة وهي تغادر المطعم.. فأين بحق السماوات كنتِ ؟ )

(مع جينيفر ! ) قلت بسرعة وأنا أفتح عيوني بتأهب لكي أتجنب ثاني شيئ ستلقيه والدتي نحوي

عرفت ان لورينس يقف خلفي حين أدرات عيونها الحادتان اللتان تخيفانه كثيراً
مع الاسف لورينس شاب يخاف من السيدات القويات

(هل ذلك صحيح ؟ ) سألته والدتي فإلتفت إليه وإنتظرته ليجيب كما أوصيته
لكنه تجمد وأنا إستطعت أن أشم خوفه ، إختارته والدتي ليلازمني مثل ظلي
تحت إسم مساعدي الشخصي ، ليعلمني كيف أكون أنسة راقية ، و ليحرص
أن لا أقوم بأي خطأ يكلفها المساس بسمعتها وصيتها الواسع في المجتمع الراقي
إختارته بفضل ثقافته الواسعة في الحياة الإجتماعية والطبقات النبيلة
إنه مثقف جداً ويملك بحرا من المفردات الذكية ، وشهاداته الجامعية المتنوعة وتحدثه لخمسة لغات مختلفة
وبعد مرور ثلاثة سنوات مازال لم يفدني في أي شيئ بعد

المساعد الشخصي الذي لم يكن سوى الجاسوس الشخصي لوالدتي

(قل لها ما حدث يالورينس )

تحدثت والدتي مباشرة خلفي وصوتها كان دوما مرتفعا بطريقة متسلطة ( تذكر يالورينس ، إن حاولت أن تكذب عليا ..سترى مني أمرا لن يعجبك البتة )

( لن أجرؤ أبدا يا سيدتي )

عرفت أنه لن ينجو فحاولت لمرة أن أكون مخيفة ومتسلطة مثل والدتي

( قل الحقيقة يالورينس .. قل لها بانني كنت مع جينيفر ليلة أمس ،والسبب وراء عدم ظهوري في الصورة بجانبها هو لانني خرجت من الباب الخلفي للمطعم حيث كنت تنتظرني أنتَ )

( سيدتي ..أنا )

بدأ يتلعثم في الكلام ويعرق رغم أنني فعلت الامر الصعب ، يجدر به الان أن يقول بكل بساطة أنني قلتُ الحقيقة

إتخذت أمي وقفة عارضات الازياء المشهورة واضعة يدها على خصرها النحيف ومطت شفتيها المكتنزتين للخارج وهي تحلل سلوك لورينس ( هل هاذا صحيح ، لورينس؟ )

لقد قضت على الشجاعة القليلة التي يملكها كشاب ليقول ( فيه جزء قليل من الحقيقة )

( كـيف تجرؤين أن تكذبي بوقاحة في وجهي ! )

تراجع لورينس للخلف حين صرخت عليا والدتي ليثبت مثل كل مرة كم هو جبان ويخاف المراة القوية الشرسة

( أنت مطروود ..أنا لا أحتاج لواشي لعين في حياتي ) صرخت عليه بعنف

لكنه ظل يقف مكانه هناك بدون أن يأخذني بجدية ، لم يزعج نفسه حتى بالنظر لي وإبتسم حين حذرتني والدتي بدكتاتورية ( أنا من يعطي الاوامر هنا ..أنا التي أقرر من سيخرج ومن سيبقى .. ولورينس سيبقى يعمل كمساعدك الشخصي)

( دعيني أسهل الامر عليكِ ياوالدتي ..علقي عليا كاميرا وستعرفين كل شيئ أفعله ، إصطحاب كاميرا سيكون أفضل من إصطحاب هذا المغفل اللعين )

(سامحك الله ياتاماني) سمعته يردد فإستدرت بكل شراسة وصرخت عاليا

( لا تنطق إسمي على لسانك أيها اللعين )

إلتفت لوالدتي وقد نلت كفايتي من هذه العائلة : (سأوضب حقيبتي .. أرجوا أن تكون المدرسة الداخلية تبعد ألاف الاميال من هنا..ولن أمانع إن كانت في دولة أخرى ..سيكون أفضل )

تقدمت لي وهي تضحك ضحكتها الراقية التي تتألف من هاهاها ثلاثة مرات وكأنها تملك العالم

( أيتها الفتاة الساذجة ، تظنين أنني سأرسلك بعيدا بهذه السهولة ، ولبلاد أخرى أيضا ، أنت تستحقين عقاب على كذبكِ وليس مكافأة )

(أبهريني ياوالدتي )

( سأرسلك إلى منزل زوجكِ ، حالما وجدت لكِ واحدا )

أعلنت العقاب فتنهدت بداخلي بهدوء ، وإكتفيت بإبتسامة صامتة باردة ، أنا بخير لطالما هي ماتزال عالقة في مرحلة البحث فحسب

(بالمناسبة ، أصبحت في التاسعة عشر وهذا هو عامك الأخير في الثانوية ..فلذلك سمحت لنفسي بأن أتحدث مع مدير كلية إدارة الاعمال ووافق ليضع ملفك بان تدرسي هناك .. حالما تتخرجين سيصبح ذلك رسميا )

( لكن )

هذا أسوء من الزواج المدبر

( بدون لكن تاماني .. إنتهى النقاش .. أوه.. إذهبي في الحال و إجعلي حاجبيك
متناسقان ولا أريد رؤيتك على طاولة العشاء حتى يغلق سحاب الفستان الذي طلبته لك من إيطاليا )

وهكذا إنصرفت اللايدي سيليستيا متفاخرة بنفسها وحين إلتفت مجددا نحو لورينس
فوجدته قد إختفى تجنبا لنوبة غضبي

حملت حقيبتي من الطاولة وإتجهت لسيارتي لأجده ينتظرني بداخلها ، صعدت مثل
العادة في الخلف لكي أتجنب إختلاسه النظر لهاتفي وإنتظرت بفارغ الصبر الوصول
للثانوية لكي لا أحضر نهايته الأن

أحيانا أخشى على لورينس من نفسي ، روادتني حتى الان عشرات الأفكار لكيفية
كسر عنقه من خلال لكمة قاتلة من المقعد الخلفي ، أريد أن أكوي لسانه بمكواة
شعري حتى يتفحم ، أريد بشدة الأن أن أستعين بمخالب دب حادة وأقتلع عينيه ببطئ ..


حاولت أن أركض في الوصول للقسم لأنني فعلا تأخرت ، صف الرياضات الممل والصعب جدا ، طرقت الباب ودخلت

مثل كل مرة حملق الأستاذ بتنورتي الزرقاء القصيرة بطريقة جعلتني أشمئز منه
توجهت لمقعدي في وسط القسم ، ومجرد أن جلست حتى إنحنت جينيفر لليمين وسألتني هامسة ( متأخرة كعادتكِ ، ولم تأتي للعشاء أمس! )

بدون أن ألتفت إليها قلت محاولة أن ألتقط أنفاسي ( حصل الكثيرة لي يابنت )

( ماذا حصل ؟ ) سألتني صوفي وهي صديقتي الأخرى

( أه يافتيات .. لقد وبختني والدتي هذا الصباح )

( أخبرينا كل شيئ ياتاماني ) سألتني روز وهي صديقة جديدة إنضمت لنا عدى أنها مختلفة قليلا عنا فنحن تلك الشقراوات الشعبيات المدللات اللاتي نبكي حين يكسر ظفرنا
اما هي سمراء تتحدث بصوت مرتفع جدا وبنبرة متمردة ، وكذلك تضع الكثير من الأقراط حول أذنها و لديها ثقب للزينة في شفتيها ولسانها ، هل ذكرت أن عائلتها فاحشي الثراء ، ربما لهذا نحن الثلاثة صرنا صديقاتها.. أو ربما لانها قوية ونحن شقراوات جداً

(خرجت ليلة أمس مع لوكاَس، ووالدتي إكتشفت أنني لم اتي للعشاء فسألت لورينس
وهو وشى بي طبعا )

( هل قلت لوكاس.. أخبرينا .. أخبرينا كل التفاصيل ) أغلقت جينيفر الكتاب رغم أننا مازلنا ندرس ورددت صوفي من بعدها بتفاجأ ( هل أنت ولوكاس ؟)

قلت بملل ( لقد أخذني للسينيما )

( ياإلهي ! ) كانت صوفي منصدمة ، جينيفر متحمسة ..أما روز فراحت تحرك وجهها بمأساوية

(ياإلهي ) همست فتاة ما تجلس بجانب جينيفر فإلتفتت لها صوفي بسرعة لتردد بشراسة
( الدرس في الامام )

( ماذا قال لك ؟ أخبرينا ) تلهفت صوفي لتعرف بقية القصة

إن صوفي بنت لطيفة لطالما أنها تكون دائما الأجمل والأكثر أناقة وتتلقى الإهتمام كله .. أما جينيفر فهي تنتقد وتهتم كثيرا للمظاهر والطبقات الإجتماعية أعتقد أن كونها إبنة عائلة شالكر الإرستقراطية المعروفين بحبهم العارم للسلطة ومكانتهم الثقيلة في البورصة والتجارة جعلها كذلك ، أما روز فهي مختلفة حتى في هذا الأمر ، مظهرها يوحي للغرباء بأنها إبنة الجيران المتمردة من الحي الشعبي ،، كانت تدرس في أمريكا وإنتقلت العام الماضي هنا وهي تفضل الملابس القديمة من الثمانينات ولم تكن لديها مشكلة في الإنخراط مع الجميعْ

( ياإلهي يافتاة... هل طلب منك أن تواعديه ؟) سألتني جينيفر وهي تجذبني من ربطة عنقي لينقطع عني الأكسيجين

عقلي بدأ يتصارع هذه اللحظة وأنا أبحث عن إجابة مقنعة لهاؤلاء الثلاثة فقلت بنبرتي المتعالية
( طبعا فعل )

إتسعت إبتساماتهم نحوي وجينيفر التي كانت الأقرب مدت يدها لتقوم بمصافحتي بطريقتنا الخاصة

وقبل ان تتركني رن الجرس فتصاعدت الضجة ونهض الجميع ، خرجنا نحنا الأربعة ومشينا ببطئ في الرواق .. يمكنني أن أشعر ببعض البنات يتوقفن ليسترقن النظر إتجاه ملابسنا وأحذيتنا

( أسرعن .. ) في حديقة الثانوية تحت إحدى الأشجار التي تظلننا جلسنا على الطاولة الذي إستحوذنا عليه .. أفضل مكان وأبعدهم عن بقية الطاولات

جلست أنا وصوفي بإسترخاء تام بينما جلست روز على حافة الطاولة، وجينيفر إختارت أن تستلقي على العشب كعادتها ..هي تحب الإستلقاء كأنها على الشاطئ

( أنظرن من أتى ! ) أشارت جينيفر لسيارة لوكاس تدخل بكل فخامتها ..في نفس اللحظة نظرنا جميعا له فكان ينظر في المقابل ، ورفع يده لنا ليحينا ..وربما كانت التحية موجهة خصيصا لي

فإبتسمت لأنه لم تكن لدي أية فكر عما سيحدث الأن

( أوه لا ) إنخفضت وأخفيت جسدي أسفل الطاولة لكي لا يراني لورينس لكن الاوان فات

فهو متجه نحوي ببدلته الرسمية المملة وتسريحة شعره التي تشبه تسريحة ولد مجتهد في السادسة من عمره

هاذا يكفي .. لقد نلت كفايتي من هاذا المساعد الشخصي

(يافتيات .. النجدة ! ) طلبت المساعدة فقالت روز وهي تمضع في العلكة التي ادمنت عليها
( هاهو الواشي قادم ..ظننتك طردته تاماني )

( فعلت ..لكن والدتي رفضت لانه ينقل لها جميع أخباري ، والطريقة الوحيدة ليتركني وشأني هي بأن يستقيل )

(كيف يجرؤ أن يشي بك ثم يأتي ويضع عينيه بعينيك ..عديم شرف) قالت روز

أومأت بقوة ونظرت لصوفي قائلة ( ماأكثر عديمي الشرف حولنا)

هي فقط قلبت عينيها للجانب الأخر وتظاهرت أنها لم تسمع ، صوفي الجاسوسة الثانية لوالدتي وكل ماأريد معرفته ماكان المقابل ؟

( لاأعرف كيف أجعله يتركني وشأني ) تنهدت بحسرة

(الامر سهل .. سنجعله يستقبل ) قالت روز بنبرة متمردة ورددت من خلفها جينفر
( نعم سنفعل ..فقط أجلسي وشاهدي )

بمجرد ان إقترب وصار في مرمى جينيفر حتى وقفت أمسكته من قميصه المخطط وسحبته

( هاي لورينس .. الورود حمراء والبنفسج أزرق ..إقترب إقترب ياصاح ، لدينا مسألة عالقة ..ونحن كنا ننتظركَ )

دفعته ليجلس على المقعد ليجد نفسه محاط بأربعتنا ..وكنا نحجب عليه ضوء الشمس ..فكانا يرانا مثل الظلال الطويلة المخيفة

( أنساتي ..كيف أستطيع مساعدتكن ؟ ) بلع ريقه وظهر عليه القلق الشديد لأن وجوهنا لم تكن تعبر عن أي خير

( في الحقيقة تستطيع ..) بدأت جينيفر تتحدث بغزل ثم تحولت نبرتها لتشبه نبرة روز المتمردة
( سوف تقدم إستقالتك اليوم )

(انت ستتخلى على الوظيفة ) كررت بطريقتي الخاصة فظهرت إبتسامة خبيثة على شفتيه وأخبرني : ( السيدة سيليستيا كانت واضحة جيداً حين قالت أنني سأحتفظ بهذه الوظيفة )

( أنت لم تكن أبدا بصفي ..بالإضافة لأنك لم تفدني بأي شيئ حتى الان ،أنت مجرد حمل ثقيل يراقبني طوال الوقت وينقل أخباري لوالدتي .. أنت مطرود مطرود مطرود)

(ليس لديك الصلاحية لتطرديني) أراد ان ينهض فدفعته روز ليجلس مجدداً ثم شدته من ربطة عنقه

( هل أنت متأكد من أنك لا تريد الإستقالة ؟ لورينس ! )

وهاهو يفتح فمه كالابله حين سألته جينيفير ..فقط حرك رأسه بلا

فتحركت روز قائلة ( سأحضر مقصاتي )

إستدارت إليها جينيفر ( والملاقيط أيضاً)

( مهلا ..هل يليق هذا بأنسات محترمات مثلكن )

بدأ يتحدث كعجوز ممل ، فتوقفت روز ،بينما إقتربت أنا منه مهددة ( ستترك الوظيفة اليوم أو ....... )

لم أجد كلمة مناسبة لكن صوفي كانت سريعة البديهة وقالت : ( أو ستدخل السجن

والدي محامي .. وهو سيصدق إبنته الصغيرة البريئة)

( ماذا تقصدين أنستي ؟ ) لقد بدأ يضعف أمام صوفي

وضعت يدها فوق جبينها وتظاهرت كأنها سيغمى عليها ثم بدأت تتحدث وهي تدعى البكاء

( بابا .. بابا لقد تحرش بي مساعد تاماني الشخصي ..لورينس ..بابا أنا جد خائفة فهو هددني أيضا )

أعرف أن والد صوفي سيقلب الدنيا على رأسه

(بحق القديس ) شحب وجهه فسألته ( هل مازلت مصرا على البقاء ؟)

أومأ بدون أن يشعر وأنا أعرف أن الراتب الكبير التي تعطيه له والدتي حق تجسسه عليا لن يجمعه حتى لوعمل بكل شهاداته

(يمكنني بسهولة إتهامك بالتحرش بي .. واجه هذاَ في المحكمة ،لاأحد سيخرجك من السجن )

(لا أحد) قلت مستمتعة بتهديده

(أجل إستمع إليهما لا أحد سيستطيع ) هزت جينيفر وجهها مؤكدة

(هذا لن يعجب السيدة سيلستيا ياأنساتي .. تاماني ماتفعلينه الان هو تصرف لايليق بك )

نظرنا إليه لمدة دقيقة بصمت ثم تحركت روز مجددا قائلة ( سأحضر مقصاتي وملاقيطي)

( توقفي .. ) صار يتنفس بسرعة

(سأتصل بأبي فحسب ) حملت صوفي هاتفها وفعلا بدأ يرن

( أتعلمين ماذا ، حان الوقت لأجد وظيفة حقيقية ، لا يمكنك طردي فأنا أستقيل ،أتمنى أن يكون مساعدك الشخصي القادم أسوء ) وقف وغادر يسير مسرعا فصرخنا جميعا فقط لأنا نحب الدراما

( أنااااااااا حرة )

نظرت نحو صوفي وهمست لنفسي ( تقريــبا )

(وأنا جائعة ) تذمرت جينيفر واضعة يدها على معدتها

(نفس الشيئ ) أستطيع سماع بطن صوفي تصدر اصواتا

(أليس مطعمكم قريب من هنا ، لنذهب ونأكل ) إقترحت جينيفر فأومأت بضيق

سيارتي التي لم أقدها منذ 3 سنوات ،لأن لورينس كان يقود دائماً و يجعلني أصل متأخرة ، سأقودها اليوم ..صعدت مع الفتيات وتوجهت لمطعم أهلي .. نحن معتادات على الذهاب هناك كل ثلاثاء

(هاي جوزيف ..كيف حالكَ اليوم ؟ ) جوزيف عامل الإستقبال ، وهو كذلك رجل طيب جداً، إنه يجهز لي دوما الطاولة الأفضل موقعا هنا ، لانني حين أكل أحب أن أرى الحديقة وليس الناس

(أممم الاكل الموجود على القائمة شهي جدا.. أنا محتارة لما سأطلب ) قالت صوفي

(لا أحب معظمه ) تمتمت روز فشبكت جينيفر أصابع يدها مبتسمة مع النادل الذي ظل ينتظر وقالت له : فلتحضر كل الأطباق الموجودة على القائمة اليوم

أومأ ولم تخفى عليا الدهشة على وجهه .. تعرف ان الأسعار باهضة لكنها لن تدفع لأنني معها

وبعد عشرة دقائق جاء النادل وهو يجر معه عربة تقديم الاكل ،وراح يضع لنا أطباق مختلفة على الطاولة التي شعرت أنها لن تتسع لكل هذا ..ورأيت لعاب جينيفر وصوفي يسيل

(أنا لا استطيع المقاومة! ) بدأت صوفي تأكل وكذلك جينيفر ..ومازالت الدهشة
مستمرة على ملامح هذا النادل ، ثم جاء نادل أخر ليضع لنا العصير والماء
فشعرت فجأة بجينيفر تلكزني وتهمس بأذني بخبث ( تاماني ..ذلك النادل هناك يحدق
إليك بدون إنقطاع )

وحين نظرت لأراه كان قد ذهب ليضع الماء على طاولة أخرى ..إنه نادل جديد فالقدماء هنا يعرفونني ومعتادون على رؤيتي

( مهلا مهلا..أليس هذا نفسه المغفل الذي لوث حذائك الجديد ؟ ) تكلمت جينيفر بجفاء فنظرت مطولا له وأنا أحرك رأسي موافقة وسمعتها تقول (لاآآ هو يعمل عندكم أيضا ؟ يالها من
جرأة .. شاهدن يابنات)

قبل ان تجذب جينيفر الأضواء له قلت أنا بسرعة ( يابنات ..مارأيكن أن نذهب غدا للتسوق)

( أجل ..يجب أن أشتري أحذية جديدة ! ) وافقتني صوفي

لكن إرتفع صوت روز وهي تقول ( أوه أجل ..كنت أفكر بوضع وشم على خلفية عنقي وربما جعل شعري أقصر .. وربما إضافة بضعة خصلات أرجوانية أنتن تعرفن )

(مـاذا ؟ ) قلنا ثلاثتنا في وقت واحد فإنتبهت أن ذلك النادل الجديد لا يزال يحدق لي

وكأنه يشعر بالإستياء مني ، وفي رواية أخرى هو يعرف أنه عاجز عن فعل شيئ لأنني جعلته يجول لندن بينما منزلي كان خلفه .. فلينضم لطابور الناس الذين هم مستاؤون جدا من تاماني فيفر

(لقد قلت ) أخذت روز نفسا عميقا ( غدا سـ .. )

(سيد داوسن ) فجأة نادت جينيفر لمساعد المدير والذي يكون أخي جون ،

(قبل كل شيئ بصحتكم .. كيف حالكن ؟ ) أنا حقا أستلطف هذا الرجل

(في الواقع ياسيد داوسن .. ذلك النادل الجديد يجعل تاماني تشعر بعدم الراحة جراء تحديقه المستمر لها ..هلا تصرفت معه أرجوكَ )

(أنا أتأسف عن هذا الإزعاج أنسة تاماني .. سأتصرف معه في الحال)

غادر السيد داوسن وأنا شعرت بالحرارة تتصاعد لوجهي حيث إتجه مباشرة له وأخذه للزاوية ..وغالبا بدأ يوبخه بقسوة ، فالسيد داوسن رغم أنه لطيف لكنه صارم جداً

أخفض عينه للأسفل بدون أن ينطق بحرف فشعرت بالشفقة عليه ، وبين لحظة وأخرى وجه لي نظرة خاطفة لي فإلتفت أعيننا .. رغم أنه يقف بعيدا إلا أنني شعرت من نظراته أنه كان ينظر لروحي ، حتى أنني شعرت بالخجل منه، وفوق كل شيئ لم استطع أن أعاتب جينيفر فهي ستفكر بأنني أدافع عن ذلك الشاب الغريب ..فكتمت الامر

في الحقيقة لم أستطع التفكير لبقية اليوم ، فبمجرد أن عدت للمنزل حتى إلتفيت بلورينس مغادر مع حقيبته

( إلى الجحيم ) قلت حين مر بجانبي وأكملت سيري لأجد اللايدي سيليستيا تقف بنفس المكان وتشبك ذراعيها ،ومن زاوية عيني رأيت أختي سيرافينا

تجلس مثل الأميرة على إحدى الأرائك وهي تنظر لحاسوبها ، لماذا لم اكن أنا سيرافينا ..حياتي كانت ستكون أكثر سهولة من كوني تاماني .. أتسائل الان ، هل سيرافينا تحب كونها الأميرة في هذه الفيلا .. البنت التي يفتخر فيها آل فيفر ويضرب بها المثل في الخارج ، وأنا مجرد إبنة ولدت لأن أمي نسيت أن تأخذ أقراص مانع الحمل مجدداً

(هل أنتِ سعيدة الأن ؟ ) كم أكره أن أرى الخيبة في عيون والدتي حين تنظر لي

(لم أفهم )

(تاماني .. لقد إستقال لورينس وحتى لولم يعترف أنا أعرف أنكِ خلف الأمر )

(أنت مقتنعة بذلك بالفعل ياوالدتي لذلك لاشي قد أقوله سيجعلك تصدقينني )

إقتربت مني والدتي فشعرت بالرغبة بالتراجع للخلف حرصا على سلامتي مثلما يفعل لورينس

(تظنين أنكِ حرة الأن ، لكنك تتمنين ! )

أومأت مثل تلميذة مطيعة ومتقبلة لواقع ان هذه المرأة تخيفني ،وجهت سبابة يدها لتلكز صدري بظفرها الأحمر الحاد وصوتها الذي يصبح مرعبا جدا حين تنزعج ( لدي الكثير من الأعين عليكِ
يافتاة )

وغادرت تحت لحن حذائها ذات الكعب العالي ومشيتها المتفاخرة

( تاماني تعالي وإجلسي بجانبي ) طلب مني سيرافينا وقد أغلقت حاسوبها

ففعلت ذلك فإذا بها تمسك يدي وتبتسم ، إنها تملك أجمل إبتسامة على الإطلاق

( لا تنزعجي من والدتك ..هي فقط خائفة عليك لأنك مازلت مراهقة وعلاوة ذلك من آل فيفر ، هي تريد أن تحميك من العالم الخارجي )

( هل تظنين ذلك حقا ؟ كون والدتي إمراة عصرية لماذا لا تفهم أنني أحب أن تبقى خصوصياتي لي فقط ..لاداعي لتعرف كل شيئ أفعله )

( أنا أوافقك الرأي تماما عزيزتي ، لكنها ستتوقف حالما تدخلين للكلية )

(هي لن تتوقف أبدا عن مراقبتي...هي لديها أعين في كل مكان )

ضحكت سيرافينا قائلة بصوت ناعم( إنها مرحلة وستنتهي ..أريدك ان تهتمي بدروسك إتفقنا ، هذه فرصتك الأخيرة فلا تفسديها وتجلبي لنا سمعة سيئة فحينها حتى أنا لن أتساهل معك ، سأنسى أنك فرد من العائلة وأتخذ معك إجراءات صارمة لن تعجبكِ )

(حسنا.. سأذهب لغرفتي الأن عن إذنكِ )

جررت محفظتي للأعلى وأنا ألعن نفسي ، كيف في كل مرة تخدعني سيرافينا بطريقة حديثها معي لأصدق للحظة أنها تحبني وتريد مصلحتي ، ثم تصفعني بحقيقة أنها فقط تفكر بسمعة العائلة .


أجمل شيئ في هذه الفيلا هي غرفتي ، إنها تطل على الساحة الامامية وكذلك لدي نافذة في حمامي تطل على الحديقة الخلفية ..لكن مايجعلها جميلة بنظري لأنها أبعد مايكون عن باقي الغرف ، وفي الليل أستطيع الجلوس فوق السقف والإستمتاع بالنجوم ، إستلقيت فوق السرير وأنا أفكر بالمسرحية التي حدثت في المطعم..هو لم يستحق أن تشتكي عليه جينيفر لانه لاذنب له

أغمضت عيني قليلا لأستمتع بصوتها الجميل حين تغني ، ثم قررت الذهاب إليها ، سرت بخفة ودخلت غرفتها لانها تترك الباب مفتوح ، وجدتها تطل كعادتها من النافذة ، إقتربت ببطئ شديد وبصمت لكي لا تتوقف عن الغناء .. لكنها مثل كل مرة تعرف أنني هنا كأن لديها عين في خلفية رأسها

( تعالي تاماني ..لاتقفي هناك .. اليوم الطقس مشمس وجميل )

وقفت بجانبها لأعانق ذراعها ( إنه حقا كذلك .. كيف حالك اليوم فاني ؟ )

(لم أكن يوما أفضل ، أحاول أن أستوحى روايتي الجديدة ، كيف حالكِ أنتِ ؟)

(جيدة ..جيدة .. جيدة ) رحت أكرر هذه الكلمة بدون وعيي حتى شعرت بها فرقعت أصابعها أمام وجهي لأستيقظ من شرودي ، دخلت لتفرغ لي فنجان شاي ثم أعطته لي
( سيريح اعصابكِ .. وكالعادة ياصديقتي تاماني أنا هنا من اجلك)

( أحببت هاذا المنزل فقط حين جئت لتعيشي معنا يافاني ..حقا لولاك لكنت رميت نفسي من جسر لندن ، أقدس اليوم الذي جاء أخي جون إلى الهند ورأكِ )

(شش تاماني .. إحتسي الشاي ، إنه مفيد للأعصاب ..ستشكرينني لاحقاً )

مذاق الشاي الهندي الذي تصنعه فاني فريد من نوعه .. إن مفعوله يظهر من خلال أول رشفة

(لقد سمعت اللايدي سيليستيا توبخك هذا الصباح .. لورينس مجدداً صحيح ؟ )

إستدرت بوجهي فقط وقلت وأنا أشعر برتابة شديدة ( لقد وضعت له حداً اليوم..لن يزعجني مجدداً)

(أخيرا إتخذت موقفا ..لماذا أنت منزعجة إذن ؟ لقد إنتظرت هذه اللحظة منذ اليوم الاول الذي عينته أمك كمساعدك الشخصي..أو المعذرة كجاسوسها الشخصي )

(أنت الوحيدة التي تفهمينني في هذا المنزل فاني ، عديني بأنك ستظلين معي للأبد )

لقد بدوت حقا مثيرة للشفقة ،وهي راحت تقهقه وتتكلم بنفس الوقت ( حين تزوجت بأخيك جون .جعلني أعده بأن أظل معه للأبد .. وحين وعدته لم أظن أن فرد أخر من آل فيفر سيطلب مني نفس الشيئ )

(أرجوك فاني عديني بأنك لن تتركيني أبدا ، أنا سأضيع بدونك)

مطت شفتيها وقالت ( لاادري تاماني .. هذا وعد صعب .....)

قبل أن تكمل جلست على ركبتاي امامها وشبكت اصابعي لها بمأساوية مبالغة ، نطقت إسمها بإكتئاب شديد ( فـــــا نــــــي أنا احتاجك مثلما تحتاج الارض للشمس )

فضحكت بصوت مرتفع هذه المرة على مثالي الغبي ( حسنا حسنا أنا أعدك أن أحبك وأن أبقى للأبد حتى يفرق بيننا الموت ياحبيبي جون.. أوه مهلا..أنتِ تاماني هههه .. المعذرة لقد إختلطت عليا الأمور قليلا )

( أنا لا أملك غيركِ فاني ..لعلك زوجة أخي لكنك الأقرب لي ، أعني أنت الوحيدة التي أن تعرف جميع اسراري ، أنت الوحيدة التي أثق فيها في حياتي)

(عزيزتي ..أنتِ لا تحتاجين لوعد مني لكي أبقى صديقتك للأبد ، لكن ليطمئن قلبك ..أنا أعدك أن أقف دوما بجانبك وأن لا أتركك أبدا )

( شكرا ..شكرا..شكرا ..شكراً ) ورحت اكرر مجددا هذه الكلمة بدون وعي ففرقعت فاني أصابعها وحين نظرت إليها قالت مبتسمة

( إفتح ياسمسم )

نظرت لشكلي المكتئب ،شعري ظل يحيط بكل وجهي ويتساقط على سترتي الوردية الفاتحة الطويلة وتنورتي

فكررت مجدداً بنبرة مديدة جميلة ( إفتح ياسمسم )

( حسنا .. حرفيا لقد كذبت على الجميع اليوم..لقد أمضت ليلة أمس في مكتبة الحقوق ثم غفوت هناك وحين نهضت وجدتها الثالثة ليلا ..ولا أحد غيرك مستعد ليسمع أنني كنت في المكتبة ويصدقني )

( ياه لقد فعلتها مجدداً تاماني ونسيت نفسك داخل المكتبة، يجب أن تكوني أكثر حذرا المرة القادمة )

صمت لاني قلبي ظل يؤلمني ..كأن أحد أمسكه ووضعه في مكان معتم جداً، كأن حياتي لن تصبح ملكي أبداً

( هناك المزيد إذن .. إفتح ياسمسم )

إلتفت لفاني وقلت مابداخلي ( صحيح أنني تخلصت من لورينس اليوم ،لكن هذا لا يعني أن امي لن تحضر لي جاسوس جديد وأنا لا ادري إلى أي مدى سيكون مملا ومزعجاً ، أنا خائفة جدا يافاني أن يكون أسوء بحيث أندم لأنني جعلت لورينس يستقيل )

( أنت محقة ) حملت فنجان الشاي وشربت قليلا ثم ضاقت عيونها الهنديتان السوداوان العميقتان مرددة بثقة شديدة ( يجب أن نتصرف سريعا ونسبق اللايدي سيليستيا بخطوة )

لهذا أحب فاني ، هي تملك روحا شفافة وبسيطة، وهي تجعل مشاكلي مشاكلها لقد شعرت بالحيرة قبل سنتين حين جمعنا جون ليخبرنا بانه قرر ان يتزوج حبيبته .. والمفاجأة أن حبيبته تكون فتاة هندية ،ففكرت في نفسي أن الامر مستحيل ولن ينجح ، وظننت أن والدتي لن توافق ..لكن الامر كان حقيقي وأمي وافقت على زواجهما بمجرد ان عرفت بأن عائلة فاني من العائلات المحترمة والغنية في الهند

ولم تأبة البتة للفروق الثقافية والجغرافية بيننا ..وجائت فاني لتعيش معنا وبدأت تتقرب مني يوما بعد يوم ..ثم صارت أقرب شخص لي ،أنا ممتنة لان أخي ذهب ذلك اليوم ليحضر ذلك حفل الزفاف الذي أقامه أحد أصدقائه من الهند وتعرف عليها وأحبها ..أعني مالذي لا يحب في فاني ..إنها جميلة وفاتنة ،ذات شعر أسود فاتح طويل ،وضحكة فاتنة ، ومما راقني فيها أنها رغم إنتقالها للعيش في لندن إلا انها لم تترك تقاليد الهند ،فهي ترتدي دوما الساري

وتضع قرطا فوق جبهتها ..وكم تعجبني أساورها

قالت بعد تفكير قصير ( لقد وجدتها ..الامر سهل ولايستحق كل هذا القلق )

(أبهريني )

(اوه سأفعل ، ماسيحدث هو أنك ستبحثين عن شخص تستطعين الثقة به ، شخص يحميك من اللايدي سيليستيا ومن الجميع ، ولن يستطيع كل مال الدنيا على شرائه ..شخص وفي )

تنهدت بقوة وتذمرت ( أووه فاني هل تتحدثين عن نفسكِ ؟ )

تجاهلت سؤالي وأكملت ( وحين تجدين هذا الشخص الذي حتما هو ليس أنا ، ستضعينه في مرمى اللايدي سيليستيا ،حيث سنجعلها تراه الجاسوس المثالي وتقرر ان تعلنه كمساعدك الشخصي الجديد ،لكنها حينها تكون قد وقعت على وثيقة حريتكِ )

( هل أخبرتك اليوم كم أحبك محبوبتي فاني ؟ ) فتحت ذراعي وعانقتها فإذا بها تجيب وهي تقهقه

( أنا أحبك أيضا زوجي العزيز، أوه مهلا إنها أنت مجددا تاماني هاها )

إبتسمت لاإراديا بينما وقفت أمام نافذتها بأمل كبير وقلت لها ( إيجاد شخص مثل الذي وصفته مثل محاولة إيجاد الاحجار الكريمة ..تمني لي الحظ فاني )
😍😍😍😍😍😍😍🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰شكرا على الفصل


بوفرديا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 03:50 AM   #16

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك شكراااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااا

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 06:26 PM   #17

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي هاني مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك شكراااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااا


شكرا لمرورك على روايتي عزيزتي ❤❤😘


اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-20, 10:37 PM   #18

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخـــامس


( بنيتي لا تحزني لإستقالة لورينس ، أعرف أنك تعودت عليه كثيراً ، لقد تحدثت مع والدتك ليلة أمس وإتفقنا أن نحضر لك مساعد أفضل منه )

(أوه والدي .. ألا تظن أنني كبرت الأن على مساعد شخصي ،أستطيع أن اهتم بنفسي ، لطالما فعلت )

والدي البريئ يظنني حزينة لفراق لورينس ، و نظرات أمي الصارمة الموجه لي الأن تثبت لي أنها لن تترك الامر وشأنه

( طبعا سأجدك لك واحدا ، في القريب العاجل ياعزيزتي ..في القريب العاجل) قالت مؤكدة

(أنا أوافق أمي الرأي ) حتى سيرافينا توافقها ، رغم أنني وضحت لها عدم موافقتي

( تاماني.. لقد أخبرتني أمي حول موضوع تخصصك في الكلية ،ووجدت أنه من المناسب لك وللعائلة أن تسيري على خطانا وتدرسي إدارة الأعمال ) قال جون بدون مقدمات فجعل كل ركن من أركان قلبي يمتلأ بغضب شديد ، أغمضت عيناي بقوة وفتحتهما على العقل المتحكم

(والدتي هل كنت جادة أمس حين قلت ذلك ؟ )

( متى مزحت معكِ بمواضيع مهمة تخص مستقبلكِ)

بدأ قلبي ينبض بشراسة ( ربما أنا لا اريد ان أسير على خطاكم ، والدتي..هل فكرت أن تسأليني أولا قبل ان تقرري ماذا سأكون في مستقبلي ؟)

( أنا أعرف مصلحتك أفضل منكِ، جون وسيرافينا وكذلك بيتر درسو إدارة الأعمال ونجحوا ، وأنظري أخوك جون يدير واحد من أفضل المطاعم التي نملكها، وكذلك أختك سيرافينا ، فمن أنتِ حتى تجادليني في قراري ؟ )

نظرت لفاني .. فكانت صامتة وهادئة ، غمزت لي بسرعة لكي أصمت فصمت ولم اجادلهم
يجب أن أكون هادئة عند مواجهة اللايدي سيليستيا ، يجب أن أتحكم في غضبي قبل أن أرى شيئا لن يعجبني منها

نظرت لهم واحدا واحدا فلم أشعر سوى بأنني مختلفة جدا
كيف يمكن أن أشعر بالإنتماء أكثر ل فاني التي لا توجد حتى صلة دماء بيننا ،أعلم أني حين أعود في المساء ساجدها قد اعدت لي ذلك الشاي الهندي المريح للأعصاب

حملت حقيبتي وإستأذنت منهم لأخرج من هناك قبل أن تفاجئني والدتي بقرار أخر و صرت أقود بسرعة رهيبة ..أدور في الطرقات مرارا وتكرارا لأنني لا أملك أحدا غير فاني لأذهب إليه لأشكي همي

كيف يمكن لهم أن يقرروا مستقبلي بهذه البساطة بدون أخذ رأيي في الامر

أخذت نفسا عميقا وأقنعت نفسي أن فاني ستفكر بخطة ما من اجلي ..لطالما فعلت

أه لا ، يكاد ينفذ مني الوقود ، يجب أن اتجه لمحطة الوقود سريعاً ..أحتاج للوقود للوقود للوقود للوقود للوقود

آآآآآآآه لا
سيارتي الحبيبة .. أحدهم إصطدم بحبيبتي

نزلت مسرعة لأتفحصها ، رأيت فجوة كبيرة بمقدمتها فعانقتها بألم ( أنا أسفة ياحبيبتي )

حين شعرت بجسد طويل يقف أمامي فإندفع الغضب إلى أعماقي ، بدأت أصرخ عاليا

( اللعنة عليك ، اللعنة عليكَ ..)


رفع يديه مرددا بصوت هادئ ( إهدئي ..أخفضي صوتك نحن وسط الشارع )


( لقد إصطدمت بسيارتي الحبيبة ، أنظر .. لقد أذيت حبيبتي ) وهنا رفعت عيني الباكيتان له فلم أصدق ، إنه ذلك النادل

صار وجهه شاحب جدا وهو ينظر حوله نحو الناس ( إهدئي ..أرجوكِ )

( من أنت حتى تطلب مني أن أهدأ.. من ؟ من أنت ؟.. آآآه آآآآآآآه اللعنة اللعنة اللعنة اللعنة
اللعنة )

شعرت بيده الدافئة على ذراعي ليوقظني من شرودي المفاجئ فتراجعت للخلف بسرعة وصرخت عليه مجددا

( لا تطلب مني الهدوء بعد أن حطمت الواجهة الأمامية لحبيبتي )

قال وهو ينظر لها ( إنها مجرد سيارة ويمكن إصلاحها ، مايهمني هو أنكِ بخير )

( أنت ليس لديك أي فكرة عما أشعر به الأن ، أنت لن تدرك أبدا كم سببت لي من الألم حين أذيت حبيبتي )

إستجمع أنفاسه ليقول بحزم وهو يشير لسيارتي المبعجة ( لم يكن خطئي ..أنتِ التي كنت مسرعة جدا ولم تلاحظي إشارة التوقف ...كان يجب عليك ان تتوقفي مثل البقية)

(هانحن مجددا ياربي ..تقول أنه خطئي اللعين )

(أنا أقول أنك يجب أن تهدئي وتتوقفي عن اللعن ..ونعم إنه خطأك أنستي )

( آآآآآه يـــاإلهي )

قمت بالاتكاء على باب سيارتي ونظرت إليه مجددا فكان واثق من كلامه

(خبر عاجل لك ..أنت الأن ستدفع ثمن الضرر الذي لحقته بسيارتي)

وقف في وجهي بكل تحدي وقال ( كنت سأوافقك الرأي لوكان خطئي ..لكنني لست الذي تجاوز إشارة التوقف .. والأن دعيني أعمل بسلام )

(رأيتك تعمل في مطعم فيفر، هل لديك فكرة عمن اكون أنا ؟ )

فتح عيونه بجدية تامة قائلا وهو ينحني لي ( إن وقتي ثمين جداً ياأنسة .. تنحي على طريقي )

كان سيتجه لشاحنته الصغيرة او عليا أن أقول شاحنة المطعم فقاطعت طريقه وأنا أحس بان الدخان يتصاعد من رأسي ( لماذا لا تذهب للجبال فحسب ؟ أرى ان هذه المنطقة ليست من مستواكْ .. )

( أتمنى .. والان إبتعدي عن طريقي فانت تعطلينني عن عملي )

(ومن تظن نفسك لتحدثني هكذا ؟ هااه من أنت ؟ )

(من تظنين أنتِ نفسك لكي تضيعي وقتي الثمين هكذا ؟)

(أنا ...)

رحت أخبره من انا فقاطعني بعدم مبالاة ( مهما كنتِ ..فلتبتعدي عن طريقي حالا)

ثم رفع وجهه عاليا للسماء وأخذ نفسا عميقا ليقول بهدوء

(لقد إعتذرت لك من قبل على شيئ لم أفعله والان أنت تجعلين الامر يتكرر مجدداً ، لكن هذه المرة لن أسمح لك بإلصاق التهمة بي ..إبتعدي عن طريقي فأنا لدي عمل ويجب أن أنجزه ..لقد هدرت وقتي بمافيه الكفاية)

لقد غادر وكأنه يهرب مني وفي هذه اللحظة رن هاتفي فاجبت لأسمع جينيفر تتحدث بعصبية

( أين أنتِ ؟ )

آآه لقد نسيت كليا أننا إتفقنا على الذهاب للتسوق

( أنا بطريقي )

وبمجرد أن وصلت حيث إتفقنا أن نلتقي وجدتهن قد أكملن التسوق... شكرا للرب

(أتصل بك منذ الصباح وأنت لا تردين ..أين كنت تاماني ؟ ) سألتني صوفي

أشرت بسرعة لسيارتي وقلت بعيون دامعة

( سكير ما إصطدم بسيارتي هذا الصباح ..وأنا وبخته بقوة حتى إعتذر لي )

( أووه ..لهذا لم تأتي في الموعد ،أوه عزيزتي أنت لم تتأذي صحيح؟) عانقتني جينيفر فجأة بينما حركت وجهي بلا

(السائقون المتهورون في كل مكان .. كوني حذرة صديقتي ) صوفي كانت التالية التي منحتني عناق متعاطفة معي بينما إنحت روز لتلمس البعج في سيارتي قائلة: ( لقد إنكسرت الأضواء الأمامية ،تعالي سنوصلك معنا للمنزل )

(لا بأس صديقتي لا تحزني، سنذهب للتسوق في الأسبوع القادم ، والان أخبرينا كيف تسير الامور معك ومع لوكاس ) سألتني صوفي وقد تقلب وجهها للضيق

بعد تفكير سريع قلت لها ( جيدة جيدة )

( تاماني ..ألا تظنين أنه زير نساء قليلا ..أعني كثيراً )

ظللت أحملق في صوفي التي لكزتها جينيفر بخفة معارضة ( إنه شاب غني ووسيم ، طبعا البنات سيلاحقنه ، لكن لوكاس معجب بتاماني منذ أول مرة رأها فيها وجميعنا نعرف هذا)

(لكن برأيي أنا ، هو لا يريد سوى أن يعبث بمشاعر الجميلة التالية ، ثم ينتقل لأخرى )

أصرت صوفي على رأيها ثم قالت بصرامة ( تاماني عليك ان لا تقابليه مجدداً )

فقلت كآلة ( إذا سأقطع علاقتي معه )

وإذا بجينيفر تخالفها الرأي ( إنه أوسم شاب في الثانوية، هو غني فوالده يملك وكالة لبيع السيارت لن تجدي أفضل منه ولو بحثت في كل لندن برأيي عليك أن تقابليه مجدداً )

(إذا سأستمر معه )

نظرت لي صوفي بضيق كبير ، أعرف أنها معجبة بلوكاس وأنا أقف كعائق في طريقها

(تاماني .. أعتقد أنه يجب ان تتبعي صوت قلبكِ ) إقترحت عليا روز في الوقت الذي رأيت فجأة
محل للعطور فقلت بسرعة لهن ( زوجة أخي أوصتني أن أشتري لها عطرا )

( جينيفر ، هلا توقفتِ ،سأنزل هنا ، أنا مضطرة لأترككن الان يابنات..أراكن غداً )

ونزلت قبل أن يقترحن عليا مرافقتي، لأن فاني لم توصيني بشيئ

مشيت على أقدامي حتى إستوقفني شيئ أحبه كثيراً

أسرعت بخطواتي ودخلت لمطعم صغير جداً يقدم البيتزا ..إن لديه بيتزا لذيذة جداً ولا يمكنني مقاومتها
إن لديه مقاعد صغيرة في الفناء الصغير ،وأنا أحب الجلوس قرب السور حيث أكون جالسة تماما تحت ورود شجرة الياسمين التي أعشق رائحتها

(مرحبا سام ، كالعادة ) فكرت بيني وبين نفسي أنه عليا إحضار فاني ذات يوم لتتذوق هذه البيتزا التي لا تقاوم ،أنا متأكدة أنها ستطلب مني أن أحضرها مرة أخرى

(شهية طيبة ) وضع سام البيتزا فوق الطاولة المستديرة الصغيرة فإتسعت إبتسامتي

أنا أقدس الشخص الذي يطبخ هذه البيتزا اللذيذة ، حملت قطعة ساخنة وفتحت فمي لأقضم جزء كبير غير مبالية إن إحترق لساني

حملت القطعة الثالثة فرن هاتفي وكان بيتر المتصل ..ماذا يريد هذا الأن

(نعم أخي ؟ )

كان فمي محشوا بالبيتزا فبدى صوتي غريبا عليه ليسأني بعصبية

( أين أنتِ الان ؟)

(أنا في مطعم فرانكو مانكا ..أستمتع بالسلطة ، هل تحتاج لشيئ ؟)

أغلق الهاتف في وجهي ! المغرور اللعين عديم الفائدة

( قد أكون أتدخل في أمور لا تعنيني لكنك الان تستمتعين ببيتزا في مطعم دييغو البسيط )

إلتفت غير متأكدة أن هذا الكلام موجه لي وإذا بي أصدم لأنني أرى هذا الوجه مجدداً

( ياإلهي ) أشرت إلى النادل متعجبة ( ماذا تفعل هنا ؟ )

(أنا ؟ .. أنتِ ماذا تفعلين هنا ؟ بالامس تأكلين في أفخم المطاعم واليوم تتناولين البيتزا في مطعم دييغو الذي لا أحد يعرفه سوى البسطاء )

(أنت محق..لقد ظننته مطعم فرانكو مانكاَ، لاعجب أننا نجلس في نفس المكان أيها البسيط )

كان يفترض بهذا أن يغضبه لكنه إكتفى بإبتسامة متواضعة ( بدوت سعيدة جدا وأنت تأكلين البيتزا ولم يجدر بي مقاطعتكِ )

(كنت تراقبني ؟ )

إرتفع صوتي قليلا فحمل ساندوتش وأراني إياه ( أنا فقط أحاول أن أستمتع بهذه اللحظات السعيدة )

كنت سأغادر .. لكن في لحظة هادئة رفع وجهه للسماء حين أصابته أشعة الشمس ، فشعرت أن نور وجهه إنعكس على الفناء الصغير

في لحظة توقف الوقت

أصبح كل شيئ مثاليا وجميلا جدا

وأصبحت أتوهج بنوره الجميل

لقد رأيت ظلام الليل في عينيه ، كانتا سوداء مثل الفحم ، فيهما وميض جميل مثل مجرات النجوم

ماأجمل تلك العيون الداكنة

أو أن روحه التي تبتسم من خلال عينيه

نظر مباشرة لي فشعرت بالخجل ، خفت أن يلاحظ وجنتاي تحمران

فسارعت لأصبح متعجرفة ( إذا كنت تظن أنني نسيت أنك صدمت سيارتي فانت مخطأ ، مازال عليك أن تدفع تكاليف تصليحها)

(أنتِ ماهرة جداً في إلصاق التهم في الأخرين ، أنتِ من صدمت سيارتكِ بالشاحنة )

( مازلت لا تعرف بعد من أنا )

(لا أريد أن أعرف من أنتِ )

فقدت أعصابي لدقيقة فرفعت صوتي مجدداً ( لديك مليون سبب لتعرف من أنا ومن أكون .. من بحق الجحيم تظن نفسك ؟)

( أنا أليكساندر ستون ! يمكنك مناداتي أليكس ) قضم من ساندويشته بإستمتاع وهو يتجاهل كل إستفزازي له

(وأنا تـ ... )

قاطعني بسرعة ليقول ( أيتها الأنسة ،لقد لوثت قميصكِ وأنا قلق بعض الشيئ أن تتهميني بأنني السبب وراء ذلكَ )

أخفضت عيني بسرعة لقميصي فلم أجد أي لطخة او بقعة فرفعت عيني له بغضب عارم لأراه يحرك وجهه بمأساوية إتجاهي ليشعرني أنني كم أنا تافهة

(أيها النادل .. ! ) فتح عيونه بفضول تام وبنفس الوقت كان مليئا بالسخرية

لكن من الجهة الاخرى جاء سام الذي يعمل هنا قائلا ( نعم أنستي)

( أنا أريد ساندويش من فضلكَ)

ذهب ليحضر لي ساندويش فقال الأخر ( إنه لذيذ جداً وستدمنين عليه )

(إذن أنت تأتي هنا لأنك مدمن على وجبات هذا المطعم ،أو لان سعره يكاد يكون مجاني ومناسب لعامل بسيط مثلكَ)

لقد قصدت أن أنظر لقميصه القديم بحيث لا أحد صار يرتدي مثل هذا الموديل منذ سنوات ،ولسرواله الذي شهب لونه الأزرق ،ومن ثم لحذائه الرياضي الذي ألصقت جوانبه بصمغ الأحذية..وحين رفعت عيني إليه وجدت انه لم يتأثر البتة ..أنا لا أؤثر عليه إطلاقا

وظل يحملق فيا حتى وصل السندويش فحملته ورحت أكل بشراسة ..ولعل هذا الشاب هو الوحيد الذي أملك الجراة على الاكل بهذه الطريقة أمامه

(لماذا تنظر لي ؟ ) سألته بعبوس تام

(أتعرفين أن الغضب ينقص من عمر الإنسان )

قررت أن أتجاهله وكأنه غير موجود، لكن فضولي أجبرني بعد خمس دقائق

أن ألقي نظرة خاطفة عليه فكان شارد في أزهار الياسمين في الاعلى

وببطئ أنزل عيونه عليا لأجد نفسي أغرق مرة أخرى في ذلك الظلام الجميل ولم يكن هناك مجال هذه المرة لأخفي الأمر لذا حملت حقيبتي وهربت من هناك بأسرع مايمكنني قبل أن أبدو مثل الحمقاء

عدت للبيت حوالي الساعة الرابعة مساءاً ، وبمجرد أن دخلت حتى أمسكني جون من ذراعي وأخذني للصالون أين كانت والدتي تضم ساقيها على الطريقة الملكية

(تاماني ..ماذا حدث لسيارتكِ ؟ )

أجل ..لقد علموا بالامر بهذه السرعة .. شكرا ياصوفي

( ماحدث ياوالدتي .. لقد ركنت قرب محل العطور ،لقد أردت أن أشتري هدية لاختي سيرافينا وبمجرد ان نزلت من السيارة حتى مرت شاحنة مسرعة وإصطدمت بجانب سيارتي ، حتى أنها كسرت المصباح الأمامي ،ومن جهة أخرى لقد جاءت الشرطة وإعتقلوا السائق لانه كان سكيراً وحين تدخلت الشرطة عفوت عنه ولم أطلب منه دفع كفالة التصليح لأنني لم أرد أن تستغل الجرائد هذا الخبر لتتحدث عنا )

(تاماني ..تاماني ، حسنا لابأس ،لابأس لاتقلقي بشأن سيارتك لقد أرسلتها للتصليح وستكون عندك قريبا )

(شكرا أخي )

(لقد فعلت عين الصواب ،يمكنك الذهاب الأن لتستريحي) أطلق سراحي فبدأت أمشي بسرعة حتى دخلت لغرفتي وهناك بقيت .. كان لدى الكثير من الوظائف المنزلية التي يجب أن أقدمها في الغد ، لحسن الحظ أن روز تعطيني كل الحلول وأنا أنقلها فحسب

وفي اليوم التالي نهضت باكرا لأنه لدي دوام على الثامنة ،ويبدو انني تأخرت مجدداً

كنت أحمل وظائفي المنزلية كلها وحين وصلت للباب لم استطع أن أفتحه

(هااي ياجميلة ) ظهرت يد من العدم وتم فتح الباب ، حين رفعت وجهي رأيت لوكاس

ودخلنا معاً تحت همسات الصف

(إجلسا..سنبدأ الدرس الان ) طلب الاستاذ فأخفضت وجهي وأسرعت نحو مقعدي

(تأخرت مجدداً ) همست جينيفر ( أين ذهبت بالأمس على كل حال ؟)

( أتعرفن يابنات ،بالامس حين إفترقنا ،إلتقيت بلوكاس ..وقد أمضينا الوقت معاً، حيث
أخذني لفرانكو مانكا وأكلنا سلطة لذيذة جدا )

(أمم حقا ..والان أنتما كنتما معا هذا الصباح صحيح ؟) تكاد صوفي تنفجر من غيظها

(طبعا..ألم تلاحظي اننا دخلنا معا..ماذا يمكنني أن أقول .. إنه مهووس بي)

وطوال ساعتين ظل يرسل لي تلك النظرات المعجبة ،لوكاس ليس سوى غني أخر يحب الشقروات وهو يلمح لي بأن اكون معه منذ وقت طويل
كلما نظرت إليه كل ماأفكر فيه هو : إيوو


لم تصل فترة الراحة حتى كدت أن أجف من العطش وأموت من الجوع وكم أردت التوجه لمطعم دييغو مجددا وأكل البيتزا..لكنني يبدو أنني ساكل شيئ باهض الثمن وبدون مذاق من مطعم فيفر للأسف ،لاأعرف لماذا تحب جينيفر أن تطلب الاكل من هناك

وهانحن ننتظر منذ عشرة دقائق وصول الأكل ، وعصافير معدتي تزقزق

(بماأنك إبنة مالك المطعم فإذهبي أنتِ لتستلمي الطلبية ! ) وجهتني جينيفر عندما شاهدت شاحنة المطعم تركن قرب الثانوية فذهبت أجر قدماي بملل

حيث في لحظة ما أردت إكمال السير وعدم الإلتفات للخلف ..أردت فقط أن أسير حتى أصبح بعيدة بقدر ماأستطيع عن هنا

(أنا صاحبة الطلبية من مطعم فيفر ) مددت يدي لأخذ الكيس فسمعت صوت مألوف يقول ( هل مللت من مطعم دييغو بهذه السرعة ؟)

خطفت الكيس من يده بعنف ( هذه منطقة خطيرة ، لا يمكنك أن تتكلم معي هنا..عليك أن تحترمني )

(متى قللت من إحترامكِ من قبل ؟ )

(إسمع أيها الشاب البسيط ، لقد حاولت كثيرا أن أخبرك من أنا ولعل الامور إختلطت عليك قليلا حين رأيتني أتسكع في مطعم دييغو البسيط، أنا لست فتاة عادية ، لا يجب أن يراني أحد أتحدث معك .. )

(لماذا ؟ )

( لأنني ملكة )

( تاماني ..لماذا تأخرتِ ؟ ومالذي تتحدثين عنه مع هذا الخادم ؟ ) ظهرت جينيفر فجأة ووقفت بجانبي حيث رمقته بنظرة فوقية لم تعجبه البتة وأنا إبتلعت لساني حين أصرت : (مالذي أخرك ؟ كان يفترض أن تأخذي الطلبية وتأتي ..كنت تتحدثين معه ؟ )

(المعذرة ،لقد كانت الانسة فيفر تسألني عن حركة المرور عند قدومي إلى هنا)

(وكيف هي ؟ ) وضعت جينيفر يدها على خصرها وهي لاتزال توجه له تلك النظرة المتعالية

قال وهو ينظر لي ( عجيبة )

(أيا كان ..تستطيع الرحيل الأن )

بقيت مصدومة لأنه طوال الوقت كان يعرف من أكون ..كان يعرف أنني من آل فيفر

( لماذا سألته عن حركة المرور ياتاماني..هل أنت ذاهبة لأي مكان ؟ ) عدنا لطاولتنا وجلسنا

(بما أن دوامنا ينتهي بعد ساعة ، فكرت أن أزور المقبرة ،لدى وقت طويل لم أضع الورود على قبور أقاربي المتوفيين )

(أأه عزيزتي ..ربما عليك حقا الذهاب للمقبرة) ربتت روز على شعري وهي تشعر بالاسى من أجلي بينما فتحت علبة الأكل فوجدت أن ماطلبته جينيفر كان السلطة بأنواعها ..يالاقرف

(لماذا لا تاكلين تاماني ؟ ألست جائعة ؟ )

(لقد شردت فقط ) رفعت الشوكة فسمعت صوفي تقول بغيرة ( بلوكاس صحيح ..هاهو قادم إليك)

رفعت وجهي ورأيته يكاد يصل وبالفعل جلس مقابلا لي قائلا : (مرحبا يابنات كيف الحال ؟)

(نحن جيدات ..جيدات ) لكزتني روز بكوع يدها لبطني غير مدركة حجم الألم الذي سببته لي ، لقد شعرت بأن معدتي صعدت لحلقي

لا يمكن أن نجتمع أنا ولوكاس في مكان واحد معهن .. سوف أنفـضــح

(المعذرة يابنات ..تذكرت للتو أنه لا يمكنني حضور حصة الفيزياء ،لقد طلبت مني زوجة أخي أن أرافقها للطبيب .. قد تكون حامل ، وبعدها سأزور أقاربي الأموات في المقبرة ..،هل تستطعن أن تغطين عليا ؟)

( حقا ..إن حدث ذلك فجون سيفرح كثيراً، إذهبي تاماني ولاتقلقي البتة فالاستاذة كروز تحت تصرفي ) طمئنتني جينيفر فقمت

بنفس الوقت قام لوكاس وقال (سأوصلك للمنزل تاماني )

وبقدر ماأردت أن أرفض ،فذلك كان مستحيلا

( أجل ،لما لا ) مشيت معه عبر الساحة وكم إنزعجت من نظرات البعض

أخذني لسيارة زرقاء رياضية وفتح لي الباب محاولا أن ينال إعجابي

وفي الطريق لمنزلي حاول أن يمسك يدي فسبقته وشكبت كلتا ذراعي لصدري .. إيوو ..أحمق

(نحن نعرف بعضنا منذ مدة طويلة ،فلماذا لسنا صديقان ؟ )

(ظننت أنا كذلك ) قلبت عيني بقوة للأعلى حتى رأيت الظلام

( لأكون صريحا .. أريد ان أكون أكثر من ذلك ،أنا معجب بك تاماني ولابد من أنك فهمت ذلك من نظرتي الخاصة لكِ )

(أكره أن أقاطع حديثك لوكاس ،هل يمكنك أن تنزلني هنا إذ لدي شغل خاص يجب أن أنهيه اليوم )

( حسنا ،سأسمح لك بالهروب الأن لكن في المرة القادمة لن أفعل)

لم أستطع أن أمنع القشعريرة المقرفة عن جسدي وأنا اغادر سيارته ، ونسيت بشأنه حالما إبتعد مخلفا الغبار خلفه

لقد أوصتني فاني أن أشتري لها أساور زرقاء اللون ..لكن أين سأجد متجر يبيع الأساور الهندية لقد أمضيت ساعتين أبحث في كل المحلات

بقيت أبحث حتى عجزت قدماي عن حملي فنظرت لأقرب مقعد لأرتاح قليلا ثم أتابع البحث

لم أرد أن أرجع بدون الأساور

وأنا أسير نحو المقعد رأيته يجلس هناك وحيدا ، يحمل سيجارة بيده ، شارد في المارة ، لا يشعر حتى بالرياح الباردة التي تهب من حوله

دفعتني الرياح بإتجاهه فجلست على حافة المقعد ، ونظرت مثله نحو الأمام ، نحو المارة أحاول أن أكتشف مالذي يجذب إنتباهه لدرجة لم ينتبه لي

لا أرى شيئ مثير للإهتمام هنا ..

فاجئتني رياح قوية دفعتني نحوه مجددا رغما عني حتى أصبحت ملتصقة به فإحمرت وجنتاي بسرعة حين أخيرا نظر لي
تظاهر أنه تفاجأ لرؤيتي فردد بنبرة مهللة ساخرة ( أه الأنسة المحترمة فيفر هنا)

إبتعدت لأخر المقعد ،وخرج صوتي مرتبكا

(أطفأ سيجارتك من فضلكَ )

لقد تجاهلني !

لم أستطيع السيطرة على نفسي فقلت بحدة ( المعذرة ..سيجارتكَ تزعجني)

نجح بإستفزازي بسرعة فمددت يدي لأخطف سيجارته لكنه أمسك مرفقي في أخر ثانية بقوة قائلا ( لا تفعلي ذلك ..أيتها الأنسة المحترمة)

(إذا أطفأها ) ظل يحملق في سيجارته لمدة قبل أن يطفئها

وعم الصمت لبعض الوقت حتى شعرت الفضول فسألته ( كنت تعرف أنني من آل فيفر ؟ )

( من الأفضل لكِ ان تنهضي من هنا فليس من مصلحتك أن يراك أحد تجلسين بقربي )

(أجبني )

إلتفت نحوي ليقول ببرودة مجددا: ( لقد أخبرتك من قبل بأنني لا أهتم من أنت ، والان عن إذنك سأشعل سيجارة ..أشعري بالحرية لتغادري )

(هذا المقعد ليس ملكك !!، وإن فعلت ذلك فستكون أخر سيجارة تشعلها في حياتكِ )

(إن مددت يدك مرة ثانية ستكون السيجارة أخر شيئ تلمسينه في حياتكِ )

قمت بإندهاش ( لاأصدق أنك لا تزال تعبث معي رغم علمك من أكون وماذا أستطيع أن أفعل )

فقام ونفث دخان السيجارة عاليا في الهواء قائلا ( أغربي عن وجهي أيتها المدللة )

آآه

الجـــرأة

هل قال للتو أنني مدللة مدللة مدللة مدللة مدللة مدللة

رحت أمشي هائمة في الشارع حيث أعمى الغضب عيوني ، شعرت بالبرد القارس حين بدأت أركض بدون وجهة .. ركضت حتى رأيت واحد من الباباراتزي يحاول أن يصادف فرد من أل فيفر صدفة
ذلك الرجل لديه حقد غريب علينا ..لا يمكنه أن يراني
بدون تفكير دخلت لأحدى البنايات لأصطدم برجل ضخم الجثة ، ذو رائحة نتنة

داخل غرفة مظلمة فحاولت الإبتعاد عنه بسرعة .. لكنه أمسكني من كتفي بغضب

( لقد تأخرتِ أيها الوضيعة ) وأراد دفعي نحو تلك الغرفة المظلمة التي تصدر منها أصوات عالية

مالجحيم الذي يحدث

(لا لا لا إنتظر ) حاولت أن أتخلص من قبضة يده السمينة و المليئة بالشعر ، لكنه كان أقوى مني وقرر أن يجرني بنفسه هناك

اردت أن أصرخ لكن صوتي إختفي وبدأت أشعر بالمكان يهتز من حولي

( مهلا مهلا ) بقيت أقاومه بكل قوتي ، وهو إستمر بالضغط على معصمي بقوة حتى ظننته سيخلعه

أصبحت قريبة من تلك الغرفة الشبيهة بجحر ، أحاول أن لا أتنفس هذه الرائحة العفنة وأن لا أفقد وعيي

( سأتحدث مع مديرك ، هذا التأخر سيكلفك ساعة إضافية لإرضاء الزبون)

( ماذااا ؟ لا لا لا .. )

الدفاع الوحيد الذي خطر على بالي هو عض يده السمينة المشعرة .. إيوو

مقــرف

وقف أمام الغرفة التي كانت مليئة بالدخان وأنا شعرت بركبتاي ترتجفان من الذعر وبدأت أغيب عن وعيي

وخلال لحظة تم رمي جسدي بقوة حيث عرفت أن هذه ستكون نهايتي المأساوية

أغمضت عيني مستعدة لأسقط على الأرض ، لكنني إصطدمت على صدر جسد أخر

كان ذو رائحة طيبة جعلتني أخذ نفسا عميقا ، وقمت بتطويق ذراعاي حول خصره النحيل حين سمعت صوته الغاضب وهو يلكم الرجل النتن الذي كان ضعف حجمه ليسقطه داخل تلك الغرفة

(هل أنتِ بخير ؟ ) إحتضن وجهي داخل يديه الدافئتين فشعرت أنه سيغمى عليا الأن

(الباباراتزي ) همست حين أراد بإخراجي من هنا ، فتوقف ونزع جاكيته ليضعه فوق رأسه ، ثم سحبني لصدره مجددا ليخرجني من هناك بسرعة

توقف عن السير فجأة حين شعر بجسدي يرتجف بقوة ، لم أستطع فتح عيني من الدوار ، تلك الرائحة مازالت عالقة بأنفي وهي تشعرني بغثيان ، كنت سأسقط فسارع ليضع ذراعيه حلف ظهري وأراد أن يعانقني

إستعدت وعيي في تلك اللحظة فدفعته عني بقوة ( ماذا تفعل ؟)

نزعت جاكيته الرقيق ورميته بقوة على وجهه تحت إستغرابه الشديد

رفع كلتا يديه في الهواء معلنا عن السلام ثم أشعل سيجارة ليدخنها بشراسة حتى شعرت أنه يتمنى لو كنت أنا تلك السيجارة ليحرقني ببطئ

(من حسن الحظ أنني لحقتكِ ) واخيرا وجد وقت ليقطع التدخين ويقول شيئا

(آه فهمت ..أنت لحقتني لكي تسحب كلامك وتعتذر) مازلت ارتعش رغم ذلك ..وبالكاد امسك نفسي لكي لا اقع

إتسعت عيونه نحوي وظهرت إبتسامة ساخرة على شفتيه ( أظنك مزالت تحت الصدمة ياأنسة.. لحقتك لأعيدك لكِ حقيبتك )

(كيف تجرؤ أن تستغل ضعفي هكذا ، أريدك ان تعتذر في الحال عن تصرفك معي ..إعتذر وسأنسى الامر)

أخذ نفسا عميقا من رائحة التدخين التي لوعت كبدي وإنحنى لي قائلا بنبرة لاذعة

(أنا أعتذر لك لانني أفشلت محاولتك من الإنتقال من الانسة المحترمة إلى الانسة الغير محترمة .. أيتها الشقراء الغبية)

( إياك ان تقترب مني مجددا )

قطب جبينه بطريقة تدل على أنه أخر شيئ يريد فعله ، وأنا ركضت بدون أن أستدير وتوجهت مباشرة للمنزل ..ماحدث يكفي ،لكن قبل ان أدخل أفرغت ماتبقى في زجاجة العطر على ملابسي وشعري .. أخر شيئ أرغب فيه هو أن أضبط برائحة التدخين
لقد أخذت حمام طويل..إسترخيت في الحوض لساعة أو أكثر ، ومنعت نفسي من التفكير بذلك

لقد حاولت أن أطرد كل الأفكار ..لكنني فشلت ولذلك إخترت الحل الثاني

إرتديت بيجامتي وتوجهت لعند فاني ، كانت مستلقية فوق سريرها فقفزت على السرير وإستلقيت بجانبها ، سألتها في محاولة بائسة مني لأنسى

( مالذي تفكرين به ؟)

(أنا أتسائل إن كان من الباكر أن أجعل شخصيتي كارينا تكتشف أن كومار مازال يحبها سرا أو سأدعها تظن أنه إختار ليلي عليها )

(دعيها تعرف يافاني ، لا أحد يستحق أن يشعر بأنه غير مرغوب به وليس محبوبا كفاية )

(إذن ..أخبريني هل أحضرتي لي ماأوصيتك عليه ؟)

(أنا أقسم أنني بحثت عنهم حتى تورمت قدماي ..ولم اجدهم فاني ،انا أسفة )

ربتت على شعري بل خربته وسألتني ( ليست مشكلة تاماني ، كيف تسير خطتنا ؟ )

(مستحيل أن أجد الشخص الذي وصفته لي فاني ..مستحيل )

(لقد قطعت الأمل كليا ..أنا أستسلم وسأنتظر الجاسوس الذي ستحضره أمي لي
إنها فقط مسألة وقت حتى تضع الأغلال على يدي مجددا )

(لا تستسلمي عزيزتي ) جعلتني أضع رأسي بحضنها وراحت تضفر لي شعري الطويل وحين طال صمتي قالت مبتسمة : ( حسنا .. إفتح ياسمسم )

وانا قلت مباشرة : ( لقد كنت هناك حين أعلن زوجك بانه يوافق أمي بان أدرس إدارة الاعمال وأنا لاأحب ذلك ..لاأريد ان أصبح مثل جون وسيرافينا )

(أعرف ، تريدين أن تصبحي محامية)

(لطالما أردت أن أكون محامية ،أريد الدفاع عن حقوق الناس المظلومين وسأفعل ذلك مجانا..هناك الكثير من المظلومين هناك ، وفي كل مكان وأنا أريد ان أضع حدا لذلك .. أريد القضاء على الظلم)

(عزيزتي أنت لا تستطيعين القضاء على الظلم فهو جزء من العالم ومن طبيعة بعض البشر لكنك
حتما تستطيعين ان تصنعي فرق في حياة الكثير من المظلومين وأنا سأساندك في قرارك )

جلست على ركبتي ونظرت لظفيرتي الطويلة : ( هل تعرفين أن لوكاس اليوم إعترف بانه معجب بي ..وأنا هربت منه ،هل أنا فتاة عادية ؟)

وبدون تفكير اجابت : ( لو كان الشخص الصحيح لما سألتني هاذا السؤال )

قمت إلى منضدتها الجميلة ونظرت لنفسي في المرآة مطولا ثم سألتها وانا شاردة في وجهي الشاحب : (هل أنا فتاة مدللة يافاني ؟ )

وهنا ضحكت من قلبها لتجيبني : ( ماذا ؟ ، لست مدللة إطلاقا .. من أخبرك بذلكَ ؟ )

ترددت كثيرا حول إخبارها أو لا ، لكنها فاني وهي الشخص الوحيد الذي يمكنني ان أخبره لذلك عدت للسرير وجلست : ( هناك شاب يعمل في مطعمنا ، وأنا صرت ألتقي به كثيراً هذه الايام عن طريق الصدفة ، وبشكل ما هو ينجح في كل مرة بإستفزازي )

(ماذا فعل لك ليشغل تفكيرك ؟ )

(حسنا لقد فعل الكثير من الأشياء وأخرها وصفي بالمدللة ..وكذلك نعتني بالشقراء الغبية .. هل أنا غبية فاني ؟ )

(أنت لست غبية تاماني ، أخبريني ماذا فعل لك هذا الشاب ؟)

لقد أخبرتها منذ البداية حيث أفسد حذائي وإصطدامه بسيارتي ، ومن ثم جراته على السخرية مني في مطعم دييغو وأخر شيئ محاولة إستغلال لحظة ضعفي ليعانقني

(إنه يدعى أليكساندر .. وهو شاب فقير جداً حسب ملابسه ،وكان يعرف منذ البداية
من اكون لكنه لا يهتم ..ببساطة لايهتم إن كنت إبنة الميليادير جيفري فيفر أو إبنة الشيطان بالنسبة له أنا مجرد فتاة شقراء مدللة كغبية )

(أليس هذا رأي أغلب الناس بفتاة غنية وشعرها أشقر ؟) تسائلت فاني تحت أنفاسها فأكملت لها أخر شيئ : ( ورغم كل شيئ هو أنقذني من التحول إلى فتاة غير محترمة
أتعرفين هل دخلت عبر الخطأ إلى أحدى تلك الأمكنة السرية الغير محترمة ولولاه لاأعرف ماكام سيحدث لي الان.. لقد أنقذ حياتي )

(أحقا ؟ أنت حقا غبية كيف تذهبين هناك ولو عبر الخطأ ) ضربتني على ذراعي فإبتعدت عنها

( ياه فاني قلت للتو أنا لست غبية ، لايمكنك أن تغيري رأيك بهذه السرعة )

(أتعرفين ياعزيزتي تاماني ..وأنت تتكلمين خطرت ببالي هذه الفكرة ، قد تكون
صعبة لكنها تستطيع النجاح أيضاً )

(أبهريني )

(بعد كل الدراما التي سمعتها منكِ، لاحظت أنه في كل مرة كنت تصادفين فيها هذا الشاب كنت أنت التي تخطئين في حقه ورغم ذلك هو يسامحك ويتحمل اللوم وهو أنقذك من تدمير حياتك وسمعة عائلتك .. ألاترين مثلي أنه الشخص الذي نبحث عنه ليكون مساعدك الشخصي )

( ماذا ؟ مالذي دهاك فاني .. ) قمت كليا من السرير وأنا أرفض فكرتها هذه حيث شعرت بوجنتاي تحمران

(إنه الشخص المناسب في هذا الوقت ، ..فجميع من نعرفهم أوفياء
للايدي سيليستيا ، لكن هذا الشاب قد يكون مختلف ..ثقي بي تاماني هذه هي فرصتكِ لتصبحي حرة)

(لو رأيته يافاني لتأكدت أنه سيختار الموت على أن يصبح مساعدي الشخصي )

(أنت لن تعرفي ان لم تسأليه )

(أنت لا تفهمينني فاني ، أنا لا أؤثر فيه إطلاقا وكأنني غير موجودة أمامه )

إبتسمت بتفائل وهزت رأسها : ( أنت التي لا تفهمينني ياتاماني، إسمعي ، هذا هو الواحد الذي نبحث عنه ، لكن أولا يجب أن نجربه ، وأنا لدي الخطة المناسبة )

وفجأة أصبح الأمر واقعيا جداً .. إستعد يا أليكساندر ربما سيجمع المصير بيني وبينكَ



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-20, 10:40 PM   #19

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الســادس


أليكساندر ~
.
.
.



( لقد إشتقت إليكَ أخي ) بالكاد سمعت صوتها الهامس البعيد

( وأنا إشتقت لكِ كثيراً )

شعرت ببرودة تتسرب لجسدي حين لامست زجاجة نافذة المرحاض بجبيني وبصعوبة وبإجهاد سألتني كأنها لا تستطيع التكلم : ( متى ستعود ياأخي ؟ لأني .. لأن)

توقفت عن الكلام فجأة وسمعت صوت أخر خشن يستبدل بصوتها الرقيق
( لقد وصلتني النقود وأنا سأخذ ماكنزي غدا للعيادة.. أليكساندر )

( أجل ؟ )

( ماكنزي بخير ، لكنني خائب الظن بك لأنك قطعت كل هذه المسافة إلى لندن لتجني هذا المال القليل ، أنت تعرف أن راتبك الشهري هاذا لن يدفع الديون ولن يوفر كل الادوية المطلوبة ,كل ماأستطيع فعله لها هو أخذها للعيادة مرة في الأسبوع , إذن فكر مجدداً حول وظيفتك تلكَ )

( إعتني بهم إيمانويل , و سأرسل المال كل شهر ، أنا أعتمد عليكَ )

( يجب ان أغلق الخط الان )

( حسنا .. قل لامي بأنني بخير ..سأتص ..) أغلق الخط قبل أن أنهي جملتي

أعدت الهاتف لدوغلاس الذي إكتفى بالوقوف جانبا وإغماض عيونه طوال مدة المحادثة

( كيف حالها ؟ )

( قال إيمانويل أنها بخير )

( لا ..أخبرني أنت كيف بدت لك من خلال صوتها )

(لقد بدت تعبانة ..لم تستطع التحدث حتى )

( إسمعني ياأليكس ,لدي خطة , منزلي مناسب جدا لماكنزي , قد لايكون كبيرا وأثاثه قديم جداً لكننا نملك جهاز تدفئة وغرفتي متوفرة ..وأمي متواجدة طوال الوقت هناك )

وقبل ان يكمل قتلت فكرته ( دوغلاس هل أنت واعي لنفسك ..أخبرتك أن أختي تعبانة وصوتها لم يعجبني البتة وكأن مرضها إشتد عليها ، وأنا براتبي القليل لا أستطيع أن أوفر لها كل شيئ، فقط واحد منها .. ويكفيني أن أقلق على هاته الامور.. لكن طريقتك بالتفكير فيها مؤخرا صارت تقلقني أيضاً )

( توقف ..توقف توقف أليكساندر , لاأريد أن أسمع المزيد ) لكم باب المرحاض بقوة

ووجه لي نظرة قاتلة ( أردت المساعدة فحسب ، ماكنزي ترعرت في منزلي ووالداي يحبانها كثيرا ، لم أرى مانعا من بقائها عندهم مؤقتا ، بالإضافة لا أعرف كيف تستطيع الثقة بإيمانويل ببساطة وإتمانه على حياة أختك ، لكن ماشأني صحيح )

ثم خرج عائدا للمطبخ.. وأنا قررت أن أدخن لكن فترة الإستراحة إنتهت قبل أن تهدأ أعصابي كليا عدت للمطبخ ولأول مرة أدخل هنا وأنا أشعر بانني أضيع وقتي ووقت أختي الذي بقي لها ..ياإلهي ساعدني

الاطباق تكاد تصل لطولي وبالفعل بدأ دوغلاس بتقشير الخضار بحدة , وهو لم يرفع عينيه لي حتى كأنه لا يعرفني

وبعد مدة طويلة من التجاهل إستدرت إليه وقلت مازحا ( لاعليك سأجد شخص مثلكَ )

حاولت أن اجعل تعابير وجهي حزينة مثل مغنية هذه الأغنية فرفع حاجبيه الطويلان هامسا

( من؟ هل الشاف بيشوب ؟ )

كان جادا لكنني إنفجرت من الضحك

وهو رد بغيظ : ( بمجرد أنك صديقي الوحيد فهذا لا يعني أنني لن أحطم فكك )

( هل سبق وتسائلت كيف بقينا صديقان حتى هذه اللحظة ؟ هل تتذكر لقد كنا مجموعة ، كنت الطفل المتمرد الذي يكون في الصف الاول لكل مشكلة تحدث معنا ,ولأكون صريحا معك أنا كنت أتجنبكَ لانك كنت متنمر أيضاً ..أو هكذا ظننت حتى بدأ أفراد المجموعة يغادرون واحدا تلو الاخر وكلما أصبح العدد أقل كلما تقربنا من بعضنا أكثر..حتى إنتهى الامر بنا أنا وأنت فقط ..دوغلاس أنت صديقي الوحيد الأن )

( لم أعد كذلك .. أنت بقيت وحدك في المجموعة ) قال ببرودة فإلتفت إليه مبتسما

( ماهذه الضوضاء ) أول شخص رأه الشاف بيشوب عند عودته من فترة إستراحته كان أنا

أو قصد ان يراني أنا وبدون أن يفهم أي شيئ توجه لي وراح يحدثني بحدة قائلا ( لماذا لا تركز على عملك وتترك المزاح خارج جدران مطبخي )

نظر للاطباق التي أكاد ان أنتهي منها وقال مشيرا إليها ( أنا لم أوظفكَ لكي تلهو هنا وهناك .. أنظر لنفسك من الواضح انك مجرد شاب فاشل طردك والدك من المنزل لأنه ضبطك تتناول المخدرات .. حالك لايختلف عن حال المتسول وستصبح حقا كذلك إن طردتك من هنا .. ستتشرد ولاأحد سيكترث لكَ ، ركز على عملكَ )

حين ذكر أبي أردت أن أحطم الصحن الذي أحمله على رأسه.. ثم رأيت دوغلاس الذي وقف خلفه ورأيت قبضة يده ترتفع

حتى تدارك كورتيس الأمر في أخر لحظة وأمسكه ..بدون أن يحس الشاف به جعله يجلس على مقعده ثم قال بصوت هادئ جداً

( طلبية فيفر جاهزة )

وجدها الشاف بيشوب فرصة رائعة ليخرجني من هنا فقال ( أوصلها سريعاً )

ياإلهي ليس ذلك المكان مجددا

نزعت المئزر وأخذت مفاتيح الشاحنة الصغيرة .. ياإلهي ألهمني الصبر ,كيف له أن يحكم عليا من خلال مظهري .. كيف يعتقد بأنني أتعاطى المخدرات ..فقط لانني فقير

شغلت السيارة وخرجت للطريق العام , حاولت أن أقود بسرعة وأتفادى الزحام إنما ليس بيدي حيلة ..عليا أن أكون عالق وسط حركة المرور البطيئة ,السيارات بأنواعها تسير جنب لجنب وكأنها تزحف , حاولت التوجه لليمين فلم اجد فسحة كافية, أنا محاصر

وعالق... وأتسائل متى سينتهى مايك من إختباراته لكي يعود لعمله ويوصل هذه الطلبيات اليومية لال فيفر

توجهت مسرعا لفيلا فيفر ومشيت بجانب سور عشبي يمتد ليشكل مدخل الحديقة الداخلية ، هذا المكان مثل الجنة ..إنه محاط بأشجار فارعة الطول كحصن من الطبيعة ..وهادئ جداً وكأننا لسنا في لندن حيث الضجيج

ياإلهي الكلاب مجدداً .. ثلاثة كلاب سوداء شرسة مستعدون لتقطيعي إرباَ ..كلاب مخيفة جزء من أل فيفر ..ثم فكرت مجددا ووجدت أن هناك فرد اخر مخيف بقدرهم يقيم هنا أيضاً

إنهم يريدون التهجم عليا وينتظرون مني القيام بحركة واحدة

( فينوس ، مارس ,جوبيتر .. إجلسوا ! )

صدر صوت مألوف خلفي لكنني لم ألتفت حتى جلس الكلاب الثلاثة فجأة ..ليتقدم لي كائن أكثر شراسة

وقفت محتفظة بالمسافة لتفتح فمها الذي طلته باللون الاحمر اللامع

( لقد رأيتك من بعيد وظننتك سارق ..والكلاب فكرت مثلي )

( لقد رأيتك من بعيد أيضا و ظننت أنك ميمي من برنامج درو كاري شخصياً )

فتحت فمها بإتساع لتصرخ ( من ؟ ...إسمي تاماني ,,أتعرف ماذا ، لقد غيرت رأيي .. فينوس )

( لاتفعلي ) حذرتها بجدية فتحدتني وأكملت بغيظ شديد ( مـــــــارس )

( إياك .. لاتفعلي ) رأيت الكلاب تتأهب لتمزقني ( أنا أحدثك بجدية ياأنسة , إياك أن تفكري بذلك حتى)

إعتدلت في وقوفها وقالت : ( بغض النظر من أنك مجرد عامل بسيط ..أنت كذلك شاب فقير وتبدو متشرد ,فإعذرني إن ظننتك سارق .كما ترى هذا المكان لايليق بكَ، دع الطلبية وأرحل في الحال)

( حسنا ياأنسة ,خذي هاهي الطلبية ) أعطيتها الكيس فامسكته , لم تنزع عيونها عليا حتى رحلت من منزلها ، قبل أن أخرج إلتفت فرأيتها ترمي الكيس في الزبالة غاضبة

لماذا الجميع هنا قساة القلوب ,أفتقد الريف كثيراً

عدت للمطعم وكلي أمل أن يتركني الشاف بحالي إلا أنه كان بإنتظاري وبدأ يصرخ ( لقد تأخرت أيها الغبي , أسرع لعملك ..إبتدأ في التنظيف ، أريد كل شيئ يلمع هنا )

(حسنا ) أردت فقط ان يدعني وشأني ، لكنه لحقني مثل خيالي وراح يشير لكل مكان قائلا
( إسمح داخل الشقوق والزوايا )


عملت مثل الالة لساعات متتالية و الشاف بيشوب يراقبني بدقة ,شبك يديه القصيرتين
وقال : ( أترك الاواني .. وإبدأ بتنظيف الأفران )

( حسنا )

نظفت الجهة اليمنى حيث الأفرنة فجاء يصرخ بقوة ( انظر ماذا فعلت أيها الغبي ، لقد رفعت الغاز عاليا حين كنت تنظف وجعلت كل الخبز يحتـرق )

( أقسم أني لم ألمسه )

( هل أنا كاذب ، هيا تحرك وإبدأ بتنظيف الثلاجات )

وبمجرد ان وصلت حيث يوجد الثلاجات ,جاء يقف بالقرب من إيمي التي منحتني إبتسامة سريعة وتنحت لي لأنظف الدماء المتبقية من بعض قطع اللحم ..والعظام المتناثرة في الزوايا

( أنت تعمل بطئ شديد .. هل تمانع إن تسرع أيها السيد البطيئ ؟ )

سأتجاهله .. كل ماسأفعله هو تجاهله وسينتهي هذا اليوم بسرعة ( نظف هناك ..هل أنت أعمى أيضا , لاأعرف بماذا كان يفكر عامل الإستقبال عندما أرسل لي شخص متخلف)

رفعت وجهي نحوه فتراجعت إيمي للخلف بخطوة وحجبته عني بدون قصدها ,كان الحظ بصفه فقط

لقد تركني لربع ساعة حيث ازعج جاستن , ثم عاد لي ليطلب مني إحضار صناديق الخضروات التي وصلت للتو , حملت كل الصناديق ووضعتها في قرب الصناديق الأخرى , وجلست لاساعد دوغ مازال وجهه لا يفسر

( ياصاح ..لقد عانيت مايكفي اليوم ,أرجوك لا تضف إنزعاجك مني للقائمة )

( أنا لست منزعج منك أليكس ,ظننتك فهمت ذلك حين اوشكت ان أحطم رأس

بيشوب هذا الصباح من أجلكَ )

( حسنا .. )

صمت حين شعرت به خلفي ( إنهض ) الظلام أصبح حالك في الخارج , وقفت وكنت أطول منه واظن ان هذا الامر أزعجه .. في الحقيقة لولا خوفي بان يطردني لسألته ماهي مشكلته معي ؟ مامشكلته إن كنت فقير ؟

( إذهب للبقالة وإشتري لي كرافت إيزي تشييز )

( حسنا )

نزعت مئزري وخرجت أجول الشوارع ,ولسوء حظي كل المحلات لا تملكه, من أين ساحضر له الجبن الان

جبن كرافت على الثامنة ليلا ؟ هل يسخر مني ، قررت أن أتوقف عن البحث بعد مرور ساعة ورجعت بيدي فارغة

وهو فقط تقدم لي قائلا : ( أعطني الجبن ..مالذي أخرك كل هذا الوقت ؟ )

لاحظ أن يدي فارغة ومع ذلك قال : ( أعطني الجبن أيها الخادم )

( لم أجد الجبن الذي طلبته .. هناك أنواع كثيرة لكن كرافت إيزي تشيز غير متوفر شاف )

عيونه إمتلأ بغضب عارم حيث ظهرت عروقه وصرخ : ( ماذا ؟ )

( تبا ..تبا هل قلت أنك لم تحضر لي جبن كرافت ..إذن لماذا جئت ؟ لماذا رجعت أيها المحتاج البائس ؟؟ أيها الكسول العاجز ..لقد طلبت شيئ بسيط ..كرافت إيزي تشيز ، لم اطلب ذهب ولا سيارة .. فقط الجبن اللعين )

( أنا أسف شاف ) رفعت يدي لأمسك رأسي الذي يكاد ينفجر
وبملح البصر حمل السكين القاطع الذي كان قرب الساطور وضربني بقوة حتى شعرت بحريق في
عنقي ..ورأيت دوغلاس يشد ذراع الشاف , نزلت الدماء لتلوث قميصي وكذلك مئزر الشاف

( أليكس هل أنت بخير ؟ ) سألني دوغلاس وهو لم ينتزع عينيه قط من بيشوب الذي جرح عنقي للتو ولولاه لكان ذبحني , جاء كورتيس مسرعا وأجلسني على المقعد بينما وضعت إيمي مئزرها على عنقي لتوقف الدماء

(هل فقدت عقلك أيها الشاف الحقير ..هل أردت قتله لأنه لم يحظر لك الجبن اللعين)

( أنا بخير ..أنا بخير ) رحت أردد لهم وبشكل خاص لدوغلاس قبل ان يرتكب حماقة

تراجع الشاف خطوتان ورفع ذلك السكين نحوي مجددا ليقول بدون رحمة ( إعتبر نفسك مفصول عن العمل من هذه اللحظة )

لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف أمامه متوسلا ( أرجوك لا تفصلني عن العمل ,سأخرج الان وسأحضر لك الجبن ولوكان خارج لندن ، أرجوك ..أعطني فرصة )

( كان يجدر بك أن تفكر هكذا من قبل ) إنه يتلذذ بعذابي

( ايها الشاف ..أنت لا تدري حاجتي الشديدة لهذا العمل , إنه مهم جداً ..أرجوك )

( إنهض أيها المحتاج , غادر وإبحث عن وظيفة أخرى..ربما التسول!! ) وبدأ يبتسم في أخر كلامه حتى شعرت بانه تجرد من ثوب الرحمة والإنسانية

( شاف ، هذا العمل مهم جدا له ..عليك ان تقدر وضعه , هو بحاجة هذا العمل ) ساعدني دوغلاس لكنه رفض رفضا قاطعا وصرخ بقوة

( غادر من هنا ولا تعد أبداً )

( جاستن أطلب من عامل الإستقبال أن يعلق ذلك الإعلان مجدداً ,وليحرص هذه المرة على لآ يحضر لي متخلفين )

( إنهض يابني ..التوسل لن ينفعك مع بيشوب , تعال ) جعلني كورتيس أقف إنما لم احس بقدماي البتة

(أنت إبق هنا وحافظ على عملك ..لاتقلق بشأنه سأساعده ..) سمعته يطمئن دوغلاس بينما أخذني للخارج وجعلني أصعد سيارته ثم بدأ يقود
هل يعقل أن أخسر عملي في غمضة عين

( لايمكنه أن يفصلني بهذه البساطة , لايمكنه أن يفعل ذلك ,سأعود إليه وسأتوسله

مجددا إن تطلب الأمر )

( لا لن تفعل..عنقك ينزف وستذهب للمستشفى)

وحين ذكر المستشفى نزلت دموعي بشدة , أختي ..أختي المسكينة ,لقد خذلتها

لقد خذلتها

( أليكساندر ..لاتبكي فأنا متأكد بأنك ستجد وظيفة أخرى مثلما وجدت هذه )

لاأعرف كيف حتى دخلت المشفى وقام الطبيب بتقطيب الجرح ..ليته يقطب الجرح في قلبي , ولاأعرف ماذا حدث حتى وصلت لأحد الاحياء وإصطحبني كورتيس لمنزل صغير في حي هادئ

(سأستقبلك اليوم في منزلي البسيط ) فتح لي الباب فلم أشأ الدخول

( أنا حقا شاكر لك لكن يجب ان أعود للمطعم الأن ..سأطلب فرصة ثانية)

وضع يده فوق كتفي وقال بنبرة واثقة جدا ( إبني هل ستصدقني لو أخبرتك بأن الشاف بيشوب لن يعطيك تلك الفرصة التي تبحث عنها ؟ )

( لماذا ؟ )

( لأنه قصد أن يطردك .. إبني أنت بريئ جدا وبسيط لدرجة أنك تجهل أن كرافت
إيزي تشيز لايباع سوى بامريكا , إنه يستعمل هذه الحجة دوما حين يريد أن يتخلص من أحدهم لكن في حالتك لقد تمادى ، أدخل المنزل لتستريح )

هاأنا مجددا ..عدت لبداية الطريق


اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 08:46 PM   #20

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الســــابع



فتحت عيني ببطئ على صوت المذياع وأغنية ما لفرقة قديمة قد هرم كل أعضائها الان

قمت من الكنبة وقد شعرت بكل جسدي يؤلمني لكن الألم الحقيقي كان مستقرا بعنقي

وضعت يدي فوق ضمادة فتذكرت بلمح البصر ماحدث ، لقد طردت !
سرت ببطئ نحو المطبخ حيث تبعت صوت المذياع ووقفت قرب الباب لأرى كورتيس يقطع الطماطم
وحين رأني إبتسم
( لقد إستيقظت في الوقت المناسب ,أكاد أنتهي من تحضير مائدة العشاء )

رأيت سمكة كبيرة مثل التي يحضرها تماما في المطعم ، هناك أرز وكذلك طبق من السلطة
شعرت بالحرج منه ( لماذا أتعبت نفسك ؟ )

(لاتقل ذلك .. أنت ضيفي وكما ترى أنا لا أستقبل ضيوف كل يوم )

وضع السمكة في طبق مستطيل ابيض ووضعه فوق المائدة قائلا ( إجلس إبني )

جلست في هذه الطاولة الكبيرة أقابله فكانت الإبتسامة لا تفارق شفتيه

( هذه أول مرة أنت تتذوق طبخي ..قيمني)

ان الرائحة شهية حقاً ..تذوقت من تلك السمكة وشعرت بأنني لم اكل منذ الدهر

( أفضل طاهي في لندن )

ضحك وأومأ مفتخرا بتقيمي (هذا شرف لي ، إذا ..كيف تشعر الان ؟)

( ماذا يمكنني أن أقول ..أنا بخير )

( ربما ليس لديك خيار سوى أن تكون بخير يابني ، إستمع لي إنسى أمر المطعم ، أنت تستحق وظيفة أفضل )

( أنا لست الشاب الذي يتم توظيفه بسرعة , تلك الوظيفة هي الوحيدة التي قبلت بها بعد الكثير من الرفض..)

( على كل حال تلك الوظيفة لم تكن تلائمك ,ليس وبيشوب هناك )

( ماهي مشكلته معي على كل حال ؟ )

( سأخبرك ماهي مشكلته ..بيشوب رجل لا يعرف كيف يشارك حياته مع الاخرين ، ولست ألومه على هذا ..لكنني ألومه لأنه مثلما هو أناني على نفسه وحرمها من الحب والإهتمام ..هو لايتحمل أن يرى شخص أخر سعيد وأنت كنت في مرماه ,لقد كنت رغم كل مشاكلك سعيد وجمعتك علاقة صداقة قوية مع دوغلاس وهو ببساطة لم يتحمل ذلك ..ألم تتسائل لماذا طردك أنت وترك صديقك ؟)

( ليته يعلم كم أنا بحاجة لذلك العمل الان )

رفع كورتيس حاجبيه بخيبة ( ظننته سيتغير حين كان تلميذ عندي ..لكنه حافظ على شخصيته )

إنتقلنا لغرفة الجلوس الصغيرة فإستئذنت منه لأدخن ,وقفت قرب النافذة ورحت أراقب الحي وهو أشعل التلفاز الفضي الصغير ,ثم جذب إنتباهي مجموعة كبيرة من الجوائز فسألته

( هل فزت بكل هذه الجوائز؟)

برقت عيونه وأجابني بإشتياق ( هذه الجوائز تخص إبني ..إنه بطل سباقات الدراجات النارية , هو مستقر في إيطاليا الان )

أطفأت سيجارتي وذهبت لأجلس معه فسألني بتردد ( أليكساندر , قد اكون أتدخل في خصوصياتك ..لكني أريد ان أعرف مالسبب الذي جعلك تأتي هنا ؟ يمكنني أن أرى أنك غير مرتاح في هذه المدينة )

( أختي) همست

( هل هي هنا في لندن ؟)

( لا .. أختي تعاني من مرض مزمن , ويجب ان اعمل لأعالجها ,ولهذا كنت مستعد لأقبل يد بيشوب ..لأنني أحتاج للمال حتى وإن كان قليلا)

( ماستجنيه في تلك الوظيفة هو وجع الرأس )

شعرت ببعض الشفقة عليه ,لم يخيل لي قط ان كورتيس يعيش بمفرده ,حين كان ياتي للعمل كل يوم كان يبدو سعيدا ..حيث إعتقدت أنه محظوظ لأنه يملك عائلة كبيرة ومحبة ..عائلة يعود إليها في المساء .. عائلة كبيرة تجعله سعيد هكذا , لكنه في الواقع يعيش بمفرده .. لعل زوجته توفيت وإبنه الوحيد تركه ليستقر في ايطاليا كما قال , وأنا فهمت الان أن مايجعله سعيد هو وجوده في المكان الذي يحبه ..المطبخ، كان يجب ان يكون هو الشاف

( أين شردت بتفكيرك ؟ )

( لا ..لاشيئ )

( هذه تذكرة لعين لندن .. لست من محبي المرتفعات ، خذها ياأليكساندر ..إمنح نفسك إستراحة وإستمتع قليلا )

(شكرا ) أمسكت التذكرة وشردت فيها طويلا حتى سمعته يقول :

( لا تفكر كثيرا إبني )

( نعم ..أخبرني أبي أنه لايحدث شيئ إلاوفيه خير لنا ، أنا متفائل ..الله لن يتركني , سوف ينقذني مثل كل مرة ، سترى .. سترى )

(يمكنك أن تبقى هنا بقدر ماأردت ..لاتتردد)

أنا أتمنى له كل الخير لأنه الوحيد الذي عاملني كإنسان في هذه المدينة الكبيرة .. نهضت باكرا في الغد , كانت الساعة السادسة وهو كان نائم فلم أشأ أن اوقظه , لذلك كتبت في ورقة

( شكرا لك لإستضافتي في منزلك , صلي من أجلي ..أليكساندر )

أولا توجهت لجسر لندن ,أعرف أن دوغلاس سيأتي هناك ليراني , إنتظرته هناك لنصف ساعة حتى ظهر .. كان يبدو غاضبا وبمجرد أن وصل لي حتى عانقني قائلا
( سأقتله)

( لن تقتل أحد ياصاح..حدث ماحدث , سأبدأ اليوم بالبحث عن وظيفة جديدة وأنت ستستمر في العمل هناك ، حسنا؟ )

( ماذا عنك ؟ كيف سأعرف أخبارك ؟ )

( أعرف أنك تأتي كل صباح للمقهى التي بهذا الحي ,سنلتقي هناك )
بدأ يتنفس بسرعة وكرر بضيق ( سأقتله)

( دوغلاس ..من أجل نفسك ومن أجل مستقبلك , إبق هادئا ولاتؤذي أحد )

( حسناً .. لن أقتله , سأستمر بالعمل هناك , لكني قلق عليكَ ,كيف ستجد وظيفة ؟ )

إبتسمت وقلت له ( الله سيساعدني ..هو لن يتركني ولن يترك ماكنزي )

( أتمنى ذلكَ .. إهتم بنفسكَ صديقي)

( وأنت أيضا وإبق هادئا ) وهكذا إفترقت عن دوغلاس , ومضيت في سبيلي ..
قضيت خمسة ساعات كاملة بدق كل باب باحثا عن وظيفة , وكم كنت ساذجا حين ظننت أنني ساوفق بسرعة .. ربما كل ما أبرع فيه هو غسل الأطباق في المطعم
أنا أحتاج لأصفي ذهني الأن ..والمكان مكتظ بالناس ، إنهم في كل مكان

أحتاج لمساحة بمفردي

وفجأة وجدت نفسي أقف تحت عين لندن ..هذه العجلة الهوائية الضخمة أثارت إنتباهي , كانت ستبدأ بالدوران فقررت أن أدخل الكبسولة , كنت محظوظ لأني كنت بمفردي هناك فجلست على المقعد منتظرا متى ستصعد بي إلى الأعلى ..أريد ان أكون قريبا من السماء
فوق المباني
ربما حينها أستطيع أن أصفي ذهني
أغمضت عيني وأخذت شهيق طويل

( أغلق أغلق أغلق .. )

إستدرت لهذا الصوت الانثوي الملائكي فرأيت الانسة فيفر هنا او كما ادعوها الصفراء ..
نسيت لحظات الغضب والاحباط وإبتسمت في المنتصف
إنها تلهث كأنها ركضت لمسافة طويلة وحين إستدارت ورأتني راحت تضرب الباب مرددة

( إفتح إفتح إفتح)

( لكن الاوان فات ياميمي ..نحن الان في الهواء )

أصبح وجهها شديد الحمرة فتقدمت مني وقالت محذرة : ( أنا أمنعك من مناداتي بميمي مجدداً ..)

( ميمي يليق بك أكثر ..أخبرتك لماذا ) إستغربت مجددا للون الازرق الذي تضعه فوق جفونها وأضافت له بعض الاصفر اللامع

( هااااي .. أنا أحذركَ ) رفعت صوتها قليلا

( ماذا ستفعلين بشأن ذلك .. ميمي ؟ )

تعابير وجهها الان توحي بانها مذهولة وتشعر بعدم القدرة على الرد ,لكنها حاولت بكل جهد وقالت لي الكلام التقليدي

( أيها النادل ..من أين لك الجرأة لتسخر مني هكذا)

( بالمناسبة أنا لم أعد أعمل عند عائلتك ، هذه لحظة سعيدة لكِ فأنت لست مضطرة لرؤيتي في منزلك مجددا)

(بالمناسبة ..لم تتسنى لي الفرصة لأشكرك على إنقاذك حياتي ) أخرجت ظرفا من حقيبتها ومدته لي

(ماهذا ؟)

( مبلغ بسيط كعربون شكر )

( هل مددت يدي لكِ لأطالبك بالمقابل ؟ أعيدي نقودك لحقيبتك من فضلكِ )

( لكن .. لاأفهمك ..لااحد يرفض المال )

(ياأنسة ..لاتجعليني أفقد أعصابي ، أخفي مالك فأنا لا أريده ..عجيب أمرك )

( مارأيك أنا وأنت سنقوم صفقة ؟ ) رأيت بريق غريب في عينيها

(صفقة ؟ )

( ستهمك كثيرا هذه الصفقة ..لأنني أعرف أنك بحاجة ماسة للمال ) جعلتني أدخل بتفكير عميق وإقتربت منها متسائلا

( كيف تعرفين أني بحاجة للمال؟)

( انت عاطل عن العمل الان )

فجأة شبكت يدها ( أنا جادة أكثر من أي وقت مضى .. و لا أريد تضييع وقتكَ ,لذلك أنا سأخبرك مباشرة .. مارأيك ان أعرض عليك وظيفة ؟ )

رحت لأقول شيئا فسبقتني وقالت ( أنت تحتاج للمال ..وأنا أحتاج لمساعد شخصي)

( مساعد شخصي ؟ ) لم أفهم قصدها تحديدا وهي راحت تتحدث بتوتر ( اجل ..وأنت هو الشخص المناسب ..أرجوك هلا كنت مساعدي الشخصي وبالمقابل وأنا سأدفع لك مبلغا محترماً ..إنه أفضل من المبلغ الذي كنت تتلقاه في المطعم ، أرجوك سأدفع لك الكثير من المال)

إبتعدت للجهة الاخرى وراقبت لندن من الأعلى ..ليت حياتي كانت جميلة مثل هذا المنظر ,ثم رأيت الجانب المحبط منها ..من أخدع .. أنا لن اجد وظيفة بهذه السهولة .. ومن اجل أختي .. من اجل عزيزتي ماكنزي ..سأفعل أي شيئ

( أرجوك قل نعم , أنا أطلب منك من هذه المسافة الشاهقة أن تقبل عرضي ..وأن تكون مساعدي الشخصي .. أرجوكَ سيد ستون .. أرجوووكَ أرجوك أرجوك )

حين عدنا للأرض خرجت لأستنشق الهواء البارد فقابلني كشك لبيع الخبز فقررت التوجه اليه .. شعرت بها تلحق بي ، لم أشأ التوقف وهي إستمرت باللحاق بي ,أسمع طقطقة كعبها العالي وهي تركض عليه بسهولة ، لحقتني رغم سرعتي

خشيت أن تسقط ويقع اللوم عليا فإلتفت وهي كانت قريب جدا مني بحيث إصطدمت بي فأمسكتها لكي لا تقع
ومن خلفي سمعت صوت عجلات السيارة تحتك بالأرض تلاه صوت إمرأة جبار

( تاماني سيليستيا فيفر .. ماذا تفعلين عنكِ ؟ )

وأنا رأيت الشقراء التي ماتزال بحضني تصفر وتخضر , وقفت بسرعة لكنها كانت مصدومة وكل ماتمكنت قوله هو ( والدتي ! )

تقدمت السيدة طويلة ذات سمرة مزيفة وشعر ذهبي يحيط بوجهها كالهالة ، ترتدي فستان بلون عينيها الأزرق ومعطف من الريش ، كعب حذائها جعلها بطولي فوقفت قربي وتحدتني وجها لوجه كأني القطعة الخاطئة بينها وبين إبنتها

( هلا شرحت لي الأن ماذا تفعلين برفقة هذا الغريب ؟ )

لقد كنت أكثر واحد متشوق للإجابة ,لكني تعرضت لخيبة ظن لأن الصفراء مازالت مصدومة وعاجزة عن الكلام كأن التواجد معي يعتبر خطيئة

( سيدتي , أنا سأجيبك عن إذنكِ، أنا كنت عامل في مطعم فيفر ,وقد كنت مارا من هنا ، فلفت إنتباهي بالصدفة تواجد الأنسة هنا .. كانت تحاول ..)

( أصمت الان .. لاتضف أية كلمة )
أووه يبدو أن الصفراء عادت من الصدمة اكثر شراسة

( أنتِ أصمتي يا تاماني ..أنا أريد أن أعرف كل شيئ , أخبرني الان )

( لا ..إياك أن تفعل ..أنا أحذركِ )

( أخبرني الأن .. هذا أمر )

أخذت نفس عميق وقلت وأنا مستمتع بالامر : ( أنستي , أوامر والدتك يجب ان تطاع ولا مناقشة فيها..ومن مصلحتك أن تحيطيها علما بكل أمر تقومين به .. سيدتي كل ماأردت فعله أن أحرص على سلامة إبنتكِ ,فهذه المنطقة تحتوي على الكثير من الباباراتزي المهووسين ب آل فيفر وخشيت على الانسة التي تتجول بدون حماية .. أنا أعتذر عن الإزعاج )

رأيت إبتسامة السيدة تتسع كل ثانية وعبوس الشقراء يزيد , وبعد لحظة أخرجت والدتها بطاقة من حقيبتها وقدمتها لي : ( أنت حصلت على ترقية للتو ..قررت أن أعينك كمساعد شخصي لإبنتي تاماني .. ستبدأ العمل من الان , سنتفق لاحقا على المبلغ ولاتقلق بشانه فأنا سأعطيك مبلغ محترم مقابل حرصك دوما على سلامة إبنتي .. أراك لاحقا في المنزل )

يالا غرورها ..هي غادرت بدون أن تسمع ردي حتى
إلتفت إلى الابنة وقلت مستمتعا

( فليلهمني الله الصبر معكِ أيتها الصفراء ) وأكلمت سيري بسرعة فسمعتها تركض مصدرة لحن غريب بكعبها ( هل هذا يعني أنك موافق ؟ )

( لا أتذكر متى قلت لكِ لا )

أعتقد أن هذه هي الفرصة التي تحدث عنها كورتيس ..ماهي إحتمالات أن اجد وظيفة بمبلغ أفضل ..الان زادت إحتمالية شفاء أختي

( بما أنك نلت إعجاب والدتي فهناك أمور يجب ان نناقشها قبل ان توقع العقد )

لماذا أشعر ان رأسي سيؤلمني الان

جلسنا على مقعد مطل على النهر , على الأقل أنا جلست وهي كانت متحفظة جدا وفضلت الوقوف ( لعلك لا تعرف ماهي وظيفة المساعد الشخصي لذلك سأشرح لك بإختصار )

( هذا بسيط ولاداعي لتشرحي لي ) كنت سأقوم فمدت كلتا يديها ودفعتني بهدوء لأجلس مجددا قائلة وهي تمط شفتيها

( لا ..لا ..هناك تعديل صغير في هذه الوظيفة ,حسنا أنصت جيدا , أولا أنا لا أحتاج لمساعد شخصي لكن والدتي إستيقظت ذات يوم وقررت أن تفسد حياتي)

( هل تلومين والدتك لأنها تفكر بحمايتك )

رفعت سبابة يدها مرددة وهي تكتم غيظها ( هي لا تحميني بل تحمي سمعتها , هي تريد فقط التجسس على خصوصياتي , وهذا قطعا لايجوز .. لذلك تم إختيارك أنتَ، فمساعدي السابق لورينس كان مثل الببغاء الجبان الذي يكرر ماأفعله للايدي سيليستيا)

( آآه .. لنوضح الامر.. أنتِ تريدين مساعد شخصي , أو على الأقل يكون كذلك في حضور والدتك .. لكن بالنسبة لكِ يكون مساندك الشخصي ؟ )

إبتسمت مجددا لكن بتوتر شديد ( تماما )

( هذه وظيفتين ياأنسة )

رفعت كتفيها غير مبالية ( لاأهتم مادمت ستكون وفيا لي )

( حسنا .. لا مشكلة ) حين وافقت الان كان ذلك من أجل ماكنزي , لاضرر ان أتحمل هذه الصفراء لبضعة أشهر ..ثم انا لن أجد مبلغ أفضل

( آآآآآآآه شكرا شكرا ..والأن أنت لن تكون النادل بعد الان ، فلقبك الجديد هو مساعد تاماني فيفر الشخصي)

وقفت بهدوء وإنحنيت لها قائلا ( إسترخي ياميمي)

بسرعة عادت لتكون الشقراء المتغطرسة وترفع رأسها في السماء متفاخرة بنفسها ( أآآجل بمايخص ذلك .. أنا مازلت أنا وأنت مازلت أنتَ ,وأنا أحترم الحدود كثيرا ..وسأقدر لك ان تحترم حدودكَ)

فوجهت لها نظرة باردة ورحت أسير بمفردي ..لأسمع بعد ثواني طقطقة كعبها وهي تحاول اللحاق بي وبين لحظة وأخرى توقفت ونادتني بكره ( أيها المساعد الشخصي ربما عليا أن أضيف شرط جديد .. أنت لن تمشي إلا حين أكون بجانبك , ولاتغادر حتى أسمح لك بذلكَ )

عدت إليها ونظرت مباشرة لعيونها الزرقاوين الباردتين
( ماذا تريدين الأن جلالتكِ ؟ )

(سنذهب للمنزل ! )

وحين قالت هذا توقفت أمامنا سيارة فضية طويلة وهي إلتفت لي هامسة ( لاتثق بأحد في فيلا فيفر..جميعهم جواسيس والدتي)

نزل السائق الذي كان يبدو مثل رجال المباحث وكان سيفتح لها الباب لكنها سبقته , فتحت الباب بهمجية كأنها تملك ضغينة معه ثم صعدت وجلست ..وأنا فقط بقيت أقف هناك أنظر للسيارة الفخمة ,لم أفكر ولاحتى بأحلامي أن أجلس بسيارة كهذه

( أنا أتمنى من قلبي أن تصعد أيها المساعد الشخصي ! )
بدأت تسخر فصعدت وهي من عصبيتها مدت ذراعها وأغلقت الباب مكاني وكانت ستكسره

( إلى المنزل من فضلكَ )

( إذن أنسة فيفر .. هلا أعطيتني التوقيت ؟ )

وهي فقط إلتفتت لي كأنني قطعت عليها تفكيرها بشيئ مهم وقالت مقطبة جبينها بسخرية

( أنت ستعمل بدوام كامل ..والمفيد حين أناديك عليك تأتي في غضون دقيقة)

( المعذرة .. هل قلت للتو أنني سأعمل بدوام كامل ؟)

( هل لديك مانع ؟ )

( صفراء مزعجة ! ) قلت ذلك همسا وهي فقط فرقعت أصابع يدها مرددة بعصبية

(لقد سمعت ذلكَ )

أنا مستغرب إن كنت سأنجح في هذه الوظيفة

( آه صحيح ..اللورد جوردن , إنه من أهم سكان هذه الفيلا , عامله جيداً )

وصلنا للمنزل الكبير وأنا أفكر في اللورد جوردن ..يملكون لورد في عائلتهم ؟,السيارة توقفت وأنا شعرت بتخدر في قدماي .. هي نزلت وضربت الباب بكل ماأتيت من قوة حتى هز السائق رأسه بيأس
حين صرت داخل فيلا فيفر شعرت حقا كم أنا فقير ..ولم يخطر أحد ببالي هذه اللحظة سوى أمي كانت أمنيتي بعد شفاء أختي أن اصلح منزلي واشتري لأمي غسالة ملابس وفرن جديد وطاولة أكبر , أن أمنحها مكان جميل لتعيش فيه , لكن بعض الأمنيات لا تحقق سوى بعقولنا ..حين نظرت لامامي لم أجد الصفراء .. وقفت حيث أنا ورحت أنظر في جميع الإتجاهات وهي فقط إختفت كأن الارض إنشقت وإبتلعتها .. كم هذه الفيلا كبيرة وفيها ممرات مختلفة ..ممتلئة بالإكسسوارات وطابعها حديث مع بعض اللمسات القديمة

( أووه أنت هنا ! ) دحرجت عيني مباشرة للوالدة فوقفت بإستقامة
( لقد توقعت أنك ستصل الأن ..إلحقني إلى المكتب ) كانت تسير كأنها في العشرين من عمرها حتى وصلت غرفة المكتب فدخلت وتركت الباب مفتوح وحين دخلت وجدتها جالسة خلف المكتب فنظرت مباشرة لعينيها وكذلك هي

( كما تعرف نحن عائلة معروفة ..وصيتنا كبير كذلكَ، وكما قلت أنت يوجد الكثير من الباباراتزي المهوسيين بنا في الخارج, قد تظن أن إبنتي كبيرة على مساعد شخصي , لكن الوقت لم يحن بعد لأعتمد عليها وأطلقها للعالم .. إسمعني جيدا فماسأقوله مهم .. تاماني ليست كبقية أبنائي هي فتاة ماكرة ومراوغة ..تاماني أيضا حمقاء وأنا أخشى أن تورط نفسها في أمور تجلب لي الصداع لذلك أنا أريدك أن تكون عيني وأذني ..وتكون كظلها ..فهل يمكنني الإعتماد عليك ؟ )

فكرت بماقالته للتو عن إبنتها ووجدته غريب ..
( سأكون عند حسن ظنك سيدتي )

اكره ان أكذب على الناس في هذه الحالة ..

( مرحبا بك في الوظيفة يا .... )

( أليكساندر )

( ياأليكساندر .. لا تثق بتاماني مهما حدث ، لا تتردد بإخباري بكل شيئ تفعله )

( حسنا سيدتي )

ماهذا ياإلهي الوالدة تطلب مني أن لا أثق بإبنتها والإبنة تطلب مني أن لا أثق بأحد هنا

مشيت وانا لاأعرف أين وجهتي ..لكن أتمنى أن اصادف الصفراء ..ماهذه المتااهات

( أيها الخادم ! )

إلتفت فلم اجد أحد .. ماذا هل يقيم الأشباح هنا أيضاً ؟

( هل أنت هنا بمكان لورينس ؟ )

الصوت صدر من الاسفل..أخفضت عيني لارى فتاة صغيرة .. ضئيلة الحجم ,وجهها وكل جزء ظاهر من جسدها ممتلأ بالنمش, ووجهها يبدو كأنه وجه سيريالي فحاجبيها ورموشها كانا صفراوين جدا لدرجة أنهما لا يظهران من بعيد سوى دائرتين زرقاوين مشعتين ..هي تحمل قط أبيض سمين وكانت تربت عليه ..وماميزيته هو شعرها الأشقر الكثيف , وهو مسترسل على كتفيهاَ

( أنا مساعد الانسة فيفر الشخصي الجديد )

شعرت كأنني احمق وأنا أكرر هذه الجملة وهي فقط أومأت وتقدمت خطوة مني قائلة بصراحة
( أفضل لورينسْ لكنك قد تفي بالغرض أيها الخادم .. اللورد جوردن جائعْ، خذه وأطعمه)

وأعطتني قطها فامسكته بذهول هامسا

( لن أصدقكِ) وهي نظرت لي مطولا حتى شعرت بعدم الراحة

( خذه لغرفته بعد ذلك) وذهبت ..ياإلهي هل يقطن هنا أشباح على هيئة أطفال ..كهذه التي تحدثت لي للتو وأنت يالورد جوردن ,ظننتك رجل .. ظننتك جدهم.. ثم ألا تستطيع الذهاب وإطعام نفسك كبقية القطط
انت قط كسول لاعجب أنك إكتسبت وزنا زائدا ..

( أنتَ ..كنت أبحث عنك في كل مكان ) لكم سعدت بظهور الأنسة فيفر فجأة وحين رأتني أحمل القط من خلفية عنقه أصدرت صوتا عميقا وحملته بسرعة بحماية

( لايمكنك ان تحمل اللورد جوردن فيفر كانه مجرد قط متشرد .. ) قالت بصرامة ثم إقتربت مني لتهمس
( إحمله بعناية وحافظ عليه أكثر من حياتك ،أخبرتك بهذا سابقاً )

شدتني من ذراعي وسحبتني معها ثم راحت تتحدث بصوت منخفض : ( أرى أنك قابلت بالفعل أختي الصغرى كارلا )

( إذن هي حقيقية .. ظننتها شبح ) فكرت بصوت عالي فحملقت فيا بقوة وأكملت كلامها

( أنا أحذرك من كارلا , إفعل كل ماتطلبه منكَ بدون نقاش , ولا تعطها أي سبب لكي تشكوك لوالدتي .. وإن إستطعت أن تغير طريقكَ فلاتفكر مرتين )

دخلنا المطبخ حيث كانت الرائحة شهية جداً، يوجد إمرأتان .. حيث تقدمت لي إحداهما وأخذت القط لتطعمه وكانت هناك إمرأة ترتدي اللباس الهندي .. ظلت تبتسم نحوي ثم تقدمت ومدت يدها لتصافحني : ( أليكساندر )

( أجل .. إنه هو بالذات ) ألقيت نظرة على الصفراء لاجدها تأكل بهمجية رقائق البطاطا وفمها كان ممتلأ بحيث أسقطت البعض منها على الأرض وهي الأان تصدر أصوات مزعجة

( أنا فارونا أنجالي نيلاكشي يـيتيكا فيفر )
قدمت لي الهندية نفسها بلحن هندي سريع

قالت الصفراء بلغة غير مفهومة قليلا وهي ماتزال تمضع رقائق البطاطا ( هي زوجة أخي جون)

أومات الهندية التي بدت لي خفيفة الظل : (يمكنك أن تناديني فاني )

( فاني أحسن )

( بفضل تاماني صار إسمي قصير ..فهي سألتني أول مرة حين سمعته إن كان أبي قد أخطأ ودون عنوان منزلي .. ثم قررت أن تناديني بفاني حيث أخذت أول حرف من كل إسم)

( حسنا .. لقد شبع اللورد جوردن , سنأخذه الان لغرفته ) حملت القط وتوجهت مجددا عبر تلك الاروقة حتى وصلت لغرفة معلقة عليها لافتة ذهبية مكتوب عليها اللورد جوردن ..وفتحت الباب لأجد غرفة كاملة مجهزة لهذا القط السمين المحظوظ وضعته على السرير وخرجت بهدوء

إنها تسير وتتجاهلني وأنا سررت لأنها صامتة

ورحت اتفرج على المنزل حتى وصلنا للطابق الثالث , وهذا الطابق كان أقرب لعلية واسعة جدرانها عبارة عن لوحات جميلة
فتحت باب غرفتها ودخلت بعصبية فبقيت اقف في الرواق

( لماذا لا تدخل ؟ ) رفعت صوتها من الداخل

(لا أجدها فكرة جيدة ياأنسة )

(أنا لن أجري محادثة معك في الرواق )
دخلت بتردد لأجد غرفة واسعة

( لعلك تحدثت مع والدتي أيضا ..)

(أجل ..لقد فعلت )

تجمدت وفتحت عيونها بخوف ( إن كان هنام شيئ مهم يجب أن تعرفه عن اللايدي سيليستيا فهو أنها تستطيع ان تشم الكذب ,لذا أريدك أن تتجنب أن لا تكذب عليها أبداً ..لاتفكر حتى بذلك)

( أه حقا ؟ أنت حتما تمزحين أيتها الصفراء ؟ ..الكذب.. ألم تكن هذه خطتنا ؟ )

( أنا لا أمزح معك .. الشيئ الوحيد الذي ينجح مع اللايدي سيليستيا هو تزييف الحقيقة )

(أه ؟ ) رحت أجول بعيني في غرفتها وأراقب أغراضها المتناثرة بينما شرحت لي وهي تشبك ذراعيها لصدرها بغيظ : ( أخبرها الحقيقة دائما ..لكن زيف الاجزاء التي قد تشكل خطرا على بقائي فردا من هذه العائلة )

( مهلا ماذا ؟ )

راحت تتكلم فأسكتها حين أشرت لحذائها الاصفر غير مصدق ( هل ذلك هو نفسه حذاء لويس فيتون الذي إتهمتني بإفساده ذلك اليوم ؟ )

ترددت قبل أن تجرأ وتقول( أجل هو بالذت ..هل لديك مشكلة ؟ )

أنا أنظر للحذاء ملقى بإهمال تحت حقيبة وقد تغير شكله من الضغط .. من الواضح انها لا تهتم بامر الحذاء

( لقد تأخر الوقت ..ستنام في الغرفة التي تقابلني , ستكون غرفتك من الأن فصاعدا ,وإن أردت شيئا يمكنك أن تطلبه من الخادمة .. وهاهو جدولي اليومي )

( حسنا ..ليلة سعيدة )

أوقفتني قبل أن أخرج وقالت وهي تتثائب بنبرة لطيفة : ( أليكساندر ..حين أخبرتك منذ قليل أن لا تثق بأحد في المنزل ..لم أقصد فاني , يمكنك أن تثق بها)

ثم قلبت عينيها فجأة بإستياء وضربت الباب بقوة حتى تزعزعت الجدران
ياربي أعطني الصبر لأتحمل هذه الفتاة العجيبة



اوديفالا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.