آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-21, 09:13 PM   #261

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


وقفت سمر على أعتاب الغرفة المجاورة لحجرة نومها و التي لم تدخلها قط منذ جاءت إلى هنا، تحدق في بابها الموارب الذي يوجد خلفه ابن عمها وتدنو إلى سمعها نغمات القصيدة المغناة( أنا العاشق لعينيك..)تلك القصيدة التي كانت في استقبالها أيضا يوم زفافها حين قام عمران بتشغيلها في السيارة..
عند تلك الخاطرة ابتسمت وأحست بنبضات قلبها تستعيد هذا اليوم بفستانها الأبيض، أسبلت اهدابها وكلمات ندى هي الأخرى تغزو مخيلتها عن تقبلها لامرأة أخرى في حياة عمران والعودة أدراجها…
اختنق قلبها وكأن الهواء نفذ من صدرها، أمسكت بأحد يديها على مقبض الباب والأخرى تقلصت حول دمعة سلسالها تبحث في عقلها عن إجابة لما قالته ندى ولكن كأن الكلمات نفذت من رأسها، احتبست انفاسها وهمست بخفوت:
"ماذا أقول لكِ ندى أيقظتِ أفكار كنت أتناسها"
زفرت ببطء وكلمات القصيدة تعيدها لأرض الواقع..(وضمد جرحي الدامي مني اليك فأخذني وشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملني)
سحبت نفسا عميقا وزفرته ببطء ثم دقت على الباب قبل أن تدخل للغرفة وكان أول ما قابلها رائحة الكتب العتيقة المختلطة بعطر ابن عمها ورائحة قهوته التي يتصاعد بخارها حيث تقبع أمامه على المنضدة بينما هو يجلس يضع ساق فوق الأخرى على الأريكة الوثيرة بلونها البني الداكن يقرأ كتاب ما! وخلفه مكتبة تحتل الحائط كاملا والحائط المجاور له وقد اكتظت بالكتب.
رفع عمران لها رأسه يرد سلامها الخجول وهي تدلف للداخل ببسمته وترحابه مشيرا للأريكة حيث يجلس لتقعد هي الأخرى.
جلست على الطرف الآخر للأريكة بينما عينيها تدور في الغرفة بإعجاب يبدو جليا لعمران..
تأملها للحظة بوجهها الذي خلا من مساحيق التجميل وضفيرتها العريضة خلف ظهرها؛ جميلة ببرائتها هذا ما جال في خاطره قبل أن يسألها بهدوء:
لماذا لم تنامي إلى الآن!؟"
هزت كتفيها بعلامة لا تعرف وتهربت من النظر في عينيه واحساس يجتاحها بأنه يقرأ ما تفكر فيه، تخاف أن يشعر بحيرتها التي كانت إثر كلام ندى والتي جعلت النوم يجافيها فنظرت للنافذة وقالت في محاولة لإخفاء ذلك:
" هنا كل النوافذ تطل على الحديقة ومنها على الأرض عكس منزل علي!"
شعر بها تتهرب من النظر في وجهه فعقد حاجبيه في دهشة ثم ما لبثت أن ارتخت ملامحه يترك الامور كما تؤول له وترك كتابه وهو يرد ببطء:
" لم تعجبك؟! "
رفعت ساقيها على الأريكة؛ طوتهما أسفلها ثم التفتت له بكامل جسدها وقالت ببسمة:
" هنا أشعر بالحياة يا عمران وكأن الزهور والأشجار التي بالخارج تنعش المكان هنا"
زفر براحة وانحنى يأخذ قهوته يرتشف منها القليل يداري خلفها تأثره من كلماتها حين قالت هي بينما انجذبت عينيها للكتاب:
" تحب الشعر!"
ابتسم وتبادل النظرات بينها وبين الكتاب وأجابها بنعم فردت ببساطة:
" لم أكن أعرف!"
أرخى أهدابه ورد داخله ( للأسف لا تعرفين عني شيء يا سمر!"
أعادته من شروده حين استطردت ونغمات القصيدة تدنو لسمعها عبر الجرامافون الموجود على منضدة صغيرة في الزاوية التي توجد بين حائطي المكتبة:
"تحب تلك الانشودة!"
أومأ برأسه موافقا على ما قالت فأضافت هي ببسمة واسعة :
" أنا أيضا أحبها كثيرا"
ضيق عينيه يسمعها في اهتمام أما هي فاكملت بحماس عفوي:
" حين سمعتها بالسيارة يوم زفافنا أحسست وكأنها تستقبلني"
هنا شعر بدقات قلبه تقرع داخل صدره مزغردة محتفلة بشيء جمع بينهما، ربما هو أمر بسيط لكنه نصر له! وكلمة زفافنا كانت كعناق منها له .
قال بعد تنهيدة خافتة :
"انا احب تلك الأنشودة وعامة أعشق القصائد المغناة"
ثم نظر للكتاب الذي كان يقرأه واستطرد:
" ولدي هذه القصائد ايضا مغناة"
أشار للمكتبة لرفا ما متابعا:
" وهنا الجزء الخاص بالأسطوانات، وفيه كل ما بالكتاب من قصائد مغناة"
وقفت من مكانها بلهفة وسارت تجاه المكتبة تلمس كتبها بحنو كأنها الورد تخاف عليه بينما هو يتابعها بحب لم يداريه حيث لا تراه، التفتت له بغتة فأرخى أجفانه يرتشف القهوة التي بردت بينما يسمعها تقول:
" متى يسافر علي وندى!"
أجابها بهدوء:
" نهاية الأسبوع واليوم ذهبا لاستكمال الأوراق وبالتأكيد الآن هم في زيارة لعمي كما قال لي علي!"
عبست ملامحها وتركت كتاب كانت قد أمسكته ثم توجهت صوبه لتجلس في مكانها مرة أخرى وهمست:
" اشتقت لأبي عمران!"
ابتسم لها ووضع الفنجان على المنضدة ثم أردف :
" وأنا أيضا"
صمت لحظة ثم تابع:
" ما رأيك لو زرناه بعد سفر علي!"
اتسعت حدقتاها فرحة وقالت" حقا!"
أومأ بإيجاب يرى وجهها المبتسم ..
ثم وقف فجأة كأنه تذكر شيء، رفعت نظرها له بتساؤل فمد يده يلتقط كفها من على حجرها، حملقت في يديهما المتعانقة بينما هو قال ببسمته الرجولية :
" هيا هل سأظل أنتظر!؟"
وقفت ولا زالت على دهشتها بينما هو جذبها لتمشي معه، سارت خلفه لا تجاري خطواته الواسعة لولا يده التي لا زالت تقبض على كفها..
واخيرا توقف في أحد اركان الحديقة تاركا كفها الذي برد فجأة تضمه لصدرها وتحدق في ظهر ابن عمها حيث تركها وذهب لمكان ما بالحديقة،عاد بذات الخطوات السريعة التي ذهب بها وقد أضاء ضوء الحديقة و في يده اصيص به نبتة صغيرة بلون أبيض ناصع!..وكان هذا كفيلا لترمش باهدابها تتساءل فقال يرد على تعجبها:
" تلك الزهرة هدية للطفلة التي حكيتي لي عنها!"
ارتجف قلبها تحملق فيه بعدم استيعاب، عمران لم ينس ما قصته عن تلك الطفلة؛ يهتم، يهدي، يحنو .. ابن عمها، رفرفت أهدابها وهي تتبادل النظرات بين وجه عمران والنبتة في يده وشيء واحد يجول في خاطرها؛" عمران ليس ابن عمها فقط بل أبيها الثاني في حنانه"
سمعته ينادي باسمها يعيدها من أفكارها فهمست متلعثمة فيما تتلاعب بضفيرتها المرتاحة على أحد كتفيها:
" لكن الطفلة لم تعد هنا يا عمران"
ابتسم لها داعما وأجابها:
" لكن القاصة هنا!"
عقدت حاجبيها بتساؤل صامت فأجاب موضحا:
" ألم تحكي لي تلك القصة إذن فالزهرة هدية لكِ.."
ابتلعت ريقها ولم تستطع مداراة فرحتها بينما تراه ينزل على ركبتيه بعدما أنهى كلامه، لأول مرة لا يكترث بثيابه التي التصقت بأرض الحديقة، رفع وجهه الأسمر الذي يشرق مع ضوء الحديقة وقال لها:
" اجلسي فأنتِ من سيزرعها!"
نزلت على ركبتيها وهمست مرتبكة تنظر للنبتة بخوف:
" لكنني لا أعرف!"
أجابها بدفء:
" لا بأس سوف أعلمك.."
صمت لحظة ثم نظر في عمق عينيها وقال بذات النبرة الدافئة:
" أنا هنا سمر لذا لا تقلقي من شيء سأساعدك!"
بللت شفتيها بلسانها تحدق في يديه القابضة على الاصيص وتلك الطفلة الصغيرة الباكية تترائى أمام مخيلتها، حائرة تدور بعينها باحثة عن من يساعدها فتجد الكل مشغول عنها، عنادها الذي يسبقها أجبرها أن لا تطلب من أحد خوفا أن يردوها خائبة، نفضت كل هذا وعاشت جمال اللحظة وتمتمت بينما تمد يديها المرتجفة كي تأخذها:
" علمني إذن !"
كانت تستمع لما يقول فتنفذ بينما يديه ترافقها في كل ما تفعل، خطوة بخطوة، همست بشرود وهي تنهي زرعتها:
" لكن الزهر قد يقتلعه الهواء يا عمران"
تأمل وجهها المنحني للزهرة وأجابها:
" لا تخافي هناك زهر يعيش طوال العام ليس فقط بالربيع وأنا اخترته لكِ يا سمر!"
رفعت رأسها له وردت ببسمة ممتنة ولسانها يعجز عن الرد بينما هو تابع يحاول أن لا يغرق في ملامحها التي تعيدة لتلك الطفلة الصغيرة، ابنة عمه الحبيبة ذات الضفيرتين وهمس متابعا:
"وسوف أعلمك أيضا كيف تعتني بها كي تزهر"
نفض يديه من التراب وهي كذلك قبل أن يقفا معا!، ينظرا لما صنعت أيديهم معا!؛ البذرة التي ستنمو تحت ناظريهما!.
قال عمران بينما يرى تهلل أساريرها:
" لو كانت تلك الطفلة طلبت حينها لم يكن ليردها أحد يا سمر!"
نظرت لعينيه اللتين تشبهان عينيها ثم أردفت بتمهل:
" كانت تخاف العودة خائبة يا ابن عمي!"
همس داخله ( لم أكن لأسمح بهذا ابدا)
هز رأسه نافيا وقال:
" لم تجرب إذن لما أصدرت الحكم قبل أن تطلب!"
همست تتعلق بالزهرة الصغيرة:
" لم يكن إصدار حكم بقدر ما كان خوف من الألم !!"
ضغط على أسنانه يشعر بهم يصطكوا ثم تنهد يستعيد بسمته التي يخصها لها وقال:
" الآن أخبريها بأن لا أحد يرد من يحب!"
عينيها غامت بدمع لم يغادرها وانفرجت شفتيها تهم أن تنطق لكن كل الكلمات هربت منها وبقى فقط تعلقها بوجه عمران هو ما تستطيع فعله!.
تابع مرتبكا رغم محاولته أن تصبح نبرته ثابتة:
" عليكِ إذن أن تحكي كثيرا لي عن تلك الطفلة"
ضحكت بخفوت واختفى الدمع ثم جلست مكانها مرة أخرى قرب الزهرة، قربت كفيها منها كأنها ستعانقها ثم قالت:
" ربما شعرت بالملل حينها"
نزل هو الآخر على ركبتيه وحاوط كفيها يحاكيها عناقها للزهرة فتبادلت النظرات بين كفيه المحتضنين يديها وعينيه اللتين تنظران لها بنظرة تحاول فهمهما دون جدوى في حين قال هو بكل يقين:
" جربي يا سمر واحكي لي عنها كثيرا وكلي صاغيا لكِ"
يتبع 💜

nile flower and noor elhuda like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-21, 09:16 PM   #262

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

في حديقة الفيلا الخاصة به ترجل من سيارته وتوجه ببطء تجاه الباب الرئيسي، فتح الباب ودخل بهو الفيلا، دارت عينيه في المكان يشعر بالخواء، الألم ، الضيق من كل شيء.
مسح وجهه بعنف ثم خلع سترته ووضعها على كتفه، صعد درجات السلم المؤدية للطابق الثاني بثقل ككل ما يحمله داخله.
وتوقفت خطواته بمنتصف غرفته التي لا يعلم متى دخلها، ربما منذ لحظات وربما للتو، هو لا يدري!؛ عينيه تدور في دائرة مغلقة وإحساس الهزيمة يتوغل في أوصاله فلقد وقع في مصيدة أفكاره السوداوية.
سحب نفسا عميقا وحبسه فترة في صدره ونسى أن يزفره… اختنق الهواء في جنباته يرتطم في داخله يبحث عن منفذ للخروج ، سعل بقوة يطرد أنفاسه الحبيسة والتي كانت معبقة برائحة غريبة لم يعتدها..
عقد حاجبيه يتسائل ما تلك الرائحة!؟ قبل أن يلتفت لسترته المرتاحة على كتفه، أخذها وقربها من أنفه وتنشقها ببطء يكتشف رائحة عطر هالة الصاخب الذي التصق بملابسه..
أبعد السترة عن أنفه بقرف والقى بها على السرير ثم تنشق باقي ملابسه ويديه ليجد عطرها كالسم توغل بكل شيء فيه يكاد يقتله.
خلع عنه ملابسه في عنف وتوجه إلى حمام الغرفة.
تحت المرش ظل واقفا يستقبل رذاذ الماء يتمنى لو غسل روحه قبل جسده،يحس بجسده أصاب بالحمى فحول الماء للبارد ربما أزال سخونته، ارتعش للحظة وتلك الحرارة بجسده تزيد ليدرك بأن السم ينتشر بسرعة وان برودة الماء لن تفيده، أغمض عينيه بألم وهذا الاختناق يتوغل في حناياه، طعم تلك القبلة مُر كالعلقم، مسح شفتيه بقسوة يحاول محو أثرها ولكنه لم يفلح، استند على الحائط بكفيه وأنفاسه تزداد صخبا وحنقا؛ فهذا المرار لا يزول والألم ينتشر والجسد يتوجع.
أغلق المرش ومد يده بثقل يأخذ المنشفة ولفها حول خصره، توجه إلى الحوض واتكأ بيديه على حافته لتقابله في المرآة صورة تشبهه، هز رأسه بحدة يرفض هذا الذي يقهقه أمامه، يخرج له لسانه ويخبره؛ انتصرت عليك، انحنى وفتح الحنفية يغمر وجهه بالماء ووضع رأسه أسفلها عله يستفيق ويزيح هذا الصوت الذي يقهقه في عقله لكن وكأنه يبحث في قلب الصحراء عن ماء فأين المفر؟.
أدار وجهه عن المرآة، وبخطوات بطيئة خرج من الحمام والتقت عينيه للوهلة الأولى على السرير بتلك الملابس التي تقبع عليه ، حدق فيها مليا والشرر يتطاير من مقلتيه، تلك الملابس تحمل سُمها وهذا السم لن يظل في بيته ولن يصبح ضمن مقتنياته، لن يختلط بمحتويات بيته أبدا… أبدا.. توجه لها بخطوات غاضبة ككل شيء فيه وكورها بين يديه ينظر حوله بتساؤل أين يضعها!؟، عيناه حدقت بالشرفة المطلة على الحديقة فسار تجاهها لكن تباطأت خطواته وهمس بألم:
" تلقي السم على زهر الحديقة يا أحمد!"
آهة عالية فلتت من بين شفتيه شقت صدره حتى أحس به يتمزق!..
تنهد بعمق يستعيد الهدوء الذي افتقده ثم التفت من وقفته وتوجه للحمام مرة أخرى وألقى بها في سلة المهملات!.
لكن هذا الصوت عاد يقهقه داخله ويصرخ به قائلا بسخرية:
" وهل إن رميتها ستنسى ما فعلت!؟"
دار حول نفسه يشعر بهذا الصوت يكاد يصم أذانه، ثم توقف أمام مرآة غرفته استند على الطاولة بتعب يقابله انعكاس وجهه لكن كان متهكما وسأله بصوت ساخر:
" من الذي تعاقبه!؛ أمك التي تركتك لأجل رجل آخر!؛ أم سمر التي باعتك لأجل صديق عمرك! "
(سمر) قالها أحمد يرخي عينيه وشريط ذكرياته معها يمر ببطء كفيلم سينمائي ممل!
ابتلع ريقه وصوت انعكاسه في المرآة يصم أذنيه:
" هل احببتها؟!"
رفع رأسه يواجهه وهز رأسه نافيا ثم أجاب بخفوت يرخي أهدابه:
" لم أحبها هذا الحب الذي يخفق له القلب لكن وقتها كان احترام ولم يزد على ذلك، أردتها من عالم غير عالمي،من وسط مختلف عن الذي عشت فيه!؛ أتيت بها من مكان آخر عن الذي عاشت فيه أمي!"
صرخ به انعكاسه:
" ولماذا لم تقربها منك كي تصبح جزء من حياتك!؟"
اختنق صوته ورد بألم:
" كنا أنا وهي عالمين مختلفين بكل شيء لا يجمعهما سوى حلقة ارتداها كلانا في اصبعه السبابة"
سأله بصوت جهوري:
"تبرئها!"
صدح صوت أحمد يرد بقسوة:
"لن أبرئها ما حييت"
ثم أشار لصدره وتابع مخنوقا:
'لقد رغبت بها لترميم هذا الصدع في روحي فأكملت هي على الباقي منه"
أغمض عينيه يعتصرها ثم فتحهما ببطء وأضاف :
" لكني أذكر نفسي بالبداية الخطأ"
أرخى أهدابه وهمس" وها أنا أكمل ما بدأت"
مسح المرآة بيده كأنه سوف يمسح هذا الانعكاس الذي يقابله ويسخر منه والذي قال له بصوت أجش :
" تمنيت عقابهم يا باش مهندس لأجل رجولتك الذبيحة لكنك قتلت نفسك"
صرخ أحمد عاليا( اصمت) واعتدل في وقفته يرى ويسمع ضحكة انعكاسه المستهزئة منه، ضغط بقوة على عنقه من الخلف يحاول ضبط انفعالاته التي تتحرر منه معلنة فك قيدها، مسد ذقنه في عنف وزفر عاليا وتلك القهقهات تدوي في جنبات الغرفة كسكاكين ترشق بكل جسده فيدميه، التقط زجاجة عطره ونظر لنفسه وهتف(انتهى) وبكل قوته كانت ترتطم في المرآة، فتناثر الزجاج حوله كروحه التي يراها شظايا بكل مكان، نظر لنفسه فيما تبقى من الزجاج المعلق وقال بهمس يرافق بسمته المتهكمة!:
" مرحبا بك أحمد رمزي في الجحيم"
★★★
انتهى الفصل 💜 قراءة ممتعة ويسعدني رأيكن 🌷💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-21, 10:31 PM   #263

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 10 والزوار 30)
‏آمال يسري, ‏امنه ح, ‏zaak, ‏Moon roro, ‏زهرة الكركديه, ‏أووركيدا, ‏أم محمد حنقه, ‏اهوا, ‏ولاء مطاوع, ‏وجدان1417
💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-06-21, 09:23 PM   #264

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك حبيبتي 😍

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-21, 10:31 PM   #265

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر
"سأكون لكِ كل الناس ساحرتي فقط افتحي باب قلبك وحدثيني"
خال ونورا.. وبداية جديدة تكتب بانامل الصداقة والتفاهم واللطف من ناحية خالد الحنون، الرومانسي والمتفاهم.. بطلى المفضل من بين كل الشخصيات لا اعلم لماذا ولكن اشعر بحنانه ينبض بين سطور مشاهده.. عاشق حتى الثمالة ينتظر بصبر حبيبته ان تخطو خطواتها اليه بإرادتها.. فيأخذها لعالمه لفيلته المبهرة بكل تفاصيلها والتى تحمل بصمات ورونق امه بين ارجائها وكم عشق امه من حديثه عنها وتحببه فيها😍😍😍😍

🌺قالت ولا زالت عينيها تحدق في الإطار الكبير :
" تلك السيدة التي تتوسط الصورة"
ابتسم بشحوب ولاح الحزن على ملامحه وصوته وهو يرد" أمي"
همست نورا" جميلة"
رد بوجع جعلها تلتفت له بوجهها:
" كانت جميلة"
ماض؛ كلماته تدل على ذلك هذا ما فكرت به وهي تستدير له بجسدها تشاطره ملامحها الوجع ولا تدري كيف تزيل هذا الألم الذي ظهر على وجهه فهمست باعتذار لكنه رسم ابتسامة لأجل الواقفة أمامه وقد أوجعه هالة الحزن التي ارتسمت عليها فهمس قائلا وهو يشير لقلبه:
" تعيش هنا"🌺

يحاول ان يجذب نورا الى ذاته المتمثلة بغرفة نومه فيسألها ان تغيرها على ذوقا هي لا احد أخر مقرا ان اى ما ستفعله بها او تغيره سيعجبه لا محاله..
🌺ما سر لمحة الحزن في صوتك وعينيك؛ عينيك التي أخبرتني بالكثير لكنها كلمات مشفرة فأعطني مفتاحها!🌺

هو الدافئ الحنون كنسخة تانية من جلال اخيها فهل يكون ذلك السبب ليعجل حديثهما دوما يسيل بسلاسة وتلقائية بينهما.. في كل مرة يتلاقي الاثنان يخطوان درجه في طريق التلاقي واصبح من الواضح جدا ان نورا في النهاية ستكون من نصيب جلال لا احمد..
حتى والدتها لاحظت من الوهلة الاولى ان نظرات احمد وخالد لنورا لا تتماثل ابدا ولا اهتمام كلاهما بها يتشابه فخالد يشع من مقلتيه الحب لنورا رغم جهده الظاهر ليخفيه في حضرة امها واخيها وماجده علمت من البداية ان ابنتها فسرت اهتمام احمد. بها بصورة عكسيه فهو لم يراها يوما سوى كاخت له وفرد من عائلته.. فزهرتها الأن تتفتح بوجود خالد الى جوارها ومرحها بدا يعود لسابق عهدها مرحبة بتواجد خالد بينهم وموافقة ان يأخذ مكانا بقلب امها وكأنها تهديه عطية تواسيه عن فقده لأمه الغالية..
🌺كان خالد يتابعهم ببسمة لم يداريها، علاقة نورا وجلال تشبهه وسارة، كما اخبرته نورا هناك شبه ما بينهم!.
قطع استرسال أفكاره صوت ماجدة وهي تضم ابنتها لصدرها برفق قائلة:
" قلبي يسعكم جميعا نورا"
رفعت الأخيرة رأسها تنظر لأمها بعتاب مصطنع وقالت:
هكذا دون تعب منهم أمي!"
هتف جلال بها بينما يستند على ظهر الكرسي:
" ما تلك الطفولة نورا!؛ هل تريدي مني المنافسة على قلب أمي!"
تنهد خالد بخفوت واستند بذراعيه على ساقيه وإحساس الحنين لأمه راوده كطفل صغير يشتاق لضمها له، تهرب بعينيه من النظر في عيونهم إلى أن سمع صوت نورا تقول:
" أوافق أن يشاركني خالد بك قلب أمي"🌺

❤(وضمد جرحي الدامي مني اليك فأخذني وشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملني)❤

وهذا بالضبط حال سمر وعمران..الاثنان ينضجان معا بمشاعرهما اتجاه بعضهما..سمر تتغير لاحل ارضاء عمران..وعمران يتعرف على سمر الحقيقة بماضيها وحاضرها وعلاتها وافكارها..يبذل قصارى جهده كى يعطيها الامان بحضرته..كي يعطى افكارها وظنونها الامان لتطفو فوق السطح ويتحرك لسانها بها له..اليوم جاء لها بنبته لتزرعها من جديد بديلة عن تلك التى خسرتها بطفولتها مشجعا اياها ان تتمسك بها وترعها تحت توجيهاته واشرافه كي تنبت زهرا لها وحدها
🌺"وسوف أعلمك أيضا كيف تعتني بها كي تزهر"
نفض يديه من التراب وهي كذلك قبل أن يقفا معا!، ينظرا لما صنعت أيديهم معا!؛ البذرة التي ستنمو تحت ناظريهما!.
قال عمران بينما يرى تهلل أساريرها:
" لو كانت تلك الطفلة طلبت حينها لم يكن ليردها أحد يا سمر!"
نظرت لعينيه اللتين تشبهان عينيها ثم أردفت بتمهل:
" كانت تخاف العودة خائبة يا ابن عمي!"
همس داخله ( لم أكن لأسمح بهذا ابدا)
هز رأسه نافيا وقال:
" لم تجرب إذن لما أصدرت الحكم قبل أن تطلب!"
همست تتعلق بالزهرة الصغيرة:
" لم يكن إصدار حكم بقدر ما كان خوف من الألم !!"
ضغط على أسنانه يشعر بهم يصطكوا ثم تنهد يستعيد بسمته التي يخصها لها وقال:
" الآن أخبريها بأن لا أحد يرد من يحب!"🌺

احمد 💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
احمد ياعزيزى كنت تعلم منذ البداية بتلك التمثيلة المهترئه التى تحاول هالة جذبك بهاومع ءلك تماشيت معها حتى النهاية واعطيتها ما ارادت على طبق من ذهب، فلا انت عدت الى ذاتك منتصرا ولا انت اشيفت المك بها بالعكس لقد اردت ان تداوى جرح بمعصية فعدت خالى الوفاض تجلدك ذاتك النقيه...
منذ البداية يرى احمد الهالة المزيفة التى تحيط بها سكرتيرته نفسها امامه كى تكسب بها اهتمامه لعله يكون صيدا ثمينا لها.. من اللحظة الاولى التى جلست الى جواره بسيارته وفستانها الملتصق بجسدها يعلوه شالها الاحمر لون الخطيئه وقد علم ما تخطط لها حتى انه لم يخيل عليه انسكاب القهوة فوق قميصه وكانها حادثة غير مدبرة ليرمى خطتها اللعوب بوجهها رافضا ان يصعد معها الى شقتها مفضلا التاخر على اجتماعه والذهاب لشراء قميص جديد من محل لا يليق بمستواه الشرائي حتى لا ينطاع لخطتها الخبيثه (وقد تكون تلك الخطه فاتحة خير له بعد ذلك فهل ياترى قد نجد لبائعة المحل دور بعد ذلك بحياه بطلنا.. لربما 🤔)
🌺أنت جننتِ تسكبين القهوة على ملابسي؟"
جف حلقها وارتجفت الكلمات على شفتيها، تحس بأنامله تكاد تمزق لحمها ووجهه الذي احمر غضبا فيما ترد:
" لم أقصد باش مهندس ولم أنتبه بأن الكوب غير محكم الغلق!"
نظرة ممتعضة كانت رده ثم سحب نفسا عميقا وزفره يلقي بغضبه بعيد عنه يستعيد رباطة جأشه و يترك ذراعها بعنف، نظر لثيابه مطلقا سُبة من بين شفتيه جعلتها تطبق على شفتيها ليس خجلا ولكن تعجبا أن ينطق الباش المهندس شتيمة كتلك....دلكت ذراعها مكان قبضته ثم ابتسمت بمكر تعي بأن خطتها تمشي في طريقها السليم خاصة حين تأكدت بأنه لم يضع بسيارته ملابس بديلة كعادته، لعقت شفتيها بخبث تراه يحملق في ملابسه وينظر لساعته حيث ميعاد العشاء فقالت له بهدوء:
" اعتذر باش مهندس عن هذا الخطأ"
أشاح بوجهه عنها ينظر من نافذة السيارة يزفر بنفاذ صبر قبل أن يسمعها تضيف:
" لو صعدت الآن معي للمنزل سوف انظفها لك ولن نتأخر على العشاء لن يطول الوقت كثيرا صدقني وأصحح ما فعلت!"
آخر كلماتها كانت بنبرة فهمها هو جيدا فالتفت لها يمسد لحيته قبل أن يقول لها بذات النبرة الغاضبة الجامدة:
" هالة ، ضعي حلولك في فمك واصمتي!"🌺
الا انه في النهاية ظن حاله سيشعرها باستحقاره لها مقبلا اياه في عتمة الليل متحديا ألمه من جنس النساء بماضيه وحاضره ليرتكب معصية يستحقر بها ذاته هو لا هى ومعطيا اياها كافة العلل لتظن انها فازت به اخيرا.. ليعود الى بيته يأكله الندم والتقزز من حاله وملابسه التى تحمل عطرها النفاذ مذكرة اياه بفعلته المتسرعة .. ومهما حاولت تفسير ما يشعر به احمد لن يكون كتفسيرك له..
🌺وتوقفت خطواته بمنتصف غرفته التي لا يعلم متى دخلها، ربما منذ لحظات وربما للتو، هو لا يدري!؛ عينيه تدور في دائرة مغلقة وإحساس الهزيمة يتوغل في أوصاله فلقد وقع في مصيدة أفكاره السوداوية.
سحب نفسا عميقا وحبسه فترة في صدره ونسى أن يزفره… اختنق الهواء في جنباته يرتطم في داخله يبحث عن منفذ للخروج ، سعل بقوة يطرد أنفاسه الحبيسة والتي كانت معبقة برائحة غريبة لم يعتدها..
عقد حاجبيه يتسائل ما تلك الرائحة!؟ قبل أن يلتفت لسترته المرتاحة على كتفه، أخذها وقربها من أنفه وتنشقها ببطء يكتشف رائحة عطر هالة الصاخب الذي التصق بملابسه.🌺
فعطرها عليه سم يتوغل فوق جسده ليغوص باعماقه يؤلمه ومهما حاول الاغتسال منه لا يشعر بطهارته
🌺خلع عنه ملابسه في عنف وتوجه إلى حمام الغرفة.
تحت المرش ظل واقفا يستقبل رذاذ الماء يتمنى لو غسل روحه قبل جسده،يحس بجسده أصاب بالحمى فحول الماء للبارد ربما أزال سخونته، ارتعش للحظة وتلك الحرارة بجسده تزيد ليدرك بأن السم ينتشر بسرعة وان برودة الماء لن تفيده، أغمض عينيه بألم وهذا الاختناق يتوغل في حناياه، طعم تلك القبلة مُر كالعلقم، مسح شفتيه بقسوة يحاول محو أثرها ولكنه لم يفلح، استند على الحائط بكفيه وأنفاسه تزداد صخبا وحنقا؛ فهذا المرار لا يزول والألم ينتشر والجسد يتوجع🌺
الا ان خطا احمد وضعه في مواجهة امام نفسه فان كان يلوم سمر على ما فعلته به يوما فهو ايضا مشارك بالجرم.. فهو لم يحب سمر ذلك الحب الذى يخفق له القلب والعقل وانما اردها مختلفه عن عالمه وعن امه حتى لا تفعل به ما فعلته امه بأبيه.. ارادها مطيعه لا اكثر لا تسأل ولا تشاغب ولم يبذل جهدها كى يقربها من ذاته وحياته الحقيقية، لم يكشف امامها يوما اسراره واوجاعه اراد ان يبدوا امامها الرجل المثالى لا اكثر فخسرها..
🌺تمنيت عقابهم يا باش مهندس لأجل رجولتك الذبيحة لكنك قتلت نفسك"
صرخ أحمد عاليا( اصمت) واعتدل في وقفته يرى ويسمع ضحكة انعكاسه المستهزئة منه، ضغط بقوة على عنقه من الخلف يحاول ضبط انفعالاته التي تتحرر منه معلنة فك قيدها، مسد ذقنه في عنف وزفر عاليا وتلك القهقهات تدوي في جنبات الغرفة كسكاكين ترشق بكل جسده فيدميه، التقط زجاجة عطره ونظر لنفسه وهتف(انتهى) وبكل قوته كانت ترتطم في المرآة، فتناثر الزجاج حوله كروحه التي يراها شظايا بكل مكان، نظر لنفسه فيما تبقى من الزجاج المعلق وقال بهمس يرافق بسمته المتهكمة!:
" مرحبا بك أحمد رمزي في الجحيم"🌺
اتوووووووووق توقا للفصل القادم غاليتى ❤❤❤❤❤❤❤

nile flower likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-06-21 الساعة 12:00 AM
أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 17-06-21, 09:06 PM   #266

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أووركيدا مشاهدة المشاركة
الفصل السادس عشر
"سأكون لكِ كل الناس ساحرتي فقط افتحي باب قلبك وحدثيني"
خال ونورا.. وبداية جديدة تكتب بانامل الصداقة والتفاهم واللطف من ناحية خالد الحنون، الرومانسي والمتفاهم.. بطلى المفضل من بين كل الشخصيات لا اعلم لماذا ولكن اشعر بحنانه ينبض بين سطور مشاهده.. عاشق حتى الثمالة ينتظر بصبر حبيبته ان تخطو خطواتها اليه بإرادتها.. فيأخذها لعالمه لفيلته المبهرة بكل تفاصيلها والتى تحمل بصمات ورونق امه بين ارجائها وكم عشق امه من حديثه عنها وتحببه فيها😍😍😍😍

🌺قالت ولا زالت عينيها تحدق في الإطار الكبير :
" تلك السيدة التي تتوسط الصورة"
ابتسم بشحوب ولاح الحزن على ملامحه وصوته وهو يرد" أمي"
همست نورا" جميلة"
رد بوجع جعلها تلتفت له بوجهها:
" كانت جميلة"
ماض؛ كلماته تدل على ذلك هذا ما فكرت به وهي تستدير له بجسدها تشاطره ملامحها الوجع ولا تدري كيف تزيل هذا الألم الذي ظهر على وجهه فهمست باعتذار لكنه رسم ابتسامة لأجل الواقفة أمامه وقد أوجعه هالة الحزن التي ارتسمت عليها فهمس قائلا وهو يشير لقلبه:
" تعيش هنا"🌺

يحاول ان يجذب نورا الى ذاته المتمثلة بغرفة نومه فيسألها ان تغيرها على ذوقا هي لا احد أخر مقرا ان اى ما ستفعله بها او تغيره سيعجبه لا محاله..
🌺ما سر لمحة الحزن في صوتك وعينيك؛ عينيك التي أخبرتني بالكثير لكنها كلمات مشفرة فأعطني مفتاحها!🌺

هو الدافئ الحنون كنسخة تانية من جلال اخيها فهل يكون ذلك السبب ليعجل حديثهما دوما يسيل بسلاسة وتلقائية بينهما.. في كل مرة يتلاقي الاثنان يخطوان درجه في طريق التلاقي واصبح من الواضح جدا ان نورا في النهاية ستكون من نصيب جلال لا احمد..
حتى والدتها لاحظت من الوهلة الاولى ان نظرات احمد وخالد لنورا لا تتماثل ابدا ولا اهتمام كلاهما بها يتشابه فخالد يشع من مقلتيه الحب لنورا رغم جهده الظاهر ليخفيه في حضرة امها واخيها وماجده علمت من البداية ان ابنتها فسرت اهتمام احمد. بها بصورة عكسيه فهو لم يراها يوما سوى كاخت له وفرد من عائلته.. فزهرتها الأن تتفتح بوجود خالد الى جوارها ومرحها بدا يعود لسابق عهدها مرحبة بتواجد خالد بينهم وموافقة ان يأخذ مكانا بقلب امها وكأنها تهديه عطية تواسيه عن فقده لأمه الغالية..
🌺كان خالد يتابعهم ببسمة لم يداريها، علاقة نورا وجلال تشبهه وسارة، كما اخبرته نورا هناك شبه ما بينهم!.
قطع استرسال أفكاره صوت ماجدة وهي تضم ابنتها لصدرها برفق قائلة:
" قلبي يسعكم جميعا نورا"
رفعت الأخيرة رأسها تنظر لأمها بعتاب مصطنع وقالت:
هكذا دون تعب منهم أمي!"
هتف جلال بها بينما يستند على ظهر الكرسي:
" ما تلك الطفولة نورا!؛ هل تريدي مني المنافسة على قلب أمي!"
تنهد خالد بخفوت واستند بذراعيه على ساقيه وإحساس الحنين لأمه راوده كطفل صغير يشتاق لضمها له، تهرب بعينيه من النظر في عيونهم إلى أن سمع صوت نورا تقول:
" أوافق أن يشاركني خالد بك قلب أمي"🌺

❤(وضمد جرحي الدامي مني اليك فأخذني وشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملني)❤

وهذا بالضبط حال سمر وعمران..الاثنان ينضجان معا بمشاعرهما اتجاه بعضهما..سمر تتغير لاحل ارضاء عمران..وعمران يتعرف على سمر الحقيقة بماضيها وحاضرها وعلاتها وافكارها..يبذل قصارى جهده كى يعطيها الامان بحضرته..كي يعطى افكارها وظنونها الامان لتطفو فوق السطح ويتحرك لسانها بها له..اليوم جاء لها بنبته لتزرعها من جديد بديلة عن تلك التى خسرتها بطفولتها مشجعا اياها ان تتمسك بها وترعها تحت توجيهاته واشرافه كي تنبت زهرا لها وحدها
🌺"وسوف أعلمك أيضا كيف تعتني بها كي تزهر"
نفض يديه من التراب وهي كذلك قبل أن يقفا معا!، ينظرا لما صنعت أيديهم معا!؛ البذرة التي ستنمو تحت ناظريهما!.
قال عمران بينما يرى تهلل أساريرها:
" لو كانت تلك الطفلة طلبت حينها لم يكن ليردها أحد يا سمر!"
نظرت لعينيه اللتين تشبهان عينيها ثم أردفت بتمهل:
" كانت تخاف العودة خائبة يا ابن عمي!"
همس داخله ( لم أكن لأسمح بهذا ابدا)
هز رأسه نافيا وقال:
" لم تجرب إذن لما أصدرت الحكم قبل أن تطلب!"
همست تتعلق بالزهرة الصغيرة:
" لم يكن إصدار حكم بقدر ما كان خوف من الألم !!"
ضغط على أسنانه يشعر بهم يصطكوا ثم تنهد يستعيد بسمته التي يخصها لها وقال:
" الآن أخبريها بأن لا أحد يرد من يحب!"🌺

احمد 💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
احمد ياعزيزى كنت تعلم منذ البداية بتلك التمثيلة المهترئه التى تحاول هالة جذبك بهاومع ءلك تماشيت معها حتى النهاية واعطيتها ما ارادت على طبق من ذهب، فلا انت عدت الى ذاتك منتصرا ولا انت اشيفت المك بها بالعكس لقد اردت ان تداوى جرح بمعصية فعدت خالى الوفاض تجلدك ذاتك النقيه...
منذ البداية يرى احمد الهالة المزيفة التى تحيط بها سكرتيرته نفسها امامه كى تكسب بها اهتمامه لعله يكون صيدا ثمينا لها.. من اللحظة الاولى التى جلست الى جواره بسيارته وفستانها الملتصق بجسدها يعلوه شالها الاحمر لون الخطيئه وقد علم ما تخطط لها حتى انه لم يخيل عليه انسكاب القهوة فوق قميصه وكانها حادثة غير مدبرة ليرمى خطتها اللعوب بوجهها رافضا ان يصعد معها الى شقتها مفضلا التاخر على اجتماعه والذهاب لشراء قميص جديد من محل لا يليق بمستواه الشرائي حتى لا ينطاع لخطتها الخبيثه (وقد تكون تلك الخطه فاتحة خير له بعد ذلك فهل ياترى قد نجد لبائعة المحل دور بعد ذلك بحياه بطلنا.. لربما 🤔)
🌺أنت جننتِ تسكبين القهوة على ملابسي؟"
جف حلقها وارتجفت الكلمات على شفتيها، تحس بأنامله تكاد تمزق لحمها ووجهه الذي احمر غضبا فيما ترد:
" لم أقصد باش مهندس ولم أنتبه بأن الكوب غير محكم الغلق!"
نظرة ممتعضة كانت رده ثم سحب نفسا عميقا وزفره يلقي بغضبه بعيد عنه يستعيد رباطة جأشه و يترك ذراعها بعنف، نظر لثيابه مطلقا سُبة من بين شفتيه جعلتها تطبق على شفتيها ليس خجلا ولكن تعجبا أن ينطق الباش المهندس شتيمة كتلك....دلكت ذراعها مكان قبضته ثم ابتسمت بمكر تعي بأن خطتها تمشي في طريقها السليم خاصة حين تأكدت بأنه لم يضع بسيارته ملابس بديلة كعادته، لعقت شفتيها بخبث تراه يحملق في ملابسه وينظر لساعته حيث ميعاد العشاء فقالت له بهدوء:
" اعتذر باش مهندس عن هذا الخطأ"
أشاح بوجهه عنها ينظر من نافذة السيارة يزفر بنفاذ صبر قبل أن يسمعها تضيف:
" لو صعدت الآن معي للمنزل سوف انظفها لك ولن نتأخر على العشاء لن يطول الوقت كثيرا صدقني وأصحح ما فعلت!"
آخر كلماتها كانت بنبرة فهمها هو جيدا فالتفت لها يمسد لحيته قبل أن يقول لها بذات النبرة الغاضبة الجامدة:
" هالة ، ضعي حلولك في فمك واصمتي!"🌺
الا انه في النهاية ظن حاله سيشعرها باستحقاره لها مقبلا اياه في عتمة الليل متحديا ألمه من جنس النساء بماضيه وحاضره ليرتكب معصية يستحقر بها ذاته هو لا هى ومعطيا اياها كافة العلل لتظن انها فازت به اخيرا.. ليعود الى بيته يأكله الندم والتقزز من حاله وملابسه التى تحمل عطرها النفاذ مذكرة اياه بفعلته المتسرعة .. ومهما حاولت تفسير ما يشعر به احمد لن يكون كتفسيرك له..
🌺وتوقفت خطواته بمنتصف غرفته التي لا يعلم متى دخلها، ربما منذ لحظات وربما للتو، هو لا يدري!؛ عينيه تدور في دائرة مغلقة وإحساس الهزيمة يتوغل في أوصاله فلقد وقع في مصيدة أفكاره السوداوية.
سحب نفسا عميقا وحبسه فترة في صدره ونسى أن يزفره… اختنق الهواء في جنباته يرتطم في داخله يبحث عن منفذ للخروج ، سعل بقوة يطرد أنفاسه الحبيسة والتي كانت معبقة برائحة غريبة لم يعتدها..
عقد حاجبيه يتسائل ما تلك الرائحة!؟ قبل أن يلتفت لسترته المرتاحة على كتفه، أخذها وقربها من أنفه وتنشقها ببطء يكتشف رائحة عطر هالة الصاخب الذي التصق بملابسه.🌺
فعطرها عليه سم يتوغل فوق جسده ليغوص باعماقه يؤلمه ومهما حاول الاغتسال منه لا يشعر بطهارته
🌺خلع عنه ملابسه في عنف وتوجه إلى حمام الغرفة.
تحت المرش ظل واقفا يستقبل رذاذ الماء يتمنى لو غسل روحه قبل جسده،يحس بجسده أصاب بالحمى فحول الماء للبارد ربما أزال سخونته، ارتعش للحظة وتلك الحرارة بجسده تزيد ليدرك بأن السم ينتشر بسرعة وان برودة الماء لن تفيده، أغمض عينيه بألم وهذا الاختناق يتوغل في حناياه، طعم تلك القبلة مُر كالعلقم، مسح شفتيه بقسوة يحاول محو أثرها ولكنه لم يفلح، استند على الحائط بكفيه وأنفاسه تزداد صخبا وحنقا؛ فهذا المرار لا يزول والألم ينتشر والجسد يتوجع🌺
الا ان خطا احمد وضعه في مواجهة امام نفسه فان كان يلوم سمر على ما فعلته به يوما فهو ايضا مشارك بالجرم.. فهو لم يحب سمر ذلك الحب الذى يخفق له القلب والعقل وانما اردها مختلفه عن عالمه وعن امه حتى لا تفعل به ما فعلته امه بأبيه.. ارادها مطيعه لا اكثر لا تسأل ولا تشاغب ولم يبذل جهدها كى يقربها من ذاته وحياته الحقيقية، لم يكشف امامها يوما اسراره واوجاعه اراد ان يبدوا امامها الرجل المثالى لا اكثر فخسرها..
🌺تمنيت عقابهم يا باش مهندس لأجل رجولتك الذبيحة لكنك قتلت نفسك"
صرخ أحمد عاليا( اصمت) واعتدل في وقفته يرى ويسمع ضحكة انعكاسه المستهزئة منه، ضغط بقوة على عنقه من الخلف يحاول ضبط انفعالاته التي تتحرر منه معلنة فك قيدها، مسد ذقنه في عنف وزفر عاليا وتلك القهقهات تدوي في جنبات الغرفة كسكاكين ترشق بكل جسده فيدميه، التقط زجاجة عطره ونظر لنفسه وهتف(انتهى) وبكل قوته كانت ترتطم في المرآة، فتناثر الزجاج حوله كروحه التي يراها شظايا بكل مكان، نظر لنفسه فيما تبقى من الزجاج المعلق وقال بهمس يرافق بسمته المتهكمة!:
" مرحبا بك أحمد رمزي في الجحيم"🌺
اتوووووووووق توقا للفصل القادم غاليتى ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الغالية التي انتظر رأيها كل فصل بشغف 😍🥰
نقاشك لما بين السطور، كل ريفيو منك كمكافأة لي ...
أتمنى أن اكون عند حسن ظنك وأن تصل الشخصيات لبر الأمان وانت معي 😍😍



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-06-21 الساعة 11:59 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-21, 09:08 PM   #267

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل السابع عشر.
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
★ نزار قباني★

الليل طويل لا يريد الانتهاء؛ أصبح كالمسافة بين الأرض والسماء وكأنه اتحد مع أوجاعه ضده، القهر يتسرب في كل خلية فيه يكاد يخنقه.
ظل ممددا على سريره يحدق في السقف ومُر اللحظة التي استسلم فيها يترائى أمامه كنصل سكين حاد يكاد يشق قلبه لنصفين، بسمة هالة منتصرة كظل أسود يغشى على عينيه يحرقهما فيسيل خيط رفيع من الدموع لا يستطيع إيقافه، يداه مكبلتان كأن هناك من ثبتهما جواره، يحاول أن يمسح هذا الدمع لكن كل ما فيه يأبى فترك له العنان مستسلما ..
صوت أمه وهي تنادي باسمه يخترق أفكاره فتزداد دموعه غزارة؛ دموع طفل صغير فقد الحضن الذي كان يختبأ فيه، أخيرا تطاوعه يده وتتحرك فيرفعها للأعلى عله يصل لتلك التي تراها عيني مخيلته، تجري ورائه في حديقة الفيلا، وهو يتخفى خلف شجرة يظن بأنها لا تراه فتتبسم وهي تدرك مكانه جيدا قائلة بمرح؛ حمادة هل رأى احد حبيبي فيترك الشجرة ويهرع إليها لتنزل هي على ركبتيها، تتلقفه بين ذراعيها بلهفة كأنه غاب عنها فترة طويلة وليست فقط لحظات، فيدس رأسه الصغير في صدرها، يربت على ظهرها كأنه رجلا كبير يطمئنها ويهمس بصوته الطفولي؛ لا تخافي أمي أنا هنا!..
ينتزعه من حلمه الوردي صوتها وهي تتنازل عنه فيرتجف كل جسده كأن زلزال أصابه، كابوس هذا الذي يكوي قلبه جعله يعيد يده له خائبا، يشم رائحة الحريق لكن لا أحد يتنشقها غيره؛ هو فقط من يحس بالألم ويعيشه؛ فيسيل الدمع الغزير صامتا حارقا.
يغمض عينيه بقوة عله لا يراها ثم يفتحمها بتمهل ليجد ثلاثتهم أمامه؛ هالة ببسمتها المغيظة وأمه تصرخ وتناديه لكن صوتها كأنه يأتي من عالم آخر وصورة مشوشة لسمر تبدو وكأنها تتلاشى لكنها تنظر له بخجل واعتذار صامت تماما كآخر مرة تقابلا، كانت تستحي أن تنظر له، تعتذر دون نطق، صوتها مخنوق في حلقها…
تأوه وهو يجلس في مكانه يستند على ظهر السرير، يشعر بكل عظامه تطقطق، وتساءل في نفسه( هل هذا مفعول السم يا أحمد!؟).
ابتلع ريقه الجاف ثم وقف بتثاقل، تقابل مع انعكاس صورته في المرآة المكسورة للحظات ربما طالت؛ تلك المرآة التي رفض من الخدم إزالتها من مكانها تاركا لها حرية تذكيره بُمر ما فعل!؛ ليرى فيها الألم الذي تسبب فيه لنفسه لحظة ضعف عاشها، أشاح بوجهه عنها وعن انعكاسه الشاحب بالجزء المتبقي فيها ثم توجه ببطء تجاه شرفة غرفته، فتحها على مصراعيها، لفحته نسمات الهواء الباردة فتنهد يستنشق هذا الهواء النظيف المحمل بصوت قرآن الفجر، أغمض عينيه وسحب نفسا عميقا وحبسه مليا ثم زفره ببطء، فتح عينيه ينظر للسماء ودمعاته العزيزة تجد مجراها مرة أخرى فيهمس بتضرع:
" يارب سامحني؛ لا تأخذني عصيا!، خطأ لم أقصده ولم أنويه بل أفكر فيه أبدا.."
أطرق رأسه واستند بكفيه على سور الشرفة ثم تابع همسه:
" لحظة ضعف قادتني إلى هوة، لا أريد الجحيم فطعم الحرام علقم!"
ربت على قلبه وهمس بألم:
"أنا فقط أريد لهذا أن يرتاح، ينقشع الألم منه!"
صوت أذان الفجر يدنو إلى سمعه يرطب على قلبه، أغمض عينيه يستسلم لهذا الهدوء الذي اقترن بتغلغل الأذان لروحه ويعود صوت صدى أمه قائلة بنبرتها الحنون وهي تربت على وجنته( أحمد إلا الصلاة لا تنسها ابني فهي سلاحك ضد أوجاع الدنيا!)
انهمرت دمعاته الصامتة وهمس بألم( كنتِ منذ اللحظة الأولى التي عرفت فيها الكلام تضميني جوارك للصلاة لكنكِ لم تخبريني بأنكِ أول من يذيقني أوجاع الدنيا!)
صمت لحظة ثم تابع بإرهاق:
" كان عليكِ أن تظلي جانبي وقت أطول لربما أصبحت شخصا آخر غير الذي أصبحت عليه الآن!!"
أرخى أهدابه زافرا بصوت عالي ينفض عنه تلك الأفكار ثم تراجع بظهره لداخل غرفته متوجها للحمام كي يتوضأ..
نظرة تحمل كل أوجاع سنين عمره على سلة المهملات التي توجد بها الملابس التي تحمل رائحة خطأه، أشاح بوجهه عنها وتوجه للحوض لكي يتوضأ ..
بعد لحظات كان يقف على سجادة الصلاة ومع كل سجدة كان قلبه يرتطم في صدره يطلب العفو، يتمنى لو نسى ما فعل، أن تمحى من ذاكرته، أن يعود طفلا صغيرا في حضن أمه وأبيه وتقف الساعات بعدها ولا تمر، لا تتركه أمه، ولا يسمعها تتنازل عنه، تضمه لصدرها حتى ينام، وهذا يكفيه ولا شيء آخر..
في مكان آخر في صباح اليوم، جلس حاتم على رأس طاولة الطعام فيما ابنته وزوجته حوله يتناولوا طعام الفطور، كان الصمت رفيق لهم على عكس عادتهم حيث دوما ترافقهم المشاكسة الصغيرة فتحيي ما تبقى منهما، لكن وكأنها قد سلمت نفسها هي الأخرى لصمتها وللجزء الحزين منها.
أمسك حاتم كوب الماء، ارتشف القليل منه بينما يتبادل النظر بين زوجته وابنته كأنما يفكر بشيء ما!، وضع الكوب على المائدة فأحدث صوتا جعل كلتيهما يرفعان نظرهما له، ظل حاتم يحدق فيهما مليا قبل أن ينطق وهو ينظر لياسمين:
" جهزي نفسك ابنتي، ستذهبين لأخيك!" .
ران الصمت مليا بعد حديث حاتم، ياسمين بملامحها التي كانت تزغرد متسعة العينين ورقية التي التفتت إلى حاتم بنظرة عاتبة ملؤها الألم شقت صدره لأجلها لكن أيضا لخاطرها هي سيكمل ما فكر به وقرره فلو انتظرها العمر كله ستظل خائفة على ياسمين من صدمتها ورد فعل أحمد؛ عليهم مواجهة الواقع.
قطع هذا الصمت بسمة ياسمين التي أصبحت ضحكة هستيرية تحاول أن تسيطر عليها ولا تفلح، ورقية التي هربت من بين شفتيها شهقة خافتة ..
قامت ياسمين تحتضن أبيها وتقبله من كل إنش في وجهه، تشكره بكل الكلمات التي تعرفها ثم ترفع وجهها عنه تنظر له بتساؤل كأنها تريد منه أن يؤكد على حديثه فيهز رأسه مؤكدا وبسمة حانية على شفتيه تتبعها لمسة كفه الدافئة على وجنتها يخبرها بصوته الرخيم:
" نعم حبيبتي آن الآوان لعودتك!!"
تعاود احتضانها له وتضمه لها بكل قوة ثم رفعت رأسها عنه وهي تتمتم بشكرا التي لم تعد تعرف كم قالتها!!؛ همت بعدها أن تذهب لحجرتها فأوقفها أبيها بدفء:
" فطورك ياسمين"
اجابته بحماس:
"شبعت أبي، سأذهب كي أبشر مس نغم"
ولم تلبث أن أنهت كلماتها وقد قبلته قُبلة عميقة على وجنته ثم هرولت على غرفتها..
زفر طويلا ثم اختلس نظرة جانبية لزوجته التي لم تشاركهما الحديث، هم أن ينطق فوجدها تقف كي تمشي لولا يده الدافئة التي قبضت على كفها لتلتفت له حين قال بحزم لطيف:
" اجلسي رقية"
جلست مكانها صامتة ترخي عينيها عنها فقال ببسمة حنون:
" منذ متى تتركي جلسة تجمعنا هكذا أم أحمد!"
صوته الدافئ وكلماته التي تطبطب على كل وجعها بمجرد ذكره أحمد يرافق اسمها جعل الدمعات تترقرق في عينيها وهمست تتهرب من النظر في عينيه:
" منذ أصبحت تأخذ القرارات وحدك ياحاتم"
تنهد طويلا ثم أدار وجهها له بأنامله لتقابله عينيها التي لا زالت الدموع تلمع فيهما ليهمس بحنو:
" لم آخذ القرار وحدي، لقد شاركتك فيه عدة مرات وحدثتك بما يجول في خاطري"
صمت مليا ثم تابع:
" لكنك تأخرتي كثيرا كي تحزمي أمرك يا رقية!"
ابتلعت ريقها وقبضت على مفرش المائدة بتوتر ثم قالت:
" لأنني أعلم كم الخيبة التي ستعود بها ياسمين"
انهمرت دمعاتها على وجنتيها ثم تابعت بصوت مخنوق:
" الخيبة التي عدت أنا بها مرارا وتكرارا ولم يحن قلب أحمد، لا تلومني على خوفي على ياسمين لأنها لن تتحمل"
التفتت لباب غرفة ابنتها ثم تابعت:
" لا تغرك تلك الفرحة وهذه القوة التي تظهرها أمامنا فلو عادت بوجعها لن نستطيع أن نعيدها كما كانت!"
قال مجيبا إياها:
" وهل ابنتك الآن كما كانت، ياسمين تنطفأ كل ثانية أمام أعيننا دعيها يا رقية .."
قطعت حديثه هامسة:
" كي تنطفئ تماما.."
تبسم لها وأردف:
" انظري لنصف الكوب الممتلىء، لحماسها الذي قد يؤثر على ابنك، أنا استبشر خيرا"
لامس وجنتها بلطف ثم أضاف:
" وأنتِ أيضا لا تخافي فياسمينتنا تزهر المكان الذي تخطو قدميها فيه، ما بالك لو اقتحمت قلب أحمد بحبها الذي كبرت عليه، أخيها يعيش بوجدانها، صورة رسمتها بكل عاطفة تحملها له، كل هذا كفيل أن تعيده لحضنك؛ وتفعل ما لم نستطع نحن!"
" وإن عادت خائبة" قالتها رقية وعينيها تهتزان خوفا وقلقا ورغم ذلك كانت تلتمس ردا منه يطمئنها فأجابها بكل لطف يعطيها ما أرادت وقرأه في عمق عينيها:
"ستعود تتأبط ذراع أخيها لدي يقين في هذا"
لمعت عينيها ببسمة مترددة وازدادت دمعاتها وهي تهمس برجاء يارب فمسح حاتم بكفيه دموعها وهو يتمتم يطمئنها ثم ضمها لصدره بحنو ينظر لباب غرفة ابنته بقلق يتساءل؛ ماذا لو عادت كسيرة الخاطر كيف يضمدها؟، أغمض عينيه بقوة ينزع عنه هذا الخاطر المخيف ثم همس لزوجته فيما يرفعها من على صدره:
" وأنتِ الأخرى كوني جاهزة لأن ثلاثتنا سنكون معا!!؛ سوف أخذ إجازة طال انتظارها"
هي تلك المرة من ضمته لها بفرحة كطفلة صغيرة تلتمس الدفء في حضن أبيها وهي تقول له بكل حب:
" أنت رحمة الله بي يا حاتم "
★★★
بعد الأحداث السابقة بعدة أيام..
فيلا منصور.
في الصالون الذي يوجد في بهو الفيلا، جلست ماجدة تتأمل ابنتها الجالسة منهمكة في عملها، اعتلت ملامحها بسمة إذ أنها تدرك بأن هذا العمل لم يكن سوى تصميم فيلا علوان؛ تحديدا الجناح الخاص بخالد كما حكت لها نورا بنفسها.
تسرب لقلبها شعور الراحة بعدما رأت نورا في الأيام السابقة قد انشغلت بعملها وحتى حين عودتها من الشركة يصبح كل ما تفكر فيه التصميم الخاص بخالد بل إنها تظل تحدثه كثيرا في الهاتف وترسل له ما وصلت إليه.
تمنت في تلك اللحظة وهي تراها تضع الحاسوب على ساقيها بأن لا ينتهي العمل مع خالد!.
هنا عبست ملامحها والقلق تسرب لكل خلية فيها حيث تدرك بأن لكل شيء نهاية!؛ العمل مع خالد؛ صبره؛ انتظاره وهو لا يجد سببا واحد يمنعهم من إخبار نورا بطلبه، ابتلعت غصتها تتساءل كيف تحدثه بسبب رفضهم الحديث معها!.
صوت هاتف نورا أعادها من شرودها فشهقت بخفة ترسم بسمة لم تدعيها حين وجدت ابنتها ترد على هاتفها:
" مرحبا خالد بك" وكل انش في وجهها يبتسم؛ تلك البسمة التي اشتاقت أن تراها على شفتي ابنتها.
تأملتها ماجدة وهي تتساءل:
" هل من الممكن أن تتحول تلك العلاقة يوما ما إلى حب!؛ بل هل قلب خالد وحبه لها يستطيع أن ينتزع ابنتها من أوهامها!"
عادت تتخبط في واقعها حين أعادها صوت نورا تجيب خالد:
"نعم بالفعل انتهيت من التصميم"
أجابها:
" لماذا لم ترسليه كعادتك كي نتناقش فيه؟"
ضحكة عالية كان رد نورا سلبت الباقي من هدوءه فاعتدل بجلسته بعدما كان ممددا على السرير فيما هي أجابت بعدما هدأت:
" أريد أن أرى الانبهار بعينيك حين تنظر للتصميم"
صمتت لحظة ثم تابعت:
" ألم تطلب أن يصبح الجناح مبهر!"
تنهد بخفوت هامسا في نفسه:
" الانبهار لم يتركني منذ رأيتك ساحرتي أول مرة!"
ثم زفر بهدوء يرد عليها:
" إذن نلتقي.."
أجابته " في الشركة غدا"
فرد بلهفة مبطنة " ما رأيك لو رأيت التصميم ونحن نتناول الغذاء معا"
صمتت مفكرة للحظة ولكنها بدت له ساعات، ابتسم حين ردت " حسنا، لم لا!"
تنهد براحة وقال:
"اختاري المكان!"
" دعني أفكر" قالتها بتلك النبرة الطفولية والتي باتت محببة كثيرا لقلبه لأنها منها هي.
أردف ببطء كأنه يؤكد على الكلمة لنفسه :
" انتظرك، خذي راحتك!"
ضحكت بخفوت:
" لن تنتظر كثيرا، فالحقيقة أنا فكرت!!"
تنهد بخفوت وهمس ينظر للاشيء " ليتكِ تفكرين وتوافقين على فتح قلبك لي نورا!"
انتزعته من حديث نفسه حين تابعت:
" دعنا نلتقي في(...) تعرفه؟ إن كنت لا تعلم طريقه فسأنتظرك بالشركة ونذهب معا!"
أجابها ضاحكا:
"بالطبع أعرفه لكن هذا لا يمنع أنني سأتي بنفسي للشركة كي نذهب معا"
تنهد بخفوت هامسا( كل ثانية معكِ لا تعوض!)
قالت ممازحة:
" ظننتك سائحا خالد بك، فأنت قلت بأنك لا تأتي إلى مصر سوى نادرا!"
قام من مكانه وفتح نافذة غرفته ببسمة واسعة وأجابها مرحا:
" يظل بلدي بشمهندسة لا تنسي ذلك!"
أجابته بود:
" وبلدك سعيد بوجودك خالد بك"
أغلقت الهاتف بعد لحظات بعدما أخبرها أن يلتقيا في الشركة وبعدها إلى المكان الذي اتفقا عليه.
رفعت نورا أحد حاجبيها تنظر لأمها في دهشة، لقد كانت الأخيرة تقبض على كوب من عصير الليمون لم تشرب منه شيء، شاردة بوجه ابنتها، بسمتها تكاد تصبح ضحكة.
علا صوت نورا فجأة:
" أمي أين سافرتِ بخيالك!"
انتفضت ماجدة في جلستها تقرب العصير من شفتيها بتوتر، ارتشفت القليل تعي بأنها قد غابت مع هذا الحديث بين ابنتها وخالد الذي أحيا الأمل بإن الطريق ربما ليس صعبا… ربما!؛ همست بها ماجدة مرات عدة بعدما ردت على نورا بأنها ليست شاردة بل هي معها بكل جوارحها!.
★★★
يتبع

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-21, 09:10 PM   #268

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

"سأشتاق لكِ ندى"
هتفت بها سمر بينما تعانق ابنة عمها بقوة تكاد تلتصق بها وتخفيها داخلها!؛ صوتها المختنق ودموعها التي اختلطت بكحل عينيها، شهقاتها عالية تبعد لحظة عن ندى تنظر لوجهها وتزداد شهقاتها كأنها لن تراها مرة أخرى وهي تضمها لها ثانية، يراقبها زوجان من العيون أحدهما علي الذي يتعجب من إفراط ابنة عمه في بكائها!؛ والآخر عمران الذي يتفهم جيدا شعور سمر، قلبه ينفطر لأجلها، كيف له أن يطمئنها!؛ ويخبرها بأن لا تخاف..
تدخل عمران في هدوء ينادي باسمها حين وجدها تلتصق بندى لا تريد فراقها والأخيرة تبكي في المقابل في حين هناك طائرة لن تنتظرهما..
ولم تسمع كلتاهما علي حين قال عدة مرات بأنهما سوف يتأخرا.
اخترق صوت عمران هذا الحديث بين ابنتي العم حين قال بصوت عالي قليلا وحزم لطيف:
" سمر، هكذا سوف يتأخر علي وندى!"
صوته جعلها ترفع وجهها له، تبتعد في حرج عن ندى، تتمتم باعتذار وكلمات شوق وافتقاد كلهم معا دون ترتيب، تمسح وجنتيها بكفيها بتوتر وتنتزع بسمة مرتجفة.
تنهدت سمر عاليا تستعيد رباطة جأشها تتشابك أناملها مع ندى هامسة لها:
" سأشتاق لكِ، حدثيني كثيرا، كثيرا جدا!"
سحبت ندى يدها بخفة من كف ابنة عمها، ومسحت بأناملها دموع سمر ثم اجابتها بحنو:
"سأحدثك كثيرا، فقط لا تبكي"
التفتت ندى عنها تخفي دموعها هي الأخرى التي تزاحمت ولا تريد التوقف، بخطوات ثقيلة كأنها تجر قدميها، سارت هي وعلي تجاه سيارة عمران.
نظرت سمر لعمران برجاء جعل دقات قلبه تقرع صدره بينما تهمس له:
" ما زلت لا ترغب أن تأخذني معكم !"
زفر بهدوء فهو رفض الفكرة لأنه يريد توقف انهيار سمر هنا بحديقة بيتهم؛ لا يريد لأحد أن يرى حزنها المفرط ولا أن يسمع بكائها شخص غريب قد يشفق عليها، انها سمر زوجته!!؛ لا حق لأحد أن يرى انكسارها هذا!؛ وإن ذهبت معه ورأت ندى وهي ترحل لا يتوقع رد فعلها.
قال بلطف:
"سمر، الأمر لا يستدعي، فسأوصلهم للسيارة التابعة للشركة حيث باقي زملائهم!"
تنهدت باستسلام لنظرة الحزم في عينيه، نظرة تخبرها بأنه لن يأخذها مهما قالت.
ما لبث أن يلتفت عنها حتى لامست يدها الباردة المرتعشة كفه الدافيء..
أدار لها وجهه ينظر ليدها الممسكة بكفه ثم حدق في وجهها بينما تهمس برجاء:
" لا تتأخر!"
شقت بسمة حانية وجهه واستدار لها بكامل جسده، احتضن كفها بين يديه وقال بكل الحب الذي حمله لها منذ علم معناه:
" لا لن أتأخر.."
ترك يدها بلطف هامسا لها بأنه سيتأخر، تمنى لو أخفاها في صدره فقط كي تحس بالسكينة، التفت عنها وسار بخطى متعثرة تجاه السيارة..
★★★
الشركة.
تجلس نورا على الكرسي خلف مكتبها تنهي بعض الأوراق قبل أن تخرج لمقابلة خالد كما اتفقت معه حين قاطعها اتصال من مكتب أحمد وكان صوت أنثوي ثقيل على قلبها، زفرت بضيق و تمتمت في نفسها بحنق( المساعدة المائعة)
بينما قالت الأخيرة :
" باشمهندسة، سيتم عقد اجتماع بعد نصف ساعة من الآن "
ردت نورا برسمية فيما تنظر لساعتها حيث خالد الذي سيأتي بعد قليل ليأخذها معه:
" لكن لدي عمل الآن، وهذا اجتماع مفاجأ لم يخبرني به أحد قبل، لذا أخبريه …"
قطعت كلماتها للحظة مفكرة ثم تابعت:
" حسنا سأتي بعد قليل للباشمهندس!"
نظرت هالة للهاتف الذي بيدها نظرة خبيثة ثم وضعته أمامها!، أخرجت أحمر شفاها من حقيبتها ورسمت شفتيها ببطء وأفكارها الماكرة تتسارع في عقلها كالفئران المحبوسة وتريد الفكاك، فأحمد منذ ذاك اليوم لم يقترب منها، يعاملها برسمية، لا ينظر في وجهها، يعطيها التعليمات ولا يتبادل الحوار معها سوى في العمل حتى أنه غاب عن الشركة يومين بعد لقائهما العاصف؛ يومان وقد أخبر عن سفره لكنها لم تقتنع وقتها لذلك ذهبت حيث يسكن، وجدته يمارس رياضة الجري في الممشى المقابل للفيلا الخاصة به!؛ تابعته وهو يتناول طعامه في المطعم الفاخر الخاص بالحي الذي يعيش فيه؛ يرتشف قهوته على أنغام الموسيقى هناك ؛يعيش حياته بهدوء رغم ملامحه الجادة التي أصبحت أشد عما تعودت عليه!؛ هنا تأكدت بأنه يبتعد؛ يريد نسيان ما حدث بينهما كما قال لها بطريقة غير مباشرة أن تنسى ما حدث!. ..
هنا توقفت أناملها عن رسم شفتيها وأظلمت ملامحها كلماته التي توحي بإنهاء كل شيء، تتذكر تلك الأوقات التي تابعته فيها دون علمه وشعور الخيبة يتملكها، الخوف من أن تفقده بعدما ظنته لها..
وضعت أحمر شفاها في حقيبتها ثم تنهدت بخفوت تستعيد بسمتها المزيفة، نظرت لنفسها بالمرآة تطبق على شفتيها تتأكد من رونقهما ثم وقفت متوجهة صوب مكتب أحمد..
بغرفة مكتبه كان يجهز أوراق الاجتماع حين دلفت هالة تحتضن ملف ما لصدرها؛ صوت خطواتها كان كأنه نار مشتعلة يحس بها تقترب كي تلتهم الباقي من هدوءه؛ حية تزحف تجاهه تراقص لسانها امامها تبحث عن فريسة تلتهمها، تغاضى تماما عن أي فكرة تخصها يتابع ما بيده برسمية معطيا إياها فرصة واحدة؛ أنها لا زالت مساعدته ولا شيء آخر.
تأملته مليا وفكرة خسارة رجلا مثله جعلت النيران تشتعل في صدرها تكاد تميتها .
دارت حول المكتب وصوت كعبها العالي يصاحبها،ضاقت عينيها تتمنى لو صرخت به وأخبرته ألا تحس أنا هنا فهو لم يرفع نظره لها واكتفى بقوله الرسمي الملتف بجموده وببروده:
" ضعي ما بيدك واخرجي!"
لم تهتم لما قال كأنها لم تسمع رافعة أحد حاجبيها بتهكم تنظر لذاتها بثقة، تعلم بأن امرأة بأنوثتها لن تخسر وكما فازت قبل سوف تنتصر الآن بل سيعلن هو راية الاستسلام.
انحنت ووضعت الملف جواره بأنفاسها التي أعادت تلك اللحظة السوداء لقلبه الذي يريد نسيانها أو يمحوها من ذاكرته، بركان من الغضب كاد ينفجر في رأسه حين اقتربت أناملها من يده وقالت بغنج :
" ألم تشتاق!"
انتزع يده بعيدا عنها بطريقة أجفلتها، اتسعت حدقتا عينيها وهي تراه ينفر منها كأنها وباء، اعتدلت في وقفتها لكنها ظلت جواره أما هو سحب نفسا طويلا وزفره ببطء ثم قام من على كرسيه بينما هي لم ترتد خطوة واحدة، ظلت تنظر له بعينين جائعتين لا مشتاقتين!.
رمقها بنظرة مزدرية يرى بلوزتها المفتوحة والتي كانت نداء صريح عما تريد، رأى في عينيها الشيء الذي يكرهه؛ النساء الخائنات؛ النساء التي تبيع نفسها من رجل لرجل، أحس بالاشمئزاز منها، لا يصدق بأنه انجرف ولو خطأ لها، أنه اقترب منها، لمستها التي يحس بها إلى الآن دنست كل شيء فيه، الخطأ الذي لا يعلم هل سيسامح نفسه عليه يوما بل هل سيرضى الله عنه بعد هذا الذنب المشين لكنه على يقين بأن باب رحمته لا يغلق أبدا..
ظل الصمت لحظات بينهما غائب هو في أفكاره التي تكاد تفتك بعقله وغارقة هي بكيفية الفوز بصيدها الثمين.
همس في داخله وهو يتأمل وجهها الذي لا يرى فيه الحياء الذي يليق بالنساء ؛ كم قُبلة تلقيتِ؟…. بل كم..!؟
بتر كلماته يشعر بالغثيان وهو يجد العرض منها بدا مستمر متاح بلا قيد ولا شرط! تعطي بسخاء لكن ما الذي تنتظره!؛ أن يقع في فخ جسدها الذي تعرضه قائلة دون حديث؛ هيت لك!؛ هل تظنه سيتزوجها!.
كز على أسنانه يمنع انفلات أعصابه التي باتت تهدر داخله تتمنى لو صفعها على وجهها ثم همس من بين أسنانه:
" اذهبي لعملك هالة!"
دارت عينيها في محجريهما فلم يكن هذا ما تنتظره أبدا، منذ متى وهي تخسر!؟؛ لو كان بالفعل هذا ما سيحدث فليخسر معها هو الآخر!، صوت نورا يدوي في مخيلتها بأنها ستأتي بنفسها للمهندس، أليست فرصة لأن يفقد وجهه المحترم أمام أصدقائه وشركاه بل أمام تلك التي عينيها تنطق بحبه أما هو فغائب بعالم آخر!؛ هذا ما فكرت به حين ألقت بنفسها بغتتة على صدره، ترنو عينيها لباب المكتب الموارب فيما تتعلق بقوة بخصره، تقترب من عنقه تطالبه بأن لا يتركها ، ترجوه أنها لا تستطيع العيش دونه في ذات اللحظة التي جاءت نورا لمكتب أحمد.. حيث بابه الموارب ومكتب مساعدته الفارغ، أمسكت مقبض الباب تهم أن تنطق للاستئذان، تجمدت في مكانها تحس بدمائها تتوقف عن السريان وعينيها البريئتين ترى عرضا سخيا جعل كل أوصالها ترتعش، تشعر وكأن سقف المكان وقع فوقها وإلا لما تشعر بأنها تغوص أسفل الأرض وتبتلعها، عادت بظهرها تكتم شهقاتها تتعثر في خطواتها دون أن ترى تلك البسمة الخبيثة على وجه هالة التي رأتها حين دخلت تشيعها بنظرات شامتة حاقدة..
بعنف كانت يد أحمد تبعدها عنه ينظر لها بشراسة، يشعر بالدماء تتصاعد لرأسه تكاد تفجره، صفعة مدوية على خدها أشعلت وجنتها ارتد جسدها خطوة عنه إثرها، رفعت يدها تلمس أثر صفعته تتأوه بوجع تحملق فيه غير مصدقة، أليس هو من قبلها منذ عدة أيام!..
كانت أنفاس أحمد تعلو تهبط بضيق وغضب ينظر لها بحدة حين أشار لها بسبابته قائلا في غضب:
" كيف تجروئين!! على الاقتراب مني هكذا! هل تظني بأنني سوف أصبح رقم في قائمة رجالك؟"
اشتعلت عينيها بغضب تكاد تنقض عليه وتلتهمه لكنها سيطرت بصعوبة على وجه الأفعى كي لا يظهر وهمست متلعثمة بينما دموع كاذبة وشهقات مصاحبة ترافق حديثها:
" ظننت…"
هدر بها يبتر أي حديث ستنطق به:
" لا تظني شيء وطالما قلت لكِ اذهبي لمكتبك كان عليكِ أن تفعلي!"
صمت لحظة يشعر بكل جسده يقشعر لقد حاول الأيام الفائتة العلاج من السم الذي توغل لجسده فتأتي هي بلحظة وتنزع كل هذا!؛ أضاف بنبرة بطيئة يضغط على كل حرف :
" أتعلمي لما أبقيت على وجودك حين عدت للشركة رغم عدم رغبتي بذلك!؟ "
ابتلعت ريقها الجاف تحدق فيه بعدم فهم ليتابع هو من بين أسنانه وشعور الذنب يكاد يقتله"
" لأنني شاركتك هذا الخطأ وقتها، لأنني بنفسي رضيت بما أعطيتني! "
ردت بإسمه بصوت متقطع تحاول استمالته فرد بحدة يعود إلى جلسته على كرسي مكتبه :
" اسمي باش مهندس أحمد، يا هالة إياك ونسيان ذاك"
وضع ساق على الأخرى وقال بهدوء رغم النار المشتعلة في صدره:
" منذ عودتي وأحاول أن أفهمك بأن العمل ما يجمعني بكِ لكنكِ لا تري سوى شيء واحد"
أطبق على شفتيه بقوة ثم ارتخت ملامحه قبل أن يضيف:
" وهذا خطئك وحدك لم أشارك فيه"
أحست بأنفاسها تحتبس في صدرها ومعنى كلامه يصلها جيدا بينما هو أضاف:
" هنا لا مكان لما تفكرين فيه أبدا لذا في خلال يومين، أي ملف لديك يسلم إلى سكرتيرة جلال بك وأنا سوف أخبره بهذا وبعدها يتم إنهاء عملك هنا!!"
ثم أدار كرسيه يلتفت عنها يعود لما كان يفعل قبل أن تأتي لمكتبه تنتزع منه راحته التي يبحث عنها كإبرة في كوم قش منذ اقتحمت حياته.
هزت رأسها ترفض الفكرة وترد باضطراب تحاول استعادة بعض ما فقدت، تقدمت تجاهه بأنفاسها التي تعلو وتهبط وكلماتها المرتشعة زيفا، عينيها اللتين تطالبانه بالصفح رغم توعدهما خلف هذا القناع وما إن أحس باقترابها حتى هدر بحدة ملتفة بلهجته المحذرة دون النظر لها:
" إلى مكتبك هالة وإياك مجرد التفكير بأن تزيدي خطوة واحدة!"
رمقته بنظرة حادة وبخطوات شبه راكضة كانت تسير تجاه مكتبها.
نظر للباب الذي أغلق خلفها وزفر ببطء كأنه حبس أنفاسه طويلا، الغصة تكاد تضغط على رقبته فيموت إثرها، قام من مكانه بعنف يتجه إلى نافذة مكتبه يفتحها ليتوغل للغرفة الهواء الطبيعي بدلا من هذا الصناعي ككل ما حوله.. يمسد لحيته ببطء ينظر للطريق أمامه هامسا( هل هذا الجحيم الذي كنت ستصبح فردا فيه!.)
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-21, 09:11 PM   #269

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

في الرواق المؤدي للمصعد كانت نورا تسير متعرقلة تكاد تسقط مع كل خطوة رغم محاولتها الثبات، لم تهتم للنظرات حولها التي تتابعها بتفحص فقد كان كل ما تريده هو أن تبتعد بعيدا جدا وليتها تجد كوكب آخر لتعيش فيه ربما كان مرحبا عن هذا المكان الذي أصبح كالنار لها، حتى تنسى عينيها ما رأت وكذلك يفعل قلبها الملتاع!؛ الذي تناثر شظايا أمامها ولم تستطع جمعه!؛ انفطر قبل أن يذوق الحب الذي تمنته صاحبته، وأد دون أدنى رحمة..
وقفت بجسدها المرتعش الذي على شفا الانهيار تضغط على زر المصعد بعصبية عدة مرات، وما إن فُتح الباب حتى أطل منه خالد والذي كادت أنفاسه تتوقف حين تلاقى مع عينيها المحمرتين اللتين تحملان شلال من الدموع لا يعلم كيف تحمله عينيها البريئتين ولم ينهمر!، قال بلهفة وقلق بدون ألقاب:
" نورا، ما بك!؟"
نظرت له بعينين زائغتين كأنهما تبحثان عن شيء ولا تجدناه، عينان ملؤها القهر ثم أجابته بصوت مخنوق:
" خذني من هنا!"
وبحركة سريعة كانت تدخل للمصعد تكاد تقع بجسدها المترنح لولا يدي خالد اللتين لم تسمحا لها بالانهيار.
اعتدلت بسرعة تبتعد عنه كما فعل هو الآخر!، أغلق المصعد خلفهما وقلبه يكاد يرتطم بين قدميه مع كل شهقة خافتة منها تمنعها بكفها، رماديتاها كسماء غائمة تهدد بالسيل الغزير، يهبط المصعد بهما لكن وكأن المسافة لا تريد الانتهاء فيكاد يخبط بكفه التي يقبضها جواره في الحائط صارخا:
" متى تتوقف!؟ "
بعد وقت كانت تجلس جواره في السيارة والتي انطلق بها سريعا من أمام الشركة.
كان الصمت ثالثهما، لم يقو على أن يقطع سكوتها الذي ينم عن عاصفة لا يعلم سببها، أراد أن يجذبها لصدره ويسألها ما بك!؛ دعيني أخفف عنكِ، تقلصت يديه حول مقود السيارة وشعور العجز يحاوطه، اختلس نظرة جانبية لها يجدها صامتة شامخة رغم الألم الذي يخيم على وجهها..فيهز رأسه بأسى يتمنى لو تركت العنان لعينيها ولسانها حتى يعرف ما بها..
صوتها المرتجف أعاده من شروده وهي تطالبه بأن يتوقف ..
نظر لها بقلب متوجع بينما تمسك عنقها كأنها تختنق فخفف من سرعة السيارة ثم وقف بمكان هاديء قرب النيل لتفتح هي السيارة تترجل منها تكاد تركض..
نزل خلفها بسرعة يقف جانبها يحترم صمتها ويئن لوجعها فيما تتمسك بالسور الذي يفصلهما عن النيل تنظر للسماء وتسحب نفسا عميقا وتزفره، أخيرا سالت مع تلك الأنفاس دموع ساخنة صامتة كصاحبتها أحرقت وجنتيها وأشعلت قلب خالد، تقبضت يديه جواره؛ يداه اللتين لا يستطيعا أن يمسحا عنها دمعها، همس بألم:
" نورا، تحدثي.."
التفتت لخالد ببطء، حدقت فيه للحظات، ومُر اللحظة يغشى على عينيها اللتين وعت الآن أنهما يبكيان؛ خاناها أيضا وزرفتا الدمع وهي التي ظنت بأنها قوية، مسحت دموعها بكفيها ثم أردفت:
" أريد العودة للفيلا!"
أومأ بإيجاب دون مجادلة ليعودا معا للسيارة، جلست مكانها في حين هو وقف بالخارج للحظات يأخذ أنفاسه يستعيد هدوء أعصابه الذي لا يعلم إلى متى يسيطر عليه ثم أخرج هاتفه من جيب سترته وأرسل رسالة نصية مقتضبة إلى جلال يخبره عن حال نورا!، عاد لمكانه حيث قيادة السيارة يصاحبهما الصمت وشهقات خافتة تكتمها ساحرته بيدها، لم تدر بأنها تطلق رصاصات في قلبه لقلة حيلته.
في حديقة فيلا منصور صف خالد السيارة بينما نورا فتحت الباب بسرعة تاركة إياه مفتوحا، لم تلتفت لخالد لتخبره بأن يدخل الفيلا، ركضت متعثرة بخطواتها تحت نظراته التي شيعتها بعجز يسير خلفها بسرعة ليلحق بها حين قابلتها أمها تسألها بلهفة:
" ما بكِ نورا!"
تبادلت النظرات بين ابنتها وخالد الصامت خلفها فهز رأسه بعلامة لا يعرف أما نورا فهمست مرتجفة باقتضاب بأن لا شيء، مجرد صداع داهمها وقبلتها تطمئنها قبل أن تستأذن تاركة إياهما خلفها تعتلي درجات السلم لتتخفى داخل غرفتها حيث لا أحد سواها ووجعها!.
" خالد، ما بالها نورا كانت بخير حين خرجت صباحا!؟"
قالتها ماجدة بنبرة حاولت أن تكون ثابتة لكنها كانت قلقة بوضوح.
زفر خالد بحرارة بينما عينيه ترنو حيث اختفت نورا ورفع يديه أمامه بعلامة لا أعرف ثم قال بوجع لم يخفه:
" ليتني أعلم ما كنت سمحت لأحد أن يبكيها !!"
مسح جبينه المتعرق رغم الجو البارد وتابع بألم:
" هل هناك شيء بالشركة قد يضايقها!"
ارتطم قلب ماجدة في صدرها عند تلك الفكرة فمن يستطيع بث الحزن في قلب حبيبتها هناك!؛ حتى أحمد رغم علاقته المتوترة بجلال لكنها تعي جيدا بأن نورا لها مكانتها لديه لن يتسبب في ضيقها أبدا؛ هي تثق.. توقف استرسال حديث نفسها تتنبه بأن أحمد بالسابق أيضا لم يقصد ما ألت لها حالة نورا وهنا اتسعت عيني ماجدة بخوف جلي جعل خالد يسألها ما بها، شهقت بخفة تتنبه لشرودها ترد مرتبكة تخفي ما فكرت به، ترد بكلمات غير مرتبة! بينما تشير له ليجلس حيث قد نست في خضم توترها.
في غرفة نورا بذات الوقت.
وقفت وسط الغرفة تمسك رأسها بين كفيها تكاد تشعر به سيقع منها أرضا ، روحها تتناثر هباءا.
آهة … مخنوقة متألمة من بين شفتيها، تحس بالأشواك تنغرس في حلقها، لا بل في قلبها هذا ما تشعر بها الآن وهي تتحرك في غرفتها مترنحة تفتح الأدراج وتبعثر في محتوياتها دون أن تجد ما تريده، انهمرت دموعها الحارة وهي تعتدل بوقفتها تحرك يديها في شعرها بعنف قائلة بانفعال:
" كان هنا برشام مهدأ أنا واثقة، مؤكد امي أخذته!
" اهدئي نورا لا شيء يستحق، اهدئي" ظلت ترددها على نفسها تحاول الهدوء الذي جافاها وصورة أحمد تتراءى أمامها على صدره هالة، ظلت تخبط ببطء على صدرها بينما سيل دموعها يزرف، تهمهم بخفوت( ارحل .. ارحل) لكن صورته كانت تحاوطها من كل الجهات كلما التفتت في ناحية وجدته، على الجدران وعلى سقف غرفتها بل بعقلها الذي أحست بها ينشطر وهي تصرخ ملء فاها وتبعثر كل ما يقابلها بالغرفة( ارحل عني … ارحل)
صوتها الذي هز أرجاء الفيلا جعل أمها التي كانت لا تزال تتحدث مع خالد تكاد تهوى أرضا فيما كان الأخير قلبه يسابقه خلف ماجدة التي هرولت صاعدة لابنتها تتعرقل في خطواتها وصوت نورا يزلزل المكان يكاد يهدم حوائطه يليها رجلا لا تمشي قدميه لنورا بل كل خلية فيه تسابقه لها.
فتحت ماجدة باب غرفة ابنتها بلهفة مشدوهة تتعرقل في محتوياتها الملقاة على الأرض كأن إعصار كان فيها منذ لحظات.
وقف خالد يتمسك بحاجز الباب عله يمنعه من أن يفقد قواه حين تسمرت نظراته على نورا التي تقف بوسط الغرفة تخفي وجهها بين كفيها تنوح كمن فقد عزيز للتو! وكل ما تنطق به مخنوقة( ارحل عني)
همس بنفسه ونبضات قلبه كأنها تغادره( من هو!)
أزاحت ماجدة كفي نورا من على وجهها وأمسكتها من ذراعيها تهزها بحنو هامسة لها بخوف:
" ما الذي حدث نورا، تكلمي !؟"
نظرت الأخيرة لأمها بعينين زائغتين كأنها لم تسمعها ثم أشارت للأدرج بيد مرتعشة وهي تنطق بحروف بالكاد تجمعها!':
" أمي كان هنا مهدأ ، أين هو!؟"
ارتطم قلب ماجدة في صدرها، تهز رأسها بعدم تصديق، هل عادت ابنتها لتلك الأيام عقب اعترافها بحب احمد!؟؛ هل ابنتها تنهار؟، أسئلة تكاد تخنق أنفاسها داخلها بينما ترد على ابنتها:
" لقد أخذت الأدوية من هنا!"
مسح خالد على وجهه يشعر بالنار تشتعل بكل خلية فيه، ساحرته تنطفأ وهو يقف قليل الحيلة لا بيده عناق يطمئنها ولا باستطاعته سؤالها ماذا حدث لها؟! لقد كانت بخير قبلها!؛ كان الهاتف دوما يجمعهما بحديث ضاحك ما الذي خنق الضحكة!.
انتزعه من شروده صرختها العالية والتي جعلته يترك تردده ويتوغل إلى الغرفة فيما نورا تهستر قائلة بينما تهز أمها بوهن:
" أعيدي لي الدواء يا أمي!"
قبضت على رأسها تغمض عينيها بقوة تكاد تعتصرهما ثم فتحتهما ببطء وهي ترتعش بكلماتها وأنهار الدمع تفيض سخية:
" أريد أن أنام، لا أعي بأحد ولا أرى أحد، بل اريد أن افقد الوعي باقي عمري"
خالد وماجدة كانا يقفان أمامها كتماثيل من الشمع من هول الصدمة بينما هي أعادتهما للواقع بصدمة أكبر وهي تشير حولها بتشتت مردفة:
" لا تفهموني، لا أريد أن أراه أكاد أموت حين يخيل لي صورته بكل مكان!.
وتابعت برجاء" أمي أريد أن أنسى ما رأيته!"
ضمتها ماجدة لصدرها تحاول تهدئتها ثم همست بخوف:
" ما الذي رأيته نورا"
وكأنها ضغطت على زر افاقة ابنتها بينما خالد رمق نورا بنظرة متوترة مترقبة، أبعدت الأخيرة رأسها عن صدر أمها تنظر لهما بتشتت مردفة بتقطع:
" كانت تحتضنه، رأيتها تضع رأسها على صدره !"
أنفاسها تعلو وتهبط بالتزامن مع نحيب قلب خالد الذي بات يفهم مقصدها، تقبضت يديه جانبه بينما هي تتابع تحتضن نفسها:
" إنهار الجبل الشامخ الذي رسمته له طوال حياتي"
كانت ماجدة كأنها غائبة عن الدنيا تبحث عن الكلمات في رأسها ولا تجدها، تحاول النطق ولا تفلح في حين نورا أضافت مترجية:
" خذيني من هنا أمي، أنا من طلبت العودة واليوم أريد أن أذهب حيث هربت قبل!"
الصورة تتضح لخالد رويدا رويدا والقلب ينفطر رويدا رويدا يحس بنفسه يغيب عن الوعي، يكافح أن لا يبكي؛ وهل يبكي الرجال أم عيب!؟ تساءل بألم وهو يتابعها بزرقاويتاه اللتين غاما بألم لا يستطيع البوح لها به بعد الآن!
استعاد نفسه على قولها :
" أمي أنا مريضة، اعترف بهذا!"
صرخت تخفي وجهها بين كفيها؛ صوت بكاؤها يعلو:
" أحمد اصبح مرض أريد الشفاء منه!"
لكمة بقلب خالد واسم احمد يخبط برأسه يكاد يجعله يرتد عنهم ويهرول خارج المكان، لا يستطيع التحمل أكثر، قلبه ينزف ولا أحد يشعر به حتى نظرات ماجدة المعتذرة لا تكفيه ليهدأ، هو خسر قبل أن يبدأ، انهزم قبل أن يقترب منها خطوة واحدة!..
يدين رقيقتين أمسكتا بذراعيه العضليين جعلاه يستفيق لينظر لوجه نورا الذي غابت منه الحياة ولا يدل على وجودها سوى الدمع الذي خيم على وجهها وانفاسها التي تهم بمغادرتها!.
حملق فيها مشدوها وهي ترفع رأسها له تتقابل عينيهما تحدثه بتوسل!:
" أخبر أمي أني أريد العودة!؛ أنا مريضة به واريد الشفاء"
كان يناظرها بعينين لا ترمشا، قلب باك؛ رمش يحس بدمعة وحيدة حارقة تتحرر على وجنته وهي تتابع توسلها بصوت واهن:
" تعبت..أرهقت..تألمت وكنت راضية، اليوم كل ما أرجوه هو الشفاء، ساعدني"
مسح خالد على صفحة وجهه وشعور جارف يقوده لضمها رغم النار المشتعلة بصدره، يديه مكبلتين بل كل ما فيه مقيد، ليس باستطاعته شيء لها، تطلب مساعدته وهو يبحث عن من يحتويه ويخفف عنه صراخ قلبه الذي يسمعه يشهق ..
قطعت كل تفكيره وهي تترنح في وقفتها تكاد تقع لولا ذراعيه اللذين لم يسمحا بهذا.
صرخة مخنوقة من ماجدة خوفا على ابنتها التي حملها خالد بين ذراعيه متوجها لسريرها يضعها عليه برفق، يضبط المخدة أسفل رأسها حين سمعها تقول ( ساعدني لكي أشفى!)
أغمض عينيه بقوة، يخفي مشاعره التي انفرطت، يحس بوجعها رغم كل شيء، ومن أدرى منه بشعور كهذا؛ حين ينكسر القلب، سألتها عينيه بصمت( ما تلك المصادفة بشمهندسة!، ينكسر قلبينا بذات الوقت!)..
زفر عاليا يعتدل بوقفته في حين ماجدة جلست جانب ابنتها تضمها لصدرها تبكي كما لم تبك قبل وهي تهمس مخنوقة باسم ابنتها ووجع ذكرى مر عليها أكثر من عام يعود لقلبها يفطره فيتسرب الهلع في أوصالها خوفا من أن تنتكس صغيرة عائلة منصور مرة أخرى.
" نورا" قالها جلال الذي دخل لتوه غرفة أخته وقلبه يسبقه لها، زهرة فؤاده ذابلة وكأنها قطفت من أرضها!!
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-06-21, 09:12 PM   #270

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

بعدما ترك عمران سمر كي يوصل أخيه وزوجته، جلست هي على الأريكة التي توجد في غرفة المكتب، فردت جسدها عليها وأسندت رأسها على ذراع الأريكة بينما تحمل بين يديها هذا الكتاب التي كانت قد رأت عمران يقرأ فيه ذات مرة!؛ لا تدري لما حين دخلت المكتبة اختارته هو بالذات بل إن يدها تجولت بين الكتب تبحث عنه، نظرت للكتاب تتلاقى مع اسمه( كتاب الحب، نزار قباني)
همست تقرأ:
★لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر ،نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي، فنادق العالم لا تعجبني، الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر، لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة فهل تجيئين معي يا قمري . . إلى القمر.!)
صمتت لحظة تتأمل الكلمات أمامها وتنهدت بخفوت قبل أن تتابع( لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك.
فمرة أطلع من أرنبتي أذنيك ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك وحين يأتي الصيف يا حبيبتي أسبح كالأسماك في بحرتي عينيك!)
كل كلمة من قصيدة نزار كانت وكأنها تسمعها بصوت عمران!؛ للحظات طويلة شردت مع الكلمات وصدى صوت ابن عمها يهمس لها بها، أحست بدقات قلبها تزداد دقة مع كل حرف من القصيدة ،ابتلعت ريقها تحدق في سقف الغرفة وأنفاسها بدت تضطرب متسائلة:
" ما بكِ سمر!؛ عمران ليس هنا ولن ينطقها لسانه لكِ أبدا!"
وضعت الكتاب على المنضدة باحباط وزفرت بصوت عالي ثم اعتدلت بجلستها بينما ترتب شعرها الذي انفك من أثر نومها على الأريكة فتبعثر..
قامت من على الأريكة، سارت تجاه النافذة لتفتحها، لفحتها نسمات الهواء الباردة فأحست برعشة جعلتها تحتضن نفسها بذراعيها، نظرت للسماء التي غطتها سحابة سوداء تخفي بداخلها مطر يكفي لأيام قادمة ثم همست:
" الشتاء قادم بقوته!"
نسمات الهواء تداعب شعرها تشعر بها تخترق جسدها، انحنت للخلف قليلا تنظر للساعة الموضوعة على الحائط، زمت شفتيها ثم قالت بصوت خفيض قلق:
" تأخر عمران".
في مكان آخر على جانب الطريق كان الأخير يخبط بقدمه في دولاب السيارة الذي قد ثقب قائلا بحنق:
" هل هذا وقته!"
نظر للسماء التي تلبدت بالغيوم يخبو خلفها القمر معلنا عن غيابه تاركا لصوت الرياح التي تهز الأشجار ليلة هي قائدتها، تخلل خصلات شعره الكثيف بغضب ثم بدأ بإخراج العدة من مكانها كي يغيره، صوت البرق الذي علا ورذاذ المياه على رأسه غير فكرته تماما.
وضع كل شيء مكانه وأغلق السيارة ليتم تصليحها في ضوء النهار ثم وقف ينتظر مواصلة تقله إلى منزله !.
كان المطر يزداد بقوة كأنه يعوض غيابه طوال شهور الصيف في حين كانت بسمة سمر تعلو شفتيها رغم قلقها لغياب عمران، لكن الشتاء هنا له رونق خاص، ينزل على الأشجار كأنه يعانقها، تحتضنه الأرض الخضراء ينعشها، كل شيء يستقبل المطر بحب حتى يديها التي مدتها أمامها خارج النافذة لتستقبل هي الأخرى هذا المطر السخي، تنظر للسماء التي بللت وجهها وشعرها بمياهها..
أظلم المكان فجأة مما جعل عيني سمر تتسع كأنها بهذا سوف ترى، خفقات قلبها ترتطم في صدرها وهي تضم يديها لها بخوف، تتلفت حولها بذعر من العتمة ، لا تعرف مكان شيء يساعدها على الإضاءة، بخطوات متعثرة تتخبط فيما حولها من أثاث تبحث عن طريقها لباب المنزل ومع كل خطوة تتعرقل فتسند على ما تجده يدها، حتى وصلت للأسفل حيث حديقة البيت!.
احتضنت نفسها تحميها من تلك الرعشة والامطار التي تعانق جسدها فتجعل كل ملابسها تلتصق عليها كما شعرها.
أحست بقلبها يتجمد لا تدري بمن تلجأ فهي لا تعرف أحد هنا سوى عمران وهذا البيت فقط، هنا هي الغريبة، أحست بمشاعرها تشاطر هذا الجو المتخبط فانسابت منها دموعها التي لا تدري لما تحررت !؛ ربما لأنها تلك اللحظة شعرت بالغربة والوحدة؛ هزت رأسها ترفض الفكرة هامسة في نفسها وهي تحدق في الباب الخارجي للحديقة( بل لأن وطنك تأخر ياسمر، افتقدك عمران)
أرخت أهدابها ثم قبضت على دمعة سلسالها بينما دموعها الصامتة تختلط مع ماء المطر، تنظر للطريق الموجود خلف سور الحديقة والذي كان مضيئا للعجب، ابتلعت ريقها هامسة بتساؤل:
" لما هنا انقطعت الكهرباء!"
صمتت تسمع صوت السيارات تمر في الخارج فتابعت تقترح على نفسها ما تفعله:
" ربما لو خرجت الآن سأجد ضوء أكثر من هذا "
هزت رأسها بعنف ترفض فكرتها التي أحست بها غبية فهل ستلجأ للفراغ!.
شهقت ترخي رأسها والخوف يتملكها تقول بخفوت:
" أين أنت عمران، لقد تأخرت؛ تأخرت كثيرا ابن عمي.."
رفعت وجهها للسماء يقابلها المطر الغزير تتمتم راجية:
" يارب سلمه لي!؛ رده لي بخير!"
ما لبثت أن أنهت كلماتها وسمعت صوت باب الحديقة يفتح..
كأن الوقت توقف وهو يراها تضيء على وجهها أعمدة الإنارة في الخارج، تتساقط فوقها الأمطار بغزارة بينما قدميها مسمرة مكانها وجسدها يهتز كريشة تعصفها الرياح، ترتعش بخوف.. لم تسعفه للتفكير أو حتى الاقتراب منها فقد كانت خطواتها في تلك اللحظة مماثلة للرياح التي تهب بكل مكان لترتطم بصدره معانقة إياه بكل قوتها تتمرغ في حضنه هامسة بصوت متحشرج:
" قلقت عليك.."
وقف مذهولا للحظات لا يعلم ما الذي يحدث ولما هي بالخارج!؛ رفع يديه يضمها له بقوة، يغمض عينيه يشعر بدفئها رغم المطر، يهمس لها بنبرته المطمئنة التي ربتت على قلبها:
" لا تخافي سمر أنا بخير"
نظر حوله ثم أضاف:
" هيا ندخل الجو المطر يزداد!"
همست تتعلق به:
" بالداخل مظلم"
قال دهشا بينما يضمها له بحنو يحس بقلبه يعانقها ونبضات فؤادها الخافقة تخبط في صدره:
" عجيب بالخارج اضاءة، ربما هناك عطل ما؛ هيا وسأرى "
أبعدها عن صدره بثقل ولف يده حول خصرها هامسا بدفء:
" كي لا تتعرقلي!".
التفتت لها بينما تسير جواره تتمسك بيده الملتفة حول خصرها ثم همست بيقين جعلته يحملق فيها مشدوها، يخيل له بأنها تسمع دقات قلبه:
" لن أقع أبدا طالما أنا بجوارك عمران!".
فتح ضوء الهاتف كي يصعدا للمنزل تاركا لعقله قيادة الحوار كي لا ينقاد إلى حيث لا جدوى!، دخل من باب المنزل الذي تركته سمر مفتوحا، في البهو توقفت خطواتهما بينما ضوء الهاتف يتوسطهما وكلا منهما يحدق في الآخر دون أدنى كلمة، قطع هذا الصمت صوت عمران المرتبك :
" بدلي ملابسك يا سمر ستبردين!"
ردت بنبرة مرتعشة بينما تحتضن نفسها مرتجفة وعينيها تدور في المكان المظلم إلا من كشاف الهاتف:
" الضوء لم يعد عمران"
انتبه أنه قد شرد غير منتبه لغياب الكهرباء فمسح على وجهه يزيل الماء الذي تركته مياه الأمطار بينما يشير لمقبس الكهرباء هامسا بصوت أجش:
" ربما هو السبب"
وهم أن يتوجه للمكان الذي أشار له لكن يد ناعمة تمسكت به فيما تقول له حين حدق بها متسائلا:
" سأراه معك!"
ابتسم لها بدفء واتسعت بسمته هامسا في نفسه( كل شيء يليق بك ابنة عمي، هشاشتك، كبريائك…" صمت حديث نفسه لحظة قبل أن يضيف ( حتى حبي لا يليق لأحد سواكِ ).
بعد لحظات كان عمران قد رفع مقبس الكهرباء ثم طلب من سمر تبديل ملابسها كما سيفعل هو الآخر وينتظرها بعدها كي يشربا معا مشروب دافئ يزيل عنهما البرودة التي أحسا بها!.
خلعت سمر ملابسها المبتلة ووقفت تحت رذاذ الماء الدافيء علها تزيل رعشة جسدها التي نالته من برودة المطر لكنها كأنها تشربت هذا البرد بكل خلية فيها، أغلقت المرش وارتدت منامتها القطنية، بخطوات مرتعشة كصاحبتها كانت تخرج من الحمام تلقي بنفسها على السرير تتكور حول نفسها كالجنين.
في ذلك الحين كان عمران قد بدل ملابسه هو الآخر وأعد الشاي ثم جلس في الصالة يحدق في باب غرفتها ينتظرها كي تعود لكنها لم تفعل، ظل هكذا وقتا لم يحسبه يتبادل النظرات بين كوبين الشاي والباب..
انتفض من مكانه متوجها حيث الغرفة يدق على الباب بتردد دون أن يأتيه رد فيعاود الكرة وذات الصمت القاتل يرد عليه، كان أكثر من خاطر يجول في عقله، فربما لا زالت تبدل ملابسها وربما في الحمام ربما نامت.. لكن لما لا ترد هتف بها في نفسه بقلق جعله يحسم أمره ويفتح باب الغرفة لتتلاقى عينيه معها متكورة حول نفسها، صوت أسنانها التي تصطك في بعضها يصله، بخطوات واسعة متلهفة كان قد أصبح جانبها، ينحني مدثرا إياها تصله رعشة جسدها التي تجعلها تضم نفسها أكثر، مد يده يتحسس جبينها لتقابله حرارتها العالية وصوتها الضعيف يصله( أشعر بالبرد يا عمران)
هنا تجمدت كل خلية فيه تشاطر حبيبته ما تشعر به ولم يقف لحظة بل ذهب للمطبخ بسرعة يحضر كمادات وعاد بذات الخطوات التي تسارع الوقت ، جلس جوارها يضع الكمادات على جبينها بينما تفتح عينيها بثقل تهز رأسها ترفض تلك البرودة التي أحست بها على جبينها، لكنها شعرت بأنامل تهدهد وجنتها هامسا بحنو بصوت كأنه يأتيها من عالم آخر:
" اهدئي سمر ودعي الكمادات كي لا تزداد الحرارة!"
استكانت إثر كلماته ثم همست باسمه بصوت خفيض سمعه جيدا، تنهد بخفوت ينحني قربها ليسمعها فيما هي تبتلع ريقها الجاف تقول بوهن:
" اشتقت لابنة عمي من بين شفتيك يا عمران!
اتسعت عينيه دهشة فيما تابعت هي :
" نادني ابنة عمي ودع سمر تموت!"
هز رأسه بعنف قائلا بلهفة يربت على على كفها المرتعش:
" بعيد الشر عنك سمر!"
فتحت عينيها بضعف تواجه نظرته القلقة عليها الممتزجة بكم من المشاعر التي لم تفهمها ثم مدت يدها ببطء تلمس وجنته.
أجفلته حركتها تلك، جعلته يحبس أنفاسه داخل صدره من الصدمة في حين كانت يدها الأخرى على جانب وجهه الآخر وتبسمت فيما تردف:
" الآن فهمت لما كنت أريد أن ألمس وجهك وأشعر بملمس ذقنك ابن عمي"
هذا كثير عليه وهو يشعر بقلبه يخبط في صدره يريد أن يرتمي على كتفها معانقا إياها بخبرهاخبرها بحب السنين وشوقه لها، يقبلها على خدها يرد لمسة يديها على وجنتيه التي وكأنها روت ظمأ السنين، استعاد نفسه قليلا حين أضافت وهي تحرك أناملها على وجنتيه:
"إنه الأمان الذي أشعر به الآن!"
ظلت يديها هكذا لحظات يحدق فيها لا يريد أن يرمش حتى لا يصدم كونه حلم.. لكن لا، إنه حقيقة؛ لمستها، همسها الدافيء الذي عصف به وأشعل كيانه!؛ كله واقع!.
أغمضت عينيها بينما تعيد يديها جوارها، كاد يتمسك بهما ويقول لها هنا مكانهما ابنة عمي ..
أرخى رأسه يئن كله فكيف لقلبه تحمل كل هذا بوقت واحد!....
★★★
انتهى الفصل💜قراءة ممتعة..
القراءة الصامتة محبطة عزيزاتي، لايك وكومنت برأيكن، يسعدني النقاش بالأحداث مؤكد يعطي طاقة للقادم …


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.