آخر 10 مشاركات
48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-21, 02:03 AM   #361

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل رائع 😊
تمنيت فرحة عمران لا تشوبها شائبة .. حقهم يفرحو ولو شوي
نغم المسكينة لازم تطلع من الحي خفت عليها كأني انا بعيش الموقف🥺
نورا إن شاء الله ازمه وتعدي و توثق فى نفسها أكثر و اكثر و تشوف خالد ولو بإعجاب حاليا
أحمد قلبو بيحن لصديقو بتمنى يحن لأمو و يلتم شملهم ❤
ندى و علي الثنائي الرومانسي مش لايق عليهم الزعل🤭

تسلم إيدك يا اموله 😘😘


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:09 PM   #362

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوطم الخطيب مشاهدة المشاركة
فصل اكثر من رائع تسلم ايدك
سلمتي ياجميلة 😍😍😍💜💜🙏


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:11 PM   #363

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا"جبرا وليس اختيارا".ما يعرضه كريم علي نغم هو ليس عرضا بالزواج بل هو إكراه بكل أركانه فالزواج ايجاب وقبول أما اذا كان تحت التهديد فهو لا يجوز
ونغم التي تعاملت معه بكل تخاذل وضعف جعله يطمع أكثر ويظهر نواياه الخبيثة كفيل بجعلها تعجل بايجاد سكن بديل او تظل مؤقتا لدى أهل ياسمين ولا تكرر خطأها بأن تحكي نشأتها لأحد فيتم استضعافها والطمع فيها.
ولكنها تتعامل مع الموقف بانهزامية شديدة تغلق هاتفها وتظل نائمة لفترة طويلة تنتظر الصباح وتظل ياسمين تتصل بها دون فائدة وعندما ترد تخبرها بجزء من الحقيقة وانها ستبحث عن منزل آخر.
الأمر ليس سهلا وعليها ان تستعين بأحد لمساعدتها مثل والد ياسمين مثلا وأن تغادر فور ا إليهم لا أن تختبأ كالفأر المذعور فما الذى يملكه جارها هذا ليجبرها علي زواجه.
"البكاء ..فرحا".ليت سمر لم تفرح حد البكاء فيسمعها عمران ويعتقده ندما منها الا انه إطمأن نسبيا عندما رأى ابتسامتها وعفويتها وصلاتهما معا كل هذا يطمأن إلا عيناها المتورمتان.
وقد اتبع الطريق الصحيح عندما سألها مباشرة عن سبب بكائها إلا إن اجابتها أحبطته بانه ليس هناك ما يؤلمها دون ان تبدي سعادة لاتمام زواجها او انها لم تندم
مما جعله يدعي النوم بالغرفة الأخرى خشية ان يكون سبب بكائها هو الندم وليتهما كانا جلسا معا وتحدثا بكل صراحة فهي صارت زوجته قولا وفعلا .
فلم يتصرفان كلا حسب تصوره وهواجس نفسه ؟
بل يجب عليهما ان يتمسك كل منهما بالآخر بالإعراب عن مشاعره ورغبته في اكمال حياتهما الزوجيةإذ أن بداية زواجهما الخاطئة هي السبب في هذا اللبس وسوء الفهم.
."رب صداما..خير من ألف ميعاد."هو ذلك التعارف الغير تقليدى بين جلال وسارةواظنه لن يكون آخر لقاء بينهما.
ولا اتفاق الصداقة الذى أبرمه خالد مع نورا سيظل محتفظا ببنوده إذ ما أيسر ان تتحول الصداقة الي حب وليس العكس .
وبالفعل ما تحتاجه نورا بالمرحلة الحالية هو صداقة فعلية تهدف لكسب ثقتها حتي تكتشف زيف مشاعرها تجاه أحمد.
وقد كان ترأسها للاجتماع بدلا عن أخيها اول اختبار لقوة احتمالها ومحاولتها للتعافي وقد أدارت الاجتماع بنجاح ولم تعر محاولة أحمد الاعتذار وابدائه روح المساعدة ذلك القدر من الابتهاج الذى كان ليصدر عن نورا العاشقة بينما تهلل صوتها فرحا وهي ترد علي مهاتفة خالد لها.
يبدو أن مشروع الصداقة يأخذ مساره الصحيح لاستعادة نورا لنفسها.
"إعتذار ناقص".لاريب ان الزوجين تعترضهما مشاكل وخلافات ولكن في إطار المحبة والمودةوقدر كبير من الثقةيحفظ للحياة استقرارها ويجعل الحياة بين زوجين قاربا يبحر بهما بأمان
لاتهزه موجة من غيرة غير مبررة فتفسد العلاقة بينهما ولبس أسوأ من الغيرة سواء من الرجل او المراة لتستفحل المشاكل بينهما كما حدث من ندى بدون ان تشعر باتهامها انه تم تعيينه بالواسطة وليس لكفائته فتحط بذلك من قدره
وحتي تصرفها بعد ذلك بتهربها من مواجهته وعدم اعتذارها صراحة لم ينهي الموقف بينهما إذ يجب ان تعتذر باحساس صادق بالخطأمع الوعد بعدم تكرار مثل تلك الغيرة خاصة أن ما بينها وزوجها حبا كبيرا ومواثيق بالاخلاص والوفاء طوال العمر.
بانتظار الفصل الجديد دمتي بكل الخير
ودوما أنتظر كل ريفيو منك على الفصل والذي بات كطاقة ايجابية تسعدني ...
أتمنى أن أكون عند حسن ظنك 🙏🥰💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:12 PM   #364

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
فصل رائع 😊
تمنيت فرحة عمران لا تشوبها شائبة .. حقهم يفرحو ولو شوي
نغم المسكينة لازم تطلع من الحي خفت عليها كأني انا بعيش الموقف🥺
نورا إن شاء الله ازمه وتعدي و توثق فى نفسها أكثر و اكثر و تشوف خالد ولو بإعجاب حاليا
أحمد قلبو بيحن لصديقو بتمنى يحن لأمو و يلتم شملهم ❤
ندى و علي الثنائي الرومانسي مش لايق عليهم الزعل🤭

تسلم إيدك يا اموله 😘😘
سلمتي لي حوراء، وجودك وتعليقك يبهج قلبي ويارب القادم يعجبك جميلتي 💜

esoo As likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:16 PM   #365

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الثالث والعشرين 💜.
*********************
حول مائدة الإفطار تجمع كلا من ماجدة وجلال في انتظار نورا الانتهاء من ارتداء ملابسها ليبدأوا الطعام معا، كان جلال شاردا فيما تحدث فيه مع خالد بينما ماجدة تتابعه بصمت طال بعض الشيء حتى قاطعته قائلة:
" جلال، هل ستظل صامتا هكذا!؟"
رفع الأخير وجهه لها بذات الشرود لتقول له بحنق:
" جلال لقد اخبرتني البارحة بأنك زرت خالد ولم تحك لي ؛ طمئن قلبي ابني!"
قالت آخر كلماتها برجاء هز قلب جلال الذي تناول يدها بين كفيه مقربها لشفتيه ثم قبلها بعمق قبل أن ينظر لها قائلا بود:
" أمي إهدئي، كل شيء بخير.."
ترك جلال يدها بهدوء لتتناول هي كوب الماء ترتشف القليل منه ثم سألته برجفة لم يعتدها بصوت أمه:
" إذن تكلم!"
تنهد جلال طويلا بينما ينظر للسلم المؤدي للطابق الثاني ثم التفت لها يحكي ما حدث في لقائه مع خالد..
توترت ملامح ماجدة فيما تردف:
" تقصد بأنه لم يعد يريد نورا!"
زفر جلال بخفوت ثم ربت على كف أمه وأجابها:
" أمي، نورا حاليا بحاجة لدعمنا جميعا، فلننسى بأن خالد تقدم لها يوما ونترك الأمور كما يشاء الله!"
همست بخفوت:
" لكن ربما سيظل ما بينهما صداقة!"
قال جلال بثقة:
" إذن تلك مشيئة الله يا أمي، فلو كانت نورا نصيبها لخالد لن يوقف هذا احد ولو لم تكن لها نصيب له فهذا خيرا لكليهما!"
أطرقت ماجدة رأسها بقهر جعل قلب جلال ينتفض فقال بحنو:
" خالد اتصل بي ليلا!"
التفتت له باهتمام ليوضح جلال قائلا:
" اتفق مع نورا أن يلتقيا ورغم أنه لقاء عمل لكنه صمم أن يخبرني"
أرخى أهدابه مفكرا قليلا ثم تابع وهو ينظر لأمه:
" لأن داخل خالد يعي بأن هذا اللقاء ليس عملا فقط ولو أقنع نفسه ونورا بذلك!"
شيء بداخل ماجدة ارتاح إثر تلك الكلمات فاتسعت بسمتها المرتجفة بينما تهمس:
" فليكن لقاء خيرا بإذن الله!"
" ما هذا اللقاء الذي تتمني فيه الخير!"
هتفت بها نورا تحدق بزوجين من العيون يحدقان فيها بدهشة إذ أنهم لم ينتبها لنزولها في خضم حديثهما، تبادلت ماجدة النظر مع جلال كأنها تطالبه بإنقاذها .
سحبت نورا الكرسي الخاص بها والمقابل لجلال فيما لا زالت تنتظر رد منهما ليهتف جلال قائلا:
" كنت مع خالد البارحة!"
هنا اتسعت حدقتا أمه وهو تلتفت له مجفلة من رده فيما تقول نورا :
" متى هذا!"
هز جلال كتفيه ثم قال:
" صباحا!"
أجابته نورا بدهشة:
" ألم تقل لديك عمل!"
فأجابها موضحا:
" حين انتهيت كنت باتصال مع خالد وحين علم بقربي من الفيلا عزمني على القهوة"
تبسمت نورا بتفهم ..
تنفس جلال الصعداء كما فعلت أمه في حين قال جلال:
" وتلاقيت مع أخته!"
هتفت نورا بلهفة:
" سارة!"
ليرد جلال بدهشة:
" تعرفيها!"
ابتسمت وهي تتذكر الفتاة التي في الصورة بفيلا علوان لتجيب أخيها:
" رأيتها بصورة بالفيلا لكن أعتقد بأنها أكبر عن الصورة الآن"
هز جلال رأسه واتسعت بسمته وهمس:
" شابة جميلة"
تنحنحت نورا تغمز لأخيها بينما ماجدة تتابع مشاكستهما التي كانت تفتقدها ..
قال جلال ضاحكا:
" المشكلة في كيفية اللقاء!"
نظرت له أمه بتساؤل لتفعل نورا الأمر ذاته بانتظار رد جلال والذي لم يتأخر وهو يطرق برأسه :
" صدمتها بالسيارة"
"ماذا!"
كان هذا صوت ماجدة ونورا معا لينظر لهما جلال بخجل رجولي فيما تسأله نورا:
" وسارة بخير!"
أومأ جلال بنعم ثم قال:
" تعثرت فقط إثر اقتراب السيارة المفاجئ"
كتمت نورا ضحكة صغيرة كادت تفلت منها وهي ترى وجه أخيها المحرج فيما يهتف بها جلال قائلا:
" بدلا من ضحكك هذا أخبريني عن طريقة للاعتذار منها!"
ربتت ماجدة على كتفه وقالت:
" مؤكد الفتاة عاقلة كأخيها وستتفهم"
هنا تذكر صراخها فيه والمحاضرة التي نالها منها مع سبة، فهز رأسه وهمس بخفوت:
" بلى مثل أخيها تماما!"
تدخلت نورا:
" إذن علينا عزيمتها يوما مع خالد"
لاقت الفكرة استحسان لدى ماجدة كما وافق جلال والذي نظر لساعته قائلا :
" هيا نورا افطري سنتأخر، هل ستأتي معي!"
هزت نورا رأسها بلا ثم قالت :
" لا سأذهب بسيارتي"
أكلت نورا قطعة من التوست ثم التفت لأمها قائلة:
" سأخرج مع خالد أمي، أريد رأيه بالتصميم وتأخر هذا !"
أطرقت نورا برأسها تتذكر آخر لقاء لهما والذي لم يكتمل إثر انهيارها ، ردت ماجدة بينما تنشغل بالطعام:
" أتمنى أن ينال التصميم اعجابه!"
تنهدت نورا بخفوت ثم قالت:
" وأنا أتمنى ذلك!".
بعد لحظات كانوا قد انتهوا من الافطار ليقوم كلا من نورا وجلال من مكانهما و يميلان على وجنتي أمهما يقبلانها قبل أن يخرجا للشركة .
في المرآب الخاص بالسيارات بالشركة، صف جلال سيارته وقبل أن يترجل منها لمح سيارة أحمد خلفه تماما، جلس مكانه للحظات متردد بالنزول فمنذ فترة وكلا منهما يتعمد أن يأتي بغير ميعاد الآخر، اليوم التقت طرقهما، تنهد جلال يلقي بأفكاره جانبا وترجل من السيارة فيما يرى أحمد قد أغلق سيارته وتوجه ناحيته ..
هنا توقف جلال يحدق بصديقه الذي كان يحمل بيده فنجان قهوة وقال له:
" صباح الخير جلال!"
أحس الأخير تلك اللحظة وكأن أحمد الذي يعرفه هو من يحدثه خاصة حين قال الأخير:
" لم تأت اجتماع البارحة!"
ولم يعرف جلال هذا سؤال أم ماذا؟! لكنه على أي حال أجابه قائلا:
" كان لدي عمل بالخارج!"
همهم أحمد بتفهم يتابع عيني جلال المصوبة على فنجان القهوة والذي لم يكن من عادة أحمد، ابتسم الأخير تلقائيا ونظر للفنجان وأردف:
" فنجان القهوة الصباحي من يد ياسمين!"
لمعت عينا جلال بدهشة وقال:
"أختك!"
هز أحمد رأسه بنعم بينما ينظر للفنجان بحب وكأنه بشر وسيفهمه!.
تأمله جلال للحظات يرى بسمته الواسعة التي كانت قد فارقته وملامحه المرتاحة التي عادت لموطنها فهمس قائلا له:
" حمد لله على سلامتها يا أحمد؛ ومبارك "
اكتفى أحمد بإيماءة من رأسه وبسمة ثم عم الصمت بينهما، كلاهما يريد أن يحدث الآخر بشيء، أحمد يتمنى لو حكى لصديقه عن أول لقاء مع ياسمين وكيف أصبحت جزء منه،ترسم البهجة في حياته وجلال رجا لو سأله كيف التقيا بعد تعب سنوات من توسل أمه له لكن الحاجز الذي بُني بينهما كان أقوى من أن يستفيضا بالكلام ..
أطرق أحمد رأسه هامسا بداخله:
"هل تستطيع أن تتخطى تلك الهوة بينكما بشمهندس!"
وصمت حديث نفسه لحظة ثم تابع:
" محاولتك تلك للحديث مع جلال ماذا تسميها؟"
زفر أحمد بعمق وهو يرفع وجهه لجلال الذي كان هو الآخر غارقا بتغير أحمد وحديثه معه، كأنه يحاول استعادة ما افتقداه..
" هيا"
قالها أحمد يقطع الصمت ويشير حيث يخرجا فتبعه جلال فيما يسأله:
" ألن تعلن عن حاجتك لمساعدة جديدة!"
هز أحمد رأسه برفض وارتشف قليلا من قهوته ثم نظر لجلال قائلا!"
" لست بحاجة لذلك، على الأقل حاليا!؛ هذا إن لم يضايقك أن مساعدتك تكفلت بمكتبي هو الآخر"
" بالعكس، لا يمثل لي مشكلة"
هتف بها جلال وهو يضغط على زر المصعد...
★★★
جلس جلال على الكرسي الوثير خلف مكتبه، يتابع بعض الملفات أمامه بينما لقائه الصباحي مع أحمد أخذ حيزا كبيرا من تفكيره، واكثر من سؤال يجول في خاطره أهمهم!؛ هل سامحه أحمد!؛ لكن لا إجابة لديه مسد جبينه بإرهاق من هذا التخبط الذي أعاد له بعض من الذكريات الأليمة والتي لا زالت تغرس جذورها في قلبه كأنها أشواك..
أرخى ظهره على الكرسي ولف به قليلا مغمضا عينيه ينفض عنه كل ما يؤرق تفكيره، طال صمته بعض الشيء يدندن بنغمة ما وإذا بصوت أنثوي أبح يلوح في مخيلته و يقطع ضجيج أفكاره يهتف به
*( ربما لست ثمل لكنك تبدوAptal..)*
هنا فتح جلال عينيه بدهشة يعتدل بجلسته ويلتفت حوله كأن الصوت يأتي من مكان قريب لكنه ليس كذلك، هز رأسه وتبسم بخفوت ثم مسح على وجهه بكفيه قبل أن يجذب الحاسوب الخاص به ويفتحه ليبحث عن معنى الكلمة التي قالتها سارة!.
هل عليه أن يتضايق!؟ ، سأل نفسه وهو ينطق ترجمة الكلمة من التركية للعربية
( أحمق!)
نصف ضحكة تبعت الكلمة التي نطقها بصوت واضح ثم قال ساخرا من نفسه بصوت خافت:
" يا لك من محظوظ يا جلال أول لقاء معها كنت أحمق…!" .
أسفل الشركة توقف التاكسي فيما يلتفت السائق للفتاة الجالسة بالخلف وقال لها:
" هذا هو العنوان الذي طلبته سيدتي!"
أومأت برأسها ثم قالت:
" حسنا انتظرني هنا"
أومأ لها الرجل بإيجاب قبل أن ترتدي نظارتها الشمسية وتترجل من السيارة لداخل الشركة..
في الاستعلامات سألت عن مكتب جلال منصور ثم توجهت للمصعد المقابل لها ..
فتحت باب المصعد وما إن توقف فتحته وبخطوات ثابتة كانت تسير بالممر المؤدي لمكتب جلال، حيث مكتب مساعدته وقفت أمام الأخيرة ثم ألقت سلام رسمي مقتضب وطلبت مقابلته..
نظرت لها المساعدة وقالت برسمية:
" لا يوجد ميعاد سابق لذا أعتذر.."
تبسمت الفتاة بتفهم وقالت لها :
" فقط أخبريه، سارة علوان بانتظاره إذا كان لديه وقت و لو لم يكن فيه فلا بأس!"
تمعنت المساعدة بوجه سارة لحظة قبل أن تضغط على زر الجهاز الذي يصل غرفتها بغرفة جلال ثم قالت بعملية:
" جلال بك هناك زائرة، تريد مقابلتك"
سألها جلال عن ماهيتها لترد المساعدة: "سارة علوان"
رد بلهفة:
" فلتدخل فورا"
قام جلال من مكانه بسرعة يتقدم تجاه الباب الذي فتح وطلت منه سارة، للحظة توترت ملامحه وهي مقبلة عليه بهيئتها الأنيقة؛ بنطال يصل لركبتيها وحذاء برقبة وكعب عالي يدق على أرض المكتب بخطوات واثقة، بلوزة صوفية أنيقة مع نظارة شمسية خلعتها عن عينيها الزرقاوين، شعرها الذي كان كذيل حصان يتراقص بخفة خلفها و خصلة منسدلة على جانب وجهها..
" أعتذر جلال بك لو أتيت بلا ميعاد سابق!".
هتفت بها سارة وهي تمد يدها لجلال الذي وقف تائها لبرهة قبل أن يستعيد نفسه من شتاتها الذي لا يعلم من أين جاءه لكنه أوعز هذا لزيارتها المفاجأة ..!
سلم عليها جلال بينما يرد :
" وهل تحتاجين لميعاد انسة سارة!".
هنا توترت ملامح الأخيرة ولم يخف هذا عن جلال وإن استعادت ثباتها سريعا وهي ترد عليه:
" إنه مكان عمل جلال بك لكن حقيقة لا أعرف مكان آخر لمقابلتك"
أفلت يدها ببطء وأشار للأريكة الوثيرة قائلا:
' تفضلي، ثم كما قلت لكِ لست بحاجة لميعاد وبأي مكان تختارينه مؤكد سيروق لي!"
جلست سارة مكانها بينما جلال طلب المساعدة يخبرها إلغاء أي شيء حاليا ثم سأل سارة عما تشرب لتجيبه بأن أي مشروب دافيء سيفي بالغرض..
جلس جلال بعد ذلك على الكرسي المجاور للأريكة وحل صمت متوتر بينهما قبل أن تقطعه سارة قائلة:
" أعلم بأنك تتسائل الآن في نفسك عن سبب مجيئي!"
كاد ينطق جلال بالرفض لكنها عاجلته قائلة:
" جلال بك، بالفعل زيارتي غريبة لكن لدي أسبابي!"
أجابها جلال ببطء وبسمة تزين محياه:
" ليس لي إذن إلا أن أشكر الأسباب التي أسعدتني بزيارتك"
تبسمت سارة وقالت بهدوء :
"شكرا جلال بك!"
صمتت لحظة تسبل أهدابها كأنها تفكر بشيء ما ثم نظرت له قائلة بعد تنهيدة:
" حقيقة هما سببين!"
التفت لها جلال بكامل جسده ينصت لها باهتمام فيما هي تضيف:
" أولهما، اعتذار!"
أعاد جلال الكلمة بهمس مندهش( اعتذار!)
كادت تنطق لولا أن قطعت السكرتيرة حديثهما بينما تضع المشروب وتستأذن ..
كانت الكلمة لا زالت معلقة على شفتي جلال بتعجب منتظر الرد بلهفة لتجيبه سارة بعدما سمعت باب المكتب يقفل خلف المساعدة:
" أعتذر لاندفاعي عليك بعد الصدام!"
ضحك جلال بخفوت وقال:
" الاعتذار هنا واجب علي فأنا من اصطدمت بكِ "
تنهدت سارة وقالت:
" كان خطأ غير مقصود منك لكنني .."
صمتت تطرق برأسها بحرج قبل أن تنظر له وتقول بثبات:
" أعتذر كوني قلت لك.."
قاطعها قائلا:
" أحمق!"
احمرت وجنتيها دون إرادتها وقالت:
" لم أتحكم بأعصابي وقتها!"
" حقك ولا تحتاجين لأي أسف بل وجب أن أفعل.."
أعفاها جلال لتخطي هذا وسألها:
" السبب الثاني!"
للحظة ظن بأنها لم تسمعه لكنها شدت ظهرها تحاول تجميع ما تريد قوله ثم أجابته:
" جئت أتحدث معك عن خالد ونورا!"
هنا كانت صدمة أكبر وملامح جلال تتجهم لتستدرك سارة شارحة له:
" جلال بك، أنا لا أريد التدخل بأمور شخصية لكن سمعتكما صدفة وأنت تتحدث مع أخي، لذا أردت الحديث معك!"
لم يفهم جلال عن أي شيء تريد الكلام بالضبط فسألها بهدوء:
" ربما لو شرحتي لي أفهم !"
تنهدت سارة بخفوت ثم قالت:
" ما فهمته بأن هناك طرف ثالث بتلك العلاقة!"
رفع جلال أحد حاجبيه ثم قال لها:
" الطرف الثالث لا يعلم شيء عن هذا!"
" اعلم"
قالتها بثقة ثم استرسلت قائلة:
" لكن تبقى علاقة خالد ونورا متوترة!".
ابتلع ريقه الذي جف ورد :
" ونورا أيضا…"
قاطعته قائلة:
" نورا لا تعرف.."
هز رأسه بعدم فهم لتجيبه سارة:
" جلال بك دعني أحدثك بصراحة، ربما خالد ونورا صعب عليهما أن يصرحا بمشاعرهما أو هناك عوائق لكن مساعدة بسيطة مما حولهما دون التدخل قد تفي بالغرض وتساعد بالوصل!"
ضيق جلال عينيه بدهشة وسألها:
" تريدين المساعدة رغم عدم معرفتك لنورا"
تبسمت له ولمعت زرقاويها وردت بثقة واضحة:
" أعرف أخي وأعلم يقينا بأنه اختار الانسانة المناسبة له لذا سأساعد بقدر ما أستطيع!"
تأملها جلال باعجاب لم يخفه فتهربت من النظر له قبل أن تستعيد نظرتها الواثقة وتسأله:
" ستساعدني جلال بك..!"
هز كتفيه وقال:
" سأحاول رغم عدم معرفتي كيف!"
قالت ببسمة:
" ولا أنا…"
ضحكة عالية كانت رده وهو يجيبها:
" ماذا تقولين!"
أجابته بهدوء:
" جلال بك لم أتعرف بعد على نورا سننتظر بعد تعرفي عليها لنعلم كيف نساعدهما!"
اومأ لها بتفهم لكنها قالت بلهفة:
" جلال بك، خالد لا يعلم بمجيئي هنا!"
سألها في دهشة:
"وكيف أتيتِ لهنا!"
أزاحت خصلة الشعر المنسدلة على جانب وجهها وقالت:
" الأمر ليس صعب بعض البحث البسيط على الانترنت وخاصة لشخصية معروفة "
قال باقتضاب:
"حسنا فهمت.."
لترد هي :
" سأضطر الآن للذهاب لأن لي أصدقاء لم أرهم منذ زمن واتفقنا أن نلتقي!"
قال بلهفة اتضحت لها بنبرته:
" أليس باكرا!"
نظرت في ساعة معصمها الأنيقة ثم نظرت له قائلة بصوتها الأبح الذي أحس به يوتره ولا يعلم ما سبب هذا:
" لا ليس باكرا لأنني اتفقت معهم نتناول الغداء معا بالنادي، كما أن خالد لا يعلم بوجودي هنا فيجب علي الرحيل الآن!"
وقفت من مكانها كما فعل هو بينما يسألها:
" إذن لدينا فرصة للقاء آخر!"
ابتسمت وقالت:
" مؤكد جلال بك لكن انتبه أن تصدم أحد آخر"
تعالت ضحكته ثم هدأ قائلا لها ببطء:
" أعدك أن انتبه جدا وأن يكون صدامي معك هو الأول والأخير!"
مدت يدها له بالسلام فيما تقول:
" شكرا لوقتك جلال بك!"
تناول كفها وقبض عليها بلطف قائلا بنبرة ودودة:
" أنا من يشكرك على زيارتك !".
وقبل أن تلتفت عنه قال لها وقد تذكر شيء ما:
" أنسة سارة"
صمتت الأخيرة تنتظره ليكمل فأضاف موضحا:
" رقم هاتفك، ربما نتواصل لو لم تكن هناك مشكلة"
اجابته سارة
"بالطبع لا توجد أي مشكلة!"
ومدت يدها تطلب هاتفه، أعطاه لها على الفور، سجلت سارة رقمها وأعطته له ثم ودعته واستدارت راحلة.
قبض جلال على الهاتف وحدق في ظهرها بينما تسير للباب قبل أن تغلقه ليظل هو وافقا للحظات بشرود ثم توجه للنافذة الزجاجية المطلة على الطريق، ينظر للتاكسي الواقف أمام الشركة حتى أطلت هي بخطواتها الواثقة ثم فتحت باب التاكسي لينطلق بها، رفع الهاتف يتأمل رقمها لبرهة شاردا فيه!.
يتبع💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:18 PM   #366

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

كان عمران لا زال نائما على غير عادته!؛ بينما سمر تركته في الصباح الباكر وجهزت فطور خفيف ووضعته على المنضدة الموجودة بالحديقة في انتظار استيقاظ ابن عمها التي شعرت به مرهقا كأنه لم يذق طعم النوم.
أخذت الدلو الصغير لسقاية زهور الحديقة وتوجهت إلى زهرتها، انحنت بجسدها تسقيها كما علمها عمران بينما بسمة هادئة ترتسم على شفتيها، أنهت ما تفعله ثم وضعت المرش جانبا وأثنت ركبتيها لتقترب أكثر من الزهرة ثم همست لها:
" صباح الخير!"
تنهدت بخفوت ثم أضافت:
" أعلم لن تجيبني لكن ربما تسمعينني!"
زفرت بعمق وتابعت همسها:
" أتعلمين!، أنني سعيدة، أشعر وكأنني ولدت من جديد، سمر التي أحبها عادت لي!"
لامست الزهرة برفق ثم أكملت همسها المبتسم ككل ما تشعر به:
" عادت بفضل ابن عمي "
" الهاربة"
جاءها الصوت من أعلاها تماما، أجش؛ حانيا يدغدغ كل خلية فيها كأنه يدعوها للبهجة فرفعت وجها بشوشا له تملئه الحيوية رغم هذا الارتباك الذي بدا عليها إثر توقعها أن يكون عمران سمعها تحدث الزهرة فيظنها بلهاء، كان يتابعها بتسلية يرجو أن ينفجر ضاحكا ويخبرها بأنه سمع آخر كلماتها مع الزهرة ويطالبها أن تحدثه عن هذا الشيء الذي عاد لها بفضله، كانت سمر لا زالت متعلقة بملامحه الحبيبة وبسمته المليحة التي باتت سر تسارع نبضات قلبها، جلبابه الفضفاض الذي يليق بقامته الطويلة والذي ما إن رأته حتى فهمت بأنه سيذهب للأرض، نفضت عنها شرودها فيه كي لا يظنها جُنت ثم قالت بتساؤل وهي تقف من مكانها:
" من أي شيء هربت!"
لاحت بسمة على طرف شفتيه ثم أجابها :
" تركتني نائم ونزلتي هنا"
تنهدت بخفوت ثم أردفت:
" ظننت بأنك في حاجة للنوم، وجهك كان مرهق كأنك لم تنم! "
صمتت لحظة ثم سألته:
" ألم تنام!"
رد عليها الصمت بينما هو تأملها مليا يذكر ليلته على الأريكة وهي تجاوره وكيف كان يصارع اشتياقه لها، ورغم كل ألمه ومجافاة النوم له إلا أن نومها بهذا الهدوء جانبه كان سببا في راحة قلبه القلق.
انتزعه من شروده صوتها الخجول وهي تسأله:
" أظن أنك لم ترتح بالنوم بسبب ضيق المكان!"
ضحك عاليا حتى جعل دقات قلبها تدق تكاد تتحرك من مكانها وتعانقه ثم استعاد عمران هدوءه بينما يقول مطمئنا إياها:
" لا بل كان أوسع مما تتصورين بقربك سمر!"
احمرت وجنتيها وقضمت شفتيها تسدل أهدابها عنه، تتتهرب من النظر له فيما تدس خصلات شعرها المموجة خلف أذنها تتذكر كيف فرضت هي نفسها للنوم جواره!.
كانت عينا عمران مصوبة تجاهها، يتأملها برضا رجولي، سمر تجتاح كل الحصون التي يبنيها بينهما ببرائتها ونظرتها المحبة له دون مواربة، حيائها يأسره فيتمنى لو ضمها لصدره، خصلات شعرها المموجة على ظهرها ، تداعبها نسمات الهواء، تدعوه لأن يستنشقها بعمق، منامتها التي ترتسم عليها رغم أنه رآها قبل مرات عدة إلا أنه الآن يشعر وكانها الأولى وهو يتفحصها دون قلق أو خوف فتمنى لو نطق قائلا لها( تبدو عليكِ كالأميرات!)
زفر بهدوء يطرد هلاوسه الصباحية التي يشعر أنها بحاجة لتنطلق ناطقة وهمس لها بغموض بينما نظراته تطوف على ملامحها:
" الوردة أزهرت!"
للحظة توترت، قبل أن تفهم مقصده لترخي عينيها ، تنظر لزهرتها وترد بصوت خافت:
" بلى.."
همس لها :
" هنيئا لها، تعتني بها كثيرا!".
زفرت بخفوت وأجابته:
" لأنها هديتك!"
هنا دقت نبضات قلبه كالطبول تكاد تتراقص قبل أن يسمعها تقول بصوت متلعثم بينما تشير للمنضدة:
" جهزت الفطور!"
نظر للمنضدة وقال ببشاشة ظهرت جليا على ملامحه:
" الجو جميل اليوم، جيد انكِ فكرتِ أن نفطر هنا"
ثم تناول يدها التي أحس بها ترتعش وسار تجاه المنضدة، كانت سمر تتمنى لو طالت المسافة حتى أصبحت أميالا كي لا تتركها يد عمران كما فعل الآن فتسرب البرد لخلاياها وارتعشت قليلا تحاول مدارة ذلك عنه ولكنها لم تستطع حيث تلك النظرة السريعة من عمران صوبها، سحب الأخير كرسي وجلس لتفعل هي الأخرى بينما تمد يدها له بالخبز وهمست:
" أخبرني ما رأيك بالطعام!"
أخذ من يدها الخبز ونظر في عمق عينيها وقال بثقة:
" سيكون طيب يا سمر"
أرخت أهدابها عنه ومدت يدها هي الأخرى تتناول الخبز بينما تسمعه يهمهم برضا وهو يأكل، رفعت وجهها له بفرحة بينما يشير بيده كعلامة بأن كل شيء تمام وقال:
" سلمت يداكِ سمر، الطعام بالفعل طيب"
همست بخفوت:
" وسلمك لي عمران فأنت من علمتني كل شيء!"..
خفق قلبه بين ضلوعه إثر كلامها الذي يحمل بين طياته كل كلمات الحب الذي يتمناها وإن لم تقل أحبك مباشرة..
انتهى عمران من الطعام فحمد الله وقام من مكانه يخبرها بأنه سيذهب للأرض، قامت سمر هي الأخرى ووقفت أمامه مباشرة وهمست:
" ستتأخر!"
قال مبتسما:
" لا أعلم.."
أرخت رأسها عنه تتمنى لو قالت لا تتأخر سأشتاق لك.. رجت لو قالت له، للتو بدأنا حياتنا لما ستخرج وتتركني؟، كثرت الأسئلة في عقلها ولا تجد إجابة، كلها يطالبه بتفسير لبعده عنها! ..
أنامله الخشنة قطعت شرودها وهو يرفع رأسها لتتقابل عينيهما للحظات طالت، كلا منهما يحدث الآخر بصمت قبل أن يطبع عمران قُبلة دافئة على جبينها، أغمضت عينيها متنهدة فيما تحس به يبتعد عنها سنتيمترات قليلة، فتحت عينيها ونظرت فيما يقول:
" سأحاول أن لا أتأخر"
هنا ارتاحت قليلا قبل أن تتشجع وتشب على أطرافها، تستند على كتفيه بيديها، ترد قُبلته بأخرى عميقة على خده وتهمس قربه بدلال فطري:
" سأنتظرك…"
كانت تلك المشاعر التي تغدقها عليه كثيرة لدرجة لم يعد يتحملها، فلو ظل لوقت أطول أمامها فسيضرب بعهده مع نفسه عرض الحائط لذا قال بصوت حاول ان يكون ثابتا لكن جاء متوتر بوضوح:
" سأذهب الآن".
رفرفت سمر بأهدابها بينما تحدق في وجهه طويلا حتى زاد توتره قبل أن تومأ برأسها بصمت دون كلام إلا من حديث عينيها..
★★★★
أنهت سمر ترتيب البيت بعد خروج عمران وظلت تتحرك من مكان لمكان بزهق، تجلس بعض الوقت بغرفتها وأحيانا تعد الشاي وتشربه وأخرى تذهب للنافذة تتابع عمران وهو يقف وسط الأرض بهيئته المهيبة المحببة لقلبها وتطول تنهيدتها حين تشعر بأنه ينظر تجاهها.
مر الوقت رتيبا بطيئا فما كان منها إلا أن قررت بأن تخرج ..فاتجهت لخزانة ملابسها لتختار ما ترتديه.
كان عمران يقف بوسط الأرض شاردا، لا يسمع صوت حديث الفلاحين حوله، ولا ضحكاتهم العالية ونكاتهم، كان في مكان آخر لا يوجد فيه سواه وسمر وعشقهما، نبضات قلبه هائجة في صدره تعاتبه بأن خرج بيوم كهذا، يذكر نظرة سمر التي تطالبه بأن لا يخرج فتزداد دقاته صخبا حتى كادت تغادر أضلعه، يكز على أسنانه وتمنى بتلك اللحظة لو عاد أدراجه وحملها بين ذراعيه وأخبرها عن شوقه إليها لكن كيف يقنع عقله المتمرد عليه…
أحس بأنفاسه تختنق في صدره من كثرة التفكير، جسده علت حرارته رغم الجو البارد فخلع عنه عباءته وألقاها جواره قبل أن يتناول الفأس يساعد بنفسه في حرث الأرض!؛ كان يرفع الفأس ويغرسه بقوة عله يخفف من هذا الضغط الذي يشعر به لكن كأن ما يفعله هباءا فتزداد قوته وهو يدس الفأس بالأرض هامسا في نفسه بألم:
" وما الذي يجبرك على هذا يا ابن الجبالى؛ لما لا تترك متاهات تفكيرك وترتضي قربها حتى ولو لم يكن كاملا دون نقصان كما أردت!"
رفع الفأس وغرسه بالأرض بأقصى قوة لديه، يحس بأنفاسه تعلو وتهبط بصخب وتابع همسه المتألم:
" كلا، فأنا أريدها روحا قبل جسدا!"
صوت أحد الرجال أخرجه مما هو فيه فيما يقول له:
" عمران، زوجتك تناديك!"
توقفت يده مباشرة والتفت للواقفة على طرف الأرض بفستانها الذي يغطي جسدها باحتشام وحجابها الملفوف على وجهها بإتقان بينما تنظر له وبسمة تزين ملامحها..
ترك عمران الفأس من يده وهرول تجاهها بقلق ثم توقف امامها مباشرة وسألها من بين أنفاسه اللاهثة:
" هناك شيء!"
تعلقت سمر به للحظة بينما تراه لأول مرة منذ جاءت يساعد الفلاحين بحرث الأرض، حتى أنه خلع عنه عباءته وظل ببنطال قطني وفانلته التي لا تقيه نسمات الهواء الباردة لكنه كان مهيبا بوقفته كعادته وفكرت تلك اللحظة بأن كل شيء يليق بابن عمها..
صوته الذي ينادي باسمها أخرجها من شرودها فانتفضت ترد عليه:
" سأذهب للمكتبة، لقد شعرت بالزهق وحدي!"
توجع قلبه لنبرتها المعاتبة له وما تحمله في طياتها فهمس بحنو:
" انتظري لنذهب سويا!"
" لديك عمل، لو كان هناك وقت بعد ذلك تعال إلى المكتبة لنعود معا!"
قالتها سمر وهي تتعلق بملامحه الحبيبة فأجابها بصوته الأجش:
" ستعرفين الطريق وحدك!"
ابتسمت وقالت بثقة:
" بلى"
همت سمر تستأذن لتمشي لكنها تبادلت النظرات بين الطريق والمارة فيه؛ نساء؛ فتيات ورجال وبين ابن عمها، أحست بأن شيء يسري بداخلها لم تعهده لكنه شعور لذيذ أحبته، هذا الاحساس بأن عمران لها وحدها والآن لديها كل الحق للإفصاح عن هذا.
همست بوجل بينما تنظر لصدره الأسمر والذي لا زال يعلو ويهبط كأنه كان يعمل بالأرض لساعات بازلا مجهود مضاعف:
" عمران، ألا تستطيع العمل وأنت ترتدي عباءتك!"
صمتت لحظة تراه يحدق فيها بغموض فتابعت متلعثمة:.
" أقصد الجو بارد"
أجفل عمران لنبرتها التي اتضح فيها غيرتها مع حمرة وجهها وهي تتبادل النظرات معه والطريق فتبسم دون ارادته، يحس بقلبه يتراقص بين جنباته قبل ان يجيبها يرضيها:
" بلى أستطيع يا سمر!"
تبسمت براحة مع تنهيدة خافتة بدت واضحة لعمران قبل أن ترحل، حدق في ظهرها وهي تسير بهدوء عبر الطريق الموازي للأرض قبل أن يذهب للمكان الذي ألقى فيه عباءته، ارتداها وبسمة مليحة راضية تزين محياه ثم غادر الأرض وتوجه للمنزل.
★★★
أمام باب المكتبة وقفت سمر تحدق بمصطفى، الرجل الذي تشع ملامحه طيبة، أحست وكأن أبيها بطيبته وحنانه يجلس أمامها، رفع مصطفى وجهه عن كتاب كان قد انشغل به فابتسم وهو ينظر لسمر وقام من مكانه مرحبا، توغلت الأخيرة للداخل وسلمت عليه ثم قالت بمرح:
" جئت للمساعدة!"
ضحك الرجل ملء فاه وقال:
" يا مرحب بك سمر، المكان وما فيه ملكك يا ابنتي!"
تهللت ملامحها ونظرت حولها فيما تقول:
" المكتبة بحاجة لترتيب"
ابتسم لها بحنو وأجابها:
" كل شيء هنا تحت امرك، افعلى ما تشائين، لكن أولا…"
صمت لحظة فهتفت سمر بلهفة:
" أكمل عمي"
قال ممازحا:
" كوب الشاي من يدك"
فأردفت هي بضحكة:
" وتحكي لي عن عمران مثل المرة السابقة"
ربت على كتفها بحنو، يرى على ملامحها امرأة تبحث بكل قوتها عن ما يقوي حياتها مع زوجها لذا أجابها بهدوء:
" بلى، لكِ ما تريدين.."
مر الوقت ممتعا مع مصطفى وتوارى الزهق خلف هذا الحديث الشيق الذي كان كله حول عمران وبعض الأحيان عن أشياء أخرى مختلفة ..
قال مصطفى يسألها:
" هل ستأتين الزفاف!"
للحظة لم تفهم لكنها هزت رأسها وهي تتذكر الفرش التي حضرته مع عمران فقالت بلهفة:
" بلى، لو وافق عمران"
صمتت لبرهة كأنها تفكر في شيء ثم سألته:
" عمي هل هناك متجر للملابس هنا!"
"بالطبع هنا سمر!"
ولم يكن هذا صوت مصطفى بل عمران الذي وقف جانب الباب يستند بكتفه على حاجزه، ينظر لسمر التي التفتت له ببسمة واسعة وقامت بسرعة تجاهه كأنها تهرول ثم قالت بينما هي تقف أمامه:
" إذن أريد الذهاب لهناك!"
تشاغل مصطفى فيما أمامه بعدما سلم على عمران وتركهما على راحتهما في حين سألها الأخير:
" ماذا تريدين من هناك؟"
أطرقت بوجهها ثم نظرت له قائلة:
" عمي مصطفى ذكرني بالزفاف الذي سنحضره ولا يوجد لدي شيء مناسب، الملابس القديمة لا تليق بالحجاب والتي أتت بها ندى ارتديتها كلها ولا تنفع لحفل زفاف!"
هز عمران رأسه وقال:
" هيا بنا إذن لنشتري ما تريدي!"
ثم نظر لمصطفى يستأذن منه والذي نظر له قائلا:
" خذا راحتكما ابني!".
قبل أن تترجل سمر من السيارة أمام المتجر قال عمران:
" سمر إن لم يعجبك المكان سنذهب لغيره حتى لو خارج البلدة لذا اختاري ما تحبيه"
خفق قلبها وهي تنظر لوجهه المهتم بوضوح وأومأت بنعم قبل أن تنزل من السيارة.
بالداخل طلبت من عمران مساعدتها باختيار شيء مناسب لأنها أحست بالحيرة، وهو لم يتأخر عليها بل فورا اشار لفستان ما فلمعت عينيها باعجاب قبل أن تطلب من الفتاة ان تجربه…
ظلت بالداخل تنظر لانعكاسها في المرآة، تلف وتدور برأسها تشاهده من جميع الاتجاهات وقد قررت أن تأخذه، بعد وقت قصير خرجت لعمران الذي تجهمت ملامحه وسألها:
" ألم تجربيه!"
تبسمت وهي تقرب الفستان لصدرها وقالت له:
" بلى جربته وسوف أقتنيه.."
تعلق بوجهها بإحباط ورجا لو اخبرها بأنه يريد رؤيته عليها أما هي فشعرت برضا وتلك النظرة في عينيه تسعدها قبل أن تعطي الفستان للفتاة كي تلفه لها ثم اقتربت من الفتاة وهمست لها بشيء فأجابتها الأخيرة بصوت واضح لعمران :
" بلى مدام هنا ملابس للعروس!"
" تبا"
هتفت بها سمر في نفسها وهي تشعر بوجنتيها تشتعلان متابعة في نفسها بحنق:
" أسألها بخفوت ترد بصوت يكاد يصل لخارج المتجر"
كان عمران تلك اللحظة يتابع ظهر سمر الذي تشنج، يصله خجلها وإن وارته ولم تلتفت له ..
صوت الفتاة انتزعهما من توترهما الصامت وهي تشير لسمر لباب جانب عمران يؤدي للقسم الخاص بملابس العروس، هنا التفتت سمر رغما عنها لتتلاقى مع عيني عمران التي طافت حول ملامحها بحب، يبتلع ريقه يحاول أن يتوازن كي لا يظنه الناس بأنه جن لو احتضن بلوته الآن لكنه لم يستطع تخطي ما يريد قوله لها لذا أوقفها وهو يقترب منها قائلا:
" سمر"
رفعت وجهها له، التفت عمران للفتاة التي تخطتهما للداخل، يتأكد من أنها ابتعدت ثم نظر لسمر ينحني قربها، هامسا بمراوغة جعلتها تزداد حمرة:
" اختاري كل ما تريدي يا سمر، لا تبخلي علينا بشيء!"
ابتلعت ريقها، تحدق فيه ببلاهة وهي تسمعه يقول (علينا)، لم تنتبه بأنها قد قالتها بهمس سمعه، فاومأ لها بتأكيد، ابتسمت بخجل تعي بأنه لا يتهرب منها كما ظنت لذا لم تفكر بشيء آخر سوى بنظرته الولهى بها الآن فزفرت بخفوت تلفحه بأنفاسها الخجول وتركته لتدخل حيث المكان المخصص لما تريد، فاستند عمران على الحائط، يشعر أن زمام الأمور لم يعد في يده بل تولاها قلبه! .
بعد وقت كانت سمر قد اختارت كل ما تريد ، حتى ظنت بأنها اشترت كل ما هو موجود بالمتجر و خاص بالملابس البيتية للعرائس، خرجت مع الفتاة التي قالت لها:
"هنيئا للعروس التي اخترتِ لها تلك الملابس، ستعجبها كثيرا!"
التفتت سمر عن عمران الذي يبتسم بتسلية فيما هي حدجت الفتاة بنظرة مغتاظة، تتمنى لو صرخت بالفتاة لتصمت وترحمها خاصة وهي تفرد بعض الأشياء لتعددها وتحسب سعرها لعمران الذي استند على المكتب الزجاجي الموضوعة عليه الأشياء وتابع بإهتمام شديد تلك القطع الحريرية الناعمة بألوانها وأشكالها المختلفة، جعل سمر تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها.
حين انتهت الفتاة من ترتيب المشتريات، أشار عمران لمكان ما به أحمر شفاه وقال ببطء بينما ينظر لسمر التي فتحت فاها بعدم استيعاب وكأنها ترى ابن عمها لأول مرة:
" دعينا نرى هذا أيضا كي ندلل عروسنا!"
رفع عمران أحد حاجبيه يشير لفمها المفتوح فأطبقت سمر على شفتيها، ترى بسمة متلاعبة على شفتيه فحدجته بنظرة نارية تتمنى لو رحمها لكنه في قرارة نفسه ترك لقلبه حرية التحكم، أراد هو الآخر أن يشعر كونه عريس، يشاركها بكل شيء، وكان هذا احساسا مرضيا لكل كيانه وهو يختار مع سمر زينته والتي شاركته بها الأخيرة عن طيب خاطر حين طردت توترها لأجله، ترسم على يدها وتسأله إن راقه اللون فيومأ بنعم أو لا ولم تأخذ لون لم يختره.
★★★
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:19 PM   #367

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

صف أحمد سيارته على جانب الطريق، وتقبضت يديه حول مقود السيارة حتى برزت عروقه، يتساءل في نفسه ؛ ما الذي يفعله هنا!؛ ولما لم يعد للفيلا بعدما أنهى عمله وجاء في الطريق المقابل لمنزل نغم، أغمض عينيه بقوة وهتف من بين أسنانه يرد على نفسه بصوت خافت:
" فقط لأتأكد بأنها معلمة على قدر جيد من الاحترام لتدخل حياتنا!"
هاتف داخله قهقه ساخرا وأجابه:
" ألا يكفيك بأن والد ياسمين سمح لها بأن تعلمها!"
هتف من بين أسنانه يحس بأنه يختنق:
" لكن أشعر بأن هناك شيء ناقص؛ ما أتاني من أخبار عنها يتناقض مع تلك الشخصية التي عرفتها!"
عاد ذات الهاتف يقهقه بتهكم وقال:
" وهل مجرد لقاء لمدة دقائق يجعلك تقول بأنك تعرفها، أفق يا بشمهندس!"
زفر عاليا وأردف:
" وها أنا أحاول أن أعرفها.."
صمت مليا والتفت حيث المنزل المقابل والذي يفصله عنه الطريق وسيارة أخرى توقفت جانب سيارته ليحس بالهدوء النسبي كي لا ينتبه لوجوده أحد!
عاد يحدث نفسه قائلا بحنق:
" وما الذي ستعرفه إن جئت لهنا !".
ترجلت نغم من الميكروباص، تعدل من ثيابها التي بدا عليها الفوضى، زفرت بخفوت قبل أن تسير بثقل تجاه منزلها الذي لا زال على بعد خطوات، تهمس بضيق:
" ها قد عدت بالخيبة يا نغم ولم تجدي حتى غرفة مناسبة، يالك من بائسة!"
تمسكت بحزامي الحقيبة المرتاحة على ظهرها، علها ترمي عليها تعبها وألم اليوم الطويل الذي انتهى بلا شيء!.
كاد أحمد يشغل محرك السيارة ويرحل، يحس بأن مجيئه لم يك مجديا حين أطلت نغم منكسة الرأس، تسير بشرود وكأن هناك حدث جلل يشغلها!...
التفت يتابعها باهتمام، وتبسم دون ارادته حين أحس بان شفتيها تتحرك كما لو كانت تحدث نفسها..
انتفض في مكانه وفتح باب السيارة بفزع حين تعرقلت بخطواتها وكاد ينزل مهرولا بتلقائية لولا أنها استعادت ثباتها سريعا ثم انحنت لتخلع الحذاء الذي انقطع !؛ حملته في يدها وابتسمت طاردة عنها وجعها بينما تنظر لنفسها تمشي بحذاء واحد!..
تنفس أحمد الصعداء كونه لم ينقاد خلف هذا الهاجس الغريب الذي جذبه لحظة تعرقلها، وتهكم من نفسه قائلا:
" ماذا كنت ستقول لها حين تتلاقى معها، ربما تخبرها بأنك أردت استنشاق الهواء أمام منزلها!"
تابعها وهي تدخل من باب المنزل قبل أن تتسمر عينيه على جارها الأربعيني الذي ترك محله وسار بسرعة خلفها!.
مرت ثواني والأفكار تدور برأس احمد كدوامة تجتاح كل ما حولها قبل أن يطرد كل تردده ويترجل من سيارته متوجها صوب المنزل لتتجمد قدميه في الأسفل على صوت الرجل يهتف بنغم:
" لم تردي علي بعد يا ميس!"
التفتت نغم له مجفلة وهي تفتح باب منزلها لكنها شدت قامتها ونظرت له بتحد بينما يقف قبالتها قرب باب بيته ثم قالت:
" ولن أرد، لانني بالفعل أجبتك وقلت لك لو كنت آخر رجلا بالدنيا لن أتزوجك!"
هتف بها من بين أسنانه وأردف :
" وأنا بالفعل بالنسبة لكِ آخر رجل وسأتزوجك!"
رفعت رأسها بشموخ وزفرت بحنق بينما تتمسك بمقبض الباب الذي فتحته تلقي عليه الدوار الخفيف الذي تحس به ثم قالت بذات النبرة المتحدية:
" متعجبة من ثقتك تلك !؛ هل تظنني سألقي بنفسي بالنار راضية!"
اصطكت أسنانه بغيظ وأردف بغضب:
" وتلك النار هي أولى بكِ"
صمت لحظة ثم تابع بنبرة ساخرة:
" هل تظني بأن مثلك والتي تربت في الملجأ سيأتيها فارس الأحلام، أنا فرصتك فاغتنميها!"
التوت شفتيها بتهكم ثم ضغطت على كل حرف وهي تقول:
" إذن انج بنفسك ودعك من ابنة الملجأ واختر امرأة من سنك تليق بك!"
نظرت ليديه التي تقبضت جواره بغضب لكنها لم تهتم وهي تضيف بذات النبرة الساخرة:
" أو ربما عليك أن تهتم بأخلاقك قليلا لأنها في حاجة لرعاية!"
اهتز جانب فكه بضيق قبل أن يطرد هذا سريعا ويجيبها بلا مبالاة ممسدا شاربه بطريقة أثارت القشعريرة بجسدها:
" أنا كلي خلق حتى اسمي كله كرم وجربي!"
امتعضت ملامحها وأردفت بحدة:
" اسم على غير مسمى، لأنك بلا أخلاق!"
ثم تبادلت النظر بين حذاءها الذي تحمله بيدها وبين كريم وتمنت لو ألقته عليه بكل قوتها، لكنه كأنه قرأ ما فكرت به فنظر لها محذرا وكاد ينطق لكنها لم تترك له فرصة لذلك و دخلت المنزل واغلقت الباب خلفها، تطرد أنفاسها التي حبستها في صدرها طوال فترة حديثها معه..
ظل كريم يحدق في الباب المغلق يعي بأن أي فرصة للزواج منها باتت مستحيلة خاصة مع نبرة التحدي في صوتها و المماثلة لنظرتها التي قالت أكثر ما نطق به لسانها!.
في الأسفل تراجع أحمد عن المنزل والتفت متوجها للسيارة بخطوات واسعة قبل أن يفتح الباب ويقعد مكانه ثم ألقى نظرة سريعة تجاه المنزل الذي نزل منه كريم بوجه غاضب ثم رسم ابتسامة سمجة لإحدى الزبونات التي نادته من داخل المحل لتشتري شيء ما!.
تقلصت يدي أحمد حول المقود وهتف بصوت مخنوق:
" هذا السبب لأنك تريدي الرحيل من هنا!؛ إذن كيف أخبرنا صاحب المنزل بأنك مرتبطة بجارك!"
ظلت هناك حلقة مفقودة و التي ظلت بالنسبة له متوارية خاصة بعد اتصال ياسمين لها ليلة البارحة وحديثهما حول تركها للمنزل، جعلت الأسئلة تدور في رأسه باحثة عن اجابة وها هو قد وجد الأمور معقدة ولا يعرف كيفية حلها!.
تنهد طويلا ثم شغل محرك السيارة متوجها للفيلا ..
★★★
انهارت نغم على الأريكة، تخلع عنها الحقيبة بعنف، تلقي ضيقها فيها وهي ترميها جانبها ثم فكت حجابها ووضعته على الحقيبة قبل أن تنحني بأنفاسها الصاخبة المرتعشة تنزع عنها فردة الحذاء المتبقية، احتضنت رأسها بيديها المستندتين على ساقيها، تفكر بما آلت بها حياته، اليوم كان لديها أمل أن تجد سكن جديد ولو غرفة بمكان جيد إلى حد ما لكن كل السبل كانت مقفولة، همست بخفوت:
" ها قد عدتِ يا نغم بخفي حنين، ماذا ستفعلين!"
كانت رأسها تكاد تنشطر لأنصاف من كثرة ما تفكر به، وكيف تتخلص مما هي فيه حين تراءى لها حلا ينزعها من كل هذا ولو مؤقت، زفرت بعمق ورفعت رأسها والتقطت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم بعينه، حين ظهر أمامها ظلت تحدق فيه بتردد، تتساءل داخلها هل ما ستقدم عليه صحيح أم سيكون إثر تسرع وخوف من المجهول التي باتت تحياه؟..
*****
ما إن وصل احمد للفيلا حتى ترجل للسيارة بسرعة متمنيا شيء واحد؛ ان لا يتقابل مع ياسمين فور وصوله وهذا الشيء كان يعلم بأنه مستحيل إذ أنها تنتظره حين عودته وبالفعل لم تخيب ظنه؛ وجدها تهرول تجاهه فاتحة ذراعيها له، تضمه كأنها لم تره منذ سنوات، لم يستطع أن يردها فضمها لصدره بحنو وهمس وهو يبعدها بلطف بأنه في حاجة لبعض الراحة بعد يوم عمل شاق وقد تفهمت هذا ياسمين لكنها أصرت أن توصله بنفسها لغرفته ثم قالت وهي تفتح باب الحجرة :
" سأتركك بعض الوقت ولكن لا تتأخر أبيه ، أنا كنت في انتظارك لنتناول الطعام معا"
ربت على وجنتها وشرد للحظة في ملامحها الحبيبة التي أصبحت كمسكن قوي لألم جسده ثم قال لها بعد تنهيدة:
" سوف أخذ دش وأرتاح قليلا و أعدك لن أتأخر!".
ما إن تركته ياسمين ونزلت حتى أغلق الباب خلفه، خلع سترته وألقى بها على كرسي الطاولة ثم أخذ ملابس بيتية من خزانته ودخل حمام الغرفة، يلقي بجسده تحت الماء ، ينفض بركان رأسه الثائر، الذي ينفجر دون دوي إلا في نفسه فقط، ظل يخبط بقبضتيه على حائط الحمام فتتناثر المياه حوله فيما يقول بصوت مكتوم:
" ما الذي دهاك لتذهب هناك، ما الذي استفدته سوى تلك المسؤولية التي شعرت بها تجاه فتاة غريبة لا تخصك؟!"
وعادت قبضتيه تخبط بقوة وهتف من بين أسنانه:
" ها أنت عرفت بعض عن حياتها، هل تستطيع فعل شيء!"..
كان صمت فكره ولسانه رد على ما قال فلم يكن لديه شيء ليجيب نفسه.
أغلق أحمد مرش الماء ونشف جسده ثم ارتدى ملابسه متوجها للغرفة حيث وقف أمام المرآة المكسورة التي لم يرد تصليحها منذ ما حدث مع هالة ورغم تعجب ياسمين وطلبها منه أن يصلحها إلا أنه أخبرها بأنه لن يفعل ولا يريد جدالا في هذا وهي أثرت الصمت ولم تعلق..
ظل يحدق في وجهه بالجزء المكسور من المرآة، يتراءى في خياله صوت نغم المرتعش رغم قوته وهي تحدث جارها فيغمض عينيه، ينفض صوتها عن رأسه ثم أخذ المشط ليسرح شعره..
وضع المشط والتفت عن انعكاسه الذي يشعر به هو الآخر يعانده ويرى فيه تلك الأفكار الثائرة، وقف للحظات في الغرفة وهو ينظر للسرير يفكر بالنوم ربما ينسى ما حدث لكنه آثر الجلوس مع ياسمين فربما ثرثرتها تنتزعه من دوامة أفكاره.
في الأسفل كانت ياسمين بانتظاره وما إن نزل حتى طلبت من أم سيد تجهيز الطعام والذي كان وقته صامتا ولا يصدر صوتا من أحمد إلا الشوكة التي تتلاعب بالطعام دون أكله، أما ياسمين فكانت تتابعه بدهشة تاركة إياه بشروده مفكرة بأن هذا تعب العمل!.
ما إن أنهى أحمد الطعام حتى جلس على الأريكة، وضع ساق على الأخرى بينما ياسمين أحضرت قهوته ووضعتها أمامه ثم جلست على الطرف الآخر من الأريكة و التقطت حاسوبها تتفحصه..
أخذ أحمد القهوة، ارتشف القليل منها شارد بصوت جار نغم الذي كان يصرخ بها ساخرا:
( هل تظني بأن مثلك والتي تربت في الملجأ سيأتيها فارس الأحلام، أنا فرصتك فاغتنميها)
كز أحمد على أسنانه حتى أحس بهم يصطكوا، الحنق يتسرب بداخله، يتمنى لو كان جره من رقبته وخنقه بيديه!؛ لكن ماذا كان سيقول لهم وقتها!!..
صوت ياسمين اختلط مع أفكاره وهي تقترب منه تجلس جواره، تقرب الحاسوب له قائلة :
"كان زفاف اخ صديقتي وأرسلت لي الصور"
وأشارت للحاسوب متابعة:
" الصور بدت جميلة!"
نظرت لأحمد الذي كأنه توغل داخل الحاسوب!، تابعت بأمل وهي تحدق في أخيها بينما تقلب بالصور أمامه:
" أتمنى اليوم الذي أقف فيه جوارك وأنت بحلة العرس وجانبك عروسك أبيه"
هنا عادت له ذكرياته مع سمر؛ حلقة ذهبية يلبسها لسمر، حلة رمادية كان يرتديها، يبتسم لها وهي تلبسه دبلته الفضية!!
يختلط صوت ياسمين مع دوامة أفكاره وهي تثرثر باستفاضة غير منتبهة لتكور قبضته على ساقه بينما تتابع ببهجة :
" أتعلم أبيه، ستكون أنيق جدا، سأختار لك ملابسك بنفسي!"
مسد أحمد رأسه بيده الأخرى، يحاول أن يتغاضى عن كل ما تنطق به أخته، يتمنى لو صمتت ليسكت صداع رأسه لكنها أضافت :
" أتخيل عروسك من الآن، كم ستكون جميلة"
هنا اختلط صوتها مع نغم التي تهتف بجارها
(إذن انج بنفسك ودعك من ابنة الملجأ)
وسمر التي اختفى صوتها وظلت نظرة عينيها وهي تخلع دبلتها من اصبعها!.
وبين كل هذا يخترق خياله، لحظة جمعته مع هالة خطأ فكز على ضروسه يكاد يسحقهم بينما تتابع ياسمين ثرثرتها التي لم يعد يسمع منها شيء مع ضجيج رأسه...
( كفى)
صرخ بها أحمد وهو ينتفض من مكانه لترتجف ياسمين بجلستها وقد وقع الحاسوب أرضا، تحدق في أحمد آخر لا تعرفه وهو يشير لها بأصبعه محذرا ثم قال بلهجة غاضبة:
" قلت لكِ يوم جئتِ لا تتحدثي في أمور تخصني، لكنك لم تسمعي الكلام!"
وقفت مرتعشة من غضبه وعينيه الحمراوين، تتابع جسده المتشنج، لا تستطيع النطق ببنت شفة بينما هو تابع بذات النبرة:
" حذرتك أن لا تتدخلي فيما لا يعنيك لكنك فعلتِ"
ضغط على الحروف كأنه يسحقها وأضاف:
" وها أنا أعيدها عليك، تلك منطقة محظورة فلا تطأها بقدميك ، فهمتِ"
قال آخر كلمة بصوت رج أرجاء الفيلا بل وياسمين التي كانت ترتعش كريشة يحركها هواء الخريف، لم ينتبه أحمد لرجفتها ولا لخوفها منه إلا حين همست بصوت مرتعش:
" كما تريد أبيه"
ولم تنطق بعدها كلمة واحدة، أطرقت بعينيها عنه تحاول كتم دموعها التي تحرق مقلتيها لكنها لم تستطع وهي تحس بهم بسيل جارف على وجهها الأسمر يغرقه، هنا أحس أحمد بأن دموعها سكاكين رشقت في منتصف صدره، أطبق صمت رهيب بينهما لا يقطعه سوى صوت شهقات ياسمين الخافتة!.
ظل أحمد ينظر لها لوقت لم يحسبه، يستوعب ما حدث للتو وكيف فلتت منه أعصابه! قبل أن يتركها ويتوجه لباب الفيلا الرئيسي، حدقت ياسمين في ظهره من خلف دموعها، تهمس باسمه بألم، تسأل طيفه بصمت؛ ماذا فعلت!؟ ..
يتبع💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 09:21 PM   #368

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

"كيف حالك أمي ماجدة!"
هتف بها خالد بينما يتوغل لداخل بهو فيلا منصور حيث تقف ماجدة و بجواره يسير جلال الذي استقبله للتو، تبسمت ماجدة وتهللت أساريرها وهي تمد يدها له بالسلام ، ترد عليه بأنها بخير وبمدى سعادتها لتواجده، تدخل جلال قائلا وهو يشير للأريكة:
" تفضل خالد، لأنك ربما ستنتظر بعض الوقت!"
ثم ألقى جلال نظرة تجاه السلم المؤدي للطابق العلوي وأضاف بعد ضحكة قصيرة:
" نورا لم تنته بعد!"
ابتسم خالد وجلس مكانه فيما يقول بهدوء:
" لا بأس سأنتظرها!"
هنا تلاقت عينيه مع عيني ماجدة التي لاح فيها ما يشبه الرجاء والذي فهمه خالد بوضوح، تعلقت ماجدة بملامحه للحظات تتمنى لو استطاع بالفعل انتظار ابنتها، أن ينسى ما حدث ويعطي لنفسه ولها فرصة كي يبنيان بناء قوي بأيديهما معا، أسدلت أهدابها تخفي هذا التوتر الذي أحست به والضعف الذي تسلل لقلبها في حين قطع جلال هذا الصمت والارتباك في جلستهم وهو يربت على كتف خالد قائلا:
" ماذا تشرب خالد!"
تنهد خالد بخفوت ونظر لجلال :
" لا داعي جلال ، سأتناول العشاء بعد قليلا دع شهيتي مفتوحة"
قال آخر كلماته بمرح مصطنع ليضحك جلال بالتبعية رغم تفهمه للهجة خالد المتوترة..
تدخلت ماجدة وقالت :
" إذن بأقرب وقت نرجو أن تتناول معنا العشاء هنا "
صمتت لحظة ثم تابعت:
" وفرصة وقتها أن أقابل أختك سارة، لقد اخبرنا عنها جلال"
" بالطبع، بأقرب وقت!"
هتف بها خالد حين سمع صوت دقات كعب تدق على السلالم الرخامية حيث تهبط نورا. هنا تعلقت عينيه بالسلم دون ارادته، حاول أن يلتفت أو يحيد النظر دون جدوى، وقف يزرر بدلته وهي تقترب منهم فيما جلال وقف هو الآخر يشفق على أخته التي لا ترى رجلا كخالد وعلى الأخير الذي يحاول بقدر إمكانه أن يسيطر على مشاعره تجاه نورا..
أحس خالد بقلبه يدق بصخب وهو يراها ترتدي ذات الفستان الذي قابلها به أول مرة رآها في دبي!..
فستان أسود حريري ينسدل على جسدها الرقيق يعلوه شالها الأبيض الفرو، بزينتها الخفيفة وغمازتيها المحفورتين في خديها كأنهما حفرا في قلبه!، مسح جبينه في ارتباك يغض النظر حين سمعها تقول بنعومة سلبت لبه:
" عذرا خالد لقد تأخرت!"
رفع وجهه لها يمد يده لها بالسلام، يرى وجهه في عمق رماديتيها الفاتحتين ورد بصوت حاول أن يكون هادئا:
" لا بأس أنا معتادا على هذا!"
ضيقت نورا عينيها بتساؤل في حين ماجدة تابعت بتوجس ليضيف خالد مفسرا وهو يترك كف نورا ببطء:
" سارة، مثلك تماما، تجعلني انتظرها كثيرا حتى تنتهي!"
ردت نورا:
" أتمنى لقائها قريبا!"
تبسم خالد يجيبها بتمنيه ذلك في حين أطرق جلال رأسه ...
هنا ضحكت نورا تتذكر كيف تلاقى جلال مع سارة كما حكى لها ثم قالت لخالد:
" علينا الاعتذار لها عن اصطدام أخي بها!"
حدجها جلال معاتبا لتهز كتفيها بلا اكتراث من حرجه وتابعت باهتمام:
" كيف حالها!"
رد خالد يطمنها:
" بخير لا تقلقي"
تدخلت ماجدة باعتذار عن ابنها فرد خالد برقي يليق به:
" لا بأس كان مجرد صدام والحمد لله لم تصب بشيء لذا لا داعي للاعتذار أبدا"
ثم التفت لجلال الذي صمت ليربت على كتفه قائلا:
" كل شيء بخير صديقي!"
نظر لماجدة قائلا:
" سنخرج الآن أمي لو أذنتي !"
هنا ارتجف قلب ماجدة وهي تسمع منه أمي بود اجتاح قلبها، تحس وكأنها فرد من عائلتها بالفعل ورغم كل ما حدث وما عرفه عن نورا لم يتغير في معاملته بل ظل كما هو!.
ردت ماجدة بموافقتها بملامح كلها أمل في القادم ولم يخف هذا عن خالد الذي تهرب من النظر لها، يخاف أن يعطيها أملا هو بذاته قد يأس من وجوده!.
وقف جلال وأمه أمام باب الفيلا الرئيسي ينظران لخالد وهو يفتح باب السيارة لنورا التي كانت ملامحها بشوش ملؤها السعادة..
ما إن جلست نورا مكانها حتى دار خالد حول السيارة ليجلس هو الآخر على مقعده ثم التفت لها ببسمة قائلا:
" مستعدة '
لتومأ برأسها بنعم ثم سألته بلهفة:
" لم آت بالحاسوب الخاص بي اكتفيت بأنني أرسلت التصميم لك هل حاسوبك معك كما اتفقنا"
هز رأسه بنعم ثم قاد السيارة..
ما إن اختفت السيارة، أحست ماجدة بذراع جلال تضمها لقربه وهمس بخفوت:
" كل شيء سيكون على ما يرام أمي!"
تنهدت ماجدة وأردفت:
" الحياة التي أراها تدب في ملامح أختك، أدعو الله بأن لا تغادرها وأن تنقشع عنها الغمامة وترى خالد بعين أنثى ".
تمنى جلال لو وجد ما يرد به عليها ليطمئن قلبها لكنه لم يجد أي رد فآثر الصمت مكتفيا بتنهيدة عميقة وهو يقود أمه للداخل.
★★★
جلس علي في شرفة الغرفة، يضع أمامه أحد الملفات، يقلب فيها باهتمام، بينما ندى كانت تقف قبالته تتابع الطريق المطل عليه الفندق، كان منظرا يسر الناظرين، لكنها لم تشعر بأي سعادة وهي تقف وحيدة دون علي الذي باتت معاملته معها بحساب معاقبا إياها بأكثر الطرق وجعا لها؛ هجرانه لها!؛ التفتت ترنو بنظرها له لثوان قبل أن تقول:
" علي، ربما علينا الحديث!"
لم يرفع نظره لها وظل منشغلا ثم قال:
" تحدثي!"
ضاقت ملامحها وهتفت:
" وهل سأتحدث وأنت مشغول!"
قال بهدوء بينما ينظر لما بين يديه:
" انتظري إذن حتى أنتهي!"
ازداد ضيقها وهتفت بحنق:
" علي، انت لا تهتم…"
رفع نظره لها وقال بينما يتبادل النظر بينها وبين الملف:
" بل أهتم، لكنك تختارين الوقت الخطأ لجدال سيطول"
اختنق صوتها وهي ترد بألم أوجعه:
" أنا يا علي!"
أومأ برأسه بنعم ثم قال لها:
" أنا أهتم لحديثنا لكنك ستعيدي على سمعي نفس الكلام!"
هزت رأسها نافية لكنه حرك رأسه بتأكيد على كلامه ثم قال :
" لدي عمل، وخطأ واحد بتلك الحسابات سيضيع مستقبلي !"
أدارت وجهها عنه وكادت تسير مبتعدة لولا صوته ينادي باسمها و الذي أنعش الأمل في قلبها بأنه سيصالحها فالتفتت في لهفة بدت واضحة له حتى كاد يقوم من مكانه يحتضنها ويروي شوقه الذي أضناه لكنه لم يفعل وظل هادئا ثم قال:
" سننتقل للسكن الخاص بنا في خلال يومين، رتبي أمورك!"
ابتلعت ريقها وهمست:
" هذا ما ناديتني لأجله!"
أومأ برأسه بنعم والتفت عنها يتابع ما كان يفعل قبل حديثهما..
حدجته بنظرة متالمة وترقرقت الدموع في عينيها، تتمنى لو صالحها هو، وضمها يطمئنها لكنه لم يفعل، بل ظل صامد بطريقة لم تعهدها منه!؛ كان علي يشعر بها تقف صامتة، يحس بنظرتها تخترق أعماقه حتى دون أن يراها، يعلم بأنهما في حاجة للحديث لكن ليس قبل أن تفهم ما تفوهت به في لحظة غيرة عمياء.
استدارت ندى عنه ودخلت للغرفة، ألقت جسدها على السرير، وضعت رأسها تحت المخده متمتة بحنق:
" هكذا يا علي، ستظل تخاصمني كما تحب إذن!"
★★★
أمام أحد الفنادق الراقية توقف خالد بالسيارة ثم التفت لنورا التي ظلت طوال الطريق تحدثه فأحس مع كل حرف تنطقه بأن دبيب أمل ينمو في قلبه فيكتمه متناسيا إياه لكنها تعود تكلمه بحديث متنوع من هنا وهناك حتى ملئت قلبه بسعادة قد اشتاق لها منذ ذاك اليوم الذي كسرا فيه هو وهي معا دون أن تدري ساحرته!.
همس يقطع شروده:
" وصلنا!"
تبسمت وهي تنظر للمكان الذي بدا أنه أعجبها فيما وجدت خالد يتابع وهو يلتفت للكرسي الخلفي للسيارة:
" لكن قبل أن ننزل، لدي لكِ شيء!"
أخذ صندوق صغير مغلف ثم مد يده لنورا التي تعلقت بالصندوق وقال:
" هدية بسيطة!"
كان أول رد لنورا :
" ما المناسبة!"
إحباط توغل بكل خلية بخالد وبدا الارتباك عليه وهو يقول:
" أيجب أن يكون هناك مناسبة!"
ازداد عمق الغمازتين بينما تتسع بسمة نورا وصوت تنهيدة عالية فيما تنظر للصندوق الصغير بين يديه ثم قالت ناظرة بعينيه:
" أتعلم بأنني لم أتلق هدايا من أحد منذ زمن!"
لم يعلم خالد تلك اللحظة ما الذي يرد به عليها خاصة حين أكملت:
" حتى عيد ميلادي السابق كنت بدبي…"
توترت وهي تحاول أن تمنع نفسها من البكاء فيما أضافت:
" لم أحتفل بعيد ميلادي وقتها !"
نظر لها خالد مليا متفهما الآن تلك الفترة التي مرت عليها بدبي ثم سألها متعلقا بعينيها :
" ولم يهديكِ جلال شيء!"
تبسمت لها وقالت:
" جلال لا ينساني أبدا حتى مع اعتراضي على الاحتفال أحضر هدية!"
كانت عينيها لا زالت تحدق بالهدية حين قربها خالد لها أكثر وقال:
" حقيقة لها سبب!"
رفعت وجهها بتساؤل فأضاف موضحا:
" لقد اتفقنا على أن نصبح أصدقاء وهذا اليوم يستحق الاحتفال وبما أننا لم نفعل هذا يومها، فكرت باستغلال خروجنا الآن!"
شعرت نورا بخفقات قلبها تتسارع وعفويا رفعت راحة يدها تربت على قلبها ليتعلق خالد بموضع يدها فيما يسمعها تنطق باسمه بطريقة جعلته يتوتر في جلسته لتأثره الشديد بهمسها الخافت باسمه بتلك الطريقة..
مدت يدها تفتح الصندوق بفرحة طفلة تلقت قطعة حلوى تحبها، ما إن فتحته حتى تلاقت عينيها مع العلبة الدائرية الزجاجية التي تحتوي على فتاة ترتدي فستان بلون أبيض!؛ تحمل بين يديها بلورة كريستال، ترفعها للأعلى وتنظر لها، مصدرة موسيقى هادئة ..
كان خالد يتابع انطباعها عن الهدية بفرحة عارمة حين التفتت له نورا وقالت بانبهار :
" تلك الفتاة تبدو كساحرة!"
خفق قلبه فرحا لرؤيتها للفتاة بأنها ساحرة كما تخيلها فهمس يجيبها مؤكدا:
" بلى!"
وهمس داخله( لكنك أنتِ ساحرتي نورا!")
التفتت نورا تنظر للهدية باعجاب شديد ثم وضعتها باهتمام في الصندوق الذي ما إن انحنت قربه حتى شمت عطر مميز فاستدرك خالد موضحا حين أحس بأنها ميزته..
" لم يعجبني العطر الذي تم اختياره من قبل المتجر ففضلت عطري!"
كانت بسمتها لا زالت على محياها فاطمئن قليلا ليتابع:
" اقصد كان المتاح لي وقتها "
ردت نورا بصوت بدا مرتاحا مبتهجا:
" لما تبرر خالد لقد راقني العطر جدا"
تجمدت عينيه عليها حين تنشقت الصندوق بعمق كأنها تملأ رئتيها بالعطر وهمست:
" جيد أنك فعلت هذا"
تأملها للحظات، يحس بأنها غمرت نفسها بعطره وهمس في نفسه:
" اعذريني نورا، فلقد فضلت أن أضع عطري متقصدا رغم علمي بأنه بلا داع!"
صوتها الناعم أخرجه من شروده وهي تقول:
" عليك إذن أن تفعل هذا كل عام، نحتفل بذات اليوم!"
ارتجف قلبه متسائلا في نفسه:
( وهل سنظل معا لنحتفل كل عام)
لكن صوتها عاد ينتزعه من أفكاره وهي تطالبه بقلم ليعطيها متسائلا بعينيه، لم يدم انتظاره كثيرا إذ وجدها تكتب التاريخ على غطاء الصندوق من الداخل ثم أعطته القلم قبل أن تمد الغطاء له فضيق عينيه مستفهما ، قالت بعد ضحكة جعلته يضاهيها فيها:
" خالد، تلك هدية ، اكتب لي شيء!"
توترت ملامحه وهو يلتقط الغطاء، لا يعلم ماذا يكتب، احتار للحظات مفكرا، أيكتب أحبك، أم أعشقك أم لأجلك لا زلت هنا، أم كوني بخير لأكون أنا ...زفر نفسا عميقا وطرده ببطء ثم كتب...
( حركي البلورة وتمني لعل الحلم يصبح واقعا!(خالد).
مد الأخير يده لها بغطاء الصندوق لتلتقطه نورا بلهفة وتقرأ ما كتب بصوت وصله ثم نظرت له قائلة بأمل:
" هل تظن بأن الأحلام تتحقق يا خالد!"
هنا أحس بقلبه يرتطم بصدره يكاد يتمزق وهو يعي بأن حلمها بعيد تماما عنه! لكنها تنهدت بخفوت وهمست بصوت وصله:
" أتمنى أن تعود نورا بلا أوجاع!"
ثم التفتت تضع الهدية في الخلف برفق قبل أن تنظر له قائلة :
" شكرا خالد.."
مرت ثواني وهو يحدق فيها بغموض، قبل أن ينزل من مكانه ويدور حول السيارة ليفتح لها الباب.
في الداخل سحب خالد لها كرسي لتجلس ثم قعد قبالتها بينما سمعها تقول:
" راقني ذوقك باختيار المكان! أتعلم لو اخترت كان سيكون مشابها له"
قال خالد بلهفة مبطنة:
" تعنين أذواقنا متشابهة"
استندت نورا على المنضدة وقالت:
" بلى، حتى الهدية التي اخترتها كأنني من ذهبت بنفسي لاشتريها!"
لو كانت نورا تعلم ما تفعله به لرحمته وهو يشعر بالمكان زادت حرارته، يتمنى لو استطاع التعبير لها عن مدى حبه الذي وئد في مهده، مكبل اليدين هذا ما احس به وهو يتابع ملامحها البشوش ، يراها بعيدة المنال، حلم والأحلام مقيدة بعالم غير عالمه..
همست تطالبه بالحاسوب فانتفض بخفة يعطيه لها، فتحه بنفسه ثم اداره لها فقالت نورا بينما تنظر للحاسوب:
" إذن عليك الجلوس جواري لانني هكذا سأتابع وحدي"
قالتها بضحكة خافتة بينما هو ارتجف في مكانه، يحاول السيطرة على مشاعره وهو يقوم ليقعد جانبها، يتأمل جانب وجهها بينما تشير للتصميم ناسيا كل شيء إلا هي، التفتت فجاة تسأله عن شيء فانتفض يعي شروده لكنه استدرك قائلا مشيرا للتصميم:
" قلت لكِ أنني تركت لكِ حرية التصميم كاملة!"
أدارت وجهها له وسألته ببلاهة:
" إذن ما سبب لقائنا اليوم!؟"
قال بهدوء وتروي:
" قلت لكِ نحتفل بيوم صداقتنا!"
تعالت أنفاسها قليلا، تحس بالفرحة التي خاصمتها لفترة لم تعد تحسبها باتت تغمر كل خلية فيها، همست بينما تمد يدها قرب الحاسوب :
" ألا تريد أن تلقي نظرة على التصميم وتطمئن على أن كل شيء بخير!"
هز خالد رأسه ببطء ثم قال وهو ينظر بعمق عينيها:
" لا أريد…"
ازدادت أنفاسها صخبا وهي تشعر بعينيه لا تحيد النظر عنها ثم قالت:
" مهندسة مبتدئة، تذكر هذا فربما لم أكن…"
قاطعها وهو يستند بأحد يديه على المنضدة:
" أثق بكِ كثيرا وأعلم بأنكِ ستضعين كل مجهودك في التصميم!"
ابتلعت ريقها، تشعر بأن خالد يزرع بداخلها الثقة بل يغرس بذورها في كل خلية فيها، تعلقت بيده التي أغلقت الحاسوب بهدوء ثم نظر لها لتلتفت له وهو يقول:
" نورا، التصميم كامل تحت تصرفك، لن أتدخل فيه، وكما قلت لكِ أثق بك كثيرا!"
كانت متعلقة به وهو ينطق كل كلمة كأنه يسقيها بها، ترفع عن عينيها الغرة التي بدت تشوش الرؤية عنها بينما خالد تمنى لو ازاح تلك الغرة بنفسه، تلاقت اناملهما على المنضدة بلا قصد، هنا أحست نورا بتوتر لا تعلم ماهيته من تلك اللمسة العفوية خاصة حين تعلقت بعيني خالد التي طالت النظر لها كأنها تحدثها بشيء لم تفهمه!.
تهربت من النظر في وجهه وضمت يدها لها كما فعل هو حيث ذات الإحساس الذي توغل له، أنقذهما صوت النادل الذي جاء بكعكة ووضعها أمامهما ثم تركهما بعد تحيتهما..
حدقت نورا في خالد بعدم تصديق، لقد كان بالفعل يحتفل بصداقتهما وقد أعد لكل شيء!
هنا نظرت له بامتنان وهمست بكلمات الشكر ثم قالت:
" كان عليك أن تخبرني خالد، كنت اقتنيت هدية لأجلك"
نظر في عمق عينيها هامسا في نفسه:
" أنتِ هديتي!"
ثم قال بمرح بصوت مسموع:
" لي إذن هدية لديكِ لا تنسي!"
تنهدت بخفوت ثم قالت:
" لن يمر اليوم إذن إلا وأنا أعطيك هديتك"
ولم تكد تنهي كلامها حتى فتحت حقيبتها الصغيرة وأخرجت منها خرزة دائرية بلون أبيض شفاف تحتوي بداخلها على فراشة صغيرة حولها فصوص صغيرة بألوان متنوعة، مدت يدها له به وقالت:
" تلك تميمة حظي!"
ابتلع ريقه وسألها:
" تهديني إياها"
أومأت برأسها بنعم فسألها بصوت حاول أن يكون هادئا لكنه ارتعش وهو يقول:
" وأنتِ"
تبسمت بود تقرب التميمة منه ووضعتها في يده ثم أردفت:
" أنت معي دائما خالد! لذا تلك التميمة كأنها معي!"
صمتت لحظة بينما تتابعه و هو ينظر للخرزة بيده فأضافت:
" أنا لا أؤمن بالخرافات لكن أعجبتني منذ كنت بالمرحلة الاعدادية واشتريتها ومن يومها لا تفارقني!"
قال بخفوت:
" لكنك تفارقيها اليوم!"
هزت رأسها بلا ثم أجابته بثقة وهي تمد يدها تغلق كفه على التميمة:
" التميمة معك كأنها معي تماما يا خالد!"
تأوه خالد بصمت، ملمس يدها الناعمة وهي تغلق كفه أجفله و أحيا النبض الذي يخفق في صدره و يواريه عنها بأقصى قوته، يقينها به كصديق يجعله يلقي بكل شيء خلفه لأجلها هي( ساحرته)
" ألن نحتفل خالد!"
قالتها نورا وهي تنظر للكعكة فضحك خالد بخفة وأجاب:
" بلى سنحتفل صديقتي !"
تعلق بيدها التي قربت الكعكة لهما ثم نظر لكفه الذي أحكم إغلاقه على التميمة وهمس ينظر لجانب وجهها :
" أعدك بأن لا تفارقك تميمة حظك نورا!"
★★★
انتهى الفصل، قراءة ممتعة💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-21, 11:19 PM   #369

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 8 والزوار 32)
‏آمال يسري, ‏هاله بكر, ‏عمرااهل, ‏زهرة الكركديه, ‏Elbayaa, ‏egmannou, ‏همس البدر, ‏ساءر في ربى الزمن


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-08-21, 04:49 AM   #370

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

انسجمت فى الفصل ماحسيت انو انتهى😅
فصل حلو كالعادة اموله 😘😘
سمر و عمران يحاولوا يتداركوا الفرحه اللي نسرقت منهم أول الزواج❤
و نغم وجعت قلبي عليها بوحدتها و كريم رايد ينهشها و يستغل وحدتها و حاجتها💔
احمد بحس انو عم يتصالح مع نفسو و ردود افعالوا هيا الدليل
نورا و خالد بتمنى صداقتهم اتكون شراره لحب عظيم من نورا لخالد❤
جلال و سارة بداية تعارف و نهاية حب إن شاء الله
ماجدة الحنونه هيا نموذج لكل ام التى غايتها سعادة ابناءها ❤

ربنا يوفقك اموله


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.