آخر 10 مشاركات
4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-21, 09:48 AM   #371

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا."الصلح خير".بوادر الندم لدى أحمد باتت جلية من حواره الودود مع جلال والذى يبدو فيه الاشتياق لصديقه ومن اعتبره يوما شقيقه
وأعتقد أنه لولا وجود ياسمين بحياته وتأثيرها الإيجابي عليه ما صفت نفسه سريعا.
والصلح الأخر بمقدم سارة الي مكتب جلال قابلة اعتذاره ومقترحة التدخل من كليهما في مساعدة كلا من نورا وخالد لتخطي الحواجز بينهما.
والتي كانت والدة جلال تتحدث عنها صباحا وخشيتها من ان تظل الصداقة هي فقط رباطهما
وأعجبني جدا رد أخيها بأنه الاهم الآن الإطمئنان عي اخته واستعادة نفسهاليت كل الأشقاء يكونون بهذا التفهم.
امه التي تخشي أن تضيع فرصتها مع شخص يحبها ويحترمها مثل خالد وهنا أيضا جلال يطمئنها بنظرته الحانية
وهي لو تدبرت في كلمة خالد وهو يقول أمي ماجدة لاطمأن قلبها ولعلمت انه لديه نفس القلق والخوف وأنه متمسك بنورا ولم يتخلي عنها
"نا ..الفاعلين هي حل المشكلة".تلك الكلمة علينا..لا تبخلي علينا والتي قالها عمران لسهر بها حل مشكلة اللبس الذي حدث وأوجد ذلك الصراع بين العقل والقلب.
ولكليها أقول عندما يتعلق الأمر بالمشاعر والأحاسيس فلنتركها لصاحب الأمر وهو القلب فهو أصدق حكم
بوادر وتصرفات كلا منهما توشي بمنتهي الحب
فلم القلق والتوتر وهما بالأخير زوجان ولو لم يكن كلاهما مقتنعا وسعيدا لما أتما زواجهما
الحل هو أن يعيشا بطريقة طبيعية كأى زوجين ويدعا حديث العقل لحوارات العقل.
"نغم.. ونشاذxx ".لا استطيع ان اصف ثورة أحمد علي ياسمين سوي انها نشاذ وسط نغم جميل اضفته علي تفاصيل حياته ونغم اخرى تعاني الويلات وحدها يهددها جارها بضغفها وان لا أهل لها ولا سند وكانت ثورته في الوقت الغير مناسب ذلك ان الياسمينة الرقيقة ليس لها أن تخمن سبب غضبته
وليت الإتصال الذى أجرته نغم يكون كما توقعت لوالدى ياسمين حتي ولو كحل مؤقت الي أن تجد سكنا بديلا.
لا ان تقف مكتوفة اليدين امام عجوز متصابي لا أخلاق له.
"وعد غير منطوق".اعطت نورها وعدها لخالد بشكل غير مباشر حينما اعطته تميمة حظها والتي لم تفارقها يوما.وكم هي هدية غالية كأنها وهبته روحها
فمن منا ليس لديه شيئا يتفائل به ويحتفظ به بقلبه وحياته لا يفرط به أبدا
وهي باعطائه تميمتها تأتمنه علي روحها وتلك العبارة "أنت معي دائما خالد "وكأنها ميثاقا وقعته معه ويوما ما ستستبدلها بمقولة أنت بقلبي دائما وسيتحول من خانة الصديق للحبيب ولا أظنه يوما بعيدا فالمشاعر الصادقة تعرف طريقها سريعا لحنايا القلب.
ويبقي فقط خلاف ندى وعلي وأيضا اظنه علي الطريق الصحيح لتعرف ندى خطأها ولا تكرره.
فالحب وحده لا يقيم حياة بل هو التفاهم والثقة المتبادلة
سلمت يداكي علي الفصل الجميل
الي لقاء دمتي بكل الخير والود


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-21, 07:53 PM   #372

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
انسجمت فى الفصل ماحسيت انو انتهى😅
فصل حلو كالعادة اموله 😘😘
سمر و عمران يحاولوا يتداركوا الفرحه اللي نسرقت منهم أول الزواج❤
و نغم وجعت قلبي عليها بوحدتها و كريم رايد ينهشها و يستغل وحدتها و حاجتها💔
احمد بحس انو عم يتصالح مع نفسو و ردود افعالوا هيا الدليل
نورا و خالد بتمنى صداقتهم اتكون شراره لحب عظيم من نورا لخالد❤
جلال و سارة بداية تعارف و نهاية حب إن شاء الله
ماجدة الحنونه هيا نموذج لكل ام التى غايتها سعادة ابناءها ❤

ربنا يوفقك اموله
سلمت لي حواء، سعيدة جدا بتفاعلك مع الفصول والذي يسعدني جدا متمنية ان يعجبك القادم 🥰🥰🥰
وعذرا للتأخر بالرد بسبب النت 🙏💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-21, 07:57 PM   #373

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا."الصلح خير".بوادر الندم لدى أحمد باتت جلية من حواره الودود مع جلال والذى يبدو فيه الاشتياق لصديقه ومن اعتبره يوما شقيقه
وأعتقد أنه لولا وجود ياسمين بحياته وتأثيرها الإيجابي عليه ما صفت نفسه سريعا.
والصلح الأخر بمقدم سارة الي مكتب جلال قابلة اعتذاره ومقترحة التدخل من كليهما في مساعدة كلا من نورا وخالد لتخطي الحواجز بينهما.
والتي كانت والدة جلال تتحدث عنها صباحا وخشيتها من ان تظل الصداقة هي فقط رباطهما
وأعجبني جدا رد أخيها بأنه الاهم الآن الإطمئنان عي اخته واستعادة نفسهاليت كل الأشقاء يكونون بهذا التفهم.
امه التي تخشي أن تضيع فرصتها مع شخص يحبها ويحترمها مثل خالد وهنا أيضا جلال يطمئنها بنظرته الحانية
وهي لو تدبرت في كلمة خالد وهو يقول أمي ماجدة لاطمأن قلبها ولعلمت انه لديه نفس القلق والخوف وأنه متمسك بنورا ولم يتخلي عنها
"نا ..الفاعلين هي حل المشكلة".تلك الكلمة علينا..لا تبخلي علينا والتي قالها عمران لسهر بها حل مشكلة اللبس الذي حدث وأوجد ذلك الصراع بين العقل والقلب.
ولكليها أقول عندما يتعلق الأمر بالمشاعر والأحاسيس فلنتركها لصاحب الأمر وهو القلب فهو أصدق حكم
بوادر وتصرفات كلا منهما توشي بمنتهي الحب
فلم القلق والتوتر وهما بالأخير زوجان ولو لم يكن كلاهما مقتنعا وسعيدا لما أتما زواجهما
الحل هو أن يعيشا بطريقة طبيعية كأى زوجين ويدعا حديث العقل لحوارات العقل.
"نغم.. ونشاذxx ".لا استطيع ان اصف ثورة أحمد علي ياسمين سوي انها نشاذ وسط نغم جميل اضفته علي تفاصيل حياته ونغم اخرى تعاني الويلات وحدها يهددها جارها بضغفها وان لا أهل لها ولا سند وكانت ثورته في الوقت الغير مناسب ذلك ان الياسمينة الرقيقة ليس لها أن تخمن سبب غضبته
وليت الإتصال الذى أجرته نغم يكون كما توقعت لوالدى ياسمين حتي ولو كحل مؤقت الي أن تجد سكنا بديلا.
لا ان تقف مكتوفة اليدين امام عجوز متصابي لا أخلاق له.
"وعد غير منطوق".اعطت نورها وعدها لخالد بشكل غير مباشر حينما اعطته تميمة حظها والتي لم تفارقها يوما.وكم هي هدية غالية كأنها وهبته روحها
فمن منا ليس لديه شيئا يتفائل به ويحتفظ به بقلبه وحياته لا يفرط به أبدا
وهي باعطائه تميمتها تأتمنه علي روحها وتلك العبارة "أنت معي دائما خالد "وكأنها ميثاقا وقعته معه ويوما ما ستستبدلها بمقولة أنت بقلبي دائما وسيتحول من خانة الصديق للحبيب ولا أظنه يوما بعيدا فالمشاعر الصادقة تعرف طريقها سريعا لحنايا القلب.
ويبقي فقط خلاف ندى وعلي وأيضا اظنه علي الطريق الصحيح لتعرف ندى خطأها ولا تكرره.
فالحب وحده لا يقيم حياة بل هو التفاهم والثقة المتبادلة
سلمت يداكي علي الفصل الجميل
الي لقاء دمتي بكل الخير والود
طاقة إيجابية، هكذا يستحق كل ريفيو منك حبيبتي🙏🥰🥰
كل الأحداث ستبدا في الظهور بوضوح ووقتها أتمنى ان تصلك كما رسمتها وتنال اعجابك 🥰
دوما في انتظار رأيك 🥰😍😍واعذريني لتاخر الرد بسبب النت 🙏💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-21, 09:08 PM   #374

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الرابع والعشرين 💜
*********************
( قبل عدة ساعات)
جلست نغم تحدق في هاتفها لوقت لم تحسبه، تمد أناملها لتلمس الأرقام لكنها ترتجف بقوة فتقبض يدها وتضع الهاتف جوارها كأن فيه ماس كهربائي ثم تضم يديها في حجرها، حاولت مرارا وتكرارا أن تضغط على الأرقام بلا فائدة فقد كانت تفكر بشيء واحد يجعلها تتردد في طلبها؛ بأن هذا المكان يوما ما تركته بارادتها، أرادت أن تستقل بحياتها فهل تستطيع العودة له؟!…
أحست برأسها يكاد ينشطر لأنصاف من كثرة التفكير فاحتضنته بين كفيها، وأطلقت تنهيدة عميقة يائسة!..
في تلك اللحظة اخترقت أفكارها نظرة كريم الشرهة التي تكاد تلتهم جسدها دون لمسه، اقشعر بدنها وانتفضت كأن عاصفة ثلجية أطاحت بها، رفعت ساقيها لأعلى الأريكة وضمتهما لصدرها محتضنة إياهما بيديها، استندت بذقنها على ركبتيها ورنت بنظرها للهاتف…
صوت كريم يناديها باسمها بلا ألقاب، يخيفها ويبعث الذعر في اوصالها، نبرته كانت لرجل متملك!، يدرك ما الذي يريده، تعلم يقينا بأنه لا يريدها حبا بل أرادها جسدا، الغثيان الذي شعرت به الآن كان كافيا لأن تكتم فمها بكفها!.
تنفست ببطء، تبعث في صدرها الهدوء لتعود أنفاسها تتباطأ حتى رجعت لتنفسها الطبيعي ثم التقطت الهاتف ولمست الارقام بخفة واضعة إياه على أذنها، لم تدم رنات الهاتف كثيرا بل جاءها الرد سريعا بصوت أنثوي وقور!:
" نغم..؛ كيف حالك ابنتي!"
تنهدت الأخيرة بخفوت وردت بنبرة هادئة:
" بخير!"
أطبق الصمت لحظات قبل أن تقطعه نغم التي قالت:
" هل لي فرصة للعودة إلى الدار!"
جاءها أيضا الرد سريعا، مرحبا :
" تعلمين أن الدار دائما أبوابها مفتوحة لكِ نغم!"
عاد الصمت للحظات، نغم بتوترها والتي تحاول التحكم فيه والسيدة بتعجبها لذا سألتها:
" أنتِ بخير نغم!؟؛ هناك شيء ابنتي!؟"
هزت نغم رأسها بلا وكأن السيدة ستراها لهذا عادت الأخيرة وسألتها ذات السؤال فردت نغم بعد تنهيدة:
" أنا بخير لكن السكن الذي أعيش فيه لم يعد مناسب!"
سألتها السيدة بلهفة عن السبب فأجابتها نغم بنبرة حاولت أن تكون هادئة:
" لا يوجد شيء مهم لكن المكان بعيد عن عملي وأصبحت أشعر بالارهاق كلما تنقلت من المدرسة إلى المول ومنهم للبيت، تعبت!"
قالت آخر كلمة بنبرة جعلت السيدة تقلق فقالت :
" نغم، متأكدة مما تقولين!"
نظرت نغم للفراغ ثم أردفت باقتضاب :
" متأكدة!"
أردفت السيدة:
" حسنا يا نغم الدار مفتوحة لكِ بأي وقت، أنا كثيرا ما حاولت معك أن لا ترحلي لكنك أصررت على مواجهة الحياة بنفسك!"
( ليتني لم أفعل)
حدثت نغم نفسها فيما لا زالت تنظر للاشيء، تمسد جبينها الذي يكاد ينفجر من الصداع ثم أردفت ببطء:
" ها أنا أعود سيدتي لكن مؤقتا حتى أجد سكن مناسب !"
ردت السيدة بترحيب وود صادق:
" بالطبع يا نغم لديك حرية التصرف، أنا أثق بك فأنتِ كبرتِ بين يدي!"
صمتت لحظة ثم أضافت:
" متى تأتين!؟"
قالت نغم:
" صباحا!"
بعد لحظات كانت نغم قد اغلقت الهاتف وقد ألقت التحية على محدثتها، نظرت مليا لشاشة الهاتف تقرأ الاسم( مديرة دار الأيتام)؛ تنهيدة عميقة تبعت نظرتها ثم ألقت الهاتف على المنضدة، قامت من مكانها ببطء، تتجه صوب غرفتها، فتحت خزانتها، أخذت حقيبة صغيرة من أسفل الخزانة ثم جمعت ملابسها المعدودة ووضعتهم بها كما فعلت بكل أشيائها البسيطة ولم تترك سوى منامتها التي سترتديها للنوم واسدال صلاتها، وضعت الحقيبة جانبا ثم خلعت ملابس الخروج وعلقتها لترتديها صباحا قبل أن تأخذ منشفتها ومنامتها لتأخذ دش دافيء..
★★★
وضع عمران كل ما اشتراه في الكرسي الخلفي للسيارة وكذلك فعلت سمر بباقي المشتريات التي كانت تحملها، أغلق عمران الباب الخلفي واستند على ظهر السيارة بيديه قائلا ببشاشة:
" انتهينا!"
أغلقت سمر الباب المقابل له ثم نظرت لملامحه المبتسمة وأردفت:
" لا لم ننته!"
ضيق عمران حاجبيه بتساؤل فضحكت سمر بينما تلتفت عنه تفتح باب السيارة الأمامي لتجلس فتبعها يقعد مكان القيادة ثم قبض بيد على المقود واستدار لها بانتظار أن توضح فأكملت:
" لا زال لدينا ترتيب كل هذا!"
هنا رنت بنظرها تجاه المشتريات واحمرت وجنتيها بينما تعود للنظر لعمران الذي كانت عينيه تطوف على ملامحها بحب واضح، فأسبلت سمر أهدابها وهمست:
" ستساعدني في ترتيبهم !"
ضحك عمران ملء فاه وهو يلتف لقيادة السيارة ثم قال ممازحا:
" كسولة!"
همست بينما تنظر أمامها:
" كنت كسولة أما الآن فلا"
صمتت لحظة تشعر به ينظر لها فقالت:
" لكن لا بأس من بعض التشجيع عمران!"
قاد الأخير السيارة وقال بمرح:
" إذن سيدتي الكسولة سأجلس فقط كمشاهد وكلما أنجزت صفقت لكِ، هل هذا كافي!"
التفتت له وقالت بنبرة صادقة:
" كافي ابن عمي!"
تقبضت يديه حول المقود بتوتر، يشعر بصوتها يسري في جسده كالترياق يحيي كل خلية ظن أن الوجع أماتها!؛ أما سمر فمدت يدها تفتح مشغل السيارة على قصيدتهما التي أصبحت كتعويذة تجمعهما ليحل الصمت بينهما وتتحدث بدلا منهما..
أسندت سمر رأسها على الكرسي بينما عمران استرق النظر لها وشرد في أفكاره التي تموج في عقله، بسمة خفيفة زينت شفتيه بينما يهمس في نفسه:
" اليوم يا سمر سنتحدث بكل شيء، سنطرد كل ما يوترنا، سأسمعك وسأفهم ما يضايقك حتى نبدأ حياتنا على أرض صلبة لا تميد بنا!؛ اليوم سنكون كأي زوج وزوجة يبدأن حياتهما للتو"
" عمرااااان"
قالتها سمر مطولا انتفض عمران في جلسته والتفت سريعا لها قبل أن يعود للقيادة قائلا بضحكة:
" ما بالك سمر، ألن أسمعك وأنا جوارك!"
ضحكت كما لم يسمعها قبل ثم أردفت:
" عمران، أنادي منذ وقت!"
أردف لها بعد ثوان :
" وماذا تريدي!؟"
هزت رأسها بالنفي وقالت :
" لا أريد شيء لكن وجدتك شاردا فأردت الاطمئنان"
مد يده يلامس كفها المرتاحة جانبها، فأجفلت سمر تنظر لموضع يده التي قبضت بلطف على يدها وهو يقول بصوت أجش:
" أنا هنا سمر!".
تعالت دقات قلب الأخيرة حتى أحست بعمران يسمعها بينما هو سحب يدها ببطء مقبلا بطن كفها وأعادها لمكانها بتروي دون تركها، توترت سمر في جلستها من الخجل وهي تشعر بعواطف عمران الجياشة تجاهها في تشجيع صريح منه لتقاربهما دون حواجز..
في الأعلى، فتح عمران باب المنزل لتسبقه سمر التي توغلت للداخل متجهة لغرفة النوم هاتفه :
"عمران، فلنضع الأغراض بالغرفة وستساعدني!"
قالت كلمتها الأخيرة والتفتت له برجاء اجتاح قلبه، فتقبضت يديه على الاكياس وهو يومأ لها برأسه بنعم..
وضعت سمر الأكياس على السرير كما فعل عمران الذي كان ينظر لها بغموض لم تفهمه!..
كان الأخير يفكر كيف يبدأ حديثه معها وهي في خضم فرحتها، لكنه لن يحزنها بل على العكس سيسألها عما يؤرقها سيطمئن عليها وعلى حياتهما معا، هذا ما فكر به وهي تشير للأشياء وتخبره عن أنها ربما تحتاج لمكان بخزانته لكنه لم يرد، كان عقله يدور ويدور حتى أحس بأن الارض تختل تحته، يرجو لو ترك هذا الحديث المعلق لوقت آخر، تأملها وهي تقترب من الخزانة تفتح الدرفة الخاصة بها على مصراعيها ثم التفتت له قائلة والفرحة تزين محياها:
" كما قلت لك، سأحتاج جزء من خزانتك!"
ثم اقتربت من الدرفة الخاصة به وأضافت بينما تفتحها:
" سأستغل جزء لا بأس به منها"
كان عمران يتابعها بفرحة لم ينكرها وهي تسير حوله كالزهرة التي تفتحت لتوها، كل مافيها أزهر حتى بات صوتها رنانا كموسيقى عذبة، أليس هذا كافيا لترضى؟!؛ هتف بها عمران في نفسه..
لكنه رد على نفسه بإصرار وهو يتابعها في صمت:
( أريد أن أسمعها، أن تقولها بصوت عالي، بأن ما هي فيه الآن ليس مجرد عواطف ظهرت في خضم ما حدث أخيرا بيننا!)..
أجفل عمران حين التف ذراعي سمر حول رقبته فجأة، ترفع رأسها له، تنظر بعمق عينيه هامسة باسمه مع تنهيدة عميقة منها قبل أن ترتاح برأسها على صدره موضع قلبه، تسمع نبضاته الهادرة وأنفاسه الصاخبة التي باتت تشعر وكأنها تنطق باسمها، همست تتمتم بكلمات لم يسمعها! فلقد غاب كل شيء عنه إلا عناقها المفاجيء له الذي عصف بكل كيانه..
هنا لم يستطع عمران منع نفسه من أن يضمها لصدره، يعتصرها بين ذراعيه، انحنى قربها يخلع طرحتها عنها ويسدل خصلات شعرها لتتموج خلف ظهرها كما يحب، غاصت أنامله في شعرها، أحست سمر وكأنها أصبحت جزء لا يتجزأ من عمران، كان شعورها تلك اللحظة كالطفلة التي بدأت للتو تعلم السباحة، تركت لمدربها حرية التصرف، يعلمها كيفما يشاء فتقبل بثقة دون تردد، تغوص في العمق ولا تخشى الغرق بل لا تريد التنفس سوى من أنفاسه التي يملأ بها رئتيها!..
صراع داخل عمران يمنعه من أن يغرق في عواطفهما الجياشة التي تدفقت بسخاء، يحس بقلبه يغادره إليها وعقله ينتفض معترضا، يعيد له صوت بكاؤها فيرتجف كل جسده، يعتصر عينيه بقوة يحاول التحكم في شتاته، لم يع بأنه ضغط على جسد سمر بقوة ألمتها لكنها لم تنطق!، تركته ينفض توتره التي أحست به يتوغل لها هي الأخرى، قُبلته بعدما كانت حانية، تذيبها في أمواجها وتخطف أنفاسها تحولت لشيء آخر لم تفهمه، احتبس الهواء في صدرها، يد عمران أصبحت أكثر قوة، أنامله تتحرك على جسدها بخشونة، كانت سمر مع كل هذا تغيب معه، تتجاوب بحب راضية لكنه اعتصر جسدها بقسوة لا تليق به ولم تعهدها منه حتى تأوهت و انتزعت نفسها منه بلطف هامسة باسمه ليفيق عمران محدقا فيها بذهول..
لحظات مرت بينهما كلاهما يحملق بالآخر، أرخت سمر أهدابها تحدق في صدره حيث أزرار قميصه التي فتحتها أناملها!؛ ابتلعت ريقها بوجل لا تستطيع رفع وجهها له فتلاقت مع فستانها الذي افترش الأرض كطرحتها ودبوس شعرها، شعرت بوجنتيها تنصهران، كلها ينتفض بينما عمران ظل مليا ينظر لها بذات النظرة الذاهلة ، يرى سمر تقف مرتعشة تكاد تقع، عيناه تلاقت مع ذراعيها اللذين عليهما علامات أنامله! تنفس بعمق يلعن نفسه بصمت؛ الآن فهم بأنه كان غائبا في أفكاره التي كادت تلتهمه؛ كان قاسيا في عناقها، مسد عنقها الذي تركت قبلته أثرا عليه ثم جذبها لصدره، يداعب خصلات شعرها، متأوها بصوت عالي، يطرد صراع رأسه فيدس رأسه في عنقها، ينثر قبلات حاول أن تكون دافئة لكنها كانت مرتجفة ، تنفس بتوتر بينما يدي سمر تلتفان حول خصره، تغرس أناملها في جسده بلا إراده خاصة مع توتره الذي اتضح لها، زفر عمران طويلا وهو يجد نفسه قد وقع صريع أفكاره بلا حول منه ولا قوة، رفعها عن صدره وداعب وجهها بأنامله الخشنة، تعلقت سمر بوجهه وهمست:
" عمران، ما بك!"
كز على أسنانه لا يفهم ما يحدث له، سمر بين يديه، تعطيه بسخاء، لا تبخل لكن ما باله يشعر بأنه ممزق، يريدها ويخاف قربها!، كيف يوازن؟!؛ هتف بها في نفسه قبل أن يستند بجبينه على جبينها ويهمس بخفوت:
" سمر علينا التحدث!"
أحس بها تتجمد في وقفتها وتخفت أنفاسها حتى كادت تتوقف، فازداد قهره لكنه تابع بينما يرفع رأسه عنها، يحتضن وجهها بين كفيه :
" سمر، كلانا بحاجة لأن يتحدث!"
هنا انسحبت سمر، تعلقت كفي عمران بينما ترتد عنه خطوة، تنظر له بعينين زائغتين، القهر يتوغل بداخلها، يصلها معنى توتره الآن؛ هو لا يريد قربها، سيخبرها بأن ما حدث خطأ وبأن اللاجئة تعدت الحدود للوطن، ترقرقت الدموع في عينيها وتلك الأفكار تكاد تعصف رأسها، صوته المنادي باسمها لم يعد يصلها، كل شيء مشوش حولها، الأرض تدور وتدور أسفلها، انحنت بسرعة تلتقط فستانها ترفعه على صدرها، تحتضنه تداري به جسدها عن عمران!.
اتسعت عينا الأخير مما رأى، أحس بنبضات قلبه تتوجع كأن أحد لكمه فيه بقوة، سمر تخفى نفسها عنه وهي التي كانت منذ لحظات ترتمي على صدره بلا خوف ولا قيد..
مسد جبينه الذي يتصبب عرقا ثم عاد لمناداة اسمها برجاء ، يقترب الخطوة التي ابتعدتها فارتدت هي عنه هامسة بصوت مخنوق:
" لا تقترب عمران!"
هز رأسه بأسى وهمس بتوسل أن تفهمه:
" ما الذي فهمتيه!؛ لم أقصد ما وصلك!"
انسابت دموعها في صمت يقطع نياط قلبه وهمست بينما تضم فستانها أكثر لها:
" بلى فهمت ما تريد يا ابن عمي!؛ لكن كنت أخبرني قبل…"
أرخت نظرها لنفسها وازدادت دموعها الصامتة فضرب عمران على الكرسي جواره وقال بصوت مكتوم:
" اسمعيني!".
أجابته بنبرة لا تقبل الجدال:
" لا أريد سماعك ابن عمي!"
وتركتها بخطوات متعرقلة رغم سرعتها لحمام غرفتها، تخفي خجلها وقهرها عنه..
مسح عمران بيديه على شعره بعنف وهو يراها تغلق الباب خلفها، خبط بكل قوته على رأس الكرسي، وقال بصوت مخنوق:
" ما بالك يا عمران!؛ أين هدوئك كيف فلت الأمر منك هكذا!؟"
اعتدل بجسده وخلع عنه القميص الذي كان كالشوك، أخذ منه سجائره وألقاه على السرير ثم توجه للنافذة فتحها على مصراعيها وأشعل سيجارته، سحب منها أنفاسا متتالية ليعلو دخانها أمامه، يشوش الرؤية ولم يدر تلك اللحظة هل ما يشوش الرؤية عنه دخان سجائره أم صوت شهقات سمر التي تصله جليا تمزق قلبه، تقبضت أحد يديه على حاجز النافذة وسحب نفسا عميقا من السيجارة وزفره بعنف قائلا بصوت مخنوق:
" لا تبكي، كفى يا سمر كفى.."
كان يتمنى لو ذهب لباب الحمام وظل يدق عليه مناديا عليها لتخرج له ويضمها لصدره ولا يتركها أبدا لكنه لم يفعل بل ظل متجمدا في مكانه، لم يلتفت حتى حين سمع باب الحمام يفتح وخطواتها بالغرفة .
كان جسده متشنجا والسيجارة تكاد تلسع أنامله بينما هو محدق في اللاشيء أمامه..
استرق النظر لها بينما تزيح المنشفة عن شعرها وتمشطه قبل أن تلتفت تجاه السرير، هنا القى بعقب السيجارة خارج النافذة واستدار لها سريعا، يقف أمامها، تأملته سمر للحظات بنظرة أشعلت قلبه من الحزن؛ تلك النظرة الممتلئة بألم ممتزج بعتاب وقهر، لم تنطق ببنت شفة، كانت شاحبة كالأموات، شفتيها مرتجفتين ككل شيء فيها، شعرها جمعته فوق رأسها على شكل كعكة، منامتها الواسعة تغطي جسدها، كانت سمر أخرى، يائسة، نعم هذا ما شعر به الآن وهو يتابع ملامحها التي اختفت منها الحيوية، كز على أسنانه في قهر، يلوم نفسه على سوء توقيت حديثه، أسبل أهدابه يدرك خطأه لكن ما ذنبه في انفعالات عقله هذا ما فكر به وهو يمسك ذراعيها بلطف ونظر في عمق عينيها الشاحبتين ثم قال برجاء:
" دعينا نتحدث سمر!"
كان الصمت هو جوابها بينما نظرة طويلة منها طافت حول ملامحه، لم يعلم هل تعاتبه أم تودعه!؛ فاستدرك هو حديثه بذات النبرة الراجية:
" سمر لم أقصد ما وصل لكِ، اجلسي لنتكلم!"
كانت هادئة كثيرا بطريقة أثارت الرعب فيه لأجلها، ربما لو ثارت أو غضبت كان ارحم من هذا السكون الذي يحيط بها..
تبادلت سمر النظرات بين يديه الممسكين بذراعيها ثم لصدره العاري الذي كان لحظة ما مصدر دفء لها ثم عادت لوجهه الأسمر الحبيب لقلبها، ترى نظرة الحزن التي غمرته، كانت تشعر به يشفق عليها، يواسيها في مصابها، يحاول التخفيف من حدة الأمر على قلبها الملتاع، ترى هذا الحديث المتردد على شفتيه!؛ عمران نادم، كانت تلك الكلمات التي صفعها عقلها بها لترتعش للحظة بين يدي عمران الذي كاد يصرخ به لتسمعه، أسبلت أهدابها تخفي الدموع في عينيها قبل أن تتملص من بين ذراعيه، ترجع خطوة واحدة بينما عيني عمران تحملق فيها بذهول وهو يحس بوردته تذبل بعدما أزهرت بين يديه، تنهدت سمر بخفوت تحاول تهدئة أعصابها ثم نظرت له قائلة بصوت تمنت لو كان قوي واثق لكن دون ارادتها ارتعش:
" أعلم أن بيننا حديث طويل يا عمران لكن إن قُلت لك بأنني لست قادرة على الحوار الآن ستنتظر !"
صوتها كان أكثر شحوبا من وجهها، صوت امرأة استسلمت لوجعها، هز رأسه بألم ينكر كل ما خُيل لها لكن لم يعد بيده شيء وهو يرى نظراتها الراجية تطالبه بالصمت فهمس بصوت متحشرج:
" لترتاحي الليلة ونتكلم صباحا!"
أومأت برأسها بنعم ثم تركته وتوجهت للسرير، التفت عمران لها، يراها تزيح الأكياس على الأرض بلا اهتمام، فاقدة شغفها بكل ما اشترت بعدما كانت تطير فرحا، انكسرت سعادتها على يديه، هنا اعتصر عينيه بقسوة وتقبضت يديه جانبه حتى برزت عروقه والنار تشتعل في صدره تلهبه، فتح عينيه بتروي يتابعها وهي تتمدد ببطء على السرير، تسحب الغطاء حتى رأسها، سحق أسنانه يمنع صياحه؛ سحب نفسا طويلا ثم زفره بتمهل، يشعر بحاجته هو الآخر للهدوء، جسده ينتفض لا يعلم من حزنه ام من البرد الذي يلفح صدره العاري ..ألقى نظرة على سمر التي تفتعل النوم ثم للنافذة التي تغمر الغرفة بالهواء البارد فتوجه ناحيتها وأغلقها ثم ذهب للخزانة، فتح درفته وظل متسمرا أمامها يذكر كلمات سمر بأنه ستشاركه الخزانة الخاصة به، بسمة منكسرة لاحت على طرفي شفتيه والتفت ينظر للأكياس التي تكومت جانب السرير بحزن قبل أن يسدل أهدابه ويأخذ ملابسه ثم يتحرك ليذهب للحمام، كاد يخرج من الغرفة لكنه تراجع وأغلق الباب متوجها للحمام الخاص بغرفة سمر..
بخطوات مترددة تقدم للداخل، كان هذا يوما ما حمام غرفته، له وحده، لكن الآن أصبحت سمر تشاركه فيه ككل شيء في حياته، نظر لنفسه في المرآة ووضع يده على صدره موضع قلبه ثم همس :
' حتى قلبي ابنة عمي تشاركيني فيه، أنتِ كالهواء الذي بدونه لا أحيا يا ابنة الجبالي!"
احنى جذعه وفتح الصنبور يغمر وجهه بالمياه ثم رفع رأسه يتأمل وجهه الذي شحب هامسا بخفوت:
" أحبكِ تلك الكلمة التي أريدها منك، فقط لأطمئن؛ أريد أن أكون بالنسبة لكِ كل شيء كما أنتِ بالنسبة لي!"
زفر بعمق يلتفت عن انعكاسه، كي يأخذ دش دافء، تلاقت عيناه مع ملابس سمر المعلقة، مد يده المرتعشة يلمس تلك القطعة الناعمة التي كانت ترتديها منذ لحظات!؛ أرخى رأسه يتذكر كيف التقطت فستانها تداري جسدها عنه فقبض بقوة على القميص ليتكور في يده، نار تلك التي تتوغل بأوصاله ولا يجد ما يبردها، وضع القميص مكانه ثم نزل حوض الاستحمام ليأخذ دش بارد…!.
كانت سمر قد جلست على سريرها في دهشة حين سمعت عمران يدخل لحمام غرفتها، بسمة ساخرة على حالها، تضم ساقيها لصدرها تتساءل متى يحين أوان اخبارها بندمه، تُرى كيف سينطق الكلمات وبأي صيغة، ربما سيختار كلمات لطيفة ليهدأ من صدمتها؛ هكذا هو دوما لطيف رغم حزمه، طيب رغم قوته، حنون رغم ملامحه الخشنة، ألهذا عشقته!؛ واحست به كالدماء التي تسري بها، لكن اليوم جسدها كله يئن ألما وخوفا، اليوم اللاجئة على حدود الوطن حتى تخرج منه كما جاءت.!
★★★
( الوقت الحاضر)
ترجلت نورا من السيارة، نزل خالد من مكانه ووقف أمامها، تعلق بيدها التي تضم هديته لحضنها، تحملها باهتمام شديد واضح له، بسمة خفيفة ارتسمت على جانبي شفتيه قبل أن يقول لها:
" شكرا نورا لتلبيتك دعوتي ولهذا الوقت الذي قضيناه!"
ضمت الصندوق بتملك ثم نظرت لخالد الذي تعلق بملامحها الهادئة تحت الضوء المنعكس من الإنارة الخارجية لفيلا منصور، همست قائلة:
" أنا من عليه شكرك خالد، أنت لا تعلم مقدار سعادتي.."
صمتت للحظة تتبادل النظرات مع خالد والهدية ثم قالت :
" وأشكرك على الهدية"
كانت أحد يدي خالد في جيب بنطاله الذي دس فيه خرزتها الشفافة ككل شيء في صاحبتها، قبض بخفة على الخرزة وقال لها:
" لا أعلم من عليه شكر الآخر نورا، لكن كل ما أريد قوله الآن بأن تميمة حظك في أمان معي وترسل لكِ سلامها!"
ضحكت نورا بخفوت وأردفت :
" تميمتي، عليكِ إرسال السلام لي دوما!"
نظر لها خالد بغموض لم تفهمه ثم قال بصوت حاول أن لا تظهر فيه مشاعره:
" إذن متاح لتميمتك الاتصال كل يوم تطمئنك أنها بخير!"
تنهدت نورا بعمق ثم أسبلت أهدابها وأردفت:
" نعم يحق لها صديقي!"
خفق قلب خالد بدقات متتالية يشعر وكأنها ستغادر صدره لنورا التي باتت تؤجج كل عواطفه والذي ظن بأنه يستطيع إخمادها لكن الآن تأكد بأن قرب نورا يحرك بركان مشاعره…
مد خالد يده يسلم على نورا التي تبسمت تلقي له تحيتها قبل أن تتركه وتمر من بوابة الفيلا..
بعد لحظات صعد خالد سيارته، جلس في مكانه، ينظر للطريق أمامه للحظات كأنه يفكر في شيء قبل أن يخرج الخرزة من جيبه، نزع ميدالية مفاتيحه ثم أبدلها بالخرزة من خلال الحلقة الصغيرة المرفقة بها، رفعها أمام عينيه، ينظر لها مليا بابتسامة من القلب، يحس وكأنه ينظر لساحرته من خلالها!.
أرخى يده وشغل سيارته بعد نظرة قصيرة لفيلا منصور ثم سار في طريقه للعودة …
بخطوات سريعة متلهفة كانت نورا تتوغل لداخل الفيلا كطفلة صغيرة أخذت عيديتها! وبخطوات أسرع تكاد تصل للهرولة كانت تصعد السلالم المؤدية لغرفتها، كادت تفتح باب الغرفة لكن صوت أمها أوقفها وهي تنادي باسمها، ظلت يد نورا ممسكة بمقبض الباب والأخرى تحتضن الهدية، تحدق في أمها للحظة قبل أن ترد عليها..
تنهدت ماجدة وتحركت من أمام باب غرفتها، سارت تجاه نورا التي كانت بسمتها كهدية لقلب أمها القلق، وقفت ماجدة أمام نورا وقالت:
" هل كنت ستنامي دون أن أراكِ نورا!"
هزت الاخيرة رأسها بلا ثم انحنت تقبل أمها، اعتدلت بوقفتها قبل أن ترد:
" لا بالطبع يا أمي، كنت سأبدل ملابسي ثم أتي إليكِ!"
تعلقت ماجدة بالصندوق الصغير الذي تضمه نورا ففعلت الأخيرة بالتبعية قبل ان تنظر لأمها وترد على سؤالها الصامت قائلة بفرحة :
" هدية من خالد يا أمي!"
ارتجف فم ماجدة وفرحة ابنتها تصلها جليا، حتى تمنت لو أخبرتها بنفسها بحب خالد!؛ لكنها أطبقت على فمها تاركة لخالد حرية وكيفية إخبارها، ربتت ماجدة على وجنة ابنتها وهمست:
" كوني سعيدة دائما نورا!"
ارتجف صوت الاخيرة وهمست :
" سأفعل أمي…"
كان صوتهما يصل لجلال الذي يمدد جسده على السرير الخاص به، تركهما يثرثران للحظات طالت بينما بسمته كانت تشاركهما، زفر أنفاسه ببطء، يحس بأن بريق أمل يتسلل في صوت نورا ربما هذا لا يعني تعلقها أو حبها لخالد لكنه يعني له الاهم حاليا؛ عودة أخته كما عهدها!.
قام جلال من من مكانه والتقط هاتفه من على الكومود، فتح شرفة غرفته واستند بأحد يديه على السور، ينظر إلى شاشة جواله بتردد..
أغلقت نورا الباب خلفها وخلعت عنها شالها ثم وقفت بمنتصف الغرفة تدور بعينيها باحثة عن مكان لهديتها التي أخرجتها من الصندوق، تلاقت عينيها على مكتبها الذي يقبع أسفل نافذة غرفتها فتبسمت وهي تتوجه صوبه، دارت حوله ثم جلست على الكرسي ووضعت الهدية بمنتصف المكتب وفتحتها لتسمع النغمات الهادئة التي تصدرها الساحرة حاملة البلورة، ظلت تحدق فيها للحظات طويلة بشرود تتساءل في نفسها:
" جاءتكِ كثير من الهدايا نورا لكن لم تسعدي هكذا!"
صمتت مليا واعتدلت بجلستها، تستند على الكرسي ولا زالت عينيها تحدق في الهدية ثم أجابت نفسها :
" لأنها جاءتك بالوقت الذي تحتاجي فيه لمن يسحبك من الفراغ والخواء الذي تشعرين به!".
صف خالد سيارته في المكان المخصص لها بحديقة الفيلا، التقط ميداليته في حلتها الجديدة وترجل من السيارة مع بسمة راضية تزين محياه، دس إحدى يديه في جيبه بينما يسير تجاه باب الفيلا، توغل للداخل، يصدر صفيرا من بين شفتيه تتراقص عليه الميدالية المدلاة من يده الأخرى.
ما إن دلف للبهو حتى تلاقت عينيه مع سارة الجالسة القرفصاء على الأريكة، تضع على ساقيها حاسوبها الذي كان صوته يدوي بالمكان حيث المذيع الخاص بأحد الماتشات..
اتسعت بسمة خالد فيما تلتفت له سارة تخفض من صوت الماتش وقالت بمرح:
" وها قد عدت اخي العزيز!"
جلس خالد جوارها، بينما سارة صمتت للحظة تتابع بسمته المليحة المرتسمة على شفتيه، ملامحه الفرحة، كان رجلا آخر غير الذي خرج منذ ساعات؛ الآن من يجلس جانبها رجل يشع وجهه بالحيوية، فتابعت بذات المرح:
" كنت أظن سآكل البيتزا وحدي!"
تلاعب خالد بميداليته وهمس وهو ينظر لها:
" بالفعل ستأكلين وحدك سارة!"
تعلقت الأخيرة بالميدالية في دهشة بينما تشاكس أخيها:
" تناولت العشاء دوني إنها خيانة"
التفت لها خالد وقرص وجنتها لتتأوه، مغلقة عينيها مدعية الألم بينما تسمع خالد يردف:
" ليست خيانة بل فرصة لترتاح بطني من البيتزا وسماع ماتشات مسجلة ومباشرة"
قهقهت سارة وهي تعتدل في جلستها وقالت :
" انها متعة لو جربتها ستحبها"
وقف خالد وهز كتفيه بلا مبالاة وقال لها:
" دعي تلك المتعة لكِ يا سارة ودعيني برأسي مرتاحة!"
وتركها متجها صوب السلالم يعود لصفيره بينما يتلاعب بميداليته فصدح صوت سارة مشاكسا:
" خالد أين ميداليتك الذهبية!"
لم يلتفت بل قال وهو يصعد أول درجة:
" بدلتها بالماس يا سارة!"
تنهدت الاخيرة بخفوت وبسمة مطمئنة ارتسمت على ملامحها بينما ترد عليه بصوت واضح:
" خالد، انتزع سعادتك ولا تتركها للظروف!"
توقف خالد مكانه مستديرا لها فأومأت برأسها بنعم، ظل هكذا ثوان معدودة قبل ان يزفر بخفوت ويستدير مرة أخرى ليصعد غرفته.
ما إن اختفى طيف خالد حتى وضعت سارة حاسوبها جانبها والتقطت هاتفها، حدقت فيه بنزق، تتمتم بضيق:
" أعطيتِ جلال رقمك ولم تأخذي منه الرقم الخاص به يالك من ذكية!"
ألقت الهاتف جوارها بقلة حيلة قبل أن تعيد الحاسوب على ساقيها، تشاهد الماتش بينما شيء واحد يجول في خاطرها؛ بأن خالد بدأ أول جولة في حياته الجديدة لكن ماذا بالنسبة لنورا..
هنا صدح صوت جوالها فالتفتت له مجفلة، أخذته بسرعة وهاتف داخلها يخبرها بأنه جلال!
ردت عليه ليأتيها الرد دون سؤال:
" معك جلال منصور"
تنهدت سارة بخفوت، قبل ان ترد مرحبة ثم أطبق الصمت بينهما للحظات، كلا منهما على شفتيه حديث لا يعلم كيف يصيغه، كلاهما يريد السؤال عن شقيق الآخر لكن كيف!؟؛ كان هذا ذات السؤال بعقليهما..
تعلق جلال بالقمر الذي يتوسط السماء، تلفحه نسمات الهواء الباردة فيزفر بهدوء قبل أن يقطع الصمت قائلا:
" أحيانا الصداقة تكون حياة أنسة سارة!"
لوهلة لم تفهم مقصده، زاغت عينيها بتساؤل قبل أن تقوم من مكانها، تسير صوب باب الفيلا الرئيسي لتنزل السلالم وهي تجيبه:
" هل الحياة دبت في أرضكم!"
ضحكة قصيرة كانت رده يعي أنها تتحدث عن نورا كما هو فعل وتحدث عن خالد وأخته فرد بنبرة هادئة:
" صعب ان أقول لكِ بأن الحياة بالفعل دبت بأرضنا لكن ما انا واثق فيه أن بذورها نثرت الليلة!"
تنهيدة عميقة كانت إجابة سارة بينما تجلس على احد الكراسي الملتفة حول المنضدة بالحديقة ثم بعد صمت أردفت:
" جلال بك معنى أنها نثرت أي في طور النمو وستدب بها الحياة قريبا..!"
هز رأسه بلا ثم قال لسارة:
" لا تنمو بذور دون رعايتها فلو لم تجد من يرويها ستموت في مهدها!'
ردت سارة بثقة بعد لحظة تفكير في أخيها الذي عاد بملامح ملؤها الحياة :
" ستزهر جلال بك!"
ابتسم الأخير يسمع صوتها الواثق، نبرتها المميزة بصوتها الأبح الذي بات متأكدا بأنه قادر على تأهب عقله لسماعها دون مقاطعة؛ لمعت عينيه ببريق أمل متسائلا في نفسه؛ كيف لصوت أن يكون قادر على تأهب كل حواسه وليس عقله فقط.؟.
قاطعت سارة حديث نفسه تنادي باسمه فانتفض في وقفته، يرد عليها بأنه لا زال يسمعها، استدار تجاه السرير والقى جسده عليه، أثنى ذراعه ووضع رأسه عليه ثم أجابها:
" نعم ستذهر…!"
طال الحديث بينهما من هنا وهناك، جلال كان يحاول بقدر إمكانه أن لا تغلق سارة الخط، كان يبحث في رأسه عن أحاديث ويراوغ كي لا تنهي المكالمة لكنه بالأخير تنحنح يشعر بأن حججه كلها أصبحت غير كافية خاصة أن سارة ليست من النوع الذي يسترسل في الحديث، تمنى لو قال لها انتظري قليلا فصوتك ينثر بذور الحياة في الروح المتعبة لكنه لم يستطع حين قالت :
" الآن سأضطر لاغلق، أعتقد بأنهما ليسا في حاجة لنا!"
توقفت الكلمات على شفتي جلال وهو يحدق في السقف بلا استيعاب، تلجم لسانه الذي كان يظنه يوما بانه قادر لادارة أي حديث لكن مع سارة الأمر مختلف تماما!؛ هنا اعتدل بجلسته ورد عليها:
" لكن لنا حديث آخر أليس كذلك!"
نظرت سارة بالفراغ، تشعر بمراوغة جلال الواضحة، تفهم ما يحاول ان يصل له منذ وقت؛ جلال يطيل الكلام متقصدا وهذا ما أقلقها، كيف تفهمه بأن ما يحاول تخطي حائط سد من أحجار صلدة!..
زفرت ببطء، تحاول ان لا تنفعل او يظهر في نبرتها فهمها له ثم قالت:
" لندع الحديث للصدف، إن كان لنا نصيب بحديث آخر فمؤكد سيحدث!"
فقال جلال بلهفة بينما يعتدل بجلسته:
" لكن إن احتاج خالد ونورا لنا…"
قاطعته سارة بتأكيد:
" لن نتأخر أبدا، أعدك بهذا!"
هنا تنفس جلال الصعداء، يحس ببريق أمل لا زال بينهما..
صوت اعلان اغلاق الخط جعل عيني جلال تدور في حدقتيه، مسح على وجهه، يمسح قطرات عرق وهمية لم تكن سوى لتوتره الذي سرى في كل خليه من جسده..
همس يقول بيقين وهو ينظر في شاشة الهاتف:
" كل الصدف ما هي إلا ميعاد مسبق ، وأنا أحب صناعة الصدف سارة!"
مع ذكر اسمها اتسعت بسمته وأعاده متذوقا إياه ببطء مرات عدة!..
★★★
جلس أحمد في حديقة الفيلا الخلفية، على طرف حمام السباحة، أثنى بنطاله وانزل قدميه في الماء، يحاول أن يستعيد بعض من رباطة جأشه التي انتزعتها ياسمين دون قصد منها، تعلق بعينيه بصفحة الماء، يتراءى أمامه عيني ياسمين الباكية، فيكز على أسنانه مغلقا عينيه، يحاول نفض كل هذا عنه لكن دموع ياسمين اختلطت مع حديثها الذي جعل كل جسده يقشعر، وهو يستعيد كل ذكرياته؛ أمه، سمر، هالة…
كان يشعر بهن كأشباح تهرول من حوله ثم تقف أمامه كأنها تعانده، تمنى بتلك اللحظة وهو يركل الماء بقدمه لو طالت تلك الأشباح وأخفتها عنه لكن ركلته لم تفعل شيء سوى أنها جعلت الأشباح تتراقص على صفحة الماء لتجعلها ليلة مرعبة لقلبه الملتاع..
أرخى أهدابه، يستند بيديه على حافة الحوض بينما يخترق كل هذا الضجيج، عناق ياسمين وصوتها الذي بات كادمان له، كلماتها العفوية، وجنونها في بعض الأحيان وهدوئها، كل شيء يخصها يتوغل في أوصاله، قطعة منه، هذا ما احس به وهو يمسح تلك الدمعة الوحيدة التي انفلتت من عينه تشاطر الياسمين ألمها والذي كان هو سببه!..
في غرفة ياسمين، ارتمت الأخيرة على سريرها باكية بشهقات متتالية، تسأل نفسها عما فعلت فلا تجد إجابة فيزداد نحيبها، تهتف بصوت مخنوق:
" كنت نبهني أبيه عما فعلت لكنت كففت فورا لكنك لم تفعل!"
تعالت شهقاتها وهي تعتدل في جلستها وتقوم من مكانها، تمسح وجهها بكم كنزتها الثقيلة، سارت صوب الدولاب، فتحته واخرجت منه ألبوم الصور وعادت لسريرها مرة أخرى؛ وضعته عليه وجلست تقلب فيه، ترى الصور العديدة التي ضمتها مع أحمد، ابتلعت ريقها الجاف وهمست بصوت متحشرج بينما تلامس إحدى الصور:
" هل كل الحنان الذي أغدق علي به أبيه، مجرد وهم مثلكِ، أنا جمعت نفسي معه عبر الفوتوشوب لكن الحنان والحب ليسا ضمن تلك البرامج!"
قالت آخر جملة واختتق صوتها بينما تتابع:
" وجودي هنا كان بخداع ولولا هذا ما أبقاني هنا، كل ما جمعني بأبيه وهم!!"
مسحت وجهها المغمور بدموعها، ثم اخرجت احدى الصور من الألبوم، كانت تجاوره على شاطيء البحر، لامست وجهه الحبيب وهمست له في عتاب كأنه سيسمعها:
" أبيه هل ستطلب مني أن ارحل يوما ما، هل سأكون حمل ثقيل عليك!؛ أنا لا أستطيع سماعها منك، لو قلتها أنت لمت أنا وضاع أملي باق العمر!"
شهقت عاليا و تشوشت الرؤية أمامها بينما الصورة أصبحت ضبابية من كثرة الدموع، تهمس له برجاء أن يسامحها!.
★★★★
لم يزر النوم عيني سمر، كانت تغمض عينيها علها تغفو دون فائدة، تشعر بعمران جوارها يتقلب مرارا، يستغفر لحظة وأخرى يلتفت لها، تحس به يتأملها فتظل مغمضة عينيها، حتى لا تتلاقى معه كي لا تنفرط أعصابها أو ترتمي على صدره تخبره بحبها، وبأنها كانت على أمل أن يبادلها هذا الحب، لكن كل ظنونها انهارت أمام عينيها وهو ويبتعد عنها كأن قربها يؤلمه!؛ أنفاسه الساخنة كانت تلهب وجهها فتشعر بالبرد يزول رغم رجفتها التي لا زالت تجتاح جسدها، يده التي تداعب خصلات شعرها الآن ثم وجنتها كانت رغم خشونتها كنسمة هادئة مرت على قلبها لتعيد ترتيب نبضاته مرة أخرى، كانت حركة يده على وجهها كفيلة لأن يزورها النوم، تحس بالأمان يرجع لها، تتيقن بأن عمران وطنها وأنها دونه تائهة، تتلاعب بها الرياح ولا ترحمها، تحتاج لذراعيه اللذين أصبحا لها كجدران تحميها من السقوط.
استسلمت سمر أخيرا للنوم وانتظمت أنفاسها فتبسم عمران، يحس ببعض الراحة حين تأكد من هدوء انفاسها، كان يشعر بالألم يسري بكل خلية فيه مع صحوها وتخفيها خلف نوم زائف تفضحه أنفاسها المضطربة ودمعتها التي تفلت من جانب عينها تعاند صاحبتها فيلتقطها بأنامله، تنهد بخفوت قبل أن يقترب منها يقبل عينيها ثم ضمها له بلطف، ذراعها الناعمة التفت هي الأخرى بخصره فتبسم عمران يغمض عينيه بينما سمر تندس في صدره!.
صوت أذان الفجر يصدح جعل سمر تتململ في نومها، فتحت عينيها ببطء لتتلاقى مع عيني عمران النائمة، بينما يده تطوقها بتملك مقربة إياها منه، نبضات قلبه تصطدم بصدرها، دمعة وحيدة فلتت من عينها فمسحتها قبل أن تقبل وجنته الخشنة وتزيح يده بلطف لتقوم من مكانها كي تتوضأ.
بعد وقت كانت تجلس على سجادة الصلاة بينما تناجي الله بأن يعيد لها راحة قلبها التي تريد مغادرتها..
كان عمران لا زال نائما يغوص بعقله مع صراخ سمر وهي تجري وسط الحشود، تنادي باسمه لكن لسانه معقود لا يرد، يراها تتأمل كل وجه باحثة عنه لكنه بعيدا جدا فتعالت صرخاتها، وبح صوتها، شهق ينتفض من نومه ليجلس مكانه، ينظر جواره فلم يجدها، التفت على صوتها الملهوف وهي تقوم من على السجادة:
" عمران أنت بخير!"
حدق في وجهها للحظات قبل أن يرد برأسه بنعم، أخذت كوب الماء من على الكومود وأعطته إياه ليتناوله ويرتشف بعض منه بينما هي تقول بحنو اجتاح كيانه:
" قم يا عمران، صلي الفجر ليست عادتك ابن عمي أن تتأخر على نداء الصلاة"
حملق فيها ، يطوف بعينيه على ملامحها يتمنى لو جذبها لصدره وأغرقه بكل حنان الدنيا لكنها التفتت عنه ودارت حول السرير لتعود مكانها بعدما خلعت اسدال صلاتها..
★★★
مر الليل بطيئا بينما أحمد يجلس في مكانه كتمثال من الشمع لا يدل على حياته سوى أنفاسه التي باتت متسارعة كأنها في سباق، الضوء بدأ يتسلل على صفحة الماء ليتوارى الليل المؤلم ويأتي صباحا محملا بنسماته الباردة المختلطة مع الشمس التي لا زالت متخفية بخجل خلف غمامة بيضاء تنسحب رويدا رويدا ..
أطلق أحمد زفيرا طويلا قبل أن يقف من مكانه ويسير بإرهاق تجاه الفيلا، في بهو الفيلا، كان المكان هادئا، لا صخب، لا رائحة الياسمين، كان جوا كئيبا مؤلما لأعصابه، أثار الذعر في قلبه وهو يتخيل نفسه يوما بلا أخته، مجرد تفكيره في هذا جعله يهرول تجاه السلم المؤدي لغرفتها، يقف أمام بابها الموارب، يدق بتردد عليه ويهمس باسمها بخجل بان في صوته ، ينظر للضوء المتسلل من غرفتها، ويتابع ندائه فلا يجد رد، امسك مقبض الباب وفتحه بهدوء، ينادي بخفوت علها نائمة، فتح الباب ودخل ببطء، تلاقت عينيه مع سريرها الفارغ إلا من صور تناثرت عليها بفوضوية، تقدم بتمهل، ينظر حوله ولا زال ينادي باسمها بلا فائدة، التفت لحمام غرفتها المغلق وتوقع أن تكون في الداخل فجلس على السرير لانتظارها، تلاقت عينيه مع صوره التي جمعته معها، أحس بقلبه يرتطم في صدره، يده المرتعشة تمتد بتردد تجاه الصور، جمعها وكل خلية فيه ترتجف، يحس بروحه تأن في ألم وهو يقلب بالصور الكثيرة جدا، وكلها مع ياسمين؛ صحيح الأخيرة قد حكت له عن جمعها لصوره يوم لقائها له، لكن الرؤية غير السمع، شعوره الآن وهو يلامس الصور غير..
قلبه يرتطم في جنباته وهو يتخيل كيف قامت بجمع كل تلك الصور وضمت نفسها له، كيف كان شعورها وهي تعيش خيال قد لا يتحقق يوما، مرر أنامله على صورة قد تغير لونها، يرى مكان الدموع في انحائها، دموع صامتة لم يستطع منعها وهو يحتضن الصور له، هامسا بحشرجة:
"سامحي أخاكِ ياسمين، كنتِ تتألمين وأنا لم أحسب يوما كهذا.."
وضع الصور على السرير ونظر للحمام الذي بدا الهدوء هو فقط ما يأتي منه فقام أحمد من مكانه ، سار تجاه الحمام ودق على الباب لكن لم يأته رد، عاد الطرق مرات ومرات بلا جدوى فقال بصوت قلق:
" سأفتح الباب ياسمين !"
لكن الصمت الرهيب كان رد عليه، هبط قلبه بين قدميه وهو يفتح الباب ليجد المكان معتما لا أحد فيه، ارتد خطوة واستدار عنه ، هرول لغرفته يبحث عنها فلم يجدها كما فعل بكل أرجاء الفيلا حتى أم سيد التي استيقظت على صراخه باسم أخته، قامت تبحث عنها معه بلا فائدة..
صوته الجهوري كان يصدح بالفيلا ينادي باسمها بجنون، توجه للحديقة حيث أفراد الأمن اللذين كانوا في سبات عميق بينما البوابة مفتوحة، هنا هدر بهم بصراخ هز كل مكان حوله يطالبهم بالبحث عن ياسمين حول الفيلا فيما هو صعد حيث توجد الكاميرات، ابتلع ريقه الذي كان كأشواك تدمي حلقه وهو يرى ياسمين تحمل الحقيبة التي جاءت بها تسير بعيد عن سور الفيلا!..
ظل يخبط بقبضته على المكتب أمامه، صرخاته باتت عالية أكثر قبل أن يمسك رأسه يحاول التفكير بتعقل..
صورة واحدة كانت تتراءى أمامه الآن( نغم)
قال أحمد الاسم بينما يرخي يديه جواره، كان اسمها كنسمة أمل في لحظات كالنار تصهر جسده، أخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وبخطوات واسعة توجه للسيارة، اعتلى مكان القيادة متجها حيث منزل نغم .
★★★★★
" ما بها المسافة لا تنتهي"
هتف بها أحمد وهو يدق بيده على المقود، يحس بأن المسافة ما بين الفيلا ومنزل نغم لا تريد الانتهاء وكأن الأخيرة تعيش بكوكب غير الأرض!؛ ورغم سرعته التي كانت أقصاها إلا أن المسافة كأنها تبتعد!..
كان قلبه يخفق بقوة وكأنه سيغادر أضلعه، كلما تذكر اختفاء ياسمين عن عالمه، يطلب رقمها مرات عديدة لكن الهاتف مغلق! فيقبض بيديه على المقود حتى برزت عروقه، يكز على أسنانه ينهر نفسه بعنف على انفلات أعصابه على الصغيرة..
توقف أمام المنزل، وترجل بسرعة من السيارة، يهرول تجاه السلم فيما يصعد لمنزل نغم الذي لم يره قبل، كانت دقاته على الباب قوية وعالية حتى استيقظت نغم مفزوعة، تتلفت حولها بذعر، تنظر في المنبه الذي قارب الثامنة!؛ بينما تبتلع ريقها مع دقات الباب العالية التي كانت تتوقعها لكريم، قامت من مكانها بحنق ترتدي اسدال الصلاة وكل ما تنتويه تلك اللحظة هو صفعة حتى ترتاح قبل تركها للمنزل الظهر لكن صوت ليس غريب اخترق سمعها مع الطرقات الملهوفة:
" أنسة نغم افتحي!"
ابتلعت ريقها بقلق وهرولت تجاه الباب تتمتم قائلة وهي تفتح الباب:
" الباشمهندس!"
ولم تكد تنهي كلمتها حتى تخطاها أحمد يتجول بالبيت الصغير صارخا باسم ياسمين، حتى غرفة نغم قد دخلها وكاد يتعرقل بحقيبتها الصغيرة لولا أنه انتبه، كانت الأخيرة تقف في بهو المنزل مصدومة، قدماها متجمدتان، ولسانها معقود تحاول النطق فتتلجم الكلمات على لسانها لكن أحمد أعادها من شرودها وهو يعود لها مهرولا ويسألها عن ياسمين..
هزت نغم رأسها بلا استيعاب، تحس بأن ما تعيشه الآن حلم!؛ الباشمهندس أحمد رمزي بملابسه البيتيه وشعره الغير مرتب، يلهث كمن يجري بسباق يعيد عليها سؤالها عن ياسمين وكأن اسم الأخيرة أعادها للواقع فانتفضت تسأله هي الأخرى:
" ما الذي سيأتي بياسمين هنا!؛ ولما وأين هي!"
هنا ارتطم قلبه بين قدميه مع أسئلتها وصدمتها التي تؤكد له بأن ياسمين لم تأتي لها بل أن نغم لا تعرف حتى مكانها، تهدل كتفيه وهذا البصيص من الأمل قد ذهب كانه لم يكن ..
مسد ذقنه بتوتر بينما يسمع نغم تسأله بلهفة عن اخته فزفر بفوة وقال بيأس:
" رحلت!"
صرخت نغم وهي تعيد الكلمة على لسانها وتسأله عن الأسباب ..
كان لا يجد رد عليها سوى إعادة الكلمة على سمعها( ياسمين رحلت)
هزت نغم رأسها غير مصدقة، تكاد تصفعه وهي تتوقع بأنه سبب رحيل ياسمين..
أمل آخر صدح برأس أحمد فلمعت عينيه بينما ينظر لنغم وعلى لسانه كلمات مترددة فحسته نغم على الحديث تسأله ماذا يريد أن يقول!؛ فابتلع ريقه ثم أغمض عينيه بقوة كأن ما سينطق به مهمة صعبة قبل أن ينظر لها قائلا بصوت أجش:
" اتصلي بأهلها علها هناك!'
زاغت عيني نغم وتهربت من النظر لأحمد فيما تقول له بصوت حاولت أن يكون صلب لكنها ارتجفت بوضوح:
" كيف ستصل لهم بتلك السرعة؛ هل ستركب صاروخ للسفر لهم!"
" أهلها هنا بمصر، أعلم هذا اتصلي أرجوك واطمئني عليها!"
هتف أحمد بتلك الكلمات لتفتح نغم فاها، بعدم استيعاب، تحدق في أحمد تحاول التأكد مما سمعته فهز الأخير رأسه بتأكيد ..
أرخى أحمد رأسه عنها، يذكر يوم عودة ياسمين، كان رغم كل شيء يثق بأن المرأة التي أنجبته لن تترك طفلة كياسمين تأتي وحدها دونها وأبيها وصدق حدسه حين أكد له الرجل وقال حرفيا( الفتاة عادت مع أمها وأبيها!)
عاد من شروده على صوت نغم التي لا زالت في دهشتها بينما تقول برجفة:
" سأتصل حالا!"
وذهبت لغرفتها تأتي بهاتفها ثم خرجت له وقبل أن تتصل قال بلهفة':
" آنسة نغم، لا تخبريهما عن تغيب ياسمين لو هي هناك …"
قاطعت حديثه هامسة :
" فهمت!"
لامست الشاشة تطلب رقم حاتم، تفكر ما الذي ستقوله له بهذا الصباح الباكر، أتاها الرد سريعا مرحبا لا يوحي بأي ألم أو ضيق فهمست متلعثمة دون ارادتها تلقي الصباح على حاتم الذي رده أضعاف، ثم قالت بذات الصوت المتلعثم لكنها لفته بالمرح:
" أعلم بأنه الصباح الباكر لكن ماذا تفعل لفتاة حلمت بكما فأرادت أن تصحو على صوتكما!'
ضحك حاتم ملء فاه وقال لها بحنوه المعتاد:
" إذن احلمي بنا كل يوم لتتصلي يا نغم ونسمع صوتك ابنتي!"
مسح أحمد على وجهه بتوتر، يتهرب من النظر لنغم التي كانت ترنو بنظرها بينما تقول لحاتم:
" كيف حال الصغيرة!"
" أعتقد انها بخير خاصة مع آخر اتصال، كان صوتها مرحا جدا!"
نطق حاتم بتلك الكلمات التي أكدت على عدم معرفته بغياب ياسمين، فهزت نغم رأسها بلا لأحمد الذي هبطت نبضات قلبه كأنها ستتوقف..
أغلقت نغم الهاتف ونظرت لأحمد الذي كانت ملامحه تئن وجع وتؤكد عليه بأن حاتم لا يعلم بتغيب ابنته..
هنا تخطاها أحمد ليخرج لكنها اوقفته قائلة:
" انتظرني باشمهندس، لحظات سأبدل ملابس وأتي معك!".
توقف مكانه يومأ لها بالموافقة، وقد راقت له الفكرة فربما تعرف نغم مكانا قد تلجأ له أخته، بسرعة كانت نغم تدخل لغرفتها مغلقة الباب خلفها، تنظر لحقيبتها قبل ان ترتدي ملابسها..
كان كريم يقف عند باب بيته، يحدق في باب منزل نغم الموارب، نيران تشتعل في صدره منذ فتحت الباب لهذا الرجل الذي زارها يوما مع الفتاة السمراء، يزداد اشتعال النيران بروحه وهو ينظر للباب الذي فتحته له واستقبلته في بيتها!؛ تساءل في نفسه بحنق عما يحدث بالداخل في هذا الوقت الباكر!؛ نواياه كانت خبيثة، يظن بها الظنون، يمسك رقبته بضيق وهو يتخيلها تعانق الغريب فيكاد يهرول تجاه بيتها وينتزعها منه لكن الباب الذي فتح وطل منه الفتى الثري والذي كان بملابس بيتية جعلت النيران تتأجج برأس كريم وهو يسأل نغم بحنق وكأن له سلطة عليها:
" إلى أين تذهبين الآن يا ميس!"
أغلقت نغم الباب وأحست بالرجفة تسري بجسدها مع نظرته التي ذكرتها بتحذيره لعدم قربها لأي رجل، كادت الأخيرة تنطق لكن صوت أحمد العميق قطع كل هذا وهو يصيح به:
" وما شأنك أنت، هل كنت وصي عليها!؛ أم تم تعيينك لحراستها!"
صمت أحمد ينظر لنغم بنظرة داعمة أدهشتها، أحست بتلك اللحظة بأن أحمد يخبرها لا تخافي!؛ كذبت حدسها لكن شعورا بالقوة الحقيقية تسلل لداخلها ولم يكن مصدره سوى أحمد الذي وقف جوارها كمن يشد على يدها دون لمسها أو حتى النطق بهذا صراحة، زفرت بخفوت و شدت قامتها تستعيد ثباتها بينما يتابع أحمد رفع سبابته بوجه كريم الذي احتقن وجهه وتابع في حدة مغلفة بتحذير صريح !:
" لا تتدخل فيما لا يعينك وإلا لاقيت ما لا يرضيك!"
انعقد لسان كريم وتجمد في مكانه، يرى نظرة أحمد النارية تكاد تحرقه، صوته الجهوري المحذر لم يكن إلا لرجل؛ يحمي شيء يخصه؛ يفهم ما يحدث ويعلم يقينا ما يريده كريم!؛ التفت الأخير يتابعهما وهما يهبطا السلم هامسا في نفسه!( هل اشتكت نغم لهذا الرجل، ومن هو من الأساس!؟)
كانت نغم تهبط الدرجات بسرعة كما فعل أحمد ليبحثا عن ياسمين التي كانت الأهم بهذا الوقت لتشغل بال نغم عن جارها..
أخيرا تحرك كريم من مكانه بعدما أحس أنه تسمر فيه ثم سار خطوتين ليتوسط الممر الذي يفصل الشقتين، كز على أسنانه من الغيظ بينما يقول يضغط على حروفه:
" ستكون نغم لي كاملة، كيف لا أتدخل!"
ضحكة قصيرة تبعت كلامه ثم تلاعب بشاربه يتخيل نغم بين أحضانه ، تعطيه ما ظمأ عنه منذ أول مرة رأها فتابع حديثه:
"حذرتك يا ميس ولم تسمعي الكلام...فتحملي!"
★★★
وقف عمران خلف نافذة غرفته، يتابع سمر بينما تسير تجاه الباب الخارجي للمنزل، كتفاها متدليان، يحس بالحزن ينبعث من كل جزء فيها، تنفس بعمق وهمس بخفوت:
" عنيدة يا ابنة عمي، اسمعيني ولو لحظة لا تتركي خيالاتك تقودك للاشيء!"
مسح وجهه بإرهاق، لقد كانت ليلة طويلة، وصباحا صامتا مع فطور مشابه لم تقطعه سمر سوى بعدة كلمات بأنها ستذهب للمكتبة تقضي نهارها هناك ولم يعترض عمران بل وافق بترحاب كي تنفس عن ألمها بدلا من أن تظل بين أربعة حيطان خاصة مع خروجه الصباحي للأرض التي تأخر بالفعل عليها لكن لم يرد ترك ابنة عمه وحيدة وكان طلبها للخروج نجدة له من قلقه عليها.
ابتسامة منكسرة لاحت على شفتيه بينما يرى سمر تقف على أطراف الأرض توليه ظهرها، موضع مكانهما الذي كان في البارحة، تخيل وجهها الآن وبسمتها التي تزين شفتيها، تذكر غيرتها التي ظهرت مع كل كلمة نطقت بها، سحب نفسا عميقا، يعاتب نفسه التي لن يسامحها إلا حين مسامحة سمر له، حك ذقنه يتساءل كيف يراضيها..؟!.
على اطراف الأرض وقفت سمر، ترى عمران بعين خيالها ، يغرس الفأس بكل قوته!؛ كأنه كان يعاقبها!؛ تراه يهرول تجاهها بصدره الاسمر،وأنفاسه الصاخبة، بسمته المليحة تزين وجهه، نظرته القلقة مثل سؤاله عن سبب مجيئها للأرض..
كانت الأحداث تتواتر على رأسها حتى أحست بالدماء تتفجر في عقلها، لا تعلم هل عليها السعادة لأنه يعاملها بلطف، أم حزنها لتجنبها الحديث عن شيء محتوم، عن علاقة باتت تحتاج لوضع أسس للقادم، تعي الآن بأن عمران يريد ان يشرح لها ما غاب عنها في لحظة عشقها وولهها به وبالتالي ينزع نفسه من ضعفه في قربها، تنهدت بخفوت تطرد خيالاتها قبل أن تسير في طريقها للمكتبة.
امام باب المكتبة وقفت تتابع مصطفى بينما يبيع أحد الكتب لأحدهم، رمقته سمر باعجاب بينما يحدث الشاب عن الكاتب واسترسل في الحديث بنبذة مختصرة عن الكتاب، دخلت بهدوء بعد إلقاء السلام وسحبت كرسي عند ركن الاستعارة، جلست عليه تسمع ما يقوله مصطفى، لكنها شردت بعيدا، وعادت وساوسها تلتهم عقلها، ترى أمامها كبريائها يناديها بأن تترك عمران لحياته وحبيبته التي تتمنى لو عرفتها..
هنا ارتطم قلبها في صدرها وهي تسأل نفسها، كيف شكلها!؛طويلة أم قصيرة، ولون بشرتها ربما ناصعة البياض وربما لا، أغمضت عينيها بقهر بينما تسأل نفسها وما السبب الذي جعل ابن عمها يحبها، فتحت عينيها ببطء تهمس داخلها؛ مؤكد جميلة، لا بل فاتنة وربما من هنا، حتى ربما تكون من مكان قريب من بيتها..ومؤكد تكرهها لأنها أخذت منها حبيبها...
دمعة هاربة فرت من عينها تزامنت مع صوت مصطفى الحنون:
" لم تتذكريني اليوم بالشاي فجهزته أنا يا سمر!"
أجفلت الأخيرة لشرودها الطويل ولتلك الدمعة الحارة التي تسيل على وجنتها فمسحتها بسرعة ثم وقفت تأخذ الصينية من مصطفى تتهرب من النظر في عينيه بينما تقول متلعثمة:
" عذرا منك عمي، لقد شردت قليلا!"
وضعت الصينية ثم جلست مكانها، سحب مصطفى كرسي هو الآخر، يتأمل وجه سمر الشاحب، دموعها التي تتألق بعينيها..
تنهد الرجل طويلا ثم مد يده يعطيها الشاي، أخذته منه سمر شاكرة إياه ليومأ لها برأسه مرحبا.
ارتشف مصطفى القليل من الشاي ثم وضع الكوب على المنضدة متفحصا سمر التي تتهرب من نظرته العميقة..
" أتعلمين يا سمر كم مر علي وهنية بتلك الحياة من أوجاع!"
هتف مصطفى بالكلمات بصوته الرخيم لترفع سمر وجهها له باهتمام فتابع مصطفى حديثه:
" مر علينا الكثير، انها الدنيا فنحن لسنا بجنة!"
كانت سمر لا تجد كلمات ترد بها عليه وهي تحس به يقرأ دواخلها حتى دون سؤالها..
تبسم مصطفى بحنو وأضاف:
" تخطينا الصعاب كلها لكن يدا بيد!"
قال آخر كلماته يضغط عليها مؤكدا على كل حرف فهمت سمر ترد لكنه اوقفها باشارة من يده بينما يتابع:
" تمسكت هنية بيدي كما فعلت انا معها"
أرخى اهدابه يداري الحزن الدفين قبل أن يعود للنظر لسمر قائلا!:
" لم يشأ القدر أن انجب والكل وقف يطالب هنية بالانفصال فلها حق أن تكون أم!"
هنا سمر شعرت بقهر الرجل الذي طالما بسمته تعلو محياه، كانت لا تدري كيف تؤازره لكنه تخطى هذا وتابع:
" انا بنفسي طالبتها أن تعيش حياتها لكنها رفضت، وقالتها لي صريحة؛ أنا أم منذ تزوجتك، سأراك أبي وامي وابني وكل ناسي!"
ترقرقت الدموع بعين سمر فانهمرت بصمت بينما يضيف:
" ومن يومها عشنا حياتنا كأسرة كاملة كأننا لدينا أطفال، هي طفلتي وأنا طفلها!"
همست سمر بينما تمسح دموعها بكم فستانها:
" خالتي هنية تحبك كثيرا!"
ابتسم الرجل وعادت بعض من بشاشة وجهه وأجابها:
" وأنا أحبها بل أظن أحيانا بأنها أنا"
صمت لحظة يتابع وجه سمر الغائب عنه نضارته ثم قال:
" أنا لا أحكي لكِ كي تحزني ! لكنني أريدك أن تفهمي شيء واحد، الحياة لا تمر إلا حين نتمسك بيد من نحب، نسمعه ونحدثه!"
همست بصوت مرتعش بكلمات لم يفهمها مصطفى لكنه تابع :
" انا لا اتدخل في حياتك يا سمر!"
هزت الأخيرة برأسها تنفي أنها فهمت حديثه بتلك الطريقة بينما هو أضاف مفسرا :
" لكنني كأبيك، رأيتك حزينة فأردت نصحك لتجدي طريق سعادتك "
كلماته كانت تطرق على باب قلبها، تنسيها ألمها وغربتها، حاجتها لعناق أبيها وحضن أمها، كانت في حاجة لمن يسمعها فوجدته دون نطق منها، همست بصوت متحشرج:
" أظن بأن سعادتي تخاصمني عمي!"
ربت مصطفى على راحة يدها بحنو ثم قال:
" السعادة لا تخاصمنا يا سمر، انها فترات تمر علينا، أحيانا مُرة وأخرى حلوة ومرات بين هذا وذاك! وما علينا إلا أن ننتهز فترات سعادتنا ونرتشفها كاملة لتعوض وقت حزننا!"
الراحة التي تتغلغل في أوصالها كانت كافية لرسم بسمة على طرف شفتيها بينما تقول في أمل:
" وماذا نفعل لو تأخرت السعادة!"
قال بيقين:
" الله يعطينا السعادة بكرم يا سمر، ربما تتخفى وسط هموم الحياة وما عليكِ سوى النبش قليلا لتجديها!"
صمت يتابع ملامحها التي تتأمله باهتمام ثم أضاف:
" أم لا تريدها!"
قالت بلهفة( أريدها)
ثم أرخت أهدابها بإحباط متابعة:
" لكن ليست لدي القوة للنبش عنها"
عم الصمت للحظات قبل أن يقطعه مصطفى الذي بدا وكأنه يفكر:
" تمسكي بيد عمران وانبشا معا حتى تلتقيا بها"
رفرفت بأهدابها عدة مرات، تتساءل في نفسها عن كيفية ذلك ليجيب مصطفى سؤالها الصامت:
" كل مرة تأتين إلى هنا تطلبين أن أحدثك عن عمران، دعيني إذن أكلمك عن شيء مهم بعمران ربما لم تأت فرصة لنتحدث عنه!"
تنبهت كل حواسها للاستماع له بينما هو استند على ظهر الكرسي وقال:
" عمران كتوم، قليل الكلام"
تنهدت سمر مدركة هذا في فترتها التي عاشتها معه، تابع مصطفى:
" حتى في حزنه كتوم، يداريه عن الكل ولكن إن رأى أحد حزين يجري ليسعده دون طلب"
قالت سمر محبطة فهي لا تعلم طريقة لفك كتمانه هذا:
" وكيف لنا أن نرى دواخل الشخص الكتوم يا عمي!"
" الحب يفتح كل الأبواب المغلقة يا سمر وأنتِ تحبينه!"
قال مصطفى كلماته مؤكدا على كل كلمة بينما يرى ملامح سمر المهتمة بكل حرف؛ تتمنى لو طلبت منه بأن يسترسل في الكلام خاصة حين قام من مكانه يأخذ بعض الكتب كانت على المنضدة قائلا:
" سأرتبها على الأرفف"
قامت سمر بلهفة تاخذها منه:
" أنا من سيفعل!"
أعطاها مصطفى الكتب وهمس بذات النبرة الحانية:
" هدأ الله بالك ابنتي!"..
كانت سمر ترتب الأرفف كما اعتادت منذ أول يوم جاءت فيه بينما مصطفى يرتب جزء آخر محدثا سمر بحكايا من هنا وهناك حتى كان بعضها مضحكا لتعلو ضحكتها وآخر مؤلم لتصمت تشاركه الحدث فيقطع هذا بنكتة تضحكهما معا حين صدح هاتفه ليرد قائلا:
" عمران!"
وكأن تعويذة سحرية ألقت عليها، تجمدت مكانها ككل جزء فيها حتى الكتاب بيدها، تبسم لها مصطفى وهو يجيب عمران:
" حين تسافر للمحافظة لشراء طلبات الأرض تتأخر"
تجهم وجه سمر تلك اللحظة خاصة مع عدم سماعها لما يقوله عمران! فضمت شفتيها بطفولة فهمها مصطفى بقلب أب.
هنا فتح الأخير مكبر الصوت،أرخت سمر اهدابها بخجل تعي تفهم عمها بينما تسمع عمران بصوته الأجش الحبيب لقلبها:
" بلى سأتأخر عمي، لذا لا تدع سمر تعود إلى المنزل وحدها، إن لم اتي بميعاد إغلاق المكتبة!"
قال مصطفى مقترحا:
" ما رأيك لو أخذت سمر معي البيت، تقضي الوقت معنا حتى عودتك!"
صمت عمران قليلا قبل ان يرد:
" لا بأس إن أرادت سمر!"
فنظر مصطفى لها يسألها لترد برأسها موافقة.
قال مصطفى ببشاشته التي اعتاد عليها عمران:
" زوجة ابني موافقة، إذن سآخذها معي حتى عودتك "
وقبل أن يغلق قال عمران:
" سمر جانبك!"
تبسم الرجل لها بينما يرد بنعم فقال له عمران بلهفة بدت واضحة بصوته :
" دعها تحدثني!"
ابتلعت سمر ريقها، ترخي رأسها بحياء عن مصطفى الذي أعطاها الهاتف وابتعد كي تتحدث براحة.
خرجت سمر من باب المكتب تضع الهاتف على أذنها، تشم نسمات الهواء الباردة، ترى الأشجار تتمايل على الجانب الآخر للطريق كأنها تحتضن الهواء، تنتظر عمران أن ينطق والذي لم يسمع منها سوى تنهيدة عميقة فهمس ناطقا باسمها ..
همست ترد بنعم فقال بصوت متحشرج:
" سمر، هل أنتِ في حاجة لشيء قبل أن أسافر!"
جاءه الصمت ردا مرهقا له فهمس بخفوت:
" حسنا، سأسافر الآن وسأغلق معك"
سمعت محرك السيارة يدور فردت بلهفة:
" عمراااان!"
قلبه خفق بين أضلعه وهو يرد بنعم عليها ليجدها تقول بنبرة حانية اجتاحت روحه:
" عد سالما ابن عمي؛ في رعاية الله"
وصمتت تنطق في نفسها( سأشتاق لك ولو ساعات فقط التي تفصلنا).
أجابها بخفوت:
" سلمكِ الله سمر!"
ولسان حاله يغرقها بكلمات شوق صامتة وعناق حار يمنعه المسافة الوهمية بينهما..
★★★
يقود أحمد السيارة باقصى سرعة، تسترق نغم النظر له بين الحين والآخر، انفاسه مضطربة، يمسد لحيته القصيرة باضطراب، يكز على أسنانه بينما يخبط على المقود، هي الأخرى تشعر بقلبها ينتفض في جسدها لكن لديها أمل أن تعود ياسمين، او تطمئنهم، فالأخيرة رغم صغر سنها إلا أنها كأنثى بالثلاثين في تفكيرها، لا تعلم كيف استسلمت سريعا، وهي التي جاءت مصرة أن لا تعود دون صفح أخيها..
على ذكر الأخير في عقلها، التفتت نغم له محدقة به للحظات، الباشمهندس يعلم بوجود حاتم ورقية ولم يتحدث، واستقبل اخته بترحاب، هل يا ترى جبل الجليد ليس كما تظن..؟!
صوته الهادر أجفلها وهو يقول:
" بدلا من التحديق في فكري معي، أين نجدها!"
انتفضت في مكانها بحرج، قبل أن تهدر به بغضب تداري خجلها:
" من قال أنني أحدق فيك؟"
لعنت نفسها على غبائها قبل أن تضيف:
"ألم تتصل بها!؟"
هتف أحمد بصوت مخنوق!:
" اتصلت كثيرا لكن هاتفها مغلق!"
أشفقت على حاله فالتفتت عنه تداري تأثرها ثم همست تخبره أنها ستجرب الاتصال بياسمين، تبادل النظر بينها وبين الطريق، تتأهب كل حواسه لرد ياسمين الذي سيرد له الحياة التي يحسها تفارقه كلما طال وقت بعدها..
نظرت له نغم وهزت رأسها بإحباط بينما يأتيها الرد( هذا الهاتف ربما يكون مغلقا)
ظل أحمد يخبط بالمقود بقوة يعاتب نفسه مرة ويعاتب ياسمين التي لم تتحمله مرة بينما نغم لا تعلم كيف تخفف عنه فهي بذاتها تشعر بنيران القلق تأكلها..
صوت الهاتف قطع كل هذا لينظر أحمد لنغم بلهفة وهي تنظر للشاشة قبل أن ترد وترنو بنظرها لأحمد تهز رأسها بلا ليتنهد الأخير باحباط ..
جاءها ذات الصوت الأنثوي الوقور تسألها عن سبب تأخرها عن الحضور للدار، همست نغم بهدوء:
" هناك بعض المستجدات، سوف أنهيها وأتِ مباشرة!"
سألتها السيدة:
" وتلك المستجدات خير !"
ردت نغم بخفوت بينما تشعر بنظرات أحمد لها:
" أتمنى ذلك!"
صمتت لحظة ثم استطردت:
" لو انتهت اليوم سأنتقل الليلة بإذن الله!".
أغلقت نغم الهاتف ووضعته بجيب بنطالها بينما يقول أحمد بنزق:
" لا تشغلي الهاتف فربما اتصلت ياسمين!"
حدجته نغم بنظرة مغتاظة لكنها سحبتها وهي ترى حالته المزرية.
أمام فيلا احمد توقف بالسيارة بسرعة حتى صرخت العجلات بالأرض كأنها الأخرى غاضبة مثله، ترجل من السيارة كما فعلت نغم تخطو خلفه لا تستطيع استدراك خطواته الواسعة وتوقفت جواره وهو يصرخ بالأمن بأن يبحثوا بكل مكان بالفيلا وحولها قبل الاتصال بالشرطة..
همست نغم ولا زال الأمل يسري داخلها:
" لننتظر قليلا باشمهندس!"
هتف بينما يمسك يمسد جبينه الذي سينشطر :
" إلى متى!؛ إلى متى؟!؛ الفتاة خرجت منذ الصباح الباكر!"
نظر لساعته وقال بصوت مخنوق:
" الساعة الآن العاشرة صباحا، لقد مرت عدة ساعات، أين هي!"
★★★
" صباح الخير علي!"
هتفت بها حواء التي دخلت للتو لمكتب علي، وقف الأخير يسلم عليها بترحاب، مشيرا للكرسي أمام المكتب لتجلس.
قعدت حواء مكانها، وضعت ساق على الأخرى ثم استدارت له قائلة:
" جئت لأهنئك بعملك الجديد علي!"
ابتسم باقتضاب ثم أردف:
" شكرا حواء، لتهنئتك رغم كونك فعلتِ بالحفلة!"
كلمات علي كانت رسمية مقتضبة جعلتها تشعر بعدم راحته في وجودها رغم أنه كان لبقا في استقباله لها لذا ردت مفسرة:
" كنت في زيارة للمدير فأنا نائبة عن أبي حاليا "
صمتت لبرهة ثم قالت:
" وأردت أن أهنئك بالمكتب وارى إن كان ينقصك شي!"
تنهد علي بخفوت وتلاعب بقلم في يده ثم رد باقتضاب:
" كل شيء على ما يرام!"
هنا وقفت حواء من مكانها ثم قالت برسمية:
" إذن اتركك لعملك "
قبل أن تستدير من مكانها أردفت:
" ندى فتاة لطيفة، أحببتها كثيرا؛ عدني بأن توصلها سلامي حتى نتلاقى!"
وقف علي من مكانه، يحس بالحر بدأ يملأ الغرفة والتي كانت باردة منذ لحظات، أي سلام هذا الذي تريده!؛ لو تعلم بأنه لأول مرة يتخاصم مع حبيبته لما نطقت بما تقوله الآن، لكن ما ذنب حواء، هتف بها علي في نفسه وهو يسلم عليها بينما يقول لها:
" سيصل سلامك حواء، وشكرا للطفك!"
ما إن خرجت الأخيرة حتى تهاوى علي على الكرسي، ينظر للباب الذي أغلقته خلفها، يحس بدوار في رأسه، أسند جبينه على قبضتيه وزفر طويلا بينما يهمس:
" واضح بأن حواء ستظل هنا لوقت لا بأس بك!"
تنهد بخفوت ثم تابع:
" وهل ذنبها ما أنت فيه يا علي أم عقل ندى الذي أصبح كقنبلة موقوتة ستنفجر بكما بأي وقت لتنهي حياتكما!" .
★★★
في بهو فيلا أحمد جلس الأخير كأنه يقعد على جمر من نار وقبالته نغم التي تشعر بدموعها تكاد تفلت منها قلقا على الغائبة، تحس بأن اعصابها التي تضبطها منذ الصباح ستنفلت ، لسان حالها يحدثها بأن تصرخ باسم ياسمين ربما كانت مختبئة في مكان ما لكنها خنقت الكلام بين شفتيها كي لا يظنها أحمد بأنها جنت فلقد فعل هذا قبل وصرخ ونادى حول الفيلا وداخلها كذلك أمن الفيلا فما الذي سيفعله صوتها لو نادت على ياسمين..
الوقت يمر كأنه يزحف، يلتهم أعصابهما، انتفض أحمد من مكانه، يهز رأسه بعنف قبل أن يخرج الهاتف من جيبه قائلا:
" سأتصل بالشرطة، لن أتحمل أكثر من هذا!"
★★★
انتهى الفصل🤗💜قراءة ممتعة ،التفاعل محبط جدا….💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-08-21, 10:39 PM   #375

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 9 والزوار 34)
‏آمال يسري, ‏مريم المقدسيه, ‏amana 98, ‏Kemojad, ‏أووركيدا, ‏عفاف ن, ‏Gülbeşeker, ‏ولاء مطاوع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-08-21, 04:01 AM   #376

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

وقفة شريرة يا آمال 🙈
وأنا قلقت من إختفاء ياسمين يا ترا مين تعرف بالبلد غير نغم و اهلها🥺
سمر و عمران بزعلهم بحس الفصل كئيب .. انا اوافق عمران لازم تكون أرض زواجهم صلبه لازم يحكو
و كريم نفسي اخنقة بإديا على قد مو مستفز😤
يارب نغم مايصيرلها شي و تبعد عن البيت بخير و سلامه
علي و ندى عصافير الحب لاساتن متخاصمين
أحمد طول الوقت عارف انو ياسمين ما اجت لحالها و ساكت خايف تتركوا
نورا و خالد 😍 فيه تقدم بحياتهم ع الاقل أمل بإنو نورا حتجتاز ماضيها
جلال و سارة الحديديه😂 إن شاء الله تقدر تصهر الحديد عنها و تحبك😍


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-21, 12:34 PM   #377

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

السرد جميل والاحداث مشوقه فصل رائع تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-21, 06:08 PM   #378

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا."غريب الدار".يعود الغريب الي داره التي ظن أن دنيا رحيمة ستفتح ذراعيها لها .
لا تعلم نغم أن الحياة قاسية لا تتعامل بعدالة مع الضعفاء الذين لا ظهر لهم ولا سند.
كنت أظنها ستلجأ لبيت والدى ياسمين لكن يبدو أن قلقها من أحمد ورد فعله عندما يعلم هو ما جعلها تعود للدار مرة أخرى.
يبدو لي ان هذا الحل مناسب الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
"ومن الحب ما قتل".هي تلك الطريقة الأسوا لمناقشة شخص ما لوضع النقاط علي الحروف تلك التي أعتمدها عمران.
ما باله يصعب الأمور ألا يكفيه المشاعر التي تظهره له متي احتاجت المشاعر لكلمة تقال.
حتي يبدو عليه الشرود وكأن روحه غادرته فتسئ سمر فهمه بأنه نادم ويريد التراجع.
واساءة فهم سمر لما يريد التحدث به تجعلها تتهرب من الحديث وتؤجله ولست معها في ذلك فتأجيل المحتوم سواء اتفق مع ما نريد أم لا لن يغير من الأمر شئ حتي الرجل البسيط عم مصطفي يدلها علي أن الحل في التحدث بصراحة والتمسك بالسعادة لا الهرب وترك النفس للظنون.
أرى كلا منهما أحمقان بلا داع إذ كيف لا يجدان سبيلا للحديث.
"يا هلا يا تميمة".اذا كان علي تميمة نورا أن تلقي عليها السلام كثيرا فتلك دعوة صريحة ودعوة مفتوحة لخالد بالتواصل معها
سعادة نورا بالهدية هذا الحد ربما لأن الهدية مناسبة جدا وربما لأنها علي الطريق الصحيح لإستعادة نورا
وإن كان هذا التقدم بينهما ينفي الحاجة لتدخل جلال وسارة إلا أن الصدف يمكن صنعها وانجذاب كلا منهما للآخر سيجدا له سبيلا ومخاوف سارة ستتلاشي
"أحزان الياسمين".رغم ان أحمد لم يقصد ان يقسو علي ياسمين ذاك أن باله كان منشغلا بأمر نغم ولكن أني لها أنx تعرف .
لو صبرت قليلا ولم تغادر الفيللا لجائها أخيها معتذرا
ولكن ذهاب أحمد علي عجلة بملابسه البيتية لنغم لن يعود عليها بالخير من هذا الدنئ كريم ليتها كانت غادرت للدار.
ومع عودتهما للفيللا ثانية والتأكد من عدم وجودها لدى أبوبها والذي بعلمه به يعني أنه مرحبا بأخته غير غاضب من كذبتها
اظنه محق بتبيلغ الشرطة والتي لن تفيده بشئ قبل مرور اربع وعشرون ساعة بل كان عليه إبلاغ أبويها.
كل سوء الفهم اوالفهم كان لينتهي بالحوار بين معظم الأبطال بل هو سبيل انهاء المشكلات جميعها بين بني البشر
بانتظار زوال سوء الفهم إلي لقاء
دمتي بكل الخير


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-21, 06:36 PM   #379

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

مش عارفه اروح فين الصراحه من الكسوف بس ما علينا تفوقتي على نفسك حبيبتي سلمت يداكِ❤

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-21, 09:42 PM   #380

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مشهد عمران وسمر
عمران وسمر يعيشان قصة حبهما بالمقلوب فالاثنان يحاولان استرجاع الاحداث التى طمست منهما قبيل الزفاف.. اليوم سمر ترغب بشراء مستلزمات العروس لتسعد عمران بها وعمران لم يبخل عليها بالنقود او المشورة فالصائم عن العشق انهى صيامه واصبحت نفسه شرهة لمبادلة سمر مشاعرها بدفعات لا تنتهى من مشاعره مقبلا على حياة. تجمعهما دون اسرار او شكوك

🌸🌸اليوم يا سمر سنتحدث بكل شيء، سنطرد كل ما يوترنا، سأسمعك وسأفهم ما يضايقك حتى نبدأ حياتنا على أرض صلبة لا تميد بنا!؛ اليوم سنكون كأي زوج وزوجة يبدأن حياتهما للتو"🌸🌸

سمر من ناحيتها تغدق بعواطفها حبا بعمران ولكن الشكوك تتنازع بداخله يخشي ان يكون ما تفعله او فعله ليس سوى اندفاع عاطفة منها وستمتهى بمرور الوقت..
🌸🌸
صراع داخل عمران يمنعه من أن يغرق في عواطفهما الجياشة التي تدفقت بسخاء، يحس بقلبه يغادره إليها وعقله ينتفض معترضا، يعيد له صوت بكاؤها فيرتجف كل جسده، يعتصر عينيه بقوة يحاول التحكم في شتاته، لم يع بأنه ضغط على جسد سمر بقوة ألمتها لكنها لم تنطق!، تركته ينفض توتره التي أحست به يتوغل لها هي الأخرى، قُبلته بعدما كانت حانية، تذيبها في أمواجها وتخطف أنفاسها تحولت لشيء آخر لم تفهمه، احتبس الهواء في صدرها، يد عمران أصبحت أكثر قوة، أنامله تتحرك على جسدها بخشونة، كانت سمر مع كل هذا تغيب معه، تتجاوب بحب راضية لكنه اعتصر جسدها بقسوة لا تليق به ولم تعهدها منه حتى تأوهت و انتزعت نفسها منه بلطف هامسة باسمه ليفيق عمران محدقا فيها بذهول..🌸🌸

وبلحظه تبدلت حلاوة العاطفة بينهما الى مرارة الظنون والشكوك.. عمران يريد التحدث بكل ما بداخله وسمر تظنه يرغب بان يبعدها عن حياته احتراما لحب اخرى بقلبه كلاهما تركا خيالاتهم تنسج من الشكوك ما يؤذى نقاء حبهما ويذبل براعم زهور عشقهما حديثة العهد

🌸ترى نظرة الحزن التي غمرته، كانت تشعر به يشفق عليها، يواسيها في مصابها، يحاول التخفيف من حدة الأمر على قلبها الملتاع، ترى هذا الحديث المتردد على شفتيه!؛ عمران نادم، كانت تلك الكلمات التي صفعها عقلها بها لترتعش للحظة بين يدي عمران الذي كاد يصرخ به لتسمعه، أسبلت أهدابها تخفي الدموع في عينيها قبل أن تتملص من بين ذراعيه، ترجع خطوة واحدة بينما عيني عمران تحملق فيها بذهول وهو يحس بوردته تذبل بعدما أزهرت بين يديه🌸

ورغم الحزن اللى عم مشهد سمر وعمران وتبدل الحال الى حال الا انى احترم تطور ذلك المشهد كثيرا.. فالعاشق انانى الهوى يرغب في امتلاك قلب محبوبة جزئيا وكليا.. وعمران ليس فقط عاشق انه المغرم الذى ذاق من لوعة الحب ما كاد يقتله كمدا وقهرا على عدم شعور محبوبته به واليوم حين تسلم رايتها طاوعية فوق ارضه ولقلبه عليه ان يتساءل الف مرة ان كان حبا او رضوخا للواقع او رد منها للجميل..
عمران ليس برجل يهوى الحزن والكآبة ولكنه المغرم حتى الصبابة ولا يريد لغرامه بسمر ان يتحكم براغباته بها فيصير محرد اسير لشوقه اليها فالحياة الزوجية ليست لعبة سيلعباها معا وحين يستورهما الملل يفترقان ان اتحاد وعمران يرغب في وضع اسس راسخة ثابتة قوية لذلك اللتحاد حتى لا يهدمه يوما شك من اى طرف منهما.. لذا وجب عليه ان يسلخ ذاته عن نعيم لقائها اللحظى من اجل استقرار ونعيم خالد بينهما بعد ذلك..



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 14-08-21 الساعة 11:20 PM
أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.