شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   رواية بحر من دموع *مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t481045.html)

فتاة حلوة 26-07-21 05:16 PM

رواية رائعة متشوقة للفصل القادم دمت متألقة

فتاة حلوة 26-07-21 05:21 PM

احس ان جواد يريد يتزوج من صفاء بس لينتقم من عائلتها المشكل ابوها رجل طيب يعني هو يريد ينتقم من مازن ولا من عمها قصي.ها روزا توقعي صح

روز علي 28-07-21 12:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro (المشاركة 15591782)
الف شكر لك على الفصلين الجميلين
سرد رائع وممتع والاحداث اصبحت مشوقة اكثر


تسلمي حبيبتي ويسعدني كثيرا رأيك ومتابعتك للفصول معنا ، وإن شاء الله اكون دائما عند حسن ظنك وما انحرم من متابعتك ❤

روز علي 28-07-21 12:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة حلوة (المشاركة 15594001)
رواية رائعة متشوقة للفصل القادم دمت متألقة


تسلميلي يا قمر على الكلام الحلو وإن شاء الله الفصل القادم يكون يوم السبت كوني بالانتظار ❤

روز علي 28-07-21 01:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة حلوة (المشاركة 15594013)
احس ان جواد يريد يتزوج من صفاء بس لينتقم من عائلتها المشكل ابوها رجل طيب يعني هو يريد ينتقم من مازن ولا من عمها قصي.ها روزا توقعي صح


اعجبني تحليلك للفصول القادمة بس توقعك عن قيس غير صحيح فهو ليس لديه يد بانتقام جواد فقط يدور الانتقام حول والدها وشقيقها ، واتمنى ان تكشف لكِ كل شيء الفصول القادمة من اسرار وخفايا ، دمت بحب وسعادة

فتاة حلوة 28-07-21 02:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روز علي (المشاركة 15596406)
تسلميلي يا قمر على الكلام الحلو وإن شاء الله الفصل القادم يكون يوم السبت كوني بالانتظار ❤

في انتظار السبت على احر من الجمر بدنا فصل طويل لاني الغيت جدول اعمالي ليوم السبت بس لاقرأ وانا رايقة ههه

روز علي 28-07-21 11:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة حلوة (المشاركة 15596508)
في انتظار السبت على احر من الجمر بدنا فصل طويل لاني الغيت جدول اعمالي ليوم السبت بس لاقرأ وانا رايقة ههه


ههههههه إن شاء الله حبيبتي رح يكون فصل طويل ومليان احداث وتشويق ويسعد قلبك.... 🌸

فتاة حلوة 31-07-21 08:38 PM

ما بعرف بالضبط وقت نزول الفصل بس رح سجل حضوري من الان منتظرينك روزا لا طولي علينا

روز علي 31-07-21 09:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة حلوة (المشاركة 15600679)
ما بعرف بالضبط وقت نزول الفصل بس رح سجل حضوري من الان منتظرينك روزا لا طولي علينا


هلا فيكي حبيبتي يسعدني وجودك ، دقائق وينزل الفصل 🌹

روز علي 31-07-21 09:40 PM

الفصل التاسع عشر
 
الفصل التاسع عشر............
كانت تطرق على باب الغرفة بهدوء بدون ان تسمع اي مجيب ، لتمسك بعدها بمقبض الباب وهي تدفعه بقوة قائلة بخفوت صارم
"ماسة انتِ...."

توقفت عن الكلام لوهلة ما ان قابلها سكون الغرفة وهدوئها والظلام الحالك المغيم عليها ، لتضغط بعدها على زر الإنارة قبل ان ينتشر الضوء بأنحاء الغرفة الواسعة بلحظة ، اخفضت يدها وهي تنظر بعبوس لبعض الملابس الملقاة هنا وهناك بإهمال غير مسؤول والخزائن مفتوحة من جانبيها ربما لاستنشاق الهواء العليل ؟

تنهدت بقوة وهي تتمتم بوجوم عابس
"ما هذا الإهمال ، تلك الفتاة لن تتغير ابدا"

تقدمت بعيدا عن باب الغرفة لتبدأ بالتقاط الملابس المبعثرة فوق السرير وعلى الأرض ، لترتبها بعدها من فورها بداخل الخزائن برفق قبل ان تقفل عليها الخزائن بقوة .

استدارت للخلف بسرعة ما ان شعرت ببرودة تنخر عظامها لتكتشف بأنها قادمة من النافذة المفتوحة والتي تصر دائما على تركها مفتوحة لتجعل الغرفة المتواجدة بها بجمود الثلاجة ، نفضت ذراعيها للأسفل بلحظة وهي تتجه نحو نافذة الغرفة العملاقة وما ان كانت على وشك اغلاقها وهي تمسك بطرفيها حتى تجمدت بمكانها لبرهة وهي تنظر باتجاه السيارة القادمة من بعيد لتتجاوز البوابة الخارجية للمنزل بلحظات قبل ان تتوقف بالنهاية بالحديقة الأمامية وامام باب المنزل تماما ، اخرجت رأسها اكثر من إطار النافذة وهي تنظر بتركيز متصلب للخارج من السيارة والذي تعرفت عليه من فورها ليتبعه فتاة اتسعت معها عينيها بشحوب ما ان لمحتها وهي تخرج من المقعد الجانبي للسائق !

انتفضت بعيدا عن النافذة باستقامة وهي تزفر انفاسها بارتجاف قبل ان تندفع بعيدا وهي تخرج من الغرفة بلمح البصر بخطوات سريعة بتعثر ، وما ان تجاوزت ممر الغرف باندفاع حتى اصطدمت بقوة بالذي ظهر امامها فجأة لتوقع الأوراق منه على الأرض بتساقط .

اتسعت عينيها الخضراء بوجل وهي تتراجع للخلف هامسة بتوجس مرتبك
"انا اعتذر حقا ، لم انتبه...."

ابتلعت ريقها بتشنج وهي تنظر للأوراق المبعثرة والتي وقعت امام قدميها لتنحني بعدها بلحظة تلقائياً على الأرض وهي تجثو امامهم لتبدأ بجمعهم بيديها بصمت ، افاق الواقف امامها من صدمته وهي ينظر لها تجمع الأوراق امام قدميه بصمت مريب ، لتتصلب عندها ملامحه وهو يجثو امامها ايضا ليجمع الأوراق معها قائلا بوجوم
"لا بأس يا روميساء ، يمكنني جمعها وحدي فأنا الذي لم انتبه امامي"

حركت رأسها بالنفي بشرود وهي تهمس بخفوت مستاء
"لا غير صحيح ، بل انا التي كنت اسير مسرعة حتى اصطدمت بك"

ابتسم بهدوء وهو يقترب اكثر من مكان جلوسها ليقول بعدها بلحظة بغموض وهو ينظر لرأسها الناعم ولخصلاته السوداء الطويلة المحتضنة وجهها الشاحب
"ألا تلاحظين بأنكِ قد اصطدمتِ بي اكثر من مرة ، هل تتعمدين فعل كل هذا يا ترى ام هي الصدفة دائما"

انفرجت شفتيها بارتعاش وهي ترفع وجهها نحوه بارتباك هامسة بتلعثم خافت
"ماذا"

علقت نظراتها الخضراء بنظراته القوية وهو يبتسم لها بهدوء متزن جذبها وبعثر تفكيرها للحظات لتندفع بعدها لا إراديا وهي تصدم رأسه بمقدمة رأسها بقوة قبل ان تقف على قدميها باتزان ، لتتدارك بعدها نفسها وهي ترفع يدها لرأسه تلقائيا هامسة بجزع
"انا اعتذر مرة أخرى ، هل انت بخير"

ضحك بخفوت منشرح وهو يمسد على رأسه لينظر لها قائلا بابتسامة جانبية
"لقد اصطدمتِ بي مرة أخرى ، يبدو بأنكِ تهوين الاصطدام بي دائما بدون ان اعلم السبب لذلك"

اشاحت بوجهها بعيدا عنه بإحراج يكاد يفتك بها وهي تخفض يدها بعيدا عنه لتعض عندها على طرف شفتيها بارتباك من هذا الموقف المخزي والذي وضعت به بوقت لا تحسد عليه ، لتنظر بسرعة نحوه ما ان قال بهدوء وهو يستقيم بوقوفه امامها ببطء
"صحيح لم تخبريني لما كنتِ على عجلة من امركِ ، هل كنتِ خارجة من غرفة شقيقتك"

عقدت حاجبيها بتفكير لوهلة قبل ان تشهق بقوة ما ان تذكرت سبب عجلتها وما كانت على وشك فعله قبل رؤيتها له ؟ لتدس بعدها الأوراق بصدر الواقف امامها باندفاع وهي تتمتم بعجلة
"عليّ الذهاب بسرعة وداعا"

وقبل ان ينطق بأي كلمة كانت تسبقه بالرحيل بعيدا وهي تكمل طريقها باتجاه السلالم متجاهلة وجوده تماما ، ليحرك بعدها رأسه بقوة وهو يريد ان يعلم سبب حالتها الغريبة هذه والتي دائما ما تحيره وتبعث الظنون والأفكار برأسه وكأنها تخفي عنه خفايا من المستحيل ان تفشي عنها لأحد ؟

وقفت (روميساء) ما ان وصلت لنهاية السلالم وهي تراقب بحاجبين معقودين بحذر الواقفة مع ابن خالها بمنتصف البهو الواسع وهي تبدو تتكلم معه بأريحية بالغة فاجأتها وليس اي حديث عابر ! لتتقدم بخطواتها بثبات باتجاههما ونظراتها تتنقل بينهما بتصلب قبل ان تتجمد نظراتها بالنهاية على شقيقتها ولكن ليس هذا ما صدمها واوقف خطواتها عن الحركة لبرهة بل هيئة شقيقتها الجديدة وهي ترتدي سترة رجالية تبدو حصلت عليها من الواقف بجانبها وهذا لا يدل سوى على يقين ظنونها وعلى شيء واحد ؟

قالت بعدها بلحظات بارتفاع صارم بدون ان تنتبه للذي كان يسير من خلفها
"ماسة"

التفتت العيون نحوها بهدوء للحظات بدون اي تعبير وموجة من المشاعر تحوم من حولهم بسكون مفاجئ خيم على المنزل بأكمله ، لتعود للكلام التي كانت تكتف ذراعيها فوق صدرها بعصبية قائلة بعبوس جاد
"اين كنتِ لهذه الساعة ، ولما تأخرتِ كل هذا الوقت ألا ترين كم الساعة الآن"

عقدت (ماسة) حاجبيها بحدة وهي تنظر لهيئة شقيقتها الدفاعية بغرابة ، لتستدير بعدها بلحظة ملوحة بذراعها جانبا وهي تقول بلا مبالاة
"لقد كنتُ بالعمل وتعرفين هذا جيدا ، اخبرتكِ من قبل"

تصلبت ملامحها وهي تقول بابتسامة هادئة بنبرة ساخرة
"اعلم هذا ولكني ظننت بأن العمل ينتهي بوقت الظهيرة وليس بمنتصف الليل ، إذاً ماذا كنتِ تفعلين بعد ان خرجتِ من العمل تتسلين برفقة احدهم"

ارتفع حاجبيها بوجوم متضامنا مع الواقف من خلفها بآن واحد وقبل ان ينطق بأي كلمة سبقته التي همست باقتضاب مشتد
"ارجوكِ يا روميساء ليس هنا وامام الجميع ، فهذا المكان ليس مناسبا لتحقيقاتكِ واسئلتكِ"

عقدت المقابلة لها حاجبيها بحدة وهي تنظر لها بتركيز بحرب باردة بينهما تعلم نتائجها وما تخفي من بين طياتها ، ليتدخل بعدها صوت آخر والطرف الرابع بينهم وهو يقول بحيرة مندهشة
"ماسة هل انتِ تعملين حقا ، واين تعملين"

بقيت حدقتيها الزرقاء عالقة بالنظر امامها بجمود بدون ان تعيره اي انتباه ، ليتدخل عندها الآخر وهو يقول بابتسامة جانبية بمرح
"لا تقلق فهي تعمل معي وبشركتي ، يعني هي تحت حمايتي ومسؤوليتي ، وايضا انا السبب بتأخرها عن المنزل لهذه الساعة لأنها كانت برفقتي وقد اخذ منا طريق العودة وقتا طويلا"

اومأ (احمد) برأسه بالإيجاب بهدوء وهي ينقل نظراته للتي ما تزال متجمدة بمكانها بتحفز يراه لأول مرة عليها مقابل شقيقتها الأخرى وهي تكاد تفترسها بحرب صامتة لا يفهمها سواهما ، قطعت بعدها الصمت من كانت تشدد من تكتيف ذراعيها بقوة وهي تقول بهدوء بدون اي مواربة
"ما لذي يحدث بينكِ وبين شادي يا ماسة"

اتسعت المقابلة لها حدقتيها بانشداه متعجب وهي تعبس ملامحها بقوة متصلبة وقد فهمت جيدا إلى ما تلمح إليه ؟ بينما كان الآخر ينظر لها بنفس الاندهاش وهو يرفع حاجبيه بخفة من كلامها الأخير واتهامها المبطن الواضح نحوهما ، وما ان كان سيتكلم مبررا موقفه حتى سبقته المتصلبة امامه وهي تلوح بيدها قائلة بخفوت ساخر
"هل سمعتِ ما قلته الآن يا روميساء ، فأما ان تكوني تسخرين مني لتغيظيني بسبب عصياني لأوامرك او قد تظنين بغباء بأنني سأكرر ما فعلته مع زوجك المحترم....."

قاطعتها صرخة شقيقتها وهي تقول بصرامة حادة
"اخرسي يا ماسة وتوقفي عن سخريتك ، فأنا لا امزح هنا"

زمت شفتيها بوجوم وهي تدير حدقتيها بعيدا عنها ببرود حاد ، لتتابع بعدها الأولى كلامها وهي تتنفس بهدوء صارم
"هذا الذي تفعلينه يا ماسة انا لا اسمح به ابدا ، فهذه التصرفات الغير مسؤولة ستجلب لنا بالنهاية مشاكل نحن بغنى عنها ، وانا لن اسمح لكِ بالاستمرار بهذه الطريق الوعرة والمليئة بالألغام ، ألم يكفكِ بأن سمعتنا قد اصبحت بالحضيض هل تريدين ايضا تلطيخها اكثر برفقة شخص غريب عنكِ لا نعرف نواياه نحوكِ"

انتفض (شادي) بذهول وهو يقول باندفاع رافعا ذراعيه جانبا باستياء
"انتظري قليلا يا آنسة ، هل تقصدينني انا بالغريب وبهذا الاتهام المبطن والمجحف بحقي ، لا تنسي بأنني اكون ابن خالكما وشقيق زوجك ، يعني اقرب الناس إليكم ، كيف تفكرين بي بهذه الطريقة السوداء"

ردت عليه (روميساء) وهي تبتسم له بجدية حادة
"اعتذر على كلامي يا شادي إذا كان قد جرحك ، ولكنك تبقى غريب علينا فنحن لم نتعرف عليكم سوى من بضعة اسابيع ، وانا اعلم بأن الناس لا تفكر مثلنا وينظرون لنا دائما على اساس بأننا ذوات السمعة السيئة ومعدومات الحياء والشرف ، وبقاء شقيقتي معك طوال الوقت ستجلب لنا الأقاويل والمشاكل"

لم تنتبه لنظرات الواقف من خلفها وهو يشعر بكلماتها قد اصابته هو وليس احد آخر غيره لتنحر روحه بقوة وكأنها قد غرزت خنجر حاد بها لتسيل الدماء منها على نصل خنجرها بدون ان تبالي وهي تثبت له اكثر بأنها للآن لا تثق به بعد كل ما حدث ويحدث ! بينما ابتسم (شادي) بهدوء بدون ان يتأثر بكلامها وهو يتقدم عدة خطوات بخفة الفهد ليقف بجانب المتصلبة بمكانها قبل ان يعانق كتفيها بذراعه بخفة بعثت الرعشة بجسد الواقفة وكأنها قد دبت بها الحياة فجأة وهو يقول بابتسامة متسعة بثقة بالغة صدمتهم معا
"انتِ على حق بكلامكِ يا روميساء واقدر ما تفعلينه من اجل سمعة شقيقتك وخوفكِ عليها ، ولكن هذا الأمر ينطبق على العلاقة والتي تجمعنا سويا ، فما لا تعرفينه بأننا انا وماسة قد اتفقنا سويا بأننا نرغب بالزواج من بعضنا ، وإكمال مسيرة زواج الأقارب كما فعلتما تماما"

اتسعت العيون المحدقة به بصدمة فاغرة الشفتين دامت للحظات وهي تدور بين اربعتهم بدوامة مفرغة ومشحونة بكل انواع المشاعر المتنافرة ! قبل ان تحرك الواقفة والملاصقة له برأسها ببطء نحوه وهي تهمس بأنفاس ذاهلة بحدة
"ما لذي فعلته للتو"

حاد بنظراته نحوها بهدوء وهو يبتسم لها باتساع واثق مربتا على كتفها المتشنجة بذراعه المعانقة لها وهو يتمتم ببساطة
"لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام"

عبست شفتيها الحمراوين وهي تتنفس من بينهما بنشيج قبل ان يتدخل صوت شقيقتها بعد ان افاقت من صدمتها وهي تقول بابتسامة مرتبكة بدهشة
"هذا رائع لقد فاجأتماني حقا بهذا القرار ، إذا كنت صادقا حقا بكل كلمة قلتها الآن فليس لدي مانع بحدوث هذا الزواج ، فأهم شيء عندي هي سعادة ماسة والقرار الذي تختاره شقيقتي انا سأكون بجانبها فيه مهما كان"

اتسعت الاحداق الزرقاء لبرهة بلمعان قاتم وهي تتنقل بنظرها بينهم بتشوش غيم على نظراتها بوجوم للحظات ، لتنتفض بعدها وهي تنتشل ذراعه بعيدا عنها بعنفوان عاد للسيطرة عليها بقوة وهي تصرخ بانفعال حانق
"كفى ، توقفوا جميعكم عن التحكم بي وكأني دمية امامكم ، فقد اكتفيت منكم جميعا"

تدخلت (روميساء) من فورها وهي تقول بتأنيب
"ماسة اسمعي....."

توقفت عن الكلام بوجوم ما ان رحلت المقصودة بكلامها وهي تسير بعيدا عنهم بلا مبالاة ونظراتهم تتابعها بصمت ، وما هي ألا ثواني حتى لحقت بها الأخرى وهي تسير بالمسار الذي سلكته باتجاه السلالم بخطوات هادئة بثبات .

قطع الصمت بينهما صوت (احمد) وهو يوجه كلامه لشقيقه الواقف امامه بهدوء
"هل انت حقا جاد بقرارك وبما تنوي فعله من الارتباط مع ابنة عمتنا المجنونة"

ابتسم المقابل له ببساطة ونظراته ساهمة بالبعيد وتحديدا بخطوات غريمته والتي كانت تصعد السلالم بعجلة تكاد تتعثر بخطواتها وهو يتمتم بهدوء غامض
"اكيد يا احمد وكن على يقين بأنني دائما عندما احدد هدفي اصيبه بنجاح ، وهي هدفي القادم والذي عليّ الوصول إليه بأي طريقة ، فأنا بحياتي لم اكن مصرا على شيء بهذه الشدة مثل الآن يا شقيقي"

______________________________
دخلت الغرفة من خلفها بهدوء وهي تنظر للتي ألقت بحقيبتها على السرير بقوة قبل ان تجلس على طرفه بتصلب وهي تهز ساقيها بعصبية بالغة ويديها تدلكان على ذراعيها بكل لحظة بتشنج واضح على تقاسيم وجهها الباردة ، عقدت حاجبيها بريبة وهي تتقدم نحوها بعد ان اغلقت باب الغرفة من خلفها برفق لتقف على مقربة منها وهي تقول بخفوت متوجس
"ما بكِ يا ماسة ، هل انتِ بخير"

نفضت ذراعيها للأسفل وهي تهمس بقنوط
"انا بخير ، فقط اتركوني وشأني وسأكون بأفضل حال"

تنفست بهدوء وهي تسير بعيدا عنها باتجاه النافذة لتغلقها من فورها بقوة حتى ارتج زجاجها وهي تنزل الستائر من فوقها برفق ، استدارت من خلفها لبرهة وهي تنظر للجالسة امامها بتركيز والتي كانت تخفض رأسها للأسفل بهدوء واجم ، لتقول بعدها بلحظات بهدوء وهي ترفع حاجبيها بتفكير
"إذاً ألن تتكلمي عن الذي حدث اليوم ، انا اريد تفسيرا لكل ما يحدث معكِ"

ردت عليها بدون ان ترفع رأسها بجفاء بارد
"ليس لدي ما اتكلم عنه ، لذا هلا تركتني وشأني رجاءً"

عبست ملامحها بحدة وهي تعود للكلام بتصلب صارم
"بل ستتكلمين يا ماسة لأني لن اترككِ وشأنكِ حتى تعترفي ، هل تريدين حقا الزواج من شادي واتفقتما معا بدون ان تخبريني بشيء عن هذا الموضوع"

رفعت وجهها نحوها بلحظة وهي تعض على طرف شفتيها بغضب مكتوم قبل ان تقول بابتسامة ساخرة
"وانتِ صدقتِ من كل عقلك ، رجاءً يا روميساء لا اريد الكلام عن هذا الموضوع مرة أخرى"

ردت عليها باستياء غاضب
"اصمتِ يا ماسة واجيبِ ، هل تريدين الزواج منه ام لا"

نظرت لها بجمود للحظات قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنها بدون اي تعبير وبصمت قاتم غلف الأجواء بالغرفة من حولهما ببرود صقيعي ، لتتنهد بعدها المقابلة لها لوهلة قبل ان تتقدم باتجاهها لتجلس بجانبها بلحظة وهي تهمس بجدية ورفق
"اسمعي يا ماسة ، انا ارى بأنكِ مشتتة التفكير بعض الشيء ولم تعودي تعرفين اين هي مصلحة نفسكِ واي الطريق تريدين ان تسلكي بعد كل ما مررتِ به بحياتكِ ، لذا ارى بأن الحل الأفضل لكل هذا التشتت والضياع هو قبول عرض الزواج الخاص بشادي فهو بالنهاية يمتلك كل المواصفات والمؤهلات والتي تناسبكِ بداية بشخص نعرفه جيدا ويخاف على مصلحتكِ والدليل هو ذلك اليوم عندما انقذكِ مما كان سيحول لكِ ، وغير كل هذا والأهم بأننا سنكون معا دائما ولن نفترق عن بعضنا ابدا عندما تصبحين زوجة شقيق زوجي ، أليس هذا رائعاً"

كانت (ماسة) شاردة بنظراتها بعيدا عنها بحدقتيها البحرية المظلمة قبل ان تهمس بخفوت متشنج
"ومن اخبركِ بأنني ارغب بالزواج اصلا"

عقدت حاجبيها بوجوم وهي تنظر لها بشحوب لبرهة لتهمس بعدها بلحظة باستنكار جاد
"ما هذا الكلام الأحمق والذي تنطقين به يا ماسة ، ليس هناك احد لا يريد الزواج ولا يرغب به ، فهذا هو مصير جميع الفتيات من على وجه الأرض ليستقروا بحياتهم وينسوا كل ما فات ويبنوا عائلة خاصة بهم ، وعليهم تقبلوا هذا الوضع اعجبهم هذا ام لا"

تنفست بتصلب وهي تبتسم بلحظة ابتسامة صغيرة حفرت على طرف شفتيها بشحوب انحصرت منها الدماء وهي تتمتم ببرود ساخر
"هذا الأمر ينطبق على الفتيات فقط ، ولكن ماذا عن اشباه الفتيات واللواتي لم يخلقن سوى ليكون عبيد بأيدي حثالة البشر لتكون روحها هي الثمن وقلبها بساط يداس عليه"

اتسعت مقلتيها الخضراوين باستدارتهما لوهلة وهي تحرك رأسها بالنفي بعدم استيعاب وبتشوش غيم على افكارها ! لتمسك بعدها بلحظة بكتفها وهي تدلك عليهما برفق قائلة بابتسامة حانية بخفوت
"لا اريد ان اسمعكِ تعيدين هذا الكلام امامي مرة أخرى يا ماسة ، فأنتِ اكيد لستِ فتاة مختلفة عن باقي الفتيات بل انتِ افضل منهن بكثير لأنكِ حافظتِ على نفسكِ بماضي شنيع خرجنا منه بعد عناء طويل ، لذا إياكِ ان توقفي حياتكِ بأكملها بسبب ذلك الماضي وركزي فقط على المستقبل فهو كل ما يهمنا"

تشجنت ملامحها لوهلة وهي تزحف بعيدا عنها لترفع عندها ساقيها لصدرها وهي تعانقهما بذراعيها هامسة بوجوم منقبض
"لن تفهميني يا روميساء مهما قلت وتكلمت ، لذا ارجوكِ اتركيني وشأني وعودي لجناحكِ الخاص"

اخفضت كفها وهي تزم شفتيها بوجوم حزين بدون ان تفهم حقا مسار تفكير شقيقتها الغريب ؟ فهل هناك شيء تخفيه عنها غير الذي تعرفه وهي لا تعلم عنه ؟

وقفت بعيدا عن السرير بهدوء وهي تراقبها بابتسامة هادئة قبل ان تسير بجانبها بلحظة لتربت على رأسها بحنان وهي تهمس برفق
"صدقيني يا ماسة افضل شيء تفعلينه هو الزواج من ابن خالنا شادي ، فهو سيكون مصدر سعادتكِ وامانكِ بعيدا عن ذلك الماضي ومن سأطمئن عليكِ برفقته عندما تكونين زوجته ، فأنا لن اكون مرتاحة سوى عندما تكونين بجانبي دوما وبدون ان اضطر لخسارتكِ"

غادرت بعدها لخارج الغرفة بصمت وهي تغلق الباب من خلفها بلحظات برفق ، بينما شددت الأخرى من معانقة ساقيها بقوة وهي تزفر انفاسها بتعب ، رفعت بعدها يديها وهي تتلمس بشرود على السترة السوداء الفاخرة والتي ما تزال ترتديها للآن ولم تخلعها بعد .

عادت للخلف بلحظات وهي تزحف فوق السرير ببطء قبل ان ترتمي على ملاءته بإنهاك وهي تعانق بذراعيها السترة بقوة ودموعها تجري على وجنتيها بصمت لتسقي ياقة سترته بهدوء وهي تشبع نفسها برائحتها ودفئها الغريب والذي سلب عقلها عن التفكير وعن كل المنطق بحياتها فقط كل ما تريده هو الراحة ، فهل تطلب منهم الكثير ؟

____________________________
كانت تجري باتجاه باب المنزل وثوبها يتطاير من حول ساقيها بحرية قبل ان تتوقف بتأني بجانب باب المنزل وهي تطالع نفسها بالمرآة المعلقة امامها بنظرة تأملية اخيرة ، تنقلت بنظرها بثوبها الوردي القصير بعض الشيء وهو يصل لأسفل ركبتيها بقليل وقد زاد بشرتها الرقيقة الشفافة بياضا متناسبا مع نعومة قماش الثوب وهي ترتدي معه حذائيها الورديين الشبيهين بأحذية الباليه ، لتصل بالنهاية لوجهها والذي تركته خاليا من اي زينة ألا من بعض الطلاء على الشفتين الورديتين ليزيدهما لمعانا وهو يحيط به خصلات من شعرها البني والمائل للون العسلي والمسترسل على طول ظهرها بحرية وقد تركته حرا كما هو بدون ان تسرحه او ان تفسد نعومته الطبيعية .

اتسعت حدقتيها العسليتين بجزع ما ان تذكرت بأنها قد نست الطارق على الباب بموجة تأملها البلهاء ! لتبتعد بعدها من فورها من امام المرآة وهي تفتح الباب بسرعة ناظرة امامها بابتسامة صغيرة بارتباك .

تجمدت بمكانها لبرهة ما ان نظرت للواقف امامها وهو يرتدي ملابس عادية جدا مكونة من بنطال جينز مهترئ مع قميص ابيض بياقة مفتوحة لتظهر بشرة صدره السمراء الحادة ، لم تشعر بعدها بابتسامتها وهي تذوي ما ان مر على ذهنها صور من خيالها بخصوص هذا اليوم والذي يأتي به اميرها بزي رسمي محملا بباقة من الورود الجميلة العطرة بيد ويمسك بيده الأخرى علبة شوكولا من اجل اميرته والتي ستصبح ملكه ليخطفها على حصان الأحلام بعيدا عن هذا العالم السوداوي !

انتفضت بتوجس ما ان قال الواقف امامها ببعض الملل وهو يقدم وجهه امامها
"ماذا هناك ، ألن ترحبي بوجودي وتدخليني للمنزل"

حركت رأسها لا إراديا وهي تنفض الأفكار عنه بلحظة قبل ان تبتعد عن الباب قائلة بترحيب وهي تشير بذراعها للداخل بارتباك
"اعتذر ، تفضل بالدخول يا سيد جواد"

عقد حاجبيه بحدة وهو يهمس بتفكير
"هل قلتِ للتو سيد"

رفعت كفها وهي تمسح وجنتها بارتعاش قائلة بتعديل
"اقصد استاذ جواد"

ضيق عينيه السوداء لوهلة بريبة بدون ان ينطق بأي كلمة ، لتتشنج ملامحها اكثر وهي تنظر للأسفل هامسة بعبوس
"بماذا اناديك إذاً"

حرك رأسه بهدوء وهو يسير للداخل قبل ان يتوقف بمحاذاتها وهو يتمتم ببرود ناظرا لهيئتها بنظرة جامدة متمهلة
"أُفضل ان تناديني باسمي مجردا فأنا لست مجرد ضيف هنا"

زمت شفتيها بارتجاف وهي تومأ برأسها بصمت قبل ان تشعر بابتعاده عنها بخطوات متمهلة شعرت بها بنبضات قلبها المتراقصة بهلع ، لتغلق بعدها باب المنزل بسرعة وهي تسير للداخل وكفها ترجع خصلاتها للخلف برفق شديد مذكرة نفسها بكلامه الاخير والذي ضرب كل منطق بتفكيرها الحالم !

وقفت بالقرب منه وهي تشير له للأرائك المتواجدة بغرفة الجلوس قائلة بمودة
"يمكنك الجلوس هنا ، ووالدي سيأتي بأية لحظة"

حرك رأسه بجمود بدون ان ينظر لها وهو يسير باتجاه الأريكة ليجلس من فوقها بهدوء وصمت غيم على الغرفة بأكملها للحظات ، التفتت بوجهها بسرعة باتجاه الذي دخل للغرفة وهو يقول بابتسامة هادئة ببشاشة
"اهلا وسهلا بك بمنزلي وبالزائر الذي انار منزلي ، لقد اشتقنا كثيرا لهذا النوع من الزيارات"

وقف (جواد) من فوره وابتسامة هادئة تحتل محياه وهو يقول باحترام شديد
"مساء الورد سيد جلال ، وشكرا لك على هذا الاستقبال الجميل وعلى الكرم والذي لا يليق سوى بمقامك ، واتمنى حقا ألا تكون زيارتي قد اتت بغير موعدها"

حرك (جلال) رأسه بضحكة هادئة وهو يسير بخطوات بطيئة بوهن وما ان كان سيتقدم الواقف امامه باتجاهه حتى رفع يده امامه قائلا بابتسامة صارمة
"لا بأس يا بني اجلس بمكانك لا داعي لتتحرك"

كانت نظرات ابنته تتابعه بحزن غيم على ملامحها للحظات وهي تنظر لوالدها يسير بوهن واضح قبل ان يصل امام الذي تصافح معه بقوة قبل ان يجلس كل واحد منهما على الأريكة مقابل الأخرى ، تنهدت بعدها براحة وهي تنظر لهما يتحدثان معا بحرية عن العمل .

وما ان كانت على وشك المغادرة لتجلب صينية الضيافة حتى تجمدت بمكانها ما ان بدأ (جواد) بالكلام وهو يقول بقوة بدون اي مقدمات
"اعتذر على الإزعاج مرة اخرى ، ولكني طلبت منك هذه المقابلة من اجل امر مهم وخاص جدا بحياتي وقد اتخذت هذه الخطوة مؤخرا واتمنى ألا اواجه الرفض منها ، فقد اتيت إليك وكلي امل بأن اجد عندك مبتغاي"

ابتسم المقابل له بهدوء وهو يقول بابتسامة هادئة بثقة
"تكلم يا بني ، واخبرني بكل ما يعتمل بداخلك"

تقدمت (صفاء) بخطواتها لا شعوريا وهي تتمسك بظهر الأريكة امامها بيديها بتشبث بدون ان تمنع الرهبة من احتلال نظراتها المشدوهة المعلقة به ، ليتابع بعدها كلامه الذي نقل نظراته للواقفة بالقرب منهما بنظرات قوية حادة وهو يقول بابتسامة جانبية بجمود
"لقد اتيت لأطلب يد ابنتك صفاء جلال لتكون شريكة حياتي وحلالي ، فهل تقبل بهذا التناسب سيد جلال"

كانت تفتح شفتيها وتغلقهما تلقائياً بدون اي كلام فقط انفاس مذهولة تخرج من بينهما بنشيج متقطع بدون ان تعلم سبب كل هذا الذهول والذي احتل اطرافها لوهلة بتجمد غريب وهي تتوقع ان تكون اكثر من شريكة حياة بالنسبة له ! فهل تبالغ بردة فعلها ؟ ليخرجها من حالتها صوت والدها وهو يقول ببشاشة بالغة وابتسامة كبيرة تحتل محياه
"لا داعي للخجل بني فقد كنت اتوقع ان يكون هذا طلبك ، فلا احد يأتي لزيارتي ويطلب مقابلتي سوى من اجل طلب ابنتي الوحيدة وحمامة المنزل ليأخذوها بعيدا عني ويسرقوها من والدها"

ابتسمت بحياء وهي تنظر لوالدها بهدوء وبمحبة تكنها لهذا الشخص الرائع بدون ان تمنع قلبها من الدعاء له دائما بكل دقيقة وثانية بأن يبقى دوما بجانبها ويملئ حياتها بوجوده وبكل حنانه ، ولكن ما ان حادت بنظراتها قليلا حتى تجمدت بمكانها لبرهة وهي تقابل نظرات حادة نفذت لدواخلها لتزهق روحها بدون اي رحمة وهي لا تعلم سبب كل هذا العداء بتلك الأحداق السوداء والتي تلونت فجأة بقتامة مظلمة ؟

حرك نظراته بعيدا عنها ببطء ما ان تابع المقابل له كلامه وهو يقول بوقار مبتسم
"يشرفني بالطبع بأن اقبل بهذا التناسب المتواضع ، فأنت من بين الجميع مرحب بك زوج لابنتي وليس لأني احبك واعتبرك مثل ابني منذ عملك معي بدار النشر ، بل لأنك خطفت قلب ابنتي الصغيرة وحصلت على موافقتها مسبقا ، لذا ليس هناك اي داعي لتدخلي والاعتراض على ما هو مكتوب لكما وواضح امامي"

اتسعت حدقتيها العسليتين بوجل وهي تخفضهما بحياء يكاد يفتك بها بعد ان قال والدها كل ذلك الكلام والذي يجعلها تتمنى ان تنشق الأرض وتبتلعها بهذه اللحظة بالذات بعيدا عن انظاره والتي تشعر بها مسلطة نحوها بقوة حتى اشعلتها مثل الفتيل المتقد ، وهي تستمع لوالدها وهو يتابع كلامه بمحبة بالغة
"ولكن كل املي هو ألا تخيب ظني بك وان تحافظ على هذه الأمانة الغالية بروحك وبعينيك والتي تكون اغلى ما املك بهذه الحياة"

عضت على طرف شفتيها الورديتين بتشنج بالغ ما ان سمعت ذلك الصوت القوي وهو يقول بنبرته الحادة والتي تشتت تفكيرها لوهلة
"اكيد يا عمي كون على ثقة بأنها ستكون بين ايدي امينة ، فهي من الآن قد اصبحت شريكة حياتي ونصفي الثاني والذي لن انفصل عنه ألا بموتي فقط"

تنفست بابتسامة مرتجفة وهي تستدير بعيدا عنهما تنوي الهروب من كل هذا الإحراج والذي يكاد يفجر الدماء بوجنتيها والأوردة بجسدها ، لتتوقف فجأة بلحظة ما ان اخترق مجرى سمعها صوت بارد يختلف عن الصوت السابق وهو يقول بهدوء مريب
"ولكن عذرا منكما ، فأنا لدي طلب اود قوله لكما قبل كل شيء ، واتمنى ان تتفهموا مقصدي ، واعني بكلامي بأنني لا انوي اقامة اي حفلات زفاف او اي حفلات أخرى فقط عقد قران يكفي ، فأنا ليس لدي عائلة ولدي حالة حداد والتي تحتم عليّ ألا اشارك بأي فرح او اي مناسبة ، لذا ارجوا منكم ان تتقبلوا عذري وتتفهموا ظرفي"

مرت لحظات ساكنة على الجميع وعلامات الوجوم تدور حول ثلاثتهم بمشاعر غريبة بدأت بالتحرر بينهم بتسلل ! ليتدخل بعدها صوت والدها وقد تحولت ملامح وجهه فجأة للجمود وهو يقول بتصلب هادئ
"ما هذا الكلام الذي تقوله يا جواد ، تريد مني ان اسلم لك ابنتي هكذا بدون اي فرح او....."

قاطعه الصوت الرقيق القريب منهما وهي تتكلم لأول مرة هامسة بابتسامة شاحبة بوجوم وقد اختفى الاحمرار عن وجنتيها تماما
"لا بأس يا أبي ، فهو لديه ظرفه ونحن علينا بتفهمه ، لذا انا اقبل بأي شيء يختاره ويقوله فهذا الأمر ليس بيده واكيد لا يقصد اي اذى بكلامه"

التفت والدها بوجهه نحوها بتصلب وهو يقول بصرامة مستنكرة
"ولكن ليس هكذا يا ابنتي ، كيف تريدين مني ان اسلمكِ بهذه الطريقة الرخيصة وكأنني اريد التخلص منكِ...."

عادت (صفاء) للكلام وهي تقول بابتسامة صغيرة بارتباك
"لا تقلق يا أبي فهذه الشكليات كلها لا تهمني ، وبالنهاية الزواج سيحدث بكل الأحوال ، إذاً لما نتعب انفسنا بكل هذه التجهيزات والتي ليس لها داعي من الأساس ، أليس كذلك"

تجمدت ملامح والدها لبرهة وهو ينظر لها بعدم رضا وبعبوس متصلب بتغضن بدون ان يقتنع بكلامها الغريب والذي كانت تحاول ان تقنع نفسها به اكثر لمن تقوله له تحديدا ! لتنقل بعدها نظراتها بارتجاف للذي كان يراقبها بصمت بدون اي تعبير ظاهر على ملامحه وهي تشعر بحزن غير مبرر يجتاحها بقوة من نظراته الباردة والتي لم تجد بها اي دعم لما هي مقدمة عليه او اي تعليق على كلامها الأخير فقط مجرد نظرات غير معبرة عن شيء وعما يدور بدواخله الآن .

ادارت وجهها بعيدا عنه بضعف وهي تهمس بخفوت مستاء
"انا ذاهبة لأحضر لكما الضيافة والتي تناسب هذه المناسبة الرائعة"

تحركت بعدها بسرعة بعيدا عنهما بدون ان تنتظر اي تعليق آخر منهما وهي تشعر بالنظرات تلاحقها بغموض تكاد تخترق قماش ثوبها الخفيف لتصيب قلبها بالمزيد من الرصاصات الطائشة بعد ان تحمل الكثير منها بأجمل يوم كان من المفروض ان يكون الأجمل بحياتها الحالمة كما تراها دائما وتقرأها بالحكايات والتي كانت توهم نفسها بها منذ سنوات طويلة بل منذ شبت عن الطوق .

_____________________________
بعد مرور يومين.........

كانت جالسة على مقاعد الاستراحة بحديقة الكلية وهي تمسك بالقلم وتدون به على الورقة امامها بثبات ، انحرفت فجأة بالقلم ليشكل خط مائل على الورقة قبل ان تتنهد بشرود لترفع يدها بالقلم وهي تريحها على وجنتها ونظراتها ساهمة بالبعيد بجمود ، ليطير تفكيرها كالعادة للغائبة عن الجامعة منذ اكثر من يومين بدون ان يظهر لها اي اثر وكأنها قد اختفت عن العالم لتريحه من جنونها وصخبها والذي كانت تملئه بمخيلتها الواسعة وكل هذا قد حدث منذ نقاشهما الأخير والذي كان يدور حول فارس احلامها الخيالي والذي عرض عليها الزواج بدون ان تفهم سبب تعلقها الطفولي بذلك الأمل والذي لا تراه سوى وهم ستفيق منه يوما ما ؟ فهل يعقل بأنها ما تزال تعيش على ذلك الوهم ام ان الآوان قد فات على التفكير بالندم ؟

عقدت حاجبيها بحدة بلحظة وهي تبعد يدها عن وجهها لتضرب بطرف القلم على جانب رأسها بقسوة وكأنها تعيد نفسها لرشدها والغير مكترثة بما يحدث من حولها ، فهي آخر ما يهمها هو التفكير بالآخرين وبمشاكلهم العويصة والتي يدخلون لها بإرادتهم الحرة بعد دفعة كبيرة من التحذيرات والتي لا يأبهون بها ولا يعلمون قيمتها ألا بعد فوات الآوان عليها ؟ وبما انها قد اختارت هذا الطريق والعيش مع حلمها الخيالي فليس بيدها شيء تفعله من اجلها سوى تركها تفعل ما برأسها لترى نهاية احلامها الواسعة والغير موجودة على ارض الواقع .

اخفضت يدها وهي ترفع نظراتها بحذر باتجاه الذي وقف امامها فجأة وهو يبدو يحاول صياغة الكلام والذي ينوي قوله لها من ملامحه المتعقدة امامها بشحوب ، لترفع بعدها حاجبيها بوجوم لبرهة وهي تهمس بنفاذ صبر
"نعم ، تفضل"

عقد الشاب امامها حاجبيه بتوتر اكثر من نبرة صوتها الحادة والتي ايقظته من افكاره ليقول بعدها بلحظة بارتباك واضح
"انا كنت اريد سؤالكِ عن صديقتك صفاء والتي تدرس معنا بقسم الهندسة ، فأنا لم ارها منذ مدة ، هل هي بخير"

ابتسمت بجمود ما ان تذكرت اين رأت هذا الشاب فهو نفسه من اوقف صديقتها من قبل ليطلب منها مذاكراتها ، وها هو يسأل عنها الآن بعد ان لاحظ اختفاءها على مدار يومين ، قالت بعدها بلحظات بابتسامة صغيرة بتصلب
"لا أعلم ، ولست مضطرة للإجابة على سؤالك يا سيد"

عبست ملامحه بتشنج وهو يهمس بتفكير مستاء
"هل هذا يعني بأنكِ لا تعلمين شيئاً عن سبب غيابها"

زفرت انفاسها بغيظ وهي تغلق الدفتر بحجرها بقوة قبل ان تستقيم بوقوفها بلحظة لتمسك بحزام حقيبتها قائلة ببرود جليدي
"عذرا منك ، ولكن عليّ الذهاب"

اتسعت عينيه بصدمة وهو ينظر لها تبتعد من امامه لينتفض عندها بسرعة وهو يهتف من خلفها بوجل
"انتظري ، هناك امر مهم عليّ اعطاءه لكِ"

توقفت بتصلب لثواني وهي تلتفت بوجهها نحوه بحيرة ليرفع بعدها المذاكرات امامها وهو يقول بابتسامة صغيرة بإحراج
"هذه المذاكرات تخص صفاء وهي تحتاجها للدراسة على اختبارها القادم ، لذا هلا اعدتها لها عندما تقابلينها واخبريها بأني ممتن جدا لها وشاكر على كرمها معي"

استدارت بجسدها نحوه لوهلة وهي تخفض نظرها بجمود للمذاكرات بيده لتعود بعدها للنظر له وهي تهمس بجفاء
"يمكنك انتظارها حتى تعود للجامعة ، وعندها يمكنك ان تعيدها لها وتشكرها بنفسك"

ردّ عليها الشاب من فوره بتوجس
"ولكن قد اكون عندها غائب عن الجامعة وقد يكون موعد الاختبار قد فات"

زمت شفتيها بحنق وهي تهمس باقتضاب
"حسنا فهمت"

رفعت ذراعيها بلحظة وهي تنتشل المذاكرات منه بحدة لتطوقها بين ذراعيها وهي تتمتم ببرود
"والآن وداعا"

وما ان استدارت حتى اوقفها مرة أخرى وهو يقول ببعض الإحراج
"لا تنسي ان توصليها سلامي وامتناني الكبير لها"

تجمدت بمكانها لبرهة وهي تحيد بنظراتها جانبا بتصلب لتقول بعدها بلحظات بابتسامة هادئة بلا تعبير وهي تحرك رأسها بلا مبالاة
"لا تعلق الكثير من الآمال على هذا الحلم فأنت تقترف خطأً كبيراً بالتفكير بالشخص الخطأ ، فهي الآن ستكون ابعد عنك ونجوم السماء اقرب لك منها ، تذكر كلامي جيدا واتخذها نصيحة مني"

عندما لم تجد اي تعليق منه اكملت سيرها ببرود بعيدا عنه بخطوات هادئة بدون ان تأبه بالقلب والذي حطمته الآن تحت قدميها بعد كلامها والذي ألقته على اسماع ذلك الشاب الحالم وهو ينظر بأثرها بصدمة لم يفق منها بعد ، فهو لا يعلم بأنها اكثر ما تمقته بحياتها الباردة هو التعلق بأمل زائف سينقطع بالنهاية من جذوره ولن يتبقى منه سوى حطام احلام عاش عليها لسنوات طويلة بدون ان يخرج منها بأي شيء سوى بجرح وخيبة ستدوم معه لباقي العمر !

يتبع............

على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t481045-12.html



الساعة الآن 01:49 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.