04-12-21, 07:21 PM | #1311 | ||||
كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس من الفصل القادم باذن الله قضى معتصم يومه منغمسا في عمله وتخلل ساعات عمله بالسؤال عن حبيبته كلما أتته الفرصة ،كان يشعر بقدر كبير من السلام النفسي بعد ان تمم زواجه بها وبعد أن طالبته صراحة بأن ينظر حوله إلى نعم الله عليه وعطاياه وبعد أن أعادت على مسامعه غالية نفس الكلام صباحا كان قد وصل إلى البيت وكان الليل قد حل فصف سيارته أمام بيت عمران ونزل حاملا باقة كبيرة من الورود حمراء وعلبة شيكولاتة من النوع المفضل لعنان ودلف إلى البيت ينظر حوله وهو في قرارة نفسه يدعو ألا يكون هناك أحد بالبيت حتى لايراه فهو طوال عمره يرتدي ثوب الجدية والوقار أمام الجميع ولم يراه أحد من قبل في موقف كهذا دلف إلى البيت فكان ساكنا فصعد الدرج مباشرة دون أن يدخل إلى غالية وحين مر بجوار باب خاله زكريا سمع صوت نعمة عاليا وهي تتحدث بصوت عال فأسرع الخٌطى وحين تجاوز الطابق الخاص بخاله زكريا ويحيى ابتسم ابتسامة شقية فلو كانت نعمة رأته وهو يحمل هذه الباقة الكبيرة الملفتة للنظر لأشبعته تهكما بلسانها وعينيها "معتصم متى أتيت يا رجل؟" سمع صوت يحيى الذي فتح باب شقته فجأة وكان معتصم يوليه ظهره صاعدا فتنحنح معتصم وهو يلتفت له قائلا:"بالأمس فقط؟" نظر يحيى نظرة خبيثة إلى باقة الورد الكبيرة وأردف بتهكم :"أراك أصبحت رومانسيا في الفترة الأخيرة " رد عليه معتصم قائلا بسماجة:"من بعض ما عندكم" قطع يحيى الدرجات القليلة الفاصلة بينهما وأردف بنبرة متهكمة ونظرة متلاعبة وهو يميل ليشم باقة الورد:"ورد بلدي رائحته رائعة ،ثم ربت على كتف معتصم قائلا بنبرة ممطوطة :وفقك الله يا صديقي أنت مازلت في بداية رحلتك في الحياة وبداية الرحلة تتطلب مجهودا كبيرا كان الله في العون " قال له معتصم بجدية مصطنعة:"ركز في مجهودك أنت فقط ولا تحمل هم مجهود الآخرين ولا تنسى أنني أكبركم " قهقه يحيى ضاحكا فغمز له معتصم ثم تركه صاعدا بخطوات مسرعة للأعلى . رن جرس الباب فأردفت عنان من خلف الباب:"من ؟" "معتصم " قالها بصوته الخشن الذي أصبحت تعشق نبرته وحين فتحت وجدت باقة ورود حمراء كبيرة تحجب وجهه فابتسمت بسعادة وهي تمد يدها وتأخذها منه قائلة بابتسامة واسعة :"ماهذا؟" قال بنظرة آسرة وهو يُغلق الباب خلفه :"ورد للورد " تعلقت عينيها بعينيه بنظرة شغوفة ولم تجد كلمات ترد بها فأعطاها علبة الشوكولاتة فأخذتها منه وعينيها تخرجان قلوبا كثيرة وضعت باقة الورد وعلبة الشوكولاتة على الطاولة الرخامية والتفتت اليه وكانت ترتدي منامة حريرية بنفس لون الورد فكانت شديدة التوهج في عينيه خاصة وهي تقترب منه وتطبع قبلة دفئة فوق فكه هل كلما لامسها أو لامسته سيظل يشعر بهذا الشعور؟ شعور بأن هناك دفئا يغمر كل حواسه وراحة من كل هموم الدنيا سحب كفيها بين كفيه وقبلهما تباعا ثم أردف وهو يٌلقي نظرة على علبة حلوى خلفها قائلا :"ماهذا ؟" نظرت إلى ما ينظر إليه ثم أردفت برقة:"حين كنت عند أمي اليوم كانت تخبز مخبوزات بالملبن فأخذت منها باقي علبة الملبن ثم أردفت بنظرة بريئة:أراك دائما تدندن بكلمات في عشقه فعرفت أنك تحبه " في البداية ناظرها بذهول ثم انفجر ضاحكا ضحكات عالية ربما لم يضحك هكذا منذ زمن وضمها إليه بقوة وهو لايزال يضحك ،فأردفت بتعجب:"على ماذا تضحك؟" فأردف وهو يبعدها عنه قليلا وينظر في عمق عينيها الحائرتين بنظرة جريئة :"ليس هذا النوع الذي كنت اقصده" عقدت حاجبيها الجميلين وأردفت بحيرة:"أي نوع اذن؟" أردف بصوت شديد الخفوت ونظرة شديدة العمق :"حسنا سأعترف لكِ بأول اعتراف وأبوح لكِ بطبيعة الملبن الذي كانت أتغنى به " باح بقلبه ولسانه وعيناه وكانت مشدوهة مما سمعته عن اشتياقه لها طوال الفترة الماضية منذ عودتها إلى بيت العائلة ومع كل كلمة كان قلبها ينتفض من عمق وصدق مشاعره وللمرة التي فشلت في عدها تدرك أنها بالفعل لم تكن على دراية كافية بالحكم على من حولها كلماته الصادقة التي تخرج من حنايا قلبه عبر لسانه ونظراته شديدة الصدق جعلتها تدرك بسهولة كم كانت مشاعر رماح معها كاذبة منذ البداية شتان ما بين هذا الاحساس وذاك شتان مابين هذه المشاعر وتلك ونحن كبشر لا نعرف زيف المشاعر إلا حين يصادفنا الصادقون في هذه اللحظة على وجه التحديد وبعد أن غمر روحها وقلبها بمشاعر صادقة تمنت أن تغيب عن هذا العالم وكان مثلها فغابا معا لساعات في فيض من مشاعر متدفقة كلاهما كان في أشد الاحتياج لها ******** | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|