آخر 10 مشاركات
كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1710Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-22, 07:34 PM   #651

جميله سعيد

? العضوٌ??? » 424095
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » جميله سعيد is on a distinguished road
افتراضي


فصل رائع ملىء بالقفلات الشيق فى انتظار معالجتك لكل الأحداث افتقدت ملك و حسن❤️❤️❤️

جميله سعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 07:57 PM   #652

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الجزء الأول من الإشراقة الثامنة والثلاثين

#جلسات_الأربعاء

عذراً ليس هناك جلسة لقد انقصم ظهر القلم الليلة!
المصيبة امرأة غجرية ألقت نرد فالها على تنجيم الشؤم
شعرت ببوادر استيقاظ فحاولت أن ترمش بعينيها لكن ثقل رأسها كان يمنعها حتى من أن تفتحهم
ظلت تتنفس ببطء حتى شهقت فاتحة عينيها باستغراب
تدور بعينيها في الغرفة الغريبة حتى جلست على الفراش ومازالت ليست بوعيها
نظرت جانبها فوجدت قنينة مياه التقطتها بوهن تتجرع منها وبعد دقائق كانت تنتفض بهلع
يا إلهي أين هي وما هذا المكان ؟
غرفة صغيرة وكأنها خشبية سوى من نافذة حديدية عالية ترى من خلالها ليل السماء
وضعت غدي كفها على رأسها بهلع وهي تتذكر أنها كانت بالنادي ثم ؟
ثم ماذا لا تتذكر شئ
وضعت كفيها على بطنها برعب هامسة :-
" ابني "
تتحسس ملابسها كالمهووسة وبجنون ولهفة الأم كانت تخلع سروالها دون تفكير إن كانت الغرفة مراقبة أو لا
ليس هناك دم أو ما شابه
تبكي بعجز الضعف وقوة الخديعة
ابنها هل هو بخير ؟
هل مازال برحمها ؟
أين هي ؟
يزداد نشيجها وفكرة أن البدوي هو من اختطفها ليفقدها ابنها اللحظة تفشي بروحها الفزع الأكبر
تتحرك كالمجنونة ناحية الباب الخشبي تحاول فتحه إلا أنه ليس به منفساً واحداً حتى
شتمت بعنف مرة واثنين وقبل الثالثة كان الباب ينفتح عليها
شخصت ببصرها بذهول الصدمة من رؤية أكمل أمامها
لم يخطر ببالها أصلا أن يكون هو
انكتام النفس بصدرها كان أقوى من تحملها فشهقت تعب الهواء لصدرها بألم مميت
ألم تحول لبكاء مرعب لشخص فقد كل حوله وقوته اللحظة ولم يعد يحل مكانه سوى الخوف
الخوف الذي ألم بها وهي تتراجع زاحفة أرضاً تختبئ بالفراش مناجية بتذلل :-
" اقتلني معه لكن أقسم عليك ألا تتركني دونه "
وما قالته كان قاصماً مميتاً
شئ أشبه بأخذك لطريق جهنم عبر جملة بسيطة
جملتها أماتت قلبه دون أن تجود عليه ببضع دقائق حياة
صوت بكاؤها المتزايد جعله يغلق الباب بقسوة ثم شدها له بنفس القسوة يحتضنها محاول تهدأتها إلا أن فزعها كان أكبر وهي تتوسل :-
" هل سيطر عليك لتخطفني ثم تقتل ابنك ؟"
تناظره باهتزاز كان فتاك الوقع لقلبه وهي تهمس :-
" اقتلني معه ؟
هل ستفعلها يا أكمل ؟"
لم يستطع السماع أكثر وهو يهبط برأسه ليقبلها
هل سمعت قبلاً عن قبلة بطعم الخسارة
قبلة خلت من لذة العطاء أو حتى شهوة الأخذ
كانت محض قبلة أشبه بخرقة عطنة يخرسها بها من هلاك لفظها على قلبه
يحتضنها بحنو لو بوقت أخر لأوهن قلبها حباً لكنه ما زادها إلا إرهاقاً يهمس بحزن شجي :-
" لم يختطفك أحد بالأساس لقد أتيت بكِ هنا لحمايتك

يُدخل كفه بين جسديهم لامساً بطنها بحنو خبيث ثم يهمس :-
" لم يحدث له شئ هو بخير "
يقبل جبهتها مهدهداً ويواصل :-
" وستكونين بخير مثله "
دقائق من الصمت ظنها هدأت لكنها ما كانت إلا شحذ لقوتها حتى دفعته بقسوة صارخة بجنونها المعروف :-
" هل جننت بالله عليك هل جننت ؟"
تعض على كفها غيظاً صارخة :-
"هل أنت ابتلاء ووقع علي من السماء يا أكمل يا بدوي ؟"
ناظرها ممتعضاً بقرف وقال بمزاجه السوداوي الوقح :-
" كدت للحظة أن أشك أنكِ لست هي الباكية ضعفاً التي أعرفها "
اقترب بغيظ صارخاً :-
"لكن التي أعرفها صحيح هي نفس الغبية التي خلعت ملابسها للتأكد هل هناك دماء بسروالها الداخلي أم لا "
ما قاله كان كفيلاً بإخراسها وألوان الطيف تتعاقب على وجهها وكأنها لتوها أدركت فداحة ما فعلت حتى كان يصرخ بغضب :-
" لقد دمرت ذاكرة الكترونية كاملة لسراج بسبب فعلتك الغبية "
صمت مخرجاً سلاحاً من جيبه أجفلها وهي تتراجع بتوجس زاده غضباً على غضب لكنه رفعه ناحية العدسة بالحائط وأفسدها ثم ألقى السلاح وهو يقترب صارخاً فيها :-
"إياكِ أن تنظرين لي بخوف إياكِ "
ناظرته هازئة وهي تهمس ببحة ضعف :-
" هل بكل تبجح تطلب مني أن أرى فيك الأمان "
ارتجفت عضلات وجهه يناظرها بألم هامساً بقسوة :-
" أحببتني حتى رأيتِ فيّ الأمان رغم أنني لم أكن بنظرك سوى شيطان "
جرت الدموع من عينيها سريعاً وهي تهمس بما عبر لقلبه كطعنة :-
" وكان بداية الخطأ
حبي لك من البداية يا أكمل كان معصية تستحق صلاة التوبة وصيام الكفارة "
دمعت عيناها لنظرة الطفل المحروم في عينيه عبر قولها وقد فطنت أنه يراها تتخلى عنه كما الجميع إلا أنه تنهد ثم أجلسها على الفراش وجلس أمامها قائلاً :-
" اسمعي لكلامي جيداً يا غدي "
يصمت شاعراً بوجع عنيف بحلقه ثم يعود ويتحدث بنبرة باهتة :-
" لقد جلبتك هنا يا غدي حتى تكونين بأمان مع سراج وأهله
هذا المكان الوحيد الذي سأطمئن عليكِ فيه "
حك أنفه وكأنه يقاوم انفعالات صدره بينما هي جاحظة العينين بلا تفاعل
" أهلك أنا سأتصرف معهم وسأجعلك تتواصلين معهم أيضاً لكن تليفونياً فقط

يمسك كفيها بين كفيه وكأنه يخشى إفلاتهم ثم يقول بتردد :-
" أنا سأغيب فترة ربما ستطول وربما "
يصمت لدقائق أشبه بالاحتضار ثم يقول بنبرة مدفونة :-
" وربما لن أعود "
انتففض جسدها بمكانها دون أن تتحرك وكأن أصابها ماسٍ كهربي إلا أنه تجاهل مواصلاً :-
" ما أريد قوله حتى إن لم أعد ستكونين بأمان
فقط فترة وتعودين لأهلك أنتِ وطفلك أمنة "
يقترب بوجهه من بطنها يقبلها بإجلال ثم يستند عليها بجبهته سامحاً بدمعتين وداع أن يمران عبر وجهه وهو يقول بنبرة متحشرجة :-
" لا أريدك أن تسألي عن شئ لكن أريدك أن تتأكدين من شئ هو أني لم أفرط بجنينك
لا أنكر أن أنانية حبي لكِ تغلبت على حبي الذي سيولد معه
أنا لست قديساً يا غدي حتى أخبرك أني أحبه من الأن مثلك
محض شعارات بالية لكن لو بزمن ومكان أخر يكفي أنه يكون ابنك لأحبه فوق حبك حبين يا غدي حين يأتي "
ينكتم صوته لدقائق ويعلو صوت شهقاتها فيقبل بطنها هامساً :-
"فقط أخبريه .. أخبريه أنه كان له والداً لو بيده أن يكون نظيفاً لفعل دون أن يتأخر
لا تخبريه أن أبيه ضعيف يا غدي فأبيه سلبوا حقه حتى في اختيار قوته وضعفه
لكن أخبريه أني أحبه من كل قلبي وأن لو كنت موجوداً كنت لأفخر به "
يختنق صوته مواصلاً :-
"أخبريه أن لو كانت ظروفي مختلفة لأشبعته تدليلاً هو وأمه "
يرفع وجهه الملون بسواد الحزن لها ثم يلتقط كفيها مقبلاً لباطنهم وهو يهمس :-
" وأخبري أمه أني أعشقها حتى أخر نفس لي أعشقها كما لم يعشق رجل امرأة من قبل"
ودون كلمة أخرى كان يتركها صاماً أذنيه عن صوت بكاؤها ولم يرى كفها الذي وضعته على قلبها بتوجع نادمة على يوم أحبته في
فليته !
ليته ألقى عليها تعويذة حب يسهل عليها الفكاك من سحرها بتمتمة أيات الشفاء
لكنه وغد قرأ عليها معوذات عشقه فسارت بروحها كالترياق !

…………………..
الحب لا يصنع المعجزات والسفينة المثقوبة لا تسير
لكن حبهم نفسه كان المعجزة ورجولته كانت الثقب ذاته !
"همام لااااااااااااااااا" مازال دوى الصرخة يتردد في أذنيه بهوس
كيف يمكن أن تفصلك لحظة واحدة من أقصى الارتفاع إلى أقصى السقوط !
وكأنه أخذته إلى أعالي عاطفة الحب ثم بعثرته إلى دركات الجحيم
بكاؤها وانهيارها الهستيري فور انفصالهم لم يكن قادراً على استيعابه أو تحمله
لقد كان لتوه يحاول تهدئة قلبه على جرعة السعادة التي نالها مهمشاً عقله الصلد الذي يخبره أنها منقوصة
كان يناظرها بذهول وهي تلملم الغطاء حول نفسها بهسترية الستر مولولة وكأنها لم تكن مع زوجها
كان شئ أقرب لأنها ارتكبت خطيئة
كل هذا كان أكبر من تحملة وهو يصرخ فيها غاضباً تاركاً البيت بأكمله خلال دقائق
وساعات طويلة قضتها هي في البكاء والرثاء لحالها حتى كانت تنتبه أخيراً لفداحة ما حدث
لقد كان عمر!
لم يكن عمر سوى غيره الذي طعنته بانهيارها وصراخها باسم همام
همام الذي لم يزر عقلها مؤخراً سوى بمنامات متفرقة كانت تستيقظ لا تذكرها بالأساس
هبت من فراشها بذعر ترتدي ملابس مسرعة ثم خرجت لتبحث عنه وقد تعدى الوقت منتصف الليل حتى تسمرت بالردهة وهي تراه جالساً كالصنم ولا تعلم متى عاد
فقط وجهه كان يحاكي الموت في بهوته وفقدانه للحيوية
عينيه غائرتين وملامحه قاسية
عضت شفتها لا تدري ماذا تفعل وبما تنطق
تشعر اللحظة كم هي جاهلة لم تتعلم لشئ بحياتها
اقتربت مناغية اسمه برجاء لم يلتفت له حتى رمشت بذهول على قوله الجامد :-
"أنا أسف يا سنابل "
لم تعرف علاما يتأسف هو وهي تقول برقة حزينة :-
"أنا الأسفة دعني أشرح لك "
إلا أنه أيضاً لم يرد عليها وهو ينتفض قائلاً بكأبه :-
"أسف لأني اغتررت بقوة رجولتي على التحمل
أسف لأني خدعتك بصورة بطولية لست قدرها "
ارتجفت شفتيها بجزع وهو يواصل :-
"لكن في الحقيقة أنا أضعف من كل هذا
حقاً لم أعد استطيع المواصلة "

أنهى كلامه بصراخ غاضب أشبه بزئير حيوان نال رصاصته الأخيرة فاكتفى من الحياة :-

"لا أستطيع
لقد حاولت لكني لم أعد أستطيع التحمل "

رفعت كفيها إلى فمها شاهقة بلا صوت تناظره بعذاب وهي تهز رأسها إيجابا ثم نفياً

إيجاباً وكأنها تريد إخباره أنها تفهمه
أنها ما عادت تريد أن تحمله فوق طاقته
أنها تدرك جيداً حجم ما يعانيه رجل مثله

ونفياً مستنكراً من فكرة تركه
نفياً متألماً من رسم العذاب على خطوط وجهه
نفياً خائفاً من البعد عنه

الدموع تغز عينيها فتهطل كأمطار ليلة قارصة الشتاء أعلنت فيها السماء حدادها على وقع عذاب القلوب ففاضت بغزارة دمعها
تُنهنه بعنف وهي تمسح عينيها مراراً لا تريد البكاء أمامه
ليس ثأراً أو كرامة لنفسها فلو خيروها لانحنت تحت قدميه مبدية الندم لقلبه طيلة عمرها
وإنما خوفاً من زيادة ألمه وتعزيزاً لكبرياء شجنه
هو رجل لم تكن له سوى شوكة في خاصرة رجولته ولم يكن لها سوى شراعاً ينثر بنفسها رايات الأمان
تتحرك بعجز وكأن أطنان من أسوار حديدية تكبلها حتى شهقت أخيراً وصارت النهنه الناعمة انفجارات بكاء عميقة لم تسطع صدها حتى اقتربت منه قائلة بنبرة متكسرة من شدة حزنها :-

" نتطلق
أرى أن الحل الوحيد هو طلاقنا "

قبل أن يفرض جنون الغضب سيطرته عليه كانت تصرخ بهذيان ولهفة باكية :-

"أعرف والله أعرف أنه رغماً عنك
أعرف أنك أتيت بأخرك معي
أعرف أنه لو كان هناك شئ يجعلك تقمع الألم به لاخترته عوضاً عن تفريطك بي لكني لا أجلب لك سوى الألم إذا لنتطلق "

تمسح دموعها بذل فتعود للهطول مرة أخرى بغزارة أكبر وهي تقول بألم :-

" لن أنساك أبداً أنا حتى لو فكرت لن أستطيع "

ترتعش شفتيها مواصلة بنبرة اهتاجت لها مشاعره الثائرة :-

" كيف تنسى المرأة رجلاً مثلك بالأساس ؟
كيف أنسى من كان من حضنه بلسماً شافياً لجروحي ؟"

يهتز جسدها بعظم عاطفة الحزن فتواصل :-

" كيف أنسى من زرع بي زهراً فجعلته يجنيه شوكاً خالصا؟"

وبمكانه كانت الدموع تقرص قنواته الدمعية فتظهر عبر عينيه غلاله شفافه أصدق من أطنان من البكاء
يبتلع الحنظل في ريقه وهو يقبض كفيه ويبسطهم بتتابع دون رد
هو لم يعد عنده ردود
هو خذل نفسه ولم يعد عنده طاقه للمواصلة
لكن إن قمع شهامة رجولته فكيف يقتلع نبضات قلبه ؟
عشقه لها كذنبٍ نُقش على جبينه كلما قرر التوبة منه يجد نفسه يقع فيه بلا تفكير
هي امرأة الكسر معها كسرين
كسر لرجولته إن فعل وتخلى معها وكسر لقلبه إن تركها
لكن ألم يكسر قلبه ؟
ألم تُدهس رجولته وتُهان تحت عتبات رموشها ؟
هي معها حق
هذه الحياة لم تعد لها جدوى
يهتز فكه باختلاج عنيف فيسحب نفساً قوياً قائلاً بنبرة لخصت الوجع :-
" معك حق "
يتحرك لافتاً وجهه قليلاً ناحية النافذة هامساً بنبرة أتت من سحق الألم بشجنها :-

" الطلاق حل أسلم لنا "

وطلب الأمر شئ وتحقيقه شئ أخر
شئ أشبه بتمنيك القتل لكنك لست مستعد أبداً لتلقي طلقات الرصاص
" لكني أحبك والله أصبحت أعلم كم أحبك " همستها ولم يسمعها
الصمت خيم عليهم لدقائق كقيثارة سوداء تعزف من الألم مقطوعة اليوم الحزين
تمسح وجهها بهوس حتى أن دموعها جفت لكن دموع القلب مازالت تنزف بهستيرية
كيف سيتركها كيف؟
كيف ستبتعد عن مداره ؟
كيف ستنام بعيداً عن أحضانه دون أن يدثرها بذراعيه دافنه رأسها هناك قريباً من قلبه
الفكرة الأخيره نفسها كانت كفيله باهتزاز جسدها برداً
جليداً يزحف على روحها مشيعاً جنازة الضياع فيتفشى في نفسها فزع الفقد الأكبر !

تقترب بلا تفكير حتى وقفت أمامه مما أجفله ناظراً لها بلا تعبير رغم وقوف كل ذرة في جسده تأثراً بقربها
تمر بعينيها على وجهه بلهفه وترته فنطق بغضب عاقداً حاجبيه وهو ينظر لها بتركيز غريب وكأنه يخشى الانفلات:-

" ماذا تريدين ؟"

أطرقت برأسها خذياً مما تريد لكن أليس من حقها طلب أخير قبل أن تفقد كل حق فيه ؟
تضم كفيها لبعضهم ثم ترفع له عينان يضمان وداعة العالم بين نواحيهم هامسة بنبرة متضرعة في خشوعها :-

" هل لي منك بحضنٍ أخير؟"

ولم تحتاج للطلب أكثر بالأساس
لم تحتاج سوى إغماض عينيها بتنهيدة من آن له أوان السُقيا وجسدها يُنتزع لصدر رجولي يحوي رحابة العالم بين عضديه
ذراعيه يلتفان حولها بقسوة وكأنه يخاف من لحظة إفلاتها
يرفعها قليلاً فيلتحم العذاب بنظراتهم
يهز رأسه نفيا بما لا تعلمه فتغمض عينيها خوفاً مما سينطق إلا أنه لم يفعل وهو يميل مقتنصاً أنفاسها يسطو على كل شاردة زفير وواردة شهيق
يحيا معها لوعة الحب ويبث بها استعذاب الفراق
يدور بها ؟
تدور معه؟
لا
يدور فيها ...فتسقط فيه !
ويرتج العالم من حولهم وجدانياً
رجفات تقابلها تنهيدات ولمساتٍ تُأججها همسات
شئ أشبه بامتاع مشوب بالالتياع حتى كان الاختناق هادم للذات ومفرق للقاءات يحتج مطالباً رئتيهم بالتنفس فانفصل عنها وانطفئ كل شئ
انطفئ وهج العيون وانسحبت نشوة النفوس إجلالاً فقد حانت لحظة الفراق أخيراً!
……………………

تفكك الأسر فتاك يجعل الأبناء ضحايا وإن كانوا ظالمين
سيرهم في الحياة يكن على حافة أحبال مهترئة أسفلها الضياع
يتعثرون كحبات الفشار المحترقة تُقلبهم مقلاة الدنيا بمحرقة السقوط
"أنتِ السبب أنتِ السبب طيلة عمرك أم فاشلة انظري إلى أين ذهب حال ابنتك " صرخها رأفت بجنون غاضب بنجلاء التي هاجت هي الأخرى باكية :-
" هل أنا السبب حقاً يا محترم
أنا أم أنت من تركت ابنتك لتتزوج فتاة من عمرها وبالأخير لم تكن سوى عاهرة "
" اخرسي " قالها بقسوة متطاولاً في ضربها إلا أنه منع نفسه بأخر لحظة فاهتاجت مواصلة بثورة :-
" وليتك علمت أن الله حق بطلاق تلك ال.... بل سافرت لعملك وسارعت بالتزوج من أجنبيه"
اتسعت عيني رفعت بارتياع من معرفتها فناظرته بقسوة متألمة وهي تقول :-
" هل تظن أني لم أكن سأعرف يا محترم "
إلا أن رفعت لم يهتم وهو يقول مجابهاً :-
" هذا شئ ليس لكِ تدخل فيه حتى انظري لتربيتك الفاضلة التي جعلتها على علاقة برجل أخر وهي متزوجة "
" هل تقول تربيتي ؟" همستها نجلاء بذهول مجنون إلا أن رفعت صفعها بقسوة الكلام :-
"لن تأتي به من الخارج يا نجلاء إنها نفس جيناتك
لقد فعلتها أمها قبلا فلما هي لا تفعل "
وبجانب بعيد كانت نور متكومة في حالة رثاء لنفسها بعد شجارها مع عمار الذي ضربها و أقسم لهم على عدم دخول المنزل إذا استمر وجودها فيه
ابتسمت مستهزئة !
أين كان عمار منها بالأساس طيلة العمر
لقد كانوا إخوة اسماً وشكلاً ليس إلا والأن يتبرأ منها
لقد تركت أبيها يضربها وتركت أمها تعنفها بعد أن اعترفت هي لها أنها تحب رفعت لكن كالعادة حين يجتمع أبيها وأمها لا يفكران سوى بأنفسهم وشجاراتهم ...
لقد طلقها خالد لكن هذا بقدر ما يدخل بصيصاً من الراحة لقلبها بقدر ما يؤلمها
لم تكن أبداً تريد إيلام خالد بهذه الطريقة
لم يكن يستحق
عادت بعينيها إلى شجارهم ثم التمعت عينيها بعزم
ستذهب لرفعت الليلة كما تواعد معها
ستذهب له وتتزوج منه وتبتعد عن كل هؤلاء
لا أحد يفكر بها أو يحبها مثله هو فقط
هو و...
أغمضت عينيها تقطع على نفسها التفكير ثم تسحبت صاعدة لغرفتها لتعد عدتها
ليلاً
كانت تخرج من بوابة فيلتهم بلا أدنى شعور
قلبها أشبه بقطعة ثلج تفوح فقط شوقاً للمنتظر
دارت حول المبنى وفور أن وجدته فتحت السيارة وركبت ملقية نفسها عليه باكية
أغلق رفعت بابها يضمها له بقوة مقبلاً كل إنش في وجهها هامساً بتلهف وحرارة صادقة :-
" لقد كدتِ تقتلينني قلقاً عليكِ "
يمسح دموعها دون أن يبتعد عنها إنشا يتحدث من بين أنفاسها :-
"لم أتركك المرة الماضية جبناً فهذا الصرصار أستطيع فعصه بقدمي "
تألمت من أجل خالد لكنها صمتت فدفء حضنه كان أقوى خاصة ً وهو يضمها له مواصلاً بسطوة :-
" سنتزوج
ستكونين لي دوماً "

………………….

يقولون أن كل ما تناضل من أجل الابتعاد عنه أنت منجذب إليه في الأساس !
يتحرك في ممشى طريق بيتهم في السادسة صباحاً وعيناه تطرفان ناحية المبنى المجاور
بالتحديد ناحية الشرفة الثالثة من ناحية اليسار والمجاورة بالمصادفة لشرفة غرفته التي تقع في المبنى الخلفي من بيتهم
لقد ظلم
ببساطة هو يعترف أنه ظلم إنسانة حرة شريفة
لقد تفاجئ بمكالمة دكتورة حفصة العامري له وقد كان بينهم من قبل محادثات متباعدة حول أعمال مشتركة لكنه وجدها تحدثه عنها
عن داليدا
عاد بالذكرى لصوت حفصة العامري المنضبط دوما بلا رقة أو ميل وهي تقول مباشرة :-
" دكتور معاذ دون تذويق في الحديث أنت رأيت داليدا وهي تبكي معي بالمكتبة وبلا مقدمات كنت حضرتك السبب "
ابتسم من الذكرى فلقد أعطته حفصة العامري محاضرة في الظلم ودقة التحري وبالأخير كانت تصدمه بالقول :-
" بالمناسبة يا دكتور قبل أن أمن لداليدا لقد سألت عنها دكتور شهاب البرعي لأنها للمصادفة من نفس البلدة تقريباً أو بلدة مجاورة وقد أكد لي شهاب البرعي أنها من أصل فقير لكنه طيب "
عاد من الذكرى وهو يفتح زجاجة المياة في يده يتجرع منها وهو يتحرك ناحية البيت حتى يغتسل ثم يرتدي ملابسه ويلحق المحاضرة الأولى التي سيحاضرها
بعد ساعة ونصف
كان يخرج من البوابة مسرعاً ينظر في ساعته وهو يتجه ناحية سيارته
وبالطريق وجد نفسه يهاتف شهاب البرعي مثرثراً
شهاب الذي لم يكن بمزاج رائق لم يفصح عن أسبابه وهو يتعذر منهياً الاتصال
بعد مرور فترة مسافة الطريق كان يصف سيارته بالحرم الجامعي
لديه محاضرة اليوم بكلية الحقوق في مادة الشريعة
لم يكد يغلق سيارته حتى تفاجئ بمحتلة أفكاره أتية من ناحية كلية الهندسة
تماما كما رأها أول مرة وجهها يحاكي الحزن صمتاً
هل سمعت يوماً عن الجمال الحزين
ذاك الجمال الذي يشبه أشعة الشمس في ظلالها وقت الظهيرة
وذاك الحزن الذي ينطبع على صفحتها ساعة الغروب
رمش بعينيه مستغفراً وصوت العامل يأخذ منه المفاتيح ليركن السيارة بطريق أخر فأومأ شاكراً ثم ذهب في طريقه
ليلاً
نزل معاذ من غرفته عارجاً إلى المطبخ ليعد كوب قهوته ودقائق وكان يخرج للشرفة به مصطحباً الكتاب الذي يقرأه هذه الفترة
كان يجلس على الكرسي بالشرفة ممدداً على الطاولة الصغيرة مستمتعاً بوقته حتى أرهفت أذنيه السمع لصوت نكش ما أو خروشة
وضع معاذ كتابه ثم وقف مرتدياً خفه ليرى ماذا يكن الصوت حتى قطب متفاجئاً وهو يرى داليدا بالشرفة المجاورة تحاول التقاط جوارب من أحبال الغسيل الأمامية
كيف علقتها ولا تعرف كيف تجلبها ؟
مط شفتيه ثم بلا مقدمات كان يتحرك ثم مد يده يلتقطهم مما أجفلها تنظر له بذعر واضعة كفها على صدرها وكأنها لم تتوقع
ابتسم وهو يمد يده لها بالجوارب ببساطة
شحبت داليدا قليلاً ثم مدت يدها لتأخذهم منه وحين فعلت شكرته بخفوت مستديرة لكنها تسمرت على نبرته المعتدة وهو يقول :-
" أنا أسف "
التفتت داليدا وكأنها تتأكد أن الحديث لها فداعبها قائلاً :-
" نعم أنتِ ليس أحد غيرك لما الاستغراب "
شدت داليدا على الجوارب بين كفيها ثم قالت :-
" يعني أظن أن حضرتك لم تُخطئ بشئ كان معك حق صحيح ؟"
ابتسمت ساخرة وهي تقول بانفعال رقيق:-
" يعني واحدة لا أصل لها لما تدخل بيتك هي وإخوتها المشردين مثلها "
مط معاذ شفتيه ناظراً أرضاً ثم استند بجانبه لحافة الشرفة مستنداً بمرفقه على سطحها ثم قال :-
" المتهم مدان حتى تثبت إدانته فاسمعي تبريري "
ناظرته بصمت فقال :-
" أختك تعيش مع والديها وحيدة تقريباً وأخويها ليسا متواجدان بشكل دائم من حقك أن تخافي عليها من أي أحد
أنا لم أشكك بكِ فأنا لا أعرفك بالأساس لكن رؤيتي لهذا الرجل معك ليلاً ثم باليوم التالي نهاراً مثيرة للضيق "
انفعلت داليدا على غير عادتها وهي تقول :-
" ولما تضع الاحتمالات السيئة فقط ها ؟
بل لما تضع احتمالات بالأساس ؟
ما أدراك أنه ليس قريبي مثلاً "
جادلها معاذ منفعلاً بالمثل :-
" أيا كان هو هل مبرر أن يأتي لبيتك ليلاً وقد كنتِ تقريباً شبه تطردينه "
صمتت داليدا عاجزة عن الرد فزفر معاذ قائلاً :-
" كان سوء فهم وتسرع في الحكم مني فلما لا تتقبلين اعتذاري "
" حسنا تقبلته " قالتها بخفوت متحركة للداخل إلا أنه أوقفها قائلاً :-
" هل لي بطلب ؟"
نظرت له فابتسم قائلاً بنبرة موحية بالرجاء :-
" عودي لزيارة وود خديجة وأمي وأبي فغيابك مؤثر بهم رغم اعتذارهم لكِ "
" هم لم يخطئوا ليعتذروا "
ابتسم معاذ وقال :-
" معك حق وها أنا اعتذرت أتمنى صدقاً أن تنسي هذا الموقف لقد كان سوء تقدير مني "
ثم داعبها قائلاً :-
" يعني اعتبريني كأخيكِ الكبير واخطأ معك أو حتى أستاذك بالجامعة "
كلمة أخيكِ الكبير داعبت الاحتياج بقلبها فابتسمت لكنها عادت واندهشت من سؤاله الودود وهو يقول :-
" ماذا كنتِ تفعلين بكلية الهندسة اليوم ؟"
" دكتور معاذ هل أنت متسرع دوماً هكذا ؟"
اتسعت عيناه من ردها فعادت واعتذرت برقة مبتسمة بتحرج :-
"أنا أسفة فقط استغربت للسؤال "
حك معاذ جبهته وهو يقول ضاحكاً بإحراج :-
" أنا أيضا أسف للسؤال "
تضايقت داليدا من نفسها وهي تقول مسرعة قبل أن تدخل :-
" كنت أنهي أوراق تقديم الماجستير "
..........................

الصورة التقليدية لأخر طريق الزواج باقة من الجوري الأحمر
بذلة سوداء...فستان حريري.. وعُلبة من إحدى انواع الشوكولاته الفاخرة ...
ربما نتطرف قليلاً وتكون النهاية مأساوية فيذبل الورد وتتناثر أوراقه ويصبحا كلا من صاحبي البذلة والفستان كل منهم في طريقه ليقابل أخر وتستمر الحياة ...!

لكن ماذا لو كانت النهاية مأساوية عن حق؟!
ماذا لو كانت باقة من حُطامٍ أسود ؟!
ماذا لو كانت علبة الشوكولاته تم ابتلاعها في تناغم خديعي فنزلت في معدة قلوبنا كالقيح المسموم ؟!
إذا ؟
قف!!!!!!
أنت هُنا في حضرة روحٍ تحتضر وتلفظ أنفاس راحتها الأخيرة !

تشعر بالوحشة منذ أن انتشر في العائلة خبر ترك زوجة خالد له بسبب أخر والتي بالمناسبة تحسب عليها أخت
ابتلعت ريقها وصوت صراخ هناء أم خالد يعلو باكياً :-
" لعنها الله انظر كيف حاله من يومها يا محمد
ابنك يضيع مني
يا إلهي كيف لم أمنعه
كيف رضخت له أن يتزوجها لقد كان واضحاً من البداية أنها بلا تربية
كيف غفلنا؟"
تلتفت لرنا وهي تقول بلا تمييز أو حكمة اللحظة :-
" كيف لم تنبهينا يا رنا ؟
هل هذا جزاؤنا أننا جعلناكِ واحدة منا ؟"
شحب وجه رنا وهي ترنوا بعينيها ناحية شهاب الذي بدا اللحظة منهاراً ولم يكن معها
لكن ما زحف بالجليد لقلبها أن يكون يلومها هو الأخر ؟
وما لها هي ؟
تحاول أن تتحدث إلا أنها ارتجفت والدموع تمر في عينيها بألم على نبرة هناء الجارحة :-
" لقد عوضناكِ عن رمي أمك لكِ يا رنا فتتركينا نبتلي بأختك "
" يكفي هذا هل جننتِ يا هناء "
صرخها محمد ذاهلاً باللحظة التي التقت فيها عيني رنا وشهاب
لحظة لم تدم ولم يكد حتى أن يستوعب ما قالته زوجة أخيه حتى كان نداء عبدالرحمن لهم مستغيثاً يبعثرهم جميعاً
نداء جعلهم يركضون ناحية الشقة المقابلة لشقة عبدالرحمن التي كانوا بها مبتعدين عن الجد والجدة اللذان لم يتحمل عمريهما وقع الفضيحة
وحدها من بقت مكانها تبكي بغربة لأول مرة تستشعرها اللحظة
لأول مرة لم تكن تحتاج حضنه
للمرة الأولى منذ أن تزوجته تشعر بالوحشة بعيداً عن دفء حضن نعمات وحمية حمزة وحب عبدالحميد
لكن الصوت العالي كان كفيلاً بجعلها تنسى نفسها اللحظة وهي تتحرك ناحيتهم وقد غلب إشفاقها على خالد أي شعور أخر اللحظة
الحزن كان يرفرف بجناحيه على أسوار القلوب الوجلة
"أااااااااااااااااااااااا� �ااااه " صرخة مُوجِعة شقت عنان السماء والقلوب ..!
الدموع تحتشد في أعينهم ولا يعلم أحد ماذا يفعل له !

شهاب تمالك نفسه رغم ارتعاش مفاصله وهو يقترب من باب الغرفة المغلق ولأول مرة يخرج صوته متحشرجاً بالبكاء متوسلاً للأذان المصغية ...

" من أجلي أنا افتح لي ...بحق والديك تفتح لي وأقسم لن أسمح لأحد أخر أن يدخل معنا لكن دعني أكون جوارك "

صمت ...صمت ...صمت

العيون الباكية تحدق في بعضها بوجل
أم مكلومة تضع كفها على صدرها وكل صرخة من حلق فلذة كبدها تشق صدرها !
يفرك شهاب كفيه بقوة وهو يعاود التحايل مرة أخرى لكن الرد كان صوت تكسير مدوي مصحوباً بصراخٍ ذبيح :_

"اتركوووووووني ..اتركوووووني وحدي فلأحترق بالجحيم لا أريد أحد معي "

تقترب رنا من الباب وعينيها شديدتي الإحمرار من كثرة البكاء ..صوتها المبحوح يخرج مترجياً :-
" دع شهاب يدخل لك يا خالد سنخرج جميعاً أقسم لك لن يظل أحد بالشقة كلها ...
والرد هذه المرة كان صوت تحطم المرآه بدوي مرعب اختلجت له القلوب والعيون جاحظة ..!
الأفواه مفغوره ماذا لو فعل في نفسه شئ !!

ابتلع شهاب ريقه بصعوبه ناظراً للواقفين وهو يشير لهم أن يساعدوه لكسر الباب سريعاً
تقدموا منه وهم ينظروا لبعض بحذر ثم في اتفاق ضمني كان يندفع الثلاثة جهة الباب بجانب أكتافهم في محاولة لكسره حتى انفتح أخيراً
شهقات النساء وهم يركضون جهة الغرفة جعلت شهاب يصد الطريق مشيراً بكفيه بحزم ألا يدخل أحد ...

دخل شهاب الغرفة بوجل وقرع دقات قلبه القلقة يكاد يصم أذنيه خوفاً!
"يا الله رحمتك "
همسها شهاب بهلع وهو يبصره راقداً على الأرض جوار الزجاج المتناثر
رقبته مدلاه للخلف وعينيه جاحظتان للأعلى وكأنه فاقداً للروح ..
ارتمى شهاب عليه مرتعباً وهو يهز جسده بهوس صارخاً بترجي باكي جلب الأخرين ركضاً :-
"إياك...إياك ..لن أسمح لك ...لن أسمح لك "

بعض النبض الضعيف الذي استشعره وهو يضع إبهامه على موضع النبض عند رقبته جعلته يتنفس بعض الشئ وهو يرفع رأسه على أحد كفيه وبكفه الأخر يربت عليه بقوة قائلاً بحزم :-
"تنفس....تنفس يا غبي لن أتركك حتى تتنفس "

يزيد من قوة الضرب على خده صارخاً :-
" أنت تستطيع التنفس يا غبي لا تترك نفسك للوهم "

حركة ضعيفة في حدقتيه جعلت الجميع ينظر بترقب كاتمي الأنفاس ..

دقيقة ..
اثنان ..
ثلاث ..وكان يكح بقوة متنفساً ثم أخيراً كان يستفرغ على كف شهاب دماً..!!
أنتهى


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 11:24 PM   #653

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي أشرقت الشمس بعينيها

ياالله فصل صعب ومحزن انتي إبداع تسلم ايدك
عزه سعد likes this.

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-22, 02:45 PM   #654

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اشرقت الشمس في عينيها
ياللله عالوجع سنابل وعمر ياللي فعلا مو قادر يتخطى وجود.همام وللاسف زلت باسمو وغرست سهم برجولتو هل فعلا الطلاق الحل
اكمل وجع اخر خطوة ذكية لابعادها عن.بطش البدوي عاشو ناوي
خالد كل الوجع كسر لقلبو لكرامتو وهلأ الله يستر
ىرافت ونجلاء لسى انانيتن متغلبة عليهم وبيلوموا ببعض للاسف النتيجة ضياع نور او بالاحرى سقوطها بهاوية سحيقة وللاسف مع رفعت مصبرها
داليدا الوحيدة ياللي واضح بعد معاناة امورها تتحه للامل
فصل كلوووو وجع لكن قمة الاحساس والابداع الله يحفظك


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-22, 07:35 PM   #655

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

ما ادهشني عمار حقا..اعلم نور زنت لكن هل سال عنها يوما لا بل تبرا منها ..و اكتر هو يفعل نفس شرء مع مريان هو متزوج و يجول و يمرح مهعا يغازلها يمسك بيدها و االله ليس حلال عليك و حرام عليها انتظر سقوطه بفةرغ الصبر

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-22, 08:53 PM   #656

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الفصل بكرة أن شاءالله بعد معاد الحصري

إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-22, 02:42 AM   #657

وظني فيك يارب جميل

? العضوٌ??? » 476948
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » وظني فيك يارب جميل is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداك
متشوقة للمزيد


وظني فيك يارب جميل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-22, 01:27 AM   #658

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 631
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثاني من الإشراقة الثامنة والثلاثون

أحياناً لا نزرع الشوك لكننا نجنيه!

" ماذا به يا شهاب ابني ماذا به ؟"
قالتها أم خالد بوهن وقد خرج شهاب لتوه من الغرفة التي تم احتجاز خالد بها فور أن نقلوه للمشفى بعدما أصابه
زفر شهاب أنفاسه وهو يرد بإنهاك مجاوراً لأخيه رابتاً على كتفه :-
" هو بخير لا تقلقي سيخرج غداً"
"إذا ما كان سبب ما حدث ؟" قالها عبدالرحمن بقلق فدعك شهاب ما بين عينيه وهو يقول :-
"أخيك وَهمَ نفسه ليس إلا
من شدة ما كان به أما حالته العضوية سيخرج الطبيب الأن ليطمئننا "
دقائق وكان الطبيب يخرج لهم قائلاً :-
"اطمئنوا هو بخير
ما حدث هو أنه كان يعاني من قرحة مَعدية منذ فترة وحين سألته هل كانت تراوده أعراض كألم البطن من قبل لم ينفي
وإن لم تكن هناك أعراض فليس بالضرورة
هناك أعراض لا تظهر asymbtomatic “

أومأ شهاب برأسه بتفهم فواصل الطبيب مطمئناً :-
" كما أن القرحة بدخوله في وضع ضغط نفسي شديد كما شرح لي دكتور شهاب سبباً كفيلاً للدم الذي تقيأ به "
نظر لهم ثم سأل باهتمام :-
" هل اشتكى قبلاً من جرثومة المعدة ؟"
هزت أمه رأسها نفياً فقال :-
" حسنا سنقوم بإجراء التحليل المناسب وإن لم يكن فربما كان يفرط في أخذ المسكنات "
"هل سيكون بخير ؟"
نطقها والده بوهن فأومأ الطبيب :-
" نعم سيخرج بالصباح على الأكثر لكن حالته النفسية سيئة يجب أن تهتموا به "
ربت على كتف شهاب ثم تركهم واستأذن منهم ملقياً السلام

ليلاً

" لا تبكي حبيبتي " قالها حمزة بحنو وهو يضم رنا له رابتاً عليها
حين هاتفه والده بوقت متأخر أن يحضر هو وزوجته ليبيتا الليلة معهم أصابه القلق خوفاً من أن يكون مكروهاً أصاب أمه
لكن أبداً لم يكن يتصور أن يسمع منهم ما سمع
نور
نور الصغيرة لا غيرها هي من فعلت كل ما قصوه عليه
أبيه يبدو عليه الحزن وهو يقول :-
" لا أعرف فيما قصرت مع هذه الفتاة
إنها حتى لأخر لحظة لا تلجأ إلىّ لقد عرفت ما حدث من رنا "
اعتدلت رنا في جلستها وهي تمسح عينيها قائلة :-
"لقد حذرت أمي يا جدي لكنها كذبتني لقد كنت أريد انقاذها "
قطب حمزة قائلاً :-
" وهل كنتِ تعرفين قبلاً أنها ستترك زوجها من أجل أخر ؟"
توترت رنا وهي تبتلع ريقها ثم قالت بهدوء كاذبة :-
" لا طبعاً
لكني عرفت الخبر من عمار قبل أي أحد "
أومأ حمزة فتحدثت نهى قائلة :-
"أليس من المفترض أن تكوني جوار زوجك الليلة يا رنا ؟"
هزت رأسها نفياً ثم قالت :-
"أنه يبات ليلته بالمشفى مع خالد ووجودي مع عائلة خالد غير مرغوب بها "
عقدت نعمات حاجبيها قائلة :-
" ولما إن شاءالله ما ذنبك أنتِ ؟"
ابتسمت رنا ببهوت ثم قالت :-
" ذنبي أنها أختي وأني ابنة أمها "
"هم معذورون نعم لأن المصاب في أوجه الآن لكن إن كان شهاب سيفعل المثل ليس لكِ عودة "
قالها حمزة بحمية دوماً تخصها فتحدثت رنا قائلة :-
" شهاب لم يفعل شئ إنه مضغوط يا حمزة "
قامت من مكانها حاملة حمزة الصغير وقد وضعت لارا وحياة قبلاً في فراشهما وقالت :-
" سأذهب للنوم تصبحون على خير "
فور أن دخلت غرفتها ووضعت حمزة فكت وشاحها ثم جاورتهم أخذت تقبلهم وهي تضم ثلاثتهم لها هامسة :-
" لأول مرة لا أبكي من أجل نفسي
لم أكن أبكي إلا من أجل خالد ونور
حين ضربتني أمي ولم أخبر أحد وأسررت لكم بالأمر كان حضنكم شافياً لي"
تعود وتقبلهم مستنشقة رائحتهم الطفولية وتعاود الهمس :-
" انتظرت العوض طويلاً ولو كنت أعرف أنه أنتم لانتظرت أطول دون ملل "
رفعت عينيها للسماء ثم همست بخشوع :-
" يارب احفظهم لي ولا تحرمني منهم ولا منه يارب "
استيقظت لارا مناغية فحملتها رنا ونيمتها على بطنها فوق صدرها هامسة :-
"أنتِ يا شقية هل استمعتِ لما أقول ؟"
لم تبالي بها لارا وهي تتحدث مع نفسها بلغتها الغير مفهومة و تحاول العبث بمقدمة ملابس أمها بنزق لتخرج غذائها مما أضحك رنا قائلة وهي تخرج لها نهدها الذي التقمته الصغيرة بجشع طفولي :-
" أخيكِ الذكر لم يفعل هذا ما هذا الجشع يا فتاة "
تركت لارا رضاعتها ضاحكة وكأنها تفهم ثم مدت كفها الصغير رابتة على نحر رنا بحركة أذابت قلبها حباً وحنواً وهي تميل لتقبلها حتى كانت لارا تعود لوجبتها مرة أخرى وتخطو بتمهل نحو النوم
………………..

بعض الحب فاسد يتوغل كالمرض بين مكامن أضلعنا حتى يقضى على المتبقي منا
استيقظت بوجع شديد ببطنها جعلها تفتح هاتفها تنظر لمواعيد عادتها الشهرية التي تأخرت هذا الشهر
مررت كفها على بطنها هامسة أن ربما كانت هي وتأخرت للضغط النفسي الذي تمر به
لم تكد تفيق من مشكلتها حتى فاجئها ما يحدث بالعائلة لخالد وزوجته أو حتى القلق على غدي وسفرها الغريب مع زوجها
تحركت من الفراش وهي تحك شعرها ثم عادت ونظرت في الهاتف عله اتصل
إلا أنه لم يفعل لا تعرف أين يخرج كل يوم صباحاً ولا يأتي سوى منتصف الليل
الغريب أنه لا يذهب للعمل
لقد كان تاركاً عمله منذ فترة وقد عرفت هذا من زميلة لها
حين فاتحته في الأمر شب شجار بينهم لم يهدأ حتى صمتت هي وأغلقت الموضوع برمته
البيت بأكمله ليس به نقود والطعام قرب على النفاذ
صبرها عليه بدأ ينفد خاصة وقد تبدد الحب بينهم ولم يعد باقياً سوى التوتر
أحياناً أحياناً فقط ما يعود سعد الحنون الذي تحب وحين تركن إلى أنها كانت محض موجة غضب ومرت تجده قد عاد لما هو عليه
أمها وأبيها وحتى ياسين الصغير يتسائلان عن عدم زيارتها لهم مؤخراً إلا أنها تتحجج بعملها ولم تخبرهم عن تركها له
صوت هاتفها أخرجها من أفكارها ولم تكن سوى والدتها التي سألتها عن أحوالها ثم حين اشتكت لها عن ألم بطنها الذي لا يهدأ كانت أمها تقول :-
"لما لا تشترين اختباراً للحمل يا هنا ؟"
" اختبار حمل لم أفكر بالأمر ؟"
ضحكت امها ثم قالت :-
" اطلبيه من الصيدلية وطمأنيني "
بعد ساعة
نظرت للاختبار بتوتر حتى ظهرت النتيجة أمامها بما لا يقبل الشك عن إيجابيته
فرحة غير مألوفة ألمت بقلبها وهي تدرك أخيراً عن جنين ينمو برحمها
جنين ربما يكون سببا لرسو الموجة بينهم أخيراً
تناولت الهاتف مسرعة كي تتصل به ليأتي إلا أنه للصدفة كان يتصل هو
لكنها فور أن رفعت الهاتف لأذنها وجدت نبرته الغريبة :-
" لقد قمت بأستئجار شقة أخرى لنا "
انتفضت هنا من مكانها قائلة بانفعال ناسية فرحتها اللحظة :-
"شقة أخرى ؟
بحق الله أي شقه أخرى يا سعد إنك لا تذهب لعملك حتى لنتدبر إيجار التي نحن فيها "
" ليس لكِ دخل هل أطلب منكِ أن تدفعي أنتِ أو أبيكِ "
اتسعت عينيها هامسة بذهول :-
" سعد كيف تتحدث هكذا ؟"
" وكيف أتحدث يعني ؟
نهاية الأمر أخبرتك حتى تحضرين نفسك سننتقل خلال أيام "
صرخت هنا بجنون وهي تقول دون تفكير :-
" بحق الله أي أيام لتوي اكتشفت أني حامل وأنت تخبرني عن نقلنا من السكن "
" سعد ؟"
همستها بوجل وهي تسمع صوت أنفاسه الثائرة التي استمرت طويلاً طويلاً قبل أن ينغلق الهاتف بوجهها
…………………….

أحياناً يكون الفقد نار حية بحشىٰ صاحبها لا تهدأ ولا تنطفئ

"إلى متى ستظلين بهذه الحالة يا سنا؟" قالتها سديل بلوم لأختها التي تذوي يوماً عن الأخر خاصة أن ابنها مازال بالحضان
نظرت لها سنا وهي تبتسم ابتسامة ميتة وتقول :-
" أي حالة أنا بخير
فقط قلقة على ابني "
دمعت عيناها وهي تقول :-
" قلقة على أحمد الصغير "
تمسح عينيها ثم تقول بما جعل سديل تبكي هي الأخرى :-
" لو كان هنا لكان أجمل جد بالدنيا
لو كانت ماما هنا يا سديل لأدفئتني بحضنها "
بكت سديل بشدة وهي تقترب لتحتضنها محاولة التسرية عنها حتى كان طرق الباب
دقيقة ثم دخل الطبيب مبتسماً بسماحة وهو يقترب من سنا قائلاً :-
" كيف الحال اليوم ؟"
اومأت سنا برأسها وهي تقول بتلهف :-
"أنا بخير كيف حال ابني "
بدأ الطبيب في قياس الضغط لها ثم قال :-
" بخير اطمئني أيام ويكون معك "
مط شفتيه ثم قال بعدم رضا وهو يكشف عن الجرح القيصري ليطمئن عليه :-
"ضغطك ليس منضبط يا سنا وهذا خطأ "
نظر لسديل وسأل باهتمام :-
"يجب أن تهتموا بنفسيتها جيداً وحين يأتي زوجها أرسلوه لي المكتب من فضلكم "
عاد وأكمل عمله ثم قال بعملية جعلت وجنتيها تتوردان :-
" لا قلق من الجرح لكن يجب أن تفرغ ثدييها من اللبن أول بأول حتى تستطيع إرضاعه "
بعد ساعات
حين دخل عمار عليهم غرفة المشفى كان الغضب بادياً عليه وهو يقول بنبرة عالية دون وضع الاعتبار أن سنا نائمة :-
" هل أرسلتيني للطبيب يا سديل كي يقوم بتقريعي ويعلمني كيف أهتم بصحة زوجتي النفسية "
رفعت سديل حاجبيها ثم زمت شفتيها بغضب قائلة بصرامة :-
" اخفض صوتك ألا تراها نائمة وتسأل لما قام الطبيب بتقريعك "
نظر عمار لسنا بتوتر وكأنه يتأكد إن كانت استيقظت بالفعل ثم عاد بنظره لسديل التي لم تمكنه من الحديث وهي تهمس من بين أسنانها :-
"أنا لا أحتاج لطبيب أو غيره كي ينبهك إن لم تفعل من نفسك فقلب أختي أكرم من أن يطلبها منك أحد
ربما هو فقط رجل ويشعر ولديه ذرة من الدماء "
احمرت أذني عمار بغضب هامساً:-
" ما الذي ترمين له "
تجهمت سديل قائلة بانفعال هامس :-
"لا أرمي لشئ ولا تتحدث معي مرة أخرى يا عمار فصدقني إن كان كلام الطبيب أثار غضبك فكلامي قادر على حرقك حياً إن أردت "
بينما على الجانب الأخر لم تكن نائمة كانت مغمضة عينيها تستمع لما يحدث باكية بلا دموع
هي لم تعد تطيقه ولم تعد تريده معها أو أمامها
يكفي ما حدث لحظة ولادتها
لن تنسى أبداً
عادت بذاكرتها إلى يوم ولادتها وقد كانت تقود سيارتها على الطريق السريع متغاضية عن الألم المنتشر بجسدها حتى ضرب الألم شديداً ببطنها عظام الحوض
كانت تناضل حتى تجلس جيداً على كرسيها من شدة الألم جسدها يتلوى وحرارتها تنخفض والبرودة تلم بأنحاء جسدها حتى استطاعت إيقاف السيارة باكية
لا تعرف هل هي رحمة القدر بها أم بجنينها وقد صادف ركنها لسيارتها أمام بنزينة ما وأحد العاملين بها نقر على زجاج سيارتها متسائلاً حتى فزع من منظرها حين أنزلت له الزجاج بصعوبة
لولاه لم تكن حية اللحظة وقد نقلها للمشفى واتصل على سديل أما هاتف زوجها الهمام لم يكن سوى مغلق
زوجها الذي أتى بعد أن تمت ولادتها وتمت إفاقتها من التخدير أتى متسائلاً ببلاهة :-
" هل تلدين ؟" سؤالاً يدعو للسخرية السوداء جلب الضحك لطاقم التمريض
هو حتى لم يقدم لها الأزر الذي تنشد
لا تنكر أنه كان قلقاً وهو يسأل الطبيب عن سبب ولادتها مبكراً
لكنها لن تنسى لهفتها المثيرة للشفقة وهو يضمها له منتظرة دعماً خالياً من أي شئ سوى عاطفة الحب
إلا أن ضمته كانت روتينية... رافقتها قبلة تشك أنها تدرس للأزواج اللذين تلد زوجاتهم أن يقبلونهم على جبهاتهم ...
وهي إحدى الدراسات الفاشلة على الإطلاق
"أين ابني ؟"
همستها بتحشرج متألم لكن سؤاله هو الأخر بذهول مرتبك أن أين الطفل جعل ضغطها يرتفع خاصة والطبيب يخبرهم عن وجوده بالحضان
عادت من ذكرياتها على الدموع التي تسللت من عينيها فمسحتهم مسرعة ثم نادت على سديل قائلة :-
" سديل ساعديني لدخول الحمام "
فورأن انتبه لاستيقاظها انتقل جوارها متسائلاً :-
" هل أنتِ بخير ؟"
أومأت دون أن يكون لديها أدنى درجات الطاقة للرد وهي تعيد الجملة على سديل التي اقتربت منها باهتمام تساندها حتى كادت تقع ووقتها شعر أنه ربما عليه أن يفعل هو فقد اقترب قائلاً بارتباك لتحاشيها النظر له :-
" دعيني أساعدك "
صمتت سنا وهي تجز على أسنانها مستندة عليه مرغمة ثم همست أخيراً بنبرة مكتومة :-
" أريد الدخول مع سديل "
……………………

دوماً ما يسيطر علينا الشيطان خفية كخطوات سارق متلصص ينتظر ظلام البهيم حتى ينهب غنيمته !

إلى هذه اللحظة لا يصدق أنه أصبح أب
الكلمة نفسها تسبب له ضيقاً غير مفهوم وهزة خوف غريبة
وكأن كل شئ حدث بين لحظة أخرى
فجأة أتاه الاتصال من سديل أن سنا تلد وبلحظة أخرى كانوا يأخذوه ليشاهد قطعة لحم أحمر بالحضان ويخبروه أنها ولده من صلبه
لقد ولدت بالسابع قبل موعدها المحدد بكثير
ولم يكد حتى يفيق من أمر ولادتها وحالتها النفسية السيئة التي قال عنها الطبيب حتى كان صدمته بأخته تتعدى كل شئ
لقد أخبرته أمه أن نور الصغيرة تعرف رجلاً على زوجها...
حين ذهب لهم ببيت والده لم يستطع أن يصد نفسه عن ضربها
تلك الفاسقة كيف تفعل ذلك ؟
كيف سيضع عيناه بعيني خالد مرة أخرى
كيف سيقابل شهاب زوج أخته والذي كان صديقاً له ولوالده ؟
لقد ألبستهم العار
من أي نبتة شيطان أتت ؟
مرت أيام والنار بصدره لا تهدأ كما أن التفكير بعقله لا يريحه بل يشعله أكثر
يشعر وكأنه يريد الانسلاخ من كل هذه الضغوطات التي أوقوعها فوق صدره مرة واحدة
الساعة الحادية عشر بعد منتصف الليل
لم يجد سواها وهو يتصل بها وجشع الرجل به يطمع بحبها الذي أصبح أكيداً منه
دقائق وكانت تنزل من بيتها تجاوره في سيارته
تلتقط كفه بين كفيها مواسية وقد أخبرها بما حدث عبر مهاتفته
شعرت بارتعش كفه فدمعت عيناها تتأمل شحوب وجهه وإرهاقه الملحوظ
عينيه الغائرتين ونفسه المضطرب هذا غير نظراته الزائغة
همست ببحة باكية :-
" هون على نفسك يا عمار "
"أهون ماذا ؟
هل أهون الفضيحة التي سببتها أختي
أم أهون منظري أمام أهل خالد
أم أهون على نفسي ابني الذي بالحضان
أم زوجتي التي تبكي بلا توقف وأنا لست حمل هذا ولا أستطيع أن أقدم لها دعماً أم ماذا
أنا حتى خجلت أن أحكي لها عما حدث ولم أبرر عدم زيارة أحد من أهلى لها سوى رنا وجدي وزوجته وحمزة وزوجته "
بكت ماريان وبكاؤها كان يحمل النيتين
نية المؤازرة والحزن من أجله
والنية الأخرى الغيرة الحارقة التي لم تعد تبقي ولا تذر من شئ من مشاعرها
تلك الغيرة التي تجلدها بسياطها
وقد التصق بالأخرى بابن سيظل بينهم دوماً ؟
هي ليست سيئة
هي ليست الشريرة برواية سنا
لقد تركتهم وأعطتهم الفرصة ليتأقلموا سوياً لكن ماذا كانت النتيجة
النتيجة أنه عاد لها هي في النهاية
النتيجة أنه غبي لا يستطيع إلى الأن إدراك مدى التفاهم والقرب بينه وبينها بينما هو وزوجته لم يحظيا بنصف هذا التفاهم
النتيجة أن لا أحد يشعر بها ولا يفهمها بينما هي تشعر بكُليته
زوجته التي تدعي أنها صاحبة المبادئ
ألم ترى كيف أن قربها هي وعمار لم تحظى بمثله معه
ألم تقول أنها تعرف بحبها له وأن انكرت هي فلما لم تبتعد عنه وتتركه لها بمساوئه ؟
كانت قادرة على دعمه اللحظة
كانت لتكون هي أم ابنه اللحظة
حين ازدادت حالتها سوءاً في البكاء اضطرب عمار هامساً بتهدج :-
" ماريان اهدئي "
نظرت له من بين عينين غشيتهم العاطفة فازدرد ريقه بتوتر وهو يعتدل في جلسته منكراً المشاعر التي ألمت به اللحظة وهو يتناول هاتفه ويفتحه قائلاً بتوتر :-
" لقد هاتفتك من رقم العمل إلا أني لم أفتح هاتفي منذ أيام "
بدأ بفتح الهاتف فعلياً وفور أن فعل انهالت عليه الرسايل حتى جحظت عيناه على رسالة أمه الصوتية والباكية بعويل :-
" لقد تركت أختك البيت وذهبت للرجل تاركة رسالة أنها ستتزوجه وأبيك لا يستطيع العثور عليها "
………………….

السعادة كالماء تتسرب من بين أصابعنا دون أن نلمحها حتى نفيق على سراب

" تطلقها كيف ؟
هل جننت بحق الله هل جننت هل هي لعبة بيدك ؟
يوم سأطلقها ويوم سأبقيها؟"

صرختها أم عمر بغضب ولم تكد تهنأ على اطمئنانها عليهم حتى صدمها بما قرر وكأنه يخبرها بتفصيلة عابرة
تبلدت ملامح عمر وهو يقول بنبرة أجشة صارمة:-
" زيجة وفشلت يا أمي لست أول الناس "
اتسعت عينيها بجنون وهي تصرخ بانفعال أمومي :-
" تتحدث وكأنها قضية وخسرتها يا حضرة الضابط
نسيت أنها فتاة أصبحت أمانة برقبتنا
هل تقدر أن تخبرني السبب عن طلاقك لها "
زم عمر شفتيه كابحاً ارتعاش فكه لكن احمرار عينيه جعل قلبها يغور بين أضلعها وهي تهمس :-
" أخبرني يا عمر
أخبرني ولا توجع قلبي هل لديك عقدة أو ما شابه من الزواج حتى لا تعمر معك امرأة يا ابني "
لم يستطع عمر أن يكبح ضحكة سوداء خرجت من أعماق روحه السحيقة
كانت ضحكة كئيبة بجدارة لكنه أوجع قلبها أكثر وهو يهز رأسه هامساً بقنوط :-
" ربما يا أمي ربما "
عادت ودعكت كفيها ببعضهم وقد جرت الدموع في عينيها وقد استشعرت جديته :-
" وهي ؟
ماذا ستفعل فيها هل سترجعها لأهلها ؟
يا ابني كيف تفعل هذا وقد رأيت ماذا فعل أخيها اخر مرة بالجامعة "
اشتد ظهره بتصلب وقد كان استدار فأخذ يضغط على قبضتيه بشدة وكأنه بهذا يكبح الألم ثم قال :-
"ستنزل هي لتعيش معك بينما أنا سأظل بشقتي بالأعلى "
لم يمهل أمه الرد وهو يصعد للأعلى ضارباً الجرس قبل أن يدخل وفور أن فعل وجدها تقف وكأنها كانت بانتظاره فقد سافر لأيام بعدما حدث ما حدث بينهم لكنها علمت عن عودته فور أن وصل
أياماً كانت كفيلة بالتأكيد على قراره في طلاقها
دخل دون أن يغلق الباب ورائه ثم قال بنبرة جامدة وهو ينظر بكل مكان سوى عليها :-
" ستعيشين مع أمي يا سنابل بالأسفل وستكونين معززة مكرمة
أنا سأظل هنا وأمي ستصعد لي إن أرادت "
فلتت شهقة بكاء مكتومة منها أوجعته وقد كانت تكتم فمها بكفيها فقال بنبرة كئيبة :-
"صدقيني يا سنابل لقد راجعت نفسي كثيراً الأيام الماضية لكني لا أستطيع الاستمرار
إن فعلت سأظلمك وأظلم نفسي
ستيعيشن في جحيم لا تستحقيه أبدا ً"
شهقة أخرى كانت كفيلة بانفلات سيطرته الواهية وهو يلتفت فيها صارخاً :-
" لا تبكي لا تبكي تجعلين من نفسك الضحية ككل مرة "
عادت سنابل تكتم فمها من البكاء وهي تهز رأسها مرة نفياً ومرة إيجاباً
نفياً لأنها أصبحت أكيدة عن كونه هو الضحية الوحيدة هنا وليس هي
وإيجاباً لأنها تعذره
مسحت عينيها بقوة لكن وكأن دموعها قد أقسمت على الانفجار حتى أغمضتهم بقوة كاتمة أنفاسها ثم همست بتحشرج :-
"أنا لا ألومك
ولولا أن أهلي لن يقبلوا بي لكنت أرحتك مني وذهبت لكن أظن "
ارتجفت شفتيها وواصلت :-
"أظن أني ابتلاء لك يا عمر كتب عليك أن يظل معك "
هز عمر رأسه دون تركيز لكنه وصل لها تأكيداً على قولها فتألمت
يا الله هي تحبه
هي تحبه كما لم تعرف الحب أبداً
رفع رأسه لها فشعرت بالقادم
شئ أشبه باللحظة الفارقة بين الحكم الإعدام وتنفيذه
بلل عمر شفتيه محاولاً الحديث عدة مرات وحين فشل أدار ظهره ناحية الخارج وقبل أن يخرج نطق بلا حياة :-
"أنتِ طالق يا سنابل "


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-22, 10:28 AM   #659

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

اهه عصفوري حي سنابل و عمار تطلقا.....متي يا سنا ستنهضين كما كنت انا اسفة لكن لا اتمني لشيء ان يجمعك بعمار حتي ابن..هو لا يستحق عوض ان يدعمك.هاهو يتلصص في ظلمة ليل مع ماريان و يلوك نو بذرة شيكان و الله انت ايضا بذرة تعرف يحبها و تستغلها و تلمس كفيها و تلك مساعر الني اكيد ستنفجر يوما ما اهه متي ستتعاقب يا عمار

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-22, 09:06 PM   #660

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد.
عا اي اشراقة بدي احكي 😭😭😂طلاق عمر لسنابل ياالي من اولوالرواية والدنيي بتلطم فيها 😭😭 او شك سعد بهنا وخضوعها الو ما بعرف ليش ولوين راح بقودها استسلامها وعدم اعتىاضها عا تصرفاتو او عا عمار يالي شاف خطيئة نور وما شاف غلطو
او عن وجع سنا وخذلانها من زوجها باصعب وقت
ولا خالد الوجع كلوووو
نور ياللي شو ماصار فيها نتيجة خطيئتها وراح تندم لما الندم.ما عاد ينفع
جملة من التعقيدات ما بعرف لوين اخدتنا الاحداث
ابدعت رغم.كل هالوجع


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.