آخر 10 مشاركات
مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4011Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-21, 11:52 PM   #161

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


منك لله يااصيل دمرت فضة وليالى
ليالى فعلا كانت حسنة النية وطبعا ماتوقعت تطور الموضوع بالشكل الفظيع دا

وفضة فى البداية عاشت لحظات حالمة واعتقدت ان اصسل هيتغير فعلا عشانه لكن مع الوقت اكتشفت الحقيقة وان ديل الكلب مش هيتعدل لغاية ماحصلت الكارثه

فضة وال كل واحد فيهم بيلعب على التانى والبقاء للى مبدأه سليم وهدفه سامى

رغدة وايمان والله الاتنين عسل
ال خايف على بنته ومازالت خطته مستمرة فى تدمير سفيان

فداء ياعينى عليكى يابنتى وادم الاحلام شغاله معاه الله ينور

دلوقتى سيف جه يضلمها على الكل استر يا رب

تسلم ايدك ياجوجو


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-10-21, 09:04 PM   #162

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر


" من الطارق يا سعد ؟!! "
وصله صوت أزهار فتولى مهمة إجابة سؤالها بنفسه وهو يتخطى سعد الذاهل من حضوره ويدلف الى البيت بأريحية شديدة :
" أنا يا زوجة خالي "
ليخرج اسمه بنبرة تعجب نسائية كهمسة ثلاثية من والدته وزوجة خاله ومنها :
" سيف ! "
تجاهل سيف ثلاثتهن ثم وقف مبتسمًا بعنجهية أمام آدم الذي نهض بوجه غير مقروء يصافحه بكياسة لتتوتر نظرات صفية بشكل واضح حينما تمتم سيف الدين بابتسامة صفراء :
" تشرفت برؤيتك من جديد يا دكتور "
رد عليه آدم بنفس الهدوء الذي يقابله به في كل مرة :
" الشرف لي يا سيف باشا "
ليستطرد بأريحية مقصودة :
" تفضل معنا "
ثم ينظر نحو أزهار وسعد الذي وقف خلف والدته :
" هذا بالطبع بعد إذنك يا خالتي وإذنك يا سعد ، فأنا بت أعتبر نفسي فردًا من العائلة "
التقطت أزهار ما يسعى إليه فأكدت على حديثه بحرارة :
" بالطبع يا بني ، والله غلاتك أصبحت من غلاة أولادي "
ابتسم لها آدم بامتنان بينما جلس سيف متجاهلًا نظرة أمه غير الراضية عن ما يفعله ثم حدق في صفية التي كانت تخفي رجفتها بمعجزة وقال بعفوية زائفة :
" كيف حالك يا صفية ؟!! "
نظرت له صفية محاولةً كبت انفعالاتها ثم قالت من بين أسنانها بصوت خافت :
" بخير "
أما أزهار فقد لكزت سعد الذي يقف خلفها كالطفل الصغير يشاهد ما يدور في قلب بيته دون تدخل وزجرته بخفوت :
" اذهب جوار أختك يا آخرة صبري بدلًا من وقوفك هكذا كجوال البطاطا "
تحرك سعد على مضض ثم سحب المقعد المجاور لصفية وجلس عليه وهو يرمق كلا الرجلين بحذر وكأنه قد تحول إلى حمل صغير أوقعه الحظ بين نمرين شرسين بينما ذهبت أزهار إلى المطبخ لتحضر طبقًا إلى سيف وهي تبرطم دون توقف لتعود بعدها وتضعه أمامه دون مودة حقيقية بينما ترمقه بطرف عينيها ثم تعمدت أن تربت على كتف آدم وهي تغرف له المزيد من الطعام رغم ممانعته فابتسم سيف بتهكم واضح لتصطدم عيناه بصفية التي كانت تحدق فيه بعينين حزينتين وخيبة جلية وقد استطاعت قراءة نواياه خلف هذه الزيارة غير المتوقعة أو المرغوبة لكنه لم يأبه وضوت عيناه بتصميم على اقتناصها من الآخر الذي يظن بكل غباء أنه سيسمح له بسلبها منه
أمسكت صفية بكأس الماء ترتشف منه ببطء وصمت وهي تحاول السيطرة على مشاعرها وعينيها ..
ربما مازال هناك جزء صغير جدًا ،خائن في أقصى أعماقها يهفو إليه لكنها له بالمرصاد ..
والله لتدفننه و تردم فوقه إلى أن تطمس وجوده نهائيًا
والله لتهدي لآدم كل ما كان ملك للآخر دون ذرة تردد
آدم يستحق أن تمضي عمرها معه ..
أما سيف الذي يجلس أمامها متفاخرًا بنصر يسعى إليه ولم يحظى به بعد فسيعض على أصابعه ندمًا بعد تفريطه بها
" أخبروني متى قررتم عقد القران ؟!! "
ألقى سيف سؤاله كقنبلة موقوتة فردت عليه صفية دون حذر بتحفز صدح في نبرتها :
" في أقرب وقت ممكن "
رفع لها آدم عينيه بنظرة ثاقبة لدرجة جعلت كأس الماء يهتز بين أصابعها فتناثرت بعض القطرات على قميصها وبنطالها فابتلعت ريقها بتوتر واهتزت حدقتيها دون أن تستطيع السيطرة على انفعالها مما جعل شفتي سيف تلتوي بخبث وقد استطاع أن يُري الآخر تأثير وجوده على صفية لتتدخل أزهار من جديد وتقول بنبرة ذات مغزى :
" العقبى لك يا سيف باشا "
ثم تستطرد بلسان منفلت وضحكة تمثيلية أصبغتهم بنبرة زائفة الأمومة :
" رزقك الله بمن تتحملك ولا تهرب من طباعك الصعبة "
ضحك سيف الدين بسخرية ثم نظر إلى صفية وقال ببساطة :
" عما قريب إن شاء الله "
قبض آدم كفه أسفل الطاولة بغضب مكتوم دون أن تحيد عينيه عن صفية التي كان يعلو وجهها العبوس بدورها لتنطق فايزة أخيرًا وهي تنهض من مكانها بشكل مفاجئ :
" لقد نسيت جلب دوائي معي ، هيا سيف أوصلني في طريقك "
نظرت لها أزهار فابتسمت لها فايزة باعتذار صريح وغمغمت :
" حقك عليّ يا ازهار ، سآتي في مرة أخرى "
حاولت أزهار استبقائها لكنها أصرت على الرحيل حتى تُخرج ابنها من منزل خاله قبل أن يتهور عليه خطيب صفية بعدما استطاعت قراءة غضبه المستعر مما يحدث رغم صمته المطبق طوال جلستهم
خرجت فايزة تضرب الأرض بسخط واضح يتبعها سيف الدين بهدوء ليمسك الباب قبل أن يغلقه سعد تمامًا فيما يقول باختصار وابتسامة واثقة تعلو شفتيه :
" أريدك في عمل "
ثم يتحرك بعدها متبعًا والدته وهو يصفر بمزاج رائق وعيناه لا تفارقها نظرة التصميم على استرداد ما هو له .
" آدم "
خرج اسمه منها كهمسة حذرة تجاهلها تمامًا وهو يلتفت نحو سعد قائلاً بوجه جاد :
" أريد التحدث معك قليلًا يا سعد من فضلك "
أخفضت صفية عينيها بحزن وخزي وقد أدركت سبب زيارته الحقيقي ..
لقد أخبره والده بفعلة شقيقها المخزية
تابعت انفرادهما بغرفة أخرى ثم نظرت لوالدتها بعينين غائمتين بانكسار سمحت له أخيرًا بالتحرر فتركت أزهار ما بيدها ثم سحبتها لحضنها تضمها بصمت وترقب .
*****
وفي منزل آخر كانت عينا سميحة تضوي بوهج جديد وهي تنظر إلى أفراد عائلتها اللذين التفوا حول مائدة الطعام ..
وكأنها تنفض عنها غبار السنوات التي عاشتها دون حياة ..
أبناءها حولها ، اخوتها معها .. فما ينقصها ؟!!
طرفت بعينيها نحوه ..
هو من ينقصها ،هو من يؤرقها رغم عودته إليها
هو من عاد ولم يعد ..!
فلذة كبدها الذي يجلس بينهم كغريب
ابنها الذي أسقاه والده الكره وغرس فيه النفور والحقد عليها
فقط لو يبوح !
لو يفضي بما مر به ..
" أين فضة ؟!! .. ألن تتناول الطعام معنا ؟! "
انتبهت سميحة من شرودها على سؤال ايمان المتعجب فغمغمت بقلة حيلة :
" لقد حاولت معها كثيرًا ورفضت رغم أنها هي من حضرت معي معظم الأصناف "
نهضت ايمان من مقعدها ثم دخلت إلى غرفة فضة واختفت داخلها لدقائق ثم خرجت بعدها بوجه منتصر وهي تغمغم بابتسامة ظافرة وأنف شامخ بغرور مضحك للأعين المحدقة فيها :
" ترتدي حجابها وقادمة "
ضحك بِشر بخفة ثم سألها :
" كيف استطعتِ إقناعها يا أمي ؟!! "
فردت عليه إيمان بزهو طفولي :
" أنا سيدة الإقناع والتأثير يا ولد ، إياك ان تستهين بي وبقدراتي "
ضحك بِشر مجددًا ثم عقب وهو يرفع كفيه باستسلام دون أن ينتبه لمن اخترقت كلمة أمي التي نادى بها خالته منذ لحظات خلايا عقله :
" وهل أجرؤ ! "
بعد وقت قليل خرجت فضة تربط كفها بضماد أبيض ونظراتها فاترة وكأنها انضمت للجمع رغمًا عنها بينما ابتسم الجميع في وجهها ورحبوا بها باحتفاء فجلست جوار لقاء التي ابتسمت لها بدعم ومؤازرة وسألتها عن حالها باحتواء لتقاطعهن سندس تسألها بتعجب :
" ما باله كفك ؟!! "
تولت سميحة مهمة الرد وغمغمت :
" لقد جرحت نفسها وهي تساعدني في المطبخ "
" ألف لا بأس عليكِ "
همهم بها بِشر بسلاسة فابتسمت له فضة باهتزاز لم يلتقطه سوى من يجلس قابلتها ويتابعها عن كثب ..
" من التي أعدت الدجاج ؟!! "
لوت فداء شفتيها بنزق طفولي وقد ظهر السؤال الذي توقعته فردت على بِشر بامتعاض زائف :
" اطمئن .. لست أنا "
ضحك بِشر ثم قال بعد لحظات :
" واضح أنه ليس أنتِ ولا حتى مذاق طعام أمي ، لهذا أسأل "
من جديد جعدت فداء وجهها وغمغمت بمشاكسة وتحدي وهي تشير نحو فضة بذقنها :
" إنها فضة .. تفضل انتقدها وكدر صفوها "
رمق بِشر فضة للحظات ثم قال بابتسامة داعمة :
" إنه رائع ، يجب أن تخبرينني سره حتى أستخدمه في وجبات المطعم "
وافقته إيمان وهي تضع قطعة في فمها بتلذذ :
" معك حق ، وأنا أيضًا يجب أن اقتنص هذه الوصفة منكِ يا ابنة الوادي "
ابتسمت لهم فضة بتكلف لتوجه إيمان حديثها لبِشر بمكر خفي وهي تنظر نحوها :
" ربما عليك الاستعانة بها في المطعم يا بِشر ، أنا متأكدة أنها من صنعت هذا الرقاق أيضًا لأن سميحة لم تجيد صنعه يومًا "
نظرت سميحة لأختها بطرف عينيها فضحكت إيمان مرة أخرى بينما كتم البقية ضحكاتهم لتغمغم سميحة بعد لحظات باعتراف ضائق :
" بلى يا إيمان .. لقد استغليت وجود فضة معي وطلبت منها تحضيره حتى ترحمني من لسانك ، هل ارتحتِ الآن ؟! "
فرقعت إيمان بإصبعيها ثم قالت بظفر :
" أرأيت ! .. اسمع مني واستغلها في المطعم "
لتنظر بعدها إلى فضة وتستطرد بتحفيز :
" وأنتِ اسمعي مني واستغليه ولا تقبلي العمل بأقل من راتب مدير عام "
ابتسمت لها فضة ببعض الإحراج بينما تذوق بِشر قطعة من الرقاق بدوره ليلمع الإعجاب بعينيه ثم يقول بجدية مفاجئة :
" أظن أنني سآخذ نصيحتك بجدية يا خالتي "
لينظر بعدها إلى فضة قائلًا بفم ممتلئ :
" سيكون لدينا جلسة قريبة لتعطيني خبراتك "
التفت إلى سندس فوجدها تنظر له بحاجب مرتفع وغيرتها تندلع في حدقتيها فوضع بقية قطعة الرقاق في فمها بمشاكسة ثم تمتم ضاحكًا بصوت خافت :
" لا تغضبي ، سآخذك معي "
مضغت سندس ما وضعه بفمها بغضب ثم قالت بعد لحظات :
" سأقتلك أنت وهي يومًا ما "
غمزها بِشر ثم قال بمسكنة ضاحكة :
" وأهون عليكِ يا حرير الجنة ؟! .. ثم الفتاة لم تفتح فمها بكلمة منذ جلست معنا ، لما ستقتلينها معي ؟!! "
لوت سندس شفتيها بسخرية واضحة ثم أشارت نحو فضة بذقنها وهي تقول :
" انظر إلى ملامح وجهها وابتسامتها وأنت تعلم لما سأقتلها دون أن تنطق بحرف "
نظر بِشر بالفعل نحوها فوجدها تراقبهما مبتسمة ابتسامة زائفة لكنه لم يلاحظ زيفها فهز رأسه يأسًا ثم تمتم لسندس بجملته المعتادة :
" إنها تشاكسك لا أكثر "
فتجيب سندس وهي تنظر إلى فضة بعينين ضيقتين وهي ترى في عينيها انكسارها الذي تجلى في نظراتها على غير العادة :
" أعلم ، ومع ذلك سأقتلها لأجل ما أراه الآن "
أما آل فكان يراقب كل ما يدور بعينين يملئهما السخط لأنه لا يستطيع فهم حقيقة ما يدور أمامه
لكم يكره الأمور الغامضة .. !
سيلفر هي السر الوحيد الذي سأل عنه فيدا بشكل مباشر ولم تجيبه أو تروي فضوله
اللعنة هناك ما يجهله بأمرها ..
هناك قطعة ناقصة يجب أن يجدها ليحل احجيتها ..
وفي لحظة توقف عن التفكير بل ونهر نفسه على فضوله الذي تحرك تجاهها من جديد و أمر نفسه بالتركيز على خطته فقط ودورها فيها
ما له هو بها .. !
هي مجرد سيلفر ..
سلاحه الذي وقع في طريقه دون سابق إنذار
سلاحه الذي سيقصم به ظهر المدعو شقيقه وسيغرسه في قلب والدته ..
لقد مر على عودته وقت لا بأس به وبات يدرك جيدًا ما قد يدمر عائلة بأكملها وما قد يقصم ظهر رجلًا شرقي ..
الخيانة !
وسيلفر هي سلاحه في هذه الشطر الثاني من هذه الحرب
هي زوجة شقيقه التي سيزرع بذرته في احشائها قبل رحيله ثم يتركها كقنبلة موقوتة تنفجر في وجوههم جميعًا
أما عن شطره الأول فاليوم هو على وشك إكمال أركان خطته للبدء فيه
" لما لا تأكل ؟!! "
انتبه على فداء التي مالت نحوه تحدثه بخفوت فقال بصوت هادئ وعيناه تضوي ببريق غامض :
" لست معتادًا على هذه الأطعمة "
ابتسمت ثم غمغمت ببساطة :
" جربها ، ربما تعتاد "
" لا أظن "
ثم استطرد بنبرة باردة لم يستطع التحكم بها :
" ثقيلة عليّ ، لا أريدها "
شعرت فداء أنه يتحدث عن شيء آخر لم تفهمه فأدارت دفة الحوار وهتفت بمشاكسة وهي تنظر إلى سندس وفضة على حد سواء :
" هلا تناولينني هذا الطبق حتى أتذوق صنع يد الأخت سيلفر "
" سيلفر !! "
رددتها رغدة بتعجب بينما لمع التساؤل في أعين البقية فضحكت فداء وقالت بعفوية وهي تربت على كتف توأمها بفخر :
" أخانا السيد آل لم يستطع نطق اسمها بشكل صحيح فقرر تسميتها سيلفر "
لتستطرد بابتسامة هادئة وهي تغرس شوكتها في قطعة اللحم :
" وأنا أعجبتني التسمية جدًا وقررت اعتمادها "
ابتسم لها معظم الحاضرين بينما نظر آل نحوها فوجدها تجلس بتحفز وكأنها لا تطيق صبرًا حتى تنتهي هذه الجلسة فتركض نحو غرفتها الأثيرة وللحظة انتابته فكرة مجنونة فقرر المضي فيها ..
سُيعيد معها الليلة تجربتهما السابقة ..!
سيخوض معها مغامرة جديدة بعد منتصف الليل تقربها منه وتكسر هذا الحاجز الذي رُفع في وجهه منذ ما حدث في المطبخ ولم يفهم كنهه .
وقعت عيناه عِرضًا على لقاء التي كانت تنظر له بتحفز خفي فابتسم لها وغمزها بشقاوة ثم طن هاتفه ينبهه لوصول رسالة جديدة من چين فتجاهله وظل موضعه ينتظر انتهاء تلك الزيارة البغيضة حتى يصل إلى مراده فيما يخص أمر العمل .
***
( بعد وقت طويل نسبيًا )
غادر أفراد العائلة وبقي فقط بِشر وسندس التي دخلت وراء خالتها وفداء تساعدهن في التنظيف بينما عادت فضة واعتصمت في غرفتها فلم يبقى إلا كلاهما ..
" هل تبحث عن عمل ؟!! "
همهم بِشر بسؤاله وهو يرتشف قهوته فرد عليه آل بتهكم :
" هل اخبرتك والدتك ؟!! "
أومأ له بِشر بهدوء ثم تمتم ببطء وصوت خفيض وكأنه يزن ما يقوله اولًا في عقله :
" إذا أردت العمل معي أنا لا أمانع "
ضيق آل عيناه بتفكير مصطنع ثم سأله بسخرية تمسك بها حتى لا يفطن الآخر لشعور الظفر الذي يداعبه الآن :
" وماذا ستكون طبيعة عملي معك بالضبط ؟!! "
مازال بِشر يشعر بوجود شيء خاطئ فيما يخص أخاه فرد عليه بعد لحظات بقلب غير مطمئن :
" أنا أملك ثلاث مطاعم ، سأترك واحدًا تحت إدارتك إذا أردت "
" لا "
نطقها بحسم جعل بِشر ينظر له بترقب ليستطرد بعدها بملامح أسبغها بالكبرياء الزائف :
" انا لا أريد إدارة عملك ، لكن لا مانع أن أعمل في المكان كإشراف وليس كإدارة "
سأله بِشر دون مواراة :
" ولما لا ترغب بالإدارة ؟!! "
" لأنها تقيدني ، ثم أنا لا أميل للأمور الإدارية ولا أستسيغها "
همهم بها آل بحسم فهز بِشر رأسه بموافقة عاجزة ثم قال بعدها بملامح محايدة :
" في هذه الحالة .. اتفقنا "
أومأ له الآخر بدوره وكأنه يعلن رسميًا عن بدء نزال جديد ..
نزال سيسعى بكل جهده لأن يخرج منه منتصرًا
نزال سيبدأه بعمله و ينهيه بزوجته حتى يضمن قبل رحيله أن هذا الرجل قد انتهى ..
سيسلط عليه زلزاله ويتركه تحت انقاضه ثم يرحل إلى عالمه الذي ينتمي إليه
دنياه التي يجد نفسه فيها
فهو( آل ) وسيبقى ..
ولن يتحول أبدًا إلى ( علي ) كما يظن أولئك الحمقى اللذين يظنون أنهم يستطيعون التأثير به بمجرد دعوة غذاء عائلية سخيفة اججت نيران غضبه عليهم أكثر وأكثر
والآن عليه بالتركيز وحساب خطواته القادمة نحوها حتى يضمن سير خطته كما يرغب ليصل إلى غايته دون تأخير .
******
دخل آدم إلى بيته بملامح غير مقروءة ، يحدق أمامه بنظرات جامدة جعلت والده يدعوه أكثر من مرة حتى ينتبه له
" ماذا بك ؟!! "
سأله إمام بهدوء فنفى بصوت بارد كنصل ثلم :
" لا شيء يا أبي "
رفع إمام حاجبيه واعتلى عدم الرضا ملامحه ثم قال باستنتاج :
" أنت عائد من بيت عائلة خطيبتك .. أليس كذلك ؟!! "
أومأ له آدم بنفاذ صبر فكاد إمام أن يتحدث لولا أن رن هاتف آدم فاستقبل المكالمة قائلًا بضيق :
" ليس وقتك الآن يا بكر "
ليأتي صوت بكر مهتزًا على عكس عادته :
" جزاء تلد يا آدم ، نحن في الطريق الى المستشفى الآن "
زفر آدم يجلي ذهنه مما يعتمر به ثم قال بهدوء قبل أن ينهي المكالمة :
" حسنًا .. لنتقابل هناك "
نظر له إمام بتساؤل فتمتم بصوت مرهق :
" جزاء ستلد "
ارتفع حاجبي إمام ثم سأله بعفوية :
" وماذا ستفعل أنت ؟!! .. هل تخصصت في قسم النسا والولادة وأنا لا أعرف ؟!! "
هز آدم رأسه دون معنى ثم قال وهو يعود أدراجه إلى الخارج :
" لا ، تخصصت في القسم النفسي من أجل حياة السيد بكر العاطفية والزوجية "
ليركب بعدها سيارته وينطلق نحو المستشفى مؤجلًا كل ما يعتمر برأسه لوقت لاحق بينما يشيعه إمام بنظرات غير راضية عن حاله وما أوقع نفسه به .
***
بعد وقت كانا يجلسان على مقعدين متجاورين ، أحدهما غارق في شروده والآخر غارق في قلقه على زوجته يهز ركبته بتوتر ورعب ..
لأول مرة يراها تبكي بهذه الطريقة وبهذا الخوف ..
كانت تتشبث به بذعر حقيقي ووجهها تعلوه كل إمارات الألم
كانت ترجوه أن لا يتركها ولولا إجراءات العزل والوقاية اللعينة التي تتبعها المستشفى في هذه الآونة لرافقها غصبًا عن الجميع إلى غرفة العمليات ولم يكن ليتركها فريسة لرعبها ولا بقي هو على هذا الحال ..
أمسك آدم بركبة بكر في حركة مباغتة فنظر له الآخر مجفلًا ليتمتم آدم من بين أسنانه :
" كفى ، لقد تعبت لي أعصابي "
أزاح بكر كف صاحبه من فوق ركبته ثم أمره بشكل مفاجئ :
" آدم .. قم بإلهائي "
" نعم يا حبيبي ؟!! "
تمتم بها آدم بتهكم وسخرية واضحة فنظر له بكر بغضب مكتوم ثم كرر طلبه :
" أقول لك قم بإلهائي ، حدثني عن أي شيء .. الوقت لا يمر "
استغفر آدم ربه ونظر إلى أمين الذي هز كتفيه بعجز فكز على أسنانه ثم قال بعد لحظات :
" هل تذكر حين كنا في الثانوية وأمسك بنا أبي ونحن في الشرفة ندخن السجائر مع الشاي ؟!! "
هز بكر رأسه بالإيجاب ثم أكمل هو :
" وأنت من فرط التوتر رميت كوب الشاي وظللت ممسكًا بالسيجارة ؟!! "
ضحك آدم بخفة ثم عقب :
" أجل .. حينها عنفني الحاج لغبائي أكثر من تعنيفه لي بسبب التدخين "
" تستحق ، لأنك غبي بالفطرة "
ألقاها بكر بجدية وعبوس فنظر له آدم بغيظ ثم قال بطفولية :
" ألم تكن فكرتك من الأساس ؟! "
بنفس العبوس الذي لا ينفك أجابه بكر :
" وما أدراني أنه خطط للعودة باكرًا في ذلك اليوم بالأخص ؟!! "
تمتم آدم بصوت ضائق :
" هذا لا يبرر موقفك ، أنت صديق سوء "
نظر له بكر بطرف عينه ثم همهم بسخرية حقيقية :
" التهي ، هذا على أساس أنك طاهر العائلة الذي لا يفوته فرض ؟!! "
رفع أمين حاجبيه متعجبًا من سير المحادثة فنظر إلى وصال وعهد ليجدهما يحدقان فيهما باستغراب مثله ..
" على الأقل أنا تفوقت في دراستي وأصبحت طبيب ناجح وليس مثلك "
هتف بكر بامتعاض :
" حسرة على الطب حين يمارسه أمثالك ،ها أنت تجلس جواري كجوال القطن دون أن أستفيد منك بشيء .. لا تفعل شيء إلا أكل لحم رأسنا ، الطبيب ذهب الطبيب عاد "
نظر له آدم بطرف عينه بكبر ثم قال بتعالي :
" مهما قلت ستبقى أنت الفاشل وأنا الطبيب الناجح الموقر "
ضحك بكر بسخرية ثم نظر له بقرف وقال :
" إذًا التهي مرة أخرى يا سيد موقر يا عانس "
كاد آدم أن يتحدث ليوقفهما صوت أمين الذي هتف فيهما سويًا :
"كفى واحترما أنفسكما قليلًا "
نظر آدم إلى بكر بغيظ شديد بينما حدق فيه الآخر بعينين ضيقتين وتحفز أشد وكأنه يستعد لنزال شفهي جديد بينهما ليصلهما صوت وصال التي تمتمت لعهد بعينين ضجرتين :
" أنا سأتحرك قليلًا في المكان بدلًا من جلستي أمام هؤلاء الحمقى "
وبعد عدة دقائق كاد فيها بكر أن يتشاجر أكثر من مرة مع آدم وخمسة آخرون انتهى الكابوس وخرجت جزاء من غرفة العمليات تهمهم ببكاء وارهاق :
" أنا أتألم بشدة يا بكر، حقنوني في عمودي الفقري "
فمال بكر يقبل رأسها عدة مرات وهو يحمد الله بلا توقف وقد استرد أخيرًا أنفاسه لتدمع عيناه رغمًا عنه حينما تمسكت به كطفلة صغيرة وقالت ببكاء درامي :
" ظننت أنني لن أخرج من هنا حية ، منهم لله آلموني بشدة "
" وكيف سأحيا أنا إن لم تخرجي لي حية ؟!! "
همس بها بصوت مهتز وهو يتحرك جوارها يصاحبها نحو الغرفة التي ستُنقل إليها ..
" ابنتي .. أين أمل ؟!! "
التفت بكر إلى الوراء مجفلًا وكأنه قد نسيها في غمرة خوفه على أمها ليجدها بين ذراعي وصال التي كانت تقبلها بعينين غائمتين بالسعادة فتمتم وهما يدلفان إلى الغرفة أخيرًا :
" أنها في حضن خالتها كما كنتِ تتمنين "
ابتسمت له من بين دموعها وهزت رأسها باستحسان فمال بكر يقبل رأسها مرة أخرى هامسًا بعينين دامعتين :
" الحمد لله على رجوعك لي يا غزال "
ربتت جزاء على وجنته بمحبة شديدة لمعت بمقلتيها فمسح على رأسها بحنان لتدخل وصال وتضع المولودة بين ذراعي والدها فيضحك بكر بعينين غائمتين بالفرح والسرور ثم يكبر في أذنيها ويميل بها إلى جزاء التي لمست وجنتها بعينين تملئهما دموع الفرحة بينما كان ادم يقف في أبعد نقطة في الوراء يشاهد ما يدور أمامه بصمت مطبق ومقلتين شديدتي الهدوء .
*******
دخل بِشر إلى غرفة فضة حيث تجلس هي وسندس فجلس جوار زوجته ثم تمتم بخفة :
" كيف حالك أيتها الصامتة ؟!! "
" بخير "
همهمت بها فضة بضجر شديد .. فهي باتت تكره هذا السؤال من كثرة ما يتردد عليها
كيف حالها ؟!!
لا تعلم ، ولا تريد أن تعلم
كيف حالها ؟!!
موهومة ..
في كل مرة تظن فيها انها تتأقلم وتشفى يصفعها الواقع ويعري حقيقة هشاشتها وضعفها
مجرد كلمة عابرة من غريب عبرت بها إلى الجحيم من جديد
ليتها تتخلص من آثاره عليها كما تخلصت منه هو .. !
ليت بيدها ذبح تلك الذكرى الدميمة كما ذبحت صاحبها !
ليت بإمكانها الخروج من هوته التي سقطت فيها ولم تعد تقوى على الخروج .. !
" ما رأيك بأمر العمل معي في المطعم يا فضة ؟!! "
أخرجها سؤال بِشر المباشر من شرودها فنظرت له بلا فهم تبعه استهجان للفكرة لتهمس بعدها بكلمة واحدة :
" لا "
وللمفاجأة سألتها سندس هذه المرة وإن كان على مضض :
" لماذا ؟!! .. هل تعجبك هذه الجلسة دون منفعة ؟!! "
رمقتها فضة ثم غمغمت بصوت ميت :
" أنا أحب هذه الجلسة ، تعجبني "
كشرت سندس في وجهها وقد ذكرتها تلك النبرة بنفسها بعد الحادث الذي فقدت فيه ساقها فقالت بضيق حقيقي :
" لا تعجب أحدًا سواكِ "
" لا يهم "
هتفت فيها سندس بغيظ شديد من خنوعها الذي صُدمت به :
" والله سأقذفك بشيء يا فضة .. اعتدلي في حديثك ولا تتحدثي كالمغيبين هكذا "
نظر لها بِشر متفاجئًا ثم لكزها وكاد أن يتدخل فهتفت فيه سندس بشكل مفاجئ مما اجفله :
" لا تلكزني ، يجب أن يوقظها أحد من السبات الاجباري الذي تُخضع نفسها له "
حذرها بِشر بعينيه من التمادي فتجاهلته سندس تمامًا ثم عادت بتركيزها نحو فضة وقالت بعصبية :
" ماذا حدث لكِ يا ابنة العامرية ، هل متِ ؟!! .. لا ، لازلتِ تتنفسين امامي .. لذا اياكِ أن تعاملي نفسك كشخص انتهى أمره من جديد "
رمقتها فضة بصمت بينما استطردت سندس وكأنها تصرخ في نفسها القديمة التي تراها مجسدة أمامها في فضة :
" ما حدث مر عليه أشهر .. نعم خُذلتِ ، نعم تخلى عنكِ البعض ، نعم قُهرت روحك وتحطمت ثوابتك لكنك لم تنتهي ، لم تفني ولازلتِ على قيد الحياة .. لا يزال ينتظرك الكثير وأنتِ باختبائك خلف هذه الأسوار تضيعينه على نفسك "
زفرت فضة بملل ثم نظرت إلى بِشر فوجدته يراقب الوضع عن كثب فقالت بعد لحظات بنبرة ميتة :
" أنا أريد النوم "
اكفهر وجه سندس ثم غمغمت بصوت مسموع قصدًا :
" جبانة "
ثم نهضت بعدها وغادرت غرفتها بخطوات ساخطة بينما وقف بِشر قليلًا ثم تمتم قبل أن يتركها بدوره :
" فكري في عرضي مرة أخرى عزيزتي ، لن تخسري شيء "
اُغلق بعدها باب غرفتها عليها فسمحت لنفسها بحرية الدمع
جبانة ..
الوصف الأنسب لها
لقد أصابت سندس حين أطلقته عليها
فهي بالفعل جبانة هاربة ، مغلولة بماضي نال منها وسحقها بل وسحق كل من حولها معها ..
لو لم تنصت إلى ليالي يومها ، لو كانت أنصتت إلى صوت عقلها الذي حذرها لكان اختلف كل شيء
لكنها صدقت ، آمنت
وها هي الآن تحصد ثمار ثقتها وإيمانها بغير حساب
والآن يطلبون منها الخروج والمواجهة بل والانخراط من جديد !
يظنون أنه من السهل عليها أن تطمئن من جديد ، أن تأمن لأحد من جديد
كيف تثق واقرب الأقربين تخلوا وغدروا ؟!!
كيف تعود فتختلط بالناس ؟!!
لقد تعلمت وبالطريقة الأبشع أن البشر افاعي ..
أفاعي ناعمة الملمس ينتظرون فقط اللحظة المناسبة ليلدغون من حولهم !
بحق الله إذا كانت تجلس الآن في المنزل وهناك أفعى تتربص بها وعلى بُعد خطوات منها .. !
تنهدت فضة بتعب ثم نظرت إلى كفها المصاب للحظات لتتمتم بنبرة ميتة وعينين دامعتين بأسى :
" ليتك يا سكين قطعت وريدي وأرحتني "
******
( بعد عدة أيام )

يجلس في سيارته ينتظر وصولها مبتسمًا بدفء يسيطر على كافة حواسه ..
للمرة الأولى سينظر لها دون شعور بالذنب
للمرة الأولى سيسمح لنفسه بتأملها كما يرغب ..
ما باله يتصرف وكأنها بالفعل أصبحت حلاله ..!
تنهد بلوعة وكل كيانه يبتهل أن يقرب ربه البعيد ويجعلها حليلته دون منغصات ..
اتسعت ابتسامته أكثر وعقله يُعيد عليه مكالمته مع ليث التي انتهت باتفاقهما على حضور غاليته اليوم إلى المحل حتى تختار شبكتها
تذكر الحاحه وضيق ليث منه بل وإغلاقه للمكالمة في وجهه في نهاية الأمر فضحك كطفل رائق البال
أبصر سيارة عائلتها تقف أمام بوابة المعهد فاتسعت ابتسامته أكثر ثم ألقى على نفسه نظرة سريعة في المرآة الأمامية لسيارته وعدل من خصلاته بسرعة ثم خرج من سيارته ينتظر نزولها الذي لم يأخذ الكثير من الوقت
وكعادتها كانت الأكثر حشمة وأناقة في آن واحد ..
جذبت عيناه نحوها كمغناطيس حُسن متحرك
ترتدي عباءة من قطعتين ..
القطعة الأولى بيضاء بلون قلبها تعتليها القطعة الثانية بلونها الرمادي الغامق يزينه حروف عربية باللون الأسود بينما التف حول وجهها وشاح بلون الورد .
اصطدمت عيناها بوجوده فاضطربت ثم شتت نظراتها حولها بحياء فاقترب عزيز منها وقلبه يسابقه للوصول إليها
" صباح الورد "
همهم بها وهو يتأمل وجهها الصبوح بافتتان واضح للعيان فاضطربت غالية وردت تحيته بصوت شديد الخفوت ثم تمتمت بعدها دون أن تنظر إليه وقد تلونت نبرتها بالعتب :
" ماذا تفعل هنا يا عبد العزيز ؟!! "
غازلها مهمهمًا :
" انتظر شروق الشمس حتى أبدأ يومي "
توردت غالية بخجل شديد ثم قالت بصوت جاهدت حتى يخرج ثابتًا :
" عبد العزيز وجودك هنا لا يصح ، من فضلك غادر "
ابتسم عزيز ثم قال مبتهجًا بانشراح :
" اليوم سأنتظرك في المحل حتى تختارين شبكتك يا عروس "
" عزيز توقف من فضلك "
انتصر حياءها على لهفته فأومئ لها بطاعة لكنه تمتم ضاحكًا قبل أن يتركها :
" يومًا ما سأحرم على الجميع نطق اسمي بسببك يا غالية "
لم ترفع عيناها إليه لكن وصلها همسه الأخير قبل أن يبتعد تمامًا :
" سأنتظر حضورك على أحر من الجمر يا ست الحسن "
بعد رحيله تحركت غالية بسرعة إلى داخل المعهد لتصطدم بكم مباركات لم تتخيله وكأن الجميع كان بانتظار حضورها للتأكد من خبر الموسم فآتاهم تأكيد الخبر على طبق من فضة بحضور عزيز ووقوفه معها على مرأى ومسمع من الجميع
قرأت الكثير من ردود الأفعال المختلفة ..
التعجب والفضول بل والاستنكار أيضًا في أعين البعض !
فهي لطالما كانت المعنى الحرفي والمجسد لجملة الحلو الذي لا يكمل فكيف لها أن تتزوج من رجل كعبد العزيز ؟!!
هي التي كانت ردود الفعل فيما يخصها موحدة ..
تندرج تحت بندي الأسى لحالها والغيرة المختبئة تحت رداء من الشفقة المعلنة
والآن ترتبط بشاب غني لم يسبق له الزواج بل وهائم بها غير مباليًا بإعلان عشقه لها ولهفته على الملأ كما فعل في الدقائق القليلة الماضية !
شاب يرغبها لدرجة تخليه عن حلم الأبوة لأجلها .
ابتسمت في الوجوه بتكلف واضح وتلقت التبريكات دون رد على أي سؤال فضولي مما جعل الجمع ينفض عنها في وقت قياسي ..
فلا أفضل منها في وضع حدود للتعامل مع من يحيطون بها ، ولطالما وضعت لنفسها أسوار تتقيها تطفل الآخرين على حياتها
فهي الغالية التي تدرك مقدار نفسها رغم ما يشيعونه عنها من ترهات لا قيمة لها ..
جلست على أحد المقاعد وتجاهلت النظرات التي تحاوطها من كل جانب كأنها الأنثى الأولى في موسم التزاوج هذا العام ثم أخرجت دفاترها وبدأت تحضّر درسها الذي ستلقيه على طلابها بعد وقت قليل .
********
نزل من السيارة الأجرة ينظر إلى لافتة المطعم الفخم بعينين غائمتين بالترقب ..
ترى هل ستتخذ المقابلة المسار الذي رسمه لها في عقله ؟!!
دخل إلى المكان بخطوات تشي بثقة شديدة الزيف ..
باطنها رغبة لا حدود في الوصول وظاهرها كبرياء مضحك للأعين
أخبر النادل عن اسمه بلهجة مغترة فأومأ إليه الرجل بعملية ثم قام باصطحابه نحو طاولة محجوزة باسم مضيفه الذي لم يصل بعد ..
جلس ينظر لمن حوله بتعالي بينما يرتشف قهوته المفضلة بتلذذ لم يستطع التحكم به الى أن وصل الآخر الذي نظر إلى جلسته باستهانة ..
كان موقنًا من حضوره بل وواثقًا أنه لم ينم من فرط حماسه لهذه المقابلة وهذا ما يجعله يختار احتساء القهوة رغم أنه لا يفضلها في معظم الأوقات
التقط الآخر حضوره فنظر له بترقب وحذر مما جعله يتدارك نفسه ثم يسحب المقعد المقابل له قائلًا بابتسامة واثقة :
" كنت موقنًا أنك لن تضيع هذه الفرصة يا سعد "

نهاية الفصل العاشر

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-21, 12:06 AM   #163

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

واضح ان سيف مش ناوي يلعب بشرف ابدا وبيستغل كل الطرق عشان يحاصر صفية ويدخل فى حياتها وطبعا العبى سعد هيسهل عليه المهمه بطمعه وجشعه

ادم حس بالنار اللى تحت رماد برود سيف وبجد مشفقة عليه انه اصبح طرف فى الحرب دى

واخيرا الغزال ولدة وجابت امل وكالعادة بكر عسل

عزيز بيهاجم كل حصون غالية برقته وكلامه الحلو وربنا يستر عليه من ابوه وامه

ال يخربيتك انا نفسى يتعملك غسيل مخ عشان دماغك دى تنضف

اتمنى فضة تاخد بنصيحة بشر وتروح تشتغل معاه عشان تخرج من الحالة الكئيبة دى
تسلم ايدك ياجوجو


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 12-10-21, 11:57 AM   #164

رباب تطوانية
 
الصورة الرمزية رباب تطوانية

? العضوٌ??? » 481787
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » رباب تطوانية is on a distinguished road
افتراضي

تسلم يدك 🌹 الفصل جميل جدا
عندي فضول اعرف سن آل اعتقد 22,؟


رباب تطوانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 12:33 AM   #165

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع كالعاده وجميل جدا ومميز واحداث عم تتسلسل بكل تروي وهدوء والان ابدا بفضة وشخصيتها الا مبالات التي تتاخذه منهج لحياتها هل سوف تبقى ع طول هكذا جبانه وناقشه ع الكل انا معك انها تعرضت للاغتصاب والنبذ ولكن يجب ان تنفظ عليها ثوب الجبن وان تبني نفسها من جديد مثل ما قالت سندس وهل فضة راح تقع ببراثن ال راح نرى وننتظر اما ال شخصيه كريها وشريره للنخاع بتمنى يفقد شيء علشان يندم ع كل الذي راح يعملو وتكون فضة قد المواجهه بينه وبينها وتفوز عليه بجد فصل رائع ناطرين ع شوق

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 01:25 AM   #166

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع كالعاده وجميل جدا ومميز واحداث عم تتسلسل بكل تروي وهدوء والان ابدا بفضة وشخصيتها الا مبالات التي تتاخذه منهج لحياتها هل سوف تبقى ع طول هكذا جبانه وناقشه ع الكل انا معك انها تعرضت للاغتصاب والنبذ ولكن يجب ان تنفظ عليها ثوب الجبن وان تبني نفسها من جديد مثل ما قالت سندس وهل فضة راح تقع ببراثن ال راح نرى وننتظر اما ال شخصيه كريها وشريره للنخاع بتمنى يفقد شيء علشان يندم ع كل الذي راح يعملو وتكون فضة قد المواجهه بينه وبينها وتفوز عليه بجد فصل رائع ناطرين ع شوق

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:08 PM   #167

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الحادي عشر


( بعد فترة )

يجلس في مكتبه يطلع على تقرير عن إحدى الحالات التي يتابعها بتركيز عال
انتبه على طرقات خفيفة على الباب فرفع رأسه ليجد صفية أمامه تحمل طبقًا من الشطائر وكوبين من القهوة سريعة التحضير فوضع ما بيده وابتسم لها بهدوء شديد فدلفت بخطوات ثابتة ثم قالت بمزاح وهي تضع ما بيدها على سطح المكتب :
" إفطاري رقم ثلاثة وصل يا دكتور "
رمق الطبق بصمت بات يلون علاقتهما في الفترة الأخيرة ، تحديدًا منذ تلك الدعوة التي هشمت فيهما شيئًا ما ..
لقد غادر يومها بصمت اخافها وهي بدورها التزمت صمتًا مؤقتًا لكن يبدو أنها ستكسره اليوم !
" هل ستبقى على الوضع الصامت كثيرًا ؟!! .. سآخذ الطعام وأذهب "
هددته بصوت لمس فيه الرجفة فرحمها وتمتم ممازحًا بعفوية كاذبة وهو يترك التقرير الممسك به أخيرًا :
" الطعام الذي يدخل غرفتي لا يخرج منه أبدًا "
لمع الأمل بمقلتيها وابتسمت حتى ظهرت غمازتيها ثم همست دون إدراك فعلي :
" اشتقت لك يا آدم "
وهو أدرك مقصدها ..
لقد اشتاقته كصديق قديم كانت تأنس بمحادثته
اشتاقت صداقتهما وألفتهما
وهو أيضًا اشتاق
لكن مازال بينهما شيئًا ناقص .. !
شيء يحول بين قربهما كرجل وامرأة قد يجمعهما بيت واحد
صفية في نظره كانت امرأة كاملة وهو موقن أنها تبادله نفس الشعور لكن ..
لكن القطعة الناقصة بينهما تؤرقه
الشرارة التي لمعت لثانية واحدة في عينيها تجاه الآخر يوم دعوة الغذاء والتي اشعلت فيه غضبًا لم يدرك يومًا أنه يملكه !
إحساسه بالغدر من ناحيتها جعله يتجنبها ويقصيها عنه طوال الفترة الماضية
وكأنها أهانته وأهانت رجولته بتلك النظرة التي وجهتها لابن عمتها
نظرة تعب من كثرة ما حاول تفسيرها ..
أهو غضب أم لوم ؟!!
لعله عتاب محبين .. !
لا ، لا يظن أن يبلغ بصفية الجنون بأن ترتبط به وهي تكن مشاعر لغيره
مستحيل أن تؤذيه بتلك الطريقة ..
" ألم تنتهي فترة عقابي بعد يا آدم ؟!! "
همهمتها المختنقة انتشلته من شروده الذي سقط فيه فرد عليها بعد لحظات :
" أنا لا أعاقبك على شيء يا صفية "
" إذًا لما تقصيني عنك بتلك الطريقة ؟!! .. لما تتجاهل وجودي واتصالاتي بك ؟!! "
لمعت عيناها بالدموع لكنها تحكمت في نفسها ثم استطردت بكبرياء واختناق داهم حلقها :
" هل تريد الانفصال عني يا آدم ؟!! "
عز عليه رؤية دمع عينيها لكنه تماسك ثم خلع نظارته وغمغم بقول مباشر :
" أخبريني أولًا يا صفية عما تحملينه في قلبك "
اضطربت ملامحها بتوتر قبل أن تتحكم في نفسها فيما تقول بنبرة غاضبة وقد قررت قلب الطاولة عليه :
" آدم .. أنا لا أحب اللف ولا الدوران ، أجب عن سؤالي من فضلك "
لمعت عيناه ببريق غامض ثم أجاب ببساطة :
" لا يا صفية ، أنا لا أخطط للانفصال عنك "
هل زفرت بارتياح للتو ؟!!
كادت أن تتحدث من جديد فأوقفها مشيرًا لطبق الشطائر :
" لنتناول إفطارنا الذي برد "
من جديد انطفأت لمعة عينيها لكنها طاوعته صاغرة وبدأت تتناول الطعام دون شهية حقيقية وبصمت اشعرها بالضيق فقررت تبديده بفتح موضوع آخر وقالت بنبرة حاولت صبغها بالمرح :
" الطلبة احتلوا القسم في الخارج "
هز رأسه بالإيجاب ثم حاول بدوره كسر الحاجز الذي رُفع بينهما دون سابق إنذار فغمغم متفكهًا :
" حماس البدايات يا صفية ، شباب ونحن كنا شباب "
ضحكت ثم قالت وهي ترتشف قهوتها :
" لا ويكادون يجلسون فوق سيقان المرضى لأخذ التاريخ المرضي للعائلة وعائلة العائلة ويركضون في كل اتجاه وكأنهم يلعبون الغميضة في القسم "
ابتسم ثم قال بلا مبالاة :
" أعطيهم وقتهم وسيفتر بعدها هذا الحماس ثم يهدئون تمامًا "
ضحكت صفية من جديد ثم قالت بعفوية :
" إلا عبقرينو ، لن تهدأ أبدًا "
قطب ادم ثم سألها بجهل :
" من هذه ؟!! "
هزت كتفها وأجابت وهي ترتشف ما تبقى من قهوتها :
" فداء "
شعر آدم بالضيق المفاجئ فغمغم ساخرًا محاولاً كتم انفعاله :
" أراكِ مهتمة اهتمام خاص بهذه الفتاة .. هل ألفها لكِ في شطيرة وتأخذينها معكِ المنزل ؟!! "
ضحكت صفية بسماحة ثم قالت بصوت هادئ :
" لا والله ، أنا فقط أشعر بالشفقة عليها "
ضيق آدم عيناه بعدم فهم فأوضحت له :
" ألم تلاحظ أبدًا عدم اختلاطها ببقية اقرانها ؟!! "
تبًا له لقد لاحظ واهتم .. !
هز آدم رأسه بجهل مصطنع فغمغمت صفية بصوت خافت :
" يوم المؤتمر وقرب انتهاءه تحديدًا أردت الدخول إلى دورة المياه وحين ذهبت سمعت صوت شجار مرتفع بين فتاتين "
تدريجيًا بدأ التركيز يحتل خلايا عقله فأمسك بقلمه يهزه بين أصابعه لكن صفية همهمت بتراجع :
" لا أدري هل كشف سرها أمر مستحب أم لا ؟!! .. هي لا تدرك أنني سمعت حوارها مع صديقتها من الأساس "
وجد آدم نفسه يحثها قائلًا :
" أكملي يا صفية ، لقد أثرتِ فضولي "
زفرت صفية بضيق ثم قالت :
" لقد سمعتها تصرخ في فتاة أخرى وتنعتها بالخائنة ، لم أفهم الكثير من الأمر لكن مما سمعته على الأغلب الفتاة الأخرى سرقت حسابها الشخصي أو اصطنعت صورًا وهمية لفداء وأرسلتها لشخص ما "
توقف القلم عن الاهتزاز بين أصابعه وتجمدت كل أحاسيسه دفعة واحدة ..
" يا الله يا آدم لو رأيت ملامح وجهها يومها ، كانت المعنى الحرفي للقهر "
قبض آدم على القلم يضغط عليه بكل طاقة الغضب التي تمكنت منه في هذه اللحظة وقد جمدت ملامحه بدورها وعقله لا يستعيد إلا هيئتها المنهارة أمامه في ذلك اليوم اللعين وكم الحقارة التي اسمعها إياها ..
اللعنة لقد أهانها وحقرها كما لم يفعل مع أحد من قبل !
( أنا لم أفعل )
( أقسم أنني لم أرسل لك شيء )
( أجل أنا أتابعك على مواقع التواصل لكني والله لم أبعث لك أي شيء ولا أضمر لك أي سوء )
صوتها الباكي بانكسار يصفعه دون رحمة وعيناه لمعت بالغضب الشديد من نفسه .. !
كان يجب أن يتأكد قبل أن يذلها كما فعل ..
تبًا له
" ماذا بك يا آدم ؟!! "
نظر نحو صفية مجفلًا فوجدها ترمقه باستغراب شديد من حاله الذي تبدل في لحظات فوضع القلم على المكتب باتزان حاول التمسك به ثم مسح وجهه بكفيه زافرًا بإرهاق واضح ليغمغم بعدها معتذرًا لها :
" أنا مرهق للغاية يا صفية ، سأغادر الآن وأنتِ تابعي العمل نيابة عني من فضلك "
ارتفع حاجبي صفية بتعجب واضح لكن آدم لم يعطيها فرصة للسؤال وخرج من المكتب وكأن الشياطين تلاحقه لتصطدم عيناه على غفلة بها ..
تجلس على عقبيها تداعب طفلة مريضة بحنان شديد وتتسامر معها ضاحكةً بينما تبتسم والدة الطفلة وتنظر إلى فداء بتدقيق نسائي ملحوظ
لحظات وشعرت فداء أنها مراقبة فرفعت عينيها بغتة لتصطدم بوجوده أمامها بل وينظر إليها من الاتجاه الآخر فانغلقت ملامحها ثم أولت انتباهها من جديد إلى الصغيرة التي تسجل بيانات حالتها الصحية لترفع عينيها مرة أخرى بترقب وحذر فتجده اختفى تمامًا عن عينيها ..!
زفرت بقنوط ثم أجبرت نفسها على التركيز في عملها بينما عقلها يردد عليها بلا توقف ..
( إياكِ والتعلق من جديد )
********
بعد عدة أيام
( مطعم حرير الجنة )
يبتسم بظفر واصابعه تتحسس خشب المكتب الفخم الذي يجلس عليه بعد أن أبدل مكانه ووضعه في زاوية تكشف له كل الطاولات حتى يكون في قلب الحدث مثلما يفضل .. !
عيناه تراقب المكان والعاملين فيه وتحفر كل التفاصيل بعقله
يراقب ويحلل ويجلس في زاويته منتظرًا بترقب ..
العاملين في المكان شديدي الولاء لصاحبه حتى أنهم رحبوا به بحميمية كبيرة بعد أن قام بِشر بتعرفيه عليهم لتتبدل وقتها نظرة الحذر التي قابلوه بها في أول الأمر إلى أخرى مرحبة ودودة وكأن صلة قرابته بالآخر كانت كافية لتزيل عنه كل إشارات الاستفهام التي وضعوها حوله فور رؤيتهم له .. !
تأمل فخامة المكان حوله ..
الطاولات والمقاعد ، نقوش الحائط ، الإطارات .
حطب ..
كل ما يحيط به ما هو إلا حطب يزيد من النيران المشتعلة داخله !
لقد حظي بِشر بكل شيء بينما عانى هو منذ اليوم الأول له خارج البلاد
صفعته ذاكرته بذكرى عقيمة شوهت طفولته
لقائه الأول له مع صوت الرعد ..
ليلتها بلل سرواله واختبئ يبكي في جزء خفي بين فراشه ودولاب صغير خصصه زاهر له
كان قلبه يرتجف غير مستوعبًا ما يدور ،غير مدركًا لسبب أو مصدر الصوت الهادر حوله ولا حتى الضوء المخيف الذي كان يضرب غرفته المظلمة من حين إلى آخر والذي اخترق كل شيء حوله وأولهم قلبه .. !
كان يبكي بفزع وينادي والدته بخفوت مرتعب حتى ظهرت روڤانا فجأة مما زاد الرعب في قلبه أكثر ..
ليلتها صفعته ووبخته بشدة لأنه لوث الفراش وسرواله واصفةً إياه بالجرذ القذر
كرهته منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه ..
كانت ترى فيه والدته على حسب قولها وتسبه بها معظم الوقت
لقد أذاقته الجوع ، نخر المرض في الجسد دون معين ..
أوقفته على حافة الموت بعقابها المتكرر بحرمانه من الطعام !
وجبة واحدة في اليوم .. !
وجبة واحدة فقط كان يضطر لتناول نصفها صباحًا ويخبئ بقيتها أسفل فراشه حتى يجد ما يسد به رمقه بقية اليوم دون علمها
نحل جسده وأريقت كرامته وتهتكت روحه ببطء وهو لا يجد سببًا واحدًا منطقيًا لكل ما يتعرض له !
وحين كان يحاول اللجوء لزاهر كان يخذله بلا مبالاته الكارثية ..
ففي تلك الفترة كان الهم الأول والأخير في حياة زاهر هو تسديد ديونه واستعادة مكانته في عمله الحقيقي ..
عمله الذي يظن أن لا أحد هنا يدرك ماهيته وحقيقته والذي مارسه خلف غطاء رجل الأعمال الشريف
نعم ، هو ابن تاجر سلاح بل وورث عنه عمله !
لكنه مختلف ..
داهية كما يقولون
غايته ليست المال نفسه ولكنها السلطة .. !
السلطة التي تجعل الجميع يخضع وينحني ويبدي أصول الطاعة والولاء
والسلطة لا تُحقق الا بشيئين كما تعلم من هارون الديب ..
الترهيب و الترغيب
وما أمهره في تجسيدهما .. خاصةً الترهيب !
فهو يجد لذته ومتعته في زرع الفزع في قلوب من حوله حتى يهابونه ولا يفكرون مجرد التفكير في التمرد عليه
أما عن الترغيب فهو أسهل ..
نعم ، لا أسهل من إغواء البشر
ما عليه إلا اختيار الباب المناسب للنفاذ إلى عمق رغباتهم واللعب على أوتارها
حيلة أزلية شديدة القدم .. بدأها إبليس وتوارثوها هم عنه
" هل أخبرهم بتحضير قهوة أخرى لك يا بك ؟!! "
نظر بانتباه الى بديع العامل الذي خصصه بِشر ليكون ساعده الأيمن كما قال نظرًا لكونه الأكبر سناً والأكثر خبرة من البقية ..
" لا ، شكرًا لك "
ليستطرد بعدها بملامح أسبغها بالفضول والاستكشاف :
" لكنني أرغب برؤية المكان عن كثب "
نظر له بديع بعدم فهم فأوضح آل بهدوء :
" المطبخ ، المخازن .. أريد أن أرى كل شيء "
ابتسم له بديع ثم أومأ بطاعة قائلاً بعملية وهو يشير نحو المطبخ :
" إذًا لنبدأ بالمطبخ "
تبعه آل بخطوات متأنية هادئة
انتقامه هو عدالته التي عاد ليحققها ، كأسه البارد الذي سيكوي به الصدور وأولهم صدر من لفظته .
**********
( الوادي )
جالسًا وراء مكتبه وعينيه تتابع الحركة في الشارع باهتمام ولهفة منتظرًا وصولهن أو بمعنى أدق وصولها
قلبه يكاد يقفز من بين أضلعه من فرط الحماس الذي يشعر به وهو يعيش الآن لحظات تمناها لأعوام وأعوام .. !
فتح أحد الأدراج وأخرج منها علبة سوداء مخملية ثم فتحها ينظر لصنع يده بعينين غائمتين بالألق ..
هدية زفافهما التي صنعها منذ أربعة سنوات فاتت في ثورة عشق ألمت به وقتها .. !
حين رآها ذات ليلة في إحدى الأعراس برفقة شقيقتها تتهادى بعباءة زهرية شديدة الأناقة ووشاح بلون العاج فسلبت لبه وسرقت نبضاته للمرة التي لم يعد يحصيها ..
وقتها ظل يتطلع فيها ويتأملها من زاوية بعيدة ولسانه يهلج بالدعاء حتى تصبح حلاله ..
حتى أنه كاد يتخذ خطوة جدية تجاهها وقتها لكنها كانت زاهدة في أمر الزواج تمامًا وترفض كل خاطب يأتيها سواء كان مناسبًا أو لا !
حركة خفيفة قرب الباب جذبت انتباهه فوقف بسرعة وتحرك يستقبل والدته ليخفي عبوسه حين وجد بدور هي من ترافقها وليست سمية أو زينب كما سبق وطلب منها فنظر إلى والدته بعتب بينما شتت هي نظراتها عنه بذنب واضح ..
رحب بهن على مضض وأجلسهن بينما تمتمت بدور بامتعاض غير آبهة بالعاملين المحيطين بهم :
" ألم تصل ربة الحسن والدلال بعد ؟؟! "
سطعت النظرة العاتبة في مقلتيه من جديد نحو والدته التي ستضطره إلى فعل ما لا يريد مع أخته ثم تمتم بصوت خافت حتى لا يصل إلى مسامع العاملين لكنه صارم :
" اسمعيني جيدًا يا بدور لأنني لن أعيد هذا الحديث مرة أخرى .. غالية ستصبح زوجة شقيقك ، حبك لها من عدمه لا يهمني في شيء لكن كل ما يهمني هو احترامك لها ولي لذا من فضلك إذا كنتِ لن تستطيعين صون لسانك ونظراتك عودي إلى بيتك وأولادك أفضل ولا تكدري لي ولها فرحتنا بيوم كهذا "
اكفهر وجه بدور ثم غمغمت من بين أسنانها بصدمة :
" أتطردني يا ابن أبي ؟!! .. من أولها تفضل تلك الـ..... "
قاطعها عزيز بوجه غاضب قلما يظهره قبل أن تتفوه بما يثير جنونه عليها :
" غادري يا بدور .. الآن "
" عبد العزيز "
نداء والدته المستنكر لم يلقى صدى عنده وظل ينظر إلى أخته بغضب عارم منتظرًا رحيلها إلى أن نهضت بعصبية وغادرت دون أن تعير نداء والدتها أهمية أو اعتبار
أما عزيز فأمسك بهاتفه ثم طلب رقم سمية وطلب منها الحضور في اسرع وقت ممكن متجاهلًا بدوره نظرات أمه الضائقة ..
نظرت حليمه إليه بعدم تصديق ثم قالت بلوم :
" هل يصح أن تطرد أختك يا عزيز وهي أتت لتشاركك فرحتك ؟!! "
نظر لها عزيز بتجهم ثم قال بسخرية مريرة :
" تشاركني فرحتي ! .. أختي ليست سعيدة لأجلي يا أمي ولم تأتي إلى هنا إلا لتنغص على غالية فرحتها وتضايقها وهذا تحديدًا ما جعلني أطلب منكِ البارحة أن لا تحضريها معك ومع ذلك فعلتِ "
كادت حليمه أن تتحدث وتبرر موقفها لكنه سبقها قائلًا بألم ظهر في نبرته :
" لماذا يا أمي ؟!! .. لماذا تجعلون فرحتي ناقصة بهذا الموقف المعادي لي ولها ؟!! .. ألا تهمك سعادتي يا أمي ؟!! .. ألا تفرق معك راحتي في شيء ؟!! "
تألم قلب حليمه ثم سارعت بقولها :
" لا يا ابني ، يعلم الله أن كل ما أتمناه هو أن تسعد في دنياك وترضى "
تمتم عزيز بعجز :
" إذًا لما تفعلون ما تفعلونه ؟!! .. لما هذه التصرفات ؟!! .. أنا أحب غالية يا أمي ومتأكد أن سعادتي التي تقولين أنها تهمك لن تكمل إلا بها "
غامت عينا حليمه بحزن بينما سألها عزيز بقهر :
" ما الذي أخطأت فيه غالية بحقكم حتى تعادونها بهذه الطريقة ؟!! .. ما الجريمة التي ارتكبتها ؟!! "
ليستطرد سائلًا بأسى :
" هل ذنبها أنني عشقتها يا أمي ؟!! .. هل ما يرضيكم أن أتركها وأكمل ما بقي من حياتي وحيدًا دون ونيس ؟!! "
" يا بني أنا ...... "
قاطعها عزيز قائلاً بنبرة خافتة حارة يلمع الصدق فيها :
" يا أمي ، سأقولها لكِ لآخر مرة ... إذا لم تكن غالية فلن تكون غيرها أبدًا "
زفرت حليمه بضيم وأطرقت برأسها أرضًا بحزن واضح دون أن تعقب على حديثه لتمر عدة دقائق ثم يلمح عزيز سيارة عائلتها تقف أمام باب المحل فيطرد عنه الكآبة ويبتسم بترحاب شديد في وجه الخالة سعادات التي دخلت أولًا تتبعها غالية بحياء ونعومة ..
رحبت بهن حليمه تخبئ عدم رضاها لأجل ابنها وراء ابتسامة مصطنعة لتسأل بعدها بود زائف :
" أين ليالي ؟!! "
فردت سعادات بابتسامة هادئة :
" مرهقة قليلًا "
" كيف حالك يا غالية ؟!! "
همهم بها عزيز بصوت حاول تثبيته قدر إمكانه فابتسمت له بخفر ثم ردت عليه كيفما اتفق لتتسع ابتسامته ويغشى الحنان حدقتيه وهو يتأملها برفق
" مرحبًا .. هل تأخرت ؟!! "
سطع صوت سمية فالتفت الجميع لها فابتسمت بحماس شديد ثم اقتربت من غالية تقبلها فيما تقول ضاحكة بشقاوة محببة :
" كيف حالك يا عروس ؟؟! .. لقد جئت مخصوص حتى أوسوس لكِ لتختاري نصف محتويات المحل على أقل تقدير "
ضوى عدم الرضا في عيني حليمه بينما تمتم عزيز بتقدير :
" المحل كله لا يغلى على الغالية .. فلتختار ما تشاء "
" زادك الله من فضله يا ولدي "
غمغمت بها سعادات بابتسامة راضية ثم أشار عزيز لأحد العاملين وطلب منه عرض أغلى وأفضل التصميمات عليها بينما بعث الآخر لإحضار شراب مناسب لضيوفه
بعد وقت قصير تساءلت سمية بفضول :
" هل ستحضر فضة الزفاف أم ستتغيب كما فعلت في زفاف أخي ليث ؟!! "
جمد وجه غالية بينما تولت سعادات مهمة الرد فقالت ببساطة :
" والله لا نعلم حتى الآن يا ابنتي ، لقد حدثت غالية البارحة من خارج البلاد وقالت أن موعد امتحاناتها قد تقرر .. كما أنها شددت على إقامة الزفاف في موعده وعدم انتظارها "
نظرت غالية إلى أمها بعينين حزينتين فتجاهلتها مما جعلها تزفر بغم ثم عادت إلى ما تفعله بذهن مشغول على شقيقتها التي رفضت حضور زفافها رغم الحاحها الشديد عليها
رباه يا فضة .. لما تعاقبينني بذنبهم ؟!!
*********
بعد عدة أيام
( مساءًا )
تجلس على حافة المسبح تداعب الماء بساقيها وهي تنظر إلى الماء بشرود حزين ..
سيعقدون قرآن غالية الأسبوع القادم
اختها ستخطو أخيرًا نحو العالم الذي تستحق مع رجل لطالما شعرت بما يعتمل في قلبه فقط من نظراته التي كانت تخونه في بعض الأحيان !
غالية وعزيز ..
سيكونان ثنائي من نوع خاص
كلًا منهما يملك هالة نورانية تخصه
والآن سيتحدان ليصنعا عالم خاص بهما معًا ..!
ابتسمت بشجن وهي تستعيد صوت غالية وهي تروي لها تفاصيل يومها اولًا بأول ..
نبرة صوتها تمكنت منها المشاعر المتضاربة لما تمر به هذه الفترة وعلى رأسهم الغبطة
أجل ، لقد استطاعت لمس سعادة شقيقتها من نبرة صوتها فقط .. !
حركت ساقيها في الماء عل برودته تطفئ ولو النذر اليسير من حرائقها ..
تنهدت باختناق وملل ثم خلعت غطاء رأسها الذي تضعه عادةً تحسبًا لأي طارئ ثم وضعت أصابعها على رأسها تتحسس شعرها الذي استطال بعض الشيء ..
أغمضت عيناها بألم ولمست أطرافه بأناملها بينما اعتلت ابتسامة حزينة ثغرها وعقلها قد اختار أن يستعيد ذكرى بعينها ..
ذكرى تمثلت في أصابع والدتها وهي تمسد على شعرها بينما صوتها يدوي باعتزاز
( ومن يملك ما أملك ! .. وهبني الله جوهرتين لا مثيل لهن ثم كرس لهن أسد حارس يبعد عنهن كل طامع )
" Miss you girl "
انتفضت شاهقة وهي تحدق في الكيان الجالس جوارها بعينين متسعتين بصدمة ..
متى أتى وجلس جوارها دون أن تشعر به ؟!!
ضحك آل بخفة ثم أجاب سؤالها غير المنطوق :
" لقد كنتِ تسبحين في عالمك الخاص "
انتبهت أنها لا ترتدي حجابها فمدت يدها لتمسك به لكنه سبقها وأخذه ثم رماه في المسبح قائلًا بملل ووقاحة :
" لقد تخطينا هذه المرحلة سيلفر، تستطيعين الجلوس معي دون ملابس إذا أردتِ "
اتسعت عيناها بصدمة ثم كادت أن تشتمه لكنه قاطعها متسائلًا وهو يمد سبابته ويمرره على وجنتها بشكل مفاجئ :
" أخبريني ما الذي يبكيكِ ؟!! "
أزاحت فضة كفه بعنف ثم نهضت بغضب ليهتف آل دون أن يتحرك من مكانه :
" رأيت عند فيدا صورة قديمة لكِ ، وشعرك فيها كان كشعر الأميرة چاسمين .. أتعرفينها ؟!! "
لم تتوقف خطواتها ثم دخلت إلى غرفتها لتجده قد تبعها فقالت من بين أسنانها بسخط و حدة :
" اخرج من غرفتي "
رفع حاجبًا مستهجنًا ثم قال باستفزاز :
" That's my room Silver "
احتدمت نظراتها ثم تحركت وهي تهتف بعصبية :
" إذًا لأتركها أنا لك ، اشبع بها "
قاطع طريقها متمتمًا باستغراب :
" كل هذا الغضب لأنني قاطعت لحظة شرودك ! "
ليقترب بعدها خطوة واحدة إليها قائلًا بنبرة لا تنم عن شيء وابتسامته الباردة مثله لا تغادر ملامح وجهه :
" أم أن الأمر يخص حبيب قديم ؟!! "
" آل "
صرخت فضة باسمه بجنون مطبق فاتسعت ابتسامته وتلألأ المرح وشيء آخر غامض في عينيه ثم غمغم :
" Wow .. finally you said my name "
ليستطرد غامزًا بشقاوة :
" هل أخبركِ سرًا ؟؟! .. لقد أعجبني من بين شفتيكِ "
استغفرت فضة وحاولت فرض حالة من الهدوء على نفسها ثم قالت بعد لحظات من الصمت :
" هلا تتركني بحالي الليلة إذا سمحت ؟!! .. رأسي ستنفجر دون شيء "
هز كتفيه كطفل مشاغب ثم قال بسماجة :
" لنتفاوض "
لمع الجنون في مقلتيها فرفع آل كفيه باستسلام فيما يقول ضاحكًا :
" لا داعي للعنف .. أنا أبحث عن الصحبة هنا "
" اذهب وابحث عنها عند أمك "
هتفت بها فضة بوقاحة وقد فاض بها من سماجته وبروده ليردها لها وعينيه تحمل نظرة غير مفهومة :
" مثلما كنتِ تفعلين أنتِ منذ دقائق ؟!! .. لقد سمعتك تنادين والدتك بخفوت وسط شرودك "
تلصصه اللامحدود على حياتها أثار حفيظتها لكنه تجاهل نظراتها الناقمة عليه ثم وسوس لها بعينين يملئهما المكر :
" ما رأيك بمغامرة جديدة ؟!! "
احتدمت نظراتها ولم ترد عليه فحثها قائلًا بحماس :
" Come on Silver .. لنترك كل شيء ورائنا وننطلق نحو المجهول مرة أخرى "
أعطته ظهرها وهي تهمهم بصوت مرهق :
" اتركني بمفردي وأخرج من هنا "
لم يستسلم يومًا بسهولة ولم يتنازل عن شيء أراده فلماذا يفعل الآن ؟؟!
" رافقيني ولن تندمي .. I promise "
همس بها بتشجيع فقالت فضة من بين أسنانها :
" لا أريد "
غمزها ثم أولاها ظهره وهو يقول بصوت يملئه الحماس والثقة دون أن يعير رفضها اهتمامًا :
" سأنتظرك في الخارج "
تابعت خروجه من غرفتها بعينين غائمتين بالتعب ثم استلقت على فراشها وأخفت نفسها تحت الغطاء وكأنها تهرب من كل شيء وأولهم نفسها
دقيقة
اثنان
ثلاث
ورفعت الغطاء عن وجهها ثم نهضت لتبدل ملابسها وهي تهمهم بسخط وانفعال :
" اللعنة عليك .... وعليّ "
*********
يجلس مغمضًا عينيه باستمتاع ولذة وأصابعه تداعب آلته المفضلة ( البيانو ) يعزف مقطوعة ( المارش التركي ) وخياله يرسمها له ..
كانت مقطوعتها المفضلة فكانت تحكم عليه بإعادتها مرارًا وتكرارًا بينما تتراقص هي حوله كالفراشات التي تنتمي لهم ..
نعم ، سيدرا لا يمكن وصفها إلا بفراشة
فراشة شديدة الجمال ،شديدة الجاذبية وقصيرة العمر .. !
كانت مراهقة صغيرة تلتف من حوله وتحكم قبضتها على قلبه بشقاوتها وجنونها اللامحدود
أخرجت من داخله رجلًا اخر يحب ويهتم و يبالي وإن كان اخفى وقتها كل تلك الأحاسيس بكبر وغرور !
لكنها لم تبالي يومًا بما يظهره وكأنها كانت موقنة بأن قلبه خاضع تحت تعويذتها الساحرة ..
بينما كان يلعب هو دور اللامبالي كانت هي تقتحم عالمه أكثر وتفرض تفاصيلها عليه فتجعله يدمن وجودها حوله بل ويتخبط إذا قررت معاقبته باختفائها عن حياته لأيام معدودة !
لقد رغب بها منذ اللحظة الأولى بل منذ القبلة الأولى ..!
تلك القبلة التي انتزعتها منه على حين غفلة كما انتزعت قلبه عبرها وهي لا تزال طفلة صغيرة مشاغبة قد قررت خوض ألعاب الكبار عن طريقه !
ورغم أنه وبخها يومها وأبعدها عنه إلا أنه كان بالذكاء الكافي ليعترف لنفسه أن شيئًا بداخله تغير ولن يعود أبدًا كما السابق ..
تسارعت وتيرة عزفه فضحك بخفة حين وصل إلى جزئها المفضل في المعزوفة والتي كانت تتسارع فيه حركاتها الراقصة المنعشة مثلها
جميلته التي سرقها الموت منه ..
ومن قبلها رفض الجميع تقاربهما وعلى رأسهم الوغد آل الذي كان يبعدها عنه بكل طاقته ويحول بينهما كضيف سخيف يجعله راغبًا في دق عنقه ..
كان يصور الأمر للجميع وكأنه أخ يشعر بالغيرة على أخته بينما في حقيقة الأمر كان لا يحركه إلا كرهه له وحقده عليه لأنه حظى بما لم يحظى به هو
وقتها رفض عرض هارون لاصطحابها معه للإقامة في منزلهم بعد خروجه من السجن وتركها في منزل الحقير زاهر دون اكتراث
أنهى المقطوعة وسمح لنفسه أخيرًا بالاسترخاء بعد أن شُدت أعصابه في اللحظات السابقة ..
امتدت أصابعه تداعب سلسالها الذي يحاوط عنقه والذي لم يجد الوقت ليهديه لها فبات يخفي صورتها داخله ثم تمتم بهمس شديد الخفوت إلى روحها التي يوقن أنها تحلق حوله الآن :
" لا تقلقي لم أنسى ، سأجعلهم يدفعون ثمن موتك غاليًا "
*********
( بعد فترة )
يوم الزفاف
يقف في غرفة الاستقبال مبتهجًا وابتسامته تكلل ملامح وجهه بحبور ..
عيناه تضوي بألق ووجهه مستبشر
ينتظر وصول الشيخ الذي سيعقد قرانهما وقلبه يردد بعدم تصديق
يا رب العالمين .. هل ستصبح الغالية حلاله بعد دقائق ؟؟!
هل سيلمس الجنة أخيرًا بأصابعه ؟!!
قلبه يرقص بين جنباته بابتهاج وعقله يوسوس له حتى يخرج ليبحث في الشوارع عن شيخ القرية الذي تأخر بشكل مستفز
عيناه تتطلع لكل ما يحيط به مرتعبًا أن يكون قد دخل إلى حلم جديد سينتهي باستيقاظه في غرفته بمفرده فوق فراشه البارد .. !
لقد مرت أيام وهو يصارع الوقت حتى ينهي كل شيء في وقت قياسي ليضمها إلى بيته ..
كان تقريبًا لا ينام إلا حينما يهده التعب فيسمح لجسده باستراحة بسيطة قبل أن ينهض ويركض في كل إتجاه لإنهاء كافة تفاصيل واحتياجات الزواج في أسرع وقت !
وها هو الآن منتظرًا اللحظة الأخيرة التي يأمل أن تنتهي بسرعة حتى يحصد جائزته وينالها ..
لامس موضع قلبه خفية وكأنه يطمئنه لاقتراب فرحته محاولًا فرض حالة من الوقار والاتزان على نفسه أمام الرجال لكن لهفته خانته حين نهض قافزًا وقت تعالت التهليلات فأدرك وصول المأذون ليعلو وجيب قلبه ويرتجف بسعادة لا نهاية لها ..
تبادل النظرات الملهوفة مع ليث وقد شتته فرحته فلم ينتبه أن صاحبه يبدو هادئًا بشكل مريب وكأنه ينتظر شيء ما او يخطط لشيء ما .. !
ابتسم له ليث بدعم و ربت على كتفه بمحبة ليجلسا بعدها والزغاريد تعلو من حولهما ليبدأ الشيخ في مراسم عقد القرآن وعزيز يردد وراءه بابتسامة عريضة ..
انتهى عقد القرآن فتعانق الصديقان ليُعيد ليث توصياته من جديد على مسامعه بقلق أخوي جعله يطمئنه قدر إمكانه ليتلقى بعدها التهنئة من والده الذي كان يخدع الجميع بابتسامته الراضية لكنه وحده من لم يرى انعكاسها على مقلتيه !
تجاهل ضيم والده ثم اقترب من ليث يطالبه بلهفة مفضوحة :
" أريد المباركة لزوجتي "
اكفهر وجه ليث ثم قال بغضب مكتوم :
" اعتدل يا عزيز واحترم نفسك قبل أن الكمك أمام الجميع "
رفع عزيز حاجبيه بتعجب ثم قال بمشاكسة :
" وماذا فعلت أنا الآن ؟!! .. إنها زوجتي .. ألم تصبح غالية زوجتي أمام الجميع منذ قليل ؟!! "
تمتم ليث بقرف :
" رباه تبدو كالمهووس وأنت تردد كلمة زوجتي دون توقف "
" لأنها زوجتي ، غاليتي "
قالها عزيز ضاحكًا فاقترب منه ليث بغضب جعله يتراجع للوراء بفزع مفتعل وعيناه تضوي بسعادة تغمره كله ..
بدأت مراسم الاحتفال ورقص الصديقين بتناغم ثم انضم لهم بقية الشباب ليشعلوا حلقة الرقص بهتافاتهم المتحمسة مع الموسيقى بينما احتفلت النساء داخل ردهة المنزل شديدة الاتساع وقد رفضت غالية إقامة الزفاف في قاعة مناسبات في المحافظة غير مبالية بغضب والدتها ..
كان أول تمرد منها لرفض والدتها حضور فضة مع أن فضة نفسها رفضت العودة إليهم بشكل قاطع لكن حديث والدتها آلمها فجعلها ترفض إقامة زفاف يليق بالعائلة واستغلت حب عزيز لها وغيرته عليها فأقنعته بوجهة نظر زائفة تمثلت في خجلها من أن تكون محط أنظار الرجال والنساء إذا اُقيم الزفاف في قاعة مختلطة لينفذ لها ما أرادت رغمًا عن الجميع ..
جذبتها سمية فجأة لتشاركها الرقص فحاولت الرفض بخجل لكن سمية أصرت عليها فبدأت تتمايل معها برقة ونعومة جعلا والدتها تقرأ عليها المعوذات عن بعد وهي تلاحظ نظرات الحسد في الأعين
لحظات ونهضت بدور تشاركهن الرقص بحيوية مفرطة وكأنها تحاول سرقة الاضواء من العروس وتثبت لمن يجلسن أن العروس لا تملك من المجهود ما يجعلها تتألق بشيء بسيط كالرقص لكنها فشلت بذراعة حينما التمت صاحبات سمية وبنات العامرية حول العروس وشكلوا حلقة رقص صاخبة كانت غالية مركزها وهي تضحك بابتهاج كلل ملامح وجهها فجملّها وأزادها حُسنًا مما زاد البغض في قلب بدور وجعلها تتراجع بخطوات ساخطة ثم تجلس جوار زينب شقيقتها بوجه ممتعض وهي تنظر إلى غالية باحتراق مما جعل زينب تهمس لها بعدم رضا :
" منذ متى وأنتِ ترقصين بهذه الطريقة يا بدور ؟!! "
نظرت لها بدور بغيظ ثم قالت بعفوية مصطنعة :
" هذا زفاف أخي "
رفعت لها زينب حاجبًا مستهجنًا ثم قالت بتكذيب :
" على ما أذكر كنتِ تقودين حملة لإيقاف هذا الزفاف ما الذي تغير ؟!! "
تنفست بدور بعصبية ثم قالت بغضب مكتوم :
" لم يتغير شيء ، لكن يجب أن نُظهر فرحتنا أمام الناس حتى وإن كانت زائفة ثم أنتِ لا يفرق معك شيء .. سينتهي الزفاف وستعودين الى حياتك مع زوجك في العاصمة تكملينها ببساطة ولا كأن شقيقك قد حط من قيمتنا بزيجة كتلك "
تبادلت زينب النظرات مع امها بيأس صامت ولم تعقب على حديث شقيقتها ثم عادت لمتابعة جنون سمية وصديقاتها بابتسامة هادئة وهي تدعو الله أن يهدي شقيقتها ويحميها من شر نفسها .
*******
بعد ساعات صمتت الأصوات ورحل الجميع إلى ديارهم وغادرت غالية إلى بيت زوجها بينما بقيت هي ..
تجلس في الظلمة في ردهة المنزل تحدق في اللاشيء .. !
هي التي رغم وجعها منه تزينت اليوم تبعًا لنصيحة والدتها فارتدت أجمل ثيابها وتعطرت واسدلت شعرها ذو الخصلات السوداء الكثيفة ..
هي التي تجاهلت كلمات والدته المسمومة التي تمطرها بها صباح مساء وظلت على صمودها حتى باتت مستنزفة
مستنزفة ومرهقة حد الموت
متألمة ومُهانة بعذاب
عذاب تعيشه كل ليلة تقضيها منفية ،بعيدة كل البعد عن من يقيمون معها تحت نفس السقف ..
عذاب وأسى تعيشه في هجر ذابحها .. !
زوجها الذي امتهن كرامتها لكن قلبها الخائن أوجد له العذر !
هل تحولت إلى مازوخية تستعذب الألم والعذاب على يده ؟!
كيف لم تتمكن من أن توليه ظهرها وتهجره بعد ما فعله بها ؟!!
نزلت دمعة مقهورة منها وعقلها يهديها الإجابة البديهية
عائلتك لن تقبل بكِ بعد أشهر قليلة من زواجك
سيتحول الأمر إلى فضيحة ستنال منكِ ومن كل من يحيطون بكِ
ربما هذا عقابك يا ليالي .. !
فضيحة تحطمك أشد تحطيم كما سبق وفعلتِ في فضة
تنهدت بوجع ينخر روحها دون رادع ثم نهضت ببطء شديد تتحرك كالشبح داخل جدران منزل لم تشعر يومًا بالانتماء إلى ساكنيه ..
وقفت أمام باب غرفتهما ثم تنهدت تستجمع ما تبقى من قوتها التي بدأت تنهار لتفتح الباب وتجده واقفًا في الظلمة أمام النافذة بكامل ملابسه !
شعر بها فالتفت إليها يرمقها دون انفعال يُذكر وكأن كل ما فيه مات واندثر ..
ابتلعت ريقها بتوتر داهمها من صمته المطبق ليهمهم ليث بعدها بصوت بارد :
" ظننتك لن تعودي إلى الغرفة الليلة "
هزت رأسها دون معنى وهو لم ينتظر منها توضيح بل تحرك ببطء إلى أن وصل قبالتها يحدق في ملامحها عن قرب لأول مرة منذ أشهر ..
يتفرس بها وكأنه ينقشها داخل عقله
وفجأة تكلم :
" أتعلمين .. ما الذي جعلني أقبل الزواج بكِ رغم ما حدث ؟!! "
همست ليالي تجيبه بما تعرفه :
" حتى تمنع الثأر بين العائلتين "
ابتسم ليث بمرارة ثم هز رأسه نفيًا وتمتم :
" لا ، إذا كان هذا هو السبب لما تزوجتك انا بالأخص ولم اتركك لسليمان أو مخلص أو أي رجل آخر من العائلة لتكون زيجة نمنع بها الثأر ! "
نظرت له ليالي بجهل وعينين دامعتين بأسى على حالهما ثم همست بخفوت :
" إذًا لماذا ؟!! "
من جديد عاد يتفرس في ملامحها وكأنه يبحث عن شيء ما ثم غمغم بعد لحظات من الصمت المشحون :
" لأنني رأيتها بكِ ، كنتِ امتداد لذكراها .. لازالت أذكر ضحكاتكن الصاخبة وانتن تستذكرن دروسكن وتوبيخ أمي وحنقها الأمومي من أفعالكن "
خانتها دموعها فنزلت بصمت بينما استطرد ليث بشرود :
" لم يكن في خيالي أنني سأزج نفسي معك في هذه الزيجة أبدًا لكن توسلات والدك لي بعد أن رأى بأم عينه عينة من جنون سليمان الذي كنتِ ستصبحين زوجته في أول الأمر جعلتني اظن أنني أستطيع أن أقدم لكِ ما لم أستطع تقديمه إليها ، تزوجتك لأحميكِ من أن تصبحي قربان من أجل كارثة لا يد لكِ بها .. تزوجتك حتى لا تضطري لمعايشة ما عاشته هي كل ليلة "
نهنهت ليالي بأسى بينما استطرد ليث بعجز :
" لكن في النهاية اكتشفت أنني أغبى إنسان على وجه الأرض، تخيلي قررت ستر وحماية امرأة كانت هي من قدمت شقيقتي قربان لشقيقها ! "
همهمت ليالي بدمع لا ينتهي :
" أخبرتك اننـ...... "
قاطعها هامسًا دون انفعال :
" أعلم ، أعلم أنه خدعك وأصدقك .. فما رأيته من صداقتكن طوال السنوات الماضية يجعلني موقن أنكِ لن تفعليها عامدة أبدًا ومع ذلك لا استطيع .. لم أعد أستطيع "
نظرت له ليالي بقلب مرتجف ثم سألته بصوت مهتز وهي تشعر أن ساقيها ستخذلانها في أي لحظة :
" ماذا تقصد ؟!! "
رمقها ليث قليلًا وكأنه يفكر في الطريقة الأمثل للتخلص منها فقرر في النهاية ذبحها بنصل ثلم مغمغمًا بهدوء شديد والضي الأخير من عينيه يتلاشى فيصبح هو والظلام قرينين :
" لقد حضّرت لكِ حقيبتك ، ارتدي وشاحك لأعيدك لبيت عائلتك "
انسحبت الدماء من وجهها ليكمل ليث ما بدأه ويهدم المعبد على رأسيهما معًا :
" أنتِ طالق يا ليالي "

نهاية الفصل الحادي عشر

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:42 PM   #168

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

ياااااه والله فصل صعب كتير كل المشاعر والاحاسيس متناقضه اول شي فضه هل سوف تاتمن ال وتصدقه رغم انني كنت اعتقد انها ذكيه هل سوف تخضع له في النهايه والله بجد فصل محير وخصوصا علاقة فضه وال وكم الشر الذي بقلبه كيف راح تنطفيء وكيف راح تزول واي من المصايب ناطره فضه وبشر اما عزيز وغاليه فهو البارت اللي يجعلنا نعيش معهم قصة الغرام واين سوف تصل اما ليالي صعبت عليا انو طلقها ولكن عندي احساس سوف ترجع الو ليث سوف يتراجع بجد فصل فيه تناقضات كثيره بالمشاعر واحداث لسا غامضه ومحيره يسلموا الايادي ابدعت وتالقت وتميزتي كالعاده مبدعه ناطرين ع نار

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 10:34 PM   #169

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نهايييه صااادمه لاقصي حد

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-21, 06:22 AM   #170

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع واضح ان شخصية عزيز قوية وان بدوؤ مش هتجيبها لبر لكن هل فضة هتامن لال صفية واضح جدا ان حكايتها مع ادم على وشك النهاية تسلم ايدك

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.