آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree215Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-21, 10:53 PM   #651

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثامن عشر
سرادق عزاء ونساء متشحات بالسواد .. أعين باكية , والقرآن صوته يعلوا بالمكان ..!
الموت قريب للغاية , الموت يجاورنا وقد يفاجئنا بأي لحظة..!
الموت يا عزيزي هو الحقيقة الوحيدة بحياة الانسان, الحقيقة الخالية من الزيف والخداع!
فقط معبئة بالفقد والألم!

الجميع هنا يبكى أو يجلس بوجه يشوبه الجمود , هنا وهناك يجلس المعزوون وأقداح القهوة توزع برتابة وهدوء!

أما هي كانت تنزوي بعيداً عن الجميع تبكي والدها , تبكي لأنه توفي معتقداً أنها لم تسامحه علي ما حدث لها وما كان , وليتها تستطيع العودة حيث آخر لقاء بينهم بزفاف نورا عندما طلب لقاءها هي وزوجها غسان..!
ليتها أخبرته وراعت مرضه الشديد يومها ولكنها لم تقدر على ذلك , لم تقدر أن تنطق الغفران والسماح بسهولة!
هي لا ترى سوى أب تركها متخاذلاً ملتزماً لصمت خشية من فضيحة ما!
لم ترى وقتها وعلى مر ما حدث سوى أخطائه عندما أهمل الجميع مغدقاً عليها بحنانه تاركاً البقية لوالدتهم دون الالتفات لهم!

ورغم ندمها ووجعها إلا أن الاعتراف هنا مقرون بحقيقة لا ترى سواها .. حقيقة ساطعة ألا وهي حقيقة ضعف وسلبية والدها بكل شيء في حياته!

ترقرقت الدموع من عينيها السوداء .. كابحة لشهقاتها بصعوبة بالغة فتعود بذاكرتها إلى ذلك اليوم عندما دخلت هي وغسان إلى غرفة والدها الراقد بها على فراشه بملامح متعبة.. اصابه الوهن و تمكن به الإنهاك, فقط جسد مسجى ونفس يدل على الحياة!

كانت تقف أمامه بعد أن طلب مقابلتها تتأمله بقلب موجوع تود لو تقترب منه ترتمى بأحضانه, ولكن اليوم هي ترى الجميع خائنون! همس عبد اللهx بعد لحظات متجاهلاً غسان ووجوده بالغرفة يسيطر بنظراته قدر استطاعته بعينيها الشبيهة بوالدتها رحمها الله:
-تعالي يافريدة..
لم تمتثل لطلبه بل كانت كالتمثال فاقدة للحركة والقدرة على التصرف فيكمل هو ونظراته تتأملها:
كده ماتجيش تشوفيني الفترة الي فاتت..

كما هي فلم تجاوب عتابه ولم تمنحه الرد,x فقط التزمت الصمت تتهرب من نظراته اللائمة والتي أصابتها بالاستياء بداخلها.. ولكن رغم كل شيء هناك حاجز يمنعها عن تلك المشاعر المطلوب منها تفعيلها!
فقط اقتربت من سريره بخطوات متمهلة ثم جلست علي المقعد المجاور للسرير الراقد أعلاه قائلة بنبرة جاهدت أن تتخلى فيها عن جمودها الذي تلبسها منذ أن شاهدت نورا بفستان الزفاف:
-اسفة يا بابا.. معلش ..
فقط كلمتان نطقت بهم , قد يراهم أي شخص آخر منتهى الإجحاف بحالة والدها ولكن هو هنا مكتفي بأي شيء قد تقول بل هو مرحب بانفجارها بالكامل!
ابتسم لها بوهن عقب ما قالته ثم مد أنامله يلمس يدها .. يمسكها بين يده رابتاً عليها بحنان هاتفا بنبرة مرحة يتخللها نبرته المتعبة:
-ولا يهمك ياقلب بابا المهم تكوني مرتاحة..وبخير
لم تكن في راحة, فيومها كانت تشعر بالغدر بطريقة ما..!
أي راحة وخير يتحدث والدها عنهم , ترى هل يريح نفسه المتعبة بتلك الكلمات أم يراها بخير حقاً..!
ألا يرى ندوبها وجرحها النازف أم يتجاهل هو الآخر بكل بساطة!
شاهدت هي اللهفة بنظراته أن تعطيه تأكيد أنها بخير وألف خير.. اغتصبت هي ابتسامتها بصعوبة فقط انفراجه بين شفتيها دون حديث ,x وهو هنا وكأنه اكتفى بتلك الابتسامة أو يقنع نفسه بصحتها رغم علمه أنها غير صادقة بالمرة ليلتفت بعدها إلى الواقف خلفها هامسا لهاx :
-معلش يافريدة ممكن تسيبني مع غسان شوية ..
طالعته بنظرات يشوبها التعجب جراء طلبه الغريب بالنسبة إليها , ذلك الطلب الذي أثار فضولها أن تبقى وتستمع ما قد يقال ولكنها كبحت كل ذلك و هزت رأسها بإيجاب ثم استقامت من مكانها وخرجت من الغرفة تاركة لهم المكان.. دون النظر إلى غسان الذي كان يعانقها بنظراته, متأملاً لذلك الحزن المرتسم على ملامحها وكأنها لوحة فنان نسي أن يضع بها بهجة الألوان!

بعد خروجهاx ساد الصمت المهيب للحظات ولكنها كانت طويلة بالنهاية تحدث عبد الله قاطعاً هذا السكون يطلق تساؤل لذلك الماثل أمامه , تساؤل هو نفسه لا يعرف من إجابته:
-عاوز ايه من فريدة وايه النهاية ؟ دايرة الانتقام مخلصتش لسا؟!..انا مش ضامن عمري..

شعر غسان في تلك اللحظة بذلك الرجل ماذا لو كان بناتهx هو في ذلك الموقف يوماً ما..!
ولأول مرة يذهب بتفكيره وصولاً لتلك النقطة ,
الندمx هنا يتفاقم ويشتعل دون رحمة بداخله على فعلته بفريدة, هو بالنهاية اب ويخاف على بناته ولا يتمنيx أن يأتي يوم مثل ذلك اليوم التي تغصب فيه احداهن علي الزواج..!
ولكن كيف يعود بالزمن وقد فعلها بكل بساطة ..
ضميره هنا كان يؤنبه ويفرض حقيقة متأخرة على إدراكه الثابت في نوبة انتقام لعينة!

ولكن يأتي صوت آخر يخبره أنه على حق!!!!
شرد هو في ندمه وحيرته ..
غضبه وبروده المفتعل..
المشاعر هناx تتفاقم .. تتقاتل في حضرة هذا الموقف الأبويx فكلاهما أب !
طال الصمت وطال الشرود بينما عبد الله يتأمل كل ذلك بعمق , يود لو يستطيع الدخول إلى أعماق هذا الجالس هائما بملكوت آخر غير محيط غرفته فيسبر أغواره, بالنهاية تحدث عبد الله بنبرةx ظهر بها مدى تعبه:
-انت حقتت إلي انت عاوزه.. تفتكر ايه لازم تاني يحصل..!
صمت قليلا يعطي غسان فرصة الرد ولكن ذلك لم يحدث فرده الوحيد كان الصمت ونظرات غامضة لم يستطع أن يفهمها فيكمل هو :
-الناس كلها قالت وقتها انها هربت منا وراحت اتجوزت قبل فرحها بأسبوع..
كلماته الأخيرة أثارت حفيظة الجالس بجانبهx فاقترب منه غسانx بطريقة مفاجأة هاتفاً بنبرة خشنة تعبر عن تلك النيران المشتعلة بغضب انفجر لحظتها:
-محدش يقدر يجيب سيرتها .. !
قال جملته الأخيرة وهو يتخيل تلك اللحظة التي كانت منذ فترة! فيزداد ذلك الألم الذي ينحر قلبها و يجزه هكذا ببساطة! , وحينها يصاب الادراك بنوبة تعجب وصدمة من كل تلك المشاعر والتناقضات الذي يحيا داخلها وتولد هي داخله والتساؤل ينفرد بذاته في صيغة تعجب , دائرة مغلقة داخل عقله( أليست تلك هي طروادة انتقامه ؟! فلماذا إذاً هناك مشاعر تؤنبه بتلك الطريق؟) وتفكيره هنا أهداه منطق لفظه اللسان دون تريث .. يعطيه كلمة بها السحر فتطمئنه أنها فقط تخصه:
-دي مراتي..
قالها وزفر بارتياح كونه يرى أن ذلك هو المبرر الوحيد لتلك اللعبة المقامة من حرب مشاعر تستنزف منه راحة ينشدها !

تمعن عبد الله النظر إليه قليلاً وكأنه يحاول أن يطمئن حاله ..ويهديء هذا الهلع المخلوط بنهاية اقتراب الاجل , يود تأكيد ربما يرتاح ويطمئن ,
فاقترب منه غسان هاتفا بنبرة جادة يوقف ذلك التفكير المقام داخل خلجات نفسه فربما يريحه :
-متقلقش علي فريدة..
قالها والتزم الصمت واكتفى بعدهاx بتلك الكلمات ثم خرج من الغرفة سريعا وكأنه يخشيx أن يتحدث اكثر.. بل هو يخشى أن يخبر ذلك الأب مدى ندمه الذي وعى له اليوم في حضرة أب فقد ابنته جبراً وهو.. أب!
تاركاً خلفه عبد الله يرمقه بحيرة.. وشعور من الراحة يتسلل لروحه ببطيء وربما هكذا يقنع حاله أن ابنته ستبقى بخير!

يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:54 PM   #652

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

خرجx غسان من تلك الذكري أيضاً على صوت القرآن فنظر إلى كريم القائم على العزاءx يتلقىx كلمات المواساة والترحم على والده وملامحه الحزينة المتعبة تدل علي وشوك انهياره.. وقرب انكساره!
ولكنه شامخ..
يقف..
يقاوم..
يساند..
أما من الداخلx فهو ينهار!!, ولا يستطيع أن يعبر عن هذا , متخيلاً أنه هنا وحيدا دون سند.. يقف معه ويحمل عنه بعض من الحمل , بل ويشد من أزره ويطمئنه ويمرر له بعض الراحة بوجوده!

رغماً عنه غامت عيناه بحزن أكثر وهو يفكر في شقيقه مازن, الابن الضال الذي لم يستطع الوصول إليه وابلاغه بخبر الوفاة, ورغم أنه يعلم انه لا مجال لحضوره إلى العزاء..
ولكنه الان يتمني وجوده بجانبه يؤازره..!
يسانده , الان فقط هو في أمس الحاجة لوجود مازن.. لوجود شقيقه!

انتهي العزاء .. وانصرف الجميعx ليقترب منه غسان قائلا بمواساة حقيقه وهو أدرى بمعنى وفاة الوالد:
-البقاء لله يا كريم.. شد حيلك..
هز كريم رأسه دون أن يجاوب فقط قام بهز رأسه شارداً بالقادم.. وما قد يحمله له بين طياته!
بالداخل كانت أثير تجلس بجانب فريدة تواسيها قائلة وهي تربت علي ظهرها بحنان:

-فريدة اهدي يا حبيبتي مش كده.. كفاية عياط.
.
ولكن ذلك الهدوء لم يكن فارتمت فريدة بأحضانها باكية ..! تنهار دون كلمة , تفضي بعبراتها وأحزانها بتلك الشهقات فربما يهدأ القلب!
بينما بجانب آخر تجلس نورا بأعين حمراءx متجمدة تكبح عبراتها بصعوبة, فنظرت حولها تريد حقا من يواسيها..! هي فقط تريد ولو ربته حانيه أليس من حقها بعض الحنان!

اليوم عندما قدم موسى اعتقدتx للحظة أنه ربما تراجع وجاء من أجلها ولكنها اكتشفت أنه قادم من أجل إخبارها بوفاة والدها...
كانت تجلس في غرفتها عندما دخل عليها فجأةً قائلاً بلهجة عادية يشوبها البرود:
-قومي البس , والدك مات..
هبت من مكانها هامسة بصدمة غير قادرة على استيعاب كلماته:
-بابا مين, هو انت مش جيت عشان متسيبنيش لوحدي..
رمقها بنظرات ساخرة صائحاً ببرود:
-نورا انا مش بهزر , والدك مات.. البسي وحصليني بره
انهي كلماته هكذا بسهولة دون أن تنال منه كلمة مواساة واحدة..
أو حتى ربته حانيةx يتبعها عناق يخبرها من خلاله أنه هنا بجانبها.. يساندها بعد فقدانها لوالدها..!
في نفس اللحظة دخلx كريم وغسان ومعهم يامن الذي ما أن ذهبx في طريقه إلى شرم برفقة مريم حتى أتاه اتصالاً من أخيه الاكبر غسان يخبره بوفاة والد زوجته..
اقترب غسان من فريدة رابتاً علي ظهرها مغمغما بكلمات المواساة بلمسة حانية وصلت إلى مسامع نورا..
التي رمقتها بحزن والم في آن واحد, فحتى من تزوجها انتقاما يواسيها ويحنو عليها..!

التفتت إلى موسى الواقف بعيداً دون أن يقترب منها يرمقها فقط بجمود .. يخبرها أن المواساة لم تنالها منه ابداً!
حتي كريم لم يواسيها, لم يواسيها أحد على الاطلاق..!
ووالدتها بالأعلى راقدة بفراشها من شدة حزنها , والدها توفي وهو لا يطيق النظر لها..!
أي حياة تلك تحيا داخلها!
هبطت منها عبرة دون إرادتها فوجدتx والدة زوجها تجلس بجانبها وتمسك بيدها هاتفة بحنان حقيقي:
-شد حيلك يانورا يابنتي ..
و كأنها طفلة أرادت فقط تلك الكلمات ودون سابق إنذار.. ارتمت نورا بأحضانهاx تتشبثx بها باحثة عن دفء..
حنان..
استقرار ..
حب..
تلتمس بأحضانها شيء غائب عنها , تلتمس الامان... ربما !
وربما تبحث عن من يداوي كسرتها الذي لم يجبرها أحد يوماً !
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:55 PM   #653

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

بعد يومين ليلاً في غرفة كريم بقصر والده بعد إنتهاء العزاء وإنصراف الجميع..
كانت نيرة تقترب منه بينما هو جالس على إحدى المقاعد شارداً بنظراته الملونة بالحزن..! فتتحدث بنبرة خافته:
-كريم.. انت كويس..

لم يجاوب سؤالها بل التزم الصمت فاقتربت منه أكثر ترفع يدها .. تربت على كتفه هامسة بتأُثر توليه اهتمام حقيقي:
-عاوز تعيط..
رفع عينيه لهاx .. ينظرx بصمت مدمج بحزن وهيx تعلم حالته تلك فقدان الأب صعب .. صعب للغاية !

فكان ردها الوحيد ربته أخرى رقيقة على ظهره بحنان, وتتمني لو أنها لا تراه حزينا , هل يمكن أن تخبره أنها ربما تميل له, تشعر به, وانها ربما... ربما.. تحبه..!
x ابتعد عنها قليلا بجسدهx فيتأملها ويشعر أنه يحتاج شيء ما ,x ربما يحتاج إلى قرب أحدهم..
هي كانت قريبة منه إلى حد كبير ,x يزداد هنا الاقتراب ويزداد الخطر؛x و دون أن يشعر بما يفعله..!
وكأنه مغيب..!
كان سيقبلها بالفعل ولكن خيال لأثير ظهر أمامه عندما كانت ترمقه بعذاب كونها لا تستطيع مواساته, كونها لا تملك الحق أمام الجميع.. بالاقتراب منه وإعلان حقها فيه!

أثير حب حياته , من يخفق القلب لها ولأجلها فقط قد يخاطر ويعانق النار!
ابتعد مسرعاً عن نيرة التي كانت تود ان تنال ذلك القرب وتلك القبلة ولكنه تراجع , رمقها بنظرات غامضة قبل أن يخرج من الغرفة بخطوات سريعة وكأن الشياطين تلاحقه!
تاركها خلفه تشعر بالرفض, تشعر أنها غير مرغوبة ..!
أما هو جلس بحديقة المنزل يستنشق الهواء .. يشعر بالراحة أنه لم يستمع لشيطانه ..!
أنه لم ينساق لتلك الرغبة الغير مبررة بالمرة فيشعر بالاشمئزاز من نفسه عندما فكر يوماً بنيرة وهي كانت زوجة شقيقه الغائب!
حمد ربه كثيراً على تلك النعمة التي جعلته يسترجع عقله فيعود إلى وعيه ورشده وأثير!

x وعلى ذكر الحبيبةx قام بالاتصال بها بعد أن جلس بحديقة المنزل, يحتمى فيها من تلك المشاعر التي إجتاحته من قرب نيرة..!
اتاه حينها صوتها الحاني هامساً:
-عامل ايه يا كريم.. انت كويس..
ابتسم ابتسامة حزينة ليكتشف في تلك اللحظة أنه يريد قربهاx هي!
, ينشد احتوائها هي!
يترقب بعناق منها هي!
, ويود لو أنها هي بقربه.. يود..!
هتف بنبرة حزينة وهو يلمس زهرة مزروعة بالحديقة:
-انا محتاجك يا أثير.. محتاجك..
اختنقت هي على الطرف الاخر, كونها لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله.. كلماته نحرت قلبها فهي أيضاً تحتاجه!
اجلت صوتها هاتفة بنبرة قوية حنونة رغم رغبتها بالبكاء:
-انا جنبك ياكريم.. وهفضل جنبك.. ولازم تعرف انا كمان محتجاك..
ثم همست بتوكيد أكثر توكيد ينفي الشروط والمنطق:
-انا بحبك ..
وكأنها باعتراف الحب صفعته من الداخل.. لأنه يشمئز من حاله كونه أعطى لشيطانه فرصة أن يزين له نيرة !
هو هنا يحتاج إلى أثير.. لمواساتها وحنانها!
قلبها الطيب العطوف وقوتها الظاهرة بنظراتها! التي كانت تشيعه بها ليلة العزاء فتبث داخله الصبر والتحمل.
و لكنه لا يعلمx متى الاستقرار معها ؟!هوx لا يعلم إلى اين يسير.. وإلى أين تسير خطواته وأين المرسى؟..!
وقبل أغلاقه للاتصال همس لهاx بغته :
-وانا بحبك

انتهى الاتصال واغلقت أُثير معهx وبعدها شرعت بالبكاء, هي تشعر بأن زوجها يشعر بأخري..! رغم اعترافه بالحب!
الغيرة تنهشها وتأكلها ..تجزها وتشطر قلبها وروحها نصفين!
لقد رأتها اليوم وهي تقترب منه تربت على كتفه.. تشاركه وجعه على فقدان والده أمام الجميع بينما هي بعيداً لا تقدر ولا تقوى حتى على الاقتراب..!
لقد رأت زوجها وهو يرمق نيرة بنظرات أثارت بداخلها غيرة وخوف, وهي كانت تعلم أن اجتماعهم سوياً لن يجلب لها سوي الألم.. بالطبع سيشعر بها , سيتأثر بها..
فهو رغم كل شيء رجل بالنهاية...! والشيطان كان ثالثهم!
وهذه هي القاعدة القديمة , قاعدة تجاهلها الجميع فانزلقنا دون أن نشعر نحو الهاوية!
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:56 PM   #654

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

بعد مرور شهر تقريباً جلست مريم برفقة فريدة كما اعتادت بالفترة الاخيرة ..!
تخفف عنها حزنها ربما تمحى ذلك الوجوم المتلبس بها منذ وفاة والدها , إنعزال فريدة حتى عن الصغار .!

تبدلها الملحوظ من فتاة يظهر على ملامحها المشاعر والتأثر لأخرى جامدة بنظرات غير واضحة وكأنها النقيض من فريدة التي تعرفت عليها بالفترة الماضية تلك الحنونة المبتسمة دائماً ولو حزناً, همست لها بابتسامة مشوبة بأمل:
-فريدة ايه رأيك نخرج النهاردة..
رفعت فريدة نظرها لها قائلة بنبرة حزينة متعبة وملامح واجمة شاردة:
-مش قادرة اخرج بجد يامريم..
امسكت مريم بيدها ثم قالت بنبرة متوسلة بعض الشيء فتقترح هي شيء قد يجبرها على التنازل والخروج معها:
-انا بصراحة بقالي فترة تعبانة , ويعني شاكة اني ممكن اكون حامل..
التفتت لها فريدة بابتسامة واسعة قائلة بفرحة لأجلها متخلية عن جمودها:
-مبروك يامريم.. طيب ياحبيبتي لو تحبي انا هطلع حالا وننزل نروح للدكتور..!
ابتسمت مريم لها هاتفة بشكر وتأثر حقيقي بنبرة مشبعة بالامتنان:
-شكرا يافريدة بجد انا بحبك اوي,
ثم صمتت قليلاً وهي تتلاعب بأناملها بتوتر مكملة:
وبصراحة عاوزة اروح اكشف و.. ومش عاوزة اعرف يامن غير بعد ماتأكد من الحمل..

هزت فريدة رأسها بحنان ثم قالت لها وهي تستقم من مكانهاx تمسك بيدها تجرها معها:
-طب يلا بقي بلاش تأخير البسي علي ماخلص
..
انصاعت مريم لحديثها .. ليخرجوا سويا إلى عيادة الطبيب من أجلها..!
*****************
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:56 PM   #655

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

كان غسان في غرفة مكتبه بالقصر يغلي غضباً بعدما أخبره أحد مساعديه الذي كلفه بمراقبة شقيقه وميرال بزواج أخيه يامن من ميرال..!

ذلك الخبر الذي أجج نار غضبه .. نظراته كانت تكاد تحرق الجميع الان وحالاً!
أمسك هاتفه وقام بالاتصال بيامن, وقبل أن يعطي يامن فرصة للرد هتف بحدة:
-تيجي البيت حالا.. فاهم.. حالا..

ثم أغلق معهx وقام بإلقاء هاتفه بعصبية شديدة ,يمسح علي خصلاته بغضب.. يكاد يشدها فينزعها من مكانها!
متذكرا ذلك اليوم الذي جمعهم فيه والده..! ذلك اليوم الذي انكشفت فيه الحقائق! التي أثارت تعجبهم وشكلت لهم صدمة غير عادية!

كان يجلس هو داخل غرفة المكتب بجانب يامن في مواجهة والدهم الذي أجلى صوته قائلا بنبرة مرتبكة مما أثار قلقهم فوالدهم دائماً وابداً لا يعرف التوتر والارتباك:
-دلوقت في موضوع لازم نتكلم فيه لانه خلاص مبقاش ينفع يستخبي..

كانوا ينظرون له بتوجس وقلق يسيطر على خلاياهم فصمت قليلاً قبل أن يكمل :
-دلوقت عمكم الله يرحمه زمان كان حب بنت من اسكندرية.. كانت من عيلة عادية ..
كان والدهم يسرد حكاية عشق عمه لفتاة من خارج طبقتهم كما أصدر الجد حكمه..!
يخبرهم بتلك القصة القديمة الأزلية بين الملك والخادمة في أسطورة ما !
يخبرهم عن عشق تلبث بعمهم وأبى الخروج من روحه وخلايا جسده!
و لكن عندما قام عمه بإخبار والده برغبته في الزواج منها..!
عمهم كان يريد النهاية المنطقية لتلك القصة الملحمية المغموسة بأصول الهوى خارج حدود المنطق !
ولكن والده أعطاه الرفض إلى النهاية.. ولم يفلح أحد في اقناعه..!
اعطاه حقيقة واقعية كما يفعل الملك مع ولده الأمير الذي وقع بعشق خادمة في بلاطه الملكي!
وبعد فترة من السرد , أطلق والدهم تنهيدة بعد أن أخبرهم بتلك الصدمات والحقائق الذي تعرفوا عليها لأول مرة, بينما تحدث غسان قائلاً بنبرة قلقة:
-وبعدين عمي عمل ايه يابابا..

هز والدته كتفه ثم تحدث بنبرة متعبة .. منهكة بها بعض الحزن من تلك الذكرى التي من الواضح والجلي لهم أنها تؤثر بوالدهم :
-اتجوزها.. سابنا واتجوزها.. بس مات بعد جوازهم بستة شهور.. وهي كانت حامل.. جات لجدكم بس طردها والنتيجة أنها ماتت بعد الولادة علي طول..
حثه يامن تلك المرة علي الاكمال هاتفا بترقب للقادم:
-وبعدين ايه حصل..؟
مسح والدهم وجهه بكفه الايمن مكملاً يجاوب ولده يعرض واقع يعرفوه:
-جدكم كان جبروت محى من كل السجلات اي ورقة تثبت ان عمكم اتجوز اصلا.. ولما اتولدت البنت وماتت امها جابها خالها لجدك الي طردهم ..
تحدث غسان حينها بعصبية وغضبx فكيف استطاع جدهم أن يتخلى عن دمهم وعرضهم .. شرفهم لقد كانت فتاة فكيف ؟
كيف استطاع ذلك اين نخوته وهو يفعلها ؟
أين دمائه الحارة الغيورة وهو يرمى قطعة منهم للطرقات بلا هوية ونسب ؟!:
-وانت يا بابا ازاي تسيبهم يعملوا كده..
نبرته المتهمة اثارت الالم داخل والدهم , استقامx من مكانه متحدثا بنبرة متأثرة بما سرده منذ قليل وكأن الماضي كان بالأمس:
-مكنش في ايدي حاجة اعملها.. بس عملت الي اقدر عليه !
صرخ غسان ومعه يامن وبنبرة واحده خرج سؤالهم الملح:
-وايه الي حضرتك عملته؟!
هتف والدهم مبررا وربما بكلماته تلك يريح ضميره الذي عاد يؤنبه على نسيانه لهذا الأمر وتلك الفتاة إبنه أخيه:
- روحت لخال البنت وساعدته بس خرجنا شهادة ميلاد للبنت باسم خالها .. وبعدين اديته مبلغ كبير ونصحتهم يغيروا سكنهم..

ساد الصمت بعدها ليلتفت لهم والدهم قائلا بلهجة مسرعة قلقاً من أن يؤنبه أبنائه على فعلته وتخاذله وهو الذي لم ينحني ابداً:
-المشكلة دلوقت ان خالها جاني من كام يوم وقالي ان لازم اخد مريم.. انا معرفش الاسباب انا بقالي خمسة وعشرين سنة ناسيها.. بس أنا خايف اموت ..!
نظر لهم بتمعن ليكمل هاتفا بقرار لا رجعة فيها بل هو أمر واقع وسينفذ:
-دلوقت لازم البنت تتجوزك يا يامن..
تشنج جسده غضبا واجفل حينها ليهب من مكانه صارخاً:
-وانا ذنبي ايه في الموضوع وليه مش غسان..
صمت للحظة فيكمل سريعاً:
- وليه اتجوز أصلا بنت عمنا ماتيجي تقعد معانا وخلاص
أجاب والده حينهاx بتصبر على حالته :
-انت عاوزنا نقلها بعد السنين دي ع فكرة انت بنتنا ودي عيلتك طب ازاي ؟! اعقلها يا يامن

أدرك يامن مقصد والده فهدر رغم ذلك بغضب وتعنت:
-أنا مش هتجوز حد مش ذنبي اشيل الماضي

هب والده من مكانه صائحاً بعصبية من نبرته الصارخة:
-اخوك واتجوز بره مصر.. ثم انتx سنك مناسب لها.. وانتهينا.. جوازك منها منتهي

وأصدر والده الفرمان وتم الزواج !
وكانت حكاية جديدة لعذاب مريم بالهوى غير هذا العذاب الذي كانت تحيا به داخل عائلتها أو بمعنى أصح عائلة خالها!
****
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:59 PM   #656

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

خرج غسان من تلك الذكري البعيدة علي صوت يامن الماثل أمامه هاتفا بتعجب :
-خير في ايه ..
هب غسان من مكانه بعصبية ونظرات مستوحشة قائلا بحدة وهو يقترب منه:
-خير..! هو فين الخير
تعجب يامن من طريقته وأسلوبه فقال:
- مالك ياغسان
صاح الآخر بنبرة بها اشتعال وغضب يسأله بينما هو أكيد بالإجابة:
-انت اتجوزت ميرال الغنام..!
تجهمت ملامح يامن للحظة قبل أن يبتسم بسخرية قائلا وهو يجلس علي المقعد خلفه :
-انت بتراقبني بقي..
خبط غسان يده أعلى المكتب بقوة هاتفاً بنبرة سوداء مترافقاً مع اقترابه من يامن:
-انا بسأل سؤال وعاوز اجابة..
هز يامن رأسه بايجاب هاتفا ببرود وهو يشعل لفافة تبغ من جيبه :
-اه اتجوزت ميرال , عندك مانع..

حاول غسان السيطرة على خلايا جسده المتحفزة للقتال مع شقيقه فسأله بنبرة جاهد أن تخرج هادئة:
-ومريم..!
هز يامن كتفيه ينفث الدخان وينظر له , يراقبه وهو يتلاشى فيهمس بلا مبالاة مفتعلة:
-مالها مريم..
قالها وهو يخرج من جيبه لفافة تبغx آخرى يدخنها بعد الذي نفذت من شدة الغضب الذي كان يسيطر عليه بصعوبة بالغة وثباته الانفعالي يساعد وبشدة !

مما جعل أخيه يزداد غضبه وهو يراه يدخن لفافة تلو الأخرى ببرود تام, عندها اقترب منه هادرا بقوة وهو يمسكها من تلابيبه ينزعه من مكانه:
-مالها ايه.. هي دي امانة ابوك.. هي دي.. أمانته..

ابعده يامن وابتعد عنه قائلا بلهجة غاضبة.. وهو يلقي بما في يده :
-وانا مالي ذنبي ايه اتغصب علي الجواز من واحدة مش عاوزها.. مش طايقها..!

كان الصراع في الحديث علي أخره.. انفعال من الطرفين, التراشق بالحديث كان على وشك الوصول ألي تبادل اللكمات والتخلي عن أي ثبات يذكر!

وفي نفس اللحظة التي عادت فيها مريم برفقة فريدة بعد أن اخبرها الطبيب بتأكيد حملها وأن الجنين فيx بداية شهره الثاني..!
التفتت مريم إلى فريدة هاتفة بفرحة تقفز من عينيها وكلها, كانت مريم ككل كتلة فرحة وبهجة , تشع أمل وسعادة :
-انا فرحانة اوي يافريدة زمان يامن هيفرح.. انا مش مصدقة اخيرا هبقي ام.

ابتسمت لها فريدة التي قالت بنبرة فرحة حنونة لأجلها تراقب فرحتها بسعادة:
-مبروك يامريم.. تستاهلي كل خير.. انا هطلع انا اشوف البنات لو انت لسا هتفضلي هنا..

اومأت لها مريم قائلة بابتسامة:
-لا انا شوفت عربية يامن بره.. اكيد مع ابيه غسان في المكتب.. انا هروح اشوفه..

ابتسمت لها الأخرى داعية من داخلها أن تستمر تلك السعادة لتلك الرقيقة التي كانت دائما ترى الحزن ساكن بنظراتها , صعدتx بعدها إلى الأعلى, لتذهب مريم باتجاه المكتب؛ تخبر زوجها.. بحملها فيشاركها الفرحة!
بالداخلx كان الغضب من الطرفين والتحفز على أشده فهدر يامن:
-مش ذنبي ان عمك اتجوز واحدة جدك مش راضي عنها, مش ذنبي اشيل انا بنته عشان ابوك ضميره انبه قبل مايموت..

صمت قليلا ليكمل بنبرة صارخة أفزعت غسان:
-انا مبحبش مريم..مبحبهاااش..
أقترب منه غسان هاتفاًx بنبرة عالية:
-امال بتحب ميرال..
أجابه سريعا ً:
-لا..
زاد جنون غسان وهو يسأله :
-امال اتجوزتها ليه.. انطق..
هز يامن كتفه ببرود قائلاً :
-اتجوزتها عشان عجبتني.. وانتهينا انت مش وصي عليا..

ثم التفت إلى باب المكتب يفتحه في إشارة منه لانتهاء الحديث تاركاً خلفه اخيه الاكبر متعجباx غاضباً في أقصى مراحل العصبية والجنون من أخيه وفعلته...
غضب يزداد ونيران تشتعل من اسلوبه وطريقته.. الهادئة وكأن شيء لم يكن!
ولكن كل ذلك تحول إلى صدمة عندما قام يامن بفتح باب الغرفة ليجد مريم أمامه.. مما جعله يرتد للخلف بفزع وخوف حقيقي وهو يراها
بملامح مرتعبة ..
شاحبة..
مجهدة..
وهو يراها بصورة منتهية!
خاصة عندما همست بنبرة تجاهد الثبات:
-انا بنت عمكم ازاي..؟!
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 10:59 PM   #657

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ساد الصمت قليلاًx قبل أن يقترب منها يامن إلا إنها ابتعدت عنه هامسة بنبرة متعبة وكأنها على وشك أن تفقد وعيها,, على وشك السقوط والنهاية تلوح لها بيدها:
-اتجوزت عليا ميرال مين..

ثم صمتت قليلاً وهو تشير لنفسها بغير إدراك:
-صاحبتي..! ميرال صاحبتي
لم يجبهاx فقط نظراته كانت تطالعها بقلق من حالتها تلك ولكنها اقتربت منه قائلة بنبرة عالية شيء ما:
-رد.. اتجوزت ميرال صاحبتي..
لم يجاوبهاx كان داخل بوتقة الصدمة ؛ولكن غسان اقترب منها قائلا بلهجة حانية وهو يمسك بيدها المرتجفة كما جسدها :
-اهدي يامريم.. اهدي ياحبيتي..

هزت رأسها نفيا عدة مرات بجنونx هستيري قبل أن تصرخ بهم وهي تخبط بكف يدها أعلى قلبها:
-انا مين.. انا مين طيب ؟!

تنهمر عبراتها ويزداد ألمها فتقترب من يامن تواجهه وتسيطر عليه بنظراتها المعذبة تعانقها فربما ما هي فيه الآن مزحة , تهمس وهو أمامه مباشرةً تسأله ترجو منه إجابة:
طيب انا قصرت في ايه يا يامن عشان تتجوز عليا صاحبتي..

ثم انهارت أكثر وهي تسأل بوهن وجسدها يهتز ألما :
-طب انا مين بنت عمكم ازاي؟!

كانت الاسئلة تتكرر منها بطريقة هستيرية , طريقة نحرت غسان ويامن !

لم يتحدث أحد ولم يمتلك أي منهم القدرة على تهدئتها ..
فأي تهدئة واحتواء مع تلك الصدمات والحقائق القاسية على شخصية رقيقة هشة كمريم!

ليخرج منها أخيراً صرخة عالية تعبر بها عن كل شيء وكأنها لا تملك سوى تلك الصرخة قبل أن تفقد الوعي وينساب الدماء بين قدميها..!

في مشهد تراجيدي بامتياز , مشهد يصلح لتلك المسرحية الحزينة التي كانت فيها مجرد بيدق يتم تحريكه دون أن تملك داخله القدرة على الاختيار!
فيأتي هنا مشهد النهاية ولحن الخاتمة يتعالى يسطو على المكان لجنين تمنته.. !
ورجل أحبته..!
وحياة أرادت الحصول عليها! ولكن عبثاً.!
أسدل حينها الستار على سنواتها الماضية, انتهت الكذبة..!
فحياتها بأكملها مبنية علي كذبة.. حتى نسبها خدعة! فقاعة من الوهم والزيف كانت تعيش داخلهم!
وبين صراخ غسان بوالدته أن تتصل بالطبيب وذهول فريدةx وعينيها الباكية.. كان يقف يامنx يراقب بجمود فاقد القدرة أن يستوعب ما يحدث ,مستمعاً إلى كلمة فريدةx الصارخة التي أصابته بوجع وكأنها صوبت نحوه سهماً مسوماً:
-مريم حامل...!
وانتهي حينها الحمل.. بل انتهي كل شيء..!

نهاية الفصل الثامن عشر


noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-21, 11:59 PM   #658

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

يامن رجل حقير بلا احساس او ضمير نحر روحها ببرودة غير طبيعي اتمنى ما تعطيع فرصة ولا تعود له ابدا

جُمان عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 12:00 AM   #659

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

انا بكيت مع فريدة ومريم شعور الموت قاتل قاتل اووووي

جُمان عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 12:01 AM   #660

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

مش عارفة على مين اتعاطف او مين كلهم مجروحين ومحقوقين💔💔💔

جُمان عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.