لاجئ في سمائها...

[ألحان الربيع]

مرحبا ..


بعرف تأخرت عليكن لكن للظروف أحكام ....سأنزله في الحال ان شاء الله


المهم هو قصير وخفيف ....عبارة عن تتمة فقط للفصل أي ليس جزءاً مستقلاً.....!!

[ألحان الربيع]

تتمة الفصل الرابع والعشرون (( معاهدة سلام ))



عُدتُ الى بيتي ...عدتُ الى عملي...عدتُ إلى ألمتي وعدتُ لأكمل مسرحيتي في بلاد اللجوء حتى اليوم الموعود!!....كان أول يوم بعد عودتي عصيباً بسبب تعبي وارهاقي مما عانيت في بيت العزاء ونحن نقف من الصباح للمساء باستقبال الناس ...!!.....مرّ بعدها يومان كانت الأمور تسير بيننا على أكمل وجـه....أي كنا أصدقاء رائعين.....أنا وزوجتي !!....نفطر ونتغدى ونتعشى ونشاهد التلفاز معاً.....

كانت الليلة من يوم الخميس وأنا جالسٌ في غرفتي وحدي أشاهد فيلماً في ساعة متأخرة نسبياً أضيّع به وقتي وإذ باتصال من مذياع الشلة ...صديقي(عمر)...فأجبت ببرود:
" الناس في هذه الأوقات يكونون نائمين وأنت ماذا تريد يا غليظ ؟؟!."

ضحك بمكر وقال:
" ما زال الوقت مبكراً أيها العريس واليوم الخميس !!.."

قلت هازئًا:
" سأُدخِلُ ابني الى الجامعة وأنت ما زلت تقول عريس....مضى شهرٌ على زواجنا...لا طعم لهذا اللقب الآن !!.."

قال:
" يا رجل...افرح باللقب الآن...غداً ستبكي مشتاقاً للحظة كنتَ بها تحمله دون هموم أكبر ومسؤوليات..!!..."

مسكين!!..لا يدري بكَم الهموم التي أحملها على كاهلي ..!!

تأففتُ بنزق قائلاً:
" استَخلِص من الآخر....ماذا تريد ؟؟!.."

أجاب بوقاحته وأسلوبه المستفز:
" ويـحك يا ابن الهاشمي...ألن تستطيع صبراً.؟؟!....هي لك طوال الليل!!.."

" قل ما عندك...هيا...أسمعك !!.."

قال بمزاح:
" سنأتي غداً مع الشلة لتعزيتك بدخولك قفص الزواج!!....اقصد لتهنئتك بزفافك مع أنها متأخرة وأتوقع أن تبشرونا بالهاشمي القادم..!!.."

بالطبع اصدقائي في هذه البلاد يعرفونني كـ (يامن) فقط لذا يجهلون موضوع وفاة جدتي ...!!

ضحكتُ مجاملاً ورحّبتُ به هاتفاً:
" حللتم أهلا ووطئتم سهلا....ننتظركم على العشاء !!.."

بعد انتهائي من المكالمة حملتُ نفسي ونزلتُ الى طابقها كما أنا ببنطالٍ رياضيٍ طويل وعاري الصدر ...طرقت الباب ثم حاولتُ فتحه لكنه كان موصداً بالمفتاح !!....حريصة جداً على كنوزها مني!!...صبراً يا حورية البحر الصغيرة ...أنا أعرف متى سألقي شباكي واصطادك !!...هتفتْ من بعيد :
" قادمة....لحظة!!.."

وفتحت تطلّ بمنامتها الطفولية السماوية المنافسة لعينيها الشبيهة لباقي أخواتها المنامات والتي تصل لركبتيها....حضانة أطفال في بيتي الحمد لله !!....لمَ يتعبون أنفسهم باقتناء قمصان نوم بكافة التصاميم وقت جهاز العروس ما دام سينتهي بنا الحال لنرى هذا المنظر ؟!...كان الأجدر لخالتي اقتناء الحلوى والسكاكر من أجل اسكات تلك الصغيرة بعد أن اوبخها وأضربها على مؤخرتها عندما تكسر غرضاً في البيت !!...لكن عساه خيراً والّا لكنتُ ختمتُ عليها منذ أول يوم اصبحت تحت سقفي !!......كانت تلفّ شعرها بمنشفة لتجففه بعد حمام دافئ وما حيّرني أنها لم تحجب عينيها عن رؤية صدري العاري !!...بل كانت تصبّ تركيزها عليه دون كلمة مما أدى لاحمرار وجنتيها !!...فقلت بعد أن أطلقتُ صفير بشفتيّ مع حركة بيدي أمام وجهها:
" هـيه...يا حلوة....أين وصلتِ ؟!..."

شهقة يصاحبها صفعها للباب في وجهي كان ردّها على سؤالي !!...فتحته ولحقتُ بها وكانت تهرب من مواجهتي ....قلت بمكر:
" حسناً قرأتُ أفكارك لكن لا يهم .... بالنهاية أنا زوجك...لا داعي للهروب !.."

استدارت حانقة بعد أن وصلت طاولة الزينة واسندت نفسها على حافتها وقالت فاضحة نفسها وأفكارها المنحرفة مع أني لم اوضح شيئاً:
" لا تتوهّم لم أكُن أنظر لعضلاتك التي تتباهى بها ولست تواقة لها !!.."

اقتربتُ منها مع ابتسامة ثعلبية ماكرة وحشرتها بذراعي على جانبيها منحنيا نحوها بينما كانت تعيد جذعها تحنيه للوراء حتى كادت تصطدم بالمرآه وهمستُ بهدوء وأنا اضع كفيّ على أعلى ظهرها لأوقف رجوعها :
" توقـفي ستكسرين ظهرك يا قطة !!.."

ثم حررتها مبتعداً عنها للوراء بعد أن شعرتُ بضربات قلبها وتوهّج وجهها ....بالنسبة لي كنتُ أخطط للقاءنا القريب بإذن الله لكن الآن ليس وقته !!....إن تماديتُ بمشاكستي معها لن أسيطر على نفسي وسينقلب السحر على الساحر !!...
سألتْ بحيرة بعد أن لقطت أنفاسها وعادت نبضاتها تعمل برتابة :
" لمَ اتيت في هذا الوقت ؟!.أهناك شيء؟!.."

غمزتها مجيباً:
" هل أحتاج لوقت معين كي أزور زوجتي ؟!.."

أشاحت نظرها وأجابت بغصّة حاولت مداراتها :
" ليست من عادتك زيارة زوجتك في هذه الأوقات !!..قل لي لمَ أتيت ؟!.."

قلت:
" غداً إن شاء الله سيأتي أصحابي مع عائلاتهم لتهنئتنا..."

فلتت منها ضحكة ساخرة لم تفتني فتابعتُ بنبرة هازئة :
" حسناً ..سيأتون لتعزيتنا إن كان هذا يعجبك !....المهم أنا دعوتهم على العشاء...جئت لأخبرك بذلك !.. خالتي والسيدة خولة ستحضّران الطعام والتضييفات اللازمة ....لا أريد أن ينقص شيء !.."

أجابت بامتعاض:
" يبدو أنك نسيت أننا غداً مدعوان للعشاء في بيت أهلي !!...مع أني أعلم أنك لن تذهب ...لكن أنا سأذهب !!.."

قلت ببرود:
" أجّليه ..لا ضرر!!.."

قالت بحنق:
" لمَ لأؤجله أنا ؟!...فليأتوا هم باليوم التالي ما الفرق ؟!.."

قلت بحزم:
" لا أقرر للناس متى يأتون إلينا ...أعطيتُ كلمتي لهم وانتهينا ...لا داعي لنقاش لا فائدة منه !!.."

ثم استدرتُ مولّيها وجهي لأخرج هاتفاً بهدوء:
" تصبحين على خير..!!.."

لم تجبني بل ضربت قدمها بالأرض متأففة ثم سحبت بغلّ منشفتها عن شعرها ونفضته بغيظ لتسرّحه وهي تشتم كل شيء في سرها..!!

×
×
×

في اليوم التالي صباحاً تحدّثتُ مع خالتي (مريم) بشأن تحضير أنواع عديدة من طعام العشاء بأيديها الساحرة فهذه المرة الأولى التي يدخلون بها بيتي بينما أنا كنتُ أذهب إليهم ويغرقوني بكرمهم وخاصةً عند الخالة (أم عمر) ...عليّ أن أقوم بواجبهم على أكمل وجه..!!
منذ فترة وأنا منشغل عن الاهتمام بنفسي ...أردتُ الذهاب للساحل لأمارس رياضة الجري فهي من أفضل أنواع الرياضة التي تساعد على تعديل المزاج وتقلل من الاجهاد والاكتئاب .....خرجتُ مبكراً ولم أقابلها وبعد عودتي في ساعات قبل الظهيرة وجدتها ما زالت نائمة!!....لم اكترث كثيراً لتأخرها اليوم بالنوم ...استحممتُ وذهبت لأداء صلاة الجمعة ومن ثم للتسوق وحدي لأختار ما سنقدّم من تضييفات مميزة ذات مستوى ومررتُ بعدها الى بيت أبي (ابراهيم) لأطمئن أين وصلت خالتي هي والسيدة (خولة) الخادمة التي ستأتي بدورها لتقديم العشاء بمفردها لأن خالتي رفضت المجيء عندنا لتتركنا مع اصدقائنا لوحدنا كي تكون جلسة شبابية خاصة..!!......دخلتُ بيتي عصراً فوجدتها تجلس في المطبخ تشرب عصير برتقال وهي عابسة ...ومن انتفاخ جفون عينيها تأكدتُ أنها أفاقت لتوّها من نومها ....يا إلهي هل هي جائعة للنوم لهذه الدرجة ؟؟...ليست عادتها فأنا عرفتها جيداً بهذا الشهر ....لمَ تبدو مكتئبة ضجرة ؟؟؟....دنوتُ منها هاتفاً بمرح:
" السلام عليكم أم أقول صباح الخير يا قطة ؟!.."

" أهلا.."

ردّت من طرف أنفها !!...لعِب الفأر في صدري !!....وضعتُ الأكياس التي تحوي الأغراض أرضاً ثم اقتربتُ وسرقتُ كأس العصير من أمامها وشربته على رشفة واحدة ...كنتُ عطشاً والندى على الزجاج أغراني لكن النية مشاكستها لأغوص في غياهب فِكرِها...!!..وما صدمني أنها نهضت بعدم اهتمام لي ولحركتي وخرجت بهدوء عصفني واختفت عن أنظاري !!....تجوّلتُ بين ثنايا أفكاري علّني أفهمها !!....وجهٌ جديد ترتديه (ألمى) أمامي ...!!....ما سببه يا ترى؟!.....تنهدتُ نافضاً فضولي عني وشرعتُ بترتيب الأغراض لوحدي بما أن الخادمة مشغولة مع خالتي وتركتني ألمتي..!!...
في المساء قبل الغروب جاء السائق مع شقيقته السيدة (خولة) يحملون ما أعدّت خالتي من أطعمة وشرعا بتنسيق الأطباق على مائدة الطعام الفاخرة أما أنا كنتُ في غرفتي أرشّ من عطري بعد ارتدائي قميصاً كلاسيكياً أسوداً وبنطاله مثله !!...أرجو أن تكون المدللة قد أنهت تحضير نفسها !!....نزلتُ متجهاً الى خندقها وبعد طرقتين خفيفتين فتحتُ الباب وتسمّرتُ مكاني بعد رؤيتي لها تجلس على طرف السرير وهي على حالها في منامتها !!....احتقن وجهي وتقدّمتُ نحوها ..كان صمت رهيب يخيّم عليها وحتى لم تلتفت لصوت خطواتي الثقيلة التي سببها تياراً صعقني...لمَ تريد أن تضني أعصابي؟!...قلت وأنا أجاهد على كبت غضبي:
" لمَ لم ترتدي الى الآن؟؟!"

لم تحرّك ساكناً وكانت تضمّ كفيها بين فخذيها ففقدتُ ثباتي وصرخت بصرامة:
" أنا أكلّمك !!....هيا انهضي وجهّزي نفسك واقلبي وجهك العبوس ....أكلُّ هذا لأنك لم تذهبي لبيت والدك ؟!....وكأن قتل لكِ قتيل لا ترين شكلك!!..."

رفعت رأسها ونظرت نظرات خاوية لا معنى لها ثم نهضت بتثاقل متجهة لخزانتها فقلتُ قبل أن استدير للخروج:
" طبعاً أنتِ تعلمين أن قوانيني تغيّرت وزمن اللباس العاري ولّى ..لذا اختاري شيئاً يسترك ولا داعي لتذكيرك بعدم وضع العطر وإلّا ..!!.."

وتركتها خارجاً انتظر ضيوفي في الطابق الأرضي ....!!

فتاة مطيعة !..أم أن التهديد والعين الحمراء تأتي بفائدة لهذه الكائنات الشريرة المغلّفة بالنعومة ؟!...ارتدت بدلة نسائية راقية وكانت من ضمن جهاز العروس الذي اختارته خالتي لها ....كان البنطلون وجاكيته رمادياً ترتدي تحته قميصاً حريرياً ابيضاً ناصعاً ينافس بياضها وتلفّ على عنقها وشاحاً ملوّنا من الساتان يتناسق مع لباسها وكعبٌ بلون القميص ....في الحقيقة كم غدت تلك الساحرة أنيقة !! ....كانت ترفع شعرها معّذبي كذيل الحصان تاركة أطرافه تلعب في أسفل ظهرها كلمّا تحرّكت كما تلعب على شغاف قلبي!! ....كم أعشقها بهذه الصورة !!...مهما كانت سماءيها ساطعة في كل حالاتها الّا أن هذه التسريحة تجعلهما أكثر سطوعاً واحراقاً لي...فبها تتمكّن مني أكثر وتجعلني المهاجر الذي لا يزال لاجئاً في سمائها !!....
استقبلنا اصدقائي بعد صلاة المغرب واتخذنا اماكننا على مائدتنا الشهية المرصوصة بأصناف كثيرة ترضي جميع الأذواق مِن فضل الله علينا لتكون بداية لسهرتنا الحافلة...!!..كنتُ قد اشتريتُ بعض الألعاب لولديّ صديقي(عمر) ولم أنسَ بالطبع دميتي (يارا) الشقراء ليمضوا وقتهم بيننا دون أن يشعروا بالملل....لا أجمل من شعور إسعاد طفل بريء ولو بلفتة بسيطة تدلّ على اهتمامك به وتخبره بها أنه موجود وله مكانته بيننا !!.....لطالما كانت الأجواء بوجود اصدقائي لها رونقٌ خاص إذ أنها تعجّ بالمرح والطاقات الايجابية ولم أكن أخرج منها الّا وأنا بمزاج آخر وكأنني لا همومٌ لديّ ولا مهمات تؤرقني وتفضّ مضجعي !!.....لكن بكل أسف هذا المساء افتقدتُ هذا الشعور بسبب العابسة التي تخرج كلماتها مرغمة وبابتسامة بالكاد ترسمها !!....لا أدري ان كنتُ انا فقط مَن انتبه لها أم هم ايضاً يرونها كما تراها عيناي ؟!!....كم خيّبت ظني هذه الليلة !!...مظهرها يوحي كأنها مثقلة منهم أو الأسوأ من ذلك ....أي أنها تتعالى وتتكبّر عليهم بحُكم أنها ابنة ( عاصي رضا) بينما هم من عامة الشعب البسطاء !!....قسماً لو تأكدتُ أن الاحتمال الأخير هو ما تحمله لأعدتُ تربيتها من جديد حرفاً بحرف وتصرفاً بتصرف!!...مهما عشقت ومهما غرقت....اهانة الناس أو اظهار الفوارق الطبقية لهم أمامي يجعلني أن لا اعترف حتى باسمي ولا يهمّني صديق أو حبيبة وما يهمني أن الزمهم حدودهم فقط !!....أتمنى الّا تكون كذلك فعلاً....فهذا من مصلحتها !!....
انتقلنا الى غرفة الضيوف الكبيرة ومكبّر الصوت بأيدي عريفا الحفل (عمر و رامز)...فقال الأول ساخراً موجهّاً كلامه لـ(يزن) الذي كان آخر عريس من قبلي:
" أنت يا خائب الرجا هل رأيتَ كيف يكون الطعام عندما تستقبل اصدقائك الذين باعوا اولادهم لشراء الهدايا لكم ؟!.."

ردّ(يزن):
" أتقصد زجاجة العطر الفاخرة التي ما إن فتحتها لتريني إياها وإذ بابنك مالك يسحبها من يدك ويكسرها ؟!.."

أجابت (أماني) تدافع عن زوجها مذياع الشلة بحنق مصطنع:
" لا تنكر انه جلب لك غيرها بعد ذلك !!.."

قال (يزن):
" أجل....أراني الحجم الكبير متبجحاً ولكنه عوّضني بأصغر حجم....اسبوع فقط وتبخّر!!.."

ردّت عليه زوجته الحامل ببراءة:
" أخبرتك أن تستخدمها فقط للخروج والمناسبات لكنك لم تسمع كلامي...وكنتَ ترّش منها كالطفل السعيد بلعبته عند ذهابك للعمل وللنوم وللخروج !!.."

ضحكنا لإحراجها له فقال بوجهه المحمر:
" اصمتي يا امرأة...هل أنتِ معي أم ضدي ؟!.."

تنحنح(رامز) وقال لـ(يزن):
" على الأقل أنت اهداك شيئاً تستخدمه أما الحسرة على حالي ....لقد جلب لي قميصاً بحجم عائلي ...ظننته جلبه لنرتديه معاً أنا وزوجتي وأبي وأمي وحتى الجيران !!...كان قد اشتراه قبل وقت لذا لم يكن مجال لتبديله فكانت نهايته المأساوية قصاصات لمسح الغبار !!.."
تعالت ضحكاتنا وتلك المرة الأولى في ليلتنا التي تكرّمت علينا وأرتنا أسنانها ..!!....قلت في سري "..جيد...نفدت بريشها من قصفي !!.."

هتفت (أماني) متباهية بهديتهم لنا :
" اعذرنا اخي يامن....هذه المرة كانت هديتنا خاصة للعروس فقط وقد اشتركنا بها جميعاً لتليق بزوجتك ابنة السيد عاصي رضا..!!"

كانوا قد احضروا اسوارة من سلسلة ذهبية عليها ثلاث حبّات لؤلؤ اثنتان بحجم صغير والتي تتوسطهم بحجم وسط...!!...كانت جميلة, ناعمة, وثمينة!!...

تبسّمتُ مجاملاً وقلتُ منزعجاً لأجلهم بسبب تكلفتهم أنفسهم بهذا المبلغ :
" مجيئكم عندنا أجمل وأغلى هدية....لم يكن داعي لشيء آخر حقاً....على كل حال سلمتم وان شاء الله نردّها لكم بفرح ابنائكم !!.."

قال(عمر) متبجحاً بمزاح:
" هل كان عليك أن تتزوج ابنة السيد الوزير عاصي رضا لتدمّر حساباتنا المصرفية؟؟!!.."

يظنون أن هذه اطراءات أنتشي منها لنسبي مع النجس ولا يدرون أن مجرد عبور حروف اسمه من أمامي تجعلني أرغب بالتقيؤ!! ...أما ابنته ابتسمت مجاملة وملامحها على حالها يسودها العبوس ولم أفهم أكان هذا العبوس ذاته أم تقاسيم الغرور والاعتزاز كونها ابنة الذي لا يذكر ذو النسب القذر ارتسمت على وجهها ؟!..

مرّ الوقت ونحن نتبادل كافة الأحاديث بأنواعها...مرة تنحصر بيننا الرجال ومرة اخرى تكون مشتركة معهن !!....كانت وظيفتي لهذه الليلة مراقبتها ومراقبة ما يبدر منها ....تارة تقع عيناي على عينيها بينما حاجباها شبه ملتصقان من كشرتها وتارة أجدها تستمع لهن من غير اصغاء وهي ترسم ابتسامة صفراء...!.....وصلتُ أقصى حدودي في ضبط ثورتي بتحملي لأسلوبها القبيح المستفز!....فهمست بلطف مصطنع :
" حبيبتي ..."

نظرت ببلاهة نحوي عند مناداتي عليها فأكملت:
" هيا حضّري لنا الشاي لنشربه مع الكعكة التي صنعتها خالتي...!.."

كانت قد تركتنا السيدة (خولة) بعد أن انهت تنظيف أواني العشاء...!!

مع انتهائي جملتي نهضت منصاعة وكأنها رجلٌ آلي يمشي على الأوامر من غير مشاعر...!!....بعد لحظات لحقتُ بها لأعطيها ما فيه النصيب من الغارات...!!...كانت تقف خلف موقد الغاز تحرّك الشاي بإبريقه بشرود...وقفتُ خلفها تماماً ولم تحسّ بي...كاد يفور من غليانه فمددتُ يدي من جانب خصرها لأطفئه فأجفلت ترفع رأسها جانباً تنظر اليّ وملعقتها بيدها...قلت بصوت خفيض ونبرة حازمة:
" ما بك؟!..ما كل هذا العبوس والشرود ؟!...ما الذي يشغل بالك؟!.."

ردت بصوت جاف وهي تدير وجهها عني:
" لا شيء!!.."

قلت بنبرة أشدّ:
" لا تكذبي!...ستفضحينني بوجهك هذا أمام اصدقائي.."

لم تهتم ولم تجب فاستفزتني اكثر بتجاهلها لي مما جعلني امسكها من ذراعها لأديرها نحوي وبطرفيّ ابهامي وسبابتي ضغطتُ على خديّها هامساً بتهديد:
" حسابك معي عندما يذهبون....تحتاجين لتربية كي تعلمي كيف تستقبلين ضيوفك!!.."

وفي هذه اللحظة وبهذا الوضع وصلت زوجة (رامز) تتنحنح لتملأ زجاجة الماء لابنتها فلم يكن مني سوى ترميم وضعنا بإمالة رأسي لوجهها الذي ما زال بيدي لأطبق شفتي على شفتيها بقبلة خالية من الرغبة لكنها تكفي لتجميل صورتنا وافلتّها برقة مصطنعة تاركها خلفي وعند مروري من جانب ضيفتنا قلت بثقة وثبات وكأنني لم اكن وقحاً:
" اعذرينا لم نشعر بوجودك!!.."

وما كان هدفي الّا لصون كرامتها !!....فأنا لا أحب أن يراها أحد مهانة مهما وصلتُ من درجة الغضب عليها !!

اومأت برأسها حياءً منا وبعد اختفائي دنت من المصابة بحالة تجمد إثرَ فعلتي والتي سرقتُ اوكسجينها بقبلتي ثم لكزتها بمرفقها هامسة بمكر:
" يا عيني على الحُب....لا يتحمل بُعدك!...لو رأتكما أماني لزفتكما أمام الجميع !!..."

عادت للحياة بعد جمودها مجيبة بصوت مخنوق من حرجها:
" وقح....لقد فاجأني!.."

وبينما كنا نحتسي الشاي بالنعناع المنعش مع كعكة البرتقال الشهية شحب وجه (ألمى) ووضعتْ يدها على فمها فلاحظت حركتها (أماني) سائلة بقلق:
" ما بكِ ألمى؟!....تبدين شاحبة!"

ابتلعت ريقها وانزلت يدها هامسة بصعوبة:
" أشـ...أشعر بالغثيان!.."

ثم نهضت كالمفزوعة متجهة الى الحمام لتفرغ ما في بطنها فضحكت من خلفها (أماني) وقالت موجهة كلامها لزوجها :
" يبدو أنك صَدَقت يا عمر!!.."

رفعتُ حاجبي بإصغاء لأستشف بما صدق عندما سألها متباهياً بنفسه:
" أنا دائماً صادق عزيزتي.....حددي المقطع الذي تقصدينه؟!.."

اجابت ضاحكة:
" على ما يبدو أن هاشمياً صغيراً في طريقه الينا!.."

كدتُ سأطلق ضحكات رغماً عني ...ضحكات كلها قهر على حالنا !!....

ضربني (رامز) على ظهري بقوة على حين غرة قائلاً:
" لقد أصبت الهدف يا ابن الهاشمي من أول مرة وكسحتنا جميعاً..."

آه لو تدرون ما حال ابن الهاشمي يا اصدقائي ؟!...قبلة بالكاد اسرقها ليتبعها حرب ضروس لا حلّ لها...!!....تحسدونني على شيء ما كان ولا أدري تماماً متى سيكون !!....يا رب أنت الأعلم بحالي فارحمني...!

عندما عادت للانضمام لجلستنا بدت أكثر مرتاحة ولكن وجهها ما زال مصفرّاً فبدأن يتهامسن فيما بينهن ليبشرنها بحملها الخيالي وكان ردّها ابتسامة مجاملة دون أي توضيح....!!
بعد انتهاء ليلتنا لملمنا مخلّفات سهرتنا من أواني ووضعناها في المطبخ لحين قدوم الخادمة صباحاً ثم راح كلٌّ منا الى غرفته دون أي نقاش فالتعب قد أنهكنا ونال منا حتى لم يعد بنا طاقة لأي مناورات....!!

×
×
×

مع اشراقة الصباح ليومنا الذي تلا سهرتنا جهّزتُ نفسي واسرعتُ بالذهاب الى الشركة لتسوية بعض الأمور باكراً ولم يتسنَّ لي سؤالها كيف ومتى ستذهب الى جامعتها!!....على كل حال هذا لا يهم فالسائق متواجد في الساحة ويمكنه ايصالها..!!.....عند عودتي الى البيت دخلتُ ولم اشعر بأي حركة وكانت الخادمة قد طهت الغداء وتركته لنا لنسكبه ....لم اكن جائعاً وبدا لي انها لم تعد بعد من جامعتها....صعدتُ الى غرفتي ...ارتحتُ قليلاً ولما زارني الجوع نزلت سلالم طابقي ثم توقفت عند طابقها بعدما حدسي اخبرني بحدوث خطب ما أدّى لانقباض قلبي ...توجستُ خيفة!!...الساعة الرابعة ولا امارات لوجودها في البيت !!....اقتربت بتأنّي الى باب غرفتها...حاولتُ فتحه دون طرقه ...ولمّا ظهر ازائي سريرها رأيتها تستلقي عليه تدثر نفسها بالكامل وقد لاحظتُ ارتعاش جسدها بشدّة.....يا الله....ما بها ؟!...هجمتُ هجوماً لأصلها فوصلني أنينها ...كشفتُ الغطاء عنها !!....حبيبتي !!...كانت تكوّر نفسها وترتجف ...اسنانها تصطك ببعضها !!...الدماء هربت من وجهها !!....همست بوجل وانا اجلس على طرف السرير بحذر وأهزها بلين:
" ألمى !!...ألمى ما بك ؟!.."

لم تتجاوب معي اطلاقاً.!!...فوضعتُ ذراعي تحت كتفيها ولما لامستها لسعتني النار التي تحرقها !!...رباه...حرارتها مرتفعة بشدة!!....سحبتها قليلاً لأضع جزءاً منها في حضني وقلت وانا ابتلع ريقي مرعوباً عليها بينما كنتُ أمسدّ وجنتها برفق وابعد خصلات الشعر المتمردة عن وجهها :
" ألمى....أفيقي حبيبتي!.....ماذا جرى لكِ؟!...ألمى!!..."

حالها أثار الرهبة في داخلي ....اسندتها لمخدتها ووثبتُ بخفة أجول بنظري باحثاً عن اللا شيء!....يا الهي ....ماذا أفعل ؟!...تبخّر من عقلي كل شيء اعرفه ينقذ هذه الحالة!!...الغباء غلبني !!....فجأة تذكرتُ خالتي....عليها ان تنجدني!!....اخرجتُ هاتفي من جيبي واتصلتُ بها ولم يخفَ عنها صوتي المضطرب المهزوز بعدما قلت دون السلام:
" خالتي....ألمى حرارتها مرتفعة!...لا اعرف كيف اتصرف!!.."

ردت ترشدني وهي قلقة عليها:
" مسكينة...سلامتها!....عليك اولاً أن تخفض سخونتها حالاً بحمام ماء معتدل الحرارة...!!..."

" تقصدين أحممها أنا ؟!.."

سألتُ متعجباً مدهوشاً فأجابت بحنق:
" هذه زوجتك بنيّ ....تسأل وكأنك لم ترها !!....هيا ..لا تضيع الوقت فارتفاع الحرارة ممكن أن يسبب لها فقدان الوعي او يضرب مخها لا قدّر الله....وبعدها إما تجلب الطبيب لها او تأخذها بنفسك !!....اغلق ونفّذ بالحال....سأعاود الاتصال بك للاطمئنان عليها..."

وُضعتُ تحت الأمر الواقع....وبأصعب الامتحانات ...لكن كلا...لا يمكنني رؤيتها!!...هذه أمانة ولا استطيع اختراق خصوصيتها دون رضاها فقط لأنها تُسجّل زوجتي !!...مستحيل!!..يا رب ارشدني!...في النهاية حسمتُ قراري الأقل ضرراً بها.....وبـي طبعاً من قبلها!!.....حملتها وكأنني أحمل فراشة وبطلاقة اتجهتُ صاعداً الى حمام غرفتي ....هو الأنسب لأني احفظه شبراً شبراً وكل غرض به ....يعني يمكنني اغلاق الضوء لأسترها من عينيّ عند تعريتها والتصرف براحة وثقة !!....وصلتُ حوض الاستحمام واوقفتها به دون أن اخلع عنها ثيابها بينما أنا كنتُ اقف ملتصقاً بحافته من الخارج ثم اسندتها على جسدي واضاءة خفيفة تحيط بنا من نافذة الحمام الكبيرة المغلقة بالستائر...فتحتُ الدش لكني لم استطع تثبيتها....الوهن يأكل جسدها...شبه غائبة عن الوعي!!..لا تساعدني!...إذاً لا مفر!...دخلتُ الحوض عندها واحتضنتها بقوة والمياه تنهمر علينا لنكون كالعاشقين اللذين يعيشا لحظات الحُب تحت شلال ينحدر من الجبال....غرقتُ من الماء وغرقتُ أكثر بحبها...التصاق جسدينا مع حرارتها الخارجية وحرارتي الداخلية والشعر المبتل بصورة مثيرة يلتصق برأسها أشعل النيران في الأرجاء....قطرات الماء التي تغسل وجهها وينتهي حتفها عند زوايا فمها وصولاً لذقنها جعل الخائن يرغمني على تناولُ الرحيق من شفتيها....قبلة خفيفة قصيرة...لتصبح أطول وتنقل عدوى غيابها عن الوعي لي....فقدتُ عقلي وأنا مستمر بقبلتي ...والمفاجأة أنها بدأت تتجاوب معي !!...ما هذه الحلاوة وهذا الجمال ؟!....حرائق هائلة كيف سأخمدها ؟!... .أين سيارات الاطفاء ؟؟!...ما زلتُ أشعر بحرارتها ...انها تحتاج وقتاً أكثر في المكوث تحت ألماء ..أم أني ما عدت أفرق أي حرارة منهما تجتاحها؟!..أهي من المرض أم من الرغبة ؟؟!....سأجنّ...سأفقد صوابي...!...حررتها مني وتأملتها مجدداً...ما زالت تغمض عينيها ..إذاً هي ليست بوعيها !!...على مهلي وأقل من مهلي نزلتُ وصولاً لقعر الحوض وأنا امسكها....أغلقتُ ثقب صرف المياه ...استلقيتُ على ظهري وجعلتها فوقي والحوض يمتلئ لنغمر جسدينا معاً بالماء ....بدت ساااكنة مرتاحة وهي تتوسد بوجنتها صدري الذي يلتصق به قماش بلوزتي ....دقائق وأنا احتضنها لا اعلم كيف مرّت ...كنت شارداً أفكر بكل شيء ألهي نفسي عنها....بعد وقت تململت في حضني ..رفعت رأسها بضعف وسلّطت سماءيها المحاطة برموشها الملتصقة ببعضها عليّ...ابتسمتْ ابتسامة خفيفة ضعيفة....رفعت يدها ومررت سبابتها على حاجبي المُشقوق من اصابتي آنفاً لتنزل على تقاسيم وجهي حتى داعبت شفتيّ هامسة بلا ادراك منها ولكن صوتها خرج بغنج ساحق:
" يامن...ألم يحين الوقت لتعطف عليّ؟!.."

سايرتها بحديثها قائلاً:
" كيف تريدينني ان اعطف عليك ؟!.."

ما زالت تحرّك اصبعها على وجهي بحركات لعينة ووجهها يواجهني ....لكن سأصمد لا يمكن استغلال ضعفها وتغيّبها !!....ثم اجابت بزعل مصطنع:
" يعني لمَ الى الآن لا تشاركني نفس الغرفة ولا نفس السرير ؟!.."

" ممم....ما زلتِ صغيرة !...سأنتظر حتى تكبرين ..."

لوت شفتيها بعبوس طفولي وقالت:
" لستُ طفلة!!....أتريد أن اثبت لك !.."

يا أمــي....ماذا ستثبت لي هذه المجنونة ؟؟!....نجّنا من المهالك يا الله....استعدتُ رباطة جأشي لمّا شعرتُ أن الكلام سيطول وسيأخذنا الى الطريق الممنوع فاختصرتُ قائلاً وأنا ارفعها عني لننهض:
" حسناً لستِ طفلة....يكفي الى هنا يا حلوة....عليكِ الآن خلع ملابسك المبتلة وتبديلها... والّا لاضطررتُ أنا لفعلها ....يبدو أنكِ تحسنتِ .."

ثم البستها روب الحمام خاصتي وحملتها نازلاً السلالم بحذر بينما شعرها المبتل يقطر من جانبي ومعه يقطُر من هول الاثارة نابضي ...وكانت ملابسي الغارقة بالمياه تترك أثراً من خلفنا ليغرق معنا قصرنا ...!!

شاكستها قليلاً قبل تركها لأحثّها على تجهيز نفسها بنفسها وتركتها ذاهباً لارتداء ملابسي ومن ثم الذهاب الى الطبيب...!!

بعد زيارتنا للطبيب خمّن كأصدقائي في البداية بوجود حمل!!....تهرّبنا كلينا من أجوبة حساسة سألنا اياها وببعض الأجوبة منها علمنا أن هذه الأعراض تلازمها عند اقتراب الدورة الشهرية والتي تشبه كثيراً أعراض الحمل ولكن بسبب عدم انتظامها عندها لا تستطيع معرفة متى يكون هذا مرض عابر أو متى يكون منها ..إذاً كانت حالتها في الأمس هي بفعل الهرمونات التي ترهق الفتيات بهذه الفترة رغماً عنهن..!.!...وكذلك قد طلب منها زيارة الطبيبة النسائية لتنظيمها لها إن أرادت حدوث الحمل دون تأخير..!!

أما أنا أنبني ضميري ولمتُ نفسي على سوء ظني بها ليلة البارحة.....لكن من أين سأفهم ما تعاني النساء ؟!....مسكينة ألمتي .....لقد أشفقتُ عليها...ليتني استطيع طرد الأوجاع عنها..!!...وبعدها ضعتُ لا اعلم إن كان هذا بشرى خير كي لا اقلق من حدوث حمل حالياً إن تمّ بيننا التقارب أم أنه عليّ السعيّ بكامل ارادتي لمعالجة مشكلتها عسى أن يرزقنا الله الرزاق....ثمرة ....تربط قلبينا وتتوّج حبنا !!...؟؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~

رتبت ملابسها الشتوية السميكة التي تحتاجها في حقيبتها....فهناك الثلوج تملأ الشوارع في هذا الوقت.....تفقّدت كل شيء تحتاجه في رحلتها....ملّفها واوراقها المهمة وضعتهم في دوسيه خاصه لتحافظ عليهم.....فتحت خزانتها واخرجت صندوقها الذي تحتفظ بداخله على أغلى ذكرياتها مع أغلى احبائها ....أخرجت صورة تجمعها مع شقيقتها.. تأملتها بحنين مع دمعات حائرة تاهت على وجنتيها وهمست بألم:
" شقيقتي حبيبتي....لا أعلم كم كنتُ آهلة بحماية امانتك ؟!!...لكن اعلمي لو أنها طلبت روحي لما غلت عليها ....أتمنى أن أكون قد سلّمتها لمن بعينيه يرعاها......سامحيني....ربما لنا لقاء قريب فانتظريني..!!.."

وضعتها جانباً لتأخذها معها وبحثت عن غيرها.....ارتسمت ابتسامة حنونة على شفتيها عندما وقعت عينيها على صورة لصغيرتها يوم ميلادها الثالث ووجهها مدهون بالقشدة المخفوقة ( الكريما) من الكعكة التي تعبث بها بيديها ....ضمّتها لسابقتها ثم أخرجت صورة لثلاثتنا تجمعنا يوم زفافنا....تنهّدت برجاء وضمّتها لصدرها وهمست:
" ليسعدكما الله ولا يبعدكما عن بعضكما.."

ثم ألحقتها بأختيها لتطالعهما عندما يأخذها الشوق وهي في غربتها الجديدة...!!...رنّ هاتفها فرّدت بوجهها البشوش الذي يخفي أوجاعها:
" أهلاً عزيزتي ايمان ....نعم أخبريني اين وصلتِ بالتحضيرات؟َ!.."

زفرت أنفاسها وقالت بحماس مخالف للإرهاق الذي تعيشه هذه الأيام بسبب تكثيف نشاطها لتنهي أعمالها وتضبط أمورها في الصحافة :
" كل شيء تمام فتّون...لا تقلقي ....ها أنا وضبتُ أمور عملي وحقيبتي جاهزة وبقي عليّ اللقاء بالسيد عبد الكريم لأسلمه مكتبي ولنتفق على كيفية تسيير أعمالنا....فأنت تعلمين سأتواصل معه عن بعد !!..."

" آه عزيزتي كم أتعبك معي !!....كيف سأردّ لك كل هذا حقاً لا أعلم ؟!.."

" لا تقولي هذا حبيبتي...هل لي أغلى منك؟!....فقط عليكِ أن تكوني قوية وتتماثلي للشفاء من أجلنا جميعاً...."

كان هذا اتصال قبل السفر الى ألمانيا بيومين بين الصديقتين العزيزتين اللتين سارتا معاً على درب الوطنية والأعمال الخيرية منذ اول لقاء جمعهما من سنوات..!!...لقد تخلّت السيدة (ايمان) عن أعمالها هنا وستتابع من هناك كي ترافق توأم روحها ولا تتركها في أحلك ايامها وأشدها احتياجاً لها ....أي في رحلة العلاج للتخلص من المرض الخبيث.!!...نسأل الله لها الشفاء ...!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كنتُ جالساً في ساعة متأخرة من الليل بمكتبي البيتيّ تاركاً الباب مفتوحاً....!! ...وردني اتصال من السيد (ماجد) يطلعني به عن أحوال المعسكر والحركة على الحدود......فالأيام التي تصحب التحضير للانتخابات تعود المناوشات بين داعمي الاحزاب بمختلف اطيافهم وعادةً الصراع الأعنف يكون بين حزب الثوار وحزب المعارضة المتمثل بـ(عاصي رضا) واتباعه......مرّت ايام ليست بقليلة دون أن أذهب الى المقرّ على الحدود وكنتُ أجهل آخر المستجدات...فقال لي بعد شرح يسير عن الاوضاع:
" ..لقد وصلنا ان الصفقة ستكون مطلع الشهر القادم.."

اجبت:
" وما هي تحضيراتكم لذلك؟؟.."

" لقد رشحوا كتيبة الفهد الأسود وكتيبة النسور لتتولّى احداهما المهمة....لكن الأصوات ذهبت للفهد.."

زفرتُ أنفاسي بضيق هاتفاً:
" مطلع الشهر القادم سيكون بعد اربعة أيام...هل تعي ما تقول؟؟...كيف ستستطيع كتيبة الفهد تولّي المهمة؟؟!.."

ثم اردفتُ سائلاً:
" منذ متى وانتم تعلمون عنها ؟!.."

أجاب:
" قبل اسبوع ونصف تقريباً..."

صرختُ قائلاً:
" ولمَ الى الآن حتى عرفت أنا ؟َ!...هذا غير منطقي بتاتاً..."

رد بهدوء:
" لأنك كنتَ منشغلاً بوفاة جدتك ولم يكن الظرف مناسباً لإخبارك.."

اجبت:
" اذاً وكّلوا المهمة للنسور..!!.."

قال ببرود واثقاً:
" حُسم الأمر...كتيبة الفهد الأسود من ستقوم بها!.."

لم استطع كبح جماح غضبي فقلتُ بنبرة حادة مرتفعة وباحتدام:
" اذاً دمّروا كتيبة الفهد الأسود لتكون نهايتها مطلع الشهر القادم..!!.."

ثم اغلقت هاتفي بفظاظة مستاءً دون أن استمع لردّه...!!

من اصعب المهمات هي التي تكون خاصة باحباط صفقات تهريب الأسلحة الدولية بسبب التشديد الكبير بحذرهم عليها وحمايتها ... اصحاب الشأن !!....وللغرابة لم تكن تابعة للبغيض لكن تخص معارفه من السياسيين .... ومثل هذه لا يُخطط لها بسهوله وبيومين!!...هم يعلمون حق المعرفة أن بها مخاطرة كبيرة...يجب أن ندرس كافة الجوانب وفحص الطرقات والأماكن التي ستتم بها لرسم خطّة مُحكمة لا خطأ بها وتكون بكامل السرية حتى أنها تقتصر على معرفة الرؤوس الكبيرة من الثوار حرصاً من أي هفوة توقع بنا !!....سأتنازل عن دوري بهذه المهمة فأنا لا استطيع تحمل مسؤولية فشلها والتي بنسبة كبيرة ستُزهق الكثير من الارواح إن حدثت أي زلّة...!!...
فليتحملوا هم نتيجتها وعلى ابعد الحدود ليقوم بقيادتها قائدنا الأكبر....أما أنا مؤكد لن افعلها ولن اهتم لإصرارهم...!!

×
×
×

في اليوم التالي من مكالمتي للسيد (ماجد) طلبت مني (ألمى) الذهاب لبيت والدها لقضاء الوقت مع خالتها التي ستسافر من اجل مؤتمر للاجئين في المانيا!!...كان هذا حسب ظنّها أو كانت هذه الكذبة التي ابتدعتها السيدة (فاتن) لتخفي حقيقة مرضها عنها وحقيقة مصيرها ...!!
وكان سبب آخر يدورُ في رأسها لا يقل اهمية عن توديع خالتها بل ربما أهم بنظرها....فقد قررت أن تقابل والدها لتخبره عن جملة وحيدة باسمٍ ساطع تتردد على مسمعها مرّ صداه في اروقة عقلها:

" اذاً دمّروا كتيبة الفهد الأسود لتكون نهايتها مطلع الشهر القادم..!!.."


**********( انتهى الفصل الرابع والعشرون )**********

قراءة ممتعة ان شاء الله....

حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم...

[shezo]

مرحبا.صباح السعادة والخيرات أحلى ألحان

☆ما بعد العاصفة☆

الهدوء يلف حياة ألمى وهادى كالاصدقاء وهذا طبعا شئ جيد بعدما حدث وأن بحتدم صراع ما بينهما او شئ من هذا القبيل

مقدم عمر الظريف وأسرته للتهنئة كمن يرش الملح على الجرح ولكنها فرصة لنا لنشاهد تلك الشخصيات الجميلة ذات التعليقات الفطريةالجميلة

لكن يبدو ان ألمى تعيش صدمة متاخرة نتاج لما حدث فتتعامل بفتور مع كل الاشياء وهذا يحدث كثيرا كرد فعل متأخر

وقد نجح هادى في التغطية على سلوكها الفاتر أمام اصدقائه والذين إلتقتهم ألمى من قبل وكانت متجاوبة معهم وسعيدة بنمط تلقائي من البشر لم تجده ببيت والدها

ولكنى اظن ان زواجهم مضى عليه الكثير وليس شهرا فقط..ام اننى يخيل إلي

ويتضح بعد ذلك ان سبب فتور ألمى وارتفاع درجة حراراتها هو إضطراب الهرمونات لديها
والذى اكتوى هادى بنارها معها

☆ فراق وشيك☆
خالة ألمى وإستعدادها للسفر كما أى عربي ياخذ معه اخلى ذكرياته معه سواء صورا او اغاني أو كتابا قديما بجوار المصحف الذى لا ينساه
ومع مرضها تكون هذه الأشياء زادا تمدها بالرغبة فى الحياة
وتصحبها إيمان التى أثبتت عبر الايام متانة وقوة صداقتهما

☆الصفقة المنتظرة☆
يغضب هادى ان لا يكون ضمن الكتيبة التى ستتولى امر التعامل مع تلك الصفقة
لكن السئ هنا أن ألمى تلتقط جملته الاخيرة وتنوى نقلها لوالدها وهي ذاهبة إليه بحجة توديع خالتها

فلما إستلفت نظرها الإسم وكيف خمنت أن هذا الأمر بهم والدها وكيف تفعل هذا بنقل أخبار تخص هادى لأبيها وكان المفترض ان تكون ممتنة له على وقوفه بجوارها
اشعر وكان ألمى اصابها الجنون بعد تلك الواقعة

سلمتى حبيبتى على تتمة الفصل الجميلة ذات النهاية المثيرة ايضا
وبهذا يكون الفصل طويل بالفعل إستلزم منك مجهودا كبيرا ليخرح بهذا النستوى من التميز والإبداع

دمتى مبدعة ودام ألقك
أختى ألحان الربيع

[ألحان الربيع]

مرحبا


شكراا عالتعليقات ....رح ارجع ارد ان شاء الله لاحقاً لاني شوي مشغولة...اسفة عالتاخير

[سكون ليلة]

إفتتاحة الفصل رائعة رااائعة ، الفصل بالمجمل جميل لا يقل عن الفصول السابقة ، وأرى أيضًا أنك أصبحت تتبعين نهج جديد في القفلات الحماسيية ، ومتشوقة للفصول القادمة ، سلمت أخت ألحان ❤️

[ألحان الربيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيكهيون

شكرا يا لحون على الفصل الجميل بانتظار التكملة على ةحر من الجمر
بظن انو ثنائي احمد و لمار صار من مفضليني بعد هادي و لمى مع انو طريقة احمد شوي مستفزة حتى لو بدو ينصحها النصائح ما بتكون هيك انا شخصيا لما ينصحوني على طريقة الامر بعاند و بحجر راصي حتى لو كانت النصيحة فيها فائدة الي بس ما بحب هاي الطريقة للنصائص...
تخيل مظهر احمد و هو رايح جاي يستغفر الله و يحاول يضبط نفسه عشان ما يغره الشيطان و بعدين بحركة من لمار صار جامد و كل شيء مارسه من ضبط النفس صار عباءا منثورا جابلي الضحك
حتى لمار كانت تقول لاحمد يا حضرة الشيخ احمد بطريقة ساخرة و بعدين فجأة صار شيخها الوسيم🤣🤣🤣🤭🤭 هثنائي دخلي قلبي بدون مكابح

لما قرأت انو امى بتخبي شيء عن هادي كمان عقلي صار ك ..خلي الولد يتنفس شوي شوفي كمان مصايبك ما بتنتهي😒
بس ردة فعل هادي كثير اعجبتني انو حاول يحتويها حتى لو كانت على خطأ بس هداك مو وقت العتاب يا عملي وقف بجنبها و ضمها..🥺🥺منيح يلي ادرك انو الدنيا فانية ويلزم للمرأ يعتني بأحباءه و عائلته
رد لمى انو عاصي رح يصير جد ينطبق عليه المعنى ^جئت لتكحليها فأعميتها^ ياخي هاد البنت متهورة زيادة عن اللزوم الله يعين هادي عليها و يرزقه طول البال

يا اهلا وسهلا بالجميلة بيكهيون 😍

كثير مبسوطة انه الفصل أعجبك الله يسعدك ❤

صحيح طريقة الأمر بتستفز حتى الأطفال اذا بتيجيهم بالأمر ما بيسمعوا الكلمة هههههه بس هون اجاها بالعالي لأنه غيران عليها ....احيانا نحتاج للحزم 🤣......وطبعا أنا حبيت اظهر أحمد كأي انسان عادي ....الصراحة بنقهر بحياتنا لما بكون انسان ملتزم بالدين نوعا ما ويخطئ ويصيروا الناس يعايروه كأنه منزّل عن الخطأ...بيستنوه على غلطة عشان يفضحوا عرضه ههههه ....الشيخ هو انسان يصيب ويخطئ ...يقاوم ويضعف....يلتزم بقوة مرة ويصيبه الفتور مرة........يعني لا نبي ولا ملاك....وأحمد يجاهد على الالتزام بزمن الفتن لكن تأتيه لحظات يفقد السيطرة ويضعف وخصوصا أول مرة يتعامل مع انثى مباشرة منذ لقائهم الأول ..كيف وان كانت ميار الشقية الحبوبة هههه ...فلأنه بدأ يفكر فيها من قبل كان اللقاء الثاني عليه أصعب بمقاومتها ههههه........ميار ما بتحتاج لمقدمات عشان تقع بزلزال ههههه هاذ اختصاصها بس المهم ميقللش قيمتها وهو بالتفكير فيها بجدية مع مقوماته اللي بتعجبها خلاها تستسلم للشيخ الوسيم ههههه🙊
وتعليقك والله عنهم خلاني اضحك 😂أنت سكرة 😘


ألمى المصايب بتدور عليها هههههه عندها جاذبية كبيرة الها هههههه ..نصيبها😅......ان بعد العسر يسر....

هادي وهو في طريق السفر قرر يفتح صفحة جديدة ويترك الحرب فلأنه عاهد نفسه كان لازم يكون عند عهده غير انه قد ما كان ممكن يزعلها ويغضب منها الا انه مستحيل يسمح بنسمة تجرحها ...فهون كان في حالة دفاعية شرسة عنها مع الاحتفاظ بعهده لنفسه 😊


شكرااا كثير كثير على ردك المبهج الجميل🥰😍 وما بتعرفي قديش تعليقاتكن بتخليني استمر لأنه كثير بتيجيني لحظات استسلام وتوقف وبشوف الرواية سدة سودا🤫🥲

ليلتك سعيدة🌷🌷

[ألحان الربيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo

مرحبا.صباح الورد والجورى لألحان الإبداع

☆رياح الغضب☆
المشاهد الاولى جاءت واقعية جداx بمقدم عاصى بناء على إتصال ميار وكأنه على موعد مع هادى بصحبة أحمد

وصفك لما إنتابهما من قلق ووجل خاصة مع البوابة المفتوحة وسيارة صلاحx جاء طبيعيا جدا
فكان للظنون أن تعصف بهما كما تشاء

بينما إلتجاء ألمى للإحتماء وراء ظهر هادى فهو تصوير جميل جدا حددت به ألمى لمن تنتمى
هذا السلوك اللاإرادى منها يجب أن يذكره هادى عندما تخبره بسبب تجرأذلك الصلاح عليها
لكى يهدأ ولا ينتابه الغضب عليها

لقد تصورت أن ثائرة هادى ستحرق ألمى قبل الجميع
ولكن كان جميلا منك جدا وموفقة فيه وانت تصبغين عليه الهدوء ومحاولة التعامل بحكمة وروية
وكما ألبسها البالطو خاصته يجب أن يلبسها الامان والسكينة أيضا
وقد منحها ذلك بالفعل وهي تقص عليه ما حدث وتبرر خطأها

أبدعتى حبيبتى في الحوار الذى دار بداخل نفس هادى
وهذا ما كان يجب أن يتعامل وفقا له مع ألمى بالرضا بما منحه الله له من عطايا كثيرة ويترك هواجس المستقبل فهو بيد الله

☆إعلاء المصلحة☆
عاصى يثبت في كل الاحوال كم هو دنئ لا يهمه سوى المال بالمقام الأول
ومن الجيد أن وصلت تلك الادلة الدامغة عليه لأيدى سامى وفك شفرتها حتى ينال جزائه العادل وهو يدعى الوطنية ورغبته في الحصول على منصب جديد
فالحق لابد ظاهر وإن بدا للطغاة انهم يستطيعون تزييف الواقع بأباطيلهم

إذ رغم حبه لألمى فهو يعلى مصلحته مع والد صلاح فلا يريد الاتصال بالشرطة

والذى كان ينبغى لنخوته كأب أن يسارع بذاك
واخشي مع مقدم الشرطة أن يقلب صلاح الحقائق ويدعى على ألمى بانها من دعته لديها لما علمه عن تجمد العلاقة بينها وهادىx وأيضا يستند انه لم يكن بوعيه بفعل تاثير الخمر
وهذا بالفعل هو ما سيثير الرياح السموم في اجواء هادى وألمى والتى بدأت يلفها الهدوء

☆سؤال..وإجابة☆
للاسف فإن التحقيق في قضايا الإغتصاب أو محاولته تحتوى على إجراءات وتفاصيل قد تضر الفتاة أكثر مما تفيد نفسيا وعضويا
وكثيرا ما يلجأ المتهم لقذف المجنى عليها بالباطل بإتهامات تسئ لسمعتها او أنه لم يجبرها وان بينهما علاقة برغبتها
واشياء كثيرة لا تسهم في كثيرx من الاحيان في إثبات الجرم
غير تعرضها للكشف الطبي لإثبات الواقعة
واحيانا تندم الضحية لانها أبلغت الشرطة

وقد كان ما توقعت بإلماح صلاح لتجمد علاقة هادى وألمى
وقد استطاع هادى تدارك الموقف امام عاصى وايدته ألمى
ولهذا يبقى عليه ان يدخض دليل صلاح وهذا ماكان عليه فعله من البداية فلن بستمر كثيرا زواج بالشكل الذى انتهجه أولا لأن زواجه صحيحا

ثانيا لوجود المشاعر المتبادلة بينه والمى فلا يجب ان يظل كحائط الصد بسبب ذلك العاصي الذى ليس من ورائه أى خير

وبالفعل لقدإندهشت من هدوء هادى وعدم إندفاعه لانها افشت سره وقد قصت له لمن أفشته فلم يكن صعبا التكهن بأنها الشيطان سوزى

حبيبتي الغالية💕يسعد مساك😘


اجا الوقت ليهدأ هادي معها ههههه قبل هبوب تورنادو ويقلع معه الاخضر واليابس😂😂...مسكين لسة ما شاف يوم حلو يعيشه معها ههههه ...هندللهم حبتين بعدها نقصفهم😉😁

أما عاصي يبقى عاصي الى النهاية 😤

صادقة 100% بشأن قضايا الاغتصاب ....الكشف الطبي بحسه لا يقل بشاعة عن الحدث نفسه ....يعني البنت مثل ما اعتدي عليها رغما عنها وانتهكت خصوصياتها وشرفها على يد مجرم دون رضا منها فالكشف الطبي ستعرض جسدها لتقييمه دون رضا منها وكأنه سينما للمشاهدة وحتى لو كان على يد طبيبة انثى.....الله يحفظ بنات المسلمين جميعا🤲

[ألحان الربيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo

☆مقاليد القلب☆
ما خفف من وقع الاحداث المؤلمة هو ميار وأحمد عصفورى الكناريا مع أن احمد كان يجب تشبيهه سابقا بالغراب لتعتنه الشديد ورفضه الزواج
بينما الحوارات التى دارت بينه ونفسه
اجدتى التعبير عنها بكل مهارة
كما لو كان إنقسم لشخصين كلا منهما يحاور الآخر ويفند حجته فى صراع بين القلب والعقل
ولكن القلب ما دامت نبضاته تسارعت واختل توازنها فلينتحي العقل جانبا
فهو بالفعل ذلك الشعور الذى يؤلف الله له القلوب علي بعضها حتى لو إختلفت المواصغات تماما عما يضعه أحمد من شروط لمن سيتزوجها إن فعل نظرا لإلتزامه الدينى الشديد

فجاء رفقه الشديد بميار مخالفا لطبيعته وإستطاعته إخماد صوت العقل ليخفف عليها وطأة الصدمة
ووصوله إلى رغبته للزواج بها هذا قمة الإعجاز

المشهد الخاص بهما حبيبتى ألحان ليس قصيرا بل ملائم جدا وأستطعتى فيه أن تحللى المشاعر بنظرة خبير ثاقبة وبأسلوب راق وحساس
وأنت تنتقلين في وصف تقلباته لعدم الظهور بمظهر الضعيف المتيم

بينما ميار العسل وهي تقيمه اضحكتنى في عز الاجواء المشحونة
فعلي الرغم من نقمتها من فظاظته إلا انه يظل زلزال حتى لو كان باب صدئ وهى لا تدرى عن الصراع القائم في جنباته بسببها...ماذا اقول ألحان عل القادم خير ونوفق رأسين في الحلال

☆ اوله شرط ..آخره نور☆
هكذا انت حبيبتىx لحونة.. مادام الوضع بين احمد وميار بدأ يأخذ الخطوات الرسمية

ورب ضارة نافعة وهنا نافعة جدا وبشرى خير وشربات وحلويات للمدعوين

الحديث الذى دار بين ميار واحمد وهو يؤكد رغبته بالزواج فعلا ليجعل إدعائه انها خطيبته حقيقة واقعة

وليس عيبا أن يوضح كلا الطرفين ما يرغبه في الآخر وشروطه التى هي ليست شروط
فما يرغبه أحمد بميار كان يجب ان تفعله هى من نفسها فحجاب الفتاة هو صيانة لها وواجبا ان تفعله ما إن تبلغ السن المناسب له وليس بعد وهى طفلة كما يعمد البعض لذلك

ويبدو أن الزلزال الشيخ الوسيم قد احتل قلب ميورة الجميلة وتم توقيع إتفاقية الخطبة ووضع أول بنودها
وما أجملها من معاهدة علي الحب برباط مقدس ميثاقة الوفاء والإخلاصx

لينتهى الفصل بموت الجدة الطيبة ولا تثريب على هادى فحياته لم تسر يوما كما أرادها بل فرضت عليه تفاصيل كثيرة باعدت بينه ومن يحب
وحتي اللقاء كما الفراق نصيب
وكما قلت يستطيع بر جدته ووصلها بالدعاء والصدقة

سلمتى حبيبتى علي الفصل لن اقول نصفه فهو طويل بالفعل ويحتوى الكثير والكثير من الأحداث التى صغتها مخالفة لتوقعاتنا ولكن أسعدتنا
صياغتك جاءت جميلة جدا واجمل من التوقع نفسه
وتجلى واضحا قدرتك علي الإبداع سردا وحوارا واحداث متجددة شكلا ومضمونا رغم المصاعب الكثيرة التى واجهتك في كتابة هذا البارت
بارك الله في مصداقيتك وموهبتك الجميلة

بإنتظار باقى الفصل
لك كل المودة والمحبة الخالصة أختى ألحان

أحمد بذكرني بأخي ههههه.....كان يصرع دماغنا وهو يقول شو مواصفات شريكة حياته اللي بده اياها...بعد فترة هووب بده يخطب بعد ما وقع بالحب وبتطلع عكس كل طلباته .....اللهم الشكل بس زي ما بحب 😆😆
القصد أنا اريد وانت تريد والله يفعل ما يريد......ومثل ما قلت شعور يؤلف الله له القلوب لو اختلفت المواصفات التي نتمناها 🥰👍

ميار تشبه شخصية سامي كثير ...بيّنت سابقا عن سامي يوم حادثه انه ما بيستمر بجو الحزن يعني لما مات زميله على طول استجمع حاله واستمر بحياته ما سمح للحزن يخيّم عليه ....هيك ميار بالضبط وطبعا بعد ما اطمأنت انه ما في ضرر عليها وعلى صديقتها....

فرحت كثير انه اعجبك مشهدهم 😍

صرتي مجهزتيلهم الشربات أختي آمال هههههه بالمرة نحضّر الخواتم هههه...طب بلكي أمه ما تعجبها العروس 😆😈

ان شاء الله قريبا هنعرف لوين رح يوصلوا😉 🙊


تسلميلي قديش بتفهميني وبتوقفي جنبي تجبري خاطري ❤❤.....بكون مثقلة جدا منه وكلماتكن وتشجيعكن بيجي بلسم لروحي وبخليني على الأقل ارضا عنه ....🥰🌺

بارك الله فيكِ على كلماتك وتعليقاتك اللي بتتكرمي فيها عليّ🌹🌹🌹


ليلتك سعيدة🌸

[ألحان الربيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 3 والزوار 2)
‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع, ‏شاكرة


مبدعة ومتميزة و صاحبة أنامل ذهبية كما تعودنا منك يا ألحان

ربنا يزيدك موهبة و تألق يا جميلة 🌹

يا الله..كل هذا الحكي الي؟؟🙈
كثيييير عليّ هيك كلماتك حلوة وتشجيعية ...يارب ياا رب اكون استحق ولو القليل منها ❤❤

عن جد خجلتيني بلطف كلماتك اختي الغالية موضى..بوركتِ🌹...
.الله لا يحرمني من وجودكن معي 💕💕


ليلتك سعيدة🌺

[ألحان الربيع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo

مرحبا.صباح السعادة والخيرات أحلى ألحان

☆ما بعد العاصفة☆

الهدوء يلف حياة ألمى وهادى كالاصدقاء وهذا طبعا شئ جيد بعدما حدث وأن بحتدم صراع ما بينهما او شئ من هذا القبيل

مقدم عمر الظريف وأسرته للتهنئة كمن يرش الملح على الجرح ولكنها فرصة لنا لنشاهد تلك الشخصيات الجميلة ذات التعليقات الفطريةالجميلة

لكن يبدو ان ألمى تعيش صدمة متاخرة نتاج لما حدث فتتعامل بفتور مع كل الاشياء وهذا يحدث كثيرا كرد فعل متأخر

وقد نجح هادى في التغطية على سلوكها الفاتر أمام اصدقائه والذين إلتقتهم ألمى من قبل وكانت متجاوبة معهم وسعيدة بنمط تلقائي من البشر لم تجده ببيت والدها

ولكنى اظن ان زواجهم مضى عليه الكثير وليس شهرا فقط..ام اننى يخيل إلي

ويتضح بعد ذلك ان سبب فتور ألمى وارتفاع درجة حراراتها هو إضطراب الهرمونات لديها
والذى اكتوى هادى بنارها معها

☆ فراق وشيك☆
خالة ألمى وإستعدادها للسفر كما أى عربي ياخذ معه اخلى ذكرياته معه سواء صورا او اغاني أو كتابا قديما بجوار المصحف الذى لا ينساه
ومع مرضها تكون هذه الأشياء زادا تمدها بالرغبة فى الحياة
وتصحبها إيمان التى أثبتت عبر الايام متانة وقوة صداقتهما

☆الصفقة المنتظرة☆
يغضب هادى ان لا يكون ضمن الكتيبة التى ستتولى امر التعامل مع تلك الصفقة
لكن السئ هنا أن ألمى تلتقط جملته الاخيرة وتنوى نقلها لوالدها وهي ذاهبة إليه بحجة توديع خالتها

فلما إستلفت نظرها الإسم وكيف خمنت أن هذا الأمر بهم والدها وكيف تفعل هذا بنقل أخبار تخص هادى لأبيها وكان المفترض ان تكون ممتنة له على وقوفه بجوارها
اشعر وكان ألمى اصابها الجنون بعد تلك الواقعة

سلمتى حبيبتى على تتمة الفصل الجميلة ذات النهاية المثيرة ايضا
وبهذا يكون الفصل طويل بالفعل إستلزم منك مجهودا كبيرا ليخرح بهذا النستوى من التميز والإبداع

دمتى مبدعة ودام ألقك
أختى ألحان الربيع

مراحب😍


طبعا من اعراض الدورة الشهرية ممكن يكون الاكتئاب والغضب والفتور من كل شيء باختصار المزاج السيء والكثيير غير الاوجاع و حتى احيانا تكون اعراض قريبة لأعراض الحمل وممكن ان تشك الواحدة بوجود حمل ببعض الاحيان وهو يختلف من امرأة لأخرى وأكيد انا كان لي هدف لوضع ألمى وما تعيش بهذا المشهد 🤭🏃‍♀️


نيجي بقى للمدة الزمنية لزواجهم 😂انت ذكرتيني بامي وهي تراجعلي كان تعليقها مثلك ههههه😁
من الفصل ٢٠ للفصل ٢٤ صار احدااث كثيرة ومتسارعة ومتلاحقة ...مأخذوش نفس مساكين😈😂
المهم المدة هي شهر واسبوع وثلاث ايام تقريبا لو بدي اكون أدق شوي.....
تزوجوا وانخطفت من العصابة بنهاية الاسبوع تقريبا......بعد يومين اجا احمد وجبله صفقة وهو بعد يومين عرضها ععاصي....وبعد تقريبا اسبوع سافروا شهر العسل اللي كان مدته اسبوع وهيك بيصرلهم متزوجين ٣ اسابيع وشوي 🤭.....شهر العسل روحوا متخانقين وهادي معصب عليها ومر كمان اسبوع لحتى يوم حفلتها وسفره المفاجئ عشان جدته....هيك بكون شهر وتقريبا يومين ثلاث ..وبعزاء جدته ٣ ايام ورجع وبعد ٣ ايام زاروهم اصحابه .....المجموع تقريبا شهر واسبوع ويومين او ٣ 🙈🙊🏃‍♀️
⬆️⬆️
بالتفصيل الممل 😂🤭 مش تهربي مني🥱 ....بس حبيت اوضح مثل ما وضحت لأمي😌🥲🤫


بالنسبة لجملة هادي وكيف استلفتت نظرها....اذا بتتذكري لما انهار عاصي ومزق الجريدة ولملمتها وقرأت عن الفهد الاسود وناقشت خالتها وعرفت انهم ضد ابوها وانقهرت عحسابه.......لهيك الاسم بتعرفه ....أما لشو قررت تنقله شو سمعت رح ان شاء الله يبيّن الفصل الجاي 👍😊

والله يسلمك ويعطيكِ حتى يرضيكِ أختي أجمل آمال 🥰🌷